اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

أمجد1

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    1525
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو أمجد1

  1. [center] [size=25] رسالة من جماعة المسجد لمن لا يشهد صلاة الجماعة[/size] [size=21]الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد: ـ أخانا العزيز / ......................................................... وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انطلاقا من قول الله تعالى:" وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " .وقوله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة" قالوا: لمن؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ونظراً لما لاحظناه عليك ـ أخي العزيزـ من تقصير في أداء الصلاة وعدم حضورها مع الجماعة ، فإننا أحببنا تذكيرك ، ولقد سئل سماحة الشيخ ابن بازـ حفظه الله ـ عن الجار الذي لايصلي مع الجماعة ؛ فأجاب بأن على جماعة المسجد نصحه فإن لم يؤدها مع الجماعة يرفع أمره إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إلى المحكمة للنظر في أمره . لذلك فإننا نريد إبراء ذمتنا وتذكيرك بعدة أمور نأمل منك قراءتها بتفكر وتفهم وقبولها منا بصدر رحب ثم العمل بمقتضاها منفذاً أوامر الله مجتنباً نواهيه. أولاً: تعلم ـ ياأخي ـ أن الصلاة هي عمـود الإسلام وأن تركها كـفر فالذي لايصلي كافر خارج عن ملة الإسلام لقول الرسول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " . ثانياً: التكاسل عن صلاة الجماعة من صفات المنافقين،قال تعالى: " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً "،وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها ـ أي صلاة الجماعة ـ إلا منافق معلوم النفاق ".فهل ترضى لنفسك أن تكون مع المنافقين الذين قال الله فيهم: " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار … " ؟ ثالثاً: لقد جاءت الأدلة الشرعية بالوعيد الشديد لمن تخلف عن صلاة الجماعة ومنها قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون.خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون "،قال سعيد بن المسيب في معنى هذه الآية: " كانوا يسمعون (حيّ على الصلاة،حيّ على الفلاح ) فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون " ،وقال كعب الأحبار: "والله مانزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعة " .وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه أنه قال : " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ،ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ". رابعاً: تعلم أن الله تعالى أوجب صلاة الجماعة في حال الحرب ،فهي تجب على المسلمين وهم مهددون بهجوم أعدائهم عليهم،فما بالك في حال السلم؟!كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن للأعمى الذي لا يجد له قائداً يوصله إلى المسجد بأن يصلي في بيته؛بل قال له:هل تسمع النداء ؟قال الأعمى :نعم ،فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " فأجــــب ".فما بالك بالمبصر السليم؟! خامساً: إن الذي يترك الجماعة بغير عذر لاتقبل منه صلاته في بيته لقوله صلى الله عليه وسلم: " من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا وما العذر قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى" الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 551 سادساً:اعلم أن كل خطوة تخطوها إلى المسجد يكتب لك بها حسنة ويكفر عنك بها خطيئة، كما أنه يكتب لك براءتان،فقد قال النبي :" من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان:براءة من النار وبراءة من النفاق " ثم إن لك بشرى من الرسول وأنت تسير في ظلام الليل إلى المسجد حيث قال: " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ". وأخيراً نسأل الله تعالى ألا تكون ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة،ونسأله تعالى أن تكون ممن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد. جعلنا الله وإياك من المخلصين في أقوالهم وأعمالهم،وأدخلنا برحمته في القوم الصالحين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [/size] [/center]
  2. [center] بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يااخواني واخواتي موضوعي اليوم بإذن الله عن السلام وسبب اختياري لهذا الموضوع أن الكثير من الناس تركوا السلام ومنهم للأسف الشديد ترك السلام تحية الاسلام تحية اهل الجنة وأخذ بتحية الكفر وأولائك هم الخاسرون ونحن كمسلمين نمتاز عن غيرنا بأن تحيتنا ثابتة من بداية البشرية عندما أمر الله عز وجل آدم أن يسلم على الملائكة. وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ألا نرد على من يبدأ الموضوع قبل السلام وللأسف هنالك كلمات إستبدلت بالسلام مثل هلا مساء الخير----) وغيرها كثير أنا لاأقول لكم لاتقولوها بل قلها ولكن بعد السلام وحكم رد السلام شرعا هو فرض عين اذا سلمت على واحد وفرض كفاية اذا سلمت على جماعة(أكثر من واحد) والأفضل أن يرد الجميع ليحصلوا على الأجر والثواب والأصل في السلام أن تسلم على من عرفت ولم تعرف وهو من أخير الأعمال في الاسلام فقد سئل رجل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (أي الاسلام خير)فقال صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف(صحيح البخاري) فالأصل أن تسلم على من عرفت ولم تعرف ومايحدث في زماننا هذا أن أكثرنا يسلم على من عرف فقط فهو علامة من علامات الساعة فقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ذاهبا الى السوق مع أحد أصحابه فدخل الى أحد الدكاكين وعندما خرج قال له صاحبه مالك لم تفعل شيئا أي ماأشتريت شيئا فرد عليه إنما نسلم على الناس وصلو الى هذه الدرجة ان الرجل يدخل الدكان ليسلم على ناس لا يعرفهم والسلام سبب من اسباب دخول الجنة وانتشار المحبة فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ألا ادلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم أفشو السلام بينكم والسلام ثلاثة درجات وهذه القصة توضح ذالك:دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عشرة ثم دخل آخر وقال السلام عليكم ورحمة الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عشرون ثم دخل ثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثلاثون وهنالك الكثير من الفضائل والقصص عن السلام ولكن لا أريد أن أطيل عليكم وفي النهاية فأوصيكم بالسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أذكركم بأن الدال على الخير كفاعله (ملاحظة جدا مهمة وهي لا يجوز أن ترد السلام بأقل منه أي اذا قلت لك السلام عليكم ورحمة الله لايجوز أن ترد علي وعليكم السلام بل الأدنى أن ترد علي بنفس سلامي والأفضل أن ترد أفضل منه أي تزيد وبركاته لقوله تعالى((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) ويجب أن لا تسلم على الكافر وإذا سلم عليك أن تقول وعليكم). [/center]
  3. [b] [center] [size=25]أين أنتِ من الصلاة ؟!! أختي الغالية ، من الاعماق أهديك شجون الأخوة ، ومن الأخوة أهديك سلام الوّد ، ووالله أني أحمل لك كل معاني الاخوة الصادقة ، كيف لا ، والله يقول (( إنما المؤمنون إخوة )) فإذا ضاق الصدر ، وصعب الامر ، وكثر المكر ، واذا أظلمت في وجهكِ الايام ، واختلفت الليالي ، وتغير الاصحاب ، فعليكِ بالصلاة .... أختي الغالية ، لعل من الاصوات الجميلة التي تخرق أسماع آذاننا في كل يوم خمس مرات دون ملل أو كلل ، ذلك الصوت الذي لطالما سمعناه دون تدبر ، يقول ( ... وكأني أول مرّة في حياتي التي عشتها ، ومن عمري الذي مضى منه أربعين عاما ، أسمع ذلك الصوت وهو يشق طريقه في سكون الليل الهادئ ليعانق نجوم السماء ، ويرفع معه دموع الباكين من خشية الله ، لتستقر في جوار الله تشفع لصاحبها بإذن ربها ... )[1][1] نعم صوت المؤذن الهادئ ، وهو ينادي " حيّ على الصلاة ، حي ّعلى الفلاح " صوت يحمل في رياحه عبق الذكريات ، فكأنما " بلال " يصعد على ظهر الكعبة لينادي المسلمين الى الصلاة ... أختي المسلمة ، هداكِ الله ، أليس لكِ في رسول الله أسوةً حسنة ؟ ألا تبصرين اذا أصابه همّ أو ألمّ به تعب قال " أرحنا بها يا بلال " نعم فهو القائل عليه أفضل الصلاة والسلام " جُعلت قرّة عيني في الصلاة " . من أعظم النعم على المسلمين هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة ، فهي كفارة لذنوبنا ، ورفع لدرجاتنا عند ربنا ، ثم انها علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا ، ألا تشاهدين أؤلئك الذين تركوا الصلاة كيف تسير حياتهم ؟! فهي من نكد الى نكد ، ومن همّ الى غمّ الى ما هو أسوأ ، ومن شقاء الى شقاء ...( فتعساً لهم وأضل أعمالهم ) . اعلمي هداني الله واياكِ ، بقدر ايمانكِ قوةً وضعفاً ، حرارة وبرودةً ، تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك ... ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ولا تكون الحياة الطيبة ، إلا باستقرار النفوس بِحُسْنِ مَوعود الله ، وثبات القلوب على حب الله ، وطهارة الضمائر من الانحراف والضلال ، والصبر امام الحوادث والكوارث ، ابتغاءً لوجه الله ، والرضى بالقضاء والقدر خيره وشره ، وبداية هذا كله الشهادتان ثم الصلاة ثم .... فكانت الصلاة بحق عمود الدين " فمن أقامها أقام الدين " فحافظي على الصلاة في وقتها فانها احب الاعمال الى الله تعالى ، وأول ما يسأل العبد عنها فان صلحت صلح سائر عمله وإلا فلا !! ومن حافظ عليها حفظه الله ، ومن ضيعها ضيعه الله ... وكما جاء في الحديث الصحيح : ( أي الاعمال أحب عند الله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قيل ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين ، قيل ثم أي ؟ قال : ثم الجهاد في سبيل الله ) فالصلاة اكبر عون على تحصيل مصالح الدينا والآخرة ، ودفع مفاسدهما ،، فهي دافعة للظلم ، وناصرة المظلوم ، وقامعة للشهوات ، وحافظة للنعمة ، ودافعة للنقمة ، ومنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة ... فلعمر الله هذا هو الحل لأزمات الناس ومشاكلهم وهو الشفاء لأمراضهم وعللهم ، لكن " وترى الناس سكارى وما هم بسكارى " ولم يوفق اليه الا القليل ، نسأله تعالى ان تكوني ممن وُفَّـق اليه . الحذر كل الحذر من التهاون فيها او تأخيرها عن وقتها أو تأديتها مجاملة أو خوفاً من أحد فهذا استهزاء بالله ، وخداع للنفس ، وقد قال تعالى ( فويل للمصلين ، الذين هم عن صلاتهم ساهون ) . هذا لمن أخرها ، فكيف بمن تركها ؟! قال تعالى ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين ... ) فاتق الله ، وعودي اليه عسى أن تتدارككِ منه رحمه ، وتنالي منه مغفرة . فهيا بنا سوياً الى رياض النعيم ، الى رب غفار رحيم ، هيا بنا الى مناجاة رب العرش العظيم ، فهيا توضئي واذهبي الى مصلاك لتقفي بين يدي ّ العزيز الغفار ، (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) سورة غافر . المصدر : موقع هدي الاسلام [/size] [/center] [/b]
  4. [b] [center] [size=25][b]أسباب مرضُ القلبِ الفتن التى تُعرض على القلوب هى أسباب مرضها، وهى فتن الشهوات والشبهات ،فالأولى : توجب فساد القصد والإرادة ، والثانية: توجب فساد العلم والإعتقاد . عن حذيفة بن اليمان t قال: قال رسول الله r : " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير، عوداً عوداً ، بأى قلب أشربه نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود القلب على قلبين : قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً ، لايعرف معروفاً ،لا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هـواه ، وقلب أبيض لاتضره فتنـة ما دامت السمـاوات والأرض "( رواه مسلم ( 2/270 ، 272 ) الإيمان .وقوله : " مُرباداً" المربد الذى لونه رُبدة وهى بين السواد والغبرة ، و " المجخى " هو المائل عن الاستقامة والاعتدال .) . فقسّم r القلوب عند عرض الفتن عليها إلى قسمين:قلب إذا عُرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء ،فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسودّ وينتكس ، وهو معنى قوله : " كالكوز مجخياً " أى مكبوباً منكوساً ، فإذا اسودّ وانتعكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك . أحدهما:اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً والسنة بدعة ، والبدعة سنة ، والحق باطلاً والباطل حقاً الثانى:تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول r وانقياده للهوى واتباعه له . وقلب أبيض:قد أشرق فيه نور الإيمان ، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت الفتنة أنكرها وردها ، فازداد نوره وإشراقه . سموم القلب الأربعة : أعلم أن المعاصى كلها سموم للقلب وأسباب لمرضه وهلاكه، وهى منتجة لمرض القلب وإرادته غير إرادة الله عز وجل ، وسبب لزيادة مرضه. قال ابن المبارك : رأيت الذنوب تُميت القلوب....وقد يورث الذل إدمانُها. وترك الذنوب حياة القلـوب....وخيرُ لنفسك عصيانُهـا. فمن أراد سلامة قلبه وحياته فعليه بتخليص قلبه من آثار تلك السموم، ثم بالمحافظة عليه بعدم تعاطى سموم جديدة، وإذا تناول شيئاً من ذلك خطأ سارع إلى محو أثرها بالتوبة والاستغفار ، والحسنات الماحية . ونقصد بالسموم الأربعة:فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول الطعام، وفضول المخالطة،وهي أشهر هذه السموم انتشاراً ، وأشدها تأثيراً فى حياة القلب . 1 – فضول الكلام : الحمد لله الذى أحسن خلق الإنسان وعدّله ،وألهمه نور الإيمان فزينه به وجملهُ وعلمه البيان فقدمه به وفضله ، وأمده بلسان يترجم به عما حواه القلب وعقله، فاللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة ، فإنه صغير جرمُهُ عظيم طاعته وجُرمه ، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان، ومن أطلق عذبة اللسان وأهمله مرخى العنان سلك به الشيطان فى كل ميدان وساقه إلى شفا جرف هارٍ إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، عن معاذ tعن النبى r قال:" وهل يكب الناس فى النار على وجوههم – أو قال : على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ " (رواه الترمذى (10/87، 88) الإيمان وقال: حسن صحيح وابن ماجه (3973) الفتن ، والحاكم (2/413) التفسير، وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى وصححه الألبانى) والمراد بحصائد الألسنة:جزاء الكلام المحرم وعقوباته فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حصد الرامة، من زرع عشراً من قول أو عمل حصد الندامة . وقد وردت الأخبار الكثيرة فى لتحذير من آفات اللسان وبيان خطره. فمن ذلك قوله تعالى : } مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{( ق :الآية : 18 ) . وعن سفيان بن عبد الله الثقفى قال:قلت يارسول الله ما أخوف ما تخاف علىّ ؟ قال :" هذا وأخذ بلسانه " وعن عقبة بن عامر t قال:قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك ... " (رواه الترمذى (9/249) الزهد وقال حسن صحيح، وابن ماجة (3972) الفتن، والدارمى (2/298) الرقاق ، والحاكم (2/313) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبى والألبانى) . وقـال r:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" (رواه البخارى (10/445) الأدب ، ومسلم (2/18) الإيمان ، وأبو داود (5032) الأدب ، وابن ماجة ( 3971) الفتن .). وهو من جوامع كلمه r فالكلام إما أن يكون خيراً فيكون العبد مأمورا بقوله، وإما أن يكون غير ذلك فيكون مأموراً بالصمت عنه . وعن أبى هريرة t أنه سمع رسول الله r يقول :" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب "(رواه البخارى (11/266)الرقاق،ومسلم (18/117) الزهد، والترمذى (9/195) الزهد بلفظ : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايرى بها بأساً يهوى بها سبعين خريفاً فى النار " وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه) وعن عبد الله بن مسعود t قال : " والله الذى لا إله إلا هو ليس شىء أحوج إلى طول سجن من لسانى " . وكان يقول: "يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم " . وعن أبى الدرداء t قال :" أنصف أذنيك من فيك وإنما جعل لك أذنان وفم واحدٌ لتسمع أكثر مما تتكلم " . وعن الحسن البصرى :قال :كانوا يقولون : إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد ا، يتكلم بشىء تدبره بقلبه ثم أمضاه ، وإن لسان المنافق أمام قلبه ، فإذا هم بشىء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه . فإذا قلت : فهذا الفضل الكبير للصمت ما سببه ؟ فاعلم أن سببه كثرة آفات اللسان من الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والفحش والمراء وتزكية النفس والخوض فى الباطل والخصومة والفضول والتحريف والزيادة والنقصان وإيذاء الخلق وهتك العورات فهذه آفات كثيرة وهى سياقة إلى اللسان لا تثقل عليه ولها حلاوة فى القلب وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان ، فلذلك عظمت فضيلة الصمت ، مع ما فيه من جمع الهم، ودوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة ، والسلامة من تبعات القول فى الدنيا ، ومن حسابه فى الآخرة فقد :} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ{( ق :الآية : 18 ) . 2- فضول النظر: فضول النظر:هو إطلاقه بالنظر إلى الشىء بملء العين، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر . والغض:هو النقص وقد أمر الله عز وجل به فقال : } قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {(النور : الآية : 30 –وجزء من 31 ) . وعن أبى هريرة t عن النبى r:" كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر ،والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش ، والرِجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه "(رواه البخارى (10/26) الاستئذان ، وسملم (16/ 205، 206) القدر، وأبـو داود (2139)، النكاح، وأحمد ( 2/276)) . وعن جرير t قال :سألت رسول الله r :عن النظر الفجأة فقال:" اصرف بصرك " (رواه مسلم ( 14/139) الأدب ، والترمذى (10/229) الادب ، والدارمى(2/228) الاستئذان، وأحمد (4/358، 361)ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره علىالاجنبية من= =غير قصد فلا إثم عليه فى أول ذلك ويجب عليه أن يصرف بصره فى الحال ، فإن صرف فى الحال فلا إثم عليه وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث فإن رسول الله r أمره بصرف بصره مع قوله تعالى : } قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ { شرح النووى على صحيح مسلم هامش ( 14/ 139).) . وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، ووقوع صور المنظور فى قلب الناظر ، فيحدث أنواعاً من الفساد فى قلب العبد منها : أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غضّ بصره لله أورثه حلاوة يجدها فى قلبه إلى يوم يلقاه . [/size][b] [center] [size=25]ومنها :دخول الشيطان مع النظرة ، فإنه ينفذ معها أسرع من نفوذ الهواء فى المكان الخالى، ليزين صورة المنظور ، ويجعلها صنماً يعكف عليه القلبُ ، ثم يعده ويمنيه ، ويوقد على القلب نار الشهوات ويلقى حطب المعاصى التى لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة . ومنها:أنه يشغل القلب ، وينسيه مصالحه، ويحول بينه وبينها ، فينفرط عليه أمره، ويقع فى اتباع الهوى والغفلة . قال الله تعالى :} [b]وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا{( الكهف : من الآية : 28 ) وإطلاق البصر يوجب هذه الأمور الثلاثة : وقال أطباء القلوب:بين العين والقلب منفذ وطريق ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التى هى محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكن معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك . وإطلاق البصر معصية لله عز وجل لقوله تعالى :} قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{( النور : الآية : 30 ) وما سعد من سعد فى الدنيا إلا بامتثال أمر الله ، ولا نجاة للعبد فى الآخرة إلا بامتثال أوامر الله عز وجلَ . وإطلاق البصر كذلك يُلبس القلب ظلمة، كما أن غضّ البصر لله عزّ وجلَ يُلبسه نوراً . وقد ذكر الله عزّ وجل آية النور :} اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيهَا مِصبَاحٌ{( النور : من الآية : 35 ) ، بعد قوله عز وجل :} قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ..... {( النور : من الآية : 30 ) وإذا استنار القلب ، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا أظلم ، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان . وإطلاق البصر كذلك يعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، وغضهُ لله عزّ وجل يورثه فراسة صادقة يميز بها. قال أحد الصالحين:" من عمّر ظاهره باتباع السنة ،وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكفّ نفسه عن الشبهات ، واغتذى بالحلال لم تخطىء له فراسة " . والجزاء من جنس العمل ، فمن غضّ بصره عن محارم الله أطلق الله نور بصيرته . 3 – فضول الطعام : قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الطعام توجد ضد ذلك . عن المقدام بن مَعْد يكرِب قال :سمعتُ رسولَ الله r يقول :" ما ملأ ابن آدم وعاءْاً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه "(رواه الترمذى (9/244) الزهد وقال : هذا حديث حسن صحيح وابن ماجه (3349) الأطعمة، والحاكم ( 4/121) وصححه ووافقه الذهبى الألبانى) . وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصى ، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك بهذين شراً ، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام ، وكم من طاعة حال دونها، فمن وقى شرّ بطنه فقد وقى شراً عظيماً ، والشيطان أعظم ما يتحكم فى الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولهذا جاء فى بعض الآثار : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة . وقال بعض السلف:كان شباب يتعبدون من بنى إسرائيل، فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال : " لا تأكلوا كثيراً ،فتشربوا كثيراً ، فتناموا كثيراً فتخسروا كثيراً " . وقد كان النبى r وأصحابه يجوعون كثيراً- وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام – إلا ان الله لايختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها، ولهذا كان ابن عمر يتشبه به فى ذلك مع قدرته على الطعام ، وكذلك كان أبوه من قبله . عن عائشة ( ا) قالت :" ما شبع آل محمد r منذ قدم المدينة من خبز بُرٍ ثلاث ليال تباعاً حتى قبض "(رواه البخارى (11/282) الرقاق ، ومسلم (18/105 ، 106 ) الزهد .) . قال إبراهيم بن أدهم:" من ضبط بطنه ضبط دينه ، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة ، وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان " . 4 – فضول المخالطة: هى الداء العضال الجالب لكل شر ، وكم سَلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة ، وكم زرعت من عداوة ، وكم غرست فى القلب من حزازات تزول الجبال الراسياتُ وهى فى القلوب لا تزول ، ففى فضول المخالطة خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغى للعبد أن يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينها دخل عليه الشر : احدهما: مَن مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه فى اليوم والليلة فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ، ثم إذا احتاج إليه خالطه ، هكذا على الدوام، هُم العلماء بالله وأمره ومكايد عدوه ، وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله ولكتابه ولرسوله r ولخلقه فهذا الضرب فى مخالطتهم الربح كلّ الربح . القسم الثاني: مَن مخالطته كالدواء ،يحتاج إليه عند المرض ، فما دُمتَ صحيحاً فلا حاجة لك فى خلطته ،وهم من لايستغنى عن مخالطتهم فى مصلحة المعاش وما أنت تحتاج إليه من أنواع المعاملات والاستشارة ونحوها، فإذا قضت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من : القسم الثالث:وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه ، فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن ،وهو من لاتربح عليه دين ولا دنيا ، ومع ذلك فلا بد أن تخسر عليهالدين والدنيا أو أحدهما ، فهذا إذا تمكنت منك مخالطته واتصلت فهى مرضُ الموت المخوف ، ومنهم الذى لايحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ، ولا يعرف نفسه فيضعفها فى منزلتها ، بل إذا تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به، فهو يُحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ، وإذا سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التى لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض . وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة ، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ، فليعاشره بالمعروف ويعطيه ظاهره ويبخل عليه بباطنه حتى يجعل الله له من أمره فرَجاً ، ومخرجاً . القسم الرابع:من مخالطته الهلك كله ، فهى بمنزلة أكل السم ، فإذا اتفق لآكله ترياق وإلا فأحسن الله العزاء ، وما أكثر هذا الضرب فى الناس – لأكثرهم الله – وهم أهل البدع والضلالة ، الصادون عن سنة رسول الله r ، الداعون إلى خلافها ، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة ، وهذا الضرب لاينبغى للعاقل أن يجالسهم أو يخالطهم، وإن فعل فإما الموت لقلبه أو المرض . نسأل الله لنا ولهم العافية والرحمة . [/size] [/center] [/b][/b] [/center] [/b][/b]
  5. [b] [center] [center] [size=25]كونــــــوا كالطيـــــــر [/size] [/center] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [size=25]ما أعذب زقزقة العصافير، وما أعجب تحليقها في السماء، وبسط أجنحتها وقبضها، ما أحكم صنع الله، وقد أمرنا الله سبحانه أن نتأمل في هذه الآية بقوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} الملك: ١٩ وقال سبحانه وتعالى أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّـهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ النحل : 79 [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] إن قلب الطيور يشبه تماماً قلب الثدييات، فهو يتكون من أربع حجرات: اثنتان إلى اليمين، واثنتان إلى اليسار، والناحيتان منفصلتان تماماً، وهو كبير نسبياً، إذ يزن قلب طائر ضعف حيوان ثديي يعادله في الوزن، والقلب في الطيور يتوسط التجويف الصدري وأكثر انحرافاً لناحيتي اليمين والخلف من موضع القلب في الثدييات. وصف الرسول عليه الصلاة والسلام قلوب أقوام من أهل الجنة بأن قلوبهم كالطيور، فقال كما في صحيح مسلم: [ يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ] [size=16]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2840 خلاصة حكم المحدث: صحيح [/size] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] وقد ذكر النووي والقرطبي وغيرهما أن المراد بذلك أمور منها: أن قلوبهم كالطيور من حيث الرقة والرحمة وخلوها من الذنوب وسلامتها، أو مثلها في رقتها وضعفها , أو الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفاً وفزعاً قال عليه الصلاة والسلام: [ لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً ] [size=16]الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2344خلاصة حكم المحدث: صحيح [/size] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] فلنكن طيوراً تحلق في سماء الخشية والخوف من الله عز وجل فلتكن قلوبنا سليمة طاهرة نقية فلنكن كالطير في التوكل على الله عز وجل. [/size] [/center] [/b]
  6. [b] [center] [size=25][size=25][b]يا لساني يا قطعة مني[/size][/size] [size=25] [center][size=25]أبعث إليك برسالة فيا ليتك تعيها وتفهمها جيداً فانتبه لكلامي [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] أنت سبب سعادتى وهنائي أو سبب تعاستي و شقائي فماذا ترضى لي ... ؟ ! أترضى لي الذنوب والآثام والعذاب أم ترضى لي الحسنات والثواب ... ؟ أترضى لي الخـير أم الشر ... ؟ أترضى لي الجنة أم النار ... ؟ [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] اعلم أني محاسب على كل كلمة تنطق بها ... فلا تقل إلا خيراً ، فإنك في الآخرة ستشهد لي أو علي ... أما علمت قول النبي صل الله عليه و سلم : [ وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم ] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 412خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] وأنت تعلم أني لا أطيق النار أنا أضعف من ذلك بكثير ... ! [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] أما علمت قول ربك سبحانه وتعالى : { مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ق : 18 [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] فلا تتكلم إلا بما فيه مصلحة . [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] لا تغتب أحداً ، فإن ربك جل وعلا نهاك عن الغِيبة فقال : { ولا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً } الحجرات :12 [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] لا تنم ، فالنميمة محرمة وقد قال رسولنا صل الله عليه و سلم : [ لا يدخل الجنة نمام ] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 105 خلاصة حكم المحدث: صحيح [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] لا تكن كذاباً ، فقد قال نبيك صل الله عليه وسلم : [ وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذاباً ] الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] أيسرك أنْ أكتب عند الله كذاباً. لا فاحذر الكذب ، وتحرى الصدق ، واجعله شعارك مهما كلفك ذلك ومهما كلفني لا تقل إلا حقاً ، ولا تنطق إلا صدقاً . [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] إياك و شهادة الزور ، فقد قال ربك سبحانه : { واجتنبوا قَوْلَ الزُّور} الحج : 30 [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] وأثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال : { وَالَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ } الفرقان : 72 [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] و عن أبي بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صل الله عليه و سلم : [ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قال : قول الزور ، أو قال : شهادة الزور . قال شعبة : وأكثر ظني أنه قال : شهادة الزور ] [size=16]الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5977 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [/size] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] فاحذر يا لساني أن تشهد زوراً ، فإن ذلك يغضب ربي عليك ، وأنت جزء مني . [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] إياك أن تلعن أوتسب ، فالمؤمن ليس بلعان كما أخبر بذلك النبي صل الله عليه وسلم في قوله : [ ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء ] [size=16]الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/150خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح [/size] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، ولا تلعن حيواناً ولا طيراً ولا غيره . طهر نفسك من اللعن ولا تسب ميتاً ، فقد نهاك نبيك عن سب الأموات فقال : [ لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ] الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1393 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] لا تدعوا على أحد مهما بلغ من المعاصي والذنوب ، بل ادع له بالهداية . [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] احفظ نفسك ، ولا تنطق إلا خيراً فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى وأحسن في حقك وقد قال نبينا صل الله عليه وسلم : [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليقل خيرا أو ليصمت ] [size=16]الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 201 خلاصة حكم المحدث: صحيح [/size] [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url] أما سمعت لقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : " واللهِ الذي لا إله إلا هو ليس شيءٌ أحوج إلى طول سِجنٍ من لساني " و كان يقول: " يا لسان ، قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " صدق في كلامه ... صدق ... فيا لساني انتبه لقوله وخذ به ، واعمل بمضمونه . [url=http://groups.(( ممنوع وضع البريد الالكتروني )).com/group/seralhaiaa/][/url][/center] [/size] [/size] [/center] [/b][/b]
  7. [b] [center] صلاة أهل الأعذار صالح بن فوزان الفوزان الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: أهل الاعذار: هم المر ضى والمسافرون والخائفون الذين لا يتمكنون من أداء الصلاة على الصفة التي يؤديها غير المعذور فقد خفف الشارع عنهم وطلب منهم أن يصلوا حسب استطاعتهم، وهذا من يُسر هذه الشريعة وسماحتها فقد جاءت برفع الحرج: قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]. وقال تعالى: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ [البقرة:185]. وقال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]. وقال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وقال النبي : { إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم..}. إلى غير ذلك من النصوص التي تبين فضل الله على عباده، وتيسيره في تشريعه. ومن ذلك ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو كيف يصلي من قام به عذر من مرض أو سفر أو خوف؟ أولاً: صلاة المريض إن الصلاة لا تترك أبداً، فالمريض يلزمه أن يؤدي الصلاة قائماً، وإن احتاج إلى الاعتماد على عصا ونحوه في قيامه فلا بأس بذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فإن لم يستطع المريض القيام في الصلاة، بأن عجز عنه أو شق عليه أو خيف من قيامه زيادة مرض أو تأخر برء فإنه - والحالة ما ذكر - يصلي قاعداً. ولا يشترط لإباحة القعود في الصلاة تعذر القيام، ولا يكفي لذلك أدنى مشقة بل المعتبر المشقة الظاهرة. وقد أجمع العلماء على أن من عجز عن القيام في الفريضة، صلاها قاعداً ولا إعادة عليه، ولا ينقص ثوابه وتكون هيئة قعوده حسب ما يسهل عليه لأن الشارع لم يطلب منه قعدة خاصة فكيف قعد جاز. فإن لم يستطع المريض الصلاة قاعداً بأن شق عليه الجلوس مشقة ظاهرة، أو عجز عنه، فإنه يصلي على جنبه ويكون وجهه إلى القبلة، والأفضل أن يكون على جنبه الأيمن، وإن لم يكن عنده من يوجهه إلى القبلة، ولم يستطع التوجه إليها بنفسه؛ صلّى على حسب حاله، إلى أي جهة تسهل عليه. فإذا لم يقدر المريض أن يصلي على جنبه، تعين عليه أن يصلي على ظهره، وتكون رجلاه إلى القبلة مع الإمكان. وإذا صلّى المريض قاعداً، ولا يستطيع السجود على الأرض، أو صلّى على جنبه أو على ظهره، كما سبق فإنه يوميء برأسه للركوع والسجود، ويجعل الإيماء للسجود أخفض من الإيماء للركوع. وإذا صلّى المريض جالساً وهو يستطيع السجود على الأرض وجب عليه ذلك ولا يكفيه الإيماء. والدليل على جواز صلاة المريض على الكيفية المفصلة ما أخرجه البخاري وأهل السنن من حديث عمران بن حصين قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي ؟ فقال: { صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فصلِّ قاعداً، فإن لم تستطع، فعلى جنبك }، زاد النسائي: { فإن لم تستطع، فمستلقياً، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286] }. وهنا يجب التنبيه على أن ما يفعله بعض المرضى ومن تجرى لهم عمليات جراحية، فيتركون الصلاة بحجة أنهم لا يقدرون على أداء الصلاة بصفة كاملة، أو لا يقدرون على الوضوء أو لأن ملابسهم نجسة، أو غير ذلك من الأعذار، وهذا خطأ كبير، لأن المسلم لا يجوز له ترك الصلاة إذا عجز عن بعض شروطها أو أركانها وواجباتها، بل يصليها على حسب حاله قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وبعض المرضى يقول: إذا شفيت، قضيت الصلوات التي تركتها، وهذا جهل منهم أو تساهل، فالصلاة تُصلّى في وقتها فينبغي الإنتباه لهذا والتنبيه عليه، ويجب أن يكون في المستشفيات توعية دينية وتفقد لأحوال المرضى من ناحية الصلاة وغيرها من الواجبات الشرعية التي هم بحاجة إلى بيانها. وما سبق بيانه هو في حق من ابتدأ الصلاة معذوراً، واستمر به العذر إلى الفراغ منها، وأما من ابتدأها وهو يقدر على القيام، ثم طرأ عليه العجز عنه، أو ابتدأها وهو لا يستطيع القيام، ثم قدر عليه في أثنائها، أو ابتدأها قاعداً، ثم عجز عن القعود في أثنائها، أو ابتدأها على جنب، ثم قدر على القعود فإنه في تلك الأحوال ينقل إلى الحالة المناسبة له شرعاً، ويتمها عليها وجوباً لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فينتقل إلى القيام من قدر عليه، وينتقل إلى الجلوس من عجز عن القيام في أثناء الصلاة... وهكذا. وإن قدر على القيام والقعود، ولم يقدر على الركوع والسجود؛ فإنه يوميء برأسه بالركوع قائماً، ويوميء بالسجود قاعداً ليحصل الفرق بين الإيماءين حسب الإمكان. وللمريض أن يصلي مستلقياً مع قدرته على القيام إذا قال له طبيب مسلم ثقة: لا يمكن مداواتك إلا إذا صليت مستلقياً، لأن النبي صلى جالساً حين جحش شقه، وأم سلمة تركت السجود لرمد بها. ومقام الصلاة في الإسلام عظيم فيطلب من المسلم، بل يتحتم عليه أن يقيمها في حال الصحة وحال المرض فلا تسقط عن المريض لكنه يصليها على حسب حاله فيجب على المسلم أن يحافظ عليها كما أمره الله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. ثانياً: صلاة الراكب ومن أهل الأعذار الراكب إذا كان يتأذى بنزوله للصلاة على الأرض بوحل أو مطر، أو يعجز عن الركوب إذا نزل، أو يخشى فوات رفقته إذا نزل، أو يخاف على نفسه إذا نزل من عدو أو سبع، ففي هذه الأحوال يصلي على مركوبه، من دابة وغيرها، ولا ينزل إلى الأرض، لحديث يعلى بن مرة: ( أن النبي إنتهى إلى مضيق هو وأصحابه، وهو على راحلته، والسماء من فوقهم، والبلة من أسفل منهم، فحضرت الصلاة، فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدم رسول الله على راحلته، فصلى بهم يوميء إيماءً، يجعل السجود أخفض من الركوع ) [رواه أحمد والترمذي]. ويجب على من يصلي الفريضة على مركوبه لعذر مما سبق أن يستقبل القبلة إن استطاع، لقوله تعالى: وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة:144]، ويجب عليه فعل ما يقدر عليه من ركوع وسجود وإيماء بهما وطمأنينة، لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. وما لا يقدر عليه لا يُكلف به. وإن لم يقدر على استقبال القبلة لم يجب عليه استقبالها وصلى على حسب حاله وكذلك راكب الطائرة يُصلي فيها بحسب استطاعته من قيام وقعود وركوع وسجود أو إيماء بهما بحسب استطاعته، مع استقبال القبلة، لأنه ممكن. ثالثاً: صلاة المسافر ومن أهل الأعذار المسافر، فيشرع له قصر الصلاة الرباعية من أربع إلى ركعتين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ [النساء:101]، والنبي لم يصل في السفر إلا قصراً، والقصر أفضل من الإتمام في قول جمهور العلماء، وفي الصحيحين: { فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر }، وقال ابن عمر: ( صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر ). ويبدأ القصر بخروج المسافر من عامر بلده، لأن الله أباح القصر لمن ضرب في الأرض وقبل خروجه من بلده لا يكون ضارباً في الأرض ولا مسافراً، ولأن النبي إنما كان يقصر إذا ارتحل، ولأن لفظ السفر معناه الإسفار: أي الخروج إلى الصحراء، يقال: سفرت المرأة عن وجهها إذا كشفته، فإذا لم يبرز إلى الصحراء التي ينكشف فيها من بين المساكن لم يكن مسافراً. ويقصر المسافر الصلاة ولو كان يتكرر سفره كصاحب البريد وسيارة الأجرة ممن يتردد أكثر وقته في الطريق بين البلدان. ويجوز للمسافر الجمع بين الظهر والعصر، والجمع بين المغرب والعشاء في وقت أحدهما فكل مسافر يجوز له القصر فإنه يجوز له الجمع وهو رخصة عارضة يفعله عند الحاجة كما إذا جد به السير؛ لما روى معاذ رضي الله عنه: { أن النبي كان في غزوة تبوك: إذا ارتحل قبل زيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعهما إلى العصر ويصليهما جميعاً وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار وكان يفعل مثل ذلك في المغرب والعشاء } [رواه ابو داود والترمذي]. وإذا نزل المسافر في أثناء سفره للراحة فالأفضل له أن يصلي كل صلاة في وقتها قصراً بلا جمع. ويباح الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء للمريض الذي يلحقه بترك الجمع مشقة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( وإنما كان الجمع لرفع الحرج عن الأمة، فإذا احتاجوا الجمع جمعوا، والأحاديث كلها تدل على أنه يجمع في الوقت الواحد لرفع الحرج عن أمته، فيباح الجمع إذا كان في تركه حرج قد رفعه الله عن الأمة وذلك يدل على الجمع للمرض الذي يحرج صاحبه بتفريق الصلاة بطريق الأولى والأحرى ) أهـ. وقال أيضاً: ( يجمع المرضى كما جاءت السنة في جمع المستحاضة، فإن النبي أمرها بالجمع في حديثين ويباح الجمع لمن يعجز عن الطهارة لكل صلاة كمن به سلس بول أو جرح لا يرقأ دمه، أو رعاف دائم، قياساً على المستحاضة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام لحمنة حين استفتته في الاستحاضة: { وإن قويت على أن تؤخري المغرب وتعجلي العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه]. ويباح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة لحصول مطر يبل الثياب، وتوجد معة مشقة، لأنه عليه الصلاة والسلام جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة وفعله أبو بكر وعمر. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: ( يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر نازلاً في أصح قولي العلماء وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنة، إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين، والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع، كمالك والشافعي وأحمد ) انتهى. ومن يباح له الجمع، فالأفضل له أن يفعل الأرفق به من جمع تأخير أو جمع تقديم، والأفضل بعرفة جمع التقديم بين الظهر والعصر، وبمزدلفة الأفضل جمع التأخير بين المغرب والعشاء، لفعله عليه الصلاة والسلام، وجمع التقديم بعرفة لأجل اتصال الوقوف، وجمع التأخير بمزدلفة من أجل مواصلة السير إليها. وبالجملة، فالجمع بين الصلاتين في عرفة ومزدلفة سنة، وفي غيرهما مباح يفعل عند الحاجة، وإذا لم تدع إليه حاجة، فالأفضل للمسافر أداء كل صلاة في وقتها، فالنبي لم يجمع في أيام الحج إلا بعرفة ومزدلفة، ولم يجمع بمنى، لأنه نازل، وإنما كان يجمع إذا جد به السير. هذا ونسأل الله للجميع التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح. رابعاً: صلاة الخوف تشرع صلاة الخوف في كل قتال مباح، كقتال الكفار والبغاة والمحاربين، لقوله تعالى: إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ [النساء:101]. وقيس عليه الباقي ممن يجوز قتاله، ولا تجوز عليه صلاة الخوف في قتال محرم. والدليل على مشروعية صلاة الخوف الكتاب والسنة والاجماع: قال الله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102]. قال الإمام أحمد رحمه الله: ( صحت صلاة الخوف عن النبي من خمسة أوجه أو ستة كلها جائزة ) أ هـ. فهي مشروعة في زمنه عليه الصلاة والسلام، وتستمر مشروعيتها إلى آخر الدهر، وأجمع على ذلك الصحابة وسائر الأئمة ما عدا خلافاً قليلاً لا يعتد به. وتفعل صلاة الخوف عند الحاجة إليها سفراً وحضراً، إذا خيف هجوم العدو على المسلمين، لأن المبيح لها هو الخوف لا السفر، لكن صلاة الخوف في الحضر لا يقصر فيها عدد الركعات، وإنما تقصر فيها صفة الصلاة، وصلاة الخوف في السفر التي يقصر فيها عدد الركعات إذا كانت رباعية، وتقصر فيها الصفة. وتشرع صلاة الخوف بشرطين: الشرط الأول: أن يكون العدو يحل قتاله كما سبق. الشرط الثاني: أن يُخاف هجومه على المسلمين حال الصلاة، لقوله تعالى: إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ [النساء:101]، وقوله: وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً [النساء:102]. ومن صفات صلاة الخوف الواردة عن النبي في حديث سهل بن أبي حثمة الأنصاري رضي الله عنه، وقد اختار الإمام أحمد العمل بها؛ لأنها أشبه بالصفة المذكورة في القرآن، وفيها احتياط للصلاة واحتياط للحرب، وفيها نكاية بالعدو، وقد فعل عليه الصلاة والسلام هذه الصلاة في غزوة ذات الرقاع، وصفتها كما رواها سهل هي: ( أن طائفة صفت مع النبي وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا وصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم ) [متفق عليه]. ومن صفات صلاة الخوف ما روى جابر؛ قال: { شهدت مع رسول الله صلاة الخوف، فصففنا صفين ـ والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر رسول الله فكبرنا، ثم ركع فركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود، وقاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع فركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وكان مؤخراً في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى السجود، وقام الصف الذي يليه؛ انحدر الصف المؤخر بالسجود، فسجدوا ثم سلم وسلمنا جميعاً } [رواه مسلم]. ومن صفات صلاة الخوف ما رواه ابن عمر قال: { صلى النبي صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة وسجدتين والأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا وقاموا في مقام أصحابهم مقبلين على العدو، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلم، ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة } [متفق عليه]. ومن صفات صلاة الخوف أن يصلي بكل طائفة، ويسلم بها [رواه أحمد وأبو داود والنسائي]. ومن صفات صلاة الخوف ما رواه جابر؛ قال: { أقبلنا مع رسول الله ، حتى إذا كنا بذات الرقاع }؛ قال: { فنودي للصلاة، فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا، فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين }، قال: { فكان لرسول الله ركعتين، وللقوم ركعتان } [متفق عليه]. وهذه الصفات تفعل إذا لم يشتد الخوف، فإذا اشتد الخوف؛ بأن تواصل الطعن والضرب والكر والفر، ولم يمكن تفريق القوم وصلاتهم على ما ذكر، وحان وقت الصلاة؛ صلوا على حسب حالهم، رجالاً وركباناً للقبلة وغيرها يومئون بالركوع والسجود حسب طاقاتهم، ولا يؤخرون الصلاة؛ لقوله تعالى: فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا [البقرة:239]؛ أي: فصلوا رجالاً أو ركباناً، والرجال: جمع راجل، وهو الكائن على رجليه ماشياً أو واقفاً، والركبان: جمع راكب. ويستحب أن يحمل معه في صلاة الخوف من السلاح ما يدفع به عن نفسه ولا يثقله؛ لقوله تعالى: وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102]. ومثل شدة الخوف حالة الهرب من عدو أو سيل أو سبع أو خوف فوات عدو يطلبه، فيصلي في هذه الحالة راكباً أو ماشياً، مستقبل القبلة وغير مستقبلها، يومئ بالركوع والسجود. ونستفيد من صلاة الحوف على هذه الكيفيات العجيبة والتنظيم الدقيق: أهمية الصلاة في الإسلام، وأهمية صلاة الجماعة بالذات، فإنهما لم يسقطا في هذه الأحوال الحرجة؛ كما نستفيد كمال هذه الشريعة الإسلامية، وأنها شرعت لكل حالة ما يناسبها، كما نستفيد نفي الحرج عن هذه الأمة، وسماحة هذه الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان. نسأل الله أن يرزقنا التمسك بها والوفاة عليها، إنه سميع مجيب. [/center] [/b]
  8. [center] [b][size=21] ودفنت الدبة! سحبت بخفة قطعة الشوكولاتة من يد روان وهي تشاهد أفلام الكرتون وهربت بسرعة.. فصرخت وأخذت تجري خلفي.. - يا الدبة! .. أرجعي قطعتي.. لقد أكلتِ أربع قطع..! لكني تجاهلتها وأسرعت أهرب منها وأنا أقضم الشوكولاته اللذيذة.. بينما انفجرت بالبكاء وأخذت تصرخ بغضب.. - انظري لشكلك.. ستنفجرين من كثرة الأكل أيتها الدبة! أحسست بصفعة قوية.. فتوقفت.. كنت أعلم أنها تردد نفس الكلام كثيراً.. لكنها هذه المرة جرحتني حقاً.. أحسست أن لقطعة الشوكولاته طعماً مراً.. حتى بالكاد استطعت أن أبلعها.. وسقط ما تبقى منها في يدي على الأرض.. شعرت بأنني غبية وبليدة لأنني سمحت لنفسي أن أكون في هذا الموقف السخيف.. انسحبت بهدوء دون أن أنبس ببنت شفة.. ذهبت إلى غرفتي وأغلقت الباب.. نظرت إلى نفسي بالمرآة.. يا الله.. ما هذا؟.. كيف تركت نفسي لأصل لهذه المرحلة من البدانة.. إن جسمي بلا ملامح تقريباً.. لا خصر ولا عنق ولا سيقان.. كل شيء متساوي.. كرة مستديرة من جميع الجهات.. يجب أن أنحف يجب.. لكن.. الأكل لذيذ.. وأنا أحب الحلويات.. لا أستطيع أن أقاومها.. لكن.. يجب أن أغيّر من شكلي الذي جلب لي كل الهموم والمشاكل.. وجعلني موضع استهزاء وتندر الجميع.. يجب.. وقررت أن أبدأ نظاماً غذائياً صارماً منذ الغد.. وبالفعل بدأت.. ولكن في المدرسة.. في الفسحة.. سألتني نور.. - دانة.. ماذا تريدين؟ كرواسان بالجبنة أم بالزعتر؟ - لا شيء.. كنت أتلمظ وأنا أتخيل شكل الفطائر.. - معقول؟ لا شيء أبداً.. على الأقل فطيرتين فقط..! ابتلعت ريقي بصعوبة.. ثم نكست رأسي للأسفل.. - حسناً.. وانقضضت بعد قليل على الفطيرتين والعصير.. ثم لم أقاوم فطلبت فطيرتين أخريين.. وأتبعتها بقطعة شوكولاته بالبندق.. وحين عدت للمنزل.. كنت أشعر بالخجل من نفسي.. فهذه ليست المرة الأولى ولا العاشرة ولا العشرين التي أبدأ فيها نظاماً غذائياً وأفشل فيه.. حين عدت للمنزل وخلعت عباءتي.. كانت أمي تصلي في غرفتها.. ذهبت وجلست على سريرها.. وحين انتهت.. نظرت إليّ.. - دانة.. ما بك؟ لم تلحي في طلب الغداء اليوم؟ - لا شيء.. أشعر بالكآبة.. - أعوذ بالله.. هل حصل شيء اليوم.. - لا.. فقط هكذا.. كانت أمي ترتب ثوب الصلاة وتلفه داخل السجادة.. أخذت أنظر إليها.. جسمها جميل.. لا أحد يصدّق أنها أمي.. فهي تبدو أصغر مني سناً.. أشعر بالخجل حين يراني أحد معها.. وفجأة قالت.. - زواج شيماء سيكون بعد بداية العطلة بأسبوع.. شعرت بالقلق والارتباك.. فأنا لم أتوقع أن زواج ابنة خالتي سيكون قريباً لهذه الدرجة.. - والله؟! - نعم.. اليوم قالت لي خالتك ذلك.. فهم لم يجدوا حجزاً إلا في ذلك اليوم.. سكتت أمي ثم تابعت.. - ليس أمامنا الكثير لنتجهز للحفل علينا أن نفصّل أو نشتري الملابس المناسبة فليس هناك سوى أربعة أسابيع فقط والمشاغل الآن مزدحمة جداً.. شعرت بالحسرة والحزن.. فأي شيء له علاقة بالملابس يصيبني بالكآبة ويعيد أحزاني ومواجعي.. أعرف كم تبدو ملابس السهرة مضحكة عليّ.. وأعرف كم أبدو سخيفة مقارنة بأجسام بنات أخوالي وخالاتي اللاتي يتقافزن كالغزلان.. لا.. لا أريد أن أكون نكتة الحفلة بكيلو غراماتي المائة.. لم يكن أمامي سوى خيار واحد.. أن أنحف.. نعم.. ساعدتني صديقتي دلال.. فأحضرت لي ورقة بها ريجيم كيميائي مذكور أنه يمكن أن ينحف أربعين كيلو.. وقررت أن أتبعه.. بدأت بالنظام.. وكنت أشعر بالتعب والإرهاق لكن لأول مرة في حياتي كان لدي العزيمة والمقاومة.. واستمريت طوال ثلاثة أسابيع.. حتى في أيام الاختبارات رغم أني في سنة ثالث.. كنت أختبر وأنا أشعر بالدوار الشديد.. وحين وقفت على الميزان.. كانت المفاجئة أني بالفعل قد نقصت خمسة عشر كيلاً.. يا سلاااام!! أصبحت أرتدي مقاسات أصغر بكثير.. لكن هذا الدوار كان يتعبني جداً.. وفي يوم الحفل.. كنت قد نحفت لكني لا أزال بدينة.. ولا يزال الفستان غير أنيق على جسمي المترهل.. وحين وصلت العروس وجلست وبدأت الأناشيد ودفوف الفرح.. صعدت لأسلّم على ابنة خالتي.. ومع تطاير دخان البخور.. وتعالى زغاريد الفرح والأصوات.. والإضاءة القوية.. شعرت بالدنيا.. تدور.. وتدور.. وسقطت قبل أن أصل.. سقطت أمام العروس.. بل عند قدميها وكأني أتيت لأقدّم نفسي قرباناً!!! كان منظري مضحكاً ومحزناً في نفس الوقت.. (مسكينة) (يا حرام داخت) سمعتها كثيراً تدور في أذني.. كنت كالغريقة.. أرى الناس يسبحون في عالم متحرك وبالكاد أفهم ما يقولونه.. أتت أمي مسرعة وسحبتني مع بنات خالاتي.. وفي إحدى الغرف الجانبية.. أتت طبيبة إسعاف لتكشف عليّ عندما طالت إغماءتي.. - يجب نقلها للمستشفى حالاً.. لديها هبوط حاد جداً في الضغط.. - ماذا؟ - يبدو أنها لم تأكل شيئاً أليس كذلك..؟ - يبدو ذلك فأنا لم أرها تأكل اليوم سوى الزبادي.. وأسرع والدي وخالي ينقلاني للمستشفى بعيداً عن الحفل الذي لم أستمتع به.. وفي المستشفى اكتشفوا أن لدّي فقر دم شديد وهبوط.. كما أن دقات القلب لدي غير منتظمة.. وهذا مؤشر خطر.. كما أن الريجيم الغير صحي سبب لي جفافاً.. وبقيت في المستشفى لمدة يومين حتى استعدت عافيتي.. وحين خرجت شعرت برغبة عارمة في الأكل وتعويض أيام الجوع السابقة.. كانت شهيتي مفتوحة بشكل ليس له مثيل.. وساعدتني أمي – هداها الله – بتقديم أشهى الأطباق لي بحجة تغذيتي.. وأصبحت لا أتوقف لحظة عن الأكل.. وامتلأ دولابي بالحلويات والبطاطس كما كان من قبل.. وخلال شهر واحد.. عاد وزني لسابقه.. ثم ازداد.. ازداد عشرون كيلو غراماً!! نعم أصبح وزني مع بداية الدراسة مائة وعشرون كيلو!.. وعرفت فيما بعد أن هذا أثر طبيعي لاستخدام الريجيم الكيمائي حيث يصبح الجسم قابلاً للزيادة أكثر مما كان.. فيزداد الوزن بعد الانتهاء منه بشكل غير طبيعي.. وانعزلت عن الحياة.. وأصبحت أكره الاجتماعات.. أكره السوق حتى لا أرى الملابس الجميلة وأنا لا أستطيع لبسها.. حتى الأحذية لم أعد أجد حذاءً مناسباً لي فرجلي صغيرة لكنها ممتلئة جداً.. حتى أنني أصبحت أطلب أحذيتي من محل معيّن يقوم بتفصيل الأحذية في دولة مجاورة.. وأفكر.. إنه حذاء السندريلاااا الدبة!! ومع تخرجي من الثانوية.. وعدم قبولي في أي كلية.. ومع الفراغ.. كان الدافع لدي معدوماً.. لكن ذات يوم.. سمعت أمي تتحدث في الهاتف لخالتي دون أن تعلم.. وتقول.. - ومن يخطبها يا هيا.. مسكينة.. أنت لم تأتي منذ عدة أشهر ولم تريها.. لقد ازدادت سمنة.. لم أستطع أن أكمل الحديث وأسرعت لغرفتي أبكي.. أقفلت الباب عليّ.. ورميت نفسي على السرير.. وأخذت أبكي وأبكي.. كم أود لو أستمتع مثل بقية الفتيات.. أن ألبس وأتزين.. وأن أخطب في المناسبات.. يا الله ساعدني وارحمني.. يا ربي.. ارحم حالي.. وخلصني من هذه البدانة يا رب.. وهنا.. قررت أن أعاهد نفسي أن أجعل الجميع ينظر لي بعين أخرى بعد الآن.. لماذا أجعل الآخرين ينظرون لي دائماً بعين الشفقة أو الاحتقار لماذا؟ إن الحل بيدي وليس بيد شخص آخر.. والله سبحانه وتعالى سيعينني إن توكلت عليه.. وتوكلت على الله ووضعت لي نظاماً معقولاً صممته بنفسي من خلال كتب التغذية التي أصبحت أقرأها كثيراً.. كما قررت أن أمارس الرياضة لمدة نصف ساعة يومياً.. أجري في فناء المنزل أو أتمرن على الجهاز الرياضي الذي في غرفتي.. وأشرب الكثير من السوائل.. وعاهدت نفسي أيضاً أن أصوم كل يومي اثنين وخميس وأفطر إفطاراً معقولاً.. فالصيام يعود الجسم على التحمل وقلة الطعام كما ينظف الدم من الشوائب والسموم.. وابتعدت عن الحلويات وقللت من أكل المطاعم.. وأصبحت أكثر من الفواكه والخضار والأطعمة المسلوقة والمشوية.. وفيما عدا ذلك لم أحرم نفسي كثيراً.. والحق يقال أن وزني لم ينزل بسرعة في البداية.. كنت أنزل ببطء شديد لكن جسمي كان يبدو مشدوداً أكثر بكثير من المرة السابقة.. وصغرت مقاسات ملابسي كثيراً.. وأصبحت أشعر بحيوية ونشاط وإقبال على الحياة.. لقد تغيرت حياتي تماماً.. وما أن حل الصيف التالي إلا وقد أصبح وزني خمسة وستون كيلو غراماً فقط... لقد نزلت خمسة وخمسين كيلو غراماً خلال عشرة أشهر.. إنها المعجزة التي حصلت بفضل الله سبحانه وتعالى.. ثم بإرادتي وعزيمتي.. تغير شكلي تماماً وأصبحت أبدو أصغر من عمري بعدة سنوات.. حتى وجهي أصبح أكثر تورداً مع عنايتي بالتغذية الصحيحة.. أصبحت أحب الاختلاط بالآخرين وأحب أن أزور أقاربي ولم أعد أشعر بالحرج من نظرات الآخرين.. وما أن حل زواج ابنة خالي منى حتى كنت أول الحاضرات.. وهذه المرة كنت أمشي بكل ثقة بين الحاضرات وأنا أسمعهن يتهامسن.. من هذه؟ من تكون؟ معقول دانة؟ هذه دانة بنت منيرة؟ لا يمكن! كيف؟ ما شاء الله.. كيف تغير شكلها هكذا؟ كنت أحمد الله سبحانه وتعالى أن استجاب لدعائي.. وشعرت وأنا أسير.. أني قد رميت شخصيتي الأولى.. تلك الفتاة البدينة المنكسرة المعدومة الثقة في نفسها.. موضع نظرات السخرية والشفقة.. إنني الآن.. فتاة أخرى.. فقد دفنت دانة.. (الدبة)! ** [/size] [/center] [/b]
  9. [center] [size=21][b]لعشاق المناظر الجنسية ما رأيكم بهذا المنظر؟؟؟[/size] [size=21] الرسالة الأولى : لعشاق المناظر الجنسية ما رأيكم بهذا المنظر؟؟؟ مع الاعتذار مسبقا!!!!!!! بدر شاب في مقتبل العمر طالب في الجامعة وحين يعود لمنزله يقضي وقت فراغه أمام شاشة الكمبيوتر يعرف كل شيء عن عالم الإنترنت ولكنه لا يعرف سوى الجانب الأسود منه.. هو أمام الناس وأهله شابا مستقيما وسامته جعلته فارس أحلام كل بنت ولكنه حين يدخل غرفته يتحول إلى عبد لشهوته.. عبد الرحمن صديقه المقرب ولكنه من عباد الله ومن شباب الدعوة .. خرج الإثنان في سيارة الأول وأثناء سيرهم صادفتهم نقطة تفتيش.. بادر عبد الرحمن بفتح درج السيارة ليخرج دفتر بيانات السيارة وإذا به يرى تلك الصور العارية !! صمت رهيب يلف السيارة يتبعه زفير قوي من بدر الذي ملأ العرق وجهه بعد أن أشار له الشرطي بمواصلة السير .. يلتفت على عبد الرحمن فإذا به يستغفر الله ويحمده ليدور هذا الحوار.. عبد الرحمن : ما هذه الصور يا بدر ؟ بدر: لقد طلبها أحد الطلبة مني و أنا ذاهب لأعطيها إياه. عبد الرحمن : ألا تعلم أنك ترتكب معصية؟ ألا تعلم أن من دل على ضلالة فله آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا؟ ألا تخاف الله؟ أتخاف الشرطي المخلوق ولا تخاف الخالق؟ أ.. بدر مقاطعا بتهكم يكفي خلاص دع خطبك للمسجد أنا مازلت شابا وما أفعله أهون من أن أزني وسأتوب عندما يهديني الله ولست بحاجة لخطبتك عبدالرحمن : أنزلني هنا فلن أشاركك في الإثم. يعود بدر للمنزل يغلق باب غرفته ..يشغل الكمبيوتر.. ويبدأ بمزاولة هوايته في البحث عن المواقع الإباحية .. صور ماجنة وأفلام هذا ما أحتاجه لأرفه عن نفسي بعد كلام ذلك المتخلف.. ما أجملها ..يقوم فيوصد الباب.. نعم سأجلس عاريا وأتخيل نفسي معهم.. إنه شعور جميل .. ولو مارست العادة السرية فسيكون أجمل وأكثر واقعية .. نعم إنها النشوة التي تسعد الإنسان حقا.. وما هي إلا لحظات حتى أنهى شهوته الشيطانية ولكن ما هذا الألم الشديد في صدري ..آه يصرخ وقد تلوثت يده.. يا رب..يا رب.. آه يشتد الألم يفتح الباب وإذا بوالديه أمامه .. لقد أنساه الألم لبس ملابسه إنها حلاوة الروح بل إنها الفضيحة يحاول تبرير المنظر ولكن ملك الموت كان أسرع منه ليموت على تلك الصورة... إنها قصة خيالية ولكن هل يستطيع أحد مدمني المواقع الإباحية أن يضمن عدم تكرار هذا المشهد فيكون مكان بدر ؟وهل يتمنى أحدنا أن يموت مثل تلك الميتة؟ بالطبع ..لا إذن بادر أخي بالتوبة قبل أن تحتم حياتك بخاتمة سوء وتذكر أن الله يفرح بتوبة العبد وهو القائل: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" إخواني لقد كتبت ملخص هذه القصة في ذلك الموقع و لله الحمد تأثر بها عدد من رواد تلك المواقع إنه أسلوب من أساليب الدعوة أتركه لمن أراد إتباعه. هم يستخدمون العناوين الجذابة للفساد فلم لا نستخدمها للدعوة؟؟ رسالة لمتبادلي الصور المحرمة الرسالة الثانية : أخي الكريم .. أختي الكريمة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: اجعل هذه الرسالة حجة لك لا عليك . قال الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) سورة النور. هل تعلم: أن ما تقوم به من تبادل الصور الفاضحة يعتبر سيئه جاريه. (أي أن إثمها وإثم من نشرها جار معك حتى تتوب إلى الله). ترضى لأمك وأختك مشاهدة هذه الصور؟؟ أليس المسلمون إخوانك؟؟ بأي شيء تجيب ربك عندما يسألك عن (نشر الصور المحرمة) يوم القيامة؟؟ هل تعلم: أنك تتحمل آثام كل من شاهد هذه الصور التي قمت بتبادلها. هل تعلم: أن رصيدك من السيئات يزداد بازدياد متبادلي هذه الصور حتى بعد مماتك. هل تعلم: أن تبادل هذه الصور بين الناس بعد مماتك قد يسبب عذابك في القبر حتى قيام الساعة. هل تعلم: بأن الله سبحانه وتعالى يغار ومن غيرته أنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. أخي الكريم تذكر ... قول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون). أخي الكريم تذكر... قول الرسول : ( اضمنوا لي ستـاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة ، اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم). أخـي إن مـا تقوم به يعد نشر للفساد ، وإماتة للقلوب ، ولهو للناس عن ذكـر الله وأعلم أن النظر سبب الزنا، فأحذر من الوقوع فيه، وإن مـن وقـع بـه بـسبـب تلك الصور فأثمه يقع عليك. فتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان. ثم إذا كنت بارعاً في استخدام الإنترنت لماذا لا تنصر دين الإسلام وتنكر المنكر أينما كان، ففرصتك باقية. فهل تفعل؟. نسأل الله لك الهداية . والله من وراء القصد … [/size] [/center] [/b]
  10. [b] [center] [center][size=16]مرحــبـا بكـم بكـل لغـات العــالم في هذا المنتدى المتميز جديد دعاء الشيخ محمد المحيسني على الطغاة والظالمين مونتاج مرئي http://youtu.be/zarynm1ks-M ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جديد مقالات موقع الشيخ المحيسني .. حصار دماج .. ماذا وراءه !!? http://almohisni.com/site/article/1520 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فلنستعيد أمجاد بدر .. خطبة مقرؤة للشيخ محمد المحيسني http://almohisni.com/site/article/1521 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفي الاخير ماذا اقول ...فكل زهرة مصيرها الذبول .... الا تقديرنا لكم فلن يزول[/size][/center] [/center] [/b]
  11. [b] [center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صلة الرحم عبادة عظيمة قطعة في هذا الزمان فكم من الناس لا يرى عمه أو خالته إلا في المناسبات وحكمها فرض عين وفضائلها عظيمة لفاعلها وإثمها عظيم لتاركها وقد وصانا الرسول كثيرا بها فقال تشجيعا لها:من أراد أن ينبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. أي من أراد أن يزيده الله في رزقه ويطيل من عمره فليصل رحمه(متفق عليه)وقال تحذيرا لتاركها:لا يدخل الجنة قاطع(متفق عليه) لاحظ لم يقل يعذب في النار ثم يدخل بل قال لا يدخل الجنة قاطع وقد إشتكت الرحم إلى الله عند بداية الخليقة أن الناس سيقطعونها فقال لها اللطيف تعالى ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك فقالت بلا سبحان الله أن يصلك الله ماذا تريد أكثر من هاذا. وإليكم قصة هذا الرجل كان من أصلح الناس وأخيرهم وعندما مات رأوه كثيرون في المنام وقد إسود وجهه واحترق جلده ولحمه فسألوه عن سبب عذابه فقال رحمه الله كان لدي أخت مقطوعة أي لازوج لها فقيرة فقطعتها. فأوصيكم يا إخواني وأخواتي بصلة الرحم ولا تقل لي أخي الكريم أن أن عمي في بلد آخر أو خالي في مدينة أخرى بعيدة فالإتصالات والمسجات وغيرها موجودة ولله الحمد. وأسأل الله أن نكون ممن يصلهم والسلام عليكم ورحمته وبركاته [/center] [/b]
  12. [b] [center] [size=21]الحمدلله المتفرد بالكبرياء، له ما في الأرض والسماء، وما بينهما من الأشياء، وصلاتي وسلامي على رسوله الأمين، وحجته المبين، ثم على آله وصحبه الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين. أخي المسلم: كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى وعظيم كبريائه؟ أم كيف أخي حال جوارحك إذا تذكرت ملكه المحيط وجبروته وعزته التي لا توصف؟ أخي في الله: أين ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز؟ فتقف عند وعيده.. وشديد عقابه.. ما يتفطر له أكباد الخائفين.. وتوجل منه قلوب المتقين. أخي: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12] {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28 ] أخي المسلم: خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين.. وملك أفئدة المتقين.. ففارقوا اللذات.. وهجروا الشهوات.. وعكفوا على الصالحات.. فأناروا نهارهم بالذكر والحسرات.. وليلهم بالتهجد والآهات.. عجبت للنار نام راهبها *** وجنة الخلد نام راغبها عجبت للجنة التي شوق *** الله إليها إذا نام طالبها إني لفي ظلمة من الحب*** للدنيا وأهل التقى كواكبها {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56] أخي: "أمر بأن يكون الإنسان في حالة تقرب وتخوف وتأميل لله عز وجل"..(الإمام القرطبي) أخي المسلم: لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه إلا الصادقون.. المخلصون.. الواقفون على باب خدمته سبحانه وتبارك.. وإن شئت أخي أخبرتك عن أعظم الخلق خوفاً لله تعالى.. وأطلعتك على سر هذا الخوف.. فاسمع مني أخي رعاني الله وإياك "كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه". وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [النحل 50] والأنبياء بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ } [الأحزاب: 39] الإمام ابن حجر. أخي في الله: أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى، وتعال معي لأخبرك عن سر هذا الخوف! "وإنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم، فيراعون تلك المنزلة، ولأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة فيتضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة". الإمام ابن حجر وأنت أخي لك نصيبك من هذا الخوف.. تحسه في نفسك، وتلمسه بين جوانحك إن صدق إيمانك.. وعظم يقينك.. "فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب لقوله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } [الأنفال: 24] أو نقصان الدرجة بالنسبة، وإن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله، وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية والتصديق بالوعيد عليها وأن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له". الإمام ابن حجر. أخي المسلم: )ألا أخبرك بأعجب أحوال الخائفين؟! عساك أن تكون من هذا الفريق.. فيصلح قلبك.. وتهفو نفسك إلى بارئك.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم: أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون». رواه الترمذي وأحمد والحاكم. أخي في الله: إملأ قلبك من الخوف منه تعالى.. يؤمنك مما تخاف.. ويختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف.. فلا تكن أخي من اللاهين عن عظمة ملك الملوك.. قيَّام السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من مالك ومملوك.. قال الحسن البصري: "ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق". ومن وصايا الفضيل بن عياض لهارون الرشيد: "يا أمير المؤمنين فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من عذاب النار". وقال ذو النون: "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق". وقال أبو سليمان الدارني: "ما فارق الخوف قلباً إلا خرب". وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها". فخف الإله فإنه من خافه *** سكن الجنان مجاوراً رضوانا ولمن عصى نار يقال لها لظى*** تشوي الوجوه وتحرق الأبدانا تبكي وحق لنا البكا يا قومنا*** كي لا يؤاخذنا بما قد كسانا وقال ابن المبارك: "من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه". أخي المسلم: أرأيت كيف سهونا؟! أرأيت كيف غفلنا؟! أرأيت كيف أمانينا؟! أحاطت بنا المهالك ونحن غافلون.. وأطلّت علينا المخاوف ونحن في بحر الغواية سادرون.. لا عقل ينهى.. ولا قلب عن الغواية يلهى.. إلهي ما أعظم حلمك.. وما أوسع عفوك وصفحك.. {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } [فاطر: 45] أخي: أقالني الله وإياك العثرات.. وأرخى علينا ستره في المحيا والممات.. فلتعلم أخي هديت وإياك إلى الصواب، إن خوف الله تعالى يتبين في سبعة أشياء: أولها: في اللسان: فيمتنع اللسان عن الكذب والغيبة وكلام الفضول ويشتغل بذكر الله، وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم. ثانيها: في البطن: فلا يدخل البطن إلا طيب حلال، ويأكل من الحلال مقدار حاجته. ثالثها: في البصر: فلا ينظر إلى الحرام ولا إلى الدنيا بعين الرغبة وإنما يكون نظره على وجه العبرة. رابعها: في اليد: فلا تمتد اليد إلى الحرام لا تمتد إلا إلى ما فيه طاعة الله عز وجل. خامسها: في الرجل: فلا تمشي في معصية الله تعالى. سادسها: في القلب: فتخرج منه العداوة والبغضاء وحسد الإخوان وتدخل فيه النصيحة والشفقة على المسلمين. سابعها: في الطاعة: أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، ويخاف عليها الرياء والنفاق. فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله فيهم: {وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } نصر بن محمد السمرقندي. أخي في الله: جعلني الله وإياك من الخائفين.. الخاشعين.. فهل علمت أخي إن الخوف: "من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب وهي فرض على كل أحد.. قال الله تعالى: { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] وقال: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [البقرة: 40] وقال: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ } [المائدة: 44] ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } [المؤمنون: 57] إلى قوله: {أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } [المؤمنون61] الإمام ابن القيم. أخي: نور الله قلبي وقلبك بمعرفته تعالى، فالخوف أخي نور لقلبك به تبصر الخير والشر. قال أبو حفص: "الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر". أخي: وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل فإنك إذا خفته هربت إليه". الإمام ابن القيم. أحدث لربك توبة*** فسبيلها لك ممكن واصرف هواك لخوفه*** مما تسر وتعلن فكأن أهلك قد بكوا*** جزعاً عليك ورننوا أخي المسلم: ألا أنفحك بنفحات الصالحين.. وأريج أولياء الله المتقين.. عسى النفس المفرطة أن تصحو.. عسى القلب المدلل أن يقفو.. أخي: إنها زهرات أهديكها.. من بساتين العارفين.. ورياض الخائفين.. فمتع أخي ناظرك ببهائها.. وسرح القلب في سنائها.. فهنالك ترتاح النفوس.. ويذهب البؤس.. أخي في الله: فهيا بنا إلى روضة الأرياض.. وشفاء المريض.. فتأمل معي: نبينا يخبر عنه من رآه يصلي: «وإن في صدره لأزيز كأزيز الرحى من البكاء». رواه أبو داود والترمذي والنسائي. وسألوه ذات مرة : يا رسول الله قد شبت فقال: «شيبتني هود وأخواتها» رواه الترمذي. وفي رواية: «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وهم يتساءلون وإذا الشمس كورت». أخي: إن النبي كان سيد الخائفين.. وأولى من خشي رب العالمين.. فضاهاه في ذلك أصحابه الميامين.. الذين كانوا من بعده أئمة الهدى والدين.. وسادة أولياء الله المتقين.. فعليهم من الله الرضوان إلى يوم الدين.. وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يقول: "والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد!" وقال يوماً: "ليتني خضرة تأكلني الدواب". وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ يوماً تبنة من الأرض وقال: "يا ليتني كنت هذه التبنة، يا ليتني لم أك شيئاً مذكوراً، يا ليتني كنت نسياً منسياً يا ليتني لم تلدني أمي". وهذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته وقال: "لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير". وهذا أبو السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يبكي ويشتد خوفه من اثنين: طول الأمل واتباع الهوى ويقول: "فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق". وهذا أبو عبيدة الجراح رضي الله عنه قال: "وددت أني كنت كبشاً فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي". أخي المسلم: هداني الله وإياك إلى التمسك بهدي الصالحين.. والحشر في سوادهم يوم الدين.. أخي ليت شعري لا أدري كيف مشاعرك وأنت تتأمل معي هذه العظات البليغة.. والأوابد النادرة الفريدة؟!! أخي: أترى أين ذهب قلبك وأنت تقف عند هذه المواعظ؟!! أخي أتحسسته وأنت تقرأ ذلك؟! وإذا تحسسته هل كان له وجيف أو خفقان؟ فإن كان أخي فأنت بخير.. وإلا أخي عليك بتأديبه بسياط الخائفين.. عساك أن تدرك ركبهم وإن فاتك أول الركب الميمون. أخي في الله: أولئك النفر من الصحابة رضي الله عنهم بشرهم النبي بالجنة، فكانوا يمشون على الأرض والناس يعلمون أنه سيطأون بأرجلهم أرض الجنة.. ومع هذا فقد رأيت أخي حالهم وشدة خوفهم من الله تعالى.. فما أعجبها من أحوال تحرك القلوب الغافلة.. والنفوس الجافة.. فوآااه من هذه القلوب القاسية.. والأماني الكاذبة. لا يذهبن بك الأمل *** حتى تقصر في العمل إني أرى لك أن تكون*** من الفناء على وجل أخي المسلم: أما أسقيك من هذه العين النضاحة.. لعلك أن تفيق على لذاتها فتستدرك فارط أمرك. وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه كان يقول: "إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟! وهذا تميم الداري رضي الله عنه قرأ ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } جعل يرددها ويبكي حتى أصبح! وهذا أبو هريرة رضي الله عنه بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي". وهذا عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلىّ من أن أتصدق بألف دينار". أخي في الله: كم كان الإمام ابن القيم صادقاً عندما قال: "والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن. وقال أبو عثمان الجيزي: "من علامة السعادة أن تطيع وتخاف أن لا تقبل، ومن علامة الشقاء أن تعصي وترجو أن تنجو". أخي المسلم: تلك هي الثمار الدانية.. والمحاسن الغالية.. ومازال أخي مركب الخائفين يسير.. ونفحهم يملأ الدنيا بالعبير. فهذا إمام العارفين الحسن البصري: أتى بكوز من ماء ليفطر عليه، فلما أدناه إلى فيه بكى وقال: "ذكرت أمنية أهل النار وقولهم: { أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} [الأعراف: 50] وذكرت ما أجيبوا: { إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ } [الأعراف: 50] وهذا طاووس كان يفرش له الفراش فيضطجع ويتقلى كما تتقلى الحبة في المقلى ثم يثيب فيدرجه، ويستقبل القبلة حتى الصباح! ويقول: طيّر ذكر جهنم نوم الخائفين. وهذا سفيان الثوري كان ينهض من الليل مرعوباً ينادي: "النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات". ولما حضرت مسعر بن كدام الوفاة دخل عليه سفيان الثوري فوجده جزعاً فقال له: لم تجزع؟ فوالله لوددت أني مت الساعة فقال مسعر: أقعدوني، فأعاد عليه سفيان الكلام فقال: إنك إذاً لواثق بعملك يا سفيان، لكني والله لكأني على شاهق جبل لا أدري أين أهبط؟! فبكى سفيان فقال: أنت أخوف لله عز وجل مني. ووقف قوم بعابد يبكي فقالوا: ما الذي يبكيك يرحمك الله؟ قال: قرحة يجدها الخائفون في قلوبهم قالوا: وما هي؟ قال: روعة النداء بالعرض على الله عز وجل. أخي في الله: فلتخف الله تعالى خوف المؤمنين الصادقين.. واعلم أخي إن بأس الله لا يطاق.. وإن عذابه أليم شديد.. ولكن أخي لا تيأسن من رحمة الله ورجائه.. فلتخف الله خوفاً ممزوجاً بالرجاء وإذا رجوته أخي فامزج رجاءك بالخوف.. أخي: أما رأيت كيف مدح الله تعالى زكريا عليه الصلاة والسلام وأهل بيته فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] (رغباً): إنهم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون منه من رحمته وفضله.. (رهباً): يعني رهبة منهم من عذابه وعقابه بتركهم عبادته وركوبهم معصيته. ليس يرجو الله إلا خائف *** من رجا خاف ومن خاف رجا أخي المسلم: ما أحلى الرجاء مع الخوف.. فإن نار الخوف لا يخفف حرها إلا الرجاء. الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب وهو الله والدار الآخرة، ويطيب لها السير. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إن أكبر آية في القرآن فرجاً آية في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] أخي في الله: أتدري ما هو الرجاء؟ الرجاء أخي هو: حسن الظن بالله تعالى، وليس الرجاء بالأماني والظن الحسن بدون عمل صالح! وإن شئت أخي فاسمع كلام الإمام ابن القيم يخبرك عن حقيقة الرجاء، قال: "وحسن الظن هو الرجاء فمن كان رجاؤه هادياً له إلى الطاعة وزاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالة وتفريطاً فهو المغرور". ثم أخي لا أزال وإياك مع الإمام ابن القيم وهو يعرفنا بحقيقة الرجاء.. يقول: "وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ } [البقرة: 218] فتأمل كيف جعل رجاءهم إتيانهم بهذه الطاعات؟ وقال المغترون: إن المفرطين المضيعين لحقوق الله المعطلين لأوامره الباغين على عباده المتجرئين على محارمه أولئك يرجون رحمة الله"!! أيا عجباً للناس في طول ما سهوا *** وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهوا يقولون نرجوا الله ثم افتروا به*** كزاد الذين استعصموا الله واتقوا أخي المسلم: الرجاء سلم الخائفين.. وظل الخاشعين.. وأمنة التائبين.. لامكان في دوحه للمذنبين المغترين.. أخي: وها هو موكب الخائفين يمر علينا في حدائق الراجين، امتلأت نفوسهم بالرجاء وما أهنأهم بالإقالة يوم اللقاء.. ودخل النبي على شاب وهو في الموت فقال: «كيف تجدك؟». قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله : «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف». رواه الترمذي. أخي في الله: فليحسن رجاؤك بالله تعالى، مع حسن العمل. وليحسن أخي رجاؤك لأخوانك المسلمين، أن يتجاوزوا عن خطاياهم.. وينفعهم بحسن الرجاء يوم يلقاهم.. قال ابن عون: "ما رأيت أحداً أعظم رجاء للموحدين من محمد ابن سيرين". وقال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً. قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم. إذا أمسى فراشي من تراب *** وصرت مجاور الرب الرحيم فهنوني أحبائي وقولوا *** لك البشرى قدمت على كريم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل». رواه مسلم. أخي المسلم: حفظني الله وإياك من كل سوء وهدى قلبي وقلبك إلى الحق. أخي: "القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر".. الإمام ابن القيم أتيتك راجياً يا ذاالجلال *** ففرج ما ترى من سوء حالي إلى من يشتكي المملوك إلا *** إلى مولاه يا مولى الموالي وها أنا ذا عبيدك عبد سوء *** ببابك واقف يا ذاالجلال فإن عاقبت يا ربي فإني *** محق بالعذاب وبالنكال وإن تعفو فعفوك أرتجيه *** ويحسن إن عفوت قبيح حالي أخي المسلم: كم من هذه النفس محبة للآمال والرخص العريضة.. سرورها في الكسل والأماني الرخيصة.. وها أنا أخي أدلك على علامات الطريق وأرشدك إلى ملاك الأمر فاستعصم به أخي تفز.. قال مالك بن دينار: "إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف وعلامة الرجاء فقد تمسك بالأمر الوثيق أما علامة الخوف: فاجتناب ما نهى الله عنه.. وأما علامة الرجاء: فالعمل بما أمر الله به". فاجمع أخي الهمة.. وكن من هؤلاء: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } [الإسراء: 57] أزهري أحمد محمود دار ابن خزيمة [/size] [/center] [/b]
  13. [center] ليس بالضروره ان يتوقف قلبك عن النبض ليقال انك فارقت الحياه ليس بالضرورة .. أن تلفظ أنفاسك .. وتغمض عينيك .. ويتوقف قلبك عن النبض .. ويتوقف جسدك عن الحركة .. كي يقال عنك : إنك فارقت الحياة .. فبيننا الكثير من الموتى .. يتحركون ..!! يتحدثون .. يأكلون .. يشربون .. يضحكون .. لكنهم موتى .. يمارسون الحياة بلا حياة .. مفاهيم الموت لدى الناس تختلف .. فـهناك من يشعر بالموت حين يفقد انسانا عزيزاً.. ويخيل اليه ... أنا الحياة قد . . انتهت .. وأن ذلك العزيز حين رحـــــــل .. ... أغلق أبواب الحياة خلفه .. وأن دوره في الحياة بعده ... قد انتهــــى .. وهناك من يشعر بالموت .. حين يحاصره الفشل من كل الجهات .. ويكبله احساسه بالإحباط عن التقدم .. فـيخيل اليه أن صلاحيته في الحياة . . . قد انتهت .. وأنه لم يعد فوق الأرض مايستحق البقاء من أجله .. والبعض .. تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن .. ويظن أنه لانهاية لهذا الحزن .. وأنه ليس فوق الأرض من هو أتعس منه .. فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بالموت .. وينفذ بها حكم الموت بلا . . . تردد .. وينزع الحياة من قلبه .. ويعيش بين الاخرين كالميت تماما ... فلم يعد المعنى الوحيد للموت .. هو الرحيل عن هذه الحياة .. فـهناك من يمارس الموت بطرق مختلفه.. ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت .. وهومازال على قيد الحيــــــــاة .. فالكثير منا . . يتمنى الموت في لحظات .. ظنا منه أن الموت هو الحل الوحيد .. والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب .. لكـــــــن . . هل سأل أحدنا نفسه يوما : ترى . . ماذا بعد الموت ؟ نعم . . ماذا بعد الموت . . . ؟ حفرة ضيقة .. وظلمة دامسه.. وغربة موحشة.. وسؤال . . وعقاب . . وعذاب .. واما جنة . . أو نار . . فــــهم . . كانوا هنا . . ثم رحلوا . . غابوا ولهم أسبابهم في الغياب.. لكن الحياة خلفهم مازالت .. مستمرة . . . فالشمس مازالت تشرق .. والأيام . . . مازالت تتوالى .. والزمن لم يتوقف بعد . . ونحن . . مازلنا هنــــا .. مازال في الجسد دم .. وفي القلب نبض .. وفي العمر بقية . . . فلمـــــاذا نعيش بلا حياة ونموت . . بلا موت . ؟ إذا توقفت الحيـــــــاة في أعيننا .. فيجب أن لا تتوقف في قلوبنــــــــا .. فالموت الحقيقي هو موت القلوب.. [/center]
  14. [b] [center] التوبة وشروطها قول الله عز وجل: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم/ءاية ويقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (سورة النور/ءاية 31) ويقول تعالى: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنّ ربي رحيم ودود) (سورة هود/ءاية 90 ويقول تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صا لحًا ثم اهتدى) (سورة طه/ءاية 82. وروى ابن ماجه رحمه الله أن الرسول محمدًا قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له«.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع روعن ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن الرسول قال: «لو أنّ لابن ءادم واديًا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا الـــتـــراب، ويــتــوب الله على من تاب« رواه البخاري ومسلم. وفي قصة المرأة من جهينة لما زنت وحملت ووضعت ثم شُدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرُجمت ثم صلى عليها النبي . فقال عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال: «لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدْت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل« رواه مسلم رحمه الله. والتوبة واجبة من كل ذنب كبيرة وصغيرة فورًا وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب التوبة.والغفلة هي الانشغال بمعصية الله عن طاعته، فالمسلم العاقل هو الذي يقوّم نفسه ويأخذ بزمامها إلى ما فيه مرضاة الله تعالى ورسوله، وإن جنحت نفسه يومًا للوقوع في المعاصي والانهماك في الشهوات المحرمة، يعلم أنّ الخالق غفور رحيم، يقبل التوب ويعفو عن السيئات، وأنه مهما أسرف في الذنوب ثم تاب منها فإنّ الله يغفرها جميعًا. لقوله عزّ وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) (سورة الزمر/ ءاية 53) والقنوط من رحمة الله هو أن يجزم المرء في نفسه بأنّ الله لا يرحمه ولا يغفر له بل يعذبه، وهذا القنوط ذنب من الكبائر. فكن يا عبد الله وقّافًا عند حدود الشريعة، ملتزمًا بالأوامر الإلهية منتهيًا عن النواهي ولا تدَعْ نفسك تحدثك بالمعصية، وإن كانت معصية صغيرة، فإنّ من الناس مَنْ إذا وقع في وحل المعاصي ومستنقع الذنوب استلذ ذلك، وظل قابعًا في ظلام الفجور والخطايا، وقد قيل: إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ خلوت ولكن قل علي رقيبُ ألم ترَ أنّ اليومَ أسرعُ ذاهبٍ وأن غدًا للناظرين قريبُ وقال بعضهم: يا نفسُ توبي فإنّ الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا في كل يومٍ لنا ميت نشيعه ننسى بمصرعه أثار موتانا يا نفس مالي وللأموال أكنزها خلفي وأخرج من دنياي عريانا قد مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما كانا قد كان ما كانا وأما شروط التوبة فهي التي لا بد منها لقبول التوبة عند الله وهي: 1 ــ الإقلاع عن المعصية أي تركها فيجب على شارب الخمر أن يترك شرب الخمر لتُقبل توبته والزاني يجب عليه أن يترك الزنا، أما قول: أستغفر الله. وهو ما زال على شرب الخمر فليست بتوبة. 2ــ العزم على أن لا يعود لمثلها أي أن يعزم في قلبه على أن لا يعود لمثل المعصية التي يريد أن يتوب منها، فإن عزم على ذلك وتاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى نفس المعصية فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب عنها توبة صحيحة فلا تكتب عليه من جديد. 3 ــ والندم على ما صدر منه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الندم توبة« رواه الحاكم وابن ماجه. 4 ــ وإن كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم« رواه مسلم رحمه الله. 5 ــ ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة، والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر« رواه الترمذي وقال حديث حسن. ويشترط أن تكون قبل الاستئصال، فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرق مثل فرعون لعنه الله وكذلك يشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إن في المغـــرب بابًا خلقــه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه« رواه ابن حبان. وقال عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه« رواه مسلم.فمن أراد الله به خيرًا رزقه التوبة النصوح والكاملة والثبات عليها حتى الممات. إن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين فلا يقنطن المؤمن من رحمة الله وليتُبْ إليه مهما بلغ عظم ذنوبه؛ فقد وردت قصة عن مسلم من بني إسرائيل قتل مائة إنسان ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، اذهب إلى أرض كذا فإن بها قومًا صالحين، يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك بصورة ءادمي فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. وفي رواية في الصحيح: فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها، وفي رواية فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له. فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين فاسدين بالتوبة صاروا من الأولياء المقربين الفائزين. جعلنا الله من التائبين الصادقين القانتين الصالحين بجاه سيد المرسلين والصحابة الطيبين وءال البيت الطاهرين ءامين. [/center] [/b]
  15. [center] [b][size=25]ثلاثة...وثلاثة![/size] [size=25] [size=25]ما أعجب قصة هؤلاء النفر الثلاثة من أصحاب رسول الله , الذين خُلِّفوا عن القتال فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، بعد أن عزلهم الرسول عن المجتمع المسلم، ونهى الناس عن تكليمهم، فصاروا غرباء في أهلهم وذويهم، حتى وصل الحال إلى أن أمر زوجاتهم بفراقهم، فصاروا كالمنبوذين في المدينة لا يتصل بهم أحد ولا يكلمهم أحد، حتى نزل فرج الله سبحانه وتعالى بالتوبة عليهم فوسع الله عليهم بعد أن كانوا في ضيق، ونَفَّس عنهم بعد أن كانوا في كربة.}وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{[التوبة:118]. تخيل نفسك في وضع أحدهم.. حصار اجتماعي فلا يسمح لأحد ممن حولهم أن يكلمهم، ضغط نفسي من شدة تأنيب الضمير مع عدم وجود من يخفف عنهم. غربة موحشة حين تتفرس أعين القوم بهم بلغة اللوم والعتاب, وهم لا يجدون عذرًا مقبولاً يدافعون به عن أنفسهم... بعد عن الزوجات والأبناء رغم القرب.. يا له من ضغط نفسي لا تصمد أمامه النفس البشرية كثيرًا!! ولكن حين ضاقت النفس بهم بعد ضيق الأرض برحابها, جاءهم الفرج من لدن رب غفور رحيم.. فتفكر أيها المتضايق من سجن نفسه واهتف بحرارة وصدق (يا رب). وتذكر أيضا قصة الثلاثة من بني إسرائيل الذين دخلوا في الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، ثم فرج الله سبحانه وتعالى عليهم بعد أن أيقنوا بالموت والهلاك. واسأل نفسك.. هل فعلت عملاً صالحًا مثلهم تتقرب إلى الله به وتسأله أن يفرج به كربك حين تغشي الأزمات حياتك؟ *إن كان الجواب لا؛ فبادر من الآن.. ولا تتكاسل! فلا تيأس أيها المؤمن, فالنور ينبلج دوما من رحم الظلام! [/size][/size] [/center] [/b]
  16. [center] أنتم أصحابي وهم احبابي المهاجرون والأنصار أذكار الصباح والمساء » .أذكار الصباح والمساء. .إذا أصبح المسلم يقول: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير» . .إذا أمسى يقول: «اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور» . ."سبحان الله وبحمده" مائة مرة فمن قالها حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه. "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء، وقد قال الرسول لعبد الله بن خبيب "تكفيك كل شيء" . ."بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات. . ."رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمدٍ نبياً ورسولاً. اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك ولا شريك لك، لك الحمد والشكر". وفي المساء "اللهم ما أمسى بي ..".. ."أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر " وإذا أصبح قال ذلك أيضا " أصبحنا وأصبح الملك لله. ". ."اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. ". ."اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار". . ."اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته." . ." اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت " تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي وتقول " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت " تعيدها حين تصبح ثلاثا وثلاثا حين تمسي ". . ."حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " سبع مرات حين يصبح وحين يمسي". . ." أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ثلاث مرات. . ."اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي". . ."اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم". . ."سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته " . ثلاث مرات. . ." يا حي ياقيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ". . ." لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " . مائة مرة . ." أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده " . ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك. . .من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا أمسى فمثل ذلك حتى يصبح. .أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين. . .قال : "من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة [/center]
  17. [center] كثيرا ما نسمع هذه الكلمة علي السنة كثير من الناس و بعضهم يجعلها تبريرا لأرتكابه المعاصي و البعض يجعل الامر كانه مسير في ارتكابه للمعاصي و ليست له اي ارادة او قدرة علي مواجهة هذا القدر المحتوم في وجهة نظره ( معلهش يا عم الشيخ اصل الشيطان شاطر) طبعا كلمة شاطر في العامية يختلف عن معناها في الفصحي خلينا مع العامية هل هم صادقون و هل الانسان بهذا الضعف امام مكر الشيطان ( الشاطر) و كيده الدائم لبني الانسان؟ هل الشيطان شاطر فعلا ؟ لا هذا رأيي فما هو رأيك؟ الشيطان ليس شاطر بل غبي جدا لانه تكبر ونسي ان الله تعالي هو الذي رفع من شأنه و هو تعالي القادر علي ان يضع من قدره و يجعله احقر المخلوقات و قد حدث الشيطان ليس شاطر لانه باع نعيم الجنة الدائم و حكم علي نفسه باللعنة و بالخلود في النيران "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" و ذلك بسبب ماذا؟ بسبب انه ظن انه افضل من غيره و اخذه الزهو بما يفعل من طاعة و نسي ان الله تعالي هو الذي وفقه لهذه الطاعة نسي انه فقير الي الله تعالي في كل الحالات و ان ما كان به من نعمة فهو من الله عز وجل "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" الشيطان ليس شاطر لانه لم يتب ويرجع الي الله تعالي و يعترف بذنبه و يطلب من الله تعالي المغفرة الشيطان ليس قوي بل هو حقير جدا "إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" و لكنه يقوي علي كل ضعيف النفس يقوي علي كل من باع جنته بمتاع الحياة الدنيا الزائل وقضي و قته في اللعب و اللهو "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" و اتبع الشيطان فجعل له سلطانا عليه "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ" يقوي علي كل من تناسي ان هناك يوم سيقف فيه امام الله ليسأله عن كل صغيرة و كبيرة فعلها في حياته و عندها سيدعي ان الشيطان هو السبب و لكن بماذا سيرد الشيطان "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" يقوي علي كل من اهمل في تنفيذ اوامر الله و عاش لهواه فعاش كالانعام بل أضل "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا " "أمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [/center]
  18. [b] [center] [center][size=25]أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة: [/size][/center] [size=25]اعلم أن الطاعات لازمة لحياة قلب العبد لزوم الطعام والشراب لحياة الجسد، وجميع المعاصى بمثابة الأطعمة المسمومة التى تفسد القلب ولابد، والعبد محتاج إلى عبادة ربه عزّ وجلّ فقير إليه فقراً ذاتياً ، وكما يأخذ العبد بالأسباب لحياة جسده من المداومة على تناول الأغذية النافعة فى أوقات متتقاربة ، وإذا تبين له أنه تناول طعاماً مسموماً عن طريق الخطأ أسرع فى تخليص جسده من الأخلاط الرديئة ، فحياة قلب العبد أوْلى بالاهتمام من جسده ، فإن كانت حياة الجسد تؤهله لمعيشة غير منغضة بالمرض فى الدنيا، فحياة القلب تؤهله لحياة طيبة فى الدنيا وسعادة غير محدودة فى الآخرة، وكذلك موت الجسد يقطعه عن الدنيا ، وموت القلب تبقى آلامه أبد الآباد . [b]وقال أحد الصالحين: " يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسدهُ ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد " ، فإذن الطاعات كلها لازمة لحياة القلب وتخص هذه بالذكر – لضرورتها لقلب العبد وشدة الحاجة إليها – ذكر الله عز وجل ، وتلاوة القرآن ، والإستغفار ، والدعاء ، والصلاة على النبىr ، وقيام الليل ". 1- ذكر الله وتلاوة القرآن: وضرورة الذكر للقلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه - :" الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء" ، وقد ذكر الإمام شمس الدين ابن القيّم ما يقرب من ثمانين فائدة فى كتابه :" الوابل الصيب " ، فننقل بعضها بإذن الله تعالى، وننصح بالعودة إلى الكتاب المذكور لعظيم نفعه، ومن هذه الفوائد : أن الذكر قوت القلب والروح، فإذا فقه العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته ، ومنها أنه يطرد الشيطان ، ويقمعه ، ويكسره، ويرضى الرحمن عزّ وجلّ ويزيل الهمّ والغمّ عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط ، وينور القلب والوجه، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، ويورثه محبة الله عزّ وجل ، وتقواه ، والإنابة إليه، وكذلك يورث العبدّ ذكر الله عزّ وجل ، كما : } فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ{ ( البقرة :من الآية 152 ) . ولو لم يكن فى الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً ويورث جلاء القلب من الغفلة، ويحط الخطايا . ورغم أنه من أيسر العبادات، العطاء والفضل الذى رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال. عن أبى هريرة t أن رسول الله r قال:" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قديرٌ ، فى اليوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه " (رواه البخارى ؛ (6/338، 339) بدء الخلق، ومسلم (17/17) الذكـر، والترمذى (13/16،17) . الدعاء .) . وعن جابر عن النبى r قال: " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فى الجنة "( رواه الترمذى ( 3531 تحفة) الدعوات، وابن حبان (2335) موارد، والحاكم ( 1/501، 502) وقال الترمذى : حسن صحيح وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى وصححه الألبانى فى الصحيحة .) . وقال ابن مسعود t: " لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلىّ من أن أنفق عددهم دنانير فى سبيل الله عزّ وجلّ " . والذكر دواء لقسوة القلوب ، كما قال رجل للحسن :يا أبا سعيد :أشكو إليك قسوة قلبى ، قال : " أذبه بالذكر " ، وقال مكحول : " ذكر الله شفاءٌ وذكر الناس داءٌ "، قال رجل لسلمان: أى الأعمال أفضل ؟ فقال : أما تقرأ القرآن : } وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ{( العنكبوت من الآية : 45 ). وعن أبى موسى عن النبى r قال:" مثل الذى يذكر ربه والذى لايذكر ربه مثل الحىّ والميت " (رواه البخارى (11/208) الدعوات، ومسلم (6/68) صلاة المسافرين بلفظ : " مثل البيت الذى لا يذكر الله فيه ، والبيت الذى يذكر الله فيه مثل الحىّ والميت " .). ودوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة ، وسبب لاشتغال العبد عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة وغير ذلك، فإما لسان ذاكر وإما لسان لاغِ، فمن فُتح له بابُ الذكر فقد فُتح له بابُ الدخول على الله عز وجل، فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل ، يجد عنده ما يريد، فإن وجد ربه عز وجل وجد كل شىء ، وإن فاته ربه عز وجل فاته كل شىء . وللذكر أنواع :منها : ذكر أسماء الله عز وجل ، وصفاته ، ومدحه، والثناء عليه بها، نحو : " سبحان الله " ، و " الحمد الله " ، و " لا إله إلا الله " ، ومنها: الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته ، نحو : الله عز وجلّ يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم ، ومنها : ذكر الأمر والنهى كأن تقول : إن الله عز وجل أمر بكذا ، ونهى عن كذا . ومن ذكره سبحانه وتعالى ذكرُ آلائه وإحسانه ، وأفضل الذكر : تلاوة القرآن ، وذلك لتضمنه لأدوية القلب وعلاجه من جميع الأمراض ، قال الله تعالى :} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ{( يونس من الآية : 57 ) . وقال الله تعالى:} وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{( الإسراء من الآية : 82 ) وأمراض القلب تجمعها أمراض الشبهات والشهوات ،والقرآن شفاء للنوعين ، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفيدة للعلم، والتصور ، والادراك بحيث يرى الأشياء على ما هى . [/size] [/center] [/b][/b]
  19. [center] [b][size=29]وآمن... السحرة![/size] [size=25] [size=25][size=25]شاور فرعون الملأ من حوله فيما يجب فعله، في أمر موسى والسحر الذي جاء به. فأشاروا أن يرد على سحر موسى بسحر مثله، فجمع السحرة لتحدي موسى وأخيه، حدد الميقات، وهو يوم الزينة، وبدأت حركة إعداد الجماهير، ليراقبوا فوز السحرة وغلبتهم على موسى الذي جاءهم من بني إسرائيل ليتحداهم في عقر دارهم! لقد دخل السحرة على فرعون ومنتهى آمالهم وأعظم أمانيهم هو مجرد قبض الأجر منه ولكنه زادهم شرفًا, ووعدهم بالقربى والرضوان منه؛ أراد أن يحمسهم ويستفزهم ليستعرضوا أقوى ما لديهم، فيكيدوا لموسى بسحرهم ويهزموه واطمأن السحرة إلى الأجر واشرأبت أعناقهم إلى الرفعة والقرب من فرعون }فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا.....{انظر ماذا قالوا:}وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ...{ إنهم يستمدون عزتهم من عزة فرعون، وما فرعون بعزيز، إنه الضعيف الذليل أمام قدرة الله العزيز الحكيم، وأمام من يحمل رسالة الله عز وجل في الأرض ويبلغها الناس. ونظر موسى عليه السلام إلى حبال السحرة وعصيهم وشعر بالخوف وفي هذه اللحظة، يذكره ربه بأن معه القوة الكبرى، فهو الأعلى، ومعه الحق، أما هم فمعهم الباطل، معه العقيدة ومعهم حرفة السحر، معه الإيمان بصدق الذي دفعه لما هو فيه ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة، موسى متصل القوة الكبرى, والسحرة يخدمون مخلوقًا بشريًا فانيًا مهما يكن طاغية جبارًا. لا تخف}وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ{وستهزمهم، فهو سحر من تدبير ساحر وعمله. والساحر لا يفلح أنى ذهب وفي أي طريق سار؛ لأنه يعتمد على الخيال والإيهام والخداع، ولا يعتمد على حقيقة ثابتة باقية. }فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ{هذه هي قدرة الله عز وجل التي أبطلت سحر السحرة وهزمت كيدهم. ولأن السحرة هم أعلم بالسحر وفنونه وأسراره ومدى ما يمكن أن يبلغ إليه البشر، فقد عرفوا أن ما جاء به موسى ليس من السحر ولا هو من فعل إنسان ولكنها قدرة تفوق قدرة البشر، علم السحرة أنها قدرة إلهية ربانية عظيمة.. فلم يجد السحرة أمام ما تكشف لهم من الحقيقة إلا أن يصدر منهم هذا الفعل }فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ{... هكذا فجأة...كانوا منذ لحظة واحدة كافرين جاحدين يحتمون بعزة فرعون ويخضعون له في ذلة وضعف. ثم فجأة.. يسجدون لله الواحد القهار.. بلا مقدمات.. بلا تفكير.. بلا خوف.. بلا تردد وريبة.. ولم يكتف السحرة بالسجود ولكنهم أعلنوها صريحة واضحة أمام الجماهير الحاشدة }قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ{. صدم فرعون بهذا الإيمان المفاجئ وهزته المفاجأة الخطيرة التي زلزلت العرش من تحته.. فالكهنة والسحرة استسلموا لموسى وهارون وآمنوا برب العالمين، بعد أن كانوا مجموعين لإبطال دعوة موسى، ولهذا السبب اتخذ فرعون قراره سريعًا بضرورة إخماد صوت الحق وقطع الألسنة وتكميم الأفواه... فقال}قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ...{كأنما كان عليهم أن يستأذنوه قبل أن تنتفض قلوبهم للحق, وقبل أن يستجيبوا لنور الله وهو يملأ القلوب.. فقال مهددًا ومتوعدًا لما رأى إيمان السحرة وتسليمهم لموسى وأتباعهم لله عز وجل }لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ{. وهنا يأتي رد السحرة بكلمة واحدة، ولكنها كلمة تهتز لها الجبال الراسخة وترتج لها الأرض الهامدة، كلمة لو وزنت بالكون كله لوزنته قالوا}قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ{. هددهم فرعون وصور لهم الطريقة البشعة التي سيقتلهم بها فهل اهتز إيمانهم؟.. هل دب اليأس في قلوبهم من العذاب العظيم الذي ينتظرهم؟... هل تخاذلوا وانهزموا!!! قالوا}لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ{. ثبات ويقين وأعمدة نورانية تنسج من الأمل جسورًا قوية تحميهم من بطش فرعون وأعوانه! تعلقت أرواحهم بخالقها فأسلموا له مختارين غير عابئين بما ينتظرهم من تنكيل وعذاب! فما أعده الله لهم من النعيم المقيم... كفيل بأن يجعل توعد فرعون وزبانيته مجرد فقاعات لا تثير الرعب في قلوبهم الصامدة }لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ{. ما أروع اليقين والأمل حين يستوطن النفوس المؤمنة، المتصلة بخالقها! [/size][/size][/size] [/center] [/b]
  20. [b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]على فراش الموت لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا. ولما طعن عمر .. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال : ضع رأسي على الأرض . فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض . فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل. أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي . ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان) بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله . أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟ قالو : أخذناه قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم . معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. : يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ... روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ . بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه .. فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه , و قولي وا فرحاه ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه . أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ... فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟ قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين. الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي الله عنه و أرضاه لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله. سلمان الفارسي رضي الله عنه و أرضاه بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولي هذه الأزواد . و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة ! الإجانة : إناء يجمع فيه الماء الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام المطهرة : إناء يتطهر فيه. الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل . و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها . الحسن بن علي سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها ! الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ... ثم فاضت رضي الله عنه. الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله .. إني كنت على أطباق ثلاث .. لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار..... فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي . فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟ الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ... ففعلوا .. فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث . و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث . سعد بن الربيع رضي الله عنه لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ... عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل , و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و لعله يقصد الحجاج و من معه). عبادة بن الصامت رضي الله عنه و أرضاه لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ، قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن ثم قال : اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي فجمعوا له .... فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة من الآخرة ، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، و هو والذي نفس عبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي . فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا . فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا : نعم . فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ، فإن الله عز و جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لا تتبعوني بنار . الإمام الشافعي رضي الله عنه دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول : و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا الحسن البصري رضي الله عنه و أرضاه حينما حضرت الحسن البصري المنية حرك يديه و قال : هذه منزلة صبر و إستسلام ! عبدالله بن المبارك العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... ثم فاضت روحه. الفضيل بن عياض العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال : وا بعد سفراه ... وا قلة زاداه ...! الإمام العالم محمد بن سيرين روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية. [/size] [/center] [/b][/b]
  21. [b] [center] [size=25]أضئ لنفسك الطريق يوم القيامة [center]كتبه: أبو معاذ محمد الطايع [/center] [size=25]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (سورة الحديد: الآية 12)، فالله -سبحانه وتعالى- يعطي العبد من النور على قدر أعماله في الدنيا، فمنهم من يعطى من النور كمثل الجبل أمامه، أو مثل النخلة، أو يعطى على قدر إبهام قدميه يضيء تارة ويطفئ أخرى، فيا ترى ما الأعمال التي تسبب النور أو تزيده يوم القيامة؟ -1 المحافظة على الصلاة: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي --: أنه ذكر الصلاة يومًا فقال:(من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبَيِّ بن خلف) 2 -كثرة المشي إلى المساجد لصلاتي الفجر والعشاء: قال -:(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة (. -3 إسباغ الوضوء:أي إتمام غسل الأعضاء كاملة من غير نقص، قال -عليه الصلاة والسلام:(إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء (. -4 قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: قال -عليه الصلاة والسلام: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة (. -5 إذا شاب الإنسان في طاعة الله -سبحانه وتعالى-: قال -عليه الصلاة والسلام:(من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة (، في الإسلام:أي كان مقيما على طاعة الله أي مضى في طاعة الله حتى أدركه الشيب، وصرف عمره في طاعة الله، ولو كانت شيبة واحدة، وقال رسول الله -: (لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام -قال: عن سفيان- إلا كانت له نورا يوم القيامة (. -6 المتحابون في الله :في الحديث القدسي أن الله –سبحانه وتعالى- يقول: (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء (. -7 المقسطون في ولاياتهم: قال رسول الله -:( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يدي الرحمن يمين الذين يعدلون في حكمهم وما ولوا (. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. [/size] [/size] [/center] [/b]
  22. [center] [size=21][b]محاضرة ثلاثة مداخل شيطانية:للشيخ محمد المنجد من الأمور التي نختم بها كلامنا -أيها الإخوة- أن هناك ثلاثة مداخل ربما تكون أحياناً شيطانية. بعض الناس لو لم يهتد إلى الله إلا بعد فترة من الزمن -مثلاً صار عمره ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، ثم هداه الله- فماذا يحصل له؟ يقول: لقد فاتني وقت الطلب، وقت تأسيس نفسي على العبادة، وذهب عليَّ الزمن وذهب عليَّ الوقت، وفاتني القطار. وتراه دائماً يشتغل بالندم على الوقت الفائت، فيسبب تضييع الوقت الحاضر، وهذه نقطة شيطانية خطيرة جداً، وهذا خطأ كما قال أهل العلم، ولذلك صارت القاعدة الذهبية، "ما لا يدرك كله لا يترك بعضه" أي: إذا لم تستطع أن تأخذ طريق العلم من بداية عمرك، فلا يترك بعضه، وهناك من العلماء من طلب العلم وهو كبير، فهناك من طلب العلم وهو ابن أربعين أو خمسين، وهناك من العلماء من أصبح نابغة في هذا، وهناك عباد وزهاد لم يتعبدوا لله إلا بعد فترة طويلة من حياتهم، وانظر في حال الصحابة، أليس حالهم عجيباً؟! كثير منهم اهتدوا في الأربعين والخمسين عمرو بن الجموح وطأ بعرجته في الجنة، رجل أدركه الإسلام وهو كهل لكن ما فتر، ولذلك أنت تعجب بعض الأحيان عندما تدخل في حلقة شيخ من المشايخ أو عالم من العلماء -مثلاً- في حلقة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله قد تجد رجلاً كبيراً في السن، وتراه جالساً في الحلقة وهو يستمع، هذا الرجل عاقل، ما قال أنا فاتني العلم، وعليَّ أن أجلس في البيت، هذا هو الذي يفرح الشيطان فعلاً. إياك ثم إياك أن تفكر من هذا المنطلق، وإذا أخلصت النية فإن الله سيبارك لك في وقتك ولو كان ضيقاً، لو شخصاً قال: أنا أصرف على كذا أسرة، أنا إنسان مشغول فكيف أطلب العلم؟ نقول: أنت إذا أخلصت لله يبارك الله لك في وقتك، يا أخي! تأمل في حياة عمر بن عبد العزيز تجد عجباً: عمر بن عبد العزيز : استلم الخلافة وفيها ترف وابتعاد عن الله، وانشغال بالدنيا، والطرب والغناء والرقص في البيوت، وكانت هناك منكرات كثيرة عمت المجتمع، كم حكم عمر بن عبد العزيز؟ حكم سنتين ونيفاً، لكن سبحان الله العظيم! كيف تغير الوضع لما حكم عمر بن عبد العزيز في سنتين ونيف؟ صار هناك انقلاب في المجتمع وتَغيَّر الناس! وازدهرت حلقات العلم والعلماء بشكل أكبر بكثير مما كان قبل ذلك، حتى أن الناس اكتفوا مادياً، وكانوا يبحثون عن فقراء للزكاة فما يجدون، كيف فعل هذا الرجل في سنتين! كيف حدث هذا؟! أليست هذه شبه معجزة، إنما حدث هذا بإخلاص عمر بن عبد العزيز ! رحمه الله، ورضي عنه وأرضاه، كم أدى للإسلام من خدمةً جليلة في هذه الفترة القصيرة التي حكم فيها! وآخر ما نختم به، مرض من أمراض هذه المشكلة -اغتنم فراغك قبل شغلك- مرض التسويف. بعض الناس، كما يقول ابن القيم رحمه الله: كلما جاء طارق الخير صرفه بوَّاب (لعل وعسى). كلما جاء طارق الخير وقال: يا فلان! اطلب العلم، يا فلان اعبد الله، يا فلان ادع إلى الله، يا فلان.... ، صرفه بواب لعل وعسى، وأكثر الناس ضائعون بين السين وسوفَ، والأماني رأس مال المفاليس. هذا ما سنقف عنده في هذا الموضوع . نعمة العافية:[/size] [size=21] وردني سؤال يتعلق بأحكام الطهارة -الوضوء- كأن يكون على اليد حائل -مثلاً مرهم- يمنع وصول الماء . القصة: أن عائلة فيها ولدان مرضهما أنه ظهر طفح في الجلد ثم أصبح بثوراً، ثم تحولت إلى أورام سرطانية دقيقة أو صغيرة لها جذور في الجلد إلى الداخل، ولا يمكن لهذا المريض أن يرى النور -يعني: النور يضره جداً- فلذلك لا يمكن أن يجلس تحت أنوار، ولا في أشعة الشمس، ولا حتى أمام نور شاشة التلفزيون، ولابد أن يضع نظارة طوال الوقت ما عدا وقت النوم، ولابد أن يدهن الجلد كله بمرهم عازل للضوء (عازل للأشعة أربعة وعشرين ساعة) والمرض لا يعرف له علاج في العالم، وفي المستقبل قد يزداد حتى يضرب في مناطق الأعصاب فيسبب آلاماً رهيبة. الآن تأمل حال الأم المنشغلة بهؤلاء الأولاد، كيف يكون البيت بلا نور! لابد أن تساعدهم في دهن الجسم بالمرهم دائماً. تصور بيتاً فيه أولاد فيهم عاهات، أو كبار في السن وفيهم عاهات، يحتاج هذا المريض إلى شخص يأخذه، وآخر يطعمه وآخر يسقيه، ويحتاج إلى من يخرج له الفضلات، وينقله من الحمام إلى الغرفة، وغيرها من الأعمال . والله عز وجل له حكمه، ولله في خلقه شئون، لكن نحن بسبب الصحة غافلون، ولو أردت أن تعرف شيئاً من الحقيقة فادخل إلى مستشفى من المستشفيات، وتأمل في حال المرضى في الأقسام المختلفة، سئل الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله هل يجوز زيارات المستشفيات للاعتبار، قال: نعم! يمكن للشخص أن يذهب للمستشفيات ليعتبر، وعندما نعلم هذه الأشياء لا بد أن نتأثر لكي نستغل الصحة التي نحن فيها الآن، لأننا لا نعلم حقيقةً ماذا سيحدث لنا في المستقبل، قد يحدث لنا مرض أو عدة أمراض أو مرض مزمن -نسأل الله العافية- لكن الإنسان عليه أن يتعظ ويأخذ عبرة. فنعود ونقول: الناس أصناف، منهم من دخله كبير، ومنهم من دخله يحتاج إلى عمل شديد، الإنسان الذي عنده شركات، غير العامل الذي يشتغل في الشمس وفي البناء ساعات طويلة، والشخص الذي في بداية الزواج غير الشخص الذي عنده أولاد، والشخص الذي في بداية الوظيفة، ليس مثل الشخص الذي عنده تطور في الوظيفة ودخل فيها وتشعب، وازدادت مسئولياته الوظيفية، ما هو المقصد من وراء ذكر هذه المسألة؟ أن الله عز وجل يؤاخذ الناس على حسب النعم التي أعطاهم إياها. فأنت لا تتخيل -مثلاً- أو لا تظن أن الشخص الذي عنده عقارات تأتيه الإيجارات هكذا في نهاية السنة وهو جالس! لا. وإنما يتعب ويعمل مثل العامل الذي يضطر أن يشتغل ست عشرة ساعة في اليوم في الشمس وفي البرد أحياناً، لا تتخيل أن الرجل الذي عنده وقت سواء كان طالباً أو أعزب أن حسابه عند الله مثل الرجل المتزوج الذي عنده مسئوليات وأولاد، وهكذا. وكذلك المرأة -مثلاً- عندما تكون فتاة في مقتبل العمر ليس عندها مسئولية، أمها هي التي تطبخ وهي التي تنظف البيت، أو أن في البيت خادمات -والعياذ بالله من خادمات السوء- هذه المرأة عندما تكبر وتتزوج، وهي متزوجة قبل الأولاد حسابها يتغير عندما يأتيها أول ولد، وحسابها غير ذلك عندما يصير لها ولدان، وحسابها يختلف عندما يصير عندها خمسة أو سبعة أولاد. ولذلك اغتنم فراغك قبل شغلك، هذه حكم نبوية لها مدلولات عظيمة، لكن أكثر الناس لا يعلمون، وأكثر الناس لا يفقهون، ولا يتفكرون، ولا يتعظون، تستهلكهم الحياة دون أن يخططوا شيئاً للمستقبل ودون أن يحتاط الآن للمستقبل. كذلك يضاف إلى ما سبق قبل أن ننتقل إلى نقطة أخرى: أن الناس بالنسبة للإجازات مختلفون، مثلاً الطالب قد يكون عنده عدة أنواع من الإجازات كما ذكرنا، إجازة صيفية وأحياناً تكون شهرين أو شهرين ونصف أو ثلاثة شهور، إجازة الربيع أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وقد تكون عنده إجازات مختلفة، بخلاف الموظف فإنه قد لا يكون عنده إلا شهر أو شهر ونصف، وعطلة نهاية الأسبوع. إن الشاب يختلف عن رب الأسرة، فالطالب عندما تكون عنده إجازة يستغلها فيما يشاء، لكن رب العائلة عندما تصبح عنده إجازة يشغلها في أشياء مختلفة، كأن تكون عنده حاجة تحتاج إلى تصليح أو يريد أن يسافر، وهكذا تجد أن إجازات بعض الناس هي أشغال في الحقيقة، أكثر من أيام الوظيفة، بينما إجازات بعض الناس هي عبارة عن فراغ في فراغ في فراغ. الجوانب التي يؤسس الإنسان فيها نفسه في فراغه: فالمقصود الآن: أن المسئولية أمام الله والحساب يوم القيامة ليس الناس فيه سواء. عندنا الآن سؤال: ما هي الجوانب التي يحرص الإنسان على أن يؤسس فيها نفسه في فراغه قبل أن ينشغل؟ الآن لو صار عندك فراغ، لو كنت شاباً في مقتبل العمر ما هي الجوانب التي تستغل فيها فراغك، لتؤسس فيها نفسك؟ طبعاً بداية العمر هذه فترة تأسيسية، مثل البناء تضع الأساسات ثم تبني، فترات الشباب هي فترات تأسيس في الحقيقة، للعاقل فترات الشباب فترات تأسيس وبناء، ولذلك ينبغي أن تستغل في عدة أمور، نذكر اثنين منها: تعويد النفس على الأعمال الصالحة والعبادات المختلفة: الأول: مجاهدة الشاب المتفرغ لنفسه في تعويدها على الأعمال الصالحة والعبادات المختلفة: وهذه نقطة مهمة جداً، العبادة إذا جاءت في البداية مبكرةً تصادف موقعاً جميلاً، وتدخل فيه وتترسخ وتصبح سجية، يعني: لو أن شاباً تعود على قراءة جزء من القرآن يومياً، وعلى إدراك تكبيرة الإحرام دائماً، وعلى صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإن هذا التأسيس سيصبح سجية فسيستمر فيه طيلة حياته، لكن لو أتيت بشخص كبير في السن وقلت له: أنت غير متعود على قراءة جزء قرآن في اليوم، نريد أن نعودك على قراءة جزء من القرآن في اليوم؟ وأنت كنت لا تصوم النوافل وسنعودك على أن تصوم النوافل دائماً؟ هل تتوقع أنها ستكون مسألة سهلة؟ لا. أبداً، العبادة إذا جاءت على شغل لا ترسخ في النفس، لكن لو جاءت العبادة على فراغ في النفس فإنها تصبح عادة وطبعاً وسجية، ولذلك الآن ندرك خطأ الفكرة التي يظنها كثير من الناس حينما يقول: يا أخي! هذا شاب، دعه يتمتع بعمره وبشبابه، تريدون أن تؤذوا الشباب وتنكدوا عليهم، وتريدون أن تضيعوا عليه أحلى أيام عمره وزهرة شبابه، وهؤلاء الذين يفكرون بهذا التفكير مساكين. إذا أردت الدليل فاستمع معي إلى هذا الحديث: في البخاري ومسلم وغيرهما: عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي قال له: (بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حقاً، ولعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، أو حظاً -كما في بعض الروايات- صم وأفطر، صم من كل شهرٍ ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر) -الحسنة بعشرة أمثالها، ثلاثة في عشرة بثلاثين كأنه صام الشهر كله، وثلاثة أيام من الشهر الذي بعده، وكأنه صام الشهر الذي بعده، وهكذا حتى كأنه صام الدهر، قلتُ: (يا رسول الله! إن بي قوةً أو إن لي قوةً) وكان عبد الله بن عمرو في فترة شباب؛ فقال: إن لي قوةً، هو أصلاً يستغل شبابه في قيام الليل وصيام النهار، لما أراد الرسول منه أن يعتدل في عبادته قال: إن بي قوةً (قال: فصم صوم داود عليه السلام، صم يوماً وأفطر يوماً- وفي رواية: ذكرتُ للنبي الصوم، فقال: صم من كل عشرة أيامٍ يوماً ولك أجر التسعة، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فصم من كل تسعةٍ أيامٍ يوماً ولك أجر الثمانية، فقلت: إني أقوى من ذلك، قال: فصم من كل ثمانية أيام يوماً ولك أجر السبعة، قلتُ: إني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل -يعني يتدرج معه- حتى قال: صم يوماً وأفطر يوماً)، يعني: من كل يومين يصوم يوماً، وفي رواية أن عبد الله قال: (فإني أطيق أفضل من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك) يعني: أنك تصوم يوماً وتفطر يوماً لا يوجد أفضل من هذا، أفضل الصيام صيام داود، لكن صيام داود -أيها الإخوة- مشروطٌ بأمرٍ ورد في حديث وهذا الأمر مهم. والحديث في تكملته أنه صلى الله عليه وسلم لما وصف صيام داود قال: (ولكنه كان لا يفر إذا لاقى) كان لا يفر إذا لاقى، يعني: لم يكن هذا الصوم ليعجزه ولا ليضعفه عن الجهاد، فإذا كان صيام يوم وإفطار يوم سيجعلك تضعف عن القيام بالوظائف الأساسية، بيتك، وأهلك، وعملك، وصلاتك، وجهادك، وطلبك للعلم، فإنك قد انشغلت بمفضول عما هو أفضل منه، هذا شرط صيام يوم وإفطار يوم. سؤال: كيف تعود الأعمش رحمه الله على إدراك تكبيرة الإحرام بحيث قال الراوي: أن الأعمش لم تفته تكبيرة الإحرام ستين عاماً؟ معناها: أنه كان متعوداً منذُ الصغر على إدراك تكبيرة الإحرام، فلذلك ينبغي أن يتعود الإنسان في أوقات الفراغ على العبادة، وهذا مهم جداً للشاب، تأسيس نفسه على العبادة وأنواع الأذكار، وأنواع العبادات حتى ينطلق: اغتنم في الفراغ فضل ركوعٍ فعسى أن يكون موتـك بغتـه كم صحيحٍ رأيت من غــير سقمٍ ذهبت نفسه الصحيحة فلته ماذا تعني كلمة: وقت الفراغ؟ في وقت الفراغ شيء مهم في مفهوم (أيش معنى وقت الفراغ) بعض الناس يظن أن المعنى: اعمل كل شيء، البعض يظن أن وقت الفراغ هو بعد أن يقوم بكل أعماله ويقول: إذا زاد الوقت طلبنا العلم ودعونا إلى الله. هذه من الأشياء الأساسية -طلب العلم والدعوة إلى الله- إذا أردت أن تعرف المعنى الصحيح لهذا، تأمل معي في آخر سورة الشرح: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [الشرح:5-8]. فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب، ما معنى هذا؟ قال أهل العلم كما في تفسير ابن كثير : فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها -يعني: الأمور المهمة، مثل البيت والأكل والأهل والأولاد- فانصب في العبادة وقم إليها نشيطاً، قال بعض المفسرين: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل، وقال بعض المفسرين: فانصب في الدعاء، وقال بعضهم: فإذا فرغت من الجهاد فانصب في العبادة. وهذا يدلك على شيء مهم جداً، وهو أن أوقات الفراغ هي غير أوقات العبادات المفروضة في أوقات معينة، منها صلاة الجماعة، ومثل الجهاد إذا حان وقته، وهكذا. طلب العلم: والأمر الثاني -أيها الأخوة- هو قضية طلب العلم؛ وطلب العلم من الأمور المهمة، التي ينبغي أن يستغل الإنسان وقته فيها، لذلك يقول عمر رضي الله عنه: [تفقهوا قبل أن تسودوا] ما معنى قبل أن تسودوا؟ يعني: قبل أن تصبح إنساناً ذا شأن، وصاحب مسئوليات وصاحب منصب، وقبل أن تصبح سيداً متصدراً للناس، تفقه فإنك غداً عندما تصبح منشغلاً بذلك المنصب أو بتلك السيادة، ربما لا تجد وقتاً كافياً لطلب العلم، وأيضاً، فإن السيادة تحتاج إلى فقه، وإلا فكيف يقود الناس إنسانٌ جاهل، لذلك يقول عمر : [تفقهوا قبل أن تسودوا] ولذلك كان علماؤنا رحمهم الله، لا يضيعون وقتاً بغير فائدة، فترى وقتهم مقسوماً بين القراءة والتصنيف، وبين الإفتاء والقضاء، وبين الحفظ والتدبر والعبادة، وإنكار المنكر، والجهاد في سبيل الله، والتدريس، حتى أن بعضهم كان لهم ثلاثة عشر درساً في اليوم، ويقرأ عليهم أحياناً في الطريق، وهم يمشون ويسألون العلماء في الطريق، وربما إذا دخل بعضهم الخلاء أمر القارئ أن يرفع صوته، حتى يستغل وقته وهو في الخلاء، فيسمع العلم، وربما فكروا بالمسألة وعلموها أو تعلموها وهم في النزع الأخير من حياتهم على فراش الموت، وأكل بعضهم الطعام نيئاً لعدم وجود الوقت للطبخ وكان بعضهم يختصر الوجبات، فيقتصر على وجبة في اليوم، وينتقون الأكلات السهلة التحضير، وسهلة المضغ ليوفروا وقتاً لطلب العلم، وإذا انشغل أحدهم ببري القلم وهو يكتب انطلق لسانه بذكر الله أو مراجعة المسائل حتى لا يتوقف عن عمل مفيد، لكن انظر الآن! إذا كان أحدنا يكتب ويستغل وقته، وأراد أن يبري القلم يتأمل في البراية، ويطالع في المرايا التي خلف المبراة. وكانوا لا ينامون إلا قليلاً؛ حتى ربما خفق رأس بعضهم في كتابه، هكذا كانوا حريصين جداً على طلب العلم، ومن المشاكل الكبرى أن ترى طالب العلم يبرز للناس، ويتصدر قبل أن يتأسس علمياً فينزلق في مزالق، ويقع في مطبات وحفر شيطانية؛ من إفتاء الناس بغير علم -مثلاً- وسيأفل سريعاً ويزوى؛ لأنه تصدر وليس عنده أساس علمي قوي، يعرف كلمتين، فإذا انتهت الكلمتان التي يعرفها انفض الناس من حوله، بعض الخطباء والوعاظ وطلبة العلم يبرز للناس ولم يتأسس بعد، عنده حصيلة قليلة، فإذا ألقى كذا خطبة، أو كذا درساً انتهى الذي عنده، حتى لو كان -مثلاً- مع رفقاء له يعلمهم، فإذا علم فلاناً وفلاناً وفلاناً شهراً أو شهرين أو سنة أو سنتين انتهت الحصيلة، وصاروا مثله في النهاية؛ لأنه لم يستغل وقته في الطلب، والمسلم الجيد هو الذي لا يزال الناس يجدون عنده ما يحتاجون إليه. ولذلك يجب علينا أن ننظر ونعتبر من بعض العلماء الذين بارك الله في أوقاتهم، سبحان الله -مثلاً- أنت إذا نظرت في حال شيخنا عبد العزيز بن باز حفظه الله، تجد من حاله عجباً، طبعاً هذا الرجل أسس نفسه على العلم منذُ الصغر، أسس نفسه على الأصول، يعني: على القرآن ودواوين السنة، عنده أصول أسس نفسه عليها، وهو لا يزال يراجعها، ولذلك ترى حلقات الشيخ أكثرها قراءة وهو يسمع، يعني: يقرأ عليه أكثر مما يعلق، فهو لا يزال يراجع الأصول، ولذلك عندما تأتي النازلة ليفتي فيها الشيخ، فعنده الأصول وهي قد اختمرت في ذهنه بمرور السنين وتواليها، آيات وأحاديث كثيرة جداً اختمرت في ذهنه، تأسست نفسه في العلم، فلو جاءت نازلة أفتى فيها، لكن لو جاء طالب علم، وجاءت نازلة، سيبحث في الكتب والدواوين وأقوال العلماء، والأشباه والنظائر، ويرى الأمور، ثم بعد ذلك قد تكون فتواه صحيحة وقد تكون عوجاء، ولذلك ترى الآن العلماء الحقيقيين وإن كانوا قلة وندرة، إلا أن عندهم القدرة على الكلام في مستجدات العصر بعلم شرعي، وإلا فهناك أناس يفتون بجهل في مستجدات العصر، ولذلك مثل الشيخ حفظه الله الذي لديه خلفية قوية في أصول الإسلام، لا يحتاج إلى أن يفتش وينقب دائماً في الكتب ويبحث مثل طالب العلم، فإنه إذا أراد أن يفتي في مسألة يبحث فيها! وأيضاً -أيها الإخوة- الداعية إلى الله مهم جداً أن يؤسس نفسه، قبل أن تتراكم عليه المسئوليات -وهذه القاعدة مهمة- قبل أن تتراكم عليه المسئوليات الدعوية والتربوية، فإن الإنسان إذا كان يسير في طريق الدعوة والتربية فإن مسئولياته في ازدياد من يومٍ إلى آخر، وإذا كان مخلصاً عاملاً نشيطاً، فإن مسئولياته ستزداد يوماً بعد يوم، وإن رعيته التربوية ستكبر وتتضخم، فإذا لم يكن عنده أساسٌ قوي، فكيف سيقوم بمواجهة هذه المسئوليات والاضطلاع بها؟ ولذلك تجد بعض المشايخ الكبار، قد لا يجد وقتاً للقراءة أحياناً، لأنه يتنقل من مكان إلى مكان، يلقي محاضرة هنا وهناك، ودرساً هنا وهناك، ويتصل الناس به ويستفتونه. الشيخ ابن عثيمين قال كلمة جميلة، أقصد في جمال المدلول عندما كان يدرس في الحرم في رمضان، وكانت له حلقة بعد الفجر وحلقة بعد المغرب، وكان الناس يسألونه بعد الصلوات وبعد العصر، وكانت له غرفة مخصصة يتصل عليه الناس قال: والله إني أحياناً لا أجد وقتاً أقرأ فيه القرآن، فأحياناً يكون الإفتاء أفضل من تلاوة القرآن، وذلك بسبب حاجة الناس، خصوصاً للذي لم يهجره، ومن هنا -أيها الإخوة- كان لابد للدعاة الصادقين من إيجاد خطة لتفريغ الدعاة إلى الله، ويجب على أهل الغنى والثراء أن ينظروا في المشاريع الإسلامية، ويحاولوا أن يشاركوا فيها؛ لتفريغ الدعاة إلى الله لكي يتجولوا في بلاد الكفار، ليلقوا الدروس والمحاضرات، وتفريغهم لهذا المجال ولهذا العمل أفضل من أن يعمل أحدهم في شركة أو في مؤسسة يستهلك وقته فيها، وترتيب الرواتب لهم من أعظم أبواب الأجر؛ لأنه سيستطيع أن يعطي، ولذلك كان العلماء في الماضي لهم رواتب من بيت مال المسلمين، العالم ليس عنده عمل إلا طلب العلم، والتعليم، وهذا التفرغ هو الذي أنتج العلماء في الماضي. الأسئلة: وهنا وردنا سؤال: كيفية استغلال الوقت في العطل: السؤال: نحن شباب استغللنا الوقت في العطلة الصيفية في المراكز الصيفية، والآن قد انتهت المراكز الصيفية فماذا نفعل؟ الجواب: طبعاً هناك أمور كثيرة جداً ينبغي على الشباب أن يتوجهوا إليها في هذه الفترة، الآن كم بقي حتى تأتي الدراسة، عشرون يوماً أو ثمانية عشر يوماً، لا تظن أن هذه فترة سهلة، ثمانية عشر يوماً إذا استغلت استغلالاً جيداً؛ فإنك ستحصل فيها على فوائد كثيرة جداً، لا تحلم بها! إذا استعنت بالله وأخلصت وخططت تخطيطاً جيداً، طبعاً هناك مجالات كثيرة -مثلاً- مكتبات المساجد هذه فرصة للشباب، تبادل الأشرطة والكتب وقراءتها، الزيارات الأخوية في الله، الرحلات العلمية المفيدة، التي يخرج فيها الطالب من أجل أن يغير فيها الجو لكنه يستفيد، وكذلك حلقات العلم، والمواظبة عليها، وحضورها في المساجد، وكذلك زيارة العلماء، وزيارة طلبة العلم والاستفادة منهم، وتبادل الآراء وغيرها، وهناك وسائل كثيرة جداً يمكن أن يستفيد الشباب منها في هذا الوقت. والمسألة كما قلنا -أيها الأخوة- أولاً وأخيراً هي الإخلاص، وصدق النية، وصدق التوجه، زائداً عليها العزيمة والهمة التي ينتجها هذا الإخلاص، زائداً على ذلك التخطيط الجيد واستشارة أهل الخبرة، سيكون لها أثرٌ كبيرٌ إن شاء الله في استغلال هذا الوقت. وأخيراً نقول كما قال عليه الصلاة والسلام: (اغتنم فراغك قبل شغلك) . وصلى الله على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/size] [/center] [/b]
  23. [center] [center][size=25]الزهد فى الدنيا وبيان حقارتها [/size][/center] [size=25][b] [size=25][b]الزهد :هوانصراف الرغبة عن الشىء إلى ماهو خير منه، وأما العلم المثمر لهذه الحال فهوالعلم بكون المتروك حقيراً بالإضافة إلى المأخوذ فما عرف أن ما عند الله باقٍ ، وأن الآخرة خير وأبقى كما أن الجوهر خير وأبقى من الثلج، فالدنيا كالثلج الموضوع فى الشمس لايزال فى الذوبان إلى الانقراض ،والآخرة كالجوهر الذى لافناء له ، وبقدر اليقين بالتفاوت بين الدنيا والآخرة تقوى الرغبة فى البيع، وقد مدح القرآن الزهد فى الدنيا وذم الرغبة فيها. فقال تعــالى :} بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{( الأعلى: الآية : 16-17 ) . وقال تعالى :} تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ{( الأنفال: من الآية : 67 ) . وقال تعالى :} وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ{( الرعد: من الآية : 26 ) . [/b][/size] [center]والأحاديث فى ذم الدنيا وبيان حقارتها عند الله كثيرة جداً . [/center] [size=25]عن جابر t أن النبى r مرّ بالسوق والناس كنفتيه ، فمر بجدى أسك ميت فتناوله فاخذ بأذنه ، فقال : " أيكم يحب أن هذا له بدرهم "فقالوا :ما نحب أنه لنا بشىء وما نصنع به ؟ قال : " أتحبون أنه لكم " قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً فيه أنه أسكّ فكيف وهو ميت؟ فقال: " والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " (رواه مسلم (18/93) الزهد، وأبو داود (184) الطهارة ، وقوله : " والناس كنفتيه " أى حوله وفيه أدب سير طلاب العلم مع العالم ، وقوله: " أسك " أى صغير الأذنين) وعن المستورد بن شداد الفهرى عن النبى r قال:" ما الدنيا فى الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه فى اليم فلينظر بم يرجع"( رواه مسلم (18/93) الجنة وصفة نعيمها ، والترمذى ( 9/199) الزهد ، ابن ماجه ( 4108) .) . وعن سهل بن سعد عن النبى r قال :" لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء "(رواه الترمذى ( 9/198) الزهد، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبى: زكريا ضعفوه، وقال الألبانى : والصواب أن الحديث صحيح لغيره فإن له شواهد تقويه وانظر شواهده فى الصحيحة رقم 943.) . فالزهد :هو الإعراض عن الشىء لاستقلاله، واحتقاره،وارتفاع الهمة عنه ، يقال : شىء زهيد أى قليل حقير . قال يونس بن ميسرة :" ليس الزهادة فى الدنيا بتحريم الحلال ، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة فى الدنيا أن تكون بما فى يد الله أوثق منك بما فى يدك، وأن تكون حالك فى المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء وأن يكون مادحكم وذامّكم فى الحق سواء " . ففسر الزهد فى الدنيا بثلاثة أشياء كلها من أعمال القلوب لامن أعمال الجوارح، ولهذا كان أبو سليمان يقول : لاتشهد لأحد بالزهد . أحدها :أن يكون العبد بما فى يد الله أوثق منه بما فى يد نفسه، وهذا ينشأ من صحة اليقين وقوته ، قيل لأبى حازم الزاهد:ما مالك ؟ قال : " مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما فى أيدى الناس ". وقيل له :أما تخاف الفقر ؟فقل : " أنا أخاف الفقر ومولاى له ما فى السموات ، وما فى الأرض ، وما بينهما ، وما تحت الثرى ؟ " . قال الفضيل : أصل الزهد :الرضى عن الله عزّ وجلّ . وقال :القنوع هو الزاهد، وهو الغنى ، فمن حقق اليقين، وثق بالله فى أموره كلها ، ورضى بتدبيره له ، وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاءاً وخوفاً ، ووضعه ذلك من طلب الدنيا بالأسباب المكروهة، ومن كان كذلك كان زاهداً حقاً ، وكان من أغنى الناس ، وإن لم يكن له شىء من الدنيا ، كما قال عمار t :"كفى بالموت واعظاً ، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً " . [/size][/size] [/center] [/b]
  24. [b] [center] [b][size=16][size=16][b]بسم الله الرحمن الرحيم ========== [color:b219=#f00]ظل يوم القيامة و[color:b219=#00f]أفضل الأعمال وتطفيء غضب الرب . وأنت على جهازك الآن . شرح بالصور قال حبيبي وحبيبكم محمد - - - "إن [color:b219=#f00]الصدقة لتطفيء عن أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل [color:b219=#f00]صدقته" الألباني في صحيح الترغيب - "إن الله يقبل [color:b219=#f00]الصدقة ، و يأخذها بيمينه ، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد" الأباني في صحيح الترغيب - عن عمر رضي الله عنه قال : ذكر لي : "أن الأعمال تباهي ، فتقول [color:b219=#f00]الصدقة : أنا أفضلكم" الأباني في صحيح الترغيب - "إن [color:b219=#f00]صدقة السر تطفيء غضب الرب تبارك و تعالى" الألباني في صحيح الترغيب - "ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن : لا ينقص مال من [color:b219=#f00]صدقة ، فتصدقوا..." الألباني في صحيح الترغيب يقول أحدهم أردت أن أتصدّق وأن تصل صدقاتي بإذن الله إلى من يستحقّها ففكرّت وفكرّت فأرشدني ربي إلى أن أقوم بالتحويل عن طريق النت ففتحت لحسابي في بنك البلاد ما يسمى بالخدمة الالكترونية وهي القيام ببعض الأعمال عن طريق موقع البنك ووجدت ذلك سهلاً أحبتي وفقكم الله ما أجمل أن نتصدّق [color:b219=#f00]ب100 ريال أو خمسين أو اكثر أو أقل أكثر من مرة في الشهر أو في الأسبوع وسوف تجدها عند ربّ الأرباب[/size][/b][/size] [size=16] [size=16][b]أنقل لكم شرح مصوّر لكيفية التبرع لمن لديه حساب في الراجحي [color:b219=#f00]الشرح بشكل بسيط جداً لموقع الراجحي وقد جرّبت عن طريق البلاد ووجدتها متشابهة في خطواتها * تسجيل الاسم وكلمة السر عن طريق موقع مصرف الراجحي طبعاً اللي أول مرة يدخله لازم يسجل فيه وطريقة التسجيل موجودة بالموقع بالتفصيل * بعد ماتدخل الموقع بنجاح راح تجيك قائمة على اليمين مثل الصورة التالية بعد ماتضغط على الحوالات ... نختار منها الحسابات الخيرية مثل الصورة التالية ثم الصورة التالية طبعاً الجمعيات الخيرية كثيرة جداً ماشاء الله وهذي صورة توضيحية لبعضها في الصورة التالية بعد الانتهاء من وضع الخيارات المناسبة راح يجيك ملخص العملية قبل التأكيد مثل الصورة التالية ما أجمل أن نتصدّق لما ورد في الصدقة من فضائل الموضوع للنشر والتوزيع في الايميلات والقروبات والواتساب والبلاك بيري [color:b219=#f00]الشرح بشكل بسيط جداً لموقع الراجحي وقد جرّبت عن طريق البلاد ووجدتها متشابهة في خطواتها [/size][/b] [/size] [/center] [/b][/b]
  25. [center] مع إندلاع الثورات التي تدعو إلى الحرية والكرامة والإنسانية وما يُدعى بالديمقراطية، نجد أن تلك الديمقراطية المزعومة ليست مطلقة بل هي خاصة بفئة معينة من البشر! فمن حق الجميع أن يتكلم بكل ما يحلو له، وأن يتدخل في شؤون البلاد والعباد وأن يحكم بالقوانين التي تأتي على هواه .. إلا من يتكلم باسم الدين ويريد تحكيم شرع ربِّ العالمين، فهذا هو الإرهابي المتطرف الذي لا يستحق الحرية ويجب حرمانه من الديمقراطية! وكما نرى فقد انتشرت في الآونة الأخيرة حملة شرسة لمهاجمة وتشوية كل ما هو إسلامي .. بالأخص المنهج السلفي .. وتصوير أصحابه بأنهم تلك الكائنات الفضائية التي ظلت مختفية طوال السنوات الماضية! .. وإذ فجأة ظهر سيل من الإتهامات ضدهم، بدايةً من إتهامهم بإضطهاد الأقباط والتسبب في اشتعال الفتن الطائفية، حتى تهديدهم للمسلمين وخطفهم للنساء غير المحجبات! [center] [b]ووسط هذه الشائعات، يقف المسلم حائرًا .. [/center] [center] هل ما يقال صحيح؟ .. هل إسلامنا يدعو إلى العنف والتشدد؟ .. هل بإمكان أي أحد إقامة الحدود دون الرجوع إلى الحاكم؟! .. وهل يوجد في شرعنا ما يُسمى بحد قطع "الأذن"؟؟! [/center] إن تلك الصورة الوحشية للمتدينين، قد صنعتها وسائل الإعلام العلمانية والغربية في حربها ضد الإسلام .. والتي تصوِّر جميع المسلمين والعرب بلا استثناء، على إنهم إرهابيين وغوغـاء .. وللأسف هذه الحرب الشعواء قد انتقلت للمسلمين أنفسهم، فصاروا يهاجمون كل من يتمسك بالشريعة الإسلامية دون تفريق بين الصالح منهم والطالح. ونحن نحتاج لنتعرف على إسلامنا بحق؛ لنتحصَّن ضد تلك الغزوات الفكرية .. فلندع الغرب يتحدثون بأنفسهم عن الإسلام، ولنتأمل شهادات غير المسلمين في تعريفهم به .. [center] شهادات غير المسلمين في التعريف بالإسلام [/center] وأولى تلك الشهادات للفيلسوف الإنجليزي الشهير توماس كارلايل (1795م-1881م)، فقد خصص في كتابه (الأبطال وعبادة البطولة) فصلاً لنبي الإسلام بعنوان "البطل في صورة رسول الإسلام محمد "، عدَّ فيه النبي واحدًا من العظماء السبعة الذين أنجبهم التاريخ، وقد ردَّ كارلايل مزاعم المتعصبين حول النبي فقال "لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يُصغي إلى ما يدعيه المدعون من أن دين الإسلام كذب، وأن مُحَمَّداً خَدَّاع مُزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثنا عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدًا، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم - أي الملايين - هذا التصديق والقبول فما الناس إلا حمقى مجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وضلال كان الأولى بها ألا تخلق! فواأسفاه ما اسوأ مثل هذا الزعم وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء والمرحمة، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات أن لا يصدق شيئًا البتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب وفساد الضمائر وموت الأرواح في حياة الأبدان، ولعل العالم لم ير قط رأيًا أكفر من هذا .. وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره؟ .. عجبًا والله، إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب .. وعلى ذلك فلسنا نعد مُحَمَّداً قط رجلاً كاذباً يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، أو يطمح إلى درجة ملك، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أداها إلا كانت حق صريح، وما كانت كلمته إلا صوتاً صادقاً صادراً من العالم المجهول - يعني الغيب - كلا! ما مُحَمَّد بالكاذب ولا بالملفق، وإنما هو قطعة من الحياة، قد تفطر عنها قلب الطبيعة فإذا شهاب قد أضاء العالم أجمع، ذلك أمر الله". وبعد أن يتعرض بالتحليل والتفسير لعظمة نبي الإسلام ونبوته وتعاليمه السامية، يقول: "وإني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع" وجاك بيرك، ذلك المستشرقٌ الفرنسي الذي جاوز الثمانين من عمره، يقول في مقابلةٍ له مع جريدة الحياة: "إن الغرب لا يزال يجهل الإسلام جهلاً كليًا، حيث يضع الإسلام في موقع التعارض مع العقل، ويندفع دائمًا في معادلات مثل: الإسلام يساوي التعصب" وهذا إدوارد سعيد باحث متخصص، قضى معظم حياته في أمريكا، يقول في كتاب له اسمه (التغطية الإعلامية للإسلام): "لم أستطع أن أكتشف أي فترة في التاريخ الأوروبي والأمريكي منذ القرون الوسطى، نوقش فيها الإسلام هناك خارج إطار العاطفة والتعصب والمصالح السياسية" .. فقد كانوا يناقشون الإسلام عبر تاريخهم مناقشةً عاطفيةً متعصبة، تنطلق من مصالحهم السياسية ضد الإسلام .. فالإسلام الذي قد يقبلونه، أو يتأقلمون معه، هو الإسلام المُهجَّن أو الإسلام الأمريكي كما سماه بعضهم تجاوزًا، الذي لا ينافسهم على دنياهم، بل يتحدث عن الموت والآخرة فقط، أما الدنيا فإنه يدعها لـقيصر: دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر! .. ولهذا هناك دراسةٌ نشرت في صحيفة التايمز، تحدثوا فيها عن أن الإسلام قادمٌ لا محالة، بعنوان: (سيف الإسلام). يقولون: "الإسلام قادمٌ لا محالة، لكن علينا أن نختار إما الإسلام الأصولي المتشدد، وإما الإسلام المرن المتسامح". إن الغرب لم يكن أكثر وعيًا بالإسلام منه اليوم، وفي نفس الوقت لم يكن أشد خوفًا وهلعًا وفزعًا من الإسلام مما هو عليه الآن، فالإسلام الحق يخيفه. أما السفير الألماني في المغرب مراد هوفمان، والذي اعتنق الإسلام عام 1980م بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب .. فيقول "إننا فهمنا المجتمعات الإسلامية في الماضي خطئًا، لأسبابٍ منها: أولاً: الانسياق وراء العلمانية، وفصل الدين عن الحياة. ثانيًا: أننا انخدعنا بالنخبة المثقفة المستغربة من العرب والمسلمين، وارتحنا إليها، وظننا أنها تمثل الإسلام والمجتمعات الإسلامية، وتجاهلنا دور العلماء الشرعيين والدعاة والمعاهد الإسلامية" هذه شهادات مختلفة لمجموعة من المنصفين الغربيين، تكلمت عن تصور الغرب للإسلام والإشكاليات التي عند الغرب في فهم الإسلام. [center] لكن، ما الذي يجعلهم مرعوبين من الإسلام حتى يحاربوه هكذا؟! تابعوا مخاوف الغرب من الإسلام في المقالة القادمة إن شاء الله،، المصادر: درس "ديمقراطية دايت" للشيخ هاني حلمي. كتاب "لماذا يخافون الإسلام" للشيخ سلمان بن فهد العودة. [/center] [/center] [/b]
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.