-
مجموع الأنشطة
1525 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو أمجد1
-
[center] [size=29]بداية عام ...[/size] [size=29]ومحاسبة النفس[/size] عباد الله : بالأمس القريب غرب عنا عام هجرى كامل ، أودعناه ما أودعناه من صالح العمل أو سيئه ، وملأنا خزائنه بما عملناه من خير أو شر ، وسوف تكنز هذه الخزائن وتحفظ ، ولا يعاد فتحها إلا يوم الوقوف بين يدى الله عز وجل ، " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ " ( [1] ) " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءوفُ بِالْعِبَادِ"( [2] ) ولابد للمسلم من وقفات فى مثل هذه الأحداث ، وقفات مع النفس يحاسبها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" ( [3] ) هذه الآية هى الأصل فى وجوب محاسبة النفس ، وسؤالها عما قدمت ليوم القيامة ، فهى تشير إلى تقوى الله فيما مضى من عمرك من أعمال ، و تقوى الله والنظر والمحاسبة فيما تقدم لآخرتك أيضا. وأصحابُ القلوب السليمة والعقول الواعية عرفوا أن الله لهم بالمرصاد، عرفوا أنه لن يُنجيهم إلا لزومُ المحاسبة ومطالبة النفس ومحاسبتها على الأنفاس والحركات . عرفوا ان الله سيحاسبنا على كل شيء .. على الصغير والكبير والفتيل والقطمير " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه " ( [4] ) قال عمر بن الخطاب t : " أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعما لكم قبل أن توزن عليكم وتهيئوا للعرض الأكبر" يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ " ( [5] ) فينبغي للعاقل أن يكون له في يوم ساعة يحاسب فيها نفسه ، كما يحاسب الشريك شريكه في شئون الدنيا ، فكيف لا يحاسب الإنسان نفسه في سعادة الأبد وشقاوة الأبد . قف يا أخى مع نفسِك واسألها ، وحاسبها محاسبة الغريم ، فإنك إن لم تحاسبها اليوم ، أهلكتك غدا ، سلها عن الفرائض ، سلها عن النوافل ، سلها عن الصيام ، وعن الحج والاعتمار ، وعن الزكاة والإنفاق ، و سلها أولا عن العقيدة المحمدية الصحيحة ، الخالصة من شوائب الشرك، سلها عن العقيدة الخالصة من البدع والخرافات ، سلها أين أنت من عقيدة رسول الله r ومن عقيدة سلف هذه الأمة الذين تلقوها صافية جلية واضحة ، من غير رتوش ، و من غير تلاعب ، و من غير تعصب أعمى لمذهب من المذاهب ، أو فرقة من الفرق ، أو نحلة من النحل ، أو حزب من الأحزاب ... وإنما كما جاءت عن الله U فى كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى r وليست كما جاءت فى كتب ومطبوعات أصحاب الفرق والمذاهب الضالة الذين قال الله U فيهم : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ... " ( [6] ) .. " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " ( [7] ) قف مع نفسِك واسألها ، سلها و حاسبها عن الخسائر فى المعاصى والذنوب : سل عينك ماذا ترى ؟ سل أذنك ماذا تسمع؟ وسل لسانك بم ينطق ؟ سل يدك أين تمتد ؟ وسل رجلك أين تخطو ؟ سل فرجك أين يقع ؟ سل بطنك ماذا تأكل ؟ حاسب نفسك ... قال الفضيل بن عياض : من حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه ، وحضر عند السؤال جوابه ، وحسن منقلبه ومآبه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في عرصات القيامة وقفاته ، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته ، وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها ، وعمل لما بعد الموت ، واشتغل بعيوبه وإصلاحها . فحاسب نفسك اليوم ... حاسب نفسك وأصلح الماضى ، إن كنت أخطأت فى الاستغفار والندم والتوبة والإقلاع عن الذنوب ، وصحح المستقبل : بالعزم والنية الخالصة على عدم مقارفة الذنوب ، وعلى الاستمرار والثبات على دين الله . ولا تمر بك الأيام هكذا وأنت سبهلل ، لا تدرى كيف تحاسب نفسك ، وإنما همك فقط الراتب والمعاش والسكن ، وكافة أمورك المادية تصلحها . أما قلبك ، إيمانك ، عملك الصالح ، معاصيك ... فلا تراجع نفسك فيها . والله ... ما ينفعك بعد هذه الحياة الدنيا إلا ما قدمت من عمل صالح ، أما مالك ، أما أولادك ، أما وظيفتك ، أما تجارتك ، التى تصرف لها وتصرف لهم جـُلَّ اهتمامِك ووقتِك ، فهذه كلها لا تنفع يوم القيامة : "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ " ( [8] ) إن قوماً فى هذه الدنيا حاسبوا أنفسهم ، فخف عليهم الحساب يوم القيامة ، وإن قوما غفلوا فكانت عاقبة أمرهم سوءا ؛ لأن المحاسبة أيها الإخوة أمر منطقى وعقلى تقوم عليه جميع أنظمة البشر ، مامن دولة إلا ولها ميزانية ، ما من مؤسسة أو شركة إلا لها ميزانية ، تحاسب نفسها فى نهاية العام على الإيرادات والمصروفات ، وعلى الخسائر والأرباح ... بل ما من رجل منا فى بيته إلا وعنده ميزانية ، كل واحد منا يعرف كم دخله ، وكم يصرف ، وكم يوفر ، وكم تحتاج مشروعاته المستقبلية ... هذه أيضا ميزانية ولكن بشكل مبسط ، فكلها ميزانيات للدنيا . يقولون فى المثل : من أكل ولم يحسب ، افتقر ولم يعلم . الذى يكون هكذا بدون محاسبة ولا إجراءات ، يقوم يحاسب نفسه فيجد نفسه غارقا فى الديون ، وعندها يقول يا ليتنى حاسبت نفسى منذ البداية . كذلك الذى يعيش فى هذه الدنيا بدون حساب مع الله ، يغرق فى الذنوب ، وهولا يدرى ، ولذلك لابد أن تعرف مركزك ، وكما هو معروف فى الحسابات هناك ما يسمى بالمركز المالى ، المركز المالى للمؤسسة أو الوزارة أو الشركة ... حسابات : إيرادات ومصروفات ، خسائر وأرباح ، وبعدها يعالجون الأوضاع ، إذا وجدوا المؤشرات تشير إلى وجود خسائر، فورا .. وسائل ومخططات من أجل تلافى هذه الخسائر ليكون المركز المالى مستو . والمؤمن أيضا عليه أن يحاسب نفسه ، فالطاعة والفروض هى رأس المال ، والمعاصي هي الخسائر ، والنوافل هي الأرباح ، وليعلم أنّ كلَّ نَََفَسٍٍ من أنفاس العمر جوهرةٌ نفيسة يمكن أن يشتري بها كنزا من كنوز الآخرة . وأنت كذلك .. تحتاج إلى مراجعة حساباتك مع الله U : فإن وجدت أنك رابح فى عينيك ، لا تنظر بها إلى امرأة لا تحل لك ... إن وجدت أنك رابح فى لسانك ، لا تتكلم به شيئا يسخط الله ... إن وجدت أنك رابح فى أذنك ، لا تستمع بها إلى أغنية أو كلام باطل ... إن وجدت أنك رابح فى بطنك ، لا يقع فيه شيء حرمه الله ... إن وجدت أنك رابح فى يدك ، لا تمدها إلى شيء حرمه الله ... إن وجدت أنك رابح فى فرجك ، لا تطأ به ما حرم الله ... إن وجدت أنك رابح فى رجلك ، لا تخطو بها إلى مكان حرم الله ... إن كنت كذلك .. فقد سلمت من الخسائر ، تحمد الله I : الحمد لله ، واسأل الله الثبات حتى الممات . أما إذا راجعت حساباتِك ، ووجدت أنك خسران فى العين , وما أكثرَ الخاسرين فى العين ، الذين تجد عليهم سيما الصلاح والتدين ، ولكن تجدهم إذا خرجوا إلى الأسواق ، أو مرت بهم النساء نظروا إليهن ، هذا خرق ، هذا مؤشر إلى خسارة كبيرة ، لماذا ؟ الحديث الصحيح فى السنن يجيب علي ذلك : عَنْ ثَوْبَانَ tعَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ : " لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ ـ بِيضًا ـ فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ U هَبَاءً مَنْثُورًا" قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ، قَالَ r : " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا " ( [9] ) لا يراقبون الله . لا يخشون الله ، ولهذا أحبط الله أعمالهم . إذا راجعت نفسك ، ووجدت أنك خاسر فى الأذن ، ويا حسرتا أيضا علي كثرة الخاسرين فى الأذن ، قد يجلس الواحد فى غرفة بمفرده ، يفتح الراديو أو المفسديون ، ما معه أحد إلا الله ، تمر عليه أغنية أو راقصة فيسمع ويتمايل وينتشي ، ولكن إن يعرف أن أحدا يراه يغلقه فورا ، يستحى من الناس ولا يستحى من الله !!" يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا " ( [10] ) ويحك يا نفس أما تستحين من الله ، تزينين ظاهرك للخلق وتبارزين الله في السر بالعظائم . ويحك أهو أهون الناظرين اليك ؟؟ أتأمرين الناس بالخير وأنت ملطخة بالرذائل ؟ فانظري يا نفس بأي بدن تقفين بين يدي الله !! وبأي لسان تجيبين ؟ فأعدي للسؤال جوابا وللجواب صوابا. عليك يا أخى أن تحاسب نفسك فى هذه الخسائر وأمثالها ، ثم تأتي إلي رءوس الأموال و الأرباح ، ما هى رءوس الأموال والأرباح ؟ رءوس الأموال مع الله : فرائضه ، رأس مالك : فريضتك عقيدتك .. قوتها ، يقينها ، احتسابك عند الله U لكل أعمالك. صلاتك في مسجدك مع جماعة المسلمين ، صومك ، زكاتك ، حجك وعمرتك . برك وصلتك للرحم ، دعوتك للدين ، أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر ، تلاوتك لكتاب الله .. ذكرك لله ... تفاعلك مع إخوانك المسلمين ، لا سيما الذين يعانون الاضطهاد والتصفية والتذبيح ، كما هو الحال في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وأفغانستان ... وغير ذلك من أعمال البر والخير . حاسب نفسك لتعرف رصيدك من الخير والشر، لتري موقفك من الأرباح والخسائر فى ذلك العام المنصرم ، فإن وجدت خيرا ، وتبين لك بعد المحاسبة أن عينك سليمة ، وأن رجلك سليمة ، وأن أعضاءك كلَّها سليمة ، وأن عقيدتك سليمة ، وأن عباداتك سليمة ، وأن تراحمك ومودتك مع المسلمين سليمة ... إذا وجدت ــ بعد المحاسبة ــ أن كل شيء عندك سليم، وأنك تسير علي الطريق المستقيم ، علي المحجة البيضاء التى تركها لنا رسولنا r ليلها كنهارها ، إذا وجدت كل شيء عندك سليم ، فاحمد الله ، واطلب من الله أن يزيدك ، وأن يثبتك . أما إذا رأيت خللا ، أو مؤشرا بأن هناك نقص عندك ، فسارع إلي تصحيح الوضع ما بقى من عمرك . [center]ولا تبق فعل الصالحات إلى ... غد ، فرب غد يأتي وأنت فقيد [/center] عباد الله منذ يومين ودَّعنا عاما هجريا مضت أيامه ولياليه ، وطويت صحائفه وما تحويه ، وليس من سبيل إلي ما تلف فيه إلا بالتوبة النصوح ، التوبة الصادقة المقرونة بالندم علي ما سلف وكان ، والرجوع إلى الملك الديان . ودَّعنا عاما واستقبلنا عاما جديدا ، فعلينا أن نجدد العزم علي تقوى الله ، فإنها طوقُ النجاة من المخاوف ، فجددوا عزمكم على التمسك بكتاب الله ، وسنة نبيكم الكريم ، فإن فيهما ما يكفل السعادة والسيادة . واعلموا أن شهر المحرم الذى يظلنا ، هو شهر مبارك كان r يحث فيه على الصيام ، ولم يثبت فى هذا الشهر شيء من فضائل الأعمال إلا الصيام ، ففى صحيح مسلم أن رسول r قال :" أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ..." هذا الحديث فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم بعد رمضان . ( [11] ) فعلى المسلم أن يتقيد بما جاء عن رسول r وأن يكثر من الصيام فى هذا الشهر ، لا سيما أن فيه يومٌ صيامه يكفر سنة كاملة ، ذلك هو يوم عاشوراء ، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ :" يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ " ( [12] ) وقد حث r أيضا على صيام اليوم التاسع معه لقوله r : "... َإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ " ( [13] ) والصائم لاترد دعوته فاجعلوا بعض دعائكم لأهل لمصر ... مصر التي أبهرت العالم أجمع ـ فى أول مرحلة إنتخابية إن دلت على شئ إنما تدل على عظمة الشعب بكل طوائفة ومؤسساته وهيئاته ، وأن هذا الشعب يعرف طريقه جيدا حينما تتاح له الفرصة الحقيقية للتعبير عن رأيه ... فهذه هي نتائج انتخابات المرحلة الأولي تعكس رغبة أغلبية المجتمع في اختيار الإسلام كمعبر آمن ومضمون لإنقاذ مصر من محنتها الحالية التي لا يرضي بها حبيب . لقد صوتت الغالبية لصالح التيار الاسلامي ، وقد رأينا أن هذا يزعج التيارات الأخري الديموقراطية والليبرالية الموالية للغرب ، فسارعوا بشـن الهجوم علي الإسلام ، بعد أن أحسوا أن الشارع السياسي يلفظهم ، رغم كل ملايين دولارات أمريكا التي أنفقوها في حربهم لنشر ديموقراطيتهم القذرة وليبراليتهم المنحلة ... يفزعون الناس من الإسلام ، في مصطلح مخترع جديد أسموه : " معادلة تركيبة الشارع المصري " ... إن المرء ليعجب من أمر هؤلاء المخدوعين والضالين ... إما أن يوصلهم الشعب إلي مراكز الحكم وإلا فإن الشعب يسـتحق فرض الوصاية عليه . فنسأل الله سبحانه وتعالي أن يرد كيدهم إلي نحورهم ، وأن يفرق شملهم ، وأن يجمع قلوب الأحزاب المسلمة التي خاضت هذه الانتخابات علي كلمة سواء تجمع الشـمل وترد كيد الأعداء . كما نسأل الله عز وجل أن ينجي المستضعفين من المؤمنين فوق كل أرض وتحت كل سماء ، إنه ولي ذلك كله والقادر عليه . [center]وصلي اللهم وسلم وبارك علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا [/center] [/center]
-
[center] [size=25]ثمرات الشعور بقرب الآخرة الأول :إصلاح حال البشر في الدنيا : :)من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(سورة النحل 97. إن إصلاح الأخلاق، وإيقاظ الضمائر التي تشعر بمراقبة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة، وماينتج عنه من تطبيق لشرع الله عز وجل في الارض هو أساس الإصلاح الذي تبحث عنه البشرية وخير مثال على ذلك سرعة استجابة المسلمين في عهد رسول الله لأمر تحريم الخمور عندما نزل في القرآن الكريم، فقد سارع الصحابة رضوان الله عليه بإراقة ما لديهم حتى امتلأت طرق المدينة بالخمور المسكوبة، وذلك قبل أن يعرفوا عقوبتها الدنيوية، ونفذوا ذلك بمجرد سماعهم بتحريمها. ولقد قرن رسول الله في دعائه إصلاح الدنيا بإصلاح الآخرة، فقد روي عنه أنه قال [b]"اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي ديناي التي فيها معاشي، وأصلح لي أخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"(رواه مسلم وصححه الألباني) وخطب عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوماً الناس فقال وقـد خنقته العبرة :أيها الناس أصلحوا آخرتكم يصلح الله دنياكم، وأصلحوا أسراركم يصلح الله لكم علانيتكم، والله إن عبد ليس بينه وبين آدم أب إلا قد مات، إنه لمغرق له في الموت(البداية والنهاية لابن كثير) وقال الأستاذ جمال سعد حاتم :ونحن بحاجة إلى ذكر الجنة والنار ليلنا ونهارنا لتستقيم أحوالنا وتصلح أعمالنا، ولاسيما في هذا العصر الذي طغت فيه المادة وتظاهرت الفتن وانتشرت، وقل الناصح، وضعف الإيمان، وتزينت الدنيا بزخرفها وزهرتها، وأثقلت الكواهل بكثرة مطالبها، وأرهقت النفوس بتشعب حاجاتها، حتى صار التحاب من أجلها والتباغض من أجلها، والتواصل لها، والتقاطع منها إلا من شاء الله تعالى، فكانت أكبر ما يبعد عن الآخرة(مجلة التوحيد العدد 8/33) :)إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتـنا غافلون% أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون(يونس 7-8 وصدق من قال :إعمل لآخرتك ولا تنس دنياك تربحهما معاً، مصداقاً لما نُصح به قارون :(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)ً. الثاني :الاستعداد للقاء الله عز وجل : إن من أهم ثمرات الشعور بقرب الآخرة هو الاستعداد المستمر والدائم للقاء الله عز وجل، إذ أن قرب الحدث وفجأته تجعل المسلم في حالة تأهب للموت، فيحرص كل الحرص على أن يكون في الأماكن التي يحب الله تعالى أن يراه فيها كالمساجد ومجالس العلم النافع، كما يحرص على عدم التواجد في الأماكن التي لا يحب الله عز وجل أن يراه فيها كأماكن اللهو المحرم والأماكن التي يُستهزأ فيها بآيات الله، وتنتهك فيها حرماته أو الأماكن التي يجهر فيها بمعصية الله، كما يحرص المسلم أن يكون نطقه ذكراً لله تعالى وصمته فكراً وتدبراً في قدرة الله و نعم الله، حتى إذا قبضه الله عز وجل كان في موضع طاعة تشفع له يوم العرض الأكبر مصداقاً لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "يبعث كل عبد على مامات عليه"(رواه مسلم وصححه الألباني.)ومصداقاً لما روي عنه أيضاً"يُبعث الناس على نياتهم"(رواه أحمد وصححه الألباني) وليس الاستعداد للآخرة والعمل لها مدعاة لترك السعي في الدنيا، فإن العبد ينال أكبر الأجور وأفضلها عند الله عز وجل إذا كان عمله في الدنيا مقوياله ومعيناً على أداء ما افترضه الله عليه، وطاعته. الثالث :النجاة من مرض الغفلة وطول الأمل : إن مرض الغفلة وطول الأمل هو المرض العضال الذي اتخذه إبليس في إغواء بني آدم ولا ننسي عندما أغري أبينا آدم بمعصية الله وأوهمه بأنها ستكون سبباً في خلوده في الدنيا فقال : )فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلي(طه 120. إن نسيان قرب البعث والحساب يسبب خسارة الإنسان المسلم لدنياه وآخرته مصداقاً لقول الله تعالى : )يأيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتــنظر نفس ما قدمت لغد وا تقوا الله إن الله خبير بما تعملون % ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون(الحشر 18-19 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :خط النبي خطاً مربعاً وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبيه الذي في الوسط فقال :"هذا الإنسان وهذا أجله محيطاً به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار : الأعراض، فإن اخطأه هذا نهشه هذا، وإن اخطأه هذا نهشه هذا"(رواه البخاري) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :"بادروا بالأعمال سبعاً هل تنظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غالب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر"( رواه الترمذي وقال حديث حسن) وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال :"نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد، ويهلك أخرها بالبخل والأمل"(رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني) وعن أنس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يهرم ابن آدم ويبقي معه اثنتان : الحرص والأمل"(متفق عليه) وما أصدق الشاعر حين قال : [center]اذكر الموت ولا أرهبـه....إن قلبي غليــظ كالحجر أطلب الدنيا كأني خـالد....وورائي الموت يقفو بالأثر [/center] الرابع :تـزكية النفوس وتهذيبها وتقليل التنافس على الدنيا : إن دوام الشعور بقرب الآخرة والإنتقال إليها له أكبر الأثر في إصلاح النفوس وتهذيبها، ذلك لأن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة، وقد تهفوا إلى الذنوب والمعاصي، وقد تقصر في الطاعة، فإذا كانت الآخرة دائماً على بال العباد، فإن الدنيا تصغر في أعينهم، وتجعلهم دائموا السعي في إصلاح نفوسهم، وتقويم المعوج من أمورهم مصداقاً لما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها"(صحيح الجمع الصغير 1222) وروي عن بعض السلف قوله : إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد على قلبي، وقال آخرون من أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاث :تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة،ومن نسي الموت عوقب بثلاث :تسويف التوبة وترك الرضى بالكفاف والتكاسل في العبادة وقال القرطبي : أعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج من هذه الدار الفانية والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية. وقال أبو الدرداء :من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده. وعندما تزكو النفوس سيكون المجتمع أقرب ما يكون إلى مجتمع المدينة الفاضلة التي تتآلف قلوب ساكنيها على محبة الله، وتزول تنافساتهم على أعراض الدنيا الزائله، ويسيرون ركباً واحداً في طريق مرضاة الله تبارك وتعالى وكانوا أهلا لشهادة رسول الله صلي الله عليه وسلم لهم بالكرم والكياسة الذين ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] كما أن رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى يقومون بحساب الفائدة والخسارة من خلال المعاملات والصفقات التي يعقدونها، فالأولى لنفسي التي بين جنبي أن تقوم بهذا النوع من الحسابات وهو مايدعى في عالم الرقائق [b] بالمحاسبة .. فهي من أعظم أسباب النجاة؛ لأنها تدفع المرء إلى التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان، وتعين أيضًا على ملازمة الطاعة واجتناب المعصية، وداعية إلى الاستزادة من الخير، فقبل أن آوي إلى فراشي أبدأ أولاً بمحاسبة نفسي: 1. ما هي الذنوب التي ارتكبتها اليوم ؟ 2. هل أديت برنامجي العبادي مثلما خططت له؟ 3. هل أعمالي الدينية والدنيوية كانت خالصة لله تعالى أم شابها حب المدح والرياء أو ربما لم تسبقها أي نية؟! أما ما يوقظ همتي على سلوك طريق المحاسبة : [center] قوله جلَّ وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18] وقوله سبحانه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (*) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7,8] [/center] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، تزينوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]" [صفة الصفوة (1:107)] وقال ابن القيم: "محاسبة النفس بعد العمل، ثلاثة أنواع: أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور، وهى: الإخلاص في العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله. [center] فيحاسب نفسه: هل وَفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها في هذه الطاعة؟ [/center] الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرًا له من فعله. الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد: لِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحًا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به" [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (12:13)] [center] وحين يغفل المرء عن محاسبة نفسه، يضيع عمره منه دون أن يشعر،، ثمار المحاسبــــة [/center] وبالنسبة لثمار هذه المحاسبة فهي: الاستغفار والتوبة مما قد بدر مني من ذنوب .. وإن زلَّ لساني يومًا بذكر أحد إخواني بما يكره، أستغفر الله لي وله وأدعو له بالخير. أتأكد أن قلبي خالٍ من كل حقد وحسد نحو خلق الله جميعًا .. وأقرر العفو عن من أساء إلي، وأسال الله أن يهدي من قد أكون أسأت إليهم إلى أن يسامحوني .. [center] يقول الرسول "ما نقصت صدقة من مال شيئًا، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله" [رواه مسلم] [/center] ولا ينجو المرء يوم القيامة إلا بسلامة قلبه من الحقد والحسد .. {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (*) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88,89] وقال ".. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" [متفق عليه]،إن في هذا الحديث النبوي المعجز حقيقة علمية توصل إليها العلم الحديث مؤخرًا، وهي أن للقلب دورًا مركزيًا .. فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسم ستصلح وإذا فسد فإن جميع أنظمة الجسم ستفسد، وهذا ما نلاحظه اليوم في عمليات القلب الصناعي حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب ففي 11/8/2007 نشرت جريدة washington post تحقيقًا صحفيًا حول رجل أجريت له عملية زرع قلب اصطناعي يقول هذا الرجل :"إن مشاعري تغيرت بالكامل، لم أعد أعرف كيف أحب وأشعر حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم". أما إن قصرت في تنفيذ مخطط العبادات الذي هو دأبي، فيجب في هذه الحالة أن أتهم نفسي بأنها غير جادة ومستهترة بأوامر الله .. لذلك يجب أن أستغفر الله من هذا الاستهتار وأتوب إليه من ذلك التقصير واسأله عزَّ وجلَّ أن يوفقني دائمًا إلى الالتزام بهذا الجدول الذي يخص عباداتي، وإن وفقت لتنفيذ برنامج الطاعات فلأرجع ذلك إلى توفيق الله ومنه وكرمه لا إلى ذكائي وحسن تخطيطي ... وفيما يتعلق بالنية .. - هذا الأمر الخطير- إذا كانت العبادات أو أعمال الدنيا غير خالصة لله عزَّ وجلَّ، فلأستغفر الله وأتوب إليه من هذا النفاق والرياء .. أما إن لم تسبقها أي نية .. فلأناجي ربِّي قائلة: يـا ربِّ إني كنت أريدها خالصة لوجهك الكريم، لكنني إنسانة والإنسان نسَّاء .. فأنا نسيت أن أجدد النية لك، أرجوك مولاي تقبلها مني. لعلني بهذه المحاسبة أطمئن بعض الشيء من أنني سأجد ربًّا راضيًا غير غضبان إن مت هذه الليلة، وما دعاني إلى هذا الاطمئنان حسن ظني به سبحانه بأنه سيغفر لي ويتوب عليَّ ويرحمني برحمته الواسعة .. وأنام دون أن أنتظر الصباح؛ لأن صباحي قد يكون في القبر، ولا أنسى أن أحتسب نومتي وأنوي بها التقوي على طاعة سيدي ومولاي. وغالبًا ما أحب أن ينبهني غيري إلى هفواتي ويبين لي زلاتي؛ لأتمكن من إصلاح نفسي وتربيتها لأن المؤمن مرآة أخيه، وقدوتي في ذلك الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا" [صيد الخاطر (1:69)] كما قال عمر بن المهاجر: قال لي عمر بن عبدالعزيز: "إذا رأيتني قد حدت عن الحق، فخذ بثيابي، وهزني، وقل: مالك يا عمر؟!" [صيد الخاطر (1:69)] [center] كم هي رائعة تلك اللحظات التي أخلد فيها إلى النوم بعد قضاء يوم في محاولة مني لجمع الحسنات ودفع مايمكن دفعه من السيئات والمجاهدة لأجل رضا الملك سبحانه .. [/center] لكن قبل أن آوي إلى فراشي أحب أن أقوم بنفضه مثلما كان يفعل رسول الله فهو الذي قال "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربِّي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمهما وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" [متفق عليه]. ولقد اكتشف علميًا أن الإنسان حين ينام تسقط خلايا ميتة وتتأكسد وقد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المختلفة، وللتخلُّص من هذه الخلايا استخدم العلماء كل أنواع المنظفات لكن بدون جدوى، فقام أحدهم بنفض الفراش ثلاثًا فإذا بها تختفي، أو لم يكن يفعل ذلك الصادق المصدوق قبل هذا الاكتشاف العلمي بأكثر من14 قرنًا من الزمن؟ كما أفضل أن أنام على الشق الأيمن إتباعًا لهدي خليل الرحمن .. فهو القائل: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوؤك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول" [متفق عليه] حين يرخي الليل سدوله أتذكر قول الباري عزَّ وجلَّ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [القصص: 72] .. فأدرك كم هي عظيمة نعمة الليل الذي لو لم يجعله الباري عزَّ وجلَّ يعقب النهار لما استطعنا أن نستمتع فيه بنعمة النوم، فلك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على هذه النعمة وعلى كل النعم. إن النوم من نعم الله الكبرى على بني آدم .. لأننا لو افترضنا أن الإنسان يظل طوال اليوم بدون نوم فسوف يصاب بالإرهاق وتسوء حالته النفسية، وقد يؤدي به ذلك إلى الانهيار العصبي وربما الجنون، كما أن العلم الحديث أثبت أن الأرق أو قلة النوم يضعف جهاز المناعة ويضعف الذاكرة ويؤدي إلى تعطيل قدرات الإنسان على اتخاذ القرارات السليمة .. [center] سر النـــوم وإسلام البـاحث الغربي [/center] وأحب أن أختم حديثي في هذه الخاطرة بقصة إسلام باحث غربي مع سر من أسرار الله في خلقه وهو النوم، هذا الباحث الغربي هو رئيس قسم الفيزياء بإحدى جامعات الدول الغربية بحث مدة أربعين سنة عن حالة الإنسان في النوم فلما سمع قول الله عزَّ وجلَّ {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42] .. وفقه معناها المتمثل في أن الإنسان حين ينام تخرج روحه تسبح في ملكوت الله، أو كما قال ابن كثير في تفسيره تصعد الروح إلى الملأ الأعلى- وهي الوفاة الصغرى-، تعجب كيف أن النبي سبقه إلى معرفة كنه النوم وحقيقته منذ قرون عديدة فما وجد إلا أن يعلن إسلامه ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .. وصدق المولى تبارك وتعالى حين قال {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [b]كتبه د/ بدر هسيسه الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين و بعد : كان بالبصرة عابد حضرته الوفاة..فجلس أهله يبكون حوله فقال لهم أجلسوني , فأجلسوه فأقبل عليهم وقال لأبيه : يا أبت ما الذي أبكاك؟قال :يا بنى ذكرت فقدك وانفرادي بعدك .فالتفت إلى أمه , وقال :يا أماه ما الذي أبكاك؟قالت : لتجرعي مرارة ثكلك ,فالتفت إلى الزوجة ,وقال :ما الذي أبكاك ؟ قالت : لفقد برك وحاجتي لغيرك , فالتفت إلى أولاده,وقال :ما الذي أبكاكم ؟قالوا : لذل اليتم والهوان من بعدك ,فعند ذلك نظر إليهم وبكى .فقالوا له : ما يبكيك أنت ؟ قال أبكي لأني رأيت كلا منكم يبكى لنفسه لا لي .أما فيكم من بكى لطول سفري ؟ أما فيكم من بكى لقلة زادي ؟أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب؟أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب ؟ أما فيكم من بكى لموقفي بين يدي رب الأرباب؟ ثم سقط على وجهه فحركوه , فإذا هو ميت . [center]سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي *** وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها *** الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني *** وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ *** ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً *** عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها *** وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها *** هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ [/center] نعم أيها الإخوة مشاهد الموت تمر أمام أعيننا كل يوم , بل كل ساعة , ولكن قليل منا من يتعظ بتلك المشاهد , ومن تؤثر فيه صورة النعش وقد حمل فيه الميت على الأعناق ليواروه في مثواه الأخير . قال تعالى :((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ(34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))(35) سورة الأنبياء . عن البراء بن عازب . قال : كنا مع النبي إذ أبصر بجماعة فقال : علام اجتمع هؤلاء ؟ قيل : على قبر يحفرونه ؟ قال : ففزع رسول الله فذهب مسرعاً حتى انتهى إلى القبر ، فبكى حتى بل الثرى من دموعه ، ثم أقبل علينا فقال : أي إخواني لمثل هذا فأعدوا ؟.فقال :( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) الترمذي وحسنه. ولما سئل عن أحزم الناس؟ قال: أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة . الطبراني وحسنه المنذري. [center]يا نفس قد أزف الرحيل *** وأظلك الخطب الجليل فتأهبي يا نفس لا يلعب *** بك الأمل الطويل فلتنزلن بمنزل ينسى *** الخليل فيه الخليل وليركبن عليك فيه من *** الثرى ثقل ثقيل قرن الفناء بنا جميعاً *** فلا يبقى العزيز ولا الذليل [/center] وكلنا حينما يموت عزيز لديه يبكي على حاله هو لا على الحال والمآل التي صار إليها الميت , وما هي إلا بعض الدموع وبعض الأيام وننسي من ودعناه الوداع الأخير ولا نتذكر إلا أنفسنا وشهواتنا وملذاتنا . [center]ضعوا خدي على التراب ضعوه *** ومن عفــر التراب فوســدوه وشـقوا عـنـه أكفاناً رقاقاً*** وفي الرمس البعيد فغــيبوه فلو أبصـرتــمــوه إذا تقضت *** صبيحة ثالث أنكرتموه وقد سالت نواظر مقلتيه*** على وجناته وانفض فوه وناداه البلا هذا فلان*** هلموا فانظروا هل تعرفوه [/center] مر إبراهيم بن أدهم بسوق البصرة يوماً فالتف الناس حوله، وقالوا: يا أبا إسحاق ! يرحمك الله، مالنا ندعو الله فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم : لأنكم أمتم قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه، وزعمتم حب رسوله ولم تعملوا بسنته، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نِعَم الله ولم تؤدوا شكرها، وقلتم: بأن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه، وقلتم: بأن الجنة حق ولم تعملوا لها، وقلتم بأن النار حق ولم تهربوا منها، وقلتم بأن الموت حق ولم تستعدوا له، ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم، وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم. إذن فنحن لا نتذكر من وضع في التراب وتخلى عنه الأهل والأحباب .. لا نتذكر من أكله الدود وصار أسيراً للحود .. لا نتذكر من كان بالأمس يجالسنا ويؤانسنا .. لا نتذكر من كان يضاحكنا ويمازحنا .. فقط نتذكر أنفسنا .. فقط نبكي على حظوظنا في الحياة .. فقط نبكي لأنفسنا. [center]و صلى الله على نبينا محمد و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [/center] [/center] توقيع : راجية حسن الخاتمة [/b][/b]
-
[center] [b][size=21]صوت أيقظني[/size] [size=21] سمعت صوتاً غريباً! اقتربت بهدوء من حجرتها كان الظلام يخيم على المكان وصوت البكاء يزداد شيئاً فشيئاً.. عندما وصلت إلى حجرتها هممت بأن أطرق الباب ولكن شيئاً ما منعني فوقفت عاجزة لا أدري ما بها ولكن عندما وقفت سمعت جيداً سمعت صوت بكائها مع دعوات وأذكار! فتحت الباب بخفية فوجدت الحجرة مظلمة جداً ووجدتها ساجدة حسبتها مريضة وتتألم من شدة المرض إلى أن سقطت على الأرض واقتربت منها قليلاً فإذا هي ساجدة لربها في آخر الليل تدعو وتبكي.. جدتي إنها امرأة كبيرة في السن تعاني من ألم في قدميها وألم في رأسها ومع ذلك لم تقل أنا مريضة ولا أستطيع أن أقوم الليل.. وتفكرت بحالي جيداً أنا أجري وألعب وقادرة على الحركة والحمد لله لا أشكو أي مرض أبخل على نفسي بقيام الليل وهي امرأة مسنة ومريضة ولم تترك قيام الليل.. فسألت نفسي.. إذا مت وهذا سني سأسأل عن شبابي فيما أفنيته؟ فماذا أجيب ..؟! عند التلفاز، أو في سماع ما يغضب الله! من النوم في ماذا؟ واسألي نفسك أنتِ أيضاً واعزمي معي على التوبة الصادقة الآن.. **[/size] [/center] [/b]
-
حلقة دراسية ترم اول E دور يناير 2012
قام أمجد1 بالرد على موضوع لـ Marsil في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's أرشيف قسم الترجمه
-
[center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]نصائح عاجلة جداً إلى مستخدم الإنترنت الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أما بعد: فإليك أخي في الله.. إليك يا مستخدم الإنترنت.. إليك أهدي هذه الرسالة في كلمات يسيرة، وموعظة قصيرة أذكرها لك في عدة وقفات، وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياك بها.. اللهم آمين. الوقفة الأولى : - ما هي الإنترنت؟ - وكيف نشأت؟ في بداية أيلول سبتمبر عام 1969م أمكن امتداد المعلومات بين جهازي حاسب آلي بينهما بضعة أمتار في كاليفورنيا عن طريق الهاتف، ليدشن ذلك ولادة هذه الشبكة نسيج العنكبوت وكانت قد نشأت كفكرة في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية في جزء من برنامج حظر الهجوم وزارة الدفاع الأمريكية في جزء من برنامج حظر الهجوم والذي يرمي إلى بناء شبكة لا يوجد لها مركز تصلح للاستخدامات العسكرية، وقد قفز عدد الذين اربتطوا بهذه الشبكة وتطور أمرها تطوراً سريعاً حتى بلغ عددهم (180) مليون مستخدم مرتبطين عن طريق (35) مليون جهاز حاسب آلي في العالم، فيما اعتبره بعض الناس أهم اختراع في القرن العشرين. الوقفة الثانية : الإنترنت من أشراط الساعة الصغرى قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات: 96]. وقال سبحانه: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). [العلق:5]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان" وفي رواية "ويقترب الزمان ويكثر الهرج، قيل وما الهرج، قال: القتل". [رواه الإمام أحمد]. قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في تعليقه على تقارب الزمان المذكور في الحديث: ( يفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارة والإذاعة وما إلى ذلك والله أعلم) ا.هـ. أخي الكريم: لو طبقت ما في هذا الحديث من تقارب الزمان وتقارب الأسواق لوجدته مطابقاً لما في الإنترنت خصوصاً إذا علمنا أن بعض المواقع تحوي (300 ألف) سلعة تستطيع أن تطلع عليها جميعاً بمجرد كتابة عنوان ذلك الموقع والاتصال عليه، وهذا دليل على قرب قيام الساعة وحدوث أغلب أشراط الساعة الصغرى. ومن الأحاديث التي أخبرنا أنها ستقع من أشراط الساعة الصغرى قوله فيما رواه عنه أنس رضي الله عنه: "إن من أشراط الساعة… ( فذكر منها) ويظهر الزنا" [رواه البخاري ومسلم]. وكذا في الإنترنت نعلم انتشار الزنا وظهوره إذا علمنا أن هناك (400) ألف موقع لبث الدعارة والجنس من خلال الشبكة العنكبوتية على مستوى العالم… وإذا علمنا كذلك إنتشار هذه الشبكة حيث يبلغ عدد المشتركين بها في آخر الإحصائيات (211) مليون شخص. وهذا مما يدل على سرعة انتشار هذه الشبكة بشكل سريع جداً.. الوقفة الثالثة : الإنترنت والدعوة إلى الله : هذه الوقفة يقصد بها الدعاة إلى الله ومن يستطيع أن يقدم خدمة لهذا الدين من طلبة العلم والمشايخ ومن هم في عزلة عن الفتن… وليس لأولئك الذين يريدون الفرجة والاستطلاع الزائد. إن حضورنا الإسلامي على هذه الشبكة ضئيل جداً جداً، وهذا أمر محزن بالنسبة لكوننا خير أمة أخرجت للناس، إن العالم مليء بالجرائم والاعتداءات، وهو يعيش فراغ روحي بلا شك. عالم يعيش بلا ضوابط ولا حنان ولا أخوة.. وإذا كان ديننا الدين الإسلامي هو الدين الذي أنزله الله سبحانه على رسوله وجعله الدين الذي لا يقبل سواه سبحانه قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) [آل عمران: 19]. وقال سبحانه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران: 85] فإنه يجب علينا أن تقوم بواجبنا من تبليغ هذا الدين ونشره في جميع أنحاء العالم… واستخدام جميع الوسائل المتاحة لتبليغ هذا الدين ونحن مأمورون بتبليغ هذا الدين ونشره قال تعالى: (لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ). [البقرة: 143]. وهذا أمر لا مفر منه ولا مجال لنا في تركه إذا أردنا أن نُعلي هذا الدين وأن ننشره بطريقة صحيحة بين الناس. ولابد لذلك من مخططات وتنظيمات ووضع برامج لتحقيق ذلك الهدف المنشود لنا جميعاً ألا وهو نشر الدين الإسلامي بطريقة واضحة… بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والواقع يدل على أن الناس متعطشون لمعرفة الحقائق عن الإسلام بل إن هناك أعداد كثيرة دخلت في الإسلام عن طريق الإنترنت.. هذا أحدهم يرسل رسالة إلى من تحدث معه عن الإسلام يقول فيها: إنني أسلمت وقد أخبرتك لتشاطرني الفرحة. وآخر يقول: أريد أن أسلم وأمارس لعبة كرة السلة هل يتعارض الإسلام مع لعب كرة السلة؟، وثالث يقول: أريد أن اسلم وأخشى من عدم استطاعتي أداء الصلاة في مكتبي في الشركة.. ورابع يقول: أنا من كولومبيا و70% من كولومبيا مخدرات، وأنا متورط في المخدر وأريد أن أسلم، ما موقف الإسلام مني؟ وغيرها الكثير من الرسائل التي تحتاج إلى ردود بسيطة ليدخل أصحابها في الإسلام. الوقفة الرابعة : الإنترنت والاستخدام السيء : إن هذه الشبكة مع ما فيها من المنافع إلا أن أضرارها أكبر بكثير من منافعها، وسلبياتها كثيرة جداً جداً، وقد انتبه الكفار لهذه الأشياء حتى على مستوى أطفالهم والإدمان، يقضي الطفل الأمريكي من 6 ـ 10 ساعات يومياً على الشبكة. بل العجيب أن بعض الآباء والأمهات هناك لهم رقابة على أطفالهم عند دخول الشبكة أكثر من بعض آبائنا وأمهاتنا على أطفالنا.. والأعجب من ذلك أن كثيراً منهم بُهتوا وذُهلوا عندما رأوا شدة الإباحية والجنس على تلك الشبكة هذا وهم كفار، فكيف بنا نحن المسلمين؟ إن من أخطار الإنترنت: انتشار مقاهي الإنترنت، وحجم المخاطر التي تأتي منها كبير جداً.. وهذه بعض الأرقام التي تؤكد ذلك، يقول بعض القائمين على مقاهي الإنترنت إن 70% من القادمين إلينا يأتون للتسلية المحرمة (اتصالات مع الأجنبيات ، الإتصال على مواقع الفحش والرذيلة…). 85% من الأمريكيين يدخلون على مواقع إباحية 90% من الشباب في بعض الدول العربية يدخلون على المواقع الإباحية. أرأيت أيها الأخ الكريم!! إن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بمكائد أعدائنا، يقول جل من قائل: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة: 120]. وفي كتاب مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلين يقول: إن المسلمين يدعون أن في الإسلام ما يلي كل حاجة اجتماعية في البشر فعلينا نحن المبشرين أن نقاوم الإسلام بالأسلحة الفكرية والروحية.. ويقول مرماديوك باكتول: إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها سابقاً بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم. وهاك أخي هذه القصة الواقعية التي تؤكد خطورة الاستخدام السيئ للإنترنت والتي ذكرها فضيلة الشيخ: محمد بن صالح المنجد وهي عبارة عن رسالة جاءت إلى الشيخ من امرأة تقول فيها: "لقد كنا في سعادة وهناء دون مشاكل، وكان يغمر منزلنا ذكر الله، كان زوجي لا ينام عن صلاة الفجر وكان يصلي كل فرض في وقته ويخصص يوماً في الأسبوع يتفقد أحوال المساكين ويذهب لزيارة أقربائه، ويتفقد أحوال المساجد، ويرى ماذا ينقص المساجد المجاورة وقد بارك الله له في رزقه وكان يساعد الناس في كل مكان ولكن عندما دخل على الإنترنت ابتلي بابتلاء عظيم عندما رأى تلك الصور الخليعة للفاجرات تغير حالة جداً وأصبح لا يعرف صلاة الفجر وكأنها مُحيت من قاموسه، أما الصلوات الباقية فأصبح يصليها في وقت متأخر، ولا يصلي مع الجماعة، حاولت المستحيل أن أنصحه، وبعدة طرق لكن دون جدوى قلت له: تزوج امرأة أخرى لكنه رفض. أنا حائرة لا أدرى ماذا أفعل؟ وقد يئست منه لأنه قال لي: لن أترك التفرج ولن أستطيع الاستغناء عنها؟ وأصبح كل وقته في ذلك الجهاز لكن المشكلة أن هذا العمل غلبه عليه شيطانه وأنا معي الآن منه ثلاثة أولاد وأريد أن يتربوا تربية صالحة ماذا أفعل؟ والمشكلة تطورت وقال: إنه سيشتري تلفزيون ودش وسيشترك في القنوات؟ أرجوكم ساعدوني.. أخي رعاك الله: لعلك وقفت معي في هذه الوقفة على جزء يسير من مخاطر الاستخدام السيئ للإنترنت، وعلاج تلك المخاطر ليس في إقفال مواقع الشر فحسب، لأنه حسب الإحصائيات في كل ثلاث دقائق يظهر موقع جديد على الشبكة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يقفلون كل يوم مائة موقع إباحي جزاهم الله خيراً، فإذن العلاج الحقيقي هو تقوي الله ومراقبته والإيمان الصادق بأنه يعلم السر وأخفى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) [غافر: 19]. واعلم أخي أن لذة الدنيا زائلة ولا تستمر ، فلا تدمر نفسك وإخوانك وأهلك باستخدامك السيء لهذه الشبكة العنكبوتية. وحذر كل من يستخدمها ذلك الاستخدام السيء بسوء العاقبة ومغبة النتيجة والفشل بكل أنواعه كما في القصة السابقة… الوقفة الخامسة : الإنترنت والإدمان : عن الإدمان لم يعد في المخدرات فقط بل إنه ظهر الآن نوع من جديد من أنواع الإدمان ألا وهو إدمان الإنترنت. من صفات مدمن الإنترنت : 1 ـ اشتهاء المدمن موضوع إدمانه دائماً والشغف به. 2 ـ الألم الشديد عند مفارقته. 3 ـ الرجفة واضطراب المزاج والضيق والتأفف وحصول الاصطدام بين المدمن وبين من يعايشونه. 4 ـ فقدان الوظيفة. 5 ـ الوقوع في الميسر والفواحش. وقد ذكرت دكتورة أمريكية في محاضر عن إدمان الإنترنت أنها قد وصلت إلى نتيجة بعدة أسئلة تطرح على مستخدم الشبكة، فإذا أجاب على أحدها بالإيجاب فهو مدمن إنترنت، ومن تلك الأسئلة: ـ هل هدد ارتباطك بالإنترنت وظيفتك أو علاقتك الأسرية؟ ـ هل ترى في الإنترنت وسيلة للهرب من مشاكل حياتك اليومية؟ ـ هل تكذب بشأن عدد الساعات التي تمضيها مع الإنترنت؟ إلى غير ذلك من الأسئلة… أعراض الإدمان: الأرق ـ إجهاد اليدين ـ آلام الظهر ـ آلام المعصم من كثرة العكوف على الجهاز. الوقفة السادسة : نصائح لمستخدم الإنترنت : أولاً: إذا كنت في غنى عن هذه الشبكة فاستغن عنها ولا تسمح لأولادك بالذهاب إلى مقاهي الإنترنت. ثانياً: إذا كنت من المضطرين إلى استخدامها فإليك هذه الوصايا. 1ـ لا تُسلم هذه الشبكة إلى الصغار والمراهقين والمراهقات فهذا خطر بالغ جداً لا يمكن أن يرضي به مسلم. 2ـ يجب أن ينحصر استخدام هذه الشبكة فيمن يستفيد منها، وفيما يفيد مثل: الاستفادة الشرعية (دعوة ـ نشر علم)، وكذلك أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراة، الأطباء، إلخ. ويجب أن يُمنع من استخدامها كل من يريد: الفرجة، إثبات القدرة على اختراق المواقع، الفضول، حب الاستطلاع، إلخ. 3ـ استخدم الإنترنت في البحث عن المواقع الإسلامية الصحيحة العقيدة والمنهج، والاستفادة من تلك المواقع. 4ـ لا يغرك الشيطان بأن يُزين لك الاشتراك في الإنترنت بحجة الدعوة إلى الله وأنت غير صادق فيما تقول، وإذا أردت أن تعرف لماذا اشتركت في الإنترنت؟ فأنظر في المواقع التي تتصل عليها؟ وما هو الغالب منها. هل هي المواقع الإسلامية أم أنها مواقع أخرى؟ الوقفة السابعة : إلى مستخدم الإنترنت : أيها الأخ الكريم.. إلى أي حد نفقد تعاليم ديننا ونبتعد عنه إذاً نحن ولجنا في هذه الشبكة العنكبوتية بقصد الاطلاع على المواقع الإباحية والاستمتاع ـ كما يزعمون ـ بمشاهدة تلك الصور الفاضحة المخزية. أخي أكرمك الله بجنته.. ألا تعلم أن داء الشهوة والغرام يؤدي بالإنسان إذا تعلق به ودخل ف يقلبه إلى الوصول أحياناً إلى الكفر بالله سبحانه!. كان أحدهم مغرماً بغلام اسمه أسلم فمرت عليه فترة ولم ير ذلك الغلام فأصابه المرض حتى وعده أحدهم أن يحضر له الغلام الآن، فكان ينتظره على أحر من الجمر وعندما جيء بالغلام فكر الغلام في نفسه، وقرر أن يرجع فذهبوا إلى ذلك الرجل وقالوا له: لقد رجع الغلام فأنشد أبياتاً في الغلام منها: لقاؤك أشهى لي من رحمة الخالق الجليل أرأيت يا أخي أن البداية كانت حب وغرام بريء ـ كما يقال ـ فكانت النهاية كفر بالله سبحانه. والقصص على هذا الشيء كثيرة جداً ومعروفة. أخي.. أين نحن من أسلافنا الصالحين؟ كان الربيع بن خثيم من شدة عضه لبصره وإطراقه برأسه تظن النساء أنه أعمى، وقال ابن سيرين رحمه الله: والله ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا في منام غير أم عبد الله ـ أي زوجته ـ وإني لأرى المرأة في المنام فأذكر أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها. أيها الأخ الفاضل: إذا عرضت لك نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب فاستتر منها بحجاب: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ). [النور: 30] فقد سلمت من الأثر وكفى والله المؤمنين القتال.. ولا ترم بسهام النظر فإنها والله فيك تقع، رب راع مقلة أهملها فأغير على السرح. كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر يا بائعاً نفسه بهوى من حبه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس. كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن، حتى إذا قدمت يوم التغابن تبين لك الغبن في عقد التبايع. لا إله إلا الله سلعة الله مشتريها وثمنها الجنة والدلال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ترضى بيعها بجزء مما لا يساوي كله جناح بعوضة!!! أخي مستخدم الإنترنت.. إذا ضغطت بأناملك على لوحة المفاتيح للاتصال على أحد المواقع وقبل أن تضغط على مفتاح الإدخال (enter) تذكر أن الله سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد، وهو عالم جل في علاه بالسر وأخفى، فانظر أخي الكريم إن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه، فيه شيء من غضب القوي العزيز فإني أناديك قائلاً: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) [غافر: 39 ـ 40] . وإن كان الموقع الذي تريد أن تتصل معه فيه طاعة لله أو علم نافع مفيد أو أخبار للمسلمين فامض على بركة الله وجد في الدعوى إلى الله احذر أن تقع فيما نهاك الله عنه، أسال الله عز وجل أن يجمعني وإياك في جنات النعيم وأن يقينا وإياك سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وقفة لمحاسبة النفس: ـ النظر إلى المرأة الأجنبية حرام. ـ سماع الغناء والمعازف حرام. ـ على المسلم أن يسلم بعقيدته من الإرتياب ومواطن الشُبه. ـ على المسلم مجانبة الكافرين وعداوتهم. ـ على المسلم نبذ المواطن التي يُعصى فيها الله عز وجل بالقول أو الفعل فراراً بدينه. ـ الحذر من الفتن في الشبهات والشهوات. وفي الختام: تذكر حديث النبي قبل أن تبدأ العمل على الإنترنت: "بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المُظلم يصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً". حفظك الله ونزه سمعك وبصرك عما يشين.[/size] [/center] [/b]
-
[center] [center] [size=21]كلام بديعٌ لابن القيم في المصائب، وعلاج حرِّها وحزنها![/size] [/center] [size=21]فصلٌ: في هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في علاج حر المصيبة وحزنها قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157:155]. وفي "المسند" عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال:"ما من أَحَدٍ تصيبُه مصِيبَةٌ؛ فيقولُ: إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجِعُونَ، اللهم أجرنِي في مُصيبَتى وأخلفْ لي خيرًا منهَا؛ إلا أجاَرَه الله في مصِيبَتِهِ، وأخلفَ لهُ خَيرًا منها"[1]. وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فأنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته. أحدهما: أن العبد وأهله وماله ملكٌ لله -عز وجل- حقيقة، وقد جعله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه، فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير. وأيضًا فإنه محفوف بِعَدَمينِ: عدم قبله، وعدم بعده، وملك العبد له متعةٌ معارة في زمنٍ يسير. وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه، حتى يكون ملكه حقيقةً، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير، ولا ملك حقيقي. وأيضًا فإنه متصرفٌ فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي. والثاني:أنَّ مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن يخلِّف الدنيا وراء ظهره، ويجيء ربه فرداً كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولاعشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خُوِّله ونهايته، فكيف يفرح بموجود، أو يأسى على مفقود؟! ففكره فى مبدئه ومعادهمن أعظم علاج هذا الداء ومن علاجه:أن يعلم علم اليقين أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه.قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى أَنْفُسِكُمْ إلاَّ فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا، إنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22]. ومن علاجه:أن ينظر إلى ما أُصيبَ به؛ فيجد ربَّه قد أبقى عليه مثله، أو أفضل منه. وادَّخر له إن صبرَ ورضِىَ ما هو أعظمُ من فوات تِلك المصيبةِ بأضعافٍ مُضاعفة. وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هى. ومن عِلاجه:أن يُطفئَ نارَ مصيبته ببرد التأسِّى بأهل المصائب. وليعلم أنه فى كل وادٍ بنو سعد؛ ولينظر يَمْنةً، فهل يرى إلا مِحنةً؟ ثم ليعطف يَسْرةً، فهل يرى إلا حسرةً؟ وأنَّه لو فتَّش العالَم لم ير فيهم إلا مبتلىً، إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه. وأنَّ شرورَ الدنيا أحلامُ نوم أو كظلٍّ زائلٍ، إن أضحكتْ قليلاً، أبكتْ كثيراً، وإن سَرَّتْ يوماً، ساءتْ دهراً، وإن مَتَّعتْ قليلاً، منعت طويلاً، وما ملأت دارًا خيرةً إلا ملأتها عَبْرة، ولا سرَّته بيومِ سرور إلا خبأتْ له يومَ شرور. قال ابن مسعود -رضى الله عنه-:"لكل فرحةٍ تَرْحة، وما مُلِىءَ بيتٌ فرحاً إلا مُلِىءَ تَرحًا". وقال ابن سيرين:"ما كان ضحكٌ قَطٌ إلا كان من بعده بُكاء". وقالت هند بنت النُّعمان:لقد رأيتُنا ونحن مِن أعزِّ الناس وأشدِّهم مُلكاً، ثم لم تَغِبِ الشمسُ حتى رأيتُنا ونحن أقلُّ الناس، وأنه حقٌ على الله ألا يملأ داراً خَيْرة إلا ملأها عَبرة. وسألها رجلٌ أن تُحَدِّثه عن أمرها؛ فقالت: أصبحنا ذا صباح، وما فى العرب أحدٌ إلا يرجونا، ثم أمسينا وما فى العرب أحد إلا يرحمُنا. وبكت أختها حُرقَةُ بنت النُّعمان يومًا، وهى فى عِزِّها، فقيل لها: ما يُبكيكِ، لعل أحدًا آذاك؟ قالت: لا، ولكن رأيتُ غَضارة فى أهلى، وقلَّما امتلأت دارٌ سروراً إلا امتلأت حُزنًا. قال إسحاق بنُ طلحة:دخلتُ عليها يومًا، فقلتُ لها: كيف رأيتِ عبراتِ الملوك؟ فقالت: ما نحنُ فيه اليومَ خيرٌ مما كنا فيه الأمس، إنَّا نجِدُ فى الكتب أنه ليس مِن أهل بيت يعيشون فى خيْرة إلا سيُعقَبون بعدها عَبرة، وأنَّ الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بَطَن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت: [center]فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا ... إذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ فَأُفٍّ لِدُنْيَا لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا ... تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ [/center] ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ الجزع لا يردها، بل يُضاعفها، وهو فى الحقيقة من تزايد المرض. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ فوت ثواب الصبر والتسليم، وهو الصلاةُ والرحمة والهداية التى ضمِنَها الله على الصبر والاسترجاع، أعظمُ مِن المصيبة فى الحقيقة. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ الجَزَعَ يُشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويُغضب ربه، ويَسرُّ شيطانه، ويُحبط أجره، ويُضعف نفسه، وإذا صبرَ واحتسب أنضى شيطانه، وردَّه خاسئاً، وأرضى ربه، وسرَّ صديقه، وساء عدوه، وحمل عن إخوانه، وعزَّاهم هو قبل أن يُعَزُّوه. فهذا هو الثَّباتُ والكمال الأعظم؛ لا لطمُ الخدودِ، وشقُّ الجيوب، والدعاءُ بالوَيْل والثُّبور، والسخَطُ على المقدور. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ ما يُعقبه الصبرُ والاحتساب من اللَّذة والمسرَّة أضعافُ ما كان يحصُل له ببقاء ما أُصيبَ به لو بقى عليه، ويكفيه من ذلك بيتُ الحمد الذى يُبنى له فى الجنَّة على حمدِهِ لربِّه واسترجاعه؛فلينظرْ: أىُّ المصيبتين أعظمُ؟ مصيبةُ العاجلة، أو مصيبةُ فواتِ بيتِ الحمد فى جنَّة الخلد؟ وفى الترمذى مرفوعاً: "يَوَدُّ ناسٌ يَوْمَ القيامة أنَّ جُلُودَهُم كانت تُقْرَضُ بالمقارِيض فى الدُّنيا لما يَرَوْنَ من ثوابِ أهلِ البلاءِ".[2] وقال بعضُ السَّلَف: "لولا مصائبُ الدنيا لورَدْنا القيامة مفاليس". ومِن عِلاجها:أن يُرَوِّح قلبه برَوْح رجاء الخَلَفِ مِن الله، فإنَّه من كُلِّ شىء عِوَض إلا الله، فما مِنه عِوَضٌ؛ كما قيل: [center]مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضٌ ... وَمَا مِنَ اللهِ إنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ [/center] ومن عِلاجها:أن يعلم أنَّ حظه من المصيبة ما تُحدثه له، فمن رضى، فله الرِّضى، ومن سخِط، فله السَّخَط، فحظُّك منها ما أحدثته لك، فاختر خيرَ الحظوظ أو شرَّها؛ فإن أحدثت له سخطًا وكفرًا؛ كُتِب فى ديوان الهالكين. وإن أحدثت له جزعاً وتفريطاً فى ترك واجب، أو فى فعل مُحَرَّم، كُتِبَ فى ديوان المفرِّطين. وإن أحدثتْ له شكايةً وعدم صبرٍ؛ كُتِبَ فى ديوان المغبونين. وإن أحدثتْ له اعتراضًا على الله، وقدحًا فى حكمته؛ فقد قرع باب الزندقة أو ولَجه. وإن أحدثت له صبرًا وثباتًا لله، كُتِبَ فى ديوان الصابرين. وإن أحدثت له الرِّضى عن الله، كُتِبَ فى ديوان الراضين. وإن أحدثت له الحمدَ والشكرَ، كُتِبَ فى ديوان الشاكرين، وكان تحتَ لواء الحمد مع الحمَّادين. وإن أحدثت له محبةً واشتياقاً إلى لقاء ربه، كُتِبَ فى ديوان المُحبِّين المخلصين. وفى "مسند الإمام أحمد" والترمذىِّ، من حديثِ محمود بن لبيد يرفعه: "إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم، فمَن رَضِىَ فَلَهُ الرِّضى، ومَن سَخِط فَلَهُ السُّخْطُ". زاد أحمد: "ومَن جَزِع فَلَهُ الجَزَعُ"[3]. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنه وإن بلغ فى الجَزَع غايتَه، فآخِرُ أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غيرُ محمود ولا مُثاب. قال بعض الحكماء:العاقلُ يفعل فى أوَّل يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، ومَن لم يصبْر صَبْرَ الكِرَام، سلا سُلُوَّ البهائم وفى "الصحيح" مرفوعًا: "الصَّبْرُ عند الصَّدْمَةِ الأُولى"[4]. وقال الأشعث بن قيس: إنك إن صبرتَ إيمانًا واحتسابًا؛ وإلا سَلَوْتَ سُلُوَّ البهائِم. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ أنفع الأدوية له موافقةُ ربه وإلهه فيما أحبَّه ورضيه له، وأن خاصيَّة المحبة وسِرَّها موافقةُ المحبوب؛ فمَن ادَّعى محبة محبوب، ثم سَخِطَ مَا يُحِبُّه، وأحبَّ ما يُسخطه، فقد شهد على نفسه بكذبه، وتَمقَّتَ إلى محبوبه. وقال أبو الدرداء:إنَّ الله إذا قضى قضاءً، أحب أن يُرضَى به. وكان عِمران بن حصين يقول فى عِلَّته: أحَبُّهُ إلىَّ أحَبُّهُ إليه، وكذلك قال أبو العالية. وهذا دواءٌ وعِلاجٌ لا يَعمل إلا مع المُحبِّين، ولا يُمكن كُلّ أحد أن يتعالج به. ومِن عِلاجها:أن يُوازِن بين أعظم اللَّذتين والتمتعين، وأدْوَمِهما: لذَّةِ تمتعه بما أُصيب به، ولَذَّةِ تمتُّعه بثواب الله له؛ فإن ظهر له الرجحان، فآثر الراجِحَ؛ فليحمدِ الله على توفيقه. وإن آثر المرجوحَ مِن كل وجه؛ فليعلم أنَّ مصيبتَه فى عقله وقلبه ودينه أعظمُ مِن مصيبته التى أُصيب بها فى دنياه. ومِن عِلاجها: أن يعلم أنَّ الذى ابتلاه بها أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ الراحمين، وأنه سبحانه لم يُرسل إليه البلاءَ ليُهلكه به، ولا ليُعذبه به، ولا ليَجْتاحَه؛ وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرُّعه وابتهالَه، وليراه طريحاً ببابه، لائذاً بجنابه، مكسورَ القلب بين يديه، رافعاً قصصَ الشكوى إليه. قال الشيخ عبد القادر: يا بُنَىَّ! إنَّ المصيبةَ ما جاءت لِتُهلِكَكَ، وإنَّما جاءت لتمتحِنَ صبرك وإيمانَك؛ يا بُنَىَّ! القَدَرُ سَبُعٌ، والسَّبُعُ لا يأكل الميتةَ. والمقصود:أنَّ المصيبة كِيرُ العبدِ الذى يُسبَك به حاصله، فإمَّا أن يخرج ذهبًا أحمر، وإمَّا أن يخرج خَبَثًا كله؛ كما قيل: [center]سَبَكْنَاه ونَحْسِبهُ لُجَيْنًا ... فأَبْدَى الْكِيرُ عَنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ [/center] فإن لم ينفعه هذا الكِيرُ فى الدنيا، فبيْنَ يديه الكِيرُ الأعظم، فإذا علم العبد أنَّ إدخاله كِيرَ الدنيا ومَسبكَها خيرٌ له من ذلك الكِير والمسبك، وأنه لا بد من أحد الكِيرَين، فليعلم قدرَ نعمة الله عليه فى الكِير العاجل. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّه لولا مِحَنُ الدنيا ومصائبُها؛ لأصاب العبدَ مِن أدْواء الكِبْرِ والعُجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سببُ هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمةِ أرحم الراحمين أن يتفقَّده فى الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حِمية له من هذه الأدواء، وحِفظًا لصحة عُبوديتهِ، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحانَ مَن يرحمُ ببلائه، ويبتلى بنعمائه؛ كما قيل: [center]قَدْ يُنْعِمُ اللهُ بِالْبَلْوَى وَإنْ عَظُمَتْ ... وَيَبْتَلِى اللهُ بعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ [/center] فلولا أنَّه سبحانه يداوى عباده بأدوية المحن والابتلاء؛ لطَغَوا، وبَغَوْا، وعَتَوْا،واللهُ سبحانه إذا أراد بعبد خيرًا سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرِغُ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّلَه لأشرفِ مراتب الدنيا؛ وهى عبوديتُه، وأرفع ثواب الآخرة؛ وهو رؤيتُه وقُربه. ومِن عِلاجها:أن يعلم أنَّ مرارةَ الدنيا هى بعينها حلاوةُ الآخرة، يَقلِبُها الله سبحانه كذلك، وحلاوة الدنيا بعينها مرارةُ الآخرة، ولأَنْ ينتقل مِن مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خيرٌ له من عكس ذلك. فإن خَفِىَ عليك هذا؛ فانظر إلى قول الصادق المصدوق: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ"[5]. وفى هذا المقام تفاوتت عقولُ الخلائق، وظهرت حقائقُ الرجال،فأكثرُهم آثرَ الحلاوةَ المنقطعة على الحلاوة الدائمة التى لا تزول، ولم يحتمل مرارةَ ساعةٍ لِحلاوة الأبد، ولا ذُلَّ ساعةٍ لِعزِّ الأبد، ولا مِحنةَ ساعةٍ لعافيةِ الأبد؛ فإنَّ الحاضر عنده شهادةٌ، والمنتظر غيبٌ، والإيمان ضعيفٌ، وسلطانُ الشهوة حاكم، فتوَلَّد من ذلك إيثارُ العاجلة، ورفضُ الآخرة، وهذا حال النظر الواقع على ظواهر الأُمور، وأوائلها ومبادئها. وأما النظر الثاقبالذى يَخرِق حُجُب العاجلة، ويُجاوزه إلى العواقب والغايات، فله شأنٌ آخرُ. فادع نفسك إلى ما أعدَّ الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعدَّ لأهل البطالة والإضاعة من الخزى والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اخترْ أىُّ القسمَيْن أليقُ بك، وكُلٌ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، وكُلُّ أحد يصبُو إلى ما يُناسبه، وما هو الأَوْلَى به. ولا تستطِلْ هذا العلاج، فشدةُ الحاجة إليه من الطبيب والعليل دعت إلى بسطه، وبالله التوفيق. [center]المصدر: زاد المعاد من هدي خير العباد (4- 188: 196) [/center] [b][b][1][/b]صححه العلامة الألباني -رحمه الله- في صحيح الترغيب والترهيب: 3490. [b][2][/b]حسَّنه العلامة الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة: 2206. [b][3][/b]السلسلة الصحيحة: 146. [b][4][/b]متفق عليه. [b][5][/b]رواه مسلم. [/size] [/center] [/b]
-
[center] [size=25]كيفية الاستعداد ليوم القيامة ولقاء الله عز وجل[/size] [size=25][size=25]أن قرب الآخرة والحديث عنها يقودنا بالضرورة إلى البحث عن طرق النجاة من أهوالها، ولضمان حسن الخاتمة التي ورد فيها قول الله عز وجل : )إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتــنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون % نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون % نزلا من غفور رحيم(. فصلت 30-32. ونورد بعض الأعمال التي تؤدى إلى حسن الخاتمة حسبما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية وما ثبت من أقوال وأفعال السلف الصالح. الأول : التزام طاعة الله تعالى وتقواه ورأس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد وإجتناب الشرك بأنواعه كشرك الدعاء وشرك المحبة وشرك الطاعة، وطاعة الله سبحانه وتعالى تشمل جميع الأعمال التي فرضها الله ورسوله على عباده والاحتكام إلى شريعة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإخلاص العبادة وتنقيتها من الرياء والسمعة ومتابعة الرسول في تأديتها، فإذا تحقق للعبد ما تقدم وقبل الله عمله فإنه سيكون ممن : قال رسول الله عنهم : "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" ( متفق عليه) الثاني : الالتزام والإكثار من ذكر الله عز وجل (التهليل – لا إله إلا الله – والتسبيح – سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم – والتحميد والتكبير والحوقلة – لا حول ولا قوة إلا بالله – والصلاة والسلام على رسول الله) والإلحاح في الدعاء بأن يرزق الداعي حسن الخاتمة وسؤال الجنة والاستعاذة به من النار كما ورد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال : "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة، ومن إستجار من النار ثلاث مرات قالت النار : اللهم أجره من النار"(رواه الترمذي والحاكم.) كما يروي عنه أنه قال : "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء"(متفق عليه) كما روي عنه أنه قال : "من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"(رواه أحمد أبو داود) الثالث : المحافظة على الصلاة، وهي أول مايسأل ويحاسب به العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح له سائر عمله،وإن فسدت، فسد سائر عمله ،وهي من أهم أسباب حسن الخاتمة، كما ورد في أحاديث عدة رويت عن رسول الله منها قوله : "من صلى البردين – صلاة الفجر والعصر – دخل الجنة"(رواه مسلم وصححه الألباني )وروي عن رسول الله أنه قال "خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن، لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة"( رواه مالك وصححه الألباني) الرابع : المحافظة على الصيام من أسباب حسن الخاتمة كما ورد في أحاديث عدة رويت عن رسول الله منها قوله : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(متفق عليه )ومنها قوله "من صام يوماً إبتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة"(رواه أحمد) الخامس : جهاد النفس وجهاد الكفار والمنافقين والدعوة في سبيل الله وإن أدي ذلك إلى التضحية بالمال والنفس وتمني الاستشهاد في سبيله لمن لم تتح له فرصة جهاد أعداء الله ليكون كما قال رسول الله : "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"(رواه مسلم وصححه الألباني) السادس : لـزوم الاستغفار والتوبة مصداقاً لما ورد عن رسول الله قوله : "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى الله عز وجل في اليوم مائة مرة"(رواه مسلم )ومن أسباب حسن الخاتمة دعاء سيد الاستغفار الذي علمنا إياه رسول الله بقوله: "من قال حين يصبح أو حين يمسي : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"(رواه أحمد أبو داود) السابع : المداومة على الصدقات، والنشأة في عبادة الله والتعلق بمساجد الله والتعفف عن محارم الله وخشية الله والعدل بين الرعية من أسباب حسن الخاتمة والنجاة من شدة الموقف يوم القيامة كما جاء في حديث رسول الله : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته إمراة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"(متفق عليه)[/size] [/size] [/center]
-
[center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]كنوز ثمينة لم يتم اكتشافها من قبل الكثيرين الكنز الأول عن عبادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" من استغفر للمؤمنين والمؤمنات ، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة " الكنز الثاني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشرأمثالها ، لا أقول : ( آلم ) حرف ، ولكن : ألف حرف ولام حرف وميم حرف " الكنز الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " الكنز الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي قال : " إن الله اصطفى من الكلام أربعاَ : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . فمن قال : سبحان الله كتب له عشرون حسنة ، وحطت عنه عشرون سيئة ، ومن قال : الله أكبر فمثل ذلك ، ومن قال : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة ، وحطت عنه ثلاثون سيئة " رواه أحمد الكنز الخامس عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ، أن تملأ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " الكنز السادس عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي وأنا أخرّك شفتي . فقال لي:" بأيّ شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة ؟" فقلت: أذكر الله يا رسول الله . فقال:" ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار ؟ قلت: بلى يا رسول الله . قال :" سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء ، سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ،سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء ، الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصىكتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء " رواه أحمد في مسنده الكنز السابع عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي قال له :" قل لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة " الكنز الثامن عن جويرية رضي الله عنها ، أن النبي خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليه ؟ قالت : نعم . قال : : " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلتِ هذا اليوم لوزنتهن :" سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته " رواه مسلم الكنز التاسع عن أم هاني رضي الله عنها قالت : مّر بي رسول الله فقلت: يا رسول الله قد كبرت وضعفت أو كما قالت. فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال :" سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبرى الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلّدة متقبلة ، وهللي الله مائة تهليلة . قال أبو خلف : أحسبه قال : تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت . رواه أحمد و ابن ماجه الكنز العاشر عن أبي هريرة ر ضي الله عنه قال : قال رسول الله : من قال :" سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " الكنز الحادي عشر عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أن رسول الله قال :" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل " رواه مسلم الكنز الثاني عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال : من قال :" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاَ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك " رواه البخاري الكنز الثالث عشر عن مصعب بن سعد ، قال : حدثني أبي قال : كنا عند رسول الله فقال :" أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ " فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال :" يسبح الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة ، أو تحط عنه ألف خطيئة " رواه مسلم الكنز الرابع عشر عن جابر عن النبي قال : من قال :" سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " الكنز الخامس عشر عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر . رواه الترمذي الكنز السادس عشر عن أبي عمير الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله :" من صلى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات ، وكتبت له عشر حسنات " رواه أحمد الكنز السابع عشر قال رسول الله سيد الاستغفار :" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة " رواه البخاري الكنز الثامن عشر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطل الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم تامة تامة تامة رواه الترمذي [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [center][b][size=21]حروف تجر الحتوف[/size] [/center] [center][size=21]علي بن عبدالخالق القرني [/center] ، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. تحيةً ينبعث معها الروح إلى القلوب، وينبث معها الاطمئنان إلى الجنوب، قدمتم خير مقدم، ووقيتم المأثم والمغرم والمندم، وبؤتم بحسن المنقلب، اللهم أعذني وإخوتي من قول الزور، وغشيان الفجور، ومن الغُرور والغَرور، اللهم لا أكون وإخوتي مستكثري حجج، كالباحث عن حتفه بظلفه، وكالجادع أنفه بكفه، فنلحق بالأخسرين أعمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف:104]^. بك يا رب نعتضد، ونعتصم بك مما يكون، عليك توكلنا وإليك أنبنا، وبك نستعين وأنت المعين: أنت ربي في تصاريفك خير الأحكمين أنت بي أعلم مني أنت خير الأكرمين أنت أولى بي مني فأعني يا معين معاشر الإخوة! لا يخفاكم أن الجراح في أمتنا غائرة، وفي أنفسنا قائمة بالغة: جراحنا بالغات تعيي الطبيب الفطينا وجرح دون جرح.. جرح الحسام له آسٍ يطببه وما لجرح قناة الدين من آسٍ إن الفرد والأمة في يومها ينبغي أن تكون في حالة استنفار وجهاد مع النفس وحظوظها وسهام الأعداء وزحوفها وسمومها، ويا عار وهزيمة فردٍ أتيت الأمة من ثغرة يقوم على حراستها! أما إن التقصير في جهاد النفس وأداء الواجب وشد بنيان الأمة والشعور بالجسد الواحد اليوم يعد جريمة، لأن حالنا اليوم كحال اليتيم الضائع الجائع؛ إذا لم يسع لنفسه مات، فإذا قصرنا في العمل لديننا، ووجهنا سهامنا إلى صدورنا؛ فمن ذا يقوم على ثغر أمة الإسلام؟ أمن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم؟ أمن يقولون: إنا معكم حتى إذا خلوا بأسيادهم قالوا: إنما نحن مستهزئون؟ أمن يمنعون الماعون، ويداوون الحمى بالطاعون، ويترصدون بالأمة الغوائل؛ يرقبون الخلس، ويدرعون بالغلس؟ إن كان ذلك فقد وهى السقا، وأهرق بالفلاة الماء، واتبع الدلو الرشا، وهلك الناس من الظما، ولم يبك ميتٌ ولم يفرح بمولود. لقد كنا -معشر الإخوة- في عصرنا هذا أول من نام وآخر من استيقظ، فمن الحزم أن نتلاحم، ثم لا نقطع الوقت فيما يكره الله من قيل وقال، وهلهلة البنيان، واغتيابٍ وعتاب، وملام وطعن، وحرب بالكلام، فإن ذلك إطالة للمرض، وزيادة في البلاء على المريض، وذلك عين ما يريده أعداء الدين. أما إن التبعة كبيرةٌ ثقيلةٌ جدُّ ثقيلة، إننا نحتاج في يومنا إلى أن نرفع الأنقاض، ونبني ونعمر، ونؤدي فريضة الوقت، ونقضي الفوائت، ونؤدي الكفارات مع العوائق والمثبطات، ومن كان هذا حاله شمر وانبرى، وجد وبذل وضحى، وضبط حياته بوحي الله؛ شكراً لله سبحانه وتعالى على نعمته، وأجلها أن هدانا لهذا الدين وجعلنا من خير أمة، أعني أمة خاتم النبيين، عليه صلوات وسلام رب العالمين. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]^ فكم وكم لله من نعمة سابغة للعبد في هدايته أولاً، ثم في أعضائه وجوارحه ومنافعه وقواه غير ملتفت إليها ولا شاكرٍ عليها! ولو عرضت الدنيا بما فيها بزوال واحدة من هذه النعم، لأبى المعاوضة، وعلم أنها معاوضة غبن: إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]^ ولو فقد شيئاً منها لتمنى أنها له بالدنيا وما عليها، فاللهم لك الحمد الحمد لله العزيز الباري ما ذكر الرحمن في الأقطار وزين السماء نجم ساري عبد الله! ومن شكر نعمة الله عليك في جوارحك؛ ضبطها بوحي الله، العين لا ترى، والأذن لا تسمع، واللسان لا ينطق، والعقل لا يفكر ويخطط، والقلب لا ينعقد، واليد لا تكدح، والرجل لا تسعى ولا تخطو إلا فيما يرضي المولى؛ حالك: أنا أدري غايتي أعرف منهاج حياتي قد تجلى لي مصيري إذ تلوت النازعات أو كحال عروة رحمه الله حين قطعت رجله لآكلة دبت فيها فغشي عليه، ثم أفاق وحمد الله، وأخذ ساقه المبتورة، وقال وهو يقلبها في يده: أما والذي حملني عليك في عتمات الليل إلى المساجد؛ إنه ليعلم أني ما مشيت بك إلى حرامٍ قط فيما أعلم: خلق ورثنيه أحمد فجرى ملء دمائي وشغافي لم يزلزله على طول المدى بطش جبارٍ ولا كيد ضعافِ أو كحال أحد السلف وقد كانت له زنجية مملوكة غمته بعملها، فرفع السوط عليها يوماً، ثم قال: أما والله لولا الله ثم القصاص يوم القيامة لأغشينك به، ولكني أبيعك ممن يوفيني الثمن أحوج ما أكون إليه؛ اذهبي فأنت حرة لوجه الله! فيا لله من مواقف يعجز اللفظ أن يعبر عنها! فالسكوت هو اللسان الفصيح. معشر الإخوة! الجوارح جوارح، وأخطرها شأناً أداة البيان اللسان، ترجمان الجنان، كاشف مخبئات الصدور، زارع الضغينة والفتنة في الصدور، تسل السيوف وتدق الأعناق بكلمات، تقوم صراعات وتثور فتنٌ بكلمات، تضيع أوقات، وتشاع اتهامات، وتقذف محصنات غافلاتٌ مؤمنات بكلمات، تهدم حصونٌ للفضيلة وتزرع الهموم والحسرات بكلمات. بكلماتٍ يقال على الله بلا علم وذاك قرين الشرك أكبر الموبقات، السبُّ والهمز واللمز واللعن والغيبة والطعن والنميمة والقذف والفحش والبذاءة كبائر بكلمات، إنها شجرات لا قرار لها؛ مجتثات مستأصلات خبيثةٌ سماؤها وأرضها وماؤها. فإن شئت عنا يا سماء فأقلعي ويا ماءها فاصبب ويا أرض فابلعي وفي المقابل تستيقظ الضمائر، وتحيا المشاعر، وتلين الجلود، وتحيا القلوب، وتذرف العيون، ويسعد المحزون، وتعلو الهمم بكلمات، إنما هي شجراتٌ طيبات، تؤتي أكلها كل حين بإذن الله رب الأرض والسموات. بين الجوانح في الأعماق سكناها فكيف تنسى ومن في الناس ينساها؟! البيان ما البيان؟ إنه ذو حدين أحدهما -وهو المقصود- خطر جسيم، وشأنٌ عظيم، سلاحٌ فتاك؛ إن لم يضبط أهلك الحرث والنسل وزرع الشتات، يلدغ كالأفعى؛ ويحرق كاللظى، بحروفٍ تقطع الأواصر وتفصم العرى، وتكدر النفوس، وتضيق الصدور، ويهجر المسلم أخاه وأمه وأباه: وهاجت سيوف وماجت حتوف وسال دم فوق مجرى دمي وأصبح القول والأسماع تنبذه كأنه نسمٌ في جوف موءود ...... روى البخاري من حديث عوف بن الطفيل و عروة بن الزبير قال: كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أحب البشر إلى خالته عائشة رضي الله عنها بعد رسول الله وأبيها أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، وكان أبر الناس بها، وكانت تكنى به، فيقال لها: أم عبد الله ، والخالة بمنزلة الأم، وهي هنا أم لجميع المؤمنين بنص كتاب الله، وكانت رضي الله عنها لا تمسك شيئاً مما جاءها من رزق الله إلا تصدقت به لأن راحتها بحرٌ وليس لها ردٌ ومن ذا يرد البحر إن زخرا بحرٌ ولكنه صافٍ مواهبه والبحر تلقى لديه الصفو والكدرا فقال عبد الله حدباً على خالته في بيعٍ أو عطاءٍ عظيم أعطته، وقيل: في دارٍ باعتها وتصدقت بثمنها؛ قال: والله لتنتهين خالتي عائشة أو لأحجرن عليها، ينبغي أن يؤخذ على يديها. قد فاته القول الرقيق فمال نحو غليظه فقالت رضي الله عنها وأرضاها: أيؤخذ على يدي؟ أهو قال ذا؟ لله علي نذر ألا أكلم ابن الزبير أبداً. يقول ابن حجر رحمه الله: عائشة أم المؤمنين وخالة عبد الله ، ولم يكن أحدٌ في منزلته عندها بعد رسول الله وأبيها، ورأت في كلامه هذا نوع عقوق، والشخص يستعظم من القريب ما لا يستعظمه من الغريب، فكان جزاؤه عندها أن تركت كلامه كما نهى النبي عن كلام كعبٍ وصاحبيه لتخلفهما عن تبوك ، ثم إن هجر الوالد ولده والزوج زوجه لا يتضيق بثلاث، فقد هجر النبي نساءه شهراً، ويحمل على ذلك ما صدر عن عائشة رضي الله عنها وكثيرٍ من السلف من الهجر لبعضهم مع علمهم بالنهي عن المهاجرة والله أعلم. وطال الهجر على ابن الزبير ، وضاقت به الأرض، وضاقت نفسه حتى صار: كأنه فارس لا سيف في يده والحرب دائرة والناس تضطرب أو أنه مبحرٌ تاهت سفينته والموج يلطم عينيه وينسحب أو أنه سالك الصحراء أظمأه قيظ وأوقفه عن سيره التعب فاستشفع إليها بالمهاجرين، فقالت: والله لا أشفع فيه أحداً، ولا أتحنث في نذري ولا آثم فيه لكأنك به وهو يهمهم ويقول: وضاقت بي الأرض حتى كأني من الضيق أصبحت في محبسي وعندها كلم المسور بن مخرمة و عبد الرحمن بن الأسود ، وهما من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أرق شيءٍ لهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما: ناشدتكما الله لما أدخلتماني على خالتي عائشة ! فإنه لا يحل لها أن تنذر قطيعتي إلى أبد، إن كانت عقوبة على ذنبي، فليكن لذلك إلى أمد فأقبل به المسور و عبد الرحمن مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة ، فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته؛ أندخل؟ قالت عائشة : ادخلوا، قالوا: كلنا، قالت: نعم كلكم -لا تعلم أن معهما ابن الزبير - فقالا له: إذا دخلنا، فاقتحم عليها الحجاب، فلما دخلوا اقتحم عليها الحجاب، فاعتنق أمه عائشة وطفق يناشدها ويبكي، والمسور و عبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلمته وقبلت منه، ويقولان لها: يا أم المؤمنين! قد نهى عما علمت من الهجر، وأكثرا عليها من التذكرة والتحريم، وطفقت تذكرهما وتقول: نذرت والنذر شديد، ولم يزالا بها يكلمانها حتى كلمته وعفت عنه. فلا تسل.. لكأنه عبدٌ مملوكٌ أعتقته، أرسل إليها بعد ذلك عبد الله بعشر رقاب فأعتقتهم جميعاً لوجه الله، ثم لم تزل تعتق حتى أعتقت أربعين رقبة، كل ذلك مبالغة منها في براءة ذمتها رضي الله عنها، وكان يكفيها عتق رقبة، ولكن: طابت منابتها فطاب صنيعها إن الفعال إلى المنابت تنسب يا بنة الصديق طيبي وانعمي ذاك حكم الله خير الحاكمين وكانت تذكر نذرها ذلك، فتبكي حتى تبل دموعها خمارها، فرضي الله عنها وأرضاها: بعض المعادن قد غلت أثمانها ما خالص الإبريز كالفخار بين الخلائق في الخلال تفاوت والشهد لا ينقاس بالجمار وكم من حروفٍ تجر الحتوف..! خطر اللسان وعاقبته على الأعمال إنها الحروف لو قُدِّر كون بعضها سائلاً ثم مزج بماء البحر لأفسده وغيَّره، بحروفٍ ملفوظةٍ أو مكتوبة يهوي المرء أو يرفع، ويرضى عنه أو يسخط عليه، قال فيما ثبت عنه كما في الصحيحين : {إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ في الجنة -وفي رواية: يكتب الله له رضوانه بها إلى أن يلقاه- وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً؛ يهوي بها في جهنم }^ وفي رواية: {يكتب الله له بها سخطه إلى أن يلقاه }^. ضوابط دقيقة وزواجر عظيمة: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]^ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]^! وكم من الحروف تجر الحتوف! وإن الإنسان -معشر الإخوة- يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والربا والسرقة وشرب الخمور والنظر المحرم وغير ذلك، ومع ذلك يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى إنك لترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يزل بها أبعد مما بين المشرق والمغرب كما قال ابن القيم رحمه الله. فكم رجلٍ متورعٍ عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول، وإن أردت أن تعرف ذلك، فانظر إلى ما رواه الإمامان مسلم و أحمد : {أن رجلاً مجتهداً وجد أخاه على ذنب فقال له: أقصر، فاستمر على ذلك، فلم يزل يكرر عليه أقصر أقصر، فغضب منه ذلك، وقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال هذا الغيور: والله لا يغفر الله لك يا فلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، أكان بي عالماً وعلى ما في يدي قادراً؟ قد غفرت له وأحبطت عملك يقول أبو هريرة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخراه }^ فكان أضيع من لحمٍ على وضم وصار يقرع منه السن في ندم وفي صحيح الترغيب للألباني بسندٍ حسنٍ لغيره: {أن غلاماً استشهد يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من شدة الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه، ثم قالت: هنيئاً لك يا بني الجنة، فقال النبي : وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه }^ يالله! يستحسن البعض ألفاظاً إذا امتحنت يوماً فأحسن منها العجم والخرس أيها المسلم! فاعمل عملاً ترجو حصاده، دون تحريف وتبديلٍ ولغوٍ أو زيادة، لهذا كله -معشر الإخوة- كانت هذه الحروف المُعْنَوْنَ لها بـ(حروف تجر الحتوف).. وكم من حروفٍ تجر الحتوف ومن ناطقٍ ود أن لو أن سكت ...... أوجهها حجةً إلى من غلبت عليهم شقوتهم، وضلوا عن علم، وهلكوا عن بينة، فوقعوا في خيار أهل الملة ممن كان لهم شرف الصحبة لمن قال: {لا تسبوا أصحابي }^. فلا رحم الرحمن من لا يحبهم وأخزى معاديهم بدنيا وآخرة فوالله الذي لا إله إلا هو لا أرى مثلاً لهؤلاء الموتورين الذين يتطاولون على القمم الشماء؛ إلا كذبابةٍ حقيرةٍ سقطت على نخلة عملاقة، فلما همت بالانصراف قالت باستعلاء: أيتها النخلة تماسكي فإني راحلة عنك، فقالت النخلة العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة؛ فهل شعرت بك حينما سقطت عليَّ لأستعد لك وأنت راحلة عني؟ ألم تر أن الليث ليس يضيره إذا نبحت يوماً عليه كلاب لا يضير السماء العواء ولا أن تمتد لها يد شلاء: وإطفاء ضوء الشمس أدنى لراغبٍ وأيسر من إطفاء نور الشريعة [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد .. الغفلة عن الله لا تكون من الإنسان العاصي وإنما تشمل في مضمونها الإنسان غير العاصي الذي يعتقد أنه إذا ما أدى الفروض التي فرضت عليه من صلاة وصيام وزكاة.. وباقي الفروض فقد برأ وأدى ما عليه من أعمال تجاه الله وذلك حسب اعتقاده. هذا الاعتقاد خاطئ لأن الإسلام دين شامل كامل، نظم كل أحوال المسلم، فيجعله في حالة عمل وعلم دائمة، فإذا قضيت الصلاة انشغل بأمر آخر ينتقل فيه إلى مرحلة أخرى، ما بين عمل وطاعة، ما بين أمر من أمور الدنيا يبتغي به مرضاة الله، وآخر، فوقت المسلم ما بين العبادة والطاعة، إلا أن الإنسان غالباً ما يفتن بحب الدنيا، ويركن إليها كأنه مخلد فيها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر: 5] وهكذا يفتن بالدنيا ويصبح من الغافلين. ولكن تبعات الإيمان وعبء حمل الأمانة كبير ناءت به السماوات والجبال والأرضين، وقد تضمنت تلك التبعات مجموعة من التكاليف والفروض منها ما يتعلق بعلاقتنا مع الله ومنها ما يتعلق بعلاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين، فهناك حقوق وواجبات، ولا يكفي فقط أن تُسلم لكي تنجو بنفسك، فالنجاة لك وللآخرين، فهذا الدين بُعث رحمة للعاملين، رحمه عامة لكل بني الإنسان. فالمسلم في كل تعاملاته داعية إلى الله عز وجل، ولا ينبغي أن يغفل عن هذا، فهناك واجب عليه نحو الآخرين، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] فعبء الدعوة يتحمله أنا وأنت، وكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فإذا قصرنا عن واجب التبليغ، لا بد لنا أن نعلم أننا في غفلة من الله، وعن محاسبة أنفسنا على هذا التقصير. إن الدعوة أمانة، ومسؤولية تتطلب منا اليقظة الدائمة، وهو ما كان يفعله الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وبها انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبها أضاء شموعه في كل أرض حل بها بعد ظلام الشرك وعبودية غير الله. والداعية صاحب مشروع هدفه غرس بذور الإيمان في قلوب الغير، وهذا المشروع يؤتي ثماره وخيره للإنس والجن، للأخضر واليابس، فينبغي عليه استثمار وقته وجهده ولا يضيعها في غفلة عن الله، يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء، ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي" حقيق بنا أن ندرك أن الزاد قليل والسفر طويل، لذا ينبغي الاجتهاد قدر ما استطعنا، والبعد عن الغفلة والأسباب المؤدية لها، ويكفينا في هذا حديث الحبيب محمد فقد ورد عن أبي ذر قال: قال رسول الله : «إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئطَّ، ما فيها موضعُ أربع أصابع إلا وملك واضعٌ جبهته ساجداً لله، ولله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، لوددت أني كنت شجرةً تُعضد» كذلك ينبغي علينا التأسي بمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، فقد كانوا لا يفترون، ولا تخمد عزيمتهم معها بلغت الصعاب والمشاق، ومهما واجهوا من متاعب فالله عز وجل خاطب الرسول وهو القدوة الحسنة لنا، قائلاً: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 90] وأخيراً يجب علينا أن نذكر أنفسنا بحديث الرسول الذي يقول فيه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «...لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها» ويبقى السؤال الذي نحن في غفلة عنه، هل نريد خير الدنيا والآخرة...؟ أكيد كل منا إجابته ستكون بنعم.. أليست الهداية إلى دين الله هي خير ما يجمع الإنسان في دنياه فتكون ذخراً له في آخرته. اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان، ولا تجعلنا من الغافلين.. آمين [/center] [/b]
-
[b] [center] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد .. قال تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ). قال الفضيل بن عياض ــ رحمه الله ــ في تفسير قوله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزير الغفور ) هو أخلصه وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ، ما أخلصه وأصوبه ؟ فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يًقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً .. ثم قرأ قوله تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ). الإخلاص ــ أيها الأحبة ــ هو مسك القلب ، وماء حياته ، ومدار الفلاح كله عليه . إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ــ كما قال ابن القيم ــ رحمه الله . ولهذا سيأتي أقوام يوم القيامة بأعمال كالجبال لكنها لا تنفعهم لأنها فقدت أهم شروط قبولها .. الإخلاص : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) الأسباب المعينة على تحقيق الإخلاص ومنها : إخفاء العمل ، فكلما كان العمل بين العبد وبين ربه كان ذلك أقرب إلى الإخلاص ، ولهذا وجدنا كثيراً من السلف يخفون أعمالهم عن الخلق مخافة الرياء وما أحلى قول نبينا ــ ــ في السبعة الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :" ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " ومنها : الإكثار من دعاء الله أن يرزق العبد الإخلاص ، وأن يعيده من الرياء ، ومن أجمع الأدعية في ذلك : "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه ، وأستغفرك لما لا أعلمه ". وكان عمر يسأل ربه الإخلاص فيقول : اللهم اجعل عملنا كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد من خلقك فيه شيئاً . من فضائل الإخلاص : للإخلاص فضائل عظيمة وآثار جليلة ، منها : 1- تعظيم العمل ، وتكثير الثواب : فقد يكون العمل في ذاته يسيراً أو صغيراً لكن يعظم أجره بالنية الصالحة، قال الله عز وجل : ( والله يضاعف لمن يشاء ) 2- حفظ القلب من الحقد : قال النبي ــ ــ : " ... ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب امرئٍ مؤمن(أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق) : إخلاص العمل لله ، والمناصحة لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم " ... 3- حفظ الأمة وتحقيق النصر : قال رسول الله : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ، بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم " . 4- حفظ العبد من الآفات المهلكة : قال الله عز وجل ... كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) 5- النجاة من الشدائد : ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم الغار أنهم توسلوا إلى الله بصالح أعمالهم التي فعلوها ابتغاء وجه الله ، ففرَّج الله عنهم. 6- الحفظ من تسلط الشيطان : قال الله سبحانه وتعالى حاكياً عن إبليس : ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين ) 7- رفعة الدرجات : قال :" إنك لن تُخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة " . 8- الفوز بالجنة : قال : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة " . أخيراً اعلم أيها الأخ الحبيب أن تحقيق الإخلاص عزيز ، لذا فإنه يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه ، وبعده،حتى يكون عمل العبد لله.فالمخلصون _كما ذكر ابن القيم- :"أعمالُهم كلُّها لله، وأقوالُهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعُهم لله، وحبُّهم لله، وبُغضُهم لله؛ فمعاملتُهم ظاهراً وباطناً لوجهِ الله وحدَه لا يريدون بذلك من الناسِ جزاءً ولا شكوراً، ولا ابتغاءَ الجاهِ عندَهم، ولا طلبَ المحمدةِ والمنزلة في قلوبِهم، ولا هرباً من ذمِّهم. بل قد عَدُّوا الناسَ بمنزلةِ أصحابِ القبورِ؛ لا يملكون لهم ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً. فالعملُ لأجلِ الناسِ وابتغاء الجاهِ والمنزلة عندهم ورجائهم للضرِّ والنفعِ منهم لا يكون من عارِفٍ بهم البتة؛ بل من جاهلٍ بشأنِهم وجاهلٍ بربِّه؛ فمن عرفَ الناسَ أنزلَهم مَنازلَهم، ومن عَرفَ اللهَ أخلصَ له أعمالَه وأقوالَه وعطاءَه ومنعَه وحُبَّه وبُغضَه". نسأل الله الكريم بمنه أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والفعل والترك ، وأن يجنبنا الرياء والعجب . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . [/center] [/b]
-
[b] [center] الإسراف في استهلاك الماء والكهرباء الإسراف في استهلاك المياه والكهرباء ظاهرة كثر الحديث عنها، وتتمثل في الكثير من التصرفات التي يقوم بها البعض غير واعٍ بمخاطرها ومضارها على المجتمع غالباً، في حين لا يبالي البعض الآخر بهذه العواقب ما دامت المياه متوفرة والكهرباء مجانية أو بأسعار رمزية. وقد نهى رسول الله - - عن الإسراف في استعمال الماء حتى ولو كان من أجل الوضوء، فقد روي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - - مر بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال (ما هذا الإسراف؟)، فقال: أفي الوضوء إسراف؟، قال (نعم وان كنت على نهر جار). ان الماء ثروة كبيرة لا يعرف قدرها إلا من فقدها فتصوّروا لو انقطع الماء لا سمح الله ماذا يكون مصيرنا؟,, أترك الاجابة لكم.في النهاية أقول وبالمختصر المفيد لا تسرفوا في الماء,, فالماء أمانة . [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21] أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة بينما كنت مهموما أتابع أخبار المسلمين وما أصابهم من مصائب، خاطبتني نفسي قائلة: يا هذا، أنت من يؤخر النصر عن هذه الأمة، بل وأنت سبب رئيس في كل البلاء الذي نحن فيه ! قلت لها: أيا نفسي كيف ذاك وأنا عبد ضعيف لا أملك سلطة ولا قوة، لو أمرت المسلمين ما ائتمروا ولو نصحتم ما انتصحوا .. فقاطعتني مسرعة، إنها ذنوبك ومعاصيك التي ملّ وكلّ ملك الشمال في تدوينها، إنها معاصيك التي بارزت بها الله ليل نهار .. إنه زهدك عن الواجبات وحرصك على المحرمات .. قلت لها: وماذا فعلت أنا حتى تلقين عليّ اللوم في تأخير النصر .. قالت: يا عبدالله والله لو جلست أعد لك ما تفعل الآن لمضى وقت طويل، فهل أنت ممن يصلون الفجر في جماعة؟ قلت: نعم أحيانا، ويفوتني في بعض المرات .. قالت مقاطعة: هذا هو التناقض بعينه، كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا، في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد القهار ..كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وضيّع السنن الراتبة، ولم يقرأ ورده من القرآن، ونسي أذكار الصباح والمساء، ولم يتحصّن بغض البصر، ولم يكن بارّا بوالديه، ولا واصلا لرحمه ؟ واستطردت: كيف تطلب تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت نفسك لم تحكمها في نفسك وبين أهل بيتك، فلم تتق الله فيهم، ولم تدعهم إلى الهدى، ولم تحرص على إطعامهم من حلال، وكنت من الذين قال الله فيهم: "وتحبون المال حباً جماً"، فكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد .. قلت لها مقاطعا: ومال هذا وتأخير النصر؟ أيتأخر النصر في الأمة كلها بسبب واحد في المليار ؟ قالت: آه ثم آه ثم آه، فقد استنسخت الدنيا مئات الملايين من أمثالك إلا من رحم الله.. كلهم ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأن بالأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء .. أما علمت يا عبدالله أن الصحابة إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن بالجيش من أذنب ذنبا .. فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها .. ألا ترى ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها ؟ بدأت قطرات الدمع تنساب على وجهي، فلم أكن أتصوّر ولو ليوم واحد وأنا ذاك الرجل الذي أحببت الله ورسوله وأحبببت الإسلام وأهله، قد أكون سببا من أسباب هزيمة المسلمين .. أنني قد أكون شريكا في أنهار الدماء المسلمة البريئة المنهمرة في كثير من بقاع الأرض .. لقد كان من السهل عليّ إلقاء اللوم، على حاكم وأمير، وعلى مسؤول ووزير، لكنني لم أفكر في عيبي وخطأي أولا .. ولم أتدبّر قول الله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فقلت لنفسي: الحمد لله الذي جعل لي نفسا لوّامة، يقسم الله بمثلها في القرآن إلى يوم القيامة .. فبماذا تنصحين ؟ فقالت: ابدأ بنفسك، قم بالفروض فصل الصلوات الخمس في أوقاتها وادفع الزكاة وإياك وعقوق الوالدين، تحبّب إلى الله بالسنن، لا تترك فرصة تتقرّب فيها إلى الله ولو كانت صغيرة إلا وفعلتها، وتذكر أن تبسّمك في أخيك صدقة، لا تدع إلى شيء وتأت بخلافه فلا تطالب بتطبيع الشريعة إلا إذا كنت مثالا حيا على تطبيقها في بيتك وعملك، ولا تطالب برفع راية الجهاد وأنت الذي فشل في جهاد نفسه، ولا تلق اللوم على الآخرين تهرّبا من المسؤولية، بل أصلح نفسك وسينصلح حال غيرك، كن قدوة في كل مكان تذهب فيه .. إذا كنت تمضي وقتك ناقدا عيوب الناس، فتوقّف جزاك الله خيرا فالنقّاد كثر وابدأ بإصلاح نفسك .. وبعدها اسأل الله بصدق أن يؤتيك النصر أنت ومن معك، وكل من سار على نهجك، فتكون ممن قال الله فيهم: { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم } .. واعلم أن كل معصية تعصي الله بها وكل طاعة تفرّط فيها هي دليل إدانة ضدّك في محكمة دماء المسلمين الأبرياء .. فرفعت رأسي مستغفرا الله على ما كان مني ومسحت الدمع من على وجهي .. وقلت يا رب .. إنها التوبة إليك .. لقد تبت إليك .. ولنفتح صفحة حياة جديدة .. بدأتها بركعتين في جوف الليل .. أسأل الله أن يديم عليّ نعمتهما .. ملاحظة ورجاء: أرجو أن يشارك قارئ المقالة بتعليق ليخبرنا هل هو فعلا يعاني مما عانيت منه؟ وهل سيعمل على اتباع العلاج الذي وصف؟ وهل يقترح علاجا آخر؟ [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد .. · الصبر جواد لا يكبو .. وصارما لا ينبو .. وجندا لا يهزم .. وحصنا لا يهدم . · قال شيح الإسلام ابن تيمية : إنما تنال الإمامة بالصبر واليقين. · قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه : أفضل عيش أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما. · قال علي بن أبي طالب : الصبر مطية لا تكبو. · وقال الحسن : الصبر كنز من كنز الجنة ، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده. · قال ابن القيم : الإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة التحق بالملائكة .. وإذا غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين. · الصبر على ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن معصية الله ، وصبر على امتحان الله. · قال سليمان بن القاسم : كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ" ( الزمر آية 10 ) . قال ابن القيم : الصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على أقداره ، فإن الصبر فيها صبر اختيار ومحبة ، والصبر على أحكامه الكونية صبر ضرورة . · قال ابن تيمية : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه. · قال مغيرة : ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد . · وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم · كان الإمام أحمد يئن في مرضه ، فلما أخبروه أن طاووساً يقول : إنّ أنين المريض شكوى ، ما أنّ حتى مات ... رحمة الله عليه من صابر. · أصيب مطرف بن عبدالله في ابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا ثم قال : إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة . · وهذه زوجة فتح الموصلي انقطعت إصبعها فضحكت فقال لها بعض من معها : أتضحكين . وقد انقطع إصبعك ؟ فقالت : حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها. · عن يونس بن يزيد : سألت ربيعة بن أبي عبدالرحمن ما منتهى الصبر؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه. وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى " فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا" ( سورة المعارج آية 5 ) : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو. · ملكت دموع العين حتى رددتها إلى ناظري فالعين في القلب تدمع · قال ابن عباس : ما قام أحد بدين الله كله إلا إبراهيم –عليه السلام - قدّم بدنه للنيران .. وطعامه للضيفان .. وولده للقربان. · وأخيرا .. فالله قد بشّر الصابرين بثلاث بشارات في قوله تعالى :" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " ( سورة البقرة من آيه 55 - إلى آية 57 ) [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=25]لمثل هذا فليعمل العاملون إن عقد مقارنة بين حياة مصيرها الزوال وبين حياة أخرى دائمة لا تنتهي هي مقارنة لا تستقم، لأن المقارنات غالباً ما تكون بين شيئين قائمين بذاتهما، فإن الدنيا في الآخرة لن تكون أكثر من أثر بعد عين وصور لا حياة فيها، ولأن المنقضي كالمعدوم فإن نسبة الدنيا إلى الآخرة كلا شئ إلى ما لا نهاية مصداقاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم [b]"ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم، فأدخل إصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا"(رواه الحاكم وصححه الألباني)وكما قال أيضاً : "ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط وغُمس في البحر من مائه"(رواه أحمد وصححه الألباني) لذا فإن تفضيل الدنيا وإهمال العمل للآخرة هو الدليل العملي على عدم الإيمان أو الشك في يوم القيامة، وهو دأب الكفار والمنافقين الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه العزيز فقال عنهم : )ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين% أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون(النحل 107-108. وعلى العكس من ذلك، فإن المؤمنين الصادقين استشعروا الفرق بين نعيمي الدنيا والآخرة وعلموا أن نعيم الدنيا مهما كبر وعظم، فإنه سينسي تماماً يوم القيامة وفقاً لما رويُ عن رسول الله "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة – غمسة – ثم يقال له : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول : لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟، فيقول : لا والله يارب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط"(رواه أحمد ومسلم والنسائي). وصدق الشاعر إذ يقول : [center]هب الدنيا تساق إليك عفـواً....أليس مصير ذاك إلى انتقال وما الدنيا إلا كظل أتاك حيناً....ثــم ســـار إلى زوال [/center] وأما نعيم الآخرة فهو دائم متجدد مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى : )قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاءاً ومصيراً% لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعداً مسئولا(. الفرقان 15-16 فسعة ملك أهل الجنة عظيم جداً ويكفي لتقريب ذلك إلى الأذهان، فإن أدنى أهل الجنة منزلة يعطى فيها أكثر من عشر أضعاف الدنيا وما فيها منذ خلق الله عز وجل آدم إلى قيام الساعة. ويتمتع أهل الجنة بالصحة والقوة والشباب الدائم ولا يتعرضوا للمرض أو الوهن الناتج عن كبر السن كما في الدنيا، ورزقهم فيها بكرة وعشياً خالصاً من الشوائب، وأجسامهم لا يخرج منها إلا رشح كرشح المسك مصداقاً لقول رسول الله : "ينادي مناد لأهل الجنة أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً"(رواه مسلم وأحمد وصححه الألباني) ويطهر الله تعالى نفوس أهل الجنة من الغل والحسد الذي سبق أن عاصروه في حياتهم الدنيا، وحل مكان ذلك الفرحة والغبطة والسرور، بما أسبغ الله عليهم من نعيم مصداقاً لقوله تعالى : )ونزعنا ما في صدروهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون(. الأعراف 43 ومصداقاً لقوله تعالى : )وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور % الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب( فاطر 34-35 وجو الجنة يتميز بالصفاء الذي ليس فيه شمس حارقة، ولا رياح عاتية، فهي نور يتلألأ وريحانة تهتز ونهر مطرد، مصداقاً لقوله تعالى : )وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا % متكئين فيها على الأرايك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً(الإنسان 12-13 وإن الله تبارك وتعالى يحقق لأهل الجنة كل ما تشتهيه أنفسهم بمجرد إرادتهم فيما يشتهونه، وبذلك فإنهم لن يندموا على شيئ مادي فاتهم في حياتهم الدنيوية، فإن الله عز وجل تكفل بتحقيق أفضل مما كانوا يتمنونه في الدنيا بأضعاف كثيرة مصداقاً لقوله تعالى : )لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون%لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون(الأنبياء 102-103. ومصداقا لمارواه الإمام أحمد عن العرباض رضي الله عنه قال،قال رسول الله :"لو تعلمون ماأدخر لكم،ماحزنتم على مازوي عنكم" والأهم مما سبق وفوق كل ما تقدم، فإن الله تبارك وتعالى يكافئ أهل الجنة أكبر مكافأة فيحل عليهم رضوانه، ويتفضل عليهم بتحيته ورحمته، ويتوج ذلك بتجليه عليهم بين حين وآخر، فينظرون إليه ويكون ذلك أكبر وأعظم نعمة يُعطونها، ويخلدون في هذا إلى أبد الآبدين، فهل من مشمر لطاعة الله لنيل هذا الفضل العظيم الذي هو أقرب إلينا من شراك نعالنا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [/size] [/center] [/b][/b]
-
-
[b] [center] [size=25]بـهِ ../ يهون كُل أمرٍ ( عسيـر ) .![/size] [size=25] كلما أحسست بأن الدنيا ضاقت عليك .. وهموم الحياة أرهقتك وكبلتك ! هناك ( كنـز ) لا يقدر بأي الأثمان .! غفلنا عنه .. وتناسيناه !! وكأننا لا ندري بأنه حل لجميع مشاكلنا وهمومنا ! إنه ( كتاب اللـه الكريم ) فيه الشفاء والسعاده في الدنيا .. أما في الأخره فهو شفيعنا فمن كرم الله بنا أنه جعل الحرف بحسنه والحسنه بعشر أمثالها ألى سبعمائة ضعف بأذن الله_ فلماذا نهجره ؟! لنحذرمن ضياع وقتنا من غير أن نتلو وجه واحد لماذا لا نخصص وقت نتلو فيه القرآن بصوت شجي وقلب حاضر .! فلولا القرآن لتعكرت حياتنا وعشنا هما وغما ولامفر منهما فالقرآن أنيسك إذا فقدت الخلان والدواء إذا كابدتك الآلام , ألا نتذكر الموت وسكراته ! والقبر وظلماته ! .. والحساب وتبعاته ألا نريد الجنة والنعيم .! والفرح المقيم ! لا نعلم كم بقي لنا من العمر .. سنه .. / سنتان .! أم انها دقائق محدوده .. وثواني معدوده .! .. القرآن الكريم هو : كلام الله العظيم وصراطه المستقيم ، وهو أساس رسالة التوحيد ، وحجة الرسول الدامغة وآيته الكبرى وهو منهل الحكمة والهداية ، والرحمة المسداة للناس ، والنور المبين للأمة ، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك , قال الله عز وجل : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وقال : (فضل كلام الله سبحانه وتعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه ) , وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي : (إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ، ولا يعوج فيقوّم , ولايزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد ، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكلِّ حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ) وقد أثنى الله عز وجل على التالين لكتاب الله فقال : { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرّاً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم } وفضل حفظه وترتيله لا يقدر بثمن .. يقول رسول الله - - : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " لأن عمارة القلوب بالإيمان وقراءة القرآن وزينة الباطن بالاعتقادات الحقة والتفكر في نعماء الله تعالى فضـل حآفظ القرآن : - التأسي بالنبي : فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه ، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه. - حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً . قال صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) - حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... ) -الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ... ). - حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) -حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام. - حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين). - حافظ القرآن يقدم في قبره، كان النبي كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول : (أيهما أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإن أُشير إلى أحدهما قدّمه في اللحد) - وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب. - في حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ) . - حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري - : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ} علميــاً : ثبت أن تلاوة القرآن الكريم وترتيله والاستماع إلى آياته والإنصات لها .. يعزز القوى العقلية ، وأن الترددات العقلية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم يجعل العقل يصدر سلسلة من الترددات والطاقات تعرف علمياً باسم (موجات العقل) فهو غذاء للعقل والروح فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟ اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا , ونور صدورنا , وذهاب همومنا وغمومنا اللهم اجعله شفيعنا يوم تقوم الساعه . [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=21][b]ما أنزل الله من داء إلا وله شفاء[/size] [size=21]قال عليه الصلاة والسلام: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل). فما من شيء من الأمراض إلا وقد خلق له الله سبحانه وتعالى ما يضاده، وبلا شك أن هذا المفهوم الذي يؤخذ من هذا الحديث يؤكد فكرة النوعية، وتخصيص العلاجات للأمراض المختلفة، أي: أن هناك أنواعاً من التخصصات في علاج الأمراض، فليست كل الأمراض تعالج بنفس الطريقة كما يفعل بعض المعالجين الشعبيين، حيث أنهم يعطون نفس المادة لعدة حالات مرضية، ويتبعون نفس الطريقة في علاج جميع الحالات، وهذا تعميم خاطئ دحضه الرسول صلى الله عليه وسلم بحديثه، حيث بين أن (لكل داء دواء)، يعني: مختص بدفعه. وأيضاً: لما قيل للرسول : (أرأيت رقىً نسترقي بها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال : هي من قدر الله)، فهذا يؤكد أن تقدير وقوع المرض والبلاء في نفس الإنسان أو جسمه ينبغي أن يواجه بأسباب هي أيضاً من قدر الله، فالمرض يقع بقضاء وقدر، وكذلك نحن نحارب القدر بالقدر، فندفع قضاء المرض بقضاء التداوي والعلاج المناسب المختص بهذا الدواء. ولا نقاش أيضاً في لزوم الأخذ بالأسباب العادية المتاحة والأسباب الشرعية لمواجهة هذه الآفات، وهذا لا يقدح في التوكل، بل هو من التوكل، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل). ولا شك أن قول النبي : (لكل داء دواء) فيه تقوية لنفس المريض قبل الطبيب، وفيه حث على الاجتهاد في محاولة اكتشاف أدواء الأمراض، فما من مرض إلا وله دواء إلا الشيخوخة والهرم كما بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى الأمراض التي عجز الطب إلى الآن عن اكتشاف دواء حاسم لها كالسرطان والإيدز وغير ذلك، فنحن نوقن قطعاً أن لها دواء، ومن الخطأ أن نقول: ليس لها دواء؛ لأنه ما من داء إلا أنزل الله له دواء، لكننا لما نعلمه بعد، فمن اجتهد ويسر له الأمر فإنه يصل إلى علاج هذه الأمراض. ولا شك أن المريض إذا تعلق بهذا الأمل الذي ورد على لسان الرسول فإنه يقوي نفسه، وكذلك الطبيب يجتهد في إصابة هذا الدواء والتفتيش عنه. ...... مسئولية الطبيب في المحافظة على النفس البشرية ابتداء: ننبه إلى أمر هام جداً وهو: أن المحافظة على النفس من المقاصد العليا والأساسية للشريعة الإسلامية، فحفظ صحة الناس ونفوسهم ليس متروكاً للعبث، والشريعة لا يمكن أبداً أن تفتح الباب لكل من هب ودب أن يعبث بنفوس الناس وبجوارحهم وبأعضائهم بمثل هذه الصورة التي تحصل اليوم. والنبي أمرنا بتحري الحاذق من الأطباء، فقد ذكر مالك في موطئه عن زيد بن أسلم : (أن رجلاً في زمان النبي أصابه جرح، فاحتقن الجرح الدم، وإن الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه، فزعما أن رسول الله قال لهما: أيكما أطب؟ -أي: أيكما أتقن للطب؟- فقال: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فقال: أنزل الدواء الذي أنزل الداء). وروي عن عمرو بن دينار عن هلال بن يساف قال: (دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مريض يعوده، فقال: أرسلوا إلى طبيب، فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟! قال: نعم، إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء). فاطمئنوا ولا داعي لهذا الشعور الخفي الذي يجده كثير من الناس من التشكك في الطب، وفقد الثقة فيه، والنظر إليه نظرة احتقار وازدراء؛ فإن اللجوء إلى الطبيب في مجال تخصصه يعتبر من الأسباب العادية التي قد طولبنا بالأخذ بها إذا ألم بنا مرض أو داء. ليس هذا فحسب! بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شدد في عقوبة من يتولى علاج الناس وليس له خبرة وعلم كافٍ، فلابد أن يأمن إيقاع الضرر بالآخرين نتيجة الأخطاء المهنية، بل إنه صلى الله عليه وآله وسلم حمل هذا المتطبب دية الخطأ، كما جاء في قول النبي : (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن)، أي: فهو مسئول، ويعتبر جانياً إذا أتلف شيئاً من أعضاء المريض، ويؤاخذ به شرعاً. إذا كنا نحن الآن وقبل الآن ننكر على الذين يعذبون الناس، كما أخبر النبي عنهم أنهم يغدون في سخط الله ويروحون في غضب الله، فقال عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس)، فإن كان هؤلاء من أهل النار، فما بالنا نتساهل مع أناس يمارسون أقبح أنواع الجنايات تحت اسم العلاج بالقرآن؟! وكأن كلمة (القرآن) ترس يتترسون خلفه، وحصن يتحصنون به ليستبيحوا إراقة دماء الناس وقتلهم جهلاً وظلماً وعدواناً. إذا كنا ننكر على هؤلاء الذين يعذبون الناس فما بالنا نضفي الشرعية على هذه الأفعال؟! بل هذه الجرائم وهذه الجنايات التي ترتكب باسم العلاج بالقرآن؟! وهل التستر وراء القرآن يشفع لهؤلاء الذين يرتكبون نفس الجريمة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن). ...... أهمية التثبت من المرض قبل العلاج يجب أن نبين أن الظهور العلمي، والاكتشافات المذهلة في مجال الطب والعلاج، والتقدم العجيب الذي حصل فعلاً في مجال الأمراض النفسية قد اغتر به كثير ممن تربوا على طب وثقافة الغرب، وانبهروا به انبهاراً كلياً، حتى إنهم اعتقدوا أن كل شيء في هذا الوجود قد أصبح لهم واضحاً، وأن ما كان يعتقده الأولون في الماضي من حالات تلبس الجن أصبحت الآن مفهومة من خلال عملية اللاشعور التي تقوم بوظيفة دفاعية من أجل مصلحة توازن المريض. وأكثر الحالات إثارة للجدل هي حالات الهستيريا، وهي الحالات المسئولة عن هذا التشوش، فحالات الهستيريا هي نفس الحالات التي استغلها هؤلاء المعالجون الشعبيون لإثبات صحة عملهم وفاعليته، وهذه الحالات تصيب الشخصيات غير الناضجة انفعالياً، والقابلة للإيحاء في نفس الوقت، وعند عدم قدرة الطالب أو عدم رغبته مثلاً في إكمال دراسته، أو عدم تكيف زوجة في زواجها، أو نحو ذلك من الضغوط؛ فإنه يحدث نوع من الانشقاق في مستوى الوعي، فتحدث حالات الإغماء أو الصرع الهستيري، أو يتصرف الشخص بالفعل كأنه شخص آخر، ليعبر عما لم يستطع التعبير عنه في حالاته العادية، وأحياناً يغير صوته، والأطباء يعرفون هذا جيداً، كأن يكون المريض مثقفاً، وكان قد قرأ، الذبحة الصدرية، أو يعرفها، فيستولي عليه الوهم حتى أنه ليأتي بكل أعراض الذبحة وما به من ذبحة، أو يأتي بأعراض الشلل وما به من شلل، كما حصل في أول حالة هستيريا عولجت، وقد حدثت هذه الحالة في زمان الإغريق، حيث شعر شاب بأنه مشلول، وأتي به إلى المعبد كي يتعالج من الشلل التام الذي ألم به، فقام أحد رهبانهم ومضلليهم واختطف حقيبة الشاب من يده بسرعة وولى هارباً، فما كان من هذا المريض الذي كان يدعي الشلل إلا أن لحق الراهب بسرعة وبدون شعور! فأكثر حالات الهستيريا هي من حالات الالتباس التي أثرت على هؤلاء المعالجين، وسنوضح هذا الأمر إن شاء الله تعالى بالتفصيل. والشخص المعالج قد يفعل أشياء تؤكد هذا الإيحاء الذاتي الموجود عند المريض بسلوكياته، ويكون هذا المريض قد امتلأ عقله وشحن بعشرات القصص عن موضوع الجن، وسمع عدة أشرطة، وقرأ عشرات الكتب، وسمع محاضرات وأحاديث أصدقائه، ومجالس الحوار وغير ذلك، هذا إن لم يكن قد حضر حالات الجن، فهو مهيأ أصلاً لإتقان الدور تماماً، ويحفظ السيناريو -كما يقولون- من الألف إلى الياء بمنتهى الإتقان. فهؤلاء المعالجون الشعبيون يمارسون نوعاً من الإيحاءات للمريض، وقد يحدثون له نوعاً من الإيلام بالضرب إذا لزم الأمر، فيفيق من هذا الانشقاق الهروبي بسرعة، وينبهر بذلك العامة، وتزداد ثقتهم بهذا المعالج! لكن نفس هذه الأعراض ما تلبث أن تعود من جديد عند أول ضغط نفسي أو اجتماعي؛ لأن المعالج لم يبحث عن السبب الحسي، وإنما عالج العرض الموجود فقط في جو من الغموض، بل ويحدث أن يتمادى المريض في أعراضه ويصورها بعد ما رأى وسمع من إيحاءات عن تلبس الجن، وتزداد الأمور تعقيداً، وهنا يعود أهل المريض إلى المعالج الذي يبتزهم تحت وهم تأثير الجن! وقد أراد البعض منهم أن يوسع تأثيره على الناس، فسجل أشرطة تبين كيف يخرج الجن من المرضى، وانتشرت الأشرطة، وسببت فزعاً لكل من سمعها، وقد جاءوا زرافات ووحداناً! إلى هذا المعالج كي يعالجهم من تأثيرها، وكثير من الأخصائيين النفسانيين حينما سمعوا هذه الأشرطة -وهم من المسلمين المتقين الذين يؤمنون بلبس الجن- لم يشتبهوا لحظة في أن هذه حالات هستيريا، وليست في الحقيقة حالات مس شيطاني، وإنما تحدث هذه الهستيريا تحت إيحاءات هذا المعالج؛ لأن المعالج يرتكب أول خطأ عندما لا يتأكد ويتيقن من التشخيص، بل أول ما يبدأ بقراءة القرآن، ولذلك يحس هذا الشخص المريض بأنه مصروع، حتى ولو لم يكن كذلك. فالخطأ من المعالج عندما يربط بين قراءة القرآن وبين اللبس مباشرة دون تأكد، فالمريض عندما يستشعر أن المعالج يقرأ عليه القرآن الكريم، حينئذٍ يترسخ عنده نفس هذا الوهم والإيحاء بأنه مصاب بالمس. ...... حقائق تتعلق بوجود الجن نظراً لكثير من هذه الممارسات المؤسفة في هذا المجال، فقد وجدنا انشقاقاً وحيرة عند هذا المريض بين الشيخ المعالج وبين الطبيب المعالج أيضاً، الأمر الذي أدى بمعظم الأطباء إلى أن يستنكروا ما يحدث، وامتد استنكارهم وبالغوا فيه حتى أنكروا حقائق ثابتة في القرآن والسنة لا يسوغ لمسلم أبداً أن ينكرها، وجاء هذا كرد فعل لهذا التخبط الذي حصل وعانى منه الناس، فهي حقائق في الأصل، لكنها أحيطت بأخطاء هؤلاء المشعوذين، وأحيطت بمبالغات العامة وأوهامهم. الذي يجهله كثير من الناس، خاصة الذين أنفقوا عمرهم في التشبع من الثقافة الغربية المادية الملحدة: أن مس الجن أمر ثابت، وأن السحر والحسد حقيقة ثابتة، بغض النظر عن هذه المبالغات والمجازفات التي تصدر من جهلة الناس، والله تعالى يقول: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ [البقرة:275]. قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حالة صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً. وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (لما استعملني رسول الله على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ابن أبي العاص ؟! قلت: نعم يا رسول الله، قال: ما جاء بك؟ قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، قال: ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت منه، فجلست على صدور قدميه، فضرب صدري بيده) يعني: ضرب النبي صدر عثمان بيده، دون كسر عظم أو ضرب على الوجه، (وتفل في فمي، وقال: اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: الحق بعملك)، رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة. وعند الشيخين من حديث صفية رضي الله تعالى عنها أن النبي قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، ولاشك أن الطب الغربي أو الطب المادي الملحد لا يعترف بحقيقة الشيطان، ولا بالروح، ولا بالله، ولا بالقرآن، بل يتعامل مع الأمور المحسوسة، فمِن ثَم خُدع من خدع من الأطباء بأن جارى المراجع الطبية في هذه المزلقة المهلكة والخطيرة. وفي الجهة الأخرى بالغ مُدَّعو العلم بأسرار الجن في هذا الأمر، فادّعوا أن كل الأمراض هي مس من الجن أو هي تأثير سحر؛ ليستجدوا المرضى المساكين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يلتمسون الشفاء في أي مكان، وبأية طريقة، وهكذا انتشرت من جديد على أيدي هؤلاء المعالجين العرافة والكهانة بصورة جديدة، ولكن في هذه المرة تختفي وراء لحية عمامة وقميص، ووراء ادعاء العلاج بالقرآن الكريم حتى يمارسوا هذا الدجل في حماية القرآن الكريم، وكي تزداد ثقة عند عامة الناس بهم. إذاً: الصنف الأول بالغوا في استنكار ما يحدث، وفي إنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية، ولاذوا واعتصموا بمكتسبات الطب الهائلة التي هي بالفعل قد كشفت كثيراً من الغموض، واعتقد الكثيرون منهم أنهم عرفوا كل شيء حتى لم يغب شيء عن مجال البحث والتجربة الملموسة! والواقع أن الأمر بخلاف ذلك، فما زالت أسباب كثير من الأمراض النفسية في مجال النظريات التي تتغير من وقت إلى آخر، وما زالت هناك أشياء في الطب شديدة الغموض، حيث تم وصف الكثير من مظاهر الأمراض، ولكن بقيت المسببات في حاجة إلى بحث طويل. ونحن ندعو الفريقين سواء كان الأطباء المتأثرون بالمنهج الغربي، أو الغُلاة الذين غلوا في موضوع علاج الجن إلى أن يتخلى كل منهما عن موقفهما المتطرف؛ لتكون القضية واضحة وموضوعية، مع الاعتراف والالتزام والاعتقاد بما ورد من آيات وأحاديث صحيحة في هذا الشأن، دون تقليل أو تهويل. [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]لمـــــاذا لا تصلي.....؟ - هل تعلم أن الله عز وجل يأمرك بالصلاة ؟0000قال تعالى :{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } - هل تعلم أن الصلاة وصية النبي عند خروجه من الدنيا ؟000قال رسول الله صلى عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : (الصلاة ، الصلاة .وما ملكت أيمانكم ). - هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير ؟ ... قال ابن القيم الجوزية رحمه الله : (الصلاة : مجلبة للرزق . حافظة للصحة .دافعة للأذى ، طاردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر ، مغذية للروح ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة ، مبعدة من الشيطان ، مقربة من الرحمن ). - هل تعلم أن المولى تبارك وتعالى يبرأ من تارك الصلاة ؟ ... قال رسول الله صلى الله وسلم : ( لا تترك الصلاة متعمدا ، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) أي ليس له عهد ولا أمان. - هل تعلم أن النبي وصف تارك الصلاة بالكفر ؟ 000قال رسول الله : (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) - هل تعلم أن الذي لا يصلي لا يزوج وعقده على إمرأة مسلمه مصليه باطل0000 - هل تعلم أن الذي لا يصلي إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين0000 - هل تعلم كيف يعذب تارك الصلاة في قبره ؟ 000قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه - أي يشدخه - فيتدهده الحجر - أي يتدحرج - فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ، فقلت : سبحان الله ! ماهذان ؟ فقال جبريل عليه السلام (000إنه الرجل ينام عن الصلاة المكتوبه 00) - هل تعلم أن أول ما تحاسب عليه الصلاة ؟ 000قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن الصلاة ، فإن صلحت ، صلح سائر عمله ، وإن فسدت ، فسد سائر عمله ) - هل تعلم أن تارك الصلاة يحشر يوم القيامة مع فرعون ؟000قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها - أي الصلاة - كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ) - هل تعلم أن تارك الصلاة مع المجرمين في جهنم ؟ 000قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } وبعد هذا كله .. لماذا لا تصلي أنت حر فيما تختار إما طريق الرحمن أو طريق الشيطان . * ملاحظة: قم بنشر هذه النصيحة بدون ذكر صاحبها فالمقصد نشر الخير* [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [b][size=21]ولدت لأبقى يوماً ما كان السكون يملأ داخلي . . عواطفي . . وكل جزء من نفسي . . تخرجي من الجامعة والتحاقي بعمل رائع كان يزيد هذا الإحساس الجميل بداخلي يوماً بعد يوم . . كنت وسأظل أرسم حلماً كبيراً لحياتي . . هدفاً جميلاً يحركني ويشعل في أعماقي قوة هائلة تزيل دائماً ما يعلق في طريقي من آلام وأحزان . . كنت دائماً وحتى الآن أهرب من واقعي الصاخب إلى حيث الهدوء والسكينة . . إلى صلاتي . . راحتي وسعادتي . . بعض من حولي لا يلتفت إلى هذه السعادة . . لذلك هم دائماً يحسدونني على هذا الرضا والأمان الذي يتخلل أنفاسي . . ذات صباح رسمت الحلم مرة ثانية ولكنه اليوم أقوى من أن يُرسَم.. إنه يوم تعييني رئيسة القسم في المستشفى.. ارتديت ملابسي وركبت السيارة وكلمات المدير التي تثني على اتقاني وتفاني في عملي تحيك الحلم بألوان ذهبية أخرى.. كان أبي يرمقني ونحن في السيارة.. نظرات أبي لم تكن تعجبني.. ترى ما الأمر؟.. لم كل هذا التوجس والقلق في عيني أبي؟.. وأخيراً تكلم أبي.. خلود!.. تنزلين الآن وتقدمين استقالتك فوراً! نزلت هذه الكلمات عليّ كالصاعقة.. ماذا؟!.. استقالتي!.. لماذا؟ ماذا حصل؟.. ماذا هناك؟ لماذا أستقيل من عملي؟ لم يسمع أبي هذه الكلمات وهو يسبقني إلى مكتب المدير العام ليطلب منه شخصياً استقالتي.. تفاجأ المدير جداً.. خلود تطلب الاستقالة؟!.. لماذا؟ ماذا حصل؟.. نفس الكلمات أيضاً لم تلق إجابة من والدي.. واستقلت.. هذا الذي عرفته لمدة يومين.. أني استقلت فحسب.. بعد هذا الموقف العصيب شعرت بتعب شديد.. أخبرت أمي برغبتي في الذهاب إلى الطبيبة.. تغير وجه أمي.. الطبيبة؟.. لماذا؟! عادي.. أشعر بتعب شديد.. لعله بسبب ما تعرضت له من صدمة.. لم ترد عليّ أمي.. إلا أنها أصرت على الذهاب معي.. وبعد الكشف.. أخبرتني الطبيبة أني مصابة بفقر حاد في الدم.. هنا تفاجأت بسؤال أمي.. فقط فقر دم ... هل أنت متأكدة؟ نعم .. أجابت الطبيبة ... وعيني لا تكاد تفارق وجه أمي .. ترى لماذا هذا السؤال.. ولماذا كل هذا الخوف في ملامح أمي .. كما أني طوال حياتي وأنا اذهب للطبيبة وحدي .. لماذا أصرت أمي أن تذهب معي هذه المرة؟ أسئلة كثيرة أخذت تدور في رأسي دون أن أجد لها أي تفسير ... دخلت عليّ أختي في هذه الأثناء .. وفجأة وبدون أي مقدمات رمتني بكلمة كادت أن تقتلني .. (ماذا بك؟ .. كل هذا التفكير من أجله؟.. فقدته وافتقدت التنزه معه؟) هنا فقط توقفت أخيراً فقد خرج أحد من الصمت المطبق الذي يحيرني وبلا شعور مني صرخت فيها بقوة - ماذا تقولين؟ - أمرك انكشف لأبي وأمي.. وصلهم من أكثر من قريب أنك تخرجين مع أحد زملائك في عملك وعلاقتك به قوية ... لا داعي للإنكار.. أسرعت إلى أمي وأنا أكاد أسقط من هول الصدمة.. - نعم أختك قالت الحقيقة! هذا ما حصل بالطبع ... وأخر اتصال وصلني من خالتك .. تطلب مني أن أخرجك من هذا العمل حالا لهذا السبب.. دافعت عن نفسي كثيراً .. كثيراً جداً.. لكن .. هل صدقني أهلي بعد كل ذلك ... لا أدري .. وبعد هذا الموقف العصيب بكيت كثيراً .. الآن عرفت سر إصرار والدتي على الذهاب معي للمستشفى كانت تريد أن تتأكد أني لست حاملاً.. أغلقت عليّ غرفتي لأيام طويلة .. ذات ليلة كان السكون يملأ أرجاء غرفتي الهادئة ... وكعادتي أشعلت شمعة غرفتي الصامدة التي لم تحترق حتى الآن .. تنفست بهدوء .. شعرت أني افتقدت شيئاً غالياً انه أنيس حياتي .. إنها سجادة صلاتي التي من حبي لها دائما تبقى في مكانها ولا تتغير.. صليت كثيرا ودعوت الله كثيراً.. حينئذ بدأت نفس المشاعر والأحاسيس الدافئة تعود رويداً رويداً إلى نفسي تهدؤها وتسكنها.. أخذت ورقة وقلماً وبدأت أكتب.. ولدت في هذه الحياة لأبقى بإذن الله صامدة وقوية.. أبني نفسي وأسير في طريق حياتي مهما حدث .. وما زلت لن أحيد عن ذلك فلن أتوقف لأي سبب كان .. بعدها .. واجهت مواقف قوية من أهلي ترفض عودتي إلى ساحة العمل مرة أخرى .. لكني صبرت وحاولت مرارا ... وبفضل من الله نجحت .. والتحقت بعمل أروع من السابق ... اثبت فيه وجودي وكياني .. والآن وبعد مضي ما يقارب أربع سنوات على هذه الحادثة أصبحت اشغل منصب نائبة المديرة العامة في إحدى المؤسسات .. وبما أن الحقيقة لابد بإذن الله أن تظهر يوما ما فقد ذهبت إلى عملي السابق أبارك لإحدى صديقاتي زواجها.. هنا فاجأتني أنها تريد أن تخبرني بأمر هام وهو أن قريبي الذي توسط لي لأدخل إلى عملي السابق وتجاهلت اتصالاته التي لا داعي لها.. هو من أظهر هذه الإشاعة البغيضة وهو من نشرها في أوساط عائلتي.. هل أخبر أهلي..؟ سؤال سألته نفسي طوال طريق عودتي للمنزل.. - أبي..! أريد أن أخبرك شيئاً.. فرح أبي وقال.. - هاه يا خلود.. طلع الراتب؟ ضحكت بلا شعور مني.. - غداً يا أبي (إن شاء الله).. قبلت رأس أبي الذي اعتاد أن أعطيه بعض المال منذ تقاعد.. تراجعت وسكت وأنا أردد في سري.. حسبي الله ونعم الوكيل.. وكفى.. ــــ ـــــــ ــــ ـــــــ لن أيأس يا أمي .. مع حلول أذان العصر .. بدأت أمي تحزم أمتعتها للسفر.. وكنت صغيرة لم أفهم ما تفعل.. كنت أخاطبها.. - أمي أين تذهبين؟ لماذا تحملين حقائبك؟ أمي لا ترحلي.. كان عمري آنذاك ثمان سنوات.. وقبيل أذان المغرب.. أخذت أصرخ وأبكي.. أمي.. أرجوك.. لا تتركيني..! لكن أمي لم ترد.. قبلتني واحتضنتني.. ثم وضعت حقائبها في السيارة، وذهب بها أخي إلى المطار.. جلست في حديقتنا أعاني بعد أمي.. وفي ذلك الوقت.. بدأت أشعر بالمسؤولية.. أخذت أبكي.. وأفكر كيف سأعيش في هذه الحياة القاسية.. كيف سأنام وحدي بعد أن تعودت أن أنام بجانب أمي وفي حضنها الدافئ؟ نظرت إلى الشمس وهي تغرب وتختفي.. كما اختفت أمي عن عيني.. ولم أنم في تلك الليلة حتى آذان الفجر.. تذكرت أمي.. وتذكرت كلماتها.. (هيا إلى الصلاة) فالله يحب الصلاة.. عندها.. قمت وتوضأت وصليت.. ودعوت الله أن تعود أمي كما عادت الشمس وأشرقت.. أريد أن أنام.. ولكن لم أستطع.. لم أتعود النوم وحدي.. وما زلت أدعو الله أن تعود أمي.. وأملي بالله كبير.. حاولت النوم مرة أخرى لكن لم أستطع.. وبقيت يقظة حتى موعد الذهاب إلى المدرسة.. قمت وجهزت نفسي.. كان أول يوم أجهز فيه نفسي بمفردي.. كان البرد قارساً.. أخذت معطفي، ولبست حذائي.. ومشطت شعري.. ثم نهض أبي من نومه ليذهب بي إلى المدرسة.. لاحظت زميلاتي حزني.. فأين تلك الطالبة المجتهدة التي كانت تملأ حياتها حباً ونشاطاً وحيوية؟؟ أقبلت زميلاتي عليَّ ليسألنني .. ما بك يا (جيهان)؟ .. لم أجب.. ثم قلت.. مجرد إرهاق بسيط.. فقلن لي.. تعالي والعبي معنا، فقلت لا.. فأنا متعبة.. لاحظت صديقتي المخلصة أنني أكذب ولأول مرة.. فقالت: - ما بك يا (جيهان)؟ أنت لست متعبة.. أجيبي بصراحة .. وجهك شاحب وعيناك حمراوان، ثم ما هذا الذي ترتدينه؟ فالبرد قارس وعادة ما تلبسك أمك ما يدفئك... فعاودت البكاء ثانية، فقالت: ألم أقل لك أنك تحملين هماً بداخلك.. ماذا يحزنك؟ حكيت لها الحكاية.. وخففت من همي وحزني.. ثم قالت لي.. لا داعي للبكاء فلن يفيدك في شيء.. وأخذت تشغلني لأنسى الأمر.. ولكن من الصعب ذلك.. عدت للبيت.. دخلت المطبخ أبحث عن أمي.. أتخيلها وهي تجهز طعامي.. واستمرت حياتي على هذا الحال.. وعانيت بعدها سنيناً وأياماً.. خلالها تدني مستواي الدراسي عن السابق ولكن ليس تماماً فقد كانت أمي مهتمة بي كثيراً خاصة وأني أصغر إخوتي.. بعد ذلك.. تزوجت أختاي.. وعشت بعدهم وحيدة في المنزل مع أبي.. وحيدة أصبحت.. فلا أجد من أشكو إليه همي أو أتحدث إليه.. لكني إلى الآن لم أفقد الأمل ولله الحمد فما زلت أدعو الله أن تعود أمي وتعود الحياة جميلة.. فأعود للفرح.. أعود الطفلة التي كانت تملأ البيت سعادة بصراخها ولعبها.. أريد أن أذكر كلمة (أمي) مرة أخرى.. (أمي) أنا جــائعــة! أمي لدينا حفل في المدرسة.. (أمي) ما أجمل هذه الكلمة التي تتمتع بها كل فتاة في مثل عمري.. وما زلت أدعو الله من كل قلبي وبكل الشوق أن تعود أمي إليَّ.. وأملي بالله كبير.. جيهان 13 سنة **[/size] [/center] [/b]