اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

أمجد1

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    1525
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو أمجد1

  1. [b] [center] [size=25]قرب قيام الساعة وبغتتها في القرآن الكريم [size=25]لقد تعددت الآيات الدالة على قرب قيام الساعة في القرآن الكريم إلى الدرجة التي لا تكاد معها تخلو سورة من السور من ذكر الآخرة، وما فيها من النعيم والعذاب، وذلك ليذكر المولى عز وجل عباده بهذا اليوم،وألا ينجروا إلى خدعة الشيطان لغواية بني آدم والتي تبدأ بمحاولة التشكيك في خالق الكون سبحانه وتعالى، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال [b]"يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول : من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته". (متفق عليه) فإذا فشل في إقناع بني آدم بأن الكون لا خالق له لجأ إلى الإيهام بأن الله عز وجل خلق الكون ثم تركه يدير نفسه بنفسه وأنه جل شأنه ترك العباد يفعلون ما يريدون، وليس عليهم حساب ولا عقاب جاء ذلك في قوله تعالى: )ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين%وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كلشيئ حفيظ (سبأ 20-21 فإذا فشل الشيطان في إقناع الإنسان بعدم حدوث الآخرة، لجأ إلى التسويف والإيهام بعدم حدوثها في القريب العاجل، وأغراه بالدنيا، وطول البقاء فيها كما جاء ذلك في قوله تبارك وتعالى : ) ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا(النساء 119 قال المفسرون أي لأصرفنهم عن طريق الهدى وأعدهم الأماني الكاذبة وألقي في قلوبهم طول الحياة(صفوة التفاسير) وصدق الشاعر في التحذير من الغفلة وإتباع أوهام الشيطان حين قال : [/size] كلنا يأمل مداً في الأجـل ....والمنايا هــن آفات الأمل لا تغرنك أباطيل المنـي....وإلزم القصد ودع عنك العلل إنما الدنيا كظل زائــل....حل فيه راكب تــم ارتحل [size=25]وفيما يلي سنورد من الآيات ما يؤكد قرب الآخرة إلى البشر المعنيون بالحذر منها والاستعداد لها : : ) ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين (يونس 45 و :)يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يوميذ زرقا % يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا% نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما(طه 102-104 و :) قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين% قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فسئل العادين % قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون(المؤمنون 112-114 قال الماوردي في تفسيره :إنه سؤال لهم عن مدة لبثهم في القبور، وهي حالة لا يعلمون بها، فأجابوا بقصرها لهجوم العذاب عليهم، وليس بكذب منهم لأنه إخبار عما كان عندهم. وقال القرطبي عن قوله تعالى: (قال كم لبثتم في الأرض)قيل يعني في القبور، وقرأ حمزة والكسائى أيضاً (قال إن لبثتم إلا قليلاً)أي ما لبثتم في الأرض إلا قليلاً، وذلك أن مكثهم في القبور وأن طال كان متناهيا. و :) ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون % وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون(الروم 55-56 وقد ورد في تفسير الجلالين في قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم) أي يحلف المجرمون أو الكافرون ما لبثوا في القبور غير ساعة، وقوله: (كذلك كانوا يؤفكون)أي يصرفون عن الحق، (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) من الملائكة وغيرهم (لقد لبثتم في كتاب الله) أي فيما كتبه الله في سابق علمه (إلى يوم البعث فهذا يوم البعث) الذي أنكرتموه (ولكنكم كنتم لا تعلمون) وقوعه. و : )فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون(الاحقاف 35 ذكر الماوردي في تفسيره أن السؤال عن مدة اللبث في القبور منذ وفاتهم إلى بعثهم، قال بذلك من المفسرين يحيى بن سلام والنقاش. و :)قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون(الجاثية 26 وبتدبر الآية السالفة نجد أن الله عز وجل لم يذكر الإحياء في المرة الثانية عند البعث بالرغم من ذكرها في آيات أخرى، وقال سبحانه وتعالى مباشرة (ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) وفي هذا دلالة قاطعة على قربه – يوم القيامة – بعد الموت مباشرة، وصدق من قال : من مات قامت قيامته. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر قول بعض المفسرين بتفسير آيات السؤال عن اللبث بعد الموت : بأن المقصود بها السؤال عن فترة بقائهم في الدنيا، وبفرض صحة ما قالوه لكان الشعور باللبث في القبور أقل من يوم أو بعض يوم بدليل قوله تعالي : )ألهاكم التكاثر % حتى زرتم المقابر% كلا سوف تعلمون % ثم كلا سوف تعلمون % كلا لو تعلمون علم اليقين% لترون الجحيم % ثم لترونها عين اليقين % ثم لتسئلن يوميذ عن النعيم( التكاثر 1-8 ومن يتدبر لفظة (زرتم) ولم تأت بمعني دخلتهم أو دفنتم في المقابر يجد الدلالة القاطعة على الشعور بقصر الزمن بعد الوفاة لأن الزيارة حتماً تكون أقل في الفترة الزمنية مما قبلها ومما بعدها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى: (حتى زرتم المقابر) تدل على أن الزائر لابد أن ينتقل عن مزاره فهي تنبيه على البعث بعد الموت(مجموع فتاوى ابن تيمية). وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: أنه عندما سمع أعرابي الآية الكريمة أدرك معناها بفطرته السليمة فقال : بُعث الناس ورب الكعبة فإن الزائر منصرف لا مقيم. وترجيح القول بأن السؤال عن اللبث بعد الموت مباشرة مقصود به فترة اللبث في القبور هو الأولى وذلك لما يلي : الأول :أن السؤال : (كم لبثتم)جاء عن الفترة السابقة اللاحقة للسؤال كما جاء في قصة العزير الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، وكما جاء في قصة أصحاب الكهف، فلم يكن المقصود من السؤال عن الفترة التي لبثوها قبل موته أو نومهم وتفسير القرآن بالقرآن هو أول مراتب التفسير كما هو معلوم عند أهل العلم. الثاني :أن الكفار اعترفوا بالآجال التي عاشوها في دنياهم حسب أعمارهم التي قدرها الله لهم كما جاء في قوله تعالى : )ويوم يحشرهم جـميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم (الأنعام 128. لذا فإن السؤال عن مدة لبثهم وردهم بأنها يوم أو بعض يوم أو ساعة فهو عن شعورهم بمدة لبثهم في القبور بعد الموت إلى قيام الساعة خاصة وأن السؤال عام وأن أعمار الناس في الدنيا تتفاوت فلكل أمة أجلها فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. الثالث :قد يقول قائل مادام السؤال عن فترة اللبث في القبور فلماذا لم يأت بمعنى: كم لبثتم في القبور عدد سنين؟ والجواب بان قوله تعالى : (كم لبثتم في الأرض عدد سنين) لأن كلمة الأرض أدق وأشمل من القبور حيث أن أجساد العباد تتحلل بعد الموت وتصبح جزءاً من الأرض مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى :) وقالوا أءذا ضللنا في الأرض أءنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون% قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون(. السجدة 10-11 قال المفسرون :أي إذا بلينا وتمزقنا وصارت عظامنا ولحومنا ترابا مختلطا بتراب الأرض حتى غابت فيه ولم تتميز عنه، لذا كان السؤال مناسب لغالبية الحالة التي كان عليها الناس بعد موتهم إلى يوم البعث. الرابع :هناك حقيقة لا ينكرها أحد وهي أن الخلق كانوا أمواتاً قبل أن يولدوا ثم أحياهم الله عز وجل ثم يميتهم ثم يحييهم مرة أخرى كما جاء ذلك في قوله تعالى : )كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم ييحييكم ثم إليه ترجعون(البقرة 28. واعترف المخلوقين بذلك بقولهم :) قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحيــيتــــنا اثنتين فاعترفنــــــــــــــا بذنوبنـــــــــــــا فهل إلى خروج من سبيل(غافر 11 وكما قال الشاعر : [/size] قد كنت ميتا فصرت حيا....وعن قريب تعود ميتا فابن بدار البقاء بيتـــا....ودع بـدار الفناء بيتا [size=25]فهل شعر بني آدم على مدار آلاف أو ملايين السنين التي مرت بهم قبل أن يولدوا؟ الخامس : أن الله سبحانه وتعالى سيخبر كل من يبعثه يوم القيامة بما عمل خلال حياته الدنيوية بكل دقائـقها وتفاصيلها مصداقاً لقوله تبارك وتعالى:)يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيئ شهيد(. المجادلة 6 قال المفسرون أي فيخبرهم بما عملوا في الدنيا من خير أو شر (أحصاه الله ونسوه)أي ضبطه الله وحفظه عليهم في صحائف أعمالهم، بينما هم نسوا تلك الأعمال لاعتقادهم أن لا حساب ولا جزاء (والله على كل شئ شهيد)أي وهو جل وعلا مطلع وناظر لا يغيب عنه ولا يخفي عليه شئ ومن هذا نستنتج بأنه ليس من المناسب أن يُسأل الناس بعد بعثهم عن مدة لبثهم في الدنيا وهي مسجلة في صحائف أعمالهم بكل دقائقها ولحظاتها. [/size] [/size] [/center] [/b][/b]
  2. [center] بسم الله الرحمن الرحيم ... « سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم أخي المسلم / أختي المسلمه يخبرنا رسول الله في الحديث أنه في يوم القيامة يوم العرض على الله عندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله فلا ظل ولا شجر ولا شئ يقي من حر الشمس الدانية من الرؤوس ...حينها يتنزل الله نزولاً يليق بجلاله، على عرشه، ويحمل عرشه ثمانية من الملائكة، وهو مستو على عرشه، استواء يليق بجلاله ..فإذا تنزّل، نادى بصوت يسمعه من قرُب كما يسمعه من بعد ويقول عز وجل كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (أنا الملك أين ملوك الأرض ) ويقول عز وجل كما جاء في حديث آخر (لمن الملك اليوم ؟لمن الملك اليوم ؟ )فيجيب نفسه بنفسه فيقول: (لله الواحد القهار) حديث صحيح ..في ذلك الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الله وهناك مجموعه من الناس اختصهم الله بالاستظلال بظل العرش فمن هم هؤلاء ؟؟هؤلاء هم من ذكرهم رسول الله في الحديث السابق وهم سبعة أصناف ... أولهم: إمام عادل وهو من عدل في رعيته وحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله سواء كان أمير عامة أو أمير خاصة كما يقول ابن تيمية ..حتى أن بعض أهل العلم يقول: من عدل بين طالبين فهو إمام عادل فإذا قام الأستاذ بامتحان طالبين فعدل بينهما فهو من هؤلاء السبعة ..إذن فالإمام العادل يكون في أي مكان في البيت وفي المدرسة وفي العمل .... الثاني : شاب نشأ في عبادة الله.. فلا يعرف إلا القرآن ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى ، وقد خص الشاب بالذكر لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها ..كان أيوب السختياني، في العشرين من عمره إذا خرج إلى السوق نظر الناس إلى وجهه، فتركوا بضائعهم وقاموا على أرجلهم يقولون: لا إله إلا الله، حتى يقول الحسن البصري إذا رأى أيوب السختياني: هذا سيد شباب البصرة، وإني لأظنه من أهل الجنة .كان لا يعرف إلا الله عز وجل .فكان من بيته إلى مسجده ..يقرأ الحديث على الناس فتغلبه دموعه فيغطي أنفه ويقول :ما أشد الزكام !ليظهر أنه مزكوم وكان كما يقول الإمام مالك: ما ظننت أن في أهل العراق خيراً، حتى رأيت أيوب بن أبي تيميه.. الثالث : رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.. أي كان اجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى لا لمصلحة دنيوية لا لتجارة ولا لمكسب ولا لواسطة أو منفعة ثم تفرقا عليه أي فارق أحدهما صاحبه لأي سبب كسفر أو موت وهما لا يزالان متحابان في الله ...وفي الحديث (أن رجلاً خرج من قرية إلى قرية يزور أخاً له في الله، فأرصد الله على مدرجته ملكاً من الملائكة، فلما مر الرجل قال له الملك: أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في الله . قال :هل له من نعمة عليك تربُّها ؟ قال :لا غير أني أحببته في الله . فقال : فأنا رسول الله إليك (يعني ملكاً أرسله الله ) بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) أخرجه مسلم وأحمد ولذلك جاء عنه أنه قال: (قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتجالسين فيّ ) حديث صحيح . الرابع: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.. وهذا دليل الإخلاص فذكره لله خاليا أي لا يكون عنده أحد فيكون أبعد عن الشبهة وعن الرياء والسمعة .وذكر الله لا يلزم أن يكون تسبيحاً وتكبيراً و تحميداً وتهليلاً في الخلوة ولكن يقول بعض أهل العلم : من رأى مبتلى فدمعت عيناه فهو من الذاكرين الله لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن تدمع عيناه لأنه يذكر نعمة الله عليه فهذا كأنه ذكر الله بلسانه .وكذلك قد تدمع عينه في الخلوة حينما يتذكر ذنوبه وخطاياه ..يقول ابن القيم :قال تقي الدين بن شطير: خرجت يوماً من الأيام وراء ابن تيمية، فمضى شيخ الإسلام في طريقه بحيث أراه ولا يراني.قال :فانتهى إلى مكان فرأيته وقد رفع طرفه إلى السماء وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ثم بكى ثم قال: وأخرج من بين البيوت لعلني ............أحدث عنك النفس بالسر خالياً الخامس : رجل قلبه معلّق بالمساجد فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة وميدان العلم والتعلم فالمتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى فيصفو قلبه وتنجلي همومه وأكداره ويعيش في روضة من رياض الجنة وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته وقد قال تعالى( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال *رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار *ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله ) سورة النور . وكان كما تقول عاشة رضي الله عنها: يشتغل في مهنة أهله يقطع مع أهله اللحم ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويكنس بيته وهو أشرف الخلق ..وتقول عائشة : فإذا سمع الله أكبر ،قام من مجلسنا كأننا لا نعرفه ولا يعرفنا .... السادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه والمعنى أن المراد من إخفائه للصدقة أي لا يعلم بها إلا الله عز وجل فالصدقة فضلها كبير وأجرها عظيم ومضاعف ومكفرة للسيئات قال تعالى( إن تبدوا الصدقات فنعمّاهي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) سورة البقرة ..وذُكر أن علي بن الحسين زين العابدين كان يخرج في آخر الليل فيأخذ من الدقيق ومن السمن ومن الزبيب على ظهره ويمر على فقراء المدينة ويعطيهم في ظلام الليل بحيث لا يراه إلا الله .فلما مات وجاء الناس يغسلونه وجدوا أثر خيوط الحبال على كتفه .فسألوا أهله ماله ؟ قالوا هذا من كثرة ما كان يحمل من الدقيق ومن التمر والزبيب ويوزع على فقراء المدينة كلهم فهذا من الذين أخفوا صدقاتهم بحيث لا يراهم إلا الله عز وجل السابع : رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين أي طلبته للفاحشة وهي ذات منصب أي ذات أصل وشرف ومكانة والمعنى أنه لا يخاف من الوقوع بها فإن ذات المنصب يمكن أن تخرج نفسها وتخرجه من المشكلة ولا تخاف من إقامة الحدود وهي أيضا ذات جمال فهي تدعوه بجمالها ..ولكنه قال : إني أخاف الله رب العالمين فاستحق بهذا أن يستظل في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله وقد مر يوسف عليه السلام بمثل هذا الإبتلاء مع امرأة العزيز فقال ( معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )سورة يوسف .. نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء السبعة فلنحرص جميعا إخوتي وأخواتي أن نكون من هؤلاء السبعة الذين يستظلون بظل الله فهذا الحديث لا يقتصر على الرجال فقط بل يشمل النساء أيضا ما عدا في الولاية والقضاء فالمرأة لاتتولى ولاية المسلمين ولاتكون قاضية ،ولكنها تدخل ضمن باقي الأصناف هذا والله أعلم وصلى الله على محمد و على آله وصحبه أجمعين __________________ منقول لا تنسونا من حسن دعائكم [/center]
  3. [b] [center] للتعرف على مناسك الحج بالفلاش اضغط على الرابط http://www.wathakker.net/Hajj [/center] [/b]
  4. [center] [size=21][/size] [b][size=29]لماذا يحب الله عباده؟ [b][size=25]النفخة العلوية العلاقة بين الله عز وجل وبين عباده من بنى آدم تختلف عن علاقته سبحانه بجميع خلقه، وكيف لا وما من مخلوق من البشر إلاَّ وفيه نفخة علوية من روح الله ]إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ`فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ[ [ص: 71، 72]. نعم، هذه النفخة ليست جزءًا من ذات الله – كما ادعت النصارى – بل هي من ملكه(يقول عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني: والإضافة في (روحي) ليست على معنى أنها جزء من روح ذات الله سبحانه وتعالى، بل هي على معنى الملك،كما أن كل شيء في السماوات والأرض، وما بينهما ملك لله، فلله ما في السماوات والأرض، وهذا التعبير نظير التعبير في (سمائي، وأرضي، وجنتي، وناري) أو على معنى الاختصاص بأمر من أموري، مثل «وطهر بيتي للطائفين»وبسبب الفهم الخطأ في هذه الإضافة سقط النصاري في توهم أن عيسى عليه السلام جزء من ذات الله، سبحانه وتعالى عما يصفون، انظر تفسير معارج التفكر ودقائق التدبر الجزء الثالث ص (267).)وأمره، اختص بها سبحانه الإنسان وميزه عن سائر مخلوقاته، وجعلها مرحلة هامة وأساسية ومميزة في خلقه ]فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي[[الحجر:29] بينما لم يُذكر ذلك في حق أي مخلوق آخر. ومما يؤكد هذا الأمر قوله تعالى لإبليس ]مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ[[ص: 75]. وفي هذا المعنى يقول سيد قطب: ولأن الله عز وجل خالق كل شيء، فلا بد أن تكون هناك خصوصية في خلق هذا الإنسان تستحق هذا التنويه، هي خصوصية العناية الربانية بهذا الكائن، وإيداعه نفخة من روح الله دلالة على هذه العناية(في ظلال القرآن 5/3028.). ويقول رحمه الله:وما كان هذا الكائن الصغير الحجم، المحدود القوة، القصير الأجل، المحدود المعرفة، ما كان له أن ينال شيئًا من هذه الكرامة لولا تلك اللطيفة الربانية الكريمة, وإلا فماذا يبلغ هذا الإنسان لتسجد له ملائكة الرحمن، إلا بهذا السر اللطيف العظيم؟! (في ظلال القرآن 5/3129.). تكريم الإنسان وليس أدل على خصوصية العناية الربانية بالإنسان من هذا التكريم الذي شمله منذ بدء خلق أبيه آدم وسجود الملائكة له ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ[[البقرة: 34].مرورًا بالصورة الحسنة التي خُلق عليها ]لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[[التين: 4]. وتميزه بنعمة العقل الذي يُعد بمثابة وعاء للعلم والإدراك والتمييز بين الخير والشر والنافع والضار. قال الحسن البصري:لما خلق الله عز وجل العقل، قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، وقال: ما خلقت خلقًا هو أحب إلىَّ منك، إني بك أُعبد، وبك أُعرف، وبك آخذ، وبك أُعطي(شعب الإيمان للبيهقي (4/154) برقم (4632).). ومن مظاهر هذا التكريم كذلك: تسخير الكون كله لخدمته ]وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ[[الجاثية: 13]. هذا التكريم يشمل جميع بني آدم دون تفرقة بين لون أو جنس أو عرق ]وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً[[الإسراء: 70]. أليست نفسًا؟! إن النفخة العلوية التي يحملها الإنسان تجعله دومًا موضعًا للتكريم ولو كان من الكافرين. وإليك – أخي القارئ- هذا الخبر الصحيح الذي يؤكد لنا جميعًا هذا المعنى:كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد رضي الله عنهما قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة، فقالا: «إن النبي مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفسًا؟» (رواه البخاري (1250).). وليس هذا فحسب بل إننا نجد الشريعة الإسلامية توجه المسلمين إلى حُسن التعامل مع جميع الناس في السلم والحرب، ومن ذلك النهي عن التمثيل بالقتلى في الحرب، وكان عليه الصلاة والسلام إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية يوصيه، فكان مما يقول له: «لا تمثلون»( رواه مسلم (3261).) وفي الحديث القدسي: «لا تمثلوا بعبادي»( رواه أحمد (16899).). وكذلك حصر القتل فيمن يقاتل دون غيره ]وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[[البقرة: 190]. فلا قتل لامرأة أو صبي أو أجير أو راهب في صومعته، فإن انتهت الحرب وكان هناك أسرى فلا إهانة ولا إذلال بل احترام لإنسانيتهم ]وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا[[الإنسان: 8]. وعندما أسر المسلمون من المشركين يوم بدر، كانت وصية الرسول بهم كبيرة، فقال لأصحابه: «استوصوا بهم خيرًا»( انظر مجلة الوعي الإسلامي عدد 494 مقالا بعنوان (حفظ الإسلام للكرامة الإنسانية) د. إبراهيم أحمد مهنا.). [/size][/b][/size] [/center] [/b]
  5. [b] [center] والأعمال المستحبة فيه 1 / فضل يوم عرفة : أولا ـ كثرة عتق الله لعباده من النار، وأنه سبحانه يباهي بالحجاج فيه ملائكته ويعمهم بالغفران: عن عائشة رضي الله عنهاأن رسول الله ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)[ رواه مسلم] . وعن جابر رضي الله عنه أن النبي قال: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة ) [رواه ابن خزيمة و ابن حبان و البزار والبيهقي]. ثانيا ـ أنه اليوم الذي أكمل الله فيه للأمة دينها وأتم عليها نعمته:عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: (( اْليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً )) [سورة المائدة ] ، قال عمر رضي الله عنه: ( قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي وهو قائم بعرفة، يوم جمعة ).[أخرجه البخاري]. ثالثا ـ أنه يوم عيد: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عِيدُنا أهلَ الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) [رواه أحمد والترمذي ]. قال ابن القيم رحمه الله: “يوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة، ولذلك كُره لمن بعرفه صومه” [زاد المعاد] . رابعا ـ أن فيه يقع أعظم الأركان الذي به يدرك الحج ألا وهو الوقوف بعرفات:عن عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (الحج عرفة) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي] . خامسا ـ أنه يوم أقسم الله به : فقد جاء في سورة البروج قول الحق سبحانه وتعالى (والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشَاهِدٍ ومَشْهُودٍ) فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي قال: ( اليوم الموعود يوم القيامة، والمشهود يوم عرفة.. والشاهد يوم الجمعة ) [رواه الترمذي، وحسنّه الألباني]. 2 / الأعمال المستحبة في يوم عرفة : أ ـ الصيام لغير الحاج : عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي فقال: كيف تصوم؟ وذكر الحديث بطوله، وفيه أنه قال: (صيام يوم عرفة،أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله،والســـنة التي بعده..) [ رواه مسلم ]. ب ـ الدعاء : فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)[ رواه الترمذي وحسنه الألباني] ، قال ابن عبد البر: “وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، … وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب”.[التمهيد] . منقوول للفائده [/center] [/b]
  6. [b] [center] [size=21][size=21]لقد خلق الله للبشر حياتَيْن: حياة فانية للعمل، وحياة خالدة للجزاء عن العمل، فأمَّا حياة العمل فهي هذه الحياة الدنيا، وأمَّا حياة الجزاء فهي تلك الدار الآخرة، حيث يكون الجزاء وفاقًا، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7 - 8]. وفي الحياة الدنيا جعل الله لنا عالمَيْن: عالم غيبي فوق السماوات، وعالم غيبي تحت الأرض؛ فأمَّا العالم الذي فوق السموات فتعرُج فيه الملائكة والروح والأرواح إلى الله؛ ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10]، وأمَّا العالم الذي تحت الأرض فيرقُد فيه البلايين من موتى البشر منذ آدم وحتى يبعث الله مَن في القبور، في عالمٍ برزخيٍّ قديم. وبين السماوات والأرض يَقِفُ المسلم مُفكِّرًا ومتأمِّلاً: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ﴾ [آل عمران: 191]. تذكِّرنا السماوات في علوِّها وبُعدِها عن عيوننا بالدار الآخِرة الخالدة، بينما تذكِّرنا الأرض في دُنوِّها وقُربها من أقدامنا بمآل هذه الدنيا الفانية، تُذكِّرنا أنَّ منازل القبور أقرب إلينا من منازل القمر، وأنَّ بلوغ عَنان السماء إنما يبدأ من أغوار الأرض، من ظُلمة القبر ووحشته، إنْ أردنا الوصول إلى أنوار الجنَّة وأُنسها! من هنا يأتي السؤال - : كيف أعيشُ كما يريد الله أنْ أعيش؟ كيف أعيش في دنيا العمل لأنالَ الثواب العظيم في دار الجزاء؟ والجواب على هذا السؤال ينبع من معرفة السبب الذي خلقنا الله – سبحانه وتعالى – لأجْله في هذه الحياة، وهو: “عبادة الله – عزَّ وجلَّ”؛ كما قال – سبحانه -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. وقد اجتهد العلماء في تعريفهم لمعنى العبادة، فعرَّفها شيخ الإسلام ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه – بقوله: “العبادة هي: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّه الله ويَرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة”. يحبُّ الله الطاهرين والمتطهِّرين؛ الذين يُطهِّرون جوارحهم من الخطايا والذنوب بالوضوء والتيمُّم، الذين يُطهِّرون أدرانَ قلوبهم بالعفو والمغفرة، وجهلَ عقولهم بالعلم والمعرفة، وصحائفَ أعمالهم بالتسبيح والاستغفار. يحبُّ الله البارِّين والمُحسِنين؛ ((إنَّ الله كتب الإحسانَ على كلِّ شيء))؛ رواه مسلم، كتَبَه على: البشر والشجر والطير والحجر والمدر، فلا يتعامَل المحسِنون إلاَّ بأجمل صور الإحسان، وأرقى طرق التعامُل، وأكمل أساليب الفضيلة، وأفضل أعمال الخير، وأعلى منازل البر! ويحبُّ الصابرين المصطبرين؛ ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾ [مريم: 65]، واصطبر عن مَعاصِيه، واصطبر على أقداره المؤلِمة، اصطبر على المصائب الدنيويَّة من: خوف وجوع، ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمرات، اصطبر على الوصَب والنصَب، والهمِّ والحزن والأذَى، في الضرَّاء وحين البأس. يحبُّ الله الأوَّابين والتوَّابين؛ ((لَلهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده من رجلٍ حمل زاده ومزاده على بعيرٍ، ثم سار حتى كان بفلاةٍ من الأرض فأدركَتْه القائلة، فنزل فقال تحت شجرةٍ، فغلبَتْه عينه، وانسلَّ بعيرُه، فاستيقظ فسعى شرفًا فلم يرَ شيئًا، ثم سعى شرفًا ثانيًا فلم يرَ شيئًا، ثم سعى شرفًا ثالثًا فلم يرَ شيئًا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعدٌ إذ جاءه بعيرُه يمشي حتى وضع خطامه في يده، فلَلهُ أشدُّ فرحًا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله))؛ متفق عليه وهذا لفظ مسلم. ويحبُّ الأتْقياء والمتَّقين؛ الذين يجعَلُون الله من البال على كلِّ حال، فلا يفعَلُون من خيرٍ إلا وهم يعلمون أنَّ الله مطَّلعٌ عليهم، فيفعلونه على وجْه الكمال طلبًا للثواب، وإنْ همُّوا بفعل شرٍّ تذكَّروا أنَّ الله يَراهم، فيترُكونه مخافةَ العِقاب، “سأل عمر كعبًا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين، أمَا سَلكتَ طريقًا فيه شوكٌ؟ قال: نعم، قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر: أُشمِّر عن ساقي، وأنظُر إلى مواضع قدمي، وأُقدِّم قدمًا وأُؤخِّر أخرى مخافةَ أنْ تُصِيبني شوكةٌ، فقال كعب: تلك هي التقوى”. يحبُّ الله المحتَسِبين والمتوكِّلين؛ المفوِّضين كلَّ أمورِهم إلى الله ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 6]، ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81]، آخِذين بالسبب مُعتَمِدين على المسبِّب في استجلاب كلِّ منفعة، ودفْع كل مضرَّة، آيِسين من قُدرة الخلق باطمِئنانهم إلى مقدرة الخالق – عزَّ وجلَّ. ويحبُّ – سبحانه – العادِلين والمقسِطين؛ ((الذين إذا أعطوا الحق قَبِلُوه، وإذا سُئِلُوه بذَلُوه، وحكموا للناس كحُكْمِهم لأنفسهم))، المنصِفين في الأحكام والميزان والمكيال والمعاملة، لا المطفِّفين ﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ [المطففين: 2 - 3]. ويحبُّ المجاهِدين والمرابِطين؛ ﴿ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]، الذين يُجاهِدون الشيطان ومكايده ووساوسه ولا يتَّبعون خُطواته؛ كيلا ينزغ بينهم وبين أحبَّتهم، ولا ينسيهم ذكرَ ربهم، ولا يحزنهم، ولا يصدهم عن سبيل الحق أو يخرجهم من دينهم، الذين يُجاهِدون أنفسهم بنهيها عن اتِّباع الأهواء والشهوات والفتن ما ظهر منها وما بطن. لكن من عباد الله مَن لم يعبد الله بأفعال الخير، ولا بأداء الطاعات والفرائض، وإنما بنطق كلمة التوحيد “لا إله إلا الله” خالصةً من قلبه ثم قبض، فأدخَلَه الله الجنة؛ ((ما من عبدٍ قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة))؛ متفق عليه، وهذا ما يجعلنا نقصر معنى العبادة على مفهوم أكثر تحديدًا وأبسط تعريفًا للمسلم ولغير المسلم، بتعريفنا للعبادة في ثلاث كلمات، هي: إخلاص الدين لله. وما دامت العبادة إخلاصًا لدِين لله، فاعلم أنَّ الإخلاص لا يتأتى إلا بالحب؛ فمَن أحبَّ شيئًا أخلص له، ومَن أحبَّ حبيبه أطاعه، فليس يخلص للدِّين إلا مَن يحبُّ الله، ولا يحبُّ الله مَن لا يُطِيعه؛ فكيف يثبت محب الله حبه لله – عزَّ وجلَّ؟ يمتحن الله حبَّ المؤمنين له بتَصارِيف القدَر خيره وشره، ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، فكلُّ خير في هذه الدنيا إنْ هو إلا فتنة، وكلُّ شر فيها إنْ هو إلا بلاء ومحنة، والمؤمن الحق مَن يُقابِل كلَّ خيرٍ أصابَه بالشُّكر، وكلَّ شرٍّ أصابَه بالصبر؛ كما قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إنْ أصابَتْه سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإنْ أصابَتْه ضرَّاء صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم. أمَّا المدَّعِي حبَّ ربِّه فهو الذي يَكفُر بالخير والنِّعَمِ، ويتسخَّط على الشر والنِّقَمِ؛ ﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]. وما دُمنا مأمورين بعبادة الله حتى يأتينا الموت فسنَبقَى في اختباراتٍ وابتلاءات حتى الموت، وكما يُمتَحن قلب الذهب بالنار يُمتَحن قلب المؤمن بالفتن والابتلاء؛ ﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [آل عمران: 154]، فلا يظننّ عاقل أنَّ هذه النِّعَم ثواب دائمًا، ولا يحسبنَّ أنَّ الابتلاءات عقاب دائمًا؛ ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15 - 16]. يريدُنا الله – أنْ نعيش للآخِرة، فلا تُغرِينا الدنيا وزينتها، ولا يلهينا التفاخُر بالأنساب ولا التكاثُر في الأموال والأولاد، ولا تفتنَّا الشهوات والشُّبهات عن العمل للآخِرة، العمل لما بعد الموت حيث لا موت؛ حيث ((يُقال لأهل الجنَّة: يا أهل الجنة، خلودٌ لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار، خلودٌ لا موت))؛ متفق عليه. يريدُنا الله أنْ نتوجَّه بكلِّ مقاصدنا وحوائجنا وغاياتنا ونيَّاتنا له وحدَه، فلا نحبُّ حين نحبُّ إلا في الله، ولا نبغض حين نبغض إلا في الله، ولا نعمل العملَ حين نعمله إلا ابتغاء وجه ربنا الأعلى، ولا نترك العمل حين نتركه إلا ابتغاء مرضاة ربنا، محتسبين الأجرَ والمثوبة من الله وحدَه، لا نريد جزاءً ولا شُكورًا ولا شُهرة، ولا نيل حظوة ولا بلوغ منزلة، متحمِّلين نكد الدنيا وأذى الناس وآلامَ القدر بصبرٍ صادقٍ لله، وبالله، وعلى الله ربِّ العالمين. بهذا تتحقَّق العبوديَّة، ومتى ما تحقَّقت العبوديَّة عشْنا في هذه الدنيا بنفوسٍ كبيرة ترى الدنيا أصغرَ من الذباب وأحقر، وعقول واعية مستنيرة تُدرِك أنَّ الدنيا طريقٌ للعبور والطُّرُقُ لا تُعمَّر، وقلوب خاشعة مطمئنة راضية بالقضاء مسلِّمة للقدَر، وروح سامية تسمو فوق رغبات الجسد، راغبة في التسنيم والسلسبيل ونهر الكوثر. ووقتئذٍ يطيبُ للمؤمن العيشُ في هذه الدنيا، كما يَطِيب له فراقُها بنفسٍ مطمئنَّة بحسن مآلها، حين يُنادِيها بارِئُها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30]. فاللهم لك الحمدُ كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضلَلت، ولا مضلَّ لِمَن هديت، ولا مُعطِي لما منعت، ولا مانِع لما أعطيت، ولا مقرِّب لما باعدت، ولا مُباعِد لما قرَّبت، اللهم ابسطْ علينا من بركاتكَ ورحمتكَ وفضلكَ ورزقكَ، اللهم إنَّا نسألكَ النعيم المقيم الذي لا يَحُولُ ولا يَزُول، اللهم إنَّا نسألك النعيمَ يوم العيلة، والأمنَ يوم الخوف، اللهم إنَّا عائذون بك من شرِّ ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيان، واجعَلنا من الراشدين، اللهم توفَّنا مسلمين، وأحيِنا مسلمين، وألحِقنا بالصالحين غير خَزايا ولا مفتونين.. اللهم آمين.[/size] [/size] [/center] [/b]
  7. [center] [b][b] [/b] [b]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:[/b] [b]فإن القلب هو جوهر الحياة في الإنسان، فبحسب حياته وسلامته ونقائه؛ تكون حياة الإنسان وسلامته ونقاؤه، وهذه الحقيقة كما تدل عليها الشواهد الشرعية تقررها النظريات العلمية والفلسفية في سائر المِلل عبر التاريخ.[/b] [b]ومن هنا فإن المسلم الحكيم هو من يفتش عن أسباب صلاح قلبه، وأسباب قوته وعافيته؛ لأنه يدرك أنه متى امتلك قلبًا سليمًا من الآفات؛ فقد امتلك الحياة وامتلك نقاءها وجمالها.[/b] [b]وهذا رسول الله -- بيّن أنّ السلامة والصلاح في الإنسان مرتبطة بصلاح قلبه فيقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي: القلب» الحديث [رواه: النعمان بن بشير، المحدث: الألباني، صحيح الترغيب، رقم: 1731].[/b] [b]أخي الكريم: إن قلبك هو مفتاح السعادة والغنى، ووعاء السلامة والهدى، ومصدر القوة والرضى، ولَحرصك على صفائه ونقائه، أهم بكثير من حرصك على الهواء والطعام. فكيف تجعل قلبك سليمًا نابضًا بالإيمان والحياة؟[/b] [b] أولًا: كن صاحب عقيدة[/b] [b]فتوحيد الله -جلّ وعلا- نور يملأ القلوب، ويبصِّرها، ويقويها، فهو مادة حياته، وأساس قوته وسلامته، ولا حياة للقلب إلا بالإيمان بالله -جلّ وعلا- ذلك الإيمان الذي يصنع الطمأنينة في القلوب، والسكينة في النفوس؛ لأنه يولِّد فيها من التوكل على الله ما تهون أمامها الصِّعاب:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، ويولِّد فيها من الثقة بالله، واليقين به ما تزول به الهموم والغموم والأحزان، ويولِّد فيها من البصيرة والهدى ما يجعلها أكثر ثباتًا، وقدرة على مواجهة الصِّعاب، كما قال -تعالى-: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11].[/b] [b]فالإيمان بالله -جلّ وعلا- نور يسري في قلب المؤمن، يضيء له الطريق، ويمكنه من الثبات عليه؛ فيرى به الأشياء على حقيقتها: القبيح قبيحًا، والحسن حسنًا.[/b] [b]أخي الكريم: اعلم أن السعادة والحياة الطيبة في الحياة لا تقوم إلا على أساس واحد هو: الهدى. كما قال -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا (124)} [طه].[/b] [b]ثم اعلم أن محل الهدى هو القلب، وأنّ هذا المحل لا يمكنه حمل الهدى إلا إذا كان فيه من الإيمان واليقين ما يؤهله لذلك؛ ولهذا قال -تعالى-: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].[/b] [b]ومن هنا فإن تحقيق الهداية مشروط بتحقيق العقيدة الصحيحة، والإيمان النقي من شوائب الشرك بالله، وعلى قدر معرفة المؤمن بربّه، ويقينه به، تكون بصيرته وخشيته وهدايته كما قال -تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28].[/b] [b]وإذا تأملت أخي في تأثر القلوب بذكر الله، ووجلها من الله؛ وجدت ذلك التأثر لا يحصل إلا للقلوب المؤمنة، كما قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، فعطف -سبحانه- في هذه الآية اطمئنان القلوب بالذكر على الإيمان، وهو ما يدل على أن قلب المؤمن أعقل حين سماع ذكر الله؛ للمعاني التي يتضمنها الذكر، وهو ما يجعله متأثرًا به، وأبصر بالآيات والحقائق الغيبية؛ لذلك، إذا ذكر الله، أبصر عيبه وأبصر عظمة الله، وأبصر قدرته ورحمته وصفاته العليا، وأبصر تقصيره، وضعفه؛ فأورثته بصيرة قلبه ذلك التأثر الحاصل حين سماع ذكر الله، بعكس ضعيف الإيمان الذي مات إحساس قلبه، فلا يسمع ولا يعقل كما قال -تعالى-: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179]، وكما قال -تعالى-: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] ، وكما قال -تعالى-: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].[/b] [b]فقلب المؤمن قلب عاقل، لا تخدعه مظاهر الأشياء لأنه لا يرى بعينه فقط، وإنما بقلبه أيضًا، قال رسول الله --: «إن العقل في القلب، والرحمة في الكبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة» [المحدث: الألباني، صحيح الأدب المفرد برقم: 425]. ولأن قلب المؤمن منور بتوحيد الله؛ فإنه أعقل بالآيات الكونية والشرعية، ولذلك قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].[/b] [b]قال الشيخ عبد الرحمن السّعدي: “فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة للقيام بأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، فإنه وصفهم بالإيمان به إيمانًا: ظهرت آثاره في عقائدهم، وأقوالهم، وأعمالهم الظاهرة والباطنة، وأنه مع ثبوت الإيمان في قلوب – يزداد إيمانهم كلما تليت عليهم آيات الله، ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله؛ وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله” (التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ص15).[/b] [b] ثانيًا: فرِغ قلبك من الشواغل والأخلاط[/b] [b]1- تقلب القلب: أخي إن الإيمان بالله -جلّ وعلا-، والتوكل عليه، واليقين به كل ذلك يولِّد في القلب قوة، وبصيرة وعقلًا يزن بها الأمور، ويحقق بها الهدى ليعيش آمنًا من شرور الغي وطرق الردى. لكن سنة الله اقتضت أن يظل المؤمن في تنازع، ومكابدة ليظل قلبه ثابتًا على الإيمان والتقوى، لكن المؤمن مهما كانت قوة إيمانه؛ فلابد له من غفوة وضعف، فإنما سمي القلب لشدة تقلبه، وعدم ثبته على حاله، كما قال الشاعر: وما سمي الإنسان إلا لأنسه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب[/b] [b]وأحسن منه قول رسول الله --: «إنما سمي القلب من تقلّبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة، تعلّقت في أصل شجرة، يقلّبها الريح ظهرًا لبطن» [الراوي: أبو موسى الأشعري، المحدث: الألباني، صحيح الجامع رقم: 2365]. وهذا التقليب الذي هو أخص صفات القلب، هو منشأ كون الإنسان موصوفًا بالظلم والغدر والخطأ؛ فإنه متقلب في أحواله، متغير في صفاته، تغلبه الشهوة، كما تلتبس عليه الأمور بالشبهة، ويطغى عليه النسيان كما يتمادى به الهوى والطغيان، وتغره المتاع، كما تقهره الطباع، فهو لسبب أو لآخر متقلب في طبعه.[/b] [b]2- تطهير القلوب بالتوبة: وهذا التقلب في الإنسان، ما خلقه الله -جل وعلا- إلا ليبتليه بخطئه كما يبتليه بصوابه، قال رسول الله --: «والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، صحيح].[/b] [b]وليطلعه على رحمته إذا هو تبصَّر بذنبه وعاد إلى الله تائبًا طائعًا، ومن هنا أخي لابد أن تعلم أنك في كل وقت وحين في حاجة إلى تجديد التوبة والإكثار من الاستغفار؛ فإنهما يطهران القلب من شوائب المعاصي وآثارها وسوادها، ولهذا أوصى الله -جل وعلا- عباده المؤمنين بالتوبة، وجعلها أساس فلاحهم فقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].[/b] [b]وفي الحديث قال رسول الله --: «تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدًّا كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه»[الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: الألباني، صحيح الجامع رقم: 2960].[/b] [b]رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها[/b] [b]أخي الكريم: فإذا علمت أن الذنوب تمرض القلوب، وتطمس بصيرتها، وتعطل عقلها، فاحرص على تطهير قلبك من أمراض المعاصي باجتنابها، وملازمة التوبة والاستغفار لإبطال مضراتها، فإن قوة قلبك وسلامته مرهونة بصفائه ونقائه، وإنما ينقى قلبك بثلاثة أشياء:[/b] [b]الأول: بالتوبة إلى الله، والاستغفار من الذنب.[/b] [b]الثاني: بالإكثار من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات، كما قال -تعالى-: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].[/b] [b]الثالث: الحرص على أسباب المغفرة، كالصلاة، والنوافل، والوضوء، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والعمرة والحج، ونحو ذلك من موجبات المغفرة المبسوطة في كتب الفضائل والسلوك.[/b] [b]فقد أوصى رسول الله -- معاذًا فقال له: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» [الراوي: معاذ بن جبل و أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، حسن].[/b] [b]3- تطهير القلب من الأمراض: فإن طهارة القلب من أمراضه، وخلوّه من أعراضها، هو أعظم أسباب قوته ولينته ورقته وخشوعه، وصاحبه هو خير الناس وأحبهم إلى الله، كما في الحديث عن رسول الله -- : قلنا: يا نبي الله من خير الناس؟ قال: «ذو القلب المخموم، واللسان الصادق، قال: قلنا: يا نبي الله! قد عرفنا اللسان الصادق، فما القلب المخموم؟ قال: هو التقي النقي؛ الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا حسد، قال: قلنا: يا رسول الله! فمن على أثره؟ قال: الذى يشنأ الدنيا، ويحب الآخرة. قلنا: ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله، فمن على أثره، قال: مؤمن في خلق حسن» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص، المحدث: الألباني، صحيح].[/b] [b]فها هنا بيّن رسول الله -- طريق نقاء القلوب وحقيقتها، وجمع بيانه ثلاث صفات هي: اجتناب الإثم، والبغي، والحسد.[/b] [b]فهذه الصفات هي من أخطر أمراض القلوب، والتي ما أصابت قلبًا إلا ملأته سوءًا، وظلمة، وطمست نوره وأضعفت بصيرته.[/b] [b]وإذا كانت الآثام تنكت نكتات سوداء في القلوب، فإن الحسد يأكل حسناتها الموجبة لنقائها كما تأكل النار الحطب.[/b] [b]“والحسد هو: تمني زوال نعمة المحسود، أو هو البغض والكراهية لما يراه من حسن حال المحسود، وهو طبع لئيم يسكن القلوب الضعيفة الميتة مهما كان شأن أصحابها، فلربما وجدت الضعيفة الميتة -مهما كان شأن أصحابها- فلربما وجدت المرء قد ملك من صفات الحسن، وأسباب الملك ما لم يملكه غيره؛ لكنه لغلبة طبعه الحاسد لا يحب رؤية النعمة على غيره”.[/b] [b]أخي الكريم: واعلم أن الحسد هو من الاعتراض على حكم الله -سبحانه-، كما قيل: “من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد”.[/b] [b]قال بعضهم: “ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود؛ نفس دائم، وهم لازم، وقلب هائم”. وإذا تأملت في قول الله -جلّ وعلا-: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]؛ علمت أن الحسد طبع غالبًا ما يتسلل إلى القلوب، لكن القلوب الحية بالإيمان تبصر شعاعه، فتعكسه وتطرده وترده خائبًا، لكن القلوب الضعيفة تستجيب؛ ولذلك قال -تعالى-: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5].[/b] [b]قال ابن تيمية: “ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه”.[/b] [b]قال النبي --: «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» [الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، صحيح].[/b] [b]واعلم أخي أن الحسد كما يوجب قسوة القلب، ولؤم الطبع، وفساد الأخلاق، فهو يعطل القلب من اكتساب أعظم الثواب، إذ القلب الخالي من الحسد مملوء ولابد بالخير؛ فلا تجد صاحبه إلا يحدث نفسه بفعل الخيرات، وإن عجز عنها، قد سارت به نيته الصافية، وحبه لنفع العباد، ما لم تسر الصلوات والقربات بالعباد!.[/b] [b]وقد قال --: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلّ امرئ ما نوى» الحديث [رواه: عمر بن الخطاب، المحدث: الألباني، صحيح].[/b] [b]أخي: فإن رُمت القلب الطاهر، فوطن نفسك على الصبر، وجاهد نفسك في بذل النفع للعباد، تُحسن إلى من أساء إليك، وتصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتسامح من آذاك، في الحديث قال رسول الله --: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» [الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: ابن حجر العسقلاني، إسناده حسن].[/b] [b]فكما أن تطهير قلبك من الحسد يوجب لك النقاء والسلامة، فهكذا صبرك على الحسود، واحتمالك لأذاه، وإحسانك إليه؛ يوجب لك الخيرية والراحة والنصر، كما يمتص حسد الحاسد ويرده، فإن الغالب في الناس أن الإحسان يمتلك قلوبهم، ويردهم إلى رشدهم.[/b] [b]كما قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان[/b] [b]وأحسن منه قول الله -جل وعلا-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].[/b] [b]4- أغن قلبك بالقناعة: فإن الحرص يسبب الفقر للقلب، ويحدث فيه فاقة لا يسدّها شيء أبدًا، أما القناعة والرضى بما كتبه الله من الرزق؛ فيوجب للقلب الغنى، ويولِّد فيه الطمأنينة والسكينة، وقد قال رسول الله -- لأبي ذر: «يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: فترى قلة المال هو الفقر؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب» [الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، صحيح الترغيب برقم: 3203].[/b] [b]والقناعة متى سكنت القلوب؛ أصابها الخير كله، وسلِمت من آفات الشح والحرص والبخل، وهي من أخطر الأمراض الفتاكة قال -تعالى-: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16].[/b] [b]وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله --: «واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم» [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، صحيح].[/b] [b]والشح: هو شدة الحرص.[/b] [b]ومن ينفق الأيام في جمع ماله *** مخافة فقر فالذي فعل الفقر ولا تحسبن الفقر فقر من الغنى*** ولكن فقر الدين من أعظم الفقر[/b] [b]أخي الكريم: واعلم أن العناية بمقويات القلب وأسباب عافيته أكثر من أن تحصر في هذا الكتاب، ولكن عليك بكثرة ذكر الله بعد أداء فرائضه؛ فإنه أعظم عون لك على طهارة قلبك، فإنك إن داومت على ذكر الله تسبيحًا، واستغفارًا، وتهليلاً، وتكبيرًا؛ وجدت أثر ذلك واضحًا على قلبك، فإن زدت حرصًا على الصيام واجتنبت كثرة النوم والأكل والكلام والضحك؛ نلت عافية قلبك وسلامته.[/b] [b]وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.[/b] [b]دار ابن خزيمة موقع الكتيبات الإسلامية (بتصرف يسير)[/b] [/center] [/b]
  8. [center] [size=29] فضل العمل في عشر ذي الحجة اليوم يظلنا هلال شهر ذى الحجة ، بعشره الأوائل المباركات ، إنها أفضل أيام الدنيا ، أقسم اللهبها في كتابه العزيزبقوله U : " وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " ( [1] )والمراد بالفجر هنا فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر ، والمراد بالوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر( [2]) إنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكرَه في قوله I:" وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "( [3] ) وقوله U : " وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ " ( [4]) قال ابن عباس : الأيام المعلومات هي أيام العشر من ذي الحجة ، والأيام المعدودات هي أيام التشريق . ما من أيام يحب اللهُ العملَ الصالحَ فيها أكثر من هذه الأيام ، وفى فضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ " ( [5] ) وفى لفظ آخر : " مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ فِى عَشْرِ الأَضْحَى "( [6] )فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ "( [7]) ففى الحديث تفضيل بعض الأزمنة على بعض كما تفضل الأمكنة بعضها علي بعض ، وفيه فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ، كأنه قيل ليس العمل في أيام سوى العشر من ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في هذه العشر ؛ لأنها أيام زيارة بيت الله ، والوقت إذا كان أفضل كان العمل الصالح فيه أفضل . وقد اختلف العلماء في فضل هذه العشر , والعشر الأخير من رمضان ، فقال بعضهم : هذه العشر أفضل لهذا الحديث , وقال بعضهم : عشر رمضان أفضل للصوم والقدر , والمختار أن أيام هذه العشر أفضل ليوم عرفة وليالي عشر رمضان أفضل لليلة القدر , لأن يوم عرفة أفضل أيام السنة , وليلة القدر أفضل ليالي السنة , ولذا قال ما من أيام ولم يقل ما من ليال . وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته ، وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله ؛ ولهذا قال r : (وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أفضل من العمل الصالح في تلك الأيام ( إِلا ) جهاد (رَجُلٍ) رجلٍ : (خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ ) المال ولا من نفسه ( بِشَيْءٍ ) فهو قد بذل ماله ونفسه في سبيل الله ، فيكون هذا ــ فقط ــ هو العمل الأفضل من أي عمل صالح آخرفي أيام العشر أو مساويا له . إنها العشر التي بها يوم عرفة ، يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، فيه نزل قول الله I : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ( [8]) ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، فهذه أكبر نعم الله U على هذه الأمة ، حيث أكمل I لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم r إنها العشر التي يزينها يوم عرفة ، ذاك اليوم الذي يدنو الله U فيه ثم يباهي بأهل الموقف ـ موقف عرفة ـ ملائكة السماء ، فما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة. إنها العشر التي جمع الله فيها أمهات العبادات كلها فما من عبادة في الإسلام إلا ولها مكان في هذه العشر، إنها الموسم الأخير في هذا العام ، العمل الصالح فيها محبوب إلى الملك الديان ، أفلا تحب ما أحبه مولاك؟ إن بلوغ هذه العشر بعد رمضان نعمة عظيمة... فكم من نفس أدركت رمضان لم تدرك عيد الفطر بعده ، وكم نفس أدركت عيد الفطر لم تدرك عشر ذي الحجة ولا عيد الأضحي بعدها ، فاحمد الله على نعمة بلوغ هذا الموسم من مواسم الجنة. إن هذه العشر هي العزاء لمن فرّط في رمضان ، فها هو مولاك U يمهلك ويمد في عمرك ... فماذا أنت فاعل؟! كم مرت علينا في أوائل الشهور من عشرٍ لم يكن لها مزية ، أما هذه العشر فقد ميزها خالقها وجعلها خير أيام العام ، يقول النبي r :" أفضل أيام الدنيا أيام العشر" ( [9]) إنهاعشرذي الحجة ، التي فضلها الله تعالي علي سائر أيام العام ، فإن فاتتنا بركات المكان ، فلا تفوتنا بركات الزمان ، إنهاعشرذي الحجة ، الشهر الأخير من العام ، وعما قليل ستطوى صحائفه ، وتغلق خزائنه علي ما عملناه فيه من خير أو شر ، فاختم عامك أيها المسلم بخير فإن العبرة بالخواتيم . علينا إذن أن نبذل أقصي الجهد لاستغلال هذا الموسم ... موسم الخير الذي فاق العمل الصالح فيه حبًا عند الله .. فاق الجهاد في سبيل الله ، مع أن الجهادَ ذروة سنام الدين ، فهي نفحة من الله قد لا ندرك مثلها مرة ثانية ــ فالأعمار بيد الله I ــ والعاقل من ينتهز الفرصة والمحروم من ضيعها. فما هي أنواع العمل الصالح في هذة العشر التي قد لا تعود ؟؟ أولاً : التوبة النصوحة : فحرى بالمسلم أن يستقبل هذه الأيام العشر ، بالتوبة الصادقة ؛ لأنه ماحرم عبد خيرا في الدنيا أوالآخرة إلا بسبب ذنوبه ، قال I : " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " ( [10] )والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي والندم على ما مضى والعزم على ألا يعود وأن تكون خالصة لله ، وأن يتمسك بشرع الله بعدها في كل الأمور ؛ فيكون بذلك ممن مدحهم الله U بقوله : " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ( [11] ) ومع التوبة يكثر من أعمال الخير في هذه العشر ، فهى موسم من مواسم الخير العامة . ثانياً : صيام تسعة أيام من هذة العشر أو ما تيسر منه : كثير من الناس يركز علي الصيام فقط ، والصيام عمل طيب ، وصفه رَسُولُ اللَّهِrبأنَّهُ : " لَا عِدْلَ لَهُ أَوْ قَالَ لَا مِثْلَ لَهُ " بل قد استدل بالحديث الذي ذكرناه على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل الصالح ، فاحرص على هذه القربة... احرص علي صيام تسعة أيام من هذه العشر أو ما تيسر منها ، وخاصة يوم عرفة ، يقول النبي r : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " ( [12] ) انظر إلى هذا الفضل العظيم ، كيف أن صوم عرفة وحده يمحو الله به ذنوب سنتين كاملتين" السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " فإن قيل : كيف يكون أن يكفر السنة التي بعده مع أنه ليس للرجل ذنب في تلك السنة ؟ قيل : معناه أن يحفظه الله تعالى من الذنوب فيها ، وقيل أن يعطيه من الرحمة والثواب قدرا يكون ككفارة السنة الماضية والسـنة القابلة إذا جاءت واتفقت له ذنوب ( [13]) فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات العظيمة وصام يوم عرفة وحفظ فيه لسانه وسمعه وبصره وجميع جوارحه عما يغضب الله تعالى ، خاصة وأن مفردات الحديث تطمئن قلب المؤمن الصائم ؛ فقوله r : ( إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ ) قال الطيبي : كان الأصل أن يقال أرجو من الله أن يكفر فوضع موضعه أحتسب وعداه بعلى الذي للوجوب على سبيل الوعد مبالغة لحصول الثواب . ( [14]) وينبغي أخي المسلم أن تدعو أهل بيتك وأقاربك وأصدقاءك وجيرانك لصوم يوم عرفة المبارك ، فإن النبي r قال : " مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ " ( [15]) وتذكر أن : " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " ( [16]) ثالثاً التكبير والذكر : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ :" وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا "( [17] )فالتكبيرهو شعار أهل الإيمان في هذه الأيام العشر ، ولا يمنعك الخجل أيها المسلم من الجهر بالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح ورفع الصوت بها في المساجد والدور والطرقات والأسواق في كل وقت ، فقد عرفنا من قول ابن عباس أن أصحاب النبي r ومنهم ابن عمر وأبو هريرة y كانا يخرجان إلى الأسواق لا لحاجة الشراء وإنما لإحياء هذه السنة وهي التكبير ويكبر الناس بتكبيرهما ، و صفته أن تقول : " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ". رابعاً : أداء الحج والعمرة ( لمن استطاع إليه سبيلاً ) : وليتذكر المسلم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، وأن جائزة أهل عرفات أن يقال لهم انصرفوا مغفورا لكم ، وأنت يا من تركت الحج مع استطاعتك ، تذكر زحام المحشر وحر جهنم ، ثم تذكر أن الحج باب لنفي الفقر والذنوب" تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ " ( [18]) والبخيل من بخل على نفسه. خامساً : الصدقة والإحسان إلى الخلق : وتذكر أخي أنك بهذا تحسن إلى نفسك قبل إحسانك إلى المحتاجين تصدق في كل يوم من هذه الأيام ولو بالقليل أو اليسير عسى أن يرفع اسمك إلى السماء من المنفقين فـ" مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ". ( [19]) واعلم أن الله يقبل الصدقة ولو كانت تمرة وتمعن في قول الرسول r : "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ "( [20] ) فكم ضيعنا في مواسم الخير من جبال ومن فرص. [1]سورة الفجر1 ، 2 [2]تفسير ابن كثير 14/ 337 ، 338 [3] الحج من الآية 28 [4]البقرة من الآية203 [5]سنن الترمذي ج 3 / ص 224 [6] سنن الدارمي ج 5 ص 308 [7] المرجعان السابقان [8]سورة المائدة 3 [9]صحيح وضعيف الجامع الصغير ج 5 / ص 460 [10] سورة الشورى الآية 30 [11]سورة الفرقان الآية 70 [12] صحيح مسلم ج 6 / ص 55 [13]تحفة الأحوذي 2/ 287 [14]المصدر السابق [15] صحيح مسلم - ج 9 / ص 486 [16] صحيح مسلم ج 6 / ص 23 [17]صحيح البخاري ج 4 / ص 33 [18] سنن الترمذي ج 3 / ص 308 [19] صحيح البخاري ج 5 / ص 270 [20] صحيح البخاري ج 5 / ص 221 [21]سنن الترمذي ج 5 / ص 444 [22] مسلم ج 10/172 [23]سنن أبي داود ج 7 / ص 481 [/size] [/center]
  9. [b] [center] مركز وذكر صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية حمل المطوية وانشر فضل عاشوراء لغيرك http://www.wathakker.net/flyers/view.php?id=2520 [/center] [/b]
  10. [b] [center] [b]إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل الله فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله وصحبه أجمعين . أما بعد :- إن قال قائل يا عباد الله: كيف تكون محاسبة النفس؟ فالجواب: محاسبة النفس لها طرائق متعددة، كل يجتهد في الطريقة الأنسب،وهنا نشير إشارات مختصرة. بين بعض العلماء إن المحاسبة تكون على نوعين: النوع الأول: محاسبة قبل العمل وهي: أن يقف عند أوّل همّه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبيّن له رجحانه على تركه. قال الحسن: "كان أحدهم إذا أراد أن يتصدّق بصدقة تثبّت؛ فإن كانت لله أمضاها، وإن كانت لغيره توقّف. قيل لنافع بن جبير: ألا تشهد الجنازة؟ فقال: "كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض. النوع الثاني من أنواع المحاسبة يا عباد الله: المحاسبة بعد العمل، وهي على أقسام ثلاثة: أ- محاسبتُها على التقصير في الطاعات في حق الله ـ تعالى ـ وذلك يكون بأن يديم سؤال نفسه: هل أديتُ هذه الفريضة على الوجه الأكمل مخلصاً فيها لله ووفق ما جاء عن رسول الله --؟ فإن كان مقصّراً ـ وأيّنا يسلم من ذلك؟ ـ فليسدّ الخلل بالنوافل فإنها تُرقّع النقص في الفريضة وتربي لدى العبد جانب العبادة، وبالمجاهدة وكثرة اللّوم يخفّ التقصير في الطاعات إلى درجة كبيرة. ب – القسم الثاني من المحاسبة بعد العمل محاسبة النفس على معصية ارتكبتها: قال ابن القيم في ذلك: "وبداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته - عز وجل - وجنايتك؛ فحينئذٍ يظهـر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمتُه أو الهلاكُ والعطب. وبهذه المقايسة تعلم أنّ الرّب ربّ والعبدَ عبد، ويتبيّن لك حقيقةُ النفس وصفاتُها وعظمةُ جلال الربوبّية وتفرّدُ الربّ بالكمال و الإفضال، وأنّ كل نعمة منه فضل وكلّ نقمة منه عدل... فإذا قايست ظهر لك أنها منبع كلّ شرّ وأساس كلّ نقص وأنّ حدّها: [أنها] الجاهلةُ الظالمةُ، وأنّه لولا فضل الله ورحمتُه بتزكيته لها ما زكت أبداً. ولولا إرشاده وتوفيقه لما كان لها وصولٌ إلى خير البتة؛ فهناك تقول حقاً: أبوء بنعمتك عليّ و أبوء بذنبي. وبعد أن يحاسب نفسه هذه المحاسبة ويجـلــس معها هذه الجلسة المطوّلة فإنه ينتقل إلى الثمرة والنتيجة ألا وهي العمل على تكفير تـلـك المعصية، فيتدارك نفسه بالتوبة النصوح وبالاستغفار والحسنات الماحيةِ والمذهبة للسيئات. قال ـ سبحانه ـ: إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ[هود: 114]. فالبدارَ, البدارَ يا عبد الله قبل أن يُختم لك بخاتمة سوء وأنت مُصِرّ على تلك المعصية ولم تتبْ منها. وتذكّر الحشرَ والنّشر وهوْلَ جهنّم وما أعدّه الله للعصاة و الفسقة من الأغلال والحديد والزقوم والصديد في نارٍ قال فيها رسولنا : ((إن أهون أهل النار عذاباً رجل انتعل نعلين يغلي منهما دماغه)). فبذلك السبيل وأشباهه من المحاسبة يكون المرء صادقاً في محاسبته نفسه على ارتكاب المعصية والذنب ـ ومن منّا يسلم من معاقرة الذنوب والخطايا؟! نسأل الله اللطف والتخفيف. ج - محاسبتها على أمرٍ كان تركُه خيراً من فعله، أو على أمرٍ مباح، ما سبب فعلِه له؟ فيُوجّه لنفسه أسئلة متكرّرة: لِمَ فعلتُ هذا الأمر؟ أليس الخير في تركه؟ وما الفائدة التي جنيتها منه؟ هل هذا العمل يزيد من حسناتي؟ ونحو ذلك من الأسئلة التي عـلــى هذه الشاكلة. وأمّا المباح فينظر: هل أردت به وجه الله والدار الآخرة فيكون ذلك ربحاً لي؟ أو فعلتُه عادةً وتقليداً بلا نيّةٍ صالحة ولا قصدٍ في المثوبة؛ فيكون فعلي له مضيعة للوقت على حساب ما هو أنفع وأنجح؟ ثم ينظر لنفسه بعد عمله لذلك المباح، فيلاحظ أثره على الطاعات الأخرى من تقليلها أو إضعاف روحها، أو كان له أثرٌ في قسوة القلب وزيادة الغفلة؛ فكلّ هذه الأسئلة غايةٌ في الأهمية حتى يسير العبد في طريقه إلى الله على بصيرة ونور. وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على اله وصحبه أجمعين [/center] [/b][/b]
  11. [b] [center] [size=21]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مهما رأيت نفسك تتعثرْ في كل مرة . . . لا تيأس !! تخطئ.. وتزلْ .. وتواصل الخطأ والزللْ .. وتسوّف _ مع ذلك في التوبة _ وتقول : غداً وبعده ..! وتظل في دائرة التسويف والزلل .. فيكون ذلك بداية النهاية ..كالحجر إذا دُحرج من علو .. إذا لم يوقفه شيء في القمة.. فإن انحداره سيكون سريعاً .. كلما أوغل في الهبوط .. كم أنت رااااااااااائع .. إذا وجدت نفسك تقاوم هواك .. من أجل ربك جل جلاله .. وتبادر إلى التوبة كلما وقعت في ذنب ومعصية .. لا تيأسِ بحال من الأحوال ! مهما رأيت نفسك تتعثر في كل مرة .. مهما رأيت نفسك تخور أمام إغراءات الشيطان .. لا تيأس .. وعد إلى الله سريعاً عُد المرة تلو المرة وأطل الوقوف على بابه .. وابكِ على أعتابه !! واعزم على أن لا تعود إلى الوحل .. وأن لا تسمح للشيطان أن يخدعكْ .. وثق أن الله يقبل من أقبل عليه .. ولا يرد من وقف على بابه .. المهم أن لا تكون كمن قيل فيهم .. تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي .. درج الجنان لدى النعيمِ الخالدِ ! ونســيتَ أن اللــهَ أخــرجَ آدم .. منها إلى الدنيـا بذنــبٍ واحـدِ ! ذلك إنسان أصر على أن يتمادى .. وأعطى للشيطان فسحة في قلبه ليعشش ويبيض ويفقس ! يقول رسول الله : "كل ابن آدم خطّـاء ، وخير الخطائين التوابون." فكن من الصنف الراقي العالي المتميز : خير الخطائين .. لاحظ : لم يطالبكِ رسول الله أن لا تخطئْ ! بل طالبك أنك إذا أخطأت ، فبادر إلى التوبة سريعاً ولا تسوفِ .. فإذا فعلت ذلك ، فأنتِ من .. خير التوابين .. فما أررررررروعك إذن ..! فما الذي يحول بينك وبين هذا الخير ؟ وتذكرْ قول ربك تبارك في علاه : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) فهنيئاً لك هذه المحبوبية إذا قررت أن تصطلح مع ربك ! * منقول مع بعض التعديلات[/size] [/center] [/b]
  12. [b] [center] [center][size=25]صفة الإمام العادل [/size] [/center] [size=25] [size=25]كتب عمر بن بن عبدالعزيز رضى الله عنه لما ولى الخلافة إلى الحسن البصرى أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل ، فكتب إليه يقول : " اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر ، وصلاح كل فاسد ، وقوة كل ضعيف ، ونصفة كل مظلوم ، ومفزع كل ملهوف ، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعى الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق بها ، الذى يرتاد لها أطيب المرعى ، ويذودها عن مواقع الهلكة ، ويحميها من السباع ، ويكنفها من أذى الحر والقر ، والامام العادل يا أمير المؤمنين كالاب الحانى على ولده ، يسعى لهم صغاراً ، ويعلمهم كباراً ، يكتسب لهم في حياته ، ويدخر لهم بعد مماته ، والامام العدل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البر الرقيقة بولدها ، حملته كرها ووضعته كرها ، وربته طفلا ، شهر بسهره ، وتسكن بسكونه ، ترضعه تارة ، وتفطمه أخرى ، وتفرح بعافيته ، وتف*** بشكايته ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : وصى اليتامى ، وخازن المساكين ، يربى صغيرهم ، ويعين كبيرهم ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : كالقلب بين الجوانح ، تصلح الجوارح بصلاحة ، وتفسد بفساده ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم ، وينظر ويريهم ، وينقاد إلى الله ويقودهم ، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله ، فبدد المال ، وشرد العيال ، فأفقر أهله وفرق ماله ، وأعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليذجر بها عن الخبائث والفواحش ، فكيف إذا أتاها من يليها ! وأن الله أنزل القصاص **** للعباد ، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم ؟ واذكر يا أمير المؤمنين : الموت وما بعده ، وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه ، فتزود له ولما بعده من الفزع الاكبر ، واعلم أن لك منزلا غير منزلك الذى أنت فيه يطول فيه ثوائك ويفارقك أحباؤك ويسلمونك في قبرك فريدا وحيداً ، فتزود له ما يصحبك " . [/size] [/size] [/center] [/b]
  13. [center] [size=25][b]من مظاهر حب الله لك:هدايته وعصمته ودوام عافيتـــــه[/size] [size=25] [size=25]أن تولد وتخرج إلى الدنيا اختارك الله عز وجل لتكون من مخلوقاته، وأكرمك أكثر وأكثر فجعلك واحدًا من بني آدم، واختارك لهذا الزمان ابنًا لأبوين مسلمين ناطقين بالعربية. أحلَّ روحك في شكل مناسب، وعافاك من كثير من الأمراض الخِلقية قبل أن تبدأ رحلتك على الأرض. واستمر فضله عليك حتى يومك هذا... استمر فضله في نعمة العافية، فقد حفظك طيلة سنوات عمرك الماضية من الإصابة بأمراض كثيرة، وإذا ما أردت أن تعرف حجم هذا الحفظ، فتأمل كل صاحب مرض قد عافاك الله منه. مئات بل آلاف الأمراض التي تصيب أجهزة الجسم وأعضاءه المختلفة قد عافاك الله منها. لو علمت عدد الفيروسات والكائنات الدقيقة ومسببات الأمراض التي تحيط بنا، وتسبب أمراضًا خطيرة، والتي لا يمنعها من مهاجمتنا إلا الله عز وجل، لهرعت إلى السجود الطويل شاكرًا لله عز وجل على حفظه لك طيلة هذه السنين، ولسألته دوام وتمام العافية. هدايته لك أخي القارئ, يا من أكرمك الله عز وجل بالإيمان. أتدري ما الذي حدث معك لتكون من أهل المساجد، بل من أهل الصلاة أصلا، ومن أهل الصيام والذكر والصدقة وفعل الخير؟! لقد حبب الله إلى قلبك الإيمان، وشرح له صدرك، وكره إليك طريق الضلال والغي، ولو أردت أن تدرك حجم هذه النعمة العظيمة فتأمل أقرانك وجيرانك، وزملاء دراستك. كم واحد منهم مثلك في تدينك والتزامك؟! أتظن أن لك يدًا في ذلك؟! لا والله، بل هو محض الفضل الإلهي الذي منَّ الله به عليك]وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ[ [النور: 21]. إن كل صلاة صليتها كان الله سبحانه سببًا في أدائك إياها. فقد كان من الممكن ألا تجد في نفسك همة ولا عزيمة للقيام بها، بل فتور وتكاسل. كان من الممكن أن يصيبك شيء يقعدك، ويعيقك عن أدائها. كان من الممكن أن يأتيك من يشغلك عنها, يأتيك اتصال هاتفي طويل، أو تحدث مشكلة تتدخل لحلها أو ... كان من الممكن أن تذهب إلى أدائها فلا يطاوعك لسانك على الذكر، ولا أعضاؤك على الحركة. هذه هي الحقيقة، فالذي مكنك من هذا كله وأزال عنك العوائق وشرح صدرك لأدائها هو ربك الودود، فليس بينك وبين ترك الصلاة إلا أن يتركك الله عز وجل لنفسك وحبها الدائم للراحة وكرهها المعهود للتكليف. وكن على يقين بأن الفضل الإلهي يحدث مع كل صلاة تصليها، وكل صوم تصومه، وكل صدقة تتصدق بها، وكل تسبيحة تسبحها]وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي[[سبأ: 50]. العصمة أما عن مظاهر حب ربك لك في جانب العصمة من الفجور والكفر فمن الصعب إدراك أبعادها، ويكفيك في ذلك أن كل معصية تحدث على وجه الأرض من كفر واستهزاء بالدين، وإلحاد، وسرقة، وزنا، و تعامل بالربا، وأكل أموال الناس بالباطل، وغش، وخداع، ورشوة، وعقوق للوالدين، و.... كل هذه المعاصي وغيرها لا يمنعك من القيام بها سوى ربك الذي كرَّهك فيها، وصرف ذهنك عنها، وأبعدك عن طريقها، وأبعدها عن طريقك. فإن قلت:وهل من الممكن أن أفعل ذلك وأنا لم أقترف شيئًا منها طيلة حياتي، ولم أفكر فيها؟ نعم أخي، من الممكن أن يفعلها أي واحد منَّا لو تركه الله عز وجل ولم يعصمه منها، فلا يوجد في البشر من يستعصي على فعل المعصية – صغيرة أو كبيرة – وذلك لطبيعة النفس البشرية الأمارة بالسوء ووجود الشيطان الذي يوسوس ويزين للنفس فعل المعاصي. فإن كنت في شك من هذا فتأمل معي دعاء إبراهيم عليه السلام لربه]وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصْنَامَ[[إبراهيم: 35].وكذلك يوسف الصديق عليه السلام عندما استجار بربه ليصرف عنه فعل السوء]وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ[[يوسف: 33]. فماذا تقول لربك بعد ذلك؟! ماذا تقول لمن عصمك من الكفر والفسوق والعصيان؟! ماذا تقول لمن اجتباك وهداك إلى صراطه المستقيم؟! ألا ينبغي لنا أن نردد – بيقين – ما كان يقوله رسولنا لربه في صباح كل يوم: وإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف، وعورة، وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك(حسن، رواه أحمد والطبراني والحاكم، وقال صحيح الإسناد، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ح (657))ونقول:]الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ[[الأعراف: 43]. [/size][/size] [/center] [/b]
  14. [center] [size=21]إن الايمان الحق بالله اذا استحكم فى القلب استحكاماً صادقاً قذف الله في ذلك القلب نوراً يشع على صاحبه , وهداية تدفعه لكل خير , واحساساً يجعله يشعر بمن هم فى حاجة وكرب , وهمًّا يجعله يشعر بهموم الآخرين من حوله ..بل ويتعدى ذلك الى أن هذا الايمان الصادق والمعرفة الحقة بالله تصل بالعبد الى أن يكون عبداً ربانياً يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى الى رحمة عباد الله .. ويتحول الى كتلة من النور وشعاعاً يشع به على الناس بكل الخير وعظيم السرور. فيلين الجانب , ويساعد المحتاج , ويطبب العليل , ويصنع الخير , ويغلق الشر , ويتحول الى منارة وشامة وعلامة فى دنيا أصابها الزمان بعطب فى نفوس كثير من الناس , فصارت قاسية لاتتأثر ولاتتحرك حتى فى مجرد محاولة تغيير النفس الى مافيه خيريتها قبل خيرية الآخرين . دعاء ورجاء اللهم ارزقنا إيماناً حقاً وصدقاً واجعلنا شامة وعلامة وأئمة فى كل ميدان ولاتجعلنا من القاسية قلوبهم . قال تعالى في سورة المؤمنون : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} [المؤمنون : 1 - 11] وقد منهجت الآيات كوكبة رائعة جميلة لبعض مقتضيات الإيمان وشرطية الحصول على الفلاح الذى به وعد الكريم الرحمن : خشوع فى الصلاة . إعراض عن اللغو . إيتاء للزكاة . حفظ للفروج إلا على الحلال الذى أباحه الله من الزوجات ومَلكاتُ الأيمان . رعاية وحفظ للأمانات والعهود . محافظة على الصلوات . * روى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قوله لأصحابه : هلمّوا نزدد ايماناً . • وكان سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يدعو فيقول : اللهم زدنا ايماناً ويقيناً وفقها . الإخلاص طريق المؤمنين : والإخلاص عند المؤمنين طريقاً لا غنى عنه .. فهم يجعلون الله غايتهم ومقصدهم من كل صغيرة وكبيرة .. يسعون ويعملون ويصلون ويعبدون ويفعلون الخيرات من أجل أن يرضى الله - وحده – عنهم .. فهو المقصد من نياتهم وكل تحركاتهم .. فهم قد فقهوا قول نبيهم : إنما الأعمال بالنيات وانما لكل امريء مانوى .... الخ خلاصة : إن كتب الله لعبده الاخلاص كٌتب باذنه تعالى من المؤمنين . رجاء : اللهم اجعل أعمالنا لك خالصة ولوجهك متجهه وعندك مُتقبّلة وارزقنا بحقّها رضاك . صلاة المؤمنين : إن المؤمنين فى صلاتهم يخشعون وعليها دائما يحافظون .. إنها المجاهدة الضرورية التى يمارسها المؤمنون فى صلواتهم حتى اتصفوا بصفة المؤمنين .. فالخشوع فى الصلاة , والمحافظة عليها , ماهو إلا تذلل للخالق و خوف من شديد البطش و سكون إلى الرحمن الرحيم. و الخشوع فى الصلاة والمحافظة عليها ماهما إلا ثمرة لممارسات سبقتهما حتى أدت اليهما ووصفت المؤمنين بوصفيهما . هكذا خشعوا .. وهكذا عليها حافظوا : (*) استحضروا جلال وهيبة وعظمة الله عند سماع صوت المؤذن يعلو الله أكبر , وآمنوا أنه سبحانه أكبر من كل عمل يمارسونه فى وقت صلاتهم , فتركوا الأعمال وشدوا الى الله الرحال والي مُصلّاهم وقبلتهم جلسوا باطمئنان , يستبشرون ببيعهم الذى بايعوا , فلقاء الجليل حان , والأبواب فُتحت من الجنان , والهرب الأكيد للشيطان كان , واذا قضى الله الأجل كان منه الرضى وحسن الختام والرضوان . (*) استجمعوا تفكيرهم وطاقاتهم مع الامام وتدبروا الأيات.. فوجدوا وعدا ووعيدا استدعى تعوذّهم منه .. ووجدوا جنة ونعيما إستدعى تشوقهم وطلبهم وسؤالهم . (*) قللوا من حركات الجسد أثناء الصلاة فلم يزيدوا عن الثلاث ... وعلموا أن من خشع قلبه خشعت جوارحه وسكنت عن الحركة , وصارت معلقة بأعالى الجنان . (*) استحضروا أن هذه الصلاة التى يصلونها هى آخر ماسيكون من صلاة فجعلوها صلاة توديع ووداع . (*) اغلقوا هواتفهم المحمولة لإيمانهم بأن الصلاة صلة بالله ومع الله ويجب قطع غيرها من الاتصالات مع الناس . (*) نظروا محل سجودهم ولم يلتفتوا يمنة ولا يسرة ... وكأن على رؤوسهم طيرا . المحاسبة سمة المؤمنين إزداد المؤمنون إيماناً بأن عاشوا عَيش الصالحين الربانيين , فداوموا على محاسبة أنفسهم حساباً شديداً , لإيمانهم بأنها الدواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , والمطهرة للبدن , والرافعة للشأن والقدر , عند مليك مقتدر بل وعند كل البشر , وأنتبهوا بأن الأيام مُسرعةُ , والشهر والشهران يتبع بعضهما بعضا وكأنهما ينطويان طياَّ .. فكانت محاسبتهم شاملة لكل مجريات اليوم من أمور تتعلق برب الجلال وأخرى تتعلق بعباده سبحانه وتعالى .. متذكرين فى ذلك إمام التقوى علياّ بن أبى طالب رضى الله عنه عندما سُئل عن التقوى , ماالتقوى يا إمام ؟ فقال : هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعدادا ليوم الرحيل ) . ولماّ آمن المؤمنون بأهمية التقوى أوقفوا أنفسهم عندها وراجعوها , فتحققت فيهم خيرية عظيمة .. دعاء : اللهم اجعلنا ياجليل ممن يخافونك ويعملون حقاً بمحكم تنزيلك ويقنعون بعطاء قليلك ويستعدون ويشمرون ليوم رحيلهم ولحظة خروج روحهم ووقت إنزالهم الى وحشة قبورك . كيف يحاسب المؤمنون أنفسهم : (*) إن المؤمنين يحاسبون أنفسهم على صلاة الفرائض .. أكانت على وقتها وبخشوعها وبحقها . (*) إن المؤمنين يحاسبون أنفسهم على السنن الراتبة .. هل أتمموها بثنتى عشرة ركعة ليفوزوا بقصر فى الجنة أم حرموا أنفسهم من قصرهم فى يومهم . (*) المؤمنون إذا وقعوا فى غيبة ونميمة استغفروا وأنابوا ورجعوا وكفّروا عن ذلك. (*) المؤمنون اذا أساءوا لأحد بفعالهم أو بألسنتهم راضوهم وأكرموهم , وتحببوا اليهم تحابباً , وتصافوا معهم تصافياً , ولم يناموا يومهم وهم يحملون بغضاً لغيرهم طمعاً فى جنة ربهم . (*) المؤمنون يتصدقون وينفقون لربهم , ويحبون العمل لدينهم وهم خير من يفقهون قوله تعالى : "ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ", فأنفقوا لتكون لهم الجنة , وعملوا لدينه لينالوا شرف التأسى بالأنبياء , لتربح بذلك تجارتهم مع الله عز وجل .. يرجون تجارة لن تبور . (*) المؤمنون اذا أذنبوا إستغفروا وتابوا واستشعروا رضى ربهم ورحمته ولم يسوّفوا ولم يؤجلوا ولم يقولوا للانابة والرجعة غدا موعدنا . وهكذا راقبوا أنفسهم وحاسبوها , إيماناً منهم ويقيناً بأنه من يحاسب اليوم نفسه هان عليه الحساب يوم الحساب. الإستقامة طموح المؤمنين : فالمؤمنون ما أن ينتهون من الطاعة إلا ويدخلون فى غيرها .. ويترجمون على الدوام بما تحمله قلوبهم من الإيمان .. فالإستقامة ترجمة فعلية لإيمان القلوب . ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .. والمؤمنون يكثرون من دعاء الفاتحة : إهدنا الصراط المستقيم . وهم خير من يعلمون قول خالقهم : وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ... خاتمة ودعاء اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك . اللهم أعطنا منها ما يرضيك عنا .واجعلنا من المؤمنين حقاً وصدقاً .. اللهم سّيرنا ولا تخّيرنا . اللهم خُذ منا وتول أمرنا عنا .اللهم أشغلنا بك وهب لنا هبة لا سعة فيها لغيرك إنك أنت العزيز الوهاب .اللهم اقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك. اللهم تَوَلَّنا ولا تُوَّلِ علينا غيرك . اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك. اللهم اجعلنا من المرحومين ولاتجعلنا من المطرودين. اللهم يامن يملك حوائج السائلين ويعلم ضمائر الصامتين فإن لكل مسألة منك سمعاً حاضراً وجواباً عتيدا ولكل صامت منك علماً ناطقاً محيطاً نسألك بمواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة أن تجعلنا من المؤمنين وعلى هدى سيد المرسلين . اللهم أُنزلنا بك حاجتنا وأنت عالم بها اللهم اقضها في السماء حتى تُقضى في الأرض ... آآمين ... برحمتك ياأرحم الراحمين . [/size] [/center]
  15. [center] [size=25][b]حتى لا يتثاقل مظلوم[/size] [size=21][size=25]عن رفع ظلامته بعد اليوم ‏ [center][b][size=25]يرْوي قاضي الموصِل يحيى بن يحيى الغسَّاني، يقول: (بينما عمر يطوف ذات يومٍ في أسواق حمص, يتفقَّد الباعة، ولِيَتَعَرَّف على الأسعار, إذْ قام إليه رجلٌ, عليه برْدان أحمران قطريَّان, وقال: يا أمير المؤمنين، لقد سمعتُ أنَّك أمرْت من كان مظلومًا أن يأتِيَك, فقال: نعم، وها أنا قد أتَيْتُكَ، وها قد أتاك رجل مظلومٌ بعيد الدار، فقال عمر: وأين أهلك؟ فقال: في عَدَن، فقال عمر: إنَّ مكانك من مكان عمر لبعيدٌ، ثمَّ نزل عن دابَّتِهِ, ووقفَ أمامه, وقال: وما ظلامتُكَ؟ فقال: ضَيْعَةٌ لي - بستان - وثَبَ عليها رجل مِمَّن يلوذون بك، وانْتَزَعَها مِنِّي، فكتَبَ عمر كتبًا إلى عروة بن محمَّد واليه على عَدَن, يقول فيه: أما بعد، فإذا جاءك كتابي هذا, فاسْمَع بيِّنَة حامِلِه, فإن ثبتَ له حقّ, فادْفَعْ له حقَّه، ثمَّ ختَمَ الكتاب، وناولَهُ الرجل، فلمَّا همَّ الرَّجل بالانصراف, قال له عمر: على رِسْلِك، إنَّك قد أتَيْتنا من بلدٍ بعيد، ولا ريْبَ في أنَّك اسْتنفذْتَ في رحلتك هذه زادًا كثيرًا، وأخلقْتَ ثيابًا جديدة، ولعلَّه نفقَت لك الدابة، ثمَّ حسب ذلك كلَّه, فبلغَ ذلك أحدَ عشر دينارًا, فدَفَعَها إليه، وقال: أَشِعْ هذا في الناس، قلْ للناس: إنّ عمر أعطاني نفقة السَّفَر، حتى لا يتثاقلَ مظلومٌ عن رفْعِ ظُلامتِهِ بعد اليوم, مهما كان بعيد الدار) [/size][/b][/center] [/size] [/size] [/center] [/b]
  16. [b] [center] [size=16][size=16][size=21] إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله عز وجل ، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا الحب ويبحث عنه ، فإذا وقع في أمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ، فإذا أصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه ، وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالى خائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ، فقديماً قيل : " كل منحة وافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة ". لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء الله إنما هو دليل محبة وتكريم ، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولا يعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي . بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى : "لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ، والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان " طب القلوب، ابن تيمية ، ص183. والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً أن يتوافق حب العبد لله مع حبه لرسوله عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله " آل عمران ، 31. [/size]مراتب حب الله عز وجل [size=21][/size] [size=21]إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ، فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ، وأول من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى أخلاّءه فقال عز وجل : "واتخذ الله إبراهيم خليلاً " النساء ، 125. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " أخرجه الحاكم . والخُلّة " اخصُّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها ، وتخلّلها الحب حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر " . طب القلوب ، ص229. ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم أولياء الله المتقين . ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : " من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري . وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه ، فينفذ الأمر ويتجنب النهي ، ويترك المكروه ، كما يفعل المحبوب ، جاء في الحديث القدسي "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه " . وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي " ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " رواه البخاري . وقد عدّد القرآن الكريم الخصال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعلهم يفوزون بحبه ، فورد في كتابه الكريم أنه سبحانه وتعالى يحب التوّابين ويحب المتطهّرين ، ويحب المتقين ، ويحب الصابرين ويحب المتوكلين ، ويحب المقسطين ، ويحب المحسنين... فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وأن يحاول جاهداً أن يتصف بالصفات التي تقربه منه عز وجل وتقوّي في نفسه محبته ، فإذا قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه . [/size]التماس حب الله عز وجل [size=21]يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه ، وذلك بطرق مختلفة أهمها رضاه عن الله عز وجل ، فمن كان راضياً عن الله عز وجل كان ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه . وقد أكّد ابن قيم الجوزية أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها : "[/size]الموطن الأول : عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به . الموطن الثاني : عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه. الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ... فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ، كما قال النبي لبلال : "يا بلال أرحنا بالصلاة ". الموطن الرابع :[size=21] عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " . وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ، خاصة إذا أراد أن يصل إلى الحب المتبادل بينه وبين الله عز وجل . [/size]فوائد حب الله عز وجل [size=21]إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عباده المخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ، قال تعالى : " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24. وهذا الإخلاص يحصل للمقربين الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، أما المؤمن فينال من هذا الإخلاص على قدر قربه من الله ، إلا أن علامات حب الله عز وجل أن يجعل الله له المحبة في أهل الأرض ، جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً " مريم ، 96. أن رسول الله قال في هذه الآية : " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض " ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب ، لقوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31. ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة ، يروى انه سئل يعض العلماء أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فقال في قوله تعالى : " وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18. لهذا أدرك علماء الإسلام أهمية حب الله عز وجل فكانوا يسألونه تعالى هذا الحب في دعائهم ، ومن أدعيتهم في هذا المجال : " اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك ، اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب ، وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب ، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ، اللهم اجعل حبي كله لك ، وسعيي كله من مرضاتك ". فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله فلا شيء يكفيه ، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه. [/size][/size] [/size] [/center] توقيع : راجية حسن الخاتمة [/b]
  17. [center] بسم الله الرحمن الرحيم كيف نجعل الآخرين يحترمونا ؟ كانت لنا بلاغة وحضارة ففقدناها كنا خير أمة أخرجت للناس " كنا" كان كل منا قرآن متحرك " نعمل كما نعتقد ولا فرق بين ما نقول وما نفعل " , فصرنا اليوم غير كان لنا علوم وعلماء " فأصبحنا اليوم حتى غير جادون في طلب العلم" كنا صادقون في القول , جادون مجتهدون في العمل ,فصرنا بارعين في الكذب والنفاق ونتقن التبرير والتعذر والخمول والكسل كنا على خلق وخلاق كنا ...وكنا... وكان الآخرين يحترموننا فكيف نستطيع اليوم أن نجعل الآخرين يحترمونا ؟؟؟؟ بارك الله فيك ياخى . ان وضع المسلمين الان سىء للغايه هل حالتنا كمسلمين الان افضل مما كنا عليه قبل 2001 هل افغانسان كانت افضل ايام حكم طلبان أم الان هل السودان كانت افضل ام الان بعد ان قسمت الى دولتين هل العراق الان افضل ام اسوء لماذا فشلت محاوله اقامه امارة فى سيناء مصر هل الصومال الان افضل حالا ام ما كانت عليه فى الماضى نسبه الفقر والجهل والمرض والاميه والبطاله اعلى فى البلاد العربيه( لماذا) اسئله كثيره تحتاج الى اجابات صريحه محايده بدون تحزب او تعصب لتقييم وضعنا كمسلمين الان. وما هى الخيارات التى امامهم . [/center]
  18. [center] الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول "اللهم اعط منفقاً خلفا" الصدقة تنتصر على الشياطين ,قال "لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطانا" الصدقة تعالج المرضى ,قال "داووا مرضاكم بالصدقة الصدقة تطفئ غضب ربك ,قال "ان الصدقة لتطفئ غضب الرب الصدقة تمحو خطاياك ,قال "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار الصدقة تحمي عرضك وشرفك ,قال "ذبوا عن اعراضكم بأموالكم الصدقة تحسن ختامك ,قال "صنائع المعروف تقي مصارع السوء" قال "ان الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء" الصدقة ظلّك من اللهب ,قال "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس"ا الصدقة تفك رهانك يوم القيامة ,قال "من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة" الصدقة سترك من النار ,قال "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة , فأنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان". الصدقة لاتكلفك أقل شئ ،،،، تصدق بريال واحد كل يوم تكسب دعوة ملك من السماء ينزلان كل ليلة فيقول الأول" اللهم أعط منفقا خلفا " ويقول الآخر " اللهم أعط ممسكاً تلفا ". تصــــــــــدق ولو بالقليــل فالقليـــل عند الله كثيــــــــــر
  19. [center] [b]إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل الله فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله وصحبه أجمعين . أما بعد :- أيها المؤمنون: يقول الله تبارك وتعالى ـ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ امنوا ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[الحشر:18]. قال صاحب الظّلال: "وهو تعبير كذلك ذو ظلال وإيحاءات أوسع من ألفاظه، ومجرّد خطوره على القلب يفتح أمامه صفحة أعماله بل صفحة حياته، ويمدّ ببصره في سطورها كلّها يتأمّلها، وينظر رصيد حسابه بمفرداته وتفصيلاته لينظر ماذا قدّم لغـده في هذه الصفحة. وهذا التأمّل كفيل بأن يوقظه إلى مواضع ضعف ومواضع نقص ومواضع تقصير مهما يكنْ قد أسلف من خير وبذل من جهد؛ فكيف إذا كان رصيده من الخير قـلـيـلاً ورصيده من البرّ ضئيلاً؟! إنها لمسةٌ لا ينام بعدها القلب أبداً، ولا يكفّ عن النظر والتقليب". قال الحسن البصري في تفسير قول الله عز وجل: وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ[القيامة:2]. "لا يُلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردتُ بكلمتي؟ ماذا أردتُ بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قُدُماً لا يعاتب نفسه. ويقول الله ـ عزّ وجلّ ـ في وصف المؤمنين الذين يحاسبون أنفسهم عند الزلّة والتقصير ويرجعون عمّا كانوا عليه: إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ[الأعراف:201]. قال الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتزيّنوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيةٌ[الحاقة:18]). ويصف الحسن البصري المؤمن بقوله: "المؤمن قوّام على نفسه يحاسبها لله، وإنّما خفّ الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. ويقول ميمون بن مهران: "إنه لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه". وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على اله وصحبه أجمعين [/center] [/b]
  20. [b] [center] [b][size=25]تأخيرنصرالدين لطف بالمؤمنين ومكربالكافرين والمنافقين [size=25][b]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد.[/size][/b] [b][size=25]أما بعد...[/b] [b]فإن لله سبحانه وتعالى عادة لوْ تغيّر وتبدل كل شيء لم تتغير ولم تتبدل، نافذة في ممالكه بلا ممانع، قاهرة لخلقه بلا مدافع، مصدرها الحكمة والرحمة وشمول القدرة مع القيام بالقسط... فمنها ما يظهر العلم به لكثير من الخلق، ومنها ما لا يعلمه إلا القليل منهم، ومنها ما لا يعلمه سواه سبحانه.[/b] [b]فمن أمثلة ما يخفى على كثير من الناس من عادة الرب وسنته - لا سيما أهل النفاق - تأخير نصر الدين وأهله، وهو على الحقيقة بالرغم من شدة وَطْأته وثقل حمله؛ نصر خفي مَوْصول بالنصر الجلي، فلا بد من هذا للمؤمنين إذا قاموا بنصرة الدين، وهو لطف بهم كما حصل في غزوة أُحد.[/b] [b]وتأمل كلام الإله وتعرّف على سننه التي لا تتبدل، ترى أنها تشتد الحال ويعظم الكرب حتى يقول الرسول والمؤمنون معه:(متى نصر الله)؟ فيكون الجواب من الولي النصير: (ألا إن نصر الله قريب)، ومثله: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا) فيقول تعالى: (جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) -يوسف 110-.[/b] [b]وهُنا يَرِدُ سؤال يكون في جوابه كشف المستور المخبأ عن علم أكثر الخلق، والسؤال هو: هل الرب عز وجل كان خاذلاً لرسله وعباده المؤمنين في شدتهم ثم إنه بدا لَهُ بعد أن ينصرهم حينما : (ألا إن نصر الله قريب) وحينما قال: (أتاهم نصرنا).[/b] [b]الجواب:تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وإنما من أسرار الأقدار أن يكون الابتلاء خفياً والمحنة مستورة،(ليميز الله الخبيث من الطيب) -الانفال 37 -، وإلا فالرب سبحانه لا يستجد له جديد كان خافٍ عليه قبل ولا يؤثر في قدرته مؤثّر من دونه، كيف ومقاديره جارية على سنته، سابقة لخلقه.[/b] [b]وتمام جواب السؤال؛ هو أن الرب سبحانه وتعالى لم يتخل عن رسله وعباده المؤمنين، ولم يخذلهم وقت شدتهمووقت الغلبة التغريرية الاستدراجية لعدوهم والتي هي غير مستقرة ولا مستمرة، وإنما ليظهر معلومة وآياته وعجائب قدرته، وحيث إن الكمائن تظهر عند المحن، فمن أعظم ذلك ظهور كمائن المنافقين وظنهم السوء برب العالمين؛ ألا ينصر من نصر دينه.[/b] [b]وحِكَمٌ غيرها عظيمة القدْر ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه "زاد المعاد" في كلامه على غزوة أحد أحببت نقلها هنا لما فيها من العبرة والعِظة ولِمشابهة الحال - وإن لم يكن من كل وجه – (ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة)-الانفال 42-.[/b] [b]قال رحمه الله تحت عنوان:"فصل في ذكر بعض الحِكَم والغايات المحمودة التي كانت في وقعة أُحد":[/b] [b]فمنها:تعريفهم بسوء عاقبة المعصية والفشل والتنازع، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك، كما : (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم)-آل عمرآن 152-.[/b] [b]فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول وتنازعهم وفشلهم كانوا بعد ذلك أشد حذراً ويقظة وتحرزاً من أسباب الخذلان - ولم تكن معصيتهم إلا مخالفة الرماة مَوْضعهم الذي أمرهم الرسول بلزومه فبسبب تلك المخالفة جرت الأمور الكبيرة من إدالة العدو وغير ذلك من الأمور المحزنة، فكيف بمخالفاتنا التي لا تحصي؟[/b] [b]ومنها:أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جَرَتْ بأن يُدَالوا مرة ويُدال عليهم أخرى لكن تكون لهم العاقبة، فإنهم لو انتصروا دائماً دخل معهم المسلمون وغيرهم ولم يتميّز الصادق من غيره، ولوْ انْتُصِرَ عليهم دائماً لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة، فاقتضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين ليتميَّز من يتبعهم ويطيعهم للحق وما جاءوا به ممن يتبعهم على الظهور والغَلبة خاصة.[/b] [b]ومنها:أن هذا من أعلام الرسل كما قال هرقل لأبي سفيان: هل قاتلتموه؟ قال: نعم، قال: كيف الحرب بينكم وبينه؟ قال: سجال، ندال عليه ويُدال علينا، قال: كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة.[/b] [b]ومنها:أن يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب فإن المسلمين لما أظهرهم الله على أعدائهم يوم بدر وطارَ لهم الصّيت دخل معهم في الإسلام ظاهراً من ليس معهم فيه باطناً، فاقتضت حكمة الله عز وجل أن سبّب لعباده محنة ميّزت بين المؤمن والمنافق فأطلع المنافقون رؤسهم في هذه الغزوة وتكلموا بما كانوا يكتمونه وظهرت مخبآتهم وعاد تلويحهم صريحاً، وانقسم الناس إلى كافر ومؤمن ومنافق انقساماً ظاهراً، وعرف المؤمنون أن لهم عدواً في نفس دُورهم وهم معهم لا يفارقونهم فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم.[/b] [b]قال الله تعالى: (ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء)، أي ماكان الله [/b] [b]ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين حتى يميز أهل الإيمان من أهل النفاق كما ميّزهم بالمحنة يوم أحد، (وما كان الله ليطلعكم على الغيب)، الذي يميز به بين هؤلاء وهؤلاء فإنهم متميزون في علمه وغيبْه وهو سبحانه يريد أن يميزهم تمييزاً مشهوداً فيقع معلومه الذي هو غيب شهادة، وقوله: (ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء)؛ استدراك لما نفاه من اطلاع خلقه على الغيب، كما قال: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول)، فحظكم أنتم وسعادتكم في الإيمان بالغيب الذي يُطلع عليه رسله، فإن آمنتم به واتقيتم كان لكم أعظم الأجر والكرامة - ومن هذا الغيب أن يسْتيقن المؤمن أن الله ينصر دينه لا محالة.[/b] [b]ومنها:استخراج عبودية أوليائه وحزبه في السّراء والضراء وفيما يحبون وما يكرهون وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم، فإذا ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون وما يكرهون فهم عبيده حقاً، وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السراء والنعمة والعافية.[/b] [b]ومنها:أنه إذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلّوا وانكسروا وخضعوا فاسْتوْجبوا منه العز والنصر، فإن خلعة النصر إنما تكون مع وَلاية الذل والإنكسار، : (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) وقال: (ويوم حنين إذْ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً).فهو سبحانه إذا أراد أن يُعز عبده ويجبره وينصره كَسَرَهُ أولاً، ويكون جبره له ونصره على مقدار ذله وانكساره.[/b] [b]ومنها:أنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها أعمالهم ولم يكونوا بالِغيها إلا بالبلاء والمحنة، فقيّض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه، كما وفقهم للأعمال الصالحة التي هي من جملة أسباب وصولهم إليها.[/b] [b]ومنها:أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغياناً وركوناً إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن جدّها في سيرها إلى الله والدار الآخرة فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته قيّض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه، ولوْ تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه.[/b] [b]ومنها:أن الشهادة عنده أعلى مراتب أوليائه، والشهداء هم خوَاصّه والمقربون من عباده وليس بعد درجة الصّدّيقية إلا الشهادة، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء تُراق دماؤهم في محبته ومرضاته ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم، ولا سبيل إلى نيْل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو - هذا فيه شَبَه من السور الذي باطنه فيه الرحمة وظاهرة منقِبَله العذاب، فتأمل حال المؤمن والمنافق هنا .[/b] [b]ومنها:أن الله سبحانه إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قَيّض لهم الأسباب التي يسْتوجبون بها هلاكهم ومحقهم، ومن أعظمها بعد كفرهم وطغيانهم مُبالغتهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسلّط عليه فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محْقهم وهلاكهم.[/b] [b]- تأمل هذا وترقّب فعل رب العالمين بأعدائه، وقد ظهرت ولله الحمد علامات ذلك واضحة من قَوَارِعِه المتوالية عليهم ونحن نسأله المزيد، وتدبّر قوله سبحانه عن فرعون وقومه: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) فالطغاة يتمادوْن بطغيانهم والرب يمهلهويظنون أنه مهملهم حتى إذا استكمل غضبه عليهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهذا معنى الآية... وقد بيّنت في "جواب الأمريكيين" وغيرهم عظم فساد هؤلاء الكفرة في الأرض وأنه أعظم من إفسادهم بالمحاربة وتقتيل المسلمين، فنحن نتربّص بهم سنن شديد المِحال -[/b] [b]ثم إن ابن القيم رحمه الله ذكر كلاماً، ثم قال في قُبح طاعة الكفار:(وحذّرهم سبحانه من طاعة عدوهم وأخبر أنهم إن أطاعوهم خسروا الدنيا والآخرة، وفي ذلك تعريض بالمنافقين الذين أطاعوا المشركين لما انتصروا وظفروا يوم أُحد، ثم أخبر سبحانه أنه مولى المؤمنين وهو خير الناصرين، فمن وَالاه فهو المنصور، ثم أخبر أنه سيلقي في قلوب أعدائهم الرعب الذي يمنعهم من الهجوم عليهم والإقدام على حربهم، فإنه يؤيد حزبه بجند من الرعب ينتصرون به على أعدائهم، وذلك الرعب بسبب ما في قلوبهم من الشرك بالله، وعلى قدْر الشرك يكون الرعب، فالمشرك بالله أشد شيء خوفاً ورعباً، والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بالشرك لهم الأمن والهدى والفلاح، والمشرك له الخوف والضلال والشقاء)[/b] [/size] [/size] [/center] [/b][/b]
  21. [b] [center] تناسى العديد منا اهمية وفضل صلاة الضحى والتي لها من الأجر الكبير سأختصر في موضوعي المتواضع لكم بعض من افضالها وكيفيتها صلاة الضحى صلاة الضحى سنه مؤكده عن الرسول ,, حيث قال في حديثه "يصبح علي كل سلامي من أحدكم صدقة. وكل تسبيحة وتهليلة صدقة, وتكبيرة صدقة, وتحميدة صدقة, وأمر بمعروف صدقة, ونهي عن منكر صدقة,ويجزيء أحدكم من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحي". وقال زيد بن أرقم: خرج رسول الله - صلي الله عليه وسلم - علي أهل قُباء وهم يصلون الضحي فقال: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحي". أخرجه أحمد ومسلم. معنى الأوابين: جمع أواب وهو كثير الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بالتوبة وهي من ابواب شكر الله على نعمه التي لاتعد ولاتحصى ,, وبالحمد والشكر تدوم النعم ووقتها:- من بعد شروق الشمس بربع ساعه الى قبل صلاة الظهر بربع ساعه تقريباً واقلها ركعتين ولا حد لأكثرها فقد روى ان النبي صلاها ركعتين , واربع , وثماني, واثنى عشر لا اتخيل مسلم عرف فضلها ان يفرط فيها , فما اعظم واوسع رحمة الله بنا ومن الصلوات التي نسيناها وتجاهلنا فضلها صلاة الوتر صلاة الوتر: إن صلاة الوتر فضلها عظيم، وأعظم ما يدل على ذلك هو:- أنه لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، فهي سنه مؤكده عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أوصاني خليلي بصيام ثلاث أيام من كل شهر , وركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن أرقد )) وقت صلاة الوتر: أجمع العلماء على أن وقت الوتر لا يدخل إلا بعد العشاء، وأنه يمتد إلى الفجر. فعن أبي بصرة رضي الله عنه: أن رسول الله قال : " إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر" رواه أحمد. و الأفضل تأخير فعلها إلى آخر الليل وذلك لمن وثق باستيقاظه لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: " من خاف أن لا يقوم آخر الليل ، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل " أخرجه مسلم واقل ركعاتها واحده واكثرها اثني عشر ركعه يصليها مثنى ومثنى ويختمها بركعه واحده يسن للمصلي أن يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ { سبح اسم ربك الأعلى } وفي الركعة الثانية بـ { قل ياأيها الكافرون } وفي الثالثة بـ { قل هو الله أحد } القنوت في الوتر: القنوت في الوتر مستحب وليس بواجب، والدليل على مشروعيته: أنه كان يقنت في ركعة الوتر ولم يفعله إلاّ قليلاً ولأهمية صلاة الوتر ان من فاتته لأي ظرف عليه قضاؤها حيث ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية قضاء الوتر. فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : " من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره " أخرجه أبو داود. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر " أخرجه الحاكم. تقضى في وقت صلاة الضحى ركعتان واختم موضوعي بـ حكم ترك صلاة الوتر: فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ذلك فقال: " الحمد لله، الوتر سنة باتفاق المسلمين، ومن أصر على تركه فإنه ترد شهادته، والوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء، والوتر أفضل الصلاة من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر، والله أعلم ". اسأل الله ان يعيننا جميعاً على فعل الطاعات وترك المنكرات ~~~سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم~~ [/center] [/b]
  22. [center] [size=21]|| بسمْ الله الرحمّن الرحيِمْ || وحْدَهُ مُوقِظ الأُمنْياتْ مِنَ السَرابْ و دَافِع الحَياةِ للأَمَل [ الله ♥ ] احْرفٌ تَرنَمتْ بِثوبِ المهَابة و نَسَماتِ الرَحمَة مَا انْ تلتَحِفْ شِفَاهِي احْرُفَهاااا حَتى تَمْتَلئ فَراغَات جَسَدي بالحَياةْ و تَتسربُ اشعٓة الإيمَانْ ☼ بَينَ حَنَاياي اقْصِدهُ فِي حُزنِي و ضَياعِي فتفيقْ ذراتَ الهَوى بدَاخِلي و يهَدينِي إلى حيثُ اليَقينْ ღ فأعْزِفُ | سمْفونيةَ الحُبْ ♥ | بوتِيرةِ الثقِة انْ لِي رَبًا رَغمْ غِوائي اجِدهُ رحِيمًا بِي مُوقِنَة انا يالله بِعظَمةٍ تَمثَلتْ بعَفوكْ و بِحلمٍ تُجاريهِ مَقدرتِك انْت يا إلهي مَنْ يستَشفُ نِداءاتِ آلآمِنا فيُربْتُ هَمهَماتِنا انْ الخَفِيّ اجْمَل ღ, انَها ابتِلاءاتُ الجَنّة و مَالنَا سِوى انْ نَبْقَى حَيثُ فُطِرنَا لتَرسِل بعطَاياك كحَلوى تُسهِب فِي رسْم ابْتسامَة الرِضى ^-^ باقْدارِنا فَيعْترينَا خَلجُ بمَعنَى الحيَاة الذِي و انْ ابْتعدَنَا فِي ظُلمَة السَرابْ سنَشْتَاقُه ، و يَكبُرمَعهُ شوقٌ انْ نَبِيْتَ فِي كَنَفِ الإله [ سُبْحانَه ] [size=21]نُحبكَ ربَنَا ♥[/size] [/size] [/center]
  23. [b] [center] [size=25][b]ذكرى[/size] [size=25]ابن آدم..اتق الله تعالى.،كيف يسوغ لك المطعم ، وقد فعلت ماتعلم ، يامعوجاً بالشقاق لايتقوم، يا مرتضعاً ثدى الأمل عن قليل تفطم،أما يؤثر فيك عذل اللوم إن كان لك عذر فقل وتكلم ،سيظهر قبيحك غداً فإلى كم تستكثر من القبيح وتكتم. أين غض طرفك عن كل محرم.أين إمساكك لسانك فالتقى ملجم.تأخذ أعراض الناس وتلدغها لدغ أرقم.لسانك معسول بالخداع قلبك علقم. اللذة تفنى والعذاب يبقى هل تفهم؟ عجب النفس تنكر الجزاء ما أعماها.أما أظهر الأدلة لها و جلاها؟ من الذى مد الأرض ودحاها،وابتعث الغمام فسقاها ((وأية لهم الأرض الميتة أحييناها)) أما فى هذا دليل لها فما أشقاها((أأنتم أشدخلقاً أم السماء بناها))من جاء بالشمس وضحاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها. من أهلك ثمود بطغواها إذا نبعث أشقاها.من صف حب الرمان إذا صف من أنشأها ذوات الظلت والخف،من الذى تعلقت بفضله الأكف فكفها بالغرض وكفاها.من أخرج الأصول لا من أصول. من بقدرته يبطش ويصول، ويقول للشئ كن فيكون كمايقول.لايمتنع عن إرادة ولا يأباها يقول للأشياء عودى فتعود، وترجع مخضرة بعديبس العود ويقضى لأقوام بالشقاء ولأقوام بالسعود،واهاً لذلك اليوم واهايا مقبلا على عدوه معرضا عنى . هل رأيت خيراً قط إلا منى.أنا الذى لطفت وعطفت وجمعت بين المتضادات وألفت وعرفتك نفسى فقدمتك وشرفت.متى تشكر أنعامى ورفقى.أرضيت أن تكون من شرار خلقى، من لك إن حرمتك أجرى. من لك إن حبست عنك ماأجرى.من لك إن منعتك الهدى بحجرى.ياغافلاً وهذا العتاب يجرى.يامصنوع قدرتى ياموضوع حكمتى. يامن علمته أسمى وعرفته صفتى احذر عصيانى وخف مخالفتى.يامقبلا إلى بابى مرحباً وأهلا.يامبارزاً بالذنوب رويداً ومهلاً.ياقليل الشكر من كفلك طفلاً يامتحيرا فى أمرى والقرآن عليه يتلى،يامغترا بالحلم كم تحت الحلم جرحى وقتلى.يامسوراً بعيشه عيش محبتى أحلى،يامن أبعده حب الأكل والوسادة،طاعاتك فى نقصان ومعاصيك فى زيادة.يامن يسر إلى مايضره ويبادره.ويعرض عما ينفعه ويحاذره،ويبارز الخالق بالخطايا ويجاهره، أما رأيت قصراً ملئت بالموت مقاصره،أما عاينت ملكاً تفرقت عشائره،أما أبصرت ذخراً لم ينتفع به ذاخره،أما الدنيا جسر وكل حى عابره،إلام هذه الحيره والمقصود معروف،وعلام تعتمد من عملك يوم الوقوف ،وبم إحتجاجك وكتابك بالسيئات منضود ومحفوف،أما وعدك ربك النصرإن أنت نصرت دينه،أما وعدك إحدى الحسنين إن جاهدت فى سبيله،أما والله ماعائدٌ إلى المسلمين عزهم ومجدهم حتى يتحدوا،ولن يتحدوا،ولن يتحدواحتى يتحابوا حتى يرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم ((إن الله لايغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))[الرعد/آية11] قال رسول الله{صلى الله عليه وسلم} ((جعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرى))[رواه أحمدفى مسنده] وقال تعالى ((إن الأبرار لفى نعيم، وإن الفجار لفى جحيم يصلونها يوم الدين،وماهم عنها بغائبين،وما أدراك مايوم الدين،ثم ماأدرك مايوم الدين.يوم لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله))[الإنفطار/آية19:13] تزود من حياتك للمعاد…. وقم لله واجمع خير زاد ولاتركن إلى الدنيا كثير….فإن المال يُجمع للنفاد [/size] [/center] [/b][/b]
  24. [b] [center] [size=21][center]فضـــيلة الشيـــــخ / صـــآلح المغـــآمـــسي نافلة من نوافل العبادات الجليلة .. بها تكفر السيئات مهما عظمت , وبها تقضى الحاجات مهما تعثرت .. وبها يُستجاب الدعاء.. ويزول المرض والداء.. وترفع الدرجات في دارالجزاء.. نافلة لا يلازمها إلا الصالحون ، فهي دأبهم وشعارهم وهي ملاذهم وشغلهم.. تلك النافلة هي : قيام الليل قال : " عليكم بقيام الليل ، فإنَّه تكفير للخطايا والذنوب، ودأب الصالحين قبلكم ، ومطردة للداء عن الجسد ". ( رواه الترمذي والحاكم ). من ثمراته : دعوة تُستجاب .. وذنب يُغفر .. ومسألة تُقضى.. وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن .. وتحصيل للسكينة .. ونيل الطمأنينة .. واكتساب الحسنات .. ورفعة الدرجات.. والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد ! - فمن منَّا مستغي عن مغفرة الله وفضله ؟! - من منَّا لا تضطره الحاجة ؟! فيا ذات الحاجة ها هو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة .. يقترب منا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته .. وعطفه ومودته .. وينادينا نداء حنوناً مشفقاً : هل من مكروب فيفرج عنه .. فأين نحن من هذا العرض الــسخــي ! قم أيها المكروب.. في ثلث الليل الأخير.. وقل : لبيك وسعديك .. أنا يا مولاي المكروب وفرجك دوائي.. وأنا المهموم وكشفك ماأريد.. وأنا الفقير وعطاؤك غنائي.. وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي.. قم .. وأحسن الوضوء.. ثم أقم ركعات خاشعة .. أظهر فيها لله ذلَّكِ واستكانتكِ له.. وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك.. فلا تدع في سويدائه شوب إصرار.. ولا تبيت فيه سوء نية .. ثم تضرَّع وابتهل إلى ربكِ , شاكي إليه كربك.. راجي منه الفرج.. وتيقَّن أنكِ موعود بالاستجابة.. فلا تعجل ولا تَدَع الإنابة .. فإنَّ الله قد وعدك إن دعوته أجابك ، فقال سبحانه : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ثم وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير، فتمَّ ذلك وعدان ، والله جلَّ وعلا لا يخلف الميعادأتهزأ بالدعــــاء وتزدريه , ولا تدري ما صنع الدعاء .. سهام الليل لا تخطيء ولكن ! لها أمد وللأمـد انقضاء " قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل ، وقال ابن كثير في تفسيره : ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ). وقال عبد الحق الأشبيلي : ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها ، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ) - الجميع يعلم فضل قيام الليل " خاصه بأن الرب سبحانه يقول بأن الوقت هذا وقت إجابه .. ينزل سبحانه وتعالى وبحول منه يقبل مناجاة عبده وتضرعهَ و دُعائه ! الكثير منَّا للأسف الشديد يتهاون فيها مع أن قدرها كبيرليست بالشيء العسير هيَ .. فقد تحتاج منا لـ إرادة وعزيمةَ والإستعاذه من الشيطان الرجيمَ " قم وصلِّ تهجدك .. وأطلب ماتشاء _ أحآديث وسنن وحيآة سلف كلهآ تحث على القيام ,, - من الأحآديث .. حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ، ومطردة للداء عن الجسد ) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر : ( نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل ) [ متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً .. _ ولِـ محمد قيام قيام النبي " أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " قمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً " نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً " أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) [المزمل: 1-4]. وقال سبحانه : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ) [الإسراء: 79]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه . فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ [متفق عليه] وليس فقط صحابته من اقتدى به فـالسلف الصالح ايضا .. قال الحسن البصري : ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ). وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ) وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ، ثم يقول : اللهم إن جهنم لا تدعني أنام ، فيقوم إلى مصلاه -> إذا كان للسلف الصالح ان يقتدوا بسيد البشريه لأنهم يعلموا بعظم وفضل هذا الأمر فالقيام حكمه : "سنه مؤكده " لذا يجب على الجميع عدم التفريط فيها .. _ - في الختام .. لايسعني إلا أن أذكر بضع توصيات تعينكم بإذن الله على القيام (: ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل: فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور : الأول : ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب ، فيغلبه النوم ، ويثقل عليه القيام ! الثاني : ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه . الثالث : ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام . الرابع : ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل . وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور : الأول : سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا. الثاني : خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل . الثالث : أن يعرف فضل قيام الليل . الرابع " وهو أشرف البواعث ": الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه . ربي أعنا على القيام فهو بركه وخير وفير .. ورزق منك سبحانك .. نصيب بالدنيا ونصيب في الأخره , لـِ نتكاتف على القيام وندعوا به ونحث عليه ( خلوة مع الرب سبحانه افضل من كثير يشغلك ) ولـِ الليل ربُّ ينادي .. هل من دآعي فأستجب له .. [/size][/center] [/center] [/b]
  25. [b] [center] [center][b][size=25]من مظاهر حب الله لك:قيامه على شئونك [/size][/center] [size=25] [b][size=25]تخيل معي لو أن شخصًا ما يقوم برعايتك باستمرار، ويدير كل شئونك.. يأتيك بالطعام والشراب وسائر ما تحتاج. تريد الماء فتجده يسارع بإحضاره، وسقايته لك. تريد الطعام فيشتريه ويطهيه ويناولك إياه، بل يطعمك بنفسه. يحمل عنك أغراضك، ويقضي لك حوائجك. تنام فيظل ساهرًا بجوارك، يحرسك ويحميك، ويطمئن عليك. تخيل لو أن شخصًا يفعل معك ذلك كل يوم وبدون مقابل.. ماذا ستكون مشاعرك نحوه؟! أليست مشاعر الامتنان والحب هي التي ستغمرك تجاهه؟! فإن كان من الطبيعي أن تتملكك هذه المشاعر تجاه من يتولى رعايتك في بعض جوانب حياتك، فماذا ينبغي أن تكون مشاعرك تجاه من يتولى القيام على جميع شئونك منذ أن ولدت وحتى يومنا هذا.. وحتى لحظتك هذه؟! لا حول ولا قوة إلا بالله لقد خلقنا الله عز وجل من العدم وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة والأطراف والأجهزة المختلفة كأسباب تتيسر لنا من خلالها الحياة بلا منغصات. هذه الأسباب لا تملك في نفسها القدرة الذاتية على القيام بوظائفها المختلفة، فالعضلات- مثلا- خلقها الله عز وجل ولديها القابلية للانقباض والانبساط، لكن الذي يمدها بالفاعلية والقدرة على ذلك هو الله سبحانه وتعالى. في كل لحظة وطرفة عين يمدها سبحانه بما يكفل لها القيام بوظيفتها ولو تخلى عنها طرفة عين لما انقبضت، ولا انبسطت، فإذا أردت الضحك لا تطاوعك عضلات فمك فيما تريد لأنها بدون المدد الإلهي تبقي عاجزة ]وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى[[النجم: 43]. هذه هي الحقيقة فهو سبحانه الذي أضحك وأبكى، وهو الذي أقام وأقعد، وهو الذي حرَّك وسكَّن. نعم- أخي القارئ- لا قيمة لأحد منا بدون الله، وكيف لا وكل خلية تعمل في جسمك فإن ربك هو القائم عليها، وعلى تدبير شئونها. القلب يتعاهده ويحفظه ويتولى ضبط سرعة ضخه للدم. اللقمة التي تأكلها في فمك يتولى سبحانه وتعالى عملية تسييرها وهضمها وامتصاص النافع منها، وإخراج ما ينبغي إخراجه. النَفَس الذي تتنفسه يتولى سبحانه عملية دخوله إلى الرئتين وأخذ مادة الأكسجين منه وإخراجه محملا بثاني أكسيد الكربون. الكُلية يعمل بها حوالي مليون جهاز ترشيح يقوم عليهم جميعًا ويتولى أمر حفظهم وإمدادهم بالقدرة على تنقية الدم والسوائل مرات ومرات في اليوم الواحد. يقوم سبحانه على الجهاز العصبي والإحساس, وعلى الجهاز المناعي، وعلى الغدد وما تفرزه من هرمونات تحتاج دومًا إلى ضبط نسبها الدقيقة في الدم. قائم على الدم، وضبط درجة سيولته في كل لحظة، فلو زادت لحدث النزيف ولو نقصت لكانت الجلطات والعياذ بالله. يتولى سبحانه أمر إبصارك بالعين، وسماعك بالأذن، ونطقك باللسان. يمدك بالماء ويمكنك من شربه، ويمده بالقدرة على إروائك ]وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ[[الحجر: 22]. يتولى أمر إثمار الطعام بأنواعه لتجده أمامك في أي وقت تشاء]فَلْيَنظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ` أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ` ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا ` فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ` وَعِنَبًا وَقَضْبًا ` وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً ` وَحَدَائِقَ غُلْبًا ` وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ` مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ[[عبس: 24- 32]. يوحي إليك فعل الخيرات ويحببها إليك، ويصرف عنك فعل المنكرات ويكرهك فيها. يجعلك تنام لترتاح، ويتولى حفظك وأنت نائم، ثم هو الذي يوقظك ويرد إليك روحك. قريب منك.. أقرب مما تتخيل، يجيب دعاءك إذا ناديته بصدق وطلبت منه حاجتك. ]وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[[البقرة: 186]. يحميك من نفسك ومن عدوك]وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[[فصلت: 36]. يحفظ لك أولادك وأهلك«اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل». فماذا تقول لمن يفعل معك كل هذه الأمور وغيرها كل يوم ومنذ أن ولدت؟! ماذا تقول لمن يطعمك ويسقيك وإذا مرضت فهو الذي يشفيك؟! فلتردد معي قوله : «الحمد لله الذي يطُعمِ ولا يُطعمَ، منَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودّع ربي، ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغني عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العُري، وهدى من الضلالة، وبَصَّر من العَمي، وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله رب العالمين»( أخرجه النسائي وابن السني والحاكم وابن حبان، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي). [/size][/b] [/size] [/center] [/b][/b]
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.