-
مجموع الأنشطة
1525 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو أمجد1
-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن الوقت هو عمر الإنسان، ومن أجل ما يُصان عن الإضاعة والإهمال، والحكيم الخبير من يحافظ على وقته، فلا يتخذه وعاء لأبخس الأشياء وأسخف الكلام، بل يقصُره على المساعي الحميدة والأعمال الصالحة التي ترضي الله، وتنفع الناس، فكل دقيقة من عمرك قابلة لأن تضع فيها حجراً يزداد به صرح مجدك ارتفاعاً، ويقطع به قومك في السعادة باعاً أو ذراعاً. فإذا كنت حريصاً على أن يكون لك المجد الأسمى، ولقومك السعادة العُظمى، فدع الراحة جانباً، واجعل بينك وبين اللهو حاجباً. هذا وإن الدقيقة من الزمن يمكن أن يُفعل فيها خير كثير، ويُنال بها أجر كبير، دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك، دقيقة واحدة تكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها: احرص على النفع الأعم *** من الدقيقة إن تنسها تنس الأهــم *** بل الحقيقة وفيما يلي من أسطر ذكر لمشاريع استثمارية تستطيع إنجازها في دقيقة واحدة بإذن الله: 1-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة (7) مرات سرداً وسراً، فحسب بعضهم حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من (1400) حسنة، فإذا قرأتها (7) مرات يحصل لك بإذن الله أكثر من (9800) حسنة، وكل هذا في دقيقة واحدة. 2-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، (20) مرة سرداً وسراً، وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (20) مرة فإنها تعدل القرآن (7) مرات، ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (20) مرة لقرأتها في الشهر (600) مرة، وفي السنة (7200) مرة، وهي تعدل في الأجر قراءة القرآن (2400) مرة. 3-تقرأ وجهاً من كتاب الله في دقيقة. 4-تحفظ آية قصيرة من كتاب الله في دقيقة. 5-في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (20) مرة، وأجرها كعتق ( رقاب في سبيل الله من ولد اسماعيل. 6-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده (100) مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر. 7-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (50) مرة، وهما كلمتان خفيفان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، كما روى البخاري ومسلم. 8-قال صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول: سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس» [رواة مسلم]، وفي الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول هذه الكلمات جميعاً أكثر من (18) مرة، وهذه الكلمات هي أحبُّ الكلام إلى الله، وهي أفضل الكلام، ووزنهن في الميزان ثقيل كما ورد في الأحاديث الصحيحة. 9-في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله أكثر من (40) مرة، وهي كنز من كنوز الجنة كما روى البخاري ومسلم، كما أنها سبب عظيم لتحميل المشاق، والتضلع بعظيم الأعمال. 10-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله (50) مرة تقريباً وهي أعظم كلمة، فهي كلمة التوحيد، والكلمة الطيبة، والقول الثابت، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، إلى غير ذلك مما يدل على فضلها وعظمتها. 11-في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أكثر من (15) مرة، وهي كلمات تعدل أضعافاً مضاعفة من أجور التسبيح والذكر كما صح عنه عليه الصلاة والسلام. 12-في دقيقة واحدة تستغفر الله عز وجل أكثر من (100) مرة بصيغة (أستغفر الله) ولا يخفى عليك فضل الاستغفار، فهو سبب للمغفرة، ودخول الجنة، وهو سبب للمتاع الحسن، وزيادة القوة، ودفع البلايا، وتيسير الأمور، ونزول الأمطار، والإمداد بالأموال والبنين. 13-تلقي كلمة مختزلة مختصرة في دقيقة وربما يفتح الله بها من الخير ما لا يخطر لك ببال. 14-في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم (50) مرة بصيغة صلى الله عليه وسلم، فيصلى عليك مقابلها (500) مرة، لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها. 15-في دقيقة تستطيع أن تتفكر في خلق السموات والأرض، فتكون من أولي الألباب الذين أثنى الله عليهم في كتابه الكريم. 16-في دقيقة واحدة ينبعث قلبك إلى شكر الله ومحبته، وخوفه، ورجائه والشوق إليه، فتقطع مراحل في العبودية، وقد تكون حينئذ مستلقياً على فراشك أو سائراً في طريقك. 17-في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقرأ أكثر صفحتين من كتاب مفيد يسير الفهم. 18-في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصل رحمك عبر الهاتف. 19-ترفع يديك وتدعو بما شئت من جوامع الدعاء في دقيقة. 20-تُسلم على عدد من الأشخاص وتصافحهم في دقيقة. 21-تنهى عن منكر في دقيقة. 22-تأمر بالمعروف في دقيقة. 23-تقدم نصيحة لأخ في دقيقة. 24-تشفع شفاعة حسنة في دقيقة. 25-تواسي مهموماً في دقيقة. 26-تميط الأذى عن الطريق في دقيقة. 27-اغتنام الدقيقة الواحدة يبعث على اغتنام غيرها من الأوقات الطويلة المهدرة. قال الشافعي رحمه الله: إذا هجع النوام أسبلت عبرتي *** وردَّدت بيتاً وهو من ألطف الشعر أليس من الهجــران أن ليالــيـاً *** تمرُّ بلا علـم وتحسبُ من عمري وقال الشاطبي رحمه الله: ولو أن عيــناً ساعـدت لتوكَّفـت *** سحائبهــا بالدمـع ديمـــــاً وهُطَّلا ولكنها عن قسوة القلب قحطها *** فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا وأخيراً فبقدر إخلاصك ومراقبتك يعظم أجرك، وتكثر حسناتك. واعلم أن معظم هذه الأعمال لا يكلفك شيئاً، فلا يلزمك طهارة، أو تعب أو بذل جهد، بل قد تقوم به وأنت تسير على قدميك، أو في السيارة، أو وأنت مستلق أو واقف، أو تنتظر أحداً. كما أن هذه الأعمال من أعظم أسباب السعادة، وانشراح الصدر، وزوال الهموم والغموم. وفي الختام يُقترح عليك يا أخي الحبيب أن تحفظ هذه الورقة في جيبك، لكي تستذكر هذه الأعمال، ولكي تقرأها على إخوتك المسلمين، فنعينهم بذلك على اغتنام أوقاتهم، ولا تحقرن من المعروف شيئاً، والدال على الخير كفاعله، والله يحفظك ويرعاك. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته محمد بن ابراهيم الحمد
-
[b] [center] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي في الله إلى كل غيور وغيورة على الإسلام الى من ينبض قلبه بحب الله عز وجل و حب رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى من أراد الله جل ثناؤه ورسول الله عليه افضل الصلاة و السلام والأخرة واختارهم على الدنيا الزائلة الفانية إلى من جعل نفسه في هذه الدنيا عابر سبيل الى من لم تبالى بأقوال المستهزئين بحجابها وعفتها الى من اختارت طريق الهداية و اجتهدت كي تصل مبتغاها غضت بصرها وا ستحيت من ربها فارتدت خمارها و نقابها وعاشت بكرامتها و عفتها إليك اخي المسلم و أختي المسلمة تعالوا ننصر نبينا صلّى الله عليه و سلّم من بكى من أجلنا فقد روى عن النبى صلى الله عليه و سلم فى الحديث الذى صححه جمع كبير من أئمة الإسلام : أن النبى صلى الله عليه و سلم جلس يوما بين أصحابه و قال " اللهم بلغنى أحبابى " فقال الصحابة رضى الله عنهم " أولسنا أحبابك يا رسول الله " قال " أنتم أصحابى , أما أحبابى فأقوام يأتون بعدى أمنوا بى و لم يرونى من يفعل فيهم عشر ما تصنعون فله أجر سبعين رجلا منكم " فقالوا يا رسول الله منا أم منهم؟؟ قال "بل منكم أنتم فإنكم تجدون على الحق أعوانا و هم لا يجدون على الحق أعوانا ". هذا الحديث يلفت إنتباهنا أن النبى صلى الله عليه و سلم قد دعا ربه أن يبلغه أحبابه و نفهم أيضا أن أحباب رسول الله هم أنا وأنت و جميع المسلمين الذين أمنوا به عليه الصلاة و السلام ولم يروه. هذا اخوتي في الله هو موقع نصرة محمد رسول الله عليه الصلاة و السلام :http://www.rasoulallah.net/ اللهم اجعلنا من رفقائه في الجنة اللهم انصر الإسلام و المسلمين و اجعلنا من عبادك المخلصين الصالحين اللهم امين [/center] [/b]
-
[center] [size=21]إذا أحببت الله وأطعته تنال هذه الجائزة الكُبري وهي : [b]1/رزقك الإيمان [b]عن أنس قال: قال رسول الله : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))[/b] [b]أخرجه البخاري ح (16) ، ومسلم ح (43).[/b] [b]و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ” إن الله يؤتي المال من يحبُّ ومن لا يحب ، ولا يؤتى الإيمان إلا من أحب ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان ، فمنْ ضنَّ بالمال أن ينفقه ، وهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ، فليكثر من قول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله “ [ رواه الطبراني وصححه الألباني (1571) في صحيح الترغيب ][/b] [b]ولو رزقت الإيمان لم تقع في الشبهات والشكوك والريب ، وأنت في أمس الحاجة لهذا في هذا الزمان الذي تموج فيه الفتن كموج البحر ، وتختلط فيه الأوراق ، ولا يهتدي فيه إلى السبيل إلا من رحم الله .[/b] [b] [b]2/حفظك وشملك برحمته وردَّ عنك أذى أعدائك فلا يصلون إليك[/b] قال تعالى : ” وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا “ [ الأحزاب :47 ][/b] [b]قال رسول الله : "إن الله قال مَن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ". [ رواه البخاري ][/b] [b]قال الحارث المحاسبي :إنَّ علامة محبة الله للعبد أنْ يتولى الله سياسة همومه فيكون في جميع أموره هو المختار لها . [ الحلية (10/99) ][/b] [b]فيدبر لك أمرك ، فلا تمر بك مشكلة إلا بعث لك حلها ، يحفظ سمعك فلا تسمع إلا ما يرضيه ، يحفظ بصرك فلا ترى إلا ما يحب ، يحفظ عليك جوارحك فلا تصرفها إلا في طاعته ،[/b] [b]يا له من فضلٍ أن تعيش محفوفًا بحفظ الله تعالى ، اللهم دبر لنا فإنَّا لا نحسن التدبير ، وخذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك .[/b] [b][/b] [b]3/أعتق رقبتك من النَّار فلا تدخلها .[/b] [b]عن أنس رضي الله عنه قال : مرَّ النبي بأناس من أصحابه وصبي بين ظهراني الطريق فلما رأت أمه الدواب خشيت على ابنها أن يوطأ فسعت والهة فقالت : ابني ! ابني ! فاحتملت ابنها فقال القوم : يا نبي الله ! ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار . فقال رسول الله لا والله ، لا يلقي الله حبيبه في النار “ [ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني (7095) في صحيح الجامع ] [/b] [b][/b] [b]4/إذا أحببت الله = أحبك الله[/b] قال رسول الله : ” إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا فأحبه فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في الأرض فذلك قوله تعالى : { إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } و إذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض “ [ رواه الترمذي وصححه الألباني (284) في صحيح الجامع ] قال الفضيل : عاملوا الله عز وجل بالصدق في السر ، فإنَّ الرفيع من رفعه الله ، وإذا أحب الله عبدا أسكن محبته في قلوب العباد . [ الحلية (8/88) ] فيحبك أهل السماء ، فيشفعون لك ، ويدعون لك ، وينصرونك ، وإذا متَّ احتفوا بك ، وبشروك برضوان الله ” وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ “ [الأنبياء:103] ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ “ [ فصلت : 30-31 ] [b]5/من ثمرة حبه لك أن يحفظك من شرور الدنيا .[/b] [b]قال رسول الله :” إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء “ [ رواه الترمذي والحاكم والبيهقي وصححه الألباني (282) في صحيح الجامع ] [/b] [b][/b] [b]6/وفقك للعمل الصالح والتوبة بعد الذنوب .[/b] [b]قال رسول الله : ” إذا أحب الله عبدًا عسله قال : يا رسول الله و ما عسله ؟ قال : يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله ” [رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي وصححه الألباني (3358) في صحيح الترغيب ][/b] [b]قال الفضيل : وإذا أحب الله عبدًا وفقه لعمل صالح ، فتقربوا إلى الله بحب المساكين . [ اعتقاد أهل السنة (1/141) ][/b] [b][/b] [b]7/حسَّن أخلاقك ووهبك الرفق .[/b] [b]قال : ” وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا ” [ رواه الطبراني وحسنه الألباني (2666) ] [/b] [b][/b] [b]هذه ثمار حبك لله عز وجل ,, فهل أنت غني عن هذه الثمار ؟؟؟[/b] [b]كيف تنالها ؟؟؟ بحبك لله عز وجل[/b] الشيخ /هانى حلمى [/size] [/center] [/b]
-
[center][b][b][/b] [b][b]تأملت كثيراً في أقرب نقطة ممكن أن يصل إليها العبد من ربه ،[/b] [b]فوجدت أنه بقدر ما نفتقر بقدر ما نقترب ، وبقدر ما ننطرح بقدر ما ننشرح ، وبقدر ما نعجز بقدر ما ننجز …… فأفضل ساعات العبد قرباً وأكثرها صفاءً حين يصل إلى مرحلة العجز عن الخلق ولا يبقى إلا قوة الله تعالى وحده ..[/b] [size=21] [b]فالمجاهد في سبيل الله[/b] [b]حين تدلهم به الخطوب ويشعر بالنهاية المحتملة فإن نفسه تصفو مع الله وينكسر بين يديه حتى يصل إلى أقصى درجات الضعف والحاجة ، وعندها تكون الإجابة قريبة والنصر متحقق ، ولهذا إذا التقى الصفان في المعركة فإنها ساعة إجابة للمجاهد المؤمن ..[/b][/b][/size] [b] [size=21] [b]والمريض[/b] [b]حين يعجز عن الشفاء والدواء ويبلغ الغاية في المرض وتنكسر نفسه ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين ، فإن له دعوة مستجابة .. ولهذا قال بعض العلماء لأصحابه : إذا دخلتم على مريض فاطلبوا منه الدعاء لأن نفسه قد انكسرت وذلت فله دعوة مستجابة ..[/b] [b]والتاجر[/b] [b]الذي ذهبت أمواله وأفلس رصيده وانقطعت آماله بقدراته الضعيفة وقوته الهزيلة ، فإن نفسه تصفو مع الله ، ولو سأله لأعطاه ..[/b] [b]والوالد[/b] [b]الذي يئس من تربية أولاده وأعلن عجزه التام ، فإنه إلى الله تعالى أقرب ، لأنه فوض الأمر إلى الله ولهج لسانه بذكر الله والاستعانة به وحده ..[/b] [b]تأملوا معي هذه الأحاديث النبوية التي تدلل على ما أقول :[/b] [b]- قال النبي :[/b] [b]” أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء “[/b] [b]أعز وأجل وأجمل ما في الإنسان وجهه وجبهته ،[/b] [b]فإذا وضعها في الأرض ساجداً لله منكسراً بين يدي الله معترفاً بحق ذلك لله وحده ، فإنها أجمل ساعات العمر وأكثرها حباً وقرباً ، فلا يفوت الفرصة في سؤال ما يحب من أمر الدنيا والآخرة .. فإنها لحظة إجابة ..[/b] [b]- وقال عليه الصلاة والسلام :[/b] [b]” للصائم دعوة لا ترد “ لم ؟ لضعفه وحاجته ..[/b] [b]- وقال عليه الصلاة والسلام :[/b] [b]” واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب “ لأن المظلوم لم تبق له من أسباب الأرض ما يرفع الظلم عنه وبقيت نصرة من في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ..[/b] [b]- وقال عليه الصلاة والسلام :[/b] [b]” ثلاث دعوات يستجاب لهن لاشك فيهن – وذكر منها دعوة المسافر .. “ لأنه مقطوع عن الناس مفتقر إلى ربه تعالى ، فهو يسيح في الأرض مجاهداً أو مهاجراً أو سائحاً أو طالباً للرزق ، فضعفه وحاجته سبب في قبول دعوته ..[/b] [b]ثم تأملوا حين يباهي الله تعالى بعباده يوم عرفة ويقول :[/b] [b]” انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثاً غبراً أشهدكم أني قد غفرت لهم “ فشعث العبد وغبرته في موطن العبادة حبيب إلى الله لما فيه من إظهار الفقر المحبوب إليه سبحانه ..[/b] [b]وهكذا يستجاب للمضطر إذا دعاه لانقطاع الأسباب الأرضية[/b] [b]وبقاء الأسباب العلوية والتوفيقات الربانية .. ” أمن يجيب المضطر إذا دعاه “[/b] [/b] [b][b]” ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد “[/b][/b][b] [b][/b][/b] [b] [/b] [b][b]إن لحظات الفقر إلى الله هي لحظات القرب منه ،[/b][/b][b] [b]والعاجز المحروم من ظن أنه قريب وهو منه بعيد ، لأنه استغنى بالناس عن الله ..[/b][/b] [b][b]سبحي يا نفس وصلي عنــد سطو العاديات[/b] [b]فـــإذا القلـــب تنـــزى مــن تباريح الصلاة[/b] [/b] [b][b]رقرقي النفس دموعـاً واسكبيها في الصلاة[/b][/b] [b][b]فإله الكـــون يصغــي للنفـــوس البـاكيـات[/b][/b] [b] [b]الشيخ / سعد الغامدي[/b] [b]حفظه الله[/b][/b] [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [b][b]قد يقوم الإنسان ببعض الطاعات من صيـام وقيـــام وغيرها من أعمال الجوارح، لكن دون حضور قلب .. فيظل ساكنًا في مكانه ولا يتقدَّم إيمانيًا .. بينما من يتعرَّف على الله عزَّ وجلَّ ويوجه بوصلة قلبه بشكل صحيح أثناء تأديته للطاعات، هو الذي يفوز بقصب السبق ..[/b] [b]قال أبو سليمان الداراني “إن الله تعالى يفتح للعارف على فراشه، ما لم يفتح له وهو قائمٌ يصلي” [مدارج السالكين (3,341)] [/b] [b]فإذا كانت دعامة البيت أساسه، فإن دعامة هذا الدين هي::[/b] [b]1) المعرفة بالله تعالى .. 2)اليقين .. 3)العقل القامع ..[/b] [b]فمعرفة الله تعالى ينشأ عنها اليقين، الذي ينتج عنه العقل القامع .. وهو العقل الزاجر، الذي يكفك عن المعاصي ويحثك على الطاعة ..[/b] [b]فكيف تصل إلى معرفة الله عزَّ وجلَّ ؟؟[/b] [b][/b] [b]طرق تحصيل المعرفة[/b] [b]أولاً: معرفة أسماء الله وصفـاته ..[/b] [b]فلكي تتعرَّف على الله عزَّ وجلَّ، لابد أن تتدبر أسمائه وصفاته وبالأخص الأسماء والصفات الواردة في خواتيم الآيــــات ..[/b] [b]فلا تشرد في صلاتك وتفاعل مع الآيــات التي تُتلى، وحينما تسمع قوله تعالى {.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [الأحزاب: 235] .. تعلم أن الله عزَّ وجلَّ يعلم ما يخطر ببالك وتُحدِث به نفسك .. ولكنه سبحانه وتعالى غفــور لمن يستدرك أمره، حليـــــــم على من شَرُد و بَعُد وأقتضى فعله العقوبة والغضب، فحَلُم َ الله تعالى عنه حتى يفيق ..[/b] [b]وهكذا تتدبَّر الأسماء والصفات الواردة في خواتيم الآيـــات، والتي تأتي مع قوله تعالى {.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ ..} .. لكي تعلم من هو ربَّك عزَّ وجلَّ.[/b] [b]ثانيًا: صدق الله في المعاملة [/b] [b]لأن الله عزَّ وجلَّ شكور، فإذا أقبلت عليه بصدق سيشكر عملك ويرزقك معرفته سبحانه وتعالى ..[/b] [b]فتتعرَّف على الله الشكور، الحليم، الجواد، الكريم، الأكرم سبحـــانه وتعالى ..[/b] [b]فاحرص على ألا يزيغ قلبك، ولا تخــــــادع ولا تتلوَّن .. [/b] [b]إنما واجه وطَهِّر،،[/b] [b]ثالثًا: التنقي من الأخلاق الرديئة ..[/b] [b]فالمشاكل والآفــات النفسية التي بداخلك، تقف حائلاً بينك وبين المعرفة والفهم عن الله عزَّ وجلَّ .. فينبغي أن تتخلَّص منها، حتى لا تقطع الطريق بينك وبين ربِّك ..[/b] [b]إذًا، كيف تعرف إن كنت قد توَّصلت لمعرفة الله عزَّ وجلَّ أم لا؟؟[/b] [b]هناك علامات لمن عَرِف الله عزَّ وجلَّ، فكلما وجدت أثر لإحدى هذه العلامـات في قلبك، اعلم أنك تتقدم في الطريق ..[/b] [b]فمن يتقدَّم، سيدنو ويتقرَّب .. وحينها سيتعرَّف ..[/b] [b][/b] [b]علامـــات معرفة الله عزَّ وجلَّ[/b] [b]العلامة الأولى: تعظيم الله سبحانه وتعالى .. [/b] [b]قال بعضهم “من إمارات المعرفة بالله: حصول الهيبة منه، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته” [مدراج السالكين (3,338)][/b] [b]فلابد أن تُعظِّم جميع أوامره ونواهيه، وتستشعر من قلبِّك أن الله عزَّ وجلَّ هو الأعلى والأجل، الكبير، العلي، المُتعــال سبحانه وتعالى ..[/b] [b]هل تُعَظِّم ربَّك جلَّ جلاله حقَّ التعظيم؟؟[/b] [b]العلامة الثانية: السكينة في القلب ..[/b] [b]وقيل أيضًا “المعرفة توجب السكون، فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته” [مدراج السالكين (3,338)][/b] [b]فتتعلم درس الانكسار والافتقار لله سبحانه وتعالى .. فتتخلَّص من تلك النفس التمردية التي كانت تدعوك للجدال والخلاف طوال الوقت، وتصير أكثر تواضعًا وخضوعًا ويغلب على حالك السكون والهدوء والطمأنينة.[/b] [b]هل تشعر بالأمان والطمأنينة والسكينة؟؟[/b] [b]العلامة الثالثة: محو العلائق .. [/b] [b]قال الشبلي”ليس لعارفٍ علاقة، ولا لمحبٍ شكوى، ولا لعبدٍ دعوى، ولا لخائفٍ قرار، ولا لأحدٍ من الله فرار” [مدراج السالكين (3,338)][/b] [b]فمن يتعرَّف على الله عزَّ وجلَّ، لا يتعلَّق قلبه بشيءٍ سواه سبحانه وتعالى .. ويتذوَّق البلاء بطعم آخر، فلا يشتكي لإنه مُحِب لله عزَّ وجلَّ .. ولو استشعر مقام العبودية، الذي يقتضي الحب التـــام والذل التـــام لله ربِّ العالمين .. سيعلم أنه عبدٌ فقير ذليل، فلا يدَّعي أن الله تعالى قد أختصه بشيء من دون الناس .. ومع هذا كله يكون خائف وَجِل ألا يُقبَل عمله، قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60][/b] [b]هل تخلصت من العلائق التي تشغلك وتقطعك عن الله تعالى؟؟[/b] [b][/b] [b]العلامة الرابعة: التبرَّؤ والتفويض ..[/b] [b]فمَنْ عَرِف الله تعالى، استشعر عجز نفسه ومدى تقصيرها، وعجز لسانه أن يُثني عليه سبحانه حقَّ الثناء .. كما في قوله ” .. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك” [رواه مسلم][/b] [b]وقال النبي لأم المؤمنين جويرية رضي الله عنها “لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته” [رواه مسلم].. فجمع في تلك الكلمات جميع الأمور التي يتضاعف بها الأجر؛ لأن العبد لا يستطيع بحال أن يوافي ربَّه حتى في مقام التنزية.[/b] [b]العلامة الخامسة: شدة الخوف .. [/b] [b]قال تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28] .. فمعرفة الله عزَّ وجلَّ تقتضي الخشية، وحينها ستشتعر مراقبة الله تعالى لك في جميع أحوالك وستردع نفسك عن الوقوع في المعاصي في سرك وعلانيتك.[/b] [b][/b] [b]العلامة السادسة: ضيق الدنيــا بسعتها .. [/b] [b]مَنْ عَرِفَ الله تضيق عليه الدنيــا؛ لأنها سجنه الذي يمنعه من التواصل عن قُرب مع ربِّه جلَّ وعلا .. فيكون مع الناس بجسده، لكن قلبه ليس معهم .. فهو يتطلَّع لعبور هذا الجسر للوصول إلى جنَّة الخُلد ومنها إلى يوم المزيد .. يوم يتجلى الله تبـــارك وتعالى للعبيــد.[/b] [b]العلامة السابعة: صفاء العيش وطيب الحيــــــاة …[/b] [b]يقول ابن القيم “مَنْ عَرِف الله صفا له العيش وطابت له الحياة، وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين وأنس بالله” [روضة المحبين ونزهة المشتاقين (27,14)][/b] [b]فبينما الدنيا قد ضاقت عليه وتَعِبَ منها، توجد حيـــاة في قلبه .. ففي وجدانه يشعر برَغَد العيش وحلاوة الإيمــان ولذة القُرب والمناجــــــاة .. فيصفو له العيش مع الله عزَّ وجلَّ ..[/b] [b]العلامة الثامنة: الحيـــــاء ..[/b] [b]قال ابن عطاء “المعرفة على ثلاثة أركان: الهيبة والحيـــــاء والأنس” [مدراج السالكين (3,341)][/b] [b]فلو عرفته حق المعرفة، ستستحي منه لا محــالة .. قال رسول الله “واستحي من الله استحياءك رجلاً من أهلك” [السلسلة الصحيحة (3559)][/b] [b][/b] [b]العلامة التاسعة: تتبدى عليه أنوار الصفــات ..[/b] [b]فمن آثار المعرفة، أن يتحلى العبد بصفات الجمــال التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه .. فالله سبحانه وتعالى حليــــم، فينبغي أن تحلُم في معاملتك للناس .. وهو سبحانه وتعالى عفو غفور، فلا ترد مساويء الناس إلا بالإحسان .. قال تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60][/b] [b]العلامة العاشرة: جمع الشمل والهم .. [/b] [b]قال بعضهم “لا يكون العارف عارفًا حتى لو أعطي ملك سليمان لم يشغله عن الله طرفة عين” [روضة المحبين ونزهة المشتاقين (27,15)][/b] [b]فمَنْ عَرِف ربَّه لا يرى غيره .. وأي موقف يمر به في حياته، يعلم أنه رسالةٌ له من الله سبحانه وتعالى .. ولا ينشغل عن ربِّه بأي أمر من أمور الدنيــا.[/b] [b]العلامة الحادية عشر: المبادرة للطـــاعـــات .. [/b] [b]فمَنْ عَرِف الله تعالى، يُبادر للطاعــات ويُسارع في القُربـــات .. يطير قلبه، ليُحلِق في جنة المعرفة بربِّ الأرض والسماوات.[/b] [b][/b] [b]العلامة الثانية عشر: لذة التعبُّد ..[/b] [b]فقد تبكي عينه من خشية الله، ولكن بداخل قلبه لذة واحساس بالسكينة والأمـــان.[/b] [b]العلامة الثالثة عشر: دوام الثنــاء والمحاسبة ..[/b] [b]قال يحيى بن معاذ “يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربِّه” [الفوائد (1,34)][/b] [b]وهذا بسبب معرفته بنفسه وعيوبه وآفاته، ومعرفته بربِّه وكماله وجلاله .. فهو شديد الازدراء على نفسه، لَهِج بالثناء على ربِّه.[/b] [b]العلامة الرابعة عشر: التخلُّص من حظ النفس ..[/b] [b]قال أبو يزيد “إنما نالوا المعرفة بتضييع ما لهم والوقوف مع ماله” [مدارج السالكين (8:96)][/b] [b]فيُضيِّع حظوظ نفسه في سبيل تحقيق حقوق الله عزَّ وجلَّ .. كأن يُضيِّع شهوته في النوم والراحة، ليقوم ويقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ.[/b] [b]وأخيرًا: الأنس والوحشة ..[/b] [b]قال ذو النون “لكل شيء عقوبة، وعقوبة العارف انقطاعه عن ذكر الله” .. وقيل “العارف من أنس بالله فأوحشه من الخلق، وافتقر إلى الله فأغناه عنهم، وذل لله فأعزه فيهم، وتواضع لله فرفعه بينهم، واستغنى بالله فأحوجهم إليه” [مدارج السالكين (3:341)][/b] [b]فهو مستأنس بربِّه، مستوحش ممن يقطعه عنه،،[/b] [b][/b] [b]تلك خمسة عشر علامة، عليك أن تتعرَّف على الله عزَّ وجلَّ من خلالها .. حتى لا تظل طوال عمرك تجري في مكانك، دون أن تتقدَّم في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ..[/b] [b][/b] [b][/b] [b][b][u][b][u][b][u]المصدر: درس تعرف للشيخ هاني[/u][/b][/u][/b][/u][/b][/b] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [b] [b][size=21]الحمد لله القائل : (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا)[/b] [b]والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين القائل أحب الأعمال إلى الله ما دُوِم عليه وأن قلّ [/b] [b]اللهم أجعل عملنا كله صالحا, وأجعله لوجهك خالصا, ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا [/b] [b]ثم . أما بعد :[/b] فها هو رمضان ارتحل وانقضت لياليه الزاهدة ، ومضت أيامه العامرة ، وتولت أجوائه العاطرة ، ذلك الشهر الذي أوى ظمأ العطشى ، وشفى جراحات المرضى ، وأعاد الحياة إلى الأرواح ، والصحة إلى الأبدان ، وعادت به النفوس إلى باريها ، وسجدت الجباه لخالقها ، نشط الكثير في العبادات المتنوعة ، فاهتموا بأداء الفرائض، وتقربوا إلى الله بالنوافل، قرؤوا كلام الله ، وابتهلوا إليه بالدعاء ، وتصدقوا على الفقراء والمساكين ، واعتمر منهم من اعتمر ، واعتكف منهم في بيوت الله من اعتكف ، هيأ الله الأجواء في شهر رمضان ليكون مدرسة متكاملة يأخذ فيه المسلمون لبقية الشهور . مضى الشهر العظيم بما فيه من : [b]صيام,,[/b] قيام,, قراءة قرآن,, صدقة,, تفطير صائم ,, عمرة,, دعوة للخير ,, وغيره . من الأعمال الصالحة . غير أن بعضاَ من المسلمين إذا انقضى رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من التهاون أو التقصير بالعبادات من معاصي و غفلة وكأن شيئاً لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله وما هكذا يكون حال المؤمنين إن من علامات القبول والتوفيق أن يتبع المرء الحسنة بالحسنة فذلك هو الفائز المفلح الذي سلك طريق السائرين إلى ربهم وإن من علامات الخسران والخذلان أن يتبع المرء الحسنة بالسيئة فذلك هو المغبون المفتون فعلامة الحسنة حسنة بعدها و علامة السيئة سيئة بعدها قال الإمام عليّ رضي الله عنه: " كونوا لقبول العمل أشد اهتمام منكم بالعمل ألم تسمعوا الله جل وعلا يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ " فأرجوا منك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة :: هل ما زلت :: تقرأ القرآن كما كنت تقرأه في شهر رمضان ؟؟؟ تصوم النهار وتقوم الليل كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ تتصدق كما كنت تتصدق في رمضان ؟؟؟ تواظب على صلاة الجماعة كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ تحافظ على السنن الرواتب كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ تصل رحمك كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ تحفظ لسانك كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ تغض بصرك كما كنت تفعل في رمضان ؟؟؟ فهل وهل وهل ؟؟؟؟؟؟ يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يدعون ربهم ستة أشهر أن يتقبل منهم صالح أعمالهم في رمضان ويدعون ستة أشهر أن يبلغهم رمضان . اللهم تقبل منا صالح أعمالنا في رمضان و أسألك أنا هذا السؤال :: هل بدأت في صيام الأيام الست من شوال ؟؟؟ أم ما زلت إلى الآن تؤجل يوما ً بعد الآخر إلى أن ينتهي الشهر و أنت لم تتم صيام هذه الأيام الست . قال رسول الله :: (( من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فقد صام الدهر )) رواه أبو أيوب الأنصاري و أرجوا أن تنتبه معي لقوله {{{ أتبعه }}} ألم تفكر مرة لماذا قال عليه الصلاة والسلام أتبعه ولم يقل صام ؟ و أقدم إليكم هذه الواجبات العملية بعد رمضان في محاضرة رائعة لفضيلة الشيخ : محمد حسان - حفظه الله - بعنوان : (( ماذا بعد رمضان ؟ )) http://www.way2jana.com/s/playmaq-205-0.html [b]ثم شاهد معي هذا المقطع الرائع من قناة الرحمة :[/b] [b]بعنوان { ماذا بعد رمضان ؟؟ } < مؤثر جداً >[/b] [b](( المشاهدة والتحميل ))[/b] http://www.way2allah.com/modules.php?name=Anasheed&op=Detailes&khid=2902#UP [b]ولمن يريد القراءة :[/b] http://saaid.net/mktarat/ramadan/249.htm http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/70.htm [b]و لمن أراد الاستماع إلى المزيد من المحاضرات لعدد من المشائخ والدعاة بنفس العنوان السابق [/b] [b]فليضغط على اسم الشيخ الذي يريد الاستماع إليه من أسماء الشيوخ التالية:[/b] [b](( محمد حسين يعقوب -*- هاني حلمي -*- حازم شومان -*- ياسر برهامي -*- ابي إسحاق الحويني -*- مسعد أنور -*- عبدالحميد كشك -*- وجدي غنيم -*- سعد البريك -*- محمد صالح المنجد -*- أحمد فريد -*- حسن أبو الأشبال -*- صفوت حجازي -*- عمرو خالد -*- يوسف القرضاوي ))[/b] رمضان والرحيل المر لفضيلة الشيخ : إبراهيم الدويش - حفظه الله - http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=90270 رمضان ليس نقطة نهاية و لكنه نقطة بداية و نسأل الله أن يُعيننا على ذكره و شكره و حُسن عبادته ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم خذ بأيدينا و نواصينا إليك أخذ الكرام عليك اللهم بلغنا من ما يرضيك الآمال اللهم أرزقنا الصدق و الإخلاص في القول و العمل اللهم أرزقنا القبول في الأرض اللهم بارك لنا في عملنا هذا و أرزقنا فيه القبول ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم و تب علينا أنك أنت التواب الرحيم سبحانك اللهم ربنا و بحمدك نستغفرك و نتوب إليك ,, نشهد أن لا إله إلا أنت و صلى اللهم علي نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] السؤال: ما هي صفة صلاة العيد؟ الجواب: الحمد لله.. صفة صلاة العيد أن يحضر الإمام ويؤم الناس بركعتين، قال عمر رضي الله عنه: "صلاة الفطر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان تمام غيرُ قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى"[1]. وعن أبي سعيد قال: كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة[2]. يُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: "التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع"[3]. ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة (ق) في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مُكبرًا فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة (اقتربت الساعة وانشق القمر)، فهاتان السورتان كان النبي يقرأ بهما في العيدين. وإن شاء قرأ في الأولى بسبح وفي الثانية بـ"هل أتاك حديث الغاشية"، فقد ورد أنه كان يقرأ في العيد بسبح اسم ربك الأعلى والغاشية. وينبغي للإمام إحياء السنة بقراءة هذه السور؛ حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت. وبعد الصلاة يخطب الإمام في الناس، وينبغي أن يخص شيئًا من الخطبة يوجهه إلى النساء يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به، وينهاهن عن ما ينبغي أن يتجنبنه كما فعل النبي [4]. الصلاة قبل الخطبة: من أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة؛ لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ[5]. ومما يدلّ على أن الخطبة بعد الصلاة حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى إلى الْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ -وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ- فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي، فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ!! فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ، قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ. فَقُلْتُ: مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لا أَعْلَمُ. فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاةِ، فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ"[6]. [/center]
-
[b] [center] •• سَنن الآذان ؛ ابن القيم رَحمه الله 1_أن يقول السامع كما يقول المؤذن ، إلا في لفظ ( حي على الصلاة ) ( حي على الفلاح ) فإنه يقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه البخاري ومسلم . • وثمرة هذه السنة : أنها توجب لك الجنة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم . •• 2- أن يقول السامع : ( وأنا أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ) رواه مسلم •وثمرة هذه السنة : غفر له ذنبه ، كما في الحديث نفسه. •• 3- أن يصلي على النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ بعد فراغه من إجابة المؤذن ، وأكمل ما يُصلى به عليه هي ( الصلاة الإبراهيمية ) فلا صلاة أكمل منها . • الدليل : قوله ~صلى الله عليه و سلم ~ : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليَ فإنه من صلى عليَ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً ) رواه مسلم . • وثمرة هذه السنة : أن الله يصلي على العبد عشر مرات . • ومعنى صلاة الله على العبد : أي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى والصلاة الإبراهيمية هي : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعـلى آل إبراهيـم إنك حميد مجيد. رواه البخاري. •• 4- أن يقول بعد صلاته عليه : ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وإبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ) رواه البخاري . • ثمرة هذا الدعاء : أن من قاله حلَت له شفاعة النبي ~صلى الله عليه و سلم ~ . •• 5-أن يدعو لنفسه بعد ذلك، ويسأل الله من فضله فإنه يستجاب له لقوله ~صلى الله عليه و سلم ~ (قل كما يقولون يعني المؤذنين ، فإذا انتهيت فسل تعطه ) رواه أبو داود وحسنه الحافظ ابن حجر وصححه ابن حبان . •• هنيئاً لنا هذه السنن رزقنا الله وإياكم إتباعِها والعمل بِها •• [/center] [/b]
-
[b] [center] قال اللَّه تعالى :{وإنك لعلى خلق عظيم}. (القلم 4) وقال تعالى {والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس} (آل عمران 134) 621 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أحسن الناس خلقاً. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 622 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، ولقد خدمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عشر سنين فما قال لي قط أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 623 - وعن الصعب بن جثامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أهديت إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حماراً وحشياً فرده علي. فلما رأى ما في وجهي قال: مُتَّفَق عَلَيهِ. 624 - وعن النواس بن سمعان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن البر والإثم. فقال: رَوَاهُ مُسلِمٌ. 625 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لم يكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 626 - وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح. هو: الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام. 627 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة. قال: وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح. 628 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح. 629 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: رواه أبو داود. 630 - وعن أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. : الضامن. 631 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. و هو: كثير الكلام تكلفاً. و : المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه. و أصله من الفهق وهو: الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره. وروى الترمذي عن عبد اللَّه بن المبارك رحمه اللَّه في تفسير حسن الخلق قال: هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى [/center] [/b]
-
[center] [b] أريــــد أن أستقيم أمنية تؤرق عليهم مضاجعهم … بل حاجة طالبتهم قلوبهم بها كثيراً …. ولكن ضعفهم يكمن في هذه النفس … التي تتقاذفهم ( لــكـــن ! ! ! ) بكل أبعاده … رغبة ورهبة خوف و اطمئنان اقبال واحجام أزعم يقينا أن الكثير أمثالهم يعانون مما يعانون هم وتتملكهم الرغبة كما تتملكهم هم …. ولكــــن ! ! ! تبقى هذه الكلمة هي الحـــــائل … إلى نفسي …. وإخوتي فى الله … أهدي هذه الكلمات على هذه الصفحات … ماهي الاستقامة ؟ منزلة المستقيمين عند الله . أدلة الاستقامة من الكتاب والسنة . ماهي عوائق الاستقامة ؟ أسباب تحصيل الاستقامة ؟ مفاهيم ينبغي أن تصحح من مفهوم الاستقامة . وعلى بركة الله نبدأ ….. ماهي الاستقامة ؟ عرفها السلف رحمهم الله فقالوا : هي المحافظة على الطاعات الظاهرات والباطنات في جميع الاماكن والأوقات ، وترك المخالفات الظاهرات والباطنات في جميع الأماكن والأوقات . بمعنى : أن يستقيم الإنسان على شرع الله في كل مكان ، فلا يكون تقياً في مكان وعاصياً في مكان . وفي كل زمان ، فلا يصلح حاله في زمان ويفسد فساداً عظيماً في زمان آخر . وهي باختصار : المثابرة والمواظبة على التقوى ، والتقوى جزء من الاستقامة ، والإستقامة هي المداومة على التقوى . ويسمى الملتزم بالإستقامة : مستقيم . أدلــــــة الاستقامــــة قال تعالى في سورة فصلت : ( فاستقيموا اليه واستغفروه ) قال تعالى في سورة هود : (فاستقم كما أمرت ) قال تعالى في سورة الشورى : ( فلذلك فادع واستقم ) قال تعالى في سورة الفاتحة : ( اهدنا الصراط المستقيم ) أما من السنة روى أحمد في مسنده : أن رجلاً جاء الى رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) . عوائق الاستقامة أولاً : التعلق بالشهوات : ********************* وهكذا ، إذا تعلق القلب بأي شئ ، فيكون هذا الشئ شهوة ، ومن تعلق قلبه بغير الله عٌذب به. وقد يعتقد البعض أن المقصود بالشهوات هي الحب والمنكرات فقط ، وهذا خلاف الواقع ، فالشهوات : اسم جامع شامل لكل ما يفتن به الانسان ، فالزوجة شهوة ، والولد شهوة ، ويتفاوت الناس في هذا ؛ بل البعض تكون شهوته في اهتمامه بمظهره وشكله وهندامه ،فتشغله هذه الأمور عن الأهم . فهو يرى الحق أمامه أبلج واضحاً ولكن نفسه قد تعلقت بهذه الشهوة . فهو أسير لها لا يستطيع أن ينتصر على نفسه ، فالتجرد من الشهوات مطلوب لفك أسر قلبه . ثانياً: الجليس : ************ لقد فكر كثير من الشباب في أن يستقيموا ويعودوا الى الله ، ولكن رفقاءهم لم يتركوهم ، والبعض قد يهجر رفقته ويستقيم ، ولكن ينتكس مرة أخرى . ويجب ألا يحصر اللفظ في زاوية ضيقه ، فالجليس هنا ليس المقصود فيه جليس السوء فقط ،بل ربما كان جليس خير ولكنه يعيق عن الإستقامة . كيف ذلك ؟ لو كان هذا الجليس هو أحد أخواتك اللاتي تتوسمين فيهن الخير ، وحصل بينكن الذهاب والمجئ بلا فائدة ، وضاع الوقت بلا حساب ، فغالباً ما تنقص الروحانية ، ويحصل الكسل بالعبادة . ويجب أن تواجهي نفسك بالحقيقة : فلو أن أختك هذه سرقة مالكِ لغضبت وهجرتها وعنفتها ، فكيف وهي تسرق أثمن ما تملكين ، وقتك وريعان شبابك فيما لا ينفع ؟ ثالثاً : عدم تصور خطورة الأمر : **************************** وهذا من العوائق التي يقع فيها الكثير من الشباب ،فتجده يقول : الحمد لله الصلاة محافظ عليها ، وأصوم ، وأحفظ من القرآن ، وأحضر الدروس و ………و …….. و ………. ولكن ينسى أن هذه الامور ليست مضمونة القبول ، وقد كان السلف يعملون الأعمال ويخافون ألا تقبل ، وأما الخلف فلا يعملون ويرجون القبول . إنه ينبغي على الشاب أن يستقيم ويتورع عن المعاصي وعن الصغائر كذلك ، فلا صغيرة مع إصرار ، ولا كبيرة مع استغفار .فهذه المعاصي تتكالب على العبد وقد تؤدي به إلى سوء الخاتمة . كما أنه يجب على المسلم أنه إذا عمل سيئة أن يتبعها بحسنة تمحها . والمتأمل لسير الناس يجد أن هناك من عمل أعمالاً صالحة لسنوات طويلة ثم مات على معصية لأنه كان لا يستقيم على الطاعة ولا يتورع عن المعصية . فيجب على الشاب أن يتيقن أن رضاه بحالته بداية نهايته . وقد كان السلف على قدر عملهم وإخلاصهم يقول أحدهم ( ما تعبت في شئ كتعبي في تمحيص نيتي ) . وقد كان أحد السلف يقرأ القرآن ، فجاء الى قوله تعالى : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً ) فبكى وأخذ يبكي حتى طلع الفجر . رابعاً : الفهم الخاطئ للوسطية : ************************** يتفق الجميع على أن الغلو أمر منبوذ ، وأن التفريط كذلك أمر منبوذ ، وأن الوسطية مطلوبة ،وكان أحدهم يستشهد ويقول ( خير الأمور الوسط ) . والأمة المحمدية هي أمة وسطية قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، بل إن سنة الله في كونه قائمة على الوسطية . ولكن وهنا مربط الفرس ونقطة الإختلاف … ماهي الوسطية وما هو ضابطها ؟ الوسطية : هي بالمفهوم الشرعي ما كان عليه الرسول وأصحابه ، فالذي نهى عن الغلو هو النبي وأول من خوطب بالوسطية وأن هذه الامة وسط … هو الرسول صلى الله علية وسلم . فلا شك أن المعيار في الوسطية هو حياته عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، فما زاد عنه فهو غلو وما نقص عنه فهو إهمال وتفريط وتكاسل . ويختلف كل بحسبه . خامساً :القدوة السيئة : ******************** قد يجد الشاب من بعض إخوانه الذين سلكوا طريق الخير بعض الأخطاء والتقصير وبعض الزلات … فهنا لا ينبغي للشاب أن يتوسم في أخيه القدوة التامة التي لا يشوبها النقص ، فلا يوجد إنسان كامل بعد رسول الله . وهنا يجب على الشاب أن ينمي في نفسه روح الحوار و ألا يستسلم ويتلقى كلام إخوانه كأنه وحي من الله لا خطأ فيه ، بل يجب عليه أن يأخذ من كل إخوانه أفضل صفاتهم ويقتدي بها . أما أن يقتدي الشاب بأحد إخوانه فقط في جميع أموره وكل حياته فهذه تبعية وليست قدوة . سادساً: ضغط البيئة : ******************* قد تضغط البيئه على الانسان ، فقد يكون في بيت غير محافظ ، وهناك نوع من الضغط الذي يتعرض له كثير من الشباب ألا وهو السخرية والاستهزاء . وهنا يجب أن يعلم الشاب أن هذه سنة الله في خلقه ، فالأنبياء قد سخر منهم واستهزأ بهم ، وعزاؤنا أن هؤلاء ليسوا خيراً من الأنبياء ، وقد استهزأ بهم وصبروا ، فما بالك بغيرهم ؟ وهذا من الإبتلاء الذي يبتلي به الله عز وجل عباده ، كما أنه لا يوجد إنسان يسلم من هذه الإبتلاءات في الغالب الأعم . وهذا دليل صدق العبد وصلاح نيته ، كما ذكر العلماء . سابعاً : ضعف القدرة على اتخاذ القرار : ********************************** فكثيراً ما يمني الإنسان نفسه بأن يفعل ويفعل ، وأنه سيصبح ويصبح ، ويظل يحدث نفسه ، ولكنه لا يستطيع اتخاذ قرار في ذلك .وهذا ناتج من الإغراق في الامور الغير مهمة من الأمور المباحة وغيرها . كما أنه ناتج لضعف الهمة وضعف الارادة . فليس من صفات المسلم أن يتمنى على الله الأماني ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . أسباب تحصيل الإستقامة أولاً : التوبة : ~~~~~~~~ وهي التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي والندم ، على كل ذنب سلف قال تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) وقال الرسول ( يا أيها الناس توبوا الى الله ، فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة ) فإن المسلم تطهر نفسه وتزكو بعمل الحسنة ، وتخبث بعمل السيئة ، فلذا وجب التوبة حتى تزكو النفس وتستقيم على شرع الله . ثانياً : المراقبة : ************** وهي أن يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تعالى ويلزمها إياها في كل لحظة من اللحظات حتى الممات . ولا يمكن أن تستقيم نفس لا تراقب الله في خلواتها : واذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلــــــوت ولكن قل علي رقيب ولا تحـــسبن الله يغفل ســــاعـــة ولا أن ما تخـــــفي عليه يغيب ثالثاً : المحاسبة : **************** هي أن يخلو بنفسه ساعة من آخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على كل عمل يومه ، فان رأى نقصاً في الفرائض لا مها ووبخها ، قام الى جبره في الحال ، فإن كان مما يقضى قضاه ، وإن كان مما لا يقضى جبره بالإكثار من النوافل ، واستغفر وندم وتاب وأناب . قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) وهذا أمر بالمحاسبه على ما تقدم لغدها المنتظر . رابعاً : المجاهدة : **************** وهي أن يعي المسلم أن أعدى أعداءه إليه هي نفسه التي بين جنبيه وأنها بطبعها ميالة إلى الشر فرارة من الخير ، أمارة بالسوء . فاذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح . قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) مفاهيم يجب ان تصحح في مفهوم الإستقامة 1) الإستقامة أمر بحاجة إلى تجديد دائم . 2) أن الانسان حتى لو استقام فلن يخرق العادة ولن يكون في مأمن من ابتلاء الله تعالى له ، بل تمضي عليه سنن الله في خلقه . 3) الاستقامة ليست ثوب يرتدى في لحظة ، بل هو أمر بحاجة إلى مجاهدة ومثابرة . تمت الإستعانة بكتاب ( خواطر وتأملات دعوية ) [/center] [/b]
-
[center] الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .. 1-التوبة: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) مسلم 2703 (إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) 2-الخروج في طلب العلم: (من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) مسلم (2699) 3-ذكر الله تعالى: (ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) قالوا بلى- قال: ذكر الله تعالى) الترمذي(3347) 4-اصطناع المعروف والدلالة على الخير: (كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله) البخاري (10/374)، مسلم (1005) 5-فضل الدعوة إلى الله: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) مسلم (2674) 6-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) مسلم (49) 7-قراءة القرآن الكريم وتلاوته: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) مسلم (804) 8-تعلم القرآن الكريم وتعليمه: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) البخاري (9/66) 9-السلام: ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء لو فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) مسلم (54) 10-الحب في الله: ( أن الله تعالي يقول يوم القيامة: أين المتحابين بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي بوم لا ظل إلا ظلي- ) مسلم (2566) 11-زيارة المريض: (ما من مسلم يعود مسلما مريضا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة) الترمذي (969) 12-مساعدة الناس في الدين: (من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) مسلم (2699) 13-الستر على الناس: ( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) مسلم (2590) 14-صلة الرحم: ( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله) البخاري (10/350) مسلم (2555) 15-حسن الخلق: ( سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق) الترمذي (2003) 16-الصدق: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة) البخاري (10/423) مسلم (2607) 17-كظم الغيظ: ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء) الترمذي (2022) 18-كفارة المجلس: (من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: [سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك] إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك) الترمذي (3/153) 19-الصبر: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) البخاري (10/91) 20-بر الوالدين: (رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه) قيل: من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة) مسلم (2551) 21-السعي على الأرملة والمسكين: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) وأحسبه قال: (وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر) البخاري (10/366) 22-كفالة اليتيم : (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى) البخاري (10/365) 23-الوضوء: ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره) مسلم (245) 24-الشهادة بعد الوضوء: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: [أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء) مسلم (234) 25-الترديد خلف المؤذن: (من قال حين يسمع النداء: [ اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته]، حلت له شفاعتي يوم القيامة) البخاري (2/77) 26 بناء مسجد (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة) البخاري (450) 27-السواك: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة) البخاري (2/331) مسلم (252) 28-الذهاب إلى المسجد: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح) البخاري (2/124) مسلم (669) 29-الصلوات الخمس: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله) مسلم (228) 30-صلاة الفجر وصلاة العصر: (من صلى البردين دخل الجنة) البخاري (2/43) 31-صلاة الجمعة: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام) مسلم (857) 32-ساعة الإجابة يوم الجمعة: (فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه) البخاري (2/344) مسلم (852) 33-السنن الراتبة مع الفرائض: (ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة) مسلم (728) 34-صلاة ركعتين بعد الوقوع في ذنب: (ما من عبد يذنب ذنباً،فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له) أبو داود (1521) 35-صلاة الليل: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) مسلم (1163) 36-صلاة الضحى: ( يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى) مسلم (720) 37-الصلاة على النبي: (من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً) مسلم (384) 38-الصوم: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) البخاري (6/35) مسلم (1153) 39-صيام ثلاثة أيام من كل شهر: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله) البخاري (4/192) مسلم (1159) 40-صيام رمضان: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري (4/221) مسلم (760) 41-صيام ست من شوال: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر) مسلم (1164) 42-صيام يوم عرفة: (صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية) مسلم (1162) 43-صيام يوم عاشوراء: (وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) مسلم (1162) 44-تفطير الصائم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره،غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) الترمذي (807) 45-قيام ليلة القدر: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري (4/221) مسلم (1165) 46-الصدقة: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) الترمذي (2616) 47-الحج والعمرة: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) مسلم (1349) 48-العمل في أيام عشر ذي الحجة: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام) يعني أيام عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) البخاري(2/381) 49-الجهاد في سبيل الله: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها) البخاري (6/11) 50-الإنفاق في سبيل الله: (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا) البخاري (6/37) مسلم (1895) 51-الصلاة على الميت واتباع الجنازة: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان) قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين) البخاري(3/158) مسلم(945) 52-حفظ اللسان والفرج: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) البخاري (11/264) مسلم (265) 53-فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده : (من قال: [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير] في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)- وقال (من قال [سبحان الله وبحمده] في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) البخاري (11/168) مسلم(2691) 54-إماطة الأذى عن الطريق: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس) مسلم 55-تربية وإعالة البنات: (من كن له ثلاث بنات، يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة) أحمد بسند جيد 56-الإحسان إلى الحيوان: (أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة) البخاري 57-ترك المراء: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا) أبو داوود [/center]
-
[center] [b][b][/b] [b] إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه، قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : ” البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منه أمثال البحور من النار ! ” .[/b] [b]وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) [الإسراء 107-109].[/b] [b]البكاء شيء غريزي:[/b] [b]نعم هذه هي الفطرة فالإنسان لا يملك دفع البكاء عن نفسه ، يقول الله تعالى: ( وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) [ النجم / 43 ] قال القرطبي في تفسيرها : ” أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء…[/b] [b]أنواع البكاء:[/b] [b] لقد ذكر العلماء أن للبكاء أنواعاً ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه تعالى إذ ذكر عشرة أنواع هي:[/b] [b]- بكاء الخوف والخشية .[/b] [b]-بكاء الرحمة والرقة .[/b] [b]- بكاء المحبة والشوق .[/b] [b]- بكاء الفرح والسرور .[/b] [b]- بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله .[/b] [b]- بكاء الحزن …. وفرقه عن بكاء الخوف : أن الأول -” الحزن ” – يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به هو ” قرة عين ” وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله به عينه .[/b] [b]- بكاء الخور والضعف .[/b] [b]- بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس .[/b] [b]- البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .[/b] [b]- بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون.[/b] [b]فضل البكاء من خشية الله:[/b] [b]إن للبكاء من خشية الله فضلاً عظيماً ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) [مريم58].[/b] [b]وقال تعالى عن أهل الجنة : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور 25 – 28 ][/b] [b]أما رسول الله فقد قال: ” لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ” .[/b] [b]وقالَ: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ…”وفي آخره:” ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ” .[/b] [b] وقال ” عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله “.[/b] [b] وقال النبي : ” ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين : قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله “.وكان السلف يعرفون قيمة البكاء من خشية الله تعالى،فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : ” لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! ” .[/b] [b]وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً.[/b] [b]بكاء النبي :[/b] [b]عَن ابن مَسعودٍ – رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ” اقْرَأْ علي القُرآنَ ” قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : ” إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي ” فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) [ النساء / 40 ] قال ” حَسْبُكَ الآن ” فَالْتَفَتُّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ .[/b] [b]ولما رأى النبي أصحابه يحفرون قبرا لدفن أحد المسلمين وقف على القبر وبكى ثم قال : ” أي إخواني، لمثل هذا فأعدوا ” .[/b] [b]أما عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير – رضي اللَّه عنه – فيقول : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ .[/b] [b]وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي قبر أمه فبكى وأبكى من حوله…” الحديث.[/b] [b]وقام ليلة يصلي فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ ![/b] [b]قالت عائشة : وكان جالساً فلم يزل يبكي حتى بل لحيته ![/b] [b]قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال : ” أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها ! (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ …) الآية.[/b] [b]الراوي: عائشة المحدث: ابن عدي – المصدر: الكامل في الضعفاء – الصفحة أو الرقم: 6/548 خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الأعلى بن أبي المساور عامة أحاديثه ممالا يتابعه عليها الثقات[/b] [b]بكاء الصحابة رضي الله عنهم:[/b] [b]لقد رأينا شيئا ًمن بكائه وقد تعلم الصحابة رضي الله عنهم من نبيهم البكاء فعن أنس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : ” لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً ” ، فغطى أصحاب رسول الله وجوههم ولهم خنين ، وفي رواية : بلغَ رسولَ الله عن أصحابه شيء فخطب فقال : ” عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً ” فما أتى على أصحاب رسول الله يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين ” . والخنين : هو البكاء مع غنّة .[/b] [b] و كان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته ! فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول الله قال : ” إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه ، فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه ! ” قال : وقال رسول الله : ” ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه ! “.[/b] [b] وبكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : ” أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! ” . وبكى معاذ رضي الله عنه بكاء شديداً فقيل له ما يبكيك ؟ قال : لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار ، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون .[/b] [b] وبكى الحسن فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي . وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ) [ الجاثية / 21 ] فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي .[/b] [b] وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال : لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .[/b] [b] وأُتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه فقال : قتل مصعب بن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، وقتل حمزة – أو رجل آخر – خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي .[/b] [b] وكان ابن مسعود يمشي فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي . وكأنه رضي الله عنه تذكر النار وعذاب أهلها حين رأى هذا المشهد .[/b] [b] وخطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مرة الناس بالبصرة : فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً .[/b] [b]وعن نافع قال : كان ابن عمر إذا قرأ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ) [ الحديد / 16 ] بكى حتى يغلبه البكاء .[/b] [b]وقال مسروق رحمه الله : ” قرأت على عائشة هذه الآية : ( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) [ الطور / 27 ] فبكت ، وقالت: ” ربِّ مُنَّ وقني عذاب السموم ” .[/b] [b] وهذا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان واضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً } [ مريم / 71 ] فلا أدري أأنجو منه أم لا .[/b] [b] وعن أنس بن مالك أن نبي الله قال لأبيِّ بن كعب : “إن الله أمرني أن أقرئك القرآن” قال أالله سماني لك ؟ قال :” نعم” ، قال : وقد ذُكرت عند رب العالمين ؟ قال : “نعم” ، فذرفت عيناه – وفي رواية : فجعل أبيٌّ يبكي -.[/b] [b]وقد تربى السلف الصالح على هذه المعاني العظيمة فرأينا منهم عجبا:[/b] [b]فهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد – وكان جارا له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح و إذا أصبح أن لا يمسي .[/b] [b]وحين سئل عطاء السليمي : ما هذا الحزن قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي .[/b] [b] وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد .[/b] [b] وقرأ رجل عند عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة : ( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ) [ الفرقان : 13 ] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ، وتفرَّق الناس .[/b] [b]وأخيرا فقد قال أبو سليمان رحمه الله : عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر.[/b] [b]من فوائد البكاء من خشية الله :[/b] [b] - أنه يورث القلب رقة وليناً[/b] [b]- أنه سمة من سمات الصالحين[/b] [b]- أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.[/b] [b]- أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.[/b] [b]وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء ، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟!.[/b] [/center] [/b]
-
[b] [center] [b][size=16][size=21][b][b][/b][/size][/b][/size] [size=16] [size=21][b][/b] [b][b]إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي، تعالوا معًا لكي نعيش مع “الفجر جنتي” مع هذا البرنامج، بإذن الله تعالى.[/b] [/b] [b][b]لكي نعيش حالة رضا[/b] [/b] [b][b]هذا الأمر الذي نريد فعلاً أن نحرك فيه كل إرادتنا، لإرضاء ربنا لكي نعيش فعلاً حالة رضا عن الله ، عندما نسعى إلى بيوت الله، والفجر الذي يوصلنا إلى جنة الله عز وجل، ثم استثمار العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، واستثمار كل المنح الربانية، والشفع والوتر واليقين بأن هذا الكون كله يعتمد على الزوجية؛ لأنه مخلوق من رب العزة سبحانه الذي تفرد بالوحدانية.[/b] [/b] [b][b]تأتي بعد ذلك آية ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)) الفجر.[/b][/b] [b][b]الليل يتحرك بأمر ممن؟ من الله سبحانه وتعالى (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) يس 37.[/b][/b] [b][b](يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) الحديد 6.[/b][/b] [b][b]لا أحد يتحكم فيه على الإطلاق، النمرود لما قال: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) البقرة 258.[/b][/b] [b][b]لا يقدر مرود أن يحرك الشمس ولا القمر، ولا يؤخر الليل، والعالم لا يستطيع إلى الآن، لا يستطيع أي زعيم في أي بلد من البلاد يقول أنا قررت أزيد الليل ساعة، قررت أزيد النهار ساعة، لا أحد يقدر على هذا، إلا رب العزة سبحانه وتعالى، هو الله الذي بيده مقاليد كل شيء (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) آل عمران. ولذلك فالليل وتقلبه آية من آيات الله الدالة على وحدانية الله، الدالة على كمال الله عز وجل.[/b] [/b] [b][/b] [b][b]كما قال الله سبحانه في سورة آل عمران: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ) بس لمين (لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فالليل يأتي وكذا النهار كي نزداد تعبدًا ورقًا لله عز وجل، نزداد يقين بالوحدانية، ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) لماذا؟ العلة قادمة: ( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [/b][b]الطلاق 12.[/b][/b] [b][b]لأجل هذا خلق الله السماوات والأرضين، والليل والنهار، والبحار والأنهار، هذا هو الله سبحانه وتعالى، فالليل أحد الأدلة، أحد الأسباب التي تجعلنا نوقن برب الأرباب سبحانه وتعالى.[/b] [/b] [b][b]الليل هو ميدان السباق إلى الله بين الأبرار والمتقين، الأبرار إذا جن الليل انحنوا لرب العزة سبحانه وتعالى، سجدوا فأطالوا السجود، قاموا فأطالوا القيام، استغفروا فبكوا بين يدي الله الواحد الغفار، القهار، الجبار، سبحانه وتعالى.[/b] [/b] [b][b]استثمر الليل في أبواب الخير[/b] [/b] [b][b]الليل مضمار هذا السباق، النبي ـ _ وهو يصلي الفجر_، حديث صحيح_سأل الصحابة سؤالا ، فقال لهم: ([/b]من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر : أنا . قال فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر : أنا . قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا . فقال رسول الله : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة [b]) [/b][/b]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1028 خلاصة حكم المحدث: صحيح. [b][b]لأنه استثمر الليل في أبواب الخير كلها.[/b] [/b] [b][b]ولنرى ماذا كان يقول سيدنا عمر رضي الله عنه؟ كان يقول: “لا أدع قيام الليل فأضيع نفسي، ولا أنام بالنهار فأضيع رعيتي، إذا نمت بالنهار أضعت رعيتي، وإذا نمت بالليل أضعت نفسي”، فبين الليل والنهار حركة لله سبحانه وتعالى، خالصة له.[/b] [/b] [b][/b] [b][b]كيف بدلنا ليلنا؟![/b] [/b] [b][b]يبقى عنده عبادة في الليل لا يصلح أن يؤديها في النهار، وعبادة في النهار لا يصلح أن يؤديها في الليل، نحن كيف بدلنا ليلنا، فأصيح الليل نهارا، والنهار ليلا، الناس تنام بالنهار كما شاءت، وبالليل سهرانة ،الليل الذي جعله الله سبحانه وتعالى سكنًا للإنسان، (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا . وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) النبأ 10,11.[/b][/b][b] [b]نحن قلبنا الليل نهاراً والنهار ليلا ، مع إن الإنسان حين يسكن في الليل ساعتين نوم، خير من عشرين ساعة ، فنوم النهار كله لا يساوي ساعتين نوم بليل ، نحن مبرمجين هكذا، رب العزة قال هذا، إن النهار للمعاش، والليل للسكن.[/b][/b] [b][/b] [b][b]عزم وجد[/b] [/b] [b][b]هو عزّ وجل قال لنا تنظيم الروح التي خلقها الله في الإنسان منظمة هكذا، نحن قلبنا كل هذه الأشياء، لأن الفنانين بيسهروا بالليل.[/b] [/b] [b][b]ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي .. بصبح وما الأصباح منك بأمثل[/b] [/b] [b][b]حتى أصبح ليل المغمومين والمهمومين، ليل الفنانين والراقصين والعابثين، نحن لا بد أن نعيد لليل السكن، والنهار للمعاش.[/b] [/b] [b][b]الحقيقة أيضًا الليل هو متعة الأزواج مع زوجاتهم، فالله تبارك وتعالى يقول: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) البقرة 187.[/b][/b][b] [b]أي إن هذا التلامس بين الرجال والنساء الذين هم أزواج، في الليل له طعم يختلف تمامًا، عنه في النهار، له روح له أداء، له حس ، له أثر، نحن مبرمجين ببرمجة ربانية لا تحاولوا تغييرها حتى لا نتعب، لأن هذه منظومة ربانية هو الله عز وجل الذي قال هذا، هو ربنا الذي هيئنا لهذا، فلماذا نغير هذا الإطار، فنجعل الليل نهارًا والنهار ليلاً.[/b][/b] [b][b]يقول محمد إقبال –رحمه الله-:[/b] [/b] [b][b]يا رجال الليل جدوا .. رب صوت لا يـرد[/b] [/b] [b][b]لا يقـوم الليـل إلا .. مـن له عـزم وجـد[/b] [/b] [b][b]ففي الليل ينزل الله عز وجل في الثلث الأخير من الليل بدون تشبه ولا تجسيد، وينادي: “هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفرًا فأغفر له، هل.. هل.. حتى يؤذن للفجر ويقال حتى شروق الشمس، فنحن لماذا غافلين عن الليل، وقيمة الليل، وأثر الليل.[/b] [/b] [b][/b] [b][b]ليل العابدين وليل العابثين[/b] [/b] [b][b]تعالوا نقرأ كلمات من مقالة كتبتها من آلام حادة شديدة على أمة حولت الليل إلى ليل العابثين، تقليدًا لأعداء الله أجمعين، إلا من رحم الله تبارك وتعالى من الصالحين المؤمنين، فقمت بعمل مقارنة بعنوان ” مفارقات بين ليل العابدين وليل العابثين “:[/b][/b] [b][b]ليل العابدين: قنوت وتهجد، وتسبيح وسجود، وتلاوة للقرآن.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين : فغفلة عن صلاة العشاء، والفجر، وسهرات حمراء وخمور وفجور، وكؤوس ومعازف وأغان وسعار للشهوات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: سجدات تقرب إلى الله، وقنوت، ودعاء، وتضرع واستغفار بالأسحار.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فلقاءات بين الشباب والفتيات، وضحكات ومداعبات، وإسراف في المطعومات، والمشروبات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: سخاء بصدقات تحت جنح الظلام حتى لا تعرف شماله ما أنفقت يمينه، تجردا وإخلاصا وبحثاً عن تمام الأجر من الرحمن[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فتجول في الأسواق، وفتنة بالمشتريات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: سهر لطلب العلم، والكد في طلبه.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فسهر أمام الشاشات، والمسلسلات والصور الفاضحات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: تغني بالقرآن الذي سيقول عن صاحبه “أي ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه”[/b] الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 5203[/b] خلاصة حكم المحدث: صحيح. [b][b]أما ليل العابثين: فتغنِّي بالفسوق والعدوان وإثارة الشهوات وإقامة الحفلات والرقصات وميوعة المائلات المميلات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: ندوات ومحاضرات.[/b] [/b] [b][/b] [b][b]أما ليل العابثين: فمجالس أنس وسخرية، وغيبة، ونميمة، ولهو، وكذب، وبهتان.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: تخطيط لفعل الخير، ونفع الغير، وقضاء حوائج الناس.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فمكر الليل والنهار بتحالف الكفار والفجار، لفتنة ذوي الأيدي والأبصار.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: محاسبة للنفس؛ لأن النوم يذكرهم بالموت، والاستيقاظ يذكرهم بالبعث والنشور.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فاستلقاء على طول الأمل، استعدادًا ليوم جديد من الكد والعمل.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: نوم على طهارة، كل واحد يتذوق أنه يتوضأ قبل أن ينام، يصلي الوتر إن لم يكن صلاه، وينام على وضوء، سيعيش فعلاً شعور أنه عابد لله عز وجل.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين.. نوم على طهارة وتفكر، وذكر وتدبر.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فنوم على نجاسة، وجنابة، وغفلة.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: سهر إذا حدث لإصلاح ذات البين، والتقريب بين الزوجين، وإصلاح ما بين ذوي الأرحام والجيران والشركاء والجماعات والدول.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين : فسهر لإفساد ذات البين، بين كل شقيقين، أو زوجين، أو صديقين.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: سهر لأم ترضع أولادها، وترعى أبناءها، أو سهر طبيب أو ممرضة لرعاية مرضاهم.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فتسهر الأم أمام الأفلام والإنترنت، والمكالمات التليفونية، وتترك الأولاد للخادمات والألعاب والشاشات.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: أفراحهم لقاءات على القرآن والسنة، وأناشيد راقية، ولا اختلاط بين الرجال والنساء.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فتعج أفراحهم بالسافرات والراقصات والأغاني، والإسراف في المطعومات والمشروبات، ويختلط الشباب بالفتيات.[/b] [/b] [b][/b] [b][b]ليل العابدين: رباط المجاهدين، والجيش والشرطة لحماية الثغور وحفظ الأمن.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فانطلاق اللصوص وتجار المخدرات والمدمنين، والمفسدين، يروعون الآمنين.[/b] [/b] [b][b]ليل العابدين: متابعة لهموم الأمة في غزة وفلسطين، والقدس، والعراق، وأفغانستان، وكشمير، والشيشان، والصومال، والسودان، في كل مكان من أرض الله.[/b] [/b] [b][b]أما ليل العابثين: فسهرات لمتابعة المباريات، والمضلات، ومسابقات الفنانين والفنانات.[/b] [/b] [b][b]ليكون ليل العابدين[/b] [/b] [b][b]إن الليل مع العمر يسري، “ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)”الفجر.[/b][/b][b] [b]لا يستطيع أحد أن يوقفه، ويمضي، فهل آن الآوان أن نستثمره ليكون ليل العابدين فنسعد في الدارين، أم نبقى نعيش في ليل العابثين، ولا نرقى ولا ننال رضا رب العالمين، اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير.[/b][/b] [b][b]نحن أمام هذه المعادلة، فماذا نختار؟ نختار إن شاء الله ليل العابدين لا ليل العابثين[/b][/b] [b][/b] [b][b]من نصوص حلقات برنامج “الفجر جنتي”[/b] [/b] [b][b]موقع أ.د. صلاح سلطان[/b] [/b] [/size] [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [center][size=21][b]إبن تيمية وطهارة القلب بقلم الشيخ سلطان العمري كان في زمن إبن تيمية بعض العلماء الذين يُعادونه ويحسدونه.. وفي أحد الأيام مات واحد منهم ، فلما علم إبن القيم بذلك ذهب فرحاً إلى إبن تيمية لكي يبشره بهذا الخبر، فلما أخبره الخبر غضب إبن تيمية على إبن القيم وعاتبه. ثم ذهب إبن تيمية إلى منزل ذلك الميت وقال لأهل الميت: أنا لكم مكانه، وإذا احتجتم إلى شيء فأخبروني. فلما علم بعض أعداء إبن تيمية بهذا الموقف قال: يا ليتني لأصحابي مثل إبن تيمية لأعدائه. قلـت: في هذه القصة فوائد: 1- أن الحسد مرض قديم ولا يسلم منه إلا القليل. 2- أن الحسد قد يوجد بين العلماء والدعاة المصلحين، وكما قيل: ما خلا جسد من حسد . 3- طهارة قلب إبن تيمية وعلو قدره وسلامة قلبه حتى على أعدائه، فانظر في موقفه في هذه القصة. 4- لا بد لطالب العلم أن يراجع قلبه وأن يطهره من كل الذنوب التي لا يراها إلا الله تعالى. [/size][/center] [/center] [/b][/b]
-
[center] [b][size=16] ها قد ودعنا رمضان المبارك بنهاره الجميل و لياليه العطرة ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار وهنا يجدر أن ننبه أن هذه الأمور ليست خاصة برمضان فكل الأيام و كل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله و مغفرته و كلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى و تتخلق بأخلاق القرآن فيها هل حققنا التقوى و تخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين ؟! هل ربينا فيه أنفسنا ؟! و هل جاهدنا أنفسنا و شهواتنا و انتصرنا عليها أم غلبتنا العادات و التقاليد السيئة ؟ [b] و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها أخي الحبيب .. أختي المسلمة إن كنت ممن استفاد من رمضان و حققت فيه صفات المتقين فصمته حقاً و قمته صدقاً و اجتهدت في مجاهدة نفسك فيه فاحمد الله و اشكره و اسأله الثبات على ذلك حتى الممات و إياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله ، أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلًا ، فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً ، فلما نظرت إليه و أعجبها جعلت تقطع الخيوط و تنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب . فماذا يقول الناس عنها ؟!! ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي و الفسق و المجون و يترك الطاعات و الأعمال الصالحة بعد رمضان فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة و لذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي و الفجور !! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان و لنقض العهد أحبتي مظاهر كثيرة عند الناس ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر : ( ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة ، نراها قد قلّ روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض !. - العودة لمتابعة الأغاني و الأفلام .. التبرج و السفور ... إلخ ) و هذا من علامات عدم قبول العمل و العياذ بالله ؛ لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره و يحمد و يشكر ربه على إتمام الصيام و مع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان ! يسألون الله القبول فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق و أن ترى فيه إقبالاً على الطاعة و هكذا يجب أن يكون العبد مستمر على طاعة الله ، ثابت على شرعه ، مستقيم على دينه لا يروغ روغان الثعالب، يعبد الله في شهر دون شهر أو في مكان دون آخر أو مع قوم دون آخرين !! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور و الأيام ، و أنه رب الأزمنة والأماكن كلها فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه و هو عنه راض ، قال - -: { قل آمنت بالله ثم استقم } [ رواه مسلم ] فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين، فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك و أنت على معصية .. ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ) جدول عملي للثبات بعد رمضان ~.. http://www.safeshare.tv/w/CCMdfpjDNj مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم : " عجبًا لكم ، إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين ، و إن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل الخائفين " فكيف لو رأى حالنا هذا الزمان ؟! أسأل الله أن يتقبل منا و منكم الصيام و القيام و سائر الأعمال و أن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة و نحن في حال أحسن من حالنا و قد صلحت أحوالنا و عزّت أمتنا و عادت إلى ربها عودة صادقة .. اللهم آمين [/b][/size] [/center] [/b]
-
[center] [b][b][/b] [b]قواعــد لفهم طبيــعة النفس[/b] [b]أولاً: النفس لا تأمر بخيـــرٍ قــط .. [/b] [b]حتى لو وصلت إلى مرحلة النفس المطمئنة، فإذا وجدت نفسك تنقــاد لك في فعل بعض الطاعـــات، فاعلم أن ذلك ليس برغبتها .. وإنما خوفك من الله ومن الآخرة كان باعثًا على قهر النفس والرغبة في الإبتعاد عن الإنحراف الذي تأمر به، فسجنـت نفسـك حتى صارت بين يديـــك كالأسير المقهور على فعل جميــع ما تأمره بـــه ..[/b] [b]حتى إذا فتحت لها البــاب ظنًا منك أنها قد ثبتت على الطــاعــات، تحررت من قيودهــا وعــادت إلى ما كـانت عليه من الأمر بالسوء ..[/b] [b]فإذا قهرت نفسك:: تستطيع أن تقودهــا .. أما إذا أطلقت سراحها:: أمرتك بالســوء،،[/b] [b]ثانيًا: النفس نزَّاعة إلى الشهوات دومًا، مهما ارتقى المسلم في درجـــات الإيمان ..[/b] [b]فالنفس هي مجموعة الشهوات التي تهفو إليها نفسك؛ من حب الجـاه والتملك والتميز والنساء والمال وكل ما تهواه النفس وتتمنــاه ..[/b] [b]وقد يتحايـل المرء ويصبغ شهوات نفسه بصبغة الشرع .. كالذي يُحب الشهرة ثمَّ أنعم الله عليه بنعمة الإلتزام، فتظل تلك الشهوة بداخله وتجــده يبحث عن الشهرة والتميـــز تحت مُسمى الدعوة وخدمة الإسلام ..[/b] [b]والأصل أن عمله ليس لله، وإنما لأجل شهوة مُتمَلِكة من القلب،،[/b] [b][/b] [b]ثالثًا: الرضــا عن النفس بدايــة ورود المهالك ..[/b] [b]لأن النفس ستظل دومًا هي النفس التي لا تأمر بخيرٍ قط؛ لذا من أقبح ما يكون أن ترضى عن نفسك .. كما ذكر النبي أن العُجب من المُهلكات، قال “ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ..” [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)][/b] [b]وقال الله تعالى {.. فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}[النجم: 32][/b] [b]فستظل دائمًا أبدًا في جهــادٍ مع نفسك حتى الموت ..[/b] [b]قال أحد الصالحين “يموت المؤمن وسيفه يقطر دمًا”[/b] [b]كيــف نستطيع التعامل مع أنفسنـــا؟[/b] [b]كي نتمكن من التعامل مع أنفسنا لابد من معرفة طبيعتها، وقد وصف الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع للنفس الإنسانيـــة ..[/b] [b]النوع الأول: النفس الأمارة بالســوء ..[/b] [b]كما في قوله تعالى [b]{.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..} [يوسف: 53] .. وهي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء، وتزينـه في عين صاحبــها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه.[/b][/b] [b]العلاقة بين النفس الأمارة بالسـوء والعقــل .. [/b] [b]أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل، والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسيَّة؛ كالنظر والسمع واللمس والشم .. وهذه المدركــات تتجمع في العقل وتكوِّن الرغبــة التي تصل إلى النفس الأمارة بالســوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات .. كما قال الرسول :“كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِإسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ..” [صحيح مسلم][/b] [b]فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة المقدمات الحسية .. كالذي يشاهد الأفلام وتظل تراوده الخواطر والأفكار السيئة حتى بعد أن يلتزم ويبتعد عنها؛ لأنه قد درب نفسه على السوء فتولدت منها نفسٌ خبيثة .. أما الأشيــاء التي لم تعاينها حسيًا فلن تُحَدثك نفسك بها؛ كالسرقة مثلاً.[/b] [b]والفرق بين تسويــل النفس ووسوسة الشيطان .. أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية، أما الشيطــان فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أيً كانت حتى يشغلك عن طاعة الله .[/b] [b]النوع الثاني: النفس اللوامــة ..[/b] [b]وهي التي كلما وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُســارع بالتوبـــة والإستغفــار .. قال تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}[القيامة: 2]، ولا يُقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره ورفيع منزلته عند الله تعالى.[/b] [b][/b] [b]علاقة النفس اللوامة بالعقل ..[/b] [b]والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسـوء، فتأثر العقل بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالســـوء؛ لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ .. فصار لدى عقل جانبان؛ جانب يدعوه إلى الخيـــر وتقوى الله، وآخر يدعــوه إلى الشر بالوقوع في المعصية.[/b] [b]وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة .. فإن استجــاب لتأنيب ضميره وأصْلَح من نفسه، كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة .. أما إن تركها لتغرق، عادت النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء.[/b] [b]النوع الثــالث: النفس المطمئنة .. وهي الهدف الأسمى ..[/b] [b]قال تعالى [b]{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27,30][/b][/b] [b]هي نفسٌ قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليــه ورضيت عنه، فأثابها الكريـــم سبحـــانه بأبلغ ثواب وأجزل عطـــاء بما تُغْبَط عليه في الدنيــا والآخرة.[/b] [b]وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس (الاطمئنـان) .. التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب، ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كــافرٌ أو مجرمٌ بعيد عن الله سبحانه وتعالى.[/b] [b]لأن دين الإسلام هو الدين الوحيـــد الذي يمازج بين متطلبات العقل والروح ..[/b] [b]أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق؛ حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في شهوات الحس ويحدث بينهما صراع.[/b] [b]كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة[/b] [b]إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايــا؛ لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ .. إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة، ستنــال الإطمئنان النفسي في الدنيـــا والراحــــة الأبديـــــة في الآخـــرة ..[/b] [b][/b] [b]صفـــات أصحــاب النفس المطمئنــة[/b] [b]الصفة الأولى: الإخــلاص ..[/b] [b]وللإخلاص علامات ابحث عنها في نفسك لتعلم أأنت مخلصٌ أم لا، وهي:[/b] [b]1) أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته .. أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة، كما قال ابن الجوزي “.. إنما يتعثر من لم يخلص” [صيد الخاطر (1:119)][/b] [b]2) بـذل المجهود في الطــاعة .. [/b] [b]3) أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال .. إلا على ما ينبغي إظهاره، مثل: الصلاة والدعوة والجهاد.[/b] [b]4) الحرص الشديــد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه .. لأنه يعيش لله لا لنفسه، فكل ما يفعله يبذله لوجه الله .[/b] [b]5) وجل القلب وخوفه من عدم القبــول .. [/b] [b]واعلم أنه لن يُنجيــك إلا الصدق والإخلاص،،[/b] [b]الصفة الثانية: المتابعة لهدي النبي ..[/b] [b]فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة، حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس .. عن أنس قال: قال رسول الله “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ” [متفق عليه][/b] [b]وعلامة الإتبــــــــاع:: شدة الحرص على معرفة سُنَّتِهِ وأحواله وسيـرته، والإقتــداء به .[/b] [b]الصفة الثالثة: الرضــا عن الله تعالى ..[/b] [b]فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئنٌ ساكنٌ هاديء .. عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله “ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا” [رواه مسلم][/b] [b]الصفة الرابعة: شدة محبة الله تعالى وتعظيمه ..[/b] [b]فقد صُبِغَت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى، إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعَمَ عليه يشكره ربِّه ويحمده على نِعَمهِ .. فهو سبحــانه ربٌّ ودودٌ يتودد إلى عبــاده الصالحين، قال تعالى [b]{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[/b] [مريم: 96][/b] [b][/b] [b]وعلامات محبتك لله تعالى هي:[/b] [b]1) الأنس بالله تعالى في الخلوة ..[/b] [b]2) التلذذ بتلاوة كلام الله ..[/b] [b]3) كثرة اللهج بذكر الله ..[/b] [b]4) موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره .. [/b] [b]الصفة الخامسة: الصدق .. [/b] [b]ولن ينفعك في التعامل مع الله سوى الصدق، والصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا .. عن رسول الله قال “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة” [رواه أحمد وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (2773)][/b] [b]وللصدق أنـــواع، هي:[/b] [b]1) الصدق مع الله تعالى، ويكون .. صدقًا في الأقوال؛ فلا ينطق لسانك إلا صدقًا .. وصدقًا في الأحوال؛ فلا تراوغ ولا تتلوَّن .. وصدقًا في الأعمال؛ بأن تكون مُخلصًا لله تعالى مُتبعًا لهدي النبي في أعمالك.[/b] [b]2) الصدق مع النفس .. بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله .. وأن ينصح نفسه؛ حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها .. فيُحاسب نفسه قائلاً:[/b] [b]يـــا نفسُ، أخلصي تتخلصي … واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك،،[/b] [b]3) الصدق مع النــاس .. فلا يظهر أمام الناس بوجه مُختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى.[/b] [b]الصفة السادسة: التقوى ..[/b] [b]الصفة السابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..[/b] [b]الصفة الثامنة: الإحسان إلى عبـــاد الله ..[/b] [b]الصفة التاسعة: الولاء والبــراء ..[/b] [b]الصفة العاشرة: حُسن الخُلُق ..[/b] [b]نسأل الله تعالى أن يمُنَّ علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحـــاب النفوس المطمئنة،،[/b] [b][/b] [b]"درس طبيعة النفس وأنواعها" للشيخ هانى حلمى[/b] [/center] [/b]
-
[b] [center] [center][size=29]واجب المسلم بعد رحيل رمضان[/size] [/center] [b][size=21]ومضي قرابة نصف شهر ـ أيها الكرام ـ بعد رحيل رمضان ... بعد رحيلك أيها الحبيب رمضان ، و يا لها من أيام مرة المذاق ، والأمر المنطقي أن يسأل كل إنسان منا نفسه : كيف حالك أيتها النفس بعد رمضان ؟!علينا أن نقارن بين حالنا في رمضان و حالنا بعد رمضان ، رغم أنه لم يمض عليه سوى أيام .. إيه أيتها النفس ! كنت قبل أيام في صلاة وصيام ، وتلاوة وقيام ، ذكر ودعاء ، وصدقة وإحسان وصلة للأرحام، قبل أيام كنا نشعر برقة القلوب و اتصالها بعلام الغيوب . كانت تتلى علينا آيات القرآن ، فتخشع القلوب و تدمع العيون ، فنزداد إيمانا وخشوعا وإخباتا لله سبحانه وتعالى، ذقنا حلاوة الإيمان وعرفنا حقيقة الصيام ، ذقنا لذة الدمعة ، وحلاوة المناجاة في السحر . كنا نصلي صلاة من جعلت قرة عينه في الصلاة ،وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته و عرف طعمه ، وكنا ننفق نفقة من لا يخشى الفقر ! كنا و كنا مما كنا نفعله في ذلك الشهر المبارك العظيم الذي رحل عنا .. وهكذا كنا نتقلب في أعمال الخير و أبوابه حتى قال قائلنا : يا ليتني مت على هذه الحال ! لما يشعر به من حلاوة الإيمان ولذة الطاعة . و هكذا مضت الأيام ورحل رمضان ، ثم ماذا ؟ رحل رمضان و لم يمض على رحيله سوى ليال و أيام ، و لربما رجع تارك الصلاة لتركها ، وآكل الربا لأكله ، وسامع الغناء لسماعه ومشاهد الفحش لفحشه و شارب الدخان لشربه .. رحل رمضان و لم يمض على رحيله سوى ليال و أيام ، و لربما نسينا لذة الصيام فلا الســت من شوال ولا الخميس ولا الاثنين ولا الثلاثة الأيام من كل شهر، إلا من رحم الله . رحل رمضان و لم يمض على رحيله سوى ليال و أيام ، ولربما لم نذق فيها طعم القيام ، سبحان الله ! أين ذلك الخشوع ؟ و تلك الدموع في السجود والركوع ؟ أين ذلك التسبيح والاستغفار ، وأين تلك المناجاة لله الواحد القهار ؟ رحل رمضان و لم يمض على رحيله سوى ليال و أيام ، ولربما هجرنا القرآن وقد كنا نقرأ بعد الفجر وبعد الظهر وبعد العصر وفي الليل و النهار ، فكم قرأنا في هذه الأيام من القرآن ؟ نشـرق بدموع الفراق ـ أيها الكرام ـ فلا نستطيع أن نبث المشاعر والآلام والأحزان ، لما نجده من فقد لذة الطاعة وحلاوة الإيمان .. رحل رمضان وقد كان خير جليس لنا ، بفضل ربنا ، كان عونا لنا ونحن بين قارئ وصائم ومنفق وقائم ، ونحن بين بكاء ودامع وداع وخاشع .. ما كان أحسننا و الشمل مجتمع ، منا المصلي و منا القانت القارئ رحل رمضان ، والرحيل مر على الصالحين ، فابكوا عليه بالأحزان وودعوه ،وأجروا الدموع لأجل فراق ليال ذات أنوار ، على ليال لشهر الصوم ما جعلت إلا لتمحيص آثام و أوزار ، الناس ــ أيها الإخوة ــ بعد رمضان فريقان ، فائزون وخاسرون ، فيا ليت شعري من هذا الفائز منا فنهنيه ، ومن هذا الخاسـر فنعزيه ؟! ورحيله مر على الجميع .. الفائزين والخاسرين .. الرحيل مر على الفائزين لأنهم : · فقدوا أياما ممتعة ، وليال جميلة نهارها صدقة وصيام وليلها قراءة وقيام ، نسيمها الذكر والدعاء ، وطيبها الدموع والبكاء. · شعروا بمرارة الفراق فأرسلوا العبرات والآهات .. كيف لا وهو شهر الرحمات وتكفير السيئات وإقالة العثرات ، كيف لا والدعاء فيه مسموع و الضر مدفوع والخير مجموع ؟! · كيف لا نبكي على رحيله ونحن لا نعلم أمن المقبولين نحن أم من المطرودين ؟! · كيف لا نبكي على رحيله أيها الأحبة ونحن لا ندري أيعود ونحن في الوجود أم في اللحود ؟! · مضت أيام قلائل على رحيل رمضان ، فمن منا أشغله هذا الهاجس ، من منا أشغله هاجس هل قبلت أعماله أم لا ؟ هل نحن من الفائزين في رمضان أم لا ؟ من منا لسانه يلهج بالدعاء أن يقبل الله منه رمضان ؟ · إننا نقرأ ونسمع أن سلفنا الصالح كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يقبل الله منهم رمضان ، ونحن لم يمض على رحيله سوى أيام فهل دعونا أم لا ؟ أم أننا نسينا رمضان وغفلنا عنه و كأننا أزحنا حملا ثقيلا كان جاثما على صدورنا ! نعم رحل رمضان .. لكن ماذا استفدنا من رمضان ؟ وأين آثاره على نفوسنا وسلوكنا ، وعلى أقوالنا وأفعالنا ؟ أما المفرطون .. أما الخاسرون ــ نعوذ بالله من حالهم ــ فهم نوعان : النوع الأول : أناس قصروا فلم يعملوا إلا القليل ، نعم صلوا التراويح والقيام .. ولكن صلوها سراعا .. فهم لم يقوموا إلا القليل ، ولم يقرأوا من القرآن إلا القليل .. ولم يقدموا من الصلوات إلا القليل : · الصلوات المفروضة تشكو من تخريقها ونقرها ، والصيام يئن من تجريحه وتضييعه .. والقرآن يشكو من هجره ونثره .. والصدقة ربما يتبعها من وأذى .. · الألسن يابسة عن ذكر الله .. غافلة عن الدعاء والاستغفار ، فهم في صراع مع الشهوات حتى في رمضان ، لكن فطرة الخير تجذبهم ، فتغلبهم تارة ويغلبونها تارات ! · هم يقرأون القرآن في النهار ، لكنهم يصارعون النوم بعد ليال من السهر و التعب و الإرهاق . أما الصلاة ، فصلاة الظهر عليها السلام ! وربما صلاة العصر ، بل وربما الفجر ! كل ذلك بسبب التعب والإرهاق كما يقولون . فهؤلاء لم ينتبهوا إلا والحبيب يرحل عنهم ، فتجرعوا مرارة الرحيل .. بكاء وندم ... حزنوا ! ولكن بعد فوات الأوان .. بعد أن انقضت أفضل الأيام . النوع الثاني : أما النوع الثاني من المفرطين فهم الخاسرون ، نعوذ بالله من صفات أهل الخسران : · فهناك من لم يقم رمضان .. ولم يقرأ القرآن .. وربما لم يصم في رمضان ، فنهاره ليل وليله ويل ! · لا العشر الأواخر عرفوها ولا ليلة القدر قدروها .. فمتى يصلح من لا يصلح في رمضان ؟ متى يصح من كان من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ · من فرط في الزرع في وقت البذار ، لم يحصد غير الندم والخسار . · مساكين هؤلاء ، فاتهم رمضان وخير رمضان ، فأصابهم الحرمان وحلت عليهم الخيبة والخسران ! · قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع ، لا صيام ينفع ولا قيام يشفع .. قلوب كالحجارة أو أشد قسوة ، حالها في رمضان كحال أهل الشقوة ، لا الشاب منهم ينتهي عن الصبوة ، ولا الشيخ ينـزجر فيلحق بالصفوة . أيها الخاسر ! رحل رمضان وهو يشهد عليك بالخسران فأصبح لك خصما يوم القيامة . رحل رمضان وهو يشهد عليك بهجر القرآن ، فيا ويل من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان ! فيا من فرط في عمره وأضاعه ، كيف ترجو الشفاعة ؟ أتعتذر برحمة الله ؟ أتقول لنا إن الله غفور رحيم ؟ نعم .. إن الله غفور رحيم ! لكن " إن رحمة الله قريب من المحسنين " ( [1] ) العاملين للأسباب ، الخائفين المشفقين ... بل أقول لك أكثر من ذلك فإن رحمة الله وسعت كل شيء ، لكن الأمر ليس سهلا ـ ونحن لا نتألي علي الله وحاشا ـ ولكن الله عز وجل يقول : " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون)( [2] ) سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجمـاعات ، فقال رضي الله عنه : " هو في النار " ! فأبعده الله ! فكم أولئك المبعدين عن رحمة الله ! فيا أيها الخاسر .. نعم رحل رمضان وربما خسرت خسارة عظيمة ـ ولكن ـ الحمد لله فما زال الباب مفتوحا والخير مجاله مفسوحا .. وقبل غرغرة الروح ابك على نفسك وأكثر النوح ، وقل لها : ترحل الشهر وانصرما *** واختص بالفوز في الجنات من خدما وأصبح الغافل المسكين منكسرا *** فيا ويحه يا عظم ما حرما من فاته الزرع في وقت البذار فما *** تراه يحصد إلا الهم والندما طوبى لمن كانت التقوى بضاعته *** في شهره وبحبل الله معتصما سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . [center]*** *** *** [/center] أيها الكرام ، هذه بعض مشاعرعن رحيل رمضان ، قصدت تأخيرها بعد رمضان بأيام لنرى ونشعر بالفرق بين حالنا في رمضان وحالنا هذه الأيام ـ على قلتها ـ فكيف يا ترى بحالنا بعد شهر أوشهرين أو أكثر ؟! رغم أنني أؤكد وأكرر أننا لا نطالب النفوس أن تكون كما كانت عليه في رمضان ، ولكننا نطالبها بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات ، وتذكر الله وخوف الله والصلة به ، حتي لو كانت هذه الطاعات قليلة فقليل دائم خير من كثير منقطع ، فهذا هو هدى المصطفي صلي الله عليه وسلم كان يقول : " خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإنه كان أحب العمل إلى رسول الله ما داوم عليه وإن قل"( [3] ) اللهم يا حي يا قيوم إن كان بسابق علمك أن تجمعنا في مثل ذلك الشهر المبارك فلتجمعنا فيه يا حي يا قيوم ، وإن قضيت بقطع آجالنا وما يحول بيننا وبينه فأحسن الخلافة على باقينا وأوسع الرحمة على ماضينا . اللهم تقبل منا رمضان ، اللهم تقبل منا رمضان ، اللهم تقبل منا رمضان ، واعف عنا ما كان فيه من تقصير وغفلة ونقصان ، اللهم اجعلنا فيه من الفائزين المعتوقين من النار، اللهم ارحم ضعفنا وتقصيرنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فى كل حين وآن ، اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ، إنك أنت العزيز الرحيم . اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين .... اللهم يا كاشف كل ضر وبلية ، ويا عالم كل سر وخفية ، نسألك فرجا قريبا للمسلمين، وصبرا جميلا للمستضعفين ، اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان ، فوق كل أرض وتحت كل سماء اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان ، اللهم كن ناصرا لهم يوم تخلى عنهم الناصر ، وكن معينا لهم يوم تخلى عنهم المعين . [center]وصلي اللهم وسلم وبارك علي محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين [/center] [1] الأعراف الآية 59 [2] الأعراف الآية 156 [3] مسند أحمد 53/ 86 [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=21]إن العبد الصالح الذي يسعى إلى رضوان الله تعالى يقف عند حدوده حيثما كان، فهو لا يتقدم ولا يتأخر إلا بأمر من رب الأرض والسماء، فالحلال ما أحله الله ورضيه لنا، والحرام ما كرهه الله ويأباه لنا، وهذه هي العبودية الحقيقية التي تحكم سلوك الصالحين. ولقد بشر الله عباده هؤلاء بجنة عرضها السماوات والأرض فقال لهم: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق: 32، 33]. فمن صفاتهم الطيبة أنهم يقفون عند حدود الله ويحفظون أوامره ونواهيه ويعظمون حقوقه عليهم. وصفة الحفظ لحدود الله هي أعظم صفات الصادقين في عبادة ربهم، لذا تكرر لفظ الحفظ وما وافق معناه في كتاب الله تعالى كثيرًا، فمن مثل ذلك قول الكريم: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9]، ويأمرنا عز وجل {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]، ولا ريب أن حفظ اللسان والفرج والبطن والسمع والبصر، كل ذلك من عوامل النجاة {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]. ويصحب رسول الله ابن عمه الغلام الصغير عبد الله بن عباس، ويريد أن يعلمه حقائق يجب أن تُحفظ فلا تُنسى، فيقول له: «يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف»[1]. فمن يتأمل هذا الحديث العظيم يجد حقائق تحتاج لأن يذكرها العاقل كل صباح، ذلك لأنها تسيطر بشكل مباشر على دوافعه، وكيفية تعامله مع أحداث الحياة، ولعله مما يلفت الانتباه إلى جماليات الحديث الشريف البدء بكلمة «غلام»، فلعله أراد للكلمات أن تُحفظ، وأن يُربى عليها الصغير والكبير، كي تكون مبادئ تسيطر على كيان الشخصية الإسلامية. [b]نِعم الله والحافظون لحدود الله يتمتعون بثمرة عملهم في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فالمنعم سبحانه وتعالى يحفظ عليهم نعمه من عافية البدن، وبركة في الولد، وسداد في الحواس، وغير ذلك، فاسمع في سورة النساء إلى حديث القرآن الكريم عن الأيتام وضرورة أن يتكفلهم المجتمع وأن يحافظ عليهم، ثم يذكر كل أب يخاف على أولاده من بعده بأن يتقي الله، ويحفظ حدود الله كي يحفظ الله له أولاده: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]. ويحدثنا القرآن الكريم في سورة الكهف عن الجدار الذي وقف حارسًا يحمي أموال طفلين صغيرين يتيمين، وينتظر أن يكبرا ويستخرجا كنزهما، حتى الجدار، حتى الجدار لما أوشك على السقوط، جنَّد الله نبيه موسى عليه السلام والعبد الصالح أن يأتيا من أقصى الأرض ليعيدا لهذا الجدار حيويته كي يقوم بدوره الذي كفله الله به، والقرآن يحكي لنا هذا الدور فيقول: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82]، فصلاح الآباء أنزل الرحمات على أولادهم، لذا قال سعيد بن المسيب – رحمه الله – لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك. وقالوا: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده. وكان من دعاء الرسول : «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». أما عن حفظ الله لهم في دينهم وهو أشرف ما يحفظ للعبد، ذلك لأنه سبيل الهلاك يوم الفزع الأكبر، لذا تكفل ربنا تبارك وتعالى أن يختم بالباقيات الصالحات أعمال الحافظين لحدوده، فمن مات على التوحيد، وكان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة، قد جاءت أحاديث كثيرة تبشر بذلك، ومن المعلوم من خلال استقراء نصوص الكتاب والسنة أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه.. ومن عاش على التوحيد، لن يعرف عند الاحتضار إلا كلمة التوحيد – بإذن الله – وهذا تفسير قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]. لذا كان رسول الله إذا أراد النوم يقول: «..إن قبضت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»[2]. وكان يقول: «اللهم احفظني بالإسلام قائمًا، واحفظني بالإسلام قاعدًا واحفظني بالإسلام راقدًا، ولا تُشمت بي عدوًا و لا حاسدًا»[3]. وثبت في السنة – كذلك – أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد أن يودع صاحبه قال له: «استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك»[4]. ويعلق على ذلك بقوله الكريم: «إن الله إذا استودِع شيئًا حفظه»[5]. ولقد صرف الله عن نبيه يوسف عليه السلام كيد امرأة العزيز بقوله: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]. ويشرح الصحابي الجليل عبد الله بن عباس قوله تعالى: {أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]، فقال: يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار. ويذكر الحسن البصري أهل المعاصي يومًا فيقول: هانوا على الله فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم. حفظ حدود الله: والعبد الحافظ لحدود الله تعالى يحظى بعون الله ومساعدته ومناصرته له في كل مكان، فمن المعلوم أن لله مع خلقه معية عامة ومعية خاصة .. أما المعية العامة فتتجلى في رؤيته تعالى لعباده حيثما كانوا، قال سبحانه: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7].. وكذلك قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108]. وأما المعية الخاصة وهي معية النصر والتأييد التي وعدها الله الحافظين لحدوده، فتراه في رد ربنا عز وجل على مخاوف نبيه موسى – عليه السلام – من بطش فرعون {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، لذا لما فر من فرعون وجنوده {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } [الشعراء: 61]ذلك لأن البحر أمامهم وفرعون وجنوده من خلفهم، فرد عليهم العبد الواثق من معية الله له {كَلَّا.. إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62].. ولقد رأينا هذه المعية تسيطر على نبينا وهو في الغار ليلة الهجرة، فيرد على صاحبه الجليل الذي يخاف على الدعوة وإمامها فيقول: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم موضع قدمه لرآنا.. فيقول : «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»[6]، ويخلد الله هذه العبارة في كتابه الكريم فيقول: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]. [1] أخرجه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي. [2] متفق عليه. [3] أخرجه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع. [4] أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع. [5] أخرجه أحمد والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1708. [6] متفق عليه. الكاتب: عبد الله العربي [/size] [/center] [/b]
-
[center] السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثقافة الحب والتسامح من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليماً من الشحناء والبغضاء ، نقياً من الغلِّ والحسد ، صافياً من الغدر والخيانة ، معافىً من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة والإشفاق على المسلمين . قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه ، وربما يسرف بعض إخوانه في جرحه أو الحط من قدره ، بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى أن يفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء .. ومع ذلك كله تراه يدعو الله عز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ، ويتجاوز عنهم ، ويهديهم سبيل الرشاد ،ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام أو الانتصار للنفس . وبقدر إدبارهم عنه وأذاهم له ، يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم ، يهتدي دائماً بقول الله تعالى : f]وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ] ( فصلت : 34-35 ). سلامة الصدر: راحة لصاحبها، وصلاح بال، وصفاء ذهن، وطمأنينة قلب، وعافية نفسية، وبرء من آلام وأوجاع ومعاناة الغل والحقد والحسد، ومن سائر أدواء مرض الصدر وآفاته. أما أصحاب النفوس الضعيفة الهزيلة التي تحمل بين جنباتها ثقافة الكراهية لكل من يخالفها أو ليس على مذهبها ،ويقعون في أعراض إخوانهم بل وتعدوا إلى خير الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة والدعاة إلى الله ، ويشتغلون بإشاعة السوء والنميمة، ولا يقيمون وزناً لكبير ولا صغير ، ولا يخافون الله تعالى في لحوم عباده . سلامة الصدر :حال عزيزة نادرة، وهي ـ وإن كانت تُكتسب وتستفاد، ولها أسباب توصلك إليها ـ إلا أنها هبة من الله يمنحها من يشاء من عباده: إما بمحض فضل منه ورحمة، وإما لاجتهاد العبد في إصلاح قلبه، وسلامة صدره، فيكافئه الله ـ بفضله أيضاً ـ من جنس ما عمل، وبنية ما قصد؛ ولذلك كان دعاء المؤمنين ـ تضرعاً إلى الله ـ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10] . سلامة الصدر هي أقصر الطرق إلى الجنة، وأقلها كلفة بدنية، واجتهاداً مادياً، وإن كانت كُلَفُ البدن من أعظم دعائم تلك السلامة، بل هي شرايين حياتها وإمدادها، إلا أن مجاهَدات النفس هي أصل حياتها. لا تجد سليم الصدر إلا ودوداً بإخوانه، ذليلاً عليهم، رؤوفاً رحيماً بهم وبعموم المؤمنين، يستر زلاتهم ،محباً لهم ما يحبه لنفسه، طالباً لما فيه صلاحهم، حريصاً على ما منه نفعهم. سليم الصدر: لا يضمر إلا الخير والصلاح، ولا يطوي فؤاده إلا على نية حسنة، ولا يسعى إلا إلى مقصد نبيل، ومن كان كذلك فهو أبعد الناس عن المخادعة والمصانعة، وأشدهم تنزهاً عن المجاملات الصفراء، وأعظمهم تورعاًعن المآرب الخاصة. سليم الصدر: نقي السريرة، صادق صدوق، لا نفاق فيه ولا تلوُّن، ولا سراديب لأفعاله ومعاملاته، ولا مراوغات أو تغريرات في عهوده ووعوده. فلنعش معاً بهذه الثقافة ،ثقافة الحب والتسامح ولنغسل قلوبنا من أدران الحسد والبغضاء . أمير بن محمد المدري إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن [/center]
-
[b] [center] [b][b][size=21]المسلم في هذه الدنيا بين أمرين يملآن جوانحه ويضيفان عليهما من نبعه ألا وهما الخوف والرجاء.. الخوف من الله والرجاء فيما عند الله..[/b] [b]قال الحسن: الرجاء والخوف مطيتا المؤمن.[/b] [b]فإذن لا بد من الجمع بين هذه الأمور، وغلبة الخوف هو الأصلح ولكن قبل الإشراف على الموت، [/b] [b]أما عند الموت فالأصلح غلبة الرجاء وحسن الظن، لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل وقد انقضى وقت العمل، فالمشرف على الموت لا يقدر على العمل ثم لا يطيق أسباب الخوف فإن ذلك يقطع أنياط قلبه ويعين على تعجيل موته. وأما روح الرجاء فإنه يقوي قلبه ويحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه،[/b] [b]ولا ينبغي أن يفارق أحد الدنيا إلا محبًا لله تعالى ليكون محبًا للقاء الله تعالى، فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه،[/b] [b]والرجاء تقارنه المحبة فمن ارتجى كرمه فهو محبوب (الإحياء: 4/174.).[/b] [b]وقال ابن القيم رحمه الله: إن الخوف إن أدى إلى القنوط واليأس من رحمة الله فهو مذموم، بل إساءة أدب على رحمة الله تعالى، التي سبقت غضبه، وجهل بها (مدارج السالكين: 2/42.).[/b] [b]وكان أبو عبيدة الخواص رضي الله عنه يقول في مناجاته: قد كبر سني، وضعف جسمي، ووهن العظم مني فأعتقني (الزهر الفائح: 111.).[/b] [b]وقد أثنى الله جل وعلا على من قرن الخوف بالرجاء في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى في حق الأنبياء عليهم السلام: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) [الأنبياء: 90].[/b] [b]قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخشية أبدًا متضمنة للرجاء ولولا ذلك لكانت قنوطًا، كما أن الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا، فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.[/b] [b]أيا عجبًا للناس في طول ما سهوا…وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهو[/b] [b]يقولون نرجو الله ثم افتروا به…ولو أنهم يرجون خافوا كما رجوا[/b] [b]قال أبو سليمان الداراني: أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وكل قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب (الإحياء: 4/159.).[/b] [b]اشتكى ثابت البناني عينه فقال له الطبيب: اضمن لي خصلة تبرأ عينك. قال: ما هي؟ قال: لا تبك، قال: وما خير في عين لا تبكي (صفة الصفوة: 3/262.).[/b] [b]وكان الحسن يقول: ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار، فإن فاضت على خدها لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وليس من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة من خشية الله فإنها تطفئ ما شاء الله من حر النار ، ولو أن رجلاً بكى من خشية الله في أمة لرجوت أن يرحم الله ببكائه تلك الأمة بأسرها (الزهد للحسن البصري: 99.).[/b] [b]و هذا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني المبشر بالجنة.. كان في وجهه خطان أسودان من البكاء (الزهد للبيهقي: 678.).[/b] [b]قال سفيان: البكاء عشرة أجزاء: جزء لله، وتسعة لغير الله.. فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير!![/b] [b]والدموع الصادقة والعبرات المتتالية علامة على صدق التوبة وحسن الإلتجاء إلى الله جل وعلا.. وأكثر الموفقين إلى العبادة هم أهل الرقة والخوف.. رقيقة قلوبهم، لطيفة مشاربهم.. الكلمة الصادقة تؤثر فيهم والآية من القرآن تبكي مدامعهم.. فتراهم يقبلون على الطاعة بحب وشوق ويستثمرون أوقات العبادات وتنزل الرحمات.. مشغولون عن الدنيا، سائرون إلى الآخرة في جادة طرقت من قلبهم بهدي سيد المرسلين() وصحابته الكرام البررة.[/b] [b]قال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته (جامع العلوم والحكم: 92.).[/b] [b]وكان محمد بن المسيب يقرأ فإذا قال: قال رسول الله بكى حتى يرحم (تذكرة الحفاظ: 3/790.).[/b] [b]وقرأ عمر بن الخطاب سورة الطور حتى قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه (الجواب الكافي: 77.).[/b] [b]وأهل الخير والصلاح يبكون ويخافون من انقطاع الدنيا، وهي دار التزود ومحطة التوقف ومزرعة الآخرة.[/b] [b]فقد بكى بعض العباد فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أن يصوم الصائمون ولست فيهم ويذكر الذاكرون ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم (التبصرة: 1/217.).[/b] [b]ونحن نسير مع الصالحين ونلمح تلك القسمات المضيئة والحياة المشرقة.. أين نصيب الخوف والمحبة من حياتنا.. وأين واقعها في مسيرتنا!![/b] [b]قال أبو يعقوب النهراجوري: كل من ادعى محبة الله عز وجل ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة (جامع العلوم والحكم: 92.).[/b] [b]وأين نحن من هذه الدعوى إنها عودة من قريب، ونحن في دار العمل، دعوة إلى التوبة والعودة إلى البكاء والندم على ما سلف وكان.. واغتنام لأيام بقيت.[/b] [b]قال يحيى بن معاذ: مَن عبد الله تعالى بمحض الخوف غرق في بحار الأفكار، ومَن عبده بمحض الرجاء تاه في مفازة الاغترار، ومَن عبده بالخوف والرجاء استقام في محجة الادكار (الإحياء: 4/174.).[/b] [b]وأثر الدمعة على قلب المسلم عجيب، ولهيبها على وجنتي التائب غريب، تطفئ لهب المعصية وتزيل أثر المهلكة.. فهي كالغيث للأرض.. تحيي الغافل، وتنير الطريق، إنها دموع التوبة..[/b] [b]قال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إليَّ من أن أتصدق بوزني ذهبًا (حلية الأولياء: 5/366.).[/b] [b]والبكاء والدموع أحيانًا تكون في لحظات صفاء ودقائق توجه إلى الله، ثم يزول كل ذلك، ويزول أثر الدمعة بعد ساعات أو ربما أقل. ولهذا قال بعضهم.. ليس الخائف من بكى، وإنما الخائف من ترك ما يقدر عليه (منهاج القاصدين: 331.).[/b] [b]أين نحن من هؤلاء؟؟[/b] [b]كان سعيد بن المسيب يبكي بالليل حتى عمش (تذكرة الحفاظ: 1/76.).[/b] [b]وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاء شديدًا فقيل له: ما بكاؤك؟ فقال: لا أدري على ما أقدم؟ على رضا أم على سخط (الزهر الفائح: 21.).[/b] [b]وقال أبو رجاء العطاردي: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من الدموع. وهذا أبو بكر بن عياش يقول: كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار بن مرة رأيت أثر البكاء على خدودهما (السير: 6/113.).[/b] [b]قال حفص بن عمر: بكى الحسن فقيل له ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي (صفة الصفوة: 3/246.).[/b] [b]وقال أبو حيان التيمي: سمعت منذ ثلاثين سنة أو أكثر أن عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط.[/b] [b]وقال سعد بن الأخرم :كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديدًا من النار فقام ينظر إليه ويبكي.[/b] [b]وعن سمير الرياحي عن أبيه قال: شرب عبد الله بن عمر ماءً مبردًا فبكى فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله عز وجل:[/b] [b](وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئًا، شهوتهم الماء، وقد قال الله -عز وجل- (أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ).[/b] [b]والبكاء والحزن مرده إلى أمر ذكره الحسن بقوله: يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعده وأن القيام بين يدي الله مشهده أن يطول حزنه (حلية الأولياء: 2/133.).[/b] [b]فيبكي على ميت ويغفل نفسه…كـأن بكفـيه أمـانًا من الردى[/b] [b]وما الميت المقبور في صدر يومه…أحق بأن يبكيه من ميت غدا (محاسبة النفس: 83.)[/b] [b]قال الحسن بن عرفة: رأيت يزيد بن هارون بواسط، من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته أعمى – فقلت: يا أبا خالد! ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار (تذكرة الحفاظ: 3/790.).[/b] [b]الله أكبر ما أجمل الفعل، وما أجمل القول.. ذهب بهما بكاء الأسحار أين نحن من وقت السحر؟؟ ..[/b] [b]وقت تتنزل فيه الرحمات وتوزع فيه العطيات. إنها غفلة طويلة وأمل بعيد.[/b] [b]كان مالك بن دينار رضي الله عنه يبكي حتى سودت الدموع خده. وكان يقول: لو ملكت البكاء لبكيت أيام حياتي (الزهر الفائح: 21.).[/b] [b]أما السري السقطي فإنه يدافع البكاء في أول الليل، فإذا نام الناس أخذ في البكاء إلى الصباح (الزهر الفائح: 18.).[/b] [b]ومن الناس اليوم. بل غالبهم لا يبكي من خشية الله إلا مرة في العام أو مرة في عمره كله..[/b] [b]أما النساء اليوم فتوسعن في البكاء من كل شيء وفي كل شيء، إلا من خشية الله.. فتراها تبكي لتأخر ثيابها.. وتراها تبكي لنقص في ملبسها.. تبكي من كل شيء إلا من خشية الله .. وهي رقيقة القلب. قريبة إلى التوبة.. صاحبة الخير ومنادية الفلاح. فأين هي من خشية الله والبكاء على الذنوب والتقصير في الطاعات؟ أيهما أشد لتبكي عليه سقط من حطام الدنيا أم الآخرة وأهوالها؟[/b] [b]قال مالك بن دينار: البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما يحط الريح الورق اليابس (الزهر الفائح: 18.).[/b] [b]لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها….لنفسي في نفسي عن الناس شاغل (محاسبة النفس: 79.)[/b] [b]أختي الحبيبة[/b] [b]إذ استغنى الناس بالدنيا فاستغنِ أنتِ بالله،[/b] [b]وإذا فرحوا بالدنيا فافرحي أنت بالله،[/b] [b]وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعلي أنسك بالله،[/b] [b]وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرفي أنت إلى الله وتوددي إليه تنالي بذلك غاية العز والرفعة (الفوائد: 152.).[/b] [b]قال سهل بن عبد الله: من دق الصراط عليه في الدنياعرض (أي: وسع.) عليه في الآخرة، ومن عرض عليه الصراط في الدنيا دق عليه في الآخرة (صفة الصفوة: 4/64.).[/b] [b]أستغني بالله عن أى شيء ،، فكل شيء زائل …….[/b] [b]الله هو الباقي ،،، وكل شيء فاني ………. فاستغني عنهم بالله[/b] [b]يا فرقة الأحباب لا بد لي منك…ويـا دار دنيـا إنني راحـل عنك[/b] [b]ويا قصر الأيام مـا لي وللمنى…ويا سكرات الموت ما لي وللضحك[/b] [b]فما لي لا أبكي لنـفسي بعبرة…إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي[/b] [b]ألا أي حي ليس بالموت موقنًا…وأي يقـين أشـبه الـيوم بالشك[/b] [b]هذا الإستغناء بالله أين واقعه في مسيرتنا!![/b] [b]إذا لابد أن ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسم نبياً ورسولاً[/b] [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=21][b]التوَّاب سبحانه هو الذي يقبل التوبة عن عباده حالاً بعد حال .. فما من عبدِ عصاه وبلغ عصيانه مداه ثم رَغِب في التوبة إليه إلا فتح له أبواب رحمته، وفرح بعودته وتوبته ما لم تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربها .. ونحن في حاجة ماسة لفهم مقتضيات هذا الاسم العظيـم ومعانيه؛ لأنه يتحدث عن وظيفة العمر وأعظم مقامات الإيمان وأجلَّها، ألا وهو مقـام التــــوبة .. [/size] [size=21]ورود الإسم في القرآن الكريم[/size] [size=21]ورد الاسم في القرآن إحدى عشرة مرة، منها تسع مرات أقترن باسم الله تعالى الرحيم، منها: قول الله جلَّ وعلا {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة: 37] .. وقوله تعالى {.. وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 12] وورد مقترنًا باسمه تعالى الحكيم، في قول الله عزَّ وجلَّ {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور: 10] وورد مفردًا في قوله تعالى {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3] المعنى اللغوي للاسم التواب في اللغة من صيغ المبالغة، فعله تاب يتوب توبًا وتوبة، والتوبة الرجوع عن الشيء إلى غيره، وترك الذنب على أجمل الوجوه. معنى الاسم في حق الله تعالى التوَّاب ..الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكل من تاب إلى الله توبة نصوحًا، تاب الله عليه، فهو التائب على التائبين أولاً بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولاً لها، وعفوًا عن خطاياهم. [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (1:946)] عَنْ النَّبِيِّ قَالَ "إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِالليْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ الليْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"[صحيح مسلم]، وعنه قال "إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ"[رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (1903)] ويذكر ابن القيم أن توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها .. فتوبته بين توبتين من الله، سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولاً إذنًا وتوفيقًا وإلهامًا فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيًا قبولاً وإثابة، قال تعالى: {وَعَلَى الثلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِن اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[التوبة:118]، فأخبر عزَّ وجلَّ أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببًا ومقتضيًا لتوبتهم فدلَّ على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم، والحكم ينتف لانتفاء علته .. فالعبدُ تَوَّابٌ، واللَّهُ تَوَّابٌ .. فتوبة العبد: رجوعه إلى سيده بعد الإباق، وتوبة الله نوعان:1) إذن وتوفيق .. 2) وقبول وإمداد.[مدارج السالكين (1/319-320)] قال ابن جرير الطبري "إن الله جلَّ ثناؤه هو التوَّاب على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه، التارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سَلَف من ذنبه .. فمعنى التوبة من العبد إلى ربّه، إنابتُه إلى طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يَسْخَطه من الأمور التي كان عليها مقيمًا مما يكرهه ربه. وكذلك توبة الله على عبده، هو أن يرزقه ذلك، ويؤوب له من غضبه عليه إلى الرضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه"[تفسير الطبري (بتصرف يسير)] يقول ابن القيم في قصيدته النونية: وكذلكَ التوَّابُ منْ أوصافِهِ ... والتَّوْبُ في أوصافِهِ نَوْعَانِ إِذْنٌ بتوبةِ عبدِهِ وَقَبُولُهَا ... بعدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المنَّانِ لنبدأ مدارسة فقه التوبة بمعرفة معاني التوبة النصـــوح والفرق بينها وبين مُطلق التوبــة؛ حتى نتوب إلى الله تعالى توبةً نصوحًا كما يُحب ويرضى .. كيفيــة التوبـة النصــوح قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ..}[التحريم: 8] اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولاً، كما ذكر الإمام القرطبي في تفسيره: 1) التي لا يعود بعدها إلى الذنب أبدًا .. فبهذه التوبة يُفارق العبد هذا الذنب طيلة عمره، ولا يقتضي ذلك توبته من جميع الذنوب؛ لأنه لا يوجد إنسان معصوم من الوقوع في الزلل، بل المقصود عدم العودة لجنس الذنب الذي قد تاب منه. وعن حذيفة قال: "بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه". 2) النصوح: الصادقة الناصحة .. أي: التي تنصح صاحبها كلما هجمت عليه المعصية، يتذكر توبته منها فيمتنع عن الوقوع فيها مرة أخرى. أما من لا تنهاه توبته عن الوقوع في المعاصي، كمن يحج ويظن أن جميع سيئاته قد مُحيت ثم يعود للوقوع في نفس المعاصي مرةً أخرى .. فهذا توبته مكذوبة وليست توبة نصوحًا. 3) الخالصة .. من نصح، أي: أخلص له القول. وعلامة التوبة الخالصة .. كما قال الحسن "النصوح أن يُبْغِض الذنب الذي أحبه، ويستغفر منه إذا ذكره" 4) التي لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها .. فهو لا يغتر بعلامات الصلاح التي قد يلحظها الناس عليه بعد توبته، بل دائمًا يخشى ألا تُقبَل توبته ويسأل الله القبــول .. وهذا الخوف يدفعه للإحسان في العمل، وليس الوقوع في اليأس. 5) التي لا يحتاج معها إلى توبة .. فبعض الناس قد يتوب من بعض المعاصي الظاهرة ولا يتوب من معاصي خفية أخطر منها؛ كالريـاء والكِبر والنفاق .. فتكون توبته بحاجة إلى توبة .. أما التوبة النصوح فهي التي تغسل القلب وتُطهره من الذنوب الظاهرة والباطنة، فلا يحتاج بعدها إلى توبة. 6) الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود .. كما يقول النبي "الندم توبة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]، فلا تُقبَل التوبة بدون الندم على ما فات من الذنب .. وهو ندم يبعثك على العمل؛ حتى لا تقع في الذنب مرةً أخرى. والتائب الحق لا يُفارق الاستغفار لسانه، كما إنه يُقلِع عن جميع الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه في الذنب؛ حتى يطمئن لعدم عودته إليه مرةً أخرى. 7) توبة تنصحون بها أنفسكم .. فهي التي تنصحك بفعل الطاعات والابتعاد عن المُلهيات، وتدعوك لأن تعيش حياتك ربَّانيًا. ومهاجرة سيئ الخلان .. فالتوبة النصوح لا تستقيم مع مرافقتك لأصدقاء السوء؛ لأن الصاحب سـاحب .. قال رسول الله "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة"[متفق عليه] 9) علامتها أربعة .. قال سفيان الثوري: "علامة التوبة النصوح أربعة: القلة والعلة والذلة والغربة" .. فالتائب توبةً نصـوح يتقلل من الدنيـا، وهو دائم الحزن والبكــاء من خشية الله مما يجعله أشبه بالمريض العليل، ولا يتكبر على الناس وهو ذليـــل بين يدي المولى عزَّ وجلَّ، تجده في الدنيـــا غريـب كما أمر النبي "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"[صحيح البخاري] 10) ينشغل بذنبه عن ذنوب الناس .. قال الفضيل بن عياض: "هو أن يكون الذنب بين عينيه، فلا يزال كأنه ينظر إليه". فكلما رأى أحد الناس يقع في ذنبٍ من الذنوب، تذكَّر ذنوبه الماضية وانشغل بعيبه عن عيوب الناس. 11) شدة الحيـاء من الله بسبب ذنوبه .. يقول ابن السماك في معنى التوبة النصوح: "أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه الحياء من الله أمام عينك وتستعد لمنتظرك". 12) اليقين بأن لا ملجأ من الله إلا إليه .. فعندما تستشعر قهر الذنب في قلبك، تتيقن أنه لا أحد سُينجيك منه إلا الله جلَّ وعلا .. قال أبو بكر الوراق: "هو أن تضيق عليك الأرض بما رحبت، وتضيق عليك نفسك، كالثلاثة الذين خلفوا". 13) توبة لا لفقد عوض .. قال أبو بكر الواسطي "هي توبة لا لفقد عوض؛ لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه ثم تاب طلبًا لرفاهيتها في الآخرة، فتوبته على حفظ نفسه لا لله". 14) رد المظالم، واستحلال الخصوم، وإدمان الطاعات .. فإن كنت وقعت في ذنوب التبعات؛ كأكل المال الحرام والمظالم والسُحت وغيرها .. عليك أن ترُد لمن ظلمتهم جميع حقوقهم، وإلا إن لم تستطع رد المظالم لأهلها فعليك بفعل تلك الأمور؛ حتى تخرج من تبعات تلك المظالم: أ) الصدقـة بنية الاستبراء من هذا الذنب .. ب) أن تُكثر الرحمة لأهل المعصية .. لأن الله يغفر التبعات بما فى القلوب من الرحمات .. ارحم تُرحَم، واعفُ يُعفَ عنك. ج) الحـــج .. قال رسول الله " .. إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات"[صحيح الترغيب والترهيب (1151)] وإن كنت قد اغتبت أحدًا أو وقعت في عرضه، فينبغي أن تطلب من خصمك أن يسامحك ويعفُ عن خطأك في حقه؛ حتى تُقبَل توبتك وتكون توبةً نصوحًا. والتائب يُدمِن الطاعات، ويطرق كل باب من أبوابها حتى يثبت عليها،، [/size] [/center] [/b]
-
[center] [size=16][size=29]صفات بيوت الإيمان[/size][/size] [size=16][size=29][size=25]تقديم [/size][/size] [size=29] [size=25]الحمد لله حمدا يليق بجلال قدره وعظيم شأنه حمدا كثيرا طيبا مبارك يملآ السماوات والأرض وما بينهما حمدا يكافئ عدد ما نزل من المطر وعدد ما خلق من البشر وعدد ما نبت من الشجر وعدد أنفاس البشر . [size=25]واصلي وأسلم على المصطفي الأمين ، شفيعنا يوم الدين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا . [/size]وبعد ؛ فإن من النعم العظيمة التي امتن الله تعالى بها على عباده نعمة البيوت , قال تعالى: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )( سورة النحل : 80) [size=25]وكان من دعاء امرأة فرعون أن يبني الله لها بيتاً عنده في الجنة قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (سورة التحريم : 11)[/size] [size=25]فالبيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة ، وفي البيت يجد المسلم راحته وهدوء باله، وفيه السكن والراحة والمودّة في خضمّ مشاكلالحياة. وطريق الفوز والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر؛لأن الخسارة ستكون فادحة وعظيمة يوم يخسرالإنسان أهله ويُضّيع من يعول: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْأَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) ( سورة : الزمر:15)[/size] [size=25]وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" كفى بالمرء إثماً أن يُضَيعَ مَنْ يَقُوت " ( (حديث حسن، وصححه الحاكم والذهبي. وأخرجه مسلم بنحوه من طريق أخرى)) والبيت أمانة يحملها الزوجان، ولا بد أن يقيما أسسه على تقوى من الله وإيمان لأن البيت المؤمن السعيد هو البيت الذي جعل منهجه الإسلام قولاًوعملاً. تلك النعمة التي لا يحس بها إلا من حرمها ، لذا كان من دعاء النبي – - عن أنس بن مالك رضي الله عنه :"أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا وكم ممن لا كافي له ولا مأوى "( ( رواه الترمذي 5 / 470 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب قال الشيخ الألباني : صحيح ) [size=25]فهذه البيوت هي التي نستقر بها ، ونأوي إليها فتحمينا من الحر والبرد , تلك البيوت التي نحس فيها بمعنى السعادة والسكن والطمأنينة , تلك البيوت التي نحقق فيها معاني المودة والرحمة ، تلك البيوت التي نجد فيها قرة الأعين من الزوجة والأولاد(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)((74) سورة الفرقان)[/size] [size=25]تلك البيوت التي نحقق فيها منهج استخلاف الله لنا في هذه الحياة . إن النعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت، فهل شكرنا الله تعالى على نعمة البيوت . تأمل وانظر حولك ستجد أناسا لا يجدون سكناً يؤويهم ولا بيوتاً تضمهم كيف تكون حالهم ؟ بل كيف حالك وأنت تسكن في هذه البيوت الحديثة المزودة بكل وسائل الراحة والأمان فما أعظمها من نعمة !. [size=25]إن النجاة كما اخبرنا النبي تكون في ثلاث : عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما النجاة ؟"قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك"(( رواه الترمذي 4/605 قال الألباني صحيح ، الصحيحة ( 888 ).[/size] فهل أحسست الآن بنعمة البيت ؟ وهل ستعود إلى بيتك لتصلحه وتجعله صالحاً لأن يكون بيتاً ربانياً مؤمناً ؟ . بيوت تقيةٌ نقيةٌ إن صفات البيت المؤمن تختلف كثيراً عن غيرها من صفات البيوتات الأخرى فهي: بيوت تقيةٌ نقيةٌ: البيوت المؤمنة هي التي تتخذ من تعاليم الإسلام ومن شريعة الله دليلاً وهاديا ، وهي التي تتحقق فيها معاني العبودية الخالصة والكاملة لله تعالى ، وهي التي تجعل من تقوى الله شعارها , ومن الإخلاص والنقاء دثارها , ولكي يتحقق هذا الهدف وتُنال تلك الغاية لا بد أن تُقام تلك البيوت على أسس وقواعد متينة منها : [b]أولاً : حسن الاختيار . [/b] [size=25]فقد أمرنا الإسلام بحسن الاختيار في الزواج .قال تعالى( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ((32) سورة النور) وقال : (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) (( النساء 34).) وقال : [b]"تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجملها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .[/b][/size] [size=25]وجاء في الحديث الصحيح: " من السعادة : المرأة الصالحة تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، ومن الشقاء : المرأة التي تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها و مالك "( رواه ابن حبان وهو في السلسلة الصحيحة 282)[/size][/size] وأخرج الطبراني في (الكبير) بسند صحيح من حديث عبد الله بن سلام أن النبي r قال : " خير النساء امرأة من تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك " (أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (4/273))[/size][/size][/size][/size] [size=25]وإحسان الاختيار في الزواج لابد أن يكون من الطرفين ، فكما أُمر الرجل بحسن اختيار زوجته أُمرت المرأة – كذلك- بحسن اختيار زوجها . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللهِ : "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ.وفي لفظ التِّرمِذي : إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"(أخرجه ابن ماجة (1967) و"التِّرمِذي" (1084 ).) وأخرج البخاري من حديث أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال[b]:[b]" مَرَّ رجل على النبي r فقال لرجلٍ عنده جالس ما رأيك في هذا ؟ فقال : رجلٌ من أشرافِ الناس هذا والله حريٌ إن خطب أن يُنكحَ وإن شفعَ أن يُشفع ,فسكت رسول الله r ثم مرَّ رجلٌ آخرُ فقال له رسول الله r : ما رأيك في هذا ؟ فقال : يا رسول الله هذا رجلٌ من فقراء المسلمين هذا حريٌ إن خطب أن لا يُنكح وإن شفع أن لا يُشفع وإن قال لا يُسمع لقوله ، فقال رسول الله r : هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثل هذا " .[/b][/b][/size] [b][b][b][size=25]قال الشاعر:[/b][/b] [b][b][b]وإن تزوجت فكن حاذقـاً *** واسأل عن الغصن وعن منبته[/b][/b][/b] [b] [b][b]واسأل عن الصهر وأحواله *** من جـيـرة وذي قربتــه[/b] [/b] [/b][/size][/b] [/center]
-
[b] [center] الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد : قد أخبرنا الله في كتابه أنه يرضى الأقوال والأعمال الطيبة إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ، فشكرنا للنعمة وإخلاصنا الدين لله وبعدنا عن الشرك قليله وكثيرة هذا من أسباب رضي الله عنا ، لأنه يقول : وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ، والله يرضى منا شكره وعبادته وحده والقيام بها كما أوجب علينا ويقول جل وعلا : لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، فأخبر عن رضاه عمن قدم محبة الله وطاعته على طاعة ومحبة سواه من الآباء والأبناء والإخوة والعشيرة والأموال ، وقال جل وعلا : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ، فأخبر جل وعلا أن إتباع محمد سبب لمحبة الله جل وعلا ، ويقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ فمن أسباب محبتهم لله كونهم أذلة مع إخوانهم المؤمنين أعزة على الكافرين ومجاهدين في سبيل الله لا تأخذهم في الله لومة لائم فصاروا ممن أحبهم الله وصاروا ممن أحب الله . فرضى الله عنا ومحبته لنا سببها طاعتنا له بقيامنا بما أوجب علينا وبعدنا عما نهانا عنه بهذا ننال محبة الله ورضاه عنا ، وبهذا ننال ولاية الله عز وجل لنا كما قال تعالى : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، وقد رد الله على من زعم أن محبته تتمثل في مجرد الإمداد بالمال والبنين ونيل أعراض الدنيا بقوله : أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ ، وقد رد الله على اليهود والنصارى زعمهم أنهم أولياء الله وأحباؤه مع تكذيبهم لمحمد فقال : وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ، فلما ادعوا محبة الله مع كفرهم بمحمد وادعوا أنهم أبناء الله والله منزه أن يكون له ولد صاروا بذلك أعداء لله وليسوا أولياء الله إنما أولياؤه المتقون قال الله تعالى رادا على قريش لما زعموا أنهم أهل ولاية الحرم مع كفرهم وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ، فالمقصود أن توفيق الله للعبد للقيام بما أوجب عليه واستقامة العبد على الطريق المستقيم من علامات رضي الله عن العبد ومحبته له ولكن على المسلم أن يواصل الخير وأن لا يثق بنفسه ثقة تدعوه إلى الغرور والانخداع بل يعمل العمل الصالح ، ويجتهد ويسأل الله الثبات على الحق وأن لا يزيغ قلبه بعد أن عرفه الهدى ولهذا كان نبينا محمد يكثر أن يقول : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، سألته عائشة رضي الله عنها فقالت : إنك تكثر أن تقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك ، فقال : ( وما يؤمنني وإنما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن إنه إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه . وصلى الله وسلم على محمد و على اله وصحبه أجمعين عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية [/center] [/b]
-
[center] قصة أردوغان .. كتاب جديد للدكتور راغب السرجاني الدين والسياسة: صدر حديثًا كتاب قصة أردوجان للدكتور راغب السرجاني عن دار أقلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، يتناول الكتاب قصة حياة أردوجان رئيس وزراء تركيا ومؤسس حزب العدالة والتنمية التركي، كما يستعرض أهدافه وطموحاته، وملامح تغيير الخريطة السياسية التركية عقب نجاح أردوجان، وموقفه من الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وكيف نجح أردوجان في إثارة إعجاب شعوب العالم بكامله. فكرة الكتاب عانت الأمة الإسلامية في فتراتها الأخيرة من نقص التدوين الخاص برجالها الأفذاذ الذين يظهرون في كل وقت وزمن، وهذا أثار عند الكثيرين مشاعر الإحباط واليأس، وظنُّوا أن الأُمَّة تاريخ بلا واقع، وسلف بلا خلف. والواقع الذي لا جدال فيه أن هذه الأمة تقدم -على سبيل الدوام- من الرموز ما يمكن أن يقودها إلى كل خير، وما يصلح أن يجعلها قدوة لكل الإنسانية، وفي هذا الصدد قال رسول الله : "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". ومن هنا كانت فكرة الكتاب الذي يستعرض قصة حياة بطل من أبطالها، ورمز من رموزها، وهو البطل التركي رجب طيب أردوجان. مختصر الكتاب قصة أردوجان قصة عميقة في التاريخ.. جذورها تصل إلى الخلافة العثمانية الكبيرة، وتمرُّ بمراحل متعددة متباينة.. فيها السعادة وفيها الحزن، وفيها النجاح وفيها الفشل، وفيها النصر وفيها الهزيمة.. يستعرض الكتاب الكثير من الحقائق التاريخية المثيرة عن سقوط الخلافة الإسلامية وقيام الدولة القومية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك. ثم يمضي الكتاب فيستعرض تاريخ الحركة الإسلامية في ظل الدولة العلمانية الأتاتوركية، والتي حمل لواء الجهاد فيها الزعيم المسلم نجم الدين أربكان. وفي ظل الأوضاع المليئة بالانقلابات العسكرية والإعدامات لقادة وزعماء الحركة الإسلامية، في ظلِّ هذه الأوضاع وُلِدَ ونشأ بطل قصتنا.. وُلِدَ رجب طيب أردوجان، الذي ستشهد تركيا "الكمالية" على يديه تغييرًا جذريًّا، بل أُسَمِّيه تصحيحًا للمسار وعودة إلى الطريق القويم. حيث يستعرض الكتاب تاريخ مولد أردوجان في العاصمة التركية إسطنبول في 26 فبراير 1954م، مع بيان المراحل العلمية والتعليمية التي مر بها في حياته، كما يبين نشاطه أردوجان السياسي في المرحلة الجامعية حيث أصبح رئيسًا لفرع الشباب التابع لحزب السلامة الوطني الإسلامي. كما يتناول الكتاب قصة العلاقة بين رجب طيب أردوجان ونجم الدين أربكان قائد مسيرة الإسلام السياسي في تركيا الحديثة، وذلك من خلال جهود أردوجان في حزب السلامة ثم حزب الرفاه الذي أصبح من خلاله عمدة إسطنبول والذي ظهرت فيه إدارته العبقرية للموارد البشرية والشئون المالية، ثم حزب الفضيلة الإسلامي. كما يتناول الكتاب أسباب إنشاء أردوجان حزب العدالة والتنمية وخلافه مع حزب الفضيلة، مع بيان أحوال تركيا قبل تسلُّم أردوجان الحكم من خلال استعراض المشاكل الداخلية والخارجية ومشكلة الحجاب وقضية الأكراد والعلاقة مع الكيان الصهيوني. كما يتناول الكتاب تاريخ موثق بالأدلة والحقائق عن أهم الإنجازات التي قدمتها حكومة أردوجان الأولى والثانية من خلال حزب العدالة والتنمية التركي في المجال الاقتصادي والانفتاح على العالم الخارجي والعلاقة مع الكيان الصهيوني. كما يستعرض الكتاب تحليل دقيق لمواقف أردوجان وحكومته من الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. ويتناول الكتاب أيضا المشهد التركي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2011م، والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بالأغلبية الثالثة. كما يستعرض الكتاب كيف نجح أردوجان في إثارة إعجاب شعوب العالم بكامله. إضافة إلى تقديم رؤية لمستقبل تركيا وعلاقاتها مع العالم العربي والإسلامي، مع رسائل أخوية يقدمها الدكتور راغب السرجاني للزعيم المسلم رجب طيب أردوجان. وفي الكتاب ملحق يعرض برنامج حزب العدالة والتنمية التركي، وهو مترجم من التركية إلى العربية. عنوان الكتاب: قصة أردوجان. المؤلف: أ. د. راغب السرجاني. الطبعة الأولى:1432هـ = 2011م. الناشر: دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، ط1: 1432هـ = 2011م. (352ص، 24 سم). المصدر: موقع "مركز الدين والسياسة للدراسات" [/center]
-
[b] [center] [size=29]بيوت متراحمةٌ متآلفةٌ[/size] [size=25][b]الرحمة خلق إسلامي رفيع وصف الله تعالى به نفسه فقال : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ..) ((54) سورة الأنعام.). ووصف به نبيه محمداً فقال:(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)( (128) سورة التوبة .) . وقال تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ((107. سورة الأنبياء .). ووصف به أهل الإيمان فقال :( رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ. . )( (29) سورة الفتح .). كما حثنا عليه نبينا الكريم فقال : فعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) (رواه الطبراني ورجاله ثقات) عن جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ)(( متفق عليه ) .). وعن عبد الله بن عمرو قال :قال رسول الله : "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "(رواه أبو داود والترمذي .). وبيت الإيمان بيت تسود الرحمة فيه بين أفراده فالكبير يرحم الصغير والصغير يحنو على الكبير . عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله بسبي، فإذا امرأةٌ من السبي تسعى قد تحلَّب ثديها، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته بيطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((أتُرون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: ((فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها))(أخرجه البخاري) وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: ((اللهم ارحمهما، فإني ارحمهما))(أخرجه البخاري) قبَّل رسول الله الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد، ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله وقال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وفي رواية: ((أَوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟!))( مخرج في الصحيحين من حديث عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما). وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لاَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ"( متفق عليه) وتتعدى الرحمة إلى الخدم في البيت ، فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت صوتاً خلفي: ((اعلم أبا مسعود))، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا فإذا هو رسول الله وإذا هو يقول: ((اعلم ـ أبا مسعود ـ أن الله أقدر عليك منك من هذا الغلام))، فقلت: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله، فقال: ((أما لو لم تفعل لفحتك النار))، وجاءه عليه الصلاة والسلام رجل يسأله: كم أعفو عن الخادم؟ فقال : ((كل يوم سبعين مرة))(أخرجه أبو داود.). بل إلى الحيوان ، أخرج الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا فَقَالَ نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ). وأخرج البخاري ومسلم أيضاً عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ). ذكر أن عمر رضي الله عنه كان ذات يوم مُستَلقياً على ظهره في بيته وصبيانه يلعبون حوله فدخل عليهم أحدُ وُلاته فأنكر عليه ذلك، فقال له عمر: كيف أنت مع أهلك؟ فقال: إذا دخلت سكت الناطق. فعَزَله عمر من ولايته وقال له: إنك لا ترفق بأهلك وولدك فكيف ترفق بأمة محمد . قال المنفلوطي :(لو تراحم الناسُ لما كان بينهم جائعٌ ولا مغبونٌ ولا مهضوم.. ولأقفرت الجفونُ من المدامع.. ولاطمأنت الجُنوب في المضاجع، ولمَحتِ الرحمةُ الشقاءَ من المجتمع، كما يمحو لسانُ الصبح مدادَ الظلام). أنشد الحافظ زين الدين العراقي : إن كنت لا ترحم المسكين إن عدما *** ولا الفقير إذا يشكو لك الألما فكيف ترجو من الرحمن مرحمة *** وإنما يرحم الرحمن من رحما وقال الشاعر : ارْحَمْ بُنَيَّ جَميعَ الخلقِ كُلِّهمُ *** وانْظُرْ إليْهمْ بعين الحِلمِ والشّفَقَهْ وَقَّرْ كَبيرَهُم وارْحَمْ صغِيرَهُمْ *** وَراع في كُلّ خَلْقٍ مَنْ خَلَقَهْ وكما أن البيت المسلم يجب أن يسود بين أفراده خلق التراحم ، كذا يجب أن يسود التآلف والتواد بينهم . [/size] [/center] [/b][/b]