-
مجموع الأنشطة
1525 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو أمجد1
-
[b] [center] [size=21]رفيق فرعون .. أفِـق ! أفِـق يا صـاح !هتف الداعي بك وصـاح أيسرّك أن تكون في القيامة رفيق فرعون ؟ وصاحب هامان ؟ وقرين أُبيّ بن خلف ؟ إن كنت لا تعلم فسوف تعلم أما سمعت قول النبي المعلِّم ؟ أما سمعت قوله عن الصلاة " من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف " بل أما علِمت أنك بتركك الصلاة أصبحت حلال الدم ؟! أما شعرت أنك تركت دينك فارقت الجماعة يوم تركت شعار الإسلام ؟ هذا قول من لا ينطق عن الهوى " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " رواه مسلم . فأي دين بقي لمن ترك الصلاة ؟؟؟أُخـيّ .. أُخيتي .. لكل شيء عوض وخلف وليس للدين عوض ولا خلف تخيّل نفسك في ذلك الموقف تخيل أنك قرين أُبيّ بن خلف أو أنك تُساق سوقا عنيفا إلى النار فتلتفت يمينا فترى فرعون ، ثم تلتفت يساراً فترى هامان وأمامك إمامك ( إبليس ) وخلفك ابن خلف تخيّل هذا الموقف كم تتمنى عندها أن تدفع وتخلُص من هذا الموقف ؟ تتمنّى أنْ لو كان لك مثل الدنيا وأمثالها لتقي نفسك من عذاب الله أما علِمت أنك ما قُرنت بهؤلاء إلا لأنك بالغت في الإجرام ؟! هؤلاء هم طُغاة البشرية ، وعُتاة الجاهلية على درجاتها إن فعلك هذا – ترك الصلاة – أقبح من الزنا ، وأعظم من الربا ، وأشد من نكاح الأمهات فهو ليس بالأمر اليسير بل هو والله أمر جلل خطير تخيّل أن رب العزة جل جلاله أمر عباده بالسجود فسجد من كان يُصلي ويسجد في الدنيا ، وحاولت أنت وكررت المحاولة لتسجد مع المؤمنين لتكون من الناجين ، فسجد المؤمنون ، وأما المنافقون فحيل بينهم وبين ما يشتهون ؛ لأنهم ما كانوا لرب العـزّة يسجدون قال رسول رب العالمين : "يكشف ربنا عن ساقـه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " رواه البخاري . إذا تخيّلت هذا الموقف فتخيّل أهل النار في عويل وصراخ ثم تخيل أهل الجنة في فسحة وانشراح أما أهل الجنة : ذهب تعب العبادة ، وذهب نصب الطاعة ، وبقي لهم الأجر أوفر ما كانوأما أهل النار فذهبت اللذّات ، وبقيت الحسرات من أغلى أمانيهم أن يعودوا إلى الدنيا ليعملوا صالحا أيها التارك لدِينه بتركه لصلاته لقد كُنت تؤمّل جنات النّعيم وكنت تطمع في النعيم المقيم وأنت على ترك الفرائض مُقيم ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) ؟ تالله لو شاقتك جنات النّعيــم طلبتها بنفائس الأثمـان تريد الجنات ، وأنت مُصرّ على ترك الصلوات ؟ أم تتمنى الفردوس وأنت عابد لهوى النفوس ؟ فإياك ونفسك ! قال ابن القيم : فالنفس داعية إلى المهالك معينة للأعداء طامحة إلى كل قبيح مُتّبِعـةٌ لكل سوء ؛ فهي تجري بطبعها في ميدان المخالفة . اهـ . يا صاح : مولاك يدعوك إلى الصلاة ونبيّك يوصيك بها ، وهو في السّكرات كان آخر كلام رسول الله : الصلاة الصلاة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .بالله ما عذر أمريء هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظـان ؟ قل لي أي عُذر تعتذر به عند مولاك وقد تركت أمره ، وارتكبت نهيه ، وعصيت رسوله ؟فيا تارك الصلاة أقبل على مولاك واستعتبته على خطاياك واسأله العفو عن جرائمك السابقة من ترك الصلوات إن الصلاة نور في الدنيا والآخرة قال عليه الصلاة والسلام : الصلاة نور . رواه مسلم . لما مشوا إلى الصلاة في الظّلُمات أُعطوا النور التام يوم القيامة " بشِّـر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" رواه أبو داود والترمذي .والصلاة برهان على صدق الإيمان ، وبرهان على عبودية الواحد الدّيّـان" من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة " وفيها النجاة في الدنيا والآخرة ينجو العبد في دنياه من همّـه وغمِّـه ويسلم بها من السُّخط والتّسخّط ( إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) وهي نجاة من الشدائد ، وهي ثبات أمام الفتن والمصائب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) قال ابن كثير رحمه الله : الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر . اهـ . وفوائد الصلاة أكثر من أن تُحصر ..فأقِـم صلاتك قبل أن تبكي عليك نُعاتُك[/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] أصبح من المعتاد أن نرى في الفضائيات البرامج الدينية والتي يكثر فيها فقرة الفتاوى إما عن طريق الهاتف أو الإيميل ونجد الداعية الذي يستضيفه المذيع يبدأ في الإجابة على كل الأسئلة وقد يستحي أن يقول لا أعلم فيما أشكل عليه ولم يعلم أحلال هو أم حرام ونحن ننبه هؤلاء الدعاة الفضلاء أنهم بهذا يوقعون عن الله تعالى فهو الآن يبين للناس حكم الله تعالى في المسألة فليكن شديد الحذر والحرص فلقد كانت المسألة تمر على العدد الكبير من الصحابة فيدله على غيره تورعا منه وخشية أن يخطيء في الحكم وها هو رجل سافر شهرا للإمام من الآئمة الأربعة لكي يستفتيه في مسألة فقال له الإمام الله أعلم فقال له الرجل أتيتك من مسيرة شهر لتقول لي الله اعلم فبماذا أخبر قومي إذا رجعت عليهم قال قل لهم قال لا ادري وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : قال تعالى : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلَالٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ - سورة النحل 116 ) وقال تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًاَ - سورة يونس 59 ) [/center] [/b]
-
[b] [center] الأمة الإسلامية تمر اليوم بظروف خاصة، ربما لم تمر بها من قبل، فقد هبطت معرفتها بالإسلام إلى أدنى حد وصلت إليه فى تاريخها كله، وأما ممارستها للإسلام فهى أدنى من ذلك بكثير! ولذلك فإن مهمة الدعوة اليوم أخطر بكثير من مهمتها فى الظروف السابقة، فلم تعد مجرد التذكير، بل أوشكت أن تكون إعادة البناء، الذى تهاوت أسسه وأوشكت أن تنهار، فى الوقت الذى تداعت فيه الأمم على الأمة الإسلامية من كل جانب، كما أخبر الرسول صل الله عليه و سلم: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها))0 قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن)) قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)) وكلنا ثقة أن البناء سيعود بإذن الله، وسيعود شامخاً كما كان0 والمبشرات كلها تشير إلى جولة جديدة للإسلام، ممكنة فى الأرض، على الرغم من كل الحرب التى تشنها الجاهلية المعاصرة فى الأرض كلها على الإسلام ولكنها مهمة شاقة فى الغربة الثانية للإسلام: ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ))( ).. مهمة تحتاج إلى شغل فائق وبصيرة نافذة ففى الغربة الأولى كان الإسلام معلوماً عند الناس فى أصوله العامة على الأقل، وهى الإيمان بالله الواحد والإيمان بالوحى والنبوة والإيمان بالبعث، سواء فى ذلك من دخل فى الدين الجديد، ومن وقف يحاربه أشد الحرب، ويرصد طاقته كلها لمحاولة القضاء عليه، وإنما كان سبب الغربة قلة المؤمنين به، وضعفهم وهوانهم على الناس، وكثرة الرافضين له، وطغيانهم فى الأرض. قال ورقة بن نوفل لرسول الله، حين أخبرته خديجة رضى الله عنها بقصة الوحى: ليتنى أكون فيها جذعاً حين يخرجك قومك! قال: ((أو مخرجى هم؟)) قال: ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودى!( )0 وسأل رجل رسول الله : إلى أى شئ تدعو الناس؟ قال: ((أدعوهم لـ لا إله إلا الله))0 قال: قال هذا أمر لا تتركه لك العرب! أما فى الغربة الثانية فالأمر مختلف، وإن كانت الغربة غربة فى جميع الأحوال. الإسلام اليوم غريب على أهله، فضلاً عن غربته على باقية الناس، وحين تعرضه عليهم على حقيقته يستوحشون منه، ويقولون لك: من أين جئت بهذا؟ ليس هذا هو الإسلام الذى نعرفه! حين قول للطائف حول الضريح، يتمسح به، ويطلب البركات من صاحبه المتوفى منذ سنين أو منذ قرون: أن هذا شرك لا يجوز! يقول لك: من أين جئت بهذا؟ إنك أنت الذى تريد أن تجرد الإسلام من روحانيته! وحين تقول لمن يشرع بغير ما أنزل الله، ولمن يرضى بشرع غير شرع الله: هذا شرك. يقول لك: من أين جئت بهذا؟ هذا تطرف وجمود ورجعية! الدنيا تطورت! أو يقول لك على أقل تقدير: شرك دون شرك! شرك لا يخرج من الملة! وحين تقول لأستاذ علم الاجتماع، وأستاذ علم النفس، وأستاذ التربية، وأستاذ التاريخ.... إن ما درستموه من علوم الغرب، وما تدرسونه لطلابكم مخالف للمفاهيم الإسلامية، وفى بعض الأحيان مصادم مصادمة صريحة للعقيدة، يقولون لك- إلا ما رحم بك-: ما للإسلام وهذه الأمور؟ تريدون أن تحشروا الإسلام فى كل شئ؟ هذا علم، والإسلام دين! والدين لا دخل له بالعلم! ومئات من الأمور.. حين تعرض حقيقة الإسلام فيها للناس يستوحشون،وفى أقل القليل يستغربون، وتحتاج إلى جهد كبير لإقناعهم بأن هذا هو ما جاء من عند الله، وليس ما تصوروه هم على أنه الإسلام! [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=29][b]انتظر الفرج[/size] [size=25]في الحديث عند الترمذي:«أفضل العبادة: انتظار الفرج».}أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ{. صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح، وارتقب الفتح من الفتاح. تقول العرب:«إذا اشتد الحبل انقطع». والمعنى:إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجا ومخرجًا. وقال سبحانه وتعالى: }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا{وقال جل شأنه:}وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا{، }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا{. قال الشاعر: [center]كم فرج بعد إياس قد أتى.... وكم سرور قد أتى بعد الأسى من يحسن الظن بذي العرش جنى.... حلو الجني الرائق من شوك السفا [/center] وفي الحديث الصحيح:«أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» }حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ{وقوله سبحانه:}فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{. قال بعض المفسرين- وبعضهم يجعله حديثًا -«لن يغلب عسر يسرين». وقال سبحانه:}لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا{. وقال جل اسمه: }أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ{. }إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{. وفي الحديث الصحيح:«واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب». [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=21]إياك[size=25] وخبيئة السوء!![/size][/size] [size=25]أبو مهند القمري أن تقع في المعصية، فهذا أمرٌ واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!! وأن تستغفر من ذنبٍ ثم تعود إليه، ثم تستغفر منه وتعود إليه!! فهذا أيضاً واردٌ في حقك كعبدٍ ضعيفٍ!! أما أن تترك (بسبب عجزك) مساحة في قلبك (ولو يسيرة) لهذه المعصية؛ كي تتأصل فيه!! (كنوع من الاستسلام أمام هذا العجز) فإنك بذلك تكون قد بذرت من حيث لا تدري نبتة خبيثة، تسمى (خبيئةالسوء) وتركت أمامها المجال؛ لكي تنمو وتترعرع في قلبك مع مرور الأيام، طالما لم تعمل بصدق على اجتثاث جذورها!! ولمن لا يعرف . . فإن (خبيئةالسوء) هذه، تعتبر بمثابة سرطان النفس والقلب معاً (عياذاً بالله)!! ·فهي التي تنخر في الحواجز والأسوار المحيطة بإخلاص قلبك لله؛ لتهدمها!! ·وهي التي تثير بواعث السوء في نفسك؛ كي تتجرأ على معصية الله، وترتكبها!! ·وهي التي تلقى على عقلك أستاراً من حجب الغفلة؛ لتحول بينك وبين إدراكك لهول وعظم تلك المعصية؛ فتقترفها!! ·وهي التي تنبت في قلب العبد نبتة النفاق؛ التي تجعله يعيش ازدواجية مقيتة، بين حقيقة نفسه وعجزها، وبين ما يظن فيه الناس من الخير الظاهر!! ·وهي التي يدخرها الشيطان للانقضاض بها على العبد لحظة احتضاره (عياذاً بالله) أملاً في قوة تأثيرها عليه في تلك اللحظة الفاصلة؛ بما استفحلت في قلبه على مدى أيام عمره؛ ليحول بينه وبين حسن الخاتمة (نسأل الله العافية)!! لذا ينبغي على العبد الصادق في طلب النجاة؛ أن يجري عمليات مسح شامل لقلبه ما بين كل وقتٍ وحينٍ؛ لاجتثاث ما نبت من جذورها؛ لأن قلبه هو البضاعة الوحيدة التي ستؤهله للنجاة برحمة الله غداً؛ يوم يلقى الله!! قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ) ولهذا المسح الشامل العديد من الآليات، أهمها : ·الصدق مع النفس في تحديد الداء!! ·البحث عن الأسباب التي أدت بوصول هذا الداء إلى القلب!! ·السؤال عن الأسباب الشافية من هذا الداء!! ·شدة مراقبة القلب؛ للتأكد من تطبيق أسباب الشفاء؛ للقضاء على الداء!! ·صدق اللجوء إلى الله؛ لطلب العون والقدرة على محو آثار الداء!! وهذه الآلية الأخيرة؛ من أهم الآليات؛ حيث يمكنها أن تؤهله بفضل الله - حسب إخلاص العبد لربه – إلى الوصول إلى (خبيئة الخير) التي تجعل بينه وبين الله حال؛ بما كان من : ·تنهيدات القلب (رغبة ورهبة) في ظلمة السحر!! · صدق اللجوء إلى الله، وغرس محبته في قلبه!! · قطع الرجاء في الخلق، وتعلق القلب بالله وحده سبحانه وبحمده!! · البعث بأشواق النفس إلى اللقاء المأمول في جنة الفردوس، ومرافقة الأحبة (محمداً وصحبه)!! ·الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة!! ·الاستغناء بالله، والاستعلاء بدين الله، والشعور بالمنعة والحفظ والرعاية الربانية في كل وقت وحين!! وهذه كلها من الخيرات المترتبة على سعي العبد في الوصول إلى (خبيئة الخير)، والتي من أبرز نتائجها بإذن الله على مسيرته في هذه الحياة؛ أن يرزقه الله في نهاية المطاف (بتأصيلها في قلبه) نعمة (حسن الخاتمة) التي بها سعادته الحقيقة التي لا يشقى بعدها بإذن الله أبداً!! فاحرص أخي الحبيب على تأصيل (خبيئة الخير) في قلبك وإياك ثم إياك من (خبيئة السوء)!! أعاذنا الله وإياكم منها [/size] [/center]
-
[b] [center] للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني... الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي ... وبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني... نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم... و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا... فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد الامل إلا أني رفضت الإنكسار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء... فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي: يا أيها المهموم الكسير يا أيها المغموم الحسير... يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك... إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف بعطيك الله و برضيك... إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و النوائب و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب... إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * ان ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك ... إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك... إن داهمك أمر عظيم سيكفيك ربك العظيم... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك... إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك... إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم و إن زللت للحصول على مريدك و ذكرت الله سبحانه يغفر الزلة ويضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فالله تعالى يجبر تلك الذلة و ينقض ظهرك و يشرح صدرك و يرفع لك ذكرك... إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة فأكرمك الله بفعل الحسنة و محا عنك الخطيئة... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن كنت في أمرك في حيرة عمياء و أذن الآخرين عن سماعك صماء و أصابتك الضراء فاعلم أن ربك يسمع و يرى و لسوف يعطيك ربك فترضى وليذيقنك نعماء بعد ضراء... إن لم يفهمك إلا القلة فسيجعلهم الله لك نعم الخلة و لسوف يعطيك و يرضيك ألم يجنبك فعل الرذيلة و أكرمك بالأخلاق الكريمة الفضيلة!؟ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن أحاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء المنان خالق الأكوان الذي أغرقك بالنعم على مر الأزمان فاعتصم بالقرآن فهو الركن إن خانتك أركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن في الحسبان و كل منه إحسان... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إذا ابتغيت أمرا و لم تبلغه و منعك الآخرون فما كان عطاء ربك محظورا بل ممنوح يغدو و يروح... إن طلبت ذوي الشأن و ردوك فتذكر ربك الذي كل يوم هو في شأن يعز و يزل يضيق و يوسع يبتلي فلان بالمحنة و يدفع عن علان النقمة و ذلك منه منة. يقي الإنسان شر نفسه و سلمه من شرور خلقه يسهل الشديد و منجز الوعيد... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن كنت في زمرة المحزونين ذوي القلوب المنكسرة الخاشعة الصادقة فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين و الصادقين و يجيب دعوة المضطرين رب إذا سئل لا يرد سائله و إذا رجي لا يخيب رجاءه أهل التقوى و أهل المغفرة... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * إن أظلمت أمامك الدروب و اشتدت الخطوب و الكروب فاذكر علام الغيوب بالخضوع و الخشوع ليشع قلبك نورا و يمتلئ صدرك سرورا و حبورا فمنك الدعاء و منه تعالى الإجابة فهو ربك الأعلى و لسوف يعطيك فترضى... إن انقطعت الآمال و أكثرت السؤال و شكوت لربك الحال ليبدلنك الحال... * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * سبح باسم ربك الأعلى و لسوف يعطيك ربك فترضى... إن ضاق صدرك وسعه و إن مرضت شفيك و إن ابتليت عافاك... إن أخطأت فذاك طبع الإنسان و الكامل الله الرحمن... حينها اغتنمت الثلث الأخير في غياهب السحر تحت ظلال الصمت حين ينزل رب العزة نزولا يليق بجلاله لزمت الإستغفار و دعوت العزيز الجبار بسهام الليل مستخدما بريد الإنكسار بعثت شكوتي إلى محكمة العدل في السماء ورفعت يدي و بسطت إليه أكف الضراعة أشكو همي و بثي و حزني إلى قاضي السماء و أنا غارق بدموعي بكل جهد و عناء... قلت: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا رب أدعوك دعاء الغريق في بحر همومه الذي لا يجد كشف ما هو فيه إلا أنت فيا رب لا تترك عبدك هالكا... اللهم يا الله برحمتك أستغيث و من غيرك أستغيث اللهم أغلقت الأبواب إلا بابك و خاب الرجاء إلا في جنابك و إنقطعت الآمال إلا فيك و خشعت الأصوات إلا صوتك, اللهم يا مقلب القلوب اللهم يا علام الغيوب اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"... فلم أزل أناجي ربي حتى سمعت بخاطري (و لسوف يعطيك ربك فترضى) فتبسمت رغم معاناتي و علمت أن ربي سيحقق العدل لي و ينهي ماساتي و لسوف يعطيني فيرضيني إن شاء... سكن دمي و جف عرقي... رق عظمي و ضعف... و هدأ قلبي و صمت ... صيد الفوائد بقلم ..عبدالعزيز بن محمد أمين [/center] [/b]
-
[b] [center] [b][size=29]قذف المحصنات الغافلات المؤمنات [size=25][b]قال الله تعالى : {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }. و : {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}. بين الله تعالى في الآيتين الأوليين أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا والفاحشة أنه ملعون في الدنيا والآخرة وله عذاب عظيم . وعاقب الله من رمى مؤمناً أو مؤمنة بفاحشة ـ في الآية الثانية ـ بثلاث عقوبات : الأولى : الجلد . (فاجلدوهم ثمانين جلدة ). الثانية : رفض الشهادة (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ). الثالثة : الحكم عليهم بأنهم فاسقون(وأولئك هم الفاسقون ). البينة كما قال الله : أربعة شهود ، يشهدون على صدقه فيما قذف به تلك المرأة أو ذاك الرجل ، فإن لم يقم بينه جلد إذا طالبته بذلك التي قذفها أو إذا طالبه بذلك الذي قذفه ، وكذلك إذا قذف مملوك أو جاريته بأن قال لمملوك : يا زاني أو لجاريته يا زانيه أو يا باغية أو يا قبحة ، لما ثبت في ـ الصحيحين ـ. عن رسول الله أنه قال : (من قذف مملوك بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ). وكثير من الجهال واقعون في هذا الكلام الفاحش الذي عليهم فيه العقوبة في الدنيا والآخرة ، ولهذا ثبت في ـ الصحيحين ـ عن رسول الله أنه قال :(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما بين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والغرب ). وقانا الله شر ألسنتنا بمنه وكرمه . المصدر: موقع السراج (قبسات من حياة الرسول ) [/b][/size] [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21][b] كيفك حالكم اخوانى اليوم أطرح عليكم فكرة قد تكون جديدة الا وهى كثير من الناس يحفظ القرآن مع المشايخ ولكن البعض يريد ان يراجع مع شيخ متقن بجانب الحفظ مثلا الشيخ الحصرى ( المصحف المعلم ) ونحن الان اغلبنا لديه محل او يعمل فى محل به جهاز كمبيوتر فلماذا لانكتب ورقة على باب المحل يوجد المصحف المعلم مجانا ومن يريد ان يحمل المصحف المعلم يأتى مثلا بفلاشة او كارت ميمورى او هارد ديسك ويحمله ولكن بدون مقابل تخيل كم شخص ممكن يحفظ القرآن مع الشيخ الحصرى ولاتنسى انك سوف يكون لك مثل اجره واذا هذا الشخص ارسل المصحف الى شخص اخر يكون لك مثل اجره ان شاء الله وانت ايضا او احد اقاربك يمكنكم الحفظ مع الشيخ ملحوظة : المصحف المعلم لايكفى للحفظ ولكن هو للمراجعة فقط ولكن يجب الحفظ مع شيخ متقن واليكم روابط المصحف المعلم المصحف المعلم الحصرى مع ترديد الاطفال http://el-moslem.com/completeQuraanDetails.php?id=50 المصحف المعلم الحصري بدون ترديد http://el-moslem.com/completeQuraanDetails.php?id=51 لاتنسوا تنقلوا الموضوع الى منتديات اخرى ليعم الثواب ان شاء الله[/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21] *·~-.¸¸,.-~*حين يكون الخطـأ نعمة*·~-.¸¸,.-~* تقول لي : أخطأتَ ..!! أقولُ لكَ : وماذا في ذلك..!!؟ كلنا نخطئ .. المهم أن نتعلمَ من أخطائنا .. ألم يعلمنا نبينا محمد : أن كلّ ابن آدمَ خطّاء .. وخيرُ الخطائين التوابون ..!!؟ وكلمة خطّـاء الواردة في الحديث تفيدُ الكثرةَ ..!! .. فافهم إن كنت ذا فهم ..!!. ---------------------------- المهم أن نستفيدَ من الخطـأ الذي وقعنا فيه .. نستبدل الخطـأ بالصواب يحل محله .. المهم أن نجعلَ هذا الخطـأ محطةَ توقفٍ ، نتأمل فيها أنفسنا .. ونحاولَ أن نكتشف عيوبنا ، ونعزم على أن نصححَ مسارنا .. ثم نجدد طاقتنا لننطلقَ من جديدٍ على بصيرة .. فغايتنا التي لا غاية لنا سواها : الله سبحانه .. ـــــــــــــــــــــــــــــ فليس العيب أن نخطئ ،بل هذا هو المتوقع .. ولكن العيبَ أن نصرّ على الخطـأ ونكرره ، ونعيده مرات متوالية !!! وأكبر من هذا العيب : أن نكابرَ فلا نقبلُ نصيحة ناصحٍ !! ولا نرغب في التصويبِ ، لأن غيرنا نبهنا على الخطـأ!!! إن من صورالشجاعة الرائعة وربما النادرة في عصرنا : أن نعترف بالخطأ ..بكل هدوء ..!! فنعتذر منه ..إذا كان في حق إنسان .. ونتوب منه .. إذا كان في حق الله سبحانه .. ـــــــــــــــــــــــــــ إن الإنسان الذي لايعمل أصلاً .. هو الذي لا يخطئ أبداً ..!! أما الإنسان الذي يحاول ، فالمتوقع منه أن يقع في سلسلة أخطاء ..!! غير أنه في كل مرة يحاول أن يصوّب الخطـأ الذي وقع فيه .. وبهذا فهو في كل مرة يتعلم شيئا جديدا ..!! وهناك صنف متميز أعلى درجة من هؤلاء .. أولئك الذين يشكرونَ من ينبههم إلى الخطـأ الذى يقعون فيه .. !! فيفرحونَ بذلك كما يفرحُ الناس بالهدية عندما تقدّم إليهم !! ويحبون الناصحين ربما اشد مما يحبون أهاليهم !!! ـــــــــــــــــــــــ ولذا قيل : رب ذنبٍ أدخل صاحبه الجنة ..!! ورب طاعة قادت صاحبها إلى النار ..!!! فالأول .. انتفع بخطئه .. واستفاد من عثرته .. والثاني .. اغتر بطاعته .. وأعجب بها .. ونظر إلىغيره باحتقار !!!!! نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ،وأن ينفعنا بما علمنا .. وأن يرضى عنا ، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويسترنا ،ويتجاوز عنا .. اللهم آمين [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] بسم الله الرحمن الرحيم ( الحضارات ) (( مناهج قويمة وحركات سديدة , وعلو في مختلف مناحي الحياة , وعليها يلتقي عقلاء البشر ومفكروهم )) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله _ وبعد : فإن الربانيين من البشر والموصولين بالله يمكنهم أن يعلوا فوق الشرور والأحقاد وأذية بعضهم لبعض وأن يلزموا أنفسهم بالعيش وفق الحق والعدل والإنصاف والسلام والتبجيل ولا يمكنهم أن يحيدوا عن ذلك قيد أنملة ولا ذرة ولا ما صغر أو ندر مما هو من المكونات والموجودات (( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً )) سورة النساء آيـة 94 وإن الخير والعطاء والحب المتبادل والمودة الصافية وأن لا يهب أي منهم للآخر إلا ما هو مما يرتضيه ويميل إليه ويهفو له ويرنو ويزهو والوميض البارق .. وهي أسس وقواعد وسبل يراها ديدن أولي الأفئدة والعقول والألباب والقلوب تشاهد جوهرة لحياة ترتقي على المنغصات والسوءات والهموم والمحزنات ومعها الحسنى والحكمة والجمال وما يسعد ويلذ به .. ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل آيـة 125 وإنه ليجب حب الخير على كل إنسان ويستعمل معه الجواذب وما يوصل لسلوك الحق ومهما كان فاللين مطلوب والرفق مدعاة للإجابة (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى _ فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) طــه آيـة 43 _ 44 وللحق أهداف وللصدق مرامي وللأمانة شوق وتوق وباقة ( الحق أحق أن يتبع ) يـونس _ آيـة 35 وقد تنشأ أمة وتحيا ولكنها دون حضارة سرعان ما تذوب وتتهاوى .. ومن دواعي البقاء والنماء وما يجدي توفر العدل بين الأفراد والمجتمعات والأمم وميسم كل ذلك , ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء _ آيـة 58 ومن أدرك سر ذلك تفوه به غير ملجلج ومتعتع وأصاب وأناب وبرح كل ميدان . يقول الأمير البريطاني تشارلز : ( إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقه للتفاهم والعيش في العالم ) وفي أمم الأرض من هو مدرك للكثير من بواطن ذلك وما هو من حوافزه ومنابعه وبصائره وما يروق له .. يقول المفكر آرثر هاملتون : ( لو توخى الناس الحق لعلموا أن الدين الإسلامي هو الحل الوحيد لمشكلات الإنسانية ) وإن ما انصبغت به أمة هذه طبائعها وصفاتها من خيرية وفضل لهو مما تحمله من مضامين جعل لها التفوق والروعة وسلامة المباني وما تحتويه من معاني ومقاصد . (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران _ آيـة 110 فاليقين والعلم والفكر والعقل والعمل بما له من صنائع وثمار يانعات تجعل الأمم لها الريادة والقيادة والسيادة وحفظ الحقوق على مختلف الميادين والأصعدة .. فدين من منحه الخير وهباته الحق يجب أن يكون له الالتفات والالتزام والميل . ومما يقوله أحد شعراء الغرب : ( يجب أن يرسل إلى السجن كل أب يرسل ابنه إلى مدرسة كتب على بابها ( لا نعلم الدين هنا ) ولما كان للعقل دوره المميز في خلق الإنسان وخلقه فإن الإيمان لا يقل دوراً عنه بل إنه ليفوقه ويعلوه ويمتاز عليه . يقول أحد الكتاب الغربيين : ( العقل يد أرواحنا اليسرى والإيمان يمناها ) وإذا انعدمت الحضارة في ميزان الأمم ومناهجها وخططها وسلوكياتها فإنه التخلف الذي يجر إلى السقوط والهبوط والانكسار والانهيار ولا ينعدم إلا بالعلم والمعرفة حيث الرقي والصعود . ومن هنا نال به الإنسان التفوق على الجهل وعدم العلم والعرفان .. ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الألباب ) الزمر _ آيـة 9 ويقول المفكر علال الفاسي : ( كل بناء لا يستقيم عماده فهو إلى الإنهيار ) وهو الأمر الذي جرى عليه تحرك الأحياء وما هو من طبائع تقلباتهم وأروبة زهوهم وهتافاتهم المنوه بها . (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) الأحزاب _ آيـة 62 والدين قاد إلى الحضارة بالإصلاح والبناء ودروب الحق والعدل والخير والصدود عن كل شر وباطل وفساد . (وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ) الأعراف _ آيـة 142 ولعل الأنوار المشرقة والضياء المبهر مما تزول معه الظلم وتنطمس البراهين وتنزلق الثوابت .. ( نور على نور ) النور _ آيـة 35 وكل قيم الحضارة الدينية إنما جاءت من مثل عليا ومبادىء سامية وتطور نبيل وصادق .. يقول جوستاف لوبون في كتابه ( حضارة العرب ) ( الحق ان الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب إن الإسلام هو الذي أعطى المسلمين هذه الرحمة وهذا التسامح ) وخلافة الإنسان في الأرض وعمارته لها تجعله رهين جميع المعايش وعليه أن تتكامل البنية الخلاقة فيما هو من منطلقات ومساعي كل ما به تزدهر أموره وتنصقل مواهبه وتزهو جوانبه وصنوفه . يقول إميل ارمنجم : ( إن حضارة الإسلام لا تحتقر الأمور الدنيوية ولكنها ترمي إلى مثل أعلى رفيع يجمع بين الدنيا والدين ) ولذا بنيت تساهيل الخلق لأمثالهم ونضرائهم مما يرتقي بهم إلى اليسر والرفق والرحمة والشفقة بالآخرين وما هو تلقائي منها .. قال : ( خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر ) صحاح الأحاديث _ جـ4 _ صـ 475_ حرف الخاء ( 15692) الجامع الصغير . وصنيع الخير ووجوب فعله جاء الوحي بهما من كتاب وسنة ولا يعفى منهما أحد من الخلق لعظم أثرهما وجليل قدرهما وما ساد من وضع ( افعلوا الخير ) الحج _ آيـة 77 (فاستبقوا الخيرات ) البقرة آية 148 وما يحسن ويستبطن في جوانب الأقوال والأعمال هو في القمة مما حسن وجمل وفضل وجل ( وقولوا للناس حسنا ) البقرة _ آيـة 83 ولما كانت المعرفة الحقة والعلم النافع مما يدفع له العقل والدين ألزم بالنهوض بهما كل إنسان يرمي للرقي والحضارة وماهو مطرد منهما قال أحد الغربيين : ( لا يمكن أن نجد ديناً يحتل العلم والمعرفة فيه محلاً بارزاُ كما كان الأمر في الإسلام ) وتعامل المنهج الديني مع جموع الأمم من إعلاء في الصفات وتسام في العلاقات ووحدة في الطبائع وما دأب منها وأضفى يقول لويس يونغ : ( إن أشياء كثيرة لا يزال على الغرب أن يتعلمها من الحضارة الإسلامية منها نظرة العرب المتسامحة وعدم تمييزهم بفروق الدين والعرق واللون ) وحرمة الظلم والعدوان وأحقية نصرة الضعيف هي من الحدود التي لا تتعدى ولا تتجاوز والسعي للسلم ولوازمه وما تسنى وأجدى . ( والله لا يحب الظالمين ) آل عمران _ آيـة 140 ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) البقرة _ آيــة 190 ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) البخاري وأحمد ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) الأنفال آيـة 61 ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة _ آيـة 8 وفي الحديث النبوي : ( بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا ) صحيح الأحاديث _ حرف الباء ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) آل عمران , آيـة 134 ولعل من أعظم أوامر الله للبشرية أن يعدلوا في الحياة ويحسنوا لمن قاطنهم وأن يبنى كل ما يهمهم ويشغلهم على الصلح والفضل والرحمة والامانة والرفق وما تواكب وتمحور منها ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) النحل _ آيـة 90 ( وأصلحوا ذات بينكم ) الأنفال _ آيـة 1 ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يونس _ آيـة 58 ( إن الله يامركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) النساء _ آيـة 18 ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) صحيح مسلم كتاب البر والصلة ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) صحيح البخاري كتاب الوضوء وإن كان مما يحيل إلى المعاني السامية ويدفع ما يسوء من الأفكار والتصرفات فهو مما طاب وخبث ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) الأنفال _ آيـة 37 وما حضارة الدين القويم إلا مما جاءت به من سعادة للفرد وهناء للمجتمع وسرور للإنسانية هو مالايوفره غيره من قول وعمل وهنا تصطبغ الحياة باليقين النافذ والعمل الصائب وما حلا من حقيقة وما هيمن من كينونة فيها يستغني الجميع من الخلائق عن المجموع مما يبصر ويرى ويسمع ويعقل ويتفكر به ويستيقن ويصدق وما شع وتبلور وهي غاية بها يبلغ المرء مناه وما يرتقي به من قناعات وتأملات ومنتهى طموحاته وما يرتجيه ويرتضيه وبه يحقق ما يعجز عنه ما عداه . ومما تفوه به من مفكري الغرب : (ليس هناك أي دين آخر غير الإسلام لديه الإمكانية لحل كافة مشكلات الناس في العالم الحديث وهذا هو امتياز الإسلام وحده ) وعمارة الأرض وشيوع الحسنات عندما يمحى بها السيئات والتكريم الذي وهب للبشرية على صبغاتها لا يستساغ ولا يمنح لغيرها ولا يتجسم ويتنزه ويسري فيها ( هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) هود _ آيـة 61 ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) هود _ آيـة 114 ( ولقد كرمنا بني آدم ) الإسراء _ آيـة 70 وأخيراً فإنه يخلص من بلغه الوحي وأعمل عقله وفؤاده وفكره إلى أن حقوقه مضمونة وما لديه للآخرين مرتهنة فهو منتهى الحصانة والحصافة والحضارة وكلها تنتهي عندها ما يسكن به البشر ويطمئن له بنو آدم وتسوده العشرة والمعاشرة وينهض بالدين القيام والقيمة .. ( ذلك الدين القيم ) التوبة _ آيـة 36 وهو الوصف الجدير بالتنبه له والفهم لإيحآته والتفكر بمراميه حيث يبلغ الحق واليقين والغايات الفضلى والمقاصد النبيلة . ومع غيره يبقى ويتشظى ولا يتوازن فهو كمن هو هيمان في الجو دونما سبب يعول عليه .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .. [/center] [/b]
-
[center] بسم الله الرحمن الرحيم جرت سنة الله في خلقه بتدافع الحق والباطل , وتنافس الخير والشر , وللحق جنود وللباطل جنود , ولا يزال الشيطان حاملا لواء أجناده يحثهم ويمنيهم , ويعدهم ويقويهم , ويوحي إليهم الشبهات التي يجادلون بها المؤمنين , وكأني ببني علمان من المنافقين الذين يرفضون شرع الله ويحاربون دينه قد أتوا بحدهم وحديدهم وامتطوا للباطل كل جواد , وكلما رأوا قرب التميكن لعباد الله الموحدين ضاقت بذلك صدورهم , وعضوا عليهم الأنامل من الغيظ , وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله , وكلما أتوا بحيلة رد الله كيدها , أو أتوا بشبهة كشف الله عوارها . ونحن بحمد الله بالمرصاد لكل مكر وخداع يأتون به , ونعدهم أننا لن نقر قرارهم ولن نتركهم يفسدون العباد والبلاد , بل سنكون الغصة التي تختنق بها حلوقهم حتى يرجعوا إلى دين الله ويتركوا التلبيس والتشبيه. وكانت آخر شبهاتهم التي أطلقوها ليصدوا الناس عن ترشيح الإسلاميين ؛ أن زعموا أن صوت المرأة عورة وخرجت تلك المرأة التي أطلقتها على غرار أخواتها من داعيات الفتن لتقول : لن أعطي صوتي لمن يقول إنه عورة. وأنا أحذر من أطلق هذه الحملة من مغبة نشر الشر والدعوة إليه –إن كان لهم دين يردعهم أو عقل يمنعهم-, فمن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل من عمل بهذه الضلالة إلى يوم القيامة. وسوف أبين عوار هذه الشبهة بحول الله وقوته من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم من المذاهب الأربعة متبعا ذلك بفتاوى خاصة لكبار علماء السلفيين المعاصرين حتى يظهر كذب المفتري وتُدحض حجته أمام العامة. أولا : الدليل من القرآن على أن صوت المرأة ليس بعورة : قال الله تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (32) ففي هذه الآية يبين الله تعالى أن نساء النبي – – قد أمرن بعدم الخضوع بالقول وهو التغنج وتزيين الصوت , وأباح في آخر الآية القول المعروف. قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية : ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها. أهـ. فدلت الآية على جواز مخاطبة الرجال الأجانب دون تزيين للصوت , فالمنهي عنه هو الخضوع لا مجرد سماع صوتها. ثانيا : الدليل من السنة على أن صوت المرأة ليس بعورة : لو ذهبنا نستقرئ كتب السنة لندلل على فساد قول من قال إن صوت المرأة عورة لعجزنا عن الاستقصاء وهاك أمثلة على مخاطبة النساء للنبي في عدة مناسبات أنقلها من الصحيحين أو أحدهما : 1-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا قَالَ إِنْ شِئْتِ فَعَمِلَتْ الْمِنْبَرَ 2-عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعبَّاسٍ يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ رَاجَعْتِهِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي قَالَ إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. 3- عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خَنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -- « مَا هَذَا الْخَنْجَرُ ». قَالَتِ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّى أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -- يَضْحَكُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -- « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ». قال الإمام العلامة ابن باز : (وكان النساء في عهد النبي يكلمنه ويسألنه عليه الصلاة والسلام ولم ينكر ذلك عليهن , وهكذا كان النساء في عهد أصحاب النبى يكلمن الصحابة ويستفتينهم فلم ينكروا ذلك عليهن.) ثالثا : كلام علماء المسلمين من المذاهب الأربعة الدال على أن صوت المرأة ليس بعورة : 1- قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته رد المحتار بعد أن ذكر قول من قال إن صوتها عورة : (: ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي السَّمَاعِ : وَلَا يَظُنُّ مَنْ لَا فِطْنَةَ عِنْدَهُ أَنَّا إذَا قُلْنَا صَوْتُ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ أَنَّا نُرِيدُ بِذَلِكَ كَلَامَهَا ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِصَحِيحٍ ، فَإِنا نُجِيزُ الْكَلَامَ مَعَ النِّسَاءِ لِلْأَجَانِبِ وَمُحَاوَرَتِهِنَّ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَى ذَلِكَ ، وَلَا نُجِيزُ لَهُنَّ رَفْعَ أَصْوَاتِهِنَّ وَلَا تَمْطِيطَهَا وَلَا تَلْيِينَهَا وَتَقْطِيعَهَا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ اسْتِمَالَةِ الرِّجَالِ إلَيْهِنَّ وَتَحْرِيكِ الشَّهَوَاتِ مِنْهُمْ ، وَمِنْ هَذَا لَمْ يَجُزْ أَنْ تُؤَذِّنَ الْمَرْأَةُ .) ولو قلت إن هذا النقل كاف ٍ في حسم المسألة لما كنت مبالغا , لأن القائل من العلماء إن صوتها عورة لم يقصد مجرد كلامها كما في قوله ( فإنا نجيز الكلام مع النساء للأجانب الخ ) , وعليه فيكون مقصدهم أن صوتها المصحوب بالتمطيط والتليين والتزيين هو العورة لا مجرد كلامها . 2- قال الشيخ الخرشي المالكي في شرحه على مختصر خليل : (الْمُعْتَمَدُ كَمَا أَفَادَهُ النَّاصِرُ اللَّقَانِيِّ فِي فَتَاوِيهِ وَشَيْخُنَا الصَّغِيرُ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ وَنَصُّ النَّاصِرِ رَفْعُ صَوْتِ الْمَرْأَةِ الَّتِي يُخْشَى التَّلَذُّذُ بِسَمَاعِهِ لَا يَجُوزُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ لَا فِي الْجِنَازَةِ وَلَا فِي الْأَعْرَاسِ سَوَاءٌ كَانَ زَغَارِيتَ أَمْ لَا .. ) 3- وجاء في حاشيتي قليوبي وعميرة على المنهاج للإمام النووي الشافعي (( فائدة ) صوت المرأة ليس بعورة على الصحيح فلا يحرم سماعه ولا تبطل الصلاة به لو جهرت..) 4- قال البهوتي المصري الحنبلي في شرحه على منتهى الإرادات : (( وَصَوْتُ الْأَجْنَبِيَّةِ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ وَيَحْرُمُ تَلَذُّذٌ بِسَمَاعِهِ ) أَيْ صَوْتِ الْمَرْأَةِ غَيْرِ زَوْجَةٍ وَسُرِّيَّةٍ ( وَلَوْ ) كَانَ صَوْتُهَا ( بِقِرَاءَةٍ ) لِأَنَّهُ يَدْعُو إلَى الْفِتْنَةِ بِهَا. فهذا هو المعتمد من أقوال الأئمة الأربعة , وأزيد صاحبة تلك الشبهة من الشعر بيتا هو قاصمة للظهر , فإن كبار أئمة السلفيين في هذا العصر قد نصوا على أن صوت المرأة ليس بعورة . قال الشيخ ابن باز- وهو أكبر رموز السلفيين في العصر الحديث- : (وقول القرطبي رحمه الله : إن صوت المرأة عورة ; يعني إذا كان ذلك مع الخضوع , أما صوتها العادي فليس بعورة , لقول الله سبحانه : { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } فنهاهن سبحانه عن الخضوع في القول لئلا يطمع فيهن أصحاب القلوب المريضة بالشهوة , وأذن لهن سبحانه في القول المعروف) مجموع فتاوي ابن باز 5/231 وقد سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين عن صوت المرأة هل هو عورة؟ فأجاب : صوت المرأة ليس بعورة لكن المرأة تنهى أن تخضع بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض، بمعنى ألا تتكلم كلاماً ليناً سواء في كلماته، أو ليناً في أدائه، أو تكون حين أداء الصوت متغنجة أو ما أشبه ذلك فإن هذا حرام، أما الكلام العادي فإنه ليس بحرام وليس بعورة. وقال الشيخ العثيمين أيضا : (من تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها تدل على أن صوت المرأة ليس بعورة ، بل بعضها على ذلك بأدنى نظر : فمن ذلك قوله تعالى يخاطب نساء النبي صلي الله عليه وسلم فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (1) . فإن النهي عن الخضوع بالقول ، وإباحة القول المعروف يدل على أن صوتها ليس بعورة إذ لو كان عورة لكان مطلق القول منها منكراً ، ولم يكن منها قول معروف ، ولكان تخصيص النهي بالخضوع عديم الفائدة وأما السنة فالأدلة على ذلك كثيرة ، فالنساء اللاتي يأتين إلي النبي صلي الله عليه وسلم يخاطبنه بحضور الرجال ولا ينهاهن ، ولا يأمر الرجال بالقيام ولو كان الصوت عورة لكان سماعه منكراً ووجب أحد الأمرين ، لأن النبي صلي الله عليه وسلم لا يقر منكر ) وفيما نقلت كفاية لمن أراد الحق , ورد على من دعا إلى الباطل , ونقول للدعاة على أبواب جهنم رويدكم فلن تعدوا أقداركم , فوالله مهما تأتونا به من شبهة فما نحن لكم بمؤمنين وإنا لها لمفندون ولدين الله لناصرون والله معز دينه ولو كره الكافرون , والحمد لله رب العالمين. منقول كتبه د/أحمد الغريب [/center]
-
[b] [center] كلمة من كلمات الحسن البصري 1- من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه . 2- من ساء خلُقه عذَب نفسه . 3- لولا العلماء لكان الناس كالبهائم . 4- ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل . 5- الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن . 6- من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره . 7- لكل أمة وثن يعبدون ، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم . 8- فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقلٍ عقلاً . 9- أكثروا من ذكر هذه النعم فإن ذكرها شكراً . 10- ابن آدم : إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه بما وقر في القلب وصدقته الأعمال . 11- من طلب العلم للهى لم يلبث أن يُرى ذلك في خشوعه وزهده وتواضعه . 21- أيها الناس ! احذروا التسويف ، فإني سمعت بعض الصالحين يقول : نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، ثم لا نتوب حتى نموت . 13- اصحب الناس بمكارم الأخلاق ، فإن الثواء بينهم قليل . 14- اثنان لا يصطحبان أبداً : القناعة والحسد ، واثنان لا يفترقان أبداً : الحرص والحسد . 15- ما رأيت شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل . 16- إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا . 17- إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل . 18- إن النفس أمارة بالسوء ، فإن عصتْك في الطاعة فاعصها أنت في المعصية . 19- إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة . 20- ما صدق عبد بالنار إلا ضاقت عليه النار بما رحبت . 21- يا ابن آدم نهارك ضيفك فأحسن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك . 22- قضاء حاجة أخ مسلم أحب إلي من اعتكاف شهر . 23- ليس من المروءة أن يربح الرجل على أخيه . 24- احذر ممن نقل إليك حديث غيرك ، فإنه سينقل إلى غيرك حديثك . 25- الصبر كنز من كنوز الجنة ، وإنما يدرك الإنسان الخير كله بصبر ساعة . 26- إن الحسد في دين المسلم أسرع من الآكلة في جسده . 27- المؤمن الكيس الفطن الذي كلما زاده الله إحساناً ازداد من الله خوفاً . 28- مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة . 29- بئس الرفيقان الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك . 30- إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك . 31- المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته . 32- ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام . 33- المصافحة تزيد المودة . 34- لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه ، ماذا أردتِ تعملين ؟ وماذا أردتِ تأكلين ؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه . 35- ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال . 36- إن المؤمن جمع إيماناً وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمناً . 37- لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله . 38- العلم علمان : علم اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم ، وعلم في القلب فذاك العلم النافع . 39- لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم ، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك . 4- ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية ؟ فإن كانت طاعته تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت. رحم الله الإمام الحسن البصري ( ت : 110 ) . [/center] [/b]
-
[b] [center] العسل المر فى أرض الكنانه وصلت الاحوال المعيشيه فى بعض البلاد العربية الى حالة يرثى لها واختلف الناس فى اسباب هذا التدهور فمنهم من يرى ان السبب هو فساد الحكام ورجال الحكومة ومنهم من يرى ابتعاد الناس عن الدين ومنهم من يرى ان السبب ضعف الامكانيات وتاخرنا الطويل عن ركب الحضارة وصعوبة اللحاق به وخصوصا ان العالم يتقدم بسرعة لم يسبق لها مثيل من قبل والبعض الاخر يرى ان السبب هو انشغالنا بخلافات وصراعات مما استنزف طاقتنا والبعض يرى تراجع الاخلاقيات العامة للمجتمع مما ادى الى انتشار الفساد والرشوة والكسل . مهما كان السبب فانى اريد ان اقرا رأيك . واليك بعض الدراسات والاحصائيات التى قامت بها مؤسسة الاهرام فى مصر: ألاحوال المالية ديون : إجمالى 614 مليار جنيه الفقر :35 % من الشعب تحت خط الفقر ( يعيش على اقل من 1 دولار فى اليوم) نقود مهربة : 300 مليار دولار خرجت من البلاد!!! الجنيه المصرى : الدولار=85 قرش(اقل من جنيه) فى عام 1981 :الدولار= 6 جنيات فى عام 2005 الاحوال الصحية السرطان : تضاعف 8 مرات (أعلى نسبة فى العالم) الذبحة الصدرية :20% من الحالات من الشبات تحت الاربعين البلهارسيا : أعلى نسبه فى العالم السكر : 7 ملايين ....10% تقريبا من عدد السكان التهاب كبدى : أعلى نسبة فى العالم شلل الاطفال : اختفى من العالم ما عدا 6 دول منهم مصر الاكتئاب : 20 مليون مواطن --امراض نفسية اخرى 6 ملايين التدخين : 80% من البالغين مدخنين التلوث : أعلى نسبة فى العالم تلوث للهواء ومياة الشرب تدهور فى التربة والمناطق الساحلية....خسائر 30مليار جنية الاحوال الاجتماعية القضايا : 20 مليون قضية بالمحاكم..اقدمها من 38 عام حتى الان البطالة : 29% من القادرين على العمل. حوالى 5 مليون شاب الانتحار : 3 الاف محاولة سنويا حوادث الطريق : 6 الاف قتيل سنويا و 23الف مصاب الطلاق : 28% من حالات الزواج سنويا...20% فى العام الاول العنوسة : 7 مليون عانس .... 4 مليون فوق 35 سنة الهجرة : 4 ملايين مهاجر 820 الف من الكفاءات 2500 عالم فى تخصصات شديدة الاهمية 6 ملايين طلب هجرة الى الولايات المتحدة الامريكية وحدها عام 2005 الامية (الحالية) : 26% من الشعب المصرى الامية (المستقبلية) :7% من الاطفال لا يدخلون المدارس بسبب الفقر عمالة الاطفال (ممنوعة دوليا ) : نصف مليون طفل أطفال الشوارع : تقرير الامم المتحدة 100 ألف طفل عشوائيات (اكواخ تبنى بطريقة غير صحية او امنية...لا يوجد بها صرف صحى او مياة او كهرباء) :45% من الشعب يسكن العشوائيات ....35% عشوائية بالقاهرة فقط. موظف الحكومة : تحت خط الفقر ويؤخذ منه ضرائب ( ستة جنيهات متوسط دخل الموظف يوميا( المخدرات : 6 مليار دولار سنويا فى تجارة المخدرات. [/center] [/b]
-
[center] فضائل حسن الخلق أولاً : أنه من أسباب دخول الجنة . فقد سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) . رواه الترمذي ثانياً : أنه أثقل شيء في الميزان . قال رسول الله : ( ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق ) . رواه الترمذي ثالثاً : أن حسن الخلق من كمال الإيمان . قال رسول الله : ( أكـــــمل المؤمنين إيماناً أحسنــــهم خلقاً ) . رواه أحمد رابعاً : أن النبي حصر دعوته في حسن الخلق . قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . رواه أحمد خامساً : يدرك المؤمن بحسن خلقه درجة الصائم القائم . قال رسول الله ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) . رواه أبو داود سادساً : بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه . قالرسول الله : ( أنا زعيم بيت في أعلى الجـــنة لمن حسن خلقه ) . رواه أبو داود = زعيم : ضامن . سابعاً : أقرب الناس إلى رسول الله صاحب الخلق الحسن . قال eرسول الله ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقاً ) . رواه الترمذي وصلوا على نبيكم محمد صلى عليه وسلم .......... [/center]
-
[b] [center] ه [size=25]ل تريد أن يكفيك الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لاَ تُعْجِزْنِى مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ نَهَارِكَ أَكْفِكَ آخِرَهُ ) رواه أبو داود . فقيل : هي فرض الصبح وركعتا الفجر ، واختاره ابن تيمية . وقيل : هي صلاة الضحى . ولو أن الإنسان حافظ على سنة الفجر وفرضها وعلى أربع ركعات في الضحى لحصل له الأجر يقيناً . [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] القناعة كنز لا يفنى: القناعة القناعة يا عباد الله فقد قال رَسُولَ اللَّهِ : َ «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»[رواه مسلم]. وعَنِ النَّبِيِّ قَالَ « لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ » .[رواه البخاري]. وهذا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قد َسَأَلَهُ، رَجُلٌ فَقَالَ أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ، قَالَ: فَإِنَّ لِي خَادِمًا، قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ . وصدق والله، فقد قال الصادق المصدوق: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها » [حسنه الألباني]. __________________ نقلته لكم والدال على الخير كفاعله ومن استطاع أن ينشر ما ننقله فجزاه الله خيرا [/center] [/b]
-
[b][center] [center] [b]بسم الله الرحمن الرحيم احبتي الكرام مما اعلم عن منتداكم المتميز الذي يتحفنا ببرامجه الجياشه والصوتيات العطره من آيات من القرآآن الكريم فأحببت أن ازيدكم تميزا بحلقات برنامج خذوا عني مناسككم لفضيلة الدكتور الشيخ /سعد عبدالله البريك كاملا ولو بحثتم النت أجمع لما وجدتم هذا البرنامج الا على موقع الشيخ سعد البريك و حساب الشيخ في اليوتيوب https://www.youtube.com/user/saadalbr...ature=mhum#p/u او على صفحته الشخصية في الفيس بوك [url=http://www.ممنوع وضع روابط الفيس بوك /saadalbreik][/url] أو على تويتر : [/center] [/b][/b][/center]
-
[b] [center] [size=21][size=25]وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) سورة الذاريات وهي لفتة عجيبة . فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض , حيث يكد فيها الإنسان ويجهد , وينتظر من ورائها الرزق والنصيب . فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلى السماء . إلى الغيب . إلى الله . ليتطلع هناك إلى الرزق المقسوم والحظ المرسوم . أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة , فهي آيات للموقنين . آيات ترد القلب إلى الله ليتطلع إلى الرزق من فضله ; ويتخلص من أثقال الأرض وأوهاق الحرص , والأسباب الظاهرة للرزق , فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلى المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب . والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة على حقيقتها ; ويفهمها على وضعها ; ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها . فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها . إنما المقصود هو ألا يعلق نفسه بها , وألا يغفل عن الله في عمارتها . ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلى السماء . وليأخذ بالأسباب وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه , فرزقه مقدر في السماء , وما وعده الله لا بد أن يكون . بذلك ينطلق قلبه من إسار الأسباب الظاهرة في الأرض ; بل يرف بأجنحة من هذه الأسباب إلى ملكوت السماوات . حين يرى في الأسباب آيات تدله على خالق الأسباب ويعيش موصولا قلبه بالسماء , وقدماه ثابتتان على الأرض . فهكذا يريد الله لهذا الإنسان . هكذا يريد الله لذلك المخلوق الذي جبله من الطين ونفخ فيه من روحه فإذا هو مفضل على كثير من العالمين . والإيمان هو الوسيلة لتحقيق ذلك الوضع الذي يكون فيه الإنسان في أفضل حالاته . لأنه يكون حينئذ في الحالة التي أنشأه الله لها . فطرة الله التي فطر الناس عليها . قبل أن يتناولها الفساد والانحراف.[/size][/size] [/center] [/b]
-
-
[center] بسم الله الرحمن الرحيم عالج نفسك بفاتحة الكتاب الحمد لله واهب الصحة والشفاء، والصلاة السلام على خاتم الأنبياء، وعلى آله وصحبه إلى يوم الموعد واللقاء ، أما بعد: فقد كثرت الأمراض وتنوعت الأدواء، وانتشرت العلل في هذا العصر، وتهافت الناس على الأطباء، وازدحمت المشافي والعيادات بالمراجعين، كل يريد الشفاء العاجل، والتخلص من المرض الذي يصاحبه. وانقسمت الأمراض إلى قسمين: -أمراض نفسية قلبية. - وأمراض بدنية. وكلا القسمين يشتركان في إعلال البدن وتوهين القوى والخروج بالجسم عن حد الصحة والقوة والاعتدال إلى المرض والضعف. ولقد جهل أكث الناس علاجا نافعا أكيدا مضمونا مأمونا ليس له آثار جانبية ضارة كالباقي الأدوية الكيميائية والمستحضرات الطبية. وكذلك فإنه نافع في شفاء جميع الأمراض القلبية والنفسية والبدنية، وليس نفعه قاصرا على مرض دون مرض. وكذلك فغن هذا الدواء سهل يسير على كل أحد ولا هو مما يكلف المبالغ الضخمة التي لا يستطيع كثير من الناس تأمينها. إن هذا الدواء الشافي هو القرآن الكريم، فالقرآن الكريم شفاء من كل داء حسي، ونجاة من كل مرض نفسي ودواء لكل علة قلبية أو بدنية. وقد جمعت لك في هذه السطور -أخي الحبيب- كلاما نفيسا للإمام ابن القيم حول اشتمال القرآن الكريم بخاصة فاتحة الكتاب على الشفاءين: شفاء القلوب، وشفاء الأبدان، فكان مما قال -رحمه الله- :- القرآن شفاء: وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء، فقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [سورة فصلت: 44]، وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الإسراء: 82]، ومن هنا لبيان الجنس لا للتبعيض، فإن القرآن كله شفاء، كما قال في الآية المتقدمة؛ فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب. فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن. الرقية بفاتحة الكتاب: وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: «انطلق نفر من أصحاب النبي في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: "لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء"، فأتوهم فقالوا: "يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟"، فقال بعضهم: "نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا"، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة (1). قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: "اقسموا"، فقال الذي رقي: لا تفعلوا حتى نأتي النبي فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا"، فقدموا على رسول الله فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية"، ثم قال: "قد أصبتم ، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما"» [رواه البخاري]. فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله، حتى كأنه لم يكن، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء. ابن القيم يحكي عن نفسه: ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا. لابد من اليقين والإيمان: ولكن ها هنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الأذكار والآيات والأدعية التي ستشفى بها ويرقى بها، هي في نفها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي فيه، يمنع أن ينجع فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول. فكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعاويذ بقبول تام، وكان للرقي نفس فعالة وهمه مؤثرة أثر في إزالة الداء (2). الأدواء لا تقاوم كلام الله: وقال رحمه الله أيضا: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروط لم يقاومه الداء أبدا. وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!؛ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان، إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه سببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه (3). وأما الأدوية القلبية، فإنه يذكرها مفصلة، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها، قال: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ} [سورة العنكبوت: 51]، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه فلا كفاه الله (4). شأن فاتحة الكتاب: وقال رحمه الله أيضا: "ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام ربا لعالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه، الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، النور الهادي، والرحمة العامة، لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته، وما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن، ولا في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور مثلا المتضمنة لجميع معاني كتاب الله، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب -تعالى- ومجامعها، وهي: الله والرب، والرحمن وإثبات المعاد، وذكر توحيديين: توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية، وذكر الافتقار إلى الرب سبحانه في طلب الإ أنه وطلب الهداية، وتخصيصه سبحانه بذلك وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعه وأفرضه وما العباد أحوج شيء إليه وهو الهداية غلى صراط المستقيم، المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته، بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، والاستقامة عليه إلى الممات. وتتضمن ذكر أوصاف الخلائق وأقسامهم إلى منعم عليه بمعرفة الحق والعمل به ومحبته وإيثاره، ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له، وضال بعدم معرفته له، وهؤلاء أقسام الخليقة. مع تضمنها لإثبات القدر و الشرع والأسماء والصفات والمعاد والنبوات وتزكية النفوس وإصلاح القلوب، وذكر عدل الله وإحسانه، والرد على جميع أهل البدع والباطل. وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من الأدواء ويرقى بها من اللديغ. وبالجملة فما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله، وتفويض الأمر كله إليه، والاستعانة به والتوكل عليه، وسؤال مجامع النعم كلها، وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم، من أعظم الأدوية الشافية الكافية. وقد قيل: إن موضع الرقية منها: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة، والافتقار والطلب، والجمع بين أعلى الغايات وهي عبادة الرب وحده وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها. قراءة الفاتحة على ماء زمزم: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع (5). في اشتمال الفاتحة على الشفاءين: شفاء القلوب وشفاء الأبدان.. أولا: تضمنها لشفاء القلوب: قال رحمه الله: فأما اشتمالها على شفاء القلوب فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين؛ فساد العلم وفساد القصد. ويترتب عليهما داءان قاتلان: وهما الضلال والغضب فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها. فهداية الصراط المستقيم: تتضمن الشفاء عن مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية: أفرض دعاء على كل عبد، وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه. والتحقق بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} علما ومعرفة، وعملا وحالا: يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد، فإن هذا الدواء مركب من ستة أجزاء: 1- عبودية الله لا غيره. 2- بأمره وشرعه. 3- لا بالهوى. 4- ولا بآراء الرجال وأوضاعهم ورسومهم وأفكارهم. 5- بالاستعانة على عبوديته به. 6- لا بنفس العبد وقوته وحوله ولا بغيره. فهذه هي أجزاء {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فإذا ركبها الطبيب اللطيف العالم بالمرض، واستعملها المريض حصل بها الشفاء التام، وما نقص من الشفاء فهو لفوات جزء من أجزائها. مرض الرياء والكبر: ثم إن القلب يعرض له مرضان عظيمان، إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولابد وهما : الرياء والكبر. فدواء الرياء بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ودواء الكبر بـ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فإذا عوفي من مرض الرياء بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ومن مرض الكبرياء والعجب بـ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، ومن مرض الضلال والجهل بـ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} عوفي من أمراضه وأسقامه، ورفل في أثواب العافية، وتمت عليه النعمة، وكان من المنعم عليه {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهم أهل فساد القصد الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه {وَلَا الضَّالِّينَ} وهم أهل فساد العلم الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه. وحق لسورة تشتمل على هذين الشفاءين: أن يستشفى بها من كل مرض ولهذا لما اشتملت على هذا الشفاء -شفاء القلوب- الذي هو أعظم الشفاءين، كان حصول الشفاء الأدنى بها أولى كما سنبينه. ثانيا: تضمنها لشفاء الأبدان: فأما تضمنها لشفاء الأبدان، فنذكر منها ما جاءت به السنة، وما شهدته به قواعد الطب، وما دلت عليه التجربة. أولا: ما دلت عليه السنة على الانتفاع بالفاتحة: فأما ما دلت عليه السنة: ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري «أن ناسا من أصحاب النبي أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك...» [رواه البخاري]. فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه ، فأغنته عن الدواء، وربما بلغت في شفائه ما لم يبلغه الدواء هذا مع كون المحل غير قابل؛ إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين، أو أهل بخل ولؤم، فكيف إذا كان المحل قابلا؟! ثانيا: شهادة قواعد الطب على الانتفاع بالفاتحة: وأما شهادة قواعد الطب بذلك: فاعلم أن اللدغة تكون من ذوات الحمات والسموم، وهي ذوات الأنفس الخبيثة التي تتكيف بكيفية غضبية، تثير فيها سمية نارية يحصل بها اللدغ، وهي متفاوتة بحسب تفاوت خبث تلك النفوس وقوتها وكيفيتها، فإذا تكيفت أنفسها الخبيثة بتلك الكيفية الغضبية أحدث لها ذلك طبيعة سمية، تجد راحة ولذة في إلقائها إلى المحل القابل. كما يجد الشرير من الناس راحة ولذة في إيصال شره إلى من يوصله إليه. وكثير من الناس لا يهنأ له عيش في يوم لا يؤذي فيه أحد من بني جنسه، ويجد في نفسه تأذيا يحمل تلك السمية والشر الذي فيه حتى يفرغه في غيره، فيبرد عند ذلك أنينه وتسكن نفسه ويصيبه في ذلك نظير ما يصيب من اشتدت شهوته إلى الجماع، فيسوء خلقه، وتثقل نفسه حتى يقضي وطره، هذا قوة الشهوة، وذاك في قوة الغضب، والمقصود أن هذه النفوس الغضية إذا اتصلت بالمحل القابل أثرت فيه ، ومنها ما يؤثر في المحل لمجرد مقابلته له وإن لم يمسه، ومنها ما يطمس البصر ويسقط الحبل. كيفية إصابة العين: ومن هذا نظر العائن ، فإنه إذا وقع بصره على المعين، حدثت في نفسه كيفية سمية أثرت في المعين بحسب عدم استعداده، وكونه أعزل من السلاح، ويحسب قوة تلك النفس. وكثير من هذه النفوس يؤثر في المعين إذا وصف له فتتكيف نفسه وتقابله على بالبعد،ت فيتأثر به، ومنكر هذا ليس معدودا من بني آدم غلا بالصورة والشكل. كيفية تأثير الفاتحة في النفوس الخبيثة: فإذا قابلت النفس الزكية العلوية الشريفة التي فيها غضب وحمية للحق هذا النفوس الخبيث السمية، وتكيفت بحقائق الفاتحة وأسرارها ومعانيها، وما تضمنته من التوحيد والتوكل والثناء على الله وذكر أصول أسماءه الحسنى، وذكر اسمه الذي ما ذكر على شر إلا أزاله ومحقه ولا على خير إلا نماه وزاده، دفعت هذه النفس بما تكيفت به من ذلك أثر تلك النفس الخبيثة الشيطانية فحصل البرء. فإن مبنى الشفاء والبرء على دفع الضد بضده، وحفظ الشيء بمثله فالصحة تحفظ بالمثل، والمرض يدفع بالضد؛ أسبابٌ ربطها بمسبباتها الحكيم العليم خلقا وأمرا ولا يتم هذا إلا بقوة من النفس الفاعلة وقبول من الطبيعة المنفعلة، فلو لم تنفع نفس الملدوغ لقبول الرقية، ولم تقو نفس الراقي على التأثير لم يحصل البرء؛ فهناك أمور ثلاثة: 1- موافقة الدواء للداء. 2- وبذل الطبيب له. 3- وقبول طبيعة العليل. فمتى تخلف واحد منها لم يحصل الشفاء، وإذا اجتمعت حصل الشفاء ولابد بإذن الله تعالى. ومن عرف هذا كما ينبغي تبين له أسرار الرقي، وميز بين النافع منها وغيره ورقي الداء بما يناسبه من الرقي، وتبين له أن الرقية براقيها وقبول المحل، كما أن السيف بضاربة مع قبول المحل للقطع، وهذه إشارة مصلعة على ما وراءها لمن دق نظرة وحسن تأمله، والله أعلم. ثالثا: دلالة التجارب على الانتفاع بالفاتحة: وأما شهادة التجارب بذلك فهي أكثر من أن تذكر وذلك في كل زمان وقد جربت أن من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة، ولا سيما مدة المقام بمكة، فإنه كان بعرض لي آلام مزعجة، بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره. فأبادر إلى قراءة الفاتحة، وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مرارا عديدة، وكانت أخذ قدحا من ماء زمزم، فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء، والأمر أعظم من ذلك ولكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين، والله المستعان. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (1) ما به من قلبه : أي من داء. (2) الداء والدواء ص (6-. (3) وهذا رد على كثير من الأطباء لنفسيين المنتشرين اليوم، والذين يرون أن القرآن وحده لا يكفي وإنما لابد من الأدوية الأخرى. والصواب في ذلك أن القرآن كاف في شفاء جميع الأدواء بالشروط التي ذكرها الإمام ابن القيم -رحمه الله- ولا يمنع ذلك من استخدام الأدوية المباحة الأخرى والذهاب إلى الأطباء والعمل بنصائحهم. (4) زاد المعاد ( 4/352). (5) زاد المعاد (4/176،177). (6) زاد المعاد ( 1/ 76-80) بشيء من الاختصار. دار الوطن إعداد القسم العلمي بدار الوطن [/center]
-
[b] [center] [size=21]على كل مؤمن أن يقف مع نفسه وقفة إعتراف حتى يصل إلى حد اليقين بأن هذه النفس هى التى جنت عليه .. فإذا أعترفت بصدق وإخلاص من قلبك بذلك صَلحَت توبتك .. وهذه ثمانية وقفات من آيات القرآن الكريم علينا أن نقف معها حتى نتوب وتنصلح لنا الأمور: 1- مقت النفس في الله .. أن تمقت نفسك وتبغضها على ما فعلت من ذنوب ومعاصي، فإذا لم تمقت نفسك الأمارة بالسوء في الدنيا سيكون مقت الله أكبر لها يوم القيامة، يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَروا ينَادَونَ لَمَقت اللَّهِ أَكبَر مِن مَقتِكم أَنفسَكم إِذ تدعَونَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكفرونَ} [غافر: 10] إذا أبغضت نفسك الأمارة بالسوء في الله وقلت: كفاكِ يا نفس، كفاكِ معاصي وذنوب ومخالفات، وفي المقابل عظمّت ربك وكبّرت ربك وكان الله أعز وأجل وأكبر في قلبك من نفسك .. حققت معنى العبوديه وصلحت لك التوبه .. إن جاهدتها وخالفتها يصلح لك أن تتملكها فيطيب لك العيش. 2- عظم ربك .. قال سبحانه وتعالى {ذَلِكم بِأَنَّه إِذَا دعِيَ اللَّه وَحدَه كَفَرتم وَإِن يشرَك بِهِ تؤمِنوا فَالحكم لِلَّهِ العَلِيِّ الكَبِيرِ} [غافر: 12] إذا كان في قلبك إعلاء لأمر الدنيا والدنيا عند الله حقيرة لا تساوى شيئا ملعونه ملعون ما فيها، إذًا الموازين مختله .. إنما ينبغى أن يكون الله أعلى وأجل. لما وقف أبو سفيان يتباهى يوم أحد ويقول أعل هبل أعل هبل .. قال النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه ألا تجيبونه ؟، قالوا: يا رسول الله ما نقول ؟ قال: "قولوا الله أعلى وأجل" قال تعالى {هوَ الَّذِي يرِيكم آَيَاتِهِ وَينَزِّل لَكم مِنَ السَّمَاءِ رِزقًا وَمَا يَتَذَكَّر إِلَّا مَن ينِيب} [غافر: 13] ألا يكفي ذلك لأن يقيم عليك الحجج؟ .. ألم تسمع بموت صديق؟ ألم يمر بك حادث كانت فيه العبرة والتذكرة لك؟ ألم يمر عليك في حياتك ما تعتبر به؟ 3- الربوبية لله .. تعرف على صفة الربوبية لله .. الله الرب فهو الخالق وهو الرازق الرزاق سبحانه .. له الملك سبحانه .. فإن كنت تقول أن الذي دفعك إلى المعاصي هو بحثك عن الرزق، فهذا يخالف معنى الربوبية .. ألا تدري أنه الرزاق ذو القوة المتين؟ إن شاء رزقك من غير حساب، ورزقك رزقًا لا تكاد تستشعره .. إذًا لا تجعل هذا عائقا بينك وبين الله وتجعل حجتك: " الرزق .. شدة العيش .. الفقر .. غلاء الاسعار" .. يا عبد الله لك رب يرزقك ويبارك لك ويكفيك .. قال تعالى{ألَيسَ اللَّه بِكَافٍ عَبدَه..} [الزمر: 36] كن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد .. وإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته 4- الإنابة .. الله سبحانه وتعالى قال {..وَمَا يَتَذَكَّر إِلا مَن ينِيب} [غافر: 13] يجب تجديد التوبة و الرجوع إلى الله الفينة بعد الفينة، فمن منا لا يفتن؟ ولكن المنيب هو الذي يرجع سريعًا للطاعة ويستحضر قلبه دائمًا. إن كان ثمة طاعات كنت تصنعها ... ثم أنقطعت عنها فهذه الوقفه تقول "ارجع إلى طاعة ربك" .. فلو كنت تقيم الليل أو تصوم أو كذا أو كذا من العبادات ثم انقطعت .. ارجع إلى سابق عهدك مع ربك .. فمن سعادة العبد أن يطول عمره فى طاعة الله .. ويرزق فى آخر عمره الإنابه فيعود إلى الله سبحانه وتعالى 5- الإخلاص .. قال تعالى {فَادعوا اللَّهَ مخلِصِينَ لَه الدِّينَ وَلَو كَرِهَ الكَافِرونَ} [غافر: 14] إذا أقدمت على عمل فقف لحظة وذّكر نفسك لِما تعمله وجدد النوايا واجعلها كلها لمرضاة لله. 6- الولاء والبراء .. قال المولى عز وجل {لَا يَتَّخِذِ المؤمِنونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِن دونِ المؤمِنِينَ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إِلَّا أَن تَتَّقوا مِنهم تقَاةً وَيحَذِّركم اللَّه نَفسَه وَإِلَى اللَّهِ المَصِير} [آل عمران: 28] أوالي وأحب كل من يحبه الله، وأبغض وأكره كل من يكرهه الله .. فالله يكره أعدائه الذين يسبونه، الذين يعتقدون فيه عقيدة فاسده .. فأنا أبغضهم .. والله يبغض هذه المعاصي والمخالفات .. فأنا أبغضها ولو كره الكافرون. 7- القرآن .. قال تعالى{.. يلقِي الرّوحَ مِن أَمرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِن عِبَادِهِ لِينذِرَ يَومَ التَّلَاقِ} [غافر: 15] كي توفق للتوبة لابد أن يكون لك حظ من القرآن وأن تعتبر بآياته وتتذكر بها .. فكلما قرأت في المصحف ونظرت إليه تسكب في قلبك محبة الله، فالنبي يقول "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف" [حسنه الألباني في صحيح الجامع] 8- راقب ربك .. وفي هذه الوقفة لابد أن تتذكر يوم القيامة يوم تشهد عليك أعضائك بما فعلته ولن تستطيع أن تنكر .. فخفّ من هذا اليوم ولا تعصي الله في السر لأنه مطلعٌ عليك. يقول الرسول "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء ًمنثوراً أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" [صححه الألباني في صحيح الجامع] هذه ثماني وقفات حتى نعرف كيف نتوب إلى ربنا المعبود سبحانه .. ينبغي لمن أراد أن يرجع إلى الله ويتوب إليه أن يقف عليهم .. فلا تضيع الفرصة فالموت يأتي بغتة. المصادر: درس "وقفة إعتراف" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [b]ليس منا من لا يقع في الذنوب بين الفينة والأخرى، مما يُكدِر عليه صفو حياته بسبب إنقطاع الصلة بينه وبين ربِّه .. ولن يشعر بالراحة والسعادةالحقيقية،إلا بعد أن تُكفَر عنه تلك السيئات ويتواصل مع ربه من جديد .. والله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يحب أن يغفر لعباده .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"[رواه مسلم] [center]وها قد مَنَّ الله سبحانه وتعالى علينا بفرصة عظيمة لتكفير ما مضى من سيئات، ألا وهي يوم عــــــــــاشوراء .. [/center] عن أبي قتادة أن النبي قال "..وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"[رواه مسلم] [center]ولكي نفوز بتلك الجائزة العظيمة علينا أن نصوم يوم عاشوراء بطريقة صحيحة، وأن نحرص على القيام بأكبر عدد من الأعمال التي تُكفِر السيئات في ذلك اليوم ونستمر عليها سائر العـــام .. ومن أهم الأعمال المُكفِرات للسيئــــات .. [/center] أولاً: تحقيـــق الإيمان والعمل الصالح .. يقول الله جلَّ وعلا{..وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِوَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التغابن: 9] عليك أن تُبرهِن على إيمانك بــــــ .. 1) الصدقة ..تصدَّق وأنت موقن أن الله عزَّ وجلَّ سيُخلِف عليك خيرًا، قال رسول الله "..والصدقة برهان .."[رواه مسلم] .. وقال تعالى{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَاالْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[البقرة: 271].. 2) سجدة في جوف الليل المظلم ..تتواصل بها مع ربِّك وتسأله المغفرة ..{..وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ..}[آل عمران: 135] 3) توكَّل على الله وحده ..ولا يكن إتكالك على الناس أو قانون الأسباب، فالله عزَّ وجلَّ هو مُسبب الأسبـــاب .. قال رسول الله "..إذاسألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت علىأن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"[رواه الترمذي وصححه الألباني] [center]4) تخلَّص من محبة غيره في قلبك .. واجعل قلبك مُتعلقًا بالله وحده. ثــانيًا: الصيــــــام .. [/center] عن ابن عباس قال:ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان.[متفق عليه] واحتسب تلك النوايا في صيامك .. 1) الصيــام لا مثل له ..عن أبي أمامة قال : أتيت رسول الله ، فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، قال"عليك بالصوم فإنه لا مثل له"[رواه النسائي وصححه الألباني] 2) أن يحفظك الله من الشبهات .. قال رسول الله "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر"[رواه البزار وصححه الألباني] ..وحر الصدر:أي الوساوس والشُبهات التي يُلقيها إبليس في صدرك. 3) الحفظ من الفتن .. قال رسول الله "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"[متفق عليه] 4) شكرًا لله عزَّ وجلَّ ..عن ابن عباس: أن رسول الله قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله "ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟"، فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه،فصامه موسى شكراً فنحن نصومه .. فقال رسول الله "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله وأمر بصيامه.[متفق عليه] ثالثًا: مخالفة المشركين (الولاء والبراء) .. فتتعبد الله عزَّ وجلَّ بموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه، وذلك بمخالفة المشركين ظاهرًا والتميز عليهم في سائر المجالات .. [center]فكن ذاك الطبيب والمهندس المسلم المتميز، الذي ينصر دينه .. أصلِح من نفسك وقُم بدعوة من حولك، ولا تخُض مع الخائضين .. واعلم أنك لن تستقيم على الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ، إلا إذا قُمت بخدمة دينه ولم يكن جُل همِّك هو نفسك ! [/center] رابعًا: تجديــــد التوبــــــة .. يقول الله تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًاعَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ..} [التحريم: 8] [center]فالمرار كله في البُعد عنه، ولا يوجد نعيم أو لذة إلا في القُرب منه سبحـــانه .. [/center] تُب إلى ربِّك توبةً نصوحًا واجعلها صادقة من قلبك ..عسى الله أن يجعله اليوم الذي يُغير مسار حياتك، فتزداد قربًا منه وتُكفَر كل سيئاتك الماضية .. عن أبي سعيد قال قال رسول الله "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها .."[صحيح البخاري] [center]ولنتعاهد من اليوم على اجتنــــــــاب الكبــــــــائـــــر .. [/center] يقول تعالى{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[النساء: 31].. ومن تلك الكبائر، التي لا يُلقي أكثر الناس لها بالاً:الغيبة، النميمة، الربـــــــا، عدم تأدية الزكـــــاة أو تأخيرها، القذف، أكل أموال الناس بالباطل، الظلم، تعاطي المُسكرات .. خــــامسًا: حفظ السمع والبصر والفؤاد بالتقوى .. يقول تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الأنفال: 29].. ويقول جلَّ وعلا{.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].. انشغل بطاعة ربَّك في ذلك اليوم، واحرص على مراقبة ما تسمعه أذنك وما يراه بصرك وفيما يشرد قلبك. ســادسًا: إصلاح الفرائــض والنوافـــــل .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[صحيح الجامع (3875)] فتعوِّد نفسك على الخشوع في الصلاة .. الذي يبدأ من إسبــاغك للوضوء .. وتحري الصف الأول، وأنت مُقبِل على ربِّك الجليل. وتقرَّب بالنوافل، لا سيما قيــــام الليـــل ..عن أبي أمامة قال: قال رسول الله "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم"[رواه الترمذي وحسنه الألباني] [/center] [/b][/b]
-
[center][b][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]أخي الفاضل أختي الفاضلة تذكروا الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: أخي الفاضل أختي الفاضلة: كلنا ذوو ذنب وكلنا ذوو خطيئة، وكلنا ذوو معصية، قال : " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" والإنسان بطبعه ضعيف الإرادة، وقد تغلبه نفسه، ويضعف أمام الشهوات والمغريات، ويميل إلى المعصية فتذكر قبل ارتكاب المعصية أن الله يراك ومطلع عليك؛ فهو العليم الخبير، وهو السميع البصير قال ـ تعالى ـ: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[البقرة:77]، ويسمع كلامك، ويرى مكانك، ويعلم سرك ونجواك،فهو ـ سبحانه ـ معك بعلمه وإطلاعه، فاحذر كل الحذر أن تجعل الله أهون الناظرين إليك. إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحـسبـن الله يغــفل ســـاعـة *** ولا أن مـا تخفي عليه يغيب واحــذر أيضاً أن تـكون ممن يراقبون العـباد، وينـسون رب العباد، يخشون الناس، وينسون رب الناس قال ـ تعالى ـ:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء:108] يستعظمون نظر المخلوق على هوانه، ويستخفون بنظر الخالق مع علو شأنه. فيا من تعصي الله ، أي أرض تقلك وأي سماء تظلك إلا أرض الله وسماؤه، وأي مكان يحميك من أن يراك الله ويطلع عليك وينظر إليك فـهو ـ تعالى ـ يراك، فـاجعل لـه في قـلبك وقاراً، وإذا حدثتك نفسك بالمعصية أيا كانت هذه المعصية فقل لها: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14] أخي الفاضل أختي الفاضلة: قبل أن تعصي الله تذكر من أنت. من أنت أيها المسكين حتى تعصي إله الأولين والآخرين ورب العالمين ؟ من أنت أيها الضعيف الذي لا تملك لنفسك نفعاً، ولا ضراً، ولا حولاً، ولا طولاً حتى تعصي القوي العـزيز الذي خـضع لـه كل شيء، وملأت كل شيء عظمته، وقهر كل شيء ملكه، وأحاطت بكل شيء قدرته، تذكر من أنت ومن هو العظيم الذي تعصيه، وأنت فقير محتاج إليه؟ وبقدر ما يعظم قدر الله في قلبك يعظم مكانك عنده قال ـ تعالى ـ: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج:30] أخي الفاضل أختي الفاضلة: قبل أن تعصي الله تذكر نعمه الكثيرة عليك {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ*الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الانفطار:7،6] خلقك الله من عدم، وشفاك من سقم، وأسبغ عليك وافر النعم، أطعمك من جوع وكساك من عري، وأرواك من ظمأ قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[ابراهيم:34] فكيف يا عبد الله تبدل نعمة الله كفراً؟! وفضله وجوده عليك جحوداً ونكراً ؟! كيف تقابل الإحسان بالنكران؟! والعطايا بالخطايا؟! كيف تعصي الله وأنت تتقلب في نعمه؟ وهل تعصيه إلا بنعمه؟ فبأي وجه تلقى الله وقد أعطاك ومنحك وأكرمك ووهبك هذه النعم ثم تأتي وتعصيه بها؟! أما تخاف من عقابه؟ وتجزع من عذابه وهو القادر على أن يسلبها منك كيفما شاء ومتى شاء، فكم من نعمة أسبغها الله صاحبها فبدلها كفراً وأعقبها نكراً فكانت نهاية صاحبها خسراً: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سـبأ:17]. أخي الفاضل أختي الفاضلة يا من تعصي الله تذكر أنك تعصي الله في ملكه، وفوق أرضه، وتحت سمائه، فهل ترضى أنت أن تعصي في بيتك وملكك وسلطانك؟! أما تخاف أن يطردك الله من رحمته ويحرمك من مغفرته بعد أن بارزته في ملكه بمخالفة أوامره وارتكاب محارمه؟ أما تخاف أن يكون الرب المنتقم قد غضب عليك عندما تطاولت على حدوده، وقدمت مرادك على مراده، وقال: اذهب فبعزتي وجلالي، لا أغفر لك أبداً. تأكل وتشرب، وتضحك، وتفرح، وتمرح، والله من فوق سمواته وعرشه غاضب منك ساخط عليك؛ فويل لمن كان له الويل وهو لا يشعر!! أخي الفاضل أختي الفاضلة: تذكر أن الله شديد العقاب، وأنه عزيز ذو انتقام، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وأنه يغار إذا انتهكت محارمه، وما أهلك الأمم السابقة إلا أنهم تعدوا حدود الله، وانتهكوا حرماته، وبارزوه بالمعاصي، وما من مصيبة تلم بالعبد ولا عقوبة تقع عليه إلا بسبب بعض ذنوبه ومعاصيه، ولو يؤاخذ الله العبد بكل سيئاته {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}[النحل:61] ولكنه ـ سبحانه ـ أهل التقوى وأهل المغفرة.. وما أكثر أولئك الذين اعتمدوا على رحمة الله ـ تعالى ـ وعفوه وكرمه وجوده فضيعوا أوامره، وارتكبوا نواهيه، ونسوا أنه أيضاً شديد العقاب، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب، فهو كالمعاند؛ لأن حسن الظن بالله ورجاء العفو والمغفرة تنفع من تاب، وندم، وأقلع عن الذنب، وبدل السيئة بالحسنة، أما من يرجو رحمة الله وهو لا يطيعه ولا يتمثل أمره فهذا من الخذلان والحمق. ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس وإن من أعظم الاغترار طلب دار المتقين المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، ويستحيل في حق الله العادل أن يساوي بين البر والفاجر وبين المحسن والمسيء قال ـ تعالى ـ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثـية:21] وقال ـ تعالى ـ {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[صّ: 28]. أخي الفاضل أختي الفاضلة: تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك فيه الجوارح والجلود! فأين يكون مهربك؟ وإلى أين يكون الملتجأ؟ والشهود منك والشهادة عليك، فتأمل يا مسكين!! تعصي الله بها ومن أجلها، وتذود عنها، ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك! وتذكر أيضاً المكان الذي عصيت الله فيه يأتي يوم القيامة شاهداً عليك، وتذكر أن الزمان شاهد عليك! وتذكر أن الله أرصد لك وبك ملائكة كراماً يرونك من حيث لا تراهم، ويعلمون ما تقول وما تفعل:{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:12] ويوم القيامة يشهدون عليك،فأين المهرب من كل هؤلاء الشهود؟! أخي الفاضل أختي الفاضلة: تذكر الإحصاء والكتابة عندما يذوب قلبك كمـداً وحـزناً، وينحـرق أسفـاً ولوعـةً عندمـا تـنشر صحفك المطوية بأعمالك المخزية، أنت نسيتها، ولكن الدين لا ينسى قال ـ تعالى ـ: {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوه} [المجادلة: 6]. لم ينسه الملكان حــــين نسيته *** بل ســــجـــــلاه وأنت لاه تلعب سترى هذه الأعمال حين تأتي ساعة الندم، حينما تذهب اللذات وتبقى الحسرات! حينما تذهب الشهوات وتبقى التبعات! فتذكر كتاباً يبسط وينشر بين يديك، وكل ما فيه لك أو عليك، وتذكر أن كل لفظ تقوله ولك فعل تفعله، ولك حركة تصدرها مسجلة عليك، وستراها يوم القيمة أمام ناضريك، فاعمل وقل ما يسرك أن تراه يوم أن تلقى الله يـــــــوم القيامـــــــــة. أخي الفاضل أختي الفاضلة: تذكر الاستدراج من الله وأنه ـ سبحانه ـ يمهل ولا يهمل،فاحذر أن تكون من أولئك الذين أمدهم الله بالصحة والنعم وهم مقيمون على المعاصي والزلل ويحسبون أن لهم كرامة ومنزلة عنده وهم سقطوا من عينه، وهانوا عليه، قال ـ تعالى ـ: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:56،55] فلا يغررك من الله طول حلمه عليك، وستره إياك، فربما كان إمهاله لك مكراً بك واستدراجاً لك حتى تزداد بالإمهال إثماً فيزداد عذابك،واحذر أن يكون الله قد مكر بك في إحسانه لك فتناسيت، وأمهلك في غيك فتماديت، وسقطت من عينه فما دريت، ولا باليت. تذكر الموت وسكرته ، والقبر وظلمته، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأهواله، تذكر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة الذي تكون دعوى الأنبياء ـ وهم الأنبياء ـ في ذلك اليوم ((نفسي نفسي،لا أسألك إلا نفسي، اللهم سلم سلم)) فأي حال يكون حالك أنت؟ وأي مقال يكون مقالك في تلك اللحظات الرهيبة التي تأتي فيها تحمل وزرك الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً، سراً وجهارا،ً إنه موقف الذل والخزي، فبأي وجه تلقى الله، وأنت قد خالفت أوامره، وانتهكت حدوده، فهل أعددت الحجة، وجهزت الجواب للسؤال. أخي الفاضل أختي الفاضلة: يا من تعصي الله، أن الله خلقك لغاية عظيمة ومهمة جسيمة، ولم يخلقك عبثاً، ولن يتركك سدى قال ـ تعالى ـ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115] وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] وقد منحك الله الوقت، وأمهلك؛ حتى تتزود فيها من الطاعات، فإذا بك ويا للأسف تنقلب على وجهك، وتنكص على عقبيك، فتبارزه بالذنوب والمعاصي، وكلما طالت أيامك زادت آثامك، وعظمت ذنوبك، والديان لا ينسى، فاحذر أخي من أن تستمر في غيك ولهوك وإعراضك إلى أن ينقضي زمن المهلة، ويأتي زمن النقلة، ولا تصحوا إلا على صائح الموت يحدو، وهناك في موضع الندم ومكان الحسرة والألم عندما يهجم عليك الموت فينكشف عنك الغطاء، وتقبل على الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة وتكسب العبرات ترجو الرجوع ولا رجوع قال ـ تعالى ـ: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] ، فيا قبح الحال ويا بئس المآل. أخي الفاضل أختي الفاضلة: تذكر أنك عندما عصيت الله كأنك قد انهزمت في المعركة، وخسرت الجولة مع أعدى أعاديك، ذلك العدو الذي لا يألو جهداً في أن يرديك في الهاوية قال ـ تعالى ـ: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [صّ:83،82] فهل تريد أن تكون من عباد الرحمن المخلصين، فتنعم ببرد الطاعة ورضا الرب، وتقاد إلى دار الجنان والسعادة والأمان ؟ أم ترغب في أن تكون من أتباع الشيطان، فتعيش في ظلمة المعصية، وتساق إلى دار العذاب والهوان والنيران؟ أخي الفاضل أختي الفاضلة: إن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وهو عقبه كؤود ومرتقى صعب لا يتجاوزه إلا كل مخف من الذنوب والسيئات، فهل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟! وهل تريد سعادة الدنيا والآخرة وأنت متنقل من معصية إلى معصية؟ تصل الذنوب إلى الذنوب وترجى *** درج الجنان بها وفوز العابد ونـســيــت أن الله أخــــــــرج آدم *** منها إلى الــدنيا بذنب واحـد أخي الفاضل أختي الفاضلة: قد آن لك أن تقلع وتتوب من كل الذنوب، وأن تلتزم بالطاعة التي يعزك الله بها والتي فيها سعادتك في الدنيا والآخرة: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}[الحديد: 16]... بلى والله قد آن.. قد آن.. قد آن. [/size] [/center] [/b]
-
[center] فضل يوم عاشوراء وصيامه ودعوة لمحاسبة النفس الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم، هو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: { أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل } وقد سمى النبي المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض. وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ( إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ). وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء. فضل يوم عاشوراء وصيامه وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم نذكر منها على سبيل المثال ما يلي: في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: ( ما رأيت رسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان ). وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله، وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه. كان صلي الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: ( قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا: ( هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه )، فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمر بصيامه ). وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت: ( أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }. فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ). وفي رواية: ( فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صمومهم ). فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلي الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: ( صام النبي صلي الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ). وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: { هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر }. وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب. من فضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }. أخي المسلم.. أختي المسلمة عزم النبي صلي الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ) فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب] قال: ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله ). قالى ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76] ( مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ). والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء. بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم اعلم أخي المسلم أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم: الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهل والعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم. كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديث موضوعة وضعيفة. وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها: تخصيص هذا اليوم بدعاء معين، وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع. كما وأن من الأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداً سنوياً. العام الجديد ومحاسبة النفس حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يمف مع نغسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة. وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع. والإنسان لا يخلو من حالين فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ). وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال: ( جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ). فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء. فالله الله أن تسودها بالذنوب والمعاصي. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجل والاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير. جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته والبعد عن معصيته وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. *13* منقول للفائده** [/center]
-
[center] [size=21][/size] [center][b][size=25]علاقة المحبة بالعبودية والتحذير من التركيز عليها دون غيرها من ألوان العبودية [/center] [b]تكامل العبودية العبودية الحقة لله عز وجل تعني في حقيقتها اتجاه الجزء الأكبر من مشاعر العبد نحوه سبحانه، حتى ينعكس ذلك على معاملته له بمقتضى الحال التي يعيشها والأحداث التي يمر بها، ليتمثل فيه قوله : «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»( رواه مسلم.). هذه هي العبودية الحقة من المؤمن لله عز وجل, أن يعبده سبحانه، وتتجه مشاعره نحوه حسب الحالة التي يمر بها، فتجده يتقلب بين الخوف والرجاء والرضا والفرح والانكسار. أما العبودية الناقصة فهي تتمثل في التركيز على جانب أو جوانب بعينها وترك أخرى، فهذا الأمر له أضرار كثيرة، ومنزلقات خطيرة. يقول ابن رجب:وقد عُلم أن العبادة إنما تنبني على ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والمحبة، وكل منها فرض لازم، والجمع بين الثلاثة حتم واجب، فلهذا كان السلف يذمون من تعبد بواحد منها وأهمل الآخرَين. فإن بدع الخوارج ومن أشبههم إنما حدثت من التشديد في الخوف والإعراض عن المحبة والرجاء. وبدع المرجئة نشأت من التعلق بالرجاء وحده، والإعراض عن الخوف. وبدع كثير من أهل الإباحة والحلول – ممن ينسب إلى التعبد – نشأت من إفراد المحبة والإعراض عن الخوف والرجاء(استنشاق نسيم الأنس لابن رجب/ 18- 21.). سياج المحبة معنى ذلك أن عبادة الله بالمحبة فقط لها مخاطرها ومنزلقاتها. يقول ابن تيمية:الحب المجرد تتبسط النفوس به حتى تتسع في أهوائها إذا لم يزعها وازع الخشية لله، حتى قالت اليهود والنصاري ]نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ[[المائدة: 18](التحفة العراقية في الأعمال القلبية لابن تيمية 59). لذلك كان مقياس المحبة الصادقة لله عز وجل هو ظهور علاماتها التي بينها الله في كتابه، وبينها رسوله في سنته والتي سيأتي بيانها بشيء من التفصيل في الصفحات القادمة. يقول ابن تيمية:فاتباع سنة الرسول واتباع شريعته هي موجب محبة الله، كما أن الجهاد في سبيله، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه هو حقيقتها، كما في الحديث «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»( حسن، حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (998).). وكثير ممن يدَّعي المحبة هو أبعد من غيره عن اتباع السنة، وعن الأمر بالمعروف، وعن النهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، ويدَّعي مع هذا أن ذلك أكمل لطريق المحبة من غيره، لزعمه أن طريق المحبة لله ليس فيه غيرة، ولا غضب لله، وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة، ولهذا في الحديث المأثور: «يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»( رواه مسلم (2566).). فقوله:أين المتحابون بجلال الله، تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله وتعظيمه والتحاب فيه، وبذلك يكونون حافظين لحدود الله، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم(النحفة العراقية /60.). ضرورة التوازن لا بد إذن من التوازن بين ألوان العبودية، وأن نقرأ الأحاديث والأخبار الواردة في كل باب من أبواب العبودية لله فنضعه في حجمه المناسب، وألا نجعل جانبًا يطغى على الآخر. قال : «لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم وما عملتم من عمل، ولو علمتم قدر غضبه ما نفعكم شيء»( أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/384.). فكما أنه ينبغي للمسلم أن يفتح لقلبه بابًا لحب الله والرجاء فيه، فعليه كذلك أن يفتح بابًا للخوف منه سبحانه وخشيته. لا بد من فتح هذين البابين لكي نحقق مراد الله في قوله تعالى: ]فَفِرُّوا إِلَى اللهِ[[الذاريات:50]. فمن رجا شيئًا طلبه، ومن خاف شيئًا هرب منه, فعلينا أن نطلب رضا الله ومحبته والقرب منه، ونفر من كل ما يغضبه فنحقق بذلك حقيقة الفرار إلى الله. أما إذا فتحنا باب الخوف فقط فسيكون الفرار من الله لا إليه، وفي المقابل فإن العكس يخدع النفس ويدفعها للغرور. قال أبو سليمان: من حَسُن ظنه بالله عز وجل ثم لا يخاف الله فهو مخدوع(حسن الظن بالله لابن أبى الدنيا /27.). وهذا أحد السلف وهو عبد الواحد بن زيد يسأل زياد النميري: ما منتهى الخوف؟ قال:إجلال الله عن مقام السيئات. فقال:ما منتهى الرجاء؟ قال:تأمل الله على كل الحالات(المصدر السابق/ 77.). رحلة المحبة كيف نفتح باب المحبة؟! يقول ابن عطاء في حكمه: إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك، وإذا أردت أن ينفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه. [/b] [/size] [/center] [/b]