اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

أمجد1

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    1525
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو أمجد1

  1. [center] [size=29]ما السر... في هذا؟![/size] [size=25][b]ما السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط؟ السر أن المؤمن يؤمن بأن هناك إلهًا رحيمًا قديرًا يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويمنح الجزيل، ويغفر الذنوب، ويقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، أرحم من الوالدة بولدها، وأبر بخلقه من أنفسهم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الحائر إذا وجد ضالته، والغائب إذا وفد، والظمآن إذا ورد. إله يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويزيد، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو، إليه يدعو المعرض عنه من قريب، ويتلقى المقبل عليه من بعيد، ويقول: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة». إله يداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمنا ومن بعد الضعف قوة، ويجعل من كل ضيق فرجًا، ومن كل هم مخرجًا.. ومع كل عسر يسرًا، فلذلك يأمل المؤمن فيه، هذا مبعث الأمل وهذا هو السر: الاعتصام بالإله البر الرءوف الرحيم العزيز الكريم الفعال لما يريد، يعيش المؤمن على أمل لا حد له، ورجاء لا تنفصم عراه، إنه دائمًا متفائل، ينظر إلى الحياة بوجه غير الذي ينظر إليها الكافر، لا ينظر إلى الحياة بوجه عبوس قمطرير، فهو إذا حارب فهو واثق بالله أنه سينصره؛ لأنه مع الله والله معه (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات:172-173]. إذا مرض لم ينقطع أمله أبدًا من العافية: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء:78-80]. إذا اقترف ذنبا أو جرما فإنه لا ييأس من المغفرة، ومهما كان الذنب عظيما فإن عفو الله أعظم )قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( [الزمر:53]. والمؤمن إذا أعسر وضاقت ذات يده أمل في الله, ولا يزال إيمانه فيه عظيمًا لقوله تعالى: )فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا( [الشرح:5-6] ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر جحرًا لدخل اليسر عليه حتى يخرجه. والمؤمن إذا انتابته كارثة من كوارث الزمن ووقعت به المصيبة؛ فإن أمله في الله مازال موجودًا، كيف يكون موجودًا والولد قد مات؟ كيف يكون موجودًا والبيت قد احترق، والمال قد ذهب؟ نعم إنه موجود في رجاء الأجر على احتساب المصيبة بالصبر )الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة:156]. هذا هو السر في عدم يأس المؤمن؛ لأن أمله موصول بخالقه ومن كان كذلك فقد فاز وأفلح وطرد اليأس من قاموس حياته![/size] [/center] [/b]
  2. [center] [size=25][size=29]احذر.. قيود اليأس [/size] [b]اليأس: معناه القُنوط، وقيل: اليأس نقيض الرجاء، يئس من الشيء ييأس وييئس واليأس: ضد الرجاء. واليأس من السِّلِّ؛ لأن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه. وفي التنزيل العزيز:)أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا(. قال أهل اللغة:معناه أفلم يعلم الذين آمنوا علما يئسوا معه أن يكون غير ما علموه؟ وقيل معناه:أفلم ييأس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء الذين وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون؟ قال أبو عبيد:كان ابن عباس يقرأ: أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا. اليأس:قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد لتغيير واقعه؛ بسبب سيطرة اليأس على نفسه، وتشاؤمه من كل ما هو قادم، قد ساء ظنه بربه، وضعف توكله عليه، وانقطع رجاؤه عن تحقيق مراده، إنه عنصر نفسي سيء، لأنه يقعد بالهمم عن العمل، ويشتت القلب بالقلق والألم، ويقتل فيه روح الأمل. إن العبد المؤمن لا يتمكن اليأس من نفسه أبدًا، فكيف يتطرق اليأس إلى النفس وهي تطالع قوله تعالى:)وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ([يوسف:87]أم كيف يتمكن منها الإحباط وهي تعلم أن كل شيء في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى:)مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[الحديد:22، 23]. فإذا أيقن بهذا فكيف ييأس؟ إنه عندئذ يتلقى الأمور بإرادة قوية ورضا تام، وعزم صادق على الأخذ بأسباب النجاح. إن القرآن يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل:)لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)[الزمر:53]. قال بعض العلماء: لولا الأمل ما بنى بان بنيانًا، ولا غرس غارس غرسًا. [center][center]ولا تيأسن من صنع ربك إنه.... ضمين بأن الله سوف يديل فإن الليالي إذ يزول نعيمها.... تبشر أن النائبات تزول ألم تر أن الليل بعد ظلامه.... عليه لإسفار الصباح دليل [/center] [size=29]ما هو اليأس؟!..[/size] [size=29] [/size] اليأس: إحباط يصيب الروح والعقل معًا، فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال والأوضاع والأمور من حوله!.. قال الله تعالى:)وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ([هود:9]. واليأس نوعان: -يأس من رحمة الله؛ وهو محرم ومنهي عنه في ديننا. -ويأس من أمر ما في دنيانا التي نعيش فيها. ما حكم اليأس شرعًا؟ 1-اليأس منهي عنه في الإسلام، بأمر الله عز وجل:)..فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ([الحجر: 55]. 2-وصف الله عز وجل اليائس منه ومن رحمته سبحانه.. بأنه كافر ضال (.. إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون(َ [يوسف: 87]. (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ([الحجر:56]. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لئن أضع جمرة في فمي حتى تنطفئ، أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله تعالى: (ليت الأمر لم يكن كذلك)!.. لأن من يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله سبحانه وتعالى.. بينما يقول ربنا عز وجل في محكم التنزيل: (.. أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[الأعراف:54].. أي إن القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر.. روى (ابن حبان) الحديث القدسي الشريف:«أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء»..ويقول (الشوكاني):(فمن ظن بربه الخير عامله الله سبحانه على حسب ظنه به، وإن ظن بربه السوء عامله الله سبحانه على حسب ظنه به)!.. ما أسباب اليأس؟!.. 1-استعجال الإنسان للأمور. )وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً([الإسراء: 11].. لنعلم أن المتعجلين هم أقصر الناس نفسا.. وأسرعهم يأسًا؛ وذلك عندما لا تجري الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنون ويحبون ويشتهون!.. 2-وزن الأمور بموازين الأرض لا بميزان السماء: فقد قال رجل لأحد الحكماء:إن لي أعداء فقال له:) وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق:3].. قال الرجل:ولكنهم يكيدون لي، فقال له:).. وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ([فاطر: 43].. قال الرجل:ولكنهم كثيرون، فقال له:)..كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ([البقرة: 249]!.. وهكذا، فعندما نرد كل أمر يواجهنا في حياتنا إلى الله عز وجل وحده.. فإننا لن نيأس مطلقًا، بل ستبقى قلوبنا معلقة بالأمل بالله عز وجل.. خالقنا وحده لا شريك له، ومدبر الأمر كله!.. والمؤمن عليه أن يكون ممتلئًا بالأمل. على الرغم من أن الآخرين من حوله قد يكون في غاية اليأس والإحباط.. فهي قضية إيمانية أولاً وآخرا، فلنكن مؤمنين حق الإيمان؟!.. حتى لا نكون من القانطين اليائسين. [/size][/center] [/center] [/b]
  3. [b] [center] [size=21]تمر بنا جميعًا أيام يكتنفها الحزن والهم واليأس والإحباط، أيام نستشعر فيها هواننا وانهزامنا .. فبين مريضٍ مُتعَب، ومبتلى قد أنهكه الحزن والألم، وشعور عـــام بالإحبـــــاط والانهزام النفسي؛ بسبب تكالب الأعداء على الأمة وأحوال المسلمين المتدهورة في مشارق الأرض ومغاربها .. وفي خِضَم هذه المشاعر المُنهَكة والمشاكل المتتالية، ينبعث شعاع من نور الأمل من الحليم الكريم، فيصف لنا سبحانه دواء تأبى الأمراض و الأسقام إلا أن تضمحل تحت مفعوله .. فينقشع الظلام وتدب الحياة وتعلو الهمم؛ إنه بلسم وتريـــــــاق (حسن الرجـــاء بالله تعالى) .. يـــا عبد الله، إن الله قد اصطفاك لتكون من أمة الحبيب .. على الرغم من ذنوبك و معاصيك، جعلك من خير أمة أُخرِجَت للناس و مَنَّ عليك بدين الإسلام العظيم .. { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ .. } [ آل عمران: 110] .. وطالما تسعى لمرضاة ربِّك، سينصرك ولن يُضيَّعك أبدًا. فإيــــاك واليـــأس من رحمة الله عزَّ وجلَّ، فإنه من أكبر الكبائر .. قال رسول الله "الكبائر: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله" [رواه البزار وحسنه الألباني، صحيح الجامع (4603)] .. وقال تعالى {.. وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] فياأيها اليــــائس من كثرة معاصيك، ومن شدة الابتلاءات التي تعتريك .. داوي قلبك بتريــــــاق حسن الرجـــــاء بالله تعالى .. كان فتح الموصلي يقول: "كبُرَت عليَّ خطاياي وكَثُرَت حتى لقد آيستني من عظيم عفو الله عزَّ وجلَّ .. وأني آيس منك، وأنت الذي جُدت على السحرة بعد أن غدوا كفرة فجرة؟ .. وأني آيس منك، وأنت ولي كل نعمة؟ .. وأني آيس منك، وأنت المؤمل لكل فضل ومعروف؟ .. وأني آيس منك، وأنت المغيث عند الكرب؟" .. ولم يزل يقول: آيس منك، حتى سقط مغشياً عليه. [صفة الصفوة (2:355)] · وعن المزني، قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله! كيف أصبحت؟ .. فرفع رأسه، وقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله واردًا، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ يقول: وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي * جَعَلْتُ رَجَائِي دُوْنَ عَفْوِكَ سُلَّمَا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمَّا قَرَنْتُهُ * بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ * تَجُوْدُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا. [سير أعلام النبلاء (19:59)] وهكذا المؤمن كالطائر يطير بجناحين؛ جنــــــاح الخوف وجنـــــاح الرجــــاء .. ورأس الطائر؛ محبة الله عزَّ وجلَّ .. ولكن هنــــاك فرقٌ بين الرجــــــاء والتمنِّي .. فالذي لا يجتهد ويأخذ بالأسباب ويرجو رحمة الله، فهذا هو المُتمنِّي .. ومثله المغرور .. المُنهمك في المعاصي ولا يسعى للتوبة الصادقة، ومع ذلك يطمع في مغفرة الله ! يقول ابن حجر "والمقصود من الرجاء: أن من وقع منه تقصير، فليُحسِن ظنَّه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها، وأما من انهمك على المعصية راجيًا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع فهذا في غرور، وما أحسن قول أبي عثمان الجيزي: من علامة السعادة أن تُطيع ، وتخاف أن لا تُقْبَل. ومن علامة الشقاء أن تَعْصي ، وترجو أن تَنْجو ".[فتح الباري (18:290)] فكيف السبيل إلى تحقيق حسن الرجاء ؟ إن أسباب تحقيق الرجـاء كثيرة وعظيمة، و الأعظم منها أن نستشعرها بقلوبنا ونعمل بها .. 1) أحسن الظن بالله .. يقول الله جلَّ وعلا في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله" [رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني] حين تضيق بك الدنيا وتصل إلى أعلى مراتب العجز، حين تستشعر إنك لن تنجو إلا برحمة الرحيم الرحمن .. أحسِن ظنَّك بربِّك واعلم يقينًا أنه لن يخذلك، وسيتوب عليك ويعفو عنك .. { .. حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم} [التوبة: 118] 2) تحقق من سعة عفو ومغفرة الله عزَّ وجلَّ .. تيَّقن أن الله تعالى غفور غفار .. مهما كانت ذنوبك ومعاصيك، فهو القادر على مغفرة ذنوبك كلها طالما إنك لا تُشرك به شيئًا .. يقول تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول "قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي .. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي .. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة" [رواه الترمذي وحسنه الألباني] 3) تحقق من سعة رحمة الله عزَّ وجلَّ .. فرحمته تعالى وَسِعَت جميع خلقه، البرَّ منهم والفاجر .. يقول تعالى {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ..} [الأنعام: 12] .. قال الطبري "وقوله:"كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ .." ، يقول: قضى أنَّه بعباده رحيم، لا يعجل عليهم بالعقوبة، ويقبل منهم الإنابة والتوبة". 4) تعرَّف على الربِّ المؤمن .. فاسم الله المؤمن يدل على أنه سبحانه يؤمِّن عباده المؤمنين من العذاب، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } [ الحج: 38] 5) اعرف واستشعر كرم ربِّك جلَّ جلاله .. عدد نعم الله عليك التي لا تُعد ولا تحصى، واستشعر كرمه معك سبحانه، ومَنَّهُ عليك بعظيم النعم والخيرات. كل هذا يجعلك تُحقق الحب التام والذل التام والتعلق بالله عزَّ وجلَّ، فيتحقق رجاؤك في عفوه ورحمته. ولكل محبط يائس نقول: خذ بهذه الأسباب تجد لليــأس مخرجًا ومن الإحباط مفرًا ومهربًا،، ولتحقيق حسن الرجــــــاء علامات .. لتعرف إن كنت ترجو رحمة ربِّك بحق، أم إنك مغرور ومُتمنِّي .. العلامة الأولى: الصبر على البــلاء .. فإذا كنت ترجو الله حقًا وتتعلق برحمته الواسعة، فلن تشعر بعظم البلاء .. بل ستهون عليك الصعاب وتذوب أمام عزمك وثقتك بالله، جبال المعاصي وجدران الأزمات. العلامة الثانية: المبــــادرة إلى الطــاعـــات .. فأهل الرجاء هم أهل العمل، الذين يفعلون ما أمرهم الله ويجتنبون نواهيه رغبةً في رحمته وغفرانه .. كما وصفهم الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 218] ولكي تكون من أهل الرجاء عليك أن تتخذ القرار بالتغيير وتبدأ في زيادة رصيدك الإيماني، وهذا يكون عن طريق الالتزام بالأوراد التاليــــة كحد أدنى .. 1) إصلاح الفريضة .. بأن تحافظ على جميع الصلوات في أول الوقت في جماعة، لا سيما صلاة الفجر. 2) إصلاح النوافل .. فتلتزم كحد أدنى باثني عشرة ركعة نافلة، عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله "من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة، بني له بيت في الجنة .. أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر" [رواه الترمذي وصححه الألباني] وتزيد عليهم صلاة الضحى ركعتين أو أربع ركعات، وصلاة أربع ركعات قبل العصر؛ لكي تنال رحمة ربِّك .. عن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي قال "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا " [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني] .. بالإضافة إلى وردك من قيــــام الليــــل. 3) ورد القرآن .. لتجعل لك وردًا لا يقل عن قراءة جزء من القرآن يوميًا. واحرص على قراءة سورة تبارك كل ليلة .. فهي المُنجيَّة من عذاب القبر؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال "من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عزَّ وجلَّ بها من عذاب القبر" [رواه النسائي وحسنه الألباني] 4) ورد الأذكار .. عليك أن تُرطِب لسانك بذكر الله في كل وقت وتستبدل لغو الحديث بالذكر، فتجعل لك وردًا من الاستغفار والتسبيح والتحميد والصلاة على النبي .. إلى جانب الحفاظ على أذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة. 5) الصيـــام .. فلتواظب على صيام الاثنين والخميس، والثلاثة أيام البيض من كل شهر .. وتزيد على ذلك بحسب طاقتك وعزيمتك. 6) عمل بر .. لتجعل يومًا في الأسبوع لزيارة مريض، أو تشييع جنازة، أو التصدق على الفقراء والمساكين، أو زيارة الأيتام. التزامك وثباتك على هذه الأعمال، خير دليل على حسن رجاءك في الله تعالى .. نسأل الله أن يُصرِّف قلوبنا على طاعته، وأن يتغمدنا برحمته الواسعة وعفوه الكريم،، المصــادر: درس "حسن الرجـــــــاء" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center] [/b]
  4. [center] [size=16][/size] [size=16][size=29][b]ا[size=29]ستعن... بالله[/size] [size=29] [/size] [/size] [size=25]كان نفر من قريش يؤذون رسول الله وكان منهم أبو لهب، والحكم بن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وابن الأصداء الهذلي, وكانوا جيرانه لم يدخل الإسلام منهم فيما بعد إلا الحكم بن أبي العاص، فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي، حتى اتخذ رسول الله حجرا؛ ليستتر به منهم إذا صلى وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه، فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي كان يصلي عند البيت، وكان أبو جهل وأصحاب له جلوسًا, إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم وهو عقبة بن أبي معيط فجاء به فانتظر، حتى إذا سجد النبي وضعه على ظهره بين كتفيه, يقول عبد الله بن مسعود: وأنا أنظر، لا أغني شيئا عنه لو كانت لي منعة، فجعلوا يضحكون، ورسول الله ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: «اللهم عليك بقريش ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمي: اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط». فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صرعي في قليب بدر. فلا تيأس أيها المؤمن واعلم أن لك ربا رحيما يسمع نجواك وينصر ضعفك حين يحيط بك القوم.. فقط قل يا رب وارفع رأسك نحو السماء حين يشتد عليك البلاء واستعن بربك! [/size] [/size] [/center] [/b]
  5. [center] اذكركم ونفسى قراءة سورة الكهف قال رسول الله : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 582 ] .. وقال : ( من قرأ سورة الكهف ) [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة ، من مقامه إلى مكة ، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ، و من توضأ فقال : سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، كتب في رق ، ثم جعل في طابع ، فلم يكسر إلى يوم القيامة ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651 ] .. وقال عليه الصلاة والسلام : ( من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] .. [/center]
  6. [center] [size=21]إنها سبب عظيم لمحبة الله سبحانه وتعالى للعبد، ولو أحب الله عبدًا لإنتهت جميع مشاكله في الدنيا والآخرة، ولصارت حياته في منتهى السعادة ولحلَّت البركة عليه ولوقاه الله شر الفتن ونجاه منها .. إنها من أعظم مقامات الإيمان ومن أعظم القُربات إلى الرحمن .. إنهـــا التقـــــوى والتقوى من الوقــاية .. أي ما تحمي به نفسك من عذاب الله وسخطه .. وقال العلماء في التقوى إنها أن تدع ما لا بأس به خشية أن تقع فيما فيه بأس .. وأفضل تعريف للتقوى :: أن تعمل بطــاعة الله على نور من الله ترجو ثــواب الله، وأن تترك معصيـــة الله على نورٍ من الله تخــــاف عقــــاب الله. والتقوى هي أعظم ثمرة من ثمرات الصيـــام .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] .. فلابد أن تحرص على أن تخرج من رمضان كل عام وقد كُتِبت من المُتقين .. واكتب جميع آيات التقوى التي تمر عليك وتدبَّرها، لكي تستشعر الثمرة العظيمة التي قد أعدَّها الله تعالى للمُتقين. وقد ورد في فضــــــــــــــــــائل التقوى آيـــــــــــات كثيرة .. منها أنها .. 1) موجبة لمحبة الله عز وجلَّ للعبــد .. قال تعالى { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76] وسببًا للوصول إلى منزلة الولايـــة .. يقول الله عز وجلَّ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62,63] .. ويقول تعالى {..وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19] .. فأبشِّر بكل خير إن صرت من أولياء الله المُتقين، فهؤلاء {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 64] .. وحينها ستعيش حياتك بمنتهى السعادة، في راحة وطمأنينة وسكينة. 2) صفوة خلق الله في الأرض هم المتقون .. والمرء بطبيعته يحب التميز ونيل المنازل العالية، وقد قال تعالى {..إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] .. فالأزيد في التقوى هو الأعلى في المنزلة عند الله تعالى، وكلما زاد رصيدك في التقوى علَّت درجتك في الجنة واقتربت أكثر من رفقة النبي محمد في الفردوس الأعلى لأنه أكثر الناس تقوى، كما قال "أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله" [صحيح الجامع (1448)] 3) مصدر للرزق الحلال الطيب المُبــارك .. يقول الله جلَّ وعلا {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..}[الطلاق: 2,3] .. فإلى كل من يشكو من تأخُر الرزق عنه إلى الآن، عليك بتقوى الله عز وجلَّ حتى يرزقك من حيث لا تحتسب. 4) أعظم أسباب نزول البركات من السماوات .. والجميع يعاني من قلة البركة في كل شيء هذه الأيام، والله عز وجلَّ يقول {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ..} [الأعراف: 96] .. ولكن مُحقِّت البركة بقلة التقوى وانتشار المعصية. ولو استقام الإنسان واتقى الله عز وجلَّ لأغدق عليه من التعيم .. قال تعالى {وَأَلَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًاً} [الجن: 16] 5) أعظم أسبــاب مُضــاعفة الحسنــــات وتكفير السيئـــات .. يقول تعالى {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5] .. فليس المهم هو صورة العمل فقط، مهما كان عظيمًا .. وإنما عليك أن تجوِّد أعمالك بالتقوى، كي يُضاعف الله لك أجرك ويُكفِّر عنك ذنبك. 6) سببًا لأن يشملك الله عز وجلَّ بستره الجميـــل .. فكلنا أصحاب ذنوب ومعاصي، والتقوى هي خير ساتر وزينة لباطنك السيء .. يقول تعالى {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26] .. نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ويسترنا بستره الجميل. 7) من أعظم أسباب تيسير الأمور .. يقول الله عز وجلَّ {.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]. سببًا لأن يرزقك الله تعالى البصيرة والقدرة على التفريق بين الحق والباطل .. ففي زمن كثُرت فيه الأباطيل وصار المرء مُشتتًا ولا يملك القدرة على التفريق بين الحق والباطل .. عليك بالتقوى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29] .. كي يُريك الله الحق حقًا ويرزقك إتباعه. 9) السبيــــل إلى العلم النافع .. يقول تعالى {.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] .. فيمُنَّ الله عز وجلَّ عليك بنعمة الفهم فيصل إلى قلبك العلم النافع الذي تُرزق به الخشية من الله عز وجلَّ، كما في قوله تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..} [فاطر: 28] 10) سببًا لأن ينصرك الله عز وجل ويحفظك ويجعلك في معيته .. قال تعالى {.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] .. فإن كنت في معية الله عز وجلَّ، سينصرك ويؤيدك ويُسددك. 11) يحفظ الله تعالى عليك أولادك بالتقوى .. قال تعالى { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9] .. فإن كنت تخشى على أولادك وتقلق على مستقبلهم، فالسبيل إلى حفظهم هو التقوى لأن الله عز وجلَّ هو الذي يُربيهم ويحفظهم. 12) الأمان من كيد الأعداء .. يقول تعالى {.. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120] .. فبالتقوى يحفظك الله عز وجلَّ من تكالب الأعداء عليك، سواء كانوا من شياطين الإنس أو الجن أو نفسك التي بين جنبيك. 13) سبب للنجاة من عذاب الدنيـــا .. فعند حلول العذاب بالظالمين، يُنجي الله المُتقين .. قال تعالى { وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [فصلت: 18]... والنجـــاة من عذاب النار في الآخرة .. يقول الله عز وجلَّ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71,72] 14) العز والرفعة يوم القيـامة بالتقوى .. يقول تعالى {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة: 212] 15) الجنة مُفتحة الأبواب لأهل التقوى .. قال تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] .. وهؤلاء المُتقين لن يدخلوا الجنة سائرين، وإنما يدخلونها ركبانًا في وفدٍ مُكرمين .. كما قال تعالى { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] بعد كل هذا الفضل العظيم، ألا تريد أن تكون من المُتقين؟ ولكي تكون من عبـــاد الله المُتقيــن عليك بالآتي .. 1) اترك بعض المباحات خوفًا من الوقوع في المكروهات أو المحرمات .. قال رسول الله : "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به بأس" [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. وقال الإمام أحمد رحمه الله "التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى " .. فعليك أن تُجاهد نفسك في ترك بعض ما تهواه من المباحات، حتى تنال منزلة التقوى. 2) المراقبة وتحسُس الله بقلبك .. فقد أوصى النبي معاذ بن جبل رضي الله عنه بذلك، فقال " اتق الله حيثما كنت .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. فاجعل هذا شعارك وردده على لسانك لكي تستشعره بقلبك:: اتقِ الله حيثمـــا كــنت وكلما دعتك نفسك للمعصية تذكر أن الله تعالى بصير جليل ينظر إليك ويطلِّع إلى فعلك .. فتُعظِّم الله عز وجلَّ في قلبك، وتستحي من معصيته في السر والعلن. 3) كثرة الدعـــاء .. فعليك بلزوم دعاء النبي "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها" [رواه مسلم] .. ومن دعاءه أيضًا "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" [رواه مسلم] 4) العفو والصفح .. حتى تنال منزلة التقوى، فقد قال تعالى {.. وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ..} [البقرة: 237] 5) تحرِّي الصدق في الأقوال والأعمال .. قال تعالى { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33] .. فاصدق الله تعالى يصدقُك ويجعلك من المُتقين. 6) تعظيم شعائر الله .. يقول الله جلَّ وعلا { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] .. فتُبادِر بالصلاة في أول وقتها وتُعظِّم سائر شرع الله عزَّ وجلَّ. 7) رفقة الصـــالحيـــن .. فلا تُفارق الصالحين وابتعد عن أصدقاء السوء، لكي تنال منزلة التقوى .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] نسأل الله تعالى أن يُبلِّغنا منزلة التقوى وأن يجعلنا من المُتقين الأبرار،، المصادر: درس "التقوى" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center]
  7. [b] [center] [b][size=16][size=21]عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال [/size] [size=16][size=21]( ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , ويل لأقماع القول ,ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) [/size][size=21]رواه أحمد في مسنده 2/165, 219, والبخاري في الأدب المفرد رقم 380 , والبيهقي في شعب الإيمان (صحيح) انظر حديث رقم: 897 في صحيح الجامع ــ السيوطي / الألباني ‌, والسلسلة الصحيحة للألباني[/size][/size] ولا تبتأس وتياس من ترك الإصرارفقد حذر الله من حب الدنيا أكثر من الدين فقال [size=16][size=21]{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [/size] فحذر من رفع أى شيء من الدنيا فوق الدين فى المحبة فلا تحزن فمن ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه لذة وراحة وسعادة أشد من السعادة التى كنت ستنالها فى المعصية والإصرار على الذنب[/size][/size] [size=16] [size=21]يقول الإمام بن القيم رحمه الله [b]- الدنيا كامرأة بغيٍّ لا تثبت مع زوج، وإنما تخطب الأزواج؛ ليستحسنوا عليها؛ فلا ترضَ بالدياثة.[/b] [b]وقال [/b] [b]الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر؟ ![/b] [b]محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.[/b] وأخيرا * أسباب تحصيل لذة الأعمال الصالحة :- 1[size=21]-[/size] مراقبة الله عز وجل في السر والعلن 2- المجاهدة قال تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ... ) 3- تدبر القرآن الكريم والمعرفة بأسماء الله وصفاته . 4- مصاحبة الصالحين 5- العناية بالعبادات الفردية 6- الإخلاص في الأعمال 7- النية الصالحة انشرها للأجر....... [/size] [/size] [/center] [/b][/b]
  8. [center] [size=21][size=21] علاج ضيق الصدر ..كما وصفه الله سبحانه وتعالى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصف الله علاج ضيق الصدر لرسوله فى كتابه الكريم عندما قال له....... وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) سوره الحجر أى عندما يضيق صدرك يا محمد عليك بثلاثة أشياء العلاج الأول: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ...سبحان الله , والحمد لله , ولا اله إلا الله , والله اكبر. * قال رسول الله : ' من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر' * وفى الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي : 'كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .' * عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي أنه قال : (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر )) رواه الترمذي وحسنه الألباني.. يا كل مبتلى بضيق الصدر أكثِر من التسبيح والتحميد سترى إن شاء الله فرجه وترى سروراً والأمر ليس فقد بترديد اللسان ولكن بمعايشه الذكر حيث أن الذكر له مراتب.. مراتب الذكر: - ذكر اللسان . - ذكر القلب . - ذكر القلب واللسان . وأعلى مراتب هذا الذكر هو ذكر القلب واللسان. ولكن إذا ذكرت بلسانك فقط فأنت في مرتبة من مراتب الذكر أيضا فأشغِل لسانك بالحق حتى لا يشغلَك بالباطل..... العلاج الثانى: ا لصلاة ) أكثِر من السجود) فاقرب ما يكون العبد لربه وهو في هذا الذُل من لحظات السجود .. - كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ(19) سوره العلق. وكأن القرب من الله يكون بالسجود فاسجُد لتكون قريبا. - وعن ربيعة بن كعب قال : كنت أبيت مع النبي آتيه بوضوئه وحاجته , فقال : سلني , فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة , فقال : أو غير ذلك ؟ فقلت : هو ذاك , فقال : أعني على نفسك بكثرة السجود ..... رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود . العلاج الثالث: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ واستمِرَّ في عبادة ربك مدة حياتك حتى يأتيك اليقين, وهو الموت وامتثَل رسول الله أمر ربه, فلم يزل دائبًا في عبادة الله, حتى أتاه اليقين من ربه.. للفائدة[/size] [/size] [/center]
  9. [center] [size=21]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته إخوتى فى الله هل تساءلتم يوماً عن سبب غفلة بعض الناس عن عبادة الله؟ وهل حاولتم سبر أسباب جرائمهم على المعاصي وإصرارهم على المخالفات؟ إنك لو تأملت وتمعنت لوجدت في المسألة سراً عجيباً من وفق إلى فقهه والعمل به فقد وفق إلى الخير العظيم.. إنه الإيمان. إنها العقيدة.. التي ترددها الألسن وتغفل عنها القلوب والأعين.. إنه الإيمان الذي إذا ضعف في القلوب، أشربت الغفلة والنسيان، والجرأة والعصيان. إنه الإيمان الذي إذا عمر القلوب، نورها وقواها وبصرها حتى لكأنما الغيب عنها شهادة. إنه الإيمان بالله، وذلك الكنز الذي ما امتلكه مسلم إلا أغناه، ورفع قدره، وأعلاه، وبصره مصالحه، وأسماه، وعافاه من الأدواء وأشفاه. فلولا الجهل الذي غمر العقول فبلدها، وغطى القلوب فأعماها، لأبصر من شواهد الحق، والسكينة كل السكينة، حتى لخاله الناظر إليه.. حلماً ساكناً من شدة استكانته التي ولدتها معرفته التامة بالله. وتعال أخي.. نؤمن بربنا ساعة.. نجوب شعبة من صفاته.. ونرى مالها من عظيم الأثر على المتدبر لها. لا شيء يخفى منك على الله أخي.. لو أن أحدنا عرف الله كما يحب.. وألزم نفسه العمل بما عرف.. لما أخطأه خير أبداً.. ولغمره الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة. فلله من الصفات والأسماء ما لو تدبرها المؤمن تدبراً جاداً مسؤولاً.. لذهل ذهولاً.. وللجم لسانه وحركته وقتاً طويلاً.. مستسلماً في نفسه وأعماق حسه لعظمة الخالق.. وعظمة شأنه.. {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180] تذكر أن الله يراك تأمل أخي في قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40] فلا تحسبه غافلاً عن عصيانك.. أو عاجزاً عن عقابك.. كلا فأنت تحت رقابته تحيا.. {وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً} [الإسراء: 17] أخي:أين تمضي وقد أحيط بك؟! {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] فانظر كيف استنكر الله جل وعلا من العاصي جهله برؤية الله له.. وهو سبحانه أعظم وأظهر من أن يخفى على أحد. فيا من أدمنت على الغفلة أقلع.. فالغطاء مكشوف.. ويامن أسرفت على نفسك أحجم.. فإن الله يراك.. فلا تتجرأ على الله.. وأنت مؤمن برقابته لك.. ورؤيته لك حين تعصيه.. ولا تغتر بإمهال الله لك على المعصية.. فقد يملي لك ثم يأخذك على غرة.. {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً} [فاطر: 45] فانظر كيف جمع الله جل وعلا في هذه الآية بين تأخيره لعباده العصاة إلى يوم الحساب، وبين بصره لهم حين عصيانهم، فاحذر أن تغرك السلامة!! تذكر أن الله يسمعك فهو سبحانه السميع البصير.. {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7] يسمع الكلام والهمس.. ويعلم ماتوسوس به النفس.. وما يدور في العقل والحس.. فبالله أين العقول عن هذا وقد غفلت؟ وأين القلوب عن هذا وقد جهلت؟ وأين الأفهام عن هذا وقد أغلقت؟ {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام: 3] سرك يا هذا مكشوف وهمك مسموع.. فأين تخفى عن الله وأين تغيب؟! ولله در الأوزاعي حين قال لأخ له: "أما بعد: فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله، والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به، والسلام". فتدبر أخي في هذه الوصية.. وكيف اختزلت معرفة الله واطلاعه في كلمتين: فقد أحيط بك من كل جانب! فانظر إلى ما تقول.. فإنه محصي عليك.. يسمعه ربك.. ويسجله الملكان.. وتشهد عليه وعلى كل فعل جوارحك.. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] لم ينسه الملكان حين نسيته *** بل سجلاه وأنت لاه تلعب أخي.. فإن أحببت أن تتأمل في حقيقة سمع الله لك.. فانظر إلى آية المجادلة.. حيث أتت صحابية تجادل رسول الله وتشتكي إليه في السر من ظلم زوجها.. فلم يكن يسمعها أحد..حتى عائشة رضي الله عنها التي كانت في الحجرة القريبة لم تسمع صوتها وشكواها بينما سمع الله ذلك فأنزل فيها وحياً يحمل في طياته إنذاراً لكل متكلم بأن الله يراه ويسمعه.. {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]. فكما سمع الله جل وعلا تلك المرأة تشتكي وتجادل.. فهو كذلك يسمعك حين تتكلم وتهمس.. وحين تنطق وتلفظ.. فانظر ماذا تقول! فإن عامة العذاب في اللسان والفرج.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق». وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: «الفم والفرج». تذكر أن الله رقيب عليك بعمله سبحانه.. وبصره وسمعه.. يراقبك ويطلع على أحوالك فلا تخفى عليه منك خافية.. {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19] {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 217-219] {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبــن الله يغفــل ساعـة *** ولا أن ما تخفي عليه يغيب فيا لطهر نفس أعملت هذه الحقائق العظائم.. فخافت ربها في أعماق الخلوات.. وألزمت حسها في رقابته في حماة.. قد أسكنها عظمته.. وأخشعها قدرته.. فهي في جوف صاحبها كالحلس البالي تعتصر حرة على تذكر عصيان الماضي.. وترجو رحمة من الله على العيوب القواضي.. تذكر خيره وفضله فتستبشر وتأمل وتتذكر عذابه فتخافه وتوجل.. فدموعها حيناً تنساب حلاوة من لوعة الاستبشار.. وحيناً تذرف مرارة من مخافة النار.. أسأت ولم أحسن وجئتك تائباً *** وأنى لعبد من مواليه مهرب يؤمل غفراناً فـــإن خــاب ظنــه *** فما أحد منه على الأرض أحبب {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6] فلا تظنن أخي أن الله غافل عنك {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42] فمن جهل اطلاع الله عليه.. وغره إمهاله.. فلا يعني أن الله لا يراه وأنه لا يعلم أعماله ومثواه! وتأمل أخي في حال من غفلوا عن الله.. وظنوا أنه كان غافلاً عن أعمالهم.. فلم يقيموا وزناً لعلمه بهم.. ولم يردعهم رقابته لهم تأمل كيف يكون حالهم يوم القيامة.. وقد بهتوا حين علموا أن الله كان بهم عليماً بصيراً سميعاً وكان عليهم رقيباً، بل وحتى جلدهم الذي هو منهم قد شهد عليهم بما كانوا يصنعون.. {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 21-23] فكن أخي مستحضراً لعلم الله بك.. موقناً بأن سمعك.. وبصرك وجلدك ويدك.. كلها جنود تشهد عليك يوم الحساب إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر. فيالله.. ما أضعف الإنسان.. وما أجهله.. يظن نفسه وحيداً فريداً إذا خلا ويجهل أنه محاط بالرقابة من كل جانب.. فربه عليه رقيب.. وذاته عليه رقيبة.. وحتى الأرض التي تحمله عليه رقيبة.. {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] أي: تشهد بما جرى فوقها من خير أو شر! تأمل أخي.. في دعوة إبراهيم.. {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} [إبراهيم: 38] ففيها اعتراف جميل بعلم الله سبحانه بعلانية الأمور وخفاياها. يــا غاديــاً في غفلــة ورائحــاً *** إلى متى تستحسن القبائحا وكـــم إلى كـم لا تخاف موقفاً*** يستنطـــق الله بــه الجوارحا واعــجبــاً منــك وأنــت مبصـــرُ*** كيف تجنبت الطريق الواضحا وكيف ترضى أن تكون خاسراً *** يوم يفــوز من يكــون رابحـــاً فاستح من الله إذن فإنما مقتضى الإيمان باطلاعه عليك.. حياؤك منه.. قال رسول الله : «أفش السلام وابذل الطعام، واستح من الله استحياءك رجلاً من أهلك، وإن أسأت فأحسن ولتحسن خلقك ما استطعت». قيل لحاتم الأصم: علام بنيت أمرك في التوكل؟ قال: على خصال أربع: علمت أن رزفي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله فأنا مستح منه. وقال : «استحيوا من الله حق الحياء» قلنا: يا نبي الله إنا نستحي والحمدلله قال: «ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس ما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وأن تذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء». وعنه أيضاً قال: «أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي رجلاً صالحاً من قومك». قال أحد السلف: "استح من الله لقربه منك، وخف من الله لقدرته عليك". ولذلك أخي جاء في الحديث أيضاً: «الحياء من الإيمان». فأين تمضي..؟! أين ستمضي؟! وأين ستختفي؟! والله معك بعلمه وبصره وسمعه في كل مكان، أينما حللت وأينما ارتحلت! كيف سيتسرك غطاء؟! وكيف ستحجبك ظلماء؟! وربك الرقيب لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء! كيف تكتم سرك في حسك، وهو الذي يعلم وسوسة نفسك، ويسمع تمتمتة همسك؟! {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] فاستح أخي من الله.. وألزم نفسك تذكره.. بمالازمة ذكره.. وتسبيحه وتعظيمه بلسانك وقلبك فإن ذلك أعظم من يثبتك على استشعار رقابته وأنه أحاط بك علماً.. وأنه أقرب إليك من حبل الوريد.. قال الفضيل بن عياض: "رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة". وقال مالك بن دينار: "خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها". قيل: وما هو؟ قال: "معرفة الله تعالى" واعلم أخي أن من السلف من كان لا يقوى على رفع بصره إلى السماء من شدة ما يعلم من رقابة الله عليه.. وما عساه أن يصيبه من غفلة أو خطأ.. وهذا والله من عمق الإيمان في القلوب.. وصحة العقيدة في النفوس. فأين أنت من معرفة الله؟ وأين أنت من عمله بك؟ وهو سبحانه علام الغيوب.. جعلنا الله وإياكم ممن يقدرونه حق قدره.. ويخشونه فلا يعصون أمره.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [/size] [/center]
  10. [center] [size=21]العزائم في قلوب أربابها كالنار تشتعل، إنها لتستعمل البدن ولا تحس بالتعب. يغلبني شوقي فأطوي السرى للعزائم رجال ليسوا في ثيابكم، وطنوا النفوس على الموت فحصلت الحياة. لَو رَأَيتَ ذا العَزمِ قَد بَرَزَ في بُرازِ الجَدِيَمُدُ عِناناً لَم تُخنِةَ الشَكائِمُ فلما عاين هولا يلين له قلب الجبان ، حن إلى عوده المعجوم من الإصابة، فهو في صف الجهاد أثبت قلبا من القطب في الفلك ، إن جن الليل لم تتصافح أجفانه، لا تنتظر لقيامه وقت السحر، وكيف وغلة الصادي تأبى له. انتظارا لوراد، فما مضى إلا قَليلٌ فَإِذا بِهِ عَلى قِمَةِ المَجدِ المُؤَثًلِ جالِسُ من لم يقم في طلاب المجد ... لم ينم في ظلال الشرف تَقولُ سُلَيمى لَو أَقَمتَ بِأَرضِنا ... وَلَم تَدر أَني لِلمُقامِ أَطوفُ كل الصحابة هاجروا سرا، و " عمر " خرج ظاهرا وقال للمشركين: ها أنا اخرج إلى الهجرة، فمن أراد لقائي فليلقني في بطن هذا الوادي. فليت رجالا فيك قد نذروا دمي مذ عزم " "عمر" على طلاق الهوى أحد أهله عن زينة الدنيا، فكان بيته - وهو أمير المؤمنين - كبيت فقير من المسلمين. تَجَمَعت في فُؤادِهِ هَمَمُ ... مِثلُ فُؤادِ الزَمانِ إِحداها كان رضي الله عنه يقول: لئن عشت لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي. وَهِمَّةٌ بَعَثتُها هِمِةُ زُحَلُ ... مِن تَحتِها بِمَكانِ التُّربِ مِن زُحَلِ لما ولي " "عمر بن عبد العزيز " سمع البكاء في داره، فقيل: ما لهم؟ قيل: إنه خير النساء والجواري قال: من شاءت فلتقم ، ومن شاءت فلتذهب، فإنه قد جاء أمر شغلني عنكن. أَقسَمُ بِالعِفَةِ لأتيِّمَهُ ... ظَبيٌ رَنا أَو غُصنُ تَأَوَّدا وَكُلَما قيلَ لَه تَهِنَّ قَد ... حَزَتِ المِنى فَقَد جَزَت المَدى واعجبا! أين العزائم؟ إن العجز لشريك الحرمان، وإيثار الراحة يورث التعب. وَالهُونَ في ظلِ الهُوينا كامِنٌ ... وَجَلالَةُ الأَخطارِ في الأخطارِ اغسل وجه الجد من غبار الكسل، وأنفق كيس الصبقر في طريق الفضائل، إن كانت لك عزيمة فليس في لغة أولي العزم ربما وعسى. لَيسَ عَزماً ما مَرِض القَلبُ فيه ... لَيس هَماً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ الكتاب : اللطائف المؤلف : ابن الجوزي [/size] [/center]
  11. [b] [center] [size=21][b] لما عرف الصالحون قدر الحياة أماتوا فيها الهوى فعاشوا، انتهبوا بأكُفِّ الجد ما قد نثرته أيدي البطالين ، ثم تخيلوا القيامة فاحتقروا الأعمال فماتت قلوبهم بالمخافة، فاشتاقت إليهم الجوامد، فالجذع يحن إلى الرسول، والجنة تشتاق إلى " علي " . كم شخص أشخصه الشوق إلى الحج، يكاد مودع المواثيق قبل تقبيله يقبله، فلما قضى الناسك المناسك، ثم رجع، بقي سهم الشوق إليه في قلب منى، خواطرهم تراقب حدود الشرع، وقلوبهم وقف على محبة الخالق. وَقَفَ الهَوى بي حَيثُ أَنتَ فَلَيس لي ... مُتَقَدّمٌ عَنهُ وَلا مُتَأَخّرُ أنفوا من مزاحمة الخلق في أسواق الهوى ، وقوي شوقُهم فلم يحتملوا حصر الدنيا ، فخرجوا إلى فضاء العز في صحراء التقوى، وضربوا مخيم المجد في ساحة الهدى، وتخيروا شواطىء أنهار الصدق، فشرعوا فيها مشارع البكاء، وانفردوا بقلقهم فساعدهم ريم الفلا، وترنمت بلابل بلبالهم في ظلام الدجى، فلو رأيت حزينهم يتقلب على جمر الغضا. فيا محصورا عنهم في حبس الجهل والمنى، إن خرجت من سجنك لترويح شجنك من غم البلاء، عرج بذلك الوادي. تلمح القوم الوجود ففهموا المقصود، فجمعوا الرحل قبل الرحيل، وشمروا في سواء السبيل، فالناس يخوضون في وحل الإكتساب، وهم في ظل القناعة، ومرض الهوى يستغيثون في مارستان البلاء، وهم في قصور السلامة، وكسالى البطالة على فراش التواني وهم في حلبات السباق ( يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبور ) يجرون خيل العزائم في ميادين المبادرة، ويضربون الدنيا بصولجان الأنفة، فما مضت إلا ايام حتى عبروا القنطرة، وقد سلموا من المكس. غناهم في قلوبهم "[color:b63f="rgb(0, 100, 0)"]سيماهُم في وُجوهِهِم " ما ضرهم ما عزهم، أعقبهم ما سرهم، هان عليهم طول الطريق لعلمهم بشرف المقصد، وحلت لهم مرارات البلاء لتعجيل السلامة، فيابشراهم يوم " هَذا يُومُكُم " شَقينا في الهَوى زَمناً فَلَما ... تَلاقينا كَأَنّا ما شَقَينا سَخِطنا عِندَما جَنَتِ اللَيالي ... فَما زالَت بِنا حَتى رَضينا سِعدنا بِالوِصالِ وَكَم سُقينا ... بِكاساتِ النَعيمِ وَكَم شُقينا فَمَن لَم يَحيَ بَعدَ المَوتِ يَوماً ... فَإِنّا بَعدَ مَيتَتِنا حَيِينا [/size] [/center] [/b][/b]
  12. [b] [center] [size=21]التَّوَكُّل هو .. أن تعتمد على الله عزَّ وجلَّ وتفوِّض أمرك إليه، في كل شيء يعود عليك بالخير أو يدفع عنك الشر .. بشرط الأخذ بالأسباب التي أمر الله بها .. ولا يكون العبد متوكلاً إلا إذا استشعر ذله وافتقاره وخضوعه لربِّه جلَّ جلاله، فالمُتكبِّر لا يمكن أن يكون متوَكِّلاً أبدًا،، والتَّوَكُّل أعم من الإستعانة .. فالتَّوَكُّل يكون في جميع أمور العبد الدنيوية والأخروية، أما الإستعانة فلا تكون إلا في العبادة. فكيف نتوَكَّل على الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ؟ ولكي تكون متوكلاً بحق، عليك باتخاذ الخطوات التاليـــة .. أولاً: معرفة ربِّك جلَّ وعلا .. فإن عرفته بحق، ستثق تمــــام الثقة أنه وحده القادر على نصرك وكفايتك، وأنه لن يُضيِّعك أبدًا طالما أنك تبتغي رضـــاه .. والمتوكِّل على ربِّه لا يحمل همَّ الرزق؛ لأنه يعلم أن له ربِّ رزَّاق كريم يُدبِّر له أمره .. عن الحسن، قال: " ابن آدم لا تحمل همَّ سنة على يوم، كفى يومك بما فيه فإن تكن السنة من عمرك، يأتك الله فيها برزقك، وإلا تكن من عمرك فأراك تطلب ما ليس لك " [شعب الإيمان (2:467)] اشغِل نفسك بما أنت فيه، ولا تقلق بشأن المستقبل .. ولكن توكَّل على ربِّك وهو وحده القادر على تدبير أمرك،، شكا رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله، فقال له إبراهيم: " يا أخي، انظر كل من في منزلك ليس رزقه على الله فحوِّلْهُ إلى منزلي" [شعب الإيمان (2:477)] قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك هذا من التَّوَكُّل؟، قال: على أربع خلال : " علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فلست اهتم له، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة ، فأنا أبادره، وعلمت أني بعين الله في كل حال، فأنا مستحيي منه " [شعب الإيمان (2:456)] فلا تطلب شيئًا بيد الله من غير الله .. أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن طلب الدنيا ؟! .. اطلب الدنيا ممن بيده الدنيا . واحذر من تلك الأمور التي تنافي التَّوَكُّل .. 1) التطير والتشاؤم .. عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله قال "الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا (أي: لا يوجد منا أحد لا تمر عليه لحظات من التشاؤم) .. ولكن الله يذهبه بالتَّوَكُّلِ" [رواه أبو داود وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3098)] 2) إتيان الكهنة والتعلُق بهم .. ومنها: قراءة الفنجان والحظ وغيرها .. وقد توَّعد النبي من يفعل ذلك، فقال " لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرًا" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (5226)] 3) تعليق التمائم .. تفاؤلاً أو تبركًا بها، وقد قال رسول الله "من علق شيئًا، وكِلَ إليه " [رواه أبو داود وحسنه الألباني] ثانيًا: إثبـــــات الأسبــــــاب والمُسببـــــات .. فهناك مفهوم خاطيء بأن من يتوَّكل على ربِّه، ليس عليه أن يكِد ويعمل لجلب الرزق ! .. وهذا يُسمى تواكل وليس توَكُّل .. عن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله اعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟، قال "اعقلها وتوَّكَل" [رواه الترمذي وحسنه الألباني] وقد أُمِرنا بالأخذ بالأسبــــاب في طلب الرزق .. عن النبي قال "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده .." [صحيح البخاري] .. وقال رسول الله "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا، فيعطيه أو يمنعه" [صحيح البخاري] ثالثًا: الاعتماد على الله وحده في كل الأمور، وعدم الاعتماد على أي شيءٍ سواه .. فلا تعتمد على ذكائك أو خبرتك أو إمكانياتك المادية والمعنوية، ولا تعتمد على أي شخصٍ مهما كـــان .. قال رسول الله ".. إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني] وعن أبو قدامة الرملي، قال : قرأ رجل هذه الآية : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 58]، فأقبل على سليمان الخواص، فقال : يا أبا قدامة، ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره. ثم قال : انظر كيف قال الله تبارك وتعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)، فأعلمك أنه لا يموت، وأن جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته، فقالوَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)، ثم أخبرك بأنه خبير بصير. ثم قال : والله يا أبا قدامة، لو عامل عبدٍ الله بحسن التَّوَكُّل، وصدق النية له بطاعته؛ لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم، فكيف يكون هذا محتاجًا، وموئله وملجؤه إلى الغني الحميد؟!" [التَّوَكُّل لابن أبي الدنيا، (1:37)] رابعًا: حسن الظن بالله عزَّ وجلَّ .. فإذا ابتلاك الله عزَّ وجلَّ ببلاء، تيَّقن أنه ما منعك إلا ليُعطيَّك .. فهو سبحــــانه جواد كريم رحيـــم، أرحم بك من والديك. أخيرًا: استسلام القلب له .. كاستسلام الميت بين يدي الغاسل، يُقلبه كيف يشـــاء .. فتستسلم لأمر ربِّك وتفوِّض له أمرك وتركن عليه وحده، وثق أنه لن يُضيَّعك .. فتتبرأ من حوِّلك وقوتك، وتستعن على ضعفك بقوته سبحـــانه .. عن أبي موسى رضي الله عنه: أن النبي قال له "قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة" [متفق عليه] فيـــــا عبــــاد الله، توَّكلوا على الله في جميع أموركم .. وإذا التبست الأمور واختلطت، عليكم بالاستشارة والاستخارة .. {.. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159] المصادر: درس "التَّوَكُّل" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center] [/b]
  13. لو مامتحنتهاش تقريبا هاتمتحنها ترم بيني في شهر 7 باين او 8 ومش لازم تدفع فلوس المادة كلها وااللي فاهم اكتر مني هايرد عليك...
  14. [center] [size=21][size=21]إن الواقع الصعب الذي نحياه قد أصابنا بالإحباط .. لذا فنحن بحاجة إلى جرعة أمل كي نتداوى بها، حتى لا يخذِّلنا الشيطان ولا تثبطنا أنفسنا وليكون عندنا روح التحدي لنسير في الطريق .. لِم أنت مقصِر في بعض أبواب الطاعات التي تتمنى أن تفعلها؟ .. لِما لا تستطيع أن تترك هذه المعصية حتى الآن؟ إن من أخطر أسباب وقوعك في المعاصي إحساسك أنه لا توجد فائدة .. ولكن الله سبحانه وتعالى أعطانا الأمل في النجاة .. ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه .. فيــــا من يأست من تغير أحوالك، خذ هذه الجرعة من الأمل حتى تبدد إحساس اليأس والإحباط بداخلك وابدأ بالتحرك .. لو كانت الحياة كلها كرب وضنك وعسر سيأتي الفرج واليسر بإذن الله {فَإِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا، إِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا} [الشرح:5,6] إيـــاك واليــأس، فإنه من أكبر الكبائر .. سئِلَ النبي عن أكبر الكبائر، فقال "الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله" [رواه البزار وحسنه الألباني] .. فأعظم من ارتكابك للذنب أن تيأس من رحمة الله وتظن أنه لن يغفر لك إن أنت تبت إليه،، 1) عليك بالإيمان بقضاء الله وقدره .. قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَلا فِي أَنفسِكم إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبلِ أَن نَّبرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيلا تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكم وَلا تَفرَحوا بِمَا آتَاكم} [الحديد: 23,22] .. فالله سبحانه وتعالى لم يظلمك وإنما أنت من آثرت طريق المعصية على الهداية .. ولو اعترفت بذنبك ولم تتحجج بالمبررات الواهية وبدأت تشعر بأخطاءك والمشاكل التي بداخلك، فسيخلصك الله عز وجل من ذنوبك .. قال الرسول "إن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه" [متفق عليه] .. فلابد أن تبدأ بخطوة في الطريق والله سيعينك واعلم أنه لن يخذلك أو يضيعك أبدًا. 2) احذر من ذرة التسخط التي تقف بينك وبين ربك .. هناك الكثير من الأمور التي تَخفَى الحكمة منها عنك .. لِما تعيش في هذا البيت؟ ولِما التحقت بهذه الكلية دون الأخرى؟ لِما حالك هكذا؟ .. اعلم أنك إن لم تستطع فهم الحكمة من هذه الأمور الآن، فإن الله لايريد بك إلا الخير وقدر الله لا يأتي إلا بخير. 3) اعلم أن سنن الله سبحانه وتعالى لا تتبدل ولا تتغير .. قال تعالى {..إِنَّ اللَّهَ لَا يغَيِّر مَا بِقَومٍ حَتَّى يغَيِّروا مَا بِأَنفسِهِم ..}[الرعد: 11] .. فالواقع المرّ الذي نحياه كأمة وكمجتمع والذي تحياه أنت في أسرتك، لن يتغير إلا إذا سعينا في تغيير أنفسنا تغيير حقيقي وليس تغيير شكلي فقط .. وكلاهما وجهان لعملة واحدة، فالتغيير الظاهري لابد أن يؤثر في الباطن والعكس صحيح .. لأن هذا إتباع وسنة واقتداء بهدي النبي محمد وهذا لابد أن يكون له تأثير في القلب .. إذا فعلت عمل صالح لابد أن يكون له ثمرة في قلبك. 4) احذر ثم احذر ثم احذر أن تفتّر عن الدعــــــاء .. {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضرٌّ دَعَوا رَبَّهم مّنِيبِينَ إِلَيهِ ثمَّ إِذَا أَذَاقَهم مِنه رَحمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنهم بِرَبِّهِم يشرِكونَ}[الروم:31] فى كل كرب .. فى كل محنة .. فى كل شدة ... ارفع يديك والهج بها: يــــــــا رب .. ستجد الله سبحانه وتعالى لك معين ونصير، قال "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين" [رواه الترمذي وصححه الألباني] 5) كن ذو همة عالية وطموح .. إن إحساسك المستمر بالعجز والفشل من تثبيط إبليس .. فأنت لا تدري، لعلك لم تهتدي لِما ستتميز به بعد .. من الممكن أن يمنّ الله سبحانه وتعالى عليك ويصطفيك لنصرة دينه .. ومن الممكن أن تتغير حياتك بموقف يسير أو كلمة لا تعطي لها بالاً فتصيب قلبك،، لِم لا يكون عندك طموح للفردوس الأعلى؟ .. تقدر بحول الله وقوته، وبالرغبة الصادقة الخالصة لوجه الله الكريم .. فتأتي يوم القيامة وقد تبدلت ذنوبك الثقيلة إلى حسنات، قال تعالى {إِلَّا مَن تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأولَئِكَ يبَدِّل اللَّه سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّه غَفورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70] 6) استعن على الإبتلائات والمحن بالصبر والآناة .. يقول الله جلّ وعلا {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا استَعِينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] .. ويقول النبى "واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا" [صححه الألباني في ظلال الجنة] اصبر واحتسب فالفجر الصادق آتٍ لا محالة ولكنكم تستعجلون،، 7) فكّر بطريقة ايجابية وليس بطريقة سلبية .. انظر في عواقب اليأس وأحوال اليائسين وخذ منها العبرة، فاليأس والاكتئاب يؤدي إلى الاضطرابات الصحية والنفسية والاجتماعية .. ولكننا نعلم أن لنا رب يكشف عنا الضر ولن يخذلنا أبدًا .. رغم أننا أهل الذنوب والتقصير ولا نستحق ولكنه سبحانه وتعالى هو أهل التقوى وأهل المغفرة. 8) اقتدي بمن صبر على المحن والمشاكل .. لترى كيف صبر أنبياء الله وعباده الصالحين عند الابتلاء، فانقلبت المحن وتحولت إلى منح من الله سبحاته وتعالى .. وانظر إلى صبر أيوب عليه السلام .. ثمانية عشر عامًا من المرض وفقد المال والأهل والولد .. {وَأَيّوبَ إِذ نَادَى رَبَّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضّرّ وَأَنتَ أَرحَم الرَّاحِمِينَ، فَاستَجَبنَا لَه فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضرٍّ وَآَتَينَاه أَهلَه وَمِثلَهم مَعَهم رَحمَةً مِن عِندِنَا وَذِكرَى لِلعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83,84] 9) عليك بالعلم عن الله .. فالذي يعرفه يستحيل أن ييأس، لأن العلم بالله ينشِّط القلب ويجعل المرء مقبل على الله سبحانه وتعالى. 10) عامل الأمور بروح التحدى والمنافسة .. فالدنيا لا تستحق أن تقلق من أجلها. 11) تفــائل .. كان يقول "لا طيرة وخيرها الفأل" قالوا: وما الفأل؟، قال "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" [متفق عليه] .. إيــاك أن تتشاءم .. فكثرة المحاولات الفاشلة تقسِّي القلب .. لذلك لا تشعِر نفسك بالفشل، بل قل: لم أوفق هذه المرة، وصحح أخطاءك واستدرك الفائت والله سبحانه وتعالى سييسر لك الأمور. 12) تطلع إلى أحاديث البشارة .. استمع إلى الأحاديث التي بشر فيها النبي المؤمنين بالنصر والتمكين، حتى تجدد بداخلك الأمل .. مثل قوله "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها" [رواه مسلم] 13) لا تجلس مع المثبطين والمحبطين .. حتى لا تتثبط من أصحاب العزيمة الباردة. 14) عليك أن تغَلِّب الايجابيات على السلبيات .. فدائمًا انظر على الخير والشر الذي بداخلك ولاتظل طوال الوقت تنظر إلى الشر فقط .. واسأل الله أن يعينك على نفسك حتى يصير الجانب المشرق بداخلك أكبر وأعظم. 15) تعرّف على عِظَم مغفرة الله ورحمته بخلقه .. فقد قال الله تعالى في حق من قنط من رحمته سبحانه وتعالى، ولمن أسرف على نفسه بالذنوب والأوزار .. {قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفوا عَلَى أَنفسِهِم لَا تَقنَطوا مِن رَّحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِر الذّنوبَ جَمِيعًا إِنَّه هوَ الغَفور الرَّحِيم}[الزمر:53] جرعة أمل تذوقها وتتداوى بها في هذا الزمن الحالك .. حتى تنشطنا وتجعلنا نبدأ نأخذ القرارات ونتغير ونسير في الطريق إلى الله .. حتى نداوي أنفسنا ونداوي مجتمعاتنا ونتداوى كأمة من أخطر داء يهددها: داء الإحباط واليأس،، المصادر: درس "جرعة أمل" لفضيلة الشيخ هاني حلمي.[/size] [/size] [/center]
  15. [b] [center] كان زين العابدين بن علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل . فيتصدق بها ... ويقول: ان صدقة السر تطفئ غضب الرب ... فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد..فقالوا: هذا ظهر حمّال.. وما علمناه اشتغل حمالاً..فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه ...من بيوت الارامل والايتام .. كان يأتيهم طعامهم بالليل..لايدرون من يحضره اليهم .. فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم .. [/center] [/b]
  16. [center] [size=21]99 فائدة نفيسة من 55 كتاب فريد فوائد لا تخطر على بالك, ضعها في جوالك 1. قال رسول الله : "أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينظرون أخرى". ( حم هـ ).صححه الألباني36 فى صحيح الجامع . 2. قال رسول الله : "أتاني جبريل فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس ".حسنه الألباني رقم : 73 في صحيح الجامع . 3. قال رسول الله : "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" .صححه الألباني رقم : 943 في صحيح الجامع . 4. قال رسول الله : "أعجز الناس من عجز عن الدعاء و أبخل الناس من بخل بالسلام ".صححه الألباني رقم : 1044 في صحيح الجامع . 5. قال رسول الله : "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك و نرويك من الماء البارد ؟ ".صححه الألباني رقم : 2022 في صحيح الجامع . 6. قال رسول الله : "إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد و يقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم ".حسنه الألباني رقم : 2164 في صحيح الجامع . 7. قال رسول الله : " لو كان القرآن في إهاب- أي فِي جِلْدٍ - ما أكلته النار" . حسنه الألباني رقم : 5282 في صحيح الجامع 8. قال الإمام أحمد عن هذا الحديث: هَذَا يُرْجَى لِمَنْ الْقُرْآنُ فِي قَلْبِهِ أَنْ لَا تَمَسَّهُ النَّارُ " فِي إهَابٍ يَعْنِي فِي قَلْبِ رَجُلٍ الآداب الشرعية لابن مفلح - (2 /181) 9. "قال رسول الله "التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة" .صححه الألباني رقم : 3009 في صحيح الجامع . 10. *قال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "خير الأعمال ماكان لله أطوعَ، ولصاحبه أنفع..." الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - (6 /334) 11. • قال بعض السلف: "قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر...؟" 12. • قال سماحة الشيخ/عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: " التعاون مع رجال الهيئة الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، ُيعتبر من الجهاد في سبيل الله في حق من صلحت نيته" [مجموع رسائل وفتاوى ابن باز 18/252]. 13. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو: سؤال الله العون على مرضاته". مدارج السالكين - (1 /78) 14. • قال سعيد بن جبير: لدغتني عقرب، فأقسمت علي أمي أن أسترقي، فأعطيت الراقي يدي التي لم تلدغ، وكرهت أن أحنثها. سير أعلام النبلاء (4 /333) 15. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب". مجموع الفتاوى (28 / 644) 16. قالوا: إن العلم كان فى صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب وصارت مفاتحه بأيدى الرجال. الموافقات - (1 /92) 17. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتلطف بالناس في التوبة بكل طريق". تفسير آيات أشكلت ( 2/595 ) 18. • قال بعض السلف: "ادَّخر راحتك لقبرك، وقِّلل من لهوك ونومك، فإنَّ من ورائك نومةً صبحها يوم القيامة". 19. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه". مجموع الفتاوى (22 /243). 20. • قال الحسن البصري -رحمه الله-: " استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة ". إحياء علوم الدين - (2 / 171) جامع الأحاديث - (4 / 357) 21. • قال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم". 22. • قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ". البداية والنهاية - (10 /330) 23. • قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق". 24. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان". مجموع الفتاوى (28 /31). 25. • سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: "متى الراحة؟ قال: عند أول قدم أضعها في الجنة". طبقات الحنابلة - (1 /291) 26. • قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية". جامع العلوم والحكم - (ص 13) 27. • قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "لا مُستراح للعبد إلا تحت شجرة طوبى". الفوائد لابن القيم (ص 68) 28. • جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر". ذم الهوى - (ص 69) 29. • قال ابن سعدي -رحمه الله-( ص876 ): في تفسير قوله تعالى:{وهو اللطيف الخبير} من معاني اللطيف: "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال". 30. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملُها لله؛ كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم" [مجموع الفتاوى 1/8]. 31. • قال بعض السلف: "القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل". 32. • قال بعض السلف: "الَّتقيُّ وقتُ الراحة له طاعة، ووقت الطاعة له راحة". 33. • كان الربيع بن خثيم -رحمه الله- إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.مصنف ابن أبي شيبة (8 /207). 34. • قال بعض السلف: "من كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، ومن أقبل عليه تلقاه من بعيد". طريق الهجرتين لابن القيم (ص 48) 35. • الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم". شعب الإيمان - (6 /504) 36. • قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح".قوت القلوب - (2 /178) 37. • قال بعض السلف: "إنَّ الدنيا إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك". 38. • قال ابن القيم -رحمه الله-: والحق منصور وممتحنٌ! فلا تعجب فهذي سنة الرحمن. متن القصيدة النونية - (2 / 14) 39. قال ابن عبد البر -رحمه الله-: كتب عمر إلى معاوية: أن ألزم الحقَّ، ينزلك الحقُّ في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلا بالحقّ، والسلام. 40. • قال ابن القيم -رحمه الله- مفتاح دار السعادة - (1 /70): الجهاد نوعان: - جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير. - والثاني: الجهاد بالحجَّة والبيان، وهو جهاد الخاصّة من أتباع الرُّسل، وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدّة مؤونته وكثرة أعدائه. 41. • قال ابن القيم -رحمه الله-: كلُّ مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرَّحمة إلى ضدّها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشَّريعة وإن أُدخلت فيها بالتأويل [إعلام الموقعين: 3/3]. 42. • نقل عن النوويُّ والخطيب الشّربينيُّ عن الجويني إمام الحرمين اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه. [روضة الطالين: 21/7]. 43. • قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إذا أصاب أحدُكم ودّاً من أخيه فليتمسَّك به، فقلما يصيب ذلك. قوت القلوب - (2 /178) 44. • قال العلاَّمة السعدي -رحمه الله-[1/30]: عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق. 45. • قال ابن عبّاس: صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متّكأً. عيون الأخبار (1 /339) 46. • قال ابن القيم -رحمه الله-: ومن ظن إدالة أهل الكفر على أهل الإسلام إدالة مستقرة فقد أساء الظنّ بالله. زاد المعاد - (3 /204) 47. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ليس في كتاب الله آية واحدة يُمدح فيها أحد بنسبه ولا يُذم أحد بنسبه. مجموع الفتاوى (35 /230) 48. • قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم. مختصر الفتاوي المصرية لابن تيمية - (1 /174) 49. • قال الحسن البصري -رحمه الله-: لرجل: تعشَّ العشاء مع أمك تقرُّ به عينُها أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً. بر الوالدين لابن الجوزي (ص 4) 50. • قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ما أنعم الله على عبد من نعمة فانتزعها منه فعاضه مما انتزع منه صبرا إلا كان الذي عاضه خيرا مما انتزع منه. مصنف ابن أبي شيبة (8 /241) 51. • قال بعض السلف: "كلَّ نعمة دون الجنة فانيةٌ, وكلَّ بلاء دون النار عافية". 52. • قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سموات فيقول للملك اصرفه عنه قال فيصرفه فيتظنى بحيرته سبقني فلان وما هو إلا الله.الرد على الجهمية للدارمي (ص 55) 53. • قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: في [المنهاج 3/378]: إذا صار لليهود دولةٌ في العراق يكون الرّافضة أعظم أعوان لهم. 54. • قَالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ -رضي الله عنه- : لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ. صحيح مسلم(7625) 55. • قال عمر الفاروق -رضي الله عنه-: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولاخير في قوم لا يحبون النُّصح. الاستقامة في مائة حديث نبوي - (ص 148) 56. • قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- في آخر حياته: "وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن" [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/402] 57. • قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن "ليس بين الرافضة والنصارى إلا نسبة الولد لله"، كما في الدرر السنية (1/386). 58. • قال ابن القيّم -رحمه الله- "كلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل ". مفتاح دار السعادة - (2 /15) 59. • قال إسحاق بن خلف: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم ليت شعري بما يختم لي؟ قال : عندها ييأس منه و يقول: متى يعجب هذا بعمله ؟".شعب الإيمان(1 /508) 60. • قال ابن القيّم - رحمه الله- "الله إذا أراد بعد خير سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة، فإنّ ما تقبل من الأعمال ورفع من القلب رؤيته ومن اللسان ذكره". طريق الهجرتين - (ص 270) 61. قال أبو زيد النحوي: لا يضيء الكتاب حتى يظلم. ( أي بالحواشي ) . الجامع لأخلاق الراوي - (1 / 277) 62. • قال ابن القيّم - رحمه الله-: " أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن من رافق الراحة فارق الراحة وحصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة فبقدر التعب تكون الراحة ". مدارج السالكين - (2 /166) 63. ما ألطف قول ابن الجوزي إذ سئل : أأسبح أو استغفر؟ فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور . فتح الباري - ابن حجر (1 /103) 64. • قال ابن القيّم -رحمه لله- " أكثر من يتعبد الله -عز وجل- بترك ما أوجب فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قدرته عليه، ويزعم أنه متقرب إلى الله بذلك مجتمع على ربه تارك ما لا يعنيه؛ فهذا من أمقت الخلق إلى الله".إغاثة اللهفان(2/180) 65. • "لن يستطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا إذا كنت منحنياً" 66. • قال سفيان الثوري -رحمه الله- "إذ أحببت الرجل في الله، ثم أحدث في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله" الحلية 7/34. 67. قال ابن القيّم - رحمه الله - "إذا انضافت الأقوال الباطلة إلى الظنون الكاذبة وأعانتها الأهواء الغالبة، فلا تسأل عن تبديل الدين بعد ذلك". إغاثة اللهفان (2 /146) 68. • قال الأستاذ علي الطنطاوي -رحمه الله- "إن الأمة الخاملة صف من الأصفار، لكن إن بعث الله لها واحداً مؤمناً صادق الإيمان داعياً إلى الله، صار صف الأصفار مع الواحد مائة مليون، والتاريخ مليء بالشواهد على ما أقول". 69. • قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- "قاعدة مفيدة في هذا الباب، وهي: "إن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعاً، فشركه شرك أصغر؛ لأنه ليس لنا أن نثبت أن هذا سبب إلا إذا كان الله قد جعله سبباً كونياً أو شرعياً، فالشرعي: كالقراءة والدعاء، والكوني: كالأدوية التي جرب نفعها".القول المفيد على كتاب التوحيد - (1 /431). 70. • قال العلامة الشوكاني - رحمه الله- "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية وأجل الفرائض الشرعية، ولهذا فإن تاركه شريك لفاعل المعصية ومستحق لغضب الله وانتقامه". ( فتح القدير-سورة المائدة الآية 78-79). 71. • قال الحسن -رحمه الله- "تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فأبشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق". نزهة الأسماع لابن رجب (ص 85) 72. • قال ربيعة الرأي-رحمه الله-: "العِلْم وسيلة إلى كل فضيلة". سير أعلام النبلاء (6 /90) 73. • "العاقل من تزيده نيران الأزمات لمعاناً". 74. • "التفكر عبادة لا تقبل النيابة". 75. • "الصاعقة لا تضرب إلا القمم غالباً ". 76. • قال ابن القيم -رحمه الله- "إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم،طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم". أعلام الموقعين 1/308. 77. • قال ابن القيم -رحمه الله-: قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا). والمعنى: "قد أفلح من كبَّرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها، وقد خسر من أخفاها وحقَّرها وصغَّرها بمعصية الله. فما صغَّر النفوس مثل معصية الله، وما كبَّرها وشرَّفها ورفَعَها مثل طاعته" . الجواب الكافي - (ص 52) 78. • قال سفيان الثوري - رحمه الله- "ليس للشيطان سلاح للإنسان مثل خوف الفقر، فإذا وقع في قلب الإنسان: منَعَ الحق وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء".المغني عن حمل الأسفار (4/32) 79. • قال الله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ). قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "رَفْعُ الدَّرَجَاتِ وَالْأَقْدَارِ عَلَى قَدْرِ مُعَامَلَةِ الْقُلُوبِ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ؛ فَكَمْ مِمَّنْ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ, وَآخَرُ لَا يَنَامُ اللَّيْلَ, وَآخَرُ لَا يُفْطِرُ, وَغَيْرُهُمْ أَقَلُّ عِبَادَةً مِنْهُمْ, وَأَرْفَعُ قَدْرًا فِي قُلُوبِ الْأُمَّةِ" مجموع الفتاوى (16/48) 80. • قال ابن عقيل - رحمه الله- "لولا أن القلوب تُوقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المُحبين".المنتظم - (9 /187) 81. • قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وبالجُملةِ مَنْ قال أو فعل ما هو كُفْر كَفَرَ بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافراً،إذا لا يقصد الكفر أحدٌ إلا ما شاء الله".( الصارم.ص177) 82. إذا لم تعلم أين تذهب , فكل الطرق تفي بالغرض. 83. لا تطعن في ذوق زوجتك , فقد اختارتك أولاً. 84. من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء. 85. لا تجادل الأحمق , فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما. 86. الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل. 87. لا تستحِ من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه. 88. قال ابن الجوزي: إذا جلست في ظلام الليل بين يدي سيدك فاستعمل أخلاق الأطفال؛ فإن الطفل إذا طلب من أبيه شيئا فلم يعطه بكى عليه. المدهش (1 /219) 89. قال حكيم: تصفح طلاب حِكَمِك كما تتصفح طلاب حُرَمِك. ربيع الأبرار - (ص 311) 90. عن موسى بن وردان أنه رأى عبد الله بن أبى حبيبة بعد موته فقال عرضت علي حسناتي وسيئاتي ، فرأيت في حسناتي حبات رمان التقطتهن فأكلتهن ! الروح [ ص 25 ] 91. قال مطرِّف: لقاء إخواني أحب إلي من لقاء أهلي، أهلي يقولون : يا أبي يا أبي ، وإخواني يدعون الله لي بدعوة أرجو فيها الخير. الزهد لأحمد بن حنبل (ص 413) 92. كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب، ويقول: ضيعوا ثلث العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى . سير أعلام النبلاء - (10 /57) 93. عَنِ النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عن الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ . رواه الترمذي (10 /113)وقال : حسن غريب ، وحسنه ابن حجر وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي . 94. من حملت إليه نميمة لزمه ستة أحوال: الأول أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق. الثاني أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله. الثالث أن يبغضه في الله عز وجل فإنه بغيض عند الله والبغض في الله واجب. الرابع أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى " اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم " الخامس أن لا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن تحقق ذلك قال الله سبحانه وتعالى " ولا تجسسوا " السادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته. الكبائر - (ص 60) 95. الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها؛ بل اجمعها وابنِ بها سلماً تصعد به نحو النجاح 96. العواصف الشديدة تحطم الأشجار الضخمة ..ولكنها لا تؤثر في العيدان الخضراء التي تنحني لها. 97. قد تنسى من شاركك الضحك ..لكن لا تنسى من شاركك البكاء . 98. المَتَكبرٍ كَالوٍاقَفَ علىَ جبَلٌ يَرَىٌ النَاسٌ صغَاراً ويَروٍنَهَ صغَيراً 99. الكذبة : كرة من الثلج تتضاعف كلما تدحرجت . [size=21]المصدر:[/size][/size] [/center]
  17. [center] سوء معاملة الخدم أمر تفشى في مجتمعاتنا والله المستعان اقرأ في هذه المطوية بعض مما يحدث لهم وتعرف على حقوقهم وواجباتهم http://www.wathakker.net/flyers/view.php?id=2457 انصر إخوانك الخدم بنشر هذه المطوية [/center]
  18. [b] [center] [b][size=25][size=29]بيوت راضيةٌ مطمئنةٌ[/size][/size] [size=25]نعمة الرضا من أجل النعم التي يعطيها الله لعباده المؤمنين المتقين , فالرِّضا يُوجِبُ له الطُّمأنينة ، وبرد القلبِ ، وسكونهُ وقراره وثباتهُ ، كما أن الرضا يفتحُ للإنسان باب السعادة والسلامةِ ، فيجعلُ قلبهُ سليماً ، نقيّاً من الغشِّ والحسد والغلِّ ، ولا ينجو منْ عذابِ اللهِ إلا منْ أتى الله بقلبٍ سليمٍ . و لقد لخص لنا رسولنا الكريم – – سعادة الدنيا في ثلاث جُمل فقال : "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْآمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَاحِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". (أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/112 ،رقم 300) ، والترمذي (4/574 ، رقم 2346). وابن ماجه (2/1387 ، رقم 4141) . عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ) . كما أن الرضا يُثمرُ الشكر الذي هو منْ أعلى مقاماتِ الإيمانِ ، بل هو حقيقةُ الإيمانِ. والأسرة المؤمنة تجعل من الرضا شعاراً لها ، فهي ترضى عن الله في السراء والضراء , وترضى بما قسم الله تعالى الله ، لان الرزق بيد الله وحده . قال عروة بن أذينة : [center]ولقد علمت وما الإسراف من خلقي * * * أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعـى إليـه فيعيينـي تطلّبـه * * * ولو قعدت أتاني ليـس يعيينـي [/center] قيل للحسن البصري:ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال:علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فأطمأن قلبي له. وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به . وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن أقابله على معصية. وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله. والأسرة المؤمنة كما أنها تشكر على النعماء فإنها تصبر على البلاء والضراء. ولقد تعرض النبي ومعه أهل بيته لكل صنوف الأذى من تعذيب وطرد وحصار ومحاولة قتل وموت عزيز، وطعن في العرض والشرف؛ لكنه تحمل مع أهل بيته كل ذلك بنفس راضية مؤمنة. ولقد اقتدى الصحابة الكرام والسف الصالح بالنبي وبأهل بيته في الرضا بكل ما قسم الله وقدر . ما رواه أبو سنان قال:دفنت ابني سناناً وأبو طلحة الخولاني جالس عند شفير القبر، فلما فرغت قال: قال رسول الله r: " إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد" (رواه والترمذي) . روت كتب السير أن "الرميصاء" امرأة أبي طلحة وكنيتها أم سليم والتي طلب أبو طلحة زواج الرميصاء فاشترطت عليه أن يكون صداقها إسلامه (وقد كان مشركاً) فأسلم وتزوجته ، ويروي لنا أنس حادثة وفاة غلام في بيت الرميصاء: قال: مات ابن أبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، قال فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟ قال: لا. قالت: فاحتسب بما كان ابنك ، فغضب أبو طلحة وانطلق حتى أتى رسول الله فأخبره،فقال رسول الله : «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» ، قال: فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرءون القرآن(مسلم في صحيحه ج 4/ ص 1910 حديث رقم: 2144) . وروى الحافظ أبو نعيم: لما توفي ذر بن عمر الهمداني، جاءه أبوه أو جاء أبوه، فوجده قد مات، فوجد أهل بيته يبكون، فقال: ما بكم؟ قالوا: مات ذر، فقال: الحمد لله، والله ما ظلمنا ولا قهرنا ولا ذهب لنا بحق، وما أريد غيرنا بما حصل لذر، ومالنا على الله من مأثم، ثم غسَّله وكفَّنه، وذهب ليصلي مع المصلين، ثم ذهب به إلي المقبرة، ولما وضعه في القبر قال: رحمك الله يا بني، قد كنت بي بارًا، وكنت لك راحمًا، ومالي إليك من وحشة ولا إلى أحد بعد الله فاقة، والله يا ذر ما ذهبت لنا بعز، وما أبقيت علينا من ذل، ولقد شغلني والله الحزن لك عن الحزن عليك، يا ذر –والله- لولا هول يوم المحشر لتمنيت أني صِرْت إلى ما إليه صرت. يا ليت شعري ماذا قيل لك وبماذا أجبت؟ ثم يرفع يديه أخري باكيًا، اللهم إنك قد وعدتني الثواب إن صبرت، اللهم ما وهبته لي من أجر فاجعله لذر صلة مني، وتجاوز عنه، فأنت أرحم به مني، اللهم إني قد وهبت لذر إساءته فهب له إساءته فأنت أجود مني وأكرم ثم انصرف ودموعه تقطر على لحيته. وليس الذي يجري من العين ماؤها *** ولكنها روح تسيل فتقطر انصرف وهو يقول: يا ذر قد انصرفنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك، وربنا قد استودعناك، والله يرحمنا وإياك(علي بن نايف الشحود : موسوعة البحوث والمقالات العلمية ص 6.). فهكذا البيت المؤمن يجب أن يكون إيمانه واقعاً عملياً ولن يظهر ذلك إلا عند وقوع الشدائد والمحن. فعن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت: يا أبتاه أوصي واجتهد لي، فقال: أجلسوني، قال: يا بني، إنك لن تطعم طعم الإيمان ولم تبلغ حقيقة العلم بالله ـ تبارك وتعالى ـ حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، قال: قلت يا أبتاه: فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك، يا بني إني سمعت رسول الله r يقول: "إن أول ما خلق الله ـ تبارك وتعالى ـ القلم، ثم قال: اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار.(رواه أحمد وأبو داود.). دع المقادير تجري في أعنتها * * * ولا تبيتن إلا خالي البــال ما بين غفوة عين وانتباهتها * * * يغير الله من حال إلى حـال [/size] [/center] [/b][/b]
  19. [center] [size=21]الجمع بين أعمال الدنيا وأعمال الآخرة السؤال: نرجو أن تشرح لنا كيف الجمع بين أعمال الدنيا وأعمال الآخرة، وهل هذا جائز؟ الجواب: لا يوجد عداوة عندنا بين الدنيا والآخرة نحن عندنا الدنيا مزرعة للآخرة وممر ومعبر إليها، وهذا واضح في قول الله تعالى فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الجمعة:10] فإذا صليت الفجر، فاذهب إلى عملك الدنيوي ما دام حلالاً وأخلص فيه، وانصح للأمة، واجتهد فيه فإذا أذَّن الظهر، صلِّ لربك تبارك وتعالى فهذا كله للدنيا وللآخرة معاً، حتى عملك في الدنيا انوِ به وجه الله كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لـسعد بن أبي وقاص {وإنك لا تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا كان لك بذلك أجر حتى اللقمة تجعلها في فيِّ امرأتك}(1) أي: في فم زوجتك لك بها أجر ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وفي بضع أحدكم صدقة} أي: أن يأتي الرجل أهله له فيه أجر {قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا: نعم. قال: فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر}(2) إذاً ديننا ليس فيه انفصال، ليست هناك عداوة. لكن بشرط ألاَّ يشتغل بها كما قال الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [المنافقون:9] أما أنك تحب المال، وتحب الزوجة، وتُنمي مالك وتلاعب أهلك، وتُقبل أبناءك وتداعبهم، وتنـزههم وتشتري لهم الهدايا وتكون علاقتك بهم علاقة الأب الرءوف الحنون المشفق هذا من الدين، ومن هدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليكن شعارنا في حياتنا كلنا هو قول الله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162] كل حياتك لله، حتى ما كان فيها من حظ النفس فاجعله ترويحاً لها لكي تستقيم على طاعة الله تبارك وتعالى. الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي ~~~ (1)الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4409 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [/size] [/center]
  20. [center] [size=29]دقائق الليل الغالية المقدمة[/size] [size=25]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد: فإن الليل مدرسة الزاهدين.. وخلوة العابدين.. وشرف الصالحين.. وسلوان المؤمنين.. يجددون فيه الإيمان.. ويحيون فيه الجنان.. ويقمعون به الشيطان..فساعاته مباركة.. ولحظاته طيبة.. ونسماته تتدفق بالرحمة والسكينة واللذة والطمأنينة. فهو دأب الصالحين.. ووقت تضرع المحتاجين.. واستغفار التائبين.. وقضاء حوائج الراغبين. [center]يحيون ليلهم بطاعة ربهم.... بتلاوة وتضرع وسؤال وعيونهم تجري بفيض دموعهم.... مثل انهمال الوابل الهطال في الليل رهبان وعند جهادهم.... لعدوهم من أشجع الأبطال [/center] فطوبى لمن أحياه بالقيام.. وآثره على المنام.. فحاز به شرف الدنيا وحسن الختام! فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»[رواه مسلم]. وعن جابر t قال: سئل رسول الله r: أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» [رواه مسلم]. فتعال – أخي – نطلع على فوائد القيام وفضائله.. ونتنسم من عبير السلف نسمات تحيي في النفوس همة التبتل والعبادة.. والطاعة والزهادة.. فضائل قيام الليل لحظات السحر.. لحظات خير وفضيلة.. ومغفرة ووسيلة.. وعبادة جليلة. ففيها تتنزل البركات.. وتتغشى العابدين الرحمات.. وتستجاب السؤالات.. ويتجاوز فيه الله سبحانه عن الزلات والخطيئات. بل وينزل سبحانه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلال وجهه وعظيم ذاته، إكرامًا للسائلين.. وإيقاظًا لهمم العارفين.. وتسلية لعباده المؤمنين. فعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» [رواه البخاري ومسلم]. فيا لها من لحظات ساكنة.. ويا له من جود عريض.. وكرم سخي.. وإحسان وفيّ! فأين من يستثمر تلك اللحظات في دعوة صادقة، وتوبة ناصحة ، يصلح الله له بها أمر دينه؛ فلا ينثلم، وأمر رزقه فلا ينعدم، وأمر مآله فلا يخيب أبدًا. فيا أيها الإنسان ما أجهلك.. وما أعجلك تؤثر نوم ساعة على نيل راحة خالدة..! ويا أيها الإنسان ما أظلمك... تعصي ويعرض عليك الغفران فتأبى! وسبحانك ربي ما أرحمك وأحلمك.. تبسط يدك بالليل ليتوب مسيء النهار وتبسط يدك بالنهار ليتوب مسيء الليل! [center]يا نائم الليل كم ترقد.... قم يا صديقي قد دنا الموعد وخذ من الليل وأوقاته.... وردًا إذا ما هجع الرقد من نام حتى ينقضي ليله.... متى يبلغ المنزل أو يسعد [/center] ومن أجلّ فوائد القيام: 1- خلوة السحر: فخلوة السحر سكينة النفوس.. وطمأنينة القلوب.. تنساب فيها دموع المخلصين على خدودهم تترى.. قبل دخولهم على الله بالصلاة.. ويحصل بها هدوء الطبع.. وسمت الخلُق.. وسكون الأعضاء منسجمة في سكونها مع سبات الليل الهاديء.. وصماته الهامد..! وإن المستيقظ من فراش المنام.. إلى رحاب القيام.. ليستيقظ يقظة ليس من نومه فقط وإنما من غفلة طالما حجبت قلبه عن الله.. وحرمته من لذة لقاه.. فهو بقومته الليلة يجلو ظلمات نهارية تخللته في يومه.. ولازمته في يقظته ونومه.. فاستيقظ يغسل قلبه.. ويذهب ذنبه.. ويستغفر ربه.. ليحيى حياة من جديد }وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{[هود: 114]. وهذه الخلوة هي – والله – مدرسة الإخلاص.. فيها ينشأ وينمو.. وفيها يكبر ويزهو.. وبها يحفظ ويربو.. لأنها عبادة غائبة عن أعين الناس.. وعن مديح الناس.. فلا يقدم عليها إلا مخلص يبتغي بها وجه الله والدار الآخرة. ولذا فإن لها حلاوة أيما حلاوة! ولذاذة أيما لذاذة! فالخالي في الأسحار.. بالتبتل والأذكار.. والدعوات والاستغفار.. لا يشعر بغربة في نفسه ولا بوحدة في حسه.. بل هو في أنس الله يرتعي.. وفي اجتماعه به ينعم.. وبقربه يتسلى.. وبحبه يتلذذ.. وبمعيته يسعد.. وبالخضوع الصادق يتعبد. [center]اطلبوا لأنفسكم.... مثل ما وجدت أنا قد وجدت لي سكنا.... ليس في هواه عنا إن بعدت قربني.... وإن قربت منه دنا [/center] ومن عظيم حب المخلص في القيام للقيام؛ أنه يشتاق لليل إذا حل النهار.. ويظل ينتظر من النهار أفوله.. ومن الليل حلوله.. لما يجده في تلك الخلوات من متعة العبادة ونشوة وسعادة.. بل إنه يستثقل في نفسه كثرة المخالطة بالناس.. ولا يحصل له الأنس ولا السكينة إلا في خلوة السحر السكينة! [center]وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي.... متأخر عنكم ولا متقدم أجد الملامة في هواك لذيذة.... حبًا لذكرك فليلمني اللوَّم [/center] ولا تزال تلك الخلوة تؤتي أكلها حتى تدفع المؤمن إلى العزوف عن الدنيا وأوحالها.. وترك الاشتغال بأزبالها.. [center]فإنما هي جيفة مستحيلة.... عليها كلاب همهن اجتذابها فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها.... وإن تجتذبها نافستك كلابها [/center] ولا تزال تلك الخلوة بالمؤمن حتى تهذب لسانه وتقوم مقاله وتزين فعاله.. وتطهر نفسه وترقق حسه.. فإذا به حيي كريم رفيق رحيم.[/size] [/center]
  21. [b] [center] على أى شئ تلتقى الناس؟ إنها إما قرابة الدم وإما " المصالح المشتركة " وإما لقاء الشهوات. ومن ثم فإنها – مهما تقاربت وتلاصقت – لا تصل إلى حد الالتحام! فى كل صلة من هذه الصلات لا تذوب " الأنا " التى تقيم حاجزا بين القلب والقلب وإن تلاقت الأجساد أو تلاقت العقول والأفكار. فكل إنسان يقيم سياجا معينا لنفسه يتسع للحجم الذى يحس فيه " بالأنا " المشتملة عليها ذاته ومن ثم تلتقى الذوات المختلفة وتتقارب ولكن فى حدود ذلك السياج المنصوب من كل منهم حول " الأنا " التى يحسها بين جنبيه. ومن ثم تتنافر تلك الذوات إذ اقتربت أكثر من اللازم ويبدأ بينها الاحتكاك! نوع واحد من الرباط لا يحدث فيه ذلك التنافر لأنه يذيب ذلك السياج الزائف الذى ينصبه الإنسان حول نفسه ومن ثم تظل القلوب تقترب وتقترب حتى يحدث الالتحام.. ذلك هو رباط العقيدة! ذلك أنه ليس رباطا بين إنسان وإنسان فى محيط الأرض وعلى علاقات الأرض ولكنه رباط فى الله بين عبد لله وعبد لله خلا قلباهما من ذلك الكبر الظاهر أو الخفى الذى يحجز القلوب عن التقارب والالتحام وامتلأ قلبهما بشئ آخر غير مشاغل الحس القريبة ومشاغل الأرض المنقطعة عن السماء. ذلك الرباط هو الذى وحد تلك القلوب حول رسول الله صل الله عليه و سلم حين حدث اللقاء بينها فى الله فتحابت فالتحمت ثم زادها التحاما لقاؤها فى حب رسول اللهصل الله عليه و سلم فتآخت ذلك الإخاء العجيب الذى يتحدث عنه التاريخ! كان الصحابة رضوان الله عليهم يسير الاثنان منهم فى الطريق فتفصل بينهما أثناء المسير شجرة فيعودان فيسلم أحدهما على الآخر شوقا إليه من تلك اللحظة التى فصلت بينهما فى الطريق! وبكى أحد الصحابة حزنا لأنه فكر فى فراق رسول الله فى الدار الآخرة وهو لا يطيق فراقه فى الدنيا فأنزل الله قوله فيه: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69)} [سورة النساء 4/69]. [/center] [/b]
  22. [b] [center] [size=25]أسباب تعين على قيام الليل[/size] [size=25]أخي الكريم... قيام الليل عبادة جليلة وقربة عظيمة لا ينالها إلا من جاهد نفسه فأصلحها، ودافع دنياه فودعها، ودحر شيطانه فغلبه، وردع هواه فجانبه، وهيأ نفسه باتخاذ أسباب اليقظة والاستيقاظ أملاً في التهجد في تلك الدقائق الغالية! وأما الأسباب المعينة على القيام، فتنقسم إلى قسمين: * أسباب ظاهرة. * وأسباب باطنة. أولاً: الأسباب الظاهرة: وهي أربعة أمور: 1- قلة الأكل والشرب: فإن كثرة الأكل تدعو إلى غلبة النوم لاسيما أكل العشاء هذا إذا كان الأكل حلالاً أما إذا كان الأكل حرامًا، فلا بركة فيه قليلاً كان أم كثيرًا لأنه من مثبطات القيام وموانعه. قال احد السلف: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أصبته. وأما الإسراف في الحلال والشبع المفرط منه فإنه يثقل عن الطاعة عامة وعن قيام الليل خاصة، لأنه يكون أشق على من كان شبعه مفرطًا. ولقد قيل: البطنة تذهب الفطنة. وهي قاعدة طبية صحيحة: فإن الدم الذي يؤهل الإنسان إلى الانتباه من النوم والغفلة يكون في الرأس، لكنه ينزل إلى الجهاز الهضمي في حالة الشبع لتسهيل هضم الطعام فينتج عن ذلك قلة الانتباه. مع أن كثرة الأكل توسع مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفي الحديث:«ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»( رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (5674)) «ويحكى أن إبليس – لعنه الله – عرض ليحيى بن زكريا عليهما السلام، فقال له يحيى: هل نلت مني شيئًا قط؟ قال: لا، إلا أنه قدم إليك الطعام ليلة فشهيته إليك حتى شبعت منه، فنمت عن وردك، فقال يحيى: لله علي أن لا اشبع من طعام أبدًا. فقال إبليس: وأنا لله علي أن لا أنصح آدميًا أبدًا»(مدارج السالكين لابن القيم 1/453) فاحرص – أخي الكريم – على قلة الأكل وكثرة الصوم لتكون خفيف الدم رقيق الحسن فلا يفوتك القيام. 2- تنظيم النوم: وتنظيم النوم يزيل أضراره ويبقي منافعه، وضرر النوم يتعلق بشيئين: بمدة النوم وبوقته. فكثرة النوم تورث الغفلة والخمول وفساد المزاج وانحراف النفس. كما أن النوم في طرقي النهار ضرره أكثر من نفعه، وأفضله نوم وسط النهار.. ومن هذه المقدمة يتبين أن أعدل النوم ما كان في نصف الليل الأول وسدسه الأخير، ثم إذا تخلل هذه الفترة انقطاع كالقيام وقراءة القرآن ونحوه، يستعان على تعويضه بالقيلولة في وسط النهار. وقد امتدح الله جل وعلا عباده بإحياء الليل بالقيام والأذكار فقال:}كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{[الذاريات: 17] وفيه الترغيب في مدافعة النوم ومغالبته من أجل العبادة والقيام، ولا يعني هذا تركه بالكلية أو تعويضه بالنهار بالكلية. بل العدل والتوازن مطلوب في كل شيء. فينبغي تقسيم الليل بحسب حاجة الإنسان في الليل والتعود على ذلك شيئًا فشيئًا مع الاستعانة بنوم وسط النهار، وقلة الأكل، وإلا فإن مدافعة النوم جملة وإطالة السهر قد يتلف الدماغ والصحة 3- تجنب التعب الذي لا فائدة منه: لأن الإرهاق يؤدي إلى انهماك الجسم، ويضطره إلى النوم بحيث لا يستطيع معه القيام، ولكن الذي ينبغي تجنبه ليس هو التعب المحمود من أجل لقمة العيش وكسب الرزق أو طلب العلم أو الدعوة في سبيل الله أو غيرها من الفضائل، وإنما التعب الذي لا يرجى منه مصلحة كالإفراط في المشي لغير حاجة أو السباحة أو غيرها مما يجهد الجسم ويهده. ولكي لا يتمكن التعب من جسدك – أخي الكريم – وتكون أقوى على مدافعته لأجل قيام الليل ينبغي لك المحافظة على ذكر عظيم الفائدة كثير النفع. فقد علم النبي r ابنته فاطمة وعليًا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين، ويحمدا ثلاثًا وثلاثين، ويكبرا أربعًا وثلاثين لما سألته الخادمة، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك، وقال:«إنه خير لكما من خادم» [رواه البخاري ومسلم]. قال ابن القيم رحمه الله:فقيل: إن من داوم على ذلك؛ وجد قوة في يومه مغنية عن خادم!( صحيح الوابل الصيب لابن القيم، ص144)وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات، لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره (المرجع السابق نفسه، ص74) وقد حكي عن غير واحد من أهل العلم أن لهذا الذكر سرًا عجيبًا في تقوية الجسم والتخلص من العياء والفشل لاسيما عند المداومة عليه، فلا يجدر بمن كان القيام هدفه أن يتركه ليلة واحدة رغبة في تنشيط الجسم وإذهاب الوهن. 4- البعد عن المحرمات: فإنها توجب الأضرار والعقوبات، ومن عقوباتها الحرمان من الطاعة، فإن المعصية تدعو إلى أختها، وتصد عن الطاعة. ومن المثبطات عن الطاعة؛ التهاون بالأوامر، فإنك إذا تهاونت بالأمر إذا حضر وقته ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك، قال تعالى:}فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ{[التوبة: 83]( انظر بدائع الفوائد لابن القيم (2/180)) ومن هنا وجب على المسلم إذا أحس من نفسه استثقالاً على القيام في الليل، أن يبادر إلى التفكير في عيوبه ومحاسبة نفسه، وأن يبادر بالتوبة النصوح ويكثر من الاستغفار بالنهار ليرحمه الله جل وعلا ويمكنه من القيام بالليل. وقد تقدم أنه حكي عن بعض السلف أنه حرم قيام الليل بسبب ذنب واحد خمسة أشهر! فما بالنا نحن وذنوبنا أكثر من ذلك! مولاي جئتك والرجا.... ء قد استجار بحسن ظني أبغي فواضلك التي.... تمحو بها ما كان مني فانظر إلي بحق لطفك.... يا إلهي واعف عني ثانيًا: الأسباب الباطنة: وهي كذلك أربعة أمور: 1- الوقوف على فضائل القيام: فإن معرفة فواضله وفوائده تنشط النفس إليه وتشجع على ابتغائه وتحصيله، فإن من أحب شيئًا بذل في سبيله الجهد وصابر التعب والنصب لأجله. ولو لم يكن من القيام في الظلمات إلا أنه سبب للفوز بالجنات لكان كافيًا وداعيًا إلى التشمير إليه، ونيله وتحصيله، وقد بينا في أول هذا الكتاب جملة من فضائله العظيمة. وروي عن يحيى بن عيسى بن صرار السعدي وكان قد بكى شوقًا إلى الله ستين عامًا قال: رأيت كأن ضفة نهر يجري بالمسك الأذخر، حافتاه شجر اللؤلؤ ونبت من قضبان الذهب، فإذا بجوار مزينات يقلن بصوت واحد: سبحان المسبح بكل لسان، سبحان الموجود بكل مكان(أي بعلمه ومعيته لا بذاته)سبحان الدائم في كل زمان، سبحانه سبحانه، قال: فقلت: من أنتن؟ قلن: خلق من خلق الله سبحانه، قلت: وما تصنعن ها هنا؟ قلن: يناجون رب العالمين لحقهم.... وتسرى هموم القوم والناس نوم ذرانا إله الناس رب محمد.... لقوم على الأقدام بالليل قوم فقلت: بخ، بخ، لهو من هؤلاء، لقد أقر الله أعينهم. فقلن:أما تعرفهم. فقلت:والله ما أعرفهم. قلن:هؤلاء المتهجدون بالليل أصحاب السهر 2- سلامة الصدر من الأحقاد:فإن الحقد يوجع القلب ويزعج النفس، ويسبب القسوة، وغالبًا ما يكون سببه التنافس في الدنيا أو الحسد، ومن كان هذا خلقه، لم يكن الله مبتغاه، لأن القلب لا يحتمل متعلقين، فإما التعلق بالدنيا أو التعلق بالآخرة. ومن غلب تعلق قلبه بالدنيا فنافس عليها ووالى وعادى عليها حرم الأنس بالله، وفاته القيام إذا أراده إلا أن يتوب. ومن خلط في ذلك فعلق قلبه بالدنيا قليلاً وبالله قليلاً، جزاه الله بحسب تخليطه، فتارة يقوم وتارة يخذل. ومن صفّى صُفّي له! قال مالك بن دينار:خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى(مدارج السالكين 2/233.).[ ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له.... من الله في دار المقام نصيب فإن تعجب الدنيا رجالاً فإنه.... متاع قليل والزوال قريب 3- الخوف من الله جل وعلا: فقد أخبر الله جل وعلا أن الخوف منه والطمع في رحمته هو ما جعل عباده الصالحين يتقلبون ليلاً في الفراش كأنهم على مقلاة، لا يغمض لهم جفن ولا يهدأ لهم بال:}تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ{[السجدة: 16]. قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، فبين صارخ وباكي.. وبين متأوه وشاكي، يعجبون إلى ربهم من مقام ندم واعتراف.. ويجأرون إليه: ربنا.. ربنا.. يطلبون فكاك رقابهم. ينظر الله إليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن، قد أكلت الأرض ركبهم وأيديهم وجباههم، واستقلوا ذلك في جنب الله( من كلام أبي حمزة الخارجي. انظر عمل المسلم في اليوم والليلة، محمد طارق محمد صالح، ص294.). أخي الكريم... وهذا الخوف من أهم أسباب القيام، فهو يولد في النفس القدرة على القيام، بل ويفزعها للقيام كما تفزع من شيء تخاف ضرره في الدنيا. إذا ما الليل أظلم كابدوه.... فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا.... وأهل الأمن في الدنيا هجوع 4- حب الله جل وعلاوهو أقوى دوافع قيام الليل، والتبتل في خلوة الأسحار بالصلاة والاستغفار.. فإذا أدت الناس إلى بيوتها، وغلقت المحلات أبوابها، وأسلمت الأنفس أرواحها وخلا كل حبيب بحبيبه، قام أهل الليل، فأبواب السماء لهم مفتحة، وعين الرحمن لهم ناظرة «ألا وإن لليل أهلا! هم في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم»( عمل المسلم في اليوم والليلة، ص294) فقيام الليل دافعه حب العبد لله، وثمرته حب الله للعبد، فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:«إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» [رواه البخاري]. مالي شغل سواه مالي شغل.... ما يصرف عن هواه قلبي عذل ما أضع إن جفا وخاب الأمل.... مني بدل ومالي منه بدل [/size] [/center] [/b]
  23. [b] [center] [size=21]الكاتب: د. مجدي الهلالي هذه رسالة أتوجه بها إلى نفسي وإلى إخواني المسلمين.. وسبب كتابتها أنني وجدت من نفسي أحوالًا مقلقة، فتارة أجدها فرحة متلهفة للقيام بأعمال بعينها، وتارة أجدها زاهدة في أعمال أخرى قد تكون أنفع لها مما تتلهف عليه، فاحترت في أمرها، وهرعت إلى القرآن أبحث فيه عن حل لهذه المشكلة، فوجدته – كعادته – لا يترك مشكلة تربوية إلا ويحسن تشخيصها، ويصف الدواء الناجع لها.. .. وجدت القرآن يقرر ويكرر بأن المستفيد الأول من قيامي بأداء عمل (ما) هو (أنا) وليس غيري، كما أن الخاسر الأكبر من عدم قيامي به هو (أنا) كذلك..(فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها)[الزمر:41].. {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]. ذكَّرني القرآن بأن الله سبحانه وتعالى غني عني وعن كل عباداتي وأعمالي الصالحة، وأنه – جل شأنه – لا تنفعه طاعتي ولا تضره معصيتي.. {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا} [النساء: 131 - 133] . ومما أثار انتباهي حقيقة عظيمة يقررها القرآن في عدة مواضع وهي أنه ليس بين الله – عز وجل – وبين أحد من عباده نسب إلا بطاعته وتقواه، فأولياؤه هم المتقون، ومِن ثَمَّ فالكرامة على قدر الاستقامة، واستمرار الكرامة باستمرار الاستقامة..{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} [الجن: 16، 17] . وواصلت قراءتي للقرآن فازداد – بفضل الله – انتباهي للآيات التي تؤكد على هذه الحقائق مما ألهب مشاعري واستثار خواطري، فعزمت – بعون الله – على صياغة تلك الخواطر على هيئة رسالة أخاطب بها نفسي، وجعلتها بعنوان: "من المستفيد؟" و كان مما سجله القلم فيها: انتبهي يا نفس، وأفيقي من غفلتك، واجتهدي في تدارك ما فاتك، فأنت من تصنعين مآلك، وتخطين بيدك طريق سعادتك وشقائك.. .. أنت – لا غيرك – المستفيدة من صلاحي، وأنت كذلك الخاسرة من ضلالي.. .. جهادي لمصلحتك.. عباداتي لمصلحتك.. إنفاقي لمصلحتك.. إن تكاسلتُ وتأخرتُ عن ركب السائرين في طاعة الله فوجدت إخواني وأقراني يسبقونني فلن ألوم سواك.. وفي المقابل: إن اجتهدت وجاهدت وبذلت فلا تمنى على الله ولا على أحد بذلك.. أتدرين لماذا؟ لأن صلاحك لمصلحتك أنت لن تتوقف الشمس عن الحركة انتظارًا لمجيئك: اعلمي أيتها النفس بأنه لن ينتظرني أحد إن كثرت أعذاري، وطال ترددي، سيتعاقب الليل والنهار كما تعاقبا من قبل، ولكني حينها سأكتشف بأنني قد خسرت كثيرًا، وظلمتك أيما ظلم حين حرمتك من خير عميم كان من السهل تحصيله – بعون الله - . فيا نفسي الأمارة بالسوء: سأستعيذ بالله من شرِّك، وسأعمل على تذكيرك بما يشعرك دومًا بالخوف من عواقب أمانيك الباطلة، وسأواجهك دومًا بالحقيقة القرآنية {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7].. سأذكرك عندما تريدين التباهي بإنفاق المال في باب من أبواب الخير بقوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 272]. و سأقاوم إلحاحك عليَّ بإمساك المال وعدم إنفاقه في سبيل الله ، وسأذكرك بأنني الخاسر بهذا الإمساك،و سأستدل على ذلك بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]. وعندما أشعر برغبتك في ظلم أحد من الناس أو المكر به فسأخوفك بما قرره القرآن: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43]. وسأذكرك بقول ربك: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23]. الانتشاء والزهو بالطاعة: بعون الله سأراقبك بعد القيام بالطاعات فإن أصابك شيء من الزهو والانتشاء، وبدأت في عقد المقارنات بينك وبين الآخرين "المقصرين" من وجهة نظرك ،فسأكون – بتوفيق الله – حازمًا معك، وسأذكرك بقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [الجاثية: 15]، وقوله: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر: 18]. وإن وجدتك تمُنِّين على الله عز وجل بالعمل والجهاد في سبيله فسأقرأ عليك {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6]. وإن رأيتك تستكثرين جهدك وكدك في البحث عن حقيقة من حقائق الإيمان فسأذكرك بقوله جل شأنه : {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [الإسراء: 15].. وإن رأيتك تتكاسلين عن قراءة القرآن وتدبره فسيكون ردي عليك حاسمًا {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا} [الأنعام: 104]. وعند ورود النعم سأجتهد في تذكيرك بضرورة شكر الله عليها، وأنني المستفيد من هذا الشكر، والخاسر من تركه {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40]. قبل الوقوع في الذنب: عندما أشعر بمحاولاتك للإيقاع بي في الذنب فسأجتهد – بعون الله – بتذكيرك بمدى الخسارة التي ستلحق بي من جراء ذلك {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} [النساء: 111]، {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50]. وسأذكرك دومًا بقول الله عز وجل على لسان نبيه موسى عليه السلام عندما وجد طغيان بني إسرائيل وانحرافهم عن طريق العبودية لله: {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} [إبراهيم: 8]. وسأواجهك بقوله تعالى: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 144]. أقول لك هذا كله وأنا على يقين بأنني لن أستطيع أن أفعل شيئًا من ذلك إلا بعون الله وتوفيقه، فأعني يارب. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [/size] [/center] [/b]
  24. [b] [center] [center][size=25]الأمثلة التي ضربها الله تعالى لإثبات البعث وقرب الآخرة[/size] [/center] [size=25]إن من رحمة الله عز وجل بعبادة، أن ضرب لهم أمثلة عملية في حياتهم الدنيوية لإثبات ما سيقع لهم من بعث ونشور وموت وحياة، حتى لا تكون لهم حجة في عدم تذكر ما سيحدث لهم مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: )ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولـيــن جــــئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن انتم إلا مبطلون(الروم 58 ومن الأمثلة التي ضربها الله عز وجل لإثبات البعث وقرب الآخرة في التاريخ ما جاء ذكره في قوله : )أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حــمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير (البقرة 259 قال المفسرون عندما مر هذا الرجل – العزير – على قرية وقد سقطت جدرانها على سقوفها قال كيف يحيي الله هذه البلدة بعد خربها ودمارها؟ قال ذلك إستعظاماً لقدرة الله تعالى، وتعجباً من حال تلك القرية وما هي عليه من الخراب والدمار وكان راكباً على حماره حينما مر عليها (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) أي أمات الله ذلك السائل – موتاً حقيقاً – واستمر ميتاً مائة سنة ثم أحياه الله ليريه كمال قدرته (قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم) أي قال له ربه بواسطة الملك كم لبثت ميتاً في هذا الحال؟ قال يوماً ثم نظر حوله فرأى الشمس باقية لم تغب حوله، فقال : أو بعض يوم أي أقل من يوم، فخاطبه ربه بقوله : (بل لبثت مائة عام) أي لبثت ميتاً مائة سنة كاملة (فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) أي إن شككت فانظر إلى طعامك لم يتغير بمرور الزمان (وانظر إلى حمارك) أي كيف تفرقت عظاماً وسارت هيكلاً من البلى (ولنجعلك آية للناس) أي فعلنا ما فعلنا لتدرك قدرة الله سبحانه ولنجعلك معجزة ظاهرة على كمال قدرتنا وكلمة للناس تدل على جمعهم إلى يوم القيامة، فهي لمن في عصره ولمن بعده. (وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً) أي تأمل في عظام حمارك النخرة كيف نركب بعضها فوق بعض وأنت تنظر ثم نكسوها لحماً بقدرتنا (فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيئ قدير) أي فلم رأى الآيات المبهرات قال : ايقنت وعلمت علم مشاهدة أن الله على كل شيئ قدير. والمثال الآخر : ما حدث لفتية الكهف، فبعد أن ضرب الله عز وجل على آذانهم في الكهف سنين عددا بعثهم كما جاء ذلك في قوله تعالى : )وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثــتـم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً(الكهف 19 وجاء في آية آخرى مدة لبثهم الحقيقية في الكهف وهم نيام وذلك في قوله تعالى : )ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا(الكهف 25 ويستفاد من قصة أصحاب الكهف: اليقين بقدرة الله عز وجل على إحياء من تقطعت بهم سبل الحياة لمدة طويلة، وقدرته تبارك وتعالى على إبقاءهم أحياء بالرغم من عدم توفر الزاد (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)، ثم بعثهم وذكر الفترة الحقيقية التي قضوها في الكهف، وعدم شعورهم بطولها تنبيها لمن سيأتي بعدهم بما سيحدث لهم مصداقاً لقوله تعالى : )وكــــذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعـــــــــــد الله حــــــق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتـــنازعون بينهــم أمـــــرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قـــــال الذين غلبوا علــــى أمـــــــرهم لنتخذن عليهم مسجداً( الكهف 21 ويقول البيضاوي في تفسير الآيات سالفة الذكر :في قوله تعالى (وكذلك أعثرنا عليهم) أي وكما أنمناهم بعثناهم لتزداد بصيرتهم أطلعنا عليهم (ليعلموا)أي ليعلم الذين أطلعناهم على حالهم (أن وعد الله)بالبعث أو الموعود (حق) لأن نومهم وإنتباههم كحال من يموت ثم يبعث (وأن الساعة لا ريب فيها)أي وأن القيامة لا شك في حدوثها. وفي حياة الإنسان نرى هذا المثال يتكرر يومياً فمن المعروف أن النائم لا يحصي عدد ساعات نومه والإنسان بعد يقظته من نومه يسأل عن الوقت ولا يدري أقضى وقتاً طويلاً أو قصيراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد يقظته من نومه : "الحمد الله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور، الحمد لله الذي رد إلي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره" رواه البخاري إن الإنسان في حالة اليقظة يعيش وروحه متعلقة ببدنه، وفي حالة النوم تغادر روحه بدنه وهذه حقيقة غيبية أخبرنا بها الله عز وجل في قوله : )الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون(الزمر 42 و هذا مثال يومي على البعث والنشور بعد الموت وعجباً لأمر بعض الناس الذين لا يؤمنون بالبعث بعد الموت وهم يمرون بمرحلتي الحياة والموت يومياً. ومن دلائل البعث وقربه في بني آدم أن الله عز وجل خلقهم في الدنيا أطواراً مصداقاً لقوله تعالى :)وقد خلقكم أطواراً(نوح 14 أي خلقنا من بعد خلق في بطن الأم ثم في الرضاع ثم في سن الطفولة ثم التمييز ثم الشباب ثم النضج ثم الكهولة، فإذا إنقضى طور ظهر أخر وكأنه موت لمرحلة وولادة مرحلة أخرى ولا يشعر البشر بهذا التغيير أثناء حياتهم لسرعة إلتصاق المراحل ببعضها البعض وكذلك يكون الموت والبعث، وصدق الله عز وجل إذ يقول: )وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون(النمل93 [/size] [/center] [/b]
  25. [b] [center] [size=21]بسم الله الرحمن الرحيم * * أحرص على تأمين قبرك من عذاب القبر من عذاب القبر وأهواله بحفظ وقراءة سورة الملك* قال رسول الله :* (( سورة تبارك هي المانعه من عذاب القبر)). (ص ج3634) إنها سورة الملك* التي قال عنها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه : ( إن سورة في القرأن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر الله له ) تبــارك الذي بيده الملك .* وكذلك قال عنها الرسول : ( سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة )* تبارك الذي بيده الملك . سورة الملك* تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)* تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه, الذي بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما, نافذ فيهما أمره وقضاؤه, وهو على كل شيء قدير. ويستفاد من الآية ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)* الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)* الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)* ثم أعد النظر مرة بعد مرة, يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا, وهو متعب كليل. وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)* ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة, وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين, وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها. وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)* وللكافرين بخالقهم عذاب جهنم, وساء المرجع لهم جهنم. إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)* إذا طُرح هؤلاء الكافرون في جهنم سمعوا لها صوتًا شديدًا منكرًا, وهي تغلي غليانًا شديدًا. تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (* تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار, كلما طُرح فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ: ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9)* أجابوهم قائلين: بلى قد جاءنا رسول مِن عند الله وحذَّرنا, فكذَّبناه, وقلنا فيما جاء به من الآيات: ما نزَّل الله على أحد من البشر شيئًا, ما أنتم - أيها الرسل- إلا في ذهاب بعيد عن الحق. وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)* وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق, أو نفكر فيما نُدْعى إليه, ما كنا في عداد أهل النار. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)* فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار, فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله. إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)* إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس, ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته, لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة. وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)* وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه, فهما عند الله سواء, إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور, فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)* ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم. هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)* الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها, وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا. أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)* هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض, فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة, فستعلمون- أيها الكافرون- كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي الآية إثبات العلو لله تعالى, كما يليق بجلاله سبحانه. وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)* ولقد كذَّب الذين كانوا قبل كفار "مكة" كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم, فكيف كان إنكاري عليهم, وتغييري ما بهم من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلا فِي غُرُورٍ (20)أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)* أغَفَل هؤلاء الكافرون, ولم ينظروا إلى الطير فوقهم, باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء, ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن, إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق, لا يسمعون له, ولا يتبعونه. أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)* أفمن يمشي منكَّسًا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب, أشد استقامة على الطريق وأهدى, أَمَّن يمشي مستويًا منتصب القامة سالمًا على طريق واضح لا اعوجاج فيه؟ وهذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن. قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ (23)قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)* قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم, وجعل لكم السمع لتسمعوا به, والأبصار لتبصروا بها, والقلوب لتعقلوا بها, قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم. قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض, وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء. وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)* ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون, إن كنتم صادقين فيما تدَّعون, قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به, وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم, وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان. فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)* فلما رأى الكفار عذاب الله قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخًا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)* قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومَن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخَّر آجالنا، وعافانا مِن عذابه، فمَن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)* قل: الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون- أيها الكافرون- إذا نزل العذاب: أيُّ الفريقين منا ومنكم في بُعْدٍ واضح عن صراط الله المستقيم؟ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)* قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صار ماؤكم الذي تشربون منه ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة، فمَن غير الله يجيئكم بماء جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون؟[/size] [/center] [/b]
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.