-
مجموع الأنشطة
1525 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو أمجد1
-
بســــــــــم الله الرحمــــــــن الرحـــــــــيم هل تعلم ان الترجمة الصحيحة للغة الانجليزية تكون حرفيا اي ترجمة كلمة كلمة , اه والله العظيم! ماعدا الكلمات اللي اسمها ايدومز اللي بيكون ليها معنى فيكسيد Fixed Meaning لأن اللغة عبارة عن حروف والحروف نستخدمها لتكوين الكلمات وعندما تواجهنا الجملة نقوم بتحليلها الى كلمات كما نقوم بتحليل الفقرة الى جمل وسأعرض لكــــــم نموذجا لذلك وهي قطعة / انفلونزا الطيور حتى يتبين انه فعلا الترجمة الحرفية تعطي لنا ترجمة صحيحة. نبدا باسم الله.... Bird Flu is considered one of the most dangerous and contagious diseases that spread lately in many countries all over the world فكيف تكون الترجمة؟ - نحن نكتب اللغةَ العربيةَ من اليمين إلى الشمال --------> --------> انفلونــــزا الطيور - ونكتب اللغة الإنجليزية من الشمال إلى اليمين انفلونــــزا الطيور - ونكتب اللغة الإنجليزية من الشمال إلى اليمين أحمـــد محــمـــد انفلونزا الطيور Birds flu - ونكتب اللغة الإنجليزية من الشمال إلى اليمين
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21] رسالة إلى المتخلفين عن الصلاة أخي الفاضل : أحييك بتحية الإسلام تحية أهل الجنة يوم يلقونه سلام ، فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ، أحدثك عن أمنياتي وآمالي وطموحاتي ، وعن كل ذلك سأحدثك . أخي الفاضل : يجمعني بك رباط أخوة يلبسنا بها كتاب ربنا الكريم ( إنما المؤمنون إخوة ) – المؤمنون - يجمعنا بك نسب عريق فأنت يا أخي ابن الخالد وحفيد لمعاذ وذو رباط بسليمان أنت الذي يجلك ربك بقوله ( ولقد كرمنا بنى آدم ) – الإسراء فعشت بهذا التكريم أسمى مخلوق على وجه البسيطة أنت الذي تدخل في زمام أمة عاشت كل معاني التكريم في قول ربها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) – آل عمران وحديث رسولها : ( أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة ) وكل هذا لك أنت لأنك فتى الإسلام وشريانه الحيوي ، أو يحق لك اليوم أن تنسى مل هذه المعالم ولا تعطيها قدرها المرموق ، أين أنت يا أخي عن بيوت الله ؟ كم صلت جمع المسلمين من صلاة أو لم ترهم راكعين ساجدين ، أين أنت يا أخي عن هذه الجموع أين أنت عن القارين والتالين ، بل أين أنت عن سماع الآذان الذي يتردد في أنحاء قريتنا الحبيبة ، أو تصر يا أخي أن تكون نشازا ضد هذا الكون كله ، مصداقا لقول ربك ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) – الحج : 18- أين أنت يا أخي من سجود الشجر والدواب ، أو تحب يا أخي أن يغلبك وينتصر عليك يا أخي حيوان أو جماد ؟ فيخر ساجدا لله طائعاً له ملبيا لندائه ، وأنت تأبى ذلك كله فوا عتبى عليك يا فتى الإسلام . أخي الفاضل : تلفت عند تأخرك عن أداء الصلاة من هم أقرانك ؟ من هم الذين يعيشون سمات التخلف ؟ إن لم يكن الشاذين من الناس ، فهم فئة غلبهم الشيطان ، وانتصرت عليهم شهواتهم وأنستهم أهوائهم حق خالقهم ومولاهم ، أ فيسرك أن تكون جليس هؤلاء وتترك ثلل العابدين الطائعين ؟ أخي الفاضل : قف مع نفسك لحظات وأن تسمع صوت المؤذن – اله أكبر – قدر معنى هذه الكلمة أعطها حقها من الرعاية أ فيسرك أن تكون هذه الكلمة أهون شي عندك ؟ أ فتنسى كل معالم الربوبية ؟ أ فيعجبك أن يردد المؤذن – الله أكبر- وأنت تلوى عنقك عن سماعه ؟ أو ما سألت نفسك لماذا الأمة كلها تستجيب لهذا النداء وأنت الوحيد الذي تكابر ؟ أ فتعاند من خلقك أتجابه من رباك عد لنفسك ذكرها من الذي رباك ؟ من الذي خلقك فسواك ؟ من الذي أمدك بالنعم ؟ من الذي جعلك مخلوقا كريما في أعلى معاني الكرامة ؟ أ فتسنى ذلك كله ؟ لا يا فتى الإسلام فليس ذلك من خلق الكرماء . أخي الفاضل : أو نسيت حديث القرآن ( أفامن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون (97) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون (98) أ فأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) – الأعراف: 97 ، 98 99 - . أأخي الفاضل : أو لا تريد الجنة ( فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) أو لا تخاف من النار ( يوم نقول لجنهم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) – ق : 30 – أو لا تخشى لقاء الله : ( إنّ ربك لبالمرصاد ) – الفجر14 – أخي الفاضل : الأمل يحدوك إلى التزام المنهج الحق والسير مع الرفقة الصالحة ، فهيا نأخذ بيد بعض إلى أبواب المسجد ، فنغسل كل خطيئة ونلج الى أبواب الرحمن ، وحينها تكتب في عداد الطائعين الصالحين . أخي الفاضل : كلى أمل بعد رسالتي هذه أن تكتحل عيني برؤيتك بين صفوف المسلمين في بيوت الله عز وجل فذلك كل ما أتمنى . ،،،،، [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21] [b]الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على خير الأنام المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد: لقد حاول الغرب التسلل بنعومة وخفية إلى أفكارنا ومحاربتنا في عقيدتنا مراراً وتكراراً فلا ينتبه الناس إلاّ وقد تورطوا في أعمال مخالفة للشرع منافية لأخلاقهم . وخير نموذج لذلك الغزو ما يحدث في معظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة . ولعل البعض قد لا يعلم ما الخطأ العقائدي في هذا الأمر: أولاً اعلم رحمك الله أن الأعياد ما هي إلا شريعة شرعها الله لنا وقد نهى رسول الله الاحتفال بأي عيد غير المسلمين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم علينا رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما . فقال( ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر )) [size=12]رواه مسلم[/size] ثانياً : وكما تعلم أخي /أختي أن هذا العيد هو احتفالهم بيوم ميلاد الله - والعياذ بالله- فعندهم المسيح هو ابن الله وهو إله - لا إله إلا الله - فكيف تشاركهم في هذا الأمر؟ ولإزالة بعض الإلتباس في موضوع التعامل مع النصارى مستندين إلى فهم خاطئ لآية الممتحنة : {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } محملين الآية من المعاني ما لا تحتمله من مشاركة النصارى في أعيادهم الدينية ، لكن العلماء فرَقوا بين البر بمعنى حُسن المعاملة والعدل , وبين إقرارهم على كفرهم وضلالهم ، فيجوز ـــ مثلاً ـــ أن تهنئ أحدهم بمولود جديد أو عودة من سفر أو شفاء من مرض ، لكن لا يجوز تهنئتهم بعيد الكريسماس أو مشاركتهم الاحتفال به. وقد أصبحت هذه الأعياد من الأعياد الثابتة عند معظم المسلمين، ويستعدون لها ويفرحون بها كما يفرحون بأعياد المسلمين ــ إن لم يكن أكثر ـــ و خطورة الاحتفال بأعياد الميلاد تتجلى ــ بالإضافة إلى الخطأ العقدي ــ فيما يصاحبها من ألوان المعاصي وأنواع المخالفات، فقد ارتبطت هذه الأعياد بليالي الغناء الممتدة إلى الفجر وما يصاحبها من رقص واختلاط وما يتبعها من تبرج وسفور.ووو.... استمع معي إلى هذه الرسالة: وإليك بعض الأحكام المتعلقة بهذا اليوم: مشاركة النصارى في أعيادهم .. فعلى العقلاء من المسلمين ــ والأصل في المسلمين أنهم كلهم عقلاء ــ أن يتدبروا في هذا الاحتفال وتأثيره على حياتهم ( سنذكرها إجمالاً لا تفصيلاً) : - خطأ عقَدِي كما بينا فيما سبق ــ الاحتفال بأعياد الكريسماس والميلاد يدخل المسلم في فعل المحظور واقتراف المنهي عنه من اختلاط ومجون. ــ يُرسخ في عقول الأطفال أن هذه الأعياد وما وراءها من معتقدات على حق ويفسد عقيدة الطفل ــ تزداد في هذه الاحتفالات مظاهر التبرج والسفور مع الموسيقى والرقص وما يجره ذلك من فسق يستوجب غضب الله تعالى وإنزال عقابه . ــ تطورت مظاهر الاحتفالات بين الشباب إلى درجة أشبه بالجنون والهستريا من صياح وتقافز في الشوارع وكسر للزجاج مما قد يؤذي آخرين أبعد كل هذا لازلت ستحتفل بهذا اليوم؟! أبعد ما علمت أن المشاركة والاحتفال معهم هو رضاك بمعتقدهم وإقرار منك بهذا اليوم؟! ولمن أراد الاستزادة فإليكم هذه المقالات: الولاء والبراء وأخيراً قد يكون هناك غيرك لا يعرف هذه الأحكام فلا تبخل عليه بالنصيحة وانشرها واحتسب أجرها فالدال على الخير كفاعله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21][b]غريبة في بيت أهلي حين عدت من المدرسة ذلك اليوم . . ألقيت نفسي على السرير وأخذت أبكي وأبكي بحرقة . . فقد شعرت حقاً كم أنا ضعيفة ومهانة . . لا أعرف كيف سمحت لها أن تقول عني هذا الكلام . . لقد وصفتني بالمنافقة والكاذبة رغم أني أبعد الناس عن هذه الصفات . . لكنها مشكلتي أنا . . نعم . . إنه ذنبي . . لم أعرف كيف أعبّر عما أريد قوله . .ولم أرد أو أدافع عن نفسي . . يا لي من غبية حمقاء . .! هكذا أخذت أردد على نفسي . . وأنا مستمرة في البكاء والنشيج . . كنت أعلم أني على حق وأنني إنسانة بريئة مسالمة لكن سمر التي كانت تكرهني استغلت عبارة بسيطة قلتها لتقلب الموقف عليّ وتحرجني بكلامها الجارح أمام البنات . . لا أعرف لماذا سكت تماماً ولم أعرف كيف أرد.. إنني هكذا دائماً جبانة ومترددة ولا أعرف كيف أتحدث مع الآخرين.. ثم أعود لغرفتي لأبكي على نفسي المهانة.. - (مي.. هيا دورك..!) - ... - آآ.. عـ.. عفواً أستاذة..لا أستطيع .. تفضلي موضوعي.. - كلا يجب أن تقرئيه بنفسك.. وأمام إصرار المعلمة كنت أقف وقطرات العرق تتصبب وأنا أشعر أن الدنيا تدور بي، وأن الجميع ينظر إلي.. لكني أحاول أن أتماسك وابدأ بالقراءة وأنا أتنفس بعمق.. ودقات قلبي تتصاعد حتى ينتهي الموضوع بسلام.. هكذا كانت تمر عليّ حصة التعبير برعب لأني أضطر خلالها للوقوف والحديث أمام الجميع.. كان والدي يعيرني دائماً لأنني لم أرث عنه قوة الشخصية والحديث بطلاقة.. فقد كان أبي اجتماعياً يعرف الكثير من الناس ويتحدث بطلاقة مع الجميع.. لكني كنت أعتقد أن لكونه مديراً لشركة كبرى دوراً في ذلك.. أما أمي فقد كانت مدرسة وتمتلك أيضاً قدراً من قوة الشخصية.. لكنها لم تفهمني يوماً أو تشعر بالعقدة التي أعاني منها.. ورغم كل العوامل الأسرية الجيدة التي كانت تحيط بي، حيث لم أتعرض للعنف أو الإهانة في المنزل.. لكن شيئاً ما كان يجعلني أشعر بالقلق والخوف دائماً.. كنت أخشى دائماً مجالسة الآخرين ولا أعرف كيف أتحدث أمامهم.. حتى أنني أصبحت منطوية ومنعزلة وقليلة الصداقات بسبب هذا الأمر.. وما زاد حدة الأمر أن الجميع في أسرتنا كان يتخذني مادة للسخرية نظراً لسرعة ارتباكي وضعف شخصيتي.. فقد كنت مشهورة بأنني أكثر من يحطّم الأواني ويدلق السوائل على المائدة.. حتى أنني أصبت بإحراج شديد يوم أن عرضت علي ابنة عمي أن أساعدها في صب القهوة لبعض الضيفات فقالت لي وهي تضحك بخبث: - لا حبيبتي مي.. حتى تكبين القهوة عليهم وتحرقينهم مساكين؟! حين كنت في المرحلة المتوسطة.. كنت شديدة النحف.. مما جعل نحفي سبباً آخر لإحساسي بالنقص عمن حولي، كما ساهم في إظهار ضعفي وارتباكي الدائم.. فزاد هذا من مشكلتي وجعلني أنطوي أكثر بعيداً عن نظرات الاستهزاء أو العطف.. وحين كبرت ودخلت المرحلة الثانوية.. تحسنت حالتي بعض الشيء، لكنني كنت لا أزال أشعر بأنني دائماً الأضعف.. وأن الآخرين أقوى مني وأفضل مني.. فحين تتكلم الفتيات عن موضوع ما وأود مشاركتهن أجد لساني عاجزاً عن الحديث فأتلعثم في كلامي وأقلب الكلمات والعبارات بشكل مضحك فيتحول انتباههن للضحك على أخطائي فيحمر وجهي وأزداد إحراجاً وأتمنى لو لم أنطق بحرف.. وحين تخرجت من الثانوية.. ازداد وضعي سوءاً.. فلم أعد أحضر اجتماعات أقاربي إلا نادراً وتحت إلحاح أمي الشديد.. وبقيت حبيسة غرفتي أقرأ وأطالع الكتب علها تغنيني عن وجود صديقة في حياتي.. لكني بدأت أشعر حقاً بالمرض.. لقد أدت بي هذه العزلة لمزيد من القلق والخوف من مواجهة الآخرين.. فأصبحت أشعر برعشة في أطرافي حين أضطر للجلوس مع ضيفة ولا أستطيع رفع نظراتي عن الأرض من شدة الارتباك.. لم أعد قادرة على الحديث حتى مع أفراد أسرتي فقد بدأت اللعثمة تزداد في كلامي وأصبحت أشعر بأن الجميع يهزأ بي وينتظر أخطائي حين أتكلم.. كنت أعلم أنني مريضة وأن بي خللاً نفسياً يمكن علاجه.. ولكن أحداً لم يراع ذلك بي.. لقد ازداد استهزاء أهلي بي دون أن يعلموا أن هذا يزيد حالتي سوءاً.. كانوا يعتقدون أني أفعل هذا بإرادة مني، ولم يقدروا يوماً العذاب الذي أتعذبه داخل نفسي بسبب هذه المشكلة.. لم يستوعبوا يوماً أني أقضي ليالٍ طويلة وأنا أبكي لأني لم أستطع شرح عذري لشخص أو لأنني تسببت في ضحك الجميع على تصرف قمت به.. إنه أمرٌ مؤلم.. مؤلم بشكل لا يمكن وصفه.. أن تشعر أنك مخلوق ضعيف.. وأن الناس كلهم أعداءك.. ولا يفهمونك ولا يتركون لك المجال لتثبت نفسك أمامهم.. لكن أهلي لم يقدروا الألم الذي أعيشه.. ولم يسعوا مرة لأن يفهموني.. كنت أشعر بالوحدة والغربة في قعر بيتي.. فالجميع مشغول.. أبي بعمله وخروجه المستمر.. وأمي بعملها وزياراتها العائلية.. وأخوتي بلعبهم وبالكمبيوتر.. وأنا الوحيدة في هذا البيت التي تعيش دون أن تتحدث مع أحد أو يتحدث معها أحد.. وبعد سنوات مريرة من المكوث في البيت.. بدأت أشعر بنظرات الناس تزداد قسوة.. (لماذا لم تتزوج؟) .. (هل ترفض الزواج؟) .. (مسكينة.. لا دراسة ولا عمل ولا زواج؟!) شعرت بالأنصال الحادة تمزق قلبي وكأن هذا هو ما ينقصني.. المزيد من الاستهزاء والاحتقار.. عندها شعرت بأني بدأت أصاب بعقدة نفسية حقيقية وبخوف شديد جداً من مقابلة الناس.. أصبحت أكرههم وأخاف من الجلوس معهم لدرجة الرعب.. وذات مرة حين حاولت أمي إجباري على النزول للسلام على بعض القريبات في منزلنا.. رفضت ثم أخذت أبكي وحين ازداد إصرار أمي.. أخذت أصرخ بقوة لم أصرخ مثلها من قبل.. فقد شعرت أني لو سقت إلى الموت لكان أرحم على قلبي من أساق للجلوس مع الناس الذين أخاف منهم وأكرههم.. وحين رأت أمي الرجفة التي سيطرت عليّ انتابها ذعر شديد.. ولم ألبث حتى شعرت بأنفاسي تتوقف من شدة التأثر والخوف والصراخ.. حاولت أن أسترد أنفاسي لكني لم أستطع.. كنت كمن يغرق ويبحث عن نفس واحد.. دون جدوى.. أيقنت أن الموت قريب مني جداً.. وضعت إحدى يدي على عنقي وأخذت أشير بيدي لأعلى أطلب نفساً وأنا أرى أمي تبكي وكأني في حلم.. وكان وجهها الباكي آخر ما رأيت.. ثم.. وقعت في إغماءة.. وحين أفقت.. كنت في المستشفى.. حيث كل شيء أبيض.. وعرفت من أبي الذي كان ودوداً جداً معي.. أني أصبت بانهيار عصبي حاد.. وأن طبيبة نفسية ستشرف على علاجي.. شعرت لأول وهلة بطعنة حادة.. طبيبة نفسية؟.. لماذا.. هل ينقصني أن ينعتني الناس بالمجنونة؟! لكن تمالكت وقررت خوض التجربة.. كانت طبيبة حنونة وطيبة.. وكانت تذكرني دائماً بالله وبالأجر الذي ينتظرني على احتسابي لهذا الابتلاء.. أشعرتني بأني قوية وأني قادرة على تجاوز كل هذا.. وكل ما أحتاجه هو فقط شيء من الإرادة والعزم.. وحين سألتني.. لماذا يا مي؟ لماذا تركت نفسك تعانين من هذا الرهاب الاجتماعي الحاد طوال تلك الفترة دون علاج؟ طأطأت رأسي وأخبرتها أن أحداً لم يساعدني ولم يقدم لي العون.. إن أحداً لم يستمع يوماً لي ولم يناقشني في سبب مشكلتي.. لذا لم أعرف كيف أواجه هذا المرض الذي أخذ يزداد مع انعزالي عن الآخرين.. وضعت الطبيبة أوراقها جانباً على سريري.. ثم قالت.. إن المسألة يا عزيزتي ليست في من يدفعك نحو القرار.. إنه قرارك أنت.. لو أصبحت صديقة لنفسك وواجهتها بهذه المشكلة من قبل لعرفت أن الحل سهل جداً بإذن الله.. لقد كان أمامك خيارين: إما مواجهة نفسك وتقوية شخصيتك مع الاستعانة بالله.. وإما بالبحث عن طبيبة نفسية صالحة تفرغين لديها ما تشعرين به من رهاب.. إنها مشيئة الله أن تتأخري في العلاج لكن من رحمته أن استطعت الآن البدء بتجاوز هذا المرض ولله الحمد.. ومع تكرر جلسات العلاج.. بدأت أشعر بتحسن كبير.. لم يكن التحسن راجعاً للعلاج ذاته ولكن للثقة التي بدأت الطبيبة تزرعها في نفسي.. كما كان لحديثي المتواصل معها أثر في تحسن أسلوب حديثي.. لقد تغيرت حياتي بعد ذلك.. خاصة حين التحقت بدورة الإلقاء التي نصحتني بها الدكتورة.. والتي شجعتني على تنسيق أسلوب حديثي.. لم يتغير شيء من حولي.. فأبي وأمي لم يتغيرا كثيراً.. لا زالت الفجوة بيني وبين أسرتي كبيرة.. ولا زلت أشعر أن أحداً لا يفهمني.. لكني عرفت معاني أجمل للحياة.. وعرفت أنك ترى الحياة كما يصورها لك عقلك أنت.. لم تكن حياتي هي الأفضل لكنها لم تكن الأسوأ.. وهذا ما لم ألتفت إليه.. لقد كانت لدي الكثير من المميزات لكني لم أكن أرى سوى عيوبي فصرت أشعر بالنقص والضعف.. أما الآن.. فقد اختلفت الصورة.. وأصبحت أحاول النظر للمميزات وللجانب الأفضل.. وأدعو الله أن أبقى هكذا حامدة شاكرة متوكلة على الله.. مهما ساءت الظروف.. [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]التوبة قبل الموت إذا جاءك كتاب من العمل بحذف علاوة من العلاوات ، أو خصم بمرتبك الشهري ، فماذا أنت فاعل؟ وما هو رد فعلك ؟ سوف يضيق صدرك وتحزن .. أليس كذلك ؟ ولكن ماذا لو جاءك مدير المؤسسة أو الشركة التي تعمل فيها وأخبرك بنفسه أنك مفصول ومطرود من العمل ، ماذا سوف تعمل ؟ إنك سوف تحزن وتقلب الدنيا رأساً على عقب ، وتتذكر أولادك وتقول كيف هذا ؟ أنا لدي أولاد ، ولدي أقساط والتزامات ، وربما تدور بك الدنيا ويدور رأسك ، وربما تبكي أو تتوسل إليه لكي يردك إلى العمل .. أليس هذا صحيحاً ؟ ولله المثل الأعلى .. ماذا تقول لو أنك وقفت أمام الله جل جلاله يوم القيامة ويقول لك بنفسه: أنت مطرود من رحمتي ، وسوف تلقى في النار . أليست هذه خسارة ؟ بل هي الخسارة الكبرى . وربما تسأل نفسك وتقول : لماذا كل هذا يحصل لي ؟ أقول لك : ألم تكن أنت مسؤولاً عن نفسك في طاعة الله أو عصيانه ؟ ألم تكن مقصراً في واجب من واجبات دينك ؟ لما لم تصلي ؟ لما قلدت الغرب في ملبسهم ومأكلهم وفي طريقة حياتهم؟ لما رافقت رفقاء سوء وتركت الصحبة الأخيار ؟ إنك لم تعمل من أعمال المسلمين إلا القليل ، ولم تتجرأ في تقليد سنن النبي صلى الله عليه وسلم خشية الاستهزاء بك ، أو تكاسلاً ، أو كنت تعتقد أنه لا يناسب الزمن الذي تعيش فيه ، وقصرت أيضاً في حق زيارة الرحم ، وقصرت في أمور دينك من صلاة وصيام وزكاة وحتى الحج لم تؤديه ، رغم أنك سافرت كل بلدان العالم إلا الحج لم تذهب إليه ، إنك لو أحببت ربك لأطعته وأحببت داعيه ، ولكنك كنت تحب الشيطان وتطيعه في كل أوامره وتجيب داعيه، والمرء مع من أحب ، وسيحشر يوم القيامة مع من أحب . قل لي بالله عليك ، ألم تكن تعلم أن الصلاة واجبة عليك ؟ بالطبع تعلم .. ولكن الكسل والكبر والجري وراء لذائذ الدنيا أخذلتك عن القيام بها . قالَ رَسُولُ الله : « الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ » ألم تعلم أن العهد الذي بيننا وبين الكفار الصلاة ، ومن يتركها فقد يكفر والعياذ بالله ؟ وهذه فتوى لابن عثيمين في ترك الصلاة : ( إن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة , فالذي لا يصلي كافر خارج عن الملة , وإذا كان له زوجة انفسخ نكاحه منها , ولاتحل ذبيحته , ولا يقبل منه صوم ولاصدقة , ولا يجوز أن يذهب إلى مكة فيدخل الحرم , وإذا مات فإنه لا يجوز أن يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولايدفن مع المسلمين , وإنما يخرج به إلى البر ويحفر له حفرة يرمى فيها , ومن مات له قريب وهو يعلم أنه لا يصلي فإنه لا يحل له أن يخدع الناس ويأتي به إليهم ليصلوا عليه , لأن الصلاة على الكافر محرمة لقوله تعالى ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله ) 0 ولأن الله يقول ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) انتهى .. وقد ذكر الإمام الذهبي في كتابه ( الكبائر ) : أن شاباً دفن أخته في المقبرة ، وأثناء الدفن سقطت محفظة النقود في قبرها , وعند عودته إلى البيت تبين له أن محفظته ليست معه ، وتذكر أنه ربما تكون قد سقطت في القبر , فعندما رجع إلى قبر أخته وحفر ، ظهرت ناراً عظيمة من قبرها ، هرب الشاب وعلم أن أخته ماتت على سوء الخاتمة 0 وذهب ليسأل أمه : ماذا كانت تفعل أختي قبل أن تموت ؟ لأنني رأيت ناراً عظيمة تخرج من قبرها 0 قالت : لم تكن تعمل شيئاً غير أنها لم تكن تصلي الصلوات في وقتها . أخي في الله .. فكر .. هذه حالتها لأنها كانت تصلي ولكن تؤخرها ، أحيناً كانت تصلي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء ، فما بالك بالذي لا يصلي أبداً . هذا حالها في القبر فقط ، فما بالك بيوم القيامة . إذاً لما الرجل يتعب ليل نهار في حفر زرعه أو بستانه ؟ لأنه يريد أن يحصد ما جنته يداه من تعب عمله ، فاليوم لك ما جنيت . نحن الآن في فصل الصيف والمكيفات تعمل والحر يكاد يقطع أفئدتنا ، لا نكاد نتحمل الحر ،فما بالك بحر يوم القيامة ألا يستحق أن تتفكر فيه أكثر ، لأن الإنسان إذا مات لا يستطيع الخروج من القبر ليعمل العمل الصالح من صلاة وصيام وزكاة وصدقة . ألا يستحق أن تفكر في ظلمة القبر وحره ؟ وضمته على أعضاءك ؟ وأكل الديدان أجسادك ؟ هل تريد العذاب لمجرد شهوة قضيتها في الدنيا ؟ أو صلوات لم تصليها ؟ أو قد ألحقت ظلماً بإنسان ضعيف كنت في عز جبروتك وطغيانك ؟ يا أخي .. إن أكبر نعمة هي أنك على قيد الحياة ، وتستطيع أن تقول : ( استغفر الله ، وأتوب إليك من كل الذنوب ) ويكون مخلصاً من قلبك ، ويكون العزم على عدم العود إلى الذنوب ، لأنك لومت لاينفع الندم والتوبة والإستغفار. أخي مادام النفس يخرج منك ( اطلب التوبة ) لأن الموت يأتي فجأة ، أو ربما يتوقف ويقف القلب ويموت الإنسان وبذلك يكون قد خسر الدارين . هل تعرف ماذا يعني لو أنك تركت كل المعاصي والذنوب وتبت إلى الله ؟ هذا يعني أن الله سوف يغفر لك كل الذنوب التي أسلفتها من قبل مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، ليس هذا فحسب ، بل إن الله سيبدل كل سيئاتك إلى حسنات ، أليس هذه نعمة كبيرة ، أليس ربك غفور رحيم . قال تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } سورة الفرقان . كم نحن مقصرون ، وكم نحن مذنبون ، وكم من ذنب نرتكبه في اليوم والليلة ، وكم من نظرة حرام ، ومن جلسة حرام ، وكم إنساناً على وجه الأرض ينتهك حرمات الله كالزنا وشرب الخمر والقمار والسهر إلى الفجر بدون صلاة . هل تعتقد نحن خلقنا لهذا ، أم خلقنا للعبادة والفوز بالجنة ؟ إن الله جعل النساء والأموال والأولاد فتنة لنا واختباراً وجعلها مكاناً للامتحان ، لذلك ميّز رب العالمين الإنسان عن الحيوان بالعقل لكي يستخدمه في مكانه الصحيح 0 هل الحياة صعبة بارتكاب المعاصي ؟ كلا إنها سهلة . ولكن الحياة صعبة بكبت الشهوات ، وهذا هو الاختبار الحقيقي . إذاً ما الفرق بينك وبين البهائم (أعزك الله) ؟ أنت تأكل وهي تأكل ، أنت تنام وهي تنام ، أنت تجامع النساء وهي أيضاً لها نفس الوظيفة ، ولكن الفرق بينك وبينها أنك تصلي وتصوم وتقوم بباقي العبادات وهي .. لا . لذا عليك شكر نعم الله عليك ، وذلك بالعبادات والطاعات له ، واجتناب نواهيه . وبعد هذا ألا يكفي النظر إلى الحرام ، والسماع إلى الحرام كسماع الأغاني أو الغيبة أو مشاهدة القنوات الفضائية أو إلى المجلات الساقطة وإلى غير ذلك ، واحذر الخلوة بالنساء دون محرم فإن ذلك يؤدي إلى الوقوع في الرذيلة . واعلم إن الله لن يعذر رجل وصل الخمسين والستين ، ويقول غداً سأتوب وغداً سأصلي وغداً سأصوم وغداً وغداً ... وهل يا ترى بقى لك من العمر شئ بعد أن تجاوزت الخمسين أو الستين ؟ هل تعلم متى ستموت ؟ وهل مازال عندك أمل أنك تعيش أكثر مما عشته؟ قالَ رَسُولُ اللّهِ :«أَعْذَرَ اللّهُ إِلَى امْرِىءٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً» رواه البخاري. أنت !!؟ ماذا تريد من هذه الدنيا أكثر مما أخذته ؟ هل أعطيت ربك أكثر مما أخذت ؟ كلا . فاحذر هذه السقطة إنه من عمل الشيطان ، قال تعالى : {ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} سورة لبقرة وعمله أن يسوّف لك ويمنّيك بالأماني المزيفة وذلك منذ أن كنت صغيراً إلى أن تكبر ويقول لك : أنت مازلت صغيراً ، وعندما تنهي من الدراسة أو السفر أو الزواج أطلب التوبة من الله واعمل الطاعات ، وسوف تدعوا بعد ذلك إلى دين الله ، وسوف وسوف وسوف .... إلى أن يقبض الله روحك وأنت في عز لهوك وطيشك ،وتأتي إلى الله وهو عليك غاضب ، وبعدها تندم وتقول : { رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أخي في الله .. هل أنت أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ بالطبع لا .. إذاً الرسول يصلي ويصوم ويطيع الله ولا يعصي أوامره ، الرسول الذي غفر الله له ذنبه ما تقدم وما تأخر كان يطيع ربه بالليل والنهار حتى تتفطر قدماه ، فما بالك أنت ، لم يغفر لك ذنبك ، ولم يكفر عن سيئاتك ومع ذلك تعصي الله وتعمل الفواحش والمنكرات وفوق هذا تريد الجنة .. سبحان الله . أخي : هذه بعض نصائح من أخ لك يحبك في الله ويخاف عليك ، نحن المسلمين نحب بعضنا بعضاً ، ولابد أن نتناصح فيما بيننا ، وواجبي كمسلم أن أذكّرك في الله ، وفي عذابه وغضبه { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وإن الإنسان يغفل عن ذكر الله وينسى { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ } الكهف يا أخي .. ألا تريد النجاة من النار ؟ ألا تريد أن تقضي باقي أيامك في الآخرة في نعيم دائم ؟ إذاً لك هذه النصيحة الغالية مني ، وهي مجمل في قوله تعالى : {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } وتخيل لو أنك تقضي يوم القيامة باقي أيامك في النار ، وفي العذاب الأليم مخلداً فيها إلى أبد الآبدين ، وحتى لو خرجت من النار ، يا ترى متى سيكون خروجك منها ؟ بعد سنة ؟ أو عشرة سنين ؟ أو بعد قرناً من الزمان؟ إن اليوم الواحد في النار تمر عليك كسنين طوال ، يا ترى هل تحب العذاب ؟ بالتأكيد لا أحد يود ذلك ، إذاً ماذا عليك أن تفعل ؟ أرجو منك عند انتهائك من القراءة تذهب وتتوضأ وتصلي لله , وتندم على كل عمل عملته , وعلى كل ذنب اقترفته . وتذكر الموت .. هذا (الموت) الذي حير العلماء على مر العصور .. كيف هو ؟ ومتى يأتي ؟ وما أماراته ؟ وما هي الروح ؟ وكيف تخرج من الجسد ؟ وأين تذهب ؟ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} أسأل الله العظيم أن يوفقك في حياتك , وتفكر في حال الموتى ، وفي قبورهم وكيف يعذبون ، وتحمد الله أن لك بقية في عمرك لكي تتمكن من الاستغفار والتوبة ، وتحمد الله إنك مازلت فوق الأرض وليس تحتها ، وما زال هناك فرصة للتوبة قبل أن يفوت الفوت . ونسأل الله العظيم أن يثبتنا على ديننا ، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله على سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين . [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=25]الذين دع لهم النبى دعاء النبي لعبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه[/size] [size=25]لما استقر النبي بالمدينة، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ذهب بعض المهاجرين يبيع ويشتري، ومنهم عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – حتى جمع مهر امرأة فتزوج، وجاء إلى النبي عليه أثر طيب، فقال له النبي : «مهيم! يا عبد الرحمن» - وهي كلمة يمانية تفيد التعجب – فقال: تزوجت. فقال: «وما أعطيت زوجتك من المهر؟» قال: وزن نواة من ذهب. قال: «أولم ولو بشاة، بارك الله لك في مالك» قال عبد الرحمن: فأقبلت الدنيا علي، حتى رأيتني لو رفعت حجرًا لتوقعت أن أجد تحته ذهبًا أو فضة. ولما مات خلف لورثته مالاً لا يكاد يحصه العد، فقيل إنه ترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة، وكن نساؤه أربع فبلغ ربع الثمن الذي خص لكل واحد منهن ثمانين ألف، وترك من الذهب والفضة ما قسم بين ورثته بالفؤوس، حتى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه(البخاري مع الفتح (6/632)). * * * دعاء النبي لأنس بن مالك – رضي الله عنه - عن قتادة عن أنس عن أم سليم أنها قالت: يا رسول الله ، هذا أنس خادمك ادع الله له، قال:«اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته»( رواه البخاري ومسلم 4/1928.).«وأطل حياته، واغفر له» ( رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني يرحمه الله – فيه ص214.).قال أنس: «فوالله»، إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعدون نحو المائة اليوم(رواه مسلم 4/1929.). وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبه بضع وعشرون ومائة (البخاري مع الفتح 4/228.) وطالت حياتي حتى استحيت من الناس وأرجو المغفرة (الأدب المفرد وصححه الألباني ص244.)وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منها ريح المسك (رواه الترمذي 5/683.). * * * دعاء النبي لأصحابه عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – أن النبي خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر وقال:«اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراةٌ فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم»فتح الله له فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا. رواه أبو داود وغيره. * * * دعاء النبي لعلي – رضي الله عنه - عن علي – رضي الله عنه – قال: كنت راكبًا فمر بي رسول الله وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فارحمني، وإن كان متأخرًا فارفعه عني، وإن كان بلاء فأصبرني، فقال رسول الله :«كيف قلت؟» فأعاد عليه ما قال، فضربه في رجله، وقال:«اللهم عافه أو اشفه»شك شعبة – أحد الرواه: قال: فما اشتكيت وجعي بعد(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.). * * * دعاء النبي لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنهما - لما أصيب جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة، دخل النبي على أسماء بنت عميس زوجة جعفر وقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي بني أخي» فجيء بهم كأنهم أفراخ، فدعا بالحلاق، فحلق لهم رؤوسهم ثم قال: «أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عبد الله فشبيه خلقي وخُلقي»، ثم أخذ بيمين عبد الله وقال: «اللهم أخلف جعفرًا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه»( السيرة النبوية لمحمد بن أبي شهبة 2/430.). قالوا: فكان عبد الله من أكثر المسلمين تجارة وكان يضرب به المثل في جوده – رضي الله عنه -. * * * دعاء النبي لسعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه - عن يحيى القطان، عن الجعد بن أوس حدثتني عائشة بن سعد قالت: قال سعد: اشتكيت بمكة، فدخل علي رسول الله يعودني، فمسح وجهي وصدري وبطني، وقال: «اللهم اشف سعدًا» فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يديه على كبدي حتى الساعة (سير أعلام النبلاء 1/110.). * * * دعاء النبي لقبيلة ثقيف لما طال حصار الطائف عاد رسول الله ولم يفتحها، ولما قيل له وهم قافلون من الطائف: يا رسول الله أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم، فقال: «اللهم اهد ثقيفا، وأكفنا مؤنتهم» فقدم ثقيف بعد أشهر وأسلموا (السيرة النبوية لأبي شهبة 2/477 بتصرف.)! * * * دعاء النبي لأم أبي هريرة رضي الله عنها كانت أم أبي هريرة عجوزًا أصرت على الشرك، فكان أبو هريرة لا يقصر في دعوتها إلى الإسلام، إشفاقًا عليها، وبرًا بها، فتنفر منه وتصد عنه، فيتركها والحزن يفري فؤاده فريًا، وفي ذات يوم دعاها إلى الإيمان بالله – تعالى – وبرسوله فقالت: في النبي قولاً أحزنه، فمضى إلى النبي وهو يبكي، فقال له النبي : «ما يبكيك يا أبا هريرة؟» فقال: إني كنت لا أفتر عن دعوة أمي إلى الإسلام فتأبى علي، وقد دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يميل قلب أم أبي هريرة للإسلام، فدعا لها النبي قال أبو هريرة: فمضيت إلى البيت، فإذا الباب قد رُدَّ، وسمعت خضخضة الماء، فلما هممت بالدخول قالت: أمي: مكانك يا أبا هريرة، ثم لبست وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله... فعدت إلى رسول الله وأنا أبكي من الفرح، كما بكيت قبل ساعة من الحزن، وقلت: أبشر يا رسول الله فقد استجاب الله دعوتك، وهدى أم أبي هريرة إلى الإسلام. فحمد الله وأثنى عليه خيرًا قال: قلت: يا رسول الله أدع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا. قال: فقال: رسول الله : «اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين» فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني (أصلها في صحيح مسلم (4/1939).). [/size][b][center][b]دعاء النبي على عامر بن الطفيل قدم على النبي [size=25] عامر بن الطفيل وأربد بن قيس، فلما جاء النبي قال عامر: يا محمد: ما تجعل لي إن أسلمت، فقال – عليه الصلاة والسلام -: «لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم» قال عامر: أتجعل لي الأمر :إن أسلمت من بعدك؟ فقال رسول الله : «ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكن لك أعنة الخيل» قال: أنا الآن في أعنة خيل نجد، اجعل لي الوبر ولك المدر، فقال – عليه الصلاة والسلام -: «لا»، قال عامر: أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً، فقال رسول الله : «اللهم اكفني عامر بن الطفيل» وكان قد تواطأ على اغتيال النبي فعصمه الله – تعالى - منهما، فلما رجعا نزل عامر في بيت امرأة من بني سلول فأصيب بغدة (وهي الداء الذي يصيب البعير) في عنقه، فقال: أغده كغدة البعير وموت في بيت امرأة سلولية؟ ثم أخذ فرسه ورمحه، وصار يعدو بفرسه حتى سقط ميتًا (السير النبوية لأبي شهبة 2/550 – 551 بتصرف.). * * * السَّنُ بالسَّنِ في البخاري أن الربيع بن النضر كسر ثنية جارية، فعرضوا عليها الأرض فأبى أولياؤها، فطلبوا منهم العفو فأبوا، فقضى بينهم النبي بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع؟ فقال: والذي بعتك بالحق، لا تكسر ثنيتها فرضي القوم وأخذوا الأرش، فقال: رسول الله : «إن من عباد الله لو أقسم على الله لأبره» (رواه من حديث أنس – رضي الله عنه – البخاري (2703) ومسلم (1635) وغيرهما.). * * * دعاء النبي للجيش عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة فقال: «اللهم، سلمهم وغنمهم» فغزونا، فسلمنا، وغنمنا، وقلت: يا رسول الله، مرني بعمل قال: «عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له» فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يقولون إلا صيامًا (سير أعلام النبلاء 3/360.). * * * دعاء النبي لعمرو بن أخطب – رضي الله عنه روى أن النبي مسح رأسه وقال: «اللهم جَّمله» فبلغ مائة سنة ما أبيض من شعره إلا اليسير (سير أعلام النبلاء 3/474.). * * * دعاء النبي لجرير – رضي الله عنه - عن جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله : «يا جرير، ألا تريحني من ذي الخلصة» - بيت لخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية - قال: فنفرت في خمسين ومائة فارس، وكنت لا أثبت على الخيل، فذكرت ذلك لرسول الله ، فضرب يده في صدري فقال: «اللهم ثبته، اجعله هاديًا مهديًا» فلم يسقط بعد عن فرس. قال: فانطلق، فحرقهما بالنار ثم بعث جرير – رضي الله عنه – إلى رسول الله رجلاً يبشره – يكنى أبو أرطأة – منا إلى رسول الله فقال: «ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب» فبرك رسول الله على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (راجع إن شئت: صحيح مسلم وانظر كذلك السيرة النبوية لأبي شهبة (2/556-557).). وأحمس هي قبيلة جرير – رضي الله عنه -. * * * دعا له النبي – عليه الصلاة والسلام – فصار غنيًا دعا لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي أعطاه دينارًا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار، فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه(البخاري مع الفتح (6/632).) وفي مسند الإمام أحمد – رحمه الله – أنه قال له: «اللهم بارك له في صفقة يمينه» فكان يقف في الكوفة، ويربح أربعين ألفًا قبل أن يرجع إلى أهله (مسند أحمد 4/376.). [/size] [/center] [/b] [/center] [/b]
-
[b][b][b] [center] [b][size=25]من مظاهر حبه لك:كرمه البالغ وهداياه المتنوعة إليك [size=25]إن ميزان العدل يقول إن من عمل حسنة كان جزاؤه حسنة، ومن عمل سيئة كانت عليه سيئة، ولكن ميزان الكرم والفضل الإلهي له رأي آخر ]وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا[[الشورى: 23]. فميزان الحسنات يختلف عن ميزان السيئات, كرمًا منه سبحانه وتعالى، وحبًا لعباده، ورغبة في دخولهم الجنة ]مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ[[الأنعام: 160]. تأمل أخي القارئ قوله : «فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة».( رواه البخاري ح (6010)) فإن كنت في شك من جوده وكرمه فماذا تقول في قوله : «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر».( متفق عليه) وماذا تقول في قوله : «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشرًا، كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل».( متفق عليه) وغير ذلك من الأعمال المتاحة للجميع في أي وقت، والتي رتب الله على أدائها عظيم الثواب. من الأمير؟ جعل الله عز وجل لكل عبد من عباده ملكان يحصيان عليه أعماله, مَلَك على اليمين يكتب الحسنات، وملك على الشمال يكتب السيئات، فمن هو الأمير الذي له الكلمة على الآخر؟! يقول : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل عبد حسنة كتبها بعشر أمثالها، فإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: أمسك، فيمسك ست ساعات، فإن استغفر منها لم يكتب عليه شيئًا، وإن لم يستغفر كُتبت عليه سيئة واحدة».( ضعيف، أورده الألباني، في السلسلة الضعيفة ح (2237).) أأدركت أخي قدر المعاملة الكريمة التي يعاملنا الله بها؟! كريم في عطاياه هذا من ناحية الكرم في الجزاء، أما الكرم في العطاء والرزق فحِّدث ولا حرج.. انظر معي إلى أصناف الفواكه مثلا، ألم يكن يكفينا صنف أو صنفان يدُخلان السرور علينا، ونتمتع بلذيذ طعمها؟! ولكنه الكرم الإلهي الغير محدود الذي أتاح لنا هذه الأنواع الكثيرة كي نتمتع بها، بل إن الصنف الواحد له عدة صور، وقل مثل هذا على الخضروات والطيور والأسماك.. هذا مع العلم بأننا لم نعرف بعد كل أنواع هذه المأكولات. بل العجيب أن هناك مخلوقات خلقها الله عز وجل لإشاعة البهجة في نفوسنا عند رؤيتها ]وَأَنْزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ[[النمل: 60]. الهدايا المتنوعة لقد وصانا نبينا بالتهادي فيما بيننا ليزداد الحب، فالهدية لها تأثير عجيب في استمالة القلوب تجاه مُعطيها؛ قال «تهادوا تحابوا».( حسن، رواه أبو يعلي في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3004).) هذه الوسيلة العظيمة ذات الأثر المجرب في تنمية الحب يفعلها معنا ربنا باستمرار، فهداياه لا تنقطع عنا رغم إعراضنا الشديد عنه, يتحبب بها إلينا حتى نزداد له حبًا، وهو من هو.. هو الإله العظيم الذي خضعت له السماوات والأرض والجبال والبحار وكل شيء في هذا الكون.. هو الله الذي له ملكوت كل شيء. هو الرب الغني الذي لا ينتظر من عباده طاعة تنفعه، ولا يخشى منهم معصية تضره- حاشاه- هذا الإله بجلاله وكماله وملكه العظيم يتودد ويتحبب إلينا بإرسال تحفه وهداياه كل حين, قال : «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا».( رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وأورده الهيثمي في مجمع الفوائد 10/ 230.) ومن هذه النفحات والهدايا: يوم عرفة.. فإن صمته أخي القارئ غُفر لك ذنوب عامين, عام سابق وعام لاحق، وإن استطعت أن تكون في أرض عرفة في هذا اليوم تستغفر ربك غُفرت كل ذنوبك، وأصبحت كيوم ولدتك أمك.. بلا ذنوب ولا خطايا. وكذلك يوم عاشوراء فمن صامه غُفرت له ذنوب عام كامل. والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما إذا ما اجتنبت الكبائر. وفي شهر رمضان: الفريضة فيه بسبعين فريضة، والعبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر. فماذا تقول لمن يهديك كل هذه الهدايا بلا مقابل ينتظره؟! «يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا». قال بعضهم: ليس العَجَب من فقير يتودد، وإنما العجب من غني يتحبب. يرضى بالحمد شكرًا إن الحقيقة التي لا مرية فيها أن لله عز وجل هو الذي يطعمنا ويسقينا ويتولى جميع شئوننا بالإمداد والرعاية ولولاه ما كانت حياة. والمفترض أن يكون المقابل الذي نؤديه لله عز وجل كشكر له على نعمه وإمداده المتواصل لنا: هو السجود المتواصل، والتسبيح المطلق كحال الكون كله وما فيه من مخلوقات ]يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ[[الأنبياء: 20]. ولكنه- سبحانه وتعالى- لم يطلب منا ذلك، بل طلب أعمالا يسيرة لا تستغرق منا وقتًا معتبرًا، ويكفيك في هذا قوله: «إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، أو يشرب الشربة، فيحمد الله عليها».( رواه مسلم.) بل إنه سبحانه وتعالى يعلي من شأن هذا الحمد كما قال «ما أنعم الله على عبد نعمة، فحمد الله عليها، إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة».( صحيح الجامع الصغير (5562).) رب شكور بلا شك أن الله عز وجل هو الذي يحبب إلينا فعل الخير، ويعيننا على القيام به، ويصرف عنا الشواغل، ويزيل العوائق، فلولاه سبحانه ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ]وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ[[الأعراف: 43]. ومع ذلك فإننا نجده سبحانه يُعظِّم أعمالنا ويكبرها، ويشعرنا بأننا قد فعلنا شيئًا عظيمًا.. تأمل قوله لأهل الجنة ]ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[[النحل: 32]. أهذه الأعمال القليلة تستحق هذا الجزاء العظيم لو افترضنا أن أصحابها بالفعل قد قاموا بها دون إعانة من أحد؟ فما بالك والأمر غير ذلك، فالله عز وجل هو الذي وفقهم وأعانهم للقيام بها, ثم يقول لهم بعد ذلك وهم يتقلبون في صور النعيم في جنات الخلود: ]إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا[[الإنسان: 22]. تخيل لو أن رجلا غنيًا- واسع الثراء- له صديق فقير يحبه كثيرًا ويريد أن يساعده دون أن يجرح مشاعره، فهداه تفكيره إلى أن يطلب منه القيام ببعض الأعمال البسيطة الخاصة به، فلما قام بها أعطاه مقابل ذلك عطاء كبيرًا، ولم يكتف بذلك بل أشعره بأن ما قام به من أعمال قد عادت عليه بنفع كبير، وأنه مهما أعطاه فلن يستطيع أن يوفيه حقه، و...كل هذا ليقبل صديقه الفقير أعطيته بنفس راضية، على الرغم من أن هذا الفقير يعلم في قرارة نفسه أن هذا المقابل لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع ما قام به من أعمال. هذا تشبيه- مع الفارق- لما يستشعره أهل الجنة عندما يفاجئون بنعيم لا يمكن تخيله ]جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ[[فاطر: 33]. فماذا يقولون بعد ذلك؟! ]وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ[[الأعراف: 43] فإذا بهم يفاجئون بنداء يقول لهم: بل هذا حقكم وجزاء أعمالكم ]وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[[الأعراف: 43]. كرم عجيب تأمل معي أخي القارئ هذا الحديث الشريف الذي يخبرنا عن حوار دار بين آخر رجل يدخل الجنة، وبين الله عز وجل، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى! فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو أن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي، أو تضحك بي وأنت الملك» قال: فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقول: «ذلك أدنى أهل الجنة منزلة».( متفق عليه.) وفي نهاية الحديث عن مظاهر الكرم الإلهي أتركك- أخي- تتأمل قول رسول الله : «إن الله رحيم، حيٌّ، كريم، يستحي من عبده أن يرفع يديه ثم لا يضع فيهما خيرًا»( صحيح الجامع الصغير (1768).). [/size] [/size] [/center] [/b][/b] [/b][/b]
-
[b] [center] توبة مدمن خمر .. قصة مؤثرة أعرف رجلاُ كنت معه وهو في السبعين من عمره ، حدثني وهو في مسجد النبي وهو صائم أنه كان مبتلى بشرب الخمر والعياذ بالله وعمره في الخامسة عشرة حتى بلغ الأربعين من عمره ، فدخل يوماً على طبيب فوجد أن الخمر قد استنفذت جسمه والعياذ بالله فقال له الطبيب : يا فلان لا دواء لك إلا الذي كنت فيه ووقف الطبيب عاجزاً حائراً . يقول لي بلسانه : فلما قال لي الطبيب ذلك كأنني انتبهت من المنام فقلت له : أليس عندك علاج ؟ قال : ليس عندي علاج فقلت : بل العلاج موجود والدواء موجود !! ونزلت من ساعتي وأعلنتها توبة لله وصليت في مسجد الرسول ، قم انطلقت إلى بيتي ولبست إحرامي تائباً إلى الله .. ثم مضيت إلى مكة على مسيرة ثلاثة أيام فوصلت مكة في ظلمة الليل قبل السحر ، فلما فرغت من عمرتي جئت والتجأت إلى الله وبكيت وتضرعت وقلت : يا رب إما أن تشفيني وإما أن تقبض روحي وأنا تائب . قال : فشعرت في نفسي بأن شيئاً يحدثني أن أشرب زمزم . فذهبت إليها وأخذت دلواً – كانت زمزم بالدلو أيامها – ومن الجوع شربته كاملاً – وقد أعطاه الله بسطة في الجسم حتى عند كبره – فلما شربت هذا الدلو إذا بباطني يتقلب ، فشعرت بالقيء فانطلقت ، فلم أشعر عند باب إبراهيم وقد قذفتُ ما في بطني ، وإذا بها قطع من الدم مظلمة سوداء داكنة .. فلما قذفتها شعرت براحة عظيمة . قال : فشعرت بعظمة الله جل جلاله وأيقنت أن من التجأ إليه لا يخيب ، وأن بيديه سبحانه من الخير ما لا يخطر على بال .فرجعت مرة ثانية بيقين أعظم وإيمان أكثر فدعوت وابتهلت وسألت الله وبكيت وقلت : يا رب إما أن تشفيني وإما أن تميتني على هذه التوبة . قال : فإذا نفسي تحدثني بزمزم مرة ثانية فشربت الدلو مرة ثانية وحصل لي ما حصل في المرة الأولى ، فانطلقت حتى بلغت الباب فقذفت فإذا بالذي قذفته أهون من الذي قبله . ورجعت مرة ثالثة بإيمان ويقين أكثر فدعوت وابتهلت فأحسست أنني أحب الشرب فنزلت وشربت من زمزم ، فتحرَّك بطني فقذفت فإذا هو ماء أصفر كأنه غسل من بدني . قال : فشعرت براحة غريبة ما شعرت بها منذ أن بلغت ، ثم رجعت ودعوت الله وابتهلت إليه فألقى الله عليَّ السكينة فنمت وما استيقظت إلا على أذان الفجر .. فقلت : والله لا أفارق هذا البيت ثلاثة أيام .. فما زال يبكي ويسأل الله العفو والعافية ويشرب من زمزم . قال : ثم رجعت إلى المدينة ، ولما استقر بي المقام أتيت إلى الطبيب المداوي ، فنظر في وجهي فإذا به قد استنار من الهداية . فلما كشف عليَّ اضطربت يده وهو لا يصدق ما يرى ، ثم قال : يا عبد الله ، إن الله قد أعطاك ؛ أي شيئاً غير ممكن في عرف الأطباء . ثم استقام من ساعته ثلاثين عاماً يقول : وأنا أحدثك اليوم صائماً وأنتظر من الله حسن الخاتمة .. وقد توفي رحمه الله على خير . انتهى من قصص التائبين [/center] [/b]
-
[b] [center] الحقيقه مع كثرة الإرهاصات في المنطقة العربيه ومع توارد الكثير من الأدله على وجود أكثر من مخطط لخلق فوضى عارمة في الدول العربيه تمهيداً لخلق خارطة جديده تبنى لصالح إسرائيل وأمريكا اللتان تمتلكان أكثر العقول دهاء ومكرا وللأسف نجد أن من أبناء هذا الوطن من أنجرف مع التيار وأصبح يدعو للخروج على الدولة والتحريض عليها لدواعي لاتستدعي هدم الدولة وإدخالها في فوضى! قرأت ماكتبه سلمان الدوسري بشأن خطب نمر النمر التي حملت الكثير من التحريض على العنف والخروج على الدولة ورأيت كيف توافد عقلاء وكبار الطائفة الشيعيه في بلادنا لرفض هذا النهج ولإعلان محبتهم الخالصة لهذا الوطن ورفضهم لأي محاولة لضرب مكونات هذا الوطن العزيز والغالي . فنحن نختلف معهم كثيراً وندين بعض غلاتهم ممن اساؤ للصحابة الكرام رضوان الله عليهم ونتمنى أن يهديهم الله تعالى للحق المبين ولإتباع سنة رسول الله . أترككم مع هذه المقالة والحكم لكم : أعاننا الله وبلادنا على حملات التحريض والكراهية التي ابتلينا بها، ففيما يترقب أبناء الوطن من العقلاء تضميد جراح أحداث القطيف الأخيرة، لا يجد بعض المتطرفين بُدَّاً من معاودة إشعال فتيل الأزمة من جديد، ونفث سموم الطائفية والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد، وفي نهاية المطاف سيجد هؤلاء مَن يدافع عنهم ويبرر لهم تطرفهم وسعيهم لبث الكراهية. في خطبة الجمعة الماضية خرج نمر النمر، وهو أحد زعماء الطائفة الشيعية في القطيف، بحديث مباشر وصريح، طالب فيه باستمرار أعمال العنف والمواجهة مع الدولة، ومحرضا على سقوط كل الملكيات الخليجية، صحيح أن لغته في التجييش ليست جديدة، لكن هذه المرة استخدم ألفاظا متطرفة وانقلابية لم نعهدها في خطابنا الديني مسبقا، سوى في خوارج ''القاعدة'' وأتباعهم. فنمرٌ هذا، الذي خطب وحرض على العنف أمام الملأ على عكس متطرفي ''القاعدة'' الذين كانوا يبثون خطبهم عبر الإنترنت، سخر من قوات درع الجزيرة الذين سمّاهم ''أسود السنة''، زاعما أنهم ''قمعوا'' شعب البحرين، وسيتجهون فيما بعد لـ''قمع'' أهالي القطيف، أما الأخطر في خطبته فكانت عبر دعوته بأن يكون ''كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء''، ولا يخفى على أحد أين يمكن أن نصل، وهناك مَن يدعو لأن تتحول أرض القطيف لمعركة دامية تحت عباءة الدين. أفلا يحق لنا أن نتساءل بعد كل هذا: أين العقلاء والزعامات الحقيقية؟ ولأننا تعودنا على انقلاب المفاهيم، وتلون المبادئ والأخلاقيات، سيخرج علينا مَن يعتبر وصف هذا الحديث بالمتطرف بأنه ''مبالغة''. سيأتينا من يرى كل ذلك من باب ''تنفيس الاحتقان''. سنظل في دائرة التبرير لهؤلاء المتطرفين المحرّضين على أعمال العنف والشغب والدماء و''القتل'' و''الشهادة''، حتى ندخل في دائرة عنف جديدة سببها الرئيس هو هذه اللغة التي يستخدمها أشباه الزعامات الورقية، التي متى ما تُرك لها عنانٌ، لبث سمومها، أُججت الفتنة، لعن الله مَن أيقظها. قلناها سابقا، المحرّضون إخوان الشياطين، أينما خرجوا ينفثون سمومهم لبث الفتنة. لا أحد يقبل بأي تحريض ضد أي طائفة أو فئة أو مجموعة من مكونات الوطن، لكن الغريب أن أي نقد للمتطرفين السُّنة يعتبره الكثيرون وطنية لا غبار عليها، أما نقد المتطرفين الشيعة، فإنه يعد طائفية لا مبرر لها، وانظروا لبيان الغفلة الأخير، كيف دافع عن المتطرفين ولم يقل نحوهم كلمة تدينهم، بل دافع بصورة غير مباشرة عن أي تصرف يقومون به مستقبلا، فهذا البيان الأعرج وفّر لهم الأرضية المناسبة للمضي في هذا النفس التحريضي. ما زلنا ننتظر من زعامات القطيف موقفا وطنيا يحفظ لنا وحدتنا الوطنية، ويفوت على بعض المتطرفين المضي في أجندتهم الخاصة على حساب أمننا واستقرارنا. من السهل جدا الدخول في لعبة الشعبية واللعب على وتر الحماس والتحريض، غير أن كل هذا سينتهي قريبا، بينما سيبقى أثره راسخا لسنوات طويلة لا يمكن إزالته بسهولة. أفهم أن يبحث المتطرفون عن دورهم في هذه البيئة الخصبة، أما أن يغيب العقلاء ويتركوا الساحة لأشباه الزعامات، فلا أقل من أن يعترفوا بأنهم ليسوا أهلا لها! منصور الدوسري [/center] [/b]
-
[center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]تذكر قبل أن تعصي يا من تخاف الله عز وجل: • تذكر قبل أن تعصي: أن الله سبحانه يراك ويعلم ما تخفي وما تعلن، فانه "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور". • تذكر قبل أن تعصي: أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتبها في صحيفتك، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". • تذكر قبل أن تعصي: لحظة الموت وخروج روحك وهي تجذب جذبا شديدا حينها تتمنى أن تتوب إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن، "والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق". • تذكر قبل أن تعصي: القبر وعذابه وظلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار فهناك لا أب شفيق ولا أم ترحم. • تذكر قبل أن تعصي: يوم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة. • تذكر قبل أن تعصي: يوم تتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله. • تذكر قبل أن تعصي: يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل ويعرق الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ومنهم من يصل إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما والعياذ بالله. • تذكر قبل أن تعصي: يوم تشهد عليك أعضائك بما عملت من خير وشر، "حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون". • تذكر قبل أن تعصي: يوم يقول المجرمون: "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً". • تذكر قبل أن تعصي: يوم يؤتى بأناس من أمة محمد ـ ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال فيقول النبي ـ ـ: فيقال: . • تذكر قبل أن تعصي: أنك سوف تعبر الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر عملك فإما أن تنجو وإما أن تخطفك كلاليب جهنم والعياذ بالله. قال تعالى: "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً". • تذكر قبل أن تعصي: وقوفك بين يدي الله عز وجل وليس بينك وبينه حجاب أو ترجمان فيذكرك بكل ذنب عملته. • تذكر قبل أن تعصي: عندما يقول العاصي يوم القيامة: "يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله". • تذكر قبل أن تعصي: نار جهنم وبعد قعرها وشدة حرها وعذاب أهلها وهم يسبحون فيها على وجوههم. • تذكر قبل أن تعصي: أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق وحرمان العلم والرزق وضيق الصدر وقصر العمر وموت الفجأة وذهاب الحياء والغيرة وأعظم عقوباتها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر. [/size] [/center] [/b]
-
[center] بسم الله الرحمن الرحيم [size=29]البيت المســلم ... مشـاكل وحلول يقول الله تبارك وتعالي في كتابه العزيز : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " ( [1] ) هذه هي الآية الأولي من سورة النساء ... التي تتحدث عن تنظيم الأسرة على قواعد الفطرة ، بما يكفل جريان الحياة الإنسانية في مجراها الفطري الهادىء ، كما يترتب على انحرافها عنه فساد في الأرض كبير . ويلاحظ أن السورة تتضمن ـ من أول آياتها ـ الإشارة إلى أنه من النفس الواحدة " ... َخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا "وكانت كفيلة - لو أدركتها البشرية - أن توفر عليها تلك الأخطاء الأليمة ، التي تردت فيها ، إذ خلقها الله لتكون لها زوجاً وليبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، فلا فارق في الأصل والفطرة ، إنما الفارق في الاستعداد والوظيفة . . ولقد خبطت البشرية في هذا التيه طويلاً ، جردت المرأة من كل خصائص الإنسانية وحقوقها ، فترة من الزمان ، فلما أن أرادت معالجة هذا الخطأ الشنيع اشتطت في الضفة الأخرى ، وأطلقت للمرأة العنان ، ونسيت أنها إنسان خلقت لإنسان ، ونفس خلقت لنفس ، وشطر مكمل لشطر ، وأنهما ليسا فردين متماثلين ، إنما هما زوجان متكاملان . وفي سورة النساء وفي غيرها من السور وأيصا فيما تضمنته السنة النبوية المشرفة ، حشد كبير من مظاهر العناية بالأسرة في النظام الإسلامي ، بما يكفل القضاء علي المشاكل والهموم التي تعاني منها الأسرة المسلمة . إن الناظر في حال بيوتنا اليوم يجد أنها تغوص في عدد من الأزمات والمنازعات والخصومات ( [2] )... مشاكل تعصف بالكيان الأسري وتهدد التماسكالاجتماعي ... ظواهر ومظاهر سيئة حولت كثيراً من البيوت إلى جحيم وهموم : أبناء يعقونآباءهم ، وآباء يتساهلون مع أبنائهم وبناتهم ، وعنف عائلي ، ومشكلات زوجية ،وطلاق لأتفه الأسباب . فكم من زوج يشتكي من زوجته وعصيانها له ، أو كثرة جحودها لما يقدمه لها ، أو افتعالها للمشاكل مع أهله وأقاربه ، أو حبها للشكليات والتقليد والمظاهر التافهة . وكم من زوجة تشتكي من زوجها لأنه لايصلي ، أو لأنه يتعاطى المسكرات والمخدرات ، أولأنه يسرق منمالها الخاص ، أو لأنه لا ينفق علي البيت والعيال. إن البيوت إذا امتلأت بالمخاصمات والمشاكل وكثر فيها الانفصام والانفصال ، فإنها بيوت ملغومة مفككة متآكلة ، يوشك أن تنفجر يوما من الأيام ، وهذه المشاكل ستنعكس بشكل خطير على الناشئة والأطفال ، وستوجد جيلاً فاشلاً محطما مبتور العواطف ، شاذ السلوك ، عدواني التصرف ، ناقماًعلى من حرمه الدفء والحنان ؛ لأنه لم يتربى على المودة والرحمة ؛ وإنما تربى وسـط السباب والمشاكل والتسلط والكراهية ، فكم من طفل أو شاب فقد الأمان في البيت فأخذيبحث عن الراحة من المشكلات خارج البيت ، فيتعلق بأصحابه ومن هم خارج البيتأكثر من تعلقه بأهله وبيته ، فيحرم الطفل من هذه النعمة العظيمةنعمة البيت يقول الله سبحانهوتعالى : " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا "( [3] ) فالله سبحانهوتعالى جعل لنا البيوت سكناً يأوي إليها أهلها وتطمئن فيهانفوسهم ، ويتربى في كنفها أولادهم ، يريدها أن تكون سكناً وقلاعاًللمحبة والوئام ، وحصوناً للخير والأمان ، ودياراً للتربية والإحسان ، لا أن تكون محلاًللنزاعات والمنازعات والمشاكل والأحزان. إن المشاكل التي تحدث في البيوت هي أم البلايا والأوجاع ؛ فبسببها يقع الطلاق ويتقلص دور الأسرة ، وبسببها تضعف أواصر التقارب ، وتتقطع سبل التواصل ، وبسببها تظهر مظاهر العنفوالجريمة والانحراف ، وبسببها تشيع الأنانيةوالأحادية بدلاً من قيم الإيثار والجماعية ، مما ينذر باشتعال فتيل الأزماتالاجتماعية . وقد رأينا ذلك جليا واضحا في الأحداث التي تمر بها مصر العزيزة التي تتسـم دائما بالأمن والأمان ... رأينا الصبية والأطفال يحرقون الحضارة والآثار ، ويهدمون المباني والديار ، يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي العملاء دون أدني شعور بالولاء والانتماء ... اللهم إلا حفنة من الجنيهات ، ووجبة من هنا أو هناك ، يلقيها إليهم مرتزقة وفلول باعوا أنفسهم للصهاينة والصليبيين بأبخس الأسعار ، مستغلين الانهيار الأسري الذي دفع هؤلاء الأطفال للتشرد والانحراف . فيجب علينا جميعاً أن نبادر إلى إطفاء نار هذه المشاكل التي تقع في بيوتنا ،وأن نسارع إلى القضاء عليها قبل استفحالها ، وقبل تهدم الأسر ووقوع الندم ؛ وذلك بتعمير البيوت بذكر الله ، وتنويرها بالطاعات ، وإحيائها بالإيمان والعبادات ؛ لأنالبيوت إذا لم تعمر بالخير والذكر وقراءة القرآن ، فإنها ستكون مرتعاً للشيطان يملؤهابالفساد والمشكلات ... بيوت ميتة اجتالتها الشياطين وعششت فيها وفرخت فأعمت قلوبساكنيها وضيقت صدورهم وأوحشتها فضاقت نفوسهم وتهيأت لاختلاق المحنوالمشكلات. فالبيوت إذا خلت من قراءة القرآن إذا خلت من النوافل والتحصينات والأذكار،ابتعدت عنها الملائكة وصارت مأوى للجن والشياطين ، وانقلبت قبوراً موحشة وأطلالاًخربة ، ولو كانت قصوراً مشيدة ... أهلها موتى القلوب وإن كانوا أحياء الأجساد ، يقول النبي: " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ " ( [4] ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ " ( [5] )فبالله عليكم من منا يفعل ذلك كلما دخل بيته ؟ وكم مرة نأكل ولا نأتي بحق الطعام ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الطَّعَامِ ؟؟ حَقُّهُ أن تَقُولُ : " بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا " وَ هل تَدْرِي مَا شُكْرُهُ إِذَا فَرَغْتَ ؟؟ شُكْرُهُ أن تَقُولُ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا ( [6] ) ثم بعد ذلك نشتكي من الضنك في معيشتنا. لقد خلت أكثر البيوت ، إلا من رحم الله ، خلت من ذكر الله فحلت فيها الشياطين ورتعت ، وكثر فيها الخلاف والشجار ؛ لأن الشياطين هم أساس كل شر وبلية، وكثرة ذكر الله سبحانهوتعالى أساس لعلاج لكل هم ورزية ؛ فالإنسان إذا ضاقت عليهالدنيا ، فالعلاجالأول هو الإكثار من ذكر الله سبحانهوتعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"( [7] ) يقول النبي : " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ "( [8] ) ويقول : " مَثَل البيتِ الذي يُذكَر الله فيه والبيتِ الذي لا يُذكر الله فيه مثلُ الحيِّ والميِّت"( [9] )فلابد من تنظيف البيوت من أسباب الغفلة ، ومحركات الشهوات ، ومزامير الشيطان ووسائل الفساد ، وأصوات المطربين . ولا يتصور الإنسان أنه سيعيش في هذه الحياة بلا هموم ومشاكل ، ولذلك عليه ألا يتبرم ولا يتصخب يقولسبحانهوتعالى : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "( [10] )ويقول سبحانهوتعالى: " وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا" ( [11] ). فعلى المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره فيستقبل النعم بالشكر ويستقبل المصائب والمشاكل بالصبر: " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ "( [12] ) *** *** *** من الأمور المهمة لعلاج المشاكل التي تحدث في بيوتنا وأسرنا أن يكون لكل بيت أو في كل بيت مسئول أو أمير يجعلونه مسئولاً عليهم ، ويكون له القول الفصل في جميع القضايا المتعلقة بالبيت ، وعلى الجميع في النهاية أن يسمع له ويطيع ، ويرضى بقراره حتى ولو كان يرى أن قراره غير صائب ، ومن فضل الله أنه لم يتركنا هملا ، بل بين لنا صفات هذا المسئول ، فقال سبحانهوتعالى : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " ( [13] ) يروى في سبب نزول هذه الآية أن سعد بن الربيع رضي الله عنه أغضبته امرأته فلطمها فشكاه وليها إلى رسول الله كأنه يريد القصاص فأنزل الله سبحانهوتعالى هذه الآية فقال : " أردنا أمراً وأراد الله أمراً والذي أراد الله خير " ، ورضوا بحكم الله سبحانهوتعالى وهو أن الرجل ما دام قواماً على المرأة يرعاها ويربيها ويصلحها بما أوتي من عقل أكمل من عقلها ، وعلم أغزر من علمها ، وبعد نظر في مبادىء الأمور ونهاياتها أبعد من نظرها غالباً ، إلى أنه دفع مهراً لم تدفعه ، والتزم بنفقات لم تلتزم هي بشىء منها ، فلما وجبت له الرئاسة عليها وهي رئاسة شرعية كان له الحق ( [14] ) يأمرها بطاعة الله تعالى ، وينهي إليها شعائر الإسلام ؛ من صلاة ، وصيام ؛ وما وجب على المسلمين ( [15] ) كما قال ابن عباس : الرجال أمراء على النساء . ( [16] ) وعلل ذلك بأمرين : وهبيٌّ وكسبيٌّ ( [17] ) كما رأينا. [/size] [/center]
-
بسم الله الرحمن الرحيم رسالة خاصة جداً أخي المسلم ..أختي المسلمه يا أيها المعني بقول المولى عز وجل : {يا ايها آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } يا من وضعت في بيتك شيئاً أنت تعلم شره غداً . وسكتّ عن أمرٍ أنت تعلم عاقبته ومصيره . هذه رسالة من محب لك .. مشفق عليك .. فاقرأها بعين الإنصاف .. بعيداً عن اتباع الهوى .. ثم انظر ما أنت فاعله ؟ وأرجو منك أن تقرأها كاملة متذكراً قول الله عز وجل :{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } أخي المسلم ..أختي المسلمه .. إليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك ، وامتزجت بروحي فلعلها تمتزج بروحك .. كتبتها بمداد المحبة والصفا ، والنصح والو فا ، فلعلها لا تجد عن نفسك الصافية مصرفاً . أخي المسلم ..أختي المسلمه. إني لا أعرفك ، وأنت لاشك لا تعرفني ، لكن الذي جعلني أكتب إليك هو ذلك الشيء الذي وضعته فوق منزلك .. يناطح السحاب ، ويعانق السماء ، ويفتح قلبه لكل وافد ، ويصافح بيديه كل قادم .. قد مدَّ قامته بكل فخر وسرور ، وقد رفع رأسه بكل تكبر وغرور . ثم جلست داخل منزلك كهيئة وقوفه هو خارجه .. !! فاتكأت على كل ما لطف من الفُرش ورق َّ ، واسترخيت على السندس والإستبرق ، وأمرت بالمرطبات ، و أصناف المأكولات ، وأغلقت النوافذ والأبواب .. ثم .. تناولت مفتاح الجهاز بيدك ، فقلبته كيفما شئت . ونفسك الأمارة تقول لك .. من مثلك ؟ نقل فؤادك حيث من الهوى .. هاهو العالم بين يديك .. فتجول فيه أني أردت . فأخذت تنتقل ووجهك تعلوه الابتسامة ، ونظراتك تطارد المشاهد المكشوفة ، ولعابك يسيل على المناظر الفاضحة ، فمن فيلم إلى مسرحية ، ومن رقصة إلى أغنية ، ومن ذنب إلى معصية ، ومن صغيرة إلى كبيرة . فتشاهد في هذه الشاشة البيضاء ، ما ينكت في قلبك النكتة السوداء ، فتتوالى هذه النقط السوداء على قلبك الأبيض ، حتى يغلب السواد على البياض فيموت قلبك ، ويبقى جسمك ، فتكره كل خير ، وتحب كل شر ، وتبتعد عن كل معروف ، وتقترب من كل منكر . وتبدو على وجهك آثار كآبة وضيق ، وهمّ عميق . ورغم كل الملهيات ، وما تملكه من مسليات ، سوف تصبح معيشتك ضنكا ، ولياليك سوداً، وسوف تعاني من الاكتئاب ، و الطفش والحيرة ، و التخبط والفراغ ... لأن سيدك ومولاك يقول : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } أخي .. أعرف أنك الآن تغطي عينيك لكي لا ترى شيئا ًغير جهازك وتغلق أذنيك حتى لا تسمع أحداً سوى تلفازك . أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا بفيلم اليوم وسهرة الليلة . أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا في الشرق ومغريات ، والغرب وملهياته . أعرف أنك تجري وتجري .. وتلهث و تلهث . أعرف أنك تجري وراء الشهوات ، وتلهث وراء اللذائذ والموبقات . ولكنك يا أخي .. لا تعرف أن في آخر هذا الطريق حفرة عميقة ، ذات هوّة سحيقة !! أخي .. اسمح لي بأن أقف في وجهك في منتصف الطريق وأقول لك :قف !! قف .. وعُدْ إلى ربك ..واتقِ النار .. اتقِ السعير . إن أمامك أهوالاً وصِعاباً ، إن أمامك نعيماً وعذاباً ، إن أمامك ثعابين وحيات .. وأموراً هائلات . والله الذي لا إله إلا هو ... لن تنفعك الأفلام والسهرات ، والرقص والأغنيات . [/size] [center]رسالة لأصحاب المواقع الشخصية التي تعرض ما حرم الله الأخ العزيز / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قمت بزيارة موقعك فأعجبني تصميمك له ومدى اهتمامك به فأحببت أن أبعث إليك هذه الرسالة وبها بعض الخواطر التي خطرت لدي عند زيارة موقعك أحببت أن لا أحتفظ بها لنفسي فرأيت مشاركتك معي لأن هذه الخواطر تخصك أنت وحدك . أخي الكريم : كما لا يخفى عليك أن الإنسان في هذه الحياة يسعى جاهداً لتقديم الأفضل والأهم من ذلك تقديم وعمل ما يرضي الله سبحانه وتعالى وكما تعلم أخي الحبيب أن الإنسان مرتهن يوم القيامة بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر والعياذ بالله والله ثم والله إن الإنسان ليكفيه ذنوبه التي أذنبها ويرجو من الله أن يغفر له إياها فما بالك بأناس طوّعوا أنفسهم لجمع سيئات غيرهم وكأن سيئاتهم لا تكفيهم !! . أخي : عندما زرت موقعك وتجولت فيه تذكرت حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي جاء فيه (( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شئ ، ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شئ )) . أخي : تذكر هذا الحديث وادرسه جيداً وانظر هل أنت ممن سن سنة حسنة ؟ أم ممن سن سنة سيئة ؟ هل تعلم أخي العزيز أن كل من ينظر إلى مواقع الأفلام والقنوات الفضائية ويرى صوراً فاضحة ومن يستمع إلى الأغاني من موقعك أن هذا الإثم مآله إليك ومسجل في صحائف أعمالك أنت . نعم أنت !! فو الله إن ذنوبك تكفيك وما هناك أمر يدعوك للتبرع بجمع سيئات أناس لا تعلمهم ولا أنت عارف ما هم !! أخي العزيز : لو استبدلت هذا الموقع لنشر الخير والفضيلة ونشر القرآن والسنة لرأيت الفرق في ذلك فكل مستمع لقرآن أو قارئاً لحديث فإن أجره مسجلٌ في صحائف أعمالك . فالله الله لا تكن ظالماً لنفسك فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل . [size=21] أخي المسلم ..أختي المسلمه.. قف مع نفسك لحظة .. واسألها : إلى متى أجري خلف الشهوات .. وألهث وراء المنكرات .. كم سأعيش في هذه الدنيا ؟ ستين سنة .. ثمانين سنة .. مائة سنة ألف سنة .. ثم ماذا ؟ .. ثم موت .. خلود دائم ، في جنان النعيم ،أو في نار الجحيم و ماء الحميم . أخي .. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت ، ودخلت القبر ورأيت ظلمته ووحدته ، وضيقه ووحشته.. تذكر .. الملكين وهما يقعد انك يسألانك . تذكر .. كيف يكون جسمك بعد الموت .. تقطعت أوصالك ، وتفتت عظامك ، وبلي جسدك ، وأصبحت قوتاً للديدان . تذكر.. يوم تسمع الصيحة.. إنها صيحة العرض على الله .. فيطير فؤادك ، ويشيب رأسك.. فتخرج من قبرك مغبراً حافياً عارياً .. قد رجت الأرض وبست الجبال ، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال : وطارت الصحائف ... وقلق الخائف وزفرت النار ... وأحاطت الأوزار ونصب الصراط ... وآلمت السياط وحضر الحساب ... وقوي العذاب وشهد الكتاب ... وتقطعت الأسباب تذكر .. مذلتك في ذلك اليوم العظيم ، وانفرادك بخوفك وأحزانك . وهمومك وغمومك وذنوبك .. فتتبرأ حينها من بنيك ، وأمك وأبيك ، وزوجتك وأخيك . تذكر.. يوم توضع الموازين ، وتتطاير الصحف . كم في كتابك من زلل ، وكم في عملك من خلل . تذكر .. يوم ينادى باسمك بين الخلائق .. يا فلان بن فلان : هيا إلى العرض على الله ، فتقوم أنت ، ولا يقوم غيرك ، لأنك أنت المطلوب . تذكر .. حينئذ ضعفك .. وشدة خوفك ، وانهيار أعصابك ، وخفقان قلبك .. وقفت بين يدي الملك الحق المبين ، الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه .. وقفت وبيدك صحيفة . لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتقرؤها بلسان كليل .. وقلب كسير ، قد عمّك الحياء والخوف من الله . فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن ... مالك الذي أضعته .. وعمرك الذي أسرفت فيه .. وعينك التي خنت بها .. وسمعك الذي عصيت به ... بأي قدم تقف غداً بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه ..!!! ماذا تقول له غداً .. عندما يقول لك : يا عبدي .. لماذا لم تجُلّني ، لماذا لم تستح من ، لماذا لم تراقبني ... يا عبدي .. هل استخففت بنظري إليك . يا عبدي .. ألم أحسن إليك .. ألم أنعم عليك !! أخي المسلم ..أختي المسلمه تذكر .. هذه المواقف العصيبة ، والأوقات الرهيبة يوم ينسى الإنسان كل عزيز وحبيب ، ولا ينجو إلا من كان له قلب سليم . أخي.. قف مع نفسك هذه الوقفة المصيرية . واعلم أنك ما وجدت في هذه الدنيا إلا للعبادة .. { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } لم تُخلق للهو واللعب والعبث ..{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } أخي .. إني أخاطب فيك دينك .. الذي يحرم هذه المنكرات . وأخلاقك .. التي تترفع عن هذه الشهوات . وعقلك .. الذي يأبى هذه الترهات . وقلبك .. الذي يخاف من هذه الموبقات . وغيرتك .. على نسائك العفيفات المحصنات . فانتصر على نفسك .. وتغلب على هواك .. وأخرج هذا "الدش" من بيتك ، وسيعوضك الله خيراً منه في الدنيا والآخرة . أخي .. والله ما كتبت هذه الأحرف ، ولا نطقت بهذه الكلمات ، إلا لخوفي على وجهك الأبيض .. أن يصبح مسودّاً يوم القيامة وعلى وجهك المنير .. أن يصبح مظلماً وعلى جسدك الطري .. أن يلتهب بنار جهنم . فعسى قلبك الطيب يلتقطها .. ولعل نفسك الصافية تستقبلها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
-
[b] [center] [b][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]لا تـقـر أ هــذه الـقصـة !!! أخـي الفاضل اختي الفاضله ... من الـبـدايـة أقــول لك لا تـقـرأ هذه الـقـصـة ..... يـقــول صـاحـب الـقـصـة : كـنا ثـلاثـة من الأصدقـاء ... يـجـمـع بـيـنـنـا الـطـيـش والعـبـث ! كلا ... بـــل أربـعـة فـقـد كـان الشـيـطان رابعـنا... فـكـنا نـذهـب لاصطـيـاد الـفـتـيـات الساذجات بالكلام المعسول ونـسـتـدرجهـن إلى المزارع البعـيـدة ... وهـناك نـفـاجأ بأننا قـد تحولـنا إلى ذئاب لا نرحم تـوسلا تـهـن بعـد أن ماتـت قـلـوبـنـا ومات فـيـنا الإحساس !!! هـكـذا كـانـت أيامنـا وليـالـيـنـا في الـمزارع ... في المخـيـمات والسيــارات وعـلى الشــاطــــئ !!! إلــى أن جـــاء الـيــوم الــــذي لا أنـــسـاه !!! [ كـــم أنــت عــنيـد حـيـنـمـا تصـر عـلـى الـقـراءة .... ] ذهـبـنـا كـالـمعـتـاد للـمـزرعـة ... كـان كـل شـيء جـاهـزاً . الـفـريسـة لـكل واحـد منا ... الـشراب الـملـعـون ... شيء واحد نسيـناه هـو الطعام . وبعـد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته . كانت الساعة السادسة تقريباً . عـنـدما انـطلـق .. ومرت الساعات دون أن يـعـود .. وفي العاشـرة شعرت بالـقـلـق عـلـيـه .. فانـطـلـقـت بسيارتي أبــحــث عــنـه .. وفـي الـطــريـق شاهــدت بـعـض ألـسـنــة الـنــار تندلـع عـلـى جانـبـي الــطـريـق !!!!!! وعـنـدما وصلـت فـوجـئـت بأنها سـيـارة صديقي والـنــــار تـلـتهـمها وهي مقـلـوبة على أحـد جانـبـيـها ... أسرعـت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعـلة ، وذهـلـت عـنـدما وجـــدت نصف جســده وقــد تــفـحــم تماماً . لـكن كان ما يـزال على قـيـد الحياة فـنـقـلـتـه إلى الأرض ... وبـعـد دقـيـقـة فـتح عـينيه وأخذ يهذي ... الـنار... الـنار فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لـكـنـه قال بـصــوتٍ بــــاكٍ : لا فائـــــــــدة . لن أصـل ، فـخـنـقـتـني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي .. وفـوجـئـت بـه يصرخ : مـاذا أقـول لـه .. مـاذا أقول له ؟ نـظـرت إليـه بدهشـة وسـألـتـه: مَــــنْ هـــــو ؟ قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق : الـلــــه ... أحسست بالـرعـب يجـتـاح جسـدي ومشـاعـري ، وفجـأة أطـلـق صرخة مـدويـة . ولــفــظ آخــر أنـفـاسـه ..... ومضت الأيام ... لكن صورة صديقي الـراحــل وهــو يصرخ والـنار تـلـتـهـمه ... مـاذا أقـول لـه ... مـاذا أقـول لـه ؟! لا تـفارقـني ووجـدت نفسي أتساءل : وأنا ... ماذا أقول له ؟ فاضت عـيـناي واعـتـرتـني رعـشة غـريـبة .... وفي نفس الوقت سمعت المؤذن ينادي لـصلاة الـفجر . اللـه أكبر ... فأحسست أنـه نـداء خاص بي يدعـوني لأســدل الستـار على فـترة مظـلـمة مـن حـياتـي ... يـدعـوني إلى طـريـق النـور والهـدايـة .. فاغـتسلـت وتوضأت وطهرت جسدي من الـرذيلـة الـتي غـرقـت فيها لسنوات ... وأديت الصـلاة ومن يومها لم تـفـتـني فـريضة .... فالـحـذر الـحـذر مـن الـوقـوع في المعاصي والـذنــوب فـإنـها واللـــه عبــرة ... ولـنـكـن نحن ذلك الشـاب المتعـظ من هـذه القـصة ولـنقـلها دائماً مـاذا نقول لله عـندما نرتـكب أي خطأ أو معصية مـاذا أقول له لـعـلـك تـجــد الإجــــابة الشافية ... [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]5 وقفات لمن يريد النجاة إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها , والدين لا يقوم إلا بأهله , ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعدائهم , قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله فإن علينا - أهل الإسلام وحملة لوائه – أن نقوم بأنفسنا أولاً , لنكون أهلاً للقيادة والهداية , ومحلاً للتوفيق والسداد . وإن الأجدر بنا أن ننطلق من البداية فنتأمل في شبابنا وما هم عليه من أفكار وأعمال, كي ننمي منها ما كان صالحاً ونصلح منها ما كان فاسداً , لأن الشباب اليوم هم رجال الغد , وهم الأصل الذي ينبني عليه مستقبل الأمة فإذا صلح الشباب وهم الأصل , وكان صلاحاً مبنياً على دعائم قوية من الدين والأخلاق , فسيكون للأمة مستقبل زاهر , ولشيوخها خلفاء صالحون إن شاء الله . تساؤلات ؟؟؟ هل تأملت هذا الرجل الذي احدودب ظهره وابيض شعره وتثاقلت خطاه وخارت قواه وسقط حاجباه , وتناثرت أسنانه ؟ فهو يقوم بصعوبة , ويجلس بصعوبة , وينام بصعوبة , ويصلي بصعوبة , وصوم بصعوبة , ويأكل بصعوبة ويشرب بصعوبة , ويقضي حاجته بصعوبة !! هل تأملت هذا الرجل ؟ ألم يكن شاباً مثلك ؟ يعيش حياة الشباب .. ويسير سيرهم .. ويلهوا لهوهم .. ويلعب لعبهم .. لقد ظن هذا الرجل أن أيام الشباب طويلة وأن قوة الشباب قاهرة , وأن نظرة الشباب تزهو على الليالي والأيام!! واليوم .. وبعد أن كبرت سنه , وضعف بنيانه , وتنوعت أسقامه , يبكي على ما ضاع من عمره في اللهو واللعب , يبكي على قوة الشباب التي ولت , وعلى نضرة الحيوية التي استبدلت بالكبر والشيخوخة , ويتمنى أن يعود إليه شبابه وقوته ليصرفها في طاعة الله ومرضاته .. ولكن ... ولكن ماذا ؟! أظنك تعرف الجواب .. فأنت ذو عقل راجح ولسان طلق وعضلات مفتولة وقوة على التعبير بليغة , ولذلك اخترتك لتقرأ رسالتي هذه .. إنها لك لا لغيرك , نعم أنت من أريد .. أنت .. أنت من أبحث عنه طويل السنين .. أنت من أرق عيني التفكير فيه , ومن أوجل قلبي شفقة عليه .. اخترتك لأنك حفيد العزة , وصاحب ميدان الإباء والطموح , أنت الذي في قلبك شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء .. أكتب لك هذه الكلمات من قلب مفعم بالحب لك وحدك .. كلمات هي قطرات دم , وآهات نفس , ودموع عين , وزفرات قلب ... ولتعلم العلم اليقين أن ما خرج من القلب وافق القلب ينتج الشيء الكثير ... حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناء وقفات عجلى .. وكلمات حرى ... ليس لك جامع إلا أنك قارئها ... ومن ثم ... الأولى : بدون عنوان ؟! .. ما الذي جعل أبو طالب – عم رسول الله – خالداً مخلداً في ضحضاحٍ من النار بعد أن كان على قاب قوسين أو أدنى من الإسلام ؟!! إن كنت تعرف الجواب فانتقل للوقفة الثانية .. حيث إنك قد فهمت المقصود وإلا فازدد علماً .. إنه أخي المبارك – صديق السوء : أبو جهل - عليه لعنة الله – وإن الأصدقاء على قسمين : صديق مخلص , وفي إذا احتجت إليه كان نعم العون , وإن استشرته كان نعم المشير , وإن رآك على انحراف بين لك الصواب والطريق , وإن جالسك كان نعم الجليس الصالح يمدك بالمعارف , ويحافظ على وقتك بما هو نافع , مزاياه أكثر من أن تعد قال تعالى :{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف :67] والقسم الثاني : صديق الرخاء والسوء وهو من إذا رجا منك غرضاً أو حاجة كان لك الصديق الحميم , لسانه أحلى من العسل وقلبه قلب ذئب , يموه الحقائق فيقلب الحسن قبيحاً والقبيح حسناً , ويسير بك نحو الغواية والشقاية وهو متبرأ منك لا محالة , إن في الدنيا وإن في الأخرة , قال تعالى { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً } [الفرقان :27-28] فاختر لنفسك ما تشاء إما عداوة براءة أو صداقة ملازمة .. الثانية : وبكى إبليس !! نعم بكى إبليس لما سمعها ويحق لك أن تأنس إذا سمعتها .. لكن قبل أن تستأنس بها وتطير فرحاً معها .. لا بد أن تأخذ على نفسك العهد – وهذا ديدنك – أن تعمل بها حتى تكون سعيداً ولا تفرط بما يسعدك ويسليك ... والآن جاء الموعد لتستمع لها .. قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران :135-136] القضية باختصار أخي الشاب قرار جرئ وشجاع تتخذه , وبعد ذلك يتغير مجرى حياتك تلقائياً , ويهون ما بعده فهل تعجز عن اتخاذ هذا القرار ؟ لا أخالك كذلك وأنت الشاب الجريء في حياتك كلها .. إن الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار هو هذه اللحظة .. إن أي تأخير في اتخاذ القرار الذي تجدد به حياتك وتصلح به أعمالك يعني بقائك على الشقاء والظلام .. إن هذا القرار نقلة كاملة من حياة إلى حياة من الظلام إلى النور من التعاسة إلى السعادة من الضيق إلى السعة .. فبادر باتخاذ قرار التوبة وبسرعة لتبكي إبليس وحزبه .. الثالثة : رأس المال ... إن رأس مال المسلم في هذه الحياة هو الوقت , والوقت أنفس من المال وأغلى , وإليك الدليل: ولو أن محتضراً وضع أمواله جميعاً ليزاد في عمره يوم واحد .. هل يحصل له ذلك التمديد وتلك الزيادة ؟ ويكون تنمية رأس المال بحفظه فيما ينفع من تلاوة القرآن وقراءة الكتب النافعة وزيادة الأخوة في الله وصونه عما يضر من الملاعب والملاهي ثم مراقبة الله تعالى في جميع المجالات والأزمنة والأمكنة فإن الله يراك ويسمعك ويعلم ما يكنه ضميرك وأنت مسئول عن وقتك في أي شيء قضيته والأوقات محدودة والأنفاس معدودة فاغتنم حياتك النفيسة واحتفظ بأوقاتك العزيزة فلا تضيعها بغير عمل ولا تفرط بساعات عمرك الذاهب بغير عوض فإنك محاسب عليها ومسئول عنها ومجازى على ما عملت فيها ... الرابعة : كن مساهماً ... طالب الدنيا يساهم في كل فرصة مواتيه ولو بالقليل ... ولا شك أن المساهمة في مجال الخير وفي كل أبوابه فضل عظيم وأجر كبير بالكلمة والعمل والمال فإنك لا تدري بماذا يغفر لك ؟ وماذا يقبل منك ؟.. يقول الرسول " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق " ( رواه مسلم ) ويقول " اتقوا النار ولو بشق تمرة "( رواه البخاري ومسلم ) ويقول :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرتفع بها درجات " ( رواه البخاري ). الخامسة : نهاية المطاف .. لعل خير ما نختم بها رسالتنا آية عظيمة تحكي رحلة .. وأي رحلة .. سفر وياله من سفر .. هي قوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران:185] نعم أخي .. إنها رحلتك إلى الدار الآخرة ..إنه السفر الذي نسأل الله أن تكون نهايته الجنة .. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [b][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ) متفق علية والقائل ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ) متفق علية والقائل ( المؤذن يغفر بمد صوته، ويشهد له كل رطبٍ ويابس ) رواه أبو داوود وصححه الألباني تفضل هنا الأذان في اللغة : الإعلام .. وفي الاصطلاح : هو التعبد لله بالإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص . الإقامة في اللغة : مصدر أقام من أقام الشيء إذا جعله مستقيماً .. وفي الشرع : هي التعبد لله بالقيام للصلاة بذكر مخصوص حكم الأذان والإقامة: للرجال حكمها فرض كفاية..أما النساء فالظاهر أن الأقرب سنية الإقامة في حقهن دون الأذان , لأجل اجتماعهن على الصلاة الفرق بين الأذان والإقامة :الأذان إعلام بالصلاة للتهيُّؤ لها والإقامة إعلامٌ للدُّخول فيها والإحرام بها وكذلك في الصِّفة يختلفان (ابن عثيمين رحمه الله) لأصحاب الكشتات .. فكرة بسيطة وأجرها عظيم تحديد القبلة بالجهاز وبنــــاء مسجد بحجر صغير .. أو تفصيل خشب صغير يستفيد منه كُل من حضر إلى هذا المكان تكسب أجر وإن شاء الله بيتـــاً في الجنة نسأل الله القبول وضع بين عينيك .. هذا الحديث عن عمر بن الخطاب ، قال.. سمعت رسول الله يقول ( من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله ، بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه أبن ماجه أما عن أحداثية ( مكه ) 353 - 25 - 21 شمالاً 568 - 49 - 39 شرقاً يجب ان يكون عرض الاحداثيات في الجهاز على الوضع hddd.mm.mmm عند حفظ الاحداثية ( من الحجر) N 21 25 466 E 039 49 533 ( باب السلام ) N 21.25.458 E 039.49.559 وانتبه أن تبنيه في هذه الأماكن .. عن ابن عمر ، قال.. ( نهى رسول الله أن يصلى في سبع مواطن.. في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام ومعاطن الإبل وفوق الكعبة ) وعندكم علم الشبات والكشتات مستحيل يتفقون على اتجاه واحد وهناك فكرة أخرة وهي أخذ مصاحف وحامل للمصاحف وعمل مسجد صغير تكسب فيه خيرا عظيما كما أن وضع المصاحف فيه تحفيز لتلاوة كتاب الله عز وجل تدبر قوله تعالى ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) ومن عمارتها تلاوة كتاب الله فيها العمل يسير جدا وغير مكلف وفيه تحفيز للقراءة ويكون المسجد متنقل مع الكشته وليس باقيا في المكان حيث بقاءه فيه اتلاف للمصاحف نرى كثير من الشباب يهتم بأخذ التلفاز والدش ويأخذ ربما اكثر من ساعة لتركيبة وضبطة بينما يتثاقل أن يقرأ صفحة من كتاب الله عز وجل , وليته سكت بل يثبط وينقد ..!! اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي. اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ القَصْدَ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ. اللَّهُمَّ زَيِّـنّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنا هُدَاةً مُهْتَدِينَ .. اللهم آمين أخوكم ومحبكم في الله طاب الخاطر 1/2/1433هـ [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=29]نصيحـة واجبة ... [/size] [size=29]للانتخابات القادمة [/size] [center]كانت هذه خطبتي يوم الجمعة أول أمس وظننت أنني أنزلتها لكم ، ولكن تبين لي اليوم أنني لم أفعل ، فأرجو المعذرة [/center] أيها المسلمون : ساعات قلائل وتبدأ ـ إن شاء الله تعالي ـ عملية الانتخابات لاختيار ممثلي الشعب في انتخابات برلمانية هي الأهم في تاريخ مصر الحديث ... وصعوبة الاختيار من بين مئات المرشحين سـواء بصفة فردية ، أو من بين عشرات الأحزاب التي ظهرت بعد 25 يناير، وكلها ذات توجهات مختلفة ومتعارضة ، أخطرها من ينادي بما يسـمي (الدولة المدنية) ، (الديمقراطية) ، (الليبرالية ) ، (العلمانية). وقد طفت هذه الاصطلاحات علي السطح بشكل ظاهر في الآونة الأخيرة ؛ ذلك لأن فساد البلاد في السنين الماضية أدَّى إلى أن يعتلي منابر الدولة من إعلام ومؤسسات ثقافية ثلة من العلمانيين الذين ابتعدوا عن نهج رب العالمين ، ولهم دعوة واضحة يريدون أن يحققوها الآن على أرض الواقع ، عن طريق التسلل إلي البرلمان ، صاحب السلطة التشريعية في البلاد ، بغية تغيير هوية مصر الإسلامية ، بل والعالم الإسلامي كله إن استطاعوا ... خيب الله آمالهم . وأمام المخططات الخبيثة لأصحاب هذه المصطلحات بغية التسلل إلي الحياة البرلمانية المصرية ، رأيت أنه من الواجب أن نعيد مرة أخري الكشف عن حقيقة هذه المذاهب الضالة ، ومواطن السم القاتل فيها ، وما الذي سيؤدي إليه انجراف المسلمين وراء هذه المذاهب ، لو جازت عليهم الدعاية الخبيثة المكثفة في هذه الأيام العصيبة ، التي نقف فيها علي أبواب الانتخابات ... هذا هو موضوعنا اليوم ؛ لتستبين سبيل المجرمين ، وليكون اختيارنا لأعضاء البرلمان علي أسس قويمة ، وليهلك من هلك عن بينة ، ولإقامة الحجة وبيان المحجة ، وليقذف الله بإذنه بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق . العلمانية : والعلمانية تعبير عن فكر يعني اللادينية أو الدنيوية. ( [1] ) وهذه التسمية لا تمت إلي العلم بصلة ، إنما هي من باب التلبيس ؛ لإظهارها بمظهر يجعلها مقبولة بين المسلمين ، ولتضليل الناس حتى يفهموا خطأ أن هذا المذهب يقصد به العلم والانفتاح العلمي ، وليس هذا هو المقصود ، إذ أن العلمانية مذهب يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني ، وهذا يتضح من مبادئ العلمانية التي ترتكز علي الأركان الثلاثة التالية : 1 - قصر الاهتمام الإنساني على الدنيا فقط ، وتأخير منزلة الدين في الحياة ، فلا يصح أن يتدخل الدين في الحياة العامة بل هو محصور في المسجد فقط. 2 - فصل العلم والأخلاق والفكر والثقافة عن الالتزام بتعاليم الدين - أي دين كان - فالأخلاق والمبادئ عندهم من الأمور النسبية ، بينما هي في الإسلام من الأمور الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ، فالزنا مثلا في الإسلام حرام ومناف للأخلاق من عهد النبي إلى يوم القيامة ، أما في العلمانية فالأمر نسبي ولا حرج طالما أن الاثنين متفقان على هذا. 3 - إقامة دولة ذات مؤسسات سياسية على أساس غير ديني . الإخوة الكرام ... فإذا سألت العلماني : هل أنزل الله سبحانه وتعالى دين الإسلام ليكون هاديًا لنا في كل أمور حياتنا فلا يجوز لنا أن نرفض شيئًا منه ؟ فإن جوابه لا يخرج عن ثلاثة احتمالات : 1 - أن يفر من الجواب. 2 - أو يقول بوضوح وصراحة : إن الدين يجب أن نعزله عن السياسة والثقافة والفكر وعن حياتنا الاجتماعية، وقد يكون لطيفًا فيقول: إن الدين علاقة بين الإنسان وربه ولا يخرج عن أن يكون مسألة شخصية . فأحكام الله سبحانه وتعالى التي في قرآنه أو سنة نبيه نضرب بها عرض الحائط ولا نأخذ منها إلا أحكام الوضوء والصلاة وما إلي ذلك !!! 3 – أو قد يكون العلماني أكثر مراوغة فيقول : إن الدين كله حق والاحتكام إليه واجب ، ولكن أين الذين يطبقونه كما أنزل ، ثم يأخذ بعد ذلك في الطعن في حَمَلَةِ الدين ... ، وهو يقصد الطعن في الدين نفسه. إذن فالنتيجة واحدة وهي أنه لا يمكن للناس ـ بمفهوم العلمانية ـ بحال من الأحوال تحكيم الشريعة الإسلامية في شئون حياتهم. ( [2] ) ونسي هؤلاء المساكين أن الله تعالى قال : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ" ( [3] ) ، " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" ( [4] ) ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" ( [5] ) ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" ( [6] ) ، " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" ( [7] ) نسي هؤلاء أنهم خالفوا مفهوم الربوبية ؛ لأن من معانيها : السيادة والملك ، ومن تمام الملك أن ينفذ حكم الملك فيما يملك ؛ فكما أن لله الخلق فله كذلك الأمر: " أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ( [8] ) ونسي هؤلاء العلمانيون أنهم خالفوا مفهوم الألوهية أيضا ؛ فالإله هو المعبود ، والعبادة هي حق الله على خلقه ، والمطلوب أن يؤدي العبد ما أمره به الله : " اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" ( [9] ) ، فيفرد الله بكمال الخضوع لأمره ونهيه واتباعه فيما أحل وحرم. الليبرالية : هي وجه آخر من وجوه العلمانية ، وهي تعني في الأصل الحرية ، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حرًا في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء ، فالإنسان عند الليبراليين غير محكوم بشريعة من الله سبحانه وتعالى الذي قال : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " ( [10] ) ولهذا فإن الليبرالية لا تعطيك إجابات حاسمة على الأسئلة التالية مثلا: هل النظام الإسلامي حق أم لا ؟ وهل الربا حرام أم حلال؟ وهل نسمح بالخمر أم نمنعها ؟، وهل للمرأة أن تتبرج أم عليها أن تتحجب ؟، وهل الزنا جريمة أم علاقة شخصية وإشباع لغريزة طبيعية إذا وقعت برضا الطرفين؟، وما هي القيم التي تحكم المجتمع ؟، وهل نسمح بحرية نشر أي شيء أم نمنع نشر الإلحاد والإباحية ؟. [size=21]فالليبرالية ليس عندها جواب تعطيه للناس على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المماثلة ، ومبدؤها العام هو: دعوا الناس كلٌّ إلهٌّ لنفسه وعابدٌّ لهواه ، فهم أحرار في الإجابة على هذه الأسئلة كما يشتهون وكما يشاءون ، وأما ما يجب أن يسود المجتمع من القوانين والأحكام ، فليس هناك سبيل له إلا التصويت الديمقراطي ، وبه وحده تعرف القوانين التي تحكم الحياة العامة ، فالتصويت الديمقراطي هو شريعة الناس لا شريعة لهم سواها ، ولا يقيمون أي وزن لشريعة الله سبحانه وتعالى. ( [11] ) عباد الله : فإذن إله الليبرالية الحاكم على كل شيء بالصواب أو الخطأ هو حرية الإنسان وهواه وعقله وفكره ، وحكم الأغلبية من صندوق الاقتراع هو القول الفصل في كل شئون حياة الناس العامة ، سواء عندهم عارض الشريعة الإلهية أم وافقها . غير أن العجب كل العجب أنه لو صار حكم الأغلبية هو الدين ، واختار عامة الشعب الحكم بالإسلام ، واتباع منهج الله سبحانه وتعالى فإن الليبرالية هنا تنزعج انزعاجًا شديدًا ، وتشـن على هذا الاختيار الشعبي حربا شعواء ، وهذا ما شاهدناه بالفعل في الجزائر لما أتت صناديق الانتخابات وبطريقتهم الديموقراطية بالإسلاميين ، وتكرر المشهد في قطاع غزة مع حماس ، وهكذا ينطبق علي الليبراليين قول الله عز وجل : " وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" ( [12] ) . فالدولة المدنية الحديثة دولة علمانية : والعلمانية تعني فصل الدين عن الحياة ، وعدم الالتزام بالعقيدة الدينية أو الهدي السماوي كما رأينا . وتتميز الدولة المدنية الحديثة بأنها دولة قومية : تبني معاملاتها الداخلية والخارجية وفق نظرة ضيقة تتعصب للوطن ولأبناء الوطن ... وصارت القومية والوطنية غاية تبرر الوسيلة ، وتحولت حياة الشعوب إلى صراع من أجل العلو في الأرض والزعامة الدنيوية ، والإسلام يرفض استعلاء جنس على جنس أو قومية على قومية ؛ لأن دعوة الإسلام دعوة عالمية ، لا تنحصر في إقليم أو حدود أرضية أو جنس. ( [13] ) والدولة المدنية الحديثة دولة ديمقراطية : فبعد أن أبعدت العلمانية الدولة عن هدي السماء ، ودفعتها القومية والوطنية إلى الأنانية والاستعلاء على الآخرين ؛ تبنت الدولة المدنية الحديثة النظام الديمقراطي في الحكم ، ليكون الحكم بمقتضى مصالح كل شعب ورغباته ، فالحق والصواب عندهم ما يحقق منافع الأمة الدنيوية ، وتقدير المنافع والمصالح تحدده رغبات الشعوب وأهواؤها ، وما كان مرفوضًا بالأمس يقبل اليوم ، وما يقبل اليوم قد يرفض غدًا. ( [14] ) وأخيرا وليس بآخر أوجه سؤالا إلي كل المبهورين بالديموقراطية : ماذا في الديموقراطية من ميزة ليست موجودة في شريعة الإسلام ؟ فإذا كان الجواب بلا ، إذن هيا بنا "... إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ " ( [15] ) [center]*** *** *** [/center] الإخوة الكرام ... وبهذا العرض السابق لهذه الأفكار والمذاهب الغربية الضالة نعلم علم اليقين كيف أن هؤلاء العلمانيين الذين اعتلوا منابر الدولة الثقافية والفكرية والفنية ؛ كيف أنهم يريدون أن يغيروا هوية مصر الإسلامية ، فيبدأون بإلغاء المادة الثانية من الدستور ، التي تنص على أن مصر دولة إسلامية ، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، وبهذا يتحقق مرادهم من إنشاء دولة مدنية فيها ما فيها من عفونات الأفكار الغربية الملحدة ، رغم ادعائهم أنهم مسلمون وأنهم مؤمنون ... وكذبوا علي أنفسهم ، والقرآن يفضح حقيقتهم ويبين إنهم منافقون وعلامة النفاق أن يصدوا عن التحاكم إلى ما أنزل الله والتحاكم إلى رسول الله ، استمع إلي قوله سبحانه وتعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " ( [16] ) إن ما يجري في ميدان التحرير وغيره من الميادين في مصر في هذه الأيام ، إنما هو تنفيذ لمخطط صهيوني ماكر ، بتمويل من المخابرات الصليبية الأمريكية ، هدفه الوقيعة بين الشعب والجيش ، وإسقاط هيبة الدولة وكافة مؤسساتها ، وجعل مصر تعيش حالة من الفراغ السياسي ، يليها تمكين أذيالهم من كراسي الحكم ، وسيطرة مذاهبهم العفنة علي مقدرات البلاد ، كما فعلوا من قبل في العراق ... وعلي الشعب المصري أن يتنبه لهذه المكائد ، ولا ينخدع بالشعارات الزائفة التي تدغدغ الأماني الكاذبة ، وتمكن لهذه المذاهب الفاسدة ، وتبعد مصر عن هويتها الإسلامية ، وعلي كل منا أن يتحقق من هوية المرشحين في الانتخابات القادمة ، فلا يعطي صوته إلا لمن يري ويتأكد من قدرته علي تحقيق آماله في إعلاء كلمة الله ، وتنفيذ شرع الله ، والتحاكم إليه في كل صغيرة وكبيرة ، فذلك هو المخرج للبلادمن محنتها ، والشـافي لها من جميع العلل والأسقام ، يقول الله عز وجل :" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ..."( [17] ) لقد جعلنا الله سبحانه وتعالى في عصر قد تُحَدَّد فيه هوية مصر بل هوية الأمة الإسلامية كلها، وقد اختارنا الله ـ وهذا من فضل الله علينا ـ اختارنا لنجاهد بألسنتنا ودعوتنا للدفاع عن هذه الهوية الإسلامية ، فإن سلبت منا الهوية الإسلامية ، في هذا العصر ، فقد يمتد هذا الضلال لسنوات بل لعقود قادمة ... ثم ماذا نقول لربنا غدًا عندما يسألنا: " مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ" ( [18] ) . [center]( وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.) [/center] [1] يطلق هذا الفكر في اللغة الإنجليزية ( Secularism) وتعني اللادينية أو الدنيوية، غير أنها اشتهرت باسم العلمانية ولعل ذلك كان مقصودًا بغية إظهارها بمظهر يجعلها مقبولة بين المسلمين؛ لأن العلم في اللغة الإنجليزية ( Science) والمذهب العلمي ( Scientism) وهذا تلبيس شديد حتى يفهم الناس أن هذا المذهب المقصود به العلم والانفتاح العلمي، وليس هذا هو المراد. [2] العلمانية - الليبرالية - الديمقراطية - الدولة المدنية في ميزان الإسلام (ص: 12) [3] الأنعام :57 [4] المائدة : 50 [5] المائدة: 44 [6] المائدة : 45 [7] المائدة: 47 [8] الأعراف: 54 [9] الأعراف:59 [10] الأنعام: 162، 163 [11] العلمانية - الليبرالية - الديمقراطية - الدولة المدنية في ميزان الإسلام ص 18- 19 [12] الزمر:45 [13] العلمانية - الليبرالية - الديمقراطية - الدولة المدنية في ميزان الإسلام ص30 [14] المصدرالسابق ص 32 [15] آل عمران : 64 [16] النساء: 60، 61 [17]النور : 55 [18] القصص: 65 [/size][b] [center] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه واتبع هداه الى يوم الدين . مما لاشك فيه اننا نرى اليوم اتجاهات وتيارات متعدده واراء قد تكون متضاربه ولذا وجب علينا الجوء الى روح وقيم الاسلام الاساسيه. الى الذين يحاربون ويقتلون المسلمين وغير المسلمين ويقيمون القتال والدمار والخراب بهدف اقامة الاماره الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية.هل يمكن فرض القيم الدينية بالقوة او بالقانون هل يمكن ان يتعلم الانسان الاسلام ويصبح متعمقا ومتفهما بالقوة وسن القوانين الحكوميه. اليس الاسلام هو علاقه بين العبد وربه وخالقه عز وجل .هل يمكن وضع حدود ومدى هذة العلاقه بعدة قوانين ولوائح تصدرها الحكومه القائمه وهل عندما ينفذ الانسان هذا العدد المحدود من القوانين والتنظيمات انهى مهمته امام ربه. هل تنحصر هذه العلاقه فى عدة متطلبات من الحكومه يقوم الانسان بتنفيدها وهذة اقصى مدى العلاقه. أن فرض القيم الدينيه بالقوه سيعنى أن يتحول الناس الى منافقين ينفذون خارجيا وظاهريا فقط.فمن غير المعقول ان يلقى نظام سياسى القبض على النساء غير المحجبات وهذا النظام متبع فى بعض الدول لكنه غير مجدى نفعا .أن شرع الله أن تطيعه من رغبتك الحره فى هذا وليس لخوفك من قانون أو لتجنب عقوبه او ارضاء لوصايه مفروضه عليك. نسأل الله ان من النافعين والمنتفعين .والله المستعان. [b][center] [center] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه واتبع هداه الى يوم الدين . مما لاشك فيه اننا نرى اليوم اتجاهات وتيارات متعدده واراء قد تكون متضاربه ولذا وجب علينا الجوء الى روح وقيم الاسلام الاساسيه. الى الذين يحاربون ويقتلون المسلمين وغير المسلمين ويقيمون القتال والدمار والخراب بهدف اقامة الاماره الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية.هل يمكن فرض القيم الدينية بالقوة او بالقانون هل يمكن ان يتعلم الانسان الاسلام ويصبح متعمقا ومتفهما بالقوة وسن القوانين الحكوميه. اليس الاسلام هو علاقه بين العبد وربه وخالقه عز وجل .هل يمكن وضع حدود ومدى هذة العلاقه بعدة قوانين ولوائح تصدرها الحكومه القائمه وهل عندما ينفذ الانسان هذا العدد المحدود من القوانين والتنظيمات انهى مهمته امام ربه. هل تنحصر هذه العلاقه فى عدة متطلبات من الحكومه يقوم الانسان بتنفيدها وهذة اقصى مدى العلاقه. أن فرض القيم الدينيه بالقوه سيعنى أن يتحول الناس الى منافقين ينفذون خارجيا وظاهريا فقط.فمن غير المعقول ان يلقى نظام سياسى القبض على النساء غير المحجبات وهذا النظام متبع فى بعض الدول لكنه غير مجدى نفعا .أن شرع الله أن تطيعه من رغبتك الحره فى هذا وليس لخوفك من قانون أو لتجنب عقوبه او ارضاء لوصايه مفروضه عليك. نسأل الله ان من النافعين والمنتفعين .والله المستعان. [/center] [/center] [/center] [/b] [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=21] السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يهدف الموقع الي تجميع الفيديوهات الإسلاميه من اليوتيوب من السلاسل الكامله والنادره وترتيبها بوضع منظم حتي يسهل الوصول اليها Islamic Tube - Renew your life.. يمكنك مشاهده كثير من السلاسل والبرامج الكامله سلسله تربيه الاولاد للشيخ محمد حسين يعقوب سلسله أدب اسلاميه للشيخ وحيد بالي سلسله مع القران للشيخ أحمد عامر تفسير القران الكريم للشيخ الشعراوي برنامج العلم والايمان للعالم مصطفي محمود والكثير غيره...... لا تنسى اخي في الله التسجيل في الموقع حتي يتم اخبارك عند رفع سلاسل جديده لا تنسونا من دعائكم أرجو التثبيت وجزاكم الله خيرا [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]موانع الهـــداية الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فلما كان تمام النعمة على العبد إنما هو بالهدى والرحمة، وكان لهما ضدان : الضلال والغضب ، أمرنا الله سبحانه أن نسأله كل يوم وليلة مرات عديدة أن يهدينا صراط الذين أنعم عليهم ، وهم أولو الهدى والرحمة، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم ، وهم ضد المرحومين ، وطريق الضالين ، وهم ضد المهتدين ، ولهذا كان هذا الدعاء من أجمع الدعاء وأفضله وأوجبه ، ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم كل يوم سبع عشرة مرة فرضا عليه ، لكن قد تتخلف الإجابة نظرا لضعف الدعاء في نفسه ، فإنه ورد عنه " إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " فغفلة القلب أثناء الدعاء تبطل قوته ، وقد يقول كثير من الناس لماذا مع كثرة التوجهات والدعاء لا زلنا نشكو من ضعف الهداية؟ إنني أرغب في الهداية لكني لا أستطيع فما هو السبب ؟ (((( هذه هي صورة المشكلة فما أسبابها وما نتائجها وما علاجها )))) لا شك أن موانع الهداية كثيرة قد تجتمع كلها في الواحد مرة واحدة، وقد يتخلف بعضها، وقد يحول بين العبد والهداية مانع واحد . وعلى كل سوف نذكر جملة منها، وهي عشرة موانع : 1- من موانع الهداية : ضعف المعرفة : فإن كمال العبد في أمرين : معرفة الحق من الباطل ، وإيثار الحق على الباطل ، فإن من الناس من يعرف الحق لكن إيثاره على الباطل قد يكون عنده ضعيفا، والجاهل إذا عرف كان قريب الانقياد والاتباع ، وبهذا يكون قد قطع نصف الطريق إلى الحق وما بقي عليه إلا قوة العزيمة على الرشد "(اللهم أسألك العزيمة على الرشد" رواه أحمد (( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)) الكهف : 68 ، وهذا السبب هو الذي حال بين كثير من الكفار وبين الإسلام ، فإنهم لا يعرفون عنه شيئا، ومع ذلك يكرهونه ، وكما قيل :الناس أعداء لما جهلوا. ومن المؤسف جهل المسلمين في هذه الأيام بحقيقة هذا الدين ، فمنهم من يقول : إذا تبت وأنبت إلى الله وعملت صالحا ضيق علي رزقي ونكد علي معيشتي ، وإذا رجعت إلى المعصية وأعطيت نفسي مرادها جاءني الرزق والعون ، ونحو هذا. هو يعبد الله من أجل بطنه وهواه ، وإذا حصل مثل هذا فالله يختبر صدق العبد وصبره ، فلا إله إلا الله ! كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل ، ومتدين لا بصيرة له ، ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين ، أما قرأت قوله تعالى : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف )) الحج : 11 ، فسبحان الله ! كم صدت هذه الفتنة الكثير عن القيام بحقيقة هذا الدين ، والسبب : الجهل بالدين ، والجهل بحقيقة النعيم الذي يطلبه ويعمل من أجل أن يصل إليه ، كم نسبة نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة؟ أما الأوامر والنواهي فهي رحمة وحمية، ونغص الله الدنيا على المؤمنين حتى لا يطمئنوا إليها ويركنوا إليها ويرغبوا في نعيم الآخرة . 2 2- ومن موانع الهداية عدم الأهلية : فإنه قد تكون المعرفة تامة لكن يتخلف عنه عدم زكاة المحل وقابليته (( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون )) الأنفال 23 ، مثل : الأرض الصلدة التي يخالطها الماء، فإنه يمتنع النبات فيها لعدم قبولها، فإذا كان القلب قاسيا لم يقبل النصائح ، وأبعد القلوب من الله : القلب القاسي ، وكذا إذا كان القلب مريضا ، فلا قوة فيه ولا عزيمة ، لما يؤثر فيه ا لعلم . ومن صفاتهم كما وصفهم الله : (( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون )) الزمر:45. 3- ومن موانع الهداية الحسد والكبر : وقد فسره عليه الصلاة والسلام بأنه ("بطر الحق وغمط الناس " ، وضده التواضع ، وهو قبول الحق مع من كان ، ولين الجانب ، والمتكبر متعصب لقوله وفعله ، وذلك هو الذي حمل إبليس على عدم الانقياد للأمر لما أمر بالسجود ، وهو داء الأولين والآخرين ، إلا من رحم الله ، وبه تخلف اليهود عن الإيمان بالرسول ، وقد عرفوه وشاهدوه ، وعرفوا صحة نبوته ((الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)) البقرة : 146 ، فذكر سبحانه أنهم يعرفون صفات الرسول كما يعرفون أبناءهم ولكنهم قوم بهت . وبهذا الداء امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن الإيمان ، وبه تخلف الإيمان عن أبي جهل ، ولهذا لما سأله رجل عن امتناعه مع أنه يعرف أنه صادق قال : تسابقنا نحن وبنو هاشم على الشرف حتى إذ ا كنا كفرسي رهان قالوا، منا نبي ، فمتى ندركها؟ والله لا نؤمن به ، وكذلك سائر المشركين فإنهم كلهم لم يكونوا يرتابون في صدقه ، وأن الحق معه ، ولكن حملهم الكير والحسد على الكفر والعناد. 4- ومن موانع الهداية : مانع الرياسة : ولو لم يكن في صاحبه حسد ولا كبر عن الانقياد للحق لكن لا يمكنه أن يجتمع له الانقياد للحق وملكه ورياسته ، فيضن بملكه ورياسته ، كحال هرقل وأضرابه ، فإنه قال في آخر كلامه مع أبي سفيان : "فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ، ولو أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه "، أنه لا يستطيع الوصول إليه لتخوفه على حياته ومملكته من قومه . وما نجا من هذا الداء - وهو داء أرباب الولاية - إلا من عصم الله كالنجاشي . وهذا هو داء فرعون وقومه (( أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون )) المؤمنون : 47 ، وقد قيل ، إن فرعون لما أراد متابعة موسى وتصديقه شاور هامان وزيره ، فقال له : بينما أنت إله تعبد تصير عبدا تعبد غيرك ، فاختار الرياسة على الهداية . 5- ومن موانع الهداية : مانع الشهوة والمال : وهو الذي منع كثيرا من أهل الكتاب من الإيمان خوفا من بطلان مأكلهم وأموالهم التي تصير إليهم من قومهم ، وقد كان كفار قريش يصدون الرجل عن الإيمان بحسب شهوته ، فيدخلون عليه منها، فكانوا يقولون لمن يحب الزنا : إنه يحرم الزنا ، ويقولون لمن يحب الخمر : إنه يحرم الخمر، وبه صدوا الأعشى الشاعر عن الإسلام ، وأخبروه بأنه يحرم الخمر ، فرجع وهو في طريقه إلى الرسول ، فوقصته ناقته فسقط فمات . وقد قال بعض أهل العلم : لقد فاوضت غير واحد من أهل الكتاب عن الإسلام ، فكان آخر ما قال لي أحدهم: أنا لا أترك الخمر وشربها ، وإذا أسلمت حلتم بيني وبينها وجلدتموني على شربي ، وقال لي أيضا آخر بعد أن عرضت عليه الإسلام : إن ما قلت حق ، ولكني لي أقارب أرباب أموال وإني إذا أسلمت لم يصل إلي منها شيء ، وأنا آمل أن أرثهم . ولا ريب أن هذا القدر في نفوس خلق كثير من الكفار، فإذا اجتمع في حقهم قوة داعي الشهوة والمال مع ضعف داعي الإيمان ، فلا ريب أن العبد يجيب داعي الشهوة والمال (( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض )) الأحقاف : 32 ، 6- ومن موانع الهداية : مانع محبة الأهل والأقارب والعشيرة : فيرى أنه إذا اتبع الحق وخالفهم أبعدوه وطردوه عنهم ، وهذا سبب بقاء خلق كثير من الكفار بين قومهم وأهليهم وعشائرهم ، وهذه الحالة تحصل كثيرا بين اليهود والنصارى، وكيف أنهم ينبذون كل من خالف مذهبهم ويعادونه كلهم ، مما جعل كثيرا من أبنائهم وممن ينتسب إليهم يتركون الحق بعد معرفته ويعرضون عنه . ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا 7- ومن موانع الهداية : محبة الدار والوطن وإن لم يكن بها عشيرة ولا أقارب ، لكن يرى أن في متابعته للرسول ل أو أهل الحق الذين اتبعوه -فيه خروج عن داره ووطنه إلى دار الغربة، فيضن بوطنه على متابعة الحق أو الدخول في الإسلام بعد تيقنه ، ومن قرأ سيرة سلمان رضي الله عنه وما لاقى من المتاعب في سبيل الوصول إلى الحق لعلم أي مجاهدة جاهد بها نفسه ، وكيف ترك أهله وعشيرته ووطنه وهاجر إلى المدينة ، وقد سمي (الباحث عن الحقيقة) ، وكذا الأمر في سائر الصحابة الذين تركوا أهلهم وأبناءهم وأموالهم وخرجوا إلى مدينة الرسول يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون . 8- ومن موانع الهداية : من تخيل أن في الإسلام ومتابعة الرسول إزراء وطعنا منه على آبائه وأجداده : وهذا هو الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام فرأوا أنهم إذا أسلموا سفهوا أحلام آبائهم وأجدادهم ، ولهذا قال أعداء الله لأبي طالب عند الموت : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فكان آخر ما قاله هو على ملة عبد المطلب ، فصدوه عن الحق من هذا الباب ، لعلمهم بتعظيمه أباه عبد المطلب ، وقد ذكرنا سابقا بأنهم يأتون الرجل من باب شهوته ، أو من هذا الباب ، ولهذا قال أبو طالب : لولا أن تكون مسبة على بني عبد المطلب لأقررت بها عينك ، وقد قرر ذلك في شعره : ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا وقد يقول قائل :هذا في قوم قد كانوا فبانوا، وهذه شبه عند البعض ، فقد سمعت في هذه الأيام ونحن في بعض المناطق البدوية من بقول : لا أترك عادات آبائي وأجدادي (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابآءنا )) المائدة : 104 ، وهذا السبب هو الذي منعهم من الدخول في الإسلام أو قبول الحق بعد معرفته وتيقنه . 9. ومن موانع الهداية متابعة من يعاديه من الناس أو دخوله في الإسلام أو سبقه إليه وهذا القدر منع كثيرا من اتباع الهدى بعد معرفة ؟ حيث يكون للرجل عدو ويبغض مكانه ولا يحب أرضا يمشي عليها ويقصد مخالفته ؛ فيراه قد اتبع الحق فيحمله بغضه له على معاداة الحق وأهله ولو لم يكن بينه وبينهم عداوة، وهذا كما جرى لليهود مع الأنصار فإنهم كانوا أعداءهم وكانوا يتواعدونهم بخروج النبي وأنهم يتبعونه ويقاتلونهم معه ، فلما سبقهم الأنصار إليه وأسلموا حملتهم معاداتهم على البقاء على كفرهم ويهوديتهم 10. ومن موانع الهداية : مانع الألفة والعادة والمنشأ : وهذا السبب وإن كان أضعف الأسباب معنى فهو أغلبها على الأمم وأرباب المقالات والنحل ، وليس مبر أكثرهم بل جميعهم إلا ما عسى أن يشذ. ودين العوائد هو الغالب على أكثر الناس ، والانتتقال عنه كالانتقال من طبيعة إلى طبيعة ثانية، فصلوات الله وسلامه على أنببائه ورسله خصوصا على خاتمهم وأفضلهم محمد ، وكيف غيروا عادات الامم الباطلة ونقلوهم إلى الإيحعان حتى استحدثوا به طبيعة ئانية خرجوا بها عن عاداتهم وطبيعتهم الفاسدة المتمثلة في قولهم : (( إنا وجدنا ءابآنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون ) الزخرف : 23 ، ولا يعلم مشقة هذا على النفوس إلا من زاول تقل رجل واحد عن دينه ومقالته إلى الحق ، فجزى الله المرسلين أفضل ما جزى به أحدا من العالمين . أما أسباب الهداية فهي كثيرة جدا ، منها: الدعاء والقرآن والرسل وبصائر العقول ، فكما أن للشفاء من المرض أسبابا، فكذلك للهداية أسباب ، فالمريض إذا مرض يذهب إلى الطبيب ويبذل السبب من أجل طلب الشفاء والعافية، وكذا الأمر بالنسبة للهداية وهي مبذولة ولا يمنع منها إلا هذه الأسباب التي تعمى على القلوب وإن كانت لا تعمى الأبصار . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين . [/size] [/center] [/b][/b]
-
[b] [center] [b][size=25][size=21]((جبهة الدفاع عن حقوق المعتقلين السياسيين الاسلاميين))[/size][/size] [size=16][size=21] التعريف بالجبهة ورسالتها وأهدافها * التعريف بالجبهة ورسالتها : هي جبهة اتحادية نضالية إسلامية تضم تحت لواءها ومظلتها ثلة مباركة من المعتقلين السياسيين الاسلاميين سابقاً من أبناء مصر الآباه, أخذت الجبهة علي عاتقها المطالبة بحقوق المعتقلين السياسيين الإسلاميين العامة والدفاع عنها, وتعريف الناس بهم وبيان وإيضاح لبعض الحقائق عنهم, وما نالهم من ظلم وبطش في الحقبة المظلمة من العهد البائد, وما بذلوه من تضحيات؛ من أجل نصرة الحق والصدع به ومحاربة الباطل والتصدي له بغية الاصلاح في مجتمعهم . وتعمل الجبهة علي التواصل والتنسيق مع مختلف الأشخاص والقوى والمؤسسات الإسلامية الفاعلة والجهات المعنية والوسائل الإعلامية مع اتخاذ الاجراءات اللازمة والوسائل المناسبة؛ لتحقيق الأهداف المنشودة وفق خطة موضوعة وآليات مدروسة . * أهدافها : استرداد وتحصيل الحقوق المشروعة للمعتقلين السياسيين الإسلاميين وتحقيق مطالبهم العادلة . وفي هذا الصدد نذكر ونبين الآتي : أولاً : تعريف عام بالمـعتقلين السـياسيين الإسلاميين : هم رجال مخلصون من أبناء مصر الشرفاء ضحوا بالنفس والنفيس والغالي والثمين؛ من أجل رفعة الدين والوطن, والانتصار للقيم السامية والمثل العليا, وحراسة الفضيلة والهوية بالمجتمع, ومن أجل تحقيق العدل والمساواة والحرية والكرامة لشعبهم, ومن أجل نصرة المستضعفين والمظلومين منهم, والتصدي للفساد والمفسدين وإبطال الباطل والصدع بالحق عند سلطان جائر, عبر مسيرة طويلة ومضنية من الكفاح والنضال والبذل والعطاء من أجل غداً أفضل ومستقبل مشرق بالضياء، كللها الله تعالى بالنجاح بثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة . التي مهدنا ووطأنا لها الطريق؛ بتضحياتنا ودمائنا وأموالنا وألسنتنا وأقلامنا وسنون عمرنا التي قضيناها في النضال وخلف القضبان, ثم مشاركتنا الفاعلة فيها مع الشعب، وكنا ولازلنا ملتصقين بالشعب نحمل آلامه وآماله؛ لذلك كنا اختياره وموضع ثقته وتقديره, وجاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية معبرة عن تلكم الحقيقة . ونتيجة لذلك ولأننا تكلمنا حين سكت الجميع إلا قليلاً منهم تعرضنا في عهد النظام البائد لأبشع صور القهر والاضطهاد والبطش والتنكيل والانتهاك والتعذيب, والاغتيال المعنوي والجسدي والمادي والأدبي, والعزل الاجتماعي والتحقير والتهميش والحرمان من أدنى حقوق الانسان والسجن والاعتقال بدون جرم لسنوات طوال, وتبقى الكلمات والأقلام عاجزة حسيرة عن وصف ما أصابنا وما لحق بأهلنا من ضرر بالغ, فعشنا غرباء في أوطاننا, ولم نحظى بأدنى حقوقنا من الرعاية والاستقرار والأمن والأمان, وحرية العقيدة والتعبير وحقنا في أن نحيا في وطننا حياة كريمة . بينما أصبح وطننا مرتع للظالمين والمفسدين من الداخل والخارج يسرحون ويمرحون ويفسدون كيفما يشآءون . أحـــــرام على بـلابـل الدوح حــلال للطير مـن كـل جـنس ؟! ثانياً : بيان وإيضاح موجز لبعض ما لقيه المعتقلين السياسيين الإسلاميين وذويهم من ظلم وبطش في العهد البائد : يبدأ الفصل الأول من المأساة الاجرامية في حق المعتقل السياسي بقيام مباحث أمن الدولة باصطحاب قوة ضاربة لاقتحام منزله في صورة بربرية في ساعة متأخرة من الليل - زائر الفجر - في مشهد مروع يثير الرعب والفزع والهلع ويروع الآمنين من أهل المنزل فضلاً عمن حولهم من الجيران - بدون وجه حق - ثم يقومون بتفتيش المنزل بشكل همجي ويستولون على ما يقع تحت أيديهم من الكتب والمستندات والأموال والممتلكات الخاصة والثمينة أثناء عملية الدهم والتفتيش, مع عدم مراعاة حرمة المنزل ووجود نساء وأطفال, ثم يقومون بإلقاء القبض علي المعتقل واقتياده بلا جرم كأعتي المجرمين وسط أسرته وأمام جيرانه, معتدين بذلك اعتداءً سافراً على الحقوق والحريات الشخصية, وحرمة الحياة الخاصة للمواطنين, وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي تكفلها كافة الشرائع والأعراف والقوانين . ثم يبدأ الفصل الثاني في أقبية التحقيق بمقار مباحث أمن الدولة بالتعذيب الوحشي والممنهج والصعق بالكهرباء والانتهاكات الجسدية والنفسية البشعة والأليمة بكافة أشكالها وصورها, والسب والقذف بأبشع العبارات وأفحشها والرمي بالعظائم أثناء التحقيقات؛ لإلحاق الأذى البالغ بالمعتقل أثناء التحقيقات لكسر صموده ولحمله وإكراهه على الإدلاء باعترافات باطلة ومغلوطة منافية للحقيقة وواقع الأمر تحت وطأة التعذيب, وللحط من شأنه وتحطيمه وإذلاله واغتياله معنويا وانسانيا وجسديا, كما يقومون في أحياناً كثيرة إمعاناً في الظلم والتجبر والامتهان بإلقاء القبض والإتيان بذوي المعتقل من النساء العفيفات كأمه أو أخته أو زوجته أو أحد بناته أو يلقون القبض على أبيه المسن أو أحد أخوته أو أبنائه ويذيقونهم صنوف من العذاب الأليم, فضلاً عن قيامهم بتهديد المعتقل بهتك أعراض نساءه كوسيلة رخيصة وخسيسة لابتزازه والضغط عليه !! ثم يبدأ الفصل الثالث من المأساة بدون أي محاكمات وبدون أي جرم أو إدانة في حق المعتقل السياسي وبما يتنافى مع القانون والحد الأدنى من حقوق الإنسان, فيقومون بحبسه واعتقاله والدفع به إلى غيابات السجون والمعتقلات لأشهر أو لسنوات طوال في ظل غياب كامل لحقوق الانسان في تلك السجون والمعتقلات, وعدم توفر الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية والرعاية الصحية, مع القهر والإذلال والتعذيب النفسي والجسدي, فضلاً عن سوء المعاملة البالغة لأسرته وذويه أثناء قدومهم لزيارته في محبسه . وعلى إثر ذلك يقوم ذوى المعتقل بعد ما ألم بهم من الغم والهم وبالغ الآلام والأحزان بالشكاية واللجوء إلى القضاء، فيقوم القضاء بدوره بتبرئة ساحة المعتقل وذمته؛ لعدم وجود ثمة أي دليل لإدانته, ولعدم شرعية وقانونية حبسه واعتقاله, ويصدر أحكام قضائية عدة في حقه واجبة التنفيذ الواحدة تلو الأخرى بالإفراج الوجوبي وإخلاء سبيله, ولكنهم يضربون بها داوماً عرض الحائط ؛ لعدم احترامهم أحكام وسيادة القضاء والقانون واستخفافهم بها؛ لاستعلائهم وظنهم بأنهم فوق القوانين والناس أجمعين . وكل ذلك يهدف إلى تدمير وتحطيم المعتقلين السياسيين من أصحاب الحق ومريدي الإصلاح وأسرهم وتحييدهم عن القضية وعزلهم والتشهير بهم والحط من قدرهم والإضرار بسمعتهم, وإلحاق الضرر الأدبي والاجتماعي البالغ والفادح بهم وبأسرهم في مجتمعهم, ووسط أنصارهم وذويهم، فضلاً عن تكبيد المعتقل وأسرته خسائر مادية فادحة مع كثرة النفقات على أتعاب المحاماة جراء التقاضي فضلاً عن تكلفة الزيارات الباهظة ومتطلبات الحياة الأسرية في ظل غياب العائل وتراكم الديون وانهيار الكيان المالي للأسرة جراء هذا الاعتقال التعسفي وتبعاته . وذلك لإخماد صوت الحق في المجتمع بتكميم الأفواه والأقلام الصادقة والناصحة والمصلحة؛ ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يصدعون بالحق وينشدون الإصلاح, وبالتالي إفساح الطريق للمجرمين الحقيقيين وتركهم يسرحون ويمرحون ويعيثون في الأرض فساداً وإفساداً, ويتمكنوا من نهب مقدرات وحقوق الشعب سواء أكانت السياسية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية بدون مانع أو نكير, بعد استعباد الشعب لهم وتكبيله وسلب إرادته في تقرير مصيره و اختيار من يمثله . ولكن الله تعالى كان لهم بالمرصاد فقطع دابرهم وأزال دولتهم، ومزقهم كل ممزق وجعلهم أحاديث وأصبحوا آثراً بعد عين . فإن طالب المعتقلون السياسيون اليوم بحقهم الواجب من مستحقات وتعويضات, فلا يوجد مقابل مهما إن عظم يعوضهم عما بذلوه من تضحيات, وما لحق بهم وبأسرهم من بالغ الأذى والضرر, فساعة واحدة يقضيها المعتقل البريء في التعذيب في أقبية التحقيقات أو خلف القضبان في المعتقلات لا تساويها أموال قارون بل تصبح أمامها ثمن بخس دراهم معدودة, ولوعة فراق الأهل والولد لا يساويها شيئا على الاطلاق, فضلاً عمن استشهد منهم جراء التعذيب الوحشي، أو أصيب بالعجز أو مات بالمعتقلات, وكم من أب وأم ابيضت عيناهم من الحزن والبكاء على فقد أبناءهم, وتفطرت قلوبهم وتقطعت أكبادهم عليهم, وكم منهم أصابتهم الأدواء والأمراض المعضلة والمزمنة لذلك, وكم منهم مات حسرة وكمداً على فراق ولده, ثم كم طفل وطفلة فقدت عطف ورعاية الأب وحنانه, وكم زوجة سالت مدامعها على فقدان زوجها وتحملها لأعباء الحياة الثقيلة, ثم كم شاباً قد حطموا مستقبله وبددوا أحلامه . وما تم ذكره آنفا فغيض من فيض وقليل من كثير وليس الخبر كالمعاينة . فإن كنا ناضلنا واعتقلنا من أجل مطالبتنا بإقامة العدل وتحقيق العدالة ومعاقبة الظالم ورد المظالم وإنصاف المظلوم ونصرته, وإعطاء كل ذو حق حقه وكل مجرم جزائه الذي يستحقه . فلماذا إذاً نكون أول من نحرم من ذلك ؟! أليس من العدل والإنصاف أن نكون أول من ننعم بذلك ونتفيأ ظلاله ؟! ليكون ذلك حافز ودافع لنا في المستقبل ولغيرنا من المصلحين الشرفاء في هذا الوطن لمزيد من البذل والعطاء, ورادع وزاجر لكل مجرم عن الظلم والطغيان . بيد أننا نرى كثيراً من الفئات والشرائح في المجتمع التي لم يسمع لها صوت قط قبل الآن, ولم يكن لها يوماً تاريخاً أو قضية لتناصرها وتدافع وتنافح عنها, ولم تبذل شيئاً مما بذلناه, ولم يصيبها شيئاً ولو قليلاً مما أصابنا, ورغم ذلك كثيراً منهم طالبوا بحقوقهم ومستحقاتهم, والبعض منهم قد تكون حقوقه مشروعة والبعض لا, وقاموا بعمل مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية, ورغم ذلك استجيب لمطالب كثير منهم على الفور أو تم اتخاذ الاجراءات والآليات اللازمة لتنفيذ تلك المطالب في وقت قريب . ولم يفعل المعتقلون السياسيون شيء من ذلك ولم يحذوا حذوهم, وإن فعلوا ذلك فلن يلام عليهم ؛ فلصاحب الحق مقال وفعال, ولكن لتحليهم بروح المسئولية العالية ونبل أخلاقهم وتقديرهم لخطورة المرحلة وما تمر به البلاد من مخاض عسير وتقديمهم للمصلحة العامة على مصلحتهم الخاصة أبوا واستنكفوا عن الصيد في الماء العكر واستغلال الموقف, وتغاضوا في هذا التوقيت العصيب عن تلك الأفعال الغير مسئولة أو المبررة في كثير من الأحيان, مع التنويه والتأكيد علي احتفاظهم بكامل حقهم في اتخاذ ما يرونه مناسباً في وقته وحينه؛ لاسترداد حقوقهم المشروعة وتحقيق مطالبهم العادلة . وإن كانت الدولة والسلطات الحاكمة تحفظ لأسر شهداء ومصابي ثورة يناير حقوقهم المادية والأدبية, وقامت على الفور بصرف تعويضات مالية لهم مع صرف معاشات مستديمة لأسر الشهداء ومن أصيبوا بعجز, مع تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية اللائقة, وتكريمهم في احتفاليات كبرى, وتوفير السكن اللازم لهم في حال عدم توفره مع أولويتهم في الحصول عليه من مشاريع الاسكان والتعمير الخاصة بالدولة, بالإضافة إلي أحقيتهم في الحصول على أراضي الاستصلاح الزراعي, والعمل على توفير فرص عمل لهم, وقامت الدولة في هذا الصدد بإنشاء صندوق لهم وتخصيص مبلغ مائة مليون جنيه كنواة أولية لهذا الصندوق, ثم إنشاء مركزاً قومياً لرعاية أسر الشهداء والمصابين وقامت بإعطائهم غير ذلك من الصلاحيات والامتيازات . ومع تأييدنا لذلك وأن ذلك حقهم ثم تقديرنا وتثميننا لدورهم ولما قدموه, إلا أننا نرفض أن تكون هنالك ازدواجية في المعايير وعدم مساواة في التعامل مع أبناء الوطن الواحد . فبرغم اننا قد سبقناهم نحن وأسرنا في المصاب, وما قدمناه من تضحيات على مر السنين من مسيرة الكفاح والنضال المستمر وخاصة في الآونة الأخيرة من العهد البائد لا يقل بأي حال من الأحوال عما قدموه بل يفوق بأضعاف مضاعفة ما قدموه وما نالهم من الضرر, ورغم ذلك الكثير منا والسواد الأعظم لم يحصلوا على أي شيء أو أي حق من حقوقهم, ومن حصل على شيء فبشق الأنفس وبعد عناء شديد - فتات - لا يكاد يغنى أو يسمن من جوع, ولم يلتفت إلينا أحد ويتبنى حقوقنا ومطالبنا بأي حال من الأحوال, رغم أننا أصحاب قضية عادلة وصادقة, ونحن من الأبطال الأوائل والحقيقيين في هذا الوطن ولملحمة التحرير الخالدة . وختاماً : فنحن من جانبنا نؤكد بأن الذى لا يستطيع أن يسترد حقوقه ويأخذها, فأنى له أن يسترد ويدافع عن حقوق الآخرين ؟! والذي لا يعرف كيف يدافع عن حقوقه فهو الملام إذا صادرها واغتصبها الآخرون, وحتى لا تضيع حقوقنا وتذهب أدراج الرياح بعد أن انقشع الليل بظلماته وانبثق ضياء الفجر وفاحت نسماته وبدت شمس العدالة في الشروق بازغة مبددة ظلمات الليل وويلاته، ولأنه لا يضيع حق ورآءه مطالب . - وبناءً عليه نتقدم بالآتي - [size=12][size=25][size=21]((مشروع قانون مقترح بحقـوق المـعتقلين السـياسـيين))[/size][/size][/size] [size=12] "وذلك لعرضـه على مجلـس الشـعب حـال انعقاده لمناقشته وإقراره واتخـاذ اللازم حـياله" [/size] بسـم الله الرحمـن الرحيـم بعد الاطلاع علي الدستور ........ وبعد الاطلاع علي قانون ........ ثم انه من المقرر المعلوم أن من أتلف شيئا عمداً فعليه المبادرة بإصلاحه, ومن اغتصب الحقوق وصادرها فلزاماً عليه ردها الى أصحابها, ومن ارتكب فعلاً خاطئا ًلإلحاق الضرر عمداً بالآخرين فعليه يقع عبأ رفع هذا الضرر وإزالته عنهم ومعالجة آثاره المترتبة عليه وتعويضهم عما لحق بهم من الضرر جراء ارتكاب هذا الفعل الخاطىء, فضلاً عن تحمله كامل المسئولية وتبعات هذا الفعل الآثم, ويشاطره هذه المسئولية متبوعه الذي يتحمل نتائج وتبعات أفعال تابعه الخاطئة, وهذا حق مستحق وواجب متحتم ودين لازم يقع الآن على عاتق الدولة والأجهزة والسلطات المعنية انطلاقاً من المسئولية القانونية والوطنية والأخلاقية المنوطة بهم, وليس منة أو تفضلاً, فالعدل يقتضى المساواة بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات, ومعاقبة الظالم ورد المظالم وإنصاف المظلوم ونصرته, وإعطاء كل ذو حق حقه وكل مجرم جزائه الذي يستحقه . المادة الاولى : تقديم اعتذار رسمي مدون كتابياً من الدولة ووزارة الداخلية لكل شخصٍ تم اعتقاله سياسيا بلا جرم وبدون دليل إدانة واضح ومقبول وبدون تقديمه لمحاكمة عادلة إبان العهد البائد . المادة الثانية : تقديم المتهمون من عناصر أمن الدولة سابقاً والأمن الوطني حالياً أو الشرطة للمحاكمة والعدالة سواء ممن قاموا أو شاركوا في جرائم التعذيب والقتل والتنكيل أو ممن قاموا باعتقال الأبرياء والشرفاء من المصلحين من أبناء هذا الوطن بدون وجه حق وبلا جرم أو دليل إدانة واضح ومقبول وبدون تقديمهم لمحاكمة عادلة في العهد البائد . المادة الثالثة : صرف تعويضات عادلة ومجزية للمعتقلين السياسيين وذويهم ولأسر الشهداء الذين استشهدوا جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال وللمعتقلين السياسيين ممن أصيبوا بعجز كلى أو جزئي أو أمراض مزمنة جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال مع اتخاذ الإجراءات اللازمة وعمل الآليات الكفيلة بذلك وتذليل كافة العقبات التي تحول دون سرعة حصولهم على مستحقاتهم واستيفاء حقوقهم بما يوفر لهم حياة كريمة ويحفظ كرامتهم ويتناسب مع حجم ما قدموه من تضحيات وعطاء وما لحق بهم وبأسرهم من أضرار أدبية ومادية فادحة وجسيمة وليكون حافز ودافع لهم لتقديم مزيد من البذل والعطاء . علي النحو الآتي : 1) يتم صرف تعويض وقدره (36000) جنيه لكل معتقل سياسي عن كل عام قضاه في المعتقل بلا جرم بواقع ثلاثة آلاف جنيه عن كل شهر ويؤول إلي ورثته في حال وفاته . 2) يتم صرف تعويض وقدره (70000) جنيه لكل أسرة شهيد من المعتقلين ممن قضوا نحبهم جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال ولا يخل ذلك بحقهم في التعويض المشار إليه في البنود (1-6) في ذات المادة وفق ما تقرر بيانه . 3) يتم صرف تعويض وقدره (35000) جنيه لكل مصاب بعجز كلى أصيب به جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال ولا يخل ذلك بحقه في التعويض المشار إليه في البند (1) في ذات المادة وفق ما تقرر بيانه . 4) يتم صرف تعويض وقدره (15000) جنيه لكل مصاب بعجز جزئي أصيب به جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال ولا يخل ذلك بحقه في التعويض المشار إليه في البند (1) في ذات المادة وفق ما تقرر بيانه . 5) يتم صرف تعويض وقدره (15000) جنيه لكل مصاب أصيب بمرض مزمن جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال نظراً للإهمال ولسوء الرعاية الصحية والظروف المعيشية ولا يخل ذلك بحقه في التعويض المشار إليه في البند (1) في ذات المادة وفق ما تقرر بيانه . 6) يتم صرف تعويض وقدره (15000) جنيه لكلٍ من الأب والأم والزوجة من ذوي المعتقل عن كل عام من الاعتقال التعسفي جراء ما لحق بهم من أضرار مادية وأدبية ولا يخل ذلك بحقهم في التعويض المشار إليه في البند (1) في ذات المادة وفق ما تقرر بيانه . المادة الرابعة : صرف معاشات لأسر الشهداء الذين استشهدوا جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال وللمعتقلين السياسيين ممن أصيبوا بعجز كلى أو جزئي أو أمراض مزمنة جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال أو ممن ليس لديهم عمل أو مصدر للكسب نظرا لكبر سنهم وتقدمهم في العمر مع تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم وعلاجهم على نفقة الدولة . علي النحو الآتي : 1) يتم صرف معاش شهري وقدره (1500) جنيه لكل أسرة شهيد من المعتقلين السياسيين ممن قضوا نحبهم جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال . 2) يتم صرف معاش شهري وقدره (1500) جنيه لكل مصاب بعجز كلى أصيب به جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال . 3) يتم صرف معاش شهري وقدره (1200) جنيه لكل مصاب بعجز جزئي أصيب به جراء التعذيب أو أثناء مدة الاعتقال يؤثر سلباً على أداءه وكفاءته في العمل ومقدرته على القيام بالمهام الوظيفية المنوطة به على الوجه الأكمل ومن ثمّ يصبح غير مرغوب فيه في سوق العمل وبالتالي يكون غير قادر على الكسب والتحصيل . 4) يتم صرف معاش شهري وقدره (1200) جنيه لكل مصاب أصيب بمرض مزمن أثناء مدة اعتقاله لسوء الرعاية الصحية والظروف المعيشية يحول بينه وبين العمل والكسب وتحصيل قوته. 5) يتم صرف معاش شهري وقدره (1200) جنيه لكل معتقل بدون عمل أو مصدر للكسب نظراً لتضرره جراء طول مدة حبسه واعتقاله وكبر سنه وتقدمه في العمر ومن ثمّ يصبح غير مرغوب فيه في سوق العمل وبالتالي يكون غير قادر على الكسب والتحصيل . 6) يتم زيادة المعاشات سالفة البيان في البنود (1-2-3-4-5) في ذات المادة وفق الزيادة السنوية المقررة للمعاشات بالدولة . المادة الخامسة : يحق للمعتقلين السياسيين وذويهم والمصابين وأسر الشهداء منهم اللجوء إلى المحاكم المختصة لرفع دعاوى قضائية للمطالبة بتعويضات أو مستحقات مالية أخرى خلافاً للتعويضات المذكورة والمقررة في المادة (الثالثة) بذات القانون لأي أضرار مادية أو أدبية قد لحقت بهم جراء الاعتقال وتبعاته أو للمطالبة بزيادة التعويضات والمستحقات المالية المقررة لهم في المادة (الثالثة) من هذا القانون لاعتقادهم بالغبن والحيف فيها على أن يتم الفصل والبت في هذه الدعاوى في موعد أقصاه ستة أشهر من تاريخ رفعها . المادة السادسة : توظيف الراغبين في العمل من المعتقلين السياسيين في وظائف حكومية مناسبة بالمحافظات التي يقطنون بها وذلك لمن فقدوا وظائفهم أو مصادر رزقهم أو ممن ليس لديهم عمل أو مصدر للكسب لتضررهم جراء الاعتقال . المادة السابعة : أحقية وأولوية المعتقلين السياسيين وأسر الشهداء منهم في الحصول على سكن مناسب في مشروعات الاسكان والتعمير التابعة للدولة بالإضافة إلي أحقيتهم وأولويتهم في الحصول على أراضي الاستصلاح الزراعي التابعة للدولة . المادة الثامنة : انشاء مركز قومي لرعاية المعتقلين السياسيين والمصابين وأسر الشهداء منهم أسوة بأسر شهداء ومصابي الثورة ويناط به رعاية مصالحهم وتقديم الرعاية اللازمة واللائقة لهم والعمل على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بما يتماشى مع مكانتهم وما قدموه للمجتمع . المادة التاسعة : ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية، ويعتبر نافذاً ويعمل به اعتباراً من اليوم التالي لتاريخ نشره . - والله ولى التوفيق وهو خير ناصر لنا ومعين وهو حسبنا ونعم الوكيل - [/size] [size=21]((صفحتنا علي الفيس بوك)) [/size] http://www.ممنوع وضع روابط الفيس بوك /pages/%D8%AC...08072959280957 *** [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=21][b]محاضرة قد مات قومٌ وهم في الناس أحياءُ :للشيخ محمد المنجد في الجانب المقابل هناك أشخاص هامشيون، بعض الناس وجوده مثل عدمه، بل إن وجوده ضار، أليس ذلك صحيحاً؟ وهناك أناس لو ماتوا لكان أفضل، وهناك أناس لو ماتوا لما حصل أي نوع من التغيير أو النقصان، لا في بيته، ولا في مدرسته، ولا في عمله، ولا في مجتمعه، لكن هناك أناس لو مات أحدهم تأثر البيت من موته؛ لأنه كان يملأ فراغاً عظيماً في ذلك البيت، وكذلك لو مات مدير لتأثرت الدائرة كلها، بسبب موت ذلك المدير الصالح في دائرته التي يعمل فيها، وهناك مدرس لو مات لحزن الطلاب عليه، وأصبح هناك نقص في المدرسة بموت هذا المدرس: قد مات قومٌ وهم في الناس أحياءُ الإسلام يريد من المسلمين أن يكونوا طاقات فعالة، لها أثر في الواقع، أنت إذا لم يكن لك أثر في الواقع، فمعناه أن عندك خطأ كبيراً في منهجك، ويجب أن تراجع نفسك: لماذا ليس لك أثر في الواقع؟ طريقة تعامل بعض الناس مع الزمن: يقول ابن الجوزي وهو يتحدث في مدينة بغداد : رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً، إن طال الليل فبحديثٍ لا ينفع، أو بقراءة كتابٍ في غزاةٍ أو سمر؛ بطولات.. معارك.. كلام.. وأشياء الحروب، أو سمر، ونحن نضيف الآن، أفلام الفيديو، والتلفزيون، والجرائد، والمجلات، والكتب الغثائية التي ترمى يومياً في الأسواق، وتملأ رفوف المكتبات، روايات وقصص مدمرة، سبحان الله! اخترع أهل الباطل كتاباً اسمه كتاب الجيب، لماذا؟ لأنه يدخل في الجيب، قصة أو غيرها، وهناك كتب اسمها مقاس فرنسي صغير بحجم الكف، لماذا؟ لأنه يمكن لأي شخص أن يأخذه معه أينما ذهب. وقد لا تجد مثل هذه الخدمة في الكتاب الإسلامي، لكن قد بدأت تظهر كتيبات صغيرة تحمل في الجيب وأشياء من الأذكار وغيرها، لكن تأمل أن بعض الناس يقتلون وقتهم قتلاً بهذه الأشياء؛ إن طال الليل فبحديثٍ لا ينفع أو بقراءة كتاب في غزاةٍ أو سمر، وإن طال النهار فبالنوم! وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق، نحن الآن نقول: على الكورنيش أو في الأسواق- فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر- سفينة العمر تجري وسترسو على شاطئ الموت وما عندهم خبر، شرائع الإسلام متكاملة يعضد بعضها بعضاً، ولذلك إذا أمر الشرع بشيءٍ، أمر بتهيئة أسبابه ونهى عما يخالفه ويضاده، فمثلاً: لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال؟ لأن أقل ما فيها مضيعة الوقت. ولذلك نهى السلف عن السؤال عن الأشياء التي لم يقع، وهؤلاء الناس دائماً يقولون: أرأيت لو كان كذا، أرأيت لو حصل كذا!! وهذا شيء بسيط، هذا من كثرة السؤال والقيل والقال، بجانب انشغال الناس الآن بالزينات والكماليات ومتاع الدنيا وانشغال النساء بالبهارج، المشكلة أن الناس -أقصد الأغنياء- يظنون أن حالتهم ستستمر كما هي! بعض الناس يقول: المهم النظر في الحالة الراهنة فحسب، فهذه حالة الجهلة الحمقى، مثل أن يرى نفسه معافى وينسى المرض فيستبعده، هل يخطر ببالك الآن وأنت صحيح أنك قد تصاب بمرض شديد جداً؟ الواحد الآن وهو غني وراتبه كبير، وعقاراته تدر، هل يتصور الآن في حال الغنى أنه قد يفتقر؟ لا يتصور؛ لأنه لم ير شيئاً بعينيه مثل الإفلاس أو المرض، ولذلك هو يظن أن حاله سيدوم، كلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار وطال الأمل! [/size] [size=21] معافى خمسة أيام، يمكن أن يخشى المرض، ولو بقي شهراً أو سنة ما أصابه مرض، كل هذا الطول في الزمن هو أيضاً يستبعد بازدياد أن يحدث له مرض، وهذه بالضبط مشكلة الناس عندما يكبرون في السن، فيرى نفسه الآن عاش عشرين سنة، أو أربعين سنة فيقول: إيه باقي! يقول: عشت أربعين، ما دام عاش أربعين بالنظر إلى الماضي يقول: ستين، فأمله يزداد في العيش لأنه عاش وما حدث له شيء، فهو إذاً يأمل.. يأمل.. وهذا الذي يقتل الناس فما هو الأمل المحمود والأمل المذموم؟ الأمل المحمود: هو أن يأمل في الخير وهذا جيد، لكن الأمل المذموم هو الذي يدعو إلى التسويف كما سيمر معنا. فالعاقل الذي يأخذ بالاحتياط، فإذا مرض أو افتقر فعنده رصيد والحمد لله، إذا ما مرض أو افتقر لا يتضرر! الناس أنواع: طالب وموظف، وأعزب ومتزوج، وصغير وكبير، هناك بعض الناس الذين يعيشون في نوع من العافية، لا يفكرون في المستقبل وهذه هي المشكلة، فمثلاً: الطالب يظن أنه في المستقبل إذا تخرج من الجامعة فإنه سيكون لديه وقت أطول، وسيتحرر من الدراسة ومن الامتحانات وأن الوقت سيتسع بالنسبة له، لكن في الغالب لا يكون ذلك، وتمر بالموظف أوقات يتمنى أن يكون فيها في حياة الدراسة، دع الآن موظفاً يدخل الجامعة التي درس فيها قبل عشر سنوات، ماذا سيكون شعوره؟ سيقول: أين أيام زمان! أيام كان الواحد ليس عنده مسئوليات، أيام كان الواحد عنده عطلة الربيع وعطلة صيفية، وعطلة خميس، بالنسبة للناس الذين في وظائفهم عطلة خميس، ويقول: الدراسة -تنتهي- مثلاً الساعة الثانية، لكن العمل يستمر حتى الليل أحياناً. لكن عندما تذهب إلى الطالب يقول: الآن عندي خطط في طلب العلم، وعندي خطط في الدعوة، وعندي خطط في صلة الرحم، وعندي خطط، انتظر حتى أتخرج وأتفرغ من همّ الدراسة وهمّ الامتحانات، وأتفرغ إن شاء الله وأفعل هذه الأشياء كلها، وأنفذ المخططات، لكن عندما يتخرج تقع الواقعة، فينشغل بالوظيفة، والوظيفة ليست سهلة، الآن الوظائف مع مرور الزمن تتعقد ويحصل فيها من الصعوبة أكثر من ذي قبل! ولذلك لا تفكر أبداً وأنت طالب أنك إذا دخلت حياة الوظيفة، أنك ستدخل عالماً من الفراغ الذي ستستغله في كثيرٍ من الأعمال الصالحة، بل إنك وأنت طالب عندك من الإمكانيات ما ليس عند الموظف، فلا تغتر واغتنم فراغك قبل شغلك. أنت الآن لم تتزوج بعد، الواحد أحياناً يقول: الآن عزوبية، والأوقات مختلطة، لكن غداً أتزوج وأجلس في بيت وأستقر، وسيصير عندي وقت كبير، لكن فكر الآن في قضية الزواج، الزواج مسئولية وسوف يأتيك أولاد، وتحدث عندك روابط اجتماعية، وستزور أهل الزوجة، وعم الزوجة، وعمتها، وخال الزوجة،وخالتها، وأقرباءك الذين لم تكن تعمل لهم حساباً، ستضطر أن تعمل لهم حساباً بعد الزواج، الإنسان عندما يكون فرداً قد لا يزور بعض أقربائه، لكن عندما يتزوج طبيعة الوضع تفرض عليه، سيأتيه أقرباء له بزوجاتهم ليتعرفوا على زوجته، وهو يضطر لأن يزورهم أيضاً، ويدخل في معمعة من الزيارات العائلية، ويضطر لحضور مناسبات كثيرة، لأنه متزوج، طبعاً، والزواج ليس سيئاً لكن نقول: اغتنم فراغك قبل شغلك، الزواج عبادة، يفتح لك أبواباً من الأجر، لكن هناك أشياء تستطيع أن تفعلها قبل الزواج ولا تستطيع أن تفعلها بعد الزواج، هناك عبادات تستطيع أن تستكثر منها قبل الزواج ما لا تستطيع أن تستكثر منها بعد الزواج. مثلاً السفر في طلب العلم: الآن إذا تزوجت قد يصعب عليك أن تقوم بهذه العبادة، وعندما يكون لك أولاد كثيرون يصعب عليك دائماً أن تأتي بعمرة وراء عمرة، لكن عندما تكون فرداً يسهل عليك أن تخرج كثيراً، قد تبيت في مكان آخر لتواصل عبادة أو طاعة أو طلب علم؛ لأنه ليس لك زوجة، لكن عندما يصبح عندك زوجة يجب أن ترجع إلى العش وتبيت فيه، وسيصعب عليك أن تترك الغداء عند أولادك وعند أهلك، لكن عندما تكون طليقاً من هذه الناحية يمكن أن تفعل أشياء لا تفعلها في حال الزواج، ستنشغل في بناء بيت! وقد تنشغل في مشروع تجاري إضافي، وقد تنشغل في شراء أغراض، فالذين عندهم أولاد لو فكر أحدهم فقط في قضية تطعيم الأولاد، وكل ما مرض ولد تريد أن تأخذه إلى المستشفى، هذه لوحدها بند كبير في الأوقات المصروفة، وكذلك شراء الأغراض من السوق واستئجار بيت، وتأثيثه، وتوفير مال لشراء سيارة ودفع لفواتير الهاتف والكهرباء، وشراء للملابس، وهناك حاجات كثيرة جداً ستستهلك الوقت، لا تحسب أنك في المستقبل ستتفرغ أكثر، الآن استغل الوقت. أيضاً من الأشياء الأخرى: الإنسان عندما تكبر مسئولياته الاجتماعية، ويصبح عدد أفراد أسرته أكثر أو -مثلاً- يكبر أبوه ويصبح غير قادر على العمل، وتزداد الرعية واحداً، سيحتاج إلى أن يصرف على بيت ثانٍ، وهناك أناس كانوا يصرفون على بيت، وأصبحوا الآن يصرفون على بيتين، وقد يصرف على ثلاثة بيوت، فيضطر أن يعمل عملاً إضافياً في المساء، أو يشترك في مشروع تجاري غير الوظيفة من أجل أن يلاحق المسئوليات. لا تظن أنك ستجزم أنك تتفرغ في المستقبل أبداً، الآن قد يكفيك راتب لشراء السلع لكن ما تدري غداً تقل الرواتب أو أن السلع ترتفع أسعارها! مع التضخم الذي يعيشه العالم اليوم، فالشيء الذي ستشتريه الآن بعشرة ريالات في المستقبل قد لا تشتريه إلا بخمسين ريالاً، وستضطر أن تعمل أكثر لتكسب أكثر، لكي تستطيع أن تشتري. هذا الاضطرار قد يكون مذموماً؛ لأنه انشغال بالدنيا عن الآخرة، لكن أحياناً هناك أشياء ملجئة فعلاً وتعتبر عبادة، أنك تصرف على بطون جائعة، وعلى أناس محتاجين، لكن هذه العبادة قد تشغلك عن عبادة أخرى كنت تستطيع أن تعملها في الماضي! استغلال نعمة الشباب: اغتنم فراغك قبل شغلك! الشخص عندما يكون في مقتبل عمره، يكون ذهنه صافياً، لذلك كان عمر بن الخطاب يجعل في مشورته الشباب بالإضافة إلى الشيوخ، نوعية معينة من الشباب، لماذا؟ لصفاء أذهانهم، كان يبتغي حدة عقول الشباب، فكان ابن عباس في مشورة عمر ، وكان عمره ثلاث عشرة سنة، لكن ذهنه حاد، قد ينقدح في ذهنه من الأفكار ما لا يأتي في أذهان الشيوخ؛ لأنه ليس عنده مسئوليات، ما عنده أولاد إذا مرضوا اهتم بهم، ولا عنده أولاد إذا تخرجوا من الجامعة يهتم أين سيذهبون ويتوظفون، ولا عنده أولاد إذا كبروا سيبحث للولد عن زوجة، وإذا كان عنده بنت فسيحمل همَّ زواجها، هذه الهموم وهموم المستقبل والأولاد تكدر صفاء ذهن الشخص، ولذلك بعض الشباب يحفظ قرآناً فيريد من أمه أو من أبيه أن يحفظ معه بنفس المعدل، يقول: يا أمي! لماذا لم تحفظي؟ أنا حفظت كذا بفترة، تقول: لكن ذهنك غير ذهنها، والهم الذي عندك غير الهم الذي عندها، ولذلك تجد كثيراً من كبار السن يقولون: يا ولدي! ذهبت علينا أيام، يا ولدي! الآن لا نستطيع أن نحفظ، لا نستطيع أن نصلي مثلكم صلاة التراويح، لأن الإنسان مع الزمن يستهلك، حواسه تضعف، ولذلك كان من الدعاء النبوي: (اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقيتنا -ليس فقط هذا- واجعله الوارث منا) يعني اجعله زائداً بحيث كأنه يفيض بعد موتنا، أو ورثه لأولادنا. فصفاء الذهن نعمة، ينبغي أن تستغلها الآن في طلب العلم وفي الحفظ والتفكير السليم. الإنسان -أيها الإخوة- لا يدري ماذا تخبئ له الأيام! الآن هو قد يكون صحيحاً، لكن في المستقبل قد يمرض مرضاً مزمناً -نسأل الله العافية- اسأل كثيراً من المرضى، قل للمرضى الذين عندهم أمراض مزمنة، قل لهم: قبل أن تصابوا بهذا المرض كيف كنتم؟ كانوا شباباً وكانوا في صحة، لكن بعد ذلك تجد الواحد منهم مرض مرضاً شديداً؛ الآن إما أنه في المستشفى، أو في الفراش في البيت لا يخرج إلا نادراً، وقد يريد من يحمله لقضاء حوائجه، بعض الناس لا يحسب هذا الحساب، قال الشاعر: يسر الفتى طول السلامة والبقا فكيف ترى طول السلامة يفـعلُ يُرد الفتـى بعــد اعتــدالٍ وصحةٍ ينوء إذا رامَ القيام ويحملُ انظر إلى كبيرٍ في السن كيف يقوم! يقوم على مراحل! يمكن على اليد الأولى ثم على الرجل الأولى ثم على اليد الثانية ثم على الرجل الثانية، وربما يحمل حملاً، لكن انظر في شاب تجده يستوفز إذا أراد أن يقوم قام مرةً واحدة. اغتنم فراغك قبل انشغالك بأمراض، وقبل انشغالك بتعب الشيخوخة وأمراضها، وهؤلاء الشباب الذين لم يقدّروا لهذا السن قدره عليهم أن يتمعنوا جيداً: أترجو أن تكون وأنت شيخٌ كما قد كنـتَ أيام الشبابِ لقد كذبتك نفسك ليس ثوبٌ دريسٌ كالجديد من الثيابِ ثوب دريس: بال من الاستعمال.. ليس مثلك؛ الناس مختلفون، بعض الناس عندهم عقارات تدر عليهم أرباحاً -وصاحب العقار جالس في البيت- ليس عنده شيء إلا أنه يحصل في آخر السنة الأجرة، وهناك رجل أبوه غني قد يصرف عليه وعلى بيته، ورجل أبوه فقير يصرف هو على نفسه وعلى أبيه، وهناك أناس عائلتهم غنية، فإخوانه أغنياء، وأعمامه أغنياء، وأخواله أغنياء، لو أراد أن يستلف لوجد من يسلفه، ولو غاب وجد من يصرف على بيته، لكن بعض الناس قد يضطر أن يصرف على عدة عوائل، وبعض الناس أولادهم في صحة وقد لا يذهب إلى الطبيب أو العيادة إلا في السنة مرة، أو ما يذهب إلا نادراً، وهناك أناس عندهم أولاد مرضى قد يضطر للسفر من أجل علاجهم، ويقضي فترات طويلة يتنقل في مستشفيات! وتخيل أن رجلاً عنده ولد مصاب بمرض من الأمراض، كيف يكون وضعه مع الولد؟ تراه دائماً منشغلاً بالولد، فإذا ارتفعت الحرارة ذهب إلى الدكتور في المستشفى، فإذا لم يجد العلاج ذهب للثاني وذهب للثالث، فإذا لم يجد في الظهران ذهب إلى الرياض أو إلى جدة ، وقد يضطر للسفر إلى مصر أو إلى أمريكا بحثاً عن العلاج، والسفر يحتاج إلى تذاكر وإلى أموال تنفق فيها، وإلى جهود وأوقات، وهذا كله من أجل العلاج وليس بالسهل. [/size] [/center] [/b]
-
[b] [center] [b][size=16]بسم الله الرحمن الرحيم :هذه هي القصتين: يقول أحد الدعاة - أسأل الله أن يوفقه-: " ذكرت هذا الحديث حينما كنت زائراً لأحد السجون لإقامة برنامج دعوي للمساجين وبعد قرابة 8 شهور دخلت السجن مرة أخرى لإقامة برنامج آخر فتفاجأت بشاب يسلّم عليّ ويقول: جزاك الله خير يا شيخ ما تركت صلاة الوتر من تلك الليلة التي ذكرت فيها الوصية" وفي القصة الأخرى [size=16]يقول نفس الداعية - أسأل الله أن يوفقه-: " ذكرت نفس الحديث حينما كنت زائراً لإحدى المدارس لإقامة برنامج دعوي للطلاب فلما انتهيت أتاني مجموعة من الطلاب يسألون عن متى تقام الضحى وكيف أصلّيها و..."[/size][/size] [size=16] نبقى مع الحديث قال أبو هريرة رضي الله عنه ( أوصاني خليلي بثلاث : بصيام ثلاثة أيام من كل شهر . وركعتي الضحى . وأن أوتر قبل أن أرقد ) - ركعتي الصحى - عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة . فكل تسبيحة صدقة . وكل تحميدة صدقة . وكل تهليلة صدقة . وكل تكبيرة صدقة . وأمر بالمعروف صدقة . ونهي عن المنكر صدقة . ويجزئ ، من ذلك ، ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم - صلاة الوتر - وأعظم ما يدل على أهميتها أنه لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها - صيام ثلاثة أيام من كل شهر - قال الرسول -- لعبدالله بن عمرو بن العاص: "...وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام ، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها ، فإن ذلك صيام الدهر كله..." صحيح البخاري [/size] [/center] [/b][/b]
-
عضو أزعجني برسائله الخاصة ..!!! آسفه على إزعاجكم بمشكلتي الخاصة لكنني اضطررت لذلك .. و في الحقيقة فقد ترددت في كتابة هذة " المأساة "ـ إن صحت التسمية ـ التي أعاني منها كلما دخلت إلى المنتدى ...بتُّ أخشى هذه النافذة لديك رسالة خاصة من : ...؟؟.. بعنوان : ..؟؟.. أصبحت أضع يدي على قلبي كلما ظهرت لي هذه النافذة الـ " مقلقة " .. رباااه ماذا أفعل ؟! هل أكتب إلى منتدى الشكاوي بشأن ذلك ؟!! ولكن هذا العضو له مكانته في المنتدى وربما لن يصدقني احد إذا أخبرته !! حسناً .. لا يهم !! فقد طفح الكيل سأفصح عن اسمه هنا وليحدث ما يحدث .. فلن أبالي إذا أُوقفت عضويتي أو أُقفل موضوعي .. المهم أن أريح ضميري وأرتاح ..!! وليعذرني هو أيضاً فلم أعد أحتمل أكثر مما مضى .. العضو هو/ يـد ي نعم إنها ( يدي ) التي أكتب بها هنا .. والتي تشكي لي كلما أردت الشروع في الكتابة .. ولخوفها علي فـ هي تبعث لي برسالة تذكيرية خاصة كلما دخلت إلى المنتدى لتخبرني بأن هناك من يراقبني ويراقب كتاباتي حرفاً بحرف .. صحيح أنه باستطاعتي أن أصبح عضو " مؤذيه " لا أكتب إلا سواً ولا أتلفظ إلا بذيئاً .. دون أن يعلم أحد منكم من هو " ؟؟؟" ومن يكون ؟!! ولكن " رقيب وعتيد " مأمور أن يتسجيل كل حرف أكتبه وكل كلمة أسطرها في صحيفة أعمالي .. وغداً عندما أقف في محكمة الآخرة سيحاكمني الله عليها .. حيث تشهد علي " يداي " بما كتبته بواسطتهما .. (( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )) لذلك هي تنبهني الآن إلى عاقبة ذلك الأمر قبل أن يحدث .. ولا تفتأ في نصحي وتذكيري .. كلما فتحت رسالتها وجدت فيها : وما من كـاتب إلا سيفنى .*. ويبقي الدهـر ما كتبت يـــداه فلا تكتب بيمينك غير شيء .*. يسرك في الأخرة أن تراه اللهم أغفر لنا وارحمنا وأجعل ما تخطه أيدينا لنا لا علينا .. اللهم سخر أقلامنا فيما يرضيك .. اللهم وأجعلها سلاحاً نواجه به أعدائنا.
-
[b] [center] [center][size=25][b]من مظاهر حبه لك:تسخيـــر الكون لك [/size][/center] [size=25]الله عز وجل خلق الإنسان ليكون عبدًا له، وسيدا لما سواه، فلقد جعل الكون المحيط به مسخرًا لخدمته، يعمل من أجل راحته ] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا[ [البقرة: 29]]وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ[[الرحمن : 10]. انظر- مثلا- إلى السماء فستجد الشمس تتحرك حركة دائبة كل يوم من المشرق إلى المغرب، لم تخلد يومًا إلى الراحة، وكيف تفعل ذلك وتغيب عنا وهي مأمورة بإمدادنا بالضياء والطاقة؟ والقمر كذلك يتحرك حركة دائبة من أول يوم في الشهر العربي يكون فيه هلالاً يكبر يوما بعد يوم فيكون بدرًا يضيء السماء ثم يعود كما كان في نهاية الشهر فيساعدنا بذلك على معرفة الأيام والشهور ]اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ ` وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ[[إبراهيم: 32- 33]. أنت القائد أنت قائد هذا الكون أيها الإنسان، فكل ما فيه مسخر لخدمتك.. انظر إلى جسمك وتأمل ما فيه من جوانب التسخير والخدمة لك أيها المكرم.. فعينك مُسخَّرة لترى بها ما حولك، ولسانك ما هو إلا خادم لك لتعبِّر من خلاله عما تريده، ويدك للبطش والكتابة، والتسبيح، ورجلك للحركة والذهاب إلى حيث تشاء. كل هذا يتم دون اعتراض أو تمنُّع، بل استسلام تام وانقياد تام لأوامرك. هل فكرت يومًا في الطعام الذي تأكله كيف تتم رحلته داخل جسمك فيحدث من خلالها الهضم والامتصاص وإخراج الفضلات. إن الأجهزة الداخلية تعمل داخلك ليل نهار لتقوم على راحتك، فلا تجهد ذهنك في التفكير عن كيفية عملها وماذا يحدث في داخل الرئتين أو القلب أو الكبد أو....لا تفكر في كيفية التئام جرح من الجروح فهناك من يقوم بذلك. أرح نفسك من هذا كله فهناك خدم كثيرون لا يحصى عددهم يقومون على خدمتك. أيها المدلل انظر إلى طعامك وتخيل أن هذه الخضروات والفواكه لن تكون موجودة بهذه السهولة، وأن المطلوب منك هو أن تقوم بنفسك على عملية استخراجها من مكوناتها الأصلية. كم من الوقت والجهد ستبذله للحصول على بعض ثمار الخيار مثلا، بل على ثمرة واحدة؟! أيها المدلل... أتدري أن هناك مصانع لا تعد ولا تحصى موجودة تحت الأرض وفوقها تعمل ليل نهار- بإذن ربها- من أجل أن توفر لك شتى أنواع الأطعمة وما عليك إلا أن تجمع إنتاجها، وتختار منه ما يروق لك؟! تخيل ثم تخيل تخيل- أخي القارئ- أن الدابة التي تستخدمها في تنقلاتك من مكان لآخر، قد أنطقها الله عز وجل، فإذا هي تسألك قبل تحركها بك عن وجهتك، ولماذا تذهب إلى هذا المكان، وكم من الوقت ستستغرقه فيه و.....تخيل أن الماء الذي تريد شربه لا يتحرك في فمك، بل يسألك لماذا تشرب الآن؟ ألم تشرب منذ قليل؟! تخيل أنك تريد الكتابة فلا تتحرك معك يدك بل توبخك على كثرة استخدامها وعدم إعطائها راحتها. تخيل ذلك وتخيل أن كل من حولك من المخلوقات يتكلم، ويناقش قبل قيامه بتنفيذ الأوامر.. ثم اسأل نفسك كيف ستكون الحياة بهذا الشكل؟! لا تستغرب – أخي- هذا الكلام، فبالفعل قد أنطق الله بقرة في عصر من العصور السابقة لتكون آية للناس تشعرهم بحجم نعمة التسخير، ونعمة صمت الكائنات من حولنا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنَّا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله، بقرة تتكلم؟ فقال: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر...».(رواه البخاري (3471)) سل نفسك وبعد أن تخيلت ما تخيلت، سل نفسك: هل يرفض الماء إرواءك، والطعام إشباعك؟! هل ترفض الدواب حملك إلى المكان الذي تريد ولو كان لا يرضي الله عز وجل؟! هل امتنعت النار عن الإحراق والماء عن الغليان؟! هل امتنعت الشمس يومًا عن الإشراق، والليل عن الإظلام؟! تأمل ثم تأمل هذا اللون العجيب من نعم التسخير والتكريم لك أيها الإنسان واسأل نفسك- مرة أخرى- لماذا ميزك الله عن سائر مخلوقاته؟! ولماذا هيأ الكون كله لخدمتك، وجعلك قائده وسيده؟! هل هناك جواب آخر غير أنه يحبك ويريد لك النجاح في المهمة التي خُلقت لأجلها، ومن ثَّم دخول الجنة والتمتع بنعيمها الأبدي؟! جاء في الأثر: «يا ابن آدم خلقت كل شيء لك، وخلقتك لنفسي، فلا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له». [/size] [/center] [/b][/b]
-
[center] [size=21][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [size=21]قصــة صـورة جنسيــة انطلقت متجهة نحو الهدف .. لم تكن تعلم مصيرها المجهول ..سوى ان صاحبها البرئ أرسلها في مهمة خاصة .. كانت المهمة هي أن تذهب لـ....... ثم ترسل رفيقتها تبعا لاتفاق مسبق .. ومن هنا بدأت القصة .. يدور هذا الحوار بين اثنين سوف أرسلها لك ولكن بشرط ..أن تردها بأخرى .. أبشر ولا يهمك ..أنت تأمر أمر.. بس لا تنس تدعيلي.. وأرسلها المسكين .. وبعد برهة.. هاه وصلت ؟؟ ايوه مشكور ما قصرت.. الحوار مضمونه طيب وكلماته جميلة ولكن ما خفي كان أدهى وأمر.. وتمت الصفقة .. وانتهت العملية .. وعشرات من خلق الله يشهدون على ذلك .. كان من وراء الكواليس رجل يرقب ..رجل قد ارتدى قبعة سوداء .. انف معقوف ..تتدلى على جانبي رأسه جديلتان خبيثتان لئيمتان .. كان يرقب الصفقة ..ابتسم بعد ان تمت ثم أطلق ضحكة هستيرية قال بعدها.. هذا ما كنت أرنو إليه .. كانت الصفقة عبارة عن صورة مقابل صورة ..فحش مقابل فحش ..ذل مقابل ذل.. ذل يقدمه المسلم للمسلم .. وصاحب القبعة قد أتم مهمته على أكمل وجه.. ذل يقدمه المسلم للمسلم ..وصاحب القبعة قد عرف من أين تؤكل الكتف ذل يقدمه المسلم للمسلم ..وصاحب القبعة يكشر عن أنيابه فرحا مغتبطا وانطلقت الصورة .. وتكرر المشهد بحذافيره مرة أخرى بين شخصين أخرين وبنفس البضاعة ..نفس الصورة..الصورة التي أرسلها صاحبنا المسكين في المرة الأولى .. ويتكرر المشهد ثالثة ورابعة ..وعاشرة ..وللمرة الألف ..والسلعة هي هي ..سلعة صاحبنا المسكين الذي أرسلها في المرة الأولى.. لم يكن يعلم صاحبنا المسكين ان هذه الصورة التي سيحصلها الألوف وربما الملايين ستلقي عليه تبعا.. من السيئات ما الله به عليم.. رجل شاهد تلك الصورة بعد سلسلة طويلة من الصفقات ..فارتكب الحرام وغشي المنكر ..وفسد وأفسد.. وصاحب الصورة المسكين قد أنهكته الخطايا ..وزادته تلك الصورة إثما وبلايا وصاحب القبعة السوداء يقول : هذا ما كنت أرنو إليه.. والناصح يصرخ: أمتي ما الذي يجري لنا؟؟ رجل شاهد تلك الصورة فطلق زوجته بعد ان اصبحت حياتهما جحيما لايطاق وصاحب الصورة المسكين قد أنهكته الخطايا وزادته تلك الصورة إثما وبلايا وصاحب القبعة السوداء لازال يردد: هذا ما كنت أرنو إليه .. والناصح يصرخ: أمتي مالذي يجري لنا؟؟ رجل شاهد تلك الصورة فتبدلت حاله وتغيرت طموحاته وآماله ..وعن الحرام صار بحثه وسؤاله ..بعد أن كان- يوما من الأيام - ذا قدر ورفعة .. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف الى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات ..وحسرات يوم القيامة وندامات .. وصاحب القبعة السوداء يردد ويردد ..هذا ماكنت أرنو إليه..هذا ماكنت أرنو إليه.. والناصح يصرخ: أمتي...أمتي.. مالذي يجري لنا؟؟ وفتاة ضاعت وتاهت ..وفي الحرام صالت وجالت بعد أن كانت ذات قلب برئ وعين هادئة ..كل هذا صار وحدث بعد أن شاهدت الصورة ..صورة صاحبنا الاول.. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف الى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات ..وحسرات يوم القيامة وندامات .. وصاحب القبعة السوداء ..يتمتم قائلا : هذا ماكنت أرنو إليه .. والناصح يصرخ : أمتي ..أمتي .. مالذي يجري لنا.. ويهدم بيت ..ويضيع عرض..وتزول همم ..وتدمر أمة .. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات ..وحسرات يوم القيامة وندامات.. وصاحب القبعة السوداء يبشر رفاقه : هذا ماكنت أرنو إليه .. والناصح يصرخ : أمتي أمتي ..مالذي يجري لنا وتمر الأيام تلو الأيام ..والساعات تلو الساعات ..والصفقات تلو الصفقات.. ويموت صاحب الصورة الأولى من غير توبة ..صاحب الصفقة الأولى ..فيتوسد لحده ..ويرقد في قبره .. ولازالت سلسلة الصفقات تجري وتجري..وتصب على صاحبنا في قبره آثاما تتلوها الاثام ..وذنوبا تتلوها ذنوب.. تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الوزر والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لاخير في لذة من بعدها النار.. نعم والله .. لا خير في لذة من بعدها النار.. أخي. أعلن مع نفسك التوبة ..وسارع بالرجعة والأوبة .. وقل لنفسك .. إني أطمح لتغيير الدنيا ..فلماذا تغيرني صورة .. من سينقذ الأمة الغرقى إذا كنت أنا نفسي الغريق.. وتأمل في مقدار إثم ..بل آثام وآثام ..ستحصلها من تلك الصورة .. عد الى الله ..اركن اليه ..اذرف حار الدمعات في الأسحار ..وناج رب السموات والاقطار.. عندها .. سينتفض صاحب القبعة السوداء قائلاً مالذي يجري لنا؟؟ ويستبشر الناصح .. هذا ماكنت أرنو إليه .. [/size] [/center] [/b]