اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

أمجد1

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    1525
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو أمجد1

  1. [b] [center] [size=21][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله حسن الظن .. راحة للقلب ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد. إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله :>. وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية. من الأسباب المعينة على حُسن الظن: [size=25]1) الدعاء: فإنه باب كل خير، وقد كان النبي يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا. 2) إنزال النفس منزلة الغير: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61]. 3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً". 4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً. وقال ابن سيرين رحمه الله: " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه ". إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك: تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم 5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ. 6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]. وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49]. إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين. رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين. [/size][/size][/size] [/center] [/b]
  2. [center] [size=16][size=16][size=16][size=16]بسم الله الرحمن الرحيم[/size][/size][/size][/size] [size=16][size=16] [size=25]بعض الشباب محمد بن إبراهيم الحمد شبابنا ولله الحمد ـ يملكون قلوباً حية ، وعواطفهم تجاه الإسلام وقضاياه قوية ، فقلوبهم تنبض بالخير وتآلفه ، وعواطفهم تفيض بمحبة الإسلام وأهله ، فهذا دأب شبابنا ، حتى ولو كانوا مقصرين في بعض الأمور . هذا ومن حق شبابنا علينا أن نعينهم على أنفسهم ، لكي يرتقوا في سلم المجد ، ويسلكوا سبل المعالي . والحديث في هذه الزاوية ـ إن شاء الله تعالي ـ سيتناول بعض القضايا التي تهم الشباب ، وسيتطرق لبعض الأخطاء التي يقعون فيها . وحتى لا يشمل التعميم جميع الشباب جاء عنوان هذه الزاوية حاملاً مسمى ( بعض الشباب ) ـ وفي كل عدد ـ إن شاء الله سيكون الحديث عن مسألة أو أكثر من المسائل التي تهم الشباب ، فالله المستعان وعليه التكلان ، فمن الأخطاء التي يقع فيها . ـ تأجيل التوبة : فبعض الشباب يدرك خطأه ، ويعلم حرمة ما يقع فيه ، ولكنه يؤجل التوبة أو يسوف فيها ، فمنهم من يؤخرها إلى ما بعد الزواج ، أو التخرج ، ومنهم من يؤجلها ريثما تتقدم به السن ، إلى غير ذلك من دواعي التأجيل . وهذا خطأ عظيم ، لأن التوبة واجبة على الفور ، فأوامر الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الفور ما لم يقم دليل على جواز تأخيرها بل إن تأخير التوبة ذنب يجب أن يستغفر منه . قال الغزالي ـ رحمه الله ـ : أما وجوبها على الفور فلا يُسْتراب فيه ، إذ معرفة كون المعاصي مهلكات من نفس الايمان ، وهو واجب . وقال ابن القيم ـ رحمه الله : ـ المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ، ولا يجوز تأخيرها ، فمتى أخرها عصى بالتأخير فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى ، وهي توبته من تأخير التوبة .وقلّ أن تحظر هذه ببال التائب ، بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شئ آخر ، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة . أخرج ابن أبي الدنيا ـ رحمه الله ـ في قصر الامل عن عكرمة ـ رحمه الله ـ في قوله ـ تعالي (( ويقذفون بالغيب من مكان بعيد )) سبأ 53 قال: (إذا قيل لهم توبوا قالوا : سوف) فعلى العبد أن يعجل بالتوبة ، لوجوب ذلك ، ولئلا تصير المعاصي دائماً على قلبه ، وطبعاً لا يقبل المحو ، أو أن تعاجله المنية مصراً على ذنبه ، ثم إن ترك المبادرة للتوبة مدعاة لصعوبتها وسبب لفعل ذنوب أخرى . قال النبي ـ (( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداءُ في قلبه ، فإذا تاب ، ونزع ، واستغفر صقل قلبه منها ، وإذا زاد زادت حتى يغلف قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين 14 قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ يا بطاَّل إلى كم تؤخر التوبة وما أنت في التأخير معذور ؟ إلى متى يقال عنك : مفتون مغرور ؟ يا مسكين ! قد انقضت أشهر الخير وأنت تعد الشهور ، أترى مقبول أنت أم مطرود ؟ أترى مواصل أنت أم مهجور ؟ أترى تركبُ النجُّبَ غداً أم أنت على وجهك مجرور؟ أترى من أهل الجحيم أنت أم من أرباب القصور ؟ . وقال رحمه الله ـ ما هذه الغفلة وأنتم مستبصرون ؟ ما هذه الرقدة وأنتم مستيقظون ؟ كيف نسيتم الزاد وأنتم راحلون ؟ كم آب مَنْ قبلكم ألا تتفكرون ؟ أما رأيتم كيف نازلهم نازل المنون ؟ فلا يستطيعون توصية ولا إلي أهلهم يرجعون . وبعض الشباب يرغب في التوبة ، ولكنه لا يبادر إليها ، مخافة أن يعاود الذنب مرة أخرى ، وهذا خطأ ، فعلى العبد أن يتوب إلى الله ، فلربما أدركه الأجل وهو لم ينقض توبته . كما عليه أن يحسن ظنه بربه ـ جل وعلا ـ وأن يستحضر أنه إذا أقبل على الله اقبل الله عليه ، وأنه ـ تعالى ـ عند ظن عبده به ، قال النبي صلي الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ) . ثم إن على التائب إذا عاد إلى الذنب أن يجدد التوبة مرة أخرى وهكذا . قال النبي ـ فيما يحكي عن ربه ـ عز وجل ـ قال : أذنب عبد ذنباً فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى ـ أذنب عبدي ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنب وياخذ بالذنب ثم عاد فاذنب ، فقال : أيْ ربّ اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى ـ اذنب عبتدي ذنبـاً ، فعلم أن لـه ربتاً يـغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت ، فقد غفرت لك . ومعنى ذلك ما دمت تبتلى بالذنب فتبادر إلى التوبة منه غفرت لك . بعض الشباب يغفل عن التوبة مما لا يعلمه من ذنوبه فلا تخطر بباله هذه التوبة ، فتراه يتوب من الذنوب التى يعلم أنه قد وقع فيها ، ولا يظن بعد ذلك أن عليه ذنوباً غيرها . وهذا من الاخطاء التي تقع في باب التوبة ، والتي قل من يتفطن لها ، فهناك ذنوب خفية ، وهناك ذنوب يجهل العبد أنها ذنوب . قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ولا ينجى من هذا إلا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم من ذنوبه ، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه . ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكناً من العلم ، فإنه عاصٍ بترك العلم والعمل ، فالمعصية في حقه أشد . ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم : ـ الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة . فقال أبو بكر : فكيف الخلاص منه يا رسول الله ؟ قال : أن تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم . فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله أنه ذنب ، ومما لا يعلمه العبد وجاء عن النبي ـ أنه كان يدعو في صلاته : اللهم اغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني ، إنك أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت . وفي الحديث الآخر : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقة وجلهَّ ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره فهذا التعميم ، وهذا الشمول ، لتأتي التوبة على ماعلمه العبد من ذنوبه ، وما لم يعلمه . بعض الشباب تحدثه نفسه بالتوبة ، ولزوم الاستقامة ، ولكنه يخشى لمز بعض الناس ، وعيبهم إياه ، ووصمهم له بالتشدد والوسوسة ، ونحو ذلك مما يرُمى به بعض من يستقيم على أمر الله ، حيث يرميه يعض الجهلة بذلك ، فَيُصِرُ عن التوبة ، خوفاً من اللمز والعيب . وهذا خطا فادح ، إذ كيف يُقَدم خوف الناس على خوف رب الناس ؟ ثم إن ما يرمى به إذا هو تاب إنما هو ابتلاء وامتحان ، ليمتحن أصادق هو أم كاذب ، فإذا صبر في بداية الامر هان عليه ما يلقاه ، وإن حسنت توبته ، واستمر على الاستقامة أجلهَّ من يعيُرَه ، وربما اقتدى به . أضف إلى ذلك أن الإنسان سيذهب إلى قبره وحيداً ، وسيحشر إلى ربه فرداً ، فماذا سينفعه فلان أو فلان ممن يثببطونه ؟ وبعض الشباب يترك التوبة ؛ مخافة سقوط المنزلة ، وذهاب الجاه والشهرة : فقد يكون لبعض الشباب منزلة ، وخطوة ، وجاه عند زملائه المفرطين ، فلا تطاوعه نقسه على إفساد ذلك بالتوبة ، كما قال أبو نواس لأبي العتاهية ، وقد لامه على تهتكه في المعاصي : أتراني يا عتاهي *** تاركاً تلك المـــلاهي أتراني مفسداً بألذ *** سك عند الناس جاهي ولا ريب أن ذلك نقص في ديانة الإنسان ، وشجاعته، ومروءته ، وعقله . ثم إن الشهرة والجاه عرض زائل ، وينتهي بنهاية الإنسان ؛ ولن ينفعه إذا هو قدم على ربه إلا ما قدم من صالح عمله . ثم إنه إذا ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، والعوض من الله أنواع مختلفة ، وأجل ما يُعَوَّض به أن يأنس بالله ، وأن يرزق محبته ـ عز وجل ـ وطمأنينة القلب بذكره ، ومما يعوضه الله أن يرزقه أصحاباً أبراراً يجد عندهم من المتعة والفائدة ما لايجده عند أصحابه السابقين . وبعض الشباب يتمادى في الذنوب اعتماداً على سعة رحمة رب العالمين ، فتراه يسرف في المعاصي ، فإذا زجر وليم على ذلك قال : إن الله غفور رحيم ، كما قال أحدهم : وكَثِّر ما استطعت من الخطايا *** إذا كان القدوم على الكريم ولا ريب أن هذا الصنيع سفه ، وجهل ، وغرور ، فرحمة الله قريب من المحسنين لا من المسيئين ، المفرطين المعاندين ، المصرين . ثم إن الله ـ عز وجل ـ مع عفوه وسعة رحمته ـ شديد العقاب ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين . قال ـ تعالى ـ: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم ) الحجر 49/50 تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي دَرْكَ الجنان بها وفوز العابد ونسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنب واحد ثم أين تعظيم الله في قلب هذا المتمادي ؟ وأين محبته والحياء منه ـ عز وجل ـ ؟ فحسن الظن ـ إذاً ـ ورجاء الرحمة والمغفرة إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة ، وأما على انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى حسن الظن ، ورجاء الرحمة والمغفرة . فحسن الظن ينفع من تاب ، وندم وأقلع ، وبدل السيئة بالحسنة ، واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة ، ثم حَسَّن الظن بعدها ؛ فهذا هو حسن الظن والأول غرور والله المستعان . بعض الشباب يغتر بإهمال الله للمسيئين ، فتراه يسرف على نفسه بالمعاصي ، فإذا نصح عنها ، وحُذِّر من عاقبتها قال : ما بالنا نرى أقواماً قد امتلأت فجاج الأرض بمفاسدهم ، ومباذلهم ، وظلمهم ، وقتلهم الأنفس بغير الحق ، وأكلهم أموال الناس بالباطل ، وأكلهم الربا وقد نهوا عنه ، ومع ذلك نراهم وقد درَّت عليهم الأرزاق ، أنسئت لهم الآجال ، وهم يعيشون في رغد ونعيم بعيد المنال ؟ ولا ريب أن هذا القول لا يصدر إلا من جاهل بالله ، وبسننه ـ عز وجل ـ ويقال لهذا وأمثاله : رويدك ، رويدك ؛ فالله ـ عز وجل ـ يعطي الدنيا من أحب ، ومن لا يحب ؛ وهؤلاء المذكورون مُتبَّر ما هم فيه ، وباطل ما كانوا يعملون ؛ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ؛ فما هذا الذي هم فيه من النعيم إلا استدراج ، وإهمال ، وإملاء من الله ـ عز وجل ـ حتى إذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر . قال ـ : (( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )) ثم قرأ قوله تعالى ـ: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) { هود : 10} قال عليه الصلاة والسلام ـ : (( إذا رأيت الله ـ عز وجل ـ يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ـ فإنما هو استدراج)) ثم تلا قوله ـ عز وجل ـ : فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .)) { الانعام 44 ـ45 } قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : (( فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل ، وكذلك كل مذنب ذنباً ، وهو معنى قوله ـ تعالى (( من يعمل سوءاً يجز به )) { النساء 133} وربما رأى العاصي سلامة بدنه ؛ فظن أن لا عقوبة ، وغفلته عما عوقب به عقوبة )). وقال : ـ(( الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي ؛ فإن نارها تحت الرماد ، وربما تأخرت العقوبة ، وربما جاءت مستعجلة )) وقال : (( قد تبغت العقوبات ، وقد يؤخرها الحلم ، والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة ؛ فكم مغرور بإهمال العصاة لم يهمل )) . يا من غدا في الغي والتيه **** وغره طول تماديـــــــه أملى لك الله فبــــــارزته **** ولم تَخَفْ غبَّ معاصيه . بعض الشباب يقع في اليأس من رحمة الله عياذاً بالله ـ فمنهم من إذا أسرف على نفسه بالمعاصي ، أو تاب مرة أو أكثر ثم عاد إلى الذنب مرة أخرى ـ أليس من التوبة ، وظن أنه ممن كتب عليهم الشقاوة ، فاستمر في الذنوب ، وترك التوبة إلى غير رجعة . وهذا ذنب عظيم ، وربما كان أعظم من مجرد الذنب الأول الذي ارتكبه ، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ؛ فليجدد التوبة ، وليجاهد نفسه في ذات الله . وبعض الشباب يحتج بالقدر على معاصيه وذنوبه ، فيحتج بالقدر على ترك الطاعات ، أو فعل المحرمات ؛ فإذا قيل له على سبيل المثال ـ: لم لا تصلي ؟ قال ما أراد الله ذلك ، وإذا قيل : متى ستتوب؟ قال إذا أراد الله ذلك . وهذا خطأ وضلال وانحراف ، ذلك أن الإيمان بالقدر لا يمنح العاصي حجة على ما ترك من الواجبات ، أو ما فعل من المحرمات ، فالاحتجاج بالقدر على هذا النحو مخاصمة لله ، واحتجاج من العبد على الرب ، وحمل للذنب على الأقدار ، فلا عذر إذا لأحد البتة في معصية الله ومخالفة أمره مع علمه بذلك وتمكنه من الفعل أو الترك ، ولو كان له عذر لما استحق العقوبة واللوم لا في الدنيا ولا في الآخرة . ولو كان هذا مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال وسائر أنواع الفساد ، ويحتج بالقدر . ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر ولم يقبل منه ، بل يتناقض ، وتناقض القول يدل على فساده . وبالجملة ما لاحتجاج بالقدر يسوغ عند المصائب لا المعائب ، فالسعيد يستغفر من المعائب ، ويصبر على المصائب . وبعض الشباب يهجرون الذنوب هجراً مؤقتاً ، لمرض ، أو مناسبة ، أو عارض أو خوف ، أو رجاء جاه ، أو خوف سقوطه أو عدم تمكن ، فإذا واتتهم الفرصة رجعوا إلي ذنوبهم ، فهذه توبة الكذابين وليست بتوبة في الحقيقة . ولا يدخل في ذلك من تاب فحدثته نفسه بالمعصية ، أو أغواه الشيطان بفعلها ثم فعلها ، فندم وتاب ؛ فهذه توبة صادقة ، كما لا يدخل فيها الخطرات ما لم تكن فعلاً متحققاً . المصدر شبكة الزلفي [/size][/size][/size] [/center]
  3. [b] [center] [b][size=21][b]إلى من إسرته الهموم[/b] [b]أبوالحسن بن محمدالفقيه[/b] [b]المقدمة[/b][/size] [size=21]إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. [b]أما بعد: [/b] فإن الهموم من أعظم المكاره التي تصيب المسلم في الحياة، فتضيق عيشه، وتخنق نفسه، وتطأطئ رأسه، وتنكث منه قوته ونشاطه وبأسه! فهي جالبة الأحزان ما حلت ببيت إلا أذهبت منه السرور والفرح، وكسته الكآبة والترح، من ابتلي بها فقد ابتلي بعظيم! ومن أعدي بها فقد ناله وباء جسيم! فيا لله كم أرقت من نائم ! وأتلفت من عاقل فاهم! وأجهلت من حكيم عالم! وأضعفت من قوي حازم.. فهي جند قوي بطشه وعراكه.. قاتل صوله وضرابه! تذهب نضارة الوجه.. وحلاوة البسمة.. ونقاوة النظرة، وتبدلها سوادًا وعبوسًا، وحسرة! فكيف السبيل إلى الفكاك من أسرها؟ والتخلص من شرها؟ [b]أسباب الهموم[/b] أسباب الهموم كثيرة ومتنوعة، وهذه الأسباب بعمومها منها ما هو ذاتي، ومنها ما هو موضوعي، كما أن منها ما هو سلبي، ومنها ما هو إيجابي. فالأسباب الذاتية للهموم:هي الأسباب التي تنبعث من الإنسان ذاته وتصدر من تصرفاته الحسية والمعنوية لينتج عنها الهم والغم والأحزان ومن ذلك: الغفلة عن ذكر الله، والمعاصي والسيئات وقلة القناعة، وتوجس الشر ونحو ذلك. وأما الأسباب الموضوعية:فهي الأسباب التي تصدر من جهة لا تأثير للإنسان فيها وهذه الأسباب كأن يكون ظلم قد وقع عليه، أو موت قد لحق بأحبابه وأقربائه أو مرض ألم به، أو مصيبة في ماله أو ولده أو أهله، أو أسف وحسرة على قومه لضلالهم، أو ضياعهم أو نحو ذلك من الهموم التي سببها صادر من خارج الذات. والسلبي من هذه الهموم هو:ما كان لغير الله جل وعلا، وكان على نحو مفرط لا يرضى به الله، والإيجابي منها هو ما كان لله سبحانه، وما لم يتعد حده، واتخذ المسلم الأسباب، وإليك أخي الكريم، الأسباب الأساسية للهموم: [b]1- الغفلة: [/b] فإن الغفلة عن الله جل وعلا هي مورد من موارد الهموم والأحزان، وما استجلبت أغلب الهموم والبلايا إلا بالغفلة عن أداء فرائض الله جل وعلا، وهتك حرماته وحماه، فمن غفل عن ربه سكن الهم في قلبه. ولذلك فإن عامة الشرور والأوهام النفسية الموجبة للهموم والأحزان سببها عدو الله إبليس، وهو يكون أقوى ما يكون حينما يغفل المسلم عن الله جل وعلا؛ فلا يؤدي أمره ولا ينتهي بنهيه ولا يلهج بذكره، فحينئذ يتربص به الشيطان، ويملأ قلبه صورًا مريبة، ووساوس عصيبة، تهون أمامها العزائم والقوى. وفي الحديث الصحيح الطويل قال r عن يحيى عليه السلام:[b]«وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين؛ فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله» ( رواه الترمذي، والحاكم، وابن حبان)[/b] يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله:فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة؛ لكان حقيقًا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجًا بذكره؛ فإن لا يحرز نفسه من عدوه، إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو؛ إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل؛ وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى؛ انخنس عدو الله، وتصاغر وانقمع، حتى يكون كالوصع (طائر أصغر من العصفور) ، وكالذباب ولهذا سمي الوسواس الخناس، أي: يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى؛ خنس أي: كف وانقبض. وقال ابن عباس رضي الله عنهما:«الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل؛ وسوس، فإذا ذكر الله تعالى، خنس». وقال رحمه الله:«فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته، كان الصدأ متراكبًا على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسود، وركبه الران؛ فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقًا ولا ينكر باطلاً وهذا أعظم عقوبات القلب وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره» قال تعالى:}[b]وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا{[الكهف: 28](الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم (73، 80)).[/b] وثمرة هذا الكلام النفيس أن الغافل عن ذكر الله جل وعلا أكثر الناس عرضة للهموم والغموم والأحزان؛ فمناعته أضعف المناعات على الإطلاق لأنه لم يحصن نفسه بذكر الله جل وعلا، فأمكن منه الشيطان فهو يقهره بالوساوس والأوهام والتخويف والتشويش، وينفث فيه الأحزان والآلام. فالغافل عن الله، وعن ذكره وفرائضه وواجباته مهموم بمجرد غفلته، ثم هو إذا أصابه مكروه قلَّ أو كثر تجده أجزع الناس وأضعفهم صبرًا وأقلهم جلدًا وعزمًا، ومن هذا كله كان البعد عن الغفلة من أهم الوسائل لدفع الهموم جميعًا. وإذا مرضنا تداوينا بذكركم.... ونترك الذكر أحيانًا فننتكس [b]2- المعاصي والسيئات:[/b] وهي ثمرة الغفلة عن الله جل وعلا، والاستجابة للشهوات والشبهات، فللمعاصي والآثام، آثار مؤلمة على النفس والقلب والبدن، فهي ظلمة في النفس وسواد في الوجه، ونكتات في القلب، ووهن في البدن. ومن المعاصي ما يعجل الله عقاب صاحبها في الدنيا فتنقلب عليه همومًا وغمومًا وأحزانًا وقد يكون العبد فعلها ونسي، فأخذه الله عز وجل على غرة من جنس فعله. ومن المعاصي التي يعجل الله غبها وعقوبتها في الدنيا: 1-البغي وقطيعة الرحم واليمن الفاجرة:فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: [b]«ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابًا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابًا من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع» (واه البيهقي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (978)).[/b] 2-أكل الربا: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r:[b]«ما أحد أكثر من الربا، إلا كان عاقبة أمره إلى قلة»(رواه ابن مسعود وصححه الألباني في صحيح الجامع (5518)).[/b] 3-أخذ الدين بنية تلفه: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله r:[b]«ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله»(رواه البخاري).[/b] 4- سؤال الناس استكثارًا: ففي الحديث الصحيح، قال r :[b]«وما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر».[/b] 5- حب إشاعة الفاحشة في المؤمنين: قال تعالى: }[b]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ{[النور: 19].[/b] ومن المعاصي الموجبة للعقوبات المعجلة أيضًا الكذب وتتبع عورات المسلمين، وإيذاؤهم والخيانة، وغيرها. والشاهد أن للمعاصي آثارًا وخيمة على صاحبها في الدنيا، فبها تزول النعم وتحل النقم، وتتنحي الكرامات وتتنزل العقوبات. قال تعالى:}[b]وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ{[فاطر: 45].[/b] قال ابن عباس رضي الله عنه: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق" وقال عثمان بن عفان: "ما عمل رجل عملاً؛ إلا ألبسه الله تعالى رداءه، إن خيرًا؛ فخير وإن شرًا ؛ فشر"(انظر: الوابل الصيب (62)). فالمعصية من موجبات الهموم والأحزان، وإن دقت؛ لأن الله جل وعلا يقول:}[b]وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{[طه: 124] وعلى قدر الإعراض يكون الضنك والهموم والأحزان.[/b] إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل... خلوت ولكن قل علي رقيب [center]ولا تحسبن الله يغفل طرفة... ولا أن ما يخفي عليه يغيب لهونا لعمر الله حتى تتابعت... ذنوب على آثارهن ذنوب فيا ليت الله يغفر ما مضى... ويأذن في توبتنا فنتوب [/center] فالهلاك كل الهلاك في معصية الله جل وعلا ومخالفة أمره، والإصرار على ارتكاب محارمه، فإن الهموم جند من جنود الله يسلطه الله جل وعلا على من خالفه وعصاه، فعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r:[b]«مثلي ومثل ما بعثني الله به، كمثل رجل أتى قومًا، فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق»(رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري).[/b] [/size] [/center] [/b][/b]
  4. [center] قال الله جل جلاله=( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها...)سورة الاعراف وقال تعالى=(قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى...) سورة الإسراء عن عبد الله بن مسعود ان النبي قال=(إن لله تسعة وتسعون اسما, من أحصاها دخل الجنة) اخرجه احمد في مسنده وهي كالتالي= *الله**الرحمن**الرحيم**الملك**القدوس**السلام**المؤمن**المهيمن**العزيز*الجبار*المتكبر**الخلق**البارىء **المصور**الغفار**القهار**الوهاب**الرزاق**الفتاح**العليم**القابض**الباسط**الخافض**الرافع**المعز**الم ذل**السميع**البصير**الحكم**العدل**اللطيف**الخبير**الحليم**العظيم*الغفور**الشكور**العلي*الكبير**الحفي ظ*ا*المقيت**الحسيب**الجليل**الكريم**الرقيب**المجيب**الواسع**الحكيم**الودود**المجيد**الباعث**الشهيد** الخق**الوكيل**القوي**المتين**الولي*الحميد*المحصي**المبدىء**المعيد**المحي**المميت*الحي**القيوم**الواج د**الماجد**الواحد**الصمد**القادر**المقتدر**المقدم**المؤخر**الاول**الاخر**الظاهر**الباطن**الوالي**الم تعال**البر**التواب**المنتقم**العفو**الرؤوف**مالك الملك**ذو الجلال .والاكرام**المقسط**الجامع**الغني**المغني**الضار**النافع**النور**الهادي*البديع**الباقي**الوارث**الرشي د**الصبور ومن خلال الحديث اتفق العلماء على أن أسماء الله ليس لها حدود في تسعة وتسعين .انما المقصود منها أنه من أحصاها دخل الجنة وإلا فان أسماءه سبحانه لا تعد ولا تحصى... كما جاء في الدعاء المأثور, عنه في دعاء الحزن =(...أسالك بكل اسم هو لك ,سميت به نفسك, او أنزلته في كتابك, او علمته أحداً من خلقك, او استاثرت به في علم الغيب عندك..)رواه أحمد باسناد صحيح. قول أهل السنة, والجماعة ,واعتقادهم بخصوص أسماءه= //.الإيمان بثبوت الاسماء الحسنى الواردة في القرآن ,والسنة من غير زيادة ,ولا نقصان. //الإيمان بأن الله هو الذي يسمي نفسه ,ولا يسميه أحد من خلقه ,فالله هو الذي تكلم بهذه الأسماء ,وعلمها لخلقه. وأسماؤه منه ليس محدثة مخلوقة كما يزعم بعض الفرق الضالة كالجهمية ... //الإيمان بأن هذه الأسماء دالة على معاني في غاية الكمال; فهي إعلام ,وأوصاف ,وليست كالأعلام الجامدة;التي لم توضع باعتبار معانيها كما يزعم المعتزلة. //احترام معاني تلك الأسماء,وحفظ ما لها من حرمة في هذا الجانب ,وعدم التعرض لتلك المعاني بالتحريف ,والتعطيل كما هو شان أهل الكلام //الإيمان بما تقتضيه تلك الأسماء من الآثار وما ترتب عليها من الأحكام. -نسأل الله العظيم أن يوفقنا لإحصائها كما يحب ويرضى ربنا وأن يمكن لنا ديننا بحقه ونهجه القويم إنه ولي ذلك والقادر عليه. [/center]
  5. [center] [size=21]إن حياة المؤمنين لا تستقيم بدونها؛ فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة الأعين، وأعظم المنازل التي يتنافس عليها المتنافسون .. إنها محبة الله عزَّ وجلَّ لعبــــاده .. والله جلَّ جلاله هو الباديء بمحبة عبـــــاده .. كما في قوله تعالى {.. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} [المائدة: 54] .. فأنت لن تُحب ربَّك إلا إذا ابتدأ بمحبته لك سبحـــانه وتعالى. كان أبو يزيد البسطامي يقول "غلطت في ابتدائي في أربعة أشياء: توهمت أني أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه؛ فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكري، ومعرفته سبقت معرفتي، ومحبته أقدم من محبتي، وطلبه لي أولاً حتى طلبته" [حلية الأولياء (4:261)] وقال ذا النون: وصِفَ لي رجل (أي: رجل عابد) فقصدته فأقمت على بابه أربعين يوماً، فلما كان بعد ذلك رأيته، فلما رآني هرب مني، فقلت له: سألتك بمعبودك إلا وقفت علي وقفة. فقلت: سألتك بالله بم عرفت الله؟، وبأي شيء تعرف إليك حتى عرفته؟. فقال لي: نعم، رأيت لي حبيباً إذا قربت منه قربني وأدناني، وإذا بَعدُت صوب بي وناداني، وإذا قمت بالفترة رغَّبني ومنَّاني، وإذا عملت بالطاعة زادني وأعطاني، وإذا عملت بالمعصية صبر علي وتأناني، فهل رأيت حبيبـــًا مثل هذا؟ .. انصرف ولا تشغلني، ثم ولى وهو يقول: حسب المحبين في الدنيا بأن لهم ... من ربهم سبباً يدني إلى سبب قوم جسومهم في الأرض سارية ... نعم وأرواحهم تختال في الحجب لهفي علي خلوة منه تسددني ... إذا تضرعت بالإشفاق والرغب يـــــــا ربِّ يــا ربِّ أنت الله معتمدي ... متى أراك جهاراً غير محتجب. [حلية الأولياء (4:220)] تلك كانت قلوب المُحبين، المشتـــاقين لربِّ العالمين ... وما أحوجنا لأن نزرع في القلوب محبة علام الغيـــــوب .. ومن أعظم الأسبــــاب التي تغرس محبة الله عزَّ وجلَّ في قلبك، أن تتعرف على مظاهر حب الله عزَّ وجلَّ لعباده ومدى منته وجوده وكرمه عليهم، على الرغم من معصيتهم له سبحـــــانه .. ومن مظاهر حب الله عزَّ وجلَّ لعبــــاده .. أولاً: اصطفائه لك وجعلك من عباده المسلمين الموحدين .. وما أعظمها من نعمة .. قال أبو الأشهب السائح: بينا أنا في الطواف إذا بجويرية قد تعلقت بأستار الكعبة وهي تقول: يا وحشتي بعد الإنس، ويا ذلي بعد العز، ويا فقري بعد الغنى. فقلت لها: ما لك؟ أذهب لك مال أو أصبت بمصيبة؟، قالت: لا، ولكن كان لي قلب ففقدته، قلت: هذه مصيبتك؟!، قالت: وأي مصيبة أعظم من فقد القلوب وانقطاعها عن المحبوب؟!!، فقلت لها: إن حسن صوتك قد عطل على من سمع الكلام الطواف. فقالت: يا شيخ، البيت بيتك أم بيته؟، قلت: بل بيته. قالت: فالحرم حرمك أم حرمه؟، فقلت: بل حرمه، قالت: فدعنا نتدلل عليه على قدر ما استزارنا إليه. ثم قالت: بحبك لي إلا رددت عليَّ قلبي. قال: فقلت: من أين تعلمين أنه يحبك؟!، فقالت: جيَّش من أجلي الجيوش وأنفق الأموال وأخرجني من دار الشرك وأدخلني في التوحيد، وعرَّفني نفسه بعد جهلي إيـاه، فهل هذا إلا لعناية ؟!!. [صفة الصفوة (2:518)] فتأمل عناية الله بك وهدايته لك، بينما الكثيرون يتخبطون في ظلمات الضلال والبُعد عن الله سبحانه وتعالى .. وكم من ذنوبٍ عصمك منها ووقـــــاك، وأبعدك عنها وهداك؟! فاللهم بحبك لنــــا إلا رددت إلينـــا قلوبنـــــا سليمة طاهرة .. اللهم ردنا إليك مردًا جميلاً،، ثانيًا: يضاعف لك الأجر على اليسير من الأعمال .. فكم في الإسلام من أعمال يسيرة، وأجورهـــا عند الله عزَّ وجلَّ كبيـــرة .. ومن كرم الله سبحانه وتعالى أنه يُضاعف الحسنة بعشرة أمثالها .. {..وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261] .. حتى إنك تُثاب لتركك السيئات التي قد هممت بها .. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله "إن الله كتب الحسنات والسيئات؛ فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن همَّ بعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بعملها كتبها الله له سيئة واحدة" [متفق عليه] ثالثًا: بحبه لك، يسَّر لك دخول الجنة بأبسط الأعمال .. عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. ومن واظب على الصيام حتى يُختم له به، أدخله الجنة .. قال رسول الله "..من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عزَّ وجلَّ، أدخله الله الجنة" [رواه الأصبهاني وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (985)] ويفتح لك أبواب الجنة بذكره عقب الوضوء .. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله (وفي رواية: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" [متفق عليه] وترديدك للأذان من قلبك .. عن عمر قال: قال رسول الله "إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه، دخل الجنة" [رواه مسلم] ويُعِد لك منزلاً في الجنة، كلما ذهبت إلى المسجد .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح" [متفق عليه] وحتى إماطتك للأذى من الطريق، تُدخلك الجنة .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم، فُأدخل الجنة" [متفق عليه] وتجب لك الجنة، بمجرد رضـــاك عن ربِّك سبحانه وتعالى .. عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله قال "من قال: رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] أرأيت كرم الجليل جلَّ جلاله؟ وبعد كل هذا الكرم والجود والإنعام، أمازلت لا تحبه ولا تسعى في طاعته؟!! رابعًا: يعفو عن كثيــــر ويغفر بالسبب اليسير .. بالرغم من ذنوبنا ومعاصينا ومخالفتنا لأمره سبحانه وتعالى، فهو القادر على مغفرة الذنوب جميعًا .. قال الله تعالى في الحديث القدسي "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب، غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئًا" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (4330)] وقد يسَّر لك العديد من الأسبــــاب لمغفرة الذنوب، ومنها .. 1) إحسانك للوضوء .. قال رسول الله "ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه، ثم غسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه، ثم يقوم فيصلي، إلا غفر له ما سلف من ذنبه" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (188)] 2) والذكر أثناء الأذان .. عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله أنه قال "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولاً وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه" [صحيح مسلم] 3) شهودك صلاة الجماعة .. عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله يقول "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام، غفر له ذنبه" [رواه ابن خزيمة وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (300)] 4) قراءة سورة الملك كل ليلة .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "إن سورة في القرآن ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له؛ وهي {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ.. }" [رواه أحمد وحسنه الألباني] 5) يغفر لك الذنوب العظام، بذكر يسير جدًا .. يقول رسول الله "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. وقال "ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر" [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الجامع (5636)] فمن ذا الذي تطاوعه نفسه على المعصية مع هذا الكرم العظيم؟! والله تعالى يحب التوابين، أفلا يدفعنا ذلك لتجديد توبتنا؟! خامسًا: لا يمنعك الرزق برغم مخالفتك له .. فلا يعجَّل لك العقوبة كلما أذنبت، بل يُمهلك ويعطيك الفرصة حتى تتوب .. ويتودد إليك كل ليلة، ليغفر لك ذنبك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟، هل من داع يستجاب له؟، هل من مستغفر يغفر له؟، حتى ينفجر الصبح" [صحيح مسلم] ويبتلي من يُحب، حتى يرجع إليه ويرفع درجته في الجنة .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من يرد الله به خيرًا، يصب منه" [رواه البخاري] كان بعض الصالحين إذا شرب الماء، قال: "الحمد لله الذي جعله عذبًا فراتًا برحمته، ولم يجعله ملحًا أجاجًا بذنوبنا" أتريد أن تعرف إن كان الله عزَّ وجلَّ يحبك أم لا؟! أولاً: انظر ماذا يعطيك؟ .. هل يعطيك الصلاح والتقوى والإيمان أم المال والدنيا؟! عن عبد الله بن مسعود قال "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب .." [رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني: صحيح موقوف في حكم المرفوع] فلن تكون مؤمنًا بحق، إلا إذا أحبك الله عزَّ وجلَّ،، ثانيًا: التوفيق لفعل الخيرات .. فتجد الصلوات والعبادات صارت مُيسرة لك، وتجد نفسك ذاكرًا لله في كل وقت وحين برحمةٍ منه سبحـــانه .. ثالثًا: تيسير الرزق الحلال .. فيقيك الله تعالى شر المال الحرام وما به شُبهة، وييُسِّر لك الطريق للرزق الحلال المبارك .. فإذا تيسَّرت الأمور فهذه علامة حبه لك، وإن وجدت في الأمور تعسير فعليك أن تراجع حالك مع ربِّك،، رابعًا: وجل قلبِّك عند ذكر الله .. فمن علامات الحب أن يقشعر بدنك لسماع ذكره سبحانه وتعالى، كان سفيان بن عيينة يقول "والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله، فمن أحب القرآن فقد أحب الله، افقهوا ما يقال لكم" [حلية الأولياء (3:296)] خامسًا: إذا وجدت نفسك تُكثِر من النوافل .. فاعلم أن الله يحبك. فعليك أن تسعى في غرس محبة الله عزَّ وجلَّ في قلبك، بأن تتعرف عليه سبحانه وتعالى .. كان عتبة الغلام يقول "من عرف الله، أحبه، ومن أحبه، أطاعه" [سير أعلام النبلاء (13:75)] .. فتعرَّف على ربِّك بالأمور التالية: 1) معرفة أسمائه وصفاته .. فابدأ بالقراءة عن معاني أسماء الله وصفاته ومعرفة حظ العبد من كلٍ منها، من كتاب (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) لفضيلة الشيخ محمد النجدي، أو كتاب (شرح أسماء الله وصفاته) للدكتور محمود عبد الرازق الرضواني، واستمع لسلسلة (شرح الأسماء والصفات) لفضيلة الشيخ هاني حلمي. 2) تسجيل الأحداث التي تستشعر فيها حب الله تعالى لك .. فعليك أن تدون تلك الأحداث في دفتر وتطالعها كل فترة؛ لكي تتذكر مِنَّة ربِّك عليك ويزداد حبك له. 3) دراسة الأحاديث القدسيَّة .. فإن لها تأثير عجيب في زيادة محبتك لله تعالى، ومن الكتب التي تناولت الأحاديث القدسيَّة: كتاب (الصحيح المُسنَد من الأحاديث القدسيَّة) لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي، أو كتاب (الإتحافات السنية بالأحاديث القدسيَّة) للمناوي. كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يطوف بالبيت ويقول: "لا إله إلا الله، نعم الربِّ ونعم الإله، أحبــــه وأخشــــــاه" فليتنا نحفر هذا المعنى في قلوبنا ونسعى في مرضاة ربِّنا سبحانه وتعالى .. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك،، المصادر: درس "حب الله للعبد" للشيخ هاني حلمي.[/size] [/center]
  6. [center] عجائب الصلاة على الرسول «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»السلام عليكم ورحمة الله وبركاته«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» ماذا يحدث لو صليت وسلمت على حبيبنا وقدوتنا ومعلمنا وقائدنا وشفيعنا محمد ؟ 1) يرد الحبيب عليك السلام 2) تتنزل عليك عشر رحمات من ربك 3) تنال شفاعة الرسول في يوم الحسرة والذهول 4) يشرق نور من قلبك يضيئ له وجهك 5) يجعلك تتذكر الحبيب وسيرته، فتمشي على خطاه في كل لحظة 6) تشعر بلذة وسكينة عجيبة في القلب وسعادة مصدرها علوي لو علمها الآخرين لقاتلونا عليها ولحركوا ألسنتهم بالصلاة على الحبيب. 7) تجمع عليك تركيزك وحفظك وفهمك وتقديرك للأمور تعتلي وجهك هيبة ووقار إن الصلاة على رسول الله شمس لا تغيب حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيب فإذا دعوت الله في أمر عصي أو عصيب فابدأ دعاءك واختتمه بالصلاة على الحبيب فماذا تنتظر؟ عشر صلوات فوريات رصيد لك في الميزان [/center]
  7. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك...
  8. [center] [size=21]إن في جسد كل واحد منا عضوًا فعالاً يتحكَّم في حياته بأكملها، وله من الأهمية والخطورة ما ليس لغيره .. ذلك العضو الصغير الذي بتوقفه تتوقف حياتنا وبتقلَّبه يتقلَّب حالنا .. ألا وهو القلب .. قد يتهيأ للقاريء أننا بصدد الحديث عن موضوع طبي يشرح أهمية دور القلب في الجسد، لكن موضوعنا يصب في طب النفوس ودواء الأرواح ويشخِّص حال الإنسان مع ربه من حال قلبه وطبيعته .. يقول النبي "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" [متفق عليه] فالعبرة بالقلب، لأنه محل نظر الرحمن ومستودع الإيمان .. قال رسول الله "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" [صحيح مسلم] فكيف حــــال قلوبنــــا مع الله؟ وأين قلوبنــــا من ربِّنا؟ إن القلب بطبيعته لا يثبت على حال .. وإنما سمي كذلك لشدة تقلبه، قال رسول الله "إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن" [رواه الطبراني وصححه الألباني] فتارة نصل إلى قمة الإيمان، وتارة أخرى نتدحرج إلى سفحه أو ربما نهوي إلى أكثر من ذلك .. مرات نحس بمنتهى الخشوع والخضوع والقرب من الله عز وجلَّ، وأحيانًا أخرى كثيرة تقسو قلوبنا ونكون بعيدين كل البعد عن طريقه. لذلك فإن الواحد منا يحتاج أن يتحسس قلبه ويتفقده في كل وقتٍ وحين .. لأن الذنوب تجعل القلب يتقلَّب في الظلام فيقسو، كما قال رسول الله "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]" [رواه الترمذي وحسنه الألباني] واعلم إنك لن تذوق طعم الإيمان ولن تتمكن من السير في الطريق إلى الرحمن، إلا إذا استقـــام قلبك .. قال رسول الله "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" [السلسلة الصحيحة (2841)] إذًا كيـــف تعرف حــــال قلبـــــك؟ إن الجواب عن هذا السؤال يدفعك إلى أن تضع يدك على قلبك وتجيب عن مجموعة أخرى من الأسئلة لتتمكن من معرفة حال قلبك .. السؤال الأول: هل قلبك زائغ؟ .. فالقلب يزيغ عندما يتبع هوى النفس ويُفتن بالدنيـــا وملذاتها الفانية من أموال وشهوات .. فهل أنت ممن فتنتهم الدنيا بأضوائها وأهوائها؟ هل أنت ممن يجري خلف ملذات الحياة وإغراءاتها؟ كان أبو سليمان الداراني يقول "إذا جاءت الدنيا إلى القلب ترحلت الآخرة منه، وإذا كانت الدنيا في القلب لم تجيء الآخرة تزحمها، لأن الدنيا لئيمة والآخرة عزيزة" فالعاقل من تيَّقن أن الدنيا والآخرة لا يجتمعان أبدًا .. قال رسول الله "من جعل الهموم هما واحداً هم المعاد كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم أحوال الدنيا لم يبال الله عز وجلَّ في أي أوديته هلك" [صحيح الجامع (6189)] .. وقال "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " [رواه الترمذي وصححه الألباني] فاحذر أن يزيغ قلبك بالدنيــا ويتبع الهوى !! السؤال الثاني: هل قلبك مختوم؟ .. يقول الله جلَّ وعلا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ .. } [البقرة: 6,7] .. قال مجاهد "القلب بمنزلة الكف فإذا أذنب الرجل ذنباً انقبض أصبع حتى تنقبض أصابعه كلها أصبعاً أصبعاً، ثم يُطبَّع عليه، فكانوا يرون أن ذلك الران .. { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " فعندما تغلِّب المرء شهوته ويُصِّر على الذنب، دون أن يلتفت إلى النُذر والآيات التي يُرسلها الله تعالى لكي يُحذره من الوقوع في هذا الذنب .. تتراكم الذنوب على قلبه وتطبَّع عليه، مما يجعله لا يتأثر بذكر الله أو المواعظ بعد ذلك .. فاحذر أن تكون ممن لا يرق قلبه لسماع المواعظ ونداء الخالق، لأن هؤلاء تديُنهم مجرد مظاهر .. وقد توَّعدهم رسول الله ، فقال "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها .." [متفق عليه] السؤال الثالث: هل قلبك محجوب عن الله تعالى؟ .. إن للقلب أغطية تحجبه عن خالقه، كما قال ابراهيم بن أدهم "على القلب ثلاثة أغطية: الفرح والحزن والسرور .. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم .. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب .. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك كله قوله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23]" الحجاب الأول: الفرح بالنعمة ونسيـــان المُنعِّم .. فعندما يُنعِّم الله عز وجلَّ عليك بنعمة، تفرح بها وتنشغِّل بها عن شكره .. فتُحرَّم منها. الحجـــاب الثاني: الحزن على المفقود .. فيتسخَّط على قدر الله تبارك وتعالى لإنه لم يحصل على ما يريد، وهذا مُعذَّب في الدنيــا والآخرة. الحجــاب الثــالث: السرور بمدح الناس وثنائهم .. وهذا هو العُجب الذي يُحبط العمل. وقف رجل على إبراهيم بن أدهم، فقال: يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن الله؟ قال: لأنها أحبت ما أبغض الله، أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد. السؤال الرابع: هل تشعر بالذنب؟ .. فلو كان في القلب حياة، سيظل يتسائل ويتردد قبل الإقدام على أي عمل به شُبهة ... فقد قال رسول الله ".. والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" [صحيح مسلم] ولكنك تقتل واعظ الله في قلبك .. عندما لا تستمع لتأنيب الضمير وتظل تبحث عن الأعذار لذنبك وتتلهى بأي شيء عن إثمك. السؤال الخامس: هل تعرف المعروف من المنكر؟ .. فقد وصف رسول الله القلب الممتليء بالمعاصي، بأنه ".. أسود مربادا كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه" [رواه مسلم] .. فإن كانت الذنوب تملأ قلبك، فلن يُفرِّق بين الحق والباطل ولن يعرف الخير من الشر. هذا الداء، فأين الدواء؟ وكيف السبيل إلى التخلص من أمراض القلوب ومداواتها؟ العلاج في المقالة القادمة إن شاء الله تعالى،، المصادر: درس "كيف حال قلبك؟" للشيخ هاني حلمي.[/size] [/center]
  9. [center] [size=21]لكل قلب عليل وفؤاد سقيــم، نصف الوصفة التالية لكي يتجرع منها حتى لا يزيغ قلبه أو ينحرِّف .. 1) تعــاهد قلبـــك بالرعايـــة .. كن شديد الخوف من تقلُّب القلب وداوم على الدعاء بتثبيت قلبك .. يــــا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينـــك .. { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران: 8] قال الحسن البصري "حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا النفوس فإنها خليعة" .. فعليك أن تنشغِّل بقلبك، لإنه سريع التقلُّب .. واحرص على أن تجعله يتقلَّب إلى الجانب المُشرق المُنير، وليس إلى الجانب المُظلِّم. 2) الإكثار من الاستغفار والتوبة .. فالاستغفار يُجلي القلب ويُنير الفؤاد، وتجديد التوبة يمحو الخطايا .. وقد يتوب المرء من بعض الذنوب الكبيرة كترك الصلاة أو سماع الأغاني، ولكن قد تكون هناك ذنوب أخرى في قلبه لا يدري عنها شيئًا وهي التي تقطع بينه وبين ربه .. لذا فقد أرشدنا النبي إلى كثرة الاستغفار وتجديد التوبة بإستمرار .. فقال " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" [رواه البخاري] 3) إصلاح النية .. جدد نيتك لكل عمل تعمله، واجعلها حقًا خالصة لوجهه تعالى. اجعل القلب محل النية الخالصة، ولا تجعلها مجرد فكرة يطرحها عقلك أو قول ينطقه لسانك. 4) كثرة ذكر الموت .. كان أبو يزيد ابن الربيع يقول"لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي" فذكر الموت يطرد الدنيا من القلب ويذكِّر الإنسان بمصيره ومآله، مما يدفعه لإصلاح قلبه وحاله مع الله تعالى. 5)زيـــارة المحتضرين .. إن رؤية الموت ومصارعة سكراته، ترقق القلب وتذكره بقصر الأجل وغدر الزمن .. فعليك بزيارة أقسام الحالات الحرجة بإحدى المُستشفيـــات، واستشعر معنى الموت واعلم أنك عما قريب ستكون مكان هذا المُحتضِّر وكيف سيكون حالك حينها. روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى .. فقيل له: ما يبكيك ؟ .. فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية. ولما حضرت الفضيل بن عياض (عابد الحرمين) الوفاة، غشي عليه ثم أفاق وقال: وا بُعد سفراه .. وا قلة زاداه! .. وقال المعتصم أمير المؤمنين عند موته: لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ! 6) تغسيل الموتى .. قال رسول الله "من غسل ميتًا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة .." [رواه الحاكم وصححه الألباني] .. فرؤية الميت وهو يُغسَّل رأي العين، ترقق القلب وتجعلك تفيق من غفلتك. 7) زيـــارة القبـــور .. يقول النبي "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. فزيارة القبور من أعظم المواعظ. قيل عن صفوان بن سُليم: لو قامت الساعة غدًا ما زاد صفوان على عمله شيئًا .. وقد وصل لهذه الدرجة لأنه كان يأتي البقيع فيقف عند القبر فيقنع رأسه، ثمَّ يظل يبكي، يحرك قلبه بذكر الأموات كلَّما عرضت له قسوة . قال سفيان الثوري "من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النَّار". ازجر قلبك بتذكر عذاب أهل المعاصي في القبر .. قال رسول الله ، في شأن العاصي في قبره ".. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا قال فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا" [رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني] شهود الجنازة حتى إدخال الميت القبر .. قال رسول الله "من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان أحدهما أو أصغرهما مثل أحد" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقد جُعِل لشهود الجنازة والدفن هذا الأجر العظيم، لإنه يطرد الغفلة من القلب. 9) كتــــابة الوصيـــة .. يقول رسول الله "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" [متفق عليه] .. اكتب وصيتك حتى لا تغفل عن الموت. 10) تذكر أهوال الآخرة .. استحضر أهوال يوم القيامة أمام عينيك .. كان الحسن البصري "لو أن بالقلوب حياة، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية، ولا عين باكية، من يوم القيامة" . 11) تــــلاوة القرآن .. يقول تعالى { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] .. ردد آيات الترهيب والعذاب على مسامع قلبِك واستشعرها حتى يرُق قلبك وتدمع عينك ويكون عاقبة أمرك إلى خيــــر .. قال تعالى { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37] 12) الإكثار من الذكر .. رطب لسانك بالذكر فهو يلين قسوة القلب، و تفكر في قدرة الله تعالى وحلمه ورحمته. 13) التقليل من الأكل و الكلام .. أكثر من الصيام لأنه تزكية للنفس، و أعرض عن كثرة الكلام لأن الثرثرة تفسد القلب وتقسيه .. قال رسول الله "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" [السلسلة الصحيحة (2841)] 14) عدم مجالسة أهل الغفلة .. فمرافقتهم تُفسد قلبك، لأنهم ينسونك ذكر الله ويبعدونك عن طريقه .. يقول تعالى {..وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] 15) رؤيـــة الصالحين .. كان جعفر يقول "كنت إذا وجدت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه محمد بن واسع نظرة، وكنت إذا رأيت وجه محمد بن واسع حسبت أن وجهه وجه ثكلى". 16) زيارة الملاجيء ومواساة اليتامى .. يقول رسول الله " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك" [صحيح الجامع (80)] 17) الإكثـــار من الدعــاء .. تقرَّب من الله وتوسل إليه أن يُليِّن لك قلبك ويثبته ويحفظه من الغفلة .. استودع قلبك الله عز وجل، فهو الحفيـــظ وسيحفظ عليك شأنه .. اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك واهدنا سواء السبيــل،، المصادر: درس "كيف حال قلبك؟" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center]
  10. [b] [center] [b][size=25][b]فضائل الدعاء[/b][/size] [size=25][b]أولاً:من الكتاب الكريم: قال – تعالى -: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]. وقال – جل اسمه -:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غافر: 60]، وقال – سبحانه -:(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 55-56]. ثانيًا:من السنة النبوية: 1- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي r قال: «ليس شيء أكرم على الله – تعالى - من الدعاء»( رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي). 2- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r:«من لم يسأل الله يغضب عليه»(رواه الترمذي وغيره وحسن إسناده الألباني). 3- وعن أبي سعيد – رضي الله عنه – أن النبي r قال:«ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر. قال:«الله أكثر»( رواه أحمد وهو في الترمذي عن جابر وعن عبادة وحسنهما الألباني – رحمه الله). 4- عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «إن ربك – تبارك وتعالى – حيٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا»( رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني). 5- عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي r قال: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء»( رواه الحاكم وأحمد وحسنه الألباني). 6- وعن سلمان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r: «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر»( رواه الترمذي وصححه، الحاكم بنحوه من حديث ثوبان، وصححه ووافقه الذهبي). [/b] [/size] [/center] توقيع : ابومحمود [/b][/b]
  11. [center] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في محكم تنزيله (يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه القائل : "خير ايامكم يوم الجمعة" رواه ابو داوود والقائل: "خير يوم طلعب عليه الشمس يوم الجمعة" فللجمعة آداب واحكام يجب على كل مسلم العمل بها واغتنام الاجر الفضيلةالعظيم من الله عز وجل. فضل صلاة الفجر في يوم الجمعة: قال رسول الله : "افضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة" فضل الصلاة على النبي في يوم الجمعة: قال رسول الله : "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة". وقال رسول الله :" ان افضل ايامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ". الغسل يوم الجمعة: قال رسول الله :"إذا جاء احدكم الى الجمعة فليغتسل". فضل التطيب واللباس الحسن يوم الجمعة: قال رسول الله :"من اغتسل يوم الجمعة، ومسّ من الطيب ان كان له، ولبس من أحسن ثيابه،ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع إن بدا له، ولم يؤذ احداً، ثم انصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما". فضل التبكير الى صلاة الجمعة: قال رسول الله : " إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على ابواب المسجد فيكتبون الاول فالاول فمثل المُهَجر الى الجمعة كمثل الذي يهدي بَدَنه ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي كبشاً ثم كالذي يهدي دجاجة ثم كالذي يهدي بيضة فإذا خرج الامام وقعد على المنبر طووا صحفهم وجلسون يسمعون الذكر". مناهي في يوم الجمعة: قال رسول الله : "إذا قلت لصاحبك انصت يوم الجمعة والامام يخطب فقد لغوت". وزاد احمد في روايته "ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء". التأخر: فقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي يخطب فقال له رسول الله "اجلس فقد آذيت" وفي رواية " آنيت" اي ابطأت وتأخرت. قال رسول الله :" لا يقيمن احدكم اخاه يوم الجمعة ثم يخالف الى مقعده فيقعد فيه وليكن يقول افسحوا". فضل قراءة سورة الكهف: قال رسول الله :"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة اضاء له من النور ما بين الجمعتين". فضل التنفل يوم الجمعة: وقد ورد عن النبي انه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. وقال رسول الله :" إذا جاء احدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين ثم ليجلس". التخلف عن الجمعة: قال رسول الله :"لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". من فضائل الجمعة تكفير السيئات: قال رسول الله : "من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الامام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير". ساعة الاجابة فيها: قال رسول الله : "ان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً الا أعطاه اياه، وقال بيده يقللها". واختلف العلماء فعند مسلم من حديث ابي موسى (هي ما بين ان يجلس الامام الى ان تقضى الصلاة) وعند ابي داود والنسائي ( فالتمسوها اخر ساعة من الجمعة) وفي رواية وهي بعد العصر. حسن الختام يوم الجمعة: قال رسول الله : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله تعالى فتنة القبر". نسأل الله عز وجل يرزقنا كل حسنة في يوم الجمعة وان يستجيب دعواتنا وان يميتنا فيها ان شاء الله تعالى منقول للفائده22 [/center]
  12. [b] [center] بسم الله الرحمن الرحيم {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس26 [/center] [/b]
  13. [b] [center] هذه.. هي الدنيا الدنيا طافحة بالأنكاد والأكدار، مطبوعة على المشاق والأهوال، والعوارض والمحن، هي كالحر والبرد لا بد للعبد منهما(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155]والقواطعمحن يتبين بهاالصادق من الكاذب(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت:2].والنفس لا تزكو إلا بالتمحيص، والبلايا تظهر الرجال، يقول ابن الجوزي: (من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء, فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم)،ولا بد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت؟، والحياة مبنية على المشاق وركوب الأخطار ولا يطمع أحد أن يخلص من المحنة والألم، والمرء يتقلب في زمانه في تحول النعم واستقبال المحن، آدم عليه السلام سجدت له الملائكة ثم بعد برهة يخرج من الجنة، وما الابتلاء إلا عكس المقاصد وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتما يتجرع مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر، يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب، فتن في السراء ومحن في الضراء(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأعراف:168]والمكروه قد يأتي بالمحبوب، والمرغوب قد يأتي بالمكروه، فلا تأمن أن توافيك المضرة من جانب المسرة، ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة، قال تعالى:(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216].. فما منعك ربك أيها المبتلى إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا ليصطفيك، يبتلي بالنعم، وينعم بالبلاء. يقول أبو الدرداء:(من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها, ولا ينال ما عنده إلا بتركها)فتشاغل بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب, وتلمح سرعة زوال بليتك تهن فلولا كرب الشدة ما رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط فتخذل وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء, فطول الليل وإن تناهى فالصبح له انفلاج، وآخر الهم أول الفرج, والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر بعده أمر وما من شدة إلا ستهون, ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن يغلب عسر يسرين، واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج. [/center] [/b]
  14. [b] [center] [size=25] [b]فوائد الشدائد[/size] [size=25]الشدائد التي تصيب المسلم في حياته بشتى الصور، لا بد لها من فوائد فعلى الرغم من أنها مكروهة للنفس، إلا أن الله يكفر بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات، كما أن الكرب يدفع بالمكروب إلى التوبة، فيلجأ إلى الله وينكسر بين يديه، وهذا الانكسار أحب إلى الله من كثير من العبادات؛ فما أجمل أن ينكسر المخلوق لله، ويشعر بذله أمامه، ويشعر بحاجته إليه وافتقاره إلى خالقه، فينقطع إلى الخالق ويترك المخلوق، وهنا يتحقق التوحيد وتنتفي أدران الشرك بأنواعها، ويخلص الإنسان لربه. وقد علمنا رسول الله أدعية إذا نزل بنا الكرب واشتدت الأمور وضاقت علينا الأرض بما رحبت، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السمـاوات ورب الأرض رب العرش الكريم» وكان إذا حزبه أمر قال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» وقال عليه السلام لأسماء بنت عميس: «ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئا» وقال عليه الصلاة والسلام: «من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه» وعن أبي بكرة أن رسول الله قال: «دعوة المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت» وقال : «دعوة ذي النون إذا دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له». [/size] [/center] [/b][/b]
  15. [center] [size=21]لا شك إن الإلتزام الظاهري أمرٌ هام لإقامة الإيمان، ولكنه لا يكفي وحده بل لابد أن يكون للظاهر تأثير في باطن العبد المؤمن .. كان يحيى بن معاذ يقول "ولا تكونوا ممن يولع بصلاح الظاهر الذي إنما هو للخلق، ويدع الباطن الذي هو لله" [حلية الأولياء (4,271)]. فالأخت المسلمة الملتزمة بدينها بحق، هي التي تُحقق كافة أطراف المعادلة:: صلاح الظاهر (الحجاب الشرعي) + علم + عمل + حُسن خلق فإلى جانب الحجاب الشرعي، عليها أن تُحصِّل العلم النافع الذي يزيدها قربًا من ربِّها ويُنير لها بصيرتها .. وأن يكون لها أوراد ثابتة تتعبد بها الله عزَّ وجلَّ، من نوافل وتلاوة قرآن وذكر وصيام وقيام .. كما يجب أن يكون لها دور دعوي إيجابي ... وما يتوِِّج كل ما سبق، هو حُسن الخلُق .. فالأخت الملتزمة بحق هي التي ربَّت نفسها التربية الإيمانية الصحيحة، وظهر أثر العلم والعبادة على تصرفاتها وسلوكياتها. فيــــا أختـــــاه، بنـــــــا نُجدد إيماننا وننفض رواسب الجاهلية عن قلوبنا .. ونُحليها بالأخلاق الفاضلة؛ كي نُقابل ربِّنا عزَّ وجلَّ بقلوبٍ سليمة نقية .. ومن فوائد ونوايــــــــا التخلُق بالخلُق الحسن:: التي عليكِ احتسابها .. 1) الامتثال لأمر الله عزَّ وجلَّ .. فقد أمر الله جلَّ وعلا نبيه بحسن الخلق مع الناس، في قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]. 2) طاعة رسول الله .. قال النبي "..وخالق الناس بخلق حسن" [رواه أحمد والترمذي والدارمي وحسنه الألباني]. 3) حب الله جلَّ وعلا لكِ .. عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم، إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟، قال "أحسنهم خلقا" [رواه الطبراني وصححه الألباني] .. فما أجمل أن تداوي جميع مشاكلك في الحياة، ببلسم حب الله عزَّ وجلَّ. 4) رفقة النبي محمد .. وحُسن الخلُق هو الذي يُبلَّغِك تلك الدرجة والمنزلة العظيمة، عن جابر: أن رسول الله قال "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا .." [رواه الترمذي وصححه الألباني]. 5) من أعظم أسبـــاب دخول الجنة .. فحسن الخلق يُبلِغِك الجنة، عن أبي هريرة قال: سُئِل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال "تقوى الله وحسن الخلق .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. 6) كمال الإيمان بحُسن الخلُق .. فإن كنتِ تريدين أن تقوي إيمانِك وتثبتي على الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ، وتنجين بنفسك من الانتكاسات والفتور .. عليكِ بحُسن الخلُق، قال رسول الله "إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة" [رواه البزار وصححه الألباني]. فليست العبرة بمن سبقتك في الطاعات، إنما الأحسن أخلاقًا هي التي فازت بالمنازل العُلى .. يقول ابن القيم "الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق: زاد عليك في الدين" [مدراج السالكين (4,45)]. 7) تثقيـــل الموازين يوم تخِف الموازين .. عن أبي الدرداء: عن النبي قال "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]. 8) من أعظم العبــــادات .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. فتبَسُمِك في وجه أختك في الله قد يكون أعظم من قيامك لليل .. وعفوك عمن ظلمِك قد يكون أكثر ثوابًا من اعتكافِك شهرًا .. فهل رأيتِ أعظم من تلك المنزلة؟! 9) أن تكوني من صفوة الناس .. كان رسول الله يقول "إن خياركم أحاسنكم أخلاقا " [صحيح البخاري]. 10) يُبلغِك خير الأعمال .. قيل لرسول الله : يا رسول الله فما خير ما أعطي الإنسان؟، قال "خلق حسن" [رواه ابن حبان وصححه الألباني] .. وعن أنس قال: لقي رسول الله أبا ذر، فقال "يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل (في الميزان) من غيرهما؟"، قال: بلى يا رسول الله، قال "عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1938)] 11) سبب لتأييد الله لكِ ونصرته إياكِ .. فكل العوائق التي تواجينها في طريقك إلى الله، من معارضة الأهل والانتكاس .. سببها فقدانك لتأييد الله عزَّ وجلَّ ونصرهُ لكِ .. ومن أعظم أسباب نُصرة الله العبد، أن يُرزق الخُلُق الحَسَن .. وهذا كان من أبرز صفات نبينا محمد .. مما جعل أمنا خديجة رضي الله عنها تطمأنه عندما عاد خائفًا من الغار، فقال "لقد خشيت على نفسي"، فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .. [متفق عليه] فمفتــــــاح نصر الله لكِ، أن تتحلي بحُسن الخلُق،، 12) من أعظم المُعينات على الطريق .. فحُسن الخلُق يُثبتِك ويمدك بطاقة الدفع المتجددة للسير في الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ .. عن ابن سيرين، قال: "كانوا يرون حسن الخلق عوناً على الدين" [حلية الأولياء (1,332)]. 13) يحفظك من عذاب الله عزَّ وجلَّ .. قال سفيان الثوري "كان يُقال: حسن الأدب يطفىء غضب الرب" [حلية الأولياء (1,332)]. 14) تــأليـــف قلوب الناس .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" [رواه أبو يعلى والبزار وحسنه الألباني] .. فبإبتسامتك وسلوكك الحسن تكسبين قلوب من حولِك، مما يُزيد من رصيدك في الدعوة إلى الله تعالى. ومن أهم الأخلاق التي يجب أن تتحلى بها كل أخت مسلمة:: 1) الحيـــــــــاء .. 2) الذل والانكســـار لله العزيز الغفــــار .. كيف تتحلين بتلك الأخلاق العظيـــمة؟ .. هذا ما سنعرفه في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى .. الحيـــــاء .. أعظم أخلاق الإسلام اللهم اهدنا إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت،، المصادر: درس "أختاه:: أين أنتِ منه؟" للشيخ هاني حلمي. [/size] [/center]
  16. [center] [size=21]الحياء من أعظم أخلاق الإسلام بلا ريب، ولا تكون الأخت ملتزمة بحق حتى تتصف بهذه الصفة العظيمة .. عن ابن عباس قال: قال رسول الله "إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء" [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني] .. والحيــــاء مُشتق من الحياة وهو أعز ما فيها .. وعلى حسب حياة القلب، يكون فيه قوة خُلُق الحياء .. وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحيى كان الحياء أتم .. [مدارج السالكين (2,42)] فمن يَمُنَّ الله سبحانه وتعالي عليها بخلُق الحياء، فإنه دليل على حياة قلبها. وللحيـــــــاء فضائل كثيرة، جعلته يحظى بتلك المكانة العظيمة في ديننا .. منها أنه: 1) صفة من صفات الله جلَّ وعلا .. قال رسول الله "إن الله رحيم حيي كريم، يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا" [رواه الحاكم وصححه الألباني] الله جلَّ جلاله يستحيي أن يرد يد عبده، ونحن لا نستحي أن نخالفه ونعصي أمره ؟!! 2) علامة إيمانِك أن تزدادي حياءًا .. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله "الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر" [رواه الحاكم وصححه الألباني] 3) الحيــــاء شعبة من الإيمان .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار" [رواه أحمد وصححه الألباني] .. وقال أيضًا "..والبذاء من النفاق .." [رواه الطبراني وصححه الألباني] .. فصفة الأخت المؤمنة أنها حييـــــة، أما المنافقين والعصاة فصفتهم الجرأة والكلام الفاحش. 4) اتبــــاع هدي النبي .. عن أبي سعيد الخدري قال: كان النبي أشد حياءً من العذراء في خدرها .. [متفق عليه]. وقد دعانا النبي للتخلُق بالحياء .. عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله "الحياء لا يأتي إلا بخير" . وفي رواية "الحياء خير كله" [متفق عليه]. وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي فذُكِر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟، فقال رسول الله "بل هو الدين كله" [رواه الطبراني وصححه الألباني] وتأملي حيـــــاء أمنــــا عــــائشة رضي الله عنها، نِعم المرأة المؤمنـــة التقيـــة النقيـــة .. عن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله وإني واضعة ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دُفِن عمر رضي الله عنه معهم .. فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر . [رواه أحمد وصححه الألباني] هذا حيـــــائها مع الأموات، فما بـــــال الأحيـــــاء؟! أما في زمــاننا هذا، فللأسف نجد الكثير من المظاهر السيئة التي تنافي الحيــــاء حتى في وسط الأخوات الملتزمـــات .. ومن تلك الصفات السيئة التي عليكِ اجتنابها وتحذير أخواتك منها .. 1) الكلام الفاحش .. الذي تخوض فيه بعض الأخوات .. وبعضهن قد يقمن بإفشاء أسرار بيوتهن بشكل غير لائق، وهذا أمر لا يجوز .. قال رسول الله "إن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة" وفي رواية "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" [رواه مسلم] 2) التساهل في مخاطبة الرجال الأجانب .. وترقيق الصوت أمامهم سواء في الهاتف أو في تعاملاتها في الأسواق أو غيرها، وكذا ما يحدث من تبادل للمحادثات والرسائل الإلكترونية على الإنترنت .. والله تعالى يقول {.. فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32] والأصل أن الكلام بين الرجل والمرأة الأجنبيين لا يكون إلا لحاجة .. كبيع أو شراء أو سؤال العالم عن مسألة شرعية، بشرط أن يكون الكلام بقدر الحاجة مع عدم ترقيق الصوت أو اللين بالقول. 3) رفع الصوت بطريقة لا تتلائم مع وقار الأخت المسلمة .. والكلام والضحك بصوت مرتفع في الأماكن العامة .. وقد نُهيت المرأة عن رفع صوتها بالتسبيح إذا اخطأ الإمام في الصلاة، فعدم رفع صوتها خارجها من باب أولى .. كذلك ما يحدث من تقبيل الأخوات لبعضهن في الطرقات، مما يكون ملفتًا للنظر. 4) إطلاق البصر .. والله عزَّ وجلَّ قد أمر المؤمنات بغض أبصارهن، يقول تعالى {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..} [النور: 31] 5) إرتداء الملابس الضيقة أمام النساء .. وإنما يجب أن تكون الملابس أمام بعضكن البعض فضفاضة، بحيث لا تصف الجسم .. وما يحدث من تكشُف في صالات الألعاب الرياضية وحمامات الساونا وغيرها، لا يجوز بحال .. يقول رسول الله "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله عنها ستره" [رواه أحمد وصححه الألباني] ومن يسمح لزوجته بالذهاب لتلك الأماكن، فهو شريك معها في الإثم .. عن جابر أن النبي قال ".. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام .." [رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني] .. ناهيك عن كشف العورات أمام الأطبــــاء ! 6) التصوير في الأفراح وغيرها .. وهذه الصور قد تنتشر ويطلِّع عليها الرجال. يا أختــــاه، ألا تستحين من هيبة وإجلال الله جلَّ وعلا؟! .. ألا تستحين من قُربه وجوده وكرمه وفضله عليكِ بالليل والنهار؟! فأحسني كما أحسن الله إليـــــكِ .. [size=21]ولكي تكوني حيية، عليكِ بالآتي .. 1) اتخذي القرار بإجتنـــــاب جميع الأفعال والأقوال التي تتنافى مع الحيـــــــاء .. وليكن عندك خوف يا أختاه من أن تُسلبي الإيمان، بسبب تلك التصرفات المنافية للحيـــاء .. قال عبد الرحمن بن مهدي: مات سفيان الثوري عندي، فلما اشتد به جعل يبكي، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، أراك كثير الذنوب؟ .. فرفع شيئاً من الأرض، فقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخــــــاف أن أُسلَب الإيمان قبل أن أموت. [حلية الأولياء (3,151)] 2) المطالعة عن فضائل الحيــــاء .. وليكن من كتاب مثل: كتاب (فقه الحيــــاء) لفضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم؛ كي تتعلمين كيفية التخلُّق بهذا الخلق العظيم. 3) زيدي من رصيدك الإيماني .. بزيادة أورادك التعبدية، من صيام وقيام وتلاوة قرآن ودعــــاء وذكر .. لأن الحيـــــاء ثمرة الإيمان، وكلما زاد إيمانِك زاد حياؤك. 4) تفكَّري في أسماء الله جلَّ وعلا التي تستوجب المراقبة .. فتعلمين أن الله سبحانه وتعالى هو الشهيد، الشاهد على جميع تصرفاتك .. وهو الرقيب، يرقُب كل أفعالِك .. وهو العليم، يعلم سرِك وعلانيتِك .. وهو السميع، يسمع دبيب قلبِك قبل كلماتِك .. وهو البصير، يراكِ حيث لا يراكِ الناس .. وهو سبحـــانه المحيط بكل شيءٍ علمًا .. واعلمي إنك لم تقعي في تلك البليات، إلا بعدما أعرض الحافظ عن حفظِك منها .. كان حاتم الأصم يقول: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا علمت، فاذكر نظر الله إليك .. وإذا تكلمت، فاذكر سمع الله منك .. وإذا سكت، فاذكر علم الله فيك. [سير أعلام النبلاء (22,84)] 5) المواظبة على العبادات المفروضة والمندوبة .. لأن العبادات وبالأخص الصلاة، تنهى العبد عن الوقوع في الإثم وتحفظه من السلوكيـــات السيئة .. قال تعالى {.. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ..} [العنكبوت: 45] .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: إن فلانًا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال "إنه سينهاه ما تقول" [رواه أحمد والبيهقي وصححه الألباني] 6) الزمي الصدق .. عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة .." [متفق عليه] .. والحيـــاء من جملة البر، فإذا صدقتي الله صدقِك ورزقكِ الحيــــاء. 7) حاولي أن تتكلفي الحيـــاء في البداية .. إلى أن يصير سجيَّة من سجاياكي، فالحيــــاء من الخلق المُكتَسَبة. 8) مخالطة الصالحين .. كي تتخلَّقي بأخلاقهم الحسنة، ومن كلام بعض الحكماء: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيي منه. 9) مطالعة سير المُثُل العليا في الحيــــاء .. وعلى رأسهم حيـــاء نبينا محمد والصحابة رضوان الله تعالى عليهم، كي تقتدي بهم وتقتفي أثرهم. 10) اعتزال البيئة الفاسدة .. التي توقِعك في التصرفات السيئة. يـــــا أمة الله، عليكِ بالامتثال والاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى .. والحقي بركب الصالحين في التحلي بهذا الخلق العظيم،، المصادر: درس "أختاه:: أين أنتِ منه؟" للشيخ هاني حلمي. [/size][/size] [/center]
  17. [b] [center] [size=21]ألا إنّ نصر الله قريب[/size] [size=16] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وناصر عباد المؤمنين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بذل حياته جهاداًَ ونصرةً حتى أتاه النصر المبين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه التابعين ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين أمَّا بعد : إنّ المتأمل في حال الأمة اليوم، وما وصلت إليه من القهر والذل ، ربما أصابه اليأس مما وصلت إليه الأمة من الضعف والهوان وتساءل: هل يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة، ويعودوا إلى سابق عزهم ومكانتهم وقيادتهم للبشرية؟ بعد أن تكالب عليهم أعداؤهم من كل حدب وصوب؟ هل يمكن أن تعود الأمة إلى عزها وتنفض غبار النوم عنها؟ وهل سيأتي نصر الله عز وجل بعد كل هذا الهوان؟ أسئلة مريرة تدل على حالة من اليأس والقنوط تعيشها الأمة من أقصاها إلى أقصاها، لذلك كان من الضروري تسليط الأضواء على هذه الحالة لطرد اليأس وإعادة الأمل إلى قلوب هذه الأمة المباركة المنصورة إلى قيام الساعة، فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن كل مسلم يتطلع دائماً إلى نصر الله عز وجل لأوليائه المؤمنين، كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول الله وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ} كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول الله للمؤمنين:{ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ }كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول ربه:{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَـٰد }فنصر الله لهذه الأمة نصر قريب، كما قال ربنا: {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}. إخواني : هل يخالجكم شك في قوة الله وقدرته على نصرة دينه وأوليائه ؟ وهل ترتابون في ضعف كيد الأعداء مهما بلغت قوتهم وكثرت جموعهم ؟ وهل يتردد مسلم في أنّ العاقبة للمتقين ؟وأنّ الغلبة في نهاية المطاف للإسلام والمسلمين؟ تلك مسلمات لا تقبل الجدل وأدلتها من الكتاب والسنة قد لا تحصر وإن كان الله قد جعل لكل شيء قدرا ، وجعل للنصر والتمكين شروطا لا بد توفرها وهي ليست ضربا من المستحيل ولا فوق طاقات البشر ، ولكنها تحتاج إلى صدق وإخلاص وجهاد ونية . والمسلمون اليوم ممتحنون ليثبتوا صدق جهادهم لدينهم ، وولائهم لشرع ربهم والمؤمنين وبراءتهم الكفر والكافرين وقد قيل لمن هم خير منهم {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }. إخواني: لا بد أن نعتقد أنَّ الحق والعدل أساس في هذا الكون، وأصل في بناء السماوات والأرض، وأنَّ الدنيا بدأت بالحق، وستنتهي بالحق، ويوم القيامة يتجلى الحق في أعلى وأجلّ صوره، ومن هذا الحق أن تعود لأمة الإسلام قيادتها للبشرية، ومن الحق أن يعود حكم الإسلام إلى الأرض كلِّها، ومن الحق والعدل أن تزول هذه الغشاوة، وأن تنقشع هذه الغُمة التي تحياها هذه الأمة. ولا يغرنكم انتفاش ريش اليهود والنصارى على الدنيا بأسرها في هذه الفترة، فإن الله جل وعلا يقول: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى الْبِلادِ * مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} إنَّ الكفر والباطل وإن تسلط فإنَّ تسلطه محدود بقَدَر من الله، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر، لأن الله جعل لكل شيء نهاية. ولنفرض بأنَّ الكفار استطاعوا أن تكون لهم الغلبة مدة الحياة الدنيا كلِّها، ألسنا نحن المسلمين نعتقد ونؤمن بأنَّ الله قد وعدنا بالآخرة؟ وبالحياة الأبدية الباقية في الجنة ؟ فما قيمة الحياة الدنيا من أولها إلى آخرها مقارنة بالآخرة؟ ألا ترضون أن يأخذوا هم الدنيا وتكون لنا الآخرة؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر ((مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ)) البخاري. لقد قص الله عز وجل علينا قصة أصحاب الأخدود والطريقة التي انتهت إليها؟ إنها حادثة مؤلمة جدا، أن يَحْفُرَ الكفار أخدودا في الأرض، ثم يؤججوا فيه النيران، ثم يلقوا فيه أناساً أبرياء لا ذنب لهم سوى الإيمان {وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} ولحكمة يعلمها الله عز وجل لم يذكر في نهاية القصة أنَّه عاقب أولئك المجرمين أو انتقم منهم كما أخذ قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيبٍ وقومَ لوط، أو كما أخذ فرعون وجنودَه أخذ عزيز مقتدر. وعند المقارنة الدنيوية وإغفال عالم الآخرة، يكون هؤلاء المجرمون هم المنصورون، وأولئك المؤمنون هم الخاسرون ، لكنَّ الله عز وجل أخبرنا في هذه الحادثة بهذه النهاية المؤلمة، ليُعْلِمنا وليكشف لنا عن حقيقة أخرى، وهي أنَّ الحياة الدنيا بما فيها من لذائذ وآلام، ومتاع وحرمان، ليست هي القيمة الكبرى في الميزان، وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، ولكن القيمة الكبرى في ميزان الله عز وجل هي قيمة العقيدة، والسلعة الرائجة في سوق الله تعالى هي سلعة الإيمان، وإنّ النصر في أرفع صوره هو انتصارُ العقيدة على الألم، وانتصارُ الإيمان على الشرك والكفر، {وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ *الذي لَهُ مُلْكُ السموات وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلّ شيء شَهِيدٌ} فالله عز وجل شهيد على هذه الحادثة، وهكذا اتصلت حياة المؤمنين في الأرض بالحياة الباقية الخالدة في الملأ الأعلى، واتصلت الدنيا بالآخرة، ولم تعد الأرض وحدها هي مجال المعركة بين الخير والشر، ولم تعد الدنيا هي خاتمة المطاف، ولا موعد الفصل في هذا الصراع. لقد انفسح المجال في المكان والزمان، والقيم والموازين، واتسعت آفاق النفس المؤمنة، وكبرت اهتماماتها، فصغرت الأرض وما عليها، وصغرت الحياة الدنيا وما يتعلق بها، وكَبُرَ المؤمن بمقدار ما معه من إيمان غيبي، فأخبر عن العقاب الأخروي لهؤلاء المجرمين فقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} أما أولئك الذين صبروا ، وأحرقتهم النار في هذه الدنيا ، فيقول الله عز وجل في شأنهم: {إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لهم جنات تَجرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} هذا هو الميزان ، ذلك الفوز الكبير. ولو أجرينا مقارنة بين الكفر والإسلام، لوجدنا أنَّ دين الله قديماً وحديثاً هو الغالب، وهو المسيطر مدةً أطولَ من سيطرة الكفار، فهل تعلموا أنَّ الناس بعد آدم عليه الصلاة والسلام بقوا مدَّة عشرة قرون على التوحيد والإسلام ؟!. وهل تعلموا أنَّ أمتنا بقيت حاكمة منذ بعثة نبيها إلى زمن سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924، أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان وهي أمة ظافرة منتصرة، بيدها تدبير كثير من أمور الدنيا حتى الأمم الكافرة، وهذه هي التي طالما تغنى بها كثير من شعراء المسلمين عندما قالوا: ملكنـا هـذه الدنـيا قـرونا --- وأخضعها جدودٌ خالدونــا وسـطَّرنا صحائـف من ضيـاء --- فما نسي الزمان ولا نسينـا حمَلناهــا سـيوفـا لامعـاتٍ --- غـداةُ الروع تأبى أن تلينـا إذا خرجـت من الأغمـاد يوما --- رأيت الهول والفتح المبينــا وكنـا حيـن يـأخذنـا ولـيٌّ --- بطغيان ندوس لـه الجبينـا وكنـا حيـن يرمينـا أنــاس --- نؤدبهـم أُباةً صـابـريـنا وما فتـئ الزمـان يـدور حتى --- مضى بالمجد قوم آخـرونـا وأصبح لا يُرى في الركب قومي --- وقـد عاشـوا أئمته سنينا خاطب هارون الرشيد سحابة رآها تجري فقال: (أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجك) هذا ما كان في الماضي. أمَّا عن مستقبل هذه الأمة فقد أخبرنا النبي عن المعركة الفاصلة مع اليهود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ))مسلم. إذاً لا يجوزُ أن نقارنَ لحظةً معينةً من عمرِ التاريخ وننسى الماضي كلَّه، والمستقبلَ كلَّه. إنَّ تسلط الكفار في هذا الوقت إنَّما هو تسلط مؤقت بقدر من الله عز وجل، ولحكمة منه سبحانه وتعالى، ودينُ الله غالبٌ، ونصرُ الله قريب، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} فهذه الأمَّة منصورة بإذن الله تعالى، وإنَّما تحتاج إلى من ينفض عنها الغبار. إخواني : ربَّما يقتل أناس من هذه الأمة، وربَّما تباد جماعات ومجتمعات، وربَّما تسقط دول وتذهب أسماء وشعارات، وهذا كلُّه صحيح، لكنَّ الإسلام باق، والذي يريد أن يواجه الإسلام، أو يحارب الإسلام مسكين، مثله كمثل الذبابة التي تحاول حجب ضوء الشمس والله متم نوره ولو كره الكافرون، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} قل لي بربك هل تطيق ذبابة --- حجبا لنور الشمس وهو البادي إن هذا الدين هو سر بقاء هذه الأمة ووجودِها، وهذه الأمة إنما خلقت للإسلام، ووجدت للإسلام، والذي يريد أن يقضي على الإسلام فليقض على هذه الأمة، وهل يستطيع أحد أن يقضي على هذه الأمة، هيهات ثم هيهات!! فهذه الأمة موعودة بالبقاء، وليس بالبقاء فقط بل البقاء مع النصر والتمكين، ولا يزال الله عز وجل يخرج لهذه الأمة في كل مرحلة من تاريخها دعاةً علماءَ وقادةً ومجاهدين يستعملهم في خدمة هذا الدين، ولن يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا وسيدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ))أحمد وصححه الحاكم وابن حبان والألباني. إنّ هذا الدين هو كلمة الله عز وجل، ولا إله إلا الله هي كلمة الإسلام، ومن ذا الذي يستطيع أن يُطفئ نور هذه الكلمة؟ أتُطفِـئ نـورَ الله نفخـةُ كـافـر --- تعالى الذي في الكبريـاء تفـردَّا إذا جلجلت الله أكبر في الـوغــى --- تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا ومن خاصم الرحمـن خابت جهـوده --- وضاعت مساعيه وأتعابه سُــدى إنّ أمريكا: ليست أول من حارب الإسلام، بل حاربه قبلها الكثير، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد أهلك الله كل من وقف في طريق الإسلام، وبقي الله الإسلام شامخاً، وسيبقى بموعود الله ورسوله، وها هو الإسلام الآن بدأ يتململ في أوربا وأمريكا… ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها الإسلام والمسلمون في كل مكان، إلَّا أن المستقبل للإسلام. إخواني : إننا بحاجة إلى التذكير بالمبشرات الصادقة لندفع بها اليأس والإحباط عن نفوسنا ونجدد العزائم ونتلمس أسباب النصر والتمكين فمن رحمة الله بأمتنا أن جعل لها بعد العسر يسرا وبعد الشدة والضيق فرجاً ومخرجا فقال :{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ولن يغلب عسرٌ يسرين قال العلامة السعدي في تفسيره : ( بشارة عظيمة إنَّه كلَّما وجد عسرٌ وصعوبة فإنَّ اليسر يقارنه ويصاحبه حتى ولو دخل العسر جحر ضبٍ لدخل عليه اليسر فأخرجه ) كما قال تعالى :{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}وكما قال النبي :" وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا" رواه أحمد وصححه الحاكم . إذا اشتملت على اليأس القلوب --- وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطأت المكاره وأطمــأنت --- وأرست في أماكنها الخطوب ولم ترى لانكشاف الضر وجها --- ولا أغنى بحيلته الأريــب أتاك على قنوط منك غـوثٌ --- يمن به اللطيـف المستجيب وكل الحادثات إذا تنــاهت --- فموصول بها الفرج قريـب ومهما تلاحقت الخطوب واشتدت المكاره وتفنن الأعداء في أساليب العداوة والبغضاء فلا يغب عن البال أن نصر الله قريب وأن كيد الشيطان ضعيف وأن الغلبة في النهاية للحق وأهله { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} إنَّ الشدة تخفي وراءها فرجاً بإذن الله والمكروه يحمل الخير القادم بإذن الله وإنَّ الدلائل والبشائر من الكتاب والسنة ومن واقع الحضارات المادية المنهارة والآيلة للانهيار ومن واقع الأمة الإسلامية التي باتت الصحوة الإسلامية تسري بين رجالها ونساءها ومثقفيها وعوامها ومن واقع الأعداء كذلك وتآزرهم لضرب الإسلام وخنق المسلمين ، كلُّ هذه وغيرها تقول بلسان الحال : إنَّ الإسلام قادم وإنَّ الجولة القادمة للمسلمين إن شاء الله فعلى المسلمين أن يرجعوا إلى دينهم ويعدوا أنفسهم بما يستطيعون وليدركوا أنَّ النصر في النهاية ليس بقوة المسلمين وجهدهم ولا بكثرة عددهم وعتادهم وإنما بقوة الله ودفعه { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} والمسلمون إذا صدقوا كانوا سبباً لتحقيق قدر الله في عدوه وعدوهم { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فالنصر من عند الله فلا يهنوا ويضعفوا وهم يرون ما بالأعداء من قوة فيد الله فوق أيديهم وأمره بين الكاف والنون { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} فعودة يا مسلمون إلى دينكم، وبينوا الصورة المشرقة للإسلام، فالإسلام الآن متهم في الغرب بالإرهاب والتطرف شئنا أم أبينا، فتحركوا لخدمة دين الله تعالى . إخواني : إنّ نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه وقد أقبلت أيامه فأحسنوا الظنَّ بربكم واجمعوا مع الأمل حسن العمل , وانصروا الله في أنفسكم ينجز لكم ما وعدكم من مصر على عدوكم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }واعلموا أنَّ الشدائد التي تمر بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا : لا تقولوا زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ ، وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ ما دام لنا فيها وَلَدْ إخواني : إنّ الدين دين الله وإنّ الحرمات حرماته والله أغير على دينه وحرماته منّا ، وهو الذي أنزل الدين وأرسل الرسول وتكفل بإظهار دينه ونصر رسله{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } أسأل الله العلي القدير أن يصلح أحوال المسلمين وأن يأخذ بنواصيهم إلى الحق والهدى وأن يعجل النصر لأمتنا إنه سميع قريب مجيب . [size=16]منديل بن محمد الفقيه [/size] [/size] [/center] [/b]
  18. [b] [center] كل شيء بقضاء وقدر [size=25] كل شيء بقضاء وقدر، وهذا معتقد أهل الإسلام، أتباع رسول الهدى r: أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله وبإذنه وبتقديره. [b](مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)، (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ). وفي الحديث:«عجبا لأمر المؤمن!! إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن». وصح عنه r أنه قال:«إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف». وفي الحديث الصحيح أيضا:«واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطاك لم يكن ليصيبك». وصح عنه r أنه قال:«جفَّ القلم يا أبا هريرة بما أنت لاقِ». وصح عنه r أنه قال:«احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل». وفي حديث صحيح عنه r:«لا يقضي الله قضاءً للعبد إلا كان خيرًا له». سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن المعصية:هل هي خير للعبد؟قال:نعم بشرطها من الندم والتوبة، والاستغفار والانكسار. وقول سبحانه:(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). [/size] [/center] [/b][/b]
  19. [b] [center] [size=29]شروط الدعاء [b](ما ذكرته من فضائل الدعاء وما أذكره هنا من شروط وتخريج للأحاديث وغيرها من كتاب الدعاء للشيخ/ سعيد بن علي القحطاني – حفظه الله -)[/size] [size=25]من أعظم وأهم شروط الدعاء ما يأتي: الأول:الإخلاص: قال – تعالى -:}فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{ [غافر: 14]. الثاني:المتابعة لرسول الله r :}وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{[الأعراف: 158]. الثالث:الثقة بالله واليقين بالإجابة، ومما يزيد ثقة المسلم بربه – تعالى – أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات، والبركات عند الله – تعالى -. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي r قال:«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»(رواه الترمذي وغيره، وحسنه الألباني). الرابع:حضور القلب، والخشوع والرغبة فيما عند الله من الثواب والرهبة مما عنده من العقاب، قال – تعالى -}إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{[الأنبياء: 90]. الخامس:العزم والجزم، والجد في الدعاء، فعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله r:«إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني؛ فإن الله لا مستكره له»( رواه البخاري ومسلم). [/size] [/center] [/b][/b]
  20. [b] [center] [size=21][b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوانى واخواتى فى الله اعرض عليكم اليوم فكرة قد يكون يعلمها البعض ولكن عملا بقول الله تعالى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ الذاريات 55 والفكرة بسيطة جدا ولكن ثوابها عظيم ان شاء الله ولكن دعونا نقرأ هذا الحديث بتعمن قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها أتعلمون ان صلاة الفجر هى صلاة السُنة فإذا كان ثواب السُنة خيرا من الدنيا ومافيها فما ظنكم بثواب صلاة الفريضة فكيف نحرم انفسنا من هذا الثواب وكما قولت الفكرة بسيطة جدا وهى اننا نتبادل ارقام التليفونات المحمولة ( الاخوة مع الاخوة والاخوات مع الاخوات ) وانا أُبرئ نفسى امام الله من غير هذا ونستيقظ قبل اذان الفجر بعشر دقائق او ربع ساعة وننبه بعضنا البعض برنات المحمول حتى يكنسل علينا الطرف الاخر ثم نرن على شخص غيره وهكذا كل يوم ولاننسى اخلاص النية لله قبل العمل وبهذا نكون حصلنا على ثواب صلاتنا وثواب من ايقظناه الى الصلاة دون ان ينقص من اجره شئ لحديث النبى من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وقال تعالى وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ارجو من الله ان اكون وفقت فى عرض الفكرة وان تكون حازت اعجابكم واتمنى من جميع الاعضاء ان ينشروا الموضوع فى جميع المواقع والمنتديات ليعم الثواب وجزاكم الله خيرا[/size] [/center] [/b][/b]
  21. [center] [b][size=16][b][size=16]نفحات العشر أقبلت[/size][/b][/size] [size=16] [b][size=16]بسم الله الرحمن الرحيم تمر بنا الأيام والمواسم ويبقى مرورها شواهد على الإنسان يوم القيامة ولا يخفى عليكم أننا نعيش هذه الأيام مواسم خير وبركات وأيام فُضلت بأفضل الدرجات كما ورد عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وبها يوم عرفة يوم أكمل الله فيه الدين وأقسم به بقوله وشاهد ومشهود والمشهود يوم عرفة ويوم قال المصطفى في صيامه : ( يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) الله أكبر فضائل تترى وأجور تبحث عن من يعمل لها فأين المشمرون وأين أصحاب الهمم ؟؟ فحري بنا معشر المسلمين من حجاج ومقيمين أن نعرف لهذه العشر قدرها وان لا نغلب على يوم عرفة ونكثر فيه من الدعاء والصدقة والإحسان فهو يوم مغفرة الذنوب كما قال الحبيب : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ) ولنكثر مما أمرنا به قدوتنا محمد حين قال : (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) ونسأل المولى أن يبلغنا ذاك اليوم ونحن في صحة وعافية وكل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم . بقلم : د. محمد عبدالرحمن العريفي مشروع دعاة منتدى العريفي [/size][/b][/size] [/center] [/b]
  22. [b] [center] [size=21]يا عيني فلتذرفي الدموع[/size] [size=21]لي أصحاب مسافرين معي قد تجهزوا وما تجهزت معهم ، لقد حملوا طيبات كثيرة وما حملت .... لا ، بل لي حمل أثقل كاهلي ... حمل يضر ولا ينفع .. فليت شعري ما الذي جعلني أحمل ما يضر ولا ينفع ؟ ثم ليت شعري إنَّ صحبي حولي أراهم قد حملوا الطيبات فسعدوا وارتاحوا ... أما نفوسهم فراضية مطمئنة ، وأما نفسي فحزينة متألمة.. كم مرة ٍ راودتني نفسي أن أكون معهم ؟ لكن خطواتي ثقيلة لا تتقدم نحوهم !! فقلت لها يا نفسي إن لم تتحركي من أجل ما ينفعك فلا أقل من أن تتخلصي مما تحملين . يا نفس لكم أثقلك ما تحملين ... يا نفس لكم ضرك وما نفعك... فلماذا تواصلين الحمل ؟ فلم تجبني.. فناديت : يا عيني فلتذرفي الدموع . قرب وقت السفر واشتد الجمع له ، فمن حولي أمثال دوي خلية النحل من العمل والسعي الدءوب من أجل السفر . نعم لأنه ليس سفرا ً مهما ً وفقط ، بل أهم سفر سنسافره جميعا ً ... إنه السفر للآخرة ، وهل هناك سفر أهم منه ؟ لا وألف لا ... إنه أهم سفر منذ ولدتنا أمهاتنا ... سفر ٌ لا رجعة فيه .. فحق له أن يكون أهم سفر في حياتنا . ومع هذا فلم يحركني كل هذا ، فناديت يا عيني فلتذرفي الدموع . تقاربت الأيام ولكن اليوم ليس ككل يوم.. أحس ذلك ولكن لا أدري لماذا ؟ لكن هال عيني ما رأت من هذا ؟ من هؤلاء ؟ أحقا ً هي النهاية ؟ هل بدأ السفر ؟ ما بال أطرافي قد بردت ؟ لقد أيقنت أنها النهاية ... نعم بدأ السفر ، ولكـن أين الزاد ؟ أحقا ً سأرحل بلا زاد ؟ .... أحقا ً سأرحل بلا زاد ؟ لكن أشغلني أمرٌ آخر .. لقد وجدتني أحمل حملاً سيئا ... إنه فرصة للتخلص منه ، ولكن مالي لا أستطيع ؟ هل أنادي يا عيني فلتذرفي الدموع ؟ لكن حتى هذه لا أستطيع . اللسان لا يتحرك ، والجسد كله هامد ، فلا إله إلا الله . " كلا إذا بلغت الترقي وقيل من راق وظن أنه الفراق " " فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ ٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون " أفي هذه اللحظة توبة ؟ كلا وربي . ما هذا ؟ وإلى أين ؟ إنه عالم جديد كل من يدخله يوزن بما معه من زاد . لقد هالني ذلك عن النوم على التراب ، ومفارقة الأحباب ، لكن كل هذا يهون أمام الميزان ... أين الزاد أين ؟ أين ؟ ولكن يا ويحي مما أحمل .. أتراني سأضعه في الميزان أيضا ً ؟ ياعيني فلتذرفي الدموع . حتى إذا شاء الله أن تحق الحاقة وتقرع القارعة فإذ بالأرض قد زلزلت زلزالها ، وأخرجت أثقالها ، فقمت مع من قاموا حفاة عراة غرلا . فيا لهول ما أرى ... إن منهم من يغطي العرق نصفه ومنهم يلجمه العرق ، ومنهم من يحمل أوزارا ً مثل الجبال ولكن أين؟؟ إنه يحملها على ظهره يسعى بها إلى الحشر . ومنهم من يطوق أرضا ً ... في رقبته ولكن أي أرض ؟ إن شبرا ً من أرض الدنيا يطوق اليوم في الرقبة إلى سبع أراضين . وها أنا كم أحمل ... فيا عيني فلتذرفي الدموع . حتى إذا شاء الله ـ بعد وقوف طويل ـ أن يفصل بين الخلائق فتطايرت الصحف فآخذ ٌ باليمين وآخذ بالشمال ، فإلى أين هؤلاء ؟ وإلى أين أولئك ؟ أهل اليمين في نعيم مقيم ... فأطلق لخيالك العنان ليسبح في هذا النعيم حتى يصل إلى غايته ، فهناك تعرف أنه أعلى من ذلك كيف لا ؟ وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . أما أهل الشمال فـ " في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم " ... ينادى على أحدهم " خذوه فغلّوه ثم الجحيم صلّوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه " . فحدِّث ولا حرج ... تقرح العيون ، وتفطر القلوب ، وتهتك الجلود ، ولكن ... " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " . فعفوك يا رب الأرباب . أخي وحبيبي ..... أرجوك لا تنادي : يا عيني فلتذرفي الدموع ؛ فأمامك الفرصة بعد أن عدت من رحلتك تلك ـ إن شاء الله ـ بالعِبرة . وإلى لقاء مع أهل اليمين أسأل الله تبارك و تعالى أن يجمعنا هناك . [/size] [/center] [/b]
  23. [size=12][size=12][size=16]تصاميم لنشر حملة [/size][/size]التبرع للصومال من تليفونك المحمول عن طريق رسائل SMS التابعة لإتحاد الاطباء العرب[/size] [size=16]التصاميم من إعداد فريق التصميم بموقع الطريق إلى الله [] أنواع التصاميم [size=16][][/size] [/size] [size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=16]بطاقات[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=12][size=12][size=12][size=16]- [/size][/size][/size][/size][size=12][size=12][size=12][size=12][size=16]صور بروفايل - [/size][/size][/size][/size][/size][size=12][size=12][size=12][size=16]تواقيع للمنتديات [/size][/size][/size][/size] بدأت لجنة الاغاثة والطوارئ باتحاد الاطباء العرب تدشين حملة جديدة لصالح الصومال عن طريق رسائل اس ام اس . كما تتقدم الاغاثة والطوارئ بتهنئة الامة الاسلامية والعربية بعيد الفطر المبارك وتدعوا الشعب المصرى الكريم الى تفعيل خدمة الرسائل عن طريق ارسال رسالة فارغة على رقم 9596 وذلك مقابل خمسة جنيهات فقط وتكفى الخمسة جنيهات لإطعام فرد لمدة يوم وجدير بالذكر أن الخدمه لا يوجد عليها مصاريف أدارية وأن الخمسة جنيهات تدخل كاملة فى حساب اتحاد الاطباء العرب لإغاثة الصومال . :: 1 :: البطاقات :: 2 :: بروفايل | | | :: 3 :: التواقيع
  24. [b] [center] [size=25][/size] [b][size=25]أهمية المحبة الصادقة من العبد لربه الثمار الحلوة كلما تعرف العبد على مظاهر حب ربه له، وسيطرت هذه المعرفة على مشاعره انعكس ذلك على علاقته به سبحانه فيزداد له حبًا وشوقًا. وعندما يملأ هذا الحب القلب ستكون له بلا شك ثمار عظيمة تظهر في سلوك العبد وأعماله، هذه الثمار من الصعب الحصول عليها من أي شجرة أخرى غير شجرة الحب، فالحب يُخرج من القلب معانٍ للعبودية لا يخرجها غيره. يقول ابن تيمية:فمن لا يحب الشيء لا يمكن أن يحب التقرب إليه، إذ التقرب إليه وسيلة، ومحبة الوسيلة تبع لمحبة المقصود(التحفة العراقية /51.). وإذا كانت المحبة أصل كل عمل ديني، فالخوف والرجاء وغيرهما يستلزم المحبة ويرجع إليها، فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من المخوف لينال المحبة]أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ[[الإسراء: 57](المصدر السابق). ولهذا اتفقت الأُمتان من قبلنا على ما عندهم من مأثور وحكم عن موسى وعيسى أن أعظم الوصايا: أن تحب الله بقلبك وعقلك وقصدك، وهذه هي حقيقة الحنيفية ملة إبراهيم التي هي أصل شريعة التوراة والإنجيل والقرآن(المصدر السابق/54). لذلك أدعو نفسي، وأدعوك أخي القارئ إلى الاهتمام بغرس بذور محبة الله في القلب، وتعهدها بالأعمال الصالحة حتى يصير الله عز وجل أحب إلينا من كل شيء ]وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ[[البقرة: 165]. عند ذلك سنجد الثمار الحلوة أمامنا دون عناء أو مشقة. ومن هذه الثمار المتوقعة: أولاً: الرضا بالقضاء عندما يتعرف الواحد منا على مدى حب ربه له وحرصه عليه فإن هذا من شأنه أن يدفعه دومًا للرضى بقضائه، وكيف لا وقد أيقن أن ربه لا يريد له إلاّ الخير, وأنه ما خلقه ليعذبه، بل خلقه بيده، وكرمه على سائر خلقه ليدخله الجنة، دار النعيم الأبدي، ومن ثمَّ فإن كل قضاء يقضيه له ما هو إلا خطوة يمهد له من خلالها طريقه إلى تلك الدار، فالأقدار المؤلمة والبلايا ما هي إلا أدوات تذكيريُذكِّر الله بها عباده بحقيقة وجودهم في الدنيا وأنها ليست دار مقام بل دار امتحان، وأن عليهم الرجوع إليه قبل فوات الأوان ]وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[[الزخرف: 48]،]وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[ [السجدة: 21]. وهي كذلك أدوات تطهير من أثر الذنوب والغفلات التي يقع فيها العبد «ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه»(متفق عليه). فجميع الأقدار التي يُقدَّرها الله عز وجل لعباده تحمل في طياتها الخير الحقيقي لهم وإن بدت غير ذلك. فعلى سبيل المثال:الرزق، فالله عز وجل يبسط الرزق للبعض ويضيقه على البعض لعلمه سبحانه بما يصلح عباده, ألم يقل سبحانه ]وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ[[الشورى: 27]. فمنعه الرزق الوفير عن بعض الناس ما هو إلا صورة من صور رحمته، وشفقته بهم. قال : «إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا، وهو يحبه، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه»(صحيح، أخرجه الإمام في المسند، والحاكم عن أبي سعيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1814)). هذه المعاني العظيمة لا يمكن تذكرها واستحضارها بصورة دائمة، وممارسة مقتضاها في الحياة العملية إلا إذا تمكن حب الله من القلب وهيمن عليه، فمفتاح:]رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ[هو:]يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ[[المائدة: 54]. جاء في الأثر أن الله تعالى يقول: «معشر المتوجهين إليَّ بحبي، ما ضركم ما فاتكم من الدنيا إذا كنت لكم حظًا، وما ضركم من عاداكم إذا كنت لكم سلمًا»(المحبة لله سبحانه للإمام الجنيد/60- دار المكتبي). وكان عامر بن عبد قيس يقول: أحببت الله حبًا سهل عليَّ كل مصيبة، ورضاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت(استنشاق نسيم الأنس لابن رجب/ 36)نعم، أخي فإننا إن أحببنا الله حبًا صادقًا أحببنا كل ما يرد علينا منه سبحانه. لما قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وقد كان كُفَّ بصره، جاءه الناس يهرعون إليه, كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة، فأتاه عبدالله بن أبي السائب فقال له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فرد الله عليك بصرك؟‍ فتبسم وقال: يا بنيَّ، قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري. وكان عمران بن الحصين قد استسقى بطنه، فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد، قد نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته، فدخل عليه مطّرف وأخوه العلاء، فجعل يبكي لما يراه من حاله، فقال: لم تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة قال: لا تبك، فإن أحَبَّه إلى الله أحبه إليّ(صلاح الأمة في علو الهمة 4/516.). ثانيًا:التلذذ بالعبادة وسرعة المبادرة إليها كلما ازداد حب العبد لربه ازدادت مبادرته لطاعته واستمتاعه بذكره، وكان هذا الحب سببًا في استخراج معاني الأنس والشوق إلى محبوبه الأعظم، والتعبير عنها من خلال ذكره ومناجاته. هذه المعاني ما كانت لتخرج إلا إذا فُتح لها باب الحب، فالمحب يقبل على محبوبه بسعادة، ويطيع أوامره برضى، لا تحركه لتلك الطاعة سياط الخوف من عقوبة عدم أدائه للعمل، بل يحركه ما حرك موسى عليه السلام عندما قال لربه ]وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى[[طه: 84] وكذلك ما جعل رسولنا يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال». إن هناك بالفعل سعادة حقيقية ومتعة وشعور باللذة والنعيم يجدها المحب في مناجاته وذكره وخلوته بربه، وهذا ما يُطلق عليه: «جنة الدنيا», هذه الجنة من الصعب علينا أن ندخلها من غير باب المحبة. قال أحد الصالحين:مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره. وقال آخر:إنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب(الوابل الصيب ص97). ثالثًا:الشوق إلى الله عندما يتمكن حب الله من قلب العبد، فإن هذا من شانه أن يجعله دومًا حريصًا على اغتنام أية فرصة تتاح له فيها الخلوة به سبحانه وبذكره ومناجاته، وجمع قلبه معه، وشيئًا فشيئًا تستثار كوامن الشوق إليه سبحانه، وتستبد بالقلب، وتلح عليه في طلب رؤيته، ليأتي العِلم فيخبره بأنه لا رؤية ولا لقاء لله في الحياة الدنيا، بل بعد الموت، فيزداد الشوق إلى هذا اللقاء، وأي لقاء: لقاء المحبوب الأعظم الذي ناجاه لسنوات طويلة، وسكب الدمع في محرابه. لقاءمن دعاه في أوقات عصيبة فوجده منه قريبًا، ولدعائه مجيبًا. لقاءمن كفاه وحماه وأعانه على نفسه وعدوه. لقاءمن أعطاه وأكرمه وحفظه ورعاه وبكل بلاء حسن أبلاه. يقول الحسن البصري:إن أحباء الله هم الذين ورثوا الحياة الطيبة وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم، وبما وجدوا من حلاوة في قلوبهم، لاسيما إذا خطر على بالهم ذكر مشافهته وكشف ستور الحجب عنه في المقام الأمين والسرور، وأراهم جلاله وأسمعهم لذة كلامه ورد عليهم جواب ما ناجوه به أيام حياتهم(شرح حديث لبيك اللهم لبيك لابن رجب ص 89 – دار عالم الفوائد). فالشوق إلى الله – إذن – ثمرة من ثمار تمكن حبه في قلب العبد، ويؤكد ابن رجب على ذلك بقوله: الشوق إلى الله درجة عالية رفيعة تنشأ من قوة محبة الله عز وجل، وقد كان يسأل الله هذه الدرجة(استنشاق نسيم الأنس /93). ففي دعائه «اللهم إني أسألك الرضى بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة»(أخرجه الطبراني)فهو يسأل ربه الشوق إلى لقائه دون وجود أسباب ضاغطة عليه تدعوه لذلك مثل: ضراء الدنيا وأقدارها المؤلمة، أو الفتن في الدين المضلة، أو بمعنى آخر أن يكون الشوق إلى الله ناشئًا عن محض المحبة. جاء في الأثر أن الله تبارك وتعالى يقول: ألا قد طال شوق الأبرار إلى لقائي، وإني إليهم لأشد شوقًا، وما شوق المشتاقين إليَّ إلا بفضل شوقي إليهم. ألا من طلبني وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني، من ذا الذي أقبل عليَّ فلم أقبل عليه؟ ومن ذا الذي دعاني فلم أجبه؟ ومن ذا الذي سألني فلم أعطه(المحبة لله سبحانه للجنيد /111). رابعًا:التضحية من أجله والجهاد في سبيله المحبة الصادقة لله عز وجل تدفع صاحبها لبذل كل ما يملكه من أجل نيل رضا محبوبه، وليس ذلك فحسب بل إنه يفعل ذلك بسعادة، وكل ما يتمناه أن تحوز هذه التضحية على رضاه. تأمل معي ما حدث من عبد الله بن جحش ليلة غزوة أحد عندما قال لسعد بن أبي وقاص: ألا تأتي ندعو الله تعالى، فَخَلَوا في ناحية، فدعا سعد، فقال: يا رب إذا لقينا العدو غدًا فَلَقِّني رجلاً شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله فآخذ سلبه فأمَّن عبد الله، ثم قال: اللهم ارزقني غدًا رجلاً شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم يأخذني، فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت لي: يا عبد الله فيم جُدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد:كانت دعوته خيرًا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط(سير أعلام النبلاء للذهبي 1/112). وفي يوم من الأيام رأى رسول الله مصعب بن عمير يمشي وعليه إهاب كبش قد تمنطق به، فقال النبي : «انظروا إلى هذا الرجل الذي قد نور الله قلبه، ولقد رأيته بين أبوين يغذيانه بأطيب الطعام والشراب فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون»(رواه أبو نعيم في الحلية). فالتضحية والجهاد من أعظم دلائل المحبة. [/size] [/center] [/b][/b]
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.