-
مجموع الأنشطة
910 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو نورهان الملاك
-
قلوب واثقة في الله الثقة و حسن الظن بالله إذا ضاقت بك الدُنيا فاسجد لربِك و أَخْبِره ما في قلبك فإنَ للمُحبين أَسرار هو الحب ... و هي الثقة ... مــا أروع الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً .. فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة ... لنعيد بها توازن الحياة المنهار الثقة بالله اساس حياتك من اولها لاخرها الثقة بالله في نظري في عز ما تكونى بتتألمى و هموم الدنيا فوق كتافك ترفعى عينك للسما و تبتسمى عشان عارفه و متاكده مليون في المية ان ربك حنين كريم و قادر يبدل همك سعادة في لمح البصر الثقة في الله عز و جل انك تكونى حابه حاجة بس سبتيها بثقه عشانه هو العظيم و انتى عارفه انه حيديلك اكثر و احسن منها اكيد لانه كرمه بلا حدود الثقة بالله اساس حياتك من اولها لاخرها الثقة بالله في نظري في عز ما تكون متالم و هموم الدنيا فوق كتافك ترفع عينك للسما و تببتسم عشان عارف و متاكد مليون في المية ان ربك حنين كريم و قادر يبدل همك سعادة في لمح البصر الثقة في الله عز و جل انك تكون حابب حاجة بس سبتها عشانه هو العظيم و انت عارف انه حيديك اكثر و احسن منها اكيد لانه كرمه بلا حدود الثقة بالله انك اول ما ترفعى ايديك للدعاء و تقولى يااارب او في سجودك و انتى قريبه منه عارفه ان ربك يجيب دعوة الداعي اذا دعاه واثقه انه حيكرمك بجوده الذي لا ينقطع قال عمر رضي الله عنه: (( أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء )) واثق في جوده و ككرمه و مش حامل هم غير ازاي يدعيه و لا بايه يدعيه الثقة بالله هي انك في عز ما انك مظلومه و نار الانتقام و الانكسار جواك تهدى و ترجعيله و تناجيه , مش ضعف منك و لا انك جبانه بس لانك عارف انه حيجبر خاطرك و ياخد حقك عشان هو الجبار الثقة بربنا اني مهما رمتني الاقدار هنا و هناك فان رحمة ربي سوف تلتقطني قبل ان اقع زي طفل بيرميه والده في السما تلاقيه طاير من الفرح و مبسوط عشان عارف انه ابوه حيمسكه قبل ما يوقع , و لله المثل الاعلى الثقة بالله تجدها في إبراهيم عندما أُلقي في النار فقال بعزة الواثق بالله : حسبنا الله ونعم الوكيل فجاء الأمر الإلهي : (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم الثقة بالله تجدها في هاجر عندما ولى زوجها وقد تركها في واد غير ذي زرع صحراء قاحلة وشمس ملتهبة ووحشة قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا؟ قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها فلما علمت انه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله .. إذا لا يضيعنا ففجر لها ماء زمزم وخلد سعيها ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم الثقة بالله تجدها في أولئك القوم الذين قيل لهم , (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم فقالوا بعزة الواثق بالله : حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء الثقة بالله تجدها في ذلك المحزون الذي هام على وجهه من يا ترى يقضي دينه أو يحمل عنه شيئاً من عبئه ! إنه الله ... فانطرح بين يديه ... وبكى يتوسل إليه فكان أن سقطت عليه صرة من السماء قضى بها دينه وأصلح أمره الثقة بالله تجدها في ذلك الذي مشى شامخاً معتزاً بدينه .. هامته في السماء .. بين قوم طأطأوا رؤوسهم يخشون كلام الناس !! فبعد أشد الأوقات ظلمة يطلع الفجر وحين تشتد الكربات يقترب الفرج وحين يتملك النفوس اليأس من شدة العسر وتأخر النصر ومعاندة المكذبين ومحاربتهم يمن الله بالنصر كما قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5-6) إن هذا اليقين بنصر الله كان واضحا جليا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في أشد اللحظات وأحرج الساعات وحين أخرج من بلده مهاجرا ودخل هو والصديق رضي الله عنه الغار ولحق بهما المشركون خشي عليه الصديق رضي الله عنه حتى قال : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما". فيا أمة الله .. أين الثقة بالله.. يامن تريدين زوجاً تقياً يسعدك .. أين ثقتك بالله ؟ يامن تريدين طفلا لتصبحى أم .. أين ثقتك بالله ؟ يامن تريدىن الوظيفه او المال .. أين ثقتك بالله ؟ يامن تريدون السعادة .. أين ثقتكم بالله ؟ فقد قال ربكم أدعوني أستجب لكم .. فهل هناك أصدق من الله؟؟ ومن أوفى بعهده من الله؟؟ و فى ختام كلامى احمد الله و اصلى و اسلم على حبيبنا محمد و على أله و صحبه وسلم و ادعو الله لى و لكم اللهم اجمعنا في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً اللهم اغفر لنا ذنوبنا كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار أسأل الله العظيم باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي وإذا استرحم به رحم وإذا استفرج به فرج أن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما هو أعلم به منا و ان يفرج كربى و كربكم جميعا و يرزقنا فرج قريب
-
[size=32]تقطُّع الأسباب وعدم النجاة[/size] الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأتباعه وصحابته، أما بعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران. أيها المؤمنون -عباد الله-: إن أعظم حسرة يتلقاها العاصي يوم القيامة هي حسرة تقطع كل أسباب النجاة عليه، فلا والد ينفعه، ولا ابن يؤويه، ولا أم تنقذه، ولا أخ يحميه. والأعظم من ذلك كله حين يحب ويوالي ويصاحب ويناصر و يتخذ له صفياً من جلسائه،معتقداً نجاته في الآخرة بسببه كما كان ينجو بسببه في الدنيا، فيتبرأ منه يوم القيامة.إنها حسرة جلساء أهل السوء يوم انساقوا معهم يقودونهم إلى الرذيلة ويصدونهم عن الفضيلة، إنها لحسرة عظيمة في يوم الحسرة يعبرون عنها بعضِّ الأيدي يوم لا ينفع عض الأيدي كما قال ربي: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} (27-29) سورة الفرقان. وفلان في هذه الآية هو صاحب السوء الذي يدعوك إلى شريط الأغاني، والفِلم الخليع، والمجلة الساقطة، وإلى كل ما ألهاك عن طاعة الله وذكره. قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (67) سورة الزخرف. عظم حسرة يتلقاها العاصي يوم القيامة هي حسرة تقطع كل أسباب النجاة عليه فكل حبيب سيعادي حبيبه إلا المتحابون في الله وكل صديق سيتبرأ من صديقه إلا من كانت صداقتهم على طاعة الله. فإن كنت ممن ابتلوا بصحبة من لا تقربك إلى الله صحبتهم فتبرأ منهم الآن قبل أن يتبرءوا منك، وتتقطع عنك أسباب النجاة حيث لا منجي إلا الله. ومتى وأين سيكون ذلك؟ أما الزمان فمعلوم، وأما المكان ففي النار: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ*وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (166-167) سورة البقرة. فهذه حسرة الأتباع المقلدين لأصحاب السوء ولعلماء الضلالة، فالنجاة والفوز في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فالسنة كسفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها فقد هلك فليست الحجة في قول فلان وفلان إنما الحجة في قول النبي العدنان، إنها حسرة الأتباع المقلدين. عباد الله: في يوم القيامة يبحث كل إنسان عن أي وسيلة مهما كانت ضعيفة واهية لعلها تصلح لنجاته من غضب الله ولذلك تكثر المناقشات والمحاورات بين الآباء والأبناء والأزواج والزوجات والكبار المتسلطين والصغار التابعين بين الأغنياء الجبارين والفقراء المنافقين كلٌ يحاول إلقاء التبعة على غيره لكن حيث لا تنفع المحاورات ولا الخصومات ولا التنصل من التبعات ثم لا يكون إلا الحسرات. أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم، و أن يصل أسبابنا يوم تُقطع الأسباب إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين
-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم وبارك على آله وصحبه أجمعين.. هل رأيت أحداً في حياتك يوقد ناراً عظيمة لمدة ثلاثة أيام ثم بعد ذلك يُلقي ابنه فيها؟! طبعاً لا يمكن ..حسناً . استمع إلى هذا الحديث : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صبي فجعل يضمه إليه- يعني هذا الرجل يضم ابنه إليه – فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( أترحمه ) ؟ قال : نعم فقال عليه الصلاة والسلام : ( فالله أرحم بك منك به وهو أرحم الراحمين) رواه البخاري انتهى كلامه صلوات ربي وسلامه عليه إذاً الله تعالى أرحم من أن يلقيك أنت في النار الله أرحم من ذلك فكيف نتعامل مع هذه الرحمة ؟! وهذا سؤال مهم جداً يجب أن نعرف إجابته ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا : كيف نحصل على رحمة الله ؟؟!! أبشِر أخي الكريم , أبشري أختي الكريمة الحصول على رحمة الله سهل يسير لأن الله تعالى وسعت رحمته كل شيء وأما غضبه , فلم يَسَعْ كل شيء .. لأنه هو الذي قال سبحانه : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } الأعراف : 156 وهذا الذي يليق بشأن أرحم الراحمين . ولولا ذلك لكنّا جميعاً خاسرين هالكين كل من رحمك من أهلك وأحبابك فالله تعالى قد رحمك أكثر منهم فهو الذي أرسلهم إليكِ رحمةً بك . ولو جمعت رحمات الخلق جميعاً التي وصلت إليكَ في حياتك كلها , لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع ! اللهم رحمتك ارجو يارب ولن يفوق أحدٌ رحمة ربي سبحانه أبداً . ولا يمكن للواصفين أن يُعَبِّروا عن جزءٍ يسير من رحمة الله التي نشرها في أرجاء مملكته سبحانه . ولهذا فهو سبحانه قد رفع شأن رحمته في عين الخلق . يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهوعنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي ) رواه البخاري الله أكبر .. لاحِظ أنه كيف جعل هذا الكتاب عنده فوق العرش وقد كان يمكنه أن يضعه في السماء الدنيا أو على رأس جبل من الجبال لكنه لم يفعل بل جعله عنده تشريفاً وتعظيماً لشأن الرحمة فلماذا تيأس من رحمة الله ؟! .. لماذا ؟؟ اللهم رحمتك يارب إذا كانت رحمة الله قد وسعت كل شيء .. فكيف لا تسعُكَ أنت ؟! وسعت من هو شرٌ منك .. قتل تسعاً وتسعين نفساً , ثم كمّل المائة بعابد .. مع هذا .. وسعته رحمة الله , وأنتَ ما قتلتَ أحداً . فكيف لا يرحمك ؟! ياارحم الراحمين ارحمنا يارب الكون كله من أوله إلى آخره مملوءٌ برحمة الله , كامتلاء البحر بالماء , وامتلاء الجو بالهواء فقل ما شئت عن رحمة الله .. فهو فوق ما تقول وبعدها تصوّر ماشئت عن رحمة الله , فإنها فوق ذلك .. قد يقول قائل : كيف أحصل على رحمة الله ؟! إنه ليس بينك و بين رحمة الله إلا أن تطلبها منه .. وهو سيعطيكَ إياها .. يارحمن الدنيا والآخره ارحمنا يارحمن لأنه هو وحده الذي يملكها . قال تعالى : { مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}فاطر : 2 من شدة قرب رحمة الله منك , فليس عليك سوى أن تظن بالله أي شيء تحب أن يفعله الله لك , هو سيكون لك عند حسن ظنك, سيفعله لك .. أي شيء نحبه ؟؟ اللهم بدل احزاننا افراح يارب نعم .. أي شيء تحبه تظن بالله أنه سيرحمك .. فهو سيرحمك تظن أنه سيعتقك من النار , سيعتقك من النار اللهم اعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار ياارب تظن أنه سيدخلك الفردوس الأعلى .. سيدخلك الفردوس الأعلى اللهم ادخلنا جناتك الفردوس الاعلى من الجنه انك ولى ذلك والقادر عليه لا توجد أي مشكلة .. الأمر أبسط مما تتصور هذا ليس كلامي .. هذا كلامه هو سبحانه , هو الذي قال ذلك عن نفسه وإلا أنا ما الذي يدريني عن كل هذا !! استمع إليه سبحانه وهو يقول ذلك عن نفسه في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه إذ يقول : ( قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , فليظن بي ما شاء ) انتهى كلامه سبحانه وليست المسألة احتمال .. يعني يستجيب لي أو لا يستجيب لي لا , يقين تام .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي وإذا فعلت ذلك أعطاكَ أكثر مما ترجوه وتريده منه , لكن .. بشرط .. أن يكون رجاء وليس أماني !! ما الفرق بين الرجاء والأماني ؟! الرجاء معه عمل, أرجو رحمته مع امتثالي لأوامره أما الأماني فهي ظنون بلا امتثال للأوامر ولا شيء ومن رحمته سبحانه أنك تحس بهذه الرحمة وهي تضمّك وتغمرك فشعورك أصلاً بوجودها رحمةٌ بحد ذاتها هذا في الدنيا .. أما في الآخرة فلنا أملٌ كبير بالله أن يرى الخلق منه رحمة لم تخطر لهم على بال .. من العفو والمغفرة والرحمة والغض عن بعض الهفوات والزلّات ياربياربيارب إن الخلق يعقدون آمالاً كبيرة على غير ذلك .. وبالطبع عليهم أن يعملوا هم أيضاً لكي يحصلوا على ذلك .. وهذا هو الشرط الذي اشترطه الله تعالى عندما قال : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَوَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ} سورة طه : 82 طبّق الشروط وأبشر بالرحمة .. أما إذا كان الإنسان بعد هذه الرحمات والأبواب المفتحة إلى الآن وهو يصر على المعصية وعدم الدخول في هذا الباب العظيم من الرحمة .. بعد هذا كله خسر رحمة الله التي تبدّل السيئات إلى حسنات وخسر رحمة الله التي وسعت كل شيء ولم تسعُ هو ؟! هذا فعلاً لا يستحق أن يُرحم بعد كل هذا.. ماذا يريد أكثر من هذا الكرم ؟! ماذا يريد ؟! فإن قلت لي كيف أقترب من رحمة الله ؟ أخي الكريم,أختي الكريمة : إذا وصلتَ إلى مرحلةٍ ترحم فيها الناس وتعطف عليهم , فرحمة الله فعلاً ستكون قريبة منك , وليست قريبةً فقط ! بل قريبةً جداً؛ لأن النبي صلى الله عليه سلم يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن, ارحموا من في الأرض , يرحمكم في السماء) رواه الترمذي فإذا لم يفعل الإنسان ذلك فلن يُرحم .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم , لا يُرحم ) رواه البخاري ختاماً .. أرجوكم .. نودُّ فعلاً أن نجتمع نحن وإياكم جميعاً تحت رحمته يوم القيامة ياربياربيارب فلنتعاهد الآن على أن نسعى قدر الإمكان في هذه الحياة الدنيا على تحصيل تلك الرحمة ؛ لنلتقي بإذن الله معكم في جناتٍ ونهر .. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا
-
مسكين ابن آدم ....!! يصاب باليوم و الليلة بثلاث مصائب، فلا يتعظ بمصيبة واحدة منها".... ؟ المصيبة الأولى عمره يتناقص كل يوم واليوم الذي ينقص من عمره، لا يهتم له؛ و إذا نقص من امواله شىء، اهتم له؛ و المال يعوض.. والعمر لا يعوض... المصيبة الثانية في كل يوم، يأكل من رزق الله؛ إن كان حلالاً، سؤل عليه.. إن كان حراماً عوقب عليه... ولا يدرى عاقبة الحساب المصيبة الثالثة في كل يوم، يدنوا من الآخرة قدراً.. ويبتعد من الدنيا قدراً ورغم ذلك لا يهتم بالأخره الباقيه بقدر إهتمامه بالدنيا الفانيه ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العاليه أم إلى النار الهاويه !! اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وإجعل الجنة هى دارنا برحمتك يا أرحم الراحمين .......... ربى انى سعيده بكل ما كتبته من اجلى حتى تلك الاوجاع التى كسرتنى اعلم ان لك حكمة منها بالرغم انها المتنى كثيرا الا انى حقا انتظر السعاده التى ستخلفها بعد تلك الالام ومتفائله بقولك(ان بعد العسر يسرا)
-
كم من اعراض انتهكت واتهامات للبعض بالباطل بمجرد السماع عنها دون تحقق لن يغني عنك من الله شيئاً أن تقول: سمعت الناس يقولونه فقلته، وقد قال تعالى: وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ سورة النــور 16. وقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). رواه مسلم. والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، ولا يشترط فيه التعمد، ولذلك ينبغي الدقة والمراجعة للنفس وقد حصل أن اتهم كثير من عباد الله الأبرياء عبر التاريخ، فاتهم نبي الله يوسف في عرضه، وشرفة (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) لما اتهم سعيد بن زيد أنه أخذ شيئاً من أرض لجارته، اتهمته عند الخليفة، قال: أنا كنت آخذ من أرضها شيئاً بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما سمعت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين) في عنقه يوم القيامة، شبر إلى سبع أرضين إلى الأرض السفلى حول عنقه. ثم قال: اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها واقتلها في أرضها. قال الراوي: فما ماتت حتى ذهب بصرها ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت.. رواه مسلم. لما اتهم سعد بن أبي وقاص، من العشرة المبشرين بالجنة، قالوا عنه: إنه لا يسير بالسرية، يترك الجهاد، ولا يقسم بالسوية، لا يعدل في التوزيع من بيت المال، ولا يعدل في القضية، يجور في الحكم إذا قضى بين الخصمين، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك – هذا الذي قال هذا الكلام، وقد عرف من هو- كاذباً، قام رياءً وسمعة، وهذا الاحتياط في الدعاء من المظلوم، اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن. هذا الرجل رؤي بعد ذلك شيخ كبير سقط حاجباه على عينيه من الكبر يتعرض للبنات في الشارع يغمزهن، يُسئل فيقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. وفيه جواز الدعاء على الظالم المعين، وهكذا استجاب الله دعوة سعد وهو مجاب الدعوة. اليهود الذين افتروا على مريم قال تعالى: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًاسورة النساء 156.البهتان: الكذب المفرط الذي يتعجب منه، افتروا عليها - عليها السلام – بأنها وقعت في الفاحشة وأنها بغي، وأن ذلك كان مع يوسف النجار، مع أنه كان رجلاً صالحاً فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا سورة مريم 27. ولكن برأها الله بنطق عيسى، بنطق ولدها قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا سورة مريم 30. وهكذا رد الله تعالى فريتهم، لكن كيف يسارعون إلى اتهام البريئة بالزنا؟ ليس عندهم دليل، ولا بينة، لا رأوا، ولا سمعوا، مباشرة افتروها، افتروا القضية، وإن المتهم المسكين، البريء، والبريئة، ليشكوا إلى الله في ظلمة الليل أمره، ينتحب بالنهار وعينه لا ترقأ من الدمع حزناً على هذه الحال؛ لأنه يعيش في ظنك، وشدة، وضيق من هؤلاء الذين رموه بما رموه به، وليس أعز على الصادق من أن يتهم بالكذب، ولا على الأمين من أن يتهم بالخيانة، فكيف وقد قالوا على نبينا صلى الله عليه وسلم: إنه كذاب، واتهموه بالخيانة. قال عليه الصلاة والسلام: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة). حديث صحيح، وفي رواية (كان له حجاباً من النار). يجب ان لا نقبل الأخبار على عواهنها، ونأخذ الأمور دون تبين وتحقق، والله سبحانه وتعالى قد ذكر في كتابه العزيز حد القذف ثمانين جلده، لمن يتهم ولا يأتي بشهداء، يرمي بالفاحشة ولا يأتي بأربعة شهداء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً سورة النــور 4. وأولئك عند الله هم الكاذبون، وفي الوقت ذاته فإننا لا نتعامى عن الحقائق، وإذا قيلت الحقيقة بالأدلة والبيانات نعمل بها، وننصح المتهم، ننصح المذنب، نعاقب المذنب إذا ثبت ذلك عليه، أما أن نبرئ كل الناس فلا، فإن منهم الفاجر، فإن منهم المعتدي، الظالم، لا بد من الأخذ على يديه. ان اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة فإن الافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة، وخطيئة منكرة (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) سورة النــور 15. إن إيذاء المؤمنين والمؤمنات، من الأبرياء والبريئات، عاقبته خطيرة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًاسورة الأحزاب
-
معنى حياة البرزخ؟
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
مناجاة الله تعالى فى الصلاة .
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
فوائد ابتلاء المؤمن
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
مناجاة الله تعالى فى الصلاة .
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
معنى حياة البرزخ؟
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
مراحل يوم القيامه
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
مناجاة الله تعالى فى الصلاة .
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
كيفية محاسبة النفس
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
مناجاة الله تعالى فى الصلاة .
قام نورهان الملاك بالرد على موضوع لـ نورهان الملاك في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's اسلاميـــــات
-
السؤال حكم الدعاء فى الصلاة والكلام مع الله فى الأشياء التي تتعبك، أنا عندما أصلي أو أدعو الله أدعوه وأحكي له على ما يضايقني وما أتمنى أن أكون عليه، وأحكي له بحرية، وأتكلم بحرية وأعترف بأخطائي. فهل هذا خطأ وحرام؟ وهل من اللازم أن يكون الدعاء مجرد أدعيه وكلام بسيط أم لا يوجد مشكلة في الكلام مع الله فى الدعاء الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالدعاء هو العبادة، فعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الدعاء هو العبادة ثم قرأ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وقال ابن حجر في الفتح: سنده جيد، وصححه الألباني. وهذه المنزلة للدعاء ولا سيما إن كان في الصلاة تجعل المسلم يحرص على تحري آداب الدعاء وأسباب القبول والالتزام بها، وأفضل الأدعية ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة ففيها الخير والكفاية، ومع ذلك فلا مانع شرعاً أن يدعو المسلم بما تيسر له من الأدعية التي ينشئها من تلقاء نفسه، أو يختارها من أدعية غيره حسب حاجته وما يقتضيه المقام ما دام ذلك بالضوابط الشرعية، ولا مانع من بث الشكوى والحزن إلى الله تعالى، أو طلب تفريج الكرب أو غير ذلك، مع مراعاة أن يكون الخطاب لله بما يليق بعظمته وكماله وفي حدود الآداب الشرعية، ولا مانع أيضاً من الاعتراف لله بالذنوب والخطايا مع ترك المجاهرة بتفصيلات الذنوب التي لا يليق ذكرها بين يدي الله عز وجل، بل تذكر إجمالاً ويطلب من الله الصفح عنها، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة بالليل: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.. اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك.. الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وهذا فيه مناجاة ومخاطبة ودعاء مسألة وخشوع وخضوع لله. واعلم أن الدعاء في الصلاة -على الراجح من أقوال العلماء- يجوز بالمأثور وبغير المأثور ويدعو المصلي لنفسه، ولمن أحب، وبما أحب ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم، والله أعلم
-
[size=19][size=32]السؤال: هل يشعر الموتى بنا، وهل عندما أدعو لهم يعرفون ذلك ؟ أعلم أنه لا يجوز زيارة النساء[ ] للقبور، ولكني كثيرا ما أتمنى أن أخاطب جدتي المتوفاة و أخبرها أني أسلم عليها فهل يجوز لي أن ادعو الله ان يبلغها سلامي ؟ الإجابة: الدعاء[ ] يصل الموتى، وينتفعون به، فإذا أراد الحي أن يفرح الميت ويصل إليه منه الهدايا، فهو الدعاء، عليك كثرة الدعاء فإنه يبلغ الميت، وينتفع به أعظم الانتفاع إذا دعوتي لها بلغتها دعواتك لها في أجمل صورة، وبذلك تتواصلي معها بما هو أنفع وأفضل والله أعلم.[/size][/size] [size=32]هل يحس المتوفى بالأحياء من أقاربه إذا كان في ضائقة أو خنقة أو ما أشبه ذلك؟ [/size][size=32] الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن إحساس الميت بما يصيب أقاربه من ضيق أو شدة بعد وفاته أمر غيبي لم نجد في الوحي ما يدل عليه، وقد اختلف أهل العلم في إحساسه بزيارة أقاربه له في القبر وسماعه كلامهم، فذكر ابن تيمية في الفتاوى وابن كثير والقرطبي في التفسير وابن القيم في ا لروح أن الجمهور على أنه يسمع كلامهم، وذكروا كثيراً من الآثار في ذلك، ورجح هذا المذهب الشنقيطي في أضواء البيان، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنهم لا يسمعون وتابعها بعض أهل العلم على ذلك. السؤال: هل ترد أرواح الموتى إليهم يومي الاثنين والخميس ليردوا السلام على الزوار؟[/size] [size=32]الإجابة: هذا لا أصل له، وزيارة المقابر مشروعة كل وقت لقول النبي[ ] صلى الله عليه وسل: "زوروا القبور فإنهم تذكركم الآخرة". وينبغي للزائر أن يفعل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من السلام عليهم دون القراءة فقد كان مما يقوله صلى الله عليه وسلم: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم للاحقون يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم". ولا تنبغي القراءة على القبر[ ] لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يرد عنه فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يعمله. واعلم أن المقصود بالزيارة أمران: أحدهما: انتفاع الزائر بتذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ، فإن هؤلاء القوم الذين هم الآن في بطن الأرض، كانوا بالأمس على ظهرها وسيجري لهذا الزائر ما جرى لهم، فيعتبر ويغتنم الأوقات والفرص، ويعمل لهذا اليوم الذي سيكون في هذا المثوى الذي كان عليه هؤلاء[/size] [size=32]وثانيهما: الدعاء[ ] لأهل القبور بما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو به من السلام وسؤال الرحمة، وأما أن يسأل الأموات ويتوسل بهم فإن هذا محرم ومن الشرك؛ ولا فرق في هذا بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر غيره فإنه لا يجوز أن يتوسل أحد بقبر النبي عليه الصلاة والسلام أو بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فإن هذا من الشرك لأنه لو كان هذا حقاً لكان أسبق الناس إليه الصحابة[ ] رضي الله عنهم ومع ذلك فإنهم لا يتوسلون به بعد موته فقد استسقى عمر رضي الله عنه ذات يوم فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" ثم قام العباس رضي الله عنه فدعا وهذا دليل على أنه لا يتوسل بالميت مهما كانت درجته ومنزلته عند الله تعالى وإنما يتوسل بدعاء الحي الذي ترجى إجابة دعوته؛ لصلاحه واستقامته في دين الله عز وجل فإذا كان الرجل ممن عرف بالدين والاستقامة وتوسل بدعائه، فإن هذا لا بأس به كما فعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وأما الأموات فلا يتوسل بهم أبداً، ودعاؤهم شرك أكبر مخرج من الملة قال الله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [سورة غافر: الآية 60] [/size]
-
السؤال : قريت العديد من الآيات في القرآن ، وفي الحديث ، أن الله رحيم لدرجة أن رحمته تشمل كل شيء ، ويحب أن يغفر لعباده في أي وقت ، إذا تابوا ، لكنَّ شيئاً جعلني أتساءل : ما دام أن الله رحيم : فلماذا لم يغفر خطأ الشيطان ، وقد كان من عباد الله ولم يرتكب الشرك ؟ وكما قال الله في القرآن : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، فهذا يجعلني أخاف حيث إنه لم يغفر للشيطان بسبب خطئه الوحيد ، فكيف يمكن أن يغفر لنا أخطاءنا الكثيرة ؟ وكذلك أن كل واحد سيدخل الجنة ليس بعمله الصالح وإنما برحمة الله ، هذا يجعلني أبكي ، هل سيغفر الله لي ذنوبي ويريني رحمته ، ويسمح لي بدخول الجنة ، فإنه رحيم بعباده بحق . أولاً: والجواب على السؤاال سهل ويسير ، وهو أن إبليس لم يتب أصلاً ، ولم يستغفر ربَّه تعالى ، ولم يطلب منه الصفح والعفو ، فكيف سيغفر الله تعالى له وهو يصر على كبره ، وغروره ، ويعصي أمر ربه تعالى المباشر له ؟! . وليس لك أن تقارن ذلك بمغفرة الله تعالى لآدم عليه السلام ؛ ذلك لأن آدم عليه السلام استغفر ربَّه من أكل الشجرة ، وندم على ما حصل منه من معصية ربه عز وجل ، قال تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/ 37 [right] [center] وقال تعالى – عن آدم وحواء - : ( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف/ 23 [right] [center] وقارن هذا بتكبر إبليس وغروره بعد الأمر المباشر من رب العالمين : قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة/ 34. وانظر ماذا قال بعد علمه بسخط الله تعالى عليه لمخالفته أمره : قال تعالى – عنه - : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) الحِجر/ 39 . وقال تعالى : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ . ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف/ 16 ، 17 . فانظر لهذا العدو الخبيث كيف يصف ربه بأنه أغواه ، وأضلَّه ! – حاشا لله - ، وكيف أنه طلب طول العمر لا لكي يراجع نفسه ويتوب ، بل ليضل من يستطيع إضلاله من الناس ؛ لئلا يكونوا مهتدين . قال الطبري – رحمه الله - : وأما قوله : ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) فإنه يقول : لأجلسنَّ لبني آدم ( صراطك المستقيم ) ، يعني : طريقك القويم ، وذلك دين الله الحق ، وهو الإسلام ، وشرائعه ، وإنما معنى الكلام : لأصدَّن بني آدم عن عبادتك ، وطاعتك ، ولأغوينهم كما أغويتني ، ولأضلنهم كما أضللتني . " تفسير الطبري " ( 12 / 334 [right] [center] ويتضح لنا الاتى 1. أن آدم عليه السلام كانت معصيته بفعل المحظور ، وكانت معصية إبليس ترك المأمور ، وبينهما فرق شاسع ، من أوضحه 2. أن سبب معصية آدم الشهوة ، وسبب معصية إبليس الكِبر والغرور ، وبينهما فرق عظيم ، وقد بان ذلك في نتائجهما : 3. فآدم عليه السلام تاب ، واعترف أنه ظلم نفسه ، وإبليس أبى ، واستكبر ، وتوعَّد الناس أن يُضلَّهم ، ويغويهم . قال ابن القيم - رحمه الله - : هذه مسألة عظيمة لها شأن ، وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي ، وذلك من وجوه عديدة : ... ( وذكر ثلاثاً وعشرين وجهاً ) ." الفوائد " ( ص 125 – 135 [right] [center] والله تعالى يقبل توبة التائب حتى لو كان أشرك معه سبحانه إلهاً آخر ، بل ويبدِّل سيئاته حسنات ، كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان/ 68 – 70 . فلا تقلق أخي السائل ، فرحمة الله واسعة ، والله تعالى يتقبل توبة التائب ، ولو بلغت ذنوبه عنان السماء ، قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53 . ولو أن إبليس اعترف بذنبه ، وتاب لربه تعالى : فلن يجد باباً مغلقاً ، وهو أعلم بربه من غيره ، ولم يكن ثمة ما يدعوه للعناد إلا كبره ، وغروره ، ورضي أن يكون قائد أهل النار من أجل هذا [right] [center] ثانياً: أما دخول الجنة برحمة الله تعالى : فهو حق لا ريب فيه ، وإنما لا يدخل أحدٌ الجنة بعمله : لأنه ليس ثمة عمل يقوم به العبد – ولو عظُم – يبلغ أن يكون ثمناً لدخوله الجنة ، فسلعة الله غالية . عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ ) قَالَ رَجُلٌ : وَلاَ إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( وَلاَ إِيَّايَ إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا ) . رواه البخاري ( 6098 ) ومسلم ( 2816 ) [/center] [/right] [/center] [/right] [/center] [/right] لكنْ للعمل فائدتان مهمتان : الأولى : أنه يحصِّل به الرحمة التي تكون سبباً لدخول الجنة . والثانية : أن المنازل تتفاوت في الجنة بحسب الأعمال قال ابن بطال – رحمه الله [right] [center] [right] [center]فإن قال قائل : فإن قوله صل الله عليه وسلم : ( لن يدخل أحدكم عمله الجنة ) يعارض قوله تعالى : ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) الزخرف/ 72 ، قيل : ليس كما توهمتَ ، ومعنى الحديث غير معنى الآية ، أخبر النبي صل الله عليه وسلم في الحديث أنه لا يستحق أحد دخول الجنة بعمله ، وإنما يدخلها العباد برحمة الله ، وأخبر الله تعالى في الآية أن الجنة تُنال المنازل فيها بالأعمال ، ومعلوم أن درجات العباد فيها متباينة على قدر تباين أعمالهم ، فمعنى الآية في ارتفاع الدرجات وانخفاضها والنعيم فيها ، ومعنى الحديث في الدخول في الجنة والخلود فيها ، فلا تعارض بين شيءٍ من ذلك . " شرح صحيح البخاري " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وكذلك أمر الآخرة ، ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة ، بل هي سبب ، [ ولهذا قال النبي صل الله عليه وسلم ( إنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) ، وقد قال تعالى : ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) ، فهذه باء السبب ، أي : بسبب أعمالكم ، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم : باء المقابلة ، كما يقال : اشتريت هذا بهذا ، أي : ليس العمل عوضاً وثمناً كافياً في دخول الجنة ، بل لا بد من عفو الله ، وفضله ، ورحمته ، فبعفوه : يمحو السيئات ، وبرحمته : يأتي بالخيرات ، وبفضله : يضاعف البركات . " مجموع الفتاوى " فلعلك علمتَ الآن أن هذا الحديث لا يدعو للقلق ، ولا لليأس ، بل هو يدفع نحو العمل ؛ لأنه بالعمل تحصِّل رحمة الله ، وبالعمل ترتفع درجاتك في الجنان . والله أعلم [/center] [/right] [/center] [/right] [/center] [/right] [/center] [/right]
-
[size=24]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته السؤال هل يمكن أن تعينوني بأن ترسلوا لي جدولاً للمحاسبة يعيينني على محاسبة نفسي ويكون سنداً لي لمراجعة أعمالي، أعانكم الله على كل خير؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمحاسبة النفس ومراجعتها مطلوبة لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {الحشر:19}، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا ليوم العرض الأكبر: ثم يتلو قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ. ويحاول الشخص أن يحاسب نفسه كل لحظة بحيث لو قصر في عمله أو ارتكب مخالفة وقف مع نفسه وحاسبها وذكرها، ويحاسب نفسه في آخر يومه عند نومه فيتذكر ما حصل منه في يومه فيتوب من الذنب ويعفو عمن أساء إليه، وينوي التوبة الصادقة ويعزم على الابتعاد عن المعاصي وسيئ الأخلاق في غده ثم ينام، وتأملي هذا الرجل الذي كان يحاسب نفسه كل ليلة ويبيت وليس في قلبه غل لأحد كيف نال الجنة، ففي مسند أحمد عن أنس بن مالك قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثم، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال: عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق. فحاولي أن تجعلي لنفسك وقتاً كوقت هذا الرجل أو وقتاً آخر يناسبك وحاسبي نفسك فيه. والله أعلم. [/size]
-
معنى عالم البرزخ سؤال : ما هو معنى البرزخ ، و ما هي حقيقة عالم البرزخ ؟؟ جواب : لمعرفة معنى " البرزخ " لا بُدَّ و إن نعرف المعنى اللغوي له أولاً ، وإذا ما راجعنا كتب اللغة و جدنا أن " البرزخ " هو : الحاجز بين الشيئين ، و المانع من اختلاطهما و امتزاجهما [1] . و لقد جاء ذكر البرزخ في القرآن الكريم في مواضع ثلاث كلها بالمعنى المتقدم ، أما الآيات فهي : 1. قال الله تعالى في القرآن الكريم : { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ } [2] . 2. و قال تعالى أيضاً : { و جعل بينهما برزخاً و حجراً محجوراً } [3] . 3. و قال عَزَّ و جَلَّ أيضاً : { ... وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [4] . ثم إن القرآن الكريم استعمل هذه اللفظة لبيان أن هناك عالَماً آخراً يفصل بين الدنيا و الآخرة يمرُّ به الإنسان ، إذ قال : " و من و رائهم برزخ ... " . و الأحاديث الشريفة على غرار هذه الآية تؤكد على أن " البرزخ " هو الوقت الفاصل بين حياة الإنسان في عالم الدنيا و بين نشأته في عالم الآخرة ، أي من وقت موته إلى حين بعثه في يوم القيامة . و في ما يلي نشير إلى بعض الأحاديث التي ذكرت البرزخ : 1 . عَنْ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) ... و مَا الْبَرْزَخُ ؟ قَالَ : " الْقَبْرُ مُنْذُ حِينِ مَوْتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [5] . 2 . و قال الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : " البرزخ : القبر ، و هو الثواب بين الدنيا و الآخرة " [6] . و الرؤية الإسلامية بالنسبة إلى عالم البرزخ هي أن الموت ليس نهاية الحياة ، و إن الحياة لا تنعدم بالموت ، بل الإنسان ينتقل بواسطة الموت من نشأةٍ إلى أخرى ، و من حياةٍ في عالم الدنيا إلى حياة في عالم آخر يسمى بعالم البرزخ ، الذي يتوسط عالمي الدنيا و الآخرة . أما بالنسبة إلى حقيقة عالم البرزخ فيجب أن نقول : إن حقيقته غير واضحة و لا نعلم عنه شيئاً كثيرا إلا ما لمّحت به الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة ، و التي يمكن تلخيصها في نقاط كالتالي : 1 . إن الحياة البرزخية حياةٌ تتوسط حياة الإنسان في عالم الدنيا و حياته في عالم الآخرة ، و تبدأ الحياة البرزخية من حين قبض روح الإنسان عن بدنه و إيداعه القبر ، و تستمر حتى قيام الساعة . 2 . أن الميت ما أن يُودع في قبره حتى يتلقاه الملكان نكير و منكر و يسألونه ، فإذا كان الميت صالحاً أُكرم و أُنعم ، و أما لو كان طالحاً فيعذب . 3 . يصف الله سبحانه و تعالى الحياة البرزخية للكافرين و المجرمين لا سيما آل فرعون بقوله : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [7] ، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون على النار صباحا و مساءً قبل يوم القيامة ، و أما بعدها فيقحمون في النار ، لقول الله تعالى " و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " . 4. إن الحياة البرزخية للشهداء فيصفها الله تعالى بقوله : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } [8] ، و في آية أخرى يصف حالة الشهداء في الحياة البرزخية بأنها حالة فرح و سرور حيث يقول : { فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [9] . 5. إن حالة النعيم التي يعيشها المؤمنون في الحياة البرزخية رغم أهميتها و كونها من قبيل نعم الجنة ، لكنها لا تصل إلى مستوى تلك النعم ، كذلك عذاب العصاة و الكافرين من أهل البرزخ رغم كونه عذاباً أليماً إلا أنه بالقياس إلى ما سيلاقونه من عذاب الآخرة في نار جهنم لا يُعدّ شيئاً 6. إن حالة البرزخ تتناسب مع عمل الإنسان ، فان كان صالحاً كانت حالته في البرزخ جيدة ، و إن كان فاسداً كانت حياته البرزخية شديدة ، و إلى ذلك أشار الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بقوله : " ... إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَاماً فِي كُلِّ يَوْمٍ ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، أَنَا الْقَبْرُ ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ "
-
[size=32]فوائد ابتلاء المؤمن لماذا يثقل الله على المؤمنين الذي يكثرون العبادة بالأمراض والبلايا في حين أن العصاة يتمتعون بكل مطايب الحياة ؟. الحمد لله هذا السؤال يَرِد على وجهين أحدهما اعتراض والثاني استرشاد ، فأما وقوعه على سبيل الاعتراض فإن دليل على جهل السائل ، فإنّ حكمة الله سبحانه وتعالى أعظم من أن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادة حياتنا نحن لا نعرفها وقد عجز النظار والفلاسفة والمتكلمون عن تحديدها وكيفيتها ، فإذا كانت هذه الروح التي هي أقرب مخلوق إلينا لا نعلم منها إلا ما وُصف في الكتاب والسنة فما بالك بما وراء هذا ؟ فالله عز وجل أحكم وأعظم وأجل وأقدر ، فعلينا أن نسلم بقضائه تسليماً تاماً : قضائه الكوني وقضائه القدري ، لأننا عاجزون عن إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى ، وعليه فالجواب عن هذا الوجه من السؤال أن نقول : الله أعلم وأحكم وأقدر وأعظم . وأما الوجه الثاني وهو سؤال استرشاد فإننا نقول لهذا السائل : المؤمن يبتلى وابتلاء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان : الفائدة الأولى اختبار هذا الرجل في إيمانه . هل إيمانه صادق أو متزعزع ، فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ، ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ، ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليماً . وهذه فائدة . أما الفائدة الثانية : فإن الله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من أبتُلي بالأمور التي يُصبر عليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا الأجر الكثير ، فيكون ابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصابرين ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الناس إيماناً واتقاهم لله وأخشاهم لله كان يوعك كما يوعك الرجلان وشُدد عليه صلى الله عليه وسلم عند النزع كل ذلك لأجل أن تتم له منزلة الصبر فإنه عليه الصلاة والسلام أصبر الصابرين ، ومن هذا يتبين لك الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب ، أما كونه يعطي العصاة والفساق والفجار والكفار العافية والرزق يدره عليهم فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فهم يُعطون هذه الطيبات لتُعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، ويوم القيامة ينالون ما يستحقونه من جزاء ، قال الله تعالى : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفار يُستدرجون بها وهم إذا انتقلوا إلى الآخرة من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بها وجدوا العذاب والعياذ بالله ، فإنه يكون العذاب أشد عليهم لأنهم يجدون في العذاب النكال والعقوبة ، ولأنه مع فوات محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم ، وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينال المؤمن من الأذى والأمراض ، فالمؤمن ينتقل من دار خير من هذه الدنيا فيكون قد انتقل من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسره ويفرحه ، فيكون فرحه بما قدم عليه من النعيم مضاعفاً لأنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من الآلام والمصائب . [/size]
-
الفرق بين الذنوب والسيئات قال ابن القيم رحمه الله: حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر.. وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد: أن لفظ (المغفرة) يرد مع الذنوب. ولفظ (التكفير) يرد مع السيئات. قال تعالى: {ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا}، وذلك لأن لفظ (المغفرة) يتضمن الوقاية والحفظ. و(التكفير) يتضمن الستر والإزالة. والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}.