777
الأعضاء-
مجموع الأنشطة
239 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو 777
-
هل تعــــــــ ـلم؟ .......... .. هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟ ... يوسف عليه السلام ... هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟ الصلوات الخمسة هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟ هي صلاة الظهر هل تعلم أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول من يقرع باب الجنة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول شافع وأول مشفع ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول أمة تدخل الجنة ؟ هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول من أذن في السماء ؟ جبريل عليه السلام هل تعلم أن أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟ نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة ********** ** زهقت؟؟ خليك كمان شويه واعطي دينك جزء من وقتك هل تعلم أن أول من ركب الخيل ؟ هو إسماعيل عليه السلام هل تعلم أن أول من سمى الجمعة الجمعة ؟ كعب بن لؤي هل تعلم أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟ هو إسرافيل عليه السلام هل تعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم ؟ اقرأ باسم ربك الذي خلق هل تعلم أن أول من خط بالقلم ؟ هو إدريس عليه السلام هل تعلم أن آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله هل تعلم أن أول ما نزل من التوراة ؟ بسم الله الرحمن الرحيم هل تعلم أن أول من جاهد في سبيل الله ؟ إدريس عليه السلام هل تعلم أن أعظم آية في القرآن الكريم ؟ آية الكرسي من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر من قال (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولآ قوة إلا بالله العلي العظيم سبعا' بعد صلآتي الصبح والمغرب كتب من السعداء ولو كان من الأشقياء من قال ( لآ إله إلآ إنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و هو في شده فرج الله عنه ... كما فرج عن يونس عليه السلآم عندما قال هذه الكلمات في بطن الحوت قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال ابن القيم رحمه الله أربعة أشياء تُمرض الجسم الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير وأربعة تهدم البدن الهم * والحزن * والجوع * والسهر وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة وأربعة تجلب الرزق قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة وأربعة تمنع الرزق نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق عليه ومن قال سبحــــان الله وبحمده غرست له به نخلة في الجنة سباق مغري إلى الجنة أحسبها صح ... كل مره ترسلها لشخص تتضاعف فيها الحسنات... ما تخسرك شيء ولا تضيع من وقتك الكثير يعني لو أرسلت الرساله هذي ل30 شخص و نفترض إنهم قرؤا دعاء واحد شف كم حسنه اذا ربي تقبلها الحسنه عدد الأشخاص 1 1 2 2 4 3 8 4 16 5 32 6 64 7 128 8 256 9 512 10 1024 11 2048 12 4096 13 8192 14 16384 15 32.768 16 63.536 17 127.072 18 254.144 19 508.288 20 1.016.576 21 2.033.152 22 4.066.304 23 8.132.608 24 16.265.216 25 32.530.432 26 65.060.864 27 130.121.72 8 28 260.243.45 6 29 520.486.91 2 30 1.040.973. 824 مجموع الحسنات اذا ربي تقبلها في ثلاثين رساله فيها أحد الأدعيه مليار وأربعين مليون وتسعمية وثلاث وسبعين ألف وثمانمية وأربعة وعشرين حسنه .... يا رب يبلغنا و يجزينا أضعاف هذا الرقم مضاعفه من الأجر و الحسنات ....... آمين يا رب
-
الشاي الأخضر سلاح جديد ضد سرطان البروستاتا
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
نصيحة طيبة .. ليست كل الأعشاب آمنة !!
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الشاي الأبيض .. يجدد حيوية الجسم ويمنع الهرم
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الخروب .. غذاء على رأس قائمة المؤونة الشتوية
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
أوراق نبات «الرجلة» أو «البقلة» .. غني بدهون «أوميجا ـ 3»
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
نبات "الحرجل" لعلاج الأمراض السرطانية والتشنجات العصبية
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الحمام البارد يحرق الدهون ويكافح الشيخوخة
قام 777 بالرد على موضوع لـ هاجر1 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
إن كثيراً من الإكتشافات الطبية وقعت بالمصادفة فعلى سبيل المثال قصة الشاي الأخضر التي بدأت من 5000 آلاف سنة كما تقول الأسطورة الصينية عندما سقطت ورقة شجرة الكاميليا في وعاء ماء مغلي و عندما أخذ الامبراطور رشفة من المشروب الجديد اعلن إعجابه بهذا المشروب بل قال فيه انه "يرسل إلى السماء" نظراً لأنه يريح الاعصاب و منذ ذلك الحين أصبح الشاي الاخضر و نظيره من المشروبات الطبيعية علاجا ً للإكتئاب و الصداع. وفي عصرنا الحالي قدمت كثير من الدراسات نتائجها التي تفيد أن الشاي الاخضر له فوائد جمة على الصحة ، فإن الشاي الاخضر يعمل على تعزيز صحة القلب و تعديل مستوى الكولسترول في الدم و التقليل من أضرار التي تلحق بالخلايا الجذرية و محاربة السمنة و تمنع التجلطات الدموية و بطء تقدم العمر و له دور هام في منع الزهايمر، ويقول اللباحثون في آخر الدراسات أن الشاي الاخضر له قدرة بالغة للعمل على بطء نمو سرطان البروستاتا و هو المرض الذي يقتل عدد كبير من الرجال سنويا ً أكثر من أي سرطان آخر إلا سرطان الرئة. أشارت دراسات سابقة إلى أن الشاي الاخضر يعمل على إنخفاض عدد حالات سرطان البروستاتا وأن بعض مركبات الشاي الاخضر قد تُعتبر علاج لسرطان البروستاتا ولكن في العام الماضي أعلن إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة تأكيدا ً لفوائد الشاي الأخضر و لكن الناس يستهلكونه بمعدل قليل . وقد قام الدكتور "جيمس كارديللي" وزملاؤه من جامعة ولاية لويزيانا من مركز العلوم الصحية بدراسة سريرية لتحديد أثر الشاي الأخضر على سرطان البروستاتا. كانت الدراسة عبارة عن فحص 26 رجل يتراوح عمرهم بين 41 و 68 عام الذين تم تشخيص سرطان البروستاتا لديهم و كان من المقرر عمل فحص لخلايا البروستاتا الجذرية، وكانت الجرعة اليومية للمريض تعادل في العادة 12كوب شاي أخضر مركز لمدة 12 إلى 73 يوما ً بمتوسط (34.5يوم) جتى قبل يوم من العملية الجراحية، وإختبارات الدم أظهرت انخفاضا كبيرا ً في مستوى أنتشار و تطور سرطان البروستاتا يؤثر على تلك المواد الثلاثة التي تساعد على هذا النمو وهي HGF و VEGF و BSA. و قد أنخفضت نسبة HGF بمعدل 18.9% وإنخفضت نسبة VEGF بمعدل 9.9% وانخفضت نسبة BSA بمعدل 10.4% وفي بعض المرضى ظهرت إنخفاضات تصل إلى 30%، وقال الباحثون أن مادة EGCG في الشاي الأخضر أدت إلى وقف انتاج مادة HGF ومنعت أيضاً إنتاج مادة VEGF الذي يؤدي دورا حاسما في اصابة الخلايا الليفية بالسرطان ولاحظوا أن السن والعرق لم يؤثر او لم يكن له دور بارز على تأثير العقاقير في المريض. و لكن أشارت دراسة سابقة إلى أن الزيادة في مستوى EGCG قد يؤثر سلبيا ً على الكبد ووظائفه و لكن في هذه الدراسة كانت وظائف الكبد تسير بشكل طبيعي و قال الباحثون (أظهرت نتائجنا إنخفاضا كبيرا ً في مستوى BSA و مستوى HGF و مستوى VEGF في عينة دم الرجال المصابين بسرطان البروستاتا مع عدم إرتفاع نسبة إنزيمات الكبد وهذه النتائج تدعم العلاج و الوقاية من سرطان البروستاتا) وإعترف كارديللي أن الدراسة لازالت في مراحلها المبكرة و للوصول لمرحلة تأكيد النتائج يجب وجود عدد أكبر من الدراسات على شكل أوسع وقال أيضاً "إن الشاي الأخضر يعمل على منع السرطان من النمو بسرعة كبيرة ولكنه لا يستطيع تقليص حجم الأورام في البروستاتا". وأضاف "يمكن للشاي الأخضر أن يكون علاجا جيدا إضافة إلا العلاج الكيماوي و العلاج بالإشعاع"، وأضاف الطبيب قائلا ً "نعتقد أن إستخدام بونيفينول الشاي الأخضر وحده او مع المركبات التي تُستخدم حاليا في علاج السرطان قد تؤدي إلى إستكشاف نهج لمنع حدوق إصابات أخرى بسرطان البروستاتا " وشرع كارديللي أيضا ً قائلا ً " هناك أدلة لا بأس بها تشير إلى أنه يمكن الوقاية من بعض حالات سرطان البروستاتا و من الدراسات التي تركز على المواد النباتية و تأثيرها على المرض و التي تؤيد الفكرة القائلة بأن العناصر النباتية الموجودة في ابتاع نظام غذائي صحي يمكن أن يلعب دور في الوقاية من السرطان و تقدم الوقاية من المرض. وقال "جون نيت" الرئيس التنفيذي لجمعية سرطان البروستاتا الخيرية أنه على الرغم من وجود دراسات تؤكد قدرة الشاي الأخضر على السرطان فإنه لا يوجد دليل قاطع وقال "أن نتائج تلك الدراسات تشير إلى أن الشاي الأخضر يمكن أن يكون له دور هام في الترصد النشط والعمل على بطء نمو الورم، و إنخفاض مخاطر الورم لرصد تغيرات المرض على الرجل و رصد أضرار المرض على الرجل أيضا ً" وقال نيت "إن الشاي الأخضر قد يكون أفضل من التدخلات الطبية التي لها آثار جانبية على المريض". إن سرطان البروستاتا هو السبب الثاني الرئيسي لوفاة الرجال و وفقا ً لجمعية السرطان الأمريكية فإنه يتم تشخيص 192280 حالة سرطان بروستاتا سنويا و من المتوقع أن تقتل 27360 رجل في عام 2009 الحالي خصوصا الرجال ما فوق 50 عام، ويحث الأطباء الرجال على إجراء الاختبارات سنويا ً غير أن عدد قليل جدا من الرجال يقوم به مما يعرضهم لخطر التعرض لتشخيص سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة له. وقد نشرت هذه الدراسة في دورية أبحاث مكافحة السرطان.
-
من الأخطاء الشائعة أن نجد في الآونة الأخيرة توجها تلقائيا وتاما من الكثيرين نحو المعالجة الذاتية بالأعشاب التي يحصلون عليها من الباعة المتخصصين في هذا النوع من العلاج أو من أحد الأصدقاء أو الجيران بعد أن نجح ذلك العشب في علاج حالة مماثلة لأحد أفراد أسرتهم. ويجمع كل الأطباء على ألا نعطي أي منتج يحمل علامة «العشبية» صفة أنه «دواء آمن» على الإطلاق، بل، من المهم أن نحرص على أن يخضع أي منتج عشبي للدراسة والتقييم. وهذا لا يشكك في الحقيقة التي يؤيدها جميعنا من أن المصادر العشبية للتداوي جيدة، إلا أن طريقة حصول الكثيرين عليها ليست سليمة وغير علمية، ولا توجد ضمانات لمنتجات الأعشاب، كما أن المطالبات التي ترفع ضد الصانع أو البائع لا تعامل بجدية كما هو الحال مع الأدوية المصنعة بطريقة علمية مدروسة. ويجب أن نراعي الآتي: - عدم اللجوء مباشرة إلى العلاجات العشبية بمجرد الإحساس بالمرض. - تجب مراجعة الطبيب لتشخيص حالتك ومعرفة الخطأ الذي ألم بك، واترك القرار للطبيب المعالج ليضع ما يراه مناسبا من طرق العلاج. - بالنسبة للمرأة الحامل أو التي تخطط للحمل، ننصح بعدم الإقدام على أخذ العلاجات العشبية من تلقاء نفسها، بل يجب استشارة الطبيب. - بالنسبة للأطفال الرضع فننصح بعدم إعطائهم العلاجات العشبية، وما أكثرها. - حذار من أخذ كمية من الأعشاب تزيد عما تم وصفه من الجهة المصنعة. - نوصي بقراءة التعليمات إن وجدت خاصة التي تشير إلى الجرعة بطريقة واضحة. - يجب أن يتم إخبار الطبيب عن أي منتجات عشبية يتم تناولها. - إذا كانت لديك حساسية من أي نباتات أو زهور أو حبوب اللقاح، فانتبه للتعليمات التي يحملها المستحضر بخصوص هذه الأمراض.
-
عندما تحضر الشاي المرة المقبلة .. حاول تحضير قدح من الشاي الابيض، نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تقلل من خطر الاصابة بالسرطان اضافة الى منعه لشيخوخة الجلد، وفقا لدراسة لباحثين في جامعة كنغستون البريطانية ومؤسسة "نيلز يارد ريميديز". وقال الباحثون، الذين درسوا خلاصات من 21 نبتة وعشبا كان الشاي الابيض من بينها، ان فوائد هذا الشاي تفوق فوائد النباتات الاخرى، اذ ظهر انه لا يقلل من مخاطر السرطان فحسب بل ويقلل ايضا من خطر الاصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ومن ظهور التجاعيد مع تقدم السن! وقال ديكلان ناوتون البروفسور في كلية علوم الحياة في الجامعة ان الدراسة تشير الى قدرات الشاي الابيض في منع الهرم والشيخوخة، ويمتلك مواد مضادة للأكسدة تقلل من حدوث السرطان وامراض القلب. واضاف ان فريقه "اجرى اختبارات للتعرف على خلاصات النباتات التي تحمي البروتينات الموجودة في تركيبة الجلد، خصوصا الإيلاستين والكولاجين". ويدعم الإيلاستين المرونة الطبيعية للجسم وهو ما يساعد الرئتين والشرايين والاربطة والجلد في تأدية وظائفها، كما يساعد الجلد في التئام الجروح عند تعرضه لها. اما الكولاجين البروتين الموجود في الاربطة، فهو مهم لقوة الجلد ومرونته. وقال الباحثون ان الشاي الابيض منع نشاط انزيمات تقوم بتفكيك الإيلاستين والكولاجين، ويؤدي هذا التفكيك الى ظهور التجاعيد، وتلعب هذه الانزيمات دورها ايضا سوية مع الالتهابات، في حدوث التهاب المفاصل الروموتويدي. ونشرت الدراسة في عدد الرابع من اغسطس (آب) في دورية «بي ام سي كومبليمنتاري أند ألترنيتيف ميديسن» المعنية بدراسات الطب المكمل والبديل. ويعتبر الشاي الأبيض من أندر أنواع الشاي، ومشروبه خفيف الطعم. ويتم الحصول عليه عند قطف البراعم الصغيرة لشجرة الشاي الأوراق الصغيرة بعناية من دون الأوراق الكبيرة والعادية، ثم يتم تجفيفها بعناية أيضاً.
-
«إجا مين يعرفك يا خرّوب» عبارة تتردد على ألسنة اللبنانيين عندما يكتشفون فائدة أمر ما كان طي الإهمال. والواقع أنهم مثل سائر شعوب الجوار، وبالأخص الأردن وسورية وفلسطين، اكتشفوا فائدة الخروب منذ القدم، زينة وغذاء وتصنيعاً، لذا اتخذوه نموذجاً للدلالة على أهمية اكتشاف الفوائد قبل الحكم على الأمور، وبالتالي عندما يأخذك هوس العودة إلى الغذاء الطبيعي والسليم والخالي من المبيدات والكيماويات، لا بد من أن يتبادر إلى ذهنك دبس الخروب، الذي لا يغيب عن خزائن المؤونة لدى اللبنانيين، ولا عن موائدهم. ويقصد اللبنانيون البلدات الريفية على أبواب فصل الخريف لابتياع الدبس في هذا الموسم، وتحديداً دبس الخروب، الذي يضفي على مؤونة الشتاء نكهة خاصة. وتكثر البلدات اللبنانية التي تصنع الدبس، وتتوزع بين جبل لبنان، وتحديداً في مناطق القصيبة ونابيه والمسأة، وفي المناطق الشمالية مثل عكار والبترون وأميون، وصولاً إلى الجنوب، خاصة مدينة صور، بالإضافة إلى إقليم الخروب في قضاء الشوف اللبناني. وما أن تعبر المدخل الرئيسي لإحدى هذه البلدات حتى تفوح في الأجواء روائح عطرة وطيّبة، تقودك إلى أحياء وشوارع تضيق على جوانبها بأكياس محمّلة بالخروب الأسود، تكدّس بأعداد كبيرة أمام معاصر الدبس. وخلال جولة ميدانية في بلدة القصيبة اللبنانية في قضاء المتن الأعلى، توقفنا أمام واحدة من المعاصر الخمس الموجودة في البلدة. واطّلعنا من صاحب المعصرة اللبناني الياس نعيمة على معلومات خاصة بصناعة الدبس، بدءاً بقطف الخروب الأسود، مروراً بعدة مراحل تتم على فترات متقطعة، وصولاً إلى طبق الحلوى الشهير «الدبس مع الطحينة».ِ وبالإضافة إلى «التصنيع البيتي»، هناك معاصر للخروب تترافق مع معاصر الزيتون، وهي تمتد من الشمال حتى «إقليم الخروب» في منطقة الشوف التابعة لمحافظة جبل لبنان، وهذه المعاصر ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد. ويشرح مخايل بولس صاحب إحدى تلك المعاصر التي ورثها وشقيقه عن والدهما آلية العصر في بلدة وادي الزينة، فيقول: «تقطف الثمار عندما تسود ثم تطحن وتترك سبعين يوماً، يفصل بعدها الخشن قبل وضعه في أجران النقع، حيث يوضع الخشن في أسفل الأجران، أو الآنية الفخارية بنسبة 25%، فوقه الوسط بالنسبة نفسها، والباقي يخصص للنوع الناعم. ويتم النقع على مراحل ست مدة كل واحدة ساعتان، وبعدها يتكون لدينا عصير الخروب الذي يغلي في الخلقين حتى يصبح لزجاً ومثيراً للشهية. ثم يوضب في آنية بلاستيكية تباع إما داخل المعصرة أو في المحال التجارية أو السوبر ماركت». أما في بلدة القصيبة فيُقطف الخروب الأسود عادةً خلال شهر أغسطس، ويجري توضيبه داخل أكياس من الخيش، بانتظار إدخاله إلى المطحنة ليخرج منها بعد ساعات قليلة على شكل شرائح مختلفة الأحجام. وتُترك شرائح الخروب لمدة شهر تقريباً حتى تجف من الداخل. ثم توضع في الغربال الذي يفصل بين الشرائح الخشنة والمتوسطة والناعمة، كذلك يفصل البزر عن الخروب ويوضع جانباً. وفي المرحلة اللاحقة، يتم نقع الخروب لمدة ثلاث ساعات في المياه الحلوة داخل أوعية كبيرة من «الستانليس ستيل»، حيث توضع الأحجام الكبيرة في الأسفل والصغيرة في الأعلى. ثم يُصفى عصير الخروب من كل الرواسب التي ترقد في أسفل الوعاء، لينتقل نظيفاً إلى وعاء كبير من النحاس يتسع لـ 350 لتراً من العصير كحد أدنى. ويوضع العصير فوق نار درجة حرارتها لا تتجاوز C?75 . وقبل إخراج الدبس من الوعاء، تُزال كل الرواسب التي تظهر على سطحه. بعدها يُخزن دبس الخروب داخل براميل كبيرة من البلاستيك المتين وتبلغ سعة البرميل الواحد 300 كيلوغرام تقريباً. أما قشوة الدبس المعروفة بالرغوة البيضاء اللون، فتوضع على حدة داخل برميل من الستانليس. وأخيراً يوضع الدبس في علب بلاستيكية جيدة الصنع، تختلف سعتها بين كيلوغرام واحد وكيلوغرامين، استعداداً لعملية البيع والشراء التي تتم من المعصرة مباشرة أو عبر السوق. أما سعر الكيلو الواحد من دبس الخروب فيتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ليرة لبنانية أي ما يعادل ثلاثة دولارات. ويوضح بولس أن معصرته تستقبل سنوياً نحو 200 طن من الخروب، يستخرج منها نحو 80 طناً من الدبس على أساس كيلوغرام واحد من الدبس من كل 2.5 كيلوغرام من الخروب. وإذا كانت معاصر الدبس تقوم على السواحل وعددها 15 معصرة، فلأن هذه الشجرة لا تنمو إلا في السواحل والأواسط، وفي التربة الخفيفة والفقيرة. وتبدو الشجرة كبيرة التاج وكثيفة الفروع، ومركبة الأوراق، وصغيرة الأزهار، وعميقة ومنتشرة الجذور، وقابلة لتحمل درجة حرارة تفوق 45 درجة، كما تتحمل التعرض للشمس، والجفاف، ولكنها لا تتحمل الصقيع. ويمكن تركها «على الطبيعة»، أي من دون سماد أو ماء، ويمكن تسميدها بالأسمدة البطيئة الانحلال وسقيها ببعض الماء بين الحين والآخر. واللافت في غالبية الصناعات التقليدية اللبنانية أنها تنطلق من مناطق معينة وتستمر فيها إلى أجل غير مسمى. وصناعة الدبس بدورها حافظت على إنتاجيتها وجودتها على مدى سنين طويلة. وارتبط اسمها بأسماء المناطق التي اشتهرت بها، فيقال مثلاً هذا «دبس القصيبة» وذاك «دبس عكار» وآخر «دبس الجنوب»، كذلك ارتبطت بأسماء العائلات التي عمّرت طويلاً في هذا المجال. ولا شك أن التنافس موجود اليوم بين مختلف المناطق المصنعة للدبس وحتى بين أهالي البلدة الواحدة. ولكنها تبقى مبارزة شريفة وودية، يسعى فيها كل فريق لأن يكون صاحب أطيب «دبس خروب» في المنطقة، ليحقق بعد ذلك شهرة واسعة على صعيد كل لبنان والوطن العربي. ويتميز دبس العائلة الفلانية عن سواها من العائلات أو دبس منطقة معينة عن غيرها من المناطق، بعدة معايير أساسية في هذه الصناعة. نبدأ بنوعية الخروب المستعمل ويقسم نوعين، هناك خروب الخشاب الطويل، والخروب المقدسي الصندلي بحجمه القصير، الذي يعتبر أفضل من النوع الأول، إذ يعطي كمية أقل من الدبس ولكن بأجود نوعية. ويخبرك كل صاحب معصرة دبس اليوم أنه ورثها عن أبيه الذي ورثها عن جده وهلمّ جرا. لقد ورث عنهم المهنة بأصولها وكل حيثياتها، لكنه سعى بدوره إلى تطويرها وتجهيزها ببعض المعدات الحديثة، التي تسهل عمله وبالتالي ترفع نسبة إنتاجه. ومع ذلك تبدو معاصر اليوم هي نفسها معاصر الأمس بطابعها الحجري القديم وأجوائها العابقة بروح الألفة والمحبة. فهي ما زالت المكان المحبب على قلوب جميع أهالي البلدة، خاصة الأشخاص المعمّرين فيها. وتصادف على مدخل كل معصرة عجوزاً أو أكثر، جالساً على كرسيه ويراقب الناس ذهاباً وإيابا، يسلم على أهالي البلدة ويتأهل بالزوار من أي منطقة أتوا. وإذا سألته عن رأيه بالدبس، أجابك بنبرة عالية: «اسمع يا جدي، الدبس هو أطيب أكلة في العالم، طبيعي 100%، بحلّي وبنشط وبيفيد، وأهم شي ما بيضرّ»، وكان أجدادنا وآباؤنا يعتمدون على الدبس كمصدر غذائي أول لكل ما يحتاجه جسمهم من السكر والطاقة. وهذا في ظل غياب مختلف أنواع الحلويات العربية والأجنبية المتوافرة اليوم وبكميات كبيرة ومغرية. وفيما يلجأ البعض إلى استخدام شجرة الخروب للتظلل في الحدائق والمتنزهات، وحتى على جوانب الطرق، يمكن أن تتعرض هذه الشجرة لما يسمى «داء الفراشة» ولحشرة الخنفساء التي تلجأ إلى ثقب الثمرة أو قرن الخروب، ومن ثم تتلف البذور وتزول إحدى فوائد الشجرة. ويخشى بعض اللبنانيين من أن تتعرض شجرة الخروب إلى الانقراض، إذا لم يتجدد الاهتمام بها وتعويض ما يقطع منها أو يمتد إليه اليباس، وخير دليل على ذلك تحول شجرة الخروب إلى شجرة نادرة في إقليم اكتسب اسمه منها. وقد كان الدبس يستعمل في الطب القديم كوصفة لعلاج مشاكل الإمساك ومشاكل نفسية وجسدية مثل الضغط النفسي والكآبة والتعب والكسل وغيرها. وهو مادة طبيعية جداً لها فوائد غذائية عديدة، كما أكّدت اختصاصية التغذية جويا فرحات. فدبس الخروب مصدر أساسي للطاقة التي يحتاجها الإنسان في أي عمل جسدي أو فكري يقوم به. ويحتوي على نسبة 60% من مادة السكر ذات النوعية الجيدة، وهي ذاتها الموجودة في أنواع الفاكهة والعسل. وهذا النوع من السكر خال من الدهون والمواد المصنّعة، يمدّ الجسم بالمذاق الحلو من دون أن يدخل بسرعة إلى الدم. كذلك يحتوي على الفيتامين «ب» الذي يخفف من نسبة الضغط النفسي عند الفرد وينشط عمل الخلايا في الجسم، بالإضافة إلى المجنزيوم والبوتاسيوم. كما يساعد دبس الخروب على حل مشاكل الغازات وعسر الهضم والاكتام. وتزداد قيمة الدبس الغذائية عندما نأكله مع مادة الطحينة، التي تحتوي بدورها على دهون أحادية غير مشبعة، من شأنها أن تخفض نسبة الكولسترول السيئ وترفع الكولسترول الجيد. وتصل فائدة ثمرة الخروب إلى صناعة مساحيق التجميل من بذورها التي تقدر بـ5 آلاف بذرة في الكيلوغرام الواحد. كما تستخرج من هذه البذور مواد غنية تستعمل في تصنيع الورق وغيره من المنتجات الصناعية، أما ما يتبقى من استخراج المواد المفيدة، فيستخدم علفاً للماشية أو لتخصيب الأرض عوضاً عن المخصبات الكيماوية. المصدر : جريدة «الشرق الأوسط»
-
من لم يدركوا تلك العلاقة الوثيقة بين الأسماك ونبات «الرِّجْلَة»، أو «البقلة» (purslane)، تسرعوا في حكمهم بالحماقة على سلوك نمو هذا النبات على ضفاف الجداول ومجاري المياه، وبزعمهم فالرجلة تستحق تسميتها بـ«البقلة الحمقاء» لأنها تنبت في مسيل المياه، مما يعرضها في أي وقت للاقتلاع والانجراف بفعل تدفق المياه، ولكن نتائج الدراسات التي فحصت المكونات الغذائية لأوراق وسيقان نبات «الرجلة» تشير إلى خلاف هذا تماما، مما يبرر تسمية البعض لها بـ«البقلة المباركة». ومفاد تلك التحاليل أن «الرجلة» هي أحد أعلى النباتات الورقية احتواء على دهون «أوميغاـ3»، ومعلوم أن أغنى المصادر الغذائية بدهون «أوميغا ـ3» هي الأسماك والحيوانات البحرية، وكأن «الرجلة» بنموها على ضفاف مجرى المياه تحاول أن تهيئ لنفسها ظروفا تتشابه بها مع الأسماك، كي تكون مثلها غنية بزيوت «أوميغاـ3». ومن حسن الحظ الصحي أن أوراق «الرجلة» لا تزال أحد المكونات الرئيسية في أطباق السلطات الطازجة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، فهي في «الفتّوش» و«سلطة البقلة» وغيرهما، كما أنها إحدى الخضراوات الورقية التي يطيب للكثيرين تناولها مطبوخة، أسوة بأوراق السبانخ والملوخية. وما قد لا يعلمه البعض أن هذه الأوراق النباتية غنية بالعناصر الغذائية الصحية، التي تستدعي الاهتمام بتناولها وحضورها ضمن تشكيلات أطباق الموائد، كما أن مدارس شتى للطب القديم، في الصين والهند والشرق الأوسط، أدركت منذ زمن قديم كلا من القيمة الغذائية لها وجدوى استخدامها كعلاج للكثير من الأمراض، إضافة إلى أن ثمة الكثير من الدراسات الطبية العلمية حول الجدوى المحتملة لأوراق «الرجلة» في عدد من الحالات المرضية. ولذا يهدف العرض الطبي لأوراق «الرجلة» إلى توضيح الأهمية الصحية لتلك المكونات والجهود العلمية الجارية حولها. أوراق «الرجلة» الصحية في المجتمعات التي لا تعرف «الرجلة» أو لا يتناولها الناس فيها عادة، هناك جهود للتعريف بها وتوضيح أهمية تناولها وتقديم اقتراحات لكيفية ذلك ضمن أطباق الطعام اليومي، وتحظى نبتة «الرجلة» باهتمام متزايد من قبل وزارة الزراعة الأميركية بالعمل على زراعتها، كجزء من المحاولات الهادفة إلى تصحيح محتوى وجبات الطعام الغربية عبر إدخال الأنواع المفيدة صحيا من الخضراوات والفواكه، أما في المجتمعات التي تعرف «الرجلة» فالحاجة أكبر للالتفات إليها وعدم إهمال إضافتها إلى أطباق الطعام. ووفق ما هو متوافر اليوم من دراسات علمية حول المكونات الغذائية لأوراقها العريضة، يمكن استخلاص أربعة عناصر من الدواعي الصحية للحرص على تناول «الرجلة» وإضافتها إلى مختلف أنواع الأطباق المطبوخة أو إلى السلطات، وهي: المحتوى الغني بدهون «أوميغاـ3». والمحتوى الغني بالفيتامينات المهمة، خصوصا مضادات الأكسدة مثل فيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A) وفيتامين سي (C) ومادة غلوتاثايون (glutathione). والمحتوى الغني بالمركبات الكيميائية المفيدة للصحة، مثل ميلاتونين (melatonin) وكيوـ10 (Co-enzyme Q-10) وغيرهما. والمحتوى الغني بالمعادن. وتحتوي كمية 100 غرام من أوراق «الرجلة» الطازجة على نحو 16 كالوري (سعرة حرارية)، وفيها 94 غراما من الماء، و0,08 غرام من الدهون، و2,77 غرام سكريات، وغرام واحد بروتينات. ومن المعادن تحتوي على: 45 مليغراما من الصوديوم، و65 مليغراما من الكالسيوم، ومليغرامين من الحديد، و70 مليغراما من الماغنيسيوم، و44 مليغراما من الفسفور، و500 مليغرام من البوتاسيوم، وكميات جيدة من الزنك والنحاس والمنغنيز والسيلينيوم والمعادن الأخرى. وكل هذا رغم تدني محتواها من الطاقة، لأن كل 100 غرام من أوراق «الرجلة» الطازجة تحتوي على سعرات حرارية أقل من التي توجد في خمس موزة بوزن 100 غرام، وأقل مما في سدس شريحة خبز الـ«توست» العادي! «أوميغاـ 3» عالية ربما كانت الصدفة، أو الحدس العلمي الموفق، وراء اكتشاف الباحثين من الولايات المتحدة لإحدى النتائج المثيرة للدهشة، حينما بحثوا في المكونات الغذائية لمجموعات من النباتات العشبية. ووفق ما تم نشره في عام 1986 ضمن مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، الصادرة في الولايات المتحدة، أعلن الدكتور آرتيمز سيموبولوس أن نتائج تحليل مكونات أوراق «الرجلة» تشير إلى أنها غنية بدهون «أوميغاـ3». وفي عدد أغسطس (آب) لعام 1992 من مجلة الكلية الأميركية للتغذية، نشر الدكتور سيموبولوس دراسة مقارنة بين أنواع «الرجلة» البرّية والأنواع التي تتم زراعتها، وذلك من جهة المحتوى لكل من: دهون «أوميغاـ3»، ومادة «ألفا ـ توكوفيرول» (alpha-tocopherol) المعروفة بفيتامين إي (E)، وحمض الأسكوربيك (ascorbic acid) المعروف بفيتامين سي (C)، و«بيتا ـ كاروتين» (beta-carotene) المعروف بفيتامين إيه (A)، ومادة غلوتاثايون، ثم مقارنة كل ذلك مع ما هو موجود في أوراق السبانخ. والدكتور سيموبولوس من «مركز الجينات والتغذية والصحة» في واشنطن العاصمة. وبالمقارنة مع أوراق السبانخ تبين للباحث أن أوراق «الرجلة» تحتوي على كميات أعلى من دهون حمض لينولينك (linolenic acid)، التي هي نوع من دهون «أوميغاـ3». وأيضا على كميات أعلى لكل من مركبات «ألفا ـ توكوفيرول» وحمض الأسكوربيك ومادة غلوتاثايون. وبالمقارنة بين نوعي أوراق «الرجلة» كانت المزروعة أعلى من البرية في محتواها من هذه المواد الصحية. وتحديدا توصل الباحث إلى أن 100 غرام من أوراق «الرجلة» المزروعة تحتوي على 400 مليغرام من دهون حمض لينولينك، وقال الباحث في دراسته: «لقد أكدنا أن أوراق (الرجلة) غذاء غني بدهون (أوميغاـ3) وبالمواد المضادة للأكسدة». وضمن عدد 29 سبتمبر (أيلول) عام 2000 لمجلة «الكروماتوغرافيا» (Journal of Chromatography)، نشر الباحثون من مركز الأغذية الذكية بجامعة ولونغونغ بأستراليا نتائج فحصهم مكونات أوراق «الرجلة»، ومعلوم أن الكروماتوغرافيا هي التي تسمى بالعربية عملية «الاستشراب» أو «التفريق اللوني»، وهي إحدى الطرق الكيمائية ـ الفيزيائية لفصل وتنقية المواد الكيميائية المختلطة، وبالتالي معرفة كميتها بدرجة دقيقة. وركّز الباحثون على معرفة نوعية وكمية الأحماض الدهنية ومركبات «بيتا ـ كاروتين» في تلك الأوراق، ووفق ما نشروه في تلك المجلة العلمية الأميركية، فإن كل 100 غرام من الأوراق الطازجة لـ«الرجلة» الأسترالية تحتوي على نحو 250 مليغراما من الأحماض الدهنية، منها 60% من نوع دهون حمض لينولينك، وإن بذور «الرجلة» تحتوي على 10 أضعاف تلك الكمية. وفي عام 2004، وضمن مجلة الأبحاث البيولوجية، نشر الدكتور سيموبولوس إحدى أهم الدراسات التي تناولت أوراق «الرجلة»، وكان عنوان الدراسة «دهون أوميغاـ3 .. ومضادات الأكسدة في النباتات البرية المأكولة». وتبين أن أوراق «الرجلة» البرية هي أغنى المصادر النباتية الورقية من جهة المحتوى بدهون «أوميغاـ3»، خصوصا نوعية دهون حمض لينولينك، وعرض الباحث باستفاضة أهمية حصول الإنسان على نوعية دهون حمض لينولينك من المصادر النباتية، مقارنة بالأسماك، وذلك لضمان تزويد الجسم أيضا بالكميات اللازمة من فيتامين إي (E) والفيتامينات الأخرى المضادة للأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية. الحاجة إلى «أوميغا ـ 3» ويقول الباحثون من جامعة هارفارد إن «أوميغاـ3» أحد الأحماض الدهنية الأساسية (essential fatty acids) من فصيلة الدهون الكثيرة غير المشبعة (polyunsaturated)، أي أن وجودها في الجسم حيوي وأساسي لنموه وعمله. ولكن الجسم لا يستطيع إنتاجها، بل يجب الحصول عليها من الغذاء، وفي مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي كانت الأوساط الطبية تطلق اسم فيتامين إف (F) على دهون «أوميغاـ3»، ولكن استقر اليوم تصنيفها ضمن الدهون. و«أوميغاـ3» موجودة في الأسماك والطحالب البحرية، وفي بعض المنتجات النباتية كـ«الرجلة» وزيوت المكسرات. ويضيف باحثو هارفارد القول إن «أوميغاـ3» تلعب دورا حاسما في وظائف الدماغ ونموه الطبيعي وتطور قدراته، وذكروا الناس بأن رابطة القلب الأميركية تنصح بضرورة تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، خصوصا الأسماك الدسمة كالسلمون والسردين والماكاريل وغيرها، وأن ثمة كمية كبيرة من الأبحاث والدراسات التي أكدت في نتائجها أن دهون «أوميغاـ3» تخفف من شدة الالتهابات بالجسم وتمنع عوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان وروماتيزم المفاصل، وأن زيادة وجودها في أنسجة الدماغ مؤشر مهم على دورها في القدرات الذهنية كالذاكرة وإتقان أداء المهارات الذهنية والبدنية. وحذروا من أن نقص توفيرها للجنين أو الطفل بعد ولادته قد يؤدي إلى مخاطر بطء نمو قدرة الإبصار ومشكلات عصبية أخرى. وتشمل أعراض نقص «أوميغاـ3» بالجسم سرعة التعب والإجهاد، وضعف الذاكرة، وجفاف الجلد، واضطرابات القلب، وتقلّب المزاج، والاكتئاب، وضعف الدورة الدموية بالجسم، ولعل من أهم عباراتهم المرتبطة بالموضوع المطروح قولهم صراحة إن «الرجلة» يمكنها خفض الكولسترول لأنها غنية بـ«أوميغاـ3» وبفيتامين سي (C). فيتامينات مضادة للأكسدة وعند الحديث عما فيه مزيد لصحة القلب وتخفيف لعوامل خطورة الإصابة بها وتقليل فرص نشوء الأمراض السرطانية وإبطاء عمليات شيخوخة الجسم وغيرها من الأمراض والاضطرابات، يأتي ذكر الأنواع الطبيعية من المواد المضادة للأكسدة، أي التي تتوافر في الأغذية والمشروبات الطبيعية وليس الحبوب الدوائية المصنعة. والاعتراضات التي تقال من آن لآخر على صحة نظرية الدور الصحي للمواد المضادة للأكسدة، منشؤها هو عدم حدوث تلك التأثيرات الصحية الإيجابية عند تناول كميات مصنعة من الفيتامينات والمواد الكيميائية الأخرى. أما تناولها من المصادر الطبيعية، التي توجد فيها ضمن مزيج من المواد الكيميائية الغذائية الأخرى، فهو ثابت وفق نتائج عدد كبير من الدراسات الطبية التي تتبّعت تأثير مكونات الغذاء على صحة الناس وعلى مدى إصابتهم بالأمراض المزمنة المهمة. وبعد تأكيده لهذه الأمور، ذكر الدكتور سيموبولوس في دراسته المذكورة آنفا لعام 2004، أن التأثيرات الصحية الإيجابية للإكثار من تناول الفواكه والخضراوات على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض السرطانية، ليس مردّها فقط احتواءها على الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين سي (C) وفيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A)، بل أيضا على أنواع أخرى من المواد الكيميائية النباتية ذات القدرات المضادة للأكسدة وغير المضادة للأكسدة، التي تتوافر في تلك الأطعمة الطازجة. وفي دراسته لعام 1992 المتقدمة الذكر، وجد أن أوراق «الرجلة» تحتوي على 12 مليغراما من مركبات «ألفا ـ توكوفيرول»، أو فيتامين إي، و27 مليغراما من حمض الأسكوربيك، أو فيتامين سي، ومليغرامين من مركبات «بيتا ـ كاروتين»، أو فيتامين إيه، و15 مليغراما من مركبات غلوتاثايون. أما في دراسته لعام 2004 فقد قام فيها بمقارنة أوراق «الرجلة» مع 25 نوعا من الخضراوات الورقية المأكولة من قبل البشر، وركز فيها على مدى احتوائها على فيتامينات سي (C) وإي (E) وإيه (A) ومواد غلوتاثايون وغيرها. وفي النتائج وجد الباحث أن كمية فيتامين إي (E) في كل 100 غرام من أوراق «الرجلة» المجففة (dry weight) تصل إلى عشرة أضعاف ما في كمية مماثلة من غالبية أنواع الخضراوات الورقية، وكذلك كان فيتامين سي (C) أعلى، أما فيتامين إيه (A) فكان في السبانخ أعلى. مواد كيميائية مفيدة ونتيجة للكثير من الدراسات الإكلينيكية، هناك حديث علمي متنامٍ حول مواد غلوتاثايون النباتية ودورها كمضادات للأكسدة وكمزيلة للسموم (detoxifying agent). والمصدر الأغنى بهذه المادة هو اللحوم الحيوانية الطازجة، وتوجد في النباتات والفواكه بكميات متوسطة. ويقول الدكتور سيموبولوس في دراسته، إن البحوث العلمية التي تمت بإشراف المؤسسة القومية للسرطان بالولايات المتحدة، والتي فحصت مدى وجود مادة غلوتاثايون في 98 نوعا من المنتجات الغذائية النباتية، وجدت أن المصادر النباتية الأعلى، بالترتيب، هي الأسبراغيس ثم الأفاكادو ثم الرجلة. ومن المواد ذات القدرات القوية كمضادة للأكسدة، مادة بيتالين (betalain) الحمراء اللون، التي تتركز في سيقان «الرجلة»، ومادة بيتازانثين (betaxanthins) الصفراء، التي توجد في زهورها. ويقول الباحثون من جامعة تكساس في سان أنطونيو: «تحتوي أوراق (الرجلة) على كمية من مادة ميلاتونين تفوق بما بين 10 إلى 20 ضعفا تلك الموجودة في كثير من الخضراوات والفواكه الشائعة التناول». ومعلوم أن مادة ميلاتونين تعمل في الجسم ضمن عدة أنظمة، أحد أهمها تنظيم الإيقاع اليومي لوتيرة النوم والاستيقاظ، ولذا فإن ثمة أدوية علاجية لتسهيل النوم مكونة من هذه المادة الطبيعية، خصوصا لحالات الأرق الناجمة عن الإجهاد البدني والنفسي واختلال تعرض الجسم لضوء النهار وظلمة الليل، مثل ما يحصل بُعيد السفر بالطائرة لمسافات طويلة، أو ما يعرف بـ«جت لاغ». والثاني عملها كمادة مضادة للأكسدة، ذات قدرات على النفاذ إلى داخل الخلايا وإلى الجهاز العصبي المركزي. وتشير الدراسات التي تمت على حيوانات المختبرات إلى أن هذه المادة تقلل من التلف الذي يطال نواة الخلايا بفعل عوامل كيميائية وفيزيائية وبيئية عدة، التي إذا ما حصلت أدت إلى نشوء الحالات السرطانية أو تسارع وتيرة عمليات الشيخوخة، وأن الحيوانات التي استهلكت الميلاتونين كانت أطول عمرا بنسبة 20%، مقارنة بالتي لم تتناولها، وثالثها تنشيط مستوى مناعة الجسم. والحاجة إلى تسهيل إنتاج الجسم للميلاتونين بطريقة طبيعية، وأيضا إلى تناول هذه المادة من المصادر الطبيعية بكميات معتدلة، تفرضها تلك النتائج السلبية لتأثير تناول حبوب الميلاتونين الدوائية على كل من إخصاب المرأة ونشوء حصاة المرارة والاضطرابات النفسية وغيرها. كما تحتوي أوراق «الرجلة» على مادتي دوبامين (Dopamine) ودوبا (dopa)، المساهمتين في استرخاء العضلات، وهو ما أكدته دراسة الدكتور أوكويسابا في عام 1986، التي بحثت في تأثير المواد المستخلصة من أوراق «الرجلة» على العضلات. كما أشارت قبلها دراسة الدكتور هيغناير في عام 1969 إلى احتواء هذه الأوراق على مادة نورأدرينالين (Noradrenaline) المنشطة لعمل الغدة فوق الكلوية، ومادة دوبا المخففة من أعراض مرض باركسون العصبي العضلي، ولكن لا يزال هذا الجانب في البحث يحتاج إلى مزيد من الجهود لتأكيد هذه المعلومات. لا بد من (الرجلة) ولو تعددت الأسماء» وفق تصنيف إدارة الغذاء والدواء الأميركية لأنواع الأطعمة، تعتبر نبتة «الرجلة» عشبا ذا أوراق عريض، وهناك عدة تفسيرات للأسماء المتعددة لنبات «الرجلة» في مختلف المناطق العربية، فقد سماها البعض «الرجلة» واشتقوا ذلك من تشبيه أوراقها بأرجل الدجاج، وهناك من سموها «الرجيلة» واشتقوا ذلك من الرجلة، وهو مسيل الماء، ومن نموها على ضفاف جداول الماء اختلفت التسمية بين «البقلة الحمقاء» و«البقلة المباركة»، وهناك من يسميها «فرفح» أو «فرفحين» أو «ذنب الفرس» أو غير ذلك من التسميات التي تقصد بها تلك النبتة التي تسمى علميا (Portulacae oleracea). و«الرجلة» عشب حولي، ينمو بكثرة في فصلي الربيع والصيف، ويحتاج إلى الماء باستمرار، مما يبرر تفضيلها النمو بالقرب من جداول ومجاري المياه العذبة، وبعض أنواعها تنمو بانتصاب، والأخرى تنبسط على سطح التربة، وأوراقها بيضاوية الشكل. وبالرغم من انتشار نموها في جميع أنحاء العالم فإن موطنها الأصلي يمتد فيما بين الهند وإيران وشرق البحر المتوسط، ووفق ما يشير إليه الباحثون من جامعة هارفارد فإن «الرجلة» أحد أكثر ثمانية نباتات انتشارا في الكرة الأرضية. واستخدمها الطب الصيني لخفض الحمى ووقف نزيف الجروح وتخفيف أعراض أمراض التنفس، واستخدمها الطب الهندي وغيره في معالجة أمراض الجلد والالتهابات الخرّاجية فيه والحروق والتهابات الفم ونزيف البواسير ومشكلات مجاري البول وغيرها، ولذا كانت الطعام المفضل لدى غاندي. ووصفها الأطباء العرب بأنها تمتلك قدرات على التبريد، سواء في الجلد أو البطن أو عموم الجسم، وقدرات قابضة تخفف من نزيف الجلد وما بعد الولادة والحيض، وتؤدي إلى وقف الإسهال، وعلاج قروح الفم، وغيرها. إلا أنهم حذروا من كثرة تناولها بالنسبة إلى الرجال، لأن الإكثار منها يؤدي إلى خفض مستوى الرغبة الجنسية وإلى الإمساك. وفي الطب الحديث، هناك القليل من الدراسات العلمية الجادة حول التأثيرات المباشرة لأوراق «الرجلة» إذا ما استخدمت كعلاج، وليس فقط كغذاء صحي، وغالبيتها تمت على الحيوانات في المختبرات، مما يفرض إجراء دراسات أفضل على أمراض الإنسان إن أمكن ذلك. وسنعرض بعضا من أمثلة تلك الدراسات ووفق ما تم نشره ضمن عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2003 لمجلة «إثنوفارماكولوجي» (Journal Of Ethnopharmacology)، أو الصيدلة العِرقية، قام كل من الدكتور رشيد والدكتور عفيفي، من كلية الصيدلة بجامعة الأردن، بتقييم قدرات تسهيل شفاء والتئام الجروح لدى الفئران بالمختبرات، ولاحظوا أن وضع «الرجلة» الطازجة على أطراف الجروح يسرع في التئامها. كما نشر الباحثون من كلية الصيدلة بجامعة مشهد الإيرانية، وضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2004 من مجلة «فايتوثيرابي ريسيرش» البريطانية (Phytotherapy Research) لأبحاث العلاج بالنباتات، نتائج فحصهم لتأثير أوراق «الرجلة» على قروح المعدة عند الفئران، وكانت ملاحظتهم أنها سهلت شفاءها. وفي عدد يوليو (تموز) 2004 من مجلة «إثنوفارماكولوجي» الأميركية، نشر باحثون آخرون من مشهد بإيران نتائج متابعتهم تأثيرات تناول شراب من أوراق «الرجلة» المغلية، على الشعب الهوائية لدى مجموعة من مرضى الربو، ولاحظوا أنها ذات تأثيرات إيجابية على تسهيل استرخاء عضلات الشعب الهوائية، وباختبار وظائف الرئة، ووجدوا أن تأثير شراب «الرجلة» مقارب لتأثير عقار ثيوفيللين (theophylline)، ولكنه أقل من تأثير عقار سالبيوتامول (salbutamol)، أي فينتولين. أما الصينيون فنشروا في عام 2007 دراستين حول تأثير «الرجلة» على الجهاز العصبي، الأولى للباحثين من مركز الطب التجريبي في مدينة وهان، ونشرت ضمن عدد ديسمبر (كانون الأول) 2007 لمجلة «كيميكال بيولجي إنترأكشن» (Chem Biol Interact) للتفاعلات الحيوية الكيميائية، حول حماية مستخلص «الرجلة» للتأثيرات المتلفة للأعصاب لمادة «دي ـ غالاكتوز»، وقالوا إنهم لاحظوا تأثيرات وقائية عصبية إيجابية لدى الفئران التي تحقن بهذه المادة. والدراسة الثانية نشرت في «المجلة الآسيوية الباسيفيكية للتغذية الإكلينيكية»، ولاحظوا أن لـ«الرجلة» تأثيرات وقائية لحماية أعصاب الفئران من نقص تزويدها بالأكسجين حال تدني تدفق الدم إليها. وللباحثين الصينيين واليابانيين وغيرهم دراسات أخرى متعددة حول المواد المضادة للجراثيم في أوراق «الرجلة»، سواء من جهة معالجة الإسهال أو التهابات الفم أو الجروح الجلدية أو غيرها.
-
يصعب الحديث عن الأعشاب، خاصة الأعشاب الطيبة ذكية الرائحة والمنعشة، التي تبعث الراحة في النفس، من دون الحديث عن عشبة أو نبتة النعناع الطيبة والفريدة. وعلى الرغم من أنها من النباتات المهمة والمعروفة والمفيدة في كثير من القطاعات،خاصة القطاع الصحي، فإن الناس يكنون للنعناع في بعض البلدان محبة خاصة ويقدرونه تقديرا جما، ويتكلون عليه في تطعيم مآكلهم، ومعالجة أوجاعهم وترطيب أجوائهم وحياتهم. ففي بعض المناطق الريفية، خاصة في بلدان المشرق العربي، خاصة لبنان وفلسطين وسورية، يأكل الناس النعناع الطازج والطري مع الخبز وأحيانا يضيفون إليه الزيتون. وقلما يعرفون المائدة من دون حضوره إلى جانب الخضر الأخرى الطازجة مثل الخيار والبندورة والفلفل الأخضر الحار والخس. وكثيرا ما تقدمه المطاعم حول العالم مخلوطا بالشيكولاته بعد الوجبات. النعناع الذي يعرف علميا باسم «مينثا » (Mentha) ، يتألف من أكثر من 25 فصيلة (مئات الأنواع)، ومنها فصيلة «لامياكيا» (Lamiaceae) وكثير من الفصائل والأنواع المنتشرة في أوروبا وأفريقيا وأميركا والقارة الآسيوية واستراليا. وتعرف أيضا فصيلة لامياكيا أو «لابياتيا» (Labiatae) باسم «عائلة النعناع» التي تضم ما لا يقل عن 3500 نوع، وهي قريبة من فصيلة «لاميالس» (Lamiales) التي تضم الحبق والمريمية (الجعساس) والمردقوش والزعتر و «اكليل الجبل» (, rosemary) واللفيندر (lavender) وغيره. ومعظم هذه النبتات والأعشاب من الأعشاب الرئيسية والهامة من ناحية الاستخدام العالمي حاليا على الصعد الغذائية والدوائية والصناعية. بأية حال، فإن أكثر الأنواع استخداما في العالم حاليا هي «بابرمينت» (peppermint - Mentha piperita) و»سبيرمينت« (spearmint -Mentha spicata) و«ابل مينت« (apple mint -Mentha suaveolens). وسبيرمينت هو النوع الذي نستخدمه بكثرة في المطبخ هذه الأيام. ومن المعروف من الأنواع أيضا النعناع الفيتنامي والنعناع الإسباني والنعناع البرتقالي ونعناع الأناناس والنعناع الليموني وغيره. بأية حال، فإن أصل كلمة «مينت» (mint) المستخدمة حديثا في كثير من اللغات، من كلمة «مينثا» (mentha) اللاتينية التي يعود أصلها إلى اليونانية وكلمة «مينثي» (minthe). ومينثا، حسب الميثولوجيا أو الخرافات اليونانية القديمة، حورية من حوريات الماء التي تحولت إلى نبتة نعناع. ويقال إن زوجة الفيلسوف الإغريقي أفلاطون بروسيربينا هي التي لعنت الحورية أو الفتاة صغيرة السن التي كانت معجبة بزوجها وحولتها إلى نبتة نعناع. ويستخدم الإنجليز كلمة «مينت» للتعبير أيضا عن معظم الكسورات والحلويات التي تتمتع بطعم النعناع. بأية حال، فإن النعناع، كما يبدو، من أصول أوروبية ومتوسطية، خاصة أوروبا الجنوبية. وقد أحبه أهل روما كما أحبه أهل اليونان وكان رمزا للضيافة في كلتا الحضارتين. ويقال إن الرومان استخدموه بكثرة لصناعة الأكاليل وخلال الاحتفالات الهامة كعلامة للترحيب بالزوار . كما طعم الرومان مشروباتهم الروحية، خاصة النبيذ الذي ينتح بكثرة بالنعناع وفي «مرق» مآكلهم متعددة المذاقات وخلطاتها. ويقال أيضا إن أهل روما كأهل اليونان الذين أحبوه لرائحته الطيبة والمنعشة، استخدموه خلال الاحتفالات الدينية وفي شتى أنواع المأكولات ولتطعيم الفاكهة، وفي الحمامات الشهيرة، وغرف النوم والعطور، لغاية التنظيف والاسترخاء. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن العشبة الطيبة، استخدمت أيام الفراعنة والبابليين والآشوريين خلال الاحتفالات بعيد إله النار. كما نثر العبرانيون أوراق النعناع الطازج على أرض مقراتهم الدينية لنثر الرائحة الطيبة وطرد الروائح الشائبة. وفي القرون الوسطى، كان الناس يستخدمونه مع المآكل ويستخدمون ورقه المجفف المطحون لتبيض الأسنان وتنظيفها، أي كبديل عن معجون الأسنان. أما في الولايات المتحدة، فقد أحبه أهل الولايات الجنوبية الذين كانوا يشربونه بكثرة. ولطالما استخدم لغايات طبية وكعلامة أيضا على الترحيب بالغريب والضيافة، كما هو الحال مع أهل روما وأهل أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، خاصة المكسيك، واسم «هربابوينا» (hierbabuena) التي تعني «العشبة الطيبة». المعلومات المتوفرة تقول إن اليابان كانت أول دول العالم التي عملت على زراعة النعناع بشكل مكثف ولغايات صناعية، أي لإنتاج زيت «المنثول» قبل الحرب العالمية الاولى. واستخدم اليابانيون ما يعرف بنوع «مينثا ارفينسيس» (Mentha Arvensis) المعروف عادة باسم النعناع الياباني. ويقول موقع «طبيب دوت كوم» إن النعناع يعتبر في المركز الأول بين النباتات التي يستخلص منها الزيت، «نسبة إلى أهمية زيته من بين الزيوت». وهو سائل أصفر شفاف مائل إلى الأخضر من حيث اللون، لكن مع مرور الوقت يتكثف ويتحول لونه إلى أحمر. وبقيت اليابان من أهم الدول المنتجة له حتى دخلت الصين على الخط في الستينات، حيث أصبحت أكبر الدول المنتجة له ولزيته. وكانت البرازيل أيضا من الدول المهمة في إنتاجه، إذ نقل اليابانيون محطات تكرير الزيت إليها أيام الحرب العالمية الثانية، وظلت لفترة طويلة أهم منتجي «المنثول» في العالم. وظلت الهند من عام 1966 إلى عام 1986 من أكثر الدول المستوردة له حول العالم. وقد تغير حالها مع زيادة المساحات المخصصة لاستغلاله خلال العقود الماضية. وللزيت المهم هذا، كثير من الاستخدامات، وأهما تطييب طعم الفم وتطهيره وتنظيفه، وفي صناعة المشروبات وصناعة معجون الأسنان والعلكة والحلويات والسكاكر والشكولاته. ويعرف بأن الزيت هو الذي يمنح مختلف البضائع طعمها ورائحتها النعناعية المعروفة والمنعشة. كما يدخل المنثول في صناعة مختلف أنواع ومواد المكياج والتجميل والعطور، والكثير الكثير من أنواع الأدوية. كما يستخدم الزيت لتنظيف عقصات الحشرات وتطهيرها ولعلاج النزلات الصدرية وطرد الفئران والجرذان والحشرات بشكل عام، والبعض منها بشكل خاص، وقتل الدبابير والنمل والصراصير. يزرع حاليا النعناع بكثرة في القارة الآسيوية وأوروبا ودول المتوسط العربية والأوروبية وتركيا، لغاية الأكل الطازج وغير الصناعي، وإن استخدمت أحيانا أوراقه المجففة لتطعيم اللحوم وفي شتى أنواع السلطات وأنواع المرق. ومن عادة أهل لبنان وفلسطين وسورية أكل النعناع الطازج والطري (ذي الأوراق الكبيرة) بكثرة إلى جانب الكثير من الأطباق مثل الفول والحمص والكشك ومناقيش الزعتر والجبن وساندويشات الفلافل واللبنة وكجزء من المازة أو المطيبات على الدوام. كما يأكله البعض مع الخبز والزيتون الأسود، كما هو حال بعض أهل الجليل في فلسطين. ومن المعروف جدا أنه جزء لا يتجزأ من محتويات طبقي الفتوش والتبولة الشهيرين. وعادة ما يشتري الناس النعناع مضموما بكميات صغيرة. وفي حال تعذر وجود النعناع الطازج يلجأ البعض إلى استخدام المجفف منه، خاصة في شتى أنواع السلطات. ويعرف المغرب بالشاي حول العالم، لأن النعناع من أهم علاماته السياحية والتقليدية. وعادة ما يباع بالكميات الكبيرة طازجا لهذا الغاية، وهو أحد المشروبات التي تشد السياح وتجذبهم إلى البلاد وتنتشر في جميع مقاهي المدن الكبرى والبلدات الصغيرة. ويخلط الشاي بالنعناع والسكر بطرق مختلفة لتحقيق وإنتاج الشاي المغربي أخضر اللون وطيب المذاق. وتقول الموسوعة الحرة إن النعناع من الأعشاب التي استخدمت لغايات طبية منذ قديم الزمان، خاصة من قبل الأطباء في أوروبا في منتصف القرن الثامن عشر. وحسب الموسوعة، فإنه يصنع من النعناع ما يسمة بـ«لبخة» (خليط ساخن من ورق النعناع والخل والخبز الأبيض)، وتستخدم اللبخة لتسكين الالآم العصبية. وأن شرابه من الأدوية المهمة جدا في علاج اضطرابات المرارة وتسكين المغص المعوي ومغص أسفل البطن، فضلا عن آلام الحيض عند المرأة. ويطرد شراب النعناع أيضا الغازات المعوية، ويمنح الجسم بشكل عام الحيوية والنشاط. ولأن النعناع يحتوي على المواد الدابغة، فإنه قادر على تسكين التشجنات والوقاية من الالتهابات، خاصة التهابات الكلى. ويعتبر النعناع عامة من المواد المفيدة للقلب والمريحة للأعصاب والمفيدة للجهاز الهضمي، والفاتحة للشهية. ومن فوائد العشبة الطيبة هذه أيضا، أنها تستخدم لعلاج مرض الروماتيزم والمفاصل، وتساعد على إدرار البول ويسهل التنفس ويهدأ نوبات السعال الحادة. كما يعتبر النعناع من الأعشاب التي تساهم في تقليص الطاقة الجنسية عند الأفراد، ويقضي على الصداع ويساعد على النوم. ويساعد على التخلص من الإسهال ومكافحة مرض الكوليرا بشكل عام. ويستخدم البعض النعناع، كما يبدو، للتخلص من الأورام التي تحيط بالعينين نتيجة التعب والإرهاق والسهر. وينصح في هذا الصدد بخلط أوراق النعناع بأوراق الكزبرة والشاي وشرائح الخيار الطازجة لتكوين عجينة طبيعية ترطب مكان الأورام والانتفاخات. أضف إلى ذلك تنظيف البشرة وتبييضها، وأحيانا معالجة حب الشباب لقدرته على القضاء على الجراثيم. وينصح كثير من الناس باستخدام شرابه مغليا عدة مرات في اليوم لتسهيل الهضم والبول وتخفيف الآلام أيضا. ويقول موقع كنانة بهذا الخصوص، «إن النعناع من النباتات العطرية المعروفة بخصائصها الطبية المفيدة منذ القدم، فقد استخدمه الصينيون في علاج أمراض المعدة والأمعاء وتخفيف آلام الصداع، أما الأطباء العرب فقد تحدثوا كثيرا عن فوائده» وينقل عن ابن سينا قوله: إن «النعناع ألطف البقول المأكولة جوهرا، وإذا شربت عصارته بالخل قطعت سيلان الدم من الباطن، ويفيد ممزوجا مع دقيق الشعير ضمادا للتخلص من الصداع، وللأورام الكبيرة، وإذا ما دلك به اللسان زالت خشونته.
-
أثبتت الاختبارات الطبية على المرضى المصابين بالتهاب المفاصل أن لنبات القريص المعروف خصائص قوية مخففة للألم، وأوضح الباحثون في مؤسسة بحوث الأعشاب البريطانية, بعد اختبار هذه العشبة التي تستخدم كعلاج في الكثير من دول العالم, أن القريص نجح في تخفيف آلام المفاصل بشكل ملحوظ. وشملت الدراسة 27 مريضا من المصابين بالتهاب المفاصل, أعطي نصفهم القريص اللاسع للفه على إصبع الإبهام يوميا لمدة أسبوع, في حين استخدم نصفهم الآخر النوع الأبيض, وهو نبات يشبه القريص العادي ولكنه لا يلسع. ولاحظ الباحثون أن القريص اللاسع لم يخفف الألم فقط بل أبقى مستويات ذلك الألم أقل خلال أيام العلاج, مشيرين إلى أنه بالرغم من أن شدة الألم قلت مع وجود اللسعات فإن 85% من المرضى قالوا إن هذا الأثر كان محتملا وفضل معظمهم القريص اللاسع على الأدوية العادية المسكنة للألم. وقال هؤلاء إن هناك عدة تفسيرات محتملة لتأثير القريص المخفف للألم، منها أن اللسعات التي يسببها تشبه إلى حد ما الوخز بالإبر, أو أن هذه النبتة تنقل مادتين قويتين كيميائيا هما السيروتونين والهيستامين, وهما من المواد الناقلة العصبية التي تؤثر على إدراك الألم والنقل الكيميائي عبر النهايات العصبية. ويرى الخبراء أن الوقت مازال مبكرا لتأكيد أن العلاج بالقريص سيكون فعالا وآمنا, ولكن قوة هذا العلاج تستحق إجراء مزيد من الأبحاث والتجارب واسعة النطاق.
-
أعلن علماء فى هونج كونج أن عشبا صينيا معروفا بأنه ملين للأمعاء يمكن أن يساعد ى إطالة أعمار من يعانون من سرطان الدم "لوكيميا". وأظهرت البحوث أن أجزاء من نبات يسمى "جليديتسيا سينينسيس" أو "جراد العسل" يحد من وصول العناصر الغذائية إلى الخلايا السرطانية عبر الأوعية الدموية مما يدفع بها إلى تدمير نفسها. ويعتقد باحثون فى جامعة العلوم التطبيقية يجرون دراسات على النبات منذ خمسة أعوام أن هذا قد يساعد على إطالة عمر المرضى الذين ينتظرون عملية زرع نخاع عظمى أو حتى الحد من ظهور أنواع أخرى من السرطانات مثل سرطان الثدى .
-
كشفت دراسة علمية جديدة أجريت فى جامعة جنوب الوادي المصرية أن نبات "الحرجل" المنتشر في المناطق الجبلية والصحراوية العربية يحتوي على مواد فعالة لعلاج الأمراض السرطانية والتشنجات العصبية. وأفاد الدكتور عرفة إبراهيم حامد، المشرف على إعداد الدراسة بأن الفريق العلمي المصري -الإيطالي، قد نجح في فصل 50 مركباً فعالاً من نبات "الحرجل" حيث جرى استخدامه بنجاح في علاج العديد من حالات سرطان المعدة في السودان.
-
اكتشف باحثون أن نبتة (هوديا) التي تنمو في صحراء كالاهاري الأفريقية قد تصبح أحدث وأقوى سلاح في الحرب ضد السمنة والوزن الزائد . وأوضح العلماء أن هذه النبتة تخدع الدماغ من خلال تحفيز شعور الشبع في المعدة وقد استخدمتها قبائل البشمان أو السان في جنوب أفريقيا في غذائهم منذ آلاف السنين وهي لا تسبب تأثيرات جانبية كالتي تنجم عن أقراص الحمية مثل تسارع القلب أو اضطرابات المعدة. وأظهرت التجارب الأولية لتصنيع العنصر النشط الموجود في نبتة (هوديا) نتائج غير عملية على الإطلاق لذا تسعي شركة فايتوفارم الدوائية الأمريكية إلى تصنيع منتجات تحتوي على خلاصة النبتة نفسها. وأشار باحثو الشركة إلى أن المنتجات المصنوعة من المكون النشط للنبتة المذكورة بغرض تخفيف الوزن غير مجدية لأنها تحتوي على كميات ضئيلة جدا وغير فعالة منها تصل إلى حوالي 1% فقط وهي كمية غير كافية لتحقيق الأثر المطلوب. وحول العقاقير الأخرى التي تستخدم لتخفيف الوزن فقد أشارت دراسة أسترالية نشرت مؤخرا أن مادة الكروم الموجودة في تركيب حبوب التخسيس وفي حبوب بناء العضلات قد تتحول إلى مادة مسرطنة داخل الجسم. كشفت الدراسة الأسترالية خطأ الاعتقاد السائد أن مادة الكروم الموجودة في حبوب تخفيف الوزن والمسماة chromium III من الممكن أن تتحول إلى chromium VI داخل الجسم. في ضوء هذا الاكتشاف أصبحت مادة الكروم موضع شك في مدى صحة تناولها لذلك من المفترض الآن أن تجرى الكثير من الفحوصات الدقيقة للتأكد من عدم إضرار هذه المادة بصحة الإنسان وخاصة الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من هذه الحبوب كالرياضيين والأشخاص المهووسين بإنقاص أوزانهم. وإليك الآن بعض الاقتراحات المستقاة من التجارب الشخصية لمن نجحوا في السيطرة على نوبات الجوع وتمكنوا من خفض أوزانهم. 1- ابق نفسك مشغولا: كلما شعرت أنك بحاجة إلى الأكل اشغل نفسك بأي عمل مثل قراءة كتاب أو الخروج للمشي، المقصود أنه كلما ازداد نشاطك كلما قل تفكيرك في الطعام، كذلك كلما ازداد نشاطك كلما زاد حرق السعرات الحرارية مما يعني أنه باستطاعتك تناول المزيد من الطعام. 2- اشرب المزيد من السوائل: تناول حوالي اللترين من الماء يوميا بين الوجبات يخفف من الشهية والإحساس بالجوع، في بعض الأحيان يشعر الإنسان بالجوع لكن هذا الشعور قد يعني أن الإنسان بحاجة إلى الماء وليس إلى الطعام، لذلك عليك بشرب الماء أولا لان ذلك قد يجنبك تناول المزيد من السعرات التي تحاول التخلص منها. 3- تناول الفيتامينات: إذا كنت تشعر بجوع حقيقي فإنه من الممكن أن جسمك يفتقد بعض المواد الغذائية، لذلك تناول الفيتامينات قد يعوض هذا النقص بدون الحاجة لتناول كميات إضافية من الطعام 4- تناول الوجبات الخفيفة: الوجبات الخفيفة ذات السعرات المنخفضة تساهم كثيرا في التخفيف من شعورك بالجوع، ضع إلى جانبك الكثير من الخضار النيئ و الفواكه حيث أنها لا تحتوي على سعرات عالية كما أنها تحتوي على ألياف مما يشعرك بالشبع. 5- تريث قبل الأكل: إذا شعرت بنوبة جوع مفاجئ انتظر لمدة عشر دقائق لأن نوبة الجوع قد تختفي بنفس السرعة التي ظهرت بها، إضافة إلى ذلك اشرب المياه حيث لا تعود تشعر بأنك بحاجة إلى الأكل.
-
يستخدم مصطلح مرض "السدة الرئوية المزمن COPD" لوصف اي شخص يعانى من الالتهاب الشعبى المزمن والاسترواح الرئوى (امفيزيما) أو كلاهما معا، وهو مرض يصف مجموعة من أمراض الرئة التي تحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء، وأحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أنتشارا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية. السعال و افراز البلغم وضيق التنفس أو الاحساس بالارهاق العام هى أعراض شائعة لمرض السدة الرئوية المزمن، ويمثل الالتهاب الشعبى المزمن حوالى 85% من حالات مرض السدة الرئوية المزمن على مستوى العالم. انتشار وعبء المرض يتراوح أنتشار الحالات الأكلينيكية من مرض السدة الرئوية المزمن في الدول الأوروبية بين 4-10% من عدد السكان، أما في الولايات المتحدة فيؤثر المرض على 16 مليون شخص، ويقدر أنه سيمثل ثالث أسباب الوفاة عالميا في 2020، بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فيقدر أن أمراض الرئة المزمنة تؤدي لوفاة 2-5% من السكان، ومن المحتمل أن تزداد هذه النسبة بسبب تزايد عدد المراهقين الذين يقبلون علي التدخين مبكرا، وهو أهم عامل خطورة علي أمراض الجهاز التنفسي. يعتبر معدل انتشار التدخين بصورة عامة، وخاصة بين الرجال، عاليا في منطقة الشرق الأوسط، حيث ينتشر في المملكة بنسبة 29% بين الرجال و8% بين النساء وتبلغ نسبة الوفيات من أمراض التنفس المزمنة 2%. أن مرض السدة الرئوية المزمن والتفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن يمثلا عبئا ماديا هائلا على نظام الرعاية الصحية، حيث أن فشل العلاجات والحجز بالمستشفي يمثلان أكبر جزء من التكلفة، وفي أوروبا وحدها يمثل العبء المادي لمرض السدة الرئوية المزمن حوالي 40 مليار يورو. الالتهاب الشعبى المزمن أما “الالتهاب الشعبى المزمن” فهو التهاب يصيب الغشاء المبطن للشعب الهوائية والتي تصل بين القصبة الهوائية والرئتين، وعندما تنتفخ الشعب الهوائية و/أو تصاب بالعدوى يحدث انخفاض فى معدل سريان الهواء من والى الرئتين، ويحدث ايضا تضخم فى الغدد الموجودة فى الشعب الهوائية والتي تفرز المخاط مما ينتج عنه إفراز كمية كبيرة من البلغم الذى يؤدى الى السعال لإخراجه من الرئتين، وتهيج الشعب الهوائية على المدى الطويل يؤدى إلى إفراز كمية كبيرة جدا وأيضا إلى تضخم الغشاء المبطن للشعب الهوائية، وهذه الإفرازات المخاطية الكثيفة يمكن أن تؤدى إلى الالتهاب الشعبى المزمن. معظم مرضى “السدة الرئوية المزمن” لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبى المزمن والذى يتصف بالسعال المستمر لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر فى السنة لمدة سنتين متتاليتين على الاقل. التفاقم الحاد لللإلتهاب الشعبي المزمن يحدث من وقت الى أخر أن يتعرض مرضى الالتهاب الشعبى المزمن لحالة تفاقم للمرض وتعنى أنهم يعانون، لفترة قصيرة، من أعراض أسواْ من الطبيعية وبصورة خاصة زيادة إفراز المخاط وزيادة السعال وضيق فى التنفس وهذه الحالة تسمى التفاقم الحاد للإلتهاب الشعبي المزمن، 50% الى 70% من حالات التفاقم التى تحدث غالبا ما تكون نتيجة عدوى بكتيرية، منها الستربتوكوكس الرئوية، الهيموفيلوس أنفلونزا، والهيموفيلوس باراانفلونزا، والكليبسيلا الرئوية، الستافيلو كوكس أوريوس، وموراكسيلا كاتاراليس، ويتعرض مرضى الالتهاب الشعبى المزمن لثلاث أو أكثر من حالات التفاقم كل عام. تحدث هذه التفاقمات البكتيرية نتيجة تكاثر البكتيريا الموجودة بالفعل فى الانابيب الشعبية وتسبب افراز كثيف للمخاط السميك وهذا يؤدى الى السعال حيث أن الجسم يحاول تنظيف الرئتين من المخاط والبكتيريا الضارة. الأفراز الكثيف للمخاط والسعال الناتج عنه يصيب المريض بضيق في التنفس إلى درجة تجعله غير قادر على ممارسة النشاط اليومي الطبيعي أو حتى النوم بصورة طبيعية، وقد ظهر أن وظائف الرئة تقل في المريض الذي يتعرض لعدد كبير من حالات التفاقم كل عام أكثر من الذي يتعرض لعدد أقل. الوقاية والعلاج أن تدخين السجائر هو أكثر عوامل الخطورة وضوحا في أمراض الجهاز التنفسي وما يصاحبها من عدوي، فحوالي 85%-90% من مرضي مرض السدة الرئوية المزمن يكون لديهم تاريخ سابق في التدخين، ثم يأتي عامل الوراثة، والتدخين السلبي، والتعرض المهني للأبخرة، وتلوث الهواء، وأيضا زيادة حساسية الشعب الهوائية. وللوقاية والتحكم في مرض السدة الرئوية المزمن والتفاقم الحاد لألتهاب الشعبي المزمن، من الضروري القضاء علي مصادر التهيج والعدوي في الأنف والجيوب الأنفية والحلق والفم والقنوات الشعبية، وهذا يعني أن علي الفرد أن يتجنب الهواء الملوث والعمل في الأماكن التي بها نسبة غبار عالية والتوقف عن التدخين. أن علاج الالتهاب الشعبى المزمن والتفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن يهدف إلي الإقلال من تهيج الشعب الهوائية، وقد أظهرت المضادات الحيوية أنها تساعد في علاج التفاقم الحاد للألتهاب الشعبي المزمن عن طريق تقليل مدة التفاقم وتقليل نسبة الخطر من المضاعفات المحتملة. دراسات عالمية: المصابون في الشرق الاوسط هم الأصغر عمرا في العالم اظهرت دراسات عالمية ضخمة، الحاجة الملحة لعلاج سريع وفعال لمرض التهاب الشعب الهوائية المزمن: - دراسة موزايك MOSAIC، دراسة إكلينيكية مزدوجة التعمية، وهي أول دراسة تُظهر أن نوعا واحدا من المضادات الحيوية يتفوق فى الشفاء الإكلينيكى عن معظم المضادات الحيوية الشائع استخدامها لعلاج هذا النوع من المرض، وقد أظهرت أن “موكسيفلوكساسين هيدروكلورايد” أفالوكس هو علاج فعال لعدوى الجهاز التنفسى بما فيها الألتهاب البكتيرى للجيوب الأنفية، والألتهاب الرئوى المكتسب، والتفاقم الحاد لمرض ألتهاب الشعب الهوائية المزمن، وحتى تاريخه تم علاج أكثر من 83 مليون مريض حول العالم بأقراص أفالوكس، وحوالى 2.7 مليون مريض بمحلوله الوريدى. - دراسة GIANT العملاقة، أكبر الدراسات العالمية، أطلقتها شركة "باير- شيرينغ" للأدوية وتضمنت توثيق سجلات 46891 مريض من 46 دولة حول العالم، منهم 4350 شخصا من الشرق الأوسط (لبنان، الأردن، الكويت، قطر، البحرين، الأمارات العربية المتحدة، عمان، المملكة السعودية، مصر). وأعلنت نتائجها يوم 31 مارس 2008- في اجتماع دبي، وتضمنت الآتي: * المرضى من منطقة الشرق الأوسط كانوا أصغر عمراً من مرضى أوروبا وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية. * نسبة عدد السيدات اللواتى يعانين من التفاقم الحاد للالتهاب الشعبى المزمن ويلجأن لاستشارة الطبيب فى منطقة الشرق الأوسط، أقل من مثيلاتهن فى الدول الأخرى. * التفاقم الحاد للالتهاب الشعبى المزمن له تأثير هدام على المرضى من منطقة الشرق الأوسط. * شعور المرضى بتحسن اسرع وقلة اختلال نظام النوم * معظم المرضى من المناطق الأربعة كانوا راضيين عن التأثير العلاجى لموكسيفلوكساسين، مع تحسن أسرع للنشاطات اليومية. * الغالبية العظمى من الأطباء المعالجين وجدوا أن هذا العلاج كان فى الحقيقة أكثر فائدة لمرضاهم من العلاجات السابقة للمرض. * تم التأكد من سلامة وأمان موكسيفلوكساسين عملياً من واقع الحياة.
-
قال باحثون أميركيون إن عشبا صينيا يسمى (Tripterygium wilfordii Hook F) (TwHF) أو «لي غونغ تينغ» «lei gong teng» (دالية آلهة الرعد) ساعد في تجربة صغيرة، في تخفيف آلام المفاصل. وشملت الدراسة 121 شخصا واستمرت 24 أسبوعا. وقد تحسنت كثيرا حالات الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذين تناولوا خلاصة طبية من جذور العشب، مقارنة بالذين تناولوا عقار «سلفاسالازين» sulfasalazine.ولا يوجد علاج شاف من هذا المرض، بل تستخدم أدوية وعلاجات لتخفيف أعراضه. ويقول الباحثون الذين نشروا دراستهم في «حوليات الطب الباطني» إن عشب «دالية آلهة الرعد» ظل يستخدم في الصين لقرون في علاج الالتهابات. وأضافوا أنهم قارنوا بين فوائد العشب والعقار وأعراضهما الجانبية. وقالت رافائيلا غولدباخ مانسكي، الباحثة في مراكز الصحة الوطنية، إن العشب ربما يساعد أيضا في وقف تدهور حالة المفاصل، إلا أنها أشارت إلى ضرورة إجراء دراسات أوسع لذلك.
-
تمكن طبيب تونسي من توصل إلى تركيبة طبية لعلاج الكوليسترول، أثبتت بعد التجربة فاعلية ونجاحاً بنسبة 100 في المائة. العلاج الذى تم تسجيله لدى جهات الاختصاص، ويدخل قريباً مرحلة التصنيع يقوم على رفع نسبة الكوليسترول المفيد بالدم، الأمر الذي يمنع تراكم الكوليسترول الضار في الأوعية الدموية وشرايين القلب، تتكون تركيبة العلاج من عدة عناصر، أهمها اللوز ونبتة الكتان. وذكرأن تونس باتت تشكل مؤخراً مركزا للجراحات التجميلية، لتصبح البلاد محطة للسياحة التجميلية اعتمادا على سياسة تستند إلى كفاءة إطارتها الطبية العالية، وتدني التكاليف مقارنة بأوروبا، حيث يمكن للمريض الإقامة لأكثر من أسبوع في أكبر المنتجعات السياحية في تونس. ويقصدون آلاف الأوروبيين تونس للخضوع لعمليات جراحية تجميلية ضمن برنامج استشفائي سياحي يتيح لهم التمتع بشواطئ البلاد الخلابة والخضوع للعلاج بأعشاب البحر التي تشتهر بها. تمكن طبيب تونسي من توصل إلى تركيبة طبية لعلاج الكوليسترول، أثبتت بعد التجربة فاعلية ونجاحاً بنسبة 100 في المائة. العلاج الذى تم تسجيله لدى جهات الاختصاص، ويدخل قريباً مرحلة التصنيع يقوم على رفع نسبة الكوليسترول المفيد بالدم، الأمر الذي يمنع تراكم الكوليسترول الضار في الأوعية الدموية وشرايين القلب، تتكون تركيبة العلاج من عدة عناصر، أهمها اللوز ونبتة الكتان. وذكرأن تونس باتت تشكل مؤخراً مركزا للجراحات التجميلية، لتصبح البلاد محطة للسياحة التجميلية اعتمادا على سياسة تستند إلى كفاءة إطارتها الطبية العالية، وتدني التكاليف مقارنة بأوروبا، حيث يمكن للمريض الإقامة لأكثر من أسبوع في أكبر المنتجعات السياحية في تونس. ويقصدون آلاف الأوروبيين تونس للخضوع لعمليات جراحية تجميلية ضمن برنامج استشفائي سياحي يتيح لهم التمتع بشواطئ البلاد الخلابة والخضوع للعلاج بأعشاب البحر التي تشتهر بها.
-
يعرف كثير من الأشخاص اللبلاب كنبات متسلق على واجهات المباني أو عندما يتم حفظ بذوره في القدور، غير أن الدراسات السريرية أثبتت أن العصارة المستخرجة من هذا النبات لها آثار مفيدة في علاج أعراض السعال، حيث جعل فريق الدراسة الخاص ببحث تاريخ النباتات الطبية بالجامعة الموجودة بمدينة فورتسبورغ الألمانية، من ضمن مهامه الترويج لنبات اللبلاب والإعلان عنه باعتباره النبات الطبي لعام 2010. وتجدر الإشارة إلى أن الأطباء في العصور القديمة قد استخدموا أوراق وثمار اللبلاب كمسكن للآلام أو كمرهم لعلاج الحروق. وفي طب الأعشاب الحديث يتم استخدام العصارة المستخرجة من أوراق اللبلاب. على سبيل المثال في علاج الالتهابات الحادة بالشعب الهوائية الذي تظهر كأثر جانبي مع السعال أو في حالات الزكام التي تصيب المجاري التنفسية أو لمعالجة أعراض مرض الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية. وأعلن فريق البحث أن العصارة المستخرجة من نبات اللبلاب يمكن استخدامها أيضاً لعلاج السعال الديكي، كما تستعمل بصورة تقليدية لإذابة المخاط الموجود في الشعب الهوائية. وشدد الباحثون على أن التعامل مع هذا النبات الطبي يكتنفه بعض الخطورة، حيث يمكن أن تتسبب أوراق اللبلاب الطازجة أو عصير الأوراق في ظهور أعراض حساسية عند ملامسته، كما أنه من الأفضل عدم ملامسة ثماره. كما يحذر الباحثون من أن تناول اللبلاب قد يؤدي إلى حالات تسمم خاصة لدى الأطفال الصغار حيث تكون مصحوبة بأعراض الغثيان والقئ والإسهال. لذلك ينصح الخبراء بضرورة استعمال المستحضرات الطبية المصنوعة من نبات اللبلاب عند الرغبة في استعماله كعلاج.
-
إن الطب المثلي أوالمتجانس هو شكل من أشكال الطب البديل الذي بدأ اكتشافه منذ 200 عام، يقوم هذا النوع من الطب على الاعتقاد بأن الجسم يمكن أن يشفي نفسه مع المواد الطبيعية الموجودة في النباتات والحيوانات والمعادن. ويتم تناول تلك العلاجات عن طريق الفم، وأحيانا عن طريق وضعها على الجلد، وعادة ما يتم تخفيفه عدة مرات، ويتجه بعض الناس أحياناً -لتعزيز قدرة الجسم للشفاء من أي مرض إلى زيادة جرعة العلاج، والذي بدوره قد يزيد من المرض، أو يشفي الجسم منه نهائياً وهذا النهج في تناول العلاج يُعرف بإسم "المثل يعالج المثل". هل يعمل الطب المثلي (المتجانس) في العلاج؟ إن الطب المثلي شائع ومعروف جداً في أوروبا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند، وقد بدأ المزيد من الأمريكان في تجربة هذا النوع من الطب البديل، حيث أنهم يئسوا من عدم وجود علاج لهم في الطب التقليدي. وبعض الناس يقولون إن الطب البديل يساعد كثيراً ولكن لا ينبغي استخدامه، أواللجوء إليه إطلاقاً عند إتاحة وسائل الطب التقليدية، فليس هناك أي دليل علمي يثبت وجود انتفاع صحي من خلال الطب المثلي، أوالمتجانس، مع وجود بعض التجارب التي أكدت فائدة الطب المثلي ولكن جاءت دراسات أحدث تؤكد أن الطب المثلي ما هو إلا علاج وهمي للأمراض ولا يشكل أي فائدة. وقد جاء في استعراض لعدد من الدراسات بخصوص الطب المثلي عام 2006 أن (5) دراسات جاءت تقول بإيجابية العلاج المثلي مع ضعف النتائج في 3 دراسات وقوتها في دراستين فقط. ويتفق معظم الخبراء على أنه يوجد المزيد من الأدلة السريرية التي تحفز القيام بأبحاث كثيرة في هذا المجال، وفي نفس الوقت فهم يحاولون البحث عن إمكانية هذه العلاجات في العلاج من الأمراض المزمنة، وأمراض المخ أيضاً. هل الطب المثلي المتجانس آمن؟ رشحت المنظمات الصحية هذا النوع من العلاج لكبار السن، ولكن يجب تحقيق المعايير المضبوطة عند العلاج، حتى تتحقق جودة العلاج ويظهر تأثيره على المرض، وعند الاتجاه لهذا النوع من الطب المثلي، يفترض وجود أمراض قابلة للعلاج، إذا لم يكن العلاج الطبى التقليدى متوفرا لهذا المرض، ولكن يجب الحرص على التداوي بالطب البديل باستخدام مقادير معينة، حتى يتم القضاء على المرض لا زيادته. كل ما في الأمر أنها أدوية مخففة يتم تناولها، ونحن نعتقد أن تلك الأدوية أوالوصفات آمنة، وبالرغم من عدم حدوث أي تطورات بعد تناولها لكن المرضى يعتقدون أن العلاج يأخذ فترة حتى يؤثر على المرض بشكل كبير. تحدث إلى طبيبك: كل ما عليك عند الشعور بالمرض أن تتحدث إلى طبيبك، ولا تتجه إلى أي وسائل علاجية أخرى إلا عند الضرورة، ويمكنك أيضاً السؤال عن الطب البديل، فمعظم المراكز الطبية الآن لديها أطباء متخصصون في الطب البديل فقط.
-
اكتشف العرب أهمية الزنجبيل قديما واستنبطه الغرب منهم، بدأت زراعة نبات الزنجبيل في مناطق آسيا الاستوائية، حيث ينمو بكثرة في الهند والفلبين والصين واندونيسيا وباكستان، وأفضل أنواعه هي تلك التي تزرع في جزيرة جامايكا، واستخدمه الغرب منذ نحو 2000 سنة، ونقله الإسبان إلى أميركا، وتتعدد استخداماته في الطب الشعبي والتداوي. وهو عبارة عن عروق عقدية مثل عروق نبات السعدى، إلا أنه أغلظ ولونه إما سنجابي وإما أبيض مصفر، وله رائحة نفاذة مميزة طيبة يعرف بها، وهو حار الطعم، لاذع ويشمل عدة أنواع، زنجبيل بلدي وهو الراسن ـ زنجبيل شامي ـ زنجبيل العجم ـ زنجبيل فارسي ـ زنجبيل هندي، وهو المعروف المستعمل، ويسمى بالكفوف. و(الكنز) كما يحلو للبعض أن يسميه ينبت تحت التربة، ويوجد في الأسواق التجارية بعدة صور (ناعم، خشن، أكياس ورقية)، وبنكهات متعددة. كما أن الشركات المتخصصة في تسويق منتجات الأعشاب استلهمت فكرة تعبئته في أكياس ورقية صغيرة لتعبئة مختلف أنواع الأعشاب ذات الخواص العلاجية الطبيعية. وبعد إحساسهم بنفثات البرودة يرتشف السعوديون الزنجبيل بالزعفران، الذي يُعدّ عن طريق غليه مع الماء ثم تصفيته وإضافة السكر أو العسل ليتم تحليته، أو بإضافة ملعقة أو أكثر من مسحوقه إلى كوب من الماء المغلي، حيث تترك لفترة عشر دقائق قبل تناولها، ومن الممكن وضع قليل من القرنفل أو القرفة أو إضافة مسحوقه ليشرب مع الحليب أو السحلب بشكل يومي، حيث يساعد بشكل جيد على الدفء ويقوم بتوسعة الأوعية الدموية تحت الجلد مما يؤدي إلى الشعور بالدفء. كما أنه يفيد في زيادة إفراز العرق مما يجعل هناك تلطيفاً في درجات الحرارة المناسبة للجسم، وفي إزالة البلغم وتنظيف الفم، وأيضا يستعان به لتسخين وتدفئة المعدة وطرد الرشح والزكام والبرودة. وله تأثير نافع في السعال والكحة المصحوبة بالبلغم، لقدرته على إذابته وطرده من الرئتين، ويعتبر من المطهرات الجيدة للجهاز الهضمي. ويرى المهتمون أن أسباب زيادة معدل الصداع والتوتر العصبي والغثيان وقلة النوم ترجع إلى قلة ما يتناوله الطلاب من الجنسين من الوجبات الغذائية، خاصة في فترة الاختبارات، والى عدم شرب الزنجبيل على الرغم من التوجه والتوعية بأهميته، وذلك بعد انتشار المنبهات المتمثلة في القهوة والشاي. وعلى الرغم من إضافة بعض النكهات في صناعة الشاي (كالقرنفل والزنجبيل والقرفة والكركديه والنعناع)، إلا انه ومع ذلك فهم يعتمدون على شرب الشاي الأسود المر من دون تحلية، الذي يؤدي إلى اضطراب ضربات القلب، ضيق التنفس، فقدان الشهية، اضطرابات الهضم، اصفرار اللون، والأرق، إلا انه يمكن مزج الزنجبيل لإزالة التوتر والصداع والشعور بالراحة مع البابونج وزهرة الزيزفون. وغالبا ما تكون الجدات الكبيرات في السن أو الأمهات مرجعا أساسيا لتناول الأعشاب، ففي عروقها يستنبط منها الطقوس والأعراف والتقاليد، وتستعمله لبناتها للقضاء على انتفاخ البطن ومغص الحيض والغثيان. وتحضره بإضافة نقطة أو نقطتين من الزيت على قطعة سكر، أو بمزيج نصف ملعقة صغيرة من العسل. كما يتم استخدامه كتوابل في تجهيز الأطعمة لمنحها الطعم المميز والحار على حسب الذائقة، ويضاف إلى أنواع من المربّيات والحلوى، ويحفظ في أماكن غير مغطاة مع نبات الزعتر الذي يغطيه أو بوضعه مع الفلفل الأسود لحمايته من التسويس والتآكل. ويُحلى الزنجبيل بالسكر أو بالعسل، وقيل على انه إكسير الشباب ورونق الجلد ومهدئ على مدى قرون طويلة، والزنجبيل برائحته العطرية والنفاذة مدين لمكتشفيه بتقوية جهازهم المناعي وبأنه طارد للسموم بالأغذية البحرية. رائحة عطرية نفاذة وطعم لاذع .. تعطي نكهة فريدة ومفعمة بالدفء والنشاط هذا ما وصف به أحدهم حرصه في ليالي الشتاء الباردة على تناول كوب من الحليب الساخن الممزوج برحيق جذور الزنجبيل Ginger، أو شربه لقدح من الشاي المعزز برحيق جذور الزنجبيل المطحونة. ولئن كان جُلّ اهتمام البعض هو ابتغاء الاستمتاع بتلك النكهة العالية في مشروبات أمسيات شهور البرد، فإن الدراسات والبحوث الطبية تضيف إلى معلوماتنا المزيد من الفوائد الصحية التي نجنيها بإضافتنا للزنجبيل، أثناء طهي أصناف متعددة من أطباق الأطعمة أو خلال إعداد المشروبات الدافئة والباردة. وتتحدث مراكز البحث العلمي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا عن جوانب متعددة للتفاعلات الصحية داخل الجسم، التي تقوم بها المركبات الكيميائية المتعددة الموجودة داخل جذور الزنجبيل. وهي ما تشمل عموما أربعة جوانب رئيسية: الأول: يتعلق بالتأثيرات المخففة لاضطرابات الجهاز الهضمي في الحالات المختلفة. والثاني: يتعلق بالتأثيرات على تخفيف حدة نشاط تفاعلات الالتهابات. والثالث: يتحدث عن تأثيرات الزنجبيل على الأورام السرطانية، وخاصة في المبايض والقولون. والرابع: وهو الأشهر، يتحدث عن رفع مستوى جهاز مناعة الجسم في نزلات البرد وغيرها وتخفيف أعراض الجهاز التنفسي حال حول (إصابته) الالتهابات الميكروبية فيه. وعلى الرغم من أن هناك بحوثا ودراسات كثيرة حول فوائد الزنجبيل، ولا يُمكن إهمال نتائجها بحال، فالملاحظ أن تلك الدراسات الطبية لا تزال تحتاج إلى مزيد من العمق في البحث وفي استخلاص النتائج، إذا ما أردنا أن ننظر إلى الزنجبيل كـ«دواء» لعلاج أمراض معينة. أما إذا أردنا أن نستمتع بطعمه ونكهته اللذيذة، وأن نحس بالتأثيرات الصحية الإيجابية العامة في جوانب شتى، فإن الزنجبيل بلا شك أحد المنتجات النباتية التي ينصح بالحرص على تناول كميات قليلة منها بشكل يومي. مركبات كيميائية فاعلة واللافت أنه وفق المعايير المعتادة للناس في النظر إلى مكونات المنتجات الغذائية، لا يحتوي الزنجبيل على كثير من المعادن أو الفيتامينات أو السكريات أو البروتينات أو الدهون. ذلك أن التحليل الكيميائي لمقدار من جذور الزنجبيل الطازجة يبلغ نحو 28 غراما، يشير إلى أنها تحتوي على نحو 20 سعرا حراريا (كالوري) من الطاقة، وعلى كميات بسيطة من معادن البوتاسيوم والمنغنيز والنحاس وفيتامين بي-6، أي بكميات لا تتجاوز حاجة الجسم اليومية بنسبة 3 في المائة. لكن السر في الفوائد الصحية للزنجبيل، هو في تلك المجموعة الخاصة من المركبات الكيميائية المختلفة، منها زيوت طيّارة، ومنها مركبات لاذعة pungent غير طيّارة nonvolatile. والطعم اللاذع المميز للزنجبيل هو نتيجة لاحتواء الجذور على مزيج من مشتقات مواد «فينيل بروبانويد» phenylpropanoid-derived، مثل مركب «زينغيرون» zingerone، ومركبات «شوغول» shogaols، ومركبات «جينجيرول» gingerols. هذه المركبات توجد بنسب عالية، مقارنة بالمنتجات النباتية الأخرى، لتشكل نحو 4 في المائة من وزن كمية معينة من جذور الزنجبيل الطازجة. ومن المهم ملاحظة أن نسبة وجود هذه المواد تزداد في الزنجبيل خلال عمليات طهي جذوره. وبالمقارنة بين هذه المركبات الثلاث، يعتبر مركب «زينغيرون» أقلها تسببا في الطعم اللاذع، وأكثرها تسببا في الطعم الحلو الحارق spicy-sweet. وهذا المركب بالذات لديه خصائص القدرة على القضاء على البكتيريا المتسببة في نزلات الإسهال. وفي المقابل تعمل مركبات «جينجيرول» على زيادة نشاط حركة المعدة والأمعاء. وأيضا على تنشيط الغدد اللعابية لإفراز اللعاب، مما يسهل عمليات بلع الطعام. كما أن لها تأثيرات صحية في تخفيف الشعور بالألم analgesic، وفي تخفيف حرارة الجسم antipyretic، إضافة إلى قدرة القضاء على البكتيريا. كما أثبتت نتائج دراسات المختبرات على الحيوانات التي أجريت في معامل جامعة ميتشغن في الولايات المتحدة، أن لهذه المادة الكيميائية تأثيرا فاعلا في القضاء على الخلايا السرطانية في المبيض. وتحتوي جذور الزنجبيل أيضا على مجموعات من الزيوت الطيارة، بنسبة نحو 3 في المائة من وزن كمية معينة منها. مثل مركبات «سيسكوايتيربينويد» sesquiterpenoids وغيرها من المواد الكيميائية التي لا تزال محل الدراسة في الأوساط العلمية للبحث العلمي. الزنجبيل وراحة الهضم هناك عدة اضطرابات في الجهاز الهضمي يُمكن لتناول الزنجبيل التخفيف منها أو إزالتها. ووفق ما تتبناه الأوساط الطبية في الولايات المتحدة، والذي تمت حوله العديد من الدراسات الطبية الناجحة، فإن الزنجبيل أحد العلاجات المنزلية الفاعلة في تخفيف الشعور بالغثيان والرغبة في القيء. وفي حالات «دوار غثيان الحركة» motion sickness، الذي يُصيب البعض حال ركوب السيارة أو السفر بالقطار أو بالطائرة أو بالسفن، فإن الزنجبيل يُخفف من معظم الأعراض المصاحبة، مثل الدوار والدوخة والغثيان والقيء والتعرق. ويقول الباحثون من جامعة ماريلاند ومن مايو كلينك: ثمة عدد من الدراسات الطبية يشير إلى أن الزنجبيل أكثر فاعلية من معظم الأدوية المتوفرة لعلاج حالات «دوار غثيان الحركة». ومن هذه الدراسات ما تم على مجموعات من البحارة، ومنها ما تم بالمقارنة بين الزنجبيل وكل من عقار درامامين Dramamine وعقار سكوبولامين scopolamine المستخدمين بشكل شائع لمعالجة مثل هذه الحالات. هذا بالإضافة إلى أن الأدوية لها في الغالب تأثيرات جانبية، بخلاف الزنجبيل الطبيعي. والتأثير الإيجابي الأقوى، الذي يصنف على أنه يمتلك أقوى الأدلة العلمية، هو تخفيف الزنجبيل من حدة الغثيان الصباحي والقيء لدى الحوامل، وخاصة الأنواع الشديدة منه hyperemesis gravidum. وكانت مجلة «طب النساء والتواليد» قد عرضت في أبريل 2005 نتائج مراجعة أكثر من ست دراسات طبية أثبتت فاعلية الزنجبيل في تخفيف تلك المشكلة وإزالتها لدى الحوامل. كما أكدت تلك الدراسات التي شملت نحو 700 امرأة سلامة تناولهن للزنجبيل بكميات قليلة وفاعلة خلال فترة الحمل. وهو ما جعل الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد، وعددا من المراكز الصحية في الولايات المتحدة، تنصح بتناول الزنجبيل كأحد العلاجات المنزلية الفاعلة وثابتة الجدوى في تخفيف مشكلة الغثيان والقيء لدى الحوامل. وتحديدا، يشير الباحثون من جامعة ماريلاند إلى أن غراما واحدا من الزنجبيل كاف خلال اليوم لتلك الغاية. ولا تزال النتائج مشجعة للدراسات الطبية التي بحثت في جدوى تناول مرضى السرطان، الذين يُصيبهم الغثيان بالذات، للزنجبيل، دون القيء، جراء تلقي العلاج بالمواد الكيميائية أو الأشعة لمعالجة السرطان. إلا أن النتائج العلمية لا تزال غير جازمة بجدوى تناول الزنجبيل قبل العمليات الجراحية لتخفيف الشعور بالغثيان والقيء بُعيد تلقي التخدير الكلي للجسم. ولذا ترى «الوكالة القومية الأميركية للطب التكميلي والاختياري» NCCAM أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات الطبية حول احتمالات جدوى الزنجبيل في هاتين الحالتين. وهناك جوانب مقترحة لفائدة الزنجبيل في تخفيف ألم المعدة، وفي تسهيل الإخراج وإزالة حالات الإمساك، وفي معالجة الالتهابات الميكروبية المتسببة في الإسهال. وهي في حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية لإثباتها بشكل جازم، ويوظف الزنجبيل كوسيلة للعلاج المنزلي في هذه الحالات. الزنجبيل والأورام السرطانية وهذا الجانب لا يزال محل دراسات جادة. وإحدى تلك الدراسات، ما طرح في مؤتمر أبحاث الوقاية من السرطان في فينوكس بأريزونا عام 2003، وهو أن مادة «جينجيرول» الفاعلة في جذور الزنجبيل، هي إحدى المواد التي لديها قدرة على منع نمو خلايا سرطان القولون لدى الإنسان. واستند هؤلاء الباحثون من جامعة ميناسوتا على دراسة علمية أجروها، ودلت على أن لهذه المادة قدرة على نمو خلايا سرطان القولون لدى الإنسان حينما تحقن في فئران تتناول هذه المادة، وذلك بالمقارنة مع نمو الأورام السرطانية لدى مجموعة أخرى من فئران حقنت بتلك الخلايا السرطانية، لكن لم تتلق هذه المادة الموجودة في الزنجبيل. وسبق للدكتورة ربيكا ليو من جامعة ميتشغن أن قدمت نتائج دراستها حول تأثيرات مركبات الزنجبيل على موت خلايا سرطان المبيض، وذلك خلال المؤتمر 97 الرابطة الأميركية للسرطان. وقالت الباحثة آنذاك إن الزنجبيل يحتوي على: مواد مضادة للأكسدة، ومواد مضادة للالتهابات، ومواد مضادة لنمو الخلايا السرطانية، وكلها تطرح الزنجبيل كوسيلة محتملة الفائدة في هذا الأمر. وعلى الرغم من توالي عدة دراسات عن هذا الموضوعين، فإننا في حاجة إلى مزيد من الإثباتات العلمية للنصح بتناول الزنجبيل على سبيل الوقاية أو العلاج من حالات سرطان القولون أو حالات سرطان المبيض، أو غيرهما من الأورام السرطانية. ولكن لا يزال اللافت في الأمر هو المحاولات العلمية الجادة لتناول هذا الموضوع بالبحث. الالتهابات والمناعة والزنجبيل التأثير المباشر المعروف والثابت علميا للزنجبيل على جهاز مناعة الجسم هو أنه يُثير إنتاج الغدد العرقية لإحدى المواد الكيميائية التي تقاوم الميكروبات. وكان الباحثون الألمان قد لاحظوا أن الزنجبيل يزيد من إنتاج مادة «ديرميسيدين» dermicidin في العرق. وهي مادة تحمي من التصاق ونمو بكتيريا «إي كولاي» E. coli و«ستافلوكوككس» Staphylococcus aureus وفطريات «كانديدا» Candida على الجلد. وفي المقابل، هناك مركبات كيميائية في الزنجبيل ذات تأثيرات قوية لخفض مستوى عمليات الالتهابات في العموم. وهذه الالتهابات منها ما هو حاد، أي يحصل خلال وقت قصير، مثل التهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد والزكام، ومنها ما هو التهابات مزمنة مثل تلك التي تصيب المفاصل والعضلات. ومن تلك المواد القوية المعروفة علميا، مواد «جينجيرول». وتعتقد بعض مصادر البحث الطبي في الولايات المتحدة أن هذه المواد هي السبب في تأثيرات تخفيف الألم والالتهابات التي يجنيها متناولو الزنجبيل المصابون بالتهابات روماتزمية في المفاصل، إضافة إلى تحسين مدى حركة المفاصل. وكانت دراسات طبية أجريت في الولايات المتحدة قد لاحظت بتفاؤل عال أن 75 في المائة من المصابين بالتهابات المفاصل المزمنة يشعرون بنوع من التحسن في الحركة والشعور بالألم بعيد تناولهم للزنجبيل. وفي المقابل لم تلحظ دراسات أخرى هذه النتائج المتفائلة. ولا يزال هذا الجانب أيضا يحتاج إلى مزيد من الإثباتات العلمية لتبنيه. وأستخدم الزنجبيل في الطب الصيني والهندي والعربي القديم لتنشيط القدرات الجنسية وإزالة الإمساك. الموطن الأصلي للزنجبيل هو مناطق جنوب شرقي آسيا وتذكره الكتابات الطبية وغير الطبية القديمة في مناطق الصين والهند والشرق الأوسط. وانتشر متأخرا، ما بعد القرن السادس عشر، في أوروبا ومناطق واسعة بأميركا الجنوبية. وضمن مراجعة المركز القومي الأميركي للطب الاختياري والتكميلي NCCAM، أو ما يُسمى لدى البعض مجازا بـ«الطب البديل»، يقول الباحثون بالمركز في نشرتهم العلمية عن الزنجبيل: «الزنجبيل هو نبات استوائي، واسمه العلمي Zingiber officinale . وللزنجبيل زهور ذات لون أخضر ممزوج بطبقة من اللون البنفسجي. وللنبات جذور تأخذ شكل الدرنات rhizome أو ريزومات. وتُستخدم درنات الجذور هذه لغايات تتعلق بالطهي، كما تُستخدم على نطاق واسع لغايات طبية علاجية. ولون لبّ جذور الزنجبيل يُمكن أن يكون أصفر أو أبيض أو أحمر، وله غلاف سميك أو رقيق، وبلون بني». والزنجبيل في الطب الآسيوي، بأنواعه الصيني والياباني والكوري والهندي وغيرهم، يُستخدم بالدرجة الأولى، منذ أكثر من 4000 عام، لمعالجة آلام المعدة وبقية أجزاء الجهاز الهضمي، وفي تخفيف الشعور بالغثيان والرغبة في القيء، وفي تهدئة حالات الإسهال، وكمادة للتخلّص من غازات البطن antiflatulent ، وكمادة مُليّنة مُسهلة للإخراج laxative، وتخفيف حموضة المعدة، وكمادة مسكنة ومهدئة للسعال antitussive. ويُضيفون أن كثيرا من مستحضرات علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وإزالة الغثيان، التي تُباع في الولايات المتحدة اليوم، تحتوي بالفعل على مواد فاعلة مُضافة، هي بالأصل مُستخلصة بشكل مباشر من جذور الزنجبيل الطبيعية الطازجة. وتضيف مصادر تاريخ «طب الأعشاب» herbal medicine أن الزنجبيل يُصنف كمادة «كارمنيتف» carminative. أي مادة تزيد من نشاط تخليص الأمعاء من الغازات. وأيضا كمادة «سبازمولايتك» spasmolytic في الأمعاء. أي مادة تُرخي وتُخفف الشد في عضلات جدران الأمعاء، وبالتالي تُخفف الشعور بالمغص. وهناك سبب آخر لإضافة الزنجبيل في مناطق آسيا للمأكولات، حيث يعمل كمادة حافظة للأطعمة food preservative. وهو ما ثبت علميا، لأن الزنجبيل يقضي على بكتيريا سالمونيلا salmonella المسؤولة عن حالات الإسهال الناجمة عن تناول أطعمة ملوثة بالميكروبات. وفي الطب الصيني، يُعتبر الشاي المُعد بإضافة الزنجبيل، الذي يُشرب على معدة خالية، وسيلة علاجية فعّالة لعلاج الاحتقان والسعال المُصاحب لنزلات البرد. وكذلك يُعتبر البيض المقلي المُضاف إليه شرائح من جذور الزنجبيل الطازجة ginger eggs، علاجا منزليا للسعال. وفي الطب الهندي القديم، يُصنع من الزنجبيل معجون لدهن الرأس للتخلص من الصداع. إلى ذلك، ولا تزال الهند تتربع على قمة الدول المنتجة للزنجبيل في العالم. وفي الطب العربي التقليدي القديم، هناك إشارات عدة لمجموعة من الفوائد الصحية المتوقعة من بعد استخدام الزنجبيل. وتتلخص تلك الفوائد في تقوية القدرة على ممارسة العملية الجنسية، وتقوية قدرات الذاكرة والنظر، وعلاج الصداع ودوار البحر وبحة الصوت، وتنقية الحنجرة والقصبات الهوائية وعلاج السعال وطرد البلغم ولتدفئة الجسم في نزلات البرد، وتخفيف التوتر العصبي والأرق والقلق، وكمادة منعشة ومُفرحة، ولتهدئة الأمعاء وإزالة الإمساك، وغيرها من الفوائد المُقترحة. كيف تتناول الزنجبيل؟ تشير مراجعة الباحثين الطبيين في شأن العلاج بالأعشاب إلى ضرورة عدم تقديم الزنجبيل للأطفال الأقل من عمر سنتين. ويمكن للأطفال الأكبر من عمر سنتين أن يتناولوا الزنجبيل لمعالجة الغثيان أو آلام البطن أو الصداع. والجرعة التي يتناولها طفل في وزن يتراوح ما بين 20 و25 كيلوغراما هي نحو ثلث الجرعة التي يمكن للبالغ، بوزن نحو 70 كيلوغراما، تناولها. وعموما، يقول الباحثون في جامعة مايريلاند: إن على البالغ عدم تجاوز كمية 4 غرامات من الزنجبيل الطازج في اليوم الواحد، أي ما يعادل نحو غرام واحد من مسحوق الزنجبيل الجاف. ولذا فإن الحامل التي تُعاني الغثيان والقيء، يمكنها تناول أربع جرعات من بودرة الزنجبيل الجاف، كل جرعة تحتوي على ربع غرام. ولتخفيف آلام المفاصل لدى الشخص البالغ، يمكن الشاي الممزوج بالزنجبيل، ويمكن استخدام زيت الزنجبيل للدهن على منطقة المفصل المؤلم، وذلك ثلاث مرات في اليوم. ولتخفيف أعراض نزلات البرد أو ألم الحلق أو الصداع أو تخفيف آلام الدورة الشهرية، يقترحون إضافة ملعقتين صغيرتين من مسحوق الزنجبيل الطازج إلى كوب من الماء الساخن أو الشاي. وتناول هذا الكوب ثلاث مرات في اليوم. ويقول الباحثون إنه من النادر أن يتسبب تناول الزنجبيل في أي تفاعلات عكسية أو أعراض جانبية. إلاّ أنهم يُذكّرون بأن الإفراط في تناول الزنجبيل قد يتسبب لدى البعض بحرقة في أعلى المعدة أو بالإسهال أو بتهييج بطانة الفم. وينصحون الأشخاص الذين يتناولون أدوية مُسيلة للدم أو يتناولون الأسبرين، بالحذر من تناوله بكميات عالية أو بشكل يومي. والسبب أن الزنجبيل بذاته يعمل على زيادة سيولة الدم، ما قد يتسبب في النزيف لدى الشخص الذي يتناول تلك الأدوية بشكل يومي. ولكن المراجعة العلمية لا تشير إلى وجود أي إثباتات علمية أو حالات نزيف حصلت بسبب الزنجبيل لدى من يتناولون تلك النوعية من الأدوية. ولذا يظل الحذر والمراقبة الطبية لهؤلاء الأشخاص، من دون منعهم من تناول المأكولات أو المشروبات المحتوية على الزنجبيل. وهناك تحذيرات للباحثين من جامعة ماريلاند ومن مايو كلينك حول احتمالات غير مُؤكدة علميا بتسبب تناول الزنجبيل بآلام في البطن لدى الأشخاص الذين لديهم حصوات في المرارة، وخاصة منهم من حصلت لديهم في السابق التهابات في المرارة جراء وجود الحصوات تلك. ويذكر الباحثون من «الوكالة القومية الأميركية للطب التكميلي والاختياري» أن الآثار الجانبية، مثل حرقة المعدة وغيرها، تحصل في الغالب عند تناول مسحوق الزنجبيل الجاف، بخلاف الزنجبيل الطازج.
-
لم يترك الصينيون شاردة أو واردة تتعلق بشؤون الحياة والإنسان إلا وأدلوا بدلوهم فيها. من الإبر الصينية التي برعوا فيها وحققت تقدمها فيما يسمى بـ «الطب البديل» إلى عمليات «المساج»، التي يتفننون فيها، بخاصة تدليك القدمين، من أجل منح الراحة والإحساس بالسعادة الصحية، لا يتوقف بحثهم وجديدهم في هذا المجال. فهم يعتقدون أن لكل إنسان قلبين، واحدا يحمله بين ضلوعه، والآخر يكمن في قدميه، ومن هنا يأتي اعتقادهم بأنه إذا كانت راحة الإنسان تبدأ من القدمين، فإن شيخوخته أيضا تبدأ من نفس المكان. «تشان جيان» خبير في العلاج بالطب الصيني التقليدي والإبر الصينية والتدليك، في جامعة «تشجيانغ»، صاحب مركز خاص في المقاطعة نفسها للعلاج بالطب الصيني التقليدي والتدليك. يقول: «التدليك الصيني يختلف عن الغربي. الأخير قائم في الأساس على منح الإحساس بالاسترخاء للشخص أثناء العملية نفسها، أما الأول، أي الصيني، فيتميز بكونه مؤلما أثناء التدليك، ومريحا بعده، حيث يركز الطبيب على نقاط الأعصاب المختلفة ويضغط عليها بإبهامه في محاولة لتنشيط الدورة الدموية، بعدها يحس الشخص براحة شديدة ويزول عنه تعبه وإرهاقه». وبرغم تنوع أنواعه، فإن تدليك القدمين وهو الأكثر شعبية، وله أشكال متنوعة، فهناك ما هو بالطين الطبي والأملاح، وما هو بالحليب أو ماء الورد المضاف عليه بعض من أوراق الورد البلدي، بالإضافة إلى الزيوت العطرة. ويتراوح سعر تدليك القدمين بحسب نوعه وحسب إمكانيات مركز التدليك الذي تذهب إليه. وعملية التدليك نفسها يجب أن يتوافر لها مناخ خاص، يقول «تشان جيان»: «من المهم جدا أن نوفر مناخا يساعد على الاسترخاء، فالكراسي يجب أن تكون كبيرة ومريحة، وأن تكون مزودة بخاصية تحريك مسندها كهربائيا، كما يجب أن تكون الإضاءة خافتة بعض الشيء، ويفضل أن تكون غير مباشرة، مع ضرورة ضبط أجهزة التكييف على درجة معينة تكون مناسبة لا يشعر فيها الشخص لا ببرد ولا بحرّ». والحقيقة أن الأمر لا يتوقف على ذلك، حيث يوضع إلى جوار كل شخص كوب من الماء أو الشاي الأخضر بالإضافة إلى طبق من الفاكهة. ما إن تجلس على هذا الكرسي المريح، حتى يأتي لك الشخص المختص، بإناء خشبي يخيل لك أنه هو نفسه الإناء الذي كان مستخدما منذ ألوف السنين في الحضارة الصينية. يحتوي الإناء على المياه الساخنة وبعض الزيوت العطرية الصينية، أو الأملاح أو غيرهما، فالمحتوى حسب نوع المساج المطلوب. وأثناء وضع القدمين لفترة ليست بالطويلة في الإناء، يقوم المتخصص بتدليك للكتفين والرقبة - بدلا من تضييع الوقت - بعد ذلك يتم تنشيف القدمين جيدا ولف إحداهما بمنشفة ساخنة، ودهن الأخرى بزيت خاص، لتبدأ العملية، التي يتم فيها التركيز على مناطق معينة. بعدها يتم لفها بمنشفة ساخنة والانتقال للقدم الأخرى. كخطوة أخيرة، تستخدم آلات خشبية للدق بها على بعض مناطق في كلتا القدمين. اختيار المناطق التي يتم التركيز عليها أثناء عملية التدليك سواء بالضغط عليها بإصبع الإبهام أو بالدق عليها بلطف بالأدوات الخشبية ليس أمرا عشوائيا، وإنما يتم بدقة شديدة. كما يقول «تشان جيان»: «بحسب الطب الصيني التقليدي، فإن باطن القدم يمثل كافة أعضاء الجسم مثل القلب والعينين والأذنين والمعدة والأمعاء والعمود الفقري والأجهزة التناسلية وغيرها. فكل عضو من هذه الأعضاء مرتبط بالأعصاب الموجودة في القدم، وعند تدليك هذه الأعصاب فإن العضو المرتبط به في الجسم يشعر باسترخاء شديد». أثناء عمله لا يستخدم «تشان جيان» أصابعه فقط في تدليك القدمين، بل يولي كل تركيزه للقدمين الممددتين أمامه على أريكة صغيرة، في بعض الأحيان تجد أصابعه المدربة وقد توقفت تماما، ثم بدأ يدقق النظر في نقطة معينة من القدم، ويتحسسها ويضغط عليها جيدا بإصبعه. يشرح: «هناك عشرات من مراكز الأعصاب الموجودة في القدم، في بعض الأحيان تجد بعضها متصلبا، وهو ما يتطلب منك تدليكه بشكل جيد، قد يكون مؤلما بعض الشيء، إلا أنه في النهاية يعيد الأمور إلى نصابها، ويجعل العضو المرتبط بهذه النقطة يعمل من جديد بشكل طبيعي». اعتقاد الصينيين بأهمية تدليك القدمين وتحفيز مراكز الأعصاب فيهما، لا يجعلهم يكتفون بارتياد هذه المراكز فقط، وإنما أيضا يرتدون في أقدامهم بعض الأحذية غير المريحة بالمرة والتي تحتوي على نتوءات مدببة، كل منها مركز على عدد من مراكز الأعصاب المرتبطة بأعضاء الجسم، إيمانا منهم أن ارتداء مثل هذه الأحذية لبعض الوقت كاف لأن يعمل كل عضو في الجسد بشكل طبيعي. المصدر : جريدة «لشرق الأوسط»