-
مجموع الأنشطة
5548 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو Light Life
-
المقادير بيض ,2 بيضة حليب ,50. كوب سكر ,75. كوب دقيق , كوب فانيلا سائلة, ملعقة كبيرة زبدة لورباك ,50. كوب بيكنج باودر ,1.50 ملعقة صغيرة ملح ,25. ملعقة صغيرة طريقة التحضير - ننخل الدقيق والحليب والبيكنج بودر والملح - نخلط الزبدة مع السكر بالخلاط الكهربائي, إلى أن يصبح الخليط مثل الكريما - نضيف بيضةً ثم نخفق إلى أن تمتزج مع خليط الزبدة, ثم نضيف البيضة الثانية والفانيلا, ونخفق مرةً أخرى - نضيف خليط الدقيق والحليب, ونخفق على سرعةٍ متوسطةٍ لمدة دقيقةٍ واحدةٍ - نوزع الخليط فى قوالب الكب كيك أو أي نوعٍ من القوالب المحفور عليها الصور التي نحبها, وهنا نختار صورة “توم اند جيري” ( يمكننا أن نشتري الصور المخصصة لتزيين الحلويات, إذا لم نجد القوالب التي نريدها) - ندخل الكعك إلى الفرن على درجة حرارة 180 مئويةٍ, إلى أن ينضج ويصبح ذهبي اللون - ننتظر حتى يبرد الكعك, ثم نقدمه للأطفال
-
المقادير ليمون مبشور,3 حبة حليب , لتر بيض ,6 بيضة زبدة لورباك ,100 غرام ملح ,2 ملعقة صغيرة دقيق ,500 غرام زيت نباتي ,2 ملعقة كبيرة طريقة التحضير - نضع الدقيق والبيض والملح والزيت في وعاءٍ عميقٍ, ثم نخلطهم معاً جيداً - نضيف الحليب تدريجياً مع التقليب بإستمرارٍ, حتى يصبح الخليط متجانساً, ثم نضيف بشر الليمون - نحمي المقلاة على نارٍ متوسطةٍ, ثم نمسحها بقليلٍ من الزبدة, ونترك الزبدة حتى تذوب - نضع قليلاً من خليط البان كيك يكفي لعمل طبقةٍ رفيعةٍ فى المقلاة - نحرك المقلاة حتى تغطي العجينة سطح المقلاة, وننتظر حتى يجف الخليط - نقلب الخليط على الوجه الاّخر ونتركه لدقيقةٍ واحدةٍ - نضع البان كيك الفرنسي فى طبق التقديم - نكرر الخطوة السابقة حتى ينتهي الخليط - يمكنك أن تحشي البان كيك بالموز أو أي نوعٍ اّخرٍ
-
طريقة عمل الكاسترد المنزلي بالقرفة المقادير : 2بيض . 2 كوب حليب . 1/3 كوب سكر. 1/4 ملعقة صغيرة – ملح . 1/4 ملعقة صغيرة – جوزة الطيب . فرولة مقطعة للزينة . الطريقة : - أخفقي البيض، الحليب، السكر والملح في وعاء كبير. - وزعي الكاسترد على أربع كاسات ثم رشي الوجه بالقرفة المطحونة وجوزة الطيب. - إملئي صينية فرن بالماء الساخن بمقدار ثلاثة أرباعها. - ضعي كاسات الكاسترد في الصينية. - أدخلي الصينية إلى الفرن لحوالى 50 دقيقة. - زيني وجه الكاسترد بالفراولة ثم ارتكيه ليبرد قليلاً على حرارة الغرفة قبل أن تضعيه في الثلاجة. - قدمي كاسات الكاسترد باردة.
-
يُعرض حذاء نسائي صنعه مصمم بريطاني للبيع بسعر 200 ألف جنيه استرليني، أي ما يعادل 336 ألف دولار. وقالت صحيفة “ديلي ستار” اليوم الاربعاء إن الحذاء يحتوي على 1310 قطع من الماس تزن 65 قيراطاً، ومتوفر إما بالبلاتين الصلب أو الذهب من عيار 18 قيراطاً. واضافت أن المصمم البريطاني، كريستوفر مايكل شيليس، أمضى أكثر من عامين في تطوير تصميم الحذاءين النسائيين، وحوالي ثلاثة أسابيع على انتاج كل واحد منهما. واشارت الصحيفة إلى أن كعب ونعل كل حذاء قابلان للاستبدال بسهولة من قبل المالكة لكي يستمر إلى الأبد، وقدّم المصمم شيليس كفالة لمدة 1000 عام لأي إمرأة تشتري أي نسخة منهما. وقالت إن المصمم البريطاني يعمل في قلب صناعة المجوهرات منذ أكثر من 20 عاماً ويملك علامة تجارية خاصة تُسمى (بيت بورغازي)، وصمم أحذية باهظة الثمن، وعمل في ورشة في ظل درجات حرارة مرتفعة جداً جراء استخدامه تقنية حرارية سرية في صناعة أحذيته. ونقلت عن شيليس أن الحذاءين النسائيين “كانا التحدي الأصعب بالنسبة له في مجال التصميم، واستخدم كل الموارد والمهارات التي امتلكها على مدى السنوات العشرين الماضية لتطويرهما وجعلهما تاج الأحذية النسائية”.
-
-
ابتكرت شركة يايانية وسائل تساعد على إزالة التجاعيد وأعراض الشيخوخة، باستخدامها بضع دقائق يومياً دون الحاجة إلى اللجوء لعمليات جراحية معقدة. ونشرت صحيفة دايلي ميل البريطانية؛ أغرب الوسائل التي ابتكرتها شركات يابانية في هذا المجال تزعم أنها تساعد على شد الخدين أثناء التنفس والتخفيف من تجاعيد البشرة. وللحصول على النتائج المرجوة من هذه التقنية الجديدة ينصح المستخدمون لها بوضع القطعة داخل الفم مع تحريك الفك واللسان لمدة 3 دقائق على الأقل وتكرار ذلك من وقت لآخر. ومن الأدوات الأخرى التي توفها الشركة جهاز لتصويب اعوجاج الأنف وقناع للتخلص من خطوط الضحك. ويقدم موقع الشركة على الإنترنت مجموعة متنوعة من الأجهزة والأدوات التي تستخدم لمحاربة أعراض الشيخوخة واستعادة البشرة نضارتها وشبابها. 1- قطعة الفم “بوبيكو” تستخدم لشد الخدين أثناء تمارين التنفس. 2- هذه القطع “بوبيكو” تساعد التخلص من ترهلات الجلد حول الفم ومنطقة الذقن. 3- وصفت هذه القطع على أنها ساونا لشد الوجه ومحاربة ترهلات الجلد. 4- تم تصميم هذا القناع المخيف لإرتدائه أثناء القيام بتمارين الوجه لشد البشرة والتخلص من التجاعيد. 5- قناع مطاطي يساعد على إزالة التجاعيد حول العينين. 6- قناع يساعد في إزالة الخطوط التي تظهر حول منطقة الفم للحصول على ابتسامة بلا تجاعيد. 7- قطعة تساعد على تجميل الأنف دون اللجوء لعمليات التجميل بواسطة الجراحة.
-
الناس... ينظرون للمطلقة نظرة ظالمة ..وكأنها قد أجرمت .. وكأنه و لاحق لها بعد ذلك فى الحياة مع زوج آخر .. نسوا أنها كيان إنسانى .. وأنه قد يكون زوجها السابق قد ظلمها وأثقل كاهلها .. وأنها بشر يجب أن تعيش وأن تستمتع بحياة كريمة كأى بشر من البشر .. وأنه لا يعنى أنها مطلقة أنها بذلك تكون من النساء ذوى الدرجة الثانية .. الإنصاف .. يا أيها الإنسان لأخيك الإنسان . الناس.... ينظرون للعاطل نظرة ظالمة .. وكأنه قد وجد الوظائف الشاغرة وامتنع عن اللحاق بها والسعى ورائها .. وكأن النظام السابق لم يرحل إلا بعد أن ترك الأرض بالورود للعاطلين مفروشة .. والوظائف هنا وهناك على الأرصفة معروضة ومن كثرتها متروسة ومرصوصة.. ونسى الناس أن الوسائط كانت هى الأصل فى بلاد نا . الناس ... ينظرون للأرملة نظرة ظالمة .. وكأن موت زوجها يعنى أنها أيضا لابد أن تموت ... أبدا لا تعيش ... ليس من حقها أن تعيش .. فلا حق لها فى الحياة الكريمة مع رجل كريم .. بل حرام عليها وعيب أن تتزوج بآخر مهما كان خلقه ومهما كانت سريرته .. بل تصبح معيبة كل العيب مجرد أن تلوّح بذلك أو تُشير من بعيد .. بل قد تجد من يقول لها : كيف وصل تفكيرك إلى ذلك ؟ بل تكون قد خرجت - بمجرد تفكيرها فى ذلك – عن كل معانى الفضيلة .. بل تجد من يصفها بأنها قد نسيت الوفاء والإخلاص لزوجها الذى قد رحل .. تتهافت نظرات الدهشة إليها وتتلاحق مصمصة الشفايف من حولها ليس حزنا واشفاقا بها ولا عليها. ولكن سخرية وتوبيخا وذهولا وتعجيزا لها .. وهذا كله يحدث مجرد فقط أن تفكّر فى أن تستتر برجل تتحصن به وتأمن فى دنيا الذئاب.. وتتكأ على كتفيه ليكون لها فى الدنيا عضدا ولحياتها سكنا ولها معينا وناصرا . فى حين أنه لو وضع هؤلاء الناس أنفسهم مكان الأرملة المظلومة ... لأحسوا والله بلوعتها ولذاقوا من مرارة وحدتها .. وغربتها . ولعرفوا أنهم حقا قد ظلموها وما أنصفوها .. وبنظرتهم الظالمة قد أتعسوها ولم يسعدوها . الناس ... ينظرون للفقير نظرة ظالمة ... وكأن الدنيا كانت أمامه مفروشة بالورد ومليئة بخزائن المال .. وهو الذى صرف عنها النظر وتعالى عليها وتكبّر . الراحمون يرحمهم الرحمن فارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء . فبدلا من نظرتكم الجارحة .. تحسسوا الفقراء وابحثوا عن ديارهم وامنحوهم مما أعطاكم ربكم .. فكم من آلاف الفقراء لايعلم الناس عنهم شيئا .. يفترشون أرضا ويلتحفون سماءَ . فيا ناظرون للفقير .. رُبّ اليوم فقير يكون فى الغد ميسور وتلك الأيام نداولها بين الناس . الناس ... ينظرون لبعضهم نظرة ظالمة .. توحى أنه يجب ألا أتحرك إلا بعد يأذن لى الناس .. فهذا سيقول عنى وهذه ستعيب تصرفى وهذا سيتابع منظرى وسلوكى . وكأن الناس قد تفرّغوا لمراقبة بعضهم بعضا .. وما تعب والله مثل هؤلاء الذين يتتبعون عورات الناس .. يكفى أنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته . سبحانك يارب .... أيعقل أن يتسبب الناس فى أن يخسر الناس حلمهم وطموحهم بسبب الناس . أيعقل أن يتسبب الناس فى أن يتخلى الناس عن مبادئهم وأهدافهم من أجل إرضاء الناس . أليس إرضاء الناس غاية لاتدرك . أليست حياتك وحياتى هى لك أنت وهى لى أنا وهى ليست للناس . أما علمت أننى مَنْ أعيش وأنت مَنْ يعيش وأنا من سأموت وأنت من سيموت . فليترك الناسُ الناسَ.. يستمتع كل منهم بحياته لحظة بلحظة ... دون أن يقهر الناسُ بعضهم بالناس . دون أن تسير حياتك وحياتى وكأنها وقد أصبحت رهنا لهؤلاء الناس . وعجبى على دنيا غريبة.. مؤلم حقا كل ما فيها ... أصبح الناس فيها هم من يتعسون الناس ويتحكمون فى الناس . فاللهم لا تفقدنا أبدا يارب جميل الشعور والإحساس وعظيم السرور . أحبتي كم هي النظرات تلي النظرات التي لم يتم سردها فاتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة نسال الله العفو والعافية فى ديننا ودنيانا واهلنا ومالنا وصحتنا ما حيينا. مما تصفحت ارق التحايا لكم...
-
مؤٍسف .. أن تظن أن هناك أشخاصاً مهتمين بكِ ..وٍما أن تنتهي " مصلحتهم " يختفوٍن .. وٍقد يوٍاجهوٍنك وٍلا يلقوٍن عليكِ السلام !! مؤٍسف .. أن تجبرٍ على مغادرٍة من تحبهم بصمت ... في حين أنكِ ترٍغب بطبع قـُــبلات الوٍداع على وٍجنتيهم .. مؤٍسف .. أن ترٍى الرٍقص وٍالفرٍح وٍالإبتهاج بنصرٍ " ابن البلــد المسلم " في برٍامج " الوٍاقع " ... بدلاً من الحزٍن واٍلأسى على أمة المسلمين وٍالحالــه التي نمرٍ بها ... مؤٍسف .. أن ترٍى اهتمام الغرٍب بالعلم وٍالتعلم .. في حين أمة " إقرٍأ " لا تحب القراٍءهـ!! مؤٍسف .. أن ترٍى جاهلاً .. يوٍضع قبل اسمه حرف " د " !! مؤٍسف .. أن يؤٍخذ منكِ ماتستحقــه .. ويـٌـعطى لمن لا يستحق بسبب .. الوٍاسطة .. مؤٍسف .. أن تنصح اشخاصاً يهموٍنك .. فتــُــفاجأ بإتهامكِ بنيـــة " الإفســـاد " !! مؤٍسف .. أن تــُـصـدم بشخصية أحد كُــنتِ ترٍاهـ" قمة في الأخلاق " .. مؤٍسف .. أن يــُــخطئ عليكِ من يعرفكِ جيداً لإنه ... فهمكِ خطأ !! مؤٍسف .. أن تتلقى طعنــه غدرٍ ممن اسكنتـهم قلبك .. مؤٍسف .. ان ترٍى اهانــه ممن وٍلاهم اللــه عليك مؤٍسف .. ان ترٍسمــهـ وردهـ وٍغيرٍك يجني لك شوكــه مؤٍسف .. ان تعيش امال وٍغيرك يهدمــه بالاحلام مؤٍسف .. ان تحب شخص وٍهوٍ يكن لك البغضاء مؤٍسف .. ان تعرٍف طرٍيق النبي صلى اللـه عليــه واله وٍسلم وٍتتبع غيره مؤٍسف .. ان تتعلم وٍتثقف وٍلا يزال عقلك في ضحالــه سلوكيــه
-
خلق الله تعالى العباد وجعل أحوالهم جارية على سنن قدّرها وقضاها. فمن سنن الله تعالى، سنة المداولة {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] فالفاشل قد ينجح.. والناجح قد يفشل.. تلك سنة جارية، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا! ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل.. فتلك سنة، إنما الفاشل من يقع فيه ثم هو يرتضيه.. قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[النساء: 17- 18] والشخصية الفاشلة تقف حجر عثرة أمام تقدم صاحبها ورقيه، وتبدل أفراحه أتراحاً، وتترك عمره بلا ثمر ولا حصيلة، ويحدد لها علماء النفس بعض السمات التي تتصف بها: سمات الشخصية الفاشلة: •النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها وقناعاتها. باطنها مملوءة بالانتقام والعدوان، وفي أكثر الأحيان لا تستطيع أن تنفذ ما تريد، وينعكس ذلك في كلماتها وآرائها. • العزلة والانطوائية: صاحب هذه الشخصية لا يقيم علاقات اجتماعية مع الناس، فطابع العزلة والانفراد هو السمة الغالبة لديه، نتيجة عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، وقد تكون تعبيراً عن الترفع والاعتداد بالنفس مما يدفعه إلى السلبية إلا إذا جاءت الأمور طبقاً لرغباته، وقد تكون صفة الانطوائية ناجمة عن شعوره بالنقص من الآخرين وما يولده ذلك من مشاعر العنف والقسوة تجاه ذاته ومعاقبتها لأنه لا يستطيع مجاراة الناس ممن يقدمون لبعضهم البعض أجمل الابتسامات والتمنيات بالخير عندما يلتقون، ويكنون لهم أعظم الأمنيات بالتوفيق، فصاحب الشخصية الفاشلة يضمر الكره بسبب عقدة النقص التي تلازمه، وعقدة الحقد على كل ما هو مفرح وناجح، فينعكس هذا السلوك السلبي على قسمات وجهه وإيماءاته التي يقرأها الناس، فيتخذ حينئذ العزلة والابتعاد والسلبية تجاه الآخرين. • موقف الحذر من المشاركة فيما يهم الناس في أفراحهم و أحزانهم، حتى ولو كان بالتعبير السطحي، وإظهار مظهر من مظاهر المشاركة الوجدانية كما يفعل عامة البشر أثناء الأفراح أو المصائب والشدائد التي تبتلى بها عائلة ما. • ضعف الفعالية في كافة مجالات الحياة، بل إنها شخصية لا ترى للنجاح معنى، أو ليس عندها مشروعاً اسمه النجاح، وتحاول إفشال مشاريع النجاح. لا تؤمن بمسيرة الألف الميل التي تبدأ بخطوة، بل ليس عندها همة الخطوة الأولى، ولهذا لا تتقدم ولا تحرك ساكناَ وإن فعلت في مرة توقفت مئات المرات. كما أنها لا ترى أن هناك فراغاً يجب أن تملأه وأن يكون لها دورا تؤديه. • عدم الانضباط والالتزام: فليس للالتزام والانضباط معنى أو قيمة في قائمة أولوياتها، فلا تتأثر بالمواعظ ولا تلبي أي نداء ولا تسمع التوجيهات النافعة. • المشاغبة: دائماً تقوم بدور المعوق والمشاغب بكل ما هو تحت تصرفها أو ضمن صلاحياتها. • كثرة الشكوى بلا مبرر: شخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود. وهي دائمة الشكوى والاعتراض والعتاب والنقد الهدام. وإذا ناقشت موضوعا ما ناقشته بغضب وتوتر والانحيازية لذاتها ومصالحها. إن الهمة العالية مطلب عظيم يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة التي تتوق إلى المعالي، وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية، فبدون هذا الوقود – بعد توفيق الله عز وجل – لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها، ولعل خير شاهد على ذلك همة العلماء وطلبة العلم وكيف أنهم استطاعوا تحقيق أعمال وكأنها أشبه بالخوارق، وكانت تلك الإرادة الصلبة التي رُدفت بهمة عالية طريقاً لذلك. ومشكلتنا الشائعة أن البعض منا يتصور في نفسه قصوراً متوهماً، وكأن أصحاب الإنجازات ليسوا من البشر، فإذا نظر إلى حافظ القرآن، أو إلى طالب متفوق في دراسته، أو إلى مبتكر، أو إلى عالم، أو إلى خطيب، أو إلى أي إنسان متميز.. قلل من نفسه واتهم ذاته بعدم القدرة على مقارعة هؤلاء، واستمر على ما هو عليه في مكانه لا يتقدم إن لم يكن يتراجع! فهذا وأمثاله ندعوهم دعوة صادقة للتوكل على الله أولاً، ونفض غبار الأوهام وارتداء رداء قوة الإرادة بعزيمة تتهاوى معها كل المثبطات والعوائق، وسيلاحظون بإذن الله الفرق قريباً. أننا نعيش جميعاً بواسطة التركيبات أو الأوامر الذاتية طيلة حياتنا، وأحياناً ما نعيش بتوكيدات سلبية مثل "أنني لا أجيد صنع شيء" أو "أنني لا أستطيع أن أتحدث أمام الجمهور"، أو "أن لي ذاكرة ضعيفة تنسى كثيراً".. وهكذا، فعقلنا الواعي بمثابة البستان، أما عقلنا اللاواعي «الباطن» فيمثل "البستان نفسه"، وأي شيء نزرعه أو نبذره في بستاننا سيثمر، والأفكار سرعان ما تتحول إلى واقع ملموس .. إذا ما فهمنا هذا جيداً فسندرك أننا قد برمجنا عقولنا لكي تفكر بطريقة خاطئة، وبالتالي لكي نتقدم علينا أن نكتب توكيداً نصيغه على هيئة تصريح بما سنبرمج عليه أنفسنا في الواقع، بل نكتب عدة توكيدات لكل هدف، فإذا كنت -على سبيل المثال- تود أن تتحمل الناس أكثر فإنك ستكتب قائلاً: "إنني دائماً أتحمل الناس" أو " في كل يوم يمر عليّ أصبح أكثر تحملاً " .. وهكذا في كل أمر، وبذلك نتحرر من قيود الأفكار السلبية وانعكاساتها على واقعنا العملي.
-
قد يكون حسن النقاش والمحاوره موهبه وفن عند البعض ، ولكن بالإمكان اكتسابه من خلال احتكاكك مع الأقلام المتحاورة (فمرة تلو مرة ..ستقارع عمالقة الحوار) وتصبح من مجيدين هذا الفن 1- وقبل أن تبدأ في المناقشة ..( بسم الله ) وتوكل عليه وأدعه أن يوفقك الى الخير . 2-أقرأ القضية جيداً قبل المناقشة وإذا لم تستوعبها أقرأها مراراً وتكراراً..حتى تستطيع أن تبدي رأيك فيها . 3- حاول أن تكتب رأيك قبل أن تقرأ ردود المناقشين للموضوع حتى لا تتأثر بأرائهم . 4- حاول التسلسل والتدرج في طرح الفكرة ، و لاتعيد طرح الفكرة أكثر من مرة تعدد الأساليب والفكرة واحدة . 5- حاول بقدر المستطاع بأن لا يكون رأيك متأثر بأحد الأمور الخارجة عن صلب الموضوع (كشخصية الكاتب - أو طريقة كتابته وعرضه - أو لون أو خط أو غير ذلك ) . 6- ليس بالضرورة أن تكون كل كلماتك منمقه بأسلوب أدبي محنك ..ولكن من المهم أن تكون كلماتك مفهومه للقرأ ..(وهناك البعض قد تصلك أفكاره وطرحه الشيق بسلاسة وقوه في نفس الوقت على الرغم من أنه أستخدم لهجته العامية في المناقشة ). 7- رائع أن تستشهد خلال مناقشتك بآيات الله الحكيمة أو من سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ((ومهم جداً أن تتأكد من صحة المصدر ..وياحبذا لو تكتب رقم الأية والسورة ؛؛ أو الراوي واسم الكتاب الذي يضم الحديث )) أو من واقع الحياة بقصص أو تجارب . 8- بعض المناقشات تتطلب منك في نهايتها أن تستخلص رأيك بكلمات قليلة تعبر فيها عن وجهة نظرك . 9- إن كانت القضية تتطلب حلول ..أطرح حلول من واقع مجرب أو حتى لو كانت من خيالك ترى من الممكن تحقيقها . 10- البعد كل البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الإحترام بينك وبين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب .. (وإلا فالصمت خير لك لكي لاتندم على كلمات قد قلتها لحظة غضب ) . 11- إذا وجدت من له وجهة نظر تخالف وجهة نظرك ويحاول أن يستفزك أو يثير المشاكل ..حاول أن تفهمه بأسلوب هادئ (حتى ولو كنت تشتاط غيضاً ) أننا لسنا في ساحة معركة وهذه مجرد قضية طرحت للحوار .. وليس من الضروري بأن ينتهي الحوار بإقناع أحد الأطراف بالرأي الأخر و يبقى لكل أنسان قناعاته وأرائه . 12- لاتنقص من قدر نفسك لأنك ترى أغلب المناقشين يعارضون رأيك ؛ إن كنت مقتنع بهذا الرأي فالناس ليسوا طبقة واحده في التفكير ويختلفون في أمور شتى .. فالذي يعجب شخص قد لايعجب الآخر . 13- إذا ناقشت في قضية فمن المهم أن تعود لتقرأ الردود التي ستكتب بعدك .. فلربما عقب أحدهم على نقطة قد أثرتها خلال طرحك ليحصل التفاعل بين الأراء المتناقشه.
-
حرصنا على أن نبيَّن نهج سلفنا الصالح في التوجه إلى الله بالاستغاثة أو الدعاء ، لأنه ظهر في عصرنا من ينكر قراءة الأوراد والأحزاب الواردة عن الصالحين ؛ بل ويُعِدُّ ذلك " بدعة " ؛ يجب القضاء عليها ، ويبرِّر ذلك بقوله : الأوْلى الاشتغال بالقرآن والسنَّة ، وهذا يرجع في نظرنا إلى أمرين : إما رؤيتهم لبعض المنتسبين للصالحين ، والذين يدَّعون الحبَّ للصالحين ، ولكن لا يتابعونهم في سلوكهم وهديهم ، وحكمهم على أهل الطريق كلهم من خلال هذه النظرة القاصرة وإما لجهلهم بأحوال أهل الطريق ، لعدم إطلاعهم عليها ، وعدم معرفته للأسباب الشرعية التي استمد أهل الطريق منها أحوالهم ، وأسَّسوا عليها أعمالهم فإن القوم ما خرجوا عن القرآن والسنة طرفة عين ، لذلك رأينا أن نبيِّن طريق القوم في التوجِّه والدعاء ، وحتى لا يظنَّ العبد أننا نتعصَّب لهم ، فإننا ننقل كلام أحد أئمتهم في هذا الشأن ، ونكتفي به لغنائه ، فقد قال العارف بالله الشيخ أحمد زروق في مقدمة شرحــه على " حزب البحر لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه" : {أعلم أن للشارع في كل باب من المطالب إفادة ، وللأولياء في ذلك زيادة ، فمن جمع بين فائدة الشرع وزيادة الأولياء ، كان على اهتداء ، واقتداء ، ومن أفرد ذلك كان نقصه بحسب ذلك ، ولكن نقص الإهتداء يمنع الفائدة ، ونقص الإقتداء قد لا يضر لأنه مقوٍّ فقط ، والوقوف معه بهجران ما ورد شرعاً يضرُّ دنياً وآخرة ، وسأذكر لك في ذلك سبعة أمثلة : الأول : إذا أردت استعمال " حزب البحر " للسـلامة من عطبه ؛ فقدِّم قبل ركوبه {بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } إذ قد جاء في الحديث أنه أمانٌ من الغرق الثاني: إذا أردت الخروج من الضيق إلى السعة ، فأت بما كان الشيخ يعلِّمه أصحابه لذلك من قوله {يا واسع يا عليم يا ذا الفضل العظيم ، أنت ربِّي وعلمك حسبي ، إن تمسسني بضرٍّ فلا كاشف له إلا أنت ، وإن تردني بخير فلا رادَّ لفضلك ، تصيب به من تشاء من عبادك ، وأنت الغفور الرحيم} فقدِّم ملازمة الاستغفار ؛ إذ قد جاء في الحديث أن الله يجعل لملازمه من كل همٍّ فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب واستعمل دعاء الكرب المرويِّ في البخاري {لا إله إلا اللَّهُ العَظِيـــمُ الـحَلِـيـمُ ، لا إله إلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيــمِ ، لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ ربُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيـمِ} وما جاء في سنن أبي داود من حديث أبي أمامة رضي الله عنه في الذي اشتكى هموماً وديوناً اعترته ؛ فعلَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَـةِ الدَّيْنِ وَقَهْـرِ الرِّجَـالِ ، وقـال : قُلْهُ بعد الصبـح والمغـرب}[1] الثالث : إذا أردت النصر على الأعداء باستعمال ما كان الشيخ يعلِّمه لأصحابه من ذلك من قوله : بسم الله ، وبالله ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم ، واكفنا شرورهم حسبي الله وكفا ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى حسبنا الله ونعم الوكيل، وقال: يذكر سبعاً في دبر كل صلاة تقدِّم عليه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم يقوله إذا خاف قوماً {اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ}[2] وكان عليه الصلاة والسلام إذا خاف عدواً يقول : عن البراء بن عازب رضي الله عنه : مسند الإمام أحمد وابن حبان {اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بما شِئْتَ} الرابع : إذا أردت السلامة من ظالم ، تدخل عليه باستعمال ما أشار به الشيخ رضى الله عنه من قوله تعالى فى محكم التنزيل{وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} فقدَّم ما جاء في الحديث لمن خاف ســـلطاناً ، أو ظــالماً أن يقول : {اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعاً، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلٰه إِلاَّ هُوَ، المُمْسِكُ السَّمٰوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ عَلٰى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، مِنْ شَر عبْدِكَ فُلاَنٍ وَجُنُودِهِ، وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ، مِنَ الْجِن وَالإِنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَاراً مَنْ شَرهِمْ ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَعَزَّ جَارُكَ ، وَتَبَـارَكَ اسْمُكَ ، وَلاَ إِله غَيْرُكَ ـ يقوله ثَلاثَ مَرَّاتٍ–}[3] كما رواه الطبرانى وغيره – الخامس : قال الشيخ رضي الله عنه : إذا أردت ألا يصدأ لك قلب، ولا يلحقك همٌّ ولا كرب ، ولا يبقى عليك ذنب ، فأكثر من {سبحان الله وبحمد لا إله إلا الله} ، ويزيد { محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم} ، {اللهم ثبِّت علمها في قلبي ، واغفر لي ذنبي ، واغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى} فمن أراده ؛ فليستعمل معه {اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ} إلى آخر الدعاء الآتي في فوائد تفريج الكرب ، فما قاله أحدٌ ؛ إلا أذهب الله همّه ، وأبدل مكان حزنه فرحاً ، كما ورد في الحديث الشريف{4} السادس : حزب البحر ، والحفيظة التي أولها {بسم المهيمن العزيز } وضع كلاهما للجلب والدفع ، وقد جــــاء في الحديث {أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (ثلاثا)}[5] عند نزول المنزل في السفر ؛ منزل أمان {أى بقولها يصير المكان الذى نزلوه أمانا} حتى يرتحل عنه وجـــــــــاء {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ } لنفي وحشته {أى وحشة مكان النزول} وجـــــــــــــــــــاء {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } والمعوذتان ، صباحاً ومساءً ؛ ثلاثاً ؛ تكفيك من كل شئ وجـــــــــــاء أيضــــــــــــاً {بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} من قالها ثلاثاً صباحاً لم تصبه فجأةُ بلاء حتى يمسي ، وإن قالها مساءاً ؛ فكذلك حتى يصبح{6} السابع : قد ذكر المشايخ وجوهاً وأذكاراً لطلب الغنى : فمن ذلك يقول بين الفجر والصبح {سبحان الله العظيم ، سبحان من يمنُّ ، ولا يُمَنُّ عليه ، سبحان من يجير ولا يجار عليه ، سبحان من يبرئ من الحول والقوة إليه ، سبحان مدَّ التسبيح منَّة منه على من اعتمد عليه ، سبحان من يسبِّح كل شئ بحمده ، سبحانك لا إله إلا أنت، يا من يسبِّح له الجميع ، تداركني بعفوك فإني جزوع} ثم يستغفر الله مائة مرة ، فإنه لا يأتي عليه أربعون يوماً ؛ إلا وقد أتته الدنيا بحذافيرها ، وهو مجرَّب الفائدة والحاصل من ذلك كله ، أن أثر الأسرار مقيد بأسرار الشريعة ، فمن أراد نجح مقصده ؛ فليقدم الشرعيَّات ، ثم يتبعها بما هو من نوعها} انتهى كلام الشيخ زروق ، وقد نقلناه من كتاب {سعادة الدارين للنبهاني} وهكذا يتبيَّن لنا أن نهج السلف الصالح هو : 1- الإتيان بما ورد في الباب من الآيات القرآنيَّة ، والأدعـية ، والأذكار النبويَّــــة 2- ثم يزيدون على ذلك بما يفتح الله عليهم من بـاب الإلهام 3- فهم لا يكتفون بالأصول ، وإن كان فيها الغناء ، لعلوِّ هممهم ، وصدق عزائمهم ، وشدَّة أشواقهم ، وكثرة شغلهم بطاعة ربهم والإقبال عليه ، طمعاً في مزيد فضله ونوال كرامته ، وهم لا يستغنون بالزيادة عن الأصول ، بل قال قائلهم فيمن فعل ذلك {إنما حُرِمُوا الوصول لتضييع الأصول} {1} عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قال : «دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ يَاأَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ قالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَارسولَ الله، قالَ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَماً إِذَا أنت قُلْتَهُ أذْهَبَ الله هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قال قُلْتُ بَلَى يَارسولَ الله قال قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ (الحديث) قالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ الله هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي» (سنن أبي داوود) {2} عن أبي بُرْدَةَ بنِ عَبْدِ الله أَنَّ أَبَاهُ ، حَدَّثَهُ: « أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا خَافَ قَوْماً قالَ (الحديث) سنن أبي داوود وابن حبان ومسند الإمام أحمد {3} عن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :قال صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَاناً مَهِيباً تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ عَلَيْكَ ، فَقُلْ (الحديث) مصنف ابن أبي شيبة وجامع الأحاديث والمراسيل {4} عن ابن مسعود ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ «مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ، إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي ، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحاً». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هٰذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ : «أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهنَّ» صحيح ابن حبان {5} عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللّهَ يَقُولُ «إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: (الحديث) فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّىٰ يَرْتَحِلَ مِنْهُ» صحيح مسلم{6} عن عثمان ، أَن رَسُول اللَّهِ قال : «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: ( الحديث ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وإنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ».مسند الإمام أحمد ، وصحيح ابن حبان
-
( أبو لهب ) هاشمي من أشراف قريش لكنه [ سَيصلى نارا ذات لهب ] ! و( بلال بن رباح ) عبد حبشي أسود سمع الرسول صلى الله عليه وسلم خَشْخَشَةَ نعله في الجنة ! فكفاك تفاخراً بأصلك يابن أدم ! ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ عندما ترى إمرأة محترمة تقف مع فاسدة : توصف المحترمة أنها فسدت !! ولا توصف الفاسدة أنها أصبحت محترمة !! متى سنرتقي ونحسن الظن بالآخرين ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ (واقع) ... قال رجل : ولدتني امرأة وعلمتني امرأة وأحببت امرأة وسأتزوج امرأة فكيف لا أحترم النساء؟ ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ (أخلاق) ... طلب شاب فتاة من أبيها ليتزوجها قال الأب أجب عن سؤال واحد وتكون ابنتي لك .. في أي وقت يؤذن لصلاة الفجر؟ فلم يجب! فقال الأب سلعتي غالية ومهرها ليس عندك! ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ (تربية) ... ثقافه (العيب) أشد علينا من (الحرام) نحن مجتمع يخاف من الخلق أكثر من الخالق !! ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ (واقع) ... ليس كل ملتحٍ تابع لطالبان ! وليس كل حضري دلوع ! وليس كل بدوي همجي ! "فلنرتقي في تفكيرنا وعقولنا" ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ 💠 (تقدير) ... لا تنصدم بغدر الأقرباء! فقبلك يوسف عليه السلام غدروا به إخوته وهو نبي!! ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ 💠 (واقع) ... اكتب مبادئك بـ قلمٍ جاف حيث الرسوخ و الثبات •• و اكتب آراءك بقلمِ رصاص حيث التعديل والتصحيح ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ 💠 (تربية) ... حين نقوم بإنجاز الأشياء السهلة تتحسن إمكاناتنا ، ونصبح أفضل استعدادًا لمواجهة الأشياء الصعبة ▂▂▂▂▂ ▂ ▂ 💠 (حكمة) ... عند الغضب قد يكون كلامك صحيحاً .. ولكن بأسلوبٍ خاطئ ▂▂▂▂▂ ▂ ▂
-
ليس أقسى في الحياة من الهجْر والإعراض، سل في ذلك أي محبّ، كيف قاسى آلام الهجران ولوعة الحرمان، حتى توقّفت عنده ساعةُ الزمن أو كادت، وفسدت لديه لذّات الحياة وتكدّرت، فما عاد يستمتع بمباهجها وأسباب سعادتها، وما أدقّ الوصف القرآني القائل: {ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم} (التوبة:118). هذا، والحبيبُ لا يُرجى منه نوالٌ، أو يُطلب من كشفّ الضرّ أو دفع الشرّ على وجه الكمال، فكيف إذا كان الهجْرُ دائماً لا انقطاع له؟ أم كيف إذا كان الإعراض من الذي بيده مقاليد السماوات والأرض؟ من ملكِ الملوك الذي لا يخرجُ شيءٌ من ملكه، ولا يحصل أمرٌ إلا بمشيئته؟ وكيف إذا كان ذلك في أشدّ حاجات العبد إليه؟ يوم تُبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، وتدنو الشمسُ من الخلائق، ويُلجم العرقُ الناس إلجاماً –كما جاء في الحديث-، فلا نظر ولا كلام، بل هو إعراضٌ تام؟ هنا تظهر ملامحُ الخسارة، ويكون الإعراض الإلهي حاملاً لمعنى العقوبة؛ نظراً لعدم استحقاق من توجّه إليه ذلك الإعراض لنظرِ الإله وكلامه معه، بل هو علامةٌ أكيدةٌ على عقوباتٍ تتلو ذلك الإعراض، وهو العذاب الأليم والخزي الكبير. يتراءى لنا ذلك في خواتيم قوله سبحانه:{ ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (البقرة:174). فمن الأشقياء الذين يُعرض عنهم خالقُهم يوم القيامة؟ وكيف يكون إعراضُه عنهم سبباً في عدم زكائهم ونقائهم وطهارتهم؟ وما الرسائل الضمنيّة المبثوثة في النصوص التي ترصد أوصاف هذه الفئة من الخليقَة؟ وكيف يمكن النأي بالنفس عن الطرق التي سلكها أصحاب هذه الأوصاف؟ يُقال في البدء: لقد تنوّعت النصوص الشرعيّة من الوحي الإلهي ومشكاة النبوّة، في بيان حال من يُعرض الله عنهم يوم القيامة، فبيّنت أن منهم من لا يستحق النظر الإلهي لصاحبه، ومنهم من لا يكلّمه ولا يزكّيه، ويمكن تقسيمهم كالآتي: القسم الأول: من لا ينظر إليهم، ولا يكلّمهم، ولا يزكّيهم، ولهم عذابٌ أليم وهؤلاء هم أشدّ الناس عذاباً، فقد جمعوا المساويء كلّها، وقد جاء هذا الوصف في حقّ أولي العلم من أهل الكتاب: أحباراً ورهباناً، كما جاءت كذلك في حق من يكتمه من علماء أمة الإسلام، والآية في الأصل تنزّلت في حقّ من كتموا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ونبوته مع علمهم بصدقه، طلباً منهم لعرضٍ من الدنيا خسيس، ومع ذلك فعموم الآية يشمل كلّ من انطبق عليه وصف كتمان العلم، وفي ذلك يقول الله عز وجل: { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (البقرة:174)، يقول البغوي: "لا يكلمهم بالرحمة وبما يسرهم، إنما يكلمهم بالتوبيخ، ولا يزكيهم، أي: لا يطهرهم من دنس الذنوب والخطايا، ولهم عذاب أليم". وقريبٌ من حال هؤلاء المغضوب عليهم، التاركون لعهد الله الذي عهده إليهم، ولوصية الله الخاصة باتباع نبينا عليه الصلاة والسلام والتصديق به، وكذلك المستحلّون لأموال الناس بالباطل من خلال الأيمان الكاذبة، مقابل حطام الدنيا الفانية، فعقابهم كما قال الله: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (آل عمران:77 ). ومّن الداخلين في هذا القسم، ثلاثةُ أصنافٍ ورد في حقهم الوعيد السابق، جاء في حديثأبي هريرةرضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر) رواه مسلم. وقد حاول القاضي عياض بيان وجه استحقاقهم لهذه العقوبة، فذكر أنهم ارتكبوا المعصية المذكورة مع ضعف دواعيها عندهم، فإن الشيخ لكمال عقله وضعف أسباب الجماع والشهوة للنساء عنده وترْكِه لحلال، والملك لا يخشى أحداً من رعيّته، فهو مستغنٍ عن الكذب، والعائل الفقير قد عُدِمَ المال، فلماذا يستكبر ويحتقر غيره؟ فكانت أفعالهم ضرباً من الاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصيته. ومن الداخلين في هذا الوعيد: المسبل إزاره على وجه الخيلاء، ومن يريد تصريف سلعته بالحلف الكاذب، والذي يمنّ على الناس حين الصدقة والإنفاق، فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم) قالها ثلاثاً، فقال أبو ذر رضي الله عنه: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (المسبِل، والمنّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم. وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماءٍ بطريق، يمنع منهُ ابن السبيل، ورجلٌ بايع رجلاً لا يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه ما يريد وفّى له، وإلا لم يف له، ورجل ساوم رجلاً بسلعةٍ بعد العصر، فحلف بالله لقد أُعطي بها كذا وكذا، فأخذها) فالأوّل منع الماء عن ابن السبيل ظلماً وطغياناً، والثاني أحد المرتزقة، سلك النفاق وتعامل مع ولي أمره من منطلق النفعيّة فحسب، والثالث صاحب أيمانٍ كاذبةٍ في هذا الوقت المعظّم. القسم الثاني: من لا ينظر الله إليه يوم القيامة أصحاب هذا القسم محرومون من نظر الله إليهم يوم القيامة، وهم: صاحب العقوق، والمتشبّهة من النساء بالرجال، والديوث الذي يُقرّ الفجور في أهله، ورد فيهم حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجّلة المتشبهة بالرجال، والديّوث) رواه أحمد والنسائي. ومن المحرومين من نظر الله تعالى: من يعملون عمل قوم لوط، أو يأتون زوجاتهم في غير ما أحلّ الله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاينظر الله إلى رجل أتى رجلاً، أو امرأةً في الدّبُرُ) رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إن الذي يأتي امرأته في دُبُرها، لا ينظر الله إليه) رواه النسائي. وإذا كانت هذه الأوصاف المذمومة قد أدّت بأصحابها إلى استحقاق العقوبات المذكورة، فإن ذلك يدعونا إلى الاتصاف بأضدادها من الأخلاق الحسنة والأفعال الحميدة المرضيّة عند ذي الجلال والإكرام، حتى ينظر إلينا سبحانه نظرةَ رحمةٍ تدخلنا جنّته وتحلّ علينا رضوانه.
-
من آيات الأحكام في القرآن الكريم قوله سبحانه: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (البقرة:222). يتعلق بهذه الآية جملة من الأحكام، نجملها في مسائل: المسألة الأولى: {المحيض} مصدر ميمي بمعنى الحيض، كالمعيش بمعنى العيش، ويطلق المحيض على الزمان والمكان، ويطلق على الحيض مجازاً. وأصل الحيض: السيلان، يقال: حاض السيل وفاض، وحاضت الشجرة، أي: سالت. ومنه قيل للحوض حوض؛ لأن الماء يحيض إليه، أي: يسيل. ويقال للمرأة: حائض، وحائضة. المسألة الثانية: {قل هو أذى} دم الحيض له رائحة كريهة بخلاف سائر الدماء؛ لأنه من الفضلات التي تدفعها الطبيعة، قال الطبري: "وسمي الحيض أذى؛ لنتن ريحه، وقذره، ونجاسته"، وهو دم فاسد، أسود، ثخين، محتدم شديد الحمرة -كما يُعرِّفه الفقهاء- ورؤية الدم تنفر الطبع، وتشمئز منها النفس، فكيف إذا اجتمعت معه هذه الأوصاف الخبيثة؟ وإتيان المرأة في مثل هذه الحالة، فيه ضرر عظيم يلحق بالمرأة، كما أن فيه ضرراً على الرجل أيضاً، عبّر عنه القرآن الكريم بتعبير دقيق {قل هو أذى}، وقد أثبتت الدراسات المعاصرة الضرر الفادح الذي يلحق بالمرأة من جراء معاشرتها وإتيانها في حالة الحيض؛ إذ كثيراً ما يختلط المني المقذوف من الرجل بهذه الدماء، ويتولد عن ذلك التهابات في عنق الرحم، أو في الرحم نفسه، أو يتعرض الجنين إلى التشوه، إن قُدّر هناك حَمْل، كما أن الرجل يتعرض لبعض الأضرار الجسمية؛ ولهذا ينصح الأطباء بالابتعاد عن المرأة في حالة الحيض حتى تطهر من عادتها. المسألة الثالثة: اختلف الفقهاء في مدة الحيض، ومقدار أقله وأكثره على أقوال ثلاثة: الأول: أن أقله ثلاثة أيام، وأكثره عشرة. وهذا قول الحنفية. واستدلوا لمذهبهم بحديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام) رواه الدار قطني، والطبراني في "الأوسط"، و"الكبير". قال الجصاص: "إن صح هذا الحديث، فلا معدل عنه لأحد". الثاني: أن أقله يوم وليلة، وأكثره خمسة عشرة يوماً. وبهذا قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث: (تمكث إحداهن شطر عمرها، لا تصلي)، قال البيهقي: "قد طلبته كثيراً، فلم أجده في شيء من كتب أصحاب الحديث, ولم أجد له إسناداً بحال". و(الشطر) في اللغة النصف، فهذا يدل على أن الحيض قد يكون خمسة عشر يوماً. الثالث: لا وقت لقليل الحيض ولا لكثيره، والعبرة بعادة النساء. وهو قول مالك. والذي عليه أكثر أهل العلم أن أقل الطهر خمسة عشر يوماً، وهو الصحيح في الباب. وعند مالك مدة الطهر كمدة الحيض متروك أمرها لغالب عادة النساء. المسألة الرابعة: {فاعتزلوا النساء}، المراد باعتزال النساء: اجتناب مجامعتهن، لا ترك المجالسة، أو الملامسة، أو الموآكلة، فإن ذلك جائز. واختلف أهل العلم فيما يجب اعتزاله من المرأة في حال الحيض على أقوال ثلاثة: الأول: أن الذي يجب اعتزاله جميع بدن المرأة. قال القرطبي: "وهذا قول شاذ، خارج عن قول العلماء، وإن كان عموم الآية يقتضيه فالسنة الثابتة بخلافة". الثاني: الذي يجب اعتزاله ما بين السرة إلى الركبة، وهذا مذهب الحنفية والمالكية. واحتجوا لقولهم بما روي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كنتُ أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، كلانا جنب، وكان يأمرني فأتزر فيباشرني، وأنا حائض) رواه البخاري. وبما روي عن ميمونة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهنّ حيّض) رواه مسلم. الثالث: الذي يجب اعتزاله موضع الأذى وهو الفرج فقط، وهذا مذهب الشافعية. واستدلوا لمذهبهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) رواه مسلم. وبما روي عن مسروق قال: سألت عائشة ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: (كل شيء إلا الجماع) رواه عبد الرزاق في "مصنفه". وقد رجح الإمام الطبري ثاني الأقوال، فقال: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: إن للرجل من امرأته الحائض ما فوق المؤتزر ودونه". والعلة أن السماح بالمباشرة فيما بين السرة إلى الركبة قد تؤدي إلى المحظور؛ لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، فالاحتياط أن نبعده عن منطقة الحظر. وقد قالت عائشة رضي الله عنها بعد أن روت حديث المباشرة: (وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه؟) متفق عليه. وقد قرر علماء الأصول أنه إذا اجتمع حديثان أحدهما فيه الإباحة، والثاني فيه الحظر، قُدِّم ما فيه الحظر. المسألة الخامسة: أجمع العلماء على حرمة إتيان المرأة في حالة الحيض، واختلفوا فيمن فعل ذلك على قولين: الأول: أنه لا شيء عليه سوى التوبة والاستغفار. وهو قول جمهور أهل العلم. الثاني: أنه يتصدق بدينار، أو نصف دينار. قال الإمام أحمد: "ما أحسن ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يتصدق بدينار، أو نصف دينار). رواه أبو داود، وقال: هكذا الرواية الصحيحة. واستحبه الطبري. قال ابن عبد البر: "حجة من لم يوجب عليه كفارة إلا الاستغفار والتوبة اضطراب هذا الحديث عن ابن عباس، وأن مثله لا تقوم به حجة، وأن الذمة على البراءة". المسألة السادسة: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} اختلف الفقهاء في المراد بـ (الطهر) على أقوال ثلاثة: الأول: أن المراد بـ (الطهر) انقطاع الدم والاغتسال بعده، فـ (الطهر) الذي يحل به الجماع، هو تطهرها بالماء كطهور الجنب، ولا تحل حتى ينقطع الحيض، وتغتسل بالماء. وهذا قول جمهور أهل العلم. الثاني: أن المراد بالطهر انقطاع الدم، فإذا انقطع دم الحيض جاز للرجل أن يطأها قبل الغسل، إلاّ أنه إذا انقطع دمها لأكثر الحيض -وهو (عشرة أيام)- جاز وطؤها قبل الغسل، وإن كان انقطاعه قبل العشرة لم يجز حتى تغتسل، أو يدخل عليها وقت صلاة. وهذا قول الحنفية. الثالث: أنه يكفي في حلّها أن تغسل فرجها، وتتوضأ للصلاة. وهذا مذهب طاووس، ومجاهد. ومنشأ الخلاف ومرجعه قوله تعالى: {حتى يطهرن فإذا تطهرن} الأولى بالتخفيف، والثانية بالتشديد، وكلمة (طَهُر) يستعمل فيما لا كسب فيه للإنسان، وهو انقطاع دم الحيض، وأما (تطهّر) فيستعمل فيما يكتسبه الإنسان بفعله، وهو الاغتسال بالماء. فحمل الحنفية قوله سبحانه: {فإذا تطهرن} على معنى: فإذا انقطع دم الحيض، فاستعملوا المشدد بمعنى المخفف. بينما استعمل الجمهور المخفف بمعنى المشدد، و ذهبوا إلى أن المراد بالآية: لا تقربوهن حتى يغتسلن، فإذا اغتسلن فأتوهن، واستأنسوا لقولهم بقراءة حمزة والكسائي (حتى يطهّرَن) بالتشديد في الموضعين. واستدلوا لصحة مذهبهم أيضاً بأنه سبحانه علق الحكم في الآية على شرطين: أحدهما: انقطاع الدم، وهو قوله تعالى: {حتى يطهرن} أي: ينقطع عنهن الدم. والثاني: الاغتسال بالماء، وهو قوله تعالى: {فإذا تطهرن} أي: اغتسلن. فصار حصول هذين الشرطين هو الغاية، فلا بد من توفرهما معاً. وقد رجح الطبري وابن العربي مذهب الجمهور في هذه المسألة؛ لأن الله تعالى قد علل ذلك بقوله: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وظاهر اللفظ يدل على أن المراد به الطهارة الحسية، وهي الاغتسال بالماء. المسألة السابعة: اتفق العلماء على أن المرأة الحائض يحرم عليها الصلاة، والصيام، والطواف، ودخول المسجد، والاعتكاف فيه، ومسّ المصحف، وقراءة القرآن، ولا يحل لزوجها أن يجامعها حتى تطهر. وأجمعوا على أن الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. وهذه الأحكام تعرف بالتفصيل من كتب الفقه. المسألة الثامنة: إذا رأت المرأة الدم لأقل من المدة التي قررها الفقهاء -وهي يوم وليلة عند الجمهور، وثلاثة أيام عند الحنفية- فهو دم استحاضة، لا يمنع من الصلاة إلا عند أول ظهوره؛ لأنه لا يُعلم مبلغ مدته. ثم على المرأة قضاء صلاة تلك الأوقات، وكذلك ما زاد على عشرة أيام عند الحنفية. وما زاد على خمسة عشر يوماً عند الجمهور فهو استحاضة. وقد قال جمهور أهل العلم: المستحاضة تصوم، وتصلي، وتطوف، وتقرأ القرآن، ويأتيها زوجها. قال مالك: أمر أهل الفقه والعلم على هذا. وكان أحمد يقول: أَحبُّ إلي ألا يطأها، إلا أن يطول ذلك بها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في المستحاضة: لا بأس أن يصيبها زوجها، وإن كان الدم يسيل على عقبيها. المسألة التاسعة: البكر المبتدأة برؤية الدم تجلس أول ما ترى الدم خمسة عشر يوماً، ثم تغتسل وتصلي في قول الشافعي. وقال مالك: لا تقضي الصلاة، ويمسك عنها زوجها. وقال الإمام أحمد: تجلس يوماً وليلة، ثم تغتسل وتصلي، ولا يأتيها زوجها. وقال الحنفية: تدع الصلاة عشراً، ثم تغتسل وتصلي عشرين يوماً، ثم تترك الصلاة بعد العشرين عشراً، فيكون هذا حالها حتى ينقطع الدم عنها. المسألة العاشرة: الطهر العارض في فترة الحيض عند الحنفية كدم متصل، فحكمه حكم الحيض، تدع المرأة لأجله الصلاة والصوم، ولا يقربها زوجها. وعند المالكية تلغى أيام الطهر، وتضم أيام الدم بعضها إلى بعض، فإن دام بها ذلك استظهرت بثلاثة أيام على أيام حيضها، فإن رأت في خلال أيام الاستظهار أيضاً طهراً، ألغته حتى يحصل ثلاثة أيام دم الاستظهار. وأيام الطهر تصلي، وتصوم، ويأتيها زوجها، ويكون ما جُمِع من أيام الدم بعضه إلى بعض حيضة واحدة، ولا يُعْتَدُّ بأيام الطهر في عدة من طلاق، فإذا استظهرت بثلاثة أيام بعد أيام حيضها، تتوضأ لكل صلاة، وتغتسل كل يوم إذا انقطع عنها من أيام الطهر. ولا خلاف أن انقطاع دم الحيض ساعة ونحوها لا يخرج الحائض من حكم الحيض في وقت رؤية الطهر وانقطاع الدم، وأن ذلك كله كدم متصل؛ ولأن الطهر الذي بينهما ليس بطهر صحيح عند الجميع؛ لأن أحداً لا يجعل الطهر الصحيح يوماً ولا يومين، ولم يقل أحد: إن الطهر الذي بين الحيضتين يكون أقل من عشرة أيام.
-
يقف المبتهلون الضارعون إلى الله متلهفين يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً، وينشدون بصائر القرآن؛ لتنير حياتهم فيتألق من أجسادهم نوره يمشون به في الناس...عسى أن يجدوا سبل السلام...ويأخذوا منها أعمدة السعادة في أزمنة الظلام. البصائر القرآنية هي أهم أعمدة النجاة لبناء الحياة، واتقاء المشكلات، والنجاة في الفتن المضلات، وبدونها يقع الإنسان في العمى، ويتردى في الهلاك والبوار {فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (الحج:31)، ويتلبط بدونها المرء تلبط الغريق، ولذا قال الله تعالى {قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ} (الأنعام:104)، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به)، فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)، رواه مسلم . فالوصية بـ (القرآن) للتمسك به، والوصية بـ (أهل البيت) لبرهم ومعرفة حقهم، ما داموا بالكتاب متمسكين، وعند ابن حبان عن أبي شريح الخزاعي، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أبشروا، وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قالوا: نعم قال: (فإن هذا القرآن سبب، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا). من بصائر القرآن وأنواره في البناء الاجتماعي والسياسي: مكانة الأخ المسلم هي مكانة النفس، فقد عظم الله سبحانه مكانة الأخ المسلم من أخيه تعظيماً عجيباً، ثم فصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، وطبقه، فأما في القرآن فإننا نجد وصف (الآخر المسلم) بوصف فريد هو (النفس) حيث جعل الله مكانة الأخ من أخيه كمكانة نفس الإنسان من صاحبها...فماذا يريد الإنسان أن يصنع لنفسه من خيرٍ ويقيها من شرٍّ وضير، فليصنع لأخيه ذلك، فلنرصد ذلك في النظم القرآني الفريد: الموضع الأول: قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم} (البقرة:54)، فالمراد من قوله: {إنكم ظلمتم أنفسكم} نفس كل إنسان حقيقة، لكن المراد بقوله {فاقتلوا أنفسكم} (البقرة:54)، هو اقتلوا إخوانكم الذين هم بمثابة أنفسكم، وقد روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسهم، قال: فاحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، وأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضاً. وروى عن سعيد بن جبير ومجاهد، قالا: قام بعضهم إلى بعض بالخناجر، يقتل بعضهم بعضاً لا يحن رجل على رجل قريب ولا بعيد. والآية تحتمل أن يقتل الإنسان نفسه، كما يفعل المنتحر، لكن ذلك لم ينقله المفسرون، ولا أولوا به هذا الموضع، فالشاهد جعل الأخ بمثابة النفس...ترى أين نحن من آثار هذا المصطلح القرآني الفريد؟ الموضع الثاني: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم} (البقرة:84). فالمراد من كلمة {أنفسكم} أي: إخوانكم؛ لأن الإنسان لا يخرج نفسه من داره، بل يُخرجه غيره؛ ولذا قال بعدها: {وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان} (البقرة:85)، فكأن الله تعالى يقول: لا تخرجوا إخوانكم الذين هم بمثابة أنفسكم...هل أحد منكم يقبل بأن يُهَجِّر نفسه من داره، ويسلمها لأعدائه أو لخصومه؟ الموضع الثالث: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم} (البقرة:85)، وهم في الحرب لا يقتلون أنفسهم، بل يقتلون إخوانهم، ولكنه بَشَّع ما يفعلون بإخوانهم وشنَّع، كأنهم يقتلون أنفسهم، كما أن التعبير يدل على ما يجب أن يكون من العطف واللطف والمحبة تجاه (الآخر المسلم)، وصورت الآية هذه الصورة العجيبة التي تجعل مباشر الاعتداء يرتدع عن عدوانه؛ لأنه لن يعتدي على أخيه بل على نفسه. الموضع الرابع: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} (البقرة:188)، قال الطبري: "يعني تعالى ذكره بذلك: ولا يأكل بعضُكم مالَ بعض بالباطل، فجعل تعالى ذكره بذلك آكلَ مال أخيه بالباطل، كالآكل مالَ نَفسه بالباطل". فلا يوجد من يأكل ماله بالباطل، فالإنسان يأكل ماله بالحق، والباطل حرق للمال وإتلاف للثروة بالظلم، والإنسان لا يفعل هذا بماله، فيكون المعنى: لا تأكلوا أموال إخوانكم، ولكنه نسب الأموال إليهم، كأنه يقول: كما لا تحبون أن يأكل أحدكم مالكم، كذلك لا تأكلوا أموال غيركم وحقوقهم". الموضع الخامس: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} (النساء:29)، فقد ذكر المفسرون في قوله: {ولا تقتلوا أنفسكم} عدة معانٍ، من أوجهها: ولا يقتل أحدٌ منكم أخاه. وتحتمل معانٍ أُخر، مثل الانتحار بأن يقتل الإنسان نفسه، إلا أن من معانيها أن لا يقتل بعضكم بعضاً، روى السيوطي عن مجاهد وغيره: {ولا تقتلوا أنفسكم} لا يقتل بعضكم، قال: بعضاً، وفي تفسير مقاتل بن سليمان: "لا يقتل بعضكم بعضاً؛ لأنكم أهل دين واحد". الموضع السادس: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين} (النور:12)، والإنسان غالباً يظن بنفسه خيراً، فالمقصود هنا: ظنوا بإخوانهم، وكأن الله يقول: كما لا يحب الإنسان أن يظن به غيره إلا خيراً، كذلك يجب أن يظن الأمر ذاته بغيره، فلا يظن به سوءاً، ولا يتكلم عنه إلا خيراً، كما لا يحب أن يتكلم أحدٌ عنه إلا بالخير، ولذا قال الطبري: "وهذا عتاب من الله تعالى ذكره أهل الإيمان به فيما وقع في أنفسهم من إرجاف من أرجف في أمر عائشة بما أرجف به، يقول لهم تعالى ذكره: هلا أيها الناس إذ سمعتم ما قال أهل الإفك في عائشة ظن المؤمنون منكم والمؤمنات بأنفسهم خيراً: يقول: ظننتم بمن قرف بذلك منكم خيراً، ولم تظنوا به أنه أتى الفاحشة، وقال {بأنفسهم}؛ لأن أهل الإسلام كلهم بمنزلة نفس واحدة؛ لأنهم أهل ملة واحدة". الموضع السابع: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} (النور:61)، والإنسان إذا دخل على بيت أحد من الناس فإنه يسلم على أهلها، وليس على نفسه، فقد قال الله في بداية الآية: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} (النور:27)، فقد جعل الله أهل البيوت بمثابة الأنفس، وقد روى الطبري عن الحسن وابن زيد في قوله تعالى: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم} قال: "إذا دخل المسلِّمُ سُلِّم عليه، كمثل قوله: {ولا تقتلوا أنفسكم} إنما هو: لا تقتل أخاك المسلم. الموضع الثامن: {ولا تلمزوا أنفسكم} (الحجرات:11)، والإنسان عندما يلمز لا يمكن أن يلمز نفسه، إنما يلمز غيره، إلا أن الله جعل الغير بمثابة النفس، قال الطبري: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيها المؤمنون، ولا يطعن بعضكم على بعض...فجعل اللامز أخاه لامزاً نفسه؛ لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صلاحه، ومحبته الخير"، وقال القرطبي: "(اللمز) باليد والعين واللسان والإشارة. و(الهمز) لا يكون إلا باللسان، وهذه الآية مثل قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم} (النساء:29)، أي: لا يقتل بعضكم بعضاً؛ لأن المؤمنين كنفسٍ واحدة، فكأنه بقتل أخيه قاتلٌ نفسه...والمعنى: لا يعب بعضكم بعضاً...وفي قوله: {أنفسكم} تنبيه على أن العاقل لا يعيب نفسه، فلا ينبغي أن يعيب غيره؛ لأنه كنفسه". فانظر لهذه الجوهرة القرآنية الفريدة: الأخ المسلم هو النفس، ولاحظ الفرق عندما تقول: أنت أخي أو عندما تشعر أنه نفسك التي بين جنبيك، "فما أبلغ هذا الإيجاز! وما أجدر هذه الكلمة بوصف الإعجاز!". ويا لروعة البناء القرآني لعلاقة المسلم بأخيه المسلم! فمن يحيي هذا المنهج القرآني في هذه الأيام بين الأفراد والجماعات والقبائل والأحزاب والدول؟ وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا وفصله في قوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم، وقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري، أي: كما تحب لنفسك ينبغي أن تحب لأخيك. فأنت إذا أحببت لنفسك الولد والسيارة والزوجة والعيش الكريم، كذلك يجب أن تحب لأخيك. تنبيه: من أهم مقتضيات هذه الكلمة أن يحب الإنسان لأخيه الخير الدائم في الدين والدنيا؛ لأن حقيقة ذلك أنه يحبه لنفسه، ومن أعظم الخير نصحه ومعاتبته ومراجعته ليرجع إلى الخير، الذي يفترض أن يكون حياته ودأبه، وليس النصح طعناً بأي حال من الأحوال، وهذا النصح قد يتخذ شكلاً سريًّا ما دام الخلل فرديًّا، وقد يتخذ طابعاً علنيًّا، إذا اقتضت المصلحة الشرعية ذلك، كأن يكون الخلل فرديًّا، ولكنه خلل علني تقتضي المصلحة إصلاحه علناً، أو كان الخلل جماعيًّا معلناً، فإن المصلحة تقتضي العلنية غالباً، وقد يتخذ النصح والمعاتبة طريقاً لطيفاً رفيقاً، وهو الغالب في الأسلوب الإسلامي، ولكنه أيضاً قد يتخذ طابعاً فيه شدة مناسبة لمقتضى الحال، حيث لا يتم الارعواء والانزجار إلا به، والتفريق بين هذه الأنواع مفصلة في غير هذا المكان، والموفق فيه من رسخ علمه، وعلا خلقه، وصدقت عاطفته، ووفقه الله فأحبه. اللهم اجعلنا من الموفقين من أوليائك بفضلك ورحمتك.
-
دعاء رائع في سورة البقره هو قول الله تعالى" ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " يقول السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :" الحسنات المطلوبة في الدنيا ، يدخل فيها كل ما يحسن وقوعه عند العبد :من رزق هنيء واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر به العين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة . وحسنة الآخرة هي:السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم . فصار هذا الدعاء أجمع دعاء وأكمله ، وأولاه بالإيثار ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به ، ويحث عليه " منقول
-
الـ ج ـــوهره الأولى الاستغفار .. كم مره في اليوم نستغفر الله فيها ؟؟! 10 ؟؟ 20 ؟؟ أم اقل أم أكثر ؟؟! كثير منا يجهل ثمرات الاسغفار ! فقد جعل الله الاسغفار ملجأ لكل ضائقة بالمرء قالـ ابن تيميه - رحمه الله - : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أوأكثر أوأقل فيفتحها الله عليّ الاستغفار يفتح الأقفال فلنملأ أوقاتنا و دقائق عمرنا بالاستغفار فما أسهله من عمل و ما أعظمه من أجر الـ ج ـــوهره الثانيه مصادقة الفجر.. هذا الوقت العظيم الذي يغفل عنه الناس قلما نجد من يجاهد نفسه على الاستيقاظ بعد صلاة الفجر يذكر الله أقلها أن يقرأ أذكار الصباح حتى طلوع الشمس و يختم بركعتي الضحى ! فياله من أجر عظيم نكسبه في هذا الوقت الـ ج ـــوهره الثالثه قراءة القرآن .. هذا الكتاب الذي فيه عزنا فلنعطه من وقتنا ليمنحنا الشفاعه يوم القيامه ورد بسيط نقرأه كل يوم يبعدنا عن النار بإذن الله الـ ج ـــوهره الرابعة ركعتين في جوف الليل .. و هذه التي يغفل عنها الكثير مع قدرتهم عليها ركعتان لا غير ركعتان تذكر فيها الله و الناس في لهو ركعتان تستحضر فيها قلبك هذه الركعتان لن تأخذا من وقتك 5 دقائق أدِ إلى الله ركعتين تقربك منه الـ ج ـــوهره الخامسة الصدقه .. خير الأعمال و أدومه .. إن قل فلا تستهن به ما دمت عليه مداوماً " فصدقة السر تطفئ غضب الرب " كثيره هي .. الـــ ج ـــواهر في حياتنا التي نجهلها أو نتجاهلها هي أثمن من جواهر الدنيا و أسهلها نيلاً و أعظمها نفعاً فلنجمع من هذه الجواهر ما استطعنا عسى ان تكون في ميزان أعمالنا يوم القيامه