اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

mido mix

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    8227
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو mido mix

  1. اللواء جمال حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة تمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة على حريق محدود شب بداخل مكتب رئيس جامعة عين شمس السابق بكلية الهندسة، ومقرها بمنطقة دوران شبرا، دون أية إصابات. البداية كانت بتلقى اللواء جمال حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة إخطارا، يفيد بنشوب حريق داخل كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وانتقلت 3 سيارات إطفاء بقيادة العميد فتحى عبد الحميد، وتمكنوا من إخماد النيران قبل امتدادها لباقى المكاتب والمبانى المجاورة بالجامعة. تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
  2. اللواء رمزى تعلب مدير أمن الغربية الأسبق تنعقد الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات طنطا يوم الخميس القادم، للنطق بالحكم فى قضية قتل المتظاهرين بالغربية والمتهم فيها اللواء رمزى تعلب مدير أمن الغربية الأسبق وستة من قيادات وضباط الشرطة إبان أحداث الثورة. كانت المحكمة برئاسة المستشار طارق صفى الدين خليل وعضوية المستشارين نبيل محمد ربيع وعماد الدين رفاعى عبد الله وأمانة سر محمد حسن عينر ونادر السقا وبحضور ممثل النيابة مؤمن صلاح فى جلسة يوم الأحد، 21 أبريل قد استمعت إلى مرافعة 3 من محاميى المتهمين وقررت غلق باب المرافعة ورفع الجلسة للمداولة. وقررت بعدها تأجيل القضية لجلسة 27 يونيه للنطق بالحكم.
  3. سولار حررت مديرية التموين ومباحث التموين بالمنيا 40 محضرا للمخابز المخالفة لتجميعها كميات من الخبز لبيعها بالسوق السوداء، كما تم ضبط 14 قضية تجميع بنزين سولار بهدف بيعه بالسوق السوداء، وذلك خلال حملة تموينية بكافة مراكز المحافظة. ونجحت الحملات فى تحرير 12 محضر نقص وزن للمخابز المخالفة و25 محضرا لإنتاج خبر غير مطابق للمواصفات و3 محاضر لعدم تسجيل بيانات بالسجلات، وتم ضبط موزع ببندر ملوى أثناء قيامه بتجميع كميات من الخبز لبيعها بالسوق السوداء وتم وقفة عن العمل وتحرير محضر بالواقعة رقم 5570/2013م جنح بندر ملوى. كما تم ضبط 14 قضية تجميع بنزين وسولار بغرض الاتجار بها فى السوق السوداء حيث تم ضبط القضايا رقم 14068/2013 ببندر المنيا لتجميع 500 لتر سولار وتم التحفظ على السيارة و رقم 5698/2013 بمركز مطاى لتجميع 120 لتر سولار ورقم 11352/2013 جنح أبوقرقاص لتجميع 220 لتر بنزين ورقم 11351 لسنة 2013جنح أبو قرقاص لتجميع 200 لتر بنزين 80 ورقم 11349 /2013 جنح أبو قرقاص لتجميع 60 لتر بنزين و رقم 11350/2013 أبو قرقاص لتجميع 40 لتر بنزين 80 والقضية رقم 14560/2013م بندر المنيا لتجميع 100 لتر بنزين و14561 /2013 بندر المنيا لتجميع 80 لتر بنزين 80 والقضية 13922/2013م لتجميع 60 لتر بنزين 80 والقضية رقم 13923/2013م مركز المنيا لتجميع 60 لتر بنزين والقضية رقم 13924/2013 مركز المنيا تجميع 70 لتر بنزين 80 والقضية رقم 15006/2013 مركز المنيا لبيع أزيد من السعر الرسمى داخل محطة بنزين بغرب مدينة المنيا والقضية رقم 14569 /2013 حنح مركز المنيا لضبط 80 لتر بنزين بحوزة سائق بقرية البرجاية والقضية رقم 14565/2013 جنح بندر المنيا لتجميع 80 لتر بنزين.
  4. صورة ارشيفية قضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شعبان الهاشمى، وحضور أحمد سبالة، ممثل النيابة العامة، بمعاقبة المتهم باغتصاب طفل وقتله بمدينة نصر بالإعدام شنقاً، وإحالة أوراقه لفضيلة المفتى. وتعود أحداث الواقعة إلى شهر يوليو من العام الماضى، عندما تخلى العامل عن الإنسانية واغتصب الطفل، متجاهلا دموعه وصرخاته وتوسلاته، ولخوفه من الفضيحة شنقه بواسطة سلك دش حتى لفظ أنفاسه، وألقى على جثته كمية من الرمال لتأجيل اكتشاف الجريمة. وكانت البداية بتلقى قسم شرطة مدينة نصر أول بلاغ من "عاطف. هـ. أ" 37 سنة تاجر، أفاد فيه باكتشافه مقتل ابنه "حازم" 6 سنوات داخل شقة تحت الإنشاء بالعقار الذى يسكنه، فتحرر له المحضر رقم 15453 إدارى لسنة 2012. وبإخطار اللواء أسامة الصغير، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أمر بسرعة اتخاذ اللازم، وانتقلت قوة إلى مسرح الحادث وتولت النيابة العامة التحقيق، فتم وضع خطة بحث أشرف على تنفيذها العميد عصام سعد إبراهيم مدير إدارة المباحث الجنائية لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. وتوصلت تحريات المقدم حسام عبد العزيز محمد، رئيس مباحث قسم مدينة نصر أول، أن وراء الحادث "أحمد. ط. ع" 21 سنة سودانى الجنسية، مقيم بعزبة الهجانة، وعامل بناء سابق فى العقار الذى شهد الجريمة والمملوك لوالد الطفل. وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن النقيبين إسلام عثمان مقبل وضابطى مباحث القسم من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأوضح أنه استدرج الطفل إلى شقة تحت الإنشاء بالعقار سكن أسرة الطفل، وتعدى عليه جنسياً، متجاهلاً استغاثته وتوسلاته وصرخاته، وبعد أن انتهى من جريمته خشى أن يفضحه الطفل فشنقه بسلك "دش" حتى لفظ آخر أنفاسه، واستولى منه على 200 جنيه كانت فى جيب بنطاله، وألقى على جثته كمية من الرمال لتأخير اكتشاف الجريمة. وتحرر محضر ملحقا بالمحضر الأصلى، وتم إحالة المتهم إلى النيابة التى اعترف أمامها بجريمته، وكشفت التحقيقات أن الطفل هو ابن صاحب العقار، والمتهم كان عامل بناء فيه واستدرج الطفل وتعدى عليه جنسيا ثم شنقه ودفن جثته فى الرمال، وبإحالته إلى محكمة الجنايات أصدرت قراراها المتقدم.
  5. اللواء أحمد سليمان مدير أمن المنيا نجحت أجهزة الأمن بالمنيا بالتنسيق، مع مباحث سمالوط، فى كشف غموض اختطاف طفلين ومطالبة أهليتهما بدفع فدية 200 ألف جنيه لإطلاق سراحهما كما تمكنت من ضبط مرتكبى الحادثة. كان اللواء أحمد سليمان، مدير أمن المنيا، قد تلقى بلاغا من مأمور مركز شرطة سمالوط يفيد باختفاء الطفل "زكريا. ع" 4 سنوات و"كيرلس. ن" 4 سنوات أثناء عودتهما من الحضانة الخاصة بهما. وكان أهلهما قد تلقيا اتصالا هاتفيا يطالبهم بدفع مبلغ مالى لإطلاق سراحهما، وعقب ذلك قام المختطفين بالتخلى عن الطفلين دون أى مبالغ مالية، وقد تبين من البحث أن وراء ارتكاب الواقعة كل من "أ. س" 39 سنة، سائق وسبق اتهامه فى القضية رقم 2625/2006 جنح سمالوط، والمطلوب التنفيذ عليه فى عدد 6 قضايا آخرهم القضية رقم 21388/2012 بالحبس لمدة 3 سنوات تبديد و "ى. ج 40 سنة تاجر مواشى وسبق اتهامه فى عدد 10 قضايا والمطلوب التنفيذ عليه فى القضية رقم 19722/2012 بالحبس لمدة سنة تبديد و"ع. ص" 37 سنة عاطل و "م. ص" 28 سنة عاطل. وقد تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمان الأول والثانى، وتم ضبط السيارتين المستخدمتان فى الواقعة رقم 43182 نقل المنيا 46840 نقل المنيا وكلفت إدارة البحث الجنائى بعمل التحريات اللازمة لسرعة ضبط المتهمين الهاربين.
  6. اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية تكثف أجهزة الأمن بالقليوبية جهودها لكشف غموض العثور على جثة عامل داخل شقته بالخانكة، فيما كشف تقرير مفتش الصحة أن الوفاة سببها قد يرجع لتناول المتوفى مادة سامة، بينما أكدت أهليته أنه كان يعانى من أمراض الكبد، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى الخانكة العام وتولت النيابة التحقيق. تلقى اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، إخطارا من العقيد أحمد الشافعى، رئيس فرع البحث الجنائى بالخصوص بالواقعة، وانتقل على الفور اللواءان مليجى فتوح، مساعد مدير الأمن وهشام خطاب، مفتش الأمن العام، وتبين أن الجثة لشخص يدعى "محمد.م.م.ع" عامل وتلاحظ عدم وجود إصابات ظاهرية بالجثة. بتوقيع الكشف الطبى على الجثة بمعرفة مفتش الصحة ورد التقرير الطبى يفيد وجود آثار نزيف دموى غزير من الفم وزرقان بالفم واللسان، وجود آثار كدمات بأسفل البطن بمنطقة الحوض، وأن الوفاة قد مضى عليها اثنى عشر ساعة تقريباً، وتوجد أعراض تسمم وتناول مادة سامة أدت إلى حدوث قىء دموى خرج من الفم، وتولت النيابة التحقيق.
  7. صورة ارشيفية أطلق خفير خصوصى الرصاص على نقاش فأرداه قتيلا عندما شاهد المتهم (المجنى عليه) يسير مع أحد الأشخاص فى مدينة العبور، اعتقد أنهما لصوص فأطلق عليهما الرصاص فلقى المجنى عليه مصرعه، تم نقل الجثة إلى مستشفى الخانكة وألقى القبض على المتهم وتولت النيابة التحقيق. تلقى اللواء محمود يسرى مدير الأمن، إشارة من المستشفى بوصول جثة حسام الدين عزت فرغلى نقاش مصاب بطلق نارى بالصدر من الناحية اليسرى، داخل إحدى السيارات بدون لوحات معدنية ماركة هيونداى فيرنا. تم إخطار اللواء محمود يسرى مدير الأمن، توصلت تحريات اللواء محمد القصيرى مدير المباحث، والعميد أسامة عايش رئيس المباحث، إلى أن المجنى عليه كان برفقة أحمد ن ع ضابط، فى طريقهم لشقة الأخير بمدينة العبور لإجراء أعمال النقاشة والتشطيب بها. وحال استقلالهما للسيارة فوجئا بجمع من الأشخاص يتبعونهما وقاموا باستيقافهما وقام أحدهما بإطلاق عيار نارى من فرد خرطوش كان بحوزته أصابت المجنى عليه وأدت لوفاته فى الحال. تمكن ضباط وحدة مباحث القسم من ضبط المتهم ويدعى جمعه م ن خفير خصوصى بشركة الملاح للكابلات بمنطقة الشباب وبحوزته سلاح نارى فرد خرطوش صناعه محليه عيار 16 المستخدم فى الحادث وعدد 3 طلقات من ذات العيار. بمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وذلك ظناً منه أن مستقلى السيارة لصين لعدم وجود لوحات معدنية عليها، وذلك حال مرورهما من أمام الشركة حراسته.
  8. برنامج التصوير الرهيب وبالاضافات الجديد فيديو وصور ثابتة Camera Plus Pro حجم البرنامج 7 ميجا وهذه بعض الصور رد لكي يكتمل التحميل معك rapidshare.com CP_Pro_2.0.ipa
  9. اجدد واحلى خلفيات الم للواتس اب اجمل خلفيات واتس اب مؤلمه
  10. بيع ايفون 5 مرصع بالاحجار الكريمة بمبلغ 17.8 مليون دولار آخر ما توصل إليه عالم الموضة من الأجهزة التقنية، هاتف آيفون 5 مرصع بالأحجار الكريمة ويبلغ سعره 17.8 مليون دولار أميركي ! ونقل موقع ” سكاي نيوز عربية” عن المصمم البريطاني ستيوارت هيوز قوله :”إن هاتفه الذي استغرق إنجازه 9 أسابيع من العمل اليدوي هو الأغلى في العالم. وعمل هيوز على إعادة تصنيع الهيكل الخارجي للهاتف بذهب من عيار 24 قيراطا وترصيعه بـ600 قطعة من الماس الأبيض. أما الزر البلاستيكي الوحيد في هاتف آيفون فاستبدل بآخر من الماس الأسود النقي عيار 26 قيراطا، في حين صنعت الشاشة من الياقوت والزجاج وفقا لما ذكر هيوز بتصريحات صحفية. شعار شركة أبل على الجانب الخلفي من الهاتف لم يترك على حاله بل رصع أيضا بأكثر من 50 ماسة. وبما أن سعر الهاتف لن يكون محتملا لكثيرين، فقد قرر هيوز صنع نسخة أخرى بسعر أقل يبلغ 39 ألف دولار أميركي.
  11. اجمل الرمزيات للايفون مع عبارات ذوق منوعة جديدة
  12. بادرني عبدي بنفسه حدثنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع ، فأخذ سكينا فحزّ بها يده ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه ؛ حرّمت عليه الجنة ) رواه البخاري . معاني المفردات فجزع : أي فلم يصبر عن ألم الجرح. حزّ بها يده : قطع بها يده. رقأ الدم : انقطع الدم. بادرني بنفسه : كناية عن استعجال الموت. تفاصيل القصّة إذا استؤمن رجلٌ على أمانة ، وأُمر بأن يحافظ عليها ، ويتعاهدها بالرّعاية والعناية ، ثم رأيناه يبادر إلى إتلافها وإفسادها ، لكان جديراً بأن يُقال فيه : إنه مضيّعٌ لتلك الأمانة ، ومستوجبٌ للعقوبة ، ومستحقٌّ للوم والتوبيخ ، والذمّ والتقريع . إذا كان هذا هو الحال في الواقع ، فينبغي أن نعلم أن حياة الإنسان وروحه وديعة إلهيّة ، ومنحة ربّانيّة ، لا يحقّ لصاحبها أن يضيّعها أو يفرّط فيها ، ولا يجوز له مهما كانت الأسباب والدوافع أن يزهقها ويتخلّص منها . ولحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على معالجة هذه الظاهرة السلوكيّة المنحرفة ، لم يدخر جهداً في التحذير منها ، ولم يترك فرصة في التوعية بخطر الإقدام على مثل هذه التصرّفات الطائشة وغير المسؤولة ، وما الحديث الذي بين يدينا إلا بيان لخطر هذه الجريمة وحرمتها. ويدور الحديث حول رجلٍ ممن كان قبلنا ، استعجل الموت والخلاص ، عندما وهنت قواه عن تحمّل ألمٍ أصابه . ولعلّ الرّجل أُصيب في معركة ما ، أو جُرح في أحد أسفاره ، ونحن لا نعلم ذلك على وجه التحديد ، والمهمّ أنّه لم يُطق صبراً على نزف آلامه ، حتى ضعفت نفسه فسوّلت له أن يقطع يده بسكّين ، لينهي حياته . تصرّفٌ يسير ظنّ فيه راحته من عناءٍ مؤقّت ، ولم يدرِ أنه بداية لسلسلة طويلة من العذاب الحقيقي ، بدءاً بحياة البرزخ ، وما فيها من أهوال وشدائد ، ومروراً بعرصات يوم القيامة ، مكلّلا بذلّ المعصية ، وانتهاء بدار العذاب والقرار ، بعد أن صدر في حقّه الحكم الإلهيّ : ( بادرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة ) . وقفات مع القصّة يعدّ الانتحار كبيرة في نظر الشرع ، وجريمة في حقّ النفس ، لكونه تضييعاً للفرصة في اغتنام الحياة ، والاستزادة من الصالحات ، والفوز بالعتق من النار ، لذلك اشتدّ الوعيد الإلهي على من يُقدم على مثل هذا الفعل في آيات كثيرة وأحاديث مشتهرة ، يأتي في مقدّمها قول الله تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما* ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } ( النساء : 29-30 ) ، وقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ( البقرة : 195 ) ، كما أنّ حرمة قتل النفس تدخل دخولاً أوّليّاً في النهي المذكور في قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } ( الأنعام : 151 ) . وجاءت السنّة لتبيّن عظم هذه الجريمة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجّأ بها في بطنه – أي يطعن بها بطنه - في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبدا ، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحسّاه – أي يشربه - في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبداً ، ومن تردّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردّى في نار جهنم خالدا مخلّداً فيها أبداً ) رواه مسلم . ومما يتّصل بفقه هذه الجريمة ، أن لولي الأمر الامتناع عن الصلاة على من قتل نفسه ؛ تحذيراً للناس أن يحذوا حذوه ويقتدوا بفعله ، كما دلّ على ذلك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُخبر أن رجلاً قتل نفسه ، فقال : ( إذاً لا أصلي عليه ) رواه الإمام أحمد و أبو داود . وإذا كان بعض ضعاف النفوس قد يقدمون على هذا الفعل الشنيع هروباً من الواقع ، وما يواجهونه من ضغوطٍ نفسيّة ، وصعوباتٍ اجتماعيّة ، أو غير ذلك من أسباب ، فإنّ المؤمن الحقّ يلجأ إلى ربّه في الشدائد ، ويدعوه في الملمّات ، ويواجه المصاعب بثبات ، ويتوكّل عليه في أمره كلّه ، لأنّه يعلم أنه يلجأ إلى الركن الركين ، والحصن الحصين ، وهو يعلم علم اليقين أنه سبحانه هو الذي : { يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء } ( النمل : 62 ) ، فحاله بين الشكر والصبر ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : ( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم . ومما يجدر التنبيه عليه أن الوعيد الوارد في حقّ قاتل نفسه ، من التخليد في النار ، لا يعني الحكم بكفره ، بل هو مسلم عاصٍ ، وأمره إلى الله تعالى ، إن شاء تجاوز عن سيّء فعله ، وإن شاء عاقبه وعذّبه ، وبيان ذلك في قوله عزّ وجل : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ( النساء : 48 ) ، وقد جاء في السنّة صراحةً ما يدلّ على ذلك ، فقد أخبر الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه أن أحد الصحابة قطع يده فمات ، فرآه الطفيل رضي الله عنه في منامه وهيئته حسنة ، ورآه مغطيا يديه ، فقال له : " ما صنع بك ربك ؟ " فقال : " غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم – " ، ودعا له النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( اللهم وليديه فاغفر ) رواه مسلم . ومن فقه هذه المسألة أيضاً ، أن نعلم معنى ( الخلود ) المذكور في حقّ المنتحر ، بأن المقصود منه - كما ذكر العلماء - ، طول المكث في جهنّم ، جمعاً بين الحديث وبين النصوص الأخرى التي تشير إلى خروج أصحاب التوحيد ، ممن كان يحمل في قلبه ذرّة من إيمان ، إلا من فعل ذلك على وجه الاستحلال ، فيكون كافراً باستحلاله ، لا بفعله . وكذا ما ورد في قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( حرّمت عليه الجنّة ) ، فإنه خرج مخرج التغليظ والتخويف ، وأن التحريم محصور في الوقت الذي يدخل فيه السابقون في الجنّة ، والذي يُعذّب فيه عصاة الموّحدين في النار ، كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح".
  13. من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم (( جميع الوصايا النبوية يشرحها لنا فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى )) قال تعالى { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (3 و4) سورة النجم (1) الوصية الأولى : أكثروا من قول لا حول ولا قوه إلا بالله .الشرح : نعم أكثر من قول لا حول ولا قوه إلا بالله حتى لا تشك فيما ولدت من قوة و لذلك عندما تجد أى قوة فيك (( قل إنها هبة الله و إن شاء سلبها )) و لا تكن كمثل ما قال قارون قال : (( إنما اوتيتها على علم من عندى )) فقال الله له إحفظها بعلمك فخسف به و بدارة الأرض , إذن الحق سبحانه و تعالى يريد مننا ان نكون ذاكرين دائما لقوه الله تعالى . (2) الوصية الثانية : إتقى المحارم تكن اتقى الناس . الشرح : نعم كل شىء حرمه الله إبعد عنه لتسلب عن نفسك المعاصى أولاً ثم أفعل إيجاب فى الطاعة , إذن إسلب المعصية أولاً , لأن الطاعة ثوابها سيكون لك أما المعصية فمن الممكن أن تكون بضرر لغيرك فكف عنها أولاً ثم افعل الطاعة ثانياً و بذلك تكن أتقى الناس . (3) الوصية الثالثة : رُفعت الإقلام و جفت الصحف . الشرح : نعم لأن كل شى تم ترتيبة من الله تعالى لأنه لا إله إلا الله فإذا قضى الله تعالى أمراً فلا يوجد إلاهاً أخر ينقض أمر الله تعالى فقد تم ترتيب كل شىء مثل رجال الجنة و رجال النار . (4) الوصية الرابعة : من يعش منكم بعدى فسيرى أختلافاً كثيراً . الشرح : نعم لأن كلما أرتقت الدنيا كلما ذادت الشهوات , فمنذ زمن كنا نركب الخيل للمواصلات أما الأن فأصبحت هناك سيارات و طائرات للسفر , فكلما ذاد التطور فى الدنيا كلما ذادت الشهوات فإن لم يستطيع الإنسان أن يتمسك بدينة فسيميل الإنسان إلى شهوات نفسة , فيجب علينا ان نتقى الله و نفعل ما يريده الله و نبتعد عن ما نهاه الله . (5) الوصية الخامسة : صل الصلاة لوقتها . الشرح : الحق سبحانه و تعالى يريد أن يديم صله الإنسان بربه الخالق , فإذا ذهبت لملك من ملوك الدنيا فإنه يحدد الزمان و المكان و لكن الله تعالى هو الذى يدعوا عباده ليقابلوه كل يوم خمس مرات , فالذى خلقك يستدعيك إلى لقائه ليخفف عنك ما ألم بك من متاعب قبل الوقت و يعطى لك طاقة من الإيمان إن لك رب , هذا الرب هو الذى دعاك ليحتفى بك فإن طلبك للقائه فلا تؤجل لقائه لأنه سيمدك بطاقة إيمانية كبيرة إن شاء الله . (6) الوصية السادسة : أفشوا السلام بينكم . الشرح : نعم لأن الإنسان إذا كان جالس و طرأ عليه طارء فإن نفسة تحدثة هل جاء بشر أم جاء بخير ؟! فإن قال : السلام عليكم و رحمه الله و بركاته فإن هذا دليل أنة قدم بسلام و ليس بشر فيحدث طمأنينة بين الطرفين . (7) الوصية السابعة : أحدث لكل ذنب توبة . الشرح : نعم , أى لا تغفل , فإن فعلت ذنب يجب أن تلحقة بندم و توبة و لكن لا تديم على هذا الذنب لأن الراجع عن توبتة كالمستهزىء بربه , فيجب عليك أن تتوب سريعاً وتندم على فعل هذا الذنب . (8) الوصية الثامنة : إذا أستعنت فأستعن بالله . الشرح : نعم لأن قول الله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ} (5) سورة الفاتحة , أى حببنى فى عبادتك و عشقنى فيها و أعطنى إشراقها حتى أتشجع و تقوى عبادتى , لكن الإستعانه بالله ليست فى كل شىء , مثال إذا كان عندك قضية فإنك تذهب إلى محامياً و فى هذا لا نقول أننا لا نسأل الله لأنك سألت الله ما أعطاك الجواب عليه فيما وزعه من حرف للخلق فى الخلق . (9) الوصية التاسعة : أحسن لجارك . الشرح : نعم لأن أول ما تقول عند الفزع , يا فلان (( تنادى على جارك )) ولا تنادى على أحد أخر ولا حتى أهلك فجارك هو المطلع على عوراتك و هو المواجة لك فى جميع أحوالك سواء المسيئة أو السارة فيجب عليك أن تحسن جوار جارك لأنك إذا أحسنت جواره فقد وجب عليه أن يحسنة هو الأخر و بذلك تكون قد أخذت إحسانا من الناحيتين . (10) الوصية العاشرة : إحفظ الله يحفظك . الشرح : أى لا تعتدى على محارمة لأننى ولله المثل الأعلى إذا أمرت أمراً أو نهيت نهياً فخالفتنى فيه فكأنك لم تحفظ عهدى معك , فالله لم يكلف الإنسان إلا من سن ال14 او ال15 و تركك ترمح فى نعمه دون أن يسألك عن شىء , فكما حفظك وأنت غير مكلف فيجب عليك أن تحفظه و انت مكلف . (( جميع وصايا الرسول مأخوذة عن شرح الشيخ الشعراوى لها فى برنامج خواطر إيمانية ))
  14. قبس من أنوار سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( 1-1) - شمائله ================== بسم الله الرحمن الرحيم شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ سورة البقرة الآية185 -.-.- عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ) رواه الترمذي -------- بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين حري بالأمة أن تتيه حباً فى سيد الخلق وحبيب الحق صل الله عليه وآله وسلم ، وتعجز الكلمات عن التعبير وكيف لا ، فمن نحن لندعى هوى الحبيب صل الله عليه وآله وسلم بعد أن هواه رب العزة سبحانه وتعالى قالت أم المؤمنين أمنا الطاهرة الصديقة السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وأرضاها { {مـــــــــــــــــاأرى ربك إلايسارع فى هــــــــــواك } رواه البخارى (1/14 ) ومسلم (1/66) وأقسم رب العزة سبحانه وتعالى بحياته ولم يكن ذلك إلا له صل الله عليه وآله وسلم{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } سورة الحجر72 ولم يقسم رب العزة سبحانه وتعالى بحياة نبي غيره صل الله عليه وآله وسلم روحي له فداء في قوله لعمرك، ومعنى لعمر: قسم بحياته العطرة عليه وآله أفضل الصلاة والسلام بمعني وبقائك يامحمد صل الله عليه وآله وسلم أو وعيشك يامحمد صل الله عليه وآله وسلم وهذا نهاية التعظيم وغاية البر والتشريف وقال سيدنا عبدالله ابن عباس رضى الله عنهما : { ماخلق الله تعالى وماذراء ومابراء نفساً أكرم عليه من محمد صل الله عليه وآله وسلم ، وما سمعت الله تعالى أقسم بحياة أحد غيره } رواه إبن جرير 14/44 من طريقين عنه أحدهما سنده صحيح ، وإبن أبى حاتم فى تفسيره (7/2269) رقم 12420 ، وأبو يعلى فى مسنده (5/139) رقم 2754 وابو نعيم فى الدلائل برقم 32 ، والبيهقى (5/448) وغيرهم وورد أيضا عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: إن الله إتخذ إبراهيم خليلا ، وإن صاحبكم خليل الله ، وإن محمداً ( صل الله عليه وآله وسلم ) أكــــرم الخلق على الله ثم قراء { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } [ الإسراء: 79] رواه إبن أبى شيبه فى المصنف (11/455) والبيهقى فى الدلائل (5/484- 485) ،وفيه المسعودى يقال : إختلط بآخره وعن بشر شغاف قال كنا جلوس مع عبدالله بن سلام يوم الجمعه ، فقال : إن أعظم أيام الدنيا يوم الجمعه ، فيه خلق آدم ، وفيه تقوم الساعة ، وإن أكرم خليقة على الله أبو القاسم ( صل الله عليه وآله وسلم ) قلت رحمك الله فأين الملائكة ؟ قال : فنظر إلى وضحك فقال : يا ابن أخىوهل تدرى ماالملائكة ؟ إنما الملائكة خلق كخلق الأرض وخلق السماء وخلق السحاب وخلق الجبال ، وخلق الرياح وسائر الخلائق ، وإن أكرم الخلائق على الله أبو القاسم ( صل الله عليه وآله وسلم ) رواه الحافظ أسد بن موسى فى الزهد (38) والبيهقى فى الدلائل ( 5/485-486) بإسناد رجاله كلهم ثقات وإتفق أهل التفسير فى هذا أنه قسم من الله جل جلاله بحياة حبيبنا وسيدنا ومولانا محمد صل الله عليه وآله وسلم وكذا نقل القاضى أبو بكر فى أحكام القرآن فقال : قال المفسرون بأجمعهم أقسم الله تعالى ههنا بحياة سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم وتبعه القرطبى على ذلك هذا هو سيد الخلق وحبيب الحق صل الله عليه وآله وسلم ومن ضمن خصائصه روحي له الفداء مناداة رب العزة سبحانه وتعالى لأنبيائه صلوات ربي وتسليماته عليهم بأسمائهم { يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } [البقرة:35] { قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا } [هود:48] { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ } [الأعراف:144] {يا إبراهيم * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا } [الصافات:104-105] { يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }[المائدة:110] أما سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم فلم يناده رب العزة سبحانه وتعالى ولامرة ب ( يامحمد)) ولكن خاطبه وناداه بالنبوة والرساله زياده فى تشريفه صل الله عليه وآله وسلم فقال عزمن قائل فى محكم التنزيل { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ } [المائدة:41] { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال:64] وخطاب رب العزة سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم كان بمقام النبوة والرسالة ، أما عند ذكر إسم المصطفي العدنان صل الله عليه وآله وسلم فى محكم التنزيل ، قرنه رب العزة سبحانه وتعالى بالنبوة والرسالة أيضاً {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29] {وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ }[محمد:2] {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ} [آل عمران:144] ومن المعلوم أن رب العزة سبحانه وتعالى نهي المؤمنين أن يخاطبوه صل الله عليه وآله وسلم بإسمه ولم يكن هذا لنبى قبله صل الله عليه وآله وسلم { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } [النور:63] وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال‏:‏ أمرهم الله ان يدعوه‏:‏ يا رسول الله‏.‏ في لين وتواضع ولا يقولوا‏:‏ يا محمد‏.‏ في تجهم‏.‏ وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ أمر الله أن يهاب نبيه، وأن يبجل، وأن يعظم، وأن يفخم، وأن يسود وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال‏:‏ لا تقولوا يا محمد‏.‏ ولكن قولوا يا رسول الله‏.‏ وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والحسن‏.‏ مثله‏.‏ أى لاتقولوا يامحمد ولكن قولوا يارسول الله وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله ‏{‏ لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }‏ يعني كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه، ولكن وقروه، وعظموه، وقولوا له‏:‏ يا رسول الله‏.‏ ويا نبي الله‏.‏ وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله ‏{‏ لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ‏}‏ يريد ولا تصيحوا به من بعيد‏:‏ يا أبا القاسم‏.‏ ولكن كما قال الله في الحجرات ‏{ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }‏ ‏[‏الحجرات: الآية 3‏]‏‏.‏ وقال مقاتل في قوله { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } يقول: لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا يا ابن عبد الله, ولكن شرفوه فقولوا: يا نبي الله يا رسول الله. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال‏:‏ أمرهم الله ان يدعوه‏:‏ يا رسول الله‏.‏ في لين وتواضع ولا يقولوا‏:‏ يا محمد‏ ( صل الله عليه وآله وسلم ).‏ في تجهم‏.‏ وقال مالك عن زيد بن أسلم في قوله { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } قال: أمرهم الله أن يشرفوه, هذا قول, وهو الظاهر من السياق, كقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ البقرة : 104] وقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ( 3 ) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ( 4 ) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ( 5 ) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[ سورة الحجرات : 2-5] فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي صل الله عليه وآله وسلم والكلام معه وعنده كما أمروا بتقديم الصدقة قبل مناجاته. والقول الثاني في ذلك أن المعنى في { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } أي لا تعتقدوا أن دعاءه على غيره كدعاء غيره, فإن دعاءه مستجاب فاحذروا أن يدعو عليكم فتهلكوا, حكاه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن البصري وعطية العوفي. بينما بنو إسرائيل:{ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف:138] {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } [المائدة:112] { قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [ هود :32]
  15. أرسل الله النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة العامة، لكل الخليقة، عربها وعجمها، إنسها وجنها، قُلْ يٰأيُها ٱلناسُ إنى رسُولُ ٱلله إليْكُمْ جميعا [الأعراف: 158]، ويقول أيضا جل جلاله: وما أرْسلْنـٰك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا [سبأ: 28]، ويقول جل جلاله: تبارك ٱلذى نزل ٱلْفُرْقان علىٰ عبْده ليكُون للْعـٰلمين نذيرا [الفرقان: 1]، وجعله خاتم أنبيائه ورسله، فلا نبي بعده، ولا شريعة بعد شريعته، ما كان مُحمد أبا أحدٍ من رجالكُمْ ولـٰكن رسُول ٱلله وخاتم ٱلنبيين [الأحزاب: 40]. فمن آمن به وبما جاء به، ووحد الله جل وعلا، فقد دخل في الإسلام، وعصم ماله ودمه، واستحق الجنة برحمة أرحم الراحمين، وأمن من الخلود في النار، يقول صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراني، ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)). اخواني الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، من مقتضيات ذلك أن نطيعه فيما أمرنا به، ونجتنب ما نهانا عنه، فإن طاعته طاعة لله، يقول الله جل وعلا: قُلْ أطيعُواْ ٱلله وأطيعُواْ ٱلرسُول فإن تولوْاْ فإنما عليْه ما حُمل وعليْكُمْ ما حُملْتُمْ وإن تُطيعُوهُ تهْتدُواْ وما على ٱلرسُول إلا ٱلْبلـٰغُ ٱلْمُبينُ [النور: 54]. ويقول جل جلاله: وما ءاتـٰكُمُ ٱلرسُولُ فخُذُوهُ وما نهـٰكُمْ عنْهُ فٱنتهُواْ وٱتقُواْ ٱلله إن ٱلله شديدُ ٱلْعقاب [الحشر: 7]. وحذرنا من مخالفة أمره، فقال جل جلاله: فلْيحْذر ٱلذين يُخـٰلفُون عنْ أمْره أن تُصيبهُمْ فتْنة أوْ يُصيبهُمْ عذاب أليم [النور: 63]، قال الإمام أحمد رحمه الله: "الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك". ومن الإيمان به محبته، فمحبته أصل الإيمان، وكمالها من كمال الإيمان، أن يحب المسلم محمدا رسول الله محبة فوق محبة الأهل والولد والوالد والناس أجمعين. يقول لما قال له عمر: يا رسول الله، والله إنك لأحب الناس إلي إلا من نفسي، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك))، قال: يا رسول الله، وأنت الآن أحب إلي من نفسي، قال: ((الآن يا عمر)). ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)). هذه المحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم ليست دعوى تُدعى، ولكنها حقيقة للمؤمن، فما كل من ادعى محبته كان صادقا في ذلك، فلا بد من ابتلاء وامتحان. فالمحب الصادق له هو الذي يمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه، ويتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، ويعلم أنه لا يقول إلا الصدق والحق. فمن الإيمان به أن نصدق ما أخبرنا به مما كان وسيكون؛ لأنه لا ينطق عن الهوى كما قال الله: وما ينطقُ عن ٱلْهوىٰ إنْ هُو إلا وحْى يُوحىٰ [النجم: 3، 4]. ومن محبته أن ينصر المسلم سنته، ويدافع عنها، قال تعالى: فٱلذين ءامنُواْ به وعزرُوهُ ونصرُوهُ وٱتبعُواْ ٱلنُور ٱلذى أُنزل معهُ أُوْلـئك هُمُ ٱلْمُفْلحُون [الأعراف: 157]. إن من محبته تطبيق أوامره، واجتناب نواهيه، ولقد كان صحابته الكرام رضي الله عنهم من أعظم الخلق تطبيقا لأوامره ، وبعدا عن نواهيه، كانوا أسرع الناس امتثالا لما أمرهم به، وأسرعهم اجتنابا لما نهاهم عنه. أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وكان أهل قباء يصلون نحو بيت المقدس لم يبلغهم الخبر، فجاءهم رجل وقال: يا أهل قباء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمر باستقبال الكعبة، قال: فاستداروا نحو الكعبة. استداروا نحو الكعبة في صلاتهم تطبيقا لأمره . ومن ذلكم ما ذكره أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت في بيت أبي طلحة أسقيهم الخمر، فجاء رجل فقال: ما بلغكم خبر تحريم الخمر؟ إن الله أنزل تحريمها، قال أنس: فقال لي أبو طلحة: يا أنس، انهض فأرق الخمر، قال: فأراق الصحابة الخمور، حتى جرت في المدينة. كل ذلك امتثالا لأمره، وسمعا وطاعة له . قال عبد الله بن عمر: تختم النبي بخاتم الذهب، فلما ألقاه ألقى الناس خواتمهم من الذهب، وتركوها اقتداء به . في يوم خيبر نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، فلما بلغهم الخبر، أكفؤوا القدور وإنها لتغلي بلحوم الحُمر، كل ذلك طاعة منهم له ، واستجابة لأمره. أنزل الله على نبيه: وإن تُبْدُواْ ما في أنفُسكُمْ أوْ تُخْفُوهُ يُحاسبْكُم به ٱللهُ [البقرة: 284] ـ فظاهرها أننا نحاسب على حديث أنفسنا ـ فجاء الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجثوا على الركب، وقالوا: يا رسول الله، كلفنا من العمل ما نطيق، الصلاة والصيام والزكاة، وقد أنزل الله آية لا نطيقها أن الله يحاسبنا عن حديث أنفسنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا)) فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما اقترأها القوم، وذلت بها ألسنتهم نسخها الله بقوله: ءامن ٱلرسُولُ بما أُنزل إليْه من ربه وٱلْمُؤْمنُون كُل ءامن بٱلله وملـئكته وكُتُبه ورُسُله لا نُفرقُ بيْن أحدٍ من رُسُله وقالُواْ سمعْنا وأطعْنا غُفْرانك ربنا وإليْك ٱلْمصيرُ لا يُكلفُ ٱللهُ نفْسا إلا وُسْعها لها ما كسبتْ وعليْها ما ٱكْتسبتْ [البقرة:285، 286]، فعفا الله عن حديث النفس، ولذا قال : ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا به أو يعملوا به)). ومن آثار محبة الصحابة لمحمد ـ وهذا الخلق يكون لكل مسلم أيضا ـ أنهم كانوا يثنون على كل من وافق سنته، وعمل بشريعته، تشجيعا له لإظهاره السنة. صلى أنس بن مالك رضي الله عنه خلف عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فلما صلى، ورأى ما قام به عمر من تطبيق السنة في الصلاة، قال رضي الله عنه: (إن أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفتى)؛ لأنه رأى موافقته للسنة، وتقيده بها. ومن آثار محبتهم رضي الله عنهم أنهم كانوا يعتبون على كل من خالف سنته، ويغلظون القول عليه، تعظيما لسنة رسول الله ، أن يستخف بها ويستهان بها. حدث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قائلا: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها))، فقال ابنه بلال: والله لنمنعهن، قال الراوي: فسبه عبد الله سبا ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أحدثك عن رسول الله، وتقول: لأمنعهن؟!!. انظر كيف غلظ عليه، قد يكون قصده اجتهادا لأنه رأى من النساء شيئا، يعني غيرن فيه ما كان ماضيا، لكنه ما أحب أن يسمع قولا يصادم قول محمد . حدث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إياكم والخذف، فإنه يفقأ العين ويكسر السن ولا ينكأ عدوا)) فقام رجل من بنيه فخذف فنهاه، فقام فخذف فنهاه، وقال: أحدثك عن رسول الله وتفعل خلاف ذلك، والله لا كلمتك أبدا. وأيضا: رجل من الصحابة، كان في يده خاتم ذهب، فأخذه النبي وألقاه، وقال: ((يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده))، فقيل للرجل: خذ خاتمك، قال: والله ما كنت لآخذه بعدما ألقاه النبي صلى الله عليه وسلم. هذه سيرتهم رضي الله عنهم الدالة على كمال المحبة لمحمد ، فإن محبته ليست دعوى باللسان، ولكنها حقائق تظهر عند تطبيق الأوامر، واجتناب النواهي. إن الله جل وعلا امتحن من ادعى محبته بقول: قُلْ إن كُنتُمْ تُحبُون ٱلله فٱتبعُونى يُحْببْكُمُ ٱللهُ [آل عمران: 31]، فاتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بها دليل على محبة الله جل وعلا. فالمحب لله هو العامل بسنة رسول الله، المطبق لها، المنفذ لها، الواقف عندها. ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))[17]، قال الله جل وعلا: وما كان لمُؤْمنٍ ولا مُؤْمنةٍ إذا قضى ٱللهُ ورسُولُهُ أمْرا أن يكُون لهُمُ ٱلْخيرةُ منْ أمْرهمْ [الأحزاب: 36] فأمر الله وأمر رسوله أمر نافذ، ولا خيار لأحد في ذلك. فالمسلمون يعظمون سنته، ويرجعون كل نزاع تنازعوا فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه، يقول الله جل وعلا: فإن تنازعْتُمْ فى شىْء فرُدُوهُ إلى ٱلله وٱلرسُول إن كُنتُمْ تُؤْمنُون بٱلله وٱلْيوْم ٱلآخر ذٰلك خيْر وأحْسنُ تأْويلا [النساء: 59]، وكان أئمة الإسلام يتبرؤون من أقوالهم المخالفة لسنة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويرون أن أقوالهم إذا خالفت السنة وجب أن ترد ولا يعمل بها، ولا يلتفت إليها. أمة الإسلام، إن محمدا حذرنا من أن نسلك معه مسلك اليهود والنصارى في أنبيائهم، فاليهود والنصارى غلوا في أنبيائهم غلوا خرجوا به عن منهج الله، بأن عبدوهم من دون الله، واتخذوهم أربابا من دون الله، ولذا نبينا خاف علينا ما وقع فيه من قبلنا فقال صلى الله عليه وسلم لنا : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)) وقال أيضا لنا : ((إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)). وحذرنا صلى الله عليه وسلم من أن نتخذ قبره عيدا، فقال: ((لا تتخذوا بيوتكم قبورا، ولا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني أين كنتم)). وكان في آخر لحظة من لحظات حياته صلى الله عليه وسلم، يكشف غطاء على وجهه ـ وكان في الموت ـ يقول صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد))، ((ألا فلا تتخذوا القبور مساجد)). أيها المسلمون، بعض الخلق يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا نظرت في أقواله وأعماله رأيته مخالفا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلم حقا صلتُه بمحمد صلى الله عليه وسلم صلة على الدوام في كل الأحوال، فهو في وضوئه وفي صلاته وفي صومه وحجه وزكاته وكل معاملاته مقتدٍ بمحمد صلى الله عليه وسلم، في أكله وشربه ونومه ويقظته، وفي كل تصرفاته، سنة محمد صلى الله عليه وسلم نصب عينيه دائما وأبدا، ما سمع منها عمل به ونفذه.
  16. وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . صدق الله العظيم (الأحزاب 37-38). من المخاطر التي تفشت في الأمة الإسلامية أنه إذا استعجم على بعض المسلمين فهم أمر في القرآن تكلفوا وابتدعوا لصعوبة تفهم أحكامه وأسباب نزول الآيات والبعد عن أسرار اللغة العربية وأساليب البيان بها فيجرهم ذلك إلى الفهم الخاطئ لكثير من آيات الذكر الحكيم ، فنجد الكثير من المفسرين قد ركنوا إلى التكلف في التفسير والتأويل لِما استعصى على فهمهم من آيات القرآن فاعتمدوا على الإسرائيليات وما دسته اليهودية والمجوسية والفلسفات اليونانية والهندية من أفكاره وروايات وقصص مكذوبة في تفسير ما غمض من آيات القرآن ، مما نحى بالكثيرين من المسلمين إلى إساءة فهم العديد من آيات القرآن الحكيم ، ومما أساء الكثيرون فهمه هاتان الآيتان من سورة الأحزاب اللتان تناولتا أمر تزويج رب اللعالمين لرسوله الكريم من السيدة زينب بنت جحش (رضي الله عنها) وبالتحديد جملة ((وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)) ولنستعرض آراء المفسرين في هاتين الآيتين ونرد عليها ثم نتوجه بالتفسير إلى وجهته الصحيحة مستهدين بنور الله الهادي وروح كتابه الكريم ودسنور المؤمنين إلى يوم الدين . روايات ابن جرير الطبري : الأولى : وَذَلِكَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْت جَحْش فِيمَا ذُكِرَ ، رَآهَا رَسُول اللَّه (r) فَأَعْجَبَتْهُ وَهِيَ فِي حِبَال مَوْلَاهُ , فَأُلْقِيَ فِي نَفْس زَيْد كَرَاهَتهَا لِمَا عَلِمَ اللَّه مِمَّا وَقَعَ فِي نَفْس نَبِيّه مَا وَقَعَ , فَأَرَادَ زيد فِرَاقَهَا , فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّه (r) , فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه (r) : {أَمْسِكْ عَلَيْك زَوْجَك} وَهُوَ (r) يُحِبّ أَنْ تَكُونَ قَدْ بَانَتْ مِنْهُ لِيَنْكِحَهَا , {وَاتَّقِ اللَّهَ} وَخَفْ اللَّه ـ يا زيد ـ فِي زَوْجَتك { وَتُخْفِي فِي نَفْسك مَا اللَّه مُبْدِيه } يَقُول : وَتُخْفِي فِي نَفْسك ـ يا محمد ـ مَحَبَّة فِرَاقه إِيَّاهَا لِتَتَزَوَّجهَا إِنْ هُوَ فَارَقَهَا , وَاللَّه مُبْدٍ مَا تُخْفِي فِي نَفْسك مِنْ ذَلِكَ { وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّه أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } وَتَخَاف أَنْ يَقُول النَّاس : أَمَرَ رَجُلًا بِطَلَاقِ امْرَأَته وَنَكَحَهَا حِين طَلَّقَهَا , وَاللَّه أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ مِنَ النَّاس . هل تزوج الرسول أمرأة لحسنها؟ أم أن جميع زيجاته كانت لغايات اجتماعية أو تشريعية أو سياسية؟ ومنذ متى كان الرسول تابع لشهواته؟ ومنذ متى كان ما يُبطن الرسول يختلف عما يُظهره؟ هل هو منافق؟ هل يأمرنا بأشياء ويخالفها ، وهو الذي أمرنا بغض البصر وهو الذي أعلمنا أن كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه؟ الثانية : كَانَ النَّبِيّ (r) قَدْ زَوَّجَ زَيْد بْن حَارِثَة ، زَيْنَب بِنْت جَحْش ابْنَة عَمَّته , فَخَرَجَ رَسُول اللَّه (r) يَوْمًا يُرِيدهُ وَعَلَى الْبَاب سِتْر مِنْ شَعْر , فَرَفَعَتْ الرِّيح السِّتْر فَانْكَشَفَ وَهِيَ فِي حُجْرَتهَا حَاسِرَة , فَوَقَعَ إِعْجَابهَا فِي قَلْب النَّبِيّ (r) ; فَلَمَّا وَقَعَ ذَلِكَ كُرِّهَتْ إِلَى الْآخَر , فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه , إِنِّي أُرِيد أَنْ أُفَارِقَ صَاحِبَتِي , قَالَ : " مَالَك , أَرَابَك مِنْهَا شَيْءٌ ؟ " قَالَ : لَا , وَاللَّه مَا رَابَنِي مِنْهَا شَيْء يَا رَسُولَ اللَّه , وَلَا رَأَيْت إِلَّا خَيْرًا , فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه (r) : " أَمْسِكْ عَلَيْك زَوْجَك وَاتَّقِ اللَّهَ " ، {وَتُخْفِي فِي نَفْسك مَا اللَّه مُبْدِيه} تُخْفِي فِي نَفْسك إِنْ فَارَقَهَا تَزَوَّجْتهَا . وأقول: ما كان الله سبحانه وتعالى ليهدم بيتا مسلما من أجل شهوة نبيه الثالثة : قَالَ : كَانَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْلَمَ نَبِيّه (r) أَنَّ زَيْنَبَ سَتَكُونُ مِنْ أَزْوَاجه , فَلَمَّا أَتَاهُ زَيْد يَشْكُوهَا قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْك زَوْجَك , قَالَ اللَّه : {وَتُخْفِي فِي نَفْسك مَا اللَّه مُبْدِيه} أي تخفي ما علمت به من أن الطلاق سيقع لا محالة . وأقول: منذ متي يعاند الرسول أو يحاول أن يغير قدر الله إن علمه . الرابعة : قال : جاء رسول الله (r) بيت زيد بن حارثة وكان يقال له زيد بن محمد ، ربما فقده الساعة ، فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه ، فلم يجده وقامت إليه زينب بنت جحش فضلا (أي تلبس ثوبا واحدا) فأعرض عنها رسول الله (r) فقالت : ليس هو هنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي ، فأبى رسول الله أن يدخل ، وإنما عجلت زينب أن تلبس إذ قيل لها أن رسول الله على الباب فوثبت عجلة ، فأعجب رسول الله بها فولّى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم إلا أنه أعلن : سبحان الله ، سبحان مُصَرّف القلوب ، قال : فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلتِ له أدخل ؟ فقالت : قد عرضت عليه ذلك فأبى ، قال : سمعتيه يقول شيء ؟ قالت : سمعته يقول حين ولى : سبحان الله ، سبحان مُصَرّف القلوب ، فخرج زيد حتى أتى رسول الله فقال : بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فقال : " أَمْسِكْ عَلَيْك زَوْجَك " ففقارقها زيد واعتزلها ، فحلت ، فبينما رسول الله (r) يتحدث مع عائشة إذ أخذته غشية فسُرِّى عته وهو يبتسم ويقول : من يذهب إلى زينب يبشرها ويقول أن الله زوجنيها وتلا رسول الله الآية ... قالت عائشة : خرجت سلمى خادم رسول الله (r) تخبرها بذلك فأعطتها أوضاحا. وأقول: من الطبيعي أن يسأل زيد "هل قال شيئا؟ أو هل ترك رسالة" وليس "هل سمعتيه يقول شيئا" ، ثم من أين أتى زيد بشكه في إعجاب الرسول بزينب؟ هل هو وحي دون وحي الأنبياء؟ أم فراسة لم يُشهد لزيد بها من قبل؟ مما يدل على أن القصة ألفت أو وُضِعَت بعد نزول الآية الخامسة : قال صاحب (فتح البيان في مقاصد القرآن) " وقد اختلف في تأويل هذه الآية ، فذهب قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين ومنهم ابن جرير الطبري وغيره إلى أن النبي (r) وقع منه استحسان لزينب بنت جحش وهي في عصمة زيد وكان حريصا على أن يطلقها فيتزوجها هو ، ثم أن زيدا لما أخبره يريد فراقها وشكا منها غلظة القول وعصيان الأمر والأذى باللسان والتعظم بالشرف قال له : اتق الله فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك ، وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها ، وهذا الذي كان يخفي في نفسه ولكنه فعل ما يجب عليه من الأمر بالمعروف . وأقول: هل هذا من قال فيه الله "إنك لعلى خلق عظيم". رواية الزمخشري المذكورة في كتابه ((الكشاف في حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل)) : "أمسك عليك زوجك" يعني زينب بنت جحش (رضي الله عنها) وذلك أن رسول الله (r) أبصرها بعد أن أنكحها زيد فوقعت في نفسه فقال : سبحان الله مقلب القلوب ، وذلك أن نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك لا تريدها ولو أرادتها لاختطبها ، وسمعت زينب التسبيحة فذكرتها لزيد ففطن وألقى في نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول الله ، فقال زيد لرسول الله : أني أريد أن أفارق صاحبتي ، فقال : مالك؟ أرابك منها شيء؟ قال : لا والله ما رأيت منها إلا خيرا ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذيني ، فقال : "أمسك عليك زوجك واتق الله" ، ثم طلقها ، فلما اعتدت قال رسول الله : ما أجد أحد أوثق في نفسي منك ، أخطب علي زينب ، قال زيد : فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها .....وقلت : يا زينب ... أبشري إن رسول الله يخطبك ... ففرحت وقالت : ما أنا صانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن " زوجناكها " ........ (قلت) ما الذي أخفى في نفسه (قلت) تعلق قلبه بها ، وقيل علمه بأن زيد سيطلقها وسينكحها ... فإن (قلت) ماذا أراد الله أن يقول حين قال له زيد أريد مفارقتها ..... (قلت) كان الذي أراده الله منه أن يصمت عند ذلك أو يقول له أنت أعلم بشأنك حتى لا يخالف سره في ذلك علانيته . وأقول: وهل يعرف الزمخشري - مع تقديرينا الشديد له - إرادة الله ورسوله لا يعرفها؟ (رأي أبي محمد الحين البغوي في تفسيره ((معالم التنزيل)) : أن الله أعلم النبي أنها ستكون زوجته ، وإنما أخفى ذلك استحياء أن يخبر زيدا أن التي تحتك ستكون زوجتى وهو الأولى من الآراء ، وأن الرأي أنه أخفى محبتها أو نكاحها لو طلقها ... هو رأي ضعيف لا يناسب مقام النبوة . ومثله قال الألوسي الذي زاد : وهذا التفسير مطابق للتلاوة لأن الله تعالى أعلم أنه مبدي ما أخفاه (r) ولم يظهر غير تزويجها . رأي ابن الحسن الطبرسي (من علماء الشيعة) في كتابه ((لباب التأويل في معاني التنزيل)) : الذي أخفاه في نفسه هو : إن طلقها زيد تزوجها ، وخشى لائمة الناس أن يقولوا : أمره بطلاقها ثم تزوجها ، ... فلما جاء زيد وقال له : أريد أن أطلق زينب ، قال : أمسك عليك زوجك ، فقل سبحانه : لم قلت أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك ، وهذا هو المراد وهو الذي عوتب عليه ولو كان الذي أخفى محبتها أو إرادة طلاقها لأظهره الله تعالى مع وعده أنه يبديه . رأي ابن الأثير في كتابه ((الكامل ج2)) : ذكر رواية الطبري الثانية ـ السابق ذكرها ـ إلا أنه زاد : وكُرِّهَت إلى زيد فلم يستطع أن يقربها ..... ففارقها زيد وحلت ، وأنزل الوحي على النبي فقال من يبشر زينب أن الله زوجنيها . رأي ابن كثير في كتابه (( البداية والنهاية ج3)) : ..... والذي كان الله قد أعلم أنها ستكون من أزواجه فهو الذي كان في نفسه عليه السلام ، وقد تكلم كثير من السلف هاهنا بآثار غريبة تركناها، وقال الله تعالى "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها" ذلك أن زيدا طلقها فلما انقضت عدتها بعث إليها رسول الله من يخطبها إلى نفسه ثم تزوجها وكان الذي زوجه منها رب العالمين تبارك وتعالى كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك ، ثم ذكر ابن كثير رواية التي أوردها الزمخشري في كتابه . أقول: الزواج تم بالأمر المباشر من الله عزّ وجلّ فلا محل هنا للخطبة أو الاستئذان تفسير الجلالين : "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ" مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها "وَتَخْشَى النَّاسَ" أن يقولوا تزوج زوجة ابنه . تفسير القرطبي : وافق الطبري وروى رواياته إلا أنه قال ((فَأَمَّا مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيّ (r) هَوِيَ زَيْنَب اِمْرَأَة زَيْد - وَرُبَّمَا أَطْلَقَ بَعْض الْمُجَّان لَفْظ عَشِقَ - فَهَذَا إِنَّمَا يَصْدُر عَنْ جَاهِل بِعِصْمَةِ النَّبِيّ (r) عَنْ مِثْل هَذَا , أَوْ مُسْتَخِفّ بِحُرْمَتِهِ .)) ثم أورد روايات تستند إلى صحيح مسلم معناها أن الرسول (r) بعث زيدا ليخطب السيدة زينب له بعدما أنتهت عدتها فاستأذنت السيدة زينب في أن تستخير ربها فنزلت الآيتين المذكورتين فدخل عليها الرسول (r) بغير إذن وأولم وليمة كبيرة . التفسير الصحيح بما يتفق مع أسس وأهداف الشريعة الإسلامية ونصوص القرآن الكريم وبلاغته كما يشرحه الدكتور محمد بديع شريف(*) في كتابه ((قصة زينب بنت جحش)) : وصفوة القول أن هناك رأيان أولهما : أن الله أعلمه أن زيدا سيطلقها وستكون زوجة له ، والثاني : أنه أخفى محبة زينب وإرادة طلاقها وقد أمره الله أن يصمت حتى يفرغ زيد من مفارقتها فعاتب الله نبيه على قوله "أمسك عليك زوجك واتق الله" ، قال العلامة ابن العربي أن أخبار الأنبياء مروية وأحاديثهم منقولة بزيادات تولاها أحد رجلين : إما غبي عن مقدارهم ، وإما بدعي لا رأي له فيدس تحت المقال الدواهي ولا يراعي الأدلة ولا النواهي ...، وهذه الروايات كلها ساقطة . وأقول () : من أين ورد القول بأن الله أراد من نبيه أن يصمت عندما قال زيد : أريد مفارقتها ...... أليس في هذا القول اتهام بأن النبي (r) يُظهر خلاف ما يُبطن ؟ أليس في هذا جهل بمكانة النبي وبره وسمو الرسالة التي بعث بها ؟ ثم من كان بين محمد ونفسه في إخفاء محبتها وإرادة طلاقها ؟ وأين هو الوحي الذي نزل بأن زيدا سيطلقها وستكون زوجة للنبي ؟ . ولننظر في مفردات الآيتين : )وَإِذْ تَقُولُ( الخطاب موجه إلى النبي (r) )لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ( أي أعطاه نعمة الإسلام )وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ( أي منحته الحرية بعتقه من الرق )أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ( أي احتفظ بزوجك )وَاتَّقِ اللَّهَ( أي خف الله ـ والأمران يدلان على أن شقاقا حدث بين الزوجين وتطبيقا لأمر الله الوارد في الآية 35 من سورة النساء وأن النبي أهل للإثنين فإن زيدا مولاه وزينب ابنة عمته وهو الذي زوجهما وهو ولي أمرهما تولى النبي إصلاح ذات بينهما بعدما اشتد الشقاق بين الزوجين بعد زواج دام 13 سنة لم ينجبا أثناءها ـ وفي أمر)أَمْسِكَْ( دليل على حرص النبي (r) على بقاء زينب بعصمة زيد وفي الأمر )وَاتَّقِ اللَّهَ( تذكير لزيد بنعمة الإسلام التي من أجَلّ فضائلها الاعتصام بالرابطة الزوجية ، والمعنى : خف الله في حق رابطة زوجية استمرت 13 سنة )وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ( أي وتضمر في نفسك يا زيد )مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ( ما الله مظهره على لسانك في شكواك )وَتَخْشَى النَّاسَ( أي تخاف قالة الناس ، ومتعلق الإخفاء والخشية هو زيد ، والواو في )وَتُخْفِي( و )وَتَخْشَى( إما للحال وإما للعطف ، فإذا اعتبرناها للحال يكون المعنى : أمسك عليك زوجك يا زيد واتق الله الذي أظهر ما تخفيه في نفسك من إصرارك على فراقها وما تبديه من شكواك المتكررة ولكنك تخشى قالة الناس حول هذا الإصرار والله أحق أن تخشاه ، أما إذا اعتبرنا الواو للعطف فتكون جملتا )وَتُخْفِي( و )وَتَخْشَى( معطوفتان على الجملتين )أَمْسِكَْ( و )وَاتَّقِ( وهو ما يتطلبه سياق التلاوة لأن الآية نزلت بحق زيد والأسلوب البلاغي للقرآن يقتضي أن يستمر مقول القول حتى النهاية التي يكتمل بها المعنى بلا وقف بعد )وَاتَّقِ اللَّهَ( وبعبارة أوضح وأكثر تفصيلا يكون المعنى المقصود : احتفظ يا زيد بزوجك واتق الله الله في أمرها ولا تفشي أسرار الزوجية بينكما بإكثار شكواك التى أظهر الله بعضها على لسانك في أحاديثك إلى رسول الله وخف الله في إصرارك على فراقها ولا تخشى قالة الناس في عدم قدرتك على أن تكون سيد بيتك وأن زوجتك تؤذيك بترفعها عليك فإن الذي أنعم عليك بالإسلام وجعلك بمكانة الكفؤ لها وجعل بينكما مودة ورحمة أولى بأن ترعى شريعته وأحق بالخشية من الناس ، )فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا( أي بلغ زيد منتهى ما في نفسه من حاجته فيها بحيث ملها وأصبح لا يريدها لتعاليها عليه ، )زَوَّجْنَاكَهَا( لمّا تم الطلاق لاستحالة العشرة الزوجية وأصبحت هذه المرأة الفاضلة مهيضة الجناح لا عائل لها وهدفا لقالة الناس فنزل الوحي بإضافتها إلى بيت النبوة بأمر من الله لا دخل ولا شهوة فيه من رسول الله وإنما لغاية تشريعية جديدة لإبطال تقاليد الجاهلية في مساواة ولد التبني وزوجته بولد النسب وزوجته )لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا( لرفع الضيق أو المشقة أو الإثم في زواج المتبني من أرملة أو مطلقة ابنه المتبنى إذ أن التشريع الإسلامي قرر أن الولد المتبنى غير الولد الصلبي لا تحرُم أرملته أو مطلقته ، )مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ( في تزويجه منابنه بالتبني )سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ( أي شريعته الجديدة التي يجب أن تتبع في هذه الناحية الاجتماعية من تحليل أرملة أو مطلقة المتبنى عكس ما كان ساريا في الأمم السابقة من تحريمها على الأب . وصفوة القول : أن أسلوب الآية البلاغي منصّب على مخاطبة زيد ـ من جانب الرسول ـ من أول قوله تعالى )أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ( إلى آخر قوله )وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ( ومنصّب على مخاطبة النبي (r) ـ من جانب الله عز وجل ـ من أول قوله تعالى )فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا( إلى آخر قوله تعالى )وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا( والله أعلى وأعلم (*) عراقي حصل على العالمية في الشريعة من بغداد س1927 ، ثم على إجازة التدريس من دار علوم القاهرة س1934 ، ثم على الدكتوراة في التاريخ الإسلامي س1941 ، ثم على الدكتوراة في القانون من القاهرة س1945 ، له مؤلفات كثيرة منها "المساواة في الإسلام" و سلسلة "مع القرآن" .
  17. خمس محاولات عبر التاريخ لسرقة جثمان النبي صلى الله عليه وسلم. المحاوله الأولى في عهد الحاكم بأمر الله العبيدي ، حيث أشار عليه أحد الزنادقة بإحضار جسد الرسول إلى مصر لجذب الناس إليها بدلا من المدينة ، وقاتلهم أهلها وفي اليوم التالي أرسل الله ريحا للمدينة تكاد الأرض تزلزل من قوتها مما منع البغاة من مقصدهم المحاوله الثانيه في عهد نفس الخليفة العبيدي ، حيث أرسل من يسكنون بدار بجوار الحرم النبوي الشريف ويحفر نفقاً من الدار إلى القبر ، وسمع أهل المدينة منادياً صاح فيهم بأن نبيكم ينبش ، ففتشوا الناس فوجدوهم وقتلوهم . ومن الجدير بالذكر أن الحاكم بن عبيد الله ادعى الألوهية سنة 408 ه المحاوله الثالثه مخطط من ملوك النصارى ونفذت بواسطة اثنان من النصارى المغاربة ، وحمى الله جسد نبيه ، بأن رأى القائد نور الدين زنكي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول أنجدني ، أنقذني من هذين الرجلين ، ففزع القائد من منامه ، وجمع القضاة وأشاروا عليه بالتوجه للمدينة المنورة ، ووصل إليها حاملاً الأموال إلى أهلها وجمع الناس وأعطاهم الهدايا بعد أن دونت أسمائهم ولم يرى الرجلين وعندما سأل : هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة؟ قالوا لا ، قال: تفكروا وتأملوا ، فقالوا لم يبق أحد إلا رجلين مغاربة وهما صالحان غنيّان يكثران من الصدقة ، فانشرح صدره وأمر بهما ، فرآهما نفس الرجلين الذين في منامه وسألهما " من أين أنتما ؟ " قالا حجاج من بلاد المغرب " ، قال أصدقاني القول ، فصمما على ذلك فسأل عن منزلهما وعندما ذهب إلى هناك لم يجد سوى أموال وكتباً في الرقائق ، وعندما رفع الحصير وجد نفقا موصلا إلى الحجرة الشريفة ،فارتاعت الناس وبعد ضربهما اعترفا بمخطط ملوك النصارى ، وأنهما قبل بلوغهما القبر ، حصلت رجفة في الأرض ، فقتلا عند الحجرة الشريفة . وأمر نور الدين زنكي ببناء سور حول القبور الشريفة بسور رصاصي متين حتى لا يجرأ أحد على استخدام هذا الأسلوب المحاوله الرابعه جملة من النصارى سرقوا ونهبوا قوافل الحجيج ، وعزموا على نبش القبر وتحدثوا وجهروا بنياتهم وركبوا البحر واتجهوا للمدينة ، فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت من مصر والإسكندرية تبعوهم وأخذوهم عن أخرهم ، وأسروا ووزعوا في بلاد المسلمين المحاوله الخامسه: كانت بنية نبش قبر أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه.وذلك في منتصف القرن السابع من الهجرة ، وحدث أن وصل أربعون رجلا لنبش القبر ليلا فانشقت الأرض وابتلعتهم وأبلغنا بهذا خادم الحرم النبوي آن ذاك وهو صواب الشمس الملطي . المصدر / كتاب : تاريخ المسجد النبوي الشريف الهدية تورث المحبة .. وهديتي إليكم هذا الدعاء .. (( أسأل الله عز وجل أن يجعلكم ممن شملتهم رحمته ومغفرته ، وممن عتق من ناره وعذابه بقدرته ،، وأن يكتبم من الفائزين ومن سكنى جنته ، ، وأن يرزقكم صحبة خاتم الأنبياء في الفردوس وشفاعته .. إنه على كل شيء قدير ))
  18. الجراثيمُ مخلوقات متناهية في الصغر ,منبثة بأعدادٍ لايعلمها إلا الذي خلقها لكثرتها, بداياتُ معرفة الإنسان بها كانت في نهايات القرن التاسع عشر, ولا زالت المعرفةُ بها تتراكمُ يوما عن يوم,فرغم ما تُسببُ للإنسان من أمراضٍ إلا أن حياتهُ لاتستقيمُ- بل غير ممكنةٍ- على الأرض بدونها. بعضُ هذه الميكروبات مُمرض للإنسان ( نسبة الميكروبات الممرضه للانسان هي 3% فقط ), وتنتقلُ إليه عن طريق الماء والهواء والطعام أو التماس المباشر بين المريض والسليم, ولتقليل الإصابات بهذه الجراثيم، تتسابقُ السلطاتُ الصحيةُ في تطبيق الإجراءات الوقائية, وذلك بتعميم الممارسات الصحية الفردية والجماعية, وقد سُن لذلك تشريعات تطبقُ بقوة القانون، ورغم كل هذا فإن العالم يفقدُ كُل عامٍ عشرات الملايين بسبب الجراثيم المعدية. وأكثرُ هذه القوانين والتشريعات تحثُ على نظافة الأيدي والأسنان والأجساد وأماكن التجمع وتطبيق القواعد الصحية, ومع هذا كله فقد نجحت منظمةُ الصحةُ العالمية في موطنٍ وفشلت في مواطن اخرى . فقد أعلنت اليوم العالمي لنظافة الأيدي بالصابون ، حيثُ تطمح من وراء ذلك لتخفيض عدد وفيات الأطفال من الجراثيم الممرضة إلى النصف، فقد ثبت أن للايدي دور عظيم في نقل الجراثيم ونشر الأمراض، وقصةُ الطاهية الانجليزيه ماري التي كانت تحملُ جرثومة التيفوئيد في أمعائها وتعملُ طاهية في لندن قد دخلت التاريخ , حيثُ نقلت جرثومةمرض التفوئيد إلى ألفٍ وثلاثمائة شخصٍ قبل أن تُكتشف وذلك بسبب تلوث يديها.( وقد ثبت أن الغرام الواحد من براز حامل جرثومة التيفوئيد فيه أكثر من خمسة وأربعين مليونا من بكتيريا هذا المرض )حيث كان الناس في الغرب لايغسلون ايديهم بالماء بعد ازالة فضلاتهم بالمراحيض,ولا زال الكثيرون منهم على نفس العادة ,رغم كل التنبيهات والتعليمات الصحية . üلهذا ولغيــره الكثير ركز رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان على نظافة اليدين ، حيث حبب للمسلم غسل يديه طمعا بالأجر والثواب , وبكل طريقةٍ تجعلهُ يقومُ بذلك تقربا إلى الله , فلا يكتملُ الوضوءُ إلا بغسل اليدين , ومنع أن يمس الإنسانُ ذكرهُ بيمينه او يستنجي بها,حيث قال " إذا بال أحدُكُمْ فلا يأْخُذن ذكرهُ بيمينه ولا يسْتنْجي بيمينه ولا يتنفسْ في الإناء ' "( البخاري ) وفوق ذلك قال " بركــةُ الطعام الوضوء قبلهُ والوضوء بعده " ( ابو داوود ) وقال ايضا "" منْ أحب أنْ يُكْثر اللهُ خيْر بيْته فلْيتوضأْ إذا حضر غـــداؤُهُ وإذا رُفع " (ابن ماجة). كما أثبت العلماءُ أن كل واحد سنتمتر مربع من جلد الإنسان عليه ما بين مليون إلى خمسة مليون جرثومة , خاصة المكشوف منه , ولهذا قال علماءُ الصحة العامة أن جلد الإنسان يحملُ ما بين عشرين إلى مائة مليار جرثومة، تبعا لعناية الإنسان بنظافته الشخصية , أما فمُ الإنسان فقد عرف العلماءُ ثلاثمائة نوعٍ من الجراثيم فيه , ولا يُمكن لأحدٍ معرفة عددها مهما أوتي من علمٍ ومعرفةٍ , وكلُ غرامٍ من اللويحة على السن فيه 250 مليار جرثومة...وما شابه ذلك في الأنف , وهذه الجراثيمُ في تكاثرٍ مستمرٍ, ولهذا لابد من محاولة إزالتها أولا بأول, حتى يتجنب الإنسانُ أذاها وآثارها السلبية، ولهذا كانت تعليماتُ الرسول- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومركــزة وفاعلة لتحض على نظافة الجسد كاملا كقوله " حق لله على كُل مُسْلمٍ أنْ يغْتسل فــــي كُـــلسبْعة أيامٍ، يغْسلُ رأْسهُ وجسدهُ:" (مسلم ) ويقول ايضا "",إذا جاء أحدُكُمْ إلى الْجُمُعة فلْيغْتسلْ "" مسلم. هذا عدى عن ديمومة الوضوء من غسل لليدين والمضمضة....الخ , وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا توضأ أحدُكُمْ فلْيسْتنْشقْ بمنْخريْه منْ الْماء ثُم لينْثُرْ " (أحمد) وكما هو معلوم بأن من القواعد المتبعة لمنع العدوى من المصاب إلى السليم، قاعدةُ العزل الصحي(لا يُوردُ مُمْرض على مُصحٍ ) (متفق عليه)ومن مجتمعٍ مصابٍ إلى آخر سليم، بقاعدة الحجر الصحي, (إن هذا الْوجع أوْ السقم رجْز عُذب به بعْضُ الأُمم قبْلكُمْ ثُم بقي بعْدُ بالأرْض فيذْهبُ الْمرة ويأْتي الأُخْرى فمنْ سمع به بأرْضٍ فلا يقْدمن عليْه ومنْ وقع بأرْضٍ وهُو بها فلا يُخْرجنهُ الْفرارُ منْهُ. (مسلم). وهذه ألاحاديث الواضحة الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تشكل الأساس السليم والمتبع حتى هذا اليوم ، رغم أنها جاءت قبل قرونٍ من الزمان . وأما نظافةُ البيئة التي أشغلت العالم اليوم ونظافة وسائل نقل الأوبئة ، من ماءٍ وهواءٍ وطعامٍ ، فقد سبق إليها الإسلامُ من خلال أحاديثٍ عديدةٍ وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم كقوله "" اتقُوا الْملاعن الثلاث. قيل: ما الْملاعنُ الثلاث يا رسُول الله؟ قال: أنْ يقْعُد أحدُكُمْ في ظلٍ يُسْتظلُ فيه أوْ في طريقٍ أوْ في نقْع ماءٍ "" ( أحمد ) وقوله في نفس المعنى "" اتقُوا الْملاعن الثلاثة: الْبُراز في الْموارد، وقارعة الطريق، والظل "" ( ابو داوود) وهذا يعني ان اي انسان سيكون ملعونا يقع عليه من الاثم والسيئات ما لايعلم به الا الله, اذا كان سببا في تلويث موارد المياه والطريق والظل بالبراز وماشابه, لان هذا علميا وصحيا يعني تلويثها بمليارات الجراثيم الممرضه وغيرها, وهذه امثله على ما يشترك الناس في استعماله, اي ممتلكات عامه , ملعون من فرط بها ولم يحافظ عليها وعلى نظافتها , ومثل ذلك المدرسه والجامعه والمستشفى والجامعه والحديقة العامه....الخ . وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا صحيحا واضحا ,فيه اوامر صحيه جليه , سهلة التطبيق عظيمة الفائده اذا طبقت ,تجعل السلطات الصحية في يقظة دائمه , ليلا ونهارا,لتقطع الطريق على اي جرثومة تحاول التسلل الى طعامنا او شرابنا او هوائنا,حيث يقول"" غطُوا الإنـاء وأوْكُـوا السقاء، فإن في السنة ليْلة ينْزلُ فيها وبـاء، لا يمُرُ بإنـاءٍ ليْس عليْه غطـاء أوْ سقـاءٍ ليْس عليْه وكـاء، إلا نزل فيه منْ ذلك الْوبـاء"" (مسلم) وأما مشكلةُ الإيــــــدز و الأمراض المنقولة جنسيا , التي عبرت الحدود وتخطت كل السدود, رغم جهود الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية , ورغم أن العالم يُنفقُ عليها سنويا أكثر من مائةٍ وخمسين مليار دولار, إلا أن مئات الملايين من الإصابات الجديدةٍ لازالت تحدث سنويا , كنتيجة لخروج الناس عن الفطرة, وانغماسهم بالإنحلال ومستنقعات الرذيلة من زنا وشُذوذ . ولهذا فلن يستطيع العالمُ القضاء على هذه الأوبئة المستفحلة, إلا إذا عاد إلى أوامر الرسول- صلى الله عليه وسلم- واجتناب الفاحشة بكل أشكالها كما ورد في أحاديث الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم-.حيث يقول " كيْف أنتُمْ إذا وقعتْ فيْكُمْ خمْس؟ وأعوذُ بالله أنْ تكون فيكُمْ أو تُدْركُوهُن , ما ظهرتْ الفاحشةُ في قوْمٍ قطُ ، يُعْملُ بها فيهمْ علانية ، إلا ظهر فيْهمْ الطاْعُوْنُ (الوباء) والأوْجاعُ التي لمْ تكُنْ فيْ أسْلافهمْ "" (الحاكم) ويقول ايضا "" إذا استحلتْ أمتيْ خمْسا فعليْهمْ الدمارُ ، إذا ظهر التلاعُنُ ، وشربُوا الخُمُوْر، ولبسُوا الحريْر، واتخذُوا القينات، واكْتفى الرجالُ بالرجال والنساءُ بالنساء "" (البيهقي) مما سبق وغيره الكثير نجدُ أن العلم الحديث يكشفُ لنا كل يومٍ إعجازا جديدا تنطوي عليه أحاديثُ الرسول- صلى الله عليه وسلم- التي فُهم منها حين ذُكرت على قدر ما كانت تسمحُ به حدودُ المعرفة البشرية في حينه ، وأما الآن فقد ساعدنا العلمُ الصحيحُ على فهم أبعادٍ جديدةٍ معجزة لهذه الأحاديث, أخبرنا عنها رسولُنا الكريم لكنا لم نُدركها إلا حديثا ، ولهذا فإن العلم يدعـــو حقا إلى الإيمان, فلا نملكُ إلا أن نزداد يقينا وتعلقا برسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام .
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.