-
مجموع الأنشطة
1226 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو Rayane.Nb
-
من كلآم آلدكتور / عبد آلعزيز آلمعيوف إياك أن تجـعلي الرجـل... هو همك... هو فرحك... هو سمآك... هو أرضك... هو ليلك... هو فجـرك... هو جـرحك... هو ضعفك... ... هو انگسارك نعم هو نصفك [ الآخر ] ولكن ليس [ أكسجينك ] نعم هو [ مگملك ] ولكن ليس [ گلك ] نعم خُلقتي من [ ضلعه ] ولگن ليس لتكوني [ تابعه ] إياگ أن تگوني [ ساذجـه ] وتحصري حياتك على گائن يُسمى[ رجُل ] حياتك أگبر من أن تُقيديها ..أنتي خُلقت لتگوني سيدة نفسك ] تذگري دآئمـآ [ أنكِ بـه أو بدونه ستعيشين ] وأن عجلة أيامگ مستمره ولن تقف عندن كـرمني الله بالأمومـةو جعل قلبـي ملـجاً للحـنان والحـب كالطفــولة انـا من وصـى رسولنا الكريم بالـرفق بـيو صورني بأجـمل صــورة متزوجـــــــةأو مطـــــــلقةأو كنت أرمـــــــلةسأظـل امــرأة لم يزدني الــزواج كـــرامة و لن ينقصـني الطلاق أنوثــــة و لن أخجل إن أصابتني العـــنوسة فأنا امرأة ........ بداخلي بحر من حنان وأحلام قرمزية و في الحب ضعيفة ورقيقة ورومانسية و في وجه الغدر جبل مـن صـبر وقلاع فولاذيـة انا امرأة ...... .أبكي من جـرح شوكة صغيرة إن لمست جلدي اللطيف و أقف في وجه أي اعـصار قد يقذف بقلبـي الضعيف و كلما زادت طعنات الزمن لـي كلما تحـدى عمري النزيف أنا امرأة فرحتي بالحب كفرحة الطفل بلعبة جديدة ولطيفة في المشاعر وفية ومخلصة وفـي وجه الغدر قاسية ومخيفة و وقت الجد أكون بمئة رجل وفـي المرح خـفيفة الظل ولطيـفة انا امرأةلست أسيرة أو رهينة في يد رجل يريد لي الدمار إن أرادني شـريكة دربه سأكون لطريقه المنار سأكون له سكن ومأوى وسأغمره بحب كالأنهار و إن أرادني كخادمة سأرحل عنه وأرفض بقوة الانكسار و أرحل عن الحب بلا عودةفأنا أرفض أن يكون الحب طريقي للانهيار او الإنكساار
-
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد: رسالة عاجلة إلى الحلبي لفضيلة الشيخ المجاهد محمد سعيد رسلان حفظه الله تاريخ إلقاء هذه المحاضرة :[b]الأحد 18 من ربيع الأول 1435هـ الموافق 19-1-2014م[/b] مكان إلقاء هذه المحاضرة :بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون - محافظة المنوفية التحميل : VIDEO MP3 المصدر
-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد: سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله مانصه : هل ما يقوم به أحد طلبة العلم ، من تتبع أخطاء بعض الدعاة ، وجمعها ، وإخراجها في أشرطة بحيث يخصص لكل داعية شريطًا يذكر فيه أخطائه ، وهفواته ، فهل هذا من المنهج الصحيح ؟ فأجاب بقوله :إذا كان القصد من هذا بيان الحق ، وبيان الخطأ ؛ فهذا طيب ، هذا من الدعوة إلى الله ، أننا نبين الأخطاء لأجل ألا يقع الناس فيها.اهـ و سئل العلامة ربيع بن هادي ـ حفظه الله ـ ما نصه :هل من منهج السلف جمعُ أخطاء شخصٍ ما، وإبرازها في مؤلَّف يقرؤه الناس؟: فأجاب : سبحان الله، هذه يقولها أهل الضلال لحماية بدعهم، وحماية كتبهم، وحماية مناهجهم، وحماية مُقدَّسيهم من الأشخاص نعم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ذكرا كثيرًا من ضلالاتهم.. جمع كلام اليهود والنصارى وانتقدهم في كثير من الآيات القرآنية وأهل السنّة والجماعة من فجر تأريخنا إلى يومنا هذا تكلّموا على الجهم بن صفوان وبشر المريسي وأَحصَوا بدعهم وضلالاتهم، وجمعوا أقوال أهل الفرق ونقدوها فمن حرّم هذا؟ هذا من الواجبات إذا كان الناس سيضِلُّون بِبِدَعِهِ الكثيرة وجمعْتَها في مكان واحد وحذَّرت منها باسمه فجزاك الله خيرًا، أنت بذلك أَسْدَيْتَ خيرًا كبيرًا للإسلام والمسلمين. اهـ والغريب أن د . إبراهيم الرحيلي ـ أصلحه الله ـ في ردّه على العلامة عبيد الله الجابري- حفظه الله - قال بهذه الشبهة حيث قال في أول كتابه"الرد المتلطف على النقد المتعسف"( ص :7( فأهل العلم متفقون على أنَّ تتبع هذه الزلات وجمعها من بطون الكتب والتنقيب عنها في الأشرطة المسجَّلة بدعوى الرد عليها ليس هذا من هدي السلف الصالحين ولا من سبيل العلماء الناصحين ... اهـ قلت : بهذا يستدرك حتى على المتقدمين من أهل العلم فإنهم كانوا ينقبون كتب أهل الأهواء ويفندون شبه القوم وينقلون كلامهم حرفيا من بطون كتبهم والله المستعان.
-
تحذير من انتشار دين الرّوافض في الجزائر وغيرها من بلدان المسلمين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ,أما بعد : إنّ مّما يؤسف له أشدّ الأسف أن المذهب الرافضيّ المدمّر قد أفسح له المجال, بل المجالات لينتشر في ربوع البلاد العربية الإسلامية, وقد انتشر فعلا وبكثافة ومن وراء هذا الانتشار حكّام إيران الفارسية, وآيات إيران وملاليه المعادين للإسلام والحق وللتوحيد وأهله, فيبذلون كل غال ونفيس لنشر هذا المذهب, يرافق ذلك حماس شديد وتخطيط رهيب للسيطرة على بلدان الإسلام كلها . وبهذا المذهب المدمّر الذي يقوم على : - تكفير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم - وعلى رفض سنة محمد صلى الله عليه وسلم لأنّها جاءت عن طريق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, الصادقين الأمناء - وعلى تحريف القرآن, وتنزيل نصوصه في الكفّار وفي المنافقين على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . - وكذا تنزيل نصوص الوعيد بالنار على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, ولاسيما أبابكر وعمر - وتنزيل آيات الثناء والوعد عليهم وعلى آل البيت برّأ الله آل البيت منهم ومن مذهبهم الغالي وأصولهم الكفرية القائمة على هذا الكفر . ومن ضلالهم أنّهم ينزّلون آيات توحيد الله والدّالة على ألوهيته مثل قوله تعالى : { وقال الله لا تتّخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد } على أئمتهم ! وكم حرّفوا من نصوص القرآن ومن شاء أن يعرف حقيقتهم دينهم فليقرأ مراجعهم الأساسية مثل الكافي للكليني, وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي, التي فاقت فيه اليهود والنصارى في التحريف ! وممّا يملأ القلب كمدا, أن ينتشر هذا المذهب الضّال المدمّر في الجزائر, فقد قرأنا وسمعنا أن أعداد كبيرة من هذا الشعب قد اعتنقوا عقيدة الرّفض, وأن عددا منهم اليوم يدرسون في مدينة قمّ الرّافضية، وإن كان هناك مقاومة من الحكومة ومن بعض العلماء فإنّها ضعيفة، فأين هي الغيرة المطلوبة منهم على الإسلام والتوحيد ؟! وأين هي الغيرة على القرآن والسنة ؟! وأين هي الغيرة على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟! فيا أيّها الجزائريون – حكومة وشعبا – : إنّ سكوتكم عن انتشار تيّار هذا المذهب له والله عواقب وخيمة في دينكم, ودنياكم, وسياستكم, وفي آخرتكم حين تلقون ربّكم, لأنّكم سكتّم عن أكبر المنكرات, وأكبر الأخطار على دينكم ودنياكم . أسأل الله أن يوقظ مشاعر المسلمين وعقولهم لمواجهة هذا الخطر المدمّر, ومن أهمّ ما يواجهونه به, حجب مواقعهم التي تبث الشرور والضّلالات الكبرى. بيان لبعض أصول الرّافضة 1 – من أصولهم تكفير الصحابة والطعن فيهم وهذا هدم للإسلام الذي لا يعرف إلاّ عن طريقهم , ولذا قاموا بتبليغه أحسن قيام 2 – ومن أصولهم أن الإمامة عندهم من أصول الدّين, وهذا غلوّ منهم , فأصول الدّين قد بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيها الإمامة 3 – ومعرفة الأئمة الاثني عشر عندهم من أصول الدين والذي يجهلهم كافر 4 – والأئمة عندهم معصومون من الذنوب بل حتّى من السهو والنسيان, ويفضلونهم على الأنبياء والمرسلين 5 – ويعتقدون في الأئمّة أنّهم يعلمون الغيب ويتصرّفون في كلّ ذرّة من ذرّات الكون, وهذا من أعظم الكفر إذ جعلوا الأئمة أندادا لله في علم الغيب وتصريف الكون . 6 – ويدّعون كذبا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعليّ - رضي الله عنه – ويدّعون أنّ الصحابة اغتصبوها منه, وهذه الدعوى من أكذب الكذب, وهي أصل ضلالهم وبغيهم على الصحابة وتكفيرهم لهم ولعنهم إيّاهم . 7 – ومن خرافاتهم وأساطيرهم أنّ لهم مهديّا من آل البيت ينتظرونه وهو في سرداب من أكثر من ألف ومائتي سنة, ويدّعون أنّه الإمام الثاني عشر ولا وجود له, بل لم يخلق هذا المهدي, والمهديّ الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم حقّ ولكن ليس هو هذا الذي يزعمه الرّوافض وفي أساطيرهم عن موسى بن جعفر ( ت 183 ) أحد أئمّتهم في زعم الرّوافض , أنه قال لن عاصره : " إن تعيشوا فستدركونه " وقد مرّ على هذا الوعد 1249 سنة ولم يدركوه , وهذا من الأدلّة على أنّه فرية , وكذبوا على موسى هذا . 8 – ومن أصولهم الإيمان بالرجعة والذي لا يؤمن بها فهو في دينهم كافر, قال الآلوسي" مختصر التحفة الاثنى عشرية ص : 200 – 201 " : ( مذهب أهل السنة أن الأموات لا رجعة لهم في الدنيا قبل يوم القيامة, وقالت الإمامية قاطبة وبعض الفرق الأخرى من الروافض أيضا برجعة بعض الأموات, فإنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم و الوصيّ والسبطين وأعداءهم – يعني الخلفاء الثاثة ومعاوية ويزيد ومروان وابن زياد وأمثالهم – وكذا الأئمة الآخرين وقاتليهم يحيون يعد ظهور المهديّ, ويعذّب قبل حادثة الدجال كل من ظلم الأئمة ويقتص منهم, ثم يموتون, ثم يحيون يوم القيامة ) فقاتل الله الرّوافض . 9 – ومن أسس عقائدهم ادّعاؤهم على الصحابة أنّهم حرّفوا القرآن, وحاشا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أن يحرّفوا كلمة واحدة من كتاب الله وإنّما الذين حرّفوه هم الرّوافض وما أكثر تحريفهم لألفاظ القرآن ومعانيه, وأكثر تحريفهم لآيات الوعد والوعيد والآيات في الكفّار والمنافقين ينزلونها على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أي الرّوافض أحق بها وأهلها . 10 – ومن أعظم أصولهم التقيّة : وهي عندهم تسعة أعشار الدّين ولا دين لمن لا تقية له, وينسبون إلى أبي جعفر أنّه قال : " أبى الله عزّوجل لنا ولكم في دينه إلاّ التقية " وينسبون إليه أنه يقول : " التقيّة من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقيّة له " ( انظر الكافي للكليني 2 / 217 – 218 ) 11 – ومن دينهم تشييد القبور – ولاسيما قبور أئمّتهم – والطّواف حولها والاستعانة بأهلها وتقديم الأموال الطّائلة والنذور والقرابين لعتباتها, وهذه الأعمال من أعظم أنواع الشرك 12 – ومن مهمّات دينهم نكاح المتعة : والذي رخّص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ثم نسخها الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن روّاة تحريم المتعة عليّ – رضي الله عنه – فاستباحها الشيعة ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل مثل قولهم : "من تمتّع بامرأة مؤمنة كأنّما زار الكعبة سبعين مرّة "وقولهم روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال : "إنّ المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا " والمتعة بهذه الصورة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها . وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : " من تمتّع مرة كانت درجته كدرجة الحسين عليه السلام, ومن تمتّع مرّتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام, ومن تمتّع ثلاث مرّات كانت درجته كدرجة عليّ عليه السلام , ومن تمتّع أربع مرّات فدرجته كدرجتي " وكلمة عليه السلام من تعابيرهم, والحق أن يقال في الواحد منهم إن كان من الصحابة : رضي الله عنه وإن كان من التابعين فمن بعدهم أن يقال فيه : رحمه الله فهذه لمحة موجزة عن دين الرّوافض, وإلاّ فضلالهم وكفرياتهم تملأ مجلّدات . كتبه : ربيع بن هادي عمير المدخلي 21 / جمادى الآخرة / 1432
-
قال العلامة ربيع عن الامام مقبل الوادعي:والله هذا الرجل أدهشني ما رأيت مثله من زمن معاذ بن جبل الى يومنا هذا. قال الشيخ فيصل بن عبده بن قائد الحاشدي حفظه الله في كتابه عن الشيخ مقبل رحمه الله و الذي هو بعنوان " أمة في رجل" : طلابه لا يحصيهم العاد لكثرتهم، فإنه لم يرحل إلى عالم من علماء اليمن بعد عبدالرزاق الصنعاني مثلما ؤحل الى الشيخ مقبل رحمه الله. حتى قال الشيخ ربيع بن هادي-حفظه الله- كما في " البدر التمام"(ص21) :و الله، هذا الرجل أدهشني ما رأيت مثله من زمن معاذ بن جبل الى يومنا هذا، فقد نبغ الصنعاني و ابن الأمير والشوكاني و أمثال هؤلاء، لكن لم تكن دعوتهم بهذه الدعوة الواسعة الهائلة. المصدر: هامش الصفحة رقم 80 من كتاب أمة في رجل
-
ن المسائل التي كانت تدور في ذهني منذ مدة مسألة تقصّد العبادة في زمن الفتن، وذلك أني رأيت من فعل شيئا من ذلك، فأنكرته في نفسي، وقد أخبرني أحد إخواني نقلا عن أحد الأفاضل أنه لا ينبغي تقصد العبادة في زمن الفتنة ، لكن إذا وقعت الفتنة فيشرع الاجتهاد في العبادة تحصينا للنفس من الوقوع فيها. وأرجو ممن له زيادة علم أن يتفضل ويزيدنا توضيحا لهذه المسألة.
-
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : أحببت أن أجمع الأخطاء العقدية والمنهجية لعلي حسن الحلبي من باب النصيحة ،ولتتضح الرؤيا لكثير من الخيّرين الطيّبين الذين غرّر بهم بعض الحلبيين المشاغبين -بالقواعد الفاسدة الكاسدة وبالألاعيب الشيطانية الماكرة- ،ولعلّ الله أن ينفع بها من أراد معرفة حقيقته ومعرفة سبب جرح أهل العلم له مع ذكر مصادرها والتعليق على بعضها لتزول الشبهة وليتبيّن الحقّ ،فإن من المعلوم أن استبانة سبيل المجرمين من هدي سنن المرسلين عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} [الأنعام : 55] . ومن مهمات الدعوة الإسلامية على مدى الأزمان أن تزيل أي التباس أو غموض قد يصيب الناس ، ، والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل : ـ ثناؤه على رسالة عمان التي تدعوا إلى وحدة الأديان وأخوّة الأديان وحريّة الأديان ومساواة الأديان والتقريب بين المذاهب وحريّة الفكر وتطبيق الديمقراطية وتأييد من يدعو إلى هذه الضلالات المهلكة.1 ـ وصفه لرسالة عمان بأنها سبّاقة في شرح رسالة الإسلام مع ما فيها من الكفر الصراح. ـ ثناؤه على مؤيدي رسالة عمان من روافض وصوفية وعلمانيين، وهم كثيرون، وشهادته لهم زوراً وبهتاناً بأنهم علماء ثقات وولاة أمناء.2 ـ طبعه لخطبته التي أثني فيها على رسالة عمان الكفرية ونشرها مرتين مفتخراً بها وبثنائه على الرسالة.3 ـ دفاعه المستميت عن رسالة عمان في عدد من كتبه وأشرطته مع ما فيها من مخالفات عقدية.4 ـ مشاركته في مؤتمر وطني أقرُّوا فيه الدعوة إلى وحدة الأديان، ووقَّع على البيان الختامي له.5 ـ يجيز الطعن في الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بصفة الجبن والعياذ بالله.6 ـ وصفه لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم جبلوا على الجبن والفشل.7 ـ إشادته بكتاب يدعو إلى التقريب بين الطوائف والفرق.8 ـ عقيدته في الإيمان على مذهب المرجئة المبتدعة الضلال وهو ما قاله علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في حقّه. ـ تأييده لكتاب مراد شكري "إحكام التقرير في أحكام التكفير"،وهو الذي قرأه وقام على طبعه(أي الحلبي)وهو قائم على منهج المرجئة الضلال ومرجعه في كثير من الأحيان الغزالي وأمثاله، وقد حذّر منه علماء اللجنة الدائمة للإفتاء لأنه قائم على مذهب المرجئة. ـ تهوينه من مسائل عقائدية كبيرة على طريقة الإخوان المسلمين.9 ـ دفاعه عن أبي الحسن المأربي في وصفه للصحابة بالغثائية.10 ـ اعتباره وصف الصحابة بالغثائية11 أنه ليس سبا.12 ـ على حسن كان متأثرا بسيد قطب بشهادته على نفسه.13 ـ ثناؤه ودفاعه وتمجيده للمخالفين لمنهج السلف كالحويني ومحمد حسان والعيد شريفي والمغراوي والمأربي وغيرهم.14 ـ ثناؤه على جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، والبنا ، والنبهاني.15 ـ قوله بحمل المجمل على المفصّل في كلام الناس.16 ـ ثناؤه على أبي حسن الندوي.17 ـ تميّعه في أخذ الإجازات حتى من أهل البدع .18 ـ زعمه أن الامتحان لا يكون إلا بمن هم رؤوس في البِدعة ولا يمتحن بأتباعهم وأشياعهم.20 ـ دعواه أنَّ خلاف العلماء الربانيين مع خوارج العصر إنما هي في مواقف اجتهادية فقهية.22 ـ سرقاته العلمية ككتاب "كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير، بتحقيق الأستاذين: الطاهر الزاوي، والدكتور محمود الطناحي - رحمهما الله - وكان في خمسة مجلدات كبار، فجعلها في مجلد واحد كبير، بخط دقيق، وورق رقيق، ووجه صفيق! ـ كذبه على أهل العلم حيث كتب هو وغيره كتابا سماه "مجمل مسائل الإيمان العلمية في أصول العقيدة السلفية" وذكروا في المقدمة أن أهل العلم قرؤوه وأقرّوه ثم سردوا أسماءهم وذكروا الشيخ أحمد بن يحيى النجمي22 وشيخنا محمد بن هادي المدخلي 23 وغيرهم .فقاموا العلماء بتكذيبهم. ـ قوله إن الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بأنه كان يفتي بالإنتخابات من باب أخفّ الضررين أو لدفع أكبر المفسدتين ؟؟24 ـ كذبه على الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ حيث طبع رسالة وعلّق عليها و نسب الإجابة له وسماها " الأسئلة العراقيّة ، في مسائل الإيمان والتَّكفير المنهجيَّة ، وأجوبة فضيلة الشَّيخ صالح بن فوزان الفوزان" ضبط وتَعْليق علي حسن الحلبي ، ونشرتها « دار المنهاج » بالقاهرة عام (1426هـ)وفيها مسائل تخالف عقيدة أهل السنة ، فكذّبه بما نسب إليه من تلك الأجوبة و نفاها عنه جملة وتفصيلا ، فالواجب عليه أن يتوب إلى الله لكن أبى إلا العناد والاستكبار،فكتب مقالا بعنوان "تذكير الشيخ الفوزان بما أخذه النسيان" كلمة علمية حول الأسئلة العراقية". ـ اشتهر بالكذب في وقائع كثيرة.25 ـ تحريفه في النقل عن أهل العلم وهو ما قاله علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في حقّه. ـ بتره لكلام أهل العلم وهو ما قاله علماء اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرهم من أهل العلم في حقّه وقد عرف بذلك. ـ تعليقه على كلام أهل العلم بتحميل كلامهم مالا يحتمل و هو ما قاله علماء اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرهم من أهل العلم في حقّه. ـ تهوينه من الحكم بغير ما أنزل الله بدعوى أن العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة - الرافضة - وهذا غلط شنيع، وهو ما قاله علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في حقّه. ـ تأصيله لقواعد فاسدة كاسدة قبل ثلاثين عاماً ضد المنهج السلفي في الجرح والتعديل.26 ـ قوله بأن علم الجرح والتعديل ليس له أدلة لا من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وإنّما وجد للمصلحة.27 ـ الدعوة إلى تذويب الخلافات الفكرية والفقهية لمصلحة الوطن العامة.28 ـ قوله في الديمقراطية بأنها مُصطلَحٌ عصريٌّ؛ لا نَرُدُّهُ -مِن حيثُ الواقعُ- مُطلَقاً! ولا نَقْبَلُهُ مُطْلَقاً!29 ـ إلغائه لمنهج امتحان الناس بالأشخاص.30 ـ دفاعه عن جمعية إحياء الثراث القطبية.31 ـ دفاعه عن جمعية البرّ.32 ـ دفاعه عن أبي الحسن المأربي المصري.33 ـ قوله عن أسامة بن لادن الخارجي بأنه مخلص وصاحب غيرة دينية.34 ـ دفاعه عن كتاب " السراج الوهّاج " الذي ألفه أبو حسن المأربي الذي استهدف فيه المنهج السلفي.35 ـ دفاعه عن المغراوي التكفيري.36 ـ دفاعه عن محمد حسان القطبي.37 ـ دفاعه عن الحويني التكفيري.38 ـ دفاعه عن العيد شريفي الطاعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ـ تفريقه بين العقيدة والمنهج من حيث الحدوث والواقع.39 ـ تفريقه بين المنهج والعقيدة بحيث لا يؤثر اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة وقويت ولا يخرج عن السلفية .40 ـ تقعيده لقاعدة فاجرة آثمة وهي أن كلمة غثائية إذا صدرت من سنّي لا تعتبر سبا ، وإذا صدرت من منحرف تعتبر سبا.41 ـ تقريره لقاعدة "نصحح ولا نجرّح".42 ـ تقريره لقاعدة "الموازنات بذكر ما للمخالفين من حسنات"43 . ـ تهويشه على قاعدة "الجرح المفسر مقدم على التعديل."44 ـ تقعيده لقاعدة " اشتراط الاجماع في التبديع"45 ـ تقعيده لقاعدة "لا نجعل خلافنا في غيرنا سببا للخلاف بيننا"46 التي تشبه قاعدة الإخوان "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"47 ـ اعتباره لأقوال الأئمة في الجرح والتعديل من قبيل المسائل الاجتهادية التي يجوز فيها الخلاف ولا يصح فيها الإنكار أو الإلزام.48 ـ تقعيده لقاعدة " لا إلزام في الجرح المفسر المبين المبني على الحجج والبراهين على أهل البدع إلا بشرط الإقتناع":49 ـ تشكيكه لقاعدة قبول خبر الثقة في الحكم على الأعيان والدعوة إلى التثبت فيه!50 . ـ قوله بعدم مصلحة الهجر في هذا الزمن.51 ـ اتهامه للإمام أحمد بمجالسة الرافضة.52 ـ مخالطته لأهل البدع والثناء عليهم والدفاع عنهم. ـ عدم قبوله لنصح العلماء. ـ ظهوره في " قناة المنار " الرافضية التي تسبّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،وأمهات المؤمنين. ـ ثناؤه على مندوب قناة الرفض والكفر والزندقة –أي: قناة المنار-بأنه سنّي فاضل. ـ جلوسه مع فتاة متبرّجة على مائدة البرنامج التلفزيوني في إحدى القنوات . ـ لم يستجب لنصح علماء اللجنة الدائمة للإفتاء بأن يطلب العلم على العلماء الموثوقين الأمناء،وأن يترك الخوض في مسائل الإيمان.53 ـ ثناؤه على أهل البدع والدفاع عنهم والتعاون معهم ومجالستهم والدعوة إلى الاستفادة منهم وعدم مقاطعتهم في هذا الزمان! ـ سعيه في إدخال بعض الفرق والأحزاب الضالة والتنظيمات المنحرفة في إطار أهل السنة والجماعة؛ بما يسمى بالمنهج الواسع الأفيح!، واعتبار أهل السنة والجماعة اسماً لفرق عدّة. ـ قوله بالربيع السلفي تشبّها بالكفار الذين يؤيدون المظاهرات والاعتصامات والانقلابات للتغييرالمسمى بالربيع العربي.54 ـ صرف الشباب إليه بقوله : يجب أن ترجعوا إلينا لا إلى علماء الحجاز.55 ـ صرف الشباب عن أهل العلم الراسخين-المعروفين بصحة المعتقد وبسلامة المنهج-والتزهيد فيما عندهم والطعن فيهم بطعون فاجرة وأساليب ماكرة. ـ تنقّصه لعلماء السنة بقوله: أنه "لا وصاية لأحد من الخلق - اليوم– كائناً من كان- كيفما كان- أينما كان- على الدعوة السلفية، أو السلفيين".56 ـ تجنيه على الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ وغيره.57 ـ تنقّصه للعلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ.58 ـ كذبه عن الإمام عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ أنه قال عن سفر الحوالي في زمن من الأزمان إنه ابن تيمية عصره.59 ـ قوله إن بطانة الشيخ عبد العزير بن عبد الله بن باز تؤثّر عليه في فحوى الفتوى.60 ـ طعنه في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي. ـ طعنه في الشيخ عبيد الله الجابري. ـ طعنه في الشيخ محمد بن هادي المدخلي. ـ طعنه في الشيخ صالح السحيمي لكونه لا يبصر بسبب ما ابتلاه الله بفقد عينيه، واتهامه بأنه تكلم بالباطل بسبب عدم قدرته على المتابعة الشخصية!.61 ـ طعنه في طلاب العلم السلفيين ووصفه إياهم بأبشع الأوصاف.62 ـ وأخيرا وليس آخرا علي حسن الحلبي يشهد على نفسه أنه تغيّر63 . فمثل هذه الأصول والمسائل الكلية التي تنبني عليها فروع كثيرة، ويحدث من ورائها خلاف كبير: ألا تكون سبباً في مفارقة أهل السنة؟!. نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة "آمين". وهذا صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتبه : عبد الحميد الهضابي بمكة المكرمة ـ حرسها الله ـ. 11/ 10 / 1433 [b]الحواشي : 1 ـ قال علي الحلبي مادحا رسالة عمان بقوله: ((فَالشُّكْرُ كُلُّه مُوَجَّهٌ لِمَلِيكِنا جَزاهُ اللهُ خَيْرًا، وَزَادَهُ فَضْلًا وَبِرَّاً فِي رِعايَتِهِ، وَحِياطَتِهِ، وَسَهَرِهِ، وَحَدَبِه، وَحرصه، وحِراسَتِه، وَما رِسالَةُ عَمَّان السَّبَّاقَةُ فِي شَرْحِ رِسالَةِ الإِسْلام الحَق الوسطيّة، الَّتي أَطْلَقَها حَفِظَهُ اللَّه وَرَعاه قَبْلَ أَكْثَر مِن عام إِلا دَليلًا قَوِيًا، وَبُرْهانًا جَلِيًا عَلَى: عِزَّتِهِ بِهَذا الدِّين وَصَفائِهِ، وَاعْتِزازِهِ بِجَمالِهِ وَنَقائِه، وَحِرْصِهِ عَلى تَقَدُّمِهِ وَبَقائِه؛ مِما يَسْتَدْعِي لُزُومَ طاعَتِهِ بِالحَقِّ المَأْلُوف، وَوُجوبَ التِزامِ أَمْرِهِ بِالبِرِّ وَالمَعْرُوف)). 2 ـ قال علي الحلبيّ : أقرَّها " أي رسالة عمان "عددٌ كبيرٌ مِن الجهاتِ الرسميَّةِ و الشعبية - في الأُردُنّ وخارجها- حتى مِن العُلماء-بكافّة مراتِبهم واتجاهاتِهم-، والوُلاة -بتعدّد مناصبهم ودرجاتِهم. وعلّق شيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ على كلامه بقوله : ثناء الحلبي على مؤيدي رسالة عمان من روافض وصوفية وعلمانيين، وهم كثيرون، وشهادته لهم زوراً وبهتاناً بأنهم علماء ثقات وولاة أمناء، كتبَ هذا بقلمه وأعلنه. 3 ـ قال علي الحلبي عن الرسالة: ((رسالة عمّان" شَرحٌ مُوجزٌ وعامّ، وبعِباراتٍ لطيفةٍ غير عَسِرَة؛ تُبَيِّنُ شمائلَ الإسلام، وخِصالَه العِظام؛ دَفَعَ إلى كتابتِها الواقعُ المرُّ الذي يعيشُهُ الإسلام والمُسلمون في ظِلِّ المتغيِّرات العالميَّة الكثيرة)). وقد قام أحد أنصار الحلبي الكبار وهو المدعو (عمر البطوش) بشرح رسالة عمان في كتاب سماه [إعانة اللهفان بشرح رسالة عمان]!، وشرحها أيضاً في أكثر من ستين حلقة عبر [قناة الصناعية الدولية]!!، وقد أشار هذا الدعيّ إلى ذلك في مقال له منشور في منتديات الحلبي وحزبه بعنوان [رسالة عمان حجة وبرهان ونقضٌ لِبُهتان]. 4 ـ سئل شيخنا صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ في دورة الإمام عبد العزيز بن باز العلمية (1431هـ) المقامة بالطائف" "لقائه المفتوح" بتاريخ (17/8/1431) هـ ما نصه : أحسن الله إليكم ,سائل يقول : وجدت هذه العبارة بإحدى الرسائل يقول : أصل الديانات الإلهيّة واحد ، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولا يفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانـــــات الأخرى علـــــى صعد مشتركـــــــة في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقــلال الفكري."وهذا بنصه من رسالة عمان " فأجاب بقوله : هذا كلامٌ ضلالٌ –والعياذ بالله ! نعم نحن نؤمن بجميع الرسل ,وبجميع الكتب ،لكنَّهم هم لا يؤمنون بجميع الرسل ؛يكفرون بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلَّم بالنسبة لليهود ! بالنسبة للنصارى يكفرون بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلَّم ! ولا يؤمنون بالقرآن ! فكيف نقول : إنَّهم مؤمنون ؟!! وهم يكفرون ببعض الرسل ؟!! ويكفرون ببعض الكتب ؟!! هؤلاء ليسوا مؤمنين ,ليسوا من المؤمنين ،فهذا خَلْطٌ وتضليل للنَّاس ! يجب إنكاره . نعم " اهـ وعُرض على شيخنا عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ هذا المقطع من رسالة عمان: "أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولا يفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعد مشتركة في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقــلال الفكري" . فعلّق عليه بقوله: " الكلام الأول جميل والكلام الأخير خبيث , أوله حسن وآخره سيء ، يعني كون الرسل ديانتهم واحدة وأنهم يدعون إلى التوحيد وأنه يجب الإيمان بكل واحد منهم وأن من كفر بواحد فهو كافر بالجميع هذا كله حق , وأما هذا الكلام الذي يقول فيه بالتقاء الديانات بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليس في دين حق إلا دين الإسلام ولا يجوز أن يعتقد بأن هناك دين موجود الآن يعني يتبعه غير المسلمين هو حق بل الشرائع كلها نسخت ببعثته صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام :والذي نَفْسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأُمّة يهوديٌّ أو نصرانيٌّ ثم يموت ولا يُؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النَّار. ، وقال:ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتّباعى . وعيسى إذا نزل في آخر الزمان يحكم بشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بالإنجيل , الشرائع انتهت بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ليس لها وجود الآن، لكن يعني جاء بما يتعلق بأهل الكتاب أنهم يعاملون معاملة خاصة لأن لهم أصل دين فإذا أعطوا الجزية فإنهم يبقون تحت ولاية المسلمين لإن ذلك من أسباب دخولهم في الإسلام أما كونه يقال أن الديانات بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها حق وأنها معتبرة وأنه لا فرق بينها فهذا الكلام من أبطل ما يكون , ومن أقبح ما يكون". 5 ـ شارك الحلبي في مؤتمر عقد في الأردن عام 2008 بالإفرنجي بعد حادثة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بيان المؤتمر الختامي: ((وللتعريف من جهة أخرى بالروح النقية الحقيقية للإسلام ومبادئه وأخلاقه؛ تلك الروح التي تقوم على الرحمة والأخوة الإنسانية!!، وإعلاء مبدأ السلام بين الأديان والشعوب والمجتمعات!!، وتشهد بذلك النصوص القرآنية والسيرة النبوية المطهّرة. إنّ القيام بإعادة نشر الرسوم المسيئة ليذكّر مرة أخرى بأهمية "رسالة عمان" التي صدرت قبل أعوام قليلة برعاية كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني، وتمّت ترجمتها إلى اللغات العالمية!!، إذ تؤكّد الرسالة: على منهج الوسطية والاعتدال الذي يمثل روح الإسلام!، وعلى أهمية الانفتاح والحوار بين الأمم والشعوب!!، وعلى نبذ التطرف والتعصب الديني بأي صورة ومن أي جهة صدر!، وتدعو إلى التسامح والتعايش السلمي!!، واستيعاب الآخر!!، واحترام معتقداته الأساسية!!!. إننا ندعو منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والبرلمانات والحكومات العربية والإسلامية إلى السعي لاستصدار قرار من الهيئات الدولية والإقليمية يمنع المؤسسات الإعلامية والسياسية من الإساءة إلى الأديان!!!؛ وذلك حرصًا على السلم والأمن والاستقرار العالمي والذي يشكل الحوار المنفتح!، واحترام التعدديات الدينية والعرقية والثقافية أحد أبرز أعمدته الحقيقية!!)) انظر مقال بعنوان [بيان الملتقى الوطني الأردني لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لردع الفئة المتطرفة التي تنشر الروح اليمينية في المجتمعات] وقد ذُكر فيه أسماء الموقعين على هذا البيان، وكان من ضمنهم (فضيلة الشيخ علي الحلبي) كما جاء حرفياً في البيان!!. 6 ـ أحد تلاميذ الحلبي يُجيز وصف الصحابة بالجبن وشيخه الحلبي يوافقه على ذلك بل ويثني عليه . فقال في مقال عنونه بـ " الفشل : الجبن هذا ماورد عن ابن عباس – وغيره من السلف – ( ردا على اعتراض الشيخ ربيع ) في لسان العرب:(الفَشِل: الرجل الضعيف الجبان، والجمع أَفشال. ابن سيده: فَشِل الرجل فَشَلاً، فهو فَشِل: كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن.... الفَشَل: الفزعُ والجُبْن والضَّعْف...وفي التنزيل العزيز: ولا تنازعوا فتَفْشَلوا وتذهب ريحكُم؛ قال الزجاج: أَي تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم .....) قال الإمام الطبري:( يعني بقوله جل ثناؤه : (حتى إذا فشلتم ) حتى إذا جبنتم وضعفتم) ،ثم روى بإسناده عن ابن عباس: (فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فكان فشلا حين تنازعوا بينهم) ،وروى باسناده عن ابن عباس:(الفشل: الجبن) ،وبإسناده عن الربيع :(حتى إذا فشلتم)، يقول : (جبنتم عن عدوكم) ،وبإسناده عن ابن اسحاق:( حتى إذا فشلتم) (أي تخاذلتم) وفي تفسير الحسين بن مسعود البغوي يقول:((حتى إذا فشلتم) أي : إن جبنتم وقيل : معناه فلما فشلتم) قال الحافظ ابن كثير في التفسير:( وقال ابن جريج: قال ابن عباس : الفشل الجبن.....) خلصنا إلى أن القول بذلك لا يعد طعنا في صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لمجرد أن أحدا ممن تلبس ببدعة أو كان مبتدعا قال به موافقا أئمة أهل السنة! وقد علّق علي حسن الحلبي على كلام تلميذه الساقط بقوله:جزاك الله خيراً -أبا الحارث-على ما أظهرته من علمٍ حقٍّ... فقد أرحتني من الرد -ولا أقول: عناء الرد!-أراحك الله من كل ما يعكّر صفوَك-.. وفي هذا -مني- استجابة لبعض من نصحني -من كبار إخواني أهل العلم الذين أحبهم وأقدّرهم- بإهمال كلام الشيخ ربيع -الأخير-؛ لتكراره ، واجتراره ، وخلوّه من العلم المحرّر! فمَن كان عنده - مِن إخواننا أو غيرهم-بقيةٌ من شبهة أو إشكال ؛ فنحن بانتظار ما عنده -من ذلك-.. أما مجابهة سوء الظن بمثله..والسب بصنوه..والإصرار بشكله ؛ فهذا سبيلٌ أرجو أن يعينني الله على اجتنابه..والله الهادي.اهـ قلت :قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: في قوله تعالى : : (والله وليهما ( أي وإن الآية وإن كان في ظاهرها غض منهم لكن في آخرها غاية الشرف لهم ، قال ابن إسحاق : قوله : (والله وليهما ( أي الدافع عنهما ما هموا به من الفشل ؛ لأن ذلك كان من وسوسة الشيطان من غير وهن منهم"(7/357) وبهذا يتبن أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يحصل منهم - فشل - وإنما الذي حصل هو مجرد هم لاغير ولقد وفقهم الله عزوجل لاجتنابه فأصبحت لهم منقبة وشرف . قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/576) : ليس البخل ولا الجبن من صفات الأنبياء ولا الجلة من الفضلاء . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول"( 586 " وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ، فهذا هو الذي يستحق التأديب وا لتعزير ، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك ، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم " وكلام شيخ الإسلام ينطبق على الحلبي وتلميذه فإنهما يستحقان التأديب والتعزيرو الله المستعان . وقد سئل شيخنا عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ ما نصه :قد يردُ وصفٌ للصحابةِ في آيةٍ أو حديثٍ أو أثر ظاهرهُ أن فيه نوعُ عيبٍ لأحدهم فهل يشرعُ لمن بعدهم أن يصفهم بذلك ؟! مثال ذلك كلمة ( الفشل ) ، والإستدلال عليها : {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر}، وصفُ الصحابة بذلك واستنادهم على الآية ! فأجاب بقوله :فيحفظ الإنسان لسانه من أي شيء يضيفه إليهم مما يريد به العيب أو لا يريد به العيب ولكن يفهم منه العيب ، فيبتعد عن ذلك . أما إذا ذكر ما حصل منهم كما جاء في القران يعني حصل كذا وكذا ، ويفسر أن معنى هذا كذا ، فهذا لا بأس به ، وإنما كونه يذكر شيء يعني فيه استنقاص لهم أو يفهم منه الإستنقاص منهم فهذا لا يسوغ . :في درسه : "شرح صحيح البخاري" 7 ـ قال الحلبي : وثمّةَ –ها هنا- نوعُ إشكالٍ –قد يُطرَحُ-: إنْ قيل: كيف يجوزُ ذلك على المؤمنين -مع قوّة دينهم-؟! فالجوابُ: لا يمتنعُ: - لمنْ قرُب عهدُه بالإسلام : أن يُؤثِّرَ قولُ المنافقين فيهم. - أو يكونُ بعضُهم مجبولاً على الجُبن والفشل: فيُؤثِّرَ قولُهم فيهم. - أو يكونُ بعضُ المسلمين من أقارب رؤساءِ المنافقين: فينظرون إليهم بعين الإجلال والتَّعظيم. فلهذه الأسبابِ يُؤثِّر قولُ المنافقين فيهم...". قال شيخنا ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله: - أقول :في كلام الحسن بن محمد القمي الشيعي النيسابوري وابن عادل الأشعري طعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث رميا بعضهم بأنه مجبول على الجبن والفشل، بل في كلام النيسابوي رمي لبعض الصحابة بالضعف والسخف، بل والنفاق، فأنت شريكهما في هذا التنقص والطعن. ألا تعلم أن من منهج أهل السنة أنه لا تذكر إلا محاسن الصحابة الكرام، وأنه لا تُذكر هفواتهم لما لهم من المكانة عند الله ولِرضى الله عن جميعهم، ووعد الله إياهم جميعاً بالجنة. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه "، أخرجه مسلم حديث (2540)، وأحمد (3/54)، وأبو داود حديث (4658) والترمذي حديث (3861). ولا شك أن وصف هؤلاء الأصحاب بأنهم مجبولون على الجبن والفشل و..و...الخ من أقبح أنواع السب، فما الداعي أيها الحلبي إلى نقله؟؟ للمزيد من الفائدة انظر : مقال الشيخ ربيع عنونه بـــ"الحلبي يُدَمِّر نفسَهُ بالجهل والعناد والكذب" (الحلقة الأولى) 8 ـ كتب علي الحلبي كتاباً عنوانه [الدعوة السلفية بين الطرق الصوفية والدعاوى الصَّحفية، وكشف الصلة بين التصوف والأفكار (الشيعية)] قال فيه ص54 هامش (2): ((وهذا الكتاب [إجماع المسلمين على احترام مذاهب الدين] بفكرته الأساس يدلُّ على سلامة صدور أولياء أمورنا، و عِظَمِ رغباتهم بالخير!، ونقاء قلوبهم؛ ولا نزكيهم على الله، زادهم الله توفيقًا)). وهذا الكتاب الذي أشاد الحلبي به وبصاحبه؛ هو للأمير غازي بن محمد بن طلال - وهو من العائلة المالكة في الأردن - القائم على اللجان الملكية المكلفة برعاية رسالة عمان، وقد دعا هذا الأخير في كتابه إلى احترام المذاهب الثمانية [المذاهب الأربعة المعروفة، ومذهب الظاهرية، ومذهب الرافضة الإمامية!، ومذهب الزيدية!، ومذهب الإباضية!] وقد جاء في كتابه "الدعوة إلى جمع المسلمين مع غير المسلمين" فقال: ((بهذا لا نقول بالطبع: إنَّ كل وجهة نظر من خلال كل مذهب ترضي الجميع، لكن من خلال كل المذاهب بالتأكيد السنية والشيعية والإباضية توجد بشكل عام حلول كافية للمطالب المعقولة في هذه القضايا السبع؛ لأنَّ المذاهب في الإسلام، بالرغم من أنه يساء فهمها ويلقى عليها اللوم لمنع التغيير والتطور في الإسلام، فإنها في الواقع قوة اعتدال للدين!!، وهي نظام داخلي لتحقيق التوازن والميزان، طبعاً لا يقال بأنَّ "رسالة عمان" تحتوي شيئاً جديداً حول المذاهب في هذه القضايا السبعة، غير أنَّ المذاهب احتوت دائماً على حلول شاملة ومعتدلة لكل هذه القضايا ولكنها لا تُطبق دائمًا في الواقع، حيث شوَّه المسلمون بتطبيقهم الخاطئ صورة الإسلام الناصعة؛ وذلك بسبب الجهل، أو العادات والأعراف المغلوطة أو الحماس الزائد، وهكذا فإنَّ "رسالة عمان" في حد ذاتها وبإقرارها للمذاهب والاعتراف بها، تحمل في طياتها العلاج الشافي للتوتر بين الأديان!، كما تحتوي على الأساس المشترك الذي يجمع بين المسلمين وغير المسلمين)). 9 ـ قال علي الحلبي في مقاله [السلفيَّةُ هي الوسطُ الشرعيُّ المضادُّ للتطرُّف وهو بتاريخ 26/2/2010]: ((وقَبْلَ الردِّ على تِلْكُمُ الدَّعْوَى الباطلةِ ودَفْعًا لاختلاطِ المفاهيمِ أُقَرِّرُ: أنَّ المسائلَ الفقهيَّة، أو العقائديَّةَ التي يَدُورُ الخلافُ فيها بين السلفيَّةِ ومُخالِفِيها، بل بين عُمومِ المُسلمين، بعضهم بعضًا، لا يجوزُ أن تُسحبَ أو تُوَظَّفَ بأيِّ شِكْلٍ مِن الأشكالِ ولا بأيِّ حالٍ مِن الأحوال للادِّعاءِ على جهةٍ ما بالتطرُّفِ، أو رَمْيِها بالإرهاب؛ إذْ هي مسائلُ علميَّةٌ مَحْضَةٌ خالِصَةٌ؛ كمثل: مسائل إثباتِ أسماءِ الله الحُسنَى وصفاتِهِ العُلَى على الوجه اللائق بجلالِ الله تعالى، وقضايا الاستغاثةِ والتوسُّلِ بغيرِ الله سبحانه مُضادَّةً لألوهيَّتِهِ ووحدانيَّتِهِ، والغُلُوِّ في جَنابِ سيِّدِنا المُصطَفَى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهذه مسائل كانت وما تزالُ موضعَ أخْذٍ ورَدٍّ بين عامَّة عُلماءِ أهل القِبلةِ، على اختلافِ فِرَقِها ومذاهبِها، وبألفاظٍ دقيقة، وأحكامٍ وثيقة)). 10 ـ سئل علي الحلبي في مكالمة هاتفية عن الغثائية فقال: هذا لا نستعمله لأنو جناب الصحابة عظيم ، لكن لو ورد على لسان واحد-متأولا- ! فلا نقول له: أنت تسب الصحابة !!!, هذه يعني معزوفة باردة ووافدة وبعيدة عن الحق والصواب.اهـ وقال علي الحلبي في مجلس في بيته لما سأله بعض الأخوة: هل القول بالغثائية يعد سباً للصحابةً أم لا فأجاب : يفرق بين المتكلم بين أن يكون معظما للصحابة أم لا يمكن أن يقال أن الكلمة تعد سباً لكن يفرق بين القائل لها.اهـ 11 ـ "الغثاء" ما يحمله السيل من زبد ووسخ شبههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم"عون المعبود"(11/283) قال الإمام ابن كثيرـ رحمه الله ـ: وقوله: { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً } أي: صرعى هَلْكى كغثاء السيل، وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه. 12 ـ قال شيخنا محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ: إذا كان يؤتى بمن يقول عن الصحابة غثائية ويقال عنه صاحب سنة، أي سنة هذه ؟، هو والله الغثاء، إنما نقل لنا هذا الدين هؤلاء الأصحاب الفضلاء، فالطعن بمن طعن بهم أولى وهو زنديق، من طعن فيهم بالغثاء هو الغثاء، وقوله الغثاء، وهو الصغير، وهؤلاء هم الكبار-رضي الله عنهم وأرضاهم-، وقد أثنى الله عليهم ووصفهم بأجل الأوصاف. وأنت من زكاك أيها الغمر؟، هؤلاء-رضي الله عنهم-وتأتي وتقول فيهم غثائية ؟، وبعد ذلك تريدنا نجتمع أنا وإيّاك؟، والله ما نجتمع لو شهد لك ألف عالم، والله ما نجتمع أنا وإياك، يكفيني أن يقول لي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: لا تسبوا أصحابي يكفيني هذا، وأنت ليشهد لك من تحزبت وتكثرت بكلامهم ولو كانوا مليء الأرض. إذا كان أحمد، يا ناس أنا أذكر لكم هذا المثال وافهموه، أحمد-رحمه الله-رفع له أمر ابن أبي قتيلة لَمَّا طعن في أهل الحديث، وقال عنهم إيش؟، إيش قال في أهل الحديث؟، قال: "قوم سوء"، قال في أهل الحديث بس قوم سوء ، ماذا قال أحمد؟، غضب وارتعد وقام وهو ينفض يديه وقال : "زنديق زنديق زنديق"، هذا الكلام في من يا أبنائي؟، أنا أسألكم بالله في من؟، في أهل الحديث. قال شيخ الإسلام-رحمه الله :رحم الله أحمد عرف مغزاه ليش؟، أهل الحديث هم حماة الدين، ونصرة الشريعة، ومبلغيها عن رسول رب العالمين-صلوات الله وسلامه عليه-، فإذا كانوا قوم سوء وهم نقاوة الناس فمن هم الفضلاء بعدهم؟، إذا كان هذا في أهل الحديث. فيا عباد الله: إذا كان أصحاب رسول الله غثاء ماذا بقي لنا؟، أنا أسألكم بالله بالذي لا إله إلا هو، والذي قامت بأمره السموات والأرض ماذا بقي لنا؟، أسألكم أجيبوا؟، إذا كان أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-غثاء فماذا بقي لنا؟، فالذي قال هذا القول للذين يدافعون عن هؤلاء، والله ما نجتمع وإياهم ولو جاؤوا بألف مزكي لهم، بل بألوف ما نجتمع نحن وإياهم، فدين الله أحق وأصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أولى بأن يغار لهم. أنا لو قلت لكم الآن: لو جاءنا إنسان ينقل عن شخص، يقول: هؤلاء الذين تجلسون أنتم وإياهم كلهم غثاء ماذا تفهموا من هذا السب والطعن والتنقص ولَّا المدح؟، أنا أسألكم؟، غثاء هذا طعن، هذا ذمَّ. واليوم انقلب الميزان، لا لغة ولا عرف يبغون يقضون على اللغة، ويقضون على العرف، أمَّا الشرع فهم قد سحقوه في هذا الباب، كيف سحقوه؟، سحقوه في قلوب طلبتهم ومن يعظمونهم، فأصبحوا تحمر أنوفهم وتنتفخ أوداجهم لهؤلاء الأغمار، الأقماع، ولا يغضبون لأصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم ، هذا والله العجب، أصبحت كلمة غثاء ما هي سبّ اليوم!، لأجل من لأجل خاطر أبو الحسن ومن شايعه من أبي الحسن وأبو حسن وعلي حسن ومن كان، هذا كلام باطل. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خيرة الناس أجمعين بعد الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام-، والله ما كان بعد الأنبياء ولا يكون خير منهم-رضي الله عنهم-، والساعة للواحد منهم مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-رآه فيها واجتمع به ونظر إليه يكون بها أفضل من كل من جاء بعده ولو لقي الله بكل عمل صالح يقول الإمام أحمد، هذا ما أعجب عيد عباسي قال: قلت بل في ذلك نظر -قبحه الله-، كلام أحمد فيه نظر، ويريدنا أن نأخذ بنظره هو-قطع الله نظره وأمثاله-. إذا كان كلام أحمد فيه نظر فكلامك ماذا يكون فيه يا سيء النظر؟، فيه ألف وألف نظر، وأنت لست من أهل الأثر حتى يقبل قولك، فمثل هذا الآن يسري ويندس في صفوف أبنائنا السلفيين. 13 ـ قال الحلبي في كتابه [حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب ص19-26]: ((موقفان واقعيان حدثا لي شخصياً؛ أحدهما قديم جداً، والآخر حديث نسبياً، أما الأول:....، وأما الموقف الثاني: وهو يكاد يكون سراً – أُسطره مكتوباً على الملأ للمرة الأولى في حياتي – وإنْ كنتُ قد ذكرته مشافهة لعدد قليل من الإخوة؛ وهو أنني إلى سنوات قليلة ماضية كنتُ متأثراً عاطفياً جداً بـ(سيد قطب) وأُسلوبه، بل أدلُّ على "ظلاله"، وأُرشد إلى "كلامه"، وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!، إلى أن أوقفني بعض الإخوة الغيورين جزاهم الله خيراً، على كلام سيد قطب في كتابه "كتب وشخصيات ص282" حيث قال: "... وحين يركن معاوية وزميله (عمرو) إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل؛ فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح،فوالله لقد جاءتني غضبة الحقُّ الكُبَّار، وحميةُ النصرة للصحب الأخيار؛ أفاضل الخلق الأبرار. فعمَّن يتكلَّم هذا؟! ومَنْ هو ذا حتى يقول مثل هذا الكلام الفجِّ؟!. أفأُتابعُ هواي، وأغضُّ طرفي، وأنصاع لعاطفتي؟! أم أن الحق أحقُّ بالإتباع، وأجدر بالاقتناع؟! هو هذا والله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فكأنها شوكة وانتقشت.اهـ مع أن تأليف هذا الكتاب بعد موت الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بست سنوات تقريبا ، في عام 1426هـ /2005 كما هو مثبَّت في الكتاب في طبعته الأولى/"دار التوحيد والسنة" مع أن الشيخ الألباني قال في سيد قطب بخط يده في تقييمه لكتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" ص3 من طبعته الثانية عام 1421هـ" لشيخنا ربيع حفظه الله تعالى، حيث قال ـ رحمه الله ـ: كل ما رددتَه على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية: أنَّ سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه، فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان، والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام. ومعلوم أنَّ شيخنا ربيع بن هادي ـ حفظه الله ـ ردّ عليه قديما وبيّن انحرافاته؛ منها كتاب: "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" في عام 1413هـ ، أي بينه وبين تأليف الحلبي لكتابه (13) سنة ، وهذا يعني أنَّ قول الحلبي: وهو أنني إلى سنوات قليلة ماضية كنتُ متأثراً عاطفياً جداً بـ(سيد قطب) وأُسلوبه، بل أدلُّ على "ظلاله"، وأُرشد إلى "كلامه"، وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير!!)) بعد كتاب "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" ومنها كتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" وكانت طبعتُه الثانية في عام 1415هـ. قبل تأليف الحلبي لكتابه بـ (11) سنة لعله لم يقتنع بجرح الجارحين آن ذاك كما في قوله " وأتلمَّس له المعاذير في القليل والكثير" 14 ـ "صيانة السلفي"(ص : 456) 15 ـ قال علي الحلبي في كتابه"الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي"(ص :28) (وكثيراً ما نسمع أو نقرأ: إن هذه الصحوة الإسلامية , والبعث الإسلامي الجديد , أثر من آثار الجماعات الإسلامية ، فنقول: إن هذه الصحوة ابتدأت مع صيحة جمال الدين الأفغاني ، ثم تطورت على يد محمد عبده، ثم انتشرت على يد رشيد رضا , الذي ظل طوال ثلاثين سنة كاملة بدون انقطاع يغذي العقل المسلم بالأفكار الإصلاحية عبر مجلته المنار ثم امتد هذا التفاعل عبر الحركة السلفية: باديس , مالك بن نبي... ثم الأشكال التنظيمية: البنا , النبهاني... وهكذا ؛ عبر مسلسل يتفاعل , ويكبر بحيث يصعب ضبطه وحصره اليوم ؛ لأنها أصبحت ظاهرة يقظة عامة , أكـبر من تنظيم , وحزب..... ، والحق أن تحرك الجماعات في العقدين الأخيرين أثر من آثار الصحوة الإسلامية لا العكس. اهـ. قلت : تفّرس شيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ حيث قال : الله اكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر، إحنا اكتشفنا أخيرًا أن هؤلاء يسيرون على مدرسة محمد عبده، طريقة محمد عبده والتي تأثر بها كثيرًا كثيرًا جدًا القاسمي-جمال الدين القاسمي السوري- هذا مشهور عند السلف، وقرأت كتابًا له تأريخ الجهمية والله رفست الكتاب قلت هذا كذب عليه، وظننت أنه دسّ من أهل البدع عليه، ثم طفيت الفتن هذه وهذه إذا بالقوم يترسمون خطى القاسمي تلميذ محمد عبده وجمال الدين-جمال الدين الأفغاني- تمامًا يدافع عن الجهمية، يسميهم مُبَدَّعِيْن يعني مظلومين، وأنهم مجتهدون، ولهم أجر المجاهدين، يدافع عن المعتزلة، يدافع عن الخوارج، يدافع عن كل أهل البدع ويطعن في أهل السنة، وهم على نفس الخط هذا، على نفس الخط هذا بس متسترين، طبعًا الإخوان المسلمين على هذا الخط هم يلتقون في هذه الخطوط العريضة كما يقال هم والإخوان المسلمين، الأهداف واحدة…المصدر :كلمة الشيخ فلاح مندكار - حفظه الله - في بيان حقيقة علي الحلبي مع تعليق الشيخ - حفظه الله – 16 ـ قال الحلبي-المبتدع وإن رغمت أنوف- في شرحه لأحد الرسائل التي صدرت مؤخراً في المجلس الأول : المجمل والمفصل ادعى بعض الناس قبل سنوات أن هذه القاعدة لا تطبق إلا في كلام الله ورسوله !. وقال ـ هداه الله ـ: -في الحقيقة- إنما يدافعُ( أي الشيخ ربيع) عن قاعدة (مشهورة!)من قواعده الباطلة المنكرة-هي تلكم التي تناقضُ بَدَهيات العقول ! وأساسيّات الشرع المنقول ! وتقريرات العلماء الفُحول!-:(رفض حمل المجمل على المفصل من غير كلام الله والرسول .اهـ علق على كلامه شيخنا ربيع بن هادي ـ حفظه الله ـ بقوله: 1 ـ إن قواعدك أنت وحزبك هي الباطلة، التي تناقض بدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتحريرات العلماء الفحول. 2 ـ هل تستطيع أن تأتي بنص هذه القاعدة؟، فإن عجزتَ عن أن تأتي بنصها عرف الناس أنك صاحب دعاوى باطلة. 3 ـ وردّ ربيع وغيره للقاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل"، وغيرها من القواعد الباطلة والضلالات والمنكرات إنما هو قائم على منهج صحيح وعلى نصوص الكتاب والسنة، الحاثة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسير على منهج الصحابة الكرام والعلماء الكبار، وقائم على أساسيات الشرع وتفاصيله ونصوصه. 4 ـ وكلامك هذا من أكذب الكذب، الذي لم تُسبق إليه. فردّ القاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل" لا يناقض بدهيات العقول، ولا أساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول. بل هو قائم على بدهيات العقول، وأساسيات وتفاصيل الشرع المنقول، وتطبيقات العلماء الفحول... ومن خالف المنهج الحق، فقد ضربته الفتنة حتى صار قلبه كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، وبعضهم قد يتعدى ذلك، فيرى المعروف منكراً، ويحارب أهله، ويرى المنكر معروفاً فيدافع عنه وعن أهله. ومن أنكر المنكرات: "حمل المجمل على المفصل"، فإنه ضد هذه النصوص القرآنية والنبوية وضد سبيل المؤمنين من الصحابة ومن اتبعهم بإحسان الذين قال الله -عزّ وجل- فيهم: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم } وهي تتضمن جعل الباطل حقاً، والمبطل محقاً، وتنـزيله منـزلة المعصوم. - من تقريرات العلماء الفحول ما دوّنوه في كتب الجرح والتعديل التي امتلأت بجرح أهل البدع والضعفاء حتى من الصالحين نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين، ولم يحملوا مجملاتهم على مفصلاتهم، فهل خالف مؤلفوها وناقضوا بدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول؟!! وهل كتب الجرح الخاص لمثل الإمام البخاري والإمام النسائي والإمام الدارقطني وابن حبان والحاكم التي حوت جرح المئات، ولم يحملوا مجملات هؤلاء المجروحين على مفصلاتهم. أضف إلى ذلك مؤلفات أهل السنة في العقائد، كـ"السنة" للخلال، و"الشريعة" للآجري، و"عقيدة السلف وأصحاب الحديث" للصابوني، و"شرح أصول السنة" للالكائي، و"شرح السنة" للبربهاري، و"الحجة" للأصفهاني وغيرها. هل يعتبر مؤلفو هذه الكتب من المناقضين بأعمالهم هذه لبدهيات العقول وأساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول؟!! هذا مقتضى كلامك أيها الجهول المخذول. 5- وإذا كان حمل المجمل على المفصل وأمثاله من أصول الضلال تناقض وتصادم أساسيات الشرع المنقول وتقريرات العلماء الفحول، فهي كذلك تصادم بدهيات العقول. وقد ألّف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كتاباً بيّنَ فيه موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وسمّاه بهذا الاسم، وكم له من المؤلفات في هدم الأصول الفاسدة وبيان ضلالات أهل البدع دون موازنات ودون حمل مجملاتهم على مفصلاتهم ، ومن أقواله في ذم الكلمات المجملة ونقله لذم السلف لها ما يأتي: قال -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل(1/254) : فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ، ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه. ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" . أقول: في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها: 1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي. 2- أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب و السنة ردوا عليه، ولم يحملوا مجمله على مفصله. ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل ، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة، كما يقول الحلبي وحزبه ويدعون إلى ذلك، ويحاربون من يسير على منهج السلف. قال شيخ الإسلام بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة :" ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة" هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر". أقول:يشير – رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول:" لفظي بالقرآن مخلوق"؛ لأنه لفظ مجمل يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً ، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته. وقال رحمه الله:" ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم. وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما :" من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك . وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس:" إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال : " بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله". وقالوا إن لفظ " الجبر" لفظ مجمل. ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً ، ثم قال :" فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً". وقال -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" (1/271):والمقصود هنا: أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما توقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة والألفاظ التي بُيِّنت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت به الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة. كما يُروى عن مالك -رحمه الله- أنه قال : إذا قلَّ العلم، ظهر الجفاء، وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء، فإذا لم يكن اللفظ منقولاً، ولا معناه معقولاً ظهر الجفاء والأهواء. أقول: وإذن؛ فعلينا التزام ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولا سيما خلفاؤه الراشدون –رضوان الله عليهم- في كل الميادين العلمية والعبادية وغيرها من ميادين الإسلام. وعلينا اجتناب الأقوال والكلمات التي تؤدي إلى الاختلاف والتفرق، والتي يحرص عليها أهل الأهواء ويجعلونها من أصول الإسلام، ويضللون من خالفها وحذّر منها. وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في "الكافية الشافية" (ص82) في ذم الإجمال والإطلاق والحث على التفصيل: فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ إطلاق والإجمال دون بيان قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ أذهان والآراء كل زمان ووالله إن هؤلاء الأئمة ومن سار على دربهم لملتزمون ومنطلقون من أساسيات الشرع المنقول، وعملهم قائم على النصوص المفصّلة في الشرع المنقول، وترضاه وتُسلِّم به عقول أولي النهى المنقادين لما جاء عن الله والرسول -صلى الله عليه وسلم-. فإذا لم يقنعك هذا أيها الحلبي ولم ينفعك، وترى أنه لا يلزمك، فهات براهينك الواضحة من أساسيات الشرع المنقول ومن بدهيات العقول ومن تقريرات العلماء الفحول، التي تدمغ أعمال أئمة العقائد وأئمة الجرح والتعديل، ومن سار على نهجهم، وعند ذلك يحق لك أن تصول على من ذكرنا وتجول، وإلا عرف الناس أنك كذوب جهول. مقال بعنوان " الحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري وغيره (الحلقة الأولى) وقال ـ حفظه الله ـ: من يخطئ بالمقال أو الفعال يقال له أخطأت، ولا يقال يحمل المجمل على المفصل، وقد يعاقب على حسب خطورة وضرر مقالته، فقد يكون جلداً، وقد يكون قتلاً، وقد يكون تعزيراً، وقد يكون تكفيراً، وقد يكون تبديعاً. ولو أخذنا بهذا المنهج - حمل المجمل على المفصل ... إلخ- لضاع دين الله وضاعت حقوق العباد، ودين الله قائم على رعاية المصالح ودرئ المفاسد."تنبيه أبي الحسن بالتي هي أحسن" قلت : ما سبق نقله عنه هو مما قاله حلبي اليوم أما حلبي الأمس فقد وقع على وثيقة في بيت شيخنا ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ بمكة المكرمة 12/9/1423 هـ وهو الذي صاغها وإليك نصها : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد : فهذا مجلسٌ علميٌّ مباركٌ تم في ليلة الأحد 12/9/1423 هـ وذلك في منزل فضيلة أستاذنا الشيخ أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي - زاده الله من فضله - وبحضوره - حفظه الله - وكان الحاضرون كلاً من : الشيخ سليم الهلالي والشيخ محمد موسى نصر والشيخ علي الحلبي والشيخ محمد عمر بازمول - وفقهم الله جميعاً لكل خير - ، وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة ، من أهمها اليقينُ الجازم أن هذه الخلافات - الواقعة بين السلفيين - ولا يزال منها بقايا - هي خلافا
-
أبشع صور الغلو عند أدعياء محاربة الغلو الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه أمَّا بعد: فقد صمَّ آذاننا بعض النَّاس منذ مدَّة بالحديث عن الغلوِّ والغلاة، حتى صاروا يسمُّوننا ومشايخَنا عند حديثهم: "إخواننا الغلاة"، والسَّبب في ذلك هو سيرنا على ما نعتقده منهاج النبَّوة وطريق السَّلف في حراسة الدِّين بالتَّحذير من المخالفين وصيانة قلوب العامَّة من الشُّبه المضلَّة في الدِّين، ومع أنَّ ما ابتليت به أمَّة الإسلام في السِّنين الأخيرة من خراب وتدمير وسفك للدِّماء وانتهاك للأعراض لم تعرف الأمَّة مثله مجتمعًا منذ سقوط عاصمة الخلافة بغداد، أقول هذه الأحداث بيَّنت أنَّ أهل الأهواء ممَّن كان العلماء يحذِّرون منهم ومن الاستماع إليهم وأخذ الدِّين عنهم كان لهم أبلغ الأثر في تهييج العامَّة على رؤسائهم وتسليط الأعداء على أمَّة الإسلام، مع ذلك بقي فريق من النَّاس لم يعتبر ممَّا حدث، ولم يتبيَّن أنَّ النَّاس لو كانوا ساروا خلف علمائهم الرَّبانيين الَّذين يعرفون الفتن ويحسنون تقدير المصالح والمفاسد لما وصلوا إلى ما وصل الحال إليه. هذا الحال يؤكِّد أنَّ من أهمِّ الأمور التي يجب صرف العناية إليها تنقيةَ المشارب، بأن لا ينبغي أن يُسكت عن مفسد أو مخالف وإن ظُنَّ أنَّ مخالفته صغيرة مادام قد تبيَّن أنَّه يخبط بهواه، وأن تحذير الأمَّة منهم من أوجب الواجبات. لم يستفد بعض النَّاس هذه العبرة ولا يزالون يرون الكلام في هؤلاء غلوًّا وإفسادا، وغرضي الآن أنَّه قد حدث في اليومين القريبين حدثٌ يبيِّن أنَّ هؤلاء النَّاس الَّذين كانوا يُظهرون حرب الغلوِّ هم أشدُّ النَّاس غلوًّا، أقصد به كُتَّاب "منتديات كل السَّلفيين" من المشرف العام إلى نائبه إلى المشرفين والأعضاء النشطاء والفعالين وغيرهم. في خطبة جمعة للشَّيخ محمد رسلان وفقه الله يردُّ فيها على بعض من طعن فيه أقحم ذكر الشَّيخ علي حسن عبد الحميد ومنتداه "كل السَّلفيين" لغرض يعلمه هو، فكتب عليه الشَّيخ علي ردًّا، فجاء جواب الشَّيخ رسلان مسموعًا في سبع دقائق ويسير، أغلظ فيها القول للشَّيخ علي ومن معه في المنتديات المذكورة، وكان من حديثه أن سمَّاها: "مراحيض"! . بغض النَّظر عن الوصف أصواب هو أم خطأ، أحبُّ النَّظر إلى طريقة تعاطي إخواننا في "منتديات كل السَّلفيين" بمن فيهم المشرف العام مع هذه الواقعة: بدأت الردود في نفس اليوم الَّذي نُشرت فيه الرِّسالة المذكورة، وكان أوَّل رد لنائب المشرف العام، مقالٌ فيه نوع اختصار، ثم جاء الرد الثاني للمشرف العام بعده بنحو ثلاث ساعات ثم توالت الردود حتى أحصيت منها إلى الآن واحدًا وعشرين مقالًا ما بين مطوَّل ومختصر، كان منها ثمانية مثبَّتة!، ومنهم من له فيها أكثر من مقال. كلُّ هذا لأنَّه قد نيل من جناب المشرف العام! بالله عليكم أيُّها المنصفون! أيستحقُّ هذا كل هذا؟ أليس الأولى بهذه الجهود أن تُصرف إلى تعلُّم العلم وتعليمه والذَّب عن الدِّين بفضح المفسدين من الخوارج والدَّاعين إلى منهجهم من أنصار المظاهرات والتَّشهير بالولاة، ومن الرَّوافض الَّذين استعر نشاطهم، والعلمانيين وغيرهم من أعداء الدِّين؟ بلى صرفها إلى ذلك أولى، لكن هل من تفسير لهذا غير الغلوّ؟ هم يصفوننا بالغلاة وربَّما كتب شيخهم في الشَّيخ ربيع مقالين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك فلا يشتغل منَّا بالردِّ عليه أحد ، وهذا آخر مقالاته قبل أيَّام الَّذي أنبأ فيه بكلام الشَّيخ الألباني رحمه الله في الشَّيخ ربيع غيرِ وصفه بحامل اللِّواء، أراد منه أنَّ رأي الشَّيخ الألباني الحقيقيَّ المنهجيَّ في الشَّيخ ربيع أنَّه سطحيٌّ، وفي جميع كتبه شدَّة، أمَّا وصفه بحامل اللِّواء فإنَّما هو وصفٌ آنيٌّ له ظروفه! ووالله لو أراد واصفٌ أن يصف هذا الكلام بوصف فلن يجد أقرب إلى واقعه من أنَّه فجور في الخصومة، ونسأل الله العافية. وقريبٌ من هذا سلسلة مقالات المشرفين في الردِّ على الشَّيخ ربيع الَّتي طغى عليها أسلوب المشرف العام بألفاظه وتراكيبه وتصويره، يتكثَّر بأنَّ الغلاة عجزوا عن الردِّ عليها، والحقيقة أنَّ لهم ما يقولون، وأنَّ الردَّ عليها لم يعجزهم، لكن عن نفسي أقول: إنَّ الوقت والجهد أثمن من أن يصرف في ذلك، وإنَّ لنا في غيرها لشغلًا. هذا وهم قد كتبوا أكثر من عشرين مقالًا ردًّا على سبع دقائق؟! فهذا الوجه الأوَّل ممَّا يبيِّن غلوهم في جناب شيخهم. [b]الوجه الثَّاني: وهو شديد شديد، أنَّ شيخهم حام حول تكفير الشَّيخ رسلان في مقال سمَّاه: "الـتـَّمْـحـيـض في حُكم القول البغيض المريض، في وصف (منتدى كل السلفيين)بـ:(المراحيض)"، يقول فيه إنَّ سائلًا سأله عن حكم وصفه المنتدى بذلك مع أنَّ فيه عشرات الآلاف من المواضيع والمشاركات ـ التي تحوي أضعافَ هذه الآلاف من النُّصوص القرآنية، والأحاديث النبويَّة، والآثار السَّلفيَّة؟ أليس هذا كفرًا؟ فكان جوابه: (نعم..هو كذلك-لا شكّ ولا ريب-؛ إذ (الكفر يقعُ بالقول، والفعل، والقلب)-كما قرّره أهلُ العلم..)، ثمَّ بيَّن أنَّ من رحمة أهل السنَّة أنَّهم لا يأخذون النَّاس بلوازم أقوالهم وأفعالهم، فلذلك عملًا منه بهذا المنهج: خيَّره بين أن يعذره باعتبار أثر حماقاته ـ كما قال ـ في تحقُّق وتحقيق شرط القصد الَّذي لابدَّ من وجوده لتنزيل حكم الكفر على قائله أو فاعله، وبين أن يحكم عليه بالكفر. وهذا منه غلوٌّ قبيح، لأنَّ كلَّ أحد يعلم أنَّ قول رسلان ولازم قوله كلاهما منصبٌّ على كلام أهل المنتدى وأفكارهم وما يقرِّرونه هناك, لكن هذا شأن الغلو في الإلزام بما لا يلزم وتفخيم ما لا يفخَّم، والله الموعد وهو الحكَم. الوجه الثَّالث: وهو أشدُّ من سابقَيه، أنَّه كتب تعليقًا على المقال ذكر أنَّه نسي إدراجه أوَّلا فيه، خلاصته أن يجرَّ حكم الإلزام بالتَّكفير إلى شيخنا أبي عبد الله أزهر ـ حفظه الله من كلِّ مكروه ـ الَّذي أعجبه كلام رسلان وطرب له وبه كما قال. حام الرَّجل حول تكفير الشَّيخ فقال: "ما حكمُ مَن يؤيّد مثلَ هذا الكفرِ البشع القبيح!؟ أخشى أن يخترع لنا هؤلاء الفُسول-مناقضةً للأصول!-تسويغاً لفاجر خصوماتهم!-ما قد يقترحون تسميتَه بـ :(الكفر الإسلاميّ)!!!! ولئن عَذَرْنا الرأسَ بالحماقة-مانعاً من تكفيره-؛ فعُذْرُنا للذنَب-بالجهل!أو الحنَق!-مختاراً لا محتاراً-أَوْلى وأَوْلى!". هذا كلامه من غير تصرُّف، بل قصٌّ ولصقٌ، ولست أُراني بحاجة إلى أن أعقِّب عليه بسرد كلام أهل العلم والسُّنَّة في اعتماد غلاة التَّكفيريين على اللَّوازم ولوازمها، كيف وقائله من أكثر النَّاس كلامًا في مسائل التَّكفير والإرجاء وما إليها. هذا مع ما شاع على ألسن العلماء قديمًا وحديثًا من الطَّعن في تصانيف أهل الأهواء من الجهميَّة والمعتزلة والرَّافضة وغيرهم والتَّنفير منها والأمر بتخريقها وتحريقها مع ما حوته من نصوص الكتاب والسُّنَّة. هذا تنبيه، قصدت به أكثر ما قصدت من بقي من إخواننا يصدِّق زعم الزَّاعم في طعنه في أشياخنا أنَّه يحارب الغلوَّ وينتصر لوسطيَّة أهل السنَّة واعتدالهم، والواقع يُظهر أنَّه ليس إلَّا دفاعًا عن أنفسهم ومصالحهم وأماكنهم في قلوب العامَّة، والله الموفِّق.[/b]
-
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عُدوان إلاَّ على الظَّالمين ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه المُرسل بالآيات البينات ، والمُعجزات الباهرات ، وعلى آله وأصحابه ، المشهود لهم بالخيرية والعدالة ، في الآيات القرآنية والأحاديث النَّبويَّة ، الباذلين نفوسهم ونفيسهم في سبيل إعزاز الدين ، ومنتهى سُؤلهم إعلاء كلمة الله . أما بعد ؛ فقد أخبر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ بين يدي السَّاعة سنواتٌ خدَّاعات يُصَدَّق فيها الكاذب ، ويُكذّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّنُ فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيبضة . فقد روى ابن ماجه في "السنن" ( 4042 ) ، و الحاكم في "المستدرك" ( 4 / 465 ، 512 ) ، و أحمد في "المسند" ( 2 / 291 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) ، وصححه الألباني في " الصَّحيحة" (1887) ، و"صحيح ابن ماجه" (4026) ، و"صحيح الجامع" (5963) ؛ من طريق عبد الملك بن قدامة الجُمحي ، عن إسحاق بن أبي الفرات ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ((سيأتي على النَّاس سنواتٌ خدَّاعاتٌ ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّويبضة . قيل : و ما الرُّويبضة ؟ قال : الرَّجل التَّافه يتكلم في أمر العامَّة)) . منهم سلايمية الصَّادق –الذي ليس له من اسمه نصيب- فإنِّي قد اطَّلعت على بعض ما ينشره على صفحته في الفيسبوك ، فوجدته قد حاد عن الصَّواب ، وتكلَّم في بعض أجلاء الصَّحابة تصريحا وإشارة وتلويحا ، وسطَّر ذلك في صفحته بقلم ضاع صوابه وتشنَّجت أعصابه ، فأتى بما لا يصحُّ لمسلم أن يفوه به ، فضلا عن أن يسطره على مدى السِّنين إلاَّ أن يشاء الله ، ولا يصِّح لمسلم أن يُفكر فيما جرى بين الصَّحابة ، ويستنبط بفكره القاصر أمورا ويصفهم بما توجب جَرحهم وعدم نزاهتهم وبراءتهم وسقوطهم مما لا يليق . والآيات والأحاديث الواردة في فضلهم وعدالتهم وخيرتهم ونزاهتهم وبراءتهم كثيرة . قال الله تعالى : ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) (الفتح : 29 ) وقال الله تعالى : ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ، وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)) (الحشر: 8 ، 10 ) . قال شيخ الإسلام رحمه الله في " منهاج السنة النبوية " 18/2 : ((وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار ، وعلى الذي جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم ، تتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء . ولا ريب أن هؤلاء الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة ، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين ، وفي قلوبهم غلّ عليهم . ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم ، وإخراج الرافضة من ذلك ، وهذا نقيض مذهب الرافضة)) . وقال الزبير بن بكار : ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : ((جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) (الحشر: 8) . قالوا : لا ، قال : فأنتم من الذين : ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)) (الحشر: 9) . قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء ، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالة الذين قال الله عز وجل فيهم : ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا)) (الحشر: 10) ، فقوموا عنِّي لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم ، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله . أنظر : البداية والنهاية 122/9 . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 471/4 : (( أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً ، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل في النصيرية والإسماعيلية وغيرهما .فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم ، ويعمدون الى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه ، والى الكذب المختلق الذي يُعلَم فسادَه يقيمونه؛ فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حُمراً ، ولو كانوا من الطير لكانو رخماً ، ولهذا كانوا أبهت الناس وأشَّدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية ، فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النَّبي صلَّى الله عليه وسلم كما أمر غيره وجاهد معه وكان أميناً عنده يكتب الوحي ؛ وما اتَّهمه النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في كتابة الوحي ، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال ، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته )) . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى كما في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح 196 : ( والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون ، ومن حبل الله منقطعون ، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون ، وللسنة وأهلها محاربون ، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون ، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون وعن بابه مطردون ، أؤلئك أصحاب الضلال وشيعة اللَّعين ،وأعداء الرسول وحزبه )) . وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله كما في شرح الطحاوية 470 : (( فمن أضل ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين ؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصارى : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب محمد !! لم يستشنوا منهم الا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة )). وقال الشوكاني رحمه الله كما في فتح القدير : ((وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذي تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة والخرافات الموضوعة ، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور ، فاشتروا الضلالة بالهدى ، واستبدلوا الربح الوافر بالخسران العظيم ، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة الى منزلة ، ومن رتبة الى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين ، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر ، والله من ورائهم محيط )) . وقال تعالى : ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (الحديد : 10) ، ورضي الله عنهم من فوق سبع سماوات في قوله ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) (الفتح : 18 ) . وفي قوله : ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة : 100) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في " الصارم المسلول 574 : ((والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى . ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً...فكل من أخبر الله عنه أنه رضي الله عنه فإنه من أهل الجنة ، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح ؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له ، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك )) . وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى كما في تفسيره 376/2 : ((فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم ، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضى الله تعالى عنه ، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم ، عياذاً بالله من ذلك ؛ وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة ، وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله تعالى عنهم ، وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله ، ويوالون من يوالي الله ، ويعادون من يعادي الله ، وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون ، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون)) . وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في منهاج السنة 49/2 : ((وفي الجملة كل ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم ، فهم - أي الصحابة - أول من دخل في ذلك من هذه الأمة ، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة )) . وروى البخاري (3673) ومسلم (2541) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ )). قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في منهاج السنة 226/2 : (( وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله ، وكثرة الصوارف عنه ، وضعف الدَّواعي إليه لا يمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم . وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر ، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للنَّاس ، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة .وهذا مما يعرف به أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه لن يكون أحد مثله ، فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد . قال أبو بكر بن عياش : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وقر في قلبه . وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول ، مؤمنين به مجاهدين معه ، ايمان ويقين لم يشركهم فيهى من بعدهم)) . وقال الامام الآجري كما في الشريعة 543/3 : (( ومن سبهم فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس أجمعين)) . وقال أيضا 550/3: (( لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ؛ لأنه خالف الله ورسوله ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، لا فريضة ولا تطوعا ، وهو ذليل في الدنيا ، وضيع القدر ، كثّر الله بهم القبور ، واخلى منهم الدور )) . وروى مسلم في صحيحه (2531) عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ». قال العلامة ابن القيم رحمه الله كما في إعلام الموقعين 137/4: ((جعل نسبة أصحابه لمن بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم ،وايضا فانه جعل بقائهم بين الأمة أمنة لهم وحرزا من الشر وأسبابه )) .
-
من هو الشابُّ المسلم؟ مقال مقتبس من موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين ج5 ص2381 في شبابنا من يكتفي في إسلامه أَنْ ينشأ في بيت إسلامي, ويُسَمَّى محمدًا، أو مصطفى, ويُعَدُّ عند إحصاء طوائف البلاد في قبيل المسلمين, ولا تَجِدُ بعد هذا فارقًا بينه وبين شاب لا تمت روحه إلى الإسلام بصلة. ذلك أَنَّ أنظار حكماء الأمة متجهة إلى بناء مَدَنِيَّةٍ روحُها الإيمان, وجسمها نظم الإسلام, وحليتها آدابه السامية التي ما زالت ولن تزال في صفاء وضياء, فوجب أَنْ تعلم من هو الشاب الذي يصلح لأن يَمُدَّ يده لبناء هذه المدنية، الشامخة الذرى, فنقول: الشابُّ المسلم هو الذي يَسْمُو بنفسه إلى أن يكون مسلمًا حقًّا, فيقرأ القرآن المجيد بِرَوِيَّة, ويجيل فكره في آياته الزاهرة, حتى يتملأ حِكَمه البالغة, ومواعظه الرائعة, قال تعالى : {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} [العنكبوت: 51] . والشابُّ المسلم هو الذي يؤمن بالله من الشرك، أو ما يشابه الشرك, فيعتقد من صميم قلبه أَنَّ الله وحده هو المتصرف في الكون, فلا مانع ولا ضار إلا هو, وبهذه العقيدة السليمة يحمي نفسه من أَنْ تلابسها مزاعم مزرية, ويصغر في عينه كل جبَّار, ويهون عليه احتمال المصاعب, واقتحام الأخطار في سبيل الجهاد في الإصلاح، والدعوة إلى الحقِّ. والشابُّ المسلم هو الذي يدرس سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دراسة يرى بها رأى العين أن تلك المكانة البالغة المنتهى من الحكمة وقوة البصيرة, والنهوض بجلائل الأعمال المختلفة الغايات- مكانةٌ لا يدركها بشر ليس برسول، وإن بلغ في العبقرية الذروة القصوى, وأنفق في السعي إليها مئات من الأعوام أو الأحقاب. والشابُّ المسلم يستجيب لله فيما شرعه من عبادات تقرِّبه إليه زلفى, كالصلوات الخمس بقلب حاضر, ويؤديها ولو بمحضر طائفة لم تذق حلاوة الإيمان, فتنظر إلى المستقيمين بتهكم وسخرية، وضعفاء الإيمان من شبابنا لا يقومون إلى الصلاة في مجالس الملاحدة، وأشباه الملاحدة من المترفين؛ يخافون أن يسخروا منهم، أو تزدريهم أعينهم. والشابُّ المسلم يعتزُّ بدين الله, فيدافع عنه بالطرق المنطقية, ويرمي بشواهد حكمته في وجه المهاجم له, أو مُلْقِي الشبه حوله, وإن كان ذا سلطان واسع وكلمة نافذة. وضعفاء الإيمان من شبابنا تتضاءل نفوسهم أمام أولئك الطغاة, ويقابلون تهجمهم على الدين بالصمت, وربما بلغ بهم ضعف العقيدة أن يجاروهم فيما يقولون, وسيعلم الذين يشترون رضا المخلوق بغضب الخالق أيَّ منقلب ينقلبون. والشابُّ المسلم يذكر في كلِّ حين أن أمد عمره غير معروف, ويتوقع انقطاعه في كلِّ يوم, فتجده حريصًا على أن لا تمرَّ ساعة من ساعات حياته دون أن يكسب فيها علمًا نافعًا، أو عملًا صالحًا. إذا ما مضَى يومٌ ولم أصطنعْ يدًا ولم أكتسِبْ عِلمًا فما ذاك مِنْ عُمري والشابُّ المسلم إذا وكل إليه عمل أقبل عليه بنصح, وتولاه بأمانة, ذلك بأنَّه يشعر بأنَّ الرجال إنَّما يتفاضلون على قدر إتقانهم للأعمال, ويشعر بأنَّه مسؤول عما ائتمن عليه بين يدي من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. والشابُّ المسلم ينظر بنور الله, فلا يسارع إلى تقليد المخالفين, ومحاكاتهم في عاداتهم، وأساليب مدنيتهم، وإن لم تقم على رعاية مصلحة. وضعفاء الإيمان يحرصون على أن يقلدوهم في كلِّ شيء، ولو خالف آداب الشريعة, كمن يمسك السكين باليمين عند الأكل والشوكة بالشمال, ويتناول بها الطعام مخالفًا لآداب الشريعة الغَرَّاء. والشابُّ المسلم يؤمن بأَنَّ النظم الإسلامية الاقتصادية أرقى نظم يسعد بها البشر, ويدركون بها حياة مطمئنة آمنة؛ فمن يعتقد أَنَّ الربا- مثلًا- من الوسائل التي تتسع بها الثروة، وينتقل بها الناس من فقر إلى غنى- فقد وقف بهذا الرأي محاربًا لله ورسوله, ولا يزيده ما يرتكبه في تحريف نصوص الشريعة عن مواضعها إلَّا ضلالًا. والشابُّ المسلم لا يجعل أحكام الشريعة تابعة لهواه وشهواته, فيأخذ في تأويل نصوص الشريعة، والتلاعب بقواعدها، حتى يزعم أنَّها موافقة لهواه, كمن يحاول أن يكون سفور النساء وتبرجهنَّ، واختلاطهنَّ بالرجال غير محظور شرعًا، يزعم هذا لينظر إلى بنات المسلمين وأزواجهنَّ بملء عينيه، أو يتصل بهم دون أن يسمع كلمة إنكار. والشابُّ المسلم لا يسعى لمجالسة الجاحدين إلَّا أن تدعوه إلى ذلك ضرورة؛ فإنَّ علامة حياة القلب بالإيمان تألُّمُه من سماع كلمة تهكُّم أو طعن في الدين. وقد دَلَّ التاريخ والمشاهدة أنَّ الزنادقة إن لم يطعنوا في الدين، أو يتهكموا بالمؤمنين صراحة، لم يلبثوا أن يطعنوا فيه، أو يتهكموا به رمزًا وكناية. ثم إنَّ الملحد- أيُّها الشابُّ المسلم- لا تجد في خلقه وفاءً, ولا في مودته صفاءً, إلَّا أن تسير سيرته, وتحمل بين جنبيك سريرته. والشابُّ المسلم يمثِّل سماحة الإسلام وفضله في تهذيب النفوس, وأخذها بأرقى الآداب؛ فإذا جمع بينه وبين المخالفين المسالمين عملٌ لمصلحة وطنية، عاشرهم برفق وإنصاف, وإذا دارت بينه وبينهم محاورة في علم أو دين، اكتفى بتقرير الحقائق, وإقامة الحجة, وطَهَّرَ لسانه أو قلمه من الكلمات الجافية, وأخفى ما قد يقع في نفسه من غيظ. والتجملُ بالأناة، وحسن السمت, ولين القول قد يجاذب النفوس الجامحة عن الحقِّ, ويخطو بها الخطوة الأولى إلى التدبر في الحجة. والشابُّ المسلم يعمل ليرضي ربه, ولا يحفل بأن تكون له وجاهة عند رجال الدولة؛ فإذا وجد أمامه أمرين أحدهما يرضي الخالق, وثانيهما يُقرِّبه من ذوي السلطان درجة اختار أولهما؛ فإن آثر رضا السلطان على رضا الله فليتفقد مقرَّ إيمانه, فعساه أن يهتدي إلى المرض الذي طرأ على قلبه, فليلتمس له دواء ناجعًا, وإنما دواؤه الناجع أن يعلم أنَّ الله يمنعه من ذوي السلطان, وأنَّ ذوي السلطان لا يمنعونه من الله. والشابُّ المسلم قد تقتضي عليه ظروف خاصة بأن يسكت عن بعض ما هو حقٌّ, ولكنَّه إذا تكلَّم لا يقول إلَّا الحقَّ. والشابُّ المسلم لا يزن الناس في مقام التفاضل بما يزنهم به العامة، من نحو المال أو المنصب, وإنما يزنهم بما يزنهم به القرآن المجيد، والعقل السليم من ورائه, أعني العلم النافع والسيرة النقية الطاهرة, كما قال تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. [الحجرات: 13]. والشابُّ المسلم يكسب المال، ليسدَّ حاجات الحياة, ويحيط نفسه بسياج من العفاف والكرامة, ويأبَى أشدَّ الإباء أن يسعى له من طريق الملق، وإراقة ماء الوجه. والذي يبذل ماء مُحَيَّاه، ولا يبالي أن يقف موقف الهوان، هو الشخص الذي فقَد أدَب التوكل على الخالق جلَّ شأنه, وزهد في ثوب العزة الذي ألبسه إياه بقوله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}. [المنافقين: 8]. والشابُّ المسلم لا يرفع رأسه كبرًا وتعاظمًا على الطيبين من الناس, وإن كان أغزر منهم علمًا, وأعلى منصبًا، وأكثر مالًا, وأوسع جاهًا. وإنَّما الكبر والتعاظم مظهر قذارة في النفس توحي إلى أَنَّ مِن ورائها نقائصَ أراد صاحبها أن يوريها عن أعين الناس بهذه الكبرياء. والشابُّ المسلم يرفع رأسه عزة على من يَعُدُّون تواضعه خِسَّة في النفس أو بلاهة في العقل, حتى يريهم أَنَّ الإيمان الصادق لا يلتقي بالذلة في نفس واحدة. والشابُّ المسلم إذا رأى منكرًا يُفعل نهَى عنه, وإذا رأى معروفًا يُترك أمر به, ولا يقول كما يقول فاقدو الغَيْرَة على الإصلاح: ذلك شأن رجال الدِّين. والدين لم يَقصر واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طائفة تسمَّى رجال الدين، بل أوجب الأمر بالمعروف على كلِّ من عرَف أنَّه معروف، وأوجب النهي عن المنكر على كلِّ مَن عرف أنَّه منكر، لا فرق بين الشابِّ والشيخ، والمتعمِّم وحاسر الرأس. سادتي: هذه كلمة سقنا فيها مُثُلًا من السيرة التي تجب أن يكون عليها شباب الإسلام, وإذا هم نحروها رشدًا وثقنا بأن لنا أمة تستطيع أن تقف أمام كل قوة، وهي على ثقة بأن تجد من الله وليًا ونصيرًا.
-
حقيقة الرافضي صادق سلايمية [b] يعد هذا الرافضي من رؤوس نشر التشيع في بلاد الجزائر الحبيبة، والرجل صاحب مخازي وتجاوزات خطيرة، ويدعي مع ذلك عقلا وعلما، فلا أدري ما مقياسه في ذلك، آلرفض و الطعن في الصحابة، أم التشرب بالشبهات والمغالطات. وقد طعن علنا على قناة الشروق في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، الذي هو كما قيل ستر الصحابة الذي قد هتكه هذا الرافضي، فغمز الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وطعن في هند زوجة أبي سفيان رضي الله عنها، وعرّض بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها -وهذا الترضي يقع على قلوبهم وقعا شديدا-، وغير ذلك من المخازي، وما بطن أعظم مما ظهر، فالقوم أهل كذب ونفاق وتقية. يتبع إن شاء الله[/b]
-
يقول نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم [أي مع السنة] على إلهٍ، ولا على نبيٍّ، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمَّدٌ نبيَّه، وخليفتَه من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرَّبِّ، ولا بذلك النَّبيِّ(1)، بل نقول: إنَّ الرَّبَّ الَّذي خليفةُ نبيِّه أبو بكرٍ ليس ربَّنا، ولا ذلك النَّبيُّ نبيَّنا". ["الأنوار الجزائرية": (2/ 278) ـ نقلا عن "كشف زيف التشيع" (ص 11) للشيخ الدكتور: ربيع المدخلي]. (1) قال الشَّيخ - حفظه الله - معلِّقًا: "هذا والله هو الكفر الأكبر".
-
بدون مقدمة أذكر لكم توترة وهي في الحقيقة شوشرة من شوشرات الحلبي عبر حسابه الرسمي في ( تويتر ) قال: e]الوهَم الشائع في أذهان الكثير من العامّة والدهماء: أنّ السكوت علامةٌ على الضعف! أو النقص! يوجب على كل ذي حقّ دفعَه بالصدع في الرد على المبطلين! ] ا.هـ قرأت الكلام مراراً وتكراراً لعلي أسقطت حرفاً أو كلمةً فلم أقرأ جيداً، أو أني قرأت الكلام صحيحاً وفهمت فهماً خاطئاً. ولكن عندما استقر الأمر عندي أن الحلبي لا يقصد من كلامه إلا ظاهره الصريح، أدركت أننا مع معضلة قوية في ( علم الطب النفساني )، كما قال الشيخ رسلان حفظه الله: أنتَ –واللهِ- ظاهرةٌ نفسيَّةٌ فريدَةٌ، وعلى أطبَّاء الأمراضِ النّفسيَّةِ والعقليَّة أن يلتفتُوا إليكَ، وأن يدرسوكَ درسًا مُفصّلاً، أنتَ مَغْنَمٌ عظيمٌ للبَحْثِ العلميّ يا حلبيّ. من سيصدق أن الحلبي ( سكت ) ؟! والله يا حلبي لو سكت لقل الخلاف، ولكنه جهل بأصول الدعوة أدى إلى خلل في العقل وإتلاف. وهذا كلام عظيم المعنى من إمام إذا ذكر اسمه عندك أصابتك حمى المفاصل، إنه العلم العلامة ( حامل لواء الجرح والتعديل وبحق ) الشيخ المنصف ربيع بن هادي المدخلي ساكن العوالي والعوالي حفظه الله ورعاه وأمده بالعافية ما أبقاه، قال: وإنَّني لآمل في الدعاة إلى المنهج السَّلفي بعلم وبصيرة وحكمة أن يهتمُّوا بهذه الأصول التي قرَّرها الإسلام وقرَّرها علماء الإسلام ومنهم شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم سكوتاً حينما يلزم السكوت ,وكلاماً حينما يلزم الكلام مراعاةً منهم للمصالح والمفاسد على منهج العلماء الراسخين والأئمة المهديين . وفَّق الله المسلمين وخاصَّةً السلفيين للنهوض بهذه الأصول العظيمة ووفقهم لمعرفة دينهم وثبَّـتهم عليه إنَّ ربنا لسميع الدعاء والحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وبارك على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين . بهذا أختم والحمد لله رب العالمين
-
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار } وإسناده حسن . [ ص: 106 ] ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ { من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة }وقال حسن . ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ بلفظ { من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة . وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } } . وروى أبو الشيخ في التوبيخ عن أنس رضي الله عنه مرفوعا { من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه في الدنيا والآخرة } . ورواه الأصبهاني بلفظ { من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة ، وإن لم ينصره أذله الله في الدنيا والآخرة } . وأخرج الإمام أحمد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة } . وقال عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام . وقال أبو عاصم النبيل : لا يذكر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا دين له . =============================== شرح الحديث =========== هذا الحديث لا بأس به، ولفظه المعروف: (من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)، وهذا يدل على فضل الذب عن أخيه، والمسلم يذب عن أخيه، والمرأة تذب عن أخيها في الله وأختها في الله، فإذا رآه يتكلم في عرضه، يقول: يا أخي اتق الله، ما بلغنا هذا ولا نعلم عليه إلا خيراً، إذا كان يعلم عنه خير، ولم يبلغه عنه إلا الخير؛ لأن الغيبة شرها عظيم وفسادها كبير، والله سبحانه وتعالى يقول: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا (12) سورة الحجرات،ويقول صلى الله عليه وسلم: أنه رأى ليلة عرج به إلى السماء رجالاً لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فسأل عنهم، فقيل له: (إنهم هم الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)، يعني هم أهل الغيبة، فالمقصود أن الغيبة محرمة ومن الكبائر، فيجب الحذر منها، وإذا سمع المسلم أو المسلمة من يغتاب يرد عليه ويقول: يا أخي اتق الله، تقول له: يا أخي اتق الله، ويقول له الرجل: يا أخي اتق الله، أو يا فلانة اتقي الله، هذا لا يجوز، الغيبة محرمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)، ولأن هذا من إنكار المنكر، والله جل وعلا أمر بإنكار المنكر، قال جل وعلا: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (104) سورة آل عمران، وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (71) سورة التوبة، وقال عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
-
الفوز با الجنه هو مثل الفوز با المدرسه والفرق بينهما كبير وفي المدرسه يعملون الامتحانات الموصوله لطريق الله حيث تمتحن المعلمه طلا بها فيبدلوا كل الجهد في الدراسه حتى نحصل على علا ما ت جيده فا امتحان الله اختبار الله لك ليعرف ايمانك ان كان قوي ام ضعيف ويكون في اي وقت كان او زمن ولدالك علينا ان نعمل اعمال صالحه فقد يكون هدا اليوم يوم امتحانك فصبر عاى الحياه وفي الا خرة تنجح با ذن الله وقال الله في كتا به العضيم في صورة الفاتحه اهدنا الصراطه المستقيم سر عاى الطريق الدي يقود الى الجنه
-
ما الفضل في قراءة القرآن الكريم في الليل والناس نيام ؟. [b][b][/b] الحمد لله ثبت في السنة الصحيحة أن القرآن يشفع لمن قرأه في الليل ، وآثره على النوم ، كما روى أحمد (6626) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه . ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال : فيشفعان" رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3882 وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة القرآن بالليل من النعم التي يغبط عليها المؤمن ، فقال : "لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل" رواه البخاري (4738) وتلاوة القرآن في الليل منجاة من الغفلة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (640) : صحيح لغيره . وقال صلى الله عليه وسلم : "من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين " رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرطهما ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (640). وقد وصف الله المتقين بأنهم ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذريات/17، 18 . والله أعلم . [/b]
-
رأيتيها وهي على منكر .. وأنتِ تعرفينها وتحبينها .. قدّمي لها النصح دون أن تعلم من أنتِ بطريقة ذكيّة من هنا: الخدمة ستتاح قريباً ط¨ظ†ط§ط، تعرّفي أكثر على زاجل المحبّة: ط¨ظ†ط§ط، مشروع (زاجل المحبّة) Love letter أحد مشاريع طالبات بناء لرعاية الموهوبات بشمال الرياض ، التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد : ذكر الذهبي في السيَر عن أبي حاتم الرازي قال : حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال : كنا سريّة مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادَفَنا العدو ، فلما التقى الصفان ، خرج رجل من العدو فدعا إلى البِراز ، فخرج إليه رجل من المسلمين فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البِراز ، فخرج إليه رجل من المسلمين فطارده ساعةً فطعنه المسلم فقتله ، فازدحم إليه الناس ، فنظرتُ فإذا هو عبدالله بن المبارك ، وإذا هو يكتم وجهه بكمّه ، فأخذتُ بطرف كمّه فمددته ، فإذا هو هو. فقال : وأنتَ يا أبا عمرو ممن يشنّع علينا ! (1) لا أجد عنواناً يناسب هذه القصة إلا (إخلاص الإخلاص) فهو من المعالم الواضحة فيها وفي حياة السلف عموماً والتي ينبغي الاسترشاد بها والسير على طريقها. فتأمل في القصة السابقة إخلاص هذا الإمام رحمه الله في هذا العمل الصالح المتمثل في إخفاء نفسه عن أنظار الناس ، في موقف يُتشوّف فيه لإظهار النفس ، وتأمل إخلاصه في هذا الإخلاص حيث غضب على من كشفه وأظهره للناس. سأتكلم بإذن الله عن هذا الموضوع من خلال نقاط غير مرتبة تأملتها علّ الله أن ينفع بها راقمها وقارئها : 1- إخلاص العمل لله سبحانه فيه مشقة وعسر إلا من يسره الله تعالى عليه لأن الإخلاص عمل قلبي خفي لا يطّلع عليه البشر وليس للإنسان فيه نصيب ولأنه يحتاج إلى عناية مستمرة فالنية تتقلب ، وكذلك ارتباط الإخلاص بكل عمل يعمله المسلم صغيراً كان أم كبيراً. قال يوسف بن الحسين : (أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر) (2) ويقول سفيان الثوري : (ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي لأنها تتقلب عليّ) (3) ويقول يوسف بن أسباط : (تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد) (4) 2- إخلاص الإخلاص قدر زائد على الإخلاص فهو كالقيد لهذا العمل يحفظه من الضياع وكالصندوق يحمي به المسلم عمله من أن يسرقه وسوسة شيطان أو ثناء إنسان. فالمسلم إذا أخلص في عمل ، يجب عليه أيضاً أن يحافظ على هذا الإخلاص بإخلاص آخر يصاحبه ويستمر معه فيخلّصه من شوائب الرياء. 3- من مظاهر عدم الإخلاص في الإخلاص إظهار النحول والتعب ليدل به على صومه بل والتحدث عن مشقة العبادات فتجده مثلاً يقول لقد لقينا من حجنا أو صومنا هذا نصباً وربما ذم نفسه أمام الملأ ليزيّن نفسه بذلك. يقول مطرف بن الشخّير : (كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه) (5) ومن المظاهر العجب بإخلاص العمل ، بل تعدى الأمر ببعض الأفراد إلى نشر ما يقومون به من أعمال دعوية وخيرية على وسائل التواصل الاجتماعي ونقش هذه الصور على توبيكاتهم وحساباتهم الشخصية وكأنهم ينبهون الناس على فضيلتهم ومزيتهم ، بل ترى بعض هؤلاء عندما تدخل إلى بيته كيف صف الدروع والشهادات وربما علق القصائد التي تشيد بجهوده وإنجازاته ، وغيرها كثير من هذه المظاهر التي ينفر منها أهل الحق. 4- كما تجتهد في أول العمل بمحاولتك الإخلاص فيه فاجتهد أيضاً بعد العمل إذا أخلصت فيه بكف صوارف الإخلاص من رياء وحب مدح وغيره ، فالبعض يظن أن الإخلاص يكون في أول العمل فقط. جاء عن سليمان الهاشمي أنه قال : (ربما أحدث بحديث واحد ولي نية ، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيتي فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات) (6) 5- جاء ما يؤيد هذا المعنى في البخاري ومسلم مرفوعاً في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة حيث سألوا الله بصالح أعمالهم ، والتي يجمع بينها الإخلاص ، حيث أنهم لم يذكروا هذه الأعمال الخفية لأحد إلا في هذا الموضع الذي احتاجوا فيه لذكرها والتوسل بها إلى الله ليفرج عنهم كربتهم ولذلك استجاب الله لهم دعائهم لعلمه بصدق إخلاصهم. 6- إخلاص الإخلاص كما يكون في الفعل يكون في الترك أيضاً ففعل الطاعة وترك المعصية كلاهما يحتاج إلى إخلاص الإخلاص فيهما ، فكما تجتهد في إخلاصك في الطاعة فاجتهد أيضاً في إخلاصك في ترك المعصية ، فكم إنسان تحدّث عن صبره في مقاومة معصية من المعاصي وكيف تركها مع توفر الدواعي لها ، فهذا مما ينافي إخلاصه في ترك المعصية. 7- استواء كتم الحسنات بكتم السيئات من علامات إخلاص الإخلاص ، فإذا كان المسلم يتضايق ويتململ من انتشار حسنته بين الناس مثل تضايقه من انتشار سيئته بينهم فهو على خير. جاء عن ابن حازم أنه قال : (اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك) (7) 8- ولا يدخل في هذا الموضوع من ترك العمل لأجل الناس ظناً منه أنه من الإخلاص ، قال الفضيل : (ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما) (8) 9- هذا الموضوع قد يمتد معك حتى بعد موتك ، قال بشر بن الحارث : (قد يكون الرجل مرائياً بعد موته يحب أن يكثر الخلق في جنازته) (9) فيعمل الأعمال الصالحة وربما يخلص فيها لكنه يتمنى أن يذكره الناس بعد موته بتلك الأعمال التي قام بها في حياته. 10- هنا مسألة مهمة ألا وهي أنه إذا كان العمل لله وشاركه الرياء؟ إذا شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه ، أما إذا كان أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فإن كان خاطراً ودفعه فلا يضره بغير خلاف ، وإن استرسل معه فيبطل إذا كان العمل يرتبط أوله بآخره مثل الصلاة والصيام ، وأما ما لا يرتبط ببعضه مثل القراءة والذكر فإنه يبطل بنية الرياء الطارئة عليه ويحتاج إلى تجديد نية. (10) ونختم هذا الموضوع ببستان جميل من قصص السلف الصالح في هذا الباب لعلها تنبه غافلاً أو تذكر ناسياً فمن هذه القصص : تقول سريّة للربيع بن خثيم : (أنه كان يدخل على الربيع الداخل وفي حِجره المصحف فيغطيه) (11) وجاء عن الأعمش أنه قال : (كان عبدالرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل الداخل نام على فراشه) (12) وعن حماد بن زيد قال : (كان أيوب في مجلسه فجاءته عَبرة فجعل يمتخط ويقول : ما أشد الزكام) (13) وعن ابن واسع أنه قال : (إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم) (14) وجاء عن عاصم أنه قال : (كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجاً ولو جُعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه مافعله) (15) وعن عبيد الله بن أبي جعفر أنه قال : (إذا كان المرء يحدّث في مجلس فأعجبه الحديث فليمسك وإذا كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليتحدث) (16) وجاء عن سهل بن منصور أنه قال : (كان بِشر يصلي فيطوّل ورجل ورائه ينظر ففطن له فلما انصرف قال : لا يعجبك ما رأيت مني ، فإن إبليس قد عَبَدَ الله دهراً مع الملائكة) (17) وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. (18) وقال عون بن عبدالله في نصيحة للمتصدقين والمنفقين : إذا أعطيت المسكين فقال لك بارك الله فيك فقل أنت : بارك الله فيك ، حتى تخلص لك صدقتك. (19) وجاء عن مقدم برنامج (صفحات من حياتي) الأخ فهد السنيدي أنه طلب لقاء من الشيخ محمد بن سبيّل رحمه الله ليتكلم عن سيرته فقال : (يا فهد سيرتنا وأعمالنا الظاهرة هذه يعرفها الناس ، وأما أعمالي الخفية لا يمكنني أن أتحدث عنها). وهذا غيض من فيض. نسأل الله تعالى الإخلاص في حركاتنا وسكناتنا وأن يعاملنا بعفوه ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. وصلى والله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً. كتبه مرعيد عبدالله الشمري 19/2/1435هـ
-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد : ذكر الذهبي في السيَر عن أبي حاتم الرازي قال : حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال : كنا سريّة مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادَفَنا العدو ، فلما التقى الصفان ، خرج رجل من العدو فدعا إلى البِراز ، فخرج إليه رجل من المسلمين فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البِراز ، فخرج إليه رجل من المسلمين فطارده ساعةً فطعنه المسلم فقتله ، فازدحم إليه الناس ، فنظرتُ فإذا هو عبدالله بن المبارك ، وإذا هو يكتم وجهه بكمّه ، فأخذتُ بطرف كمّه فمددته ، فإذا هو هو. فقال : وأنتَ يا أبا عمرو ممن يشنّع علينا ! (1) لا أجد عنواناً يناسب هذه القصة إلا (إخلاص الإخلاص) فهو من المعالم الواضحة فيها وفي حياة السلف عموماً والتي ينبغي الاسترشاد بها والسير على طريقها. فتأمل في القصة السابقة إخلاص هذا الإمام رحمه الله في هذا العمل الصالح المتمثل في إخفاء نفسه عن أنظار الناس ، في موقف يُتشوّف فيه لإظهار النفس ، وتأمل إخلاصه في هذا الإخلاص حيث غضب على من كشفه وأظهره للناس. سأتكلم بإذن الله عن هذا الموضوع من خلال نقاط غير مرتبة تأملتها علّ الله أن ينفع بها راقمها وقارئها : 1- إخلاص العمل لله سبحانه فيه مشقة وعسر إلا من يسره الله تعالى عليه لأن الإخلاص عمل قلبي خفي لا يطّلع عليه البشر وليس للإنسان فيه نصيب ولأنه يحتاج إلى عناية مستمرة فالنية تتقلب ، وكذلك ارتباط الإخلاص بكل عمل يعمله المسلم صغيراً كان أم كبيراً. قال يوسف بن الحسين : (أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت على لون آخر) (2) ويقول سفيان الثوري : (ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي لأنها تتقلب عليّ) (3) ويقول يوسف بن أسباط : (تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد) (4) 2- إخلاص الإخلاص قدر زائد على الإخلاص فهو كالقيد لهذا العمل يحفظه من الضياع وكالصندوق يحمي به المسلم عمله من أن يسرقه وسوسة شيطان أو ثناء إنسان. فالمسلم إذا أخلص في عمل ، يجب عليه أيضاً أن يحافظ على هذا الإخلاص بإخلاص آخر يصاحبه ويستمر معه فيخلّصه من شوائب الرياء. 3- من مظاهر عدم الإخلاص في الإخلاص إظهار النحول والتعب ليدل به على صومه بل والتحدث عن مشقة العبادات فتجده مثلاً يقول لقد لقينا من حجنا أو صومنا هذا نصباً وربما ذم نفسه أمام الملأ ليزيّن نفسه بذلك. يقول مطرف بن الشخّير : (كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه) (5) ومن المظاهر العجب بإخلاص العمل ، بل تعدى الأمر ببعض الأفراد إلى نشر ما يقومون به من أعمال دعوية وخيرية على وسائل التواصل الاجتماعي ونقش هذه الصور على توبيكاتهم وحساباتهم الشخصية وكأنهم ينبهون الناس على فضيلتهم ومزيتهم ، بل ترى بعض هؤلاء عندما تدخل إلى بيته كيف صف الدروع والشهادات وربما علق القصائد التي تشيد بجهوده وإنجازاته ، وغيرها كثير من هذه المظاهر التي ينفر منها أهل الحق. 4- كما تجتهد في أول العمل بمحاولتك الإخلاص فيه فاجتهد أيضاً بعد العمل إذا أخلصت فيه بكف صوارف الإخلاص من رياء وحب مدح وغيره ، فالبعض يظن أن الإخلاص يكون في أول العمل فقط. جاء عن سليمان الهاشمي أنه قال : (ربما أحدث بحديث واحد ولي نية ، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيتي فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات) (6) 5- جاء ما يؤيد هذا المعنى في البخاري ومسلم مرفوعاً في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة حيث سألوا الله بصالح أعمالهم ، والتي يجمع بينها الإخلاص ، حيث أنهم لم يذكروا هذه الأعمال الخفية لأحد إلا في هذا الموضع الذي احتاجوا فيه لذكرها والتوسل بها إلى الله ليفرج عنهم كربتهم ولذلك استجاب الله لهم دعائهم لعلمه بصدق إخلاصهم. 6- إخلاص الإخلاص كما يكون في الفعل يكون في الترك أيضاً ففعل الطاعة وترك المعصية كلاهما يحتاج إلى إخلاص الإخلاص فيهما ، فكما تجتهد في إخلاصك في الطاعة فاجتهد أيضاً في إخلاصك في ترك المعصية ، فكم إنسان تحدّث عن صبره في مقاومة معصية من المعاصي وكيف تركها مع توفر الدواعي لها ، فهذا مما ينافي إخلاصه في ترك المعصية. 7- استواء كتم الحسنات بكتم السيئات من علامات إخلاص الإخلاص ، فإذا كان المسلم يتضايق ويتململ من انتشار حسنته بين الناس مثل تضايقه من انتشار سيئته بينهم فهو على خير. جاء عن ابن حازم أنه قال : (اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك) (7) 8- ولا يدخل في هذا الموضوع من ترك العمل لأجل الناس ظناً منه أنه من الإخلاص ، قال الفضيل : (ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما) (8) 9- هذا الموضوع قد يمتد معك حتى بعد موتك ، قال بشر بن الحارث : (قد يكون الرجل مرائياً بعد موته يحب أن يكثر الخلق في جنازته) (9) فيعمل الأعمال الصالحة وربما يخلص فيها لكنه يتمنى أن يذكره الناس بعد موته بتلك الأعمال التي قام بها في حياته. 10- هنا مسألة مهمة ألا وهي أنه إذا كان العمل لله وشاركه الرياء؟ إذا شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه ، أما إذا كان أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فإن كان خاطراً ودفعه فلا يضره بغير خلاف ، وإن استرسل معه فيبطل إذا كان العمل يرتبط أوله بآخره مثل الصلاة والصيام ، وأما ما لا يرتبط ببعضه مثل القراءة والذكر فإنه يبطل بنية الرياء الطارئة عليه ويحتاج إلى تجديد نية. (10) ونختم هذا الموضوع ببستان جميل من قصص السلف الصالح في هذا الباب لعلها تنبه غافلاً أو تذكر ناسياً فمن هذه القصص : تقول سريّة للربيع بن خثيم : (أنه كان يدخل على الربيع الداخل وفي حِجره المصحف فيغطيه) (11) وجاء عن الأعمش أنه قال : (كان عبدالرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل الداخل نام على فراشه) (12) وعن حماد بن زيد قال : (كان أيوب في مجلسه فجاءته عَبرة فجعل يمتخط ويقول : ما أشد الزكام) (13) وعن ابن واسع أنه قال : (إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم) (14) وجاء عن عاصم أنه قال : (كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجاً ولو جُعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه مافعله) (15) وعن عبيد الله بن أبي جعفر أنه قال : (إذا كان المرء يحدّث في مجلس فأعجبه الحديث فليمسك وإذا كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليتحدث) (16) وجاء عن سهل بن منصور أنه قال : (كان بِشر يصلي فيطوّل ورجل ورائه ينظر ففطن له فلما انصرف قال : لا يعجبك ما رأيت مني ، فإن إبليس قد عَبَدَ الله دهراً مع الملائكة) (17) وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. (18) وقال عون بن عبدالله في نصيحة للمتصدقين والمنفقين : إذا أعطيت المسكين فقال لك بارك الله فيك فقل أنت : بارك الله فيك ، حتى تخلص لك صدقتك. (19) وجاء عن مقدم برنامج (صفحات من حياتي) الأخ فهد السنيدي أنه طلب لقاء من الشيخ محمد بن سبيّل رحمه الله ليتكلم عن سيرته فقال : (يا فهد سيرتنا وأعمالنا الظاهرة هذه يعرفها الناس ، وأما أعمالي الخفية لا يمكنني أن أتحدث عنها). وهذا غيض من فيض. نسأل الله تعالى الإخلاص في حركاتنا وسكناتنا وأن يعاملنا بعفوه ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. وصلى والله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً. كتبه مرعيد عبدالله الشمري 19/2/1435هـ
-
قالوا: هل الخروج على الحاكم الظالم مخالف لأصول أهل السنة؟. قلنا: نعم!. قالوا: أين الدليل؟. قلنا: حديث عُبادة (...إلا أن تروا كفرآ بواحآ). قالوا: الكفر = المعصية. قلنا: خطأ، لحديث عوف بن مالك (ألا من ولي عليه والي فرآه يأتي شيئآ من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة). قالوا: عمر رضي الله عنه قال: (قوِّموني) قلنا: إن صحت -أي إن ثبتت هذه العبارة عن عمر- فالتقويم=الإصلاح وليس التغيير. قالوا: نصبر إلى متى؟. قلنا: حديث أُسيد (حتى تلقوني على الحوض). قالوا: كيف نأخذ حقنا؟. قلنا: حديث ابن مسعود (وتسألون الله الذي لكم). قالوا: الطاعة للحاكم الذي ارتضيناه، لا لمن تغلب. قلنا: بل لمن تغلب أيضآ، لحديث العرباض (...وإن تأمر عليكم عبد حبشي). قالوا: الصبر على الذي يحكم بالشرع لكن يتجاوز أما من لا يهتدي بالشرع ويحكم بهواه فلا تجري عليه هذه النصوص. قلنا: أخطأتم، لحديث حذيفة (...لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي...فاسمع وأطع). قالوا: أين فهم السلف؟. قلنا: أجمعوا على حرمة الخروج، نقل الإجماع: النووي وابن حجر وابن تيمية والشوكاني. قالوا: كيف أجمعوا وهذا ابن الزبير قد خرج؟. قلنا: أخطأتم، لم يخرج على ولي الأمر لأنه لم يكن آنذاك للمسلمين إمام عام، وكان الأمر مترددآ بعد وفاة يزيد، وابن الزبير بايعه أهل مكة وخضعت له الحجاز. قالوا: فماذا عن خروج الحسين؟. قلنا: لم يخرج لمنازعة الأمر وغرر به أهل البصرة وقالوا له أقبل إلينا ليس علينا إمام، فلما تبينت له الخدعة ندم وطالب بالرجوع إلى أهله أو الذهاب إلى يزيد أو إلى الثغور، فلم يمِّكنه الظلمة وقتلوه مظلومآ شهيدآ رضي الله عنه. قالوا: وقد خرج غيرهما فأين الإجماع؟. قلنا: قال ابن حجر: "خروج جماعة من السلف كان قبل استقرار الإجماع على حرمة الخروج على الجائر". (مرقاة المفاتيح - ج: 1125). و نقل النووي: "وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم". قالوا: ارتفعت الأسعار وصعبت المعيشة بسبب ظلم الحاكم. قلنا: لو خرج الشعب لضاق العيش أكثر، ولفقد الأمن ولسفكت الدماء وهتكت الأعراض، وكل من عرف التاريخ يوقن أن الخروج ما جاء بيوم خير قط. قالوا: إذن ما الحل؟. قلنا: الحل: التوبة والاستغفار {...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. غيروا الشرك إلى التوحيد والبدعة إلى السنة والمعصية إلى الطاعة...{...ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}. [الأعراف]. وقيل لبعض السلف: "غلت الأسعار قال: أخفضوها بالإستغفار". (*) أهم الأسباب المعينة على مجاهدة النفس على الطاعة:- 1/ الاستعانة بالله عز وجل. 2/ الدعاء تسال الله التوفيق والسداد والدعاء أفضل سلاح. 3/ العلم والفقه في الدين. 4/ مصاحبة الأخيار. 5/ مطالعة سير السلف الصالح. 6/ عدم الخوض في أمور الدين بالعواطف. والله هو الهادي إلى سواء السبيل. وأزيد أمرين الأول قول عمر قوموني رواية ضعيفة في سندها راو ضعيف . فالأثر أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (154/8) قال :حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال : دخلت على عمر وهو قاعد على جذع في داره وهو يحدث نفسه ، فدنوت منه ، فقلت : ما الذي أهمك يا أمير المؤمنين ؟! فقال هكذا بيده وأشار بها ، قال: قلت : الذي يهمك ؛ والله لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك ، قال : الله الذي لا إله إلا هو ؛ لو رأيتم مني أمرا تنكرونه لقومتموه . فقلت : الله الذي لا إله إلا هو ؛ لو رأينا منك أمرا ننكره لقومناك . قال : ففرح بذلك فرحا شديدا ، وقال: الحمد لله الذي جعل فيكم أصحاب محمد من الذي إذا رأى مني أمرا ينكره قومني. وهو أثر ضعيف ؛ فيه يحيى بن عيسى ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . فالجرح فيه مفسر فهو مقدم على التعديل . والله أعلم والثانية حمل معنى الكفر على المعصية من أوهى ما رأيت من تأويلات فإن الروايات الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها الصبر على الحكام فيها أنهم يؤثرون أنفسهم وأنهم يرتكبون انواع الظلم والمعاصي والمنكرات وأوصى مع ذلك بالصبر عليهم . والله أ
-
-
حملُ العمامة أهونُ من حمل أُمامة: يُحكى عن الإمام الشوكاني - رحمه الله - أنه كان يصلي بالناس إماما فسقطت عمامته، فحملها وهو في الصلاة، وأعادها على رأسه، وكان هناك أعرابي يراه، فقال: ياشوكاني، هذه لم تعد صلاة، هذا لعب. فقال الشوكاني: "حملُ العمامة أهونُ من حمل أمامة"(يشير إلى الحديث النبوي الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حملَ أُمامةَ بنتَ ابنتِه في الصلاة). وهذه من الأجوبة المسكتة، فرحم الله الشوكاني!. سبحانك ربي ماأكرمك