-
مجموع الأنشطة
210 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو مجهول
-
هل ترغب في أن يكون تدريسك فعالاً ؟ "اتبع استراتيجيات لرفع معايير التفوق" اعتقد أن جميع الناس لديهم القدرة داخل أنفسهم على تقدير التفوق فما هو الشيء الذي يدفع الطلاب لأن يقدروا العمل المتميز ويكافحوا من أجل الحصول على نفس النوع من الاتفاق في أعمالهم الدراسية ؟ 1. النجاح يلعب دورا جزئيا : فالطلاب الذين يفشلون في تحقيق التفوق بشكل متكرر يملون على الكف عن المحاولة. ويفكرون في قرراة أنفسهم . "لا استطيع أن أكسب فلماذا أحاول؟ 2. غياب القلق العالي يلعب دورا جزئيا : أن وجود كثير من القلق يعطل بل ويجمد العقل عن العمل وعندما يشعر الطلاب بأنه من المفروض عليهم أن يتعلموا شيئا ما الآن ، فان عقولهم تتوقف عن العمل . 3. اختيار طرق العمل يلعب دورا جزئيا : من المحتمل أن يقوم الطلاب الذين يسمح لهم بعمل بعض الأشياء بطرقتهم الخاصة بأداء عملهم بدرجة من الإتقان اكبر من تلك التي يؤديها الذين يرغمون على القيام بعمل أشياء بالطريقة التي يريد منهم إنسان آخر أن يتبعوها . 4. التوقيت الشخصي يعمل فرقا في ذلك: فعندما يسمح للمتعلم بالقيام بعمل ما فى وقت مناسب بالنسبة له وبسرعته الخاصة بهم ، فأنه من المحتمل ان يكون عمله أكثر اتقانا مما لو كان من المفروض عليه أن يؤدى ذلك العمل فى وقت أكثر. 5. القيادة القوية : إن الحيوية العالية فى الدعم المستمر من القيادة القوية يدفع الكثير من الطلاب ان يؤدوا أعمالا متقنا بشكل ملحوظ إن منح المكافآت على الأداء العالي واحدة من اقل الطرق فاعلية لتشجيع الطلاب على العمل بجد من أجل الوصول الى التفوق . ولكنها عموما لا تدفع العمال العاديين أو الضعفاء نحو التفوق . ومن الممكن أن يكون فرض العقوبات على الاداء الضعيف من أسوأ الأشياء التي يعملها المعلم الذي يهتم بالتفوق. ولهذا نحن لن ننظر إلى قضايا التعليم لكننا ننظر إلى الاستراتيجيات التى تقرب الطالب عموما من التفوق فى عملة: أ. إستراتيجية التحديات التعليمة: • وصف الإستراتيجية : هي عبارة عن مهمة تعلميه تطرح على الطلاب لتحد أو فرصة وليست كواجب أو عبء . • الغرض منها : دفع الطالب لبذل جهود أكبر. - يستطيع العديد من الشباب اليوم استخدام تحديات أكثر من اى وقت مضى. والتحدي هنا ليس واجبا او عبئا يلقى على عاتق الطلاب وإنما هو عبارة عن فرصة تنطوي على الإثارة والتشويق والمغامرة وهى أيضا فرصة لا تستطيع العراقيل أن تقف أمامها للوصول الى الهدف وتحقيقه. إن التحدي المفيد يفعم الطلاب بالحيوية والنشاط • دعونا نلقى نظرة على بعض المقتطفات من درس من الدروس مثال(1) " كم منكم واجة تحديا حقيقيا صعبا وتغلب علية؟ قد يكون هذا التحدي أن تجرب شيئا جديدا. او ان تعمل بجد واجتهاد فى عمل ما" مثاال(2) " وقد تتحدى ذاتك بأن تدرس المادة ولكن تتناولها بطريقة مختلفة. بمعنى أن تكون طريقتك غير عادية بالنسبة لك حيث تزيد من مهاراتك ومواهبك او ربما علاقاتك مع الآخرين. • وقد يبدو البعض منكم غير مستعد لقبول التحدي حتى الآن. وأنا أقول انه من مظاهر الذكاء الا تقبل اى تحد لا يكون مناسبا لك أو لا يكون الوقت مناسبا لك . وعلى الرغم مما سبق فأننا قادرون جميعا على المشاركة فى النشاطات التي تنطوي على التحديات . وفى هذا الموضوع فأن عمل أولئك الذين لم يقبلوا اى تحد سيكون تشجيع الآخرين. • تنظيم التحديات. اقترحت ان يشكل الطلاب مجموعات دعم ومساندة ، تتكون كل مجموعة من أربعة طلاب يجلسون معا فى الصف يوميا لمدة شهر او يزيد لكى يساعد احدهم الآخر . اذا ما تم تشكيل هذه المجموعات فأن الطلاب الذين لم يتقبلون اى تحديات يمكن ان يكونوا مشجعين لأعضاء مجموعاتهم الذين قبلوا التحديات ، ومن الأهمية أن يكون فى حياة الأفراد أناس يشجعونهم . فما هو مقدار الزيادة فى الانجازات التي تستطيع أن نحققها عندما نتلقى التشجيع ؟ وما هو نوع التشجيع الذي يؤدى إلى نتائج حسنة؟ • ما الذي يجعل التحديات ملائمة ؟ - أن يكون التوقيت ملائما. - أن يكون مستوى التحدي ملائما : يجب ألا تكون إمكانية النجاح عالية جدا أو متدنية جدا. - أن يكون قبول التحدى بمطلق حرية الشخص : أن التحديات التي تقبل بالإكراه يمكن أن تكون بمثابة عبء - أن يكون قبول التحديات منشطا ومانحا القوة والحيوية. - أن التحدى الذى يكون ملائما لنا على الدوام هو التحدى الذى يجعلنا نكون فى أفضل وضع. • من الذي يجنى مكافآت التحديات؟ - يجب أن يكافأ كل طالب من طلاب الصف بطريقة أو بالأحرى فالتقدير العلني للرابحين فقط يسئ بل يقلل من قيمة الطلاب الذين لم يستطيعوا أن يلبوا متطلبات التحديات التى تولوا القيام بها . فمثلا إذا كان لابد من التصفيق من المكافأة فأنني أوصى أن يكون هذا التصفيق للجميع مثل " دعونا نصفق لأنفسنا كمكافأة على الطريقة التي ساعد بها كل واحد منا الآخر لانجاز هذه التحديات؟. ب. إستراتيجية الجملة التشجيعية: • وصف الإستراتيجية : جملة تشجع الطلاب على القيام بعملهم على افصل وجه. • الغرض منها: أن تولد الطاقة والحيوية اللازمة للطلاب لتلبية متطابات التحديات التي تولوا القيام بها. كما يعلم جميع المدربين أن قول الشئ المناسب فى الوقت المناسب فى بعض الأحيان يدفع الناس إلى أن تتجاوز انجازاتهم ما يتوقع منهم انجازه . ويجب أن يعمل التشجيع على إخراج الروح او القوة الحيوية المختزنة داخلنا. إذا كنت غير متمرس فى تشجيع الطلاب . فعليك أن تعلم بأن خير العبارات التشجيعية تكمن فى الاهتمام الحقيقي الدال على الاحترام وبخاصة مع الطلاب الكبار ، يفضل ان تطلق مثل هذه العبارات بصورة شخصية . فالعبارات التشجيعية تحرك أفضل ما لدى الطلاب من خبرات وانجازات وغيرها. ان اهتمام شخص واحد بشخص آخر يولد عنده القوة الداخلية العميقة التى تقود الى معظم الجهود المستثارة . واذا ما كان الاهتمام متبادلا واذا كان الطلاب مهتمين بالمعلم أيضا فان الإلهام ينساب على طول ممر عالي الشحنات " نحن معا فى هذا المجال ولكنى لا استطيع ان أقوم بالتعلم بدلا منكم . يجب عليكم أن تقوموا بالتعلم انتم بأنفسكم ومن الآن فصاعدا عليكم أن تعرفوا كم أنا مهتم بكم. جـ. إستراتيجية التوقعات العالية: • وصف الإستراتيجية : المحافظة على توقع يقضى بأن الطلاب سوف يقومون بعمل رائع حتى و أن لم يكن هناك دليل بعد على أنهم سوف يقومون بذلك. • الغرض منها : أن نستفيد من قوة التوقعات. كمعلم لم أرد أبدا أن افرض توقعات سلبية على طلابي فعندما أكلفهم بمهمة ما على سبيل المثال . فإنني أتوقع من الجميع أن يقوموا بها بشكل تام . بل أن يقوموا بها بنشاط وحيوية وتنبه أيضا . وعندما لا يستطيع بعضهم القيام بتلك المهمة . فإنني أتوقع وبشكل كامل أيضا أن يكون لدى أولئك الطلاب سبب جوهري وراء عدم قيامهم بتلك المهمة . وأنهم عندما يعطون مهمه من المهام فى المرة القادمة فسوف يقومون جميعهم بأدائها . وعندما نتوقع الأفضل فأنه من المحتمل أن نحصل على الأفضل . • من المهم أن نحافظ على توقعاتنا من الطلاب فى أن ينجزوا أعمالهم برغبة وبدافع ذاتى . أن ذلك كما اعتقد واحدة من استراتيجيات المعلم الأكثر تأثيرا على المدى البعيد . - واذا كانت لديك اية صعوبات مع هذه الإستراتيجية فما عليك الا أن تنظر إلى الأفكار التالية: - ذكر نفسك بأنه من المحتمل أن يقوم الطلاب بمتابعة ألعابهم واهتماماتهم التى يمارسونها بعد دوامهم الرسمي بروح مفعمة بالنشاط والحيوية والإخلاص. - ولكي تنشط قوى الدافعية الذاتية لدى الطلاب . أسألهم أحيانا عما يفعلونه عندما يكونون خارج المدرسة ، هواياتهم ، نشاطاتهم الاجتماعية. - جرب إستراتيجية الدعوة للتكلم عن الجديد أو الجيد استخدم عدة دقائق فى بداية بعض الحصص لتسأل " هل هناك اى شئ جديد او جيد فى حياتكم ؟ - لاحظ أن النشاطات الواردة فى الدرس ذي الإجراءات الإنسانية لجعل الطلاب يعملون دونما حاجة إلى مكافآت او تهديدات. - اعتبر أن هناك قلة من الطلاب يريدون أن يكونوا ضعفاء في القراءة أو في العمليات الحسابية. وجاهلين بما يدور حولهم فى العالم . إن خبرتي تفيدني بأن الطلاب يريدون . وبكل تأكيد أن يكونوا ماهرين وعالمين بالحياة. - اكتب جملا توكيدية . اكتب جملة واحدة يوميا تؤكد توقعك بأنك وطلابك سوف تجدون طريقة يحصل التعلم بموجبها عن طريق التعاون والدافعية الذاتية وعلية يجب عليك اختيار الكلمات التي تجعلك تشعر بأنك ايجابي مثل " أرى بأن طلابي يعملون برغبة أكثر فأكثر وبحماس أكثر فأكثر." وفى النهاية عزيزي المعلم أتمنى أن تكون قد أضفت خبرة تربوية إلى خبراتك المتعددة لكي تفعلها داخل الصف لتتحول الى سلوكً تسعد به عندما ينعكس على أداءطلابك وترى الرضا عندما تنظر إلى أعينهم. دكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق
-
لم يأت لفظ الريح في القرآن الكريم إلا في الشر ولم يأت لفظ الرياح إلا بالخير ومثال ذلك (1): قوله تعالى "وفي عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ، ما تنذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم " (41_42 الذاريات) وفي قوله " إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر " (19 القمر) وأما التي للخير فقوله " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " ( 57 : الاعراف ) وقوله تعالى " ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ليذيقكم من رحمته " ( 46 : الروم ) أخطاء شائعة (2) 1- يخطيء بعضهم فيقول ( حمل الحطيب في ثنايا خطبته حملة شعواء على أعداء الوطن ) ، والصواب حمل الخطيب في أثناء خطبته .......) لأن الثنايا : جمع ثنية ، وهي الطريق في الجبل ، يقول الشاعر أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني والثنية إحدى الأسنان الأربعة التي في مقدم الفم ، ثنتان من فوق وثنتان من تحت . 2- يخطيء بعضهم فيقول ( بلغ محمد سن الربعين ولم يزل أعزب ) إذ ليس في اللغة العربية كلمة أعزب . والصواب (...... ولم يزل عزبا أو عازبا ) 3- يخطيء بعضهم فيقول رضخ المستعمر لمطالب الثوار ، والصواب ( خضع المستعمر ..) لأن رضخ بمعنى : كسر اليابس أو الصلب كالنوى والحصى. 4- تقول : داهمنا هذا الصيف حر شديد ، وليس في للغة العربية كلمة داهمنا ، والصواب ( دهمنا ) م /ن
-
في البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) . فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ) . قال العظيم آبادي في ( عون المعبود ) في معنى : ( أضحك الله سنك ) قال : أي أدام الله فرحك وسرورك . وقال الملا علي القاري في ( مرقاة المفاتيح) : أضحك الله سنك أي أدام الله لك السرور الذي سبب ضحكك . في تهذيب اللغة أن معاني الضحك : ظهور الثنايا من الفرح. وقال في ابن منظور في لسان العرب : والضَّاحِكَة : كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك . والضَّاحِكَة السِّن التي بين الأَنياب والأَضراس وهي أَربع ضَواحِكَ وفي الحديث ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا والضَّواحِكُ الأَسنان التي تظهر عند التبسم . قال أَبو زيد : للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى وفي كل شِقٍّ ستٌّ وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها وهي أَقصى الأَضراس والضَّحِكُ ظهور الثنايا من الفرح والضَّحْك.
-
بعد أن دخل المعلم إلى غرفة الصف توجه لتلاميذه بالكلام قائلاً : أريد من كلّ واحد منكم أن يخبرني عن طموحه وماذا يحب أن يكون عندما يكبر ؟؟ ... فقالوا : طيار .. طبيب .. مهندس .. كلّهم كانت إجابتهم تدور حول ذلك .. إلا تلميذ واحدا قال أمراً استغرب منه الجميع وبدؤا يضحكون عليه .!! لقد قال لمعلمه : إني أتمنى أن أصبح صحابياً !! تعجب المعلم من هذه الأمنية فسأله : ولماذا اخترت أن تكون صحابياً فقال :"لأن أمي الحبيبة وكل يوم قبل النوم تروي لي قصة عن صحابي . فعلمت أنّ الصحابي بطل يحب الله ولا يخاف إلا الله .. فأريد أن أكون مثله ...!! سكت المعلم.. وهو يحاول منع دمعته من هذه الإجابة.. وعلم أن خلف هذا الطفل أمآ عظيمة لذلك صار هدفه عظيماً.
-
بسم الله الرحمن الرحيم المرتجل والمنقول العلم المرتجل هو ما أطلق أول ما أطلق علمًا, ولم ينقل إلي العلمية من غيرها. وهو مأخوذ من قولهم: ارتجل الخطبة والقصيدة(إذا أتى بها عن غيرفكرة وسابقة روية.واشتقاقه من الرِّجل كأن الشاعر والخطيب أنشأهما وهو على رجله في حالة الانشاء) والمرتجل على قسمين: أحدهما ما لم تقع له مادة مستعملة في الكلام العربي وذكروا في ذلك فقعسا, والثاني ما استعملت مادته, ولكن لم تستعمل تلك الصيغة بخصوصيها في غير العلمية, بل استعملت من أول الأمرعلما, وهذا الثاني هو الكثير في العلم المرتجل وذلك نحو( سعاد) وهي (سعد) موجودة في اللغة, ولكن كلمة (سعاد) لم تستعمل في غير العلم, ونحو (حمدان) فإن مادته اللغوية وهي ( حمد), مستعملة في اللغة ولكن هذه اللفظة لم تستعمل في غير العلم فهومرتجل. وأما المنقول فكثير, فقديكون منقولا عن اسم جنس, نحو صخر وبحر, وقد لا يكون منقولا عن اسم مشتق نحو عامروسليم وعباس, أو عن مصدر, نحو فضل وإقبال, او عن غيرذلك. معاني النحو د/ فاضل صالح السامرائي
-
ما الفرق بين الحكم والأمثال؟ الحكمة: قول موجز بليغ يعكس خبرة عملية بالحياة وتكون إما شعراً أو نثراً صالحة للاستفادة منها في كل حين. * قال أبو الفتح البستي: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم = فطالما استعبد الإنسان إحسانُ هنا يدعو الشاعر إلى حسن معاملة الناس ، فإذا أحسنت إليهم فعلاً وقولاً كسبت ودّهم وطاعتهم لك حباً ورغبة فيك وأصبحوا طوع أمرك. المثل: قول موجز قيل في مناسبة ما وأصبح يُتَمَثّل به للتعبير عن كل حالة تشبه المناسبة التي قيل فيها، وقد اهتم العرب بالأمثال فقاموا بجمعها وترتيبها وشرحها في كتب خاصة. ومن أشهر من فعل ذلك: الميداني في كتابه (( مجمع الأمثال )) * جزاء سنّمار ويضرب لمن يُجزى بالإحسان الإساءة. * الحديد بالحديد يفلح يضرب في الأمر الصعب لا يليّنه إلا الصعب ويتميز المثل بالإيجاز في اللفظ والسهولة والدقة في التشبيه وإصابة الفكرة وجمال العبارة. قيل: ((المثل صوت الشعب)) لأنه يعبر عن عادات الشعوب وتقاليدهم ويكشف عن عقليتهم ومدى حكمهم على الأشياء وإحساسهم بها، ولأنه يقال على ألسنة عامة الناس. من كتاب: المرشد في اللغة العربية
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أضع بين أيديكم جملة من الألفاظ والكلمات الدخيلة على العربية فهي كلمات إما فرنسية أو لاتينية أو تركية أو فارسية أو غيرها من اللغات وقد شاعت بيننا وكثر استخدامها والكثير يحسب أنها كلمة من لغتنا العربية ولكنها في الحقيقة ليست كذلك ومن هذه الألفاظ ما يأتي: أباجورة : مصباح كهربائي ، يوضع على المكتب للكتابة والقراءة ، من أصل فرنسي ( Abat-jour) أبلكاج : لوح خشبي خفيف ، فرنسية ، Blocage وتعني الحاجز أبله : الأخت الكبيرة ، وتقال أيضا للمدرسة ، من أصل تركي ( Abla) اتيكيت : مجموعة آداب اجتماعية ، فرنسية ( Etiquette) أجندة : وتعني المفكرة ، فرنسية عن اللاتينية ( Agenda) ومعناها ( ما يجب أن يعمل ) أرتوازي : وتعني بئر محفورة بمثقب ، وهذه الكلمة منسوبة إلى مقاطعة في شمال فرنسا حيث تكثر الآبار الارتوازية ( Artois) أرشيف : مكتب لحفظ الوثائق فرنسية الأصل ( Archives) أسانسير :وهو مصعد لنزلاء العمارات العالية , فرنسية الأصل (ascenseur) إسبرتو : الكحول ايطالية الأصل ( Spirito) إستاد : ملعب رياضي ، فرنسية الأصل ( Stade) استراتيجي : ذو أهمية عسكرية ، ايطالية الأصل ، ( Strategia) وهي يونانية الأصل ستنسل : ورق الحرير المستخدم في الاستنساخ ، انجليزية ،(stencil) أستوديو: محل لرسم الرسام أو موضع لالتقاط الصور أو غرفة لبث إذاعي أو تلفزيوني ، ايطالية الأصل (studio) أسطى : صاحب حرفة وصنعة ، وتأتي أحيانا لسائق السيارة ، تركية (usta) أسفلت : طلاء الطرقات ، انجليزي ( Asphalt) وفي الفرنسي ( Asphlte) إسمنت : مادة البناء المعروفة ، انجليزية ( Cement) أفندم : تركية الأصل وتعني سيدي) وكذلك ( إجابة نداء) ورد على من يطلبك( Efendim) أفندي: لقب كالسيد ويطلق على من تكون ثقافته أوربية ، وكذلك لباسه وهي تركية عن اليونانية (efendi) اوتبيس : سيارة نقل كبيرة ، ومعربها ( الحافلة ) فرنسية الأصل : ( Autobus) افوكاتو : هو المحامي ، ايطالية الأصل ( Avvocato) أكاديمية : مجمع علمي أو لغوي أو أدبي ، يونانية الأصل ، وتنطقها عدة لغات أوربية وهي في الأصل حديقة كان الفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) يلقي بها دروسه أكازيون : بيع التصفية، أو بيع السلع بسعر منخفض خلال فترة محددة، فرنسية الأصل ( Occasion) إكلينيكي : فرنسية من الأصول اليونانية ، وهي من المصطلحات الطبية ، وتعني ( الفحص السريري ) ( Clinique) البوم : مجلد لحفظ الصور والطوابع ، وفي اللاتينية تعني كلمة الألبوم : الأبيض ، أي غير مكتوب ، وهو في الفرنسية والايطالية والانجليزية ، ولكن أقربها الايطالية (album) إمبراطور : ملك الملوك أو الملك العظيم ، لاتينية الأصل وتنطق في عدة لغات الانجليزية والفرنسية والايطالية أنش : مقياس طولي ويسمى في مصر ( بوصة ) انجليزية ( Inch) امبريالية : تدخل الدول الكبرى في شؤون الدول الصغرى للسيطرة عليها ، انجليزية الأصل ( Imperialism) أمبير :وحدة لقياس قوة التيار الكهربائي ، سمي باسم العالم الفرنسي ( Am.ampere) أنفلونزا : نزلة صدرية ، ايطالية الأصل ، وما وصلنا هو الإنجليزية ( Influenza) مع أن البعض يقول أنها عربية الأصل وهي مرض ( انف العنزة ) زكام الأغنام أوبرا : مسرحية غنائية ، ايطالية الأصل (opera) اوضة : تعني الغرفة تركية الأصل ، (oda) اونطة : النصب والاحتيال والاونطجي هو النصاب ، تركية الأصل ( Avanta) ومعناه الكسب غير الشرعي ايريال : سلك هوائي ، انجليزية الأصل ( Aerial) بابا : رئيس الطائفة الكاثوليكية ، وأيضا رئيس الأقباط ، وللأسف ننادي بها آباءنا ، وهي لاتينية ( Papa) باراشوت :مظلة للنزول بها من الطائرة فرنسية الأصل ( Parachute) باشا : لقب شرفي تركي ، ( Pasa) باروكة : الشعر المستعار ، ايطالية ( Parrucca) باص : اوتبيس ، حافلة انجليزية ، (bus) واصلها لاتيني ( Omnibus) ومعناها للجميع وسميت للحافلة لأنها للجميع والفرنسيون نطقوا معها (auto) فصار ( Autobus) باغة : مادة صلبة شفافة ، تركية (baga) بالطو: معطف طويل فرنسية الأصل : ( Paletot) بالون : منطاد فرنسية (ballon) بانيو: حوض للاستحمام ، ايطالية ، ( Bagno) بخشة : عند الحجازيين الحديقة ، وهي تركية من أصل فارسي ( Bahce) بدروم : الطابق الأرضي أو السفلي وهي تركية (bodrum) ومعناها السرداب برافو : كلمة بمعنى( أحسنت ) للتشجيع ، ايطالية : ( Bravo) برضه : في العربية تعني : أيضا ، تركية ( Birde) برغي : تعني المسمار ، تركية ، (burgu) برغل : جريش القمح ، فارسية الأصل برميل : بداية كان ينطق على لوح الخشب المعد للخمور ، وأخيرا على وعاء كبير من الحديد وغالبا يستخدم للنفط ، (ربما من الاسبانية ) (barril) برندة : بلكونة في الدور الأرضي ، برتغالية ( Veranda) برواز : إطار غالبا ما يستخدم للصور ، تركية (pervaz) بروفة : تجربة للمثلين قبل الظهر أمام الجمهور ايطالية (prova) م / ن
-
1- لا يجتمع في كلمة عربية أصلية حرفا الـ(الصاد والجيم ) وكل الكلمات المتداولة وتتضمن هذين الحرفين ليست عربية الأصل مثال ذلك (صولجان) وهي العصا التي يمسك بها الملك وعادة ما تكون مرصعة بالجواهر وهي فارسية الأصل ------------------ 2- كلمة (جَنّ) أصلها (جَنَنَ) أي غطى ومنها قوله تعالى (فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا ) أي غطى الظلام كل شيء . ومنها اشتقت عدة كلمات في اللغة : أ - الجنين في بطن أمه لأنه مغطى لا يعرف جنسه. ب - الجنّ لأنهم مغطون لا يستطيع الإنسان رؤيتهم. ت - المجنون لأن عقله مغطى فلا يستطيع التمييز. ث - الجنّة لأنها مغطاة بالأشجار. ج - المِجَنُّ وهو الدرع الذي يغطي صدر المقاتل. د- الجَنَان وهو القلب لأنه مغطى فلا يعرف ما به من النوايا . ومن كان عنده كلمة أخرى فليضفها مشكورا ---------------- 3- كلمة ( cheque ) نستعملها بالعربي وننطقها تحريفا (شيك ) مع أن الأصل لهذه الكلمة عربي فهي أخذت منا وحرفت ثم نحن لضعفنا حرفناها.. وإلا فأصلها (صك ) صك مالي ومثلها كلمة كحول فأصلها (غَول) فأُخذت منا وصيغت (alcohol ) ثم نحن أخذنا التحريف وحرفناه مع أنها ذكرت في القرآن عند وصف خمر الجنة : (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) ويحضرني في هذا المقام قول (ابن خلدون ) في مقدمته: (وعادة ما تقلد الأممُ الضعيفة الأممَ القوية ) وربما أنها ليست بذلك النص ولكن قطعا أنها نفس المعنى . -------------- 4الميل والميد الميل يكون في جانب واحد الميد هو أن يميل مرة إلى اليمين ، ومرة إلى اليسار قال تعالى : وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم . أي لكيلا تضطرب يمينا وشمالا --------------- 5-يسمع البعض قرَّاء القرآن يقرؤون بقراءة تختلف قليلا عما تعودناه فيعتقدون أنها إحدى الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها. وهذا خطأ !! فلم يبق من الأحرف إلا (القرآن على حرف قريش) أما الباقي فقد اندثرت بعد أن أحرقها عثمان بن عفان خوفا من اختلاف المسلمين . وقد عدها قتلته عليه مثلبة . أما الاختلافات في القراءة فهي روايات لحرف قريش . والرواية التي نقرأ بها هي رواية حفص عن عاصم وفي المغرب العربي يقرؤون برواية ورش عن نافع وعندي مصحف على هذه الرواية الآن جلبته من هناك وكذلك يقرؤون برواية قالون عن نافع . وهناك روايات عدة .والمعترف بها سبع روايات ويبقى ثلاث روايات يعتبرونها شاذة . ---------------- 6- العقال الذي يعتبر من زي الرجال عند بعض سكان الجزيرة والشام وسيناء له أصل ضارب في القدم .فهو عقال الناقة الذي كثيرا ما سمعنا به. فعقال الناقة كان حبل يلف على شكل دائرتين تقريبا ويوضع في ركبة البعير أو الناقة ليمنعه من فرد يده (ركبة البعير في يده وليست في رجله ) وإذا ما ركب عليه صاحبه أخذ العقال ووضعه على رأسه حتى يصل إلى المكان الذي يريده ثم ينيخ الناقة ويضع عقالها مرة أخرى في ركبتها ومع مرور الوقت أصبح زيا يتزيا به العرب (نساءً ورجالا) ثم اقتصر لبسه من قبل الرجال فقط . ---------------- 7-الكأس : هو إناء للشرب . ولكن الغريب أن استعمال كلمة الكأس منتشر بيننا بكثرة دون الأسماء الأخرى المشابهة له مثل كوز وكوب وغيرها من الأسماء . وسبب استغرابي أني ما وجدت الكأس استخدم إلا للخمر سواء في الشعر أو القرآن بل إن العرب يستخدمون كلمة الكأس كتعبير عن الخمر . ----------------- 8- الأسماء الأعجمية التي تنتهي بألف تكتب في اللغة العربية بألف ممدودة مثل : ( كوبا ، جوليا ، غوما ، فرنسا ، تركيا ) . ويُستثنى من الأسماء الأعجمية خمسة أسماء فقط تكتب ألفها مقصورة وهي: (عيسى ، موسى ، كسرى ، بخارى ،مَـتَّى ) . ------------------ 9- عندما يسمع البعض أن أبا هريرة تولى (البحرين) على عهد عمر بن الخطاب ينصرف ذهنه إلى ( البحرين الجزيرة) . وهذا خطأ فادح , فالبحرين الجزيرة اسمها في التاريخ (ديلمون) أما إذا أطلق البحرين في كتب التاريخ فالمقصود بها (الأحساء ) الآن كذلك في التاريخ إذا أطلق اسم (عمان) فهو ينصرف إلى عمان الآن مع دولة الإمارات العربية المتحدة . ----------------- 10 - عندما نقرأ كلمة (حمَّام) في كتب التاريخ ، فلا ينصرف الذهن إلى بيت الراحة المعروف فهذا اسمه في العربية (كنيف) وهو مكان قضاء الحاجة . أما الحمام فهي كلمة تطلق على الأماكن التي يغتسل فيها الناس وتكون عن طريق البخار ، وكانت منتشرة في الشام وتركيا في صدر الإسلام .وقد سمعت أحد المشائخ يروي حديثا مضمونه (نهي المرأة عن دخول الحمَّام) وللأسف أنه لم يوضح أن المقصود هي حمامات البخار المنتشرة في الشام في ذلك الوقت . ----------------- 11- يختلط على كثير من الأشخاص التفريق بين همزة القطع وهمزة الوصل إذا ما كانت في بداية الكلمة ..وأتذكر أن هناك طريقة جيدة لتمييز همزة الوصل عن همزة القطع ، وهي : أن تضع حرف الفاء أو الواو قبل الكلمة ، وبعدها ستتبين ماهية الهمزة بسهولة مثال ذلك : (استطاع ..فاستطاع ...أكل .وأكل ) تلاحظ هنا أن الكلمة الأولى تنطق بلا همزة ، إذا فهي همزة وصل . بينما الأخرى لا بد من لفظ الهمزة ..إذا فهي همزة قطع . --------------------- 12-قد يتساءل البعض عن فائدة التنوين ودخوله على الكلمة ، وعليه أقول : فائدته التفرقة بين فصل الكلمة ووصلها ، فلا تدخل في الاسم إلا علامة على انفصاله عما بعده ، ولهذا كثر دخولها في النكرات لفرط احتياجها إلى التخصيص بالإضافة ، فإذا لم تضف احتاجت إلى التنوين تنبيها على أنها غير مضافة أما المعارف فلا تكاد تحتاج إلى ذلك إلا فيما ندر . ---------------------- 13- نطلق اسم (شاة) في عاميتنا على أنثى الضأن بينما في اللغة العربية ينسحب تحت هذا الاسم الذكر والأنثى من الضأن على السواء --------------------- 14- كلمة ( اسم ) تسبقها الباء فتكتب هكذا (باسم الله ) ، (باسمكم ) (باسم الرحمن) أي أنها في كل الأحوال تكتب دون حذف للألف الذي في أول الكلمة .. إلا في (بسم الله الرحمن الرحيم)فقد اُ تفق على أنها تكتب دون الألف .. ولكي تحذف الألف لا بد من كتابتها كاملة فلو نقصت كلمة (الرحمن) أو (الرحيم) وجب على كاتبها إضافة الألف باتفاق .. م / ن
-
من غرائب اللغة العربية أسماء جموع لا واحد لها من لفظها * القوم واحدهم رجل قال تعالى : ( كذبت قبلهم قوم نوح ) * النسوة بكسر النون وضمها واحدتهن امرأة قال تعالى : ( وقال نسوة في المدينة ) * الطائفة : من الناس واحدها إنسان قال تعالى : ( ودت طائفة من أهل الكتاب ) * الفئة : الجماعة مفردها إنسان قال تعالى : ( ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الناس ) * النفر : رجال من ثلاثة إلى تسعة قال تعالى : ( وإذا صرّفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها قد تكون للآدميين وقد تكون لغيرهم فإن كانت للآدميين جاز فيها التذكير والتأنيث كالقوم والنسوة والطائفة . أما إذا كانت لغير الآدميين وجب فيها التأنيث مثل : * الغنم والمعز ومفردها شاة * الإبل والنوق واحدتها ناقة * الخيل مفردها فرس المصدر: أزاهير الفصحى في دقائق اللغة.
-
ان التدريس يشكل مجموعة نظريات وحقائق تتحول الى مهارات وخبرات من خلال التدريب وتطبق بأتخاذ سلسلة من القرارات وبأيجاز طرائق عديدة تساعد الطالب على التعلم والنمو او التعميم ورسم التجارب التربوية التي تنمي مهاراته ومفاهيمه وتمكن من التمتع بتجارب التعلم والنشاط او الموضوع الذي درسه . ويعد التدريس عملية مخطط لها بشكل منتظم مرتبطة بأهداف وتستند الى اسس نظرية متفاعله لتحقيق التطور والتكامل للعملية التربوية ن والغرض منه هو توصيل المعارف والعلوم المتنوعة والمختلفة من المدرس الى الطالب ،وينبغي ان يتذكر المدرس ان هنالك عدداً غير محدد من المتغيرات التي تعمل في المواقف التدريسية لذا وجب على عليه الصبر والتحمل والمثابرة والتكيف معها والاستعداد لمواجهتها . لان التدريس الجيد مرتبط بالطلاب وما يقومون به من تطبيق واستجابة لما طرح من المدرس ولهذا وجب عليه الانسجام والتعايش مع طلبته من اجل اداء رسالته بكفاءة وأمانة . ان فن التدريس ليس مجرد عمل او وظيفة بل هو تعميم مشروع ضخم متشعب الجوانب له مرتكزات واضحة لاتصاله بصورة مباشرة بمستقبل اولئك الذين تشجعهم على التعليم وتربيهم منذ الصغر ليصبحوا شباب المستقبل (هربرت كول ). اما ان يكون التدريس فن مكتسب فهو يجب ان يستند الى فهم الطالب ومعرفة ظروفه ومستوى تفكيره ودراسة طباعة التعرف على ميوله ورغباته هذا بالاضافة الى العناية بالتربية الاخلاقية ، وتحسين الحياة في المجتمع عن طريق توجيه الطلبة لخدمة مجتمعهم . اما بالنسبة للمدرس فعليه ان ينظر الى نفسه بأنه معلم ومتعلم فالخبرات التي يأتي بها الطلبة تعرفه مافي المحيط الذي يعيش فيه من امكانات وتراث اجتماعي ،ولهذا فان ممارسته الفعلية للمهنة تجعله متعلماً مقتبساً لكل معلومة جيدة لان المدرس الذي لايحاول الاقتباس من المحيط او من خبرات طلبته هو مدرس جامد يبفى طيلة مدة خدمته يلقن طلبته نفس المعلومات ويردد لهم نفس الفكر والعبارات ،وان تعقد الحياة وتنوع مطالبها يجعل هذا النوع من المعلمين الجامدين خطراً على مهنة العليم التي تتطلب التجديد والتبديل حسب الظروف والاحوال المتغيرة . ان السعادة والراحة النفسية ممكن ان يشعر بها هؤلاء الذين يحبون عملهم وان الاسباب التي تدفع الانسان للعمل هي لممارسة عمل او مهنة معينة ولان التدريس مهنة وكل مهنة يتم اختيارها بشكل صحيح بالاعتماد على المصادر الاساسية الاتية : 1- تأثير الشخص بمهنة عائلته. 2- رغبة بالعمل بالعمل تحت تأثير نموه ورغبته في مساواة الاخرين . 3- وقد لايحالف الحظ الشخص في اختيار المهنة التي يرغب بها وهذا مايحدث نتيجة الصدفة او الظروف الغير الملائمة الا ان هذه المصادفة قد لاتظهر في انواع كثيرة في المهن ومنها التدريس والتي اثبتت البحوث والدراسات من أن بعض المدرسين كانت امكاناتهم بتدريس اختصاصاتهم ضعيفة ولم تحقق الاغراض المطلوبة ،لان اختيارهم لهذه المهنة لم يكن بمحض ارادة الكثير منهم . وفي هذه الايام نسمع تعليقات كثيرة حول وجود ازمة بالتعليم وأحد العوامل الرئيسة في هذه الازمة ، ان عدداً كبيراً من المدرسين لم يعدوا الاعداد اللازم للمهنة بالرغم من بذل محاولات عديدة لتحسين وسائل التدريب والاعداد لغرض النهوض بمؤهلاتهم الا ان الازمة ما زالت موجودة لذا ينبغي بذل جهود استثنائية من اجل وضع المناهج الملائمة واختيار العناصر الكفوءة للنهوض بمستوى هذه المهنة ومقوماتها . ان عملية التدريس علم له مقومات واسس يعتمد عليها في التطبيق نظرياً وعملياً وهما الموهبة الفطرية او الطبيعية والقدرة على التعلم او الالمام بالمادة العلمية ، وهذه المقومات هي اساس نجاح عملية التدريس . اما بالنسبة للمبادئ الاساسية التي يجب ان يتصف بها المدرس فهي احتواؤه لذاته ولمهنته وللمتعلم وبناء علاقات طبية معه وهذه تعتبر من المقومات الشخصية التي يجب ان يتحلى بها كل مدرس ، هذا بالاضافة الى التمكن من المادة وسلامة الاعداد للدرس وتوصيل المعلومات للطلبة بعد دراسة خصائصهم وتتضمن مهارات التدريس ثلاث عمليات رئيسة هي التخطيط والتنفيذ والتقويم ويتطلب من المدرس عند انجاز كل منها ان يجيد القيام بها ، فعملية التخطيط تتطلب منه تحديد خصائص المتعلمين ومعرفة احتياجاتهم ومعرفة احتياجاتهم وقدراتهم كي يكون قادراً على صياغة اهداف التعليم وتحليل محتوى المادة الدراسية وتحديد افضل نتاج لتقديمها ولهذا وجب على المدرس اتباع المراحل الاتية اثناء تخطيطه للدرس : 1- الربط بين الخبرات المعرفية السابقة والحالية ومعرفة الاشياء المطلوب من الطلبة القيام بها اثناء وبعد الانتهاء من الدرس بحيث يستطيعون القيام بها . 2- استكشاف الطلبة للمفاهيم المطروحة ومحاولة تطوير مفرداتها. 3- منح الطلبة الفرصة لابداء ارائهم وتوضيحاتهم حول المفاهيم المطروحة . 4- منح الطلبة الفرصة للتوسع في مداركهم ومفاهيمهم. 5- تقويم ماتعلمه الطلبة. اما التنفيذ فيسعى المدرس الى اتخاذ ماخطط له ، اثناء تفاعله مع الطلبة ويتوقف نجاحه على اجادة مجموعة من عرض المهارات الفنية المتخصصة مثل مهارات عرض الدرس وتنصيف الاسئلة وصياغتها وتوجيهها واثارة الدافعية عند الطلبة وتعزيز استجاباتهم واجادة ادارة الصف الدراسي وكيفية تكوين علاقات انسانية طيبة مع طلبته وبما ان التقويم هو احد عناصر التدريس ولكونه عملية مستمرة تحاول التوصل الى جوهر المشكلة ، لهذا وجب على المدريسن جمع المعلومات المدرسية عن قدرات الطلاب ومعلوماتهم واتجاهاتهم وذلك لاجل اتخاذ قرارت تستند الى هذه المعلومات وفي الختام اجراء التقويم الشامل الذي يأتي بعد ان تتم عملية التعليم والتعليم بقصد معرفة تحقيق الاهداف التعليمية التي سبق تحديدها. م / ن
-
المعلم والكتاب المدرسي : من يستعمل من ؟ تمثل الكتب المدرسية احد أهم الوسائل التعليمية التي تضم الجزء الكبر من المقرر المدرسي في مادة ما, واحد أهم عناصر المنهاج التعليمي.وهو بذلك وسيلة مشتركة بين التلميذ والمعلم و أهم مصادر التعلم والمعرفة بالنسبة للتلميذ...بغض النظر عن سؤال الجودة في الكتب المدرسية فهي تشكل الاطار العام لعمل المعلم وتتضمن الغايات والأهداف التعليمية التي يتوخاها الدرس ويجب العمل على تحقيقها,كما توفر للمعلم العديد من السبل والمساعدات في سبيل القيام بدوره على أكمل وجه.دون أن ننسى انها توفر في غالب الأحيان على أساليب التقويم الخاصة بكل مرحلة تعليمية. تختلف أشكال العلاقة بين الكتاب المدرسي والمعلم بين من يتفادى تتبع خطواته المحددة بنوع من العبودية الإدعان, وبين من يرى مضامين واقتراحات الكتاب المدرسي قاصرة عن تحقيق المطلوب وبالتالي وجب الإجتهاد والبحث عن طرق وأساليب أخرى لتحقيق الغاية التعليمية .وهذا ما يفسر الإختلاف الكبير في طرق العمل وفي نسبة الإعتماد على هذه الوسيلة التعليمية بين معلم وأخر.فهل من الخطاء الإعتماد كليا على الكتاب المدرسي؟ الكتاب المدرسي وثيقة تربوية وعنصر هام من المنهاج التربوي التعليمي وهذا يعني أن هناك عدد من المكونات الأخرى التي تشكل مجتمعة منهاجا تعليميا. بذلك فالاعتماد على الكتاب المدرسي بطريقة مطلقة يلغي وجود عناصر المنهاج الأخرى كالأنشطة الموازية والوسائل التعليمية الأخرى وكذا اللمسة الإبداعية في التعامل مع المقرر.وهذا ما يحدث الفرق بين معلم وأخر ,فلو أن جميع المعلمين عملوا على تطبيق اقتراحات الكتاب المدرسي بطريقة حرفية لخلصنا الى نوع من النمطية التي لا تبعث الا على الملل ولكان العمل التعليمي عملية ميكانيكية لا تتعدى التطبيق الحرفي وبشكل موحد. إن عملية التحصيل عملية نسبية وليست هناك طرق تضمن التحصيل المطلق لكل المضامين التعليمة كما لا وجود لكتب مدرسية صالحة لكل المجتمعات والثقافات وهذا ما يفسر تواجد أشكال متعددة من المقاربات التي تستدعي بالضرورة طبيعة المتعلم وخلفيته الثقافية والإجتماعية.بذلك فلا يمكن الجزم بتحقق الأهداف التعليمية باتباع اسلوب الكتاب المدرسي الموحد والمعلم هو المخول بحكم معرفته بالتلميذ لإختيار المناسب من الطرق والأساليب التعليمية وكذلك نسبة اعتماده على الكتاب المدرسي كوسيلة تعليمية.المهم في كل هذا أن يتم التطرق للمضمون التعليمي المقرر طالما أن المتعلم مطالب باجراء اختبارات قد لا تكون من صياغة المعلم نفسه. الغايات التعليمية موحدة وطرق مقاربتها يجب أن تكون خاضعة للاختلاف الحاصل بين تلميذ وأخر وبين بيئة اجتماعية وأخرى.هنا يكمن دور المعلم في البحث عن المناسب لتلاميذه من الوسائل التعليمية المتوفرة وأساليب التدريس الناجعة.الحديث هنا عن الحالة المثالية او بالأحرى ما يجب أن يكون.أما ما هو حاصل في مؤسساتنا التعليمية فهو في الغالب اعتماد مطلق على الكتاب المدرسي دون الكثير من الاجتهاد المطلوب في هذا الاطار.وقلما نجد معلمين يحاولون البحث في اساليب التعليم ووسائله المتوفرة. هنا يجب ان لا نغفل اللإكراهات التي قد تدفع المعلم الى أن يكون مسيرا من طرف الكتاب المدرسي.فالوسائل التعليمية غالبا ما تكون تتوفر في المؤسسات التعليمية وإن وجدت فإن استعمالها هنا يخضع للكثير من البيروقراطية الإدارية التي تدفع الى الإستغناء عنها.كما أن طول المقرر وكثرة الدروس تجعل المجال ضيقا للمحاولات الإبداعية الشخصية للمعلمين فيصير من الصعب الإبتعاد عن الكتاب المدرسي حتى لا يتأخر المعلم في تغطية مكونات المقرر في الزمن المدرسي المحدد. المعلم اذا هو المحور الأساسي في العملية التعليمية الى جانب المتعلم .أما الكتاب المدرسي فليس إلا وسيلة أو وثيقة تربوية في يد المعلم. والاعتماد كليا على الكتاب المدرسي يؤدي مباشرة الى ضمور دور المعلم وإقصاء لمسته الإبداعية.الأجدر اذا ان يُستعمل الكتاب المدرسي كوسيلة تعليمية قابلة للتغيير في حال توفر البديل الأفضل وان يسعى المعلم في اطار الممكن الى استعمال الكتاب بدل ان يخضع لسلطته. م / ن
-
توجيهات تربوية للمعلمين و المعلمات لا تلجأ للضرب والعقاب البدني مطلقاً ، ولا تلجأ للعقاب إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى ، واعلم أن الطلبة يتفاوتون في فروقهم الفردية تأكد من أنك تعاقب الطالب الذي أثار الشغب بعينه ، حتى لا تؤذي شعور الأبرياء دون ذنب اقترفوه ، قم بإثارة انتباه الطلبة وتوليعهم وترغيبهم في الدرس ، واسعَ إلى استقطاب اهتمامهم ، وذلك بجعلهم المحور الذي تدور حوله العملية التربوية يجب أن تكون رحب الصدر متسامحاً فلا تنزعج لأقل هفوة ، ولا تدقق على الأمور التافهة والبسيطة والصغيرة لا تترك فترة فراغ أو فترة صمت طويلة تكون مرتعاً خصباً للشغب وإثارة الفوضى ، فإن التلميذ إذا لم تشغله شغلك ، نقل نظرك بين الطلبة حتى يشعر كل طالب بأنه موضع اهتمامك وعطفك وعنايتك ورعايتك ومراقبتك اطرح السؤال بأسلوب لا يستدعي أن يقول الطلبة : أنا .. أنا .. أنا ، فلا تقل مثلاً : من يعرف ؟ من يقل ؟ الشاطر يقول ، أو الشاطر يجاوب جب أن يشعر التلميذ أنه معرض للسؤال في كل لحظة من لحظات الدرس ، وبذلك يركز الطلبة تفكيرهم في الدرس لا في أمور خارجية عود الطلبة على عدم تبديل أماكن جلوسهم في الصف إلا بإذن منك ، وأن يكون ذلك لسبب مقبول ومعقول م / ن
-
أنماط المعلمين في المدرسة إن أنماط السلوك التي تقابل مدير المدرسة من المعلمين عديدة ومتشعبة وعليه ان يدرس كل نمط منها باعتباره قائداًَ تربوياً يتعامل معها باسلوب خاص يتناسب مع مكوناتها حتي يكتسب ثقتها ... ويستطيع تسيير العمل في جو تربوي هادف ومن تلك الانماط التي تقابل مدير المدرسة من المعلمين على سبيل المثال لا الحصر : - * المعلم كبير السن :- تزخر المدارس بهذا النوع من المعلمين الذين يمتازون بكبر سنهم وخبرتهم الطويلة وهولاء المعلمين كثيراً ما اعتدوا بشخصياتهم لكبر سنهم وخبرتهم وكثيراً ما ابدوا التذمر والمرارة لعدم تقدير المجتمع لهم وعدم اكتراث زملائهم من صغار السن بهم ، وقد يزيد تذمر بعضهم اذا لاحظوا ان رئيسهم اصغر منهم سناً او أعطى زملائهم ميزات عنهم ممن يصغرونهم كنقص الحصص وتنظيم الجداول والاشراف بالمدرسة وماإلى ذلك .... لذا يجب على مدير المدرسة ان يوليهم الاهتمام اللائق بهم لكبر سنهم من ناحية ولخبرتهم الطويلة في المجال التربوي من ناحية ثانية ، فعليه ان يراعي تنظيم جداولهم واختيار حصص الراحة لهم بما يتناسب مع سنهم وان يشعرهم باستمرار بأنهم شركاء معه في التصرف بدلاً من معاملتهم كمرؤسين بحيث يشعر كل منهم انه مستشار في الامور الصعبة...... كما ان مدير المدرسة يجب عليه ان يصوب عمل هذا النوع من المعلمين على انفراد كلما امكن ذلك ويحتفظ لهم بجانب خاص في التعامل الانساني كانتهاز الفرص المناسبة لسؤالهم عن احوالهم واحوال اسرهم وابنائهم. * المعلم المتذمر :- يوجد احياناً في كل مدرسة فئة من المعلمين دائمي التذمر من كل شيء في العمل وخارجه ... لذا فان مدير المدرسة الناجح هو الذي يسعى الى معرفة سبب التذمر لانه قد يكون قائماً على الظن السيء اوسوء الفهم اوالفشل فاذا عرف السبب امكن التوصل الى الحل الامثل لازالة هذا التذمر . * المعلم العنيد :- وهذا النوع من المعلمين غالباً لديهم مواطن قوة يعتزون بها او يشعرون انهم اكفأ من غيرهم او اكثر فهماً ودارية ..... لذا على مدير المدرسة ان يعتبر هذا المعلم صاحب رأي له وجهة نظر خاصة قد تكون وجيهة في رأيه على الاقل ... وعناده لايعتبر سوءاً كله ، وعلى مدير المدرسة ايضاً ان يجعل حسن النية متوفراً لديه بقدر الاستطاعه ويحاول ان يناقشه بموضوعيه وتعقل وان يكتشف مواطن الفهم لديه والاسباب الداعية الى عناده ، فقد تكون لحبه في الظهور او الاعتداد بالنفس او الجهل في التعامل او الانظمة اوعدم الاقتناع بما هو فيه من عمل او خلافه . * المعلم القلق المهموم :- ان القلق والهم لهما آثار سيئة على نفسية الانسان وعلى عمله وعطائه وتعامله مع الاخرين ... وقد يكون القلق اوالهم عارضا بسبب مشكلة معينة يزول بزوالها وقد يكون دائماً وهذه هي المشكلة التي تؤثر على العطاء وتجعل من نفسية المعلم وتعامله جحيماً لايطاق... لذا في هذه الحالة ليس بمقدور مدير المدرسة في كثير منها ازالة الاسباب ومحو آثار القلق والهم لان ذلك خارج عن ارادته ومقدرته ولكنه يستطيع التخفيف من وطأة ذلك .... وفي كثير من الاحيان قد يكون شعور مدير المدرسة نحو ذلك المعلم واحساس المعلم بذلك الشعور عاملاً اساسياً من عوامل التخفيف . * المعلم شديد الحساسية وهو المعلم الذي يتأثر لاتفه الاسباب فيثير الشكوك والمشاكل العسيرة حول ادنى تصرف او سؤال او موقف يرى انه قد مس شعوره او حط من مكانته او هز كيانه.... لذا ليس من شك في ان مدير المدرسة في تعامله مع هذا النوع ومواجهته يتطلب الكثير من الحديث اللبق الودي الهاديء للتغلب على الحساسية المفرطة * المعلم المغرور وهذا نوع من المعلمين مما قد يصادفه مدير المدرسة ... والغرور ينتج إما عن محاولة لتغطية الجهل او الخوف او المبالغة في ثقة المعلم في قدرته وعلمه.... لذا يستطيع مدير المدرسة ان يدرس اسباب الغرور ويواجه هذا المعلم على انفراد بعد ان يكشف له كل الاوراق ، بمعنى ان يواجهه بمختلف المواقف التي غالط فيها او اخطأ ويوضح له ان المظهرية لافائدة منها.... كل هذا يوضحه مدير المدرسة بطريقة لبقة تحفظ للمعلم المغرور كيانه امام نفسه على الاقل وتوضح له خطأه اوجهله حتى يقر بواقعه * المعلم المبدع :- ويعني الابداع هنا بروز المعلم وتألقه في مجال او اكثر من مجالات العمل التربوي بالمدرسة .... وهذا النوع من المعلمين ثروة للمدرسة من الواجب على مدير المدرسة ان يرعاها ويشجعها ويبرز ذلك التألق في كل مناسبة * المعلم الغير المتعاون هو الذي يقوم بعمله كمعلم في الحصة بحيث يحضر دروسه ويحافظ على الدوام ويقوم بمهمته التربوية داخل الفصل فقط ولكنه لايشارك المدرسة في مناسباتها المختلفه وليست لديه ابداعات اومجال يتألق فيه مع قدرته على البذل والعطاء والبروز ولكنه يقف موقفاً سلبياً من النشاط في المدرسة او المشاركة في اعمالها ومناسباتها..... وهذا النوع من المعلمين يجب على مدير المدرسة ان يقدره لجهده في الفصل ويحاول البحث عن اسباب عدم مشاركته لزملائه واقتصار نشاطه على الحصة .. فقد يكون الباعث على سلوكه هذا الخوف من الفشل اما الاخرين اوتذمره من سلوكيات معينه قد فهمها خطأ اوقد تكون لديه فلسفات معينه م / ن
-
معنى السعادة قصة رائعة وعبرة اروع سُئل أحد الحكماء يوما: كيف تتحقق السعادة فى الحياة ؟ قال الحكيم سوف ترون الآن,ودعاهم إلى وليمة وجلسوا إلى المائدة ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا , فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض وقاموا من المائدة جائعين قال الحكيم والآن انظروا, وأمسك بالملعقة وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ،و جعل كل منهم يمد بملعقته لمن بجانبه وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله وقف الحكيم وقال : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ سعادتك فى الحياة لن تتحقق الا بإسعاد من حولك
-
لا شك أن فترة الامتحانات هي فترة هامة مصحوبة بمشاعر القلق والتوتر والإجهاد. لكن هناك حد مقبول من التوتر، لذلك لا تدع تلك المشاعر تسيطر عليك . بإتباعك هذه الخطوات والتركيز يمكن اجتياز تلك الفترة بنجاح. - عليك في ليلة الأختبار أن تراجع الأفكار الأساسية وتسمعها لنفسك والربط بين جزيئات المادة. - تجنب المراجعة لساعات طويلة ،فتكرارالمراجعة تنهك قواك وتستنـزف جهدك. - أحصل على قسط وافر من الراحة.وتحلى بالثبات والهدوء والثقة في قدرتك على النجاح. - ابتعد عن الأحاديث الجانبية وركز في هدوئك وتوجه إلى الله بالدعاء. -لا تحاول تعلم شيء جديد. وجهز الأدوات اللازمة للاختبار،ثم نم مبكراً. - ابدأ يوم الاختبار بصلاة الفجرحتى تنشط روحك وترتفع معنوياتك، ثم اتلُ بعض آيات القرآن الكريم, واقرأ أذكار الصباح, وأكثر من الدعاء والاستغفار واسأل الله التوفيق . - خصص القليل من الوقت لممارسة بعض التمرينات البسيطة لتصفية الذهن وتنشيط الدماغ . - تناول وجبة إفطار خفيفة مع كوب من عصير الفاكهة،وفي طريقك إلى الاختبار اشغل نفسك بذكر الله والدعاء. - حاول ألا تجهد بدنك في الصباح وحاول أن تصل مبكراً. - ابعد نفسك عن أي قلق أو خوف وداوم على ذكر الله. - قبل دخول قاعة الاختبار ادخل دورة المياه واشرب قدراً من الماء،تصفح العناصر الأساسية للمادة. - احرص على عمل تمارين الاسترخاء عن طريق التنفس العميق قبل وأثناء الأختبار
-
غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء بما يتناسب مع المرحلة العمرية قبل الدخول في موضوع المحاضرة غرس القيم الأخلاقية الإسلامية في نفوس الأبناء بما يتناسب مع المرحلة العمرية" يجدر بنا أن نعرف بإيجاز ما المقصود بالقيم بصفة عامة، والقيم الإسلامية بصفة خاصة تعددت تعاريف القيم واختلفت، ومرد ذلك تباين وجهات نظر الذين تناولوها فقد أشار أحد الباحثين في تعريفه لها: بأنها عبارة عن مقياس 1 ومستوى 1 ومعيار نستهدفه في سلوكنا ونسلم بأنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه أو هي عبارة عن أفكار توجه أفعالنا وتقدرها كما عرفها أحد الباحثين بأنها مجموعة من المعايير التي يحكم عليها الناس بأنها حسنة ويريدونها لأنفسهم ويبحثون عنها ويكافحون في سبيل تقديمها للأجيال القادمة، والإبقاء عليها جزءاً حياً مقبولاً من التراث الذي تعامل به الناس جيلاً بعد جيل وفي ضوء ما تقدم من تعريفات للقيم يتضح لنا أنها معايير مرغوبة للحكم على السلوك وإنها توجه أفعالنا وتقدرها • أما القيم الإسلامية:- فهي القيم المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فهي لذلك واجبة علينا كمسلمين ونحن ملزومين بتطبيق مبادئها ومقاييسها، وهي ثابتة لا تتغير مع الظروف لأن معيارها الأساسي ثابت وهي تقوى الله عز وجل ، وفي إطار هذه القيم تحددت معايير السلوك وآداب التعامل بين الناس كما انتظمت العلاقات بينهم على أساس التعاون، والإخاء، والشورى، والمساواة، والاحترام، وحسن الخلق، ومن ثم نجد أن المجتمع الإسلامي يتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستوراً للحياة0 وتبدو أهمية القيم الإسلامية في حياة الفرد والمجتمع واضحة لانها تمثل ركناً أساسياً في تكوين العلاقات بين الناس وتسهم بشكل فعال في تحديد طبيعة التفاعل بينهم، إضافة إلى أنها تشكل معايير وأهدافاً تنظم سلوك الفرد والجماعة • الوسائط التي تؤثر في اكتساب القيم:- مما لا شك فيه أن هناك وسائط عدة تؤثر في حياة الطفل وتسهم في رسم معالم تربيته وتكوينه الخلقي وسأشير في عجالة سريعة لأهم الوسائط التي لها أكبر الأثر في تكوين القيم وتوجيهه السلوك وهي: الأسرة، والمدرسة، وجماعة الرفاق، والمجتمع0 1- الأسرة: • وتعد أو عامل مؤثر في السلوك الخلقي فهي المصدر الأول والأخطر في تكوين القيم وتوجيه السلوك، وهي التي تغذي الأطفال بالمبادئ والقيم الإسلامية عن طريق الممارسة اليومية، والسلوك الخلقي الحسن للوالدين، وهي تترجم معاني المسؤولية والصدق والأمانة، وهكذا فإن الطفل يعيش هذه المبادئ والقيم سلوكاً طبيعياً وعملياً قبل أن يعرفها في معانيها المجردة فالآباء والأبناء الكبار يؤثرون في الصغار تأثيراً يلازمهم مدى الحياة • والإسلام يهتم بنقاء الأسرة وطهارتها منذ اللحظة التي يفكر فيها الرجل في بناء أسرة، إذ يحدد له أسس اختيار الزوجة الصالحة كما أن علماء الأخلاق والتربية يضعون الأسرة في المقام الأول ويدركون أثرها في تكوين القيم وتوجيهها وتربيتها، حتى بعد انقضاء مرحلة الطفولة وخروج الطفل إلى المدرسة ثم إلى معترك الحياة0 • وقد أكدت السنة النبوية الشريفة خطورة دور الأسرة في التنشئة الخلقية وتهذيب السلوك واكتساب القيم والمثل العليا، وقد ورد في صحيح مسلم – أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه" ، ولهذا نشط المسلمون منذ زمن طويل في تقديم تربية أسرية متميزة تعنى بإكساب الطفل العقيدة الصحيحة وتعليم العادات والآداب الاجتماعية المستخدمة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف0 2- المدرسة: • المدرسة أحد أهم المؤسسات التعليمية ذات التأثير الكبير في التكوين الخلقي للطفل وتوجيه سلوكه، وتعديل نوازعه ومواقفه واتجاهاته فالمدرسة ولا شك تعد أهم بيئة للطفل بعد بيئته وأسرته يتعلم منها الأخلاق، لذلك وجب أن تكون القيم والأخلاق الإسلامية أساساً للمعارف التي يحصل عليها الطفل من المدرسة0 • ولا يفوتني في هذا المجال أن أنوه بشأن المعلمين باعتبارهم هم قدوة حسنة للمتعلمين الذين يأخذون عنهم كثيراً من تصرفاتهم، فالمدرسة كمؤسسة تعليمية بما فيها من مربيين، معلمين ومناهج وأنشطة وفعاليات مختلفة تحتم علينا ضرورة أن يكون هذا الوسط التعليمي بيئة صالحة تنمو فيها بذور الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة تعطي ثماراً تشكل صلاحاً للفرد والمجتمع0 أن وسط جماعة الرفاق: • الرفاق من الأوساط المؤثرة في خلق الطفل وتكوين طباعه وتوجيه سلوكه واكتسابه للعادات المختلفة ونظراً لما لهذا الوسط من تأثير في التكوين الخلقي والسلوكي للطفل فقد أكدت السنة النبوية على حسن اختبار الأصدقاء ونفرت من مخالطة قرناء السوء فقد ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كصاحب المسك ونافخ الكير، فصاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه، وحامل الكير إما أن يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة" • ويرى الإمام الغزالي أن صيانة الصبي عن مخالطة قرناء السوء ومجالستهم تعد من الواجبات الأساسية التي ينبغي على المعلم القيام بها ، لذا وجب على الآباء والمربين الأخذ بعين الاعتبار في التدقيق في اختيار الأصدقاء وملاحظة أبناؤهم بشكل مستمر في هذا الجانب 3- المجتمع: • مما لاشك فيه أن المجتمع الذي يعيش فيه الطفل له تأثير بالغ في تكوينه الخلقي، ذلك لأن الطفل يتشرب تراث مجتمعه الخلقي والاجتماعي والثقافي طوال حياته منذ نشأته وحتى وفاته بل أنه يحمل تراث مجتمعه داخل ذاته0 فمرجع الصفات الخلقية في تكوين الشخصية يعود إلى المجتمع ذلك لأن الإنسان بطبعه كائن حي اجتماعي قبل كل شيء • لذلك فإن من أهم واجبات المسؤولين وأولياء الأمور والمربين عامة أن تتضافر جهودهم وتتكامل برامجهم في المؤسسات الاجتماعية لتطبيق القيم الإسلامية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف وأن وجوب التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع أمر ضروري في هذا الصدد، فالتربية لا تستقيم عادة داخل الأسرة أو المدرسة مهما كانت سلامتها وإيجابيتها في تكوين القيم والأخلاق إذا كان المجتمع من حولها تبرز فيه بعض الجوانب السلبية والتي قد تؤثر في النشء بشكل مباشر أو غير مباشر وقد أبرزت السنة النبوية الشريفة خطورة تأثير المجتمع في التكوين الخلقي، ودعت إلى تطهير المجتمع وإقامة دعائمه على الفضائل والتناصح بالخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حرصاً على سلامة الفرد التي ترتبط بسلامة المجتمع • وفي ضوء ما تقدم يتضح لنا أن للمجتمع دوراً كبيراً بارزاً في إكساب القيم والعادات الحميدة ونؤكد على الدور الهام للمؤسسات الإعلامية باعتبارها في مقدمة المؤسسات الاجتماعية التي تترك أثراً كبيراً في شخصية الفرد والمجتمع لبث القيم الإيجابية التي تعزز قيمنا الإسلامية لتترجم سلوكاً مباشراً في الأقوال والأفعال على حد سواء0 • طرق تعلم القيم واكتسابها: ذكرنا فيما تقدم أهم الوسائط التي تؤثر في اكتساب القيم وهي بالطبع وسائط لها دور كبير في تكوين القيم وغرســـها في نفوس الأطفال، وتعلم القيم يختلف عن تعلم المفردات الدراسية ذلك لأن القيم تعتمد بالدرجة الأولى على وجود وسط اجتمــاعي ومناخ تربوي صالح يعمل بشكل مؤثر في إكساب القيم والمثـــل العليا وتقديمها على أنها عمل وسلوك يترجم الأخـــــــــــــلاق الفاضلة لا على أنها مجرد معلومات تُقدم في إطار نظري ولا تتعداه إلى مرحلة المعايشة والعمل • وسأتطرق في النقاط التالية للحديث عن أهم الأساليب التربوية التي يمكن من خلالها إكساب القيم وغرسها لدى الأبناء ومنها:- 1- القدوة الحسنة 2- الممارسة والتدريب العملي 3- النصح والإرشاد 4- القصص 1- القدوة الحسنة: • القدوة الحسنة من أهم العوامل المؤثرة في تربية الطفل، وذلك لأنه يتأثر بما يراه عن طريق المحاكاة والإيحاء والاستهواء، وقد جعل الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قدوة لكل أتباعه الذين عاصروه، والذين يأتون من بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) صدق الله العظيم وفي هذا تأكيد لمدى أهمية القدوة الحسنة في التنشئة والتوجيه والتربية إن القدوة الحسنة من أبرز الوســـائل التربوية ويجب على الشخص الذي ينظر إليه الطفل على أنه قدوته أكان أباً أم مربياً أن يحمـــل مسؤوليات القدوة حق حملها وأن يكون مثالا حياً لحسن الخلـــــق والسلوك والالتزام وعلى هذا النهج يجب أن يسير المربون فــــي المؤسسات التعليمية حتى يكون تأثيرهم إيجابياً وفعالاً في نفوس مـــــــن يقتدون بهم سورة الأحزاب: آية 21 ويقرر إبن خلدون في مقدمته بأن للقدوة الحســــنة أثراً كبيراً في اكتساب القيم والفضائل، والاحتكاك بالصالحين ومحــــــاكاتهم بكسب الإنسان العادات الحسنة والطبائع المرغوبة وبقدر مــــا تحث التربية الإسلامية على القدوة الحسنة، وتدعو إليها فإنها تحذر مــن مخالطة قرناء السوء مــــــــن أجل هذا وجب على الآباء والمربين أن يحرصوا كــل الحرص على أن يكونوا قدوة حسنة في العلاقة مع الله، ومع الناس، قـــــدوة في صدق الكلمة، وأمانة الرأي وحسن العشرة، وأداء الفرائض والبعد عن الرذائل، حتى يحققوا بذلك المعنى الحقيقي للقدوة الحسنة0 2- الممارسة والتدريب العملي:- تعد الممارسة العمــــلية مدخلاً مهماً إلى تعلم القيم والفضائل وآداب السلوك الاجتماعي ، وهي أساس التربية الســـــــلوكية الصحيحة0 • وقد أستخدم الإسلام التدريب العملي أسلوباً من أساليب التربية لاكتساب القيم والعادات السلوكية الفاضلة، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يأخذوا عنه كيفية أداء العبادات0 • وما أود التأكيد عليه هنا أن تعليم القيم في المدارس لا بد أن يرتبط بمواقف إيجابية فتحصيل القيم لا فعاليه له ما لم يتحول إلى سلوك وعمل وممارسة موجهة، فنمو القيم يكون أكثر فاعلية حينما يرتبط بمواقف تنشأ بشكل عضوي داخل الفصول الدراسية أو في فناء المدرسة 0 وقد اثبتت الدراسات الميداينة التي أجريت في هذا الصدد أن مجرد تلقين المتعلمين القيم لا يترتب عليه تعديل في سلوكهم العلمي، لذ يجب أن يحرص المعلمين والمربين كل الحرص على أن تكون القيم ملموسة لدى المتعلمين قبل أن تكون مجرد موضوعات تتضمنها المناهج الدراسية، ومن الضروري الاهتمام بالقيم الإسلامية وأبرازها خاصة في دروس التربية الإسلامية وجعلها تبدو لدى المتعلمين قيماً تتعلق بحياتهم ومستقبلهم حتى يقبلوا عليها فتصبح جزءاً من وجدانهم وأفكارهم • كما يجب على المربين والمسؤولين عن المؤسسات التعليمية خاصة المراحل الأولى رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسي أن يعملوا على تهيئتها حتى تصبح بيئة اجتماعية يحيا فيها المتعلمون حياة نشطة عاملة، ويتدربون في أثناء هذه الحياة بطريق مباشر وغير مباشر على اكتساب القيم0 3- النصح والإرشاد:- • ركز الأسلوب النبوي الشريف على أسلوب النصح والإرشاد الهادف لما له من أثر فعال في التربية، فالنصيحة ولا شك لها أثرها النفسي الكبير في الطفل عندما تصدر من شخص تربطه به علاقة المودة والاحترام والتقدير، كالوالدين، والمربين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر أسلوب النصح والإرشاد للمسلمين فيما يعنيهم من أمور دينهم ودنياهم، وكان لا يمتنع صلى الله عليه وسلم عن تقديم النصيحة لكل من يطلبها، وأنذر بالعقاب الأليم يوم القيامة لكل أصحاب علم وخبرة ودراية لا يقدم النصيحة المفيدة لمن يحتاج إليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" ومما يزيد في تأثير النصيحة نفسياً التزام الناصح بتطبيق مـــــا يبديه من نصح وإرشاد للآخرين، ولا تأثير لناصح لا يلتزم بتطبيق نصائحه لغيره ولا بد من مراعاة أسلوب التيسير واللين في النــــــصح والإرشاد والابتعاد عن التصنيف والــــــذم والسباب الذي يؤدي إلى النفور والكراهية لقوله صلى الله علـــــــيه وسلم "يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا" فما أحرانا اليوم بإتباع هذه الأســــــلوب الراقي في التربية وغرس القيم الإسلامــــــــية في نفوس أبناؤنا لتصبح سلوكاً ممارساً في حياتهم العلمية والعملية 4- القصص: • التربية بالقصة من أهم الأساليب التربوية في غرس القيـــــــم الإسلامية ذلك لما لها من تأثير نفسي خاصة إذا مــا وضعت في إطار مشوق يشد الانتباه ويؤثر في العواطف والوجـدان، فيتفاعل معها الطفل ويتقمص بعض شخصياتها، وبهذا يستشـــــعر انفعالاتها ويرتبط نفسياً بالمواقف التي تواجهها، وهذا مـــا يثير فيه النوازع الخيرة وينعكس في سلوكه وتصرفاته0 • وقد أبرز القرآن الكريم أهمية القصص الإيجـابية وتأثيرها النفسي والأخلاقي في التربية وتهذيب النفوس في مواضيع كـــثيرة منها قوله جل شأنه: "نحــن نقصص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين" • كما اهتمت السنة النبوية المطهرة بأسلوب القصة كوســـيلة تربوية فعالة في التوجيه والعبرة، وركــــــزت على القصص ذات التــــــــــأثير الروحي والخلقي الاجتماعي والإنساني مستهدفة غـــــرس القيم الإسلامية والمبادئ والمثل العلـــــــــــــــيا في النفوس وترقية الوجدان وتهذيب السلوك • من كل ما تقدم يتضح لنـــــــا أن هناك وسائط متعددة تؤثر في إكساب القيم مثل: الأسرة، والمدرسة، وجماعة الرفاق، وكذلك المجتمع، وأن هنـــــــاك وسائل وطرق يمكن من خلالها العمل على غرس القـيم في نفوس الأطفال ذكرنا منها على سبيل المثال لا الحصر القدوة الحســـنة، الممارســــة والتدريب العملي، النصح والإرشاد، والقصص بقلم / محمد الطنطاوي
-
مكانة الأم في الإسلام قصص وأحاديث نبوية إن التاريخ لا يعرف ديناً ولا نظاماً كرَّم المرأة بإعتبارها أماً, وأعلى من مكانتها مثلما جاء بهِ دين محمد صلى الله عليهِ وسلم الذي رفع من مكانة الأم في الإسلام وجعل برها من أصول الفضائل, كما جعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن ويُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان الأبناء ونفوسهم. ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك». ويروي البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها, فسأل النبي صلى الله عليه واله وسلم هل أديت حقها؟ قال: «لا, ولا بزفرة واحدة» ! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها. وبر الأم يعني: إحسان عشرتها, وتوقيرها, وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, وإلتماس رضاها في كل أمر, حتى الجهاد, إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب من الجهاد. ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، قال: «فالزمها فإن الجنة عند رجليها». وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم, ولا تجعل لها إعتباراً, فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات, كما أوصى بالأعمام والعمات، ومن الأحاديث الدالة على ذلك أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال: إني أذنبت, فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟»، قال: نعم، قال: « فبرها ». ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وان كانت مشركة, فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها, فقال لها: «نعم, صلي أمك». ومن رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها تقديراً لمكانة الأم في الإسلام, وأولى بهم من الأب، حيث قالت امرأة يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقني, وأراد أن ينتزعه مني! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتِ أحق به ما لم تنكحي». والأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية, وقرر لها كل هذه الحقوق, واجب عليها أن تحسن تربية أبنائها, فتغرس فيهم الفضائل, وتبغضهم في الرذائل, وتعودهم على طاعة الله, وتشجعهم على نصرة الحق, ولا تثبطهم عن الجهاد, إستجابةً لعاطفة الأمومة في صدرها, بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة. ولقد رأينا أماً مؤمنة كالخنساء في معركة القادسية تحرض أبنائها الأربعة, وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة, وما أن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعاً, فما ولولت ولا صاحت, بل قالت في رضا ويقين: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله !! أدام الله أمهاتنا وأعاننا على طاعتهم ورعايتهم وبرهم، إذا كانت لديكم معلومات إضافية أو قصص وأحاديث نبوية وآيات قرآنية حول مكانة الأم في الإسلام شاركونا بها.
-
أختُ الفاروق (فاطمة بنت الخطاب) سُجل اسمها فى ذاكرة التاريخ ووعي الأمة من خلال إسلام أخيها "عمر بن الخطاب"، ويكفيها فخرًا واعتزازًا أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين قد تحققت على يديها. إنها أم جميل فاطمة بنت الخطاب أخت عمر -رضي الله عنهما- فيحكِي عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قصة إسلامه على يديها، فيقول: خرجتُ بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام، فإذا بنعيم بن عبد الله المخزومي، فقلتُ له: أرَغِبْتَ عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك من هو أعظم عليكَ حقَّا مني. فقلتُ: ومَنْ هو؟ قال: أختك فاطمة وخَتنُك (صهرك) زوجها، (سعيد بن زيد). فانطلقتُ فوجدتُ الباب مغلقًا، وسمعتُ هَمْهَمَة، ولما فُتِح الباب - دخلتُ، فقلتُ: ما هذا الذي أسمعُ؟ قالتْ فاطمة: ما سمعت شيئًا. فما زال الكلام بيننا حتى أخذتُ برأسها، فقالتْ: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييتُ حين رأيت الدم. وقلت: أروني الكتاب الذي سمعتكم تقرءون آنفًا. فقالت: إنا نخشاك عليه، فقلتُ: لا تخافي وحلفت بالآلهة لأردّنه -إذا قرأتُه- إليهم، فقالت: إنه لا يمسهٍ إلا بالمطهرون، فاغتسلتُ، فقرأتُ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم: طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) [طه/1-5]. فقلتُ: ما أحسنَ هذا الكلام وأكرمَه، فلما سمع منى خَبَّاب بن الأَرَتّ هذا الكلام خرج من مخبئه، حيث كان يُقْرِئها وزوجَها القرآن، فلما سمعنى -أَطْرُق على الباب- خشى وتخفّى فيه، فقال: يا عمر. إنى لأرجو اللَّه أن يكون قد خصَّك بدعوة نبيه، فإنِّي سمعتُه أمس وهو يقول: "اللهم أيِّد الإسلام بأبى الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب" (وفى رواية: بأحد العُمَرَيْن) فاللهَ اللهَ يا عمر. فقلتُ لخباب: دلني على محمد؛ حتى آتيه فأُُسْلِم. فأخذنى إلى بيت الأرقم بن أبي الأرقم (على الصفا)، حتى قلت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حينئذ كَبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكَبَّر الصحابة وهللوا، وأعلنوا فرحتهم. [معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (7145 ) حسن]. نشأت فاطمة في بيت أبيها الخطاب بن نفيل المخزومي القُرشي صاحب الشرف والرفعة والفضائل العربية، وأمها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة. كانت فاطمة بنت الخطاب صحابية جليلة لها السبق إلى الإسلام، هي وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -أحد العشرة المبشرين بالجنة- حيث أسلما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وأنجبت له عبد الرحمن. وقد كان لها دور مهم فى بداية الدعوة، فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة في الكتمان والسرية حفاظًا على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :، وضربْت -كذلك- مثالا فى الشجاعة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألحّ أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: «يا أبا بكر إنَّا قليل». فلم يزل أبو بكر يلحّ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته. وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضُربوا في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووطىء أب بكر وضُرب ضرباً شديداً، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه. وجاء بنو تَيْم يتعادَون فأجلَت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تَيْم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه، منزله ولا يشكُّون في دموته. ثم رجعت بنو تَيْم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلنَّ عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تَيم يكلِّمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلَّم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله؟ فمسُّوا منه بألسنتهم وعَذَلوه، ثم قاموا لأمه أم الخير: أنظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحَّت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: والله مالي علمٌ بصاحبك. فقال: إذهبي إلى أمِّ جميل بنت الخطّاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإِن كنت تحبين أن أذهب معك إلى إبنك. قالت: نعم؛ فمضيت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دَنِفاً؛ فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إِنَّ قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم. قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: هذه أمك تسمع. قال: فلا شيء عليك منها. قالت: سالم صالح. قال: أين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم. قال: فإن الله عليَّ أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمهلتا حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس، خرجتا به يتكىء عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأكبَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّة شديدة. فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إِلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي بَرَّة بولدها، وأنت مبارك فادعُها إلى الله وادعُ لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار. قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الله فأسلمت. معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني(7274) فيه لين وعَنْ أُمِّ جَمِيلٍ بنتِ الْمُجَلِّلِ، قَالَتْ: أَقْبَلَتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا، فَفَنِيَ الْحَطَبُ فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ، فَتَنَاوَلْتُ الْقِدْرَ فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَقَدِمْتُ بِكَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بِكَ بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بن حَاطِبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمَيَّ بِكَ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، وَتَفَلَ فِي فِيكَ، ثُمَّ جَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدِكَ، وَيَقُولُ:أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءٌ لا يُغَادِرُ سَقْماءَ، فَمَا قُمْتُ بِكَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى بَرِئَتْ يَدَكَ.المعجم الكبير للطبراني(20354 ) وقد روت -رضي اللَّه عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث
-
الفتاةُ المهاجرةُ (أم كلثوم بنت عقبة) اشترط كفار قريش لأنفسهم في صلح الحديبية الذي عقدوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشرط: "لا يأتيك منا أحد، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا"، فكان شرطًا قاسيًا وابتلاءً عظيمًا لكل من آمن من أهل مكة ولم يهاجر بعد.. وكانت هناك فتاة قرشية أسلمت قبل هذا الصلح بكثير، أسلمت قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، لكنها لضعفها ورقتها لم تحتمل ما تعرض له مسلمو مكة بعد ذلك الصلح من فتنة وعذاب، وضاقت ذرعًا بما يصنع المشركون، فقررت -بالرغم من علمها بذلك الشرط- أن تهاجر إلى المدينة حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقضِ اللَّه -بعد ذلك- في أمرها ما يشاء. إنها فتاة صَدَقتْ الله -عز وجل- وهاجرتْ في سبيله ابتغاء مرضاته، متوكلة عليه، وكانت بمفردها، ليس معها من رفيق سوى الله -عز وجل-.خرجتْ رغم أنف الكافرين راغبة في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم :، فحقق الله لها رغبتها. خرجت، دون أن تُعْلِمَ أحدًا بخروجها، قاصدة يثرب، مهاجرة إلى اللَّه ورسوله. فيسر اللَّه لها قافلة لرجل من خزاعة، فاستبشرت خيرًا وأمِنت الرجل وقافلته على نفسها، إذ قد علمت أن خزاعة قد دخلت في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد قريش، فصحبتهم إلى المدينة، فأحسنوا صحبتها حتى بلغت مأمنها... وخرج أهلها يبحثون عنها، فعلموا أنها هاجرت إلى المدينة، فقالوا: لا ضير، بيننا وبين محمد عهد وصلح، وليس أحد من الناس بأوفى من محمد، نذهب إليه، ونسأله أن يفي لنا بعهدنا. وقدم أخواها "عمارة" و"الوليد" المدينة فى طلب أختهما، وعلمت الفتاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفي لهما بما وعد، فأقبلت نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثقة فقالت: يا رسول اللَّه أنا امرأة، وحَالُ النساء إلى ما قد علمت (من الضعف)، فأخشى إن رددتني إليهم أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي. فإذا برحمات اللَّه تنزل لتلغي ذلك الشرط الجائر في حق النساء، فأنزل الله تعالى فى ذلك قرآنًا يُتْلَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (10) سورة الممتحنة . وتمثل هذا الامتحان في سؤال المرأة عن سبب هجرتها؛ ليتأكد من صدق إسلامها وحسن إقبالها على الله ورسوله.. فقالت: "باللَّه ما خرجت من بغض زوج، وباللَّه ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، وباللَّه ما خرجت التماس دنيا، وباللَّه ما خرجت إلا حبا للَّه ورسوله" . وعلم اللَّه ما في قلب هذه الفتاة المؤمنة من خير، فإنه ما أخرجها من أرضها وديارها إلا حب اللَّه وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل السكينة عليها، وألقى في قلوب المسلمين تصديقها، ورد أخويها والذين ظلموا على أعقابهم وخَيَّب مسعاهم.. وهكذا مَنْ تَصْدُقِ اللَّه يصدقْها، ومن تتوكل على اللَّه يَكْفِها، ومن تستنصر اللَّه ينصرها، قال تعالى: { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف. إنها الصحابية الفاضلة "أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط"-رضي اللَّه عنها- أخت عثمان بن عفان لأمه،تزوجها زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، ثم ما لبث أن استشهد في غزوة مؤتة، فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، وكانت معه مثالا للزوجة الصالحة الوفية، وأنجبتْ له إبراهيم وحميدًا، ولما توفي عبد الرحمن بن عوف تزوجها عمرو بن العاص فعاشتْ معه شهرًا ثم توفيت، وكان ذلك فى خلافة الإمام علي بن أبى طالب -كرم الله وجهه-. وقد روت السيدة أم كلثوم -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها الكثيرون. عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَيَنْمِى خَيْرًا ، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا » البخارى (2692 ) .
-
المضحيةُ (ليلى بنت أبي حثمة) عرفت حقيقة الإسلام وعظمته، فضحَّت من أجله بكل غالٍ ونفيس. فقد أسلمت وجهها للَّه، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة الهجرتين الأولى والثانية. عَنْ أُمّ عَبْدِ اللّهِ بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَتْ وَاَللّهِ إنّا لَنَتَرَحّلُ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَقَدْ ذَهَبَ عَامِرٌ فِي بَعْضِ حَاجَاتِنَا ، إذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ ، حَتّى وَقَفَ عَلَيّ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ - قَالَتْ وَكُنّا نَلْقَى مِنْهُ الْبَلَاءَ أَذًى لَنَا ، وَشِدّةً عَلَيْنَا - قَالَتْ فَقَالَ: إنّهُ لَلِانْطِلَاقُ يَا أُمّ عَبْدِ اللّهِ . قَالَتْ فَقُلْت : نَعَمْ وَاَللّهِ لَنَخْرُجَنّ فِي أَرْضِ اللّهِ آذَيْتُمُونَا وَقَهَرْتُمُونَا ، حَتّى يَجْعَلَ اللّهُ مَخْرَجًا . قَالَتْ فَقَالَ صَحِبَكُمْ اللّهُ وَرَأَيْت لَهُ رِقّةً لَمْ أَكُنْ أَرَاهَا ، ثُمّ انْصَرَفَ وَقَدْ أَحْزَنَهُ - فِيمَا أَرَى - خُرُوجُنَا . قَالَتْ فَجَاءَ عَامِرٌ بِحَاجَتِهِ تِلْكَ فَقَالَتْ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ لَوْ رَأَيْت عُمَرَ آنِفًا وَرِقّتَهُ وَحُزْنَهُ عَلَيْنَا قَالَ أَطَمِعْت فِي إسْلَامِهِ ؟ قَالَتْ قُلْت : نَعَمْ قَالَ فَلَا يُسْلِمُ الّذِي رَأَيْت ، حَتّى يُسْلِمَ حِمَارُ الْخَطّابِ قَالَتْ يَأْسًا مِنْهُ لِمَا كَانَ يَرَى مِنْ غِلْظَتِهِ وَقَسْوَتِهِ عَنْ الْإِسْلَامِ . [ابن هشام 1 / 342]! لكن الله -سبحانه وتعالى- يهدى من يشاء من عباده إلى الإسلام ونوره. وينتزعهم من شِراك الظلمة والكفر، وأسلم عمر بن الخطاب وأصبح يغار على الإسلام والمسلمين وكرَّس حياته فى خدمة هذا الدين. وعن ليلى بنت أبي حثمة ، قالت : لما اجتمعوا على الخروج جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه وهو يريد الخروج الليلة فإذا رقدوا ، قال عامر بن ربيعة : فنحن ننتظره ولا نغلق بابا دونه فلما هدأت الرجل جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا وظل يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللا ووعدناه فلحقه فيه وأدركناه فاصطحبناه قال : وهم يمشون على أقدامهم وأنا على بعير لنا وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله ولقد رأيت رجليه يقطران دما من الرقة فرأيت عامرا خلع حذاءه فأعطاه حتى انتهينا إلى السفينة فنجد سفينة قد حملت ذرة وفرغت ما فيها جاءت من مور فتكارينا إلى مور ثم تكارينا (الكراء : أجرة المستأجر) من مور إلى الحبشة ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يرق على مصعب بن عمير رقة ما يرقها على ولده وما معه دينار ولا درهم وكان معنا خمسة عشر دينارا " الآحاد والمثاني(3067 ) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ دَعَتْنِى أُمِّى يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدٌ فِى بَيْتِنَا فَقَالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ ».قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ » سنن أبى داود(4993 ) حسن. وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه، ولاسيما أمام الأطفال؛ لكي تنشأ عندهم الأخلاق الإسلامية السامية، فأعطى للمرأة درسًا فى معاملة أولادها بالصدق، وهكذا كانت نموذجًا للمسلمة الصادقة مع أولادها. إنها ليلى بنت أبي حثْمَة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه سيدة من نساء الإسلام الخالدات اللاتى تحملن من أجله كل مكروه كى ترتفع رايته، ويسعد بظله كل إنسان على ظهر الأرض لما فيه من نجاة وسعادة، فقد هاجرت ليلى مع زوجها تاركةً دارها ومالها وبلدها، وفضلت ما عند اللَّه على ما عند البشر الشهيدةُ الحية (أم ورقة) عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا غَزَا بَدْرًا قَالَتْ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً.قَالَ « قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ ». قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةَ. سنن أبى داود(591 ) حسن وتلك نبوءة نبَّأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم العليمُ الخبير، فعُرفت بعد ذلك رضي اللَّه عنها بالشهيدة. أسلمت وحسن إسلامها، وكانت تحافظ على الصلاة، ودروس العلم، وحفظ القرآن الكريم، وتحرص على جمع آياته،وكان صلى الله عليه وسلم يقصدها في زياراته لبيوت الأنصار، ويطمئن على صحتها وحالها. ورغم ما يُروى عن ثراء بيتها إلا أنها كانت تفيض حبَّا للناس وتواضعًا. وما إن أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تظل في بيتها -حين سألته الخروج للجهاد- حتى بادرت بالطاعة وحسن الاستماع لكلامه. وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَتَّخِذَ فِى دَارِهَا مُؤَذِّنًا فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَكَانَتْ دَبَّرَتْ غُلاَمًا لَهَا وَجَارِيَةً فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِى النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ.سنن أبى داود(591 ) حسن وعن أم ورقة ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : « انطلقوا بنا نزور الشهيدة » ، وأذن لها أن تؤذن لها ، وأن تؤم أهل دارها في الفريضة ، وكانت قد جمعت القرآن " ابن خزيمة (1584 ) حسن كانت مرجعًا أمينًا، عاد إليه الخليفة أبو بكر الصديق عند جمعه القرآن الكريم من البيوت وصدور الحفظة. ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فكان لابد من وقوع ما أُخبر به، ففى خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه- كان لدى أم ورقة جارية وغلام يقومان بخدمتها، فأحسنت إليهما، غير أنه لم يكن منهما سوى الغدر والخيانة؛ فقاما فى الليل فقتلاها ثم هَرَبَا. فلما أصبح عمر قال: واللَّه ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدار فلم ير شيئًا، فدخل البيت (مكان الصلاة)، فإذا هي ملفوفة فى جانب البيت فأرسل فى طلب العبدين الهاربين، فَصُلِبَا فى المدينة على ما ارتكباه من الإثم، فكانا أول مصلوبين فى المدينة. فكان عمر بن الخطاب يقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة" [ابن عبد البر]. إنها "أم ورقة" بنت عبد اللَّه بن الحارث بن عُويمر بن نوفل الأنصارية ويقال لها: أم ورقة بنت نوفل
-
صاحبةُ الحديقة (عاتكة بنت زيد) أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلمت وهاجرت وعُرفت بالجمال والكمال خَلْقًا وخلُقا وعقلا ورأيًا. تزوجت أربعة من الصحابة، استشهدوا جميعًا في سبيل الله حتى إن عبد الله بن عمر كان يخبر أنه من أراد أن يموت شهيدًا فليتزوجها، إنها الصحابية الجليلة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية. تزوجت من عبد اللَّه بن أبى بكر الصديق، فشغلته يومًا عن الصلاة والتجارة والمعاش فأمره أبو بكر أن يطلقها، فطلَّقَها عبد اللَّه تطليقة، فتحولت إلى ناحية، فبينما أبو بكر يصلِّي على سطح له فى الليل إذ سمعه يذكرها بقوله: لها خُلُق جَزْلٌ ورأى ومنطِقُ وخَلْقٌ مصونٌ فى حياءٍ ومُصَدَّقُ فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها في غير شيء تُطَلَّقُ فجاء إليه ورَقَّ له، فقال: يا عبد الله، راجع عاتكة، فقال: أُشهدك أني قد راجعتُها، وأعتق غلامًا له اسمه "أيمن" لوجه اللَّه تعالى، وأعطى عاتكة حديقةً له حين راجعها على أن لا تتزوج بعده، فلما كان يوم الطائف أصابه سهم، فمات منه فأنشأت تقول: فلِلَّهِ عَيْنًا من رأى مِثْلَهُ فَتَى أكَرَّ وأحمى في الهياج وأصبرا إذا شُعَّت فيه الأسِنُّةَ خاضها إلى الموت حتى يترك الرُّمح أحمرا فأقسمت لا تنفك عيني سَخينة عليك ولا ينفكُّ جلدي أغْبرا ثم خطبها عمر بن الخطاب فقالت: قد كان أعطاني حديقة على أن لا أتزوج بعده، قال: فاستفتي، فاستفتت علي بن أبى طالب -رضي اللَّه عنه- فقال: رُدِّي الحديقة على أهله وتزوجي . فتزوجت عمر، فلما استشهد عمر -رضي اللَّه عنه- وانقضت عِدَّتُها خطبها الزبير بن العوام فتزوجها، وقال لها: يا عاتكة، لا تخرجي إلى المسجد، فقالت له: يا بن العوَّام، أتريد أن أدَع لغَيْرتك مُصَلَّي، صَلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر؟ قال: فإني لا أمنعك. فلما قُتل الزبير قالت فيه شعرًًا ترثيه : غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوْزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ * يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ * لاَ طَائِشاً رَعشَ البَنَانِ وَلاَ اليَدِ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ * فِيْمَا مَضَى مِمَّا تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ * عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ وَاللهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً * حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوْبَةُ المُتَعَمِّدِ ، فلما انقضت عِدَّتها تزوجها الحسين بن علي بن أبى طالب -رضي اللَّّه عنهما-، فاستشهد -أيضًا- فكانت أول من رفع خده عن التراب، وقالت ترثيه: وحُسَيْنًا فلا نَسِيتُ حُسَيْنًا أقصدتْهُ أسِنَّةُ الأعْدَاء غَادَرُوهُ بِكَرْبِلاءَ صَرِيعًا جَادَتِ الْمُزْنُ فِى ذُرَى كَرْبِلاء ثم تأيَّمتْ بعده فكان عبد الله بن عمر يقول: من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة. ويقال: إن مروان خطبها بعد الحسين فامتنعت عليه وقالت: ما كنت لأتخذ حماً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
-
الكريمةُ بنتٌ الكريم ( سفانة بنت حاتم الطائي) كان أبوها مضرب الأمثال فى الكرم فى الجاهلية، فلما ظهر الإسلام وانتشرت الفتوح، غزت خيلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيلتها "طَيِّئ"، وأخذوها بين مَنْ أخذوا من السبايا. وكانت امرأة بليغة عاقلة، مرّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول اللَّه! امْنُنْ عَلَي، مَنَّ اللَّه عليك، فقد هلك الوالد، وغاب الوافد (تَنَصَّرَ أخوها وفرّ حتى كان قريبًا من أرض الروم، وكان ذلك قبل أن يُسلم ويَحْسُنَ إسلامه) ولاتُشَمِّتْ بي أحياء العرب، فإني بنتُ سيد قومي، كان أبي يفك الأسير ويحمي الضعيف، ويَقْرِي (يكرم) الضيف، ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي. فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "يا جارية، هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه". ثم قال لأصحابه: "خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق". ثم قال لها: "فلا تعجلى حتى تجدى ثقة يبلغك بلادك، ثم آذنيني" [الإصابة]. فلما قدم ركب من أهلها، أرادت الخروج معهم، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذنه، فأذن لها وكساها من أحسن ما عنده من الثياب، وجعل لها ما تركبه، وأعطاها نفقة تكفيها مؤنة السفر وزيادة. ثم قدمت على أخيها -عدي بن حاتم- وكان أكبر منها سنّا، وأرادت أن تدعوه إلى الإسلام، وتدله على الخير، بعدما رأت من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مارأت، وعلمت عن الإسلام وفضائله ما علمت، فسألها أخوها: ما ترين فى هذا الرجل؟ فانتهزتها فرصة، وهي الفصيحة العاقلة، تقدم الدين الجديد لأخيها وتدعوه، وتعرّفه برسول الله صلى الله عليه وسلم في أسلوب حكيم، وعرض مؤثِّر، وسبيل مقنع، قالت: أرى أن تلحق به، فإن يكن الرجل نبيّا فاتبعْه؛ فللسابق إليه فضله، وإن يكن غير ذلك لم يُخَفْ عليك، وأنت من أنت عقلا وبصيرة، وإني قد أسلمتُ. فقال عدي: والله إن هذا هو الرأي السليم. وخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فدخل عليه وهو فى مسجده، فأسلم وحمد اللَّه. ونالت أخته بذلك ثواب هدايته إلى دين الحق. إنها الصحابية الجليلة سفانة بنت حاتم الطائى وأبوها أشهر كرماء العرب الجاهليين، حتى ضرب به المثل فى الكرم. اشتهرت سفانة بالكرم والسخاء مثل أبيها حاتم الطائي، فقد كان أبوها يُعطيها من إبله ما بين العشرة إلى الأربعين، فتهبها وتُعطيها الناس، فقال لها حاتم: يابنية! إنَّ القرينين إذا اجتمعا في المال أتلفاه، فإما أن أعطي وتمسكي، وإما أن أُمسك وتعطي، فإنه لا يَبْقَى على هذا شيءٌ. فقالت: والله لا أُمسك أبدًا. وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبدًا. قالت: فلا نتجاور. فقاسمها ماله وتباينا. فعاشت -رضي الله عنها- مثالا للكرم، ورجاحة العقل، وحسن الخلق
-
الشاعرةُ أمُّ الشهداء (الخنساء) أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أعلم بالشعر منها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستنشدها، ويعجبه شِعرها. وكان أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها: صخر، ومعاوية، وكانا قد قتلا فى الجاهلية. عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام، فأسلمت، ووفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم . اشتهرت بإيمانها العظيم باللَّه ورسوله، وجهادها فى سبيل نصرة الحق؛ فقد شهدت معركة القادسية سنة ست عشرة للهجرة ومعها أولادها الأربعة. قالت لهم في أوَّل الليل: يا بَنى إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، واللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هَجَّنت حَسبكم، ولا غَيَّرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية؛ يقول اللَّه -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آل عمران: 200]. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحرب قد شَمَّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجُلِّلَتْ نارًا على أرواقها، فتَيمَّموا وطيسها، وجَالدوا رئيسها عند احتدام خميسها (جيشها)، تظفروا بالغنم والكرامة فى دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون، وأبلوا بلاءً حسنًا، واستشهدوا جميعًا . فلما بلغها خبرهم، قالت: الحمد للَّه الذي شرَّفنى بقتلهم فى سبيله، وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته . فكان عمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنه- يعطى لها أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائتا درهم، حتى قبض. الإستيعاب 2/90 إنها الخنساء المؤمنة القوية التي حوَّل الإسلام حياتها، وصنع الإيمان منها نموذجًا جديرًا بأن يحتذي، فهاهي ذي في الجاهلية قالت حين قُتل أخوها صخر: ألا يا صَخْرُ لا أنْساكَ حتّى ... أُفارِقَ مُهْجَتِي ويُشَقَّ رَمْسِي وَلوْلا كَثْرَةُ الباكِينَ حَوْلِي ... على إخْوانِهِمْ لَقَتَلْتُ نفْسِي وما يَبْكُونَ مِثْل أَخِي ولكنْ ... أُعَزِّي النَّفْسَ عنه بالتَّأَسِّي يُذَكِّرُنِي غُرُوبُ الشَّمْسِ صَخْراً ... وأَذْكُرُه لُكلِّ طُلُوعِ شَمسِ وقالت ترْثِي أخاها صخْراً : يا صخْرُ وَرّادَ ماءٍ تَناذَرَهُ ... أَهْلُ المَوارِدِ، ما في وِرْدِهِ عارُ مَشَى السَّبَنْتَي إلى هَيْجاءَ مُعْضِلَةٍ ... لَها سِلاحانِ أَنْيابٌ وأَظْفارُ فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به ... لَها حَنينانِ إِصغارٌ وإِكْبارُ تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ حتّى إذا أدَّكَرَتْ ... فإنّما هي إِقْبال وإَدْبارُ يوماً بأَوْجَدَ مِنِّي يومَ فارَقَنِي ... صَخْرٌ، وللدَّهرِ إِحْلالٌ وإمْرارُ وإنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُداةُ به ... كَأَنّه عَلَمٌ في رَأْسِهِ نارُ وإنَّ صَخْراً لَوالِينا وَسيِّدُنا ... وإنَّ صَخْراً إذا نَشْتُو لَنَحَّارُ حامِي الحَقِيقَةِ، مَرْضِيُّ الخَلِيقَةِ، مَهْ ... دِيُّ الطَرِيقَةِ، نَفَّاعٌ وضرّارُ جَوَّابُ قاصِيَةٍ، جَزَّازُ ناصِيَةٍ، ... عَقّادُ أَلْوِيَةٍ،للخَيْلِ جَرّارُ وفى الإسلام، تضحي بفلذات كبدها في سبيل اللَّه. ولا عجب في الأمر، فهذا هو حال الإسلام دائمًا مع معتنقيه ومحبيه، يحيل حياتهم إلى فضائل، ويغرس فيهم الصبر والإيمان، ويعينهم على التسامي على الشدائد والمحن. وذات مرة دخلت الخنساء على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- وعليها صِدار (ثوب يغطي به الصدر) من شَعر. فقالت لها: يا خنساء! هذا نهى رسول اللَّه عنه. فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة؛ زوجني أبى رجلا مُبَذِّرًا، فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر، فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرًا خيارًا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين، فأعطاني خيرهما، فقالت له امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار؟ فقال: والله لا أَمْنَحُها شِرارَهَا ... ولو هَلَكْتُ مَزَّقَتْ خِمَارَهَا ولو هلكتُ خرقت خمارها واتخذت من شَعرٍ صدارها اسمها تماضر بنت عمرو بن الشريد بن الحارث السُّلمية، ولُقبت بالخنساء لِقِنوٍ (لارتفاع وسط قصبة الأنف وضيق المنخر) في أنفها. وكانت -رضي اللَّه عنها- مثالا للمرأة المسلمة الفصيحة، والمؤمنة المحتسبة الصابرة، والمربية الفاضلة.
-
الصادقةُ.. المصدقة (أم ذر) رُوِى أن زوجها سُئِلَ عن بدء إسلامه، فقال: دخلت على صنم كان عندنا نقول له نُهُم، فأتيته فصببت له لبنًا ووليتُ، فإذا كلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله، فبال على الصنم فأنشأت أقول: ألا يا نُهْمُ إنِّي قَدْ بَدَا لِي مدى شَرَفٍ يُبعّدُ منكِ قُرْبًا رأيتُ الكَلبَ سَامَكِ حَظَّ خَسْفٍ فَلَمْ يَمْنَعْ قَفَاكِ اليَوْمَ كلبًا فسمعتنى أم ذرّ فقالت: لقدْ أتيتَ جُرْمًا وأصَبْتَ عظمًا حينَ هَجَوتَ نُهْمَا فأخبرتُها الخبرَ، فقالت: ألا فابغِنَا رَبّا كَرِيمًا جَوَادًا فِي الفَضَائِلِ يا بْنَ وَهْبٍ فَمَا مَنْ سَامَهُ كَلْبٌ حَقِيرٌ فَلَمْ يَمْنَعْ يَدَاهُ لَنَا بِرَبِّ فَمَا عَبَدَ الْحِجَارَةَ غَيْرُ غَاوٍ رَكِيكُ العَقْلِ لَيْسَ بذِي لُبِّ فلما حكيت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال: "صدقَتْ أم ذر، فما عبد الحجارة غير غاوٍ" [الإصابة1/109 ]. هذه أم ذر، أدركت قبل إسلامها أن الصنم لا ينفع ولا يضر، فإنه حجر أصم، وأنه لابد أن يكون لها رب كريم عظيم في فضائله . تركت دارها في قبيلتها غفار، وسَعَتْ إلى المدينة مع زوجها، الذي أخلصت له، وتحملت المشقات والمتاعب التي فاقت طاقتها لأجله. سمعت من زوجها ما تعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعلما منه الحكمة والأخلاق الكريمة، وكان دائمًا يقول لها: علَّمَنِي خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول الحق ولو كان مرّا. وقد تمسكت بالتعاليم النبوية الشريفة، وعضت عليها بنواجذها، ولم تضعف أمام ما تعرّض له زوجها، فَيُرْوَى أنه حين سافر إلى دمشق وجد الناس يميلون إلى الدنيا ميلا عظيمًا، ويركنون إليها، فذهب إلى معاوية بن أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- والى دمشق يومئذ، ودخل معه فى حوار ساخن وعاصف، أدى إلى أن شكاه معاوية لدى الخليفة عثمان بن عفان - رضي اللَّه عنه - فقال زوجها لعثمان: أتأذن لى فى الخروج من المدينة، فأذن له، فنزل منطقة تسمى الربذة، وبنى بها مسجدًا، وأجرى عليه عثمان العطاء؛ وقد لحقت أم ذر بزوجها، وأقامت معه فيها، إلا أن صعوبة الحياة هنالك؛ أدت إلى أن مرض زوجها -وكان شيخًا لا يقدر على رمضاء هذا الجو - فقامت فى خدمته لا تمل ولا تتعب ولا تشتكي، بل ظلت وفيةً له ومخلصة فى إيمانها.فعَنْ أُمِّ ذَرٍّ ، قَالَتْ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ ، فَقَالَ لِي : مَا يُبْكِيكِ ؟ فَقُلْتُ : وَمَا لِيَ لاَ أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا لِي ، وَلا لَكَ وَلا لَكَ وَلا بُدَّ مِنْهُ قَالَ : فَأَبْشِرِي ، وَلا تَبْكِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ : -وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ : لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ أَحَدٌ إِلاَّ وَمَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ ، وَلا كُذِبْتُ فَابْصِرِي الطَّرِيقَ ، فَقُلْتُ :َأنَّى وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ ، وَتَقَطَّعَتِ الطَّرِيقُ ، فَقَالَ : اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي ، قَالَ : فَكُنْتُ أَشْتَدُّ إِلَى الْكَثِيبِ ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأُمَرِّضُهُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا وَهُوَ كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى حَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ تَجِدُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ ، قَالَ عَلِيٌّ : قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ : تَجُدُّ أَوْ تَخُبُّ ، قَالَ : بِالدَّالِ ، قَالَتْ : فَأَلَحْتُ بِثَوْبِي ، فَأَسْرَعُوا إِلَيَّ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ ، فَقَالُوا : مَنْ هُوَ ؟ قُلْتُ : أَبُو ذَرٍّ ، قَالُوا : صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَبْشِرُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ : لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ ، أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَنًا لِي أَوْ لامْرَأَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إِلاَّ فِي ثَوْبٍ لِي أَوْ لَهَا ، إِنِّي أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، ثُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ ، أَنْ لاَ يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفْرِ إِلاَّ وَقَدْ قَارَفَ ، مَا قَالَ إِلاَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : أَنَا أُكَفِّنَكَ يَا عَمُّ ، أُكَفِّنَكَ فِي رِدَائِي هَذَا ، وَفِي ثَوْبَيْنَ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي ، قَالَ : أَنْتَ فَكَفِّنِّي فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ فِي النَّفْرِ الَّذِينَ حَضَرُوهُ ، وَقَامُوا عَلَيْهِ ، وَدَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلِّهِمْ يَمَانٌ " الحاكم (5470) صحيح. ثم فاضت روحه إلى اللَّه سبحانه وتعالى، وبينما هو مُسَجَّى على حِجْرِها إذ رأت قافلة من المؤمنين قد أخذت فى الظهور من جانب الصحراء، وكان بينهم عبد اللَّه بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .فنزل عبد اللَّه -رضى اللَّه عنه- وقام بغسله وتكفينه ودفنه، ثم واسى أهله، وأخذهم معه إلى الخليفة عثمان فى المدينة. هذه هي أم ذر، زوجة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري - رضي اللَّه عنهما - ما ماتت حتى تركت لنا مثالاً عظيمًا فى الوفاء لزوجها، والإخلاص له، والزهد في الدنيا؛ فقد ظلت بجانبه إلى آخر حياته وأكرمته، وظلت تحرسه حتى بعد موته، وصبرت معه على شظف العيش ومجاهدة النفس وغوائل الشهوة، وهكذا تكون المرأة المؤمنة الصالحة؛ ترضي زوجها؛ كي تنال رضا ربها، فرضي اللَّه عن أم ذر وأرضاها
-
صاحبةُ الخيمة (أم معبد) جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَى أمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلا بِالهُدَي، فَاهَْتَدَتْ بِهِ فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ لِيهْنِ بنى كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ أبيات من الشعر ترددت فى سماء مكة، وسمعها كل الناس، وهم لا يرون قائلها، كما روت كتب التراجم والسير. وأم معبد هي عاتكة بنت خالد الخزاعية، من بني كعب، صحابية جليلة. وقد نصبت أم معبد وزوجها خيمتهما في قلب الصحراء؛ لاستضافة الضيوف، وكسب أعطياتهم. واشتهر عن السيدة الفاضلة أم معبد وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم فعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى المدينة ومعه "أبو بكر"، و"عامر بن فهيرة" مولى أبى بكر، ودليلهم "عبد اللَّه بن أريقط" اشتد بهم العطش، وبلغ الجوع بهم منتهاه، فجاءوا إلى "أم معبد" ونزلوا بخيمتها، وطلبوا منها أن يشتروا لحمًا وتمرًا، فلم يجدوا عندها شيئًا، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فى جانب الخيمة فوجد شاة، فسألها: "يا أم معبد! هل بها من لبن؟" قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أى أنها أضعف من أن تُحلب)، فقال: "أتأذنين لي أن أحلبها؟" قالت: نعم، إن رأيت بها حلبًا، فمسح ضرعها بيده الشريفة، وسمَّى اللَّه، ودعا لأم معبد فى شاتها، فدرّت واجترّت، فدعاها وطلب منها إناءً، ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره، وقدَّمه إليها فشربت، حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، وشرب ( آخرهم. ثم حلب ثانيًا، وتركه عندها، وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلاً حتى جاء زوجها أبو معبد (أكثم بن أبى الجون) يسوق أَعْنُزًا عجافًا هزالاً، تسير سيرًا ضعيفًا لشدة ضعفها، فلمّا رأى اللبن عجب، وقال: من أين هذا يا أم معبد، والشاة عازب بعيدة عن المرعى، حيال غير حامل، ولا حَلُوبةَ فى البيت؟ قالت: مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا ! قال: صِفِيهِ لى يا أم معبد. فقالت: إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أي لم يعيِّبه صغر فى رأس، ولا خفة ولا نحول فى بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، فى عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفي أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفي عنقه سَطَع (السطع: الطول)، وفي صوته صَحَل (بحَّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل...أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فَصْلٌ، لا نزر ولا هَدْر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصِر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا عنهم يعفي آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رُفَقَاء يحفُّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود (أي يحفه الناس ويخدمونه). لا عابس ولا مُفنّد (المُفنّد: الضعيف الرأي). فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش، الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولو كنت وافقتُه لالتمستُ صحبته، ولأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، فأعدت أم معبد وزوجها العدة؛ كى يلحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة، وهناك أسلما، ودخلا فى حمى الإسلام. الحاكم(4274) وعاشت أم معبد -رضي الله عنها- بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- وكان الصحابة يقدِّرونها ويعرفون لها فضلها. وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَرَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ كَانَتْ تَجْرِي عَلَيْهَا كِسْوَةٌ ، وَشَيْءٌ مِنْ غَلَّةِ الْيَمَنِ ، وَقَطِرَانٌ لِإِبِلِهَا ، فَمَرَّ عُثْمَانُ ، فَقَالَتْ : أَيْنَ كِسْوَتِي ؟ وَأَيْنَ غَلَّةُ الْيَمَنِ الَّتِي كَانَتْ تَأْتِينِي ؟ قَالَ : هِيَ لَكِ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ عِنْدَنَا ، وَاتَّبَعَتْهُ حَتَّى أَعْطَاهَا إِيَّاهَا . رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ