-
Content Count
2,833 -
Joined
-
Last visited
Community Reputation
0 Neutral-
اميرة الكون started following ارشيف طلبات الاعلانات, ارشيف مسابقات موقع الفهلوى ديزاين, ابداعات وتصاميم الاعضاء and and 6 others
-
يعاتبني صحبي في الحبِّ عندما .................................................. ...... أُناجي حبيباً شعرَ من ضِمْنِهِ فخرأ أناجي حبيباً ليس في الأرضَ مثلهُ .................................................. ...... أسرْني ولا يوجَدْ بقاموسي الأسرأ فلا ضيرَ أن يعْلمْ إذا ماتفاخرتْ .................................................. ....... بني يعْرُبٍ إنّي من أعلآهُما ذكرا فَخِرْتُ بقومي مَنْبَتَ الجُود والنَّدى .................................................. ........ بنو هاشم أعلام الهدى سادةً غُرَّأ ولكنني أهوى الثريا وإن نأتْ .................................................. ........ حرامٌ على قلبي يذرْ حبها الدّهرا تعنّى فؤادي من لحاضٍ رأيتها .................................................. ...... فأيقنتُ جزْماً أن في لحضها سحرا وأقسمت أني لا أهيمُ بغيرها .................................................. ........ من الناهدات البيضِ ثيِّبِ أوبكرا عيون المها منها وللظبي جيدها .................................................. ..... وريقًا لها شهداً مصفَّى على خمرا عبير الخزامى فاحَ من خدّها الذي .................................................. ... أعار الورود اللون والحسن والعطرَ إذا ما الرقيبُ حال بيني وبينها .................................................. ........ فنصغي لنجواها وكبدي لها حرّا ابو مدين الذاري
-
لا زال الظلم والبطش يحيق بالهاشميين من بني قومهم من عهد ابو طالب حتى اليوم يقول ابو طالب أيام حصار بني هاشم في شعب من شعاب مكة يسمى شعب ابوطالب إذا أجتمعت يوما قريش لمفخرٍ ......................................... فعبد منافٍ فخرها وقديمها وإن فخرت أشراف عبد منافها ....................................... ففي هاشمٍ أشرافها وصميمها وإن فخرت يوماً فإن محمدٍ .................................... هوالمصطفى من سرها وكريمها تداعت قريشاً غثها وسمينها .................................... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها وكنّا قديما لا نقرُ ظُلامةً ........................................إذا ماثنوا صعر الخدود نقيمها ونحمي حماها كل يوم كريهةٍ ..................................ونظربُ عن أحجارها من يرومها بنا أنتعش العود الذّواء وإنما .......................................بأكنافنا تندى وتروى أرومها / ابو طالب إبن عبد المطلب إبن هاشم
-
وهل فرنسأ وأمريكا بربّكُمُ .................................................. يريدو الخير للإسلام في الشامِ كلَّا ولكنَّهم ماضونَ في خُطَطٍ .................................................. . يقسِّمُونا من أقزاٍمٍ إلى أقزامي حتَّى يَضَلَّ بني صَهيون في دعةٍ ................................................ ونحنُ نشقى ببأسْ الفتنةِ الطَّامي ستّون عاما ولم أسمعْ ندآء أحدٍ ................................................. يقولُ حربُ بني صهيون إلْزامي أبومدين الذاري
-
لهف نفسي على الثريا إذْ أبصرنا .................................... سمانا بعيدةً عن سماها كان وهماً بأنني سوف أغزوها .................................... بحبٍّ يشدُّها من فضاها فوجدنا منالها غيرُ سهْلاً ............................ سوف يُمنى هزيمةً من غزاها ليس غزوٍ لأجلِ مالاً وجاها ................................... غير أني مُتيَّمٌ في هواها من هواها قضى لي الله بؤساً ............................ ليت شعري لغيرنا هل قضاها أن بَعُدنا نذوبُ شوقاً إليها ................................ وهياماً إن حان يوماً لقاها ولقاها لوجدنا غيرُ شافٍ .............................. إذْ بدأ لي يوم التَّلاقي جفاها إن سعُدنا بقربها غايرتنا ........................... تتوارى عن ناضِريْ في خباها وفؤادي من لوعةِ الحبِّ مُضنى ................................ هل ترآهُ يحوزُ يوماً رضاها أن أموت فكان موتي قتلاً .................................... فدمائي رأيتها في يداها أبلغوها وصيتي بعد موتي .............................. أن تجودُ ليَ الكفن في رداها أبومدين الذاري
-
يامن بليت بدآءِ البخلِ أنَّ لك ................................. أن تألفَ البذلِ بالتَّعويدُ يُمناكَا اَما عَلِمْتَ بأنّ البُخْلِ منقصةٍ ,,,,,,,,,,,,,..,,,,,,,,,,,,,,,,,,, والمالُ ليسَ بمتبوعٌ لِمَثواكا قد ربّما صارَ وِزْراً في المماتِ إذا ............................................. خَلَّفْتَهُ عند سِكِّيرٍ وأفَّاكا ابومدين الذاري
-
أيا معشرِ العشّاق قولوا لأحـــــبتي ................................ بأني ورب العرشِ في الحبِّ غارقُ عشقتُ الثريا عشقً أجرى مدامعي ............................... وما كان دمعي من هوى الغــيدِ دافقُ ولكن هوى ذاتِ العــــيونِ التي إذا ................................ نضرتُ إليها ثارَ جوفي حـــــــرائق وربّي لقد حاولتَ نســــــيانِ حبّها ............................... وهيهات ننسى حب في القــلب عالقُ إذاجمعَ العــــــــشّاقِ يوماً رهانهم ................................. فإني على كل المــــــــــــحبّين سابقُ فوالله ما ننـــــــــــسى هواها وأنهُ ............................... ملا زمني ما دامَ لـــــــــي قلب خافقُ وعايشْ معي ما عشتُ ثمّ يزورني ................................. في القبرُ حتّى يوم بعـــــــثِ الخلائقُ حبيبي كفى ظلماً لقلــــــبي فربّما ................................... سيطـــــــرُقكم يوماً من الحبَّ طارقُ وتُخْبركُمُ الأيّام إن كان غــــيرنا ............................... منحْتُ وداداً كم تكــــــــــونُ الفوارقُ عليكم سلام الله ما هبّتْ الــصــّبى ................................. وما لاحَ وهناً في دُجى الّيل شــــارقُ ابومدين الذاري
-
يا من هــــواه أعــــزه وأذلـني كيف السـبـيـل إلى وصـالك دلـنــي تركـتـني حيـران صـباً هــائمــاً أرعى النجوم وأنت في عيش هني أنت الذي حلفتني وحـلـفـت لي وحـلـفـت أنك لا تـخـون وخـنـتـني وحلفت أنك لا تميل مع الهـوى أين اليـمـيـن وأين مـا عـاهـدتـنـي لأقعـدن على الطـريـق وأشتكي وأقـول مـظـلــوم و أنت ظـلمـتـني ولأدعون عليك في غسق الدجى يـبـلـيـك ربي مـثـلـمــا أبلـيـتـنــي
-
من الأدب التركي قصيدة للشاعر التركي : يوسف هايلوجل yusuf hayaloğlu ترجمة : راحيل الأيسر . النص الأصلي .. Şu dağlarda kar olsaydım olsaydım Bir asi rüzgâr olsaydım olsaydım Arar bulur muydun beni beni Sahipsiz mezar olsaydım olsaydım Şu yangında har olsaydım olsaydım Ağlayıp bizâr olsaydım olsaydım Belki yaslanırdın bana bana Mahpusta duvar olsaydım olsaydım Şu bozkırda han olsaydım olsaydım Yıkık perişan olsaydım olsaydım Yine sever miydin beni beni Simsiyah duman olsaydım olsaydım Şu yarada kan olsaydım olsaydım Dِkülüp ziyan olsaydım olsaydım Bu dünyada yerim yokmuş yokmuş Keşke bir yalan olsaydım olsaydım الترجمة (بقليل من الإضافة للضرورة الفنية ماذا لو كنت ندف ثلج على تلك الجبال ماذا لو كنت إعصارا تاه في زوبعته .. هل كنت سأبقى لك واقعا ملموسا ؟.. ماذالو كنت قبراً اندرست معالمه .. أو كنت جذوة نار فوق شعلة .. ولو كنت ذاك الذي يتسربل الحزن ويرتدي الوجع .. ربما كنت أحتويتني و ربت علي .. ماذا لو كنت أحد أركان المنفى . أو كنت ركنا مهجورا في صحراء أو كنت هشيما مبعثرا هل كنت ستحييني من جديد ؟ لو كنت دخاناً حالك السواد أو كنت دماً من جرح نازف لتلاشى وجودي من هذا العالم . كما لو كنت كذبة .
-
والغربِ أغربَهُم ربي بماحقةٍ ............................................. تُرِيحنا لاتذرْ في الأرضِ ديَّارُ لو أن كلباً ثوى يوماً بساحتهِمْ ........................................... تَلْقَاهُمُ بِنِفَاقٍ في الملاء ثاروا ونحنُ نُذْبَحُ والأبصارُ شاخصَةً ............................................. والغربُ يدعَمُ سفَّحاً وجزَّارُ همْ يقتُلُونا بِأَيدي بَعضُنا سفهاً ............................................ منِّا وحُمْقاً وتصغيراً وإحقَارُ إلى متى نحنُ نبقى للبُغَاةِ دُمىً .......................................... يبيعُ فينا ويشري كلِّ سمسار أبو مدين الذاري
-
حـــــاتم الطَـــــائي 544 ـ 605م المهندس جورج فارس رباحية هو حاتم بن عبد الله بن سَعد بن الحشْرَج بن امرئ القيس بن عَدِيّ بن أخزَم بن أبي أخْزَم _ واسمه هرومة ـــ بن ربيعة بن جَرْوَل بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طئ الطائي القحطـاني . يُكَنّى أبا سفّانة وأباعدي . وُلِدَ حاتم في أواخر النصف الأول من القرن الســـادس الميلادي أي حوالي عام 544 م وسكن وقومه وعاش على نصرانيته بين جبــلي ( أجا وسلمى) وتـــوفّي في بلدة (توارن) في منطقة حائل شمال السعودية (1) عام 605 م. ولا يُعْرَف شـــيئاً عن أبيه عبد الله ويعود ذلك لكونه توفّي وكان حاتم صغيراً ، فاسـتلمه جدّه سعد بن الحَشْرَج واعتنى بأمـــره ويقي عنده حتى شَبَّ وذهب في الجود مَذهَبه المعروف فاعتزله جدّه وتحوّل عنه لِما رأى من إفراطه .وأمّا أمّــه غَنِيَّة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس بن عدِيّ بن أخزم ، يلتــــــــقي نســبها مع نسـب أبيه امرئ القيس بن عدي ، كانت ســــخيّة اليد لا ترُدّ سائلاً، ولا تُليقُ شيئاً لجودها ، وهــذا ما أغضب إخوتَها ، فمنعوها مالها وحجروا عليها ســـنة يُطعمونها قوتها لا يزيدون ، وإذا مـا وجدوها كفّت عن جودها ، أعطوها عدداً من الإبــل ، لكن تصرّف إخوتها زاد من عزهما أن لا تقصُر ، وكيف تترك الكرَم والجود وقد عانت ما يُقاســــــيه كل أرمـــل محتـاج من ألم الفقر . فقد أتتها امرأةٌ من (هوزان) تطلب حاجـــة منها ، فوهبتـــــها ما أعطاه لها أخوتها من الإبل وقالت : لَعَمْري لَقِدْ ما عَضّني الجوعُ عضَّةً ***** فآلَيْتُ ألا أمنــــعَ الدَّهـــــرَ جائعا فماذا عَسَيْتم أن تقـــــولوا لأختِكـــمْ ***** سوى عَذْلِكم أوعَذْلِ مَنْ كانَ مانِعا فقولا لهذا اللّائمي اليوم : أعفنـي ، ***** وإن أنت لم تفعلْ فعّضِّ الأصابعا ولا ما تروْنَ اليـــــــومَ إلاّ طبيعـة ً ***** فكيف بتَرْكي يا ابن أُمِّ الطَّبـــائعا أما امرأته : فلم يُعْرَف لحاتم سوى زوجتين هما : ماوية بنت حجرالغسانية والنوَّار هي بنـــت ثُرْمُلة البحترية من بني سلامان ثُعَل . وهناك أراء متباينــــة حول حاتم هل تزوّج ماوية قبــــل النَّوار أم بالعكس ، ولن ندخل بالتفاصيل لتشعّبها . أما أولاده فهـــم : سفّانة وعّدي ( رُوِي أن عدي كان يُشاهد وفي عنقه صليب من ذهب ) وعبـدا لله وينـفرد ابن كَثِير بذكر ولد رابع عن أقوال بعض المُحَدِّثين اسمه ثَوابة , فابنته سفّانــــــة وابنه عَدِي فقد أدركـا الإسلام ودخلاه أمـا ابنه عبد الله فلم يُعْرَف عنـه بشيء يُذكَرْ . وأيضاً لن ندخـل بالتفاصيل عن الأولاد للتبـــاين في رأي المؤرّخين هل يعودوا إلى ماوية أم إلى النَّـوار أم لكلتيهما إن أول ملك من ملوك الحيرة اتصل به حاتم كان عمرو بن هند ( توفي 578 م ) وكان حـــاتم في مقتبل العمر وهو بـــــهذه السن حقّق لنفسه مكانة واحترام والدليل على ذلك أنه حين دخــــل على عمرو بن هند، قال له ( بايعني ) ، ولا يُعقَل أن يسأل الملك شخصاً مغمورا من سُـــــوقَة قومه أن يُبايعه ، والأشبه ان يكون من نجباء قومه ، الكلمة بينهم ،فإذا بايع الملك ، سمع قومـه وأطاعوا وألزموا أنفســـهم ما أعطى صاحبهم من العهد والبيعة . هذا وليس لحاتم أخبـــار مع مَنْ خلَفوا عمرو بن هند ، حتى نصل إلى أبي قابوس النعمان بن المنذر ( 580 ـ 602 ) م ، حيث قــال لجلسائه يوماً : لأفسِدن بين حــــاتم الطائي و أوس بن حارثة ـــ وهو ســيد مـن سادات قومه ــ قــالوا لا تقدر على ذلك . قال بلى ، فدخل عليه أوس . فقال : يا أوس ما الذي يقول ؟ قال : وما يقـول؟ قال : إنه أفضل منك وأشــــرف . قال : أَبَيْتَ اللعنَ ، صــدق . والله لو كنت أنا وأهلي وولدي لحاتم لأنْهَبَنَا في مجلس واحد . ثم دخل عليه حاتم ، فقـال له النعمان مثلمـا قال لأوس فقـال حاتم : صدق ، وأين أقع من أوس ، له عشرة ذكور أخَسّـهم أفضل مني ، ثم خرج وهــو يقول : يُسائلني النعمان كي يســـتزلني ***** وهيهات لي أن أُستضام فأُصرعا كفاني نقصاً أن أُضيم عشيرتي ***** بقول أرى في غيـــــره متوســـعا فدهش النعمان وتحقّقت له مظاهر هذه السيادة ، وأعطى كل واحد منهم مائة من الإبل . إن أخبار حاتم مع أمراء المناذرة قليلة على الرغم من الصِــــلات الطيبة التي كانت تربطــهم بطيء ، خاصة في عهد النعمان بن المنذر الذي أصهر إليهم ، كما كانت علاقة طيء بملــــوك الفرس وطيدة ، فالمعروف أن كسرى2" أبرويز ( 590 ـ 628 ) م قرَّبَ سيِّداً من ســــــــادات طيء ، وهو إياس بن قَبِيصة ، و ولاّه على عين التمر وأقطعه ثلاثين قرية على شاطئ الفرات ، ولما مات عمرو بن هند ولاّه الحيرة إلى أن جاء النعمان بن المنذر . ولما قُتِلَ النعمان عَيَّـــن كِســـرى إياس بن قبيصة ملكاً على الحيرة ، وجعله قائد جنده يوم ذي قار ( 610 ) م وإذا كنّا لا نجد لحاتم شِعْراً في المناذرة ، فإننا نرى له مديحاً في الغساســــنة . وأن حاتماً لم يمدح هؤلاء ولا هؤلاء طمعاً في المال أو مَحبّة للعطاء ، وإنما كان يتشفّع بشِعره لقومـــــــه . فصِلات طيء بالمناذرة كانت قوية يشوبها السلام خلا الغارة التي شنّها عمرو بن هند. فلم يكن لحاتم أن يمدحهم ، حيث لا مُبَرِّر للمديح . أما علاقة طيء بالغساسنة فكانت غير مُستقرّة ، وقد حاول الحارث بن جبلة ( 529 ـ 569 ) م أن يُصْلِح بين عشائرها ليضع حداً للحــــــرب ضد بعضها ، لكن طيئاً عادت للحرب فيما بينها بعد موت الحارث . كما أغارت على الغســـاسنة ، وأغاروا عليها بدورهم وأسروا منهم . وكان مديح حاتم في ملوك عصره ، فيه ترَفُّع وإباء ، شِعْر رئيس شــــريف ، جاء يفكّ عُناة قومه ، وليس شعر مُجْتَد عافٍ كما يتبيّن من من مخاطبة ابن عمّه : وَهْم بن عمـــرو وهو في الأسر : فأبشِرْ وقَرَّ العين منك ، فإنّني ***** أجيء كريماً ، لا ضعيفاً ولا حَصِر كان حاتم مولعاً بكريم الفِعال ، ما ترك شيئاً محموداً إلاّ أتاه ، وما رأى أمراً معيباً إلاّ تحاشاه ، فطر على حب الخير ، واجتناب الشر ، وتلك مكرمة لا تتحقّق إلاّ لأفذاذ الرجال فالجود صفة لازمة للإنسان الكريم اكتسبها من أمّه غَنِيَّة ، فالجــواد يُعطي مَنْ يقصده ، عرفه أو لم يعرفه ، ويبذل ما فــي يده على شدّة حاجته إليه . وقال العرب أن أجوَد العـــرب ثلاثة حـــــاتم الطائي وكعب بن إمامة وهَرِم بن سنان . وقد أنصفَ أبو هلال العسـكري حين قـــال : (( وقد علمت أن حاتماً وكعباً وهَرِماً لم يُجعلوا أمثالاً في الجود لِعِظَم عطاياهم في القدر، لأن الواحـــد منهم إنما كان يقري ضيفاً أو يهب بforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?اً ، أو عدداً من الشاة ، ولكن ذهب صيتهم في السماح ، وبَعُدَ ذكرهم في الجود لأنهم كانوا يعطون وهم محتاجين )) . ولكرم حاتم ونبله أبى أن يطعم ضيفه في وقت الجدب إلاّ ما يُطعمه الضيفان في وقت الرخاء ، فكان فعله شاهداً لقوله : أَلَمْ تَعْلَمِي أنّي إذا الضيف نابني ***** وعَزَّ القِرَى ، أقري السَّديفَ المُسَرْهَدا وهذا ما تبيّن لنا من أن جود حاتم إنما صدر عن حب لفعل الخير ورغبة في مساعدة المحتاج ، فالوسيلة الأولى لجلب الضيف كانت إيقاده النار بمكان مرتَفع حتى يراها المُدْلِج فيأوي اليها ، فإيقاده النار ليس مقصوراً في زمن الرخاء ، بل أكثر ما كان في وقت الجدب والمجاعة فقال : أوْقِدْ ، فإنَّ الليــلَ ليلٌ قَرُّ ***** والريحُ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ عَسَى يرى نارك مَن يَمُرَّ ***** إنْ جَلَبْتَ ضيفاً فأنتَ حُرُّ أما الوسيلة الثانية لجلب ضيفه ، كانت كلابه فتُحَقّق له أمانيه في إغاثة الناس وعونـــهم ، فتخرج كلاب حاتم وقد أحسّت أن عليها عملاً وُكِّلَ بها فتدلّهم بنباحها وتهديهم إلى مكانه . ومن قصص جوده وكرَمه ، فقد ضافه ضيف في سنة مَحْل وجَـــهَد الناس ، وتعلّقوا بما في أيديهم من يسير القوت وضَنّوا به ، ووقفت كلابهم للطُرَّاق كأنها تُشارك أصحابها في الحفاظ على زهيد القوت ، فلم يمسك حاتم يده كما أمسكوا ، ولم يُبقِ هذا القليل الذي يملك بل جادَ به . فلم يكن عنده سوى ناقة ــ يُقال لها أَفْعَى ــ يُسافر عليها ، فنحرها ، فكيف أن يطيق الكريم بأن يرى ضرّاً قد حاق بالناس ، ولا يرفعه : لمّا رايتُ الناسَ هَرَّت كِلابُهُم ***** ضربتُ بسيفي ساقَ أَفْعَى فَخَرَّتِ ولا يتْركُ المرءُ الكريمُ عِيالَه ***** وأضيافَهُ ما ســـــاقَ مالاً بِضَرَّتِ وكان مما تكلفه حاتم فَقْده امرأته ماويّة ، وقد تكاتفت ماوية مع النَّوار ــ رغم ما يكون عادة بين الضرّتين من تبــــاعد وتباغض ــ على عذل حاتم ولومه ، فقد رأيا في جــــوده خطراً يُهَدّدهما فاشتدّا عليه وألحّتا على أن يُغَيّر من إلْفه الذي ألِف . فلم يأبه بكلامهما . وأتى ماوية ابن عــــمٍ لها فقال لها ما تصنعين بحاتم ؟ فو الله لن يُغَيّر من جوده وكرمه ، فأصرّت ماوية على فعلــها حتى هجرته ، أما النَّوار فلم تهجره كما فعلت ماوية ، فأكثرت من لومـــــه وأطالت في عذله ، ورأت أن أهله وعياله أحقّ بما يُعطيه للناس ، فما الذي يخافه عليه هذا البذل ؟ قفال لها حاتم : هل المـــال ــ إذا أبقاه ــ نافع له ؟ كلا ، سيأخذه غيره إذا مات ، ولن يبقى له غير سـوء الثناء كلما ذُكِر لبخله وامتناعه عن عون المحتاج : مهلا نوار ، أقلي اللوم والعـذلا ***** ولا تقــــولي لشيء فات : ما فعــــلا ولا تقولي لمـــال كنت مهلكـه : ***** مهلا ، وإن كنت أعطي الجنَّ والخَبَلاَ يرى البخيل سبيل المـــــال واحدة ***** إنّ الجواد يرى ، في ماله ، ســـبلا ليت البخــــــيل يراه النـــاس كلّهم ***** كما يراهم ، فلا يقرى ، إذا نـــــزلا إن البخيـــل إذا ما مات يتبـــــــعه ***** سوءُ الثناء ، ويحوي الوارثُ الإبـلاَ وعن الوضّاح بن معبد الطائي قال : وَفَدَ حاتم الطائي على النعمان بن المنذر فأكرَمه وأدناه ، ثم زوّده عند انصرافه جملين ذهباُ ، وورقاً غير ما أعطاه من طرائف بلده فرحل ، فلما أشرف على أهله تلقّته أعاريب طيء ، فقالت : يا حاتم أتيت من عند الملك وأتينا من عند أهلنا بالفقر ! فقال حاتم : هلم فخذوا ما بين يدي فَتَوَزّعوه ، فوثبوا إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه فخرجت إلى حاتم جاريته طريفة فقالت له : اتّق الله وابقِ على نفْسك ، فما يدع هؤلاء دينــــاراً ولا درهماً ولا شاة ولا بforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?اً . فقال : قالت طريفة ما تبقي دراهمـــنا ***** وما بنا ســــرف فيها ولا خرق إن يفنِ ما عنـــــدنا فالله يرزقنا ***** ممن ســوانا ولسنا نحن نرتزق ما يألف الدرهم الكاري خِرقَتَنا ***** إلا يمــــرّ عليــــها ثم ينطـــــلق إنا إذا اجتمعت يومـــاً دراهمنا ***** ظلت إلى سبل المعروف تستبقُ وقيل عن كرم وجود حاتم إن أحد قياصرة الروم بلغته أخبار جود حاتم فأستغربها فبلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزة عنده فأرسل إليه بعض حجابه يطلبون الفرس فلمــا دخل الحاجب دار حاتم أستقبله أحسن استقبال ورحب به وهو لا يعلم أنه حاجب القيصر وكـــانت المواشي في المرعى فلم يجد إليها سبيلا لقرى ضيفه فنحر الفرس وأضرم النار ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر يستميحه الفرس فساء ذلك حاتم وقال :هل أعلمتني قبل الآن فأنى فد نحرتها لك إذ لم أجــد جزورا غيرها فعجب الرسول من ســـخائه وقال: والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا . إن جرثومة الجود والكرم التي انتقلت من غَنِيَّة إلى حاتم ما لبثت أن أصابت ابنته ســـــفّانة أيضاً ويُقال إنها كانت من أجوَد نساء العرب ، فقد ذكر احدهم أن أباها كان يُعطيها الصــرمة ( جزء من الإبل ) من إبله ولكنها لم تكن تحتفظ بها بل تهبها للناس ، وذات يوم اســـــــتدعاها والدها وقال لها : يا بُنَيّة ، إن القرينين إذا اجتمعا في المال اتلفاه ، فإما أن أعطي وتمســكي أو امسك وتُعطي ، فإنه لا يبقى على هذا شيء ، فاجابته : والله لا أمسك أبداً قال : وأنا لا امـسك . قالت : لا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا . أما ابنه عَدِي شديد الوفاء ـ ســـــليم الفطرة ،متواضعاً وكريمـــاً كآل حاتم ، كان يُكَنّى أبا طريف ، وأبا وَهْب وكان طويلا جســـيماً ، إذا ركب الفرس كادت رجـــلاه تَخُطَّان في الأرض ، وقيل عن كرَمه : أن الشعث بن قيس أرسل إليه يســـتforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/? قُدُر حاتم ، فملأها عَدِي وحملها إليه . فقال الأشعث : إنما أردناها فارغة . هذا غيض من فيض عن كرم وجود حاتم وعائلته . فقد كان حاتم : كريم ، جواد ، صـــفوح ، عفيف ، صدوق ، وَفِيّ ، مُسالِم ، مُتواضِع ، أبِيّ ، شريف ، طويل الصمت مُحِبّ لقومـــــــه . ولقد صــــدق قول العرب أنه كان كريماً في حياته وفي مماته ، حتى ضُرِبَ فيه المثل فقال أبو بكــر الخرائطي عن مُحَدّثيه : مَرَّ نفَرٌ من عبد القيس بقبر حاتم طيء فنزلوا قريبـــــاً منه ، فقام إليه بعضهم يُقــــال له : أبو الخيبري فجــــعل يركض قبره (2) برجله . ويقول : يا أبا جــــعد أقرنا فقال له بعض أصحابه : ما تُخاطب من رمّــــة وقد بُلِيَت ؟ وأجنهم الليل فناموا ، فقـــام صاحب القول فَزِعاً يقول : يا قوم عليكم بمطيــــكم فإن حاتماً أتاني في النوم وأنشدني شـــعراً وقد حفظته يقول : أبا الخيبــري وأنت امــــرؤ ***** ظلوم العشـــيرة شتّــــامها أتيت بصــحبك تبغي القِرى ***** لدى حفرة قد صَدَت هامَها أتبغي لي الذنْب عند المبيت ***** وحولك طيء وأنعـــــامها وإنا لنشــــــبع أضيـــــــافنا ***** وتأتي المطي فنعتــــــامها قال وإذا ناقة صاحب القول تكوس ( تتكوّم ) عقيراً فنحروها وقاموا يشتوون ويأكلـون وقالوا : والله لقد أضافنا حاتم حياً وميتاً . قال : وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا ، فإذا رجـــل ينوه بهم راكباً جمَلاً ويقود آخر . فقال : أيكم أبو الخيبري ؟ قال : أنا. قال : إن حاتماً أتاني في النـوم فأخبرني أنه قراكم بناقتك ، وأمرني أن أحملك وهذا بforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/? فخذه ، ودفعه إليه . بعد هــذه الحادثة ، أنّ ابنَ دَارَةَ أتى عَدِيّ بن حاتمٍ فقال : أبوكَ أبو سَفَّانــــة الخَيْرِ لَم يَــزَلْ ***** لَدُنْ شَبَّ حتى ماتَ في الخيرِ راغبا بهِ تُضْرَبُ الأمثالُ في الناس ميّتاً ***** وكان له ، إذْ كانَ حَيَّاً ، مُصــــاحِبا قَرَى قبرُهُ الأضيــافَ إذ نَزَلوا بهِ ***** ولم يَقْـــــرِ قيرٌ قَبْلَـــــه قَطُّ راكِــــبا بقي أن نذكر وصيّة حاتم ، فيُروى عن أبي صـــالح أن حاتماً أوصــــى عند مـوته فقال : إني أعهدكم من نفسي بثلاث : 1 ـ ما خاتلت جارة لي قط أريدها عن نفسها . 2 ـ ولا اؤتمنتُ على أمانة إلاّ قضيتها . 3 ـ ولا أُتيَ أحدٌ من قبلي بسوءة أو قال بسوء . لقد ذكرنا الكثير من شعره في هذه العُجالة ونذكر الآن مقتطفات أخرى : مقتطفـــــــــات من أعمـــــاله : 1 ـ روى أبو صالح عن مُحَدِّثيه أن حاتم قال : أم والذي لا يَعْــــــلُمُ الغَيْــبَ غَيْـــرَهُ ***** ويُحْي العِظامَ البيضَ وهْيَ رميمُ لقدْ كنتُ أطوي البطْنَ والزادُ يُشْتَهَى ***** مَخَافَــــةَ يومـــاً أن يُقالَ : لَئيــمُ وما كان بي ما كان والّليـــــلُ مُلْبِسٌ ***** رِواقٌ لهُ فَــــوْقَ الإكــــارِمِ بَهيمُ أَلُفُّ بحلسي الزادَ مِن دونِ صحْبَتي ***** وقَــــد آبَ نَجْمٌ واستـــــقَلَّ نُجُومُ 2 ـ وحاتم يرثي ملحان بن حارثة بن سعد بن حشرج ، الذي كان لا يُفارق حاتماً : لبَيْكِ على مِلْحَــــانَ ضيــفٌ مُدَفَّعٌ ***** وأرمَلَةٌ تُزْجي مع الليــــلِ أرْمَلا إذا ارْتَحَــــــلا لمْ يجـــدا بيتَ ليْلةٍ ***** وَلَمْ يَلْبَســــا إلاّ بِجاداً وَخَيْــــعَلا وأوصَيْتَني أن أرفَع الظن صاعداً ***** وصاتَكَ واستُودِعْتَ تُرْباً وجندَلا فلا انْفَكَّ رَمْسٌ بينَ أضْرُعَ فالّلوَى ***** يَصُــــبُّ عليه اللهُ وَدْفاً مُجَـــــلّلا 3 ـ وهذا حاتم يخاطب الحرث بن عمر الجفني ، وكان قد اسر عدداً من قومه : أتْبَعْ بَني عبدِ شَمْسٍ أمْرَ إخوَتهِمْ ***** أهلي فِداؤكَ إن ضَرُّوا وإن نَفَعوا لا تَجْعَلنَّا ، أبيْتَ الّعنَ ، ضاحيةً ***** كَمَعْشَرٍ صُلِمــُوا الآذانُ أو جُدِعوا أو كالجَناحِ إذا سُلَّتْ قَوادِمُــــــهُ ***** صار الجناحُ لفَضـلِ الرِّيشِ يَتَّبِع‘ 4 ـ ويقول لزوجته ماويّة أن تسأله وتسأل الأعراب عن كرَمه وجوده : سَلي الأقوامَ يا مــــاويَّ عَنّي ***** وإن لم تســــأليهُمْ فاســـأليني يُخَبِّرْكِ المُعاشِرُ والمُصــافي ***** وذو الرِّحْمِ الذي قد يَجْتَديني بأني لا يَهِرُّ الكَلْبُ ضيـــــفي ***** ولا يُقْضَى نجِيُّ القَوْمِ دُونِي ولا أعتَـــلُّ مِن فَنَــــعٍ بمَنــعٍ ***** إذا نابــتْ نوائــبُ تَعْتريــني وإنيّ ، قد عَلِمْتِ ، إزاءُ طيٍّ ***** وتأبى طَــــيٌّ أن تسْتَـــطِني إذا أنا لمْ أرَ ابنَ العَـــمِّ فوقي ***** فإنيّ لا أرى ابنَ العمِّ دُوني ومِنْ كَرَمٍ يجورُ عليّ قومـي ***** وأيُّ الدَّهْرِ ذُو لمْ يَحْسـِدُوني 5 ـ أبيـــــات متفرّقـــــة : إذا قَلَّ مالي أو نُكِبْتُ بنكبةٍ ***** قَنَيْتُ حيائي عِفَّةً وتَكَرُّما -------------------------- ما ضـــر جـــاراً لي أجاوره ***** أن لا يكون لبابه ســـــــتر أغضي إذا ما جارتي برزت ***** حتى يواري جارتي الخدر --------------------------- سِلاحُكَ مَرْقِيٌّ ، فلا أنت ضائرٌ ***** عَدُوّاً ، ولكن وَجهَ مولاكَ تَقْطِفُ ------------------------ إذا ما عَزَمْتَ اليأسَ ألفيْتَهُ الغِنى ***** إذا عرفَتْهُ النَّفْسُ ، والطَّمعُ الفَقْرُ 1/10/2013 المهندس جورج فارس رباحية المفــــــــــــــردات : (1) ـ منطقة حائل : تقع شمال المملكة العربية الســـــعودية وشمال منطقة القصـــيم وعلى السفح الشرقي من جبل شُمَّر وتُحاذي من الشمال صحراء النفوذ الكبرى ، هي المنطقة التي عاش فيها حاتم وسكن وقومه بين جبلي ( أجا وسلمى) . إن بين أطلال الآثـار في حائل وهي كثيرة كان قصر للطائي موجوداً في توارن ، لكن عاتيات الزمن لم تترك منه إلاّ القليل ويكاد يتداعى . (2) ـ قبر حاتم : يقع القبر في بلدة توارن التي تبعد عن حائل المدينة بحوالي 42كم باتجاه شمال غرب وتقع بين جبلي أجا وسلمى المجاورين لصحراء النفوذ الكبرى . وقبــــره ليس ككل القبور لأنه طويل أكثر مما ينبغي والتأكيد بأنه للطائي كما ذكر مدير السياحة والآثار بمنطقة حائل المصــــــــادر والمــــــــــراجع : ــــ شعراء النصرانية في العصر الجاهلي ج 1 : الأب لويس شيخو اليسوعي ، بيروت 1890 ــــ ديوان حاتم الطائي : دراسة وتحقيق د. عادل سليمان جمال – القاهرة ــــ حاتم الطائي : سلسلة الروائع ، فؤاد إفرام البستاني ـ بيروت 1930 ــــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973 ــــ مواقع على الإنترنت :
-
شعراء من حمص وصفـــي قرنفـــلي 1911 ـ 1972 المهندس جورج فارس رباحية وُلِدَ وصفي بن كامل قرنفلي في مدينة حمص عام 1911 وتلقّى دراسته الابتدائية في المدارس الأرثوذكسية بحمص ولم يتمكّن من متابعة دراسته ، وأنهاها عند الصف الحادي عشر والتحق بالعمل في دائرة المساحة بحمص عام 1929 . لم ينقطع عن المطالعة فانكبَّ عليها بحُبٍّ وشغف ، وتلقّى بعض الدروس باللغة العربية على يد أستاذه يوسف شـــاهين ( 1853 ـ 1944 ) الذي كان مديراً للمدارس الأرثوذكسية بحمص كما تلقّى بعض الدروس على يد الأستاذ جرجس كنعان . بدأ ينظم الشعر بقصائد وطنية وغزلية وهو في السادسة عشر من عمره . سافر فترة إلى مصر واطّلع على الحركة الأدبية فيها ونشر بعض إنتاجه في الصحف والمجلات التي تصدر في القاهرة . عاد إلى حمص وتوطّدت علاقته مع الأديب نصوح فاخوري ( 1924 ـ 2002 ) والأديب عبد السلام عيون السود ( 1922 ـ 1954 ) وفي عام 1954 أصدر كُرَّاساً مع صديقه نصوح فاخوري بعنوان ( موعد وعهد ) . لم يدخل وصفي القفص الزوجي طيلة حياته ، بدأ المرض يتغلغل في جسمه منذ عام 1957 وأهمل نفسه في العِلاج فاستفحل المرض واستحال الطب شفاءه ، فأصيب بالشلل بنهاية عام 1967 وبقي طريح الفراش حتى وافته المنية صباح يوم الثلاثاء في 12/كانون الأول / 1972 . وانطلقت الجنازة من بيته إلى كنيسة القديس إليان يوم الأربعاء الساعة 11بتاريخ 13/12/1972 ورثاه على القبر : الأستاذ عبد الرحيم الحمصي فقال : أفنيتَ عمركَ في النضال مُجالِداً وعَبَرْتَ ريعان الشباب مُجاهدا وعملتَ للوطن المُحَبّب عـندما كان الظلام على المـربع سائدا مهلاً رفيق العمر شِعرك لم يزل للواهنين مفاخــراً . وقلائـدا قم تشهد الأحبابَ حولكَ خُشّـعاً ينسـاب دمهمُ عليـك روافـدا وقال محي الدين الدرويش : شاعر الحُب والجــمال توارى ولقد كان ملء عين الزمـان بورِكَ الشِعر قد تسامى بــناء يبهر الناظـرين بالعنـفوان لاتقولوا : قد غاب بانيه ولكـن هو في القلب حاضر واللّسان إيه وصفي والعمر سرّ عجيب هات شِعراً مطيّـباً بالمثـاني قم كعهدي طلق المحيا ضحوكاً ناضر الوجه ألمعي الجنــان قم تأمّـل تجد ليـوثاً حيـارى وظباء مقروحـة الأجــفان هو شاعر تقدّمي رومانسي النزعة صاحب مدرسة التجديد في الشِعر العربي المُعاصر وظّفَ قصائده في خدمة قضايا الوطن والإنسان ومحاربة الاستعمار والدفاع عن الفقراء والكادحين ، لقّبوه بشاعر حمص . لكنّه كان يكره الألقاب فصاح بهم : أنا لستُ شاعر حمص ، في ما يدّعي قومٌ ، ولســتُ بشاعرِ الناسِ أنا شاعــري ، أنا عالمي أنا أمّتي وهناك شِعري في ضمير الكاس وعلى ظـلال الهدب أيقظ في دمي خدراً ، ولف مفاصـلي بنعاس قال عنه صديقه الأديب ممدوح سكاف في مجلة الثقافة الأسبوعية عام 1969 : ( إن وصفي يملك موهبة ممتازة في التعبير عن خلجات النفس الإنسانية والعواطف المتلهّفة والأحاسيس الطاغية ، فالكلمة عنده شحنة من الشعور المتدفّق والصدى الرمزي المسموع في اللفظة والصورة . والصورة في شعره وليدة الكلمة وضلع من حروفها ، فهي أحياناً مُثقلة بالضباب ، مضمّخة بالغموض وأحياناً أخرى صافية كالصباح الجميل ) . كما كتبت الأديبة الدكتورة نجاح العطّار دراسة قيّمة عنه في مجلة المعرفة العدد 129 لشهر تشرين الثاني عام 1972 . ونشرت جريدة ( الرأي ) الأردنية يوم الثلاثاء في 9/كانون الثاني 1973 في عددها رقم 525 مقالاً للأستاذ عيسى الناعوري بعنوان ( وردة من بعيد على قبر الشاعر الراحل وصفي قرنفلي ) شارحاً بإسهاب عن موهبة الشاعر الراحل وأسلوبه في كتابة الشِعر مستشهداً بمقاطع من قصائده ومداخلاته عنها . وأقام له اتحاد الكتّاب العرب بحمص حفلاً تأبينياً يوم الأحد بتاريخ 25/شباط /1973 في المركز الثقافي بحمص شارك فيه عدد كبيرمن الأدباء منهم : نزار قباني ، مراد السباعي ، عبد المعين ملوحي ، حامد حسن ، الياس خليل زكريا ، عبد الرحيم الحصني ، أنطون مقدسي ، محمد الحريري ، خليل هنداوي ، مدحت عكاش ، عبد القادر عيّاش ، محي الدين الدرويش ، عفيف قرنفلي . نبين أدناه مقتطفات مما قاله بعض الشعراء والأدباء في حفل التأبين : قال نزار قباني : ( أيها الشاعر الصديق : لم أقطع مئات الأميال لأبكيك فلا أنا أُجيد حرفة البكاء ولا أنت تقبل مذلّة الدموع ... ولكنني أتيت لأهنِّئك لأن جهازك العصبي قد توقّف عن الفعل والانفعال . وأعصابك لم تعد كأعواد الكبريت ، قابلة للاشتعال في كل لحظة . من حسن حظّك إنك أخذت إجازة من حواسك الخمس .. أما أنا فما زلت يا صديقي مُحاَصراً بحواسي الخمس ... وما زلت مضطرّاً مع الأسف أن أفتح شراييني وأكتب .. يا صديقي وصفي : لقد اتّحد وجعك بوجعي ، وتداخل موتك بموتي ، حتى لم أعد أدري مَن يرثي مَن ...... ) . وقال عبد الرحيم الحصني : ( سرابك ) العذب هام الظامئون به فيمّموه . ولما مسّهم ســكروا وأنت فـوق ذرى الآلام مؤتــلق ومشعل النصر في يُمناكَ يستعر في ذمة الخلد والتاريخ ما عـبرت بطيب أنسامك الأعوام والعصر ************* مــــؤلفــاته : ـ " موعد وعهد " : بالاشتراك مع نصوح فاخوري عام 1954. حيث ضمّنه ثلاث قصائد : 1 ـ لنا النصر : بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل . 2 ـ موعد وعهد : تحية لمؤتمر بخارست عام 1953 . 3 ـ مع الســـلم ـ ديوان وراء السّـراب: ينقسم إلى قسمين : 1 ـ وراء السراب : يحتوي على 72 قصيدة . 2 ـ أوراق مُبعْثرة : يحتوي على 15 قصيدة . وتقديراً لدوره الريادي في حركة الشِعر العربي المعاصر : ـ منحته الحكومة السورية يوم الثلاثاء بتاريخ 5/ آب / 1969وسام الاستحقاق السوري تقديراً لدوره الريادي في حركة الشِعــر المعاصر ومنــاداته بالعدالة الإنســانية والاجتماعية والحرية للشعوب المقهورة . ـ أصدرت وزارة الثقافة ديوانه ( وراء السّراب ) في نفس العام الذي مُنِحَ فيه الوِسام . ـ أطلقت مديرية التربية بحمص اسمه على إحدى مدارسها : ( ثانوية الشاعر وصفي قرنفلي ) في حي باب تدمر ـ شارع عمر المختار . مقتطفـــات من أعمــاله : 1 ـ من قصيدة ( موعد وعهد بـلادنــا ، مُتّكــأ أخضـر غنّــى ، على أقدامـه ، جدولُ صحراؤنـا شعر ، وأنجــادنا خمر ، وخصب سهلنا ، مخمـلُ ************ فتياننا الأحرار ، قد أقسمــوا ، ألاّ يسيروا ، في لـواء الظّـلامْ عبْر الحدود البُلْه ، عبر الدُّجى ، بينـــكم الشّـام . ونحن الشآمْ ************ 2 ـ قصيدة قلب ضــائع : يا قلب ويحـكَ ضيّعوك وما برحــت لهم وفِيّــا أمسيتَ يا مسكين لا ميّتاً فيسلو في التراب ولستَ حيّا قد كان أمس ومات أمس فخــلِّ أمس وعش خليّـا 3 ـ من قصيدة : فلان .... وتاريخنا .... والغُزاة : نحن العروبة ، في أنقى شمــائلها يا من على يدكــم إنسانها صـُلِبا والمجد ، نحن العوالي من شوامخه ، والمجد ، إذ ينتخي ، لم يَعْـدنا نسبا ليس الأذِلاّء في التاريخ ، من عرب، ـ وأنت منهم ـ ولا مَن يعبد الذهبا هذي البلاد لنا ، ليســت لكم أبدا ، ونحن تاريخ هذا الشرق إن كُتبــا الحب والسّلم ركــنٌ في حضارتنا ، وكنتم الحقد ، في التاريخ ، والرُعُبا 4 ـ قصيدة رائحة الصّــوت : غليظ ثقيل الظِلِّ ما ضجّ صوته بأذني إلاّ هزّ بي كل جارحه وأقســم لم يٌخطىء إلي وإنما تلمّست نفساً بين شدقيه كالحه كذلك للأصوات طعم نُحسّــه ولون وراء العين حيّ ورائحه 5 ـ على ضريحي : نظمَ هذه الأبيات كي تُكتَب على ضريحه : لقد غــدوت ترابا ، لايحــــرّّكني بيت من الشـعر أو زهر على غُصنِ حسبي ـ ولا حسب خلف القبرـ متّكئي في حضـن أمي وإني في ثرى وطني وإنني كنت ـ والأحــرار تعرفني ـ حُرّاً ، أضأت دروب الشِعر في زمني *************** 1/6/2008 المهندس جورج فارس رباحية المــراجع والمصــادر : ـ ديوان وراء السّراب : وصفي قرنفلي ، وزارة الثقافة 1969 ـ الحركة الشعرية المعاصرة في حمص : محمد غازي التدمري 1981 ـ من أعلام حمص ج1 : محمد غازي التدمري 1999 ـ شعراء حمص ج1 : أحمد الدرويش 1963 ـ أعلام الأدب والفن ج2 : احمد الجندي 1958 ـ تاريخ حمص ج2 : منير الخوري عيسى أسعد 1984 ـ أرشيف جريدة حمص ـ مواقع على الإنترنت
-
لسان الدين بن الخطيب 713 – 776 هـ / 1313 – 1374 م هو محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبدالعزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)). وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزارتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة)، و(الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية). ومن أشهر ما كتب : جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا مَنْ يَرْكَبُ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ ********************* أعاتِبُ دهرا لا يُصيخُ إلى عَتْبِ وأسألُهُ صفْحاً ومالي من ذَنْب وأعْلِنُ بالشَّكْوى إلى غير راحِم فأشْكُو وقد عزَّ العزاءُ إلى ربي أبا حسَنٍ ما للزمان يَنُوشُني كأنك لم تعْلمْ بوُدِّي ولا حُبِّي ومن لي بأقوام علَيَّ تألَّبوا أسالِمهُم دَهْري ويَسْعَوْن في حربي وأنت علي قد علِمَتْ تَشَيُّعي فكُن ناصري وادْرَأ جموعَ بني حَرْبِ ******************** الحمدُ لله مَوْصُولا كما وجبا فهو الذي برداء العِزّة احْتَجَبا الباطِن الظّاهرِ الحق الذي عَجَزَتْ عنه المدارِكُ لما أمْعَنَتْ طَلَبا علا عنِ الوصْفِ مَن لا شيءَ يُدْرِكُه وجَلَّ عن سبَبٍ من أوْجَدَ السّببا والشُّكرُ للهِ في بدْءٍ ومُخْتَتَم فالله أكرَمُ من أعْطى ومَنْ وَهَبا ثم الصّلاة ُ على النُّورِ المبينِ ومن آياته لَمْ تَدَعْ إفْكاً ولا كَذِبا مُحَمَّدٌ خيرُ من تُرْجى شَفاعتُهُ غداً وكُلّ امرىء ٍ يُجْزَى بما كَسَبا ***************** من لي به أسمر حلو اللِّما أهيف ماضي الهجْرِ مرهوبَه كالنَّحلِ في رقة خصرٍ وفي لسع متى تشاء ومقلوبَه ****************** كنتُ آسي على زمانٍ تقضَّى أخلق الدَّهر منه ثوباً قشيبا فتأسَّيْت حين أبصرتُ فود الليل قد عمهُ الصَّباح مشيبا ***************** جادك الغيـث إذا الغيـث همـى "" يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس لـم يكـن وصـلـك إلا حلـمـا "" في الكرى أو خلسـة المختلـس إذ يقـود الدهـر أشتـات المنـى "" ننقـل الخطـو علـى ما تـرسـم زمـرا بـيـن فُــرادى وثـنـا "" مثلمـا يدعـو الحجيـج الموسـم والحيا قد جلـل الـروض سنـا "" فثغـور الزهـر فـيـه تبـسـم وروى النعمان عن مـاء السمـاء "" كيف يـروي مالـكٌ عـن أنـس فكسـاه الحسـن ثوبـاً مُعلـمـاً "" يزدهـي منـه بأبهـى ملبـس
-
طَـــــرَفَة بنِ العَبْدْ (538 ـ 564) م ؟ المهندس جورج فارس رباحية هو أبو عمرو بن العبد بن سفيان بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عُكابــــة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، لُقِّبَ بطرفة (1) ولقبه الثاني الغلام القتيل (2) وُلِدَ في قريــة المالكية في البحـرين حوالي سنة 538 م (3) مـن أبوين شريفين وهو ابن أخت جرير بن عبد المسيح المعـروف بالمُتَلَمِّس . نشـأ طرفة على نصــــرانيّته وفي بيئة كلها شــــعر فأبوه و المرقش الأكبر عم والده والمرقش الأصغر عمّه والمتلمس الضبيعي خاله كلهم شعراء وأختـه الخرنق شاعرة (توفيت 570 م ) أيضاً رثته حين وفاته . بالنسبة لعمره لم يختلف عليـــه الرواة كثيراً ، فقد اجمع الكثيرون على أن طرفة لم يَعِش أكثر من ربع قرن إلاّ بقليل ، فقيل عــاش 26 عاماً وقيل أقلّ من ذلك بقليل وقيل أكثر من ذلك بقليل أيضاً ، وعلى كل حال بين أيدينا بيتان من الشعر لأخت طرفة قد رثته بهما : عَددْنا له سِتّاً وعشرين حِجَّةٌ ***** فلمّا تَوافاها استوى سيّداً ضخما فُجِعْنا به لما رَجَــــوْنا إيابه ***** على خير حالٍ لا وليداً ولا قحما تَيَتَّمَ طرفة باكِراً بأبيه وترَبّى بين أعمامه ولا قى منهم العنت ، وجَفَوْهُ وأمّه وردة أخت المتلمس وحرموه كثيراً من حقّه ممّا أجّج الشعر في نفسه ، وانطلق لســــانه بتهديد ووعيد لهم ، وممّا قاله فيهم : ما تنظـــــرون بحقّ وردة فيكم ***** صغر البنون ورهط وردة غيّبُ قد يبعث الأمـر العظيم صغيره ***** حتى تظــــــل له الدماء تصبّبُ أدّوا الحقوق تفِرْ لكم أعراضكم ***** إنّ الكريم إذا يُحَـــرَّبُ يَغْضَبُ إن هذا الغضب العارم لم يؤد إلى ثورة بل أفضى إلى تناسيه والانغماس في حياة اللهو والمجون فَبَدَّد كلّ مالِه ن ممّا دعا بقوْمه إلى نبذه وزجره ن مما جعله يحـــقد عليهم ، وقد ســــاءت حالته الماديّة ممّا دفعه ـــ وهو السيّد في قومه ـــ إلى رعي إبِل أخيه ( معبد ) من أبيـــه . لم يدم هــذا الأمر طويلاً وبعض المصادر ذكرت أنه شارك في حرب البسوس (494 ـ 534) م التي جرت بين تغلب وبكر. وكان طرفة معاصراً لملك الحيرة عمرو بن هند وصديقاً لأخيه عمرو بن مامة فبدأ الترحال حتى بلغ أطراف جزيرة العرب ثم عاد إلى قومه بعد ذلك استقرّت به الأحوال في بلاط ملك الحيرة عمـــرو بن هند فنادمه مع خاله المتلَمّس ، وعايشاهولكن هذه العلاقة لم تستمرّ فسرعان ما هجا طرفة عمراً وممّا قاله طرفة : فليت لنا مكان الملك عمرو ***** رغوثاً حول قبتنا تخورُ لعمــرك أن قابوس بن هندٍ ***** ليَخلطُ ملكَــه نوكٌ كثيرُ وعلم عمرو بن هند بالقصيدة فتوعّده بالقتل وإنّ قصـــة مقتله مشهورة تناقلتــــها الكتب كالعقد الفريد والأغاني ونسوق هذه الرواية كما وردت في كتاب الأغاني : (( قال : حدّثني المتلمس ، قال : قدمت أنا وطرفة بن العبد ، وكان غُلاماً مُعجباً تائهاً يتخلّج في مشيته بين يديه ، فنظر إليه نظرة كادت تقتلــــعه من الأرض . وكان عمرو بن هند لا يبتســم ولا يضحك ، وكانت العرب تهابه هيبة شديدة . فكتب لنا كتـــاباً إلى المكعبَر ( عامله على عُمان والبحرين ). كُتِبَ ولم نَرَه ، وخُتِمَ ولم نَرَه ، لي كتاب وله كتاب . قال المتلمّس : فقلت لطرفة : إنّي لأخاف عليـــك من نظـــرته إليك هذه مع ما قلت . قال : كلا , فخرجنا .. فإذا غلام من أهل الحيرة ، فقلت يا غـلام ، تقرأ ؟ قال : نعم ، قلت اقــرأه ، فإذا فيه : من عمرو بن هند إلى المكعبر ، إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً فألقيت الصحيفة في النهر ، وقلت يا طرفة معك مثلـــها . قال كلاّ ، ما كان ليفعــل ذلك في عقر داري . قال فأتى المكعبر فقطع يديه ورجليه ودفنه حيّاً )) ومن الثابت على وجه اليقين أن طرفة بطبعه الحاد لم يقبل وصاية ولا رعاية من أقربائه بـعد وفاة والده ، وساقته نفسيته إلى شيء من الغرور فتفرّد بنفسه لا يستمع لأحد ولا ينتصـح لأحـد ، فكانت النتيجة انعزاله التام عن القوم وهذا ما انعكسَ على شخصيّته ، فنراه ينفر من المنــافقين ، ويَسِمُ من حوله بالخداع وبدا هذا في شعره لما كان في سجن ذات مرّة وطلب النجدة من أصحابه فخذلوه فقال : أسلمني قومي ولم يغضبوا ***** لِسَوْءةٍ حلّتْ بهم فادحهْ كلّ خليــــــلٍ كنت خـاللْته ***** لا ترك الله له واضـحهْ كلّهـــــم أروَغ من ثعــلبٍ ***** ما أشبه الليلـةَ بالبارِحهْ لقد قال عنه لبيد بن ربيعة العامري : انّه من أشعر ثلاثة في عصره وهم ( الملك الضليــل امرؤ القيس ) و ( الغلام القتيل طرفة ) و ( الشيخ أبو عقيل وقصد به نفسه ) . تعتبر معلّقته من أجمل ما حوى ديوانه من شعر وعدد أبياتها يتراوح بين 74 و 105 بيتاً وذلك حسب ما المراجع فيها . ويعتبر نقّاد الشعر القدامى والمعاصرين أن معلّقته من أفضل أشعار الجاهلية قاطبة . مقتطفـــات من أعمـــــاله : 1 ـ المعلّقة : وهو من أصحاب المعلّقات (4) عندما أنفق ماله ونبذته عشيرته وطاف في بلاد العرب حتى ملّ وعاد إلى قومه ، فحمله أخوه معبد على رعي إبله فكان يُهملها ولم يطل المر حتى أخذت فسأل ابن عمّه مالكاً أن يعينه في طلبها ، فلامه وقال له : فرطت فيها ثم أقبلت تتعب في طلبها فأنشد معلّقته هذه على وزن بحر الطويل بـ 105 أبيات ، فبدأها باسم خولة وهي امرأة قيل أنها من بني كلب : لخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ = تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ وُقُوْفَاً بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُـمْ = يقوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَلَّدِ كَأَنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً = خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنِ يَامِنٍ = يجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْرَاً وَيَهْتَدِي يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا = كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ = مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ = تَنَاوَلُ أَطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَدِي وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوِّراً = تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَدِ سَقَتْهُ إيَاةُ الشَّمْسِ إلاّ لِثَاتِـهِ = أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَـتْ رِدَاءَهَا = عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ وَإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَـارِهِ = بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدِي أَمُونٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُـهَا = عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ جَمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدِي كَأَنَّـهَا = سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أَرْبَدِ تُبَارِي عِتَاقَاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ = وَظِيْفَاً وَظِيْفَاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّدِ تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِـي = حَدَائِقَ مَوْلِيَّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وَتَتَّقِـي = بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَفَ مُلْبِدِ كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا = حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً = عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ لَهَا فَخِذَانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَـا = كَأَنَّهُمَا بَابَا مُنِيْفٍ مُمَرَّدِ وطَيُّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ = وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَـةٍ يَكْنِفَانِهَا = وَأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ لَهَا مِرْفَقَانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّهَـا = تَمُرُّ بِسَلْمَيْ دَالِجٍ مُتَشَدِّدِ كَقَنْطَرةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّـهَا = لَتُكْتَنِفَنْ حَتَى تُشَادَ بِقَرْمَدِ صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا = بَعِيْدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ = لَهَا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّدِ جَنُوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ = لَهَا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّدِ كَأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَيَاتِهَـا = مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ تَلاقَى وأَحْيَاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا = بَنَائِقُ غُرٌّ فِي قَمِيْصٍ مُقَدَّدِ وَأَتْلَعُ نَهَّاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ = كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِدِ وجُمْجُمَةٌ مِثْلُ العَلاةِ كَأَنَّمَا = وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ = كَسِبْتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا = بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ طَحُورَانِ عُوَّارَ القَـذَى فَتَرَاهُمَا = كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى = لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَدَّدِ مُؤَلَّلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَا = كَسَامِعَتَي شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ وأَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ = كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَارِنٌ = عَتِيْقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَزْدَدِ وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ = مَخَافَةَ مَلْوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا = وَعَامَتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِي = ألاَ لَيْتَنِي أَفْدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَدِي وَجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَهُ = مُصَابَاً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَدِ إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِي = عُنِيْتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ أَحَلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَتْ = وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّـدِ فَذَالَتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِسٍ = تُرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاَعِ مَخَافَـةً = وَلكِنْ مَتَى يِسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ فَإِنْ تَبْغِنِي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي = وَإِنْ تَلْتَمِسْنِي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ وَإِنْ يَلْتَقِ الحَيُّ الجَمِيْعُ تُلاَقِنِي = إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّدِ نَدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُومِ وَقَيْنَـةٌ = تَرُوحُ عَلَيْنَا بَيْنَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ = بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّـةُ المُتَجَرَّدِ إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنـا = عَلَى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَدَّدِ إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا = تَجَاوُبَ أَظْآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ وَمَا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِي = وبَيْعِي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي إِلَى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَا = وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِي = وَلاَ أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَـدَّدِ أَلاَ أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَـى = وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي = فَدَعْنِي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي وَلَوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَى = وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي فَمِنْهُنَّ سَبْقِي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ = كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِـدِ وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبـاً = كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَهُ المُتَـورِّدِ وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ = بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الخِبَاءِ المُعَمَّـدِ كَأَنَّ البُرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ = عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ كَرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ = سَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّدِي أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ = كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ نَرَى جُثْوَتَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا = صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّـدِ أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي = عَقِيْلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المُتَشَـدِّدِ أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ = وَمَا تَنْقُصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى = لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ مَتَى مَا يَشَأْ يَوْماً يَقُدْهُ لِحَتْفِـهِ = وَمَنْ يَكُ فِي حَبْلِ المَنِيَّةِ يَنْقَـدِ فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكَـاً = مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ يَلُوْمُ وَمَا أَدْرِي عَـلامَ يَلُوْمُنِـي = كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ وأَيْأَسَنِي مِنْ كُلِّ خَيْـرٍ طَلَبْتُـهُ = كَأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْـرَ أَنَّنِـي = نَشَدْتُ فَلَمْ أُغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ وَقَرَّبْتُ بِالقُرْبَى وجَـدِّكَ إِنَّنِـي = مَتَى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثَةِ أَشْهَـدِ وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا = وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَدِ وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ = بِشُرْبِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَدُّدِ بِلاَ حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ = هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرُءاً هُوَ غَيْرَهُ = لَفَرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَدِي ولَكِنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُـوَ خَانِقِـي = عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَدِ وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً = عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِرٌ = وَلَوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ = وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي = بَنُونَ كِرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ = خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ فَآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً = لِعَضْبٍ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ حُسَامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ = كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ أَخِي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَةٍ = إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَدِي إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِي = مَنِيْعاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَهِ يَـدِي وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِي = بَوَادِيَهَا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ = عَقِيلَةُ شَيْخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ يَقُوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَا = أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ وقَالَ أَلا مَاذَا تَـرَونَ بِشَارِبٍ = شَدِيْدٌ عَلَيْنَا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ وقَالَ ذَرُوهُ إِنَّمَا نَفْعُهَـا لَـهُ = وَإِلاَّ تَكُفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ فَظَلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِلْـنَ حُوَارَهَـا = ويُسْعَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَدِ فَإِنْ مُتُّ فَانْعِيْنِي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ = وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَدِ ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ = كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَدِي بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَى = ذَلُولٍ بِأَجْمَاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي = عَدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّدِ وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِي = عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِدِي لَعَمْرُكَ مَا أَمْرِي عَلَيَّ بُغُمَّةٍ = نَهَارِي ولا لَيْلِي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِهِ = حِفَاظاً عَلَى عَوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى = مَتَى تَعْتَرِكْ فِيْهِ الفَرَائِصُ تُرْعَدِ وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ = عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ أَرَى المَوْتَ أَعْدَادَ الُّنفُوْسِ ولا أَرَى = بَعِيْداً غَدًا مَا أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً = ويَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ وَيَأْتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ = بَتَاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ 2 ـ وقد مَدَحَ ذات مَرّة بني المنذر بن عمرو بقصيدة بعنوان ( يزعون الجهل في مجلسهم على وزن بحر الرّمل فقال : ورَكـــــوبٍ تَعْزِفُ الجِــــنُّ به ***** قبل هذا الجيلِ من عَهْدٍ أَبَدْ وَضِبـــــابٍ ســـَفَرَ المـــاءُ بها ***** غَرِقَتْ أولاجُها غَيْرَ السُّدَدْ فَهْيَ مَوتى لَعِـــبَ المــــاءُ بها ***** في غُثاءٍ ساقَهُ السَّــيْلُ عُدَدْ قد تَبَطّنْــــــتُ بِطِرْفٍ هَيكَـــلٍ ***** غَيــــرِ مَرباءٍ ولا جأبٍ مُكَدْ قَــائداً قَــــدَّامَ حَــــيٍّ سَـــــلَفُوا ***** غّيْرِ أنكـاسِ ولا وُغْــلٍ رُفُدْ نُبَلاءِ السّـــعي من جرثومـــــةٍ ***** تتـــرُكُ الدنيـــا وتَنْمي للبَعَدْ يَزَعـــونَ الجَهْــلَ في مجلِسِهِمْ ***** وهُم أنصارُ ذي الحِلْمِ الصَّمَدْ حُبُسٌ في المَحْلِ حتى يُفْسِحوا ***** لابتغاءِ المجدِ أو تَـــركِ الفَنَدْ سُـــمَحاءُ الفقْرِ أجـــوادُ الغِنى ***** سادةُ الشِّيبِ مَخاريقُ المُــرُدْ ( يزعون : يكفّون ويصدّون ) 3 ـ كان طرفة يشرب يوماً مع الملك عمرو بن هند إذ أشرفت أخته فرآها طرفة فقال فيها هذين البيتين على وزن بحر الوافر : ألا يا ثاني الظبي الــ ***** ــذي يبرق شـــنفاه ولولا الملـــــك القـــا ***** عد ، قد ألثمني فاه 4 ـ ورأى مرّة خيلاً فأنشد في وصفها على وزن بحر الكامل : ولقد شهِدْتُ الخيلَ وِهْيّ مُغيرةٌ ***** ولَقد طَعَنْتُ مجامِعَ الرَّبِلاتِ رَبِلاتِ جُودٍ ، تحتَ قدّ بـــارِعٍ ***** حُلْوِ الشمائلِ خيرةِ الهلكاتِ رَبِلاتِ خَيلٍ ، ما تزالُ مُغيـرةً ***** يُقطِرنَ من عَلَقٍ على الثُّنّاتِ الرِبِلات : جمع رِبلة ، وهي باطن الفخذ ، أو كلّ لحمة غليظة . 5 ـ ومن شعرِه الغَزَلي أنشد سلمى بقصيدة (سما لك من سلمى خيال) على وزن بحر الطويل : أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْراً منازِلُهُ ***** كجَفْنِ اليمانِ زَخْرَفَ الوَشيَ ماثلُهْ دِيارٌ لِسلمى إذ تصـيدُكَ بالمُنى ***** وإذ حبْلُ سلمى منكَ دان توَاصُلُه وإذ هي مثلُ الرّئمِ صِيدَ غزالُها ***** لها نَظَرٌ ســــاجٍ إليكَ تُوَاغِـــــلُهْ سَما لك من سلْمى خَيالٌ ودونَها ***** سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُـــهُ فأمــــايِلُهْ وأنّى اهتدتْ سلمى وسائلَ ، بيننا ***** بشاشةُ حُبِّ ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ وما خِلْتُ سلمى قبلها ذات رِجلةٍ ***** إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سِـرِابلهْ وقد ذهَبتْ ســــــلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ ***** فهلْ غيرُ صـــيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِلُهْ كما أحرَزَتْ أسماءُ قلبَ مُرَقّشٍ ***** بحُبٍّ كلمعِ البَرْقِ لاحتْ مَخــايلُهْ فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ ***** بأسماءَ إذ لا تستــــــفيقُ عَواذِلُهْ قضى نحْبَهُ وَجداً عليــها مُرَقِّشٌ ***** وعُلّقْتُ من ســـلمى خَبالاً أُماطلُهْ لعمري لمــــوْتٌ لا عقوبةَ بعدَهُ ***** لذي البثِ أشفى من هوًى لا يزايِلُهْ 6 ـ وهنا يفتخر بنفْسه وبقومه بقصيدة ( والمجد ننميه ونتلده ) على وزن بحر الكامل : إني مــن القــومِ الذين ، إذا ***** أزِمَ الشّتاءُ ودوخِلَتْ حُجَرُهْ يوماً ، ودونِيَتِ البـيوتُ له ***** فثَنى قُبَيلَ رَبيــــعِهمْ قِرَرُهْ رفعُوا المَنيحَ وكان رِزْقَهُمُ ***** في المُنْقِياتِ يُقيمُهُ يَسَــــرُهْ إنّا لنعـــلَمُ أنْ سَيُــــدْركُنا ***** غَيْثٌ يُصيبُ سَوامنا مَطَرُهْ إنّا لنكســوهم وإن كرِهوا ***** ضربْاً يطيرُ خِلالَهُ شــرَرُهْ والمجــــدُ نَنْمِيه ونُتْلــــِدُه ***** والحمدُ في الأكْفــاءِ نَدّخِرُهْ إنّ التبالي في الحيـاة ولا ***** يُغْني نوائبَ مــــــاجدٍ عُذَرُهْ كُلُّ امــــــرئ فيما ألَمّ به ***** يَوماً يبينُ من الغِنـــى فُقُرُهْ 7 ـ وذكر الموت ذات مرّة بأبياتٍ على وزن بحر الكامل فقال : وتقول عاذِلَتي ولَيس لهــا ***** بِغَدٍ ولا ما بَعْـــدَهُ عِلْـــــــمُ إنّ الثراءَ هو الخـلودُ وإنّ ***** المَرْءَ يُكْرِبُ يومَهُ العُــــدْمُ ولَئِنْ بَنَيْتُ إلى المُشَقَّرِ في ***** هَضْبٍ تُقَصِّرُ دونّهُ العُصْمُ لَتُنَقِّبَنْ عَنّـــــي المَنِيّــة إنّ ***** اللهّ لَيْسَ لِحُكْمِــــهِ حُكْــــــمُ 8 ـ وها هو يصف حاله : خليليّ ! لا واللهِ ، ما القلبُ سالِمٌ ***** وإنْ ظَهَرَتْ مِنّي شَمائِلُ صاحِ وإلاّ فما بالي ، ولم أشهد الوغى ***** أبِيتُ ، كأنّي مُثْقَلٌ بجــــــراحِ 9 ـ وقال في الحِكَــــمْ : خالِطِ النّاسَ بخُلْقٍ واسِعٍ ***** لا تكُنْ كلباً على الناس تَهِرّ ======== ألَم ترَ أنّ المالَ يُكْسِـــــــبُ أهلُهُ ***** فُضوحاً إذا لم يُعْطَ منه نَوَاسِبُهْ أرى كُلَّ مالٍ لا محــــــالةَ ذاهباً ***** وأفضلُه ما وُرِّثَ الحمدَ كاسِبُهْ فكيفَ يُرْجِّي المـَرْءُ دهراً مُخَلَّداً ***** وأيامـــــه عمّا قليلٍ تُحاســِبُهْ ؟ =========== ولو نالَ ما نالَ نوحُ بها ***** وعاشَ كما عاشَ في أمّتهْ للاقى المنيّةَ من يومــهِ ***** إذا حُـــــمّ ذلك أو ليلتِـــــهْ =========== الخيرُ خَيْرً ، وإن طال الزّمانُ بِهِ ***** والشَّرُّ أخْبَثُ ما أوْعَيْتَ من زادِ ========== مَنْ يَسْتَعِن بالصّمتِ يوماً فإنّهُ ***** يُقالُ لهُ لُبٌّ نَهَاهُ أصــــيلُ ========== 20/11/2013 المهندس جورج فارس رباحية المفــــــــــــــردات : (1) ـ طرفة : هو لقبه الأول ولم يُعْرَف ما مصدر هذا اللقب ، ولا من لقّبه إياه بيد أن الثابت والمرجّح ، أنه ورثه في حياته القصيرة . (2) ـ الغلام القتيل : فمن الثابت أنه اشتهر به أو اكتسبه بعد مقتله . (3) ـ مولده ووفاته : لم تُحَدِّد كتب التاريخ والتراجم عاماً محَدّداً لمولده ، بيد أن الكثير من الرواة ذكروا أنه توفي في حوالي 70 عاماً قبل الهجرة أو قبل بضعةً وستين عاماً قبل الهجرة وهذه السنون توازي حوالي 552 م أو558 م . والبحث في مصـادر تاريخية تبيّن أن بعضها ذكرت مولده في 529 م ووفاته 552 م ومصدر آخر ذكر أن مــولده 538 م ووفاته 564 م ومصدر ثالث حدّد مولده 543 م ووفاته 569 م . (4) ـ المعلّقات : هي من أجمل صور الشعر الجاهلي وأعذبه وكان ( حماد الراوية ) أوّل من جمعها في أواخر عصر بني أميّة في الشام ( 660 ـ 750 ) م وأواخر العصــــر العباسي ( 750 ـ 1258 ) م وأصحاب المعلّقات هم : امرؤ القيس ـ طرفة بن العبد ـ زهير بن ابي سّلمى ـ لبيد بن أبي ربيعة ـ عمرو بن كلثوم ـ عنترة بن شدّاد ـ الحارث بن حلزة ـ النابـــغة الذبياني ـ الأعشى الأكبر ـ عبيد بن الأبرص إن تسميتها بالمعلّقات أو المُذَهَّبات ، أو السُّموط ( العقود ) فمختلف فيه ، إذ قال بعضهم أنّ العــرب لشــــدّة إعجابهم بها ، كتبوها بمـــــاء الذهب ، وعلّقوها على جدران الكـــعبة ، فَسمــِّيت بذلك المُعلَّقات أو المُذهّبات ونفى بعضهم تعليقها على جدران الكعبة وزعم آخـرون أنّ حمّاداً الراوية هوالذي جمع القصائد الطِّوال، وقال للناس : هذه هي المشهورات وقال آخرون إنّها سُمِّيَت بذلك لأنها من القصـــائد المسـتجادة التي كانت تُعَلَّق في خـــزائن الملـــوك والراجح اليوم انها سُمِّيَت أيضاً بالمعلَّقـات لتشبيهها بالسّـــــموط ، أي العقود التي تُعَلَّق بالأعناق ، وقد سُمِّيَت أيضاً بالمذهّبات لأنها جـديرة بأن تُكْتَب بماء الذّهب لنفاستها . المصـــــــادر والمـــــــراجع : ــ طرفة بن العبد : فؤاد افرام البستاني ، سلسلة الروائع . بيروت 1930 ــ ديوان طرفة بن العبد : عبد الرحمن المصطاوي . بيروت 2003 ــ ديوان طرفة بن العبد : شرح الأعلم الشنتمري . بيروت 2000 ــ مختارات شعراء العرب : العلاّمة هبة الله بن علي. 1958 ــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973 ــ شرح القصائد العشر : الإمام الخطيب التبريزي ــ شرح المعلّقات العشر : الإمام أبو عبد الله وتحسين الحسين . بيروت 1983 ــ مواقع على الإنترنت :
-
..لا يـجـب أن تـقـول كـل مـا تـعـرف ..... ولـكـن يـجـب أن تـعـرف كُـل مـا تـقـول ..لـيـسـت الألـقـاب هـي الـتـي تُـكـسِـب الـمـجـد ..... بـل الـنَّـاس مـن يـكـسـبـون الألـقـاب مـجـداً ..لـيـس مِـن الـصَّـعـب أن تُـضـحـي مِـن أجـل صـديـق ..... ولـكـن مِـن الـصَّـعـب أن تـجـد الـصَّـديـق الـذي يـسـتـحـق الـتـضـحـيـة ! ..الـحـيـاة مـلـيـئـة بـالـحِـجـارة فلا تـتـعـثـروا بِـهـا بـل إجـمـعـوهـا وابـنـوا بِـهـا سُـلـمـاً تـصـعـدون بِـه نـحـو الـقِّـمـة ..مـن جُـن بـالـحُـب فـهـو عـاقِـل و مـن جُـن بِـغـيـره فـهـو مـجـنـون ..قـد يـبـيـع الإنـسـان شـيـئـاً قـد شـراه ..... ولـكِـن لا يـبـيـع قـلـبـاً قـد هـواه ..فـي لـحـظـة تـشـعُـر أنـك شـخـصٌ فـي هـذا الـعـالـم بـيـنـمـا يـوجـد شـخـص فـي الـعـالـم يـشـعُـر أنـك الـعـالـم بـأسـره ..مـن أحـب الله رأى كـل شـئ جـمـيـلاً ..حـيـاتـي الـتـي أعـيـشُـهـا كـالـقـهـوه الـتـي أشـربُـهـا عـلـى كِـثـر مـا هـي مُـره فـيـهـا حـلاوه