اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

AmEr-Dz

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    3306
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو AmEr-Dz

  1. [center] الحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير، وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين .. وبـعْـد .. السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و برَكاته أخوتي و أخَواتي في الله أتمنى مِنْ الله عز و جل أن تكونوا جميعاً بأفضل حال سورة الانشقاق المصدر الكـاتب : عبد العظيم بدوي الخلفي يقول الله - تعالى -: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [الانشقاق: 1- 25]. بين يدي السورة سورةٌ مكية، وهي ثالثةُ الثلاثِ التي قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عينٍ فليقرأ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ». تفسير الآيات قوله - تعالى -: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ يعني: يوم القيامة، كما قال - تعالى -: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ [الحاقة: 13- 16]، وقوله - تعالى -: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا أي: سَمِعت وأطاعت، وَحُقَّتْ أي: وحُقّ لها أن تسمعَ وتُطيع، لأنها مِن خلق الله، ولا يحق لمخلوق أن يَعْصِيَ الله - سبحانه -، وقوله - تعالى -: وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ أي: سُوّيتْ فلم يبق فيها عوجٌ ولا أَمْتٌ، كما قال - تعالى -: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالُ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ أَمْتًا [طه: 105- 107]. وقوله - تعالى -: وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ أي: ألقتْ ما في بطنها من الأموات وتخلّت عنهم، كما قال - تعالى -: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا [الزلزلة: 1، 2]، وقوله - تعالى -: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ أي: سمعت وأطاعت لأمر ربها، وحُق لها أن تسمع وتطيع. وجوابُ الشرط في هذه الآيات محذوفٌ، تقديره: عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ كما في سورة التكوير، أو عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ كما في الانفطار. وقوله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ الإنسان هنا عموم الإنسان، المؤمن والكافر، فالمؤمن يكدحُ، والكافر يكدحُ، والكدحُ هو الجهدُ والمشقة في العمل، وكلّ إنسان كادحٌ، كما قال - تعالى -: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد: 4] أي: في تعب ومشقة، والعاقل من جعل تعبه وكدحه في سبيل الله حتى إذا مات استراح، واليائس من كان تعبد لغير الله، فإذا مات شقِيَ في العذاب شقاءً أشقّ من شقاء الدنيا، كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وقد مرّت عليه جنازةٌ: «مُستريح، أو مستراحٌ منه». فقالوا: يا رسول الله، ما المستريح، والمستراحُ منه؟ فقال: «العبد المؤمن يستريحُ من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبدُ الفاجر يستريح منه العبادُ، والبلادُ، والشجرُ، والدواب» [متفق عليه]. ولذا قال - تعالى - حكايةً عن أهلِ الجنة: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [فاطر: 34، 35]. أما أهل النار فقد قال - تعالى - عنهم: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر: 36، 37]. وقوله - تعالى -: فَمُلاَقِيهِ قال العلماء: الضميرُ صالحٌ للعودِ على الكدح، فيكون المعنى أنّ كل إنسانٍ سيلاقي عمله، كما قال - تعالى -: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ [آل عمران: 30]، كما أن الضمير صالحٌ للعود على الربّ - عز وجل -، والمعنى: أن الإنسانَ سيلاقي ربه، وسيجزيه بعمله، وعلى كلّ حال: فإن لقاءَ العمل لا يكون إلا بعد لقاء الله، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران: 185]، ويومئذٍ تتطاير صحفُ الأعمال، التي سجلها الكرام الحافظون ويأخذُها الناس: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا يعني: يُعْرض على الله فيعفو عنه، ولا يدقّق عليه جميع أعماله. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من نُوقِشَ الحساب عُذِّب». قالت: فقلتُ: أفليس قال الله - تعالى -: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا؟ قال: «ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نُوقِشَ الحساب يوم القيامة عُذب» [متفق عليه]. وقوله - تعالى -: وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا أي: يرجعُ إلى أهله في الجنة فَرِحًا مغتبطًا بما آتاه الله. وقوله - تعالى -: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا قال بعض العلماء: إذا تطايرت الصحفُ انقسم الناسُ ثلاثة أقسام: أصحابُ اليمين، وأصحابُ الشمال، والقسم الثالث هو مَن أُوتي كتابه وراء ظهره، والراجحُ أن الناس يكونون عند تطاير الصحف قسمين اثنين لا ثلاثة: أصحابُ اليمين، وأصحابُ الشمال، غير أنّ أصحاب الشمال تُثْنَى يدُ أحدهم إلى ورائه، ويُعْطَى كتابه بها كذلك. وقوله - تعالى -: فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا أي خسارًا وهلاكًا، كما قال - تعالى -: بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لاَ تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا [الفرقان: 11-14]، وقال - تعالى -: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة: 25-29]. وقوله - تعالى -: وَيَصْلَى سَعِيرًا فسره في موضع آخر فقال: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ * لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ [الحاقة: 30-37]، وذكر هنا سبب هلاكه فقال: إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا لا يفكر في العواقب، ولا يخاف مما أمامه، على خلاف المؤمنين: الَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ [المعارج: 27-28] فالمؤمنون في الدنيا خائفون، فأمنهم الله يوم القيامة، قال - تعالى - وقد وصف نعيمهم: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور: 25-28]، والكافرون في الدنيا آمنون، فكان جزاؤهم ما ذكر: فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا، والسبب كما قال الله: إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ أي أنه كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله، وأنّ الله لن يعيده كما كان: بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا يعني: بلى، سيعيده الله كما كان، وسيجزيه بعمله، فإنه كان به بصيرًا، أي عليمًا خبيرًا. وقوله - تعالى -: فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وهو هذه الحُمْرة التي تكون بعد الغروب: وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ أي: وما جمع وضمّ تحت ظُلْمته: وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ أي تم وصَارَ بَدْرًا. لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ جواب القسم، وقد قال العلماء فيه نحوًا من سبعة وعشرين قولاً، ولعل أرجحها: لتنتقلُن أيها الناس يوم القيامة من مَشهدٍ إلى مشهدٍ، ومِن مَوقفٍ إلى موقف، ومن حالٍ إلى حال، فالله المستعان. وقوله - تعالى -: فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ هذا تعجبٌ من كُفْرِ الكافرين، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ، والقرآنُ يتلى عليهم: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات: 50]، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية: 6]. وقوله - تعالى -: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ أي مِنْ طبعهم التكذيب والعناد والمخالفة، ولو أرادوا الإيمان لآمنوا بهذا القرآن، ولكنّ هذا دأبُهم، وتلك سجيتهم: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ أي: بما يكتمون في صدورهم، كما قال - تعالى -: أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [هود: 5]، وقوله - تعالى -: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وليست هذه بشارةً، وإنما هو التهكم والسخرية، فإنّ البشارة تُطلُق على ما يُفْرِح ويَسُرّ، حتى يظهر السرور على البشرة، والمعنى: فأخبرهم بأنّ الله قد أعدّ لهم عذابًا أليمًا، وقوله - تعالى -: إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ يعني: لكن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، فلهم في الآخرة أجرٌ دائمٌ لا ينقطع، كما قال - تعالى -: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود: 108]. والحمد لله رب العالمين. [/center]
  2. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :​ مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويوضح الاسلام الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء من موقع رسول الله ​ http://www.rasoulallah.net​ بسم الله الرحمن الرحيم آن يهدي الله بك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس نصيحة أبتغى فيها ما عند الله تعالى أخي أختي في الله .. الأجر العظيم أتاكم .. كن سبب في اسلام انسان وأخدم هذا الدين وأعمل بما امرك الله فقط أنشر هذا كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام احرص على نشره في أماكن الغير ناطقين بالعربيه.. ولا تتهاون في ذلك ابداً أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن وكونوا ***** بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج انسان من النار إلى الجنه إنشاء الله أخي أختي في الله اجتهد ... ليس لأحد!! فقط لربك وخالقك الله​ عنوان المواقع​ للغه الأنجليزيه ​ http://www.islam-guide.com​ للغه الفرنسيه ​ http://www.islam-guide.com/fr​ للغه الأيطاليه ​ http://www.islam-guide.com/it​ للغه الأسبانيه ​ http://www.islam-guide.com/es​ للغه الصينيه ​ http://www.islam-guide.com/cs/​ للغه اليابانيه ​ http://www.islam-guide.com/jp/​ للغه الالمانيه ​ http://www.islam-guide.com/de/​ موقع الكتاب على الانترنت هو : ​ http://www.islam-guide.com http://www.i-g.org​ وهذا الكتاب على هيئة بي دي اف بشكل الكتاب الاصلي : ​ http://www.islam-guide.com/islam-guide.pdf​ * بعـــض طـــرق النشـــر للموقـــع: - ارسله لكــل من تعرفهـم لا تتـرك أحد منهـم - ضعه في موقعك الشخصي - ضعه في منتديات - ضعه في توقيعك اسفل الرسائل او المشاركات او على التوبك او على رسائل الترحيب - اكتبه في غرف وبرامج المحادثه - ارسله في رساله بالجوال..واطلب من قارئها بأن يقوم بنشرها - أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن​ اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك​ هذا الكتاب ينشره ففيه من الخير ما فيه وهو باكثر من لغة وهو نصرة حقيقية للنبي صلي الله عليه وسلم​ هذا هو الرابط الذي يوصلكم للتحميل ​ http://www.islamhouse.com/file/rasool/​ إظهار الجانب الإنساني للرسول ​ http://mohammedrasouloalah.fr.gd​ موقع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته | نبي الرحمة http://mercyprophet.org/ http://mercyprophet.org/mul/ar/node/2457 [ عربي | انجليزي | فرنسي | روسي | فلبيني-تاجالوج | ألماني | دنمركي | فارسي | اسباني ]​
  3. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من أداب تلاوة القراَن الكريم أن تكون طاهر البدن و الثياب متوضئاً خاشعا متأدبا متبتلا و خير التلاوة ما كانت في صلاةٍ أو عقبها و أحسن أوقاتها ما كانت في سكون الليل فإذا أردت التلاوة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثم رتلِ القراَن ترتيلا عملا بأوامره تبارك و تعالى ، و يجب مراعاة الوقف و الوصل في المواضع المحددة في المصاحف فذلك مما يساعد على تفهم المعاني و يجب على من يتلوا اَيات الذكر الحكيم أو من يستمع إليها أن يحصُرَ ذهنه و يركز حواس تفكيره ليتدبر معانيه و يحاول تفهمها فذلك من أهم المقاصد المبتغاة من تلاوة القراَن أو الاستماع إليه ، كما يجب على القارئ أو المستمع إليه أن يُقَدِّرَ أنه هو المقصود بكل أمر و بكل نهي من أوامر القراَن و نواهيه . فالمسلم من اتَّعَظَ باَياته و جعلها دستوره في معاملاته و اتبع أدابه و حدَّدَ صلته بالناس على هَدْيِ أحكامه و فرق بما جاء فيه بين الحلال و الحرام فهو نور و شفاء ، و من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كتاب الله فيه نبأُ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حُكْمُ ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبارٍ قصمه الله و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين و نوره المبين و هو الذكر الحكيم و هو الصراط المستقيم و هو الذي لاَ تزيغ به الأهواء و لاَ تلتبس به الألسنة و لاَ تتشعب معه الأراء و لاَ تشبع منه العلماء و لاَ تَمَلُّهُ الأتقياء و لاَ تنقضي عجاَئبه و هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشِدِ) فمن قال به صَدَقْ و من حكم به عَدَلْ و من عمل به أُجِرَ و من دعَا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم و هو عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن إتبعه . وفق الله المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها للعمل بكتابه العزيز لِيَرْقَوا المعالي في هذه الحياة و ليجنوا ثمار عملهم الصالح في دار البقاء
  4. معلم كشف أسئلةالإمتحان .. ومع ذلك رسب الكثير قام هذا المعلم بتوزيع الأسئلة على تلاميذه قبل الامتحان ، وأخبرهم أن هذه الأسئلة سوف تأتيهم في الاختبار ، وأنها سبعة أسئلة، ثلاثة في الفترة الأولى ... وأربعة في الفترة الثانية، وتعهد لهم أن هذه هي الأسئلة المطلوبة في الامتحان ، ولن يحصل فيها تغيير أو تبديل مهما كانت الظروف . ولكن الطلاب مع كشف هذه الأسئلة انقسموا إلى قسمين: القسم الأول كذبوه والقسم الثاني صدقوه،😇 والذين صدقوا انقسموا أيضا إلى قسمين... قسم حفظوها وطبقوها فنجحوا في الفترة الأولى،وهم ينتظرون الفترة الثانية ... وقسم قالوا:، إذا قرب الامتحان حفظناها وذاكرناها، فأدركهم الامتحان وهم على غير استعداد . هل تعرفون هذا المعلم ؟ إنه الأستاذ الكبير والمعلم الجليل محمد صل الله عليه واله هو الذي حذرنا من الامتحان بل وسهل علينا الأمر بأن كشف لنا الأسئلة حتى نستعد .. أما الأسئلة .. فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ، أن كل إنسان يسأل سبعة أسئلة، على 💫فترتين، ثلاثة أسئلة في القبر، وأربعة أسئلة يوم القيامة . 💫أسئلة القبر ثلاثة، من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ أسئلة يسيرة فوق الأرض، لكنها عسيرة تحت الأرض .. فوق الأرض ، الجواب سهل ، يعرفه الصغير قبل الكبير .. أما تحت الأرض في ظلمات القبور وحشتها فهناك تطيش العقول فﻻيجاوب على هذه اﻻسئله اﻻ من يثبته الله وهذا الثبات يكون بسبب عمل الانسان وقوله في دنياه ثم يحين السؤال في ذلك اليوم العظيم ، لجميع الناس (فوربك لنسألنهم أجمعين ، عما كانوا يعملون) . ومن السؤال أن يسأل العبد أربعة أسئلة .. أخبر عنها المعلم الأول صل الله عليه واله بقوله: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ ... وعن علمه ماذا عمل به؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟). ⭐أسئلة عظيمة رهيبة، سوف نسأل عنها بين يدي الله الواحد القهار، أسئلة مكشوفة واضحة أمام الجميع ... ولكن السعيد من يوفق للعمل على ضوئها، ليوفق إلى حسن الإجابة عنها. امتحان الآخرة، وشتان ما بين الامتحانين، فإن امتحان الدنيا يمكنك فيه التعويض، في الفصل الثاني أو في الدور الثاني، أو السنة التي بعدها، ولكن يوم القيامة الخسارة أعظم وأجل، إنها خسارة النفس والأهل ... (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين). أسأل الله أن يرزقنا الثبات في الدنيا والآخرة
  5. [center]السلام عليكم ورحمة الله شروط قراءتها التي لم يحظى بها كتاب الله عزوجل؟؟ [/center]
  6. عُني الإسلام بزينة المرأة عناية عظيمة، جاء ذلك مفصلاً في كتاب الله وسنة رسوله - e- تفصيلا دقيقاً، فَوُضِعَتْ لها القواعدُ والضوابط، التي تجعلُ الزينةَ تلبي فطرةَ المرأة، وتناسبُ أنوثتها من جهة، وتحفظها في مسارها الصحيح بلا إفراطٍ ولا تفريط، من جهة أخرى اهتم الإسلام بزينةِ المرأة ولباسها، وزِيِّها أكثرَ من اهتمامه بزينةِ الرجل ولباسه، وما ذلك – والله أعلم – إلاَّ لأنَّ الزينةَ أمرٌ أساسي بالنسبة للمرأة، حيثُ إنَّ الله تعالى فطرها على حبِّ الظهورِ بالزينة والجمال، ولهذا أُبيح للمرأة في موضوع الزينة أكثر مما أُبيح للرجل، فأُبيح لها الحرير، والتحلي بالذهب دون الرجل، كما قال النبي - e-: (( حُرَّمَ لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأُحِلَّ لإناثهم)) [1]. فالزينة – بالنسبة للمرأة – تعتبر من الحاجيات، إذ بفواتها تقعُ المرأة في الحرج والمشقة، لأنَّ الزينةَ تلبيةٌ لنداء الأنوثة، وعاملٌ أساسي في إدخال السرور على زوجها، ومضاعفة رغبته فيها ومحبته لها. وأمرٌ آخر، وهو أنَّ المرأةَ يجبُ أن تُصان وتحفظ بما لا يجبُ مثله في الرجل، وهذه الزينةُ متى فقدت المسار الصحيح والاتجاه المرسوم، صارت من أعظمِ أسباب الفتنة والفساد. فلا غرو أن يهتم الإسلام بزينةِ المرأة، ويضعَ لها القيود والشروط في اللباس والحلي والطيب ونحوها، ويزودها بالوصايا النافعة، والآداب السامية، التي تُرشدها إلى الطريق المستقيم، والاتجاه السليم، الذي يكفلُ سعادتها، ويحفظُ لها كرامتها وعفتها. وهذا الباب من أبوابِ حفظِ الإسلام للمرأة. إنَّ الإسلام رفع شأن المرأة، وأعلى قدرها، وحفظ لها كرامتها، وجعل لها من الاحترام والتقديرِ، والثواب على العمل الصالح مثل ما للرجل، قال تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (النحل:97) . وروى أبو داود في سننه، أن أم هانئ بنت أبي طالب أجارت رجلاً من المشركين يوم الفتح: فأتت النبي - e- فذكرت ذلك له، فقال: (( قد أجرنا من أجرت وأمّنا من أمنت)) [2]. أحاطها الإسلام بالستر والحفظ والعفاف ستراً في الملابس، وتحريماً للخلوة بالأجنبي، وغضاً للطرف، وقراراً في المنزلِ حتى في الصلاة، وبعداً عن الإزراءِ بالقول والإشارة، وكلُّ مظاهر الزينة، وبخاصةٍ عند الخروج لحاجتها، كل ذلك لتبقى المرأة في المجتمع المسلم درةً مصونة، لا تطمعُ فيها أعين الناظرين، ولا تمتد إليها أيدي العابثين. هذه هي الحقيقة فما الواقع؟ الواقع مؤسفٌ حقاً !! لم تعد كثير من نسائنا اليوم متقيداتٍ بتعاليم الإسلام في موضوع الزينة!! المرأةُ اليوم تجيدُ التقليد والمحاكاة! سريعةَ التأثر بتلك الدعايات الخبيثة، والشعارات البراقة، التي توهم أنَّها في صالح المرأة، وأنَّها تدافعُ عن المرأة! وأنَّها تسعى إلى تحرير المرأة!! إنَّها مسخٌ للمرأة، وقضاء على عفتها، وهتكٌ لحرمتها! وهي تحريرٌ لها من عقيدتها وخلقها، وتحريضٌ لها على الخروج من بيتها، والتخلص من الحجاب، وترك العفة والتصون، والاختلاط بالرجل، والتشجيع على العري والملابس المثيرة، والملاحقة العمياء للمبتكرات المستحدثة (الموضة)، وما إلى ذلك ممَّا صاغوه في قالب التطور والتقدم، ومسايرة ركب الحضارة!! ولم تجد هذه الدعايات الخبيثة ومخططات التضليل، ميداناً أكثرَ تأثيراً على المرأة من ميدان الزينة؛ لأنَّها تدركُ مدى أهمية الزينة في نظر المرأة، فقامت مؤسساتٌ كبرى لتصميم الأزياء، التي هي بعيدةٌ عن الحشمةِ والسترِ والعفاف، بل هي إلى الفتنة والإثارة والإسراف أقرب، ثم التفنن في أدوات التجميلِ تلاعباً بعقل المرأة، وابتزازاً لمالها، وإفساداً لجسمها، وسخرت لذلك كله: الأفلام، والصور، والروايات، والقصص، والمجلات، والصحف: دعايةً وتضليلاً، لإفسادِ الفطرة، وإشاعةِ الانحلال، وصارت المرأة أُلعوبةً في أيدي مصممي الأزياء، ووسائل التجميل. ومن مكرِ القوم هذا التغير المذهل في صنوفِ الأقمشة، وأدوات الزينة، ليكون من وراءِ ذلك الإسراف في الاستهلاك لهذه الكماليات. فانطلقت كثيرٌ من النساءِ متأثرات بهذا الواقع المرير، لاهثاتٍ وراءَ المرأة الغربية، معجبات بما هي عليه من حالةٍ لا تحسد عليها، مبتعداتٍ عن تعاليم دينهنَّ فيما يتعلقُ بموضوع الزينة والستر والعفاف، عن علمٍ وعنادٍ ومسايرةٍ لنساء الجاهليةِ المعاصرة، اللاتي تلقين عن تلك الدعايات أنَّ هذا تقدمٌ ورقي وتجديد!!. هذا واقعَ كثيرٍ من النساءِ اليوم، لباسهنَّ وزينتهنَّ لا يمت إلى الإسلامِ بصلة، لا من قريبٍ ولا من بعيد، اللباس قصير ، شفاف، يصفُ مفاتن جسمها، نشرت شعرها، عبثت بحواجبها، بعينها، سفرت عن وجهها، تتطيبُ إذا خرجت، تحسرُ عن ذراعيها، عن ساقيها، ترفعُ عباءتها فوق عجيزتها، تسرفُ في اللباس، في الحلي، في الزينة ، تخضعُ بالقولِ ليطمع الذي في قلبه مرض، تنظرُ للرجالِ نظراتٍ فاتنة ، إلخ. هل هذا من الإسلام؟ كلا، الإسلامُ أباح لها الزينة بشروط، تلبيةً لنداءِ فطرتها، وحَفِظَ لها كرامتها، وأرادَ أن تكون وسيلةَ إصلاح، زوجة مطيعة، وأُماً مربيةً لأجيالِ الغد المشرق بإذن الله، ويكفيها عزاً أنَّ رسول الهدى، e قال: (( استوصوا بالنساء خيراً )) [3]. فهيا- أختي المسلمة - إلى أحكام الإسلام، وآداب الشريعة الربانية، فهي الحصنُ المنيع، الواقي لك من الفتنِ والمصائب، والكفيلةِ لك بسعادة الدنيا والآخرة. -------------------------------------------------------------------------------- [1]أخرجه الترمذي (5/383) وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر: جامع الأصول (10/677). [2] أخرجه أبو داود (7/444) وهذا لفظه . وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي. انظر: جامع الأصول (2/3). [3]أخرجه الترمذي (8/480) من حديث طويل وهو خطبة حجة الوداع. وقال : هذا حديث حسن صحيح.
  7. كثير من الرجال يحفظون قول الله تعالى في كتابه الكريم {‏‏وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏}. النساء -34، بل إن أردنا الدقة قلنا إنهم لا يحفظون من هذه الآية إلا كلمة "واضربوهن"، ليبرروا لأنفسهم ضرب زوجاتهم ثم يبررون فعلهم بما جاء في كتاب الله عز وجل. واقع أليم يشهد واقعنا الاجتماعي في كل بلاد المسلمين بلا استثناء، واقعا أليما مزريا، فكثير من الأزواج يعتدون على زوجاتهم بكل أنواع الضرب والعنف، دون مراعاة لما قيده الشارع فيما أنزله على رسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فنجد أحدهم يمسك بعصا غليظة ويضرب زوجته بكل قسوة، فيسبب لها الكسور والجروح الخطيرة، التي تستلزم الذهاب للمستشفى والعلاج المكثف، وتجد أحدهم يلطم زوجته على وجهها حتى يسقط "قرطها من أذنها" وحتى يخرج الدم من وجهها، بل إن البعض يلجأ إلى الأسلاك الكهربائية الرفيعة فيضرب بها زوجته فتتناثر الدماء من جسدها، وغير ذلك من الحوادث البشعة التي نراها بأعيننا ونسمع عنها. وأشهد أني قد رأيت أكثر من مرة، من يمسك بالعصا التي لا يستطيع الرجل أن يمسكها بيد واحدة، بل بكلتا يديه، ويرفعها وينزل بها على جسد زوجته، حتى يبلغ به التعب مبلغه فيتركها ويذهب غير مبال بما حدث لها، ولا يعنيه إن كان يضربها في بيتها أم أمام أعين الناس في الشارع. ثلاث مراحل.. الضرب آخرها إن ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن الضرب هو مرحلة من ثلاث مراحل يأتي في آخرها، والضرب يكون للزوجة الناشز، والنشوز هو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هو أن تنشز عن زوجها فتنفر عنه، بحيث لا تطيعه إذا دعاها للفراش، أو تخرج من منزله بغير إذنه، ونحو ذلك مما فيه امتناع عما يجب عليها من طاعته"، وأوضح أن المرأة العاصية توصف بالنشوز لما فيها من الغلظ والارتفاع عن طاعة زوجها. يقول الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره (وَأَصْلُ النُّشُوزِ: التَّكَبُّرُ وَالِارْتِفَاعُ، وَمِنْهُ النَّشْزُ: وهو الموضع الْمُرْتَفِعِ، فَعِظُوهُنَّ، بِالتَّخْوِيفِ مِنَ اللَّهِ وَالْوَعْظِ بِالْقَوْلِ، وَاهْجُرُوهُنَّ، يَعْنِي: إِنْ لَمْ يَنْزِعْنَ عَنْ ذَلِكَ بِالْقَوْلِ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ فِي الْفِرَاشِ وَلَا يُكَلِّمُهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَعْتَزِلُ عَنْهَا إِلَى فَرَّاشٍ آخَرَ، وَاضْرِبُوهُنَّ يعني: إن لم ينزعن من الْهِجْرَانِ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَا شَائِنٍ، وَقَالَ عَطَاءٌ: ضَرْبًا بالسواك). يقول محمد رشيد رضا في تفسير المنار: "صرح كثير من المفسرين بوجوب هذا الترتيب في التأديب، وإن كان العطف بالواو لا يفيد الترتيب، قال بعضهم: دل على ذلك السياق والقرينة العقلية إذ لو عكس كان استغناء بالأشد عن الأضعف، فلا يكون لهذا فائدة، وقال بعضهم: الترتيب مستفاد من دخول الواو على أجزئة مختلفة في الشدة والضعف، مرتبة على أمر مدرج، فإنما النص هو الدال على الترتيب". الضرب المباح بالسواك ونحوه قال ربنا عز وجل {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} النساء-34، وفي هذه الآية جعل الضرب مطلقا، إلا أن الأحاديث النبوية الكريمة أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الضرب له حدود وضوابط، وعلى هذا فيحمل المطلق على المقيد وفقا للقاعدة الأصولية. ومن هذه الأحاديث، ما رواه أبي داود عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ). رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة. ويقول محمد رشيد رضا: "وأما الضرب فاشترطوا فيه أن يكون غير مبرح، وروى ذلك ابن جرير مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتبريح الإيذاء الشديد، وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- تفسيره بالضرب بالسواك ونحوه، أي: كالضرب باليد أو بقصبة صغيرة". وليس من الضرب المباح ما يكسر الضلع ويسيل الدماء ويؤدي إلى الجروح والحروق وغيره، مما نراه في زماننا هذا، فالضرب المباح هو ضرب للتأديب ولإجبار المرأة على طاعة زوجها، فمتى أطاعته لا يجوز له التمادي، كما ذكرت الآية الكريمة، أما من يضرب زوجته قاصدا العقاب والانتقام، فهذا لم يأت نص يبيحه، وغالبا ما يتعدى هذا العقاب والانتقام حدود الضرب المباح شرعا. تقبيح الضرب والتنفير منه إن الإباحة كحكم شرعي لا تعني أن الأمر المباح سنة، بل تعريف السنة من ناحية الثواب هي ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، أما المباح فهي ما لا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، ومن هذا المباح "ضرب الزوجة الناشز"، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن فعله، بل وردت الأحاديث الكثيرة التي تقبح هذا الفعل وتشينه. فقد روى الشيخان عن عبد الله بن زمعة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم؟"، وفي رواية لعائشة رضي الله عنها في مسند عبد الرزاق: "أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد يضربها أول النهار، ثم يجامعها آخره؟"، كما روى البيهقي عن أم كلثوم بنت الصديق رضي الله عنهما أنها قالت: كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخلى بينهم وبين ضربهن، ثم قال: "ولن يضرب خياركم". ومن سيرة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- درس بليغ، فعندما طلب نساؤه منه زيادة النفقة، جلس مهموماً غاضباً، حتى دخل عليه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ورأوه على هذا الحال وعرفا سبب غضبه، فاشتاطا غضبا، وقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة ليضربها، كلاهما يقولان: تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده. فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضربهما. ومن سيرة صحابته الكرام، أعرف الناس بعده بشرع الله وما أباحه وما منعه وما كرهه، هذا الفاروق عمر رضي الله عنه، جاءه رجل يشكو خلق زوجته فوقف على باب عمر ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعا، وقال: إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته -وهو أمير المؤمنين- فكيف حالي؟ فخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه، وقال: ما حاجتك يا رجل؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت، وقلت: إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟، فقال عمر: يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي: إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا احتملتها لذلك، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي، قال عمر: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة. اجتنبوه يرحمكم الله إن العلاقة بين الزوجين هي علاقة مودة ورحمة، ووصفها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالسكن، فقال تعالى في سورة الروم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. الروم-21، وهذه العلاقة هي من أسمى العلاقات الإنسانية، لأنها نشأت برباط عظيم، تحت عين رب العالمين، طاعة له وامتثالا لأوامره، ولهذا فهي علاقة قوية وصفها ربنا عز وجل في سورة النساء بقوله "وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا". إن قوة العلاقة بين الزوجين تجعل التفاهم بينهما أمر ضروري في غاية الأهمية، بل تجعله أمر واجب وحتمي، لا يصح لأي منهما أن يتجاوزه، ولا يصح لأي منهما أن يتعامل مع الآخر إلا أساس تلك العلاقة القوية. وإن لجوء الرجل إلى ضرب زوجته هو أمر شديد على نفس الزوجة، يجعل في نفسها شيئا تجاهه، وينال من مقدار الحب والمودة والرحمة بينهما، ويكسر حاجزا من الاحترام والثقة في كثير من الأحيان، فالأولى بأولي الألباب أن يجتنبوا هذا الفعل إلا أن يكون حتميا لا سبيل غيره، وهو ما نسأل الله أن يبعد بيوت المسلمين عنه. ويروقني أن أختم بقول محمد رشيد رضا رحمه الله في تفسيره: "فما أشبه هذه الرخصة –يقصد الضرب- بالحظر، وجملة القول أن الضرب علاج مر، قد يستغني عنه الخير الحر، ولكنه لا يزول من البيوت بكل حال، أو يعم التهذيب النساء والرجال".
  8. سؤال رقم 20903: المسجد الأقصى وقبة الصخرة السؤال: وصلني مؤخراً رسالة بالبريد الإلكتروني عن حالة المسجد الأقصى والتفريق بين مسجد الأقصى وقبة الصخرة هل يمكن أن توضح ما إذا كان المسجد الأقصى مختلفا عن قبة الصخرة ؟ لماذا نرى القبة وهي تشير للمسجد الأقصى في الأماكن الإسلامية وأنا وكثير من المسلمين لا ندري بالفرق ؟. الجواب: الحمد لله المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين ، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ، وقد قيل : إن الذي بناه سليمان عليه السلام ، كما ثبت ذلك في سنن النسائي (693) وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وقيل أنه كان موجوداً قبل سليمان عليه السلام وأن بناء سليمان له كان تجديداً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام قال قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه " ( رواه البخاري ( 3366 ) ومسلم ( 520 ) . وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك . قال سبحانه : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاسراء / 1. وأما قبة الصخرة فقد بناها الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/203 ( كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم ). وجاء في الموسوعة أيضا (3/23) : ( يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى ، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس ، وهي ساحة فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م ، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا ، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة القدس القديمة ) . أ.هـ بتصرف فالمسجد الذي هو موضع الصلاة ، ليس هو قبة الصخرة ، لكن لانتشار صورة القبة ، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد ، والواقع ليس كذلك ، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة ، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة . وقد سبق أن اسم المسجد كان يطلق على الساحة كلها قديما . ويؤكد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الرسائل الكبرى 2/61 ( فالمسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام ، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى ، المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته . والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد ، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها ، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب : أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال : خلف الصخرة ، فقال : يا ابن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد . ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان ... وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة ... وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى ). وإنكار عمر على كعب الأحبار وقوله له : ( يا ابن اليهودية ) لأن كعباً كان من أحبار اليهود وعلمائهم ، فلما أشار على عمر بن الخطاب ببناء المسجد خلف الصخرة كان في ذلك تعظيماً للصخرة حتى يستقبلها المسلمون في الصلاة ، وتعظيم الصخرة من دين اليهود لا من دين المسلمين . واكتفاء المسلمين بصورة القبة ، قد يكون راجعا لحسن عمارة هذه القبة وجمال هيئتها ، وهذا لا يعفيهم من الخطأ الذي نشأ عنه عدم التمييز بين المسجد وما حوله . وقد يكون هذا من مكر اليهود وكيدهم ؛ لتعظيمهم الصخرة وتوجههم إليها أو تكون إظهار الصخرة ليتم لهم مرادهم بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، وذلك ليظن المسلمون بأن المسجد الأقصى هو قبة الصخرة ، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وأنكر عليها المسلمون قالوا لهم ها هو المسجد الأقصى على حاله ، فيُظهرون صورة قبة الصخرة ، فيكونون بذلك قد حققوا أهدافهم ، وسلموا من انتقاد المسلمين . نسأل الله تعالى أن يعيد للمسلمين عزهم ومجدهم ، وأن يطهر المسجد الأقصى من إخوان القردة والخنازير ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . والله أعلم .
  9. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد خاتم الأنبياءوالمرسلين وعلى صحبه اجميعين وبعد بسم الله الرحمن الرحيم السؤال: أرجو شرح الحديث: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". الإجابة: المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف. وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي. وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقد تجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم فهذا أيضاً قد فقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه. وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع له في الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى، ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديم النصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل على المرء وعلى إخوانه المسلمين. ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، معناه أن الهجرة المطلوبة من كل مسلم هي ترك وهجر المعاصي والسيئات التي نهى الله عنها ونهى عنها رسوله صلى الله عليه وسلم. والهجرة تطلق على معنيين: الأول هجرة المكان، والثاني: هجرة الحال. فالهجرة المكانية: هي الانتقال من دار الكفر التي يغلب الكفر على أهلها وعلى أحكامها وعلى حكامها، ولا يستطيع الإنسان فيها أن يقيم شعائر دينه، ولا يأمن فيها على دينه ونفسه وعرضه، فينتقل من هذا المكان ومن هذه الدار إلى دار أخرى انتفى فيها هذه المثالب، ويستطيع أن يقيم فيها المسلم آمناً على دينه ونفسه وعرضه، فيستطيع أن يقيم فيها دينه دون خوف أو تهديد، وهذا النوع من الهجرة هو ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين عندما انتقلوا من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية، حيث كان الكفر وقتها غالب على أهل مكة وكانوا يؤذون المسلمين ويضيقون عليهم في أمور دينهم. وهذه الهجرة هي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"، ذلك لأن الناس لا يزال منهم قسمان: قسم من أهل الخير والصلاح، وقسم من أهل الشر والضلال والفساد، فإن غلب أهل الخير على أهل الشر والفساد في عهد من العهود أو في مكان من الأماكن فهذا هو المراد وذلك هو المطلوب، وفي مثل هذا المجتمع الذي يقوى فيه أهل الخير والصلاح يستطيع الإنسان المسلم أن يقيم دينه ويعبد ربه ويأمن على نفسه وعرضه، وتسمى هذه الدار: "دار إسلام وإيمان". وفي بعض العهود والأوقات والأماكن قد يضعف أهل الإسلام والإيمان، وتضعف شوكة أهل الصلاح، ويقوى عليهم أهل الشر والفساد، فعلى المسلم أن يبحث عن مكان وبيئة أصلح من هذه، فيهاجر إليها ويترك هذا المكان الذي تسلط فيه أهل الكفر والضلال وقويت شوكتهم فيه، وتسمى هذه الدار: "دار كفر". وأما الهجرة الثانية أو النوع والقسم الثاني: فهو هجرة الحال، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، فالهجرة بهذا المعنى أن يهجر المسلم السيئات والمعاصي، وأن ينتقل من حال المعصية والبعد عن الله ومخالفة أمره والتجرؤ على حرماته، إلى حال آخر وهو حال الإقلاع عن المعاصي والذنوب، وحال القرب من الله والوقوف عند حدوده. والهجرة بالمعنى الأخير، وهو ترك ما نهى الله عنه تشمل النوع السابق بالمعنى الأخير، وهو ترك ما نهى الله عنه، وبيان ذلك أن مما نهى الله أن يقيم المسلم في دار الكفر مقهوراً مغلوباً وهو قادر على ترك هذا المكان إلى غيره مما هو آمن وأصلح منه فتكون هجرته بهجران ما نهى الله عنه وهو الإقامة بين ظهراني الكفار. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
  10. الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد .. فإنّ من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة.. فضـلها: وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها: 1- قال تعالى: وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2) [الفجر:1-2]، قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم". 2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ». [رواه البخاري]. 3- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:28]، قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر". 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. 5- كان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. [الدارمي]. 6- قال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره". ما يستحب في هذه الأيام: 1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل فإنّها من أفضل القربات. روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» . [رواه مسلم]، وهذا في كل وقت. 2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر». [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم]. وقال الإمام النووي عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً. 3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: «فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد» ، وقال الإمام البخاري - رحمه الله -: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما"، وقال أيضا : "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً". وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيّام جميعا، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين .. وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح .. صيغة التكبير: ورد فيها عدة صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها: - (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا)) . - ((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد)). - ((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)). 4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن صوم يوم عرفة: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». [رواه مسلم]. لكن من كان في عرفة حاجاً فإنّه لا يستحب له الصوم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
  11. في العالم الإسلامي من يقومُ بمهمةِ إفساد المرأة، والقضاءِ على ما بقيَ في بعض البلاد من محافظةٍ وعفاف، إذ تقومُ حملات تشكيكٍ موجَّهةً ضدَّ المرأة المسلمة في موضوعاتٍ شتى : في الحجاب، في الزينة واللباس ، في الاختلاط ، في العمل ، في التعدد، في القوامة .. إلخ. ومن هُنا لزم المسلمين – ولا سيما الدعاة – أن يتنبهوا لهذا الواقع المُخيف، الذي يُنذرُ بفسادِ المجتمعِ بأسره ، وأن يتكلموا وأن يكتبوا ، لإنقاذِ المرأة المسلمة مما يُرادُ بها، ويُحاكُ ضدها، من قبلِ أعداءِ الإسلام ومن يتكلمون بلسانهم، ويتنفسون برئتهم من الرجال والنساء على حدٍ سواء. وإنَّ من الإنصافِ في القولِ والثناءِ على الله تعالى، ما رأيتهُ أخيراً من عودةِ المرأة المسلمةِ إلى شرع ربها، وتعاليمِ دينها، مما يختلفُ كثيراً عمَّا هي عليه منذُ سنوات، بدليلِ كثرة أسئلتها، ومحبتها للاستفسارِ عن موضوعاتٍ تتعلقُ بها، مما يؤكدُ أهمية إضاءةَ الطريق أمامها، لتعرفَ أحكام دينها، وتدركَ رسالتها ومسؤوليتها، وتتحققَ مما عليه تلك الدعايات من المكرِ والخداع ! وبالرغمِ من كثرةِ ما كُتب حول المرأة، إلاَّ أنَّ الوضع يحتاجُ إلى مزيدٍ من العنايةِ والجد، نظراً لقوةِ التيار المقابل. أقول: لهذا الأمر، ولوجودِ مخالفاتٍ كثيرةٍ عند نسائنا في موضوع الزينة، بعضها نتيجةَ التشبه، وبعضها سببهُ الجهل، وبعضها سببُهُ الإسراف، آثرتُ البحث في هذا الموضوع، لعلي أكونَ قد أسهمتُ في إرشادِ المرأة المسلمة على قدرِ ما عندي من علمٍ وجهد، - وإن كان ذلك قليلاً – ولكن مع تضافرِ الجهود يكونُ كثيراً ونافعاً بإذن الله تعالى .
  12. السلام عليكم اريد تركيب مركز رفع على استضافتي اذا امكن الرابط يكون http://f1r.ir/2 الاسم مركز رفع الافاق رابط تحميل المركز http://joomlarab.net/new-downloads-of-joomla/viewdownload/11/3.html
  13. كثير جدا اخي 150 رد + 80 موضوع
  14. هههههههه يا عم عندي وقت وانا اتعامل معك نخليها مواضيع + ردود مش مواضيع وحدها انتظر ردك
  15. السلام عليكم اريد تركيب الاوسمة في منتداي وتكون متل هيك رابط المنتدى http://www.f1r.ir المعلومات لم تغير اخي كل شيء متل ما ارسلتلك من قبل انتظر ردك
  16. اوك في انتظارك اخي الفاضل وجزاك الله كل خير
  17. البينات عندك اعملي استايل http://www.malware-site.www/vb/traidnt1842625/ الثاني ب 50 اعتماد
  18. السلام عليكم اريد تركيب الاستايل دا http://www.malware-site.www/vb/traidnt2178237/ في منتداي دا http://www.f1r.ir/ ممكن مساعدة
  19. لست بصمم ولست بمحول استايلات للاسف الشديد ---------------------- ان شاء الله حنشط
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.