اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

ساعد وطني

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    36
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو ساعد وطني

  1. بسْـمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيــمِ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا …ونصلي ونسلم علي سيد العالمين محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه أجمعين … وبعد : يسرني أن أتقدم بموضوع شيق ومهم… كان ولازال محور الحديث اليومي بين أولياء الأمور وبين المربيين وبين المعلمين… بحيث نتناقش هذا الموضوع في المحور التالية: -تطور مفهوم التربية: -تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي. -التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟ -التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟ -التربية بين الماضي والحاضر: خصائص التربية في الماضي؟ -ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟ -التربية بين الحاضر والمستقبل: -فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟ -أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر: -العوامل التي تؤثر في تربية الفرد: -أهمية التربية: -أنواع التربية : -أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين: -مرحلة التفكير المجرد(المراهقة): -العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ): -خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق: 1-النمو الجسمياثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق ) 2- النمو العقلي المعرفي(العوامل التي تعيق النمو العقلي) 3- النمو الانفعالي: 4-النمو الاجتماعي: أ-الأسرةأساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي، الطبقة الاجتماعية) ب- العلاقة مع جماعة الرفاق: ج- العلاقة داخل المدرسة : – أهم المشكلات التربوية ) الخجل،العنف والعدوان ، القلق،) – بعض المقترحات التربوية والنفسية للمربين: - ماهية التربية: ظهرت التربية مع ظهور الإنسان على وجه الأرض وشعوره بكيانه باعتباره فرداً في جماعة من الجماعات كالأسرة والقبيلة.وبدأت في وسط مليء بالكائنات الحية المختلفة،وكان لابد له من الدخول في تنافس مع مختلف هذه الكائنات من أجل الحفاظ على بقائه مستغلاً قواه الجسدية للتغلب على كل ما يواجهه من مشاكل، وقد أدرك انه متميز عن باقي المخلوقات الحية ،وانه متفوق عليها وان عليه أن يستغل التميز والتفوق بعقله لتحسين ظروف حياته وكان أول شيء سخر له عقله وأفكاره هو القدرة على ملاحظة الظواهر الطبيعية المحيطة به للعمل على الإفادة منها في حياته، وبذلك بدأت تتكون لديه المعارف والمعلومات والخبرات المختلفة التي أخذت توفر له مع مرور الزمن كيفيات جديدة. ومن هذا المنطلق يمكن القول بان تفاعل الإنسان كان مستمرا مع بيئته حيث يكتسب ويتعلم مهامه ويمارسها ،وهذا التفاعل المستمر بينه وبين بيئته هو ما نسميه(التربية)التي هي الحياة نفسها. وقد تطورت أساليب التربية وطرقها مع تطور الإنسان ،وأخذت أشكالا مختلفة من حيث أغراضها وعواملها ووسائلها المقصودة منها وغير المقصودة، ومن حيث استجابة الإنسان في أطواره المختلفة للعوامل المؤثرة فيه،ومن حيث ما وجه من عناية واهتمام لجانب معين من جوانب حياته أكثر من غيره. تطور مفهوم التربية: ما التطورات التي مرت بها التربية؟ للإجابة على هذا السؤال علينا استعراض المجتمعات البشرية عبر العصور: لقد أدركت المجتمعات البشرية منذ بدء الخليقة أهمية التربية، فكانت تمارس في المجتمعات البدائية بطريقة عفوية تلقائية،عن طريق التلقين والمشاركة في أنشطة الكبار ، سواء في مجال الأسرة أو مع الأقران ، وأثناء الشعائر الدينية، وحفلات التدشين، وفي مجالات المهن والألعاب. فقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف إلي تحقيق التوافق والانسجام بين الفرد وبيئته المادية والروحية. ونتج عن ذلك خبرات تناقلها الأجيال، وبذلك كانت الأسرة والقبيلة والبيئة الطبيعية(يتعلم منها تقلبات الجو،وتعاقب الفصول،ومعايشة الحيوانات) معاهد الطفل البدائي في التربية والتعليم. ركزت التربية البدائية على الحاجات المباشرة للإنسان والتي تتعلق بإشباع جوعه وحماية نفسه وتفادي الضرر.وهكذا ارتبطت بالحاضر وحاجاته العاجلة ارتباطا أساسياً. ولقد كانت التربية البدائية تتم بطريقة عشوائية عرضية ،ولكن وفق لخطوات منظمة تتمثل في الاحتفالات الهامة والخاصة بالتدشين والتي ينتقل عن طريقها الشاب المراهق إلى حياة الرجولة الكاملة والعضوية القبيلة. ويتعلم الشاب من خلال هذه الممارسات والاحتفالات ، طاعة أوامر الكبار والعلاقات الصحيحة بين الجنسين ، وعادات ضبط النفس والصلابة ،وكل التدريبات العملية والنظرية الضرورية لصالح الجماعة . استمر الحال كذلك حتى تم اختراع الكتابة والأرقام الحسابية ، وبدأ تسجيل خبرات المجتمع في شكل رموز وأرقام، وبدأت تتلاشي صورة الرجل العجوز الذي كان يختزن تاريخ القبيلة وحكمتها في رأسه لينقلها إلى الأجيال الناشئة،وحل محله الكاهن الذي ينقل التاريخ والخبرات والمعتقدات عن طريق الكتابة والحساب، في مكان يقصده إليه نخبة من أبناء المجتمع الذين في مقدور آبائهم الاستغناء عنهم في مجال العمل. ولم يقتصر التطور على المعلومات والخبرات،بل شمل أيضا المهن والمهارات ،حيث اتسعت معارف المجتمع ،وبرعت فئات أفراده في المهن المختلفة،وكان يقصدهم فئات أخرى من أبناء المجتمع ليتعلموا على أيديهم هذه المهن، وقد تعارف المجتمع على هذا النظام(بالصبينة).وهكذا ظهرت المدرسة على أيدي الكهنة ورجال الدين، وصارت تمارس على الناشئة عملية تربوية تختلف في شكلها ومضمونه تبعا للظروف الإيديولوجية والسياسية للمجتمع. ومن أهم التطورات التي طرأت على التربية بعد اكتشاف الكتابة هي انه صار للتربية فلسفات لها تصوراته متكاملة عن الإنسان والكون والحياة، كما هو عند اليونان، حيث استهدفت التربية عندهم تنمية القوي العقل،والجوانب الفنية والبصيرة الدينية والمشاركة المدنية. كيف تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي؟ من أبز النماذج التربوية في القرون الوسطي التربية المسحية،وارتبطت هذه التربية ارتباط يكاد يكون كليا بالكنيسة، وبالتالي كانت منسجمة مع التعاليم الدينية فاهتمت بتهذيب الروح وتصفيتها،وتنمية الروح العقلية عن طريق الدعوة إلى حب الله،والحياة النقية،والتمرس بالطقوس الكنسية،وكبح الشهوات، وإخضاع الجسم لنظام قاس من التقشف والزهد والحرمان من ملذات الحياة. وقد تأثر لمسيحيون بفلسفة أرسطو وخصوصا بفكرة الشكل والمادة،وصاروا يعتقدون أن الإنسان يتكون من شكل ومادة،فالجسم يمثل مادة ،والعقل يمثل الشكل أو الصورة. إلا إن السمة العامة للتربية في هذه الفترة هو التركيز على الثقافة الدينية المسحية،لان الهدف الأسمى لها هم إعانة الفرد على التخلص من خطيئته الأولى وإخضاع شهوات الجسد،وإعداد الإنسان لحياة أخرى بعيدة عن الحياة الحاضرة. التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟ لقد كانت تركز على إعداد النشء للحياة في البيئة البدوية،وما تمليه على المرء من تبعات والتزامات حول نفسه، وأهله،وقبيلته،واكتساب ما تنطوي عليه هذه البيئة من خبرات. وأهم ما كان يتعلمه البدوي الصيد والرماية وتربية الماشية…وكانت وسيلة التربية هي المحاكاة والتقليد والنصح والإرشاد والتوجيه من كبار السن أو الوالدين والأقارب،وفي البيئة الحضرية ركزت التربية على إعداد النشء لحياتهم الحضرية وما فيها من مهن وصناعات،كالهندسة والطب والنقش والتجارة. ألا إن هدف التربية العربية كان بث روح الفضيلة وغرس الصفات الخلقية كالشجاعة والإخلاص والوفاء وكرم الضيافة،كما كانت تهتم بأخلاق القبيلة وتنمية القوي الجسدية للأفراد وإعداد المحاربين. التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟ عندما جاء الإسلام أخذ مفهوم التربية أبعاد جديدة، فإذا كانت التربية قي السابق تعني مجرد إعداد للنشء في مرحلة عمرية معينة، فقد أصبحت في الإسلام عملية إعداد للإنسان في مراحل عمره المختلفة،فهي عملية مستمرة من المهد إلى اللحد. ومن جوانبها الهامة الإعداد المتكامل المتوازن لحياة الدنيا والآخرة (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً،وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)،وجعلت العلم فريضة على كل مسام ومسلة، كما جعل الإسلام للعلم والعلماء مكانه رفيعة(قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون). التربية بين الماضي والحاضر: خصائص التربية في الماضي؟ إن المتتبع للمفاهيم التربوية التي سادت في الماضيـة، والتي لازال البعض منها مستمر معنا في الحاضر، يجد أن التركيز كان في بعض الأحيان على المعرفة،وبالتالي اتجه الاهتمام إلى عقل الطفل،أي حشو العقول بالمعلومات والخبرات عن طريق التلقين والتسميع.وفي مراحل أخرى انصب اهتمام المربين على اهتمام المربين على تهذيب السلوك، وتكوين الخلق ،مما أدي إلى التركيز على وسائل العقاب والتأديب الصارمة. ونتيجة لذلك كان ينظر إلى الطفل على انه مجرد مستقبل سلبي للمعرفة، و عليه أن يستوعب المعلومات والخبرات التي ستفيده في حياته المستقبلية.. ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟ إن التحول الرئيسي هو الانتقال من مفهوم العملية التربوية إلى الإستراتيجية التربوية(مجموعة من الأفكار والمبادئ التي تأخذ في الاعتبار ميادين النشاط التربوي بصورة شاملة متكاملة،وتوجيه أساليب لعمل الدائرة فيها،بقصد إحداث تغييرات من أجل الوصول إلى أهداف محددة، كما أن الإستراتيجية تهتم بالمستقبل واحتمالاته المتعددة،ومن ثم فإنها قابلة للتعديل وفق مقتضياته)فهي تستوعب خبرات الماضي،وخصائص الحاضر واحتمالات المستقبل ،على اعتبار إن التربية عمل استقصائي مستمر يستوعب حياة الإنسان من المهد إلى اللحد.ومن سماتها المهمة مايلي: 1.أن يتجاوز العمل التربوي نطاق المدرسة إلى المجتمع ومؤسساته،في ارتباط تكاملي يجمع الأسرة والمدرسة والنوادي والمؤسسات الثقافية والإعلامية والترفيهية ،لان التفاعل بينها يساهم في بناء الشخصية المتكاملة التي يمكن الاعتماد عليها في المجتمع. 2.أن يكتسب جيل الغد القدرات والكفاءات التي تمكنه من استيعاب تجارب الماضي وما فيها من ايجابيات وسلبيات،والتعامل المباشر مع الحاضر ومشكلاته. 3.أن يأخذ العمل التربوي في اعتباره السمات الأساسية الإنسان وهي كما يلي: – أنه كائن يتذكر ،والتذكر يشده إلى الماضي، وهو كائن يتأمل والتأمل يربطه بواقعه المعاش،وما ينطوي عليه من حاجات ومشكلات،كما أنه كائن يتخيل،والتخيل يجعله يتطلع إلى المستقبل وما ينطوي عليه من احتمالات ومفآجات. – أن يتسم العمل التربوي بالتكامل والشمول ،فالتكامل هو استيعاب الإستراتيجية التربوية لجوانب الشخصية الإنسانية المختلفة،أما الشمول فهو استيعاب للماضي والحاضر والمستقبل. -التربية تمكن الطبيعة البشرية من التغير، وتمكن كل جيل من نقل الحكمة التي اكتسبها،والتجربة التي مر به للجيل الذي يليه،وتحرر الإمكانيات الخلاقة الكامنة والموجودة بدرجات متفاوتة عند كل البشر. التربية بين الحاضر والمستقبل: بناء على ما سبق نستطيع أن نقول بأن موضوع التربية هو الإنسان، وما ينطوي علية من خصائص وإمكانيات؛والمجتمع وما يحتويه من ثقافة وحضارة، وما يتطلع إليه في المستقبل من مطامح وآمال. إي أن موضوع التربية الأساسي هو المجتمع بأفراده وأنظمته ومؤسساته،فهي تتعلق بالأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات المجتمع. فالتربية إذن نظام أنساني، وبناء قومي له وظائفه الفكرية،والثقافية،والخلقية، والسياسية، والاقتصادية .فمن الناحية الفكرية تعني إعداد الفرد إعدادا يمكنه من التفكير الجيد في شئؤون الحياة وتنمية مهاراته واستعداداته. أما من الناحية الخلقية تعني تعهد قيم الجماعة بالتطوير والتعميق.أما السياسية تعني إعداد الفرد ليشارك مشاركة فعاله في القضايا العامة على أساس واع مدروس.أما الاقتصادية تهدف إلى تنمية الموارد البشرية المدربة ذوي كفاءة،التي يمكن الاعتماد عليه في بناء الكيان الاقتصادي للدولة.أما الثقافية تعمل على تحليل الثقافة ونفدها،و وتطويرها على أساس من الوعي بالتطورات والتغيرات المختلفة. ونلاحظ من السابق بان التركيز كان منصبا على الماضي،في حين أن الآية انقلبت الآن ،وصار الاهتمام منصبا على الحاضر والمستقبل دون إغفال للماضي.حيث أصبحت التربية تعمل من أجل تهيئة رجال الغد،لكي ينهضوا بمسؤولياتهم في مجتمعات ستختلف اختلافا جذريا عن مجتمعات اليوم. إن هذا العمل المنوط بالمؤسسات التربوية يعتبر جديداً،لان وظيفة التربية في الماضي انحصرت على وجه العموم في ربط ماضي المجتمع بحاضره،وفي المحافظة على معتقداته،وعاداته،وتقاليده،وخبراته، وما بني عليها من علاقات اجتماعية. ويمكن أن ندرك سر هذا التحول،إذا قارنا بين الاستقرار النسبي للمجتمعات في الماضي،وبين التطور المتسارع للمجتمع المعاصر. فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟ إن مسؤولية التربية الأساسية اليوم تتمثل في إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع سيختلف اختلافاً جوهرياً عن المجتمع الحاضر،باتجاهات ومفاهيم وأفكار سيكون لها آثارها البعيدة المدى من حيث تقرير مستقبل الثقافة ونوعية الحياة. فلم يعد دور التربية مجرد الاقتصار على نقل المعرفة العلمية والتكنولوجية،ولكن أيضا تنمية الاتجاهات التي تمكن الإنسان من تنظيم تلك المعرفة واستخدمها، حيث إن على التربية في المستقبل أن تتعامل تعاملا مباشراً مع المشكلات الحقيقة التي تواجه الإنسان في واقعه اليومي مستخدمة في ذلك أنواع التحليل والشرح الموجود في مختلف مجالات المعرفة العلمية. إلا أن التعامل الحكيم مع المعرفة العلمية والتكنولوجية في المستقبل، لن يتم إلا إذا ركزنا على التنمية الروحية للإنسان،وتعميق مشاعره الوجدانية والأخلاقية والجمالية، ففي ديننا الإسلامي مجال رحب لتنمية وتعميق هذه الجوانب في الإنسان. فنستخلص مما سبق أن التربية اليوم أصبحت تتبع تطور المجتمع،وتطور المعرفة، ومن ثم لابد أن تكون مجددة،وتنظر نظرة تقدمية.لان مفهوم المعرفة تتحول من مفهوم المعرفة الكونية الثابتة الكاملة إلى مفهوم المعرفة اللآ محدودة التي تمكن فيها قابلية الإمتداد اللانهائي. كما أن التربية لم تعد مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة داخل أسوار المدرسة،بل أصبحت اليوم تشتمل على العملية الثقافية الحضارية التي تتفق بها إمكانيات الفرد وتنمو طوال الحياة داخل المدرسة وخارجها،حتى إن بعض المفكرين اقترحوا تسميه جديدة للتربية(أندراغوجيا,Andragogy)أي فن تعليم الإنسان،لكي يتميز عن(البيداغوجيا,Pedagogy)أي فن تعليم الطفل.لان هدف التربية لم يعد كما في السابق مقتصراً على تعليم الطفل والمراهق،بل أصبح يعني تعليم الإنسان طوال حياته. أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر: هدف التربية القديمة غير مقصود ومخطط له مسبقا ،وهو تمكين الفرد من التأقلم مع الحياة في مجتمعه ويتكيف معه،عن طريق التطبيع من قبل الأسرة،والقبيلة. أما التربية الحديثة مخططة وهي بناء الإنسان المتكيف مع مجتمعه،وهو هدف مقصود يتحقق من خلال الوسائل التربوية الحديثة،واستخدم الأنشطة داخل المؤسسة التربوية وخارجها. كما مارست التربية القديمة عناصر ثقافية مستمدة من طبيعة الحياة البسيطة،وهي عبارة عن طقوس دينية وعادات وقيم،ورثتها ونقلتها الأسرة لأبنائها،بوسائل تربوية كالتقليد والمحاكاة. أما التربية الحديثة فتستمد مفردات محتوى المنهج الدراسي من مشكلات الحياة الاجتماعية،والسياسية ،والصناعية،وغيرها،فهي تتشابه مع الممارسات القديمة من حيث استخدمها للحياة لبناء المنهج،وان اختلفت عنها من حيث أن بناء المنهج له معايير علمية، وفنية معينة. ومارست كلتا التربيتين القديمة والحديثة أساليب حفظ النظام،وهي الثواب والعقاب،وإن اختلفت طبيعة الممارسة في التربية الحديثة نتيجة للتطورات العلمية في مفهوم الطبيعة البشرية. مما سبق يتضح بان التربية عملية نمو معقدة ومستمرة، ،وعملية تكيف وانسجام تفاعل الفرد مع بيئته المحيطة به، وهي عملية نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر،وهي عملية إعداد الفرد للحياة، إذا فهي عملية تنمية متكاملة لجميع جوانب الشخصية الإنسانية(الجسمية والعقلية والانفعالية والأخلاقية والاجتماعية)، لأن أهدافها متعددة وطرقها متنوعة ووسائلها شتى. العوامل التي تؤثر في تربية الفرد: 1-مجموعة الظروف والمناسبات التي يمر بها الفرد(الوسائط الغير مقصودة الرفاق ،دور العبادة ،وسائل الأعلام). 2-المؤثرات المنظمة (الوسائط المقصودة)من تربية المدرسة والمعلم. 3-مجموعة الظروف المحيطة بالفرد من البيئة الأسرية. 4-البيئة الطبيعية التي تحيط بالفرد من جبال وسهول وأمطار. 5-قابليات واستعدادات الفرد التي ورثها عن أبوية، والتي تختلف من فرد لآخر. 6-الدوافع التي يحملها أفراد النوع الإنساني عامة،وتدفعهم للأنشطة المختلفة. أهمية التربية: للتربية دور رئيسي هام في حياة الشعوب .وقد برزت أهميته التربية وتقنيتها في تطوير الشعوب ، وتنميتها الاجتماعية، والاقتصادية، وفي زيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات: 1-أصبحت التربية إستراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم ،وذلك لان رقي الشعوب وتقدمها وحضارتها تعتمد على نوعية الأفراد وليس عددهم. 2-انها عامل هام في التنمية الاقتصادية للشعوب، لما تملكه من دور هام في تنشيط المؤسسات الصناعية والإنتاجية. 3-انها عامل هام في التنمية الاجتماعية، كونهم أفراد تربطهم علاقات اجتماعية تفرض عليهم أدوارهم بالمجتمع ،وتبين لهم حقوقهم،وواجباتهم القومية ،والاجتماعية. 4-انها ضرورية لإرساء الديمقراطية الصحيحة،فكلما تعلم الإنسان زادت حريته وهذا يعني ارتباط الحرية بالتعليم. 5-أنها ضرورية للتماسك الاجتماعي والوحدة القومية والوطنية،فهي تعمل على توحيد الاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع. 6-أنها عامل هام في إحداث الحراك أو التنقل الاجتماعي، أي ترقي الأفراد وتقدمهم في السلم الاجتماعي. 7-أنها ضرورية لبناء الدولة العصرية التي يتمتع أفرادها بالحياة الحرة الكريمة، ويسودها العدالة والمساواة. كما أن احد مؤشرات حضارة الأمم وارتقائها تتضح في مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتها، ويتجلى ذلك بوضوح فيما تولية للأطفال من عناية واهتمام وتوفير أمكانية النمو الشامل لهم من كافة الجوانب مما يساعد في إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية ناجحة. أنواع التربية : 1-التربية التلقائية أو العرضية: وهي التي يكتسبها الفرد من معلومات ومعتقدات واتجاهات وعادات نتيجة لتفاعله المباشر مع البيئة الطبيعية بإمكاناتها المادية وتقلباتها الجوية،وما تشمل عليه كائنات حية. 2-التربية غير مقصودة: وهي أن يكتسب الفرد المعارف والخبرات بشكل تلقائي وغير متخصص في مجال التربية والتعليم في المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل(الأسرة ،وسائل الأعلام ،النوادي الرياضية ودور العرض والمتاحف ودور العبادة) 3-التربية المقصودة النظامية: وتتمثل في التربية التي تشرف عليها مؤسسات تعليمية وتربوية أقيمت لغرض التربية والتعليم ،وبنيت بطريقة هرمية ،وبتدرج عمري يبدأ برياض الأطفال والمدارس الابتدائية ويستمر إلى الدراسة الجامعية والدراسات العليا. التربية العقلية: التربية) أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين: 1-تقديم التربية عن التعليم،أي تكوين الطفل تكوينا متكاملا وشاملا من جميع النواحي الفكرية والجسدية والجمالية والخلقية والمهنية. 2-الاهتمام بتنمية ميول واهتمامات الفرد وفق لاستعداداتهم وقدراتهم. 3-جعل المتعلم محور العملية التربوية. 4-الاستقلال والحرية للأفراد والجماعات في المدارس الحديثة عن طريق تشجيع الفعاليات الفردية والجماعية. 5-توفير البيئة الطبيعية المناسبة. 6-تنمية التربية الفردية وسط روح الجماعة. مرحلة التفكير المجرد(المراهقة): لقد تأخرت الدراسات التي تناولت المراهقة في علم النفس وسبقتها في ذلك دراسات الطفولة،ولكن اليوم تعرف المراهقة اهتماما كبيرا ،وذلك لانها الفترة الأطوال التي تفصل الطفولة عن الرشد، ونستطيع القول بعدم وجود مراهقة حقيقة في كل المجتمعات حيث توجد في مجتمع وتختفي في آخر ،فالمجتمعات البدائية لا توجد فيها المراهقة بمعناها الحالي، ذلك لان المرور من المراهقة إلي البلوغ والرشد يتم من خلال طقوس والأعمال التي يبدأ المراهق بممارستها ويقلد بها الراشدين ،ثم يتم اندماجه في مجتمع الكبار فيشارك الكبار في كل نشاطاتهم. ولكن اليوم يتأخر دخول المراهقين إلي ميدان العمل فتصل فترة مهمة بين النضج وبين الانخراط في الحياة وهذا ما يشكل أزمة المراهقة بحسب قول (اقنزيني Avanzini) ذالك إن فترة الدراسة طالت ،بسبب التعليم الإلزامي في بعض الأحيان، وفي أحيان أخري أن الدخول إلى ميدان العمل يتطلب إعداداً طويلا بالإضافة إلى إن الآباء يعمرون طويلا مما يمكنهم من القيام بواجباتهم المادية اتجاه أبنائهم، بالإضافة إلى عدم حاجة سوق العمل إلى أيدي عاملة. كما فسر عالم النفس(ستانلي هول،1904) المراهقة على أساس أنها مرحلة انتقالية من المراهقة إلى الرشد يحمل معه ما يشبه الأزمة ،ومن بعده درسها عدد كبير من علماء النفس مسميا إياها (مرحلة العاصفة)ولكن علماء النفس المعاصرين بتأثير من الدراسات الحضارية لم يعد لديهم إيمان بهذا القول. كما تناولت دراسة (مرجريت ميد) عن أزمة المراهقة عند الفتيات في إحدى القبائل البدائية (لاحظ بان المراهقة لم تكن أزمة وانعصاب بل كانت مرحلة ارتقاء منتظما لمجموعة من الاهتمامات وضروب النشاط الآخذة في النضج على مهل ،فلم تكن تقلق أذهان الفتيات الصراعات المتعلقة بالجانب الفلسفي أو العلمي، ولم تكن لديها مطامح سوى أن تتزوج في قريتها وان تنجب أطفالا كثيرين). ولاشك إذا أن المراهقة ليست بالضرورة أزمة عاصفة ، قد تتحول إلى أزمة وشدة إذا أراد لها المجتمع ذلك ،فإذا كان المجتمع هادئا في تقبله لمرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة ،فان خصائص الأزمة بالإمكان أن تتضاءل إلى حد بعيد. إن النظريات والدراسات التي تناولت المراهقة كثيرة ومتنوعة ومختلفة في نظرتها وتفسيرها ،ولا تزال التساؤلات قائمة حتى الآن: هل توجد بالفعل أزمة للمراهقة؟ وهل هذه الأزمة ترتبط بطبيعة النمو البيولوجي والجنسي، وأم إنها ترتبط بالعوامل الاجتماعية والنفسية؟ كما لا يوجد في الواقع تعريف موحد للمراهقة يرضى عنه الجميع، فعرفه(كارل روجرز) بأنها فترة النمو الجسدي وظاهرة اجتماعية ومرحلة زمنية وفترة تحولات نفسية عميقة ،وهذه الفترة تمتد من سن البلوغ إلى سن العشرين. فالمراهقة فترة من النمو معروفة بصعوباتها؛ فالطفولة معروفة بخصائصها ومميزاتها ولها وضعيها الخاصة بها،والمراهقة في بدايتها كأنها ترمي عالم الطفولة،ولكن المراهق لم يدخل بعد عالم الراشدين،فهو في موقف محرج كمن يقف بين بابين ،وهو ينتظر ليعرف من هو، ماذا سيفعل،من يحبه ،ولكي يهرب من هذا الانتظار ،فانه يلجأ إلى عالم الأحلام،أو عالم الأفكار حيث يمكنه أن يجد لنفسه مكانا. العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ): 1-العوامل المناخية (الحر،الشمس، الضوء)لها تأثير كبير على تبكير المراهقة أو تأخيرها. 2-ظروف الحياة والمستوى الاجتماعي، فعادة تتأخر سن البلوغ لدي الطبقات الفقيرة عن تلك السن لدي الطبقات الغنية. 3-العرق ،فقد أظهرت الدراسات المقارنة بان البلوغ يحدث في سن متأخرة عند اليابانيين والصينيين مهما كان المناخ. 4-الوارثة من أهم العوامل المؤثرة في البلوغ ، فهناك عائلات يحصل فيها البلوغ في سن مبكرة ،وعائلات أخري يتأخر فيها البلوغ. 5-المنبهات الجنسية في وسائل الإعلام والدعاية(صحف،ومجالات،وتلفزيون،وسينما)،لها تأثير كبير علي البلوغ . خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق: 1-النمو الجسمي: يسبق النمو الجسمي النمو الجنسي، وهو يتأثر بالهرمونات التي تعرف(الهرمونات الجسمية) ،وهي مرحلة تتزايد وتسرع فيها حركة النمو الجسمي،فقد بينت الدراسات بأن النمو الجسمي مابين12-20سنة ،يرتفع ارتفاعا بسيطا ويحدث بسرعة طفيفة مؤقتة. وينتهي النمو الجسمي في العادة مابين20-25 سنة تقريبا،فقد بينت الدراسات المقارنة الفرق بين الذكور والإناث في النمو الجسمي ، حيث لاحظ بان النمو لدى الإناث يتزايد في سن الحادية عشرة تقريبا ويتوقف قبل سن العشرين، أما الذكور يتأخرون قليلاً ،ولكنهم يستمرون في النمو الجسمي حتى سن الخامسة والعشرين. اثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق : تترك التغيرات الجسمية النمائية لمرحلة المراهقة آثار سلبية على نفسية المراهق، فالنمو السريع في الطول والوزن تحدث تغيرات جسمية عضوية حركية غير مألوفة، فينشأ عن ذلك فقدان التوازن والاتزان،ويتعثر المراهق في أعماله أحيانا،ويبدو واضحا في حركات يديه وأصابعه وغيرهما. وكذلك يصحب هذه التغيرات الكسل والخمول والتراخي،كما يبدو المراهق قلقا مضطربا،ولهذا أطلق عليها علماء النفس بفترة الارتباك والقلق. وترتب على هذا النمو اضطرابات نفسية وانفعالية متقلبة ،قد تؤدي عند بعضهم إلى الخجل والانطواء والى اضطرابات سلوكية يظنها البعض مرضاً أو شذوذاً، وقد تؤدي بالبعض الآخر إلى تفكير خيالي وأحلام اليقظة. وقد يتطور كل ذلك إلى تركيز المراهق اهتمامه حول جسمه ،مما يدفعه إلى الاهتمام بمظهره الخارجي ليظهر أمام الآخرين بالمظهر الأنيق و،يؤدي ذلك إلى صراعه مع القيم السائدة في المجتمع ،ويتطلب هذا التوجيه النفسي والتربوي من الكبار بقصد تحسين عملية التكيف والتوافق . 2-النمو العقلي المعرفي: أن التطور في النمو الجسمي يصاحبه نمو هائل عقلي بنفس القدر،وان كان اقل وضوحا في القدرات المعرفية والعقلية ،أي ينتقل من العمليات الحسية في الطفولة إلى العمليات الشكلية المجردة في المراهقة أي استخدام التعميمات والرموز المجردة التي يكتسبها من خلال احتكاكه وتفاعله مع البيئة المحيطة به، وتتزايد المرونة والضبط في العمليات العقلية في السن12-14سنة. العوامل التي تعيق النمو العقلي: إن النمو العقلي يتأثر بالتعلم، وهو متلازم مع درجة الثقافة والصلة بالحضارة،مما يتيح فرص للاكتساب. ولكن ظروف الحياة قد توجد مواقف من شانها أن تعيق النمو الطبيعي للذكاء.فإلى جانب النقص العضوي أو التخلف الوراثي ،فهناك عوامل عديدة تجعل الوصول إلى البناء العقلي أمرا صعباً ومستحيلاً، منها: 1-الحرمان الثقافي . 2-الاتجاهات السلبية ،لان القدرات العقلية لا تنمو إلا أذا توفرت الدوافع القوية والاتجاهات السليمة. 3-الإهمال وسوء الرعاية يؤثر علي التعلم والنمو العقلي للفرد . 3- النمو الانفعالي: يمثل النمو الانفعالي جانب رئيسيا من جوانب شخصية المراهق،ومحورا رئيسيا لتوافقه أو عدمه. فتغير المعالم الإدراكية للبيئة المحيطة به من جهة،والتغيرات النمائية الجسمية المتسارعة من جهة أخري، تترك آثارا انفعالية كبيرة في الشدة والعمق،وما يصاحبها من استثارة للدوافع والميول والرغبات تؤثر في شخصيته وسلوكه ،وتتضح مظاهر النمو الانفعالي لمرحلة المراهقة في المشكلات التربوية التي سيتم عرضها لاحقا . 4-النمو الاجتماعي: ويتمثل في علاقة المراهق مع بيئته الاجتماعية أي مع أسرته وجماعة الرفاق والمؤسسات التربوية. 1-الأسرةأساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي) أولا : أساليب المعاملة الوالدية أن أساليب المعاملة الوالدية أثراً كبيراً في سلوك أبنائهم،إذ هي تشكل المناخ الأسري الذي يعد العنصر الأساسي قي تكوين شخصية الطفل.فمثلا يشير(ليفي،1943) إن الأطفال الذين يعاملون من قبل أمهاتهم معاملة تتسم بالتدليل والحماية الزائدة.فإن سلوكهم يتسم بالعصيان ونوبات الغضب وكثرة المطالب ،ومحاولة السيطرة على الأطفال الذين يعاملون بمعاملة تتسم بالتسلط،فإنه أكثر طاعة وإذعاناً للسلطة،وجبناء مع أقرانهم.أضف إلي ذلك فإن كلتا المجموعتين يعانون من القلق وعدم الشعور بالأمن،ولا يحسنون تكوين علاقات اجتماعية. أما دراسة (والكرورفاقه،1989)فتشير إلى أن سوء معاملة الطفل من قبل الوالدين ترتبط بشكل دال على المشكلات السلوكية وبشكل خاص العدوانية،والجنوح ،والانسحاب،والأنطواء. من أساليب المعاملة الوالدية: حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/studies/45837.html#ixzz3Rl6VrCVv
  2. يقف الإنسان الإيجابي في مجتمعه في كل ما يخص الادب العام موقف الملتزم به لأنه يرى انه واجب عليه وحق لغيره، ولذا تراه يسير وفق منهج خلقي دقيق جداً، ويرى ضرورة المحافظة على النظافة العامة لان ديننا الاسلامي يحثنا على ذلك وتكره نفسه اذا شاهد ما يخالف ذلك، وتراه يميط الاذى عن طريقه وهذا من اعلى درجات الصدقة المحسوسة لمستخدمي الطريق فإماطة الاذى عن الطريق صدقه. ويا ترى هل سيبقى اذى فيما لو طبقنا ذلك والاصل ان لا نحدثه من باب والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لأننا لا نحب ان يضع احدنا الاذى في طريقنا. وكيف سيكون الحال لو طبقت الغرامة على النظافة ورمي المخلفات الن نلتزم بالإكراه ولو كان ديننا قد ربانا على الحفاظ على النظافة العامة وان النظافة من الايمان وهل يعقل ان نخرج انفسنا ولو للحظات من الايمان بعدم الالتزام بالنظافة العامة، ولماذا لا يكون رقيبنا من انفسنا ونصدق مع ذواتنا ونحتسب ان ذلك اتباع لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام واننا اما ان نكون مأجورين عليه ان طبقناه او محاسبين عليه ان أسأنا فيه. وهل من الآداب العامة ان نجعل من انفسنا ولاة على الناس فلا نتركهم في حالهم بل ونتعقبهم في نظراتنا واحاديثنا وكأننا الموكلون من عند الله بهم وهل نقبل ان تتعقبنا نظرات الناس حتى نتعقبهم. وهل من الآداب العامة ان نطالع شبابنا وهم قد زينوا سياراتهم بأرقام البلاك بيري وعناوينهم على التوتر والفيس بوك ليقتحموا خصوصيات العوائل فيأخذ الرقم اما مراهق او مراهقة لا يعرف عواقب فعله ونهاية تصرفه وهل نرضى لأنفسنا ذلك حتى نرضاه لغيرنا، اليس من الآداب العامة ان نترك المكان نظيفاً كما نحب ان يترك لنا في المرافق العامة واماكن الجلوس والتنزه. أليس من الاولى بنا ان نحافظ على مقتنيات البلد لينعم بها الاخرون ونربي اجيالنا على ذلك حتى يكتسبوا الايجابية بالقدوة الحسنة منا أليس من حق الاخرين الذين يبحثون عن الإيجابية ان ينعموا بالالتزام من العامة بآداب السير وواجباته وآداب الحوار ومعطياته وآداب الكلام واشاراته وآداب الجوار وحقوقه وآداب الصلاة وصحتها وآداب البيع والشراء وضرورياته وآداب التعامل مع الكبير والصغير والمعلم والخادم وانزالهم منزلتهم الحقيقية. ان النفس لأمارة بالسوء وهذه قاعدة عامة ولكن لو عشنا بصدق مع انفسنا وتفكرنا في معطيات يومنا وعشنا بصداقة مع انفسنا ووضوح كامل في نقد ذواتنا وليس جلدها ومعرفة هل اسلوب معايشتنا وجميع تصرفاتنا مع الناس ومع المعطيات هي سليمة وصحيحة سنشعر في حينها اننا قد اخطأنا في حق انفسنا وفي حقوق الاخرين وان كل اطراف المجتمع قد خسرت من تلك التصرفات. ولكن اذا عزمنا بعد تلك الصداقة الذاتية على العلاج من الداخل اولاً فإننا سنحقق النقلة النوعية في تلك العلاقات بالكامل وسنشعر بدرجة رضا كبيره لأننا حققنا التوأمة الإنسانية مع البشر وحققنا المثالية في التعامل مع المعطيات التي وضعت من اجل رفاهيتنا ورفاهية اجيالنا القادمة وقبل ذلك وبعده حققنا ماربانا عليه شرعنا المطهر من آداب وسلوكيات قويمة تكفل لنا الخيرية على البشر(كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهذا ليس من المستحيل إن صدقنا مع انفسنا وصدقنا مع الناس وقبلها صدقنا مع الله سبحانه وتعالى. لقد فهم البعض منا الحريات فهماً غير المقصود منها، فالحرية خاصة وليست عامة ومقيدة وليست مطلقة وتعزز الانتماء للمجتمع ولا تفصلك عنه وتقوي الروابط الاجتماعية ولا تزيلها وتمكننا من بناء جيل يستطيع ان يعبر عن رأيه بوضوح لا ان يصيب مجتمعه بجروح وكأننا ننتقم من ذواتنا وذرياتنا واهلنا ومجتمعنا ومكتسباتنا ووطننا ولا نترك لأجيالنا ما نشرفهم بهم من عطاءات تستحق الاشادة وقد احتفظ بها الاباء لينعم بها الابناء. فالحرية هي اخلاق تستحق الاقتداء بها في مجتمع ملتزم بالخلق الاسلامي القويم، وهي الانضباط وليس العبث، وهي المسؤولية وليست اللامبالاة، وهي الايجابية وليست السلبية ولذا فان الحرية اذا طبقناها في انفسنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير استطعنا ان نقول اننا ادينا الواجب علينا وحفظنا الحقوق لغيرنا وغيرنا ادى الحقوق التي لنا وقام بالواجبات التي عليه وعندها سينعم مجتمعنا بظلال وارفة من الآداب العامة المطبقة التي تتحول الى خلق ومنهج وطبيعة وثقافة وهذا اقل الحقوق التي علينا ان نؤديها ونربي انفسنا عليها وذرياتنا ومن هم مسؤولين منا وسنرى كيف ان مجتمعنا اصبح ايجابياً من تلقاء نفسه دون الحاجة الى نظام بشري او عقاب بدني او غرامة مالية. كما ان علينا ان نكون سعداء فنتعظ من غيرنا في الإيجابية ولا نكون تعساء فنتعظ من انفسنا في السلبية فالدنيا دروس وعلينا ان نأخذ من اليوم درساً للغد. —————– الكاتب:صالح بن أحمد الصالح ***************** نقلاً عن الرياض حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/52038.html#ixzz3Rbzul7if
  3. للرسوم المتحركة دور كبير في جذب أطفالنا، وشد انتباههم والقدرة على إمتاعهم بالساعات جعلهم ينصرفون عن أساسيات عدّة منها التعامل الأسريٌّ، حيث أثرت الرسوم المتحركة على مشاهديها الصغار وصرفوا عليها أوقاتًا لم يصرفوها على كتبهم الدراسية! حتى أصحبت رسومه المتحركة تحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة على عقله، وكذلك غمس الطفل في بيئة غير بيئته، وثقافةٍ غير ثقافته؛ مما قد يُوجد لدى الطفل عدم توافق مع الحياة من حوله، لأنها تخالف قناعاته، وهذه فكرة خطيرة جدًا لو خُلي بينها وبين الطفل، كما وأن النسبة الأعلى لما يُتابعه الأطفال هو الرسوم المتحركة المستوردة من بلاد غير إسلامية عليها رتوش يقالُ عليها عربية إسلاميةّ! وليس هذا فقط هو مكمن الخطورة، بل إنّ قطاعًا كبيراً من الأمهات والآباء لا ينتبه لخطورة أثرها على الأطفال، فيلجأ إلى شغل أوقات الصغار بها هرباً من عُري الفضائيات وتفسُّخها، والتماسًا لملاذ أمين وحصنٍ حصين يجدُ فيه الأمن على أبنائه، وتأتي من سرعة تفاعل الأطفال مع مادتها، وشدة حرصهم على متابعتها، وزيادة ولعهم بتقليد أبطالها! والرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروّج للعبثية وأفلام الرعب والبوليسية التي لا يفارق المسدس والرشاش أي مشهد من مشاهدها، وتظهر القتل بصورة أشبه بالعادية، حتى لا يظهر على الممثل أي أثر نفسي حينما يقتل شخصًا آخر. فإنّ تكرار هذه المشاهد في تلك الأفلام يترك أثراً بالغ الخطورة على أطفالنا، الذين يعيشون في مجتمع آمن بفضل الله تعالى، كما أنّ مشاهدة سلوكيات عدوانية بحجم كبير في القنوات الفضائية، وما نسمعه أو نقرأه عن حوادث مريعة للأطفال وهم يقلدون أبطال الأفلام وممارساتهم الشاذة مع ذويهم ورفاقهم! فبمقدورهم خزن هذه السلوكيات ومن ثم استعادتها وتنفيذها وذلك حالما تظهر المؤثرات الملائمة لإظهار هذه الاستجابة السلوكية العدوانية، وإن تذكر السلوك العدواني الذي يقدم حلاً لمشكلة يواجهها الطفل قد يؤدي إلى إطلاق هذا «المكبوت»من السلوك العدواني، ويصبح المفهوم العدواني مقترنًا مع النجاح في حل مشكلة اجتماعية، وتظل دور الرعاية للمنحرفين والأحداث هي الشاهد على ذلك وأنموذجًا لسيطرة تلك البرامج التي تقدمها وسائلنا الإعلامية على تفكير الأطفال ومشاعرهم، فلا يجدون مناصًا من تقليدها! فنوصي بضرورة تشجيع الإنتاج المحلي في أفلام الكارتون للأطفال شريطة أن تكون مادة تلك البرامج مستوحاة من المجتمع العربي الإسلامي. ولتحقيق ذلك لابد أن يكون هناك تعاون وثيق بين القنوات الفضائية والقائمين على المؤسسات التربوية، مثل وزارة التعليم والجامعات بحيث يتم صياغة أهداف الأفلام الكرتونية صياغة تامة، بحيث تشبه أهداف المناهج الدراسية في المؤسسات التربوية. وهذا يتطلّب وعيًا لواقع هذا الإعلام وعزمًا على التصدّي وتعاونًا بين الدول العربية ومؤسساتها الإعلامية في التخطيط والتنفيذ، وبذل كل الإمكانيات المالية من أجل إبطال مفعول هذا السلاح المدمّر للعقائد والقيم والأخلاق. فبالرغم من أنّ هذه الصناعة بدأت تظهر، وهذا دليل على الوعي بهذا الخطر الذي يداهم أطفالنا، ويتفاقم ضرره يومًا بعد يوم من البث خلال الفضائيات المتنوّعة، وهي محاولات هادفة تحاول أن تسد القصور وتسعى إلى أن تكون بديلاً نقيًا ولو عن جزء يسير من حيز الإعلام المشوب، إلا أنها محاولات قليلة ومتواضعة، وهي بهذا القدر من الكم تبقى محدودة التأثير إلاّ أنها ممهدات لمسار إعلامي نقي قادم، بدأت تلوح بوادره في الأفق. ———————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية **************************** الكاتب:وفاء بنت ناصر العجمي – أكاديمية بمدينة الملك عبدالله للطالبات واستشارية أسرية وتربوية حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/33756.html#ixzz3NGLxKvD5
  4. الانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام.. وعندما يفتقد الانتماء ذلك المعنى فهذا يعني أن هناك خللاً ومع هذا الخلل قد تسقط صفة الانتماء.. والإنسان منذ ولادته تولد معه نزعة الانتماء.. انتماء إلى صدر أمه ثم أبيه ونسبه وجذور عائلته.الأسرة أو العائلة هي الجماعة الأولى التي تتلقف الطفل بعدما يرى النور ويخرج إلى هذه البسيطة.. وهي الوحدة التي تخلق لدى الطفل شعور الانتماء والمواطنة.. ويزداد دور الأسرة أهمية خاصة بعد تعدد المؤثرات الخارجية والمشارب الثقافية المؤثرة في نفوس أبنائنا وشبابنا نتيجة ظروف متردية سائدة على المنطقة العربية وفي ظل ثورة اتصالية شكلت ظواهر العزلة والاغتراب في المحيط الأسري. ولأن الأسرة هي الوعاء الذي يحتضن الطفل منذ ولادته وحتى مراحله العمرية اللاحقة لذا فهي المكان الأول الذي يستقي منه الانتماء والولاء والمواطنة.. ولأن الانتماء الأسري هو العمود الفقري للانتماء المجتمعي والوطني لذا فإن مرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد المستقبلة، إذ من خلالها تتشكل معالم شخصية الطفل من خلال ما يكتسبه من خبرات وقيم واتجاهات تأهله للقيام بأدواره ووظائفه داخل النسق المجتمعي.. وفي المحيط الأسري الذي يمثّل أولى المؤسسات الاجتماعية الحاضنة للطفل منذ لحظة خروجه إلى النور وخلال مراحل حياته العمرية يتشكّل الوجود الاجتماعي للطفل ويتلقى فيه المكونات الأولى لثقافته ولغته.. ويستقي قيم التعاون والحب.. التضحية والتسامح.. تحمل المسؤولية والعفو عند المقدرة والوفاء للوطن.. كل هذه القيم تُكرّس عند الطفل مفهوم الانتماء الأسري وترسخ المبادئ الأولى لمفهوم المواطنة التي لا تخرج عن كونها انتماء الفرد إلى مجتمعه ووطنه في ظل تمتعه بحقوق المواطنة المتعارف عليها وبالمقابل الالتزام بمجموعة من الواجبات وما يصاحبها من مسؤوليات. الحاجة للانتماء من أهم الحاجات التي يجب أن تحرص الأسرة على إشباعها للطفل لما يترتب عليها من سلوكيات تعزّز شعور الاعتزاز والفخر بانتماء الفرد للمجتمع والوطن.. وإشباع حاجات الطفل وتقبله لذاته وشعوره بالرضا بالارتياح وسط أسرته هي من أولى مؤشرات انتمائه لمجتمعه ووطنه. إن الرؤية للمنطلقات النظرية لتعزيز الشعور بالانتماء وتربية المواطنة تنطلق من التنشئة الأسرية إن هي زرعت في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحقق إلا بعزة الوطن والولاء له.. لذلك لا بد من الإشارة إلى بعض المسؤوليات التي ينبغي على الأسرة التركيز عليها لترسيخ مبدأ الانتماء وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة عند الناشئة وتغذيته بالأسس السليمة للانخراط في الحياة والتفاعل مع المتطلبات المجتمعية.. ولعل أول ما يأتي على رأس قائمة هذه المسؤوليات ربط الطفل بدينه.. وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية إلى جانب توعيته بالمخزون الإسلامي العظيم في ثقافة الوطن.. يأتي بعد ذلك تهذيب سلوك وأخلاق الطفل وتربيته على حب الآخرين وتعويده على العمل المشترك والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة التي انتشرت في عصرنا الحالي واغتنام كل فرصة من قبل الوالدين للحديث مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة. يتجلى مما سبق أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تعنى بالتماسك الاجتماعي كونها مصدراً لتكوين شخصية الطفل وتعزيز انتمائه وهويته الوطنية. *********************************** للكاتبة : زكية إبراهيم الحجي ــ الجزيرة *********************************** حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/59370.html#ixzz3MJD7nsDd
  5. من أسوأ ما يمكن أن يواجه الطلاب خاصة في مرحلتي «المتوسطة والثانوية» أن يضعهم حظهم مع (بعض) المعلمين، الذين لا يؤمنون (بلغة الحوار والنقاش) مع طلابهم في موضوعات سواء كانت تتعلق بموضوعات المقررات الدراسية، أو في موضوعات تشغل بالهم في حياتهم وتواجههم، ويرغبون الحديث حولها من أجل الحصول على (إجابات) تهمهم وتطفي عطشهم المعرفي، ربما قد تسهم في تجلية إشكالات بدأت تواجههم، نظرا لتعدد مصادر المعرفة أمامهم، وتعامل هذا الجيل مع وسائط التقنية التي لم تعد تحدها حدود. وقد تغير عندهم هذه الإجابات من خلال محاورتهم لمعلميهم القناعات الخاطئة، هؤلاء المعلمون الذين لا يرون جدوى الحوار لطلابهم، يرون أن واجبهم ومهمتهم الأصلية، هي إلقاء الدروس والتركيز على الأهداف المعرفية، وعلى طلابهم أن يسمعوا، ويستعدوا لاستظهار ما تعلموه في الاختبارات «وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان»!! هذا الأسلوب المتبّع من قبل بعض المعلمين، وأقول (بعض المعلمين) -لأن لدينا معلمين مميزين ولديهم مبادرات تربوية ومشروعات مع طلابهم، تقوم على الرعاية والدعم وتحسب لهم ويجب أن يكرموا- سيُوجد لدينا طلابا لا يؤمنون بأهمية الحوار في حياتهم، لأنهم لم يألفوا عليه، ولم يعطوا فرصة لتجريبه، ولم يدّربوا عليه ليصبح جزءا من تركيبتهم الشخصية. فهم في الغد سيمارسون مع أقرانهم، ومع من يعيشون معهم في البيت والشارع، بنفس الطريقة القمعية التي لم يعرفوا غيرها من معلميهم «وفاقد الشيء لا يعطيه «ولهذا كم هو جميل أن يتعود المعلم أن يستمع كثيرا لطلابه. وكلما سنحت له الفرصة أن يحوله فصله لما يشبه (المنتدى) فيعطي الفرصة لطلابه أن يعبّروا، يتحدثوا، يطرحوا آراءهم ويقترحوا طرق حل مشكلاتهم، دون أن يواجههم المعلم بالرفض أو بالسخرية من طرحهم، ولو جرب المعلمون محاورة طلابهم، لوجدوا بأن علاقتهم بهم تقوى، واحترامهم عندهم يزيد، وسيكون طلابهم قد وجدوا فيهم من يحاورهم ويناقشهم حول قضايا تشغل بالهم. أما في حالة افتقاد الطلاب لأجواء الحوار، وشعورهم بأن المدرسة ليس لها إلا وظيفة تعليمية فقط، وكما قال مارون عبود (إننا نعلم كثيرا ونربي قليلا) أو أن معلميهم لا يعطونهم فرصة للحديث أو الاستماع إليهم، فسيجدون في شياطين الأنس، من يستمع لهم ويتيح لهم ساعات وساعات من الحوار والنقاش، ويتركونهم يتحدثون لساعات وساعات ليعبروا عما يريدون، وبالتالي سيعجبهم هذا الجو الذي لم يجده في مدارسهم، أو داخل أسرهم. وهنا يكمن الخطر على طلابنا وأبنائنا وسط هذا الأجواء، التي ستبدو لهم ممتعة وشيقة، لكنها تحمل لهم المخاطر، لأنهم سيصبحون عجينة لينة يشكّلها هؤلاء الشياطين كيفما شاؤوا، وسيغذونهم بالأفكار السيئة والسلبية، وستقدم لهم المخدرات في صورة تبدو فيها على أنها «المنجي والمخلّص» لهم من همومهم ومشكلاتهم «ومعظم النار من مستصغر الشرر» حينما تكون الشرارة الأولى قد أشعلت، فأحرقت أخلاقياتهم، وأفسدت عليهم مستقبلهم -لا قدر الله – فلنكن على حذر لنسّلم مجتمعنا من الفتن والعقد، التي لا تخلّف إلا جيلا مصابا بالأمراض النفسية، والعنف والانتحار والقتل، وهي ليست إلا نتاجات طبيعية لأجواء فقدت فيها أساليب التربية الحديثة وغاب فيها «الحوار». ——————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية ********************** الكاتب:محمد بن إبراهيم فايع حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/33376.html#ixzz3ME7tTboP
  6. الحوار هو وسيلة اتصال فعالة بين الفرد والمجتمع حيث إنه يقود إلى تعدد الآراء واختيار الرأي الأصح منها، فالحوار في أساسه مطلب إنساني بين الجميع سواء على صعيد الأديان كما فعل ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز في حوار الأديان، أو بين الأبناء الذي من المفترض أن تسهم كل أسرة في تفعيل ساحة الحوار داخل محيطها الأسري لتتعدى تلك المساهمة إلى المجتمع الخارجي بالأثر الإيجابي. فهو يساعد الفرد على تحقيق استقلاليته بأن له رأيا يخص تلك القضية التي يتم التحاور فيها ولكن بعضهم تعد له تلك الساحة وكأنها حرب لابد أن ينتصر فيها فنجده في كثير من الأحيان يتكلم أكثر مما يسمع، ويتحدث بصخب وكأنه يريد أن يثبت رأيه ويلغي آراء الجميع، والسبب هو تزمته برأيه ومواجهة الحوار بتعصب شديد. فهناك من البشر من نجده محترما لقواعد الحوار السليم، وهذا الصنف نجده هادئ البال متمتعا براحة نفسية عالية، أما الصنف الآخر وكأنه نار حميم لا يكاد يستمع للكلمة من الطرف الآخر إلا اشتعل لسانه بتلك الكلمات التي يرمي بها دون أن يعي تلك العقبات التي سوف تكون جراء ما تفوه به لسانه، فنجد أن هذا النوع من الحوارات وكأنه مبتور ينتهي بقضية مفتوحة للمشاهدين دون الوصول إلى نتيجة تجدي نفعا لهم، فهذا الصنف نجده في كثير من الأحيان قلقاً متوتراً ولا يكون في محيطه إلا عددا محدودا جدا من العلاقات الاجتماعية التي إما أنها مجبرة لتكون بجانبه أو أنها مكتسبة نفس خصائصه أو مقاربة لها. فحتى تكون حواراتنا ناجحة علينا أن نلتزم بقواعدها السليمة وأن يكون لدى الفرد معرفة ودراية حول الموضوع الذي يتم التحاور فيه وندرك مدى أهمية هذا الحوار وانعكاسه على ذواتنا وعلى الآخرين. فلغة الحوار مهمة جداً في الحصول على المعرفة، ولنا في ذلك مثال عظيم عندما حاور الله سبحانه وتعالى الملائكة في قصة آدم عليه السلام في حوار سماوي عظيم وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) سورة البقرة. فكانت النتيجة من هذا الحوار هو الإجابة عن استفسار الملائكة وليس اعتراضهم لأنهم خشوا أن يكونوا مقصرين في عبادة الله. فلغة الحواركانت موجودة كذلك بين الله ورسله، وبين الله والإنسان، وبين الإنسان والحيوان في قصة نبي الله سليمان مع الهدهد ، وبين الإنسان والإنسان في حوار أهل الجنة والنار وحوار الرسل مع الكفار وحوار الإنسان مع أعضائه التي تشهد وتنطق على أفعال الإنسان فيها يوم القيامة. فهل من المعقول بعد هذا أن نصرّ على قراراتنا فقط لأنها من إنتاج ذواتنا حتى و إن كنا على خطأ! هل استطعنا أن نطور تلك اللغة داخل منازلنا مع أبنائنا حتى نكسبهم الثقة والقدرة على إدارة الحوارات والقدرة على التعبير عن مشاعرهم وعدم غياب تلك اللغة عن منازلنا حتى لا ينشأ الطفل المنطوي على نفسه ويحب العزلة أو لا يستطيع أن يتقبل وجهة النظر الأخرى إلا من باب العنف! الحوار لا يكون برفع الأصوات وكأننا في ساحة انتخابات برلمانية إنما من المفترض أن يكون حوارا هادئا يقوم على الأخذ والعطاء من كلا الطرفين حتى نكون بذلك قد استطعنا أن ندرك أهمية هذا الحوار، وتكون لنا الرغبة في الحصول على نتائج فعَالة فهو لغة هذا العصر التي تساعدنا في الوصول إلى المعرفة والحقائق. فكلما كان الحوار هادفا كانت النتائج من هذا الحوار أجدى وأنفع لكلا الطرفين، وهذا ما نريده أن يكون في مجتمعنا وفي تلك البيوت التي أصبحت تهدد وتقمع أبناءها عندما تبدي لها رأيا يخلق لها كيانا خاصا في المستقبل. ——————- نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية ***************** الكاتبة:شهد العسكر حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/43616.html#ixzz3Lcn7xbNK
  7. إذا أردنا أن نعرف حقيقة الأمن الفكري، فلابد من تعريف « الأمن « و» الفكر « أولاً، فالأمن في اللغة: ضد الخوف، وفي الاصطلاح: اطمئنان أفراد المجتمع على أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم من التعدي عليها. وأما « الفكر « في اللغة، فهو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول، وفي الاصطلاح: جملة ما يتعلق بمخزون ذاكرة الإنسان من الثقافات، والقيم، والمبادئ الأخلاقية. فالأمن الفكري إذن هو أن يكون الفرد والمجتمع آمنين مطمئنين على عقيدتهما، ومبادئهما، وقيمهما الأخلاقية من أن يعتدي عليها المعتدون الذين يحاولون النيل منها، إما بالدعوة إلى التحلل الخلقي، وترك التدين، ونشر الرذيلة، والبعد عن القيم والمبادئ، وإما بنشر الغلو في الدين، والدعوة إلى التطرف، والإرهاب. وتكمن أهمية الأمن الفكري في أنه أهم خطوة في منع الجريمة قبل وقوعها ؛ لأنّ الأفعال – سواء أكانت صالحة، أم فاسدة – هي نتائج لأفكار وتصورات تسبقها، فإذا كان الفكر سليماً كانت التصرفات والأفعال سليمة جيدة، وإذا كان فاسداً مشوهاً، كانت الأفعال والأعمال أيضاً فاسدة. ولا يخفى على الجميع أن من أهم ما يؤثر في الفكر، ويوجهه، ويغير ثوابته: وسائل الإعلام، وكان بالإمكان التحكم في كثير من وسائل الإعلام في الماضي، كالجرائد، والمجلات، والتلفاز، ومراقبتها، وتقويم ما ينشر فيها سلباً وإيجاباً وغير ذلك. أما في ظل ما شهدته وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي من تطور هائل، ووقوع ذلك كله في أيدي عامة الناس من الشباب والشابات، والمتعلمين وغير المتعلمين، فأصبح مراقبتها، ومعرفة ما يجري فيها أمراً بالغ الصعوبة إلى درجة لم تكن تتصور من قبل، فأنت ترى الأبناء بوجود آبائهم وحضورهم يتلقون الرسائل والمعلومات عبر الجوال بواسطة الواتس أب، أو السكايب، أو التويتر، أو غير ذلك، والآباء لا يعرفون ماذا يتداول أبناؤهم، ومثل ذلك يقال في مدارس البنين والبنات، والأماكن العامة والخاصة. وكل هذه المخاطر تستدعي من الجهات المختصة أن توليها أهمية كبيرة، وأولوية قصوى، بإجراء البحوث والدراسات المتخصصة، وإنشاء مراكز بحثية مستقلة، أو تابعة للجامعات، والمؤسسات المعنية بالأمر. ومن أهم الوسائل – من وجهة نظري – مضاعفة الجهود في زيادة الوعي لدى المواطنين، ولدى الشباب بخاصة، بنين وبنات، وتبصيرهم، وإرشادهم؛ لأن الوعي ومعرفة مخاطر هذه الوسائل إذا استخدمتهم في غير الصالح، هو أهم الحصون لحماية الأمن الفكري؛ لأن المراقبة لتلك الأجهزة، أو منعها، أو منع الشباب منها، كل ذلك يكاد يكون مستحيلاً، وأخص في مسألة التوعية والتبصير: أولاً: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خلال الخطب، والمواعظ، والكلمات، والمحاضرات في المساجد والجوامع وحلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات. ويتحمل جزءاً من المسؤولية الأئمة والخطباء فالتوجيه ملقى على عاتقهم مع الوعي الكامل. ثانياً: وزارة التربية والتعليم من خلال وضع مادة، أو إدخالها في أحد المناهج، تتحدث عن مخاطر استعمال هذه الأجهزة استعمالاً سيئاً، ويكون ذلك في جميع مراحل التعليم الابتدائي، والمتوسط والثانوي. ثالثاً: وزارة التعليم العالي، من خلال الجامعات، والمعاهد التابعة لها. رابعاً: وزارة الإعلام من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية. والأمر من الأهمية بحيث ينبغي أن تتضافر الجهود على العناية به، فالوقاية خير من العلاج {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (64) سورة يوسف. *********************************** للكاتب : سلمان بن محمد العُمري ــ الرياض حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/58905.html#ixzz3LXFKhJVR
  8. لو رجعنا إلى الوراء قليلاً ودققنا في الحالة الفكرية بين الشباب لم تكن مخترقه كما هو الحاصل الآن، والذي يعود إلى تأثر الشباب والتصاقهم بالفكر المحيط بهم، أما الوضع الآن تغير بسبب الانفتاح وما طرأ على حياة الناس من مؤثرات أخرى، ومن أهمها التقنية ووسائلها المتنوعة التي أسهمت في اختراق الفكر بين الشباب، والبعض منها موجه والبعض الآخر يدخل ضمن القناعات التي يؤمن بها المفكر ويتأثر بها الآخرون ويتقبلونها سلباً وإيجاباً، نتيجة لغياب الحصانة الفكرية. وإذا أردنا أن نكوّن فكراً متوازناً بين الشباب، لابد من إعادة النظر في فكرنا الثقافي وتحريره من الجمود والبحث عن الحكمة في جميع الثقافات، ويكون المرتكز في ذلك الجانب التأصيلي الذي يزخر به تراثنا العربي الإسلامي عقيدة ولغة وأدباً وتنويراً معرفياً غطى علوم الحياة الإنسانية والعلوم البحتة والتطبيقية التي أسست للفكر العالمي ولاسيما في ازدهار عصر الإسلام في الأندلس، هذه الحكم أصبحت مطلوبة في مجتمعاتنا وكنا في وقت سابق نصدرها للعالم ونحن في حاجة إلى توطينها وإعادتها إلى بيئتها الأولى. وهذا لا يتم إلا من خلال إيجاد فكر متوازن يؤمن بالحوار ولا يهمش الآخرين تسود في القواسم المشتركة التي هي ركيزة التفاهم والتقارب أيضاً أن يكون التخصص حاضراً بأدلته ووسائل إقناعه بعيداً عن الارتجال، كذلك عدم التعالي من قبل من يرسخ الفكر المتوازن بين الشباب حتى لا يكون سبباً في تمردهم وعدم استجابتهم للتفاعل مع الفكر الذي يطرحه، ويرى أنه يصب في الفكر المتوازن أيضاً لابد من تبصير الشباب بمقومات الفلسفة الإيجابي منها والسلبي، لأنّ معظم الشباب لا يدركون معانيها ومدارسها وفكرها وربما تأثروا بها وهم لا يشعرون كذلك توظيف الدراسات التي تبرز الإعجاز العلمي في تراثنا الخالد والتي اكتشفها المستشرقون والعلماء الحاليون الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى، كذلك يجب على المفكر الذي يسعى لترسيخ الفكر المتوازن بين الشباب أن يرسخ الذكاء بجميع أنواعه، ولاسيما الذكاء الوجداني والانفعالي اللذين يعتبران مهمان في حياة الإنسان أيضاً توظيف مقاصد الشريعة وإبرازها بين الشباب، لأنها تدحض الفكر المتطرف وتصب في القضاء على المفاسد (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، أيضاً وجود الموسوعات العلمية التي تعنى بالفكر المتوازن أمر ضروري وهو مسؤولية الجامعات ووزارات التربية التي يفترض أن تكون من اهتماماتهوضمن شبكة التواصل مع الطلاب وأولياء أمورهم من خلال (الإنترنت أيضاً أن يتم رسم صور للتعاطي مع الفكر المتوازن من خلال ورش وحلقات تقام في أروقة التعليم المختلفة وزارات الثقافة والإعلام لها دور في إيجاد الفكر المتوازن بين الشباب، من خلال إصداراتها وبرامجها المتنوعة التلفزيونية والإذاعية وما ينشر في الصحف وما يتم عرضه في معارض الكتب. —————— *الكاتب:منصور ابراهيم الدخيل *************************** نقلاً عن صحيفة الجزيرة حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/54216.html#ixzz3LRK3bR3Q
  9. الحياة كلها طرق عدَّة لا تخلو من الأعباء والمصائب والمصاعب ومن الأخذ والعطاء ومن الحزم والرخاء ومن الاختلاف والاتفاق ومن القيل والقال… وهكذا. فالوعي شيء جميل عندما يكون سائداً بين أطياف المجتمع بكامله وما أقبحه عندما يتحول إلى عبء ثقيل قاتل، عنيف ومدوٍّ بالنفس حينما يغرق المرء في القضايا الاجتماعيَّة، ونظل أمام الآخرين متمسكين بالحوار الحضاري، ونحن في عصر بعيدين كل البعد عن أبجديات الحوار الحضاري الراقي. ونمارس أساليب الحوار في الوقت الذي نطالب به بالتخلي عنه – حتَّى أصبح النَّاس في بؤرة للذم ومساحة شاسعة لتلك الصّراعات والاختلافات قد تكون هذه الحقائق واقعاً ملموساً، كما قال الشاعر الحكيم: أعلل النَّفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فعندما يدار نقاش (ما) عن قضية من قضايا المجتمع سواء كانت اجتماعيَّة أو أدبيَّة أو علميَّة أو تاريخيَّة لابُدَّ أن يكون النّقاش مبنياً على آداب الحوار السّليم. وأن يكون الحوار ماتعاً ورائعاً وحضاريَّاً وراقيّاً بكل ما تحمله هذه الكلمات من دلائل، فالخطأ والطّبيعة البشريَّة، صنوان متلازمان فيما بينهما فعند النَّقاش يجب على المرء أن يضع للسانه مكبح عن الأخطاء والزلات والعثرات ويحاول بقدر الإمكان أن يبتعد كل البعد عن الألفاظ الجارحة والبذيئة أو المنحطة أو النابيَّة أو المهينة التي تصدر من بعضنا ضد من يختلف معهم في رأي أو أداء أو منهج أو توجه أو مذهب أو غير ذلك. فالواجب أن تكون لغة الحوار تتَّسم بالدِّقة والوضوح مع قصر العبارات وتنوع الأساليب بين الاستفهام والتعجب والقسم، معتمداً على الحُجَّة والمنطق بهدف الإقناع والتَّأثير، علماً أن الحوارات الطويلة أو المتوسَّطة المتشعبة والمتعدِّدة المواضيع ينتابها نوع من الخروج عن الأسلوب الحضاري الراقي تارة، فالواجب على المتحاورين أن يحترموا أنفسهم مع بعضهم البعض ولا يشتمون ولا يسيئون ولا يتطاولون على الخطوط الحمراء ولا يتجاوزون الحدود المتعارف عليها حضاريّاً ولا يحرضون ولا يهددون مهما بلغت درجات حدَّة النّقاش أو الحوار.. لأن أخطاء البشر مع بعضهم البعض لا تسقط في حق المرء المخطئ إلا بعدة أمور تتمثل في النقاط التالية: – التسامح – التعويض – اللجوء إلى ميزان العدل فعادة الحوارات الطويلة تخرج عن الطابع المألوف وتجعل المرء في حرج تجاه الآخر سواء بالقول أو الفعل – فالكثير منا يعرف كلمة الحوار، بل لا يستطيع تطبيق هذه الكلمة القصيرة في منزله أو مكان عمله أو مجالس الحوار، وذلك بسبب فهم ثقافة الحوار. فالشجاعة لا تعني التهور والاندفاع وإنما رجاحة العقل وقوة البصيرة والسريرة وصفاء الروح ونقاؤها. ونعني القوة أيضاً قوة العقل وتوازنه ودهاء الفكر وسلامته – وهنا يلتقي الإيمان بالشجاعة والطمأنينة بالقوة ويرتبط مفهوم الطمأنينة في النفس بمفهوم الرضا والقبول كما يرتبط بمفهوم الخلود والحياة فالمرء داخل دائرة النقاش تجده حائراً أمام روح التكالب والعراك والمقاتلة بالألسنة الحداد ومحبطاً أمام نزعة التعصب والتطرف والعدوانية الطمأنينة تحتاج منَّا العديد من الأسس والخصائص والمستلزمات كما تحتاج إلى منظومة متكاملة ومتوازنة من القيم الأخلاقية والإنسانيَّة. فلا طمأنينة ولا هدوء دون تعلم وتدريب النفس البشريَّة على الصبر والتأني. والمثل الانجليزي المشهور الذي يقول (الماء العميق أهدأ). فالحلم سِّيد الأخلاق ولا أمان دون إحساس عميق بالحب والود والتسامح والسَّلام والعفو. وبهذه القيم المثلى مجتمعة يتطور فكر المرء بالحوار أو النّقاش بمفهومه الصّحيح، كما قال الشاعر الحكيم: لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وقال شاعر آخر: عليك نفسك فتش عن معايبها ***وخل عن عثرات الناس للناس وقال الإمام الشافعي يرحمه الله عن أهمِّيَّة النقاش وآدابه في الأبيات التَّالية: إذا ما كنت ذا فضل وعلم حليماً لا تلحُّ ولا تكابر وقال أيضاً: يخاطبني السّفيهُ بكلِّ قبحٍ ****فأكرهُ أن أكون له مجيباً يزيد سفاهةً فأزيد حلماً ****كعودٍ زاده الإحراقُ طيباً وقال الشاعر الحكيم: عليك بأوساط الأمور فإنها نجاة***ولا تركب ذلولاً ولاصعباً فيجب على المرء عندما يتعرض لهذه الأمور أن يسارع بقدر الإمكان بالاعتذار وطلب العفو والتسامح والصّفح فثقافة الاعتذار يجب أن تسود بين أفراد الأمَّة حتى تتحقق بين أفراد الأمَّة أبجديات التفاهم والتقدير والاحترام والتكاتف والتآلف فيما بينهم – ففي مجال الحياة اليوميَّة قد يختلف إنسان مع أخيه الإنسان في موضوع (ما) أو قضية (ما). ويجب أن يكون الحوار حضاريا ربما تكون هذه الأخطاء أو الاختلافات في وجهات النظر بشكل بسيط أو صعب التي نسمعها تارة ونبصرها تارة ونتحدث عنها تارة ونتصرف إجمالاً وفق رغبات وأهواء وانفعالات عديدة تتصارع داخل النفس البشرية. فالمرء قد يسمع ما يكره وينظر ما يكره ويتصرف ما يكرهه نتيجة حراك وعراك طويل في هذا العالم المجهول الذي يملأ داخله – فماذا لو كان في وسع أحدنا أن يتحكم بتصرفاته بأسلوب الأزارير موزعة على كافة حواسنا وفي أطرافنا نديرها حسب تصرفاتنا بها وفق ما نريد وما نرغبه – قد تبدو حياة البشر أفضل وأحسن خالية من الاختلافات في الآراء والقضايا فالواجب على المرء أن يتحلى بأبجديات الأسلوب الحضاري الراقي لا يكابر ولا يعاند، ولا يتقاعس ولا يتخاذل عن أسس الاعتذار عن وهؤلاء الذَّين تم ذكرهم سلفاً فإن طريقة الاعتذار تريح النفس البشريَّة من الشوائب السيِّئة والذميمة، ويسود أسس الوئام كالحب والود والاحترام والتقدير بين تلك الاطراف المختلفة فيما بينها. والله الموفق والمعين. – الرياض ——————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية *************************** الكاتب:عبدالعزيز صالح الصالح حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/36472.html#ixzz3KbTHEUUe
  10. فايع آل مشيرة عسيري ما إن تهدأ ظاهرة العنف الأسري عن عيون وأسماع الناس وأفكار الإعلام بشتى وسائله حتى يصب زيت حادثة جديدة على نار التعنيف المسعرة الذي يحترق بلظهاها وشرارها ولهبها ودخانها الأطفال الأبرياء من الجنسين .. وإن تعددت أشكال التعنيف سواء كان نفسيا أو جسديا .. يقودنا هذا العنف الأسري إلى بعد إدراكي يشعر به الطفل كلما كبر قليلا، وعمق ذاك العنف النفسي نتيجة المتغيرات في عالمنا والموجات العاتية وعواصف التقنية جراء البوح الأول لطريق العدائية والانطواء والانزواء في مغبة البحث عن إسقاط يمارسه، كي يلتقي بطفولته البائسة اليتيمة والمكلومة والمظلومة والتي سافرت أنفاسها هربا تحت صفعات والد جاهل أو عصا عمة ظالمة أو وكزات أم غاضبة .. وأبقته تلك الصراعات النفسية خائفا وجلا من أي صوت أو ضوء .. أي طرقات أو حتى قرعات نعال العابرين .. حتى كان أحدهم ينام فوق سطوح بيتهم حتى لا يراه أباه، وآخر يختبئ في صندوق سيارة خردة كي يختفي عن أنظار أمه .. هذا التشرد والتشتت والضياع النفسي قد يجد من يحتويه سياسيا وفكريا .. فما هي إلا مشاهد القتل والأشلاء والدماء والجثث والركل والسلاسل والأغلال .. ومزيدا من الاستعمال السياسي للصورة أو المشهد .. سواء كان فيلما كرتونيا أو لعبة (السي دي) البلاستيشين ... إلخ. أو ما يعرف بالاستعمار التلفزيوني الممنهج والمنهج الإعلامي الخفي الذي يدس غثاء السم في عسل المشاهد متشدقا بالإخراج والمهنية والاحترافية .. ليظهر لنا جيلا قد استمرأ العنف والاضطهاد فبات ممن يقال عنهم: متحجري القلوب والعقول والعواطف والإحساس، ويعيش تحت رحمة أفكار دخيلة غريبة على منوال (درباوي، أبو سروال وفنيلة .. وراحوا الطيبين ... إلخ. والخوف الدائم من العالم المحيط به والذي يعيش فيه، ويرى نفسه أنه مهمش تهميشا إقصائيا .. يجعله يمارس أفعال صبيانية: كي يبرر الإهمال له بطرق تعيده لمربع العدائية المكتسبة منذ الطفولة المعنفة فيتخرج أطفال عدائيين بامتياز وهذا ما تولده نظرية الطفل العدائي .. ضبابيات أخيرة: الطفل السوي هو من يعيش وسط أسرة تمنحه الاهتمام والحب والعطف والمتابعة كي يكبر واثقا من نفسه وإرادته وطموحه .. متسلحا بالإيمان وقوة الشخصية. جريدة عكاظ
  11. يوسف القبلان توجيه النقد إلى الظواهر والسلوكيات السلبية عبر وسائل الاتصال المختلفة هو ظاهرة صحية، ومطلب حضاري يشارك فيه الناقد في مسيرة الإصلاح والتطوير. إن النقد الموجه إلى السلوك وليس إلى الأشخاص حين ينطلق من حقائق ويستند إلى وثائق هو نقد مشروع لأن البشر كلهم يقعون في الخطأ والذي لا يقع فيه هو الذي لا يعمل. المدارس والجامعات ومعاهد التدريب هي المكان المناسب لغرس وتعزيز مفاهيم النقد الإيجابي.إذا لم يكتسب الطالب مهارة النقد الموضوعي، ومهارة التعامل مع النقد فإن الحال سوف يبقى على ماهو عليه هذا النقد نقرأه ونسمعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفه، ويتم التفاعل معه بطرق مختلفة. المؤسسات التي تفكر بطريقة إيجابية تحاول الاستفادة من النقد. المؤسسات التي تفتقد إلى الثقة بنفسها تلجأ إلى سرد إنجازاتها. المؤسسات المقصرة تلجأ الى الأسلوب الدفاعي والتبرير. المؤسسات التي تدار بطريقة غير مؤسساتية تلجأ إلى الأسلوب الهجومي، أصحاب الممارسات الخاطئة يحاولون الهروب من النقد بطريقة (متذاكيه) فإذا كان النقد موجهاً لسلوك بعض الأفراد المنتمين لمؤسسة معينة فإن الدفاع يتهم الناقد بأنه يحاول هدم البناء كله!! المؤسسات التي تريد أن تعترف ببعض التقصير تتهم الناقد بتهمة التعميم. المؤسسات التي تدار بفكر فردي مركزي يصيبها النقد بالانفعال والتوتر، وتفتقد داخلها من يجرؤ على الإشاره إلى الأخطاء، ومكامن التقصير. عندما نقرأ في الأخبار أن فرداً اعترف بتقاضيه رشاوى وعمولات عن أراض أفرغها بالمخالفة للأنظمة والتعليمات، ثم يأتي الناقد عبر الصحافة أو من خلال مسلسل تلفزيوني وينتقد هذا الفساد، فلماذا نصنف هذا النقد بأنه ضد الدين أو ضد القضاء لمجرد أن صاحب الخطأ يعمل في مؤسسة دينية أو قضائية ونحن نعلم أنه نقد موجه بكل وضوح إلى ممارسات وسلوكيات، وإلى فساد في التنفيذ. الدين لا أحد يجرؤ على انتقاده والقيم موجودة، والمفاهيم، والأنظمة، واللوائح موجودة ولكن المشكلة التي يحاصرها النقد هي سلوك الإنسان في أي موقع عمل ومهما كانت صفته الوظيفية أو مستواه الوظيفي فهو بشر غير معصوم من الخطأ. إن رفض النقد هو تعبير صريح عن رفض التطوير بل هو أبعد من ذلك يتضمن عدم الاعتراف بوجود المشكله أصلاً؟ فكيف يمكن طرح الحلول إذا كانت المشكلة في أذهاننا غير موجودة!! كيف نقضي على الفساد، ومشكلات المرور، ومشكلة السكن، والبطالة، وفوضى الفتاوى الدينية، وسوء الخدمات ومشكلات المشاريع المتمثلة في التأخير أو ضعف الجودة أو ضعف الصيانة، والمشكلات الاجتماعية المختلفة؟ كيف نفعل ذلك إذا كنا نظن أننا مجتمع مثالي. كيف نفعل ذلك إذا كنا نتعامل مع النقد بعواطفنا وليس بعقولنا؟ يبدو أننا بحاجة إلى التدريب على النقد البناء الهادف وكيفية التعامل مع هذا النقد والاستفاده منه. المدارس والجامعات ومعاهد التدريب هي المكان المناسب لغرس وتعزيز مفاهيم النقد الإيجابي. إذا لم يكتسب الطالب مهارة النقد الموضوعي، ومهارة التعامل مع النقد فإن الحال سوف يبقى على ماهو عليه. جريدة الرياض
  12. سلوى العضيدان - لا تسمح لأي كان في هذا العالم أن يفقدك ثقتك بنفسك لأنه إن فعل فقد انتصر عليك وحطمك، فأنت بدون ثقتك بنفسك مثل حصان بلا حدوة لن يفوز أبدا! - في حياتك ستمر عليك مواقف تختبر فيها قدرتك على الصمود في وجه الأعاصير، ستهتز، ستتلوى ألما، ستنزف جراحك وجعا.. ولكن كن صامدا.. قويا، وحينها ستغادر كل الأعاصير حقولك الواسعة! - قمة الانتصار الحقيقي أن تحقق ما آمنت به وقال لك الآخرون إن تحقيقه مستحيل .. أنت شجاع حقا! - الناس الذين يتذكرون أحداث الماضي المؤلمة، ويعيشون لحظاته المريرة، لن يستمتعوا بجمال حاضرهم أبدا، لأنهم لم يتحرروا من الألم والمرارة بعد! - في بداية كل يوم جديد لا تنتظر أن يبتسم لك الآخرون، بل ابدأ أنت بالابتسام لهم وسيبادلونك إياه، وحين تعتاد على المبادرة فسيتعلم منك الآخرون كيف يعشقون الابتسام! - حين تقول نعم في الوقت نفسه الذي ترغب فيه قول لا، فاعلم أنك ستعيش ضغطا نفسيا مروعا فيما بعد! - أي تغيير يبدأ من الخارج فهو عبث ومضيعة لكل جهد. يقول تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، لذا من خلقها هو أعلم بحقيقتها، فابدأ رحلة تغييرك من داخلك أنت! - حين يكون واقعك أرحم من حلمك.. فأنت حتما تقف على أعتاب البدايات لكنك لم تحرك قدميك مطلقا! - من يحكم إغلاق نوافذه قبل هبوب العاصفة فهو ليس في حاجة لأن يبقى متيقظا عند وصولها! - من تحت الحطام ستجد برعما صغيرا يحاول أن يشق طريقه نحو الضياء وسينجح، تماما مثل شخص يائس يعلوه الحطام لكن روحه ترنو نحو ضياء الأمل، ولذلك سينهض يوما! - لا تسمح لأحدهم بالتقليل من شأنك ولا باغتيال أحلامك ولا بإرغامك على الانحناء .. فأنت حين أتيت للعالم لم يكن ثمة قيود استعباد تحيط بعنقك! - ترميم الأسقف الهشة يؤخر سقوطها قليلا، لكنه لن يكون قادرا على منعها من الانهيار! - إن كنت تلوم ظروفك وأهلك بسبب فشلك وعدم تحقيقك أهدافك، فتوقف الآن لأنك لن تحقق أي فائدة، وابدأ في مواجهة نفسك وإعادة تقييم ذاتك من جديد، فأنت وحدك من بعد الله تعالى من تصنع نجاحك أو فشلك! - السعادة ليست ببيت ملك ولا برصيد بنكي ولا بأسفار خارجية، السعادة ينبوع يتدفق من داخلك أنت حيث الأنس بقرب الله والإحساس برضاه ورحمته عليك. - الأشخاص السلبيين بحياتك سيحاولون سحب قاربك لشواطئهم الشائكة وتحطيم مجاديفه وكسر مرساته، لذا مهما حاولوا فلا تنصت إليهم وأبحر بسفينتك بعيدا عنهم! - إذا اعتقدت أن رزقك بيد فلان من البشر فسيكلك الله إليه، فكن مثل الطير بقوة يقينها وحسن ظنها بربها تغدو خماصا وتعود بطانا، كن قويا بربك. - من يعش آلام الماضي ومآسيه لن يستمتع بحاضره ويخطط لمستقبله، فإن كان ماضيك مؤلما موجعا فاعتبره مجرد كابوس انفث عن يسارك ثلاثا وأطو ذكراه! - التسامح.. يجعل منك طيرا حرا طليقا، الفضاء فضاؤك والعالم أهزوجتك.. ولآلئ النقاء أصدافك.. فكن طيرا حرا لا يعبأ بسفوح الجبال! جريدة الإقتصادية
  13. ندى الطاسان قد تعرف مكونات "مخ الانسان" ونوعية خلاياه وتفاصيله التشريحية كما تعرف وظيفته كعضو من أعضاء الجسد. إنتاجية العقل البشري تترجم بالأفكار التي يأتي بها، سواء ترجمت هذه الأفكار إلى أعمال فلسفية أو أدبية أو نظريات علمية أو اختراعات وابتكارات أو أعمال فنية مختلفة في نوعيتها وتأثيرها، أو ملاحظات علمية محددة تضاف إلى مجلدات المعرفة البشرية. قد تحاول أن تعرف ميكانيكية التفكير، تبحث عن أدلة حيوية ومسارات كيميائية تقربك من محاولة تعريف مسار الفكرة في عقل الانسان، قد تستخدم أحدث أجهزة الأشعة الملونة التي تحاول أن توثق أي جزء من الدماغ يشع تحتها حين يتعرض الانسان لمحفز معين أو حين يفكر في معضلة رياضية أو سؤال ثقافي. وقد تقرأ عن التجارب المعملية المختلفة التي تهتم بدماغ الانسان أو تحاول أن تدرس قدرة كائن معين على التمييز بين الأشياء أو استخدام الذاكرة أو استحضار تجارب سابقة لحل معضلة معينة. وقد تنشغل في حوار فلسفي عن الفرق بين "التخمين" كوسيلة للإجابة على سؤال ما وبين التفكير بطريقه منظمة للوصول لاجابة على نفس السؤال، وقد تسأل نفسك هل "التخمين" تفكير أو أنه مجرد إجابة عفوية وهل يستند التخمين على مخزون من التجارب والمعلومات السابقة أم أنه ردة فعل فورية لا تستند على شيء؟ هل يستخدم عقلك نفس المسارات العصبية والحيوية حين يخمن الاجابة وحين يفكر فيها بطريقة منطقية؟ قد تنشغل بمحاولة فهم مرض معين يؤثر على الدماغ وعلى بعض وظائفه وقد تقارن بين أعراض هذا المرض أو ذاك ونقاط تشابههما واختلافهما والوظائف العقلية التي تأثرت نتيجة الاصابة بهذا المرض أو ذاك. وقد تركز على مراقبة التطور العقلي لدى الأطفال منذ الولادة، كيف يبدأ الطفل باستخدام حواسه لمعرفة الأشكال والألوان وتمييز الأصوات والتعبير عن نفسه، كيف يتدرج من كتابة حرف إلى تكوين جملة وقراءة كتاب والتعبير عن نفسه بكل الطرق المختلفة. وبين الطفل الذي يكتسب قدرات جديدة كل يوم وبين من يفقد قدراته لمرض ما أو بسبب تقدم السن تحاول أن تفهم مسار التفكير لدى الإنسان. والسؤال الذي قد يطرأ على بالك هو: هل يمكننا أن نتعلم كيف نفكر؟ هل هناك خطوات ممكن أن يتعلمها الإنسان ليستخدم جميع إمكانياته العقلية ويمارس التفكير بطريقه ناجحة أو لنقل مثمرة؟ لو نظرنا لتطور الطفل في بيئته منذ ولادته وأثناء دراسته لأجبنا بنعم! وقد نتبع ال "نعم" بسؤال: كيف يمكننا تحفيز التفكير ورفعه لمستوى ابداعي وابتكاري لدى الاطفال؟ __________________
  14. بسم الله الرحمن الرحيم إن تأديب الطفل من خلال المحبة يعني برمجة سلوكية إيجابية تبدأ بالشعور الداخلي والعاطفة القوية التي تضمن استمرارية السلوك وبناءه على أسس متينة، بخلاف التأديب بالتخويف الذي قد يعطي نتائج على المدى القريب، لكنه لا يحدث الأثر نفسه الناتج عن المحبة والاقتناع والشعور الداخلي.عوامل مساعدة لبناء المحبة المتبادلة:1- المودة و الرحمة أساس العلاقة بين الآباء و الأبناء.2- التقدير و الاحترام المتبادلان.3- التقليد من الأبناء فطرة و تلك مسؤولية كبرى على الآباء.4- الاحتكاك المباشر و حضور الوالدين ضرورة لا بدّ منها.الإعجاب بداية الطريق:الإعجاب هو أساس المحبة و لا يحب الإنسان بدون إعجاب. و ذلك كان المطلوب من الآباء والأمهات الاعتناء بسلوكهم اليومي ومظهرهم لينالوا إعجاب الأبناء. نحن المسلمين لنا نظرية تختلف عن غيرنا، فالإعجاب يأتي نتيجة للتماثل. فالابن يعجب بأبيه لينهل من سلوكه و يتعلم من رجولته. والبنت تتعلم من أمها وتعجب بها لتنهل منها خصائص الأنوثة. وهذا خلاف ما يعتقده و يؤكده الغربيون و من انساق وراءهم ممن يعتبرون الإعجاب يتم بين الولد وأمه و البنت وأبيها منطلقين من أساطير يونانية قديمة تبناها بعض الأطباء النفسانيين (فرويد) وعدوها عقداً إنسانية (عقدة أوديب – إلكترا). و الحمد لله أن هذه النظريات الشاذة انهدمت في محاضنها و انكسرت علمياً قبل أن تنكسر دينياً و خلقياً.الشكر عمل وسلوك: (اعملوا آل داود شكراً)الشكر سلوك يومي في حياة الأسرة و هو اعتراف متبادل بين المحسن و المتلقي. و الإكثار من الشكر يولد بعد الإعجاب شعوراً بالمحبة. لذلك فإن الحب هو ثمرة إعجاب مع شكر. و لذلك كان الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ثمرة محبة. و حبه هو الإعجاب به، و هذا ما تؤكده الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري. - لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده و ولده و الناس أجمعين. رواه البخاري. هذه كلها أحاديث تؤسس لعملية الاقتداء والتأديب النبوي الذي ينطلق من أساس حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتحول إلى سلوك عملي و ممارسات يومية لا إلى أشعار ومناسبات واحتفالات. و مما نستخلصه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل حبه و حب الله سبحانه و تعالى يفوق حب ما سواهما شرطاً لكمال الإيمان، التأسيس لعملية التأديب بالمحبة.عبّر لابنك عن المحبةقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه. رواه أبو داود في سننه (كتاب الأدب). إن العلم بمحبة الآخرين حاجة نفسية لدى الإنسان مهما كان عمره. والطفل أولى وأحوج إلى أن يسمع هذه الكلمة ويستمتع بدفئها و سعادتها. كثيراً ما سمعت أناساً يشكون من أن آباءهم أو أزواجهم لا يعبرون لهم أبداً عن حبهم، أو لا يفعلون ذلك إلا نادراً. ولكنني لم أسمع أبداً شخصاً واحداً يشكو من أن أبويه أو أي شخص آخر قال له كثيراً: ( إنني أحبك). و لا أتخيل أن هناك شيئاً أسهل من قول (أحبك) و لكن الكثيرين لا يقولون هذه الكلمة بصرف النظر عن الأسباب. قد يعتقد البعض أن الشخص الذي يحبه لا يحتاج إلى سماع هذه الكلمة أو يريدها، أو إنه لن يصدقها. و ربما يكون العناد أو الخجل هو الذي يمنعنا من أن نقول ذلك. مهما كانت الأسباب فلا يوجد مبرر لهذا، بل إن هناك العديد من الأسباب المهمة التي تحثنا على إخبار الآخرين بأننا نحبهم. و لا فرق بين أن تكون قد سمعت هذه الكلمة كثيراً أم لم تسمعها، إذ يبقى الاستماع إلى كلمة (أحبك) يجعل الناس يشعرون بالراحة، فهي تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم، و بأنك تهتم بهم، و ترتفع بتقديرهم لأنفسهم، وتعطيك أنت أيضاً شعوراً بالارتياح. و هذه الكلمة من أقوى الكلمات المؤثرة على النفس. فالشخص الذي يشعر بحب الآخرين له (لأنهم أخبروه بذلك) يمكن له أيضاً أن يمنح الحب في المقابل، ويكتسب الثقة الهادئة. إذا ما عبّرنا لأطفالنا لهم عن حبنا إياهم سعدوا، وابتهجوا، وأحبونا بالمقابل، وإذا ما أحبونا اتخذونا قدوة ومثلاً، فكان ذلك لهم تربية بالحب.التعبير لا يخدش وقارك:لكن –ويا للأسف– يخطئ كثير من الآباء والأمهات، فيظن أحدهم أنه إذا عبّر عن حبه لابنه أو ابنته بقوله له أو لها: (إني أحبك) أو بتقبيله، أو تقبيلها، أن ذلك سيهدد مكانته عند ابنه أو ابنته، وسيجعل سلطته عليهما أضعف. فما أكثر الذين لا يذكرون يوماً سمعوا فيه كلمة حب واحدة من والديهم، ولا يذكرون يوماً قبّلهم فيه آباؤهم أو أمهاتهم،إذ يقبل هؤلاء الآباء والأمهات أولادهم عندما يكونون صغاراً في سنواتهم الأولى، وما إن يصبح أولادهم أكثر وعياً حتى يتوقفوا عن إظهار علامات الحب لهم من تقبيل، وعناق، واعتراف بالحب باللسان. مخطئون كثيراً هؤلاء الآباء والأمهات، لأن التعبير عن الحب يرفع من مكانتنا في نفوس أولادنا، و يجعلهم أكثر طاعة لنا، و أكثر حرصاً على إرضائنا. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يَرحم لا يُرحم). و روى البخاري أيضاً في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة). أمّا إن كان المقصود من التعبير عن الحب مطالبة المحبوب بواجبات يظنها المحب حقاً له على المحبوب لمجرد أنه يحبه، فإن هذا التعبير يصبح خبراً غير سار، فلئن أحبني شخص ما فإنه هو المسؤول عن ذلك، وحبه لي لا يلزمني بشيء تجاهه إلزاماً، ولا يجعل له حقوقاً علي، إلاّ إن أنا بادلته حباً بحب، فعندها يلزمني حبي له (لا حبه لي) أن أهتم به وأرعاه، وهذا ينطبق على أولادنا مثلما ينطبق علينا –نحن معشر الكبار-. د. مصطفى أبو سعد
  15. الحب عاطفة إنسانية سامية تربط بين البشر لتجعل الحياة أبهى و أجمل ، وحب الوالدين للأبناء غريزة فطرية فطر الله خلقه عليها ، وجعلهم قرة للعين وبهجة للفؤاد ، والحاجة للحب من الاحتياجات النفسية الضرورية للنمو السليم وعدم إشباعها قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الشخصية . ويعتبر هذا الحب مصدر الأمن والاستواء النفسي للأبناء ، والقاعدة الصلبة لبناء شخصياتهم على الاستقامة والصلاح والحب للجميع والتفاعل الإيجابي مع المجتمع أجمع ، ولا تتحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات ، بالرغم من أنها موجودة وقوية إلا أن البعض لا يظهرها للأبناء ولا يعبرون عنها قولاً أو فعلاً مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته ، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة . ولكي تؤدي هذه المحبة ثمارها المرجوة ينبغي أن نحضن أولادنا ونقبّلهم ونقول لهم كل يوم إننا نحبهم ، نربت على أكتافهم لأنهم بالفعل يحتاجونه جميعاً صغارا كانوا أو بالغين . إن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول (أنا أحبك لأنك فعلت كذا وكذا) وأيضا لا نقول (لن أحبك إذا فعلت كذا) ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والاحترام. وعلينا كذلك أن نعبر لأبنائنا عن حبنا لهم بطرق عملية ، وذلك بأن نهتم بآرائهم ، وتستشيرهم في بعض الأمور، وأن نقدر مشاعرهم ونشعرهم بأنهم أفرد مهمين في الأسرة ،ولهم احترامهم وتقديرهم وأننا جميعا نفهمهم ونقدر مزاياهم وإنجازاتهم وهواياتهم وميولهم ، ومن ذلك أيضا أن نعفو عن هفواتهم وأخطائهم ، وأن نعتذر منهم إن أخطأنا معهم أو قسونا عليهم. يقول الدكتور ميسرة طاهر: (وسائل التربية بالحب أو لغة الحب هي ثمانية : 1- كلمة الحب. 2- نظرة الحب. 3- لقمة الحب. 4- لمسة الحب. 5- دثار الحب. 6- ضمة الحب. 7- قبلة الحب. 8- بسمة الحب وأعتقد أن هذه الوسائل واضحة ماعدا دثار الحب الذي شرحه الدكتور ميسرة بأنه عندما تحرص على أن تغطي طفلك أثناء نومه وتقبله وتحاول أن تشعره بذلك. الشاب اليوم صعب الانصياع للتوجيه المباشر ، ولا نتجاوز هذه المشكلة إلا بمراعاة ما يسميه علماء النفس (مثلث الجذب) هذا المثلث المكون من ثلاثة قوانين: التقدير ، التقبل ، القبول . التقدير : بتقدير الشاب كشخص وإنسان فيه من الخطايا والعيوب كبقية البشر وكذلك فيه جانب من الميزات والإيجابيات –مهما كان سيئا – تقديره هذا يجعله يشعر بالأمان واحترام الذات والرضا عنها ، وهو أهم مطلب للاستجابة الداخلية لتوجيه الآخر . التقبل : حتى نستطيع توجيه فكر الشاب وتعديل سلوكه , فيجب أن نتقبله كما هو بكل عيوبه ونتقبل منه ما يفكر به ونناقشه ، نتقبل بتفهم وصبر ذلك الاضطراب في النمو الذي يمر به ، وبالتالي يهدأ ونفرغ ما بعقله من أفكار مشوشة ونملأها بما نشاء من قيم ومبادئ صحيحة في وقت يظن أنه هو المؤثر لأنه كان يتحدث أكثر . القبول : إن أراد المربي أن يقود توجهات وأفكار الشباب فعليه أن يشحن شخصيته بكل ما يعزز قبوله لديهم ، اتساع ثقافته ، سمو تفكيره ، تسامحه مع صغائر ما يفعلون ، ومشاركتهم اهتماماتهم . ومن الأمور الهامة التي ينبغي على المربي عدم الغفلة عنها لتؤتي التربية بالحب ثمارها المرجوة هي : العدل في المعاملة حتى بالنظرة والقبلة والكلمة الطيبة والحرص على ذلك قدر الإمكان . لنتذكر دائماً : أن الرسائل السلبية : تصل لعقل الشخص بسرعة وتغادره ببطء . فلتكن رسائلنا إيجابية ونعود النشء على التفكير الإيجابي . ولننتهج دائما أسلوب الكلمة الطيبة المؤثرة ، فهي منة من الله وفضله على العبد، قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول) . فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة ولها مفعول السحر في التأثير على الآخرين وعلى الناشئة بشكل خاص فكم بَنَت الكلمات الطيبة من شخصيات عظيمة ناجحة واثقة مبدعة تطيب بها القلوب ، وتمسح الدموع ، تنهض بالأمم وترتقي بها. ولا أنسى التذكير بالمعين على انتهاج أسلوب التربية بالحب والأسلوب الأمثل للتأثير بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وهو : ضبط النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وإدارة الغضب بالأساليب العلمية والتدريب الفعلي الدائم على الكلمات الطيبة وتعويدها على ذلك فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم . لماذا يدعو المهتمين بالتربية وعلم النفس إلى التربية بالحب ؟ - يهتم علماء النفس بأسلوب التربية بالحب لأنها من أهم الاحتياجات النفسية والتي تؤدي للنمو السليم وتكوين الشخصية السوية فلو اهتم المربون بهذا الأسلوب من التربية لخرج لنا جيل مستقيم السلوك وعالي الأخلاق ، فالإنسان عاطفي بطبعه وتغلب عليه عاطفته وتتحكم بسلوكه ، والتربية بالحب للبنات أكثر أهمية لإشباعها العاطفي الذي يحميها بعون الله من الانحراف . ويسهم المعلمون والآباء الذين يفتقدون للحب في توريث النشء عقداً وأزمات نفسية هم بغنى عنها . - الحب هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير ، حيث يعتبر أرقى أساليب التواصل الإنساني ، الذي يحظى بالقبول من الجميع . - والحب أيضاً راحة للقلب من شتى المتاعب النفسية . - وبالحب يصبح العمل والإقبال على التعليم متعة نفسية وعقلية ، لا محنة وتعب. - الحب ضمانة قطعية للنجاح بإذن الله ، فالناجحون هم الذين يمنحون الحب دائماً. - الحب يغير تفكير المتعلم وأسلوبه ومواقفه . - وبالحب تحل المشكلات ، ونستغني عن تدخل الآخرين والمعلمة التي تحب طالباتها لا تحتاج للتدخل في مشاكلها معهن لا من إدارة ولا مرشدة ولا غيرها . مع التمنيات للجميع بحياة تسودها المحبة والمودة والكلمات الطيبة . مها محمد السليم رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي
  16. 1- تربية النفس على الإخلاص لله :* ـ وهو أن لا تطلب لعملك شاهدا غير الله ، ومن الآيات التي تحث على الإخلاص في المحاورة قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكَّروا ما بصاحبكم من جنة إنْ هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} .. أي : "تنهضوا بهمة ونشاط، وقصد لا تباع الصواب وإخلاص لله مجتمعين ومتباحثين في ذلك ومتناظرين، وفرادى كل واحد يخاطب نفسه بذلك". 2- تربية النفس على السعي في طلب العلم :* ـ ولأهمية العلم فإنه لايليق بالمتحاورين الخوض فيما لا علم لهم به قال تعالى {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لاتعلمون} .. في الأية "دليل على المنع من الجدل لمن لاعلم له والحظر على من لاتحقيق عنده" فالمحاورة بين عالم وجاهل أمر غير محمود، فعند الحوار لابد أن تكون لدى المحاور المعلومات المناسبة لموضوع الحوار فيكون مساويا للطرف الآخر من الناحية العلمية . 3- تربية النفس على التواضع في طلب الحق والالتزام به : * ـ أثبتت التجارب أن التواضع فضيلة تهدي صاحبها للحق، وأما الكبر والغرور بالنفس والإعجاب بها، فيصد عن الحق البين الظاهر، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم قوله : "الكبرُ بطر الحق وغمط الناس" وبطر الحق رده والإعراض عنه؛ كما أخبر الخالق - عز وجل - أن معصية إبليس كان الدافع إليها الكبر والغرور، قال - تعالى -: {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} ولا يكون الحوار مثمراً في مجال معرفة الحق إلا إذا كان قائماً على الأدلة والبراهين، ولقد علمنا الإسلام في مجال إحقاق الحق أن نتحاور مع الآخرين وفق قاعدة : {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} .ومن الفضائل الهامة في التربية الحوارية أن لا يستنكف المتحاور من قبول الحق ولو جاء ممن هو دونه علماً أو سناً أو قدراً، ومن الرجوع للحق بعد أن يتبين له؛ وقد أرشد القرآن إلى أن ابن آدم الأول تعلم من غُراب : كيف يواري سوأة أخيه؟!، كما أن سليمان - عليه السلام - تعلم من الهدهد مالم يكن يعلمه : {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأيقين} وقد حفظ لنا التاريخ رسالة الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - في القضاء، والتي جاء فيها : "ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس، فهديت فيه إلى رشدك، أن تراجع نفسك اليوم فإن الحق قديم، وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل . 4- تربية المسلم على ضبط النفس :* ـ من عوامل نجاح التربية الحوارية أن تتم في الأجواء الهادئة ؛ ليبتعد التفكير فيها عن الأجواء الانفعالية التي تبتعد بالإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير ، فإنَّه قد يخضع للجو الاجتماعي ، ويستسلم لا شعورياً مما يفقده استقلاله الفكري : "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " [سبأ:46] ، فاعتبر القرآن اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون خاضعاً للجو الانفعالي العدائي لخصومه ؛ لذلك دعاهم إلى الانفصال عن هذا الجو والتفكير بانفراد وهدوء . 5- تربية النفس على عدم اتباع الهوى :* ـ الهوى هو أحد المزالق الخطيرة التي يمكن أن تؤثر على المتحاورين وتخرجهم عن طريق الخير، قال العليم الخبير لخاتم المرسلين - صلى الله عليه وسلم -: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنمايتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} واتباع الهوى يؤدي إلى الفساد، قال - تعالى -: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومنفيهن} .فصاحب الهوى لا يمكن أن يكون موضوعياً ولا منهجياً في حواره، لأنه يريد إخضاع كل شيء لهواه، فالنصوص عنده تابعة لا متبوعة، والأدلة خادمة لا مخدومة، والنتائج عنده سابقة على الحوار .. فهو إذا قرأ وإذا درس وإذا حاور .. لا يفعل ذلك للوصول إلى الحقيقة .. وإنما يفعل ذلك بحثاً عما ينصر رأيه وهواه .. ويعضد فكرته ويقويها .. فإن وجد مبتغاه فرح وأقبل، وإن وجد خلاف ذلك غض الطرف وأعرض .والإسلام يربينا على طلب الحق ومناشدته، ويكفي أن نتذكر أن القدوة لنا هو محمد صلى الله عليه وسلم . 6- تربية النفس على التعارف :* ـ يربي الإسلام المسلمين على التعارف على الآخرين ومد الجسور معهم ابتغاء البيان لما عند المسلمين من الحق، ولقد حاول المسلمون مد الجسور مع غيرهم لمحاورتهم حول الكون والحياة، ولمعالجة القضايا الكلية المطروحة في مجال الفكر والعمل، ودل الإسلام المسلمين على أساليب الحوار، وخاصة في مجال الأفكار وفي نطاق المنهج العقلي، من خلال طرح الفروض المحتملة وإسقاط الفروض الخاطئة وإبقاء الصحيح، وفق منهج النفي والإثبات العقلي، أو منهج عرض الأفكار والأفكار المضادة .. الخ .ويكفي هنا أن أذكر بموضوع واحد من سورة الأنعام : {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوابه شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولاتقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكوصاكم به لعلكم تتقون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدهوأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كانذا قربى، وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا صراطي مستقيماًفاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} فهذه الآيات أرشدت إلى خمس مجالات للحوار هي :أ - تطهير النفس البشرية وتزكيتها .ب - العلاقات بين الأفراد وداخل الأسرة والجماعة والأمة، والتي تقوم على الترابط والتراحم والعدالة الاجتماعية .ج - الأساس التشريعي في القضاء والقوانين والنظم واللوائح، والذي يقوم على الحق والصدق . د - الحضارة البشرية في جميع جوانب الحياة، والتي تقوم على ثقافة التوحيد . هـ - العلاقات والصلات العالمية التي تقوم على العدل والتراحم والتعارف . كما أمر الخالق - سبحانه وتعالى- المسلمين بإشاعة الخير في الكون ومع جميع البشر، ولا يتم ذلك إلا بالتحاور والاتفاق. قال - تعالى -: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} . 7- تربية النفس على القول الحسن :* ـ حسن الخطاب وعدم الاستفزاز وازدراء الغير، فالحوار غير الجدال . واحترام أراء الآخرين شرط نجاحه ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة، فموسى وهارون أمرا أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوبا لمخاطبة غير المسلمين حيث يقول في معرض الحوار {وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} . 8- تربية النفس على الانضباط بالقواعد المنطقية في مناقشة موضع الاختلاف : * ـ فإذا تم الالتزام بهذه الأسس فإنَّ الحوار ينطلق معتمداً على قواعد العقل والمنطق والعلم والحجة والبرهان ، والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن : فما أكثر ما يرد في القرآن : "هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ" . د. حسن محمد الزهراني
  17. إذا فكرنا في العلاقات الإنسانية التي تربط الناس بعضهم ببعض سنجد غياب الكثير من القيم ، مما حول النفوس إلى كائنات ضارية نتعارك معها كل يوم بل كل ساعة ولكل إنسان جانبان احدهما يستحق التقدم والآخر يستحق المدح فكيف حينئذ تحقق السعادة لنفسك في تعاملك مع الآخرين وإصدار أحكامك عليهم ، لا بد أن تتحلى أنت بهذه الصفات لكي تستطيع التعامل مع أي شخص فأنت فقط الذي بوسعك تحقيق ميزان السعادة والرخاء: أولاهما : الموضوعية : ومعنى ذلك أن تنقد نفسك قبل نقدك للآخرين بالإضافة إلى تقبل نقد الآخرين لك ويقصد هنا النقد الايجابي ليس القائم على المصالح الشخصية ثانيهما : المرونة : المرونة والحياد وعدم الانحياز هي كلمات مرادفة لبعضها البعض تظهر هذه المرادفات بوضوح في تعاملاتنا وعلاقاتنا في محيط الأسرة والعمل ويكون الانحياز مطلوبا وحاجة ملحة في الحق وإنجاز الأعمال وأدائها أو لموضوع عندما تكون ايجابياته أكثر من سلبياته ثالثهما : التواضع :اعرف حدود قدراتك وإمكاناتك ، لا تغتر ولا تتعالى على من هم حولك واجعل الكلمة الطيبة دائما ضمن قاموسك اللغوي الذي تستخدم مصطلحاته في حوارك مع الآخرين رابعها : الصبر والمثابرة : إذا كان هناك أشخاص يحاصرونك بالمضايقات عليك بالتحلي بالصبر والمثابرة والمحاولة في كل مرة تفشل فيها عند التعامل معهم حتى يتغيروا وتكيفهم حسبما تريد لكي تصل إلى نتيجة ترضيك خامسها : سعة الأفق : لا تتعصب لرأيك بل كن على استعداد لتغييره أو التخلي عنه إذا دعت الحاجة لذلك ولا تقبل أي شيء على أنه نتيجة نهائية وحتمية بل قابله للمناقشة والتغيير ، تعلم كيف تعارض وكيف تؤيد كل حسب الموقف سادسها : العقلانية : عدم الخضوع للمشاعر الذاتية ولا بد وأن يكون هناك تفسيران أو أعذار مقبولة لكل فعل يقوم به الإنسان تجاه غيره فسعادتك المنشودة لا تكمن في الجفاء والكراهية وإنما في العطاء والحب للآخرين بلا حدود أ. عطا الله الخالدي
  18. سورة الكهف .. منهجيات في الإصلاح والتغيير الإصلاح والتغيير فرض عين منذ اللحظة الأولى التي بها صار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً بقوله تعالى: "قُمْ فَأَنْذِرْ" (المدثر:2) فالدعوة إلى الله وحمل أمانة الإصلاح والتغيير فرض قبل الصلاة بعشر سنوات، وقبل الزكاة والصيام بخمسة عشر عاما، وقبل الحج بثمانية عشر عاما. وسورة الكهف هي نسيج متكامل متوازن متدرج في الإصلاح والتغيير، فالقصص الواردة فيه هي عبارة عن تيار من الإصلاح من السيئ إلى الحسن ومنه إلى الأحسن، من خلال القصص التالية: 1- أصحاب الكهف. 2- الصاحبان. 3- موسى والخضر. 4- ذو القرنين. وجميع هذه القصص تشترك في كونها عبارة عن مشوار متدرج واضح المعالم في الإصلاح والتغيير، إما من السيئ إلى الحسن ثم الأحسن في القصص الثلاثة (أصحاب الكهف والصاحبين وذي القرنين)، أو من الحسن إلى الأحسن في قصة موسى والخضر. ولكي نركز على المنهجيات لا التفصيلات لابد من ملاحظة ما يلي : أولاً: هناك ثلاث قصص فيها صراع بين الحق والباطل وهي أصحاب الكهف، والصاحبان، وذو القرنين، وقصة واحدة فيها تعاون بين أطراف الخير وهي قصة موسى والخضر. ثانياً: يبدأ الحق ضعيفاً، مظلوماً، مطارداً، مضطهداً، والباطل قويا، منتفشا، متغطرسا، يطارد حريات التدين، والحركة، والدعوة، والكلمة، و.....، وذلك في قصة أصحاب الكهف، حيث إن فتية آمنوا بربهم فتعرضوا للتهديد بالقتل رجماً إن لم يعودوا ــ مثل بقية الناس ــ عباداً لغير الله تعالى ويتضح ذلك في قوله تعالى: "إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا" (الكهف:20)، وأمام هذه الحالة ليس من الشجاعة أن يقف هؤلاء المستضعفون القلة عددا وعدة في مواجهة هذه الأنظمة القوية الفاسدة، بل الحكمة والشجاعة هي في اتباع منهج: "ولْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا" (الكهف:19) منهج الإصلاح والتغيير أعتبر أن هذه الآية هي آية المنهج في القصة، فهي تلخص المنهج في الإصلاح والتغيير في أية حالة تتكرر فيها هذه الظروف نفسها، ويعتبر تجاوزاً من الدعاة أن يتخطوا هذه الآية إذا انطبقت عليهم الظروف نفسها، وهذا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في المرحلة المكية التي استأسدت قوى الكفر على جماعة الإيمان فأذاقوهم ألواناً من العذاب والمطاردة حتى لما هاجروا إلى الحبشة وكان المنهج آنئذٍ: "كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاة" (النساء 77)، وقتلت سمية بحربة في قُبُلها، وكذا زوجها قتل شهيدا، ولا يملك الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا قوله: "صَبْرَاً آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إلى الْجَنَّةِ»1.، ولما استعجل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في رد الاعتداء قال: "لم نؤمر بذلك بعد"، على حين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد تغيير الظروف، وتعديل موازين القوى، فاجأ بني قينقاع بالغزو عندما كشفوا عورة امرأة مسلمة واحدة في سوق بني قينقاع في المدينة؛ لأنه هنا معه دولة وقوة، وحماية الأفراد جزء من سيادة وكرامة الدولة، والإمكانات القانونية والأعداد البشرية كلها توجب اتخاذ موقف مختلف، هذا مع بساطة جريمة كشف عورة امرأة مسلمة إذا قيست بقتل سمية بحربة في قُبُلها. إن المندفعين اليوم في بلاد شتى لابد أن يُعيدوا قراءة المنهج الصحيح للإصلاح والتغيير في سورة الكهف مستلهمين الوسيلة المناسبة في الإصلاح التي تتوافق مع 1- جامع المسانيد والمراسيل، لجلال الدين السيوطي، الإكمال من الجامع الكبير، حرف الصاد: 5/72، أورده الألباني في فقه السيرة، ص103 من حديث جابر بن عبد الله، وقال: حسن صحيح موازين قوى الحق والباطل، ولعله تفسير لقوله تعالى: (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ . وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ . وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) -هود: 121-123-، وهو ختام أكبرِ حشدٍ من قصص الصراع بين الحق والباطل في سورة هود . منهج الدعوة في حالة التساوي ثالثاً: في قصة الصاحبين هناك تساوٍ في السلطة – لا القدرات المادية والبشرية – بين الصاحبين، فهما أصحاب، بمعنى لا سلطان لأحد على الآخر وقد اختار أحدهما الكفر، واختار الآخر الإيمان. وقد كان أمام الصاحب المؤمن مع الكفر البواح من صاحبه الذي قال: (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا) (الكهف 35، 36)، منكراً قدرة الله على إهلاك حديقته، ونفي البعث والنشور، وأنه لو فرض وجود يوم القيامة فسوف يحتفظ بوجاهته وماله في الآخرة، قد كان أمام الصاحب المؤمن ثلاثة اختيارات: الاعتزال، مثلما حدث من أصحاب الكهف: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ) (الكهف:1) الاعتداء باستعمال القوة، بأن يقوم بقتله أو ضربه أو نهره جزاء كفره وعناده . الحوار والإقناع، وهذا بالضبط ما حدث ليكون منهج الدعوة في حالة التساوي في السلطة بين الأصدقاء، والشركاء، والجيران، والأعضاء في نقابة أو هيئة أو مؤسسة تكون الحقوق فيها متساوية، وهنا لا يجوز غير الحوار . ولذا أعتبر أن الآية الوحيدة التي تعبِّر بصدق وواقعية عن منهج الإصلاح والتغيير هنا هي: "وَهُوَ يُحَاوِرُهُ" (الكهف: 34،37) وهي الكلمة الوحيدة المكررة مرتين في القصة حيث أظهر الكفر عند الحوار، فبادله صاحبه حوارا بحوار. وهنا لا يصلح بحال أن يستخدم هذا الصاحب التواري والاعتزال والتخفي، كما لا يصلح أن يتجاوز صلاحياته وسلطاته في استخدام القوة في الإصلاح والتغيير، بل لا يجوز غير الحوار . الحوار المفتوح مع المجتمع المدني ويمكن التعبير عن ذلك بالحوار المفتوح مع مؤسسات المجتمع المدني، واستخدام الصلاحيات والفرص القانونية المتاحة بحكم قانون المواطنة، كي يقوم كل إنسان بواجبه في تحسين مجتمعه والارتقاء به من السيئ إلى الحسن ومنه إلى الأحسن، ولعل هذه هي الحالة الأكثر مناسبة للجماعات والتيارات والهيئات الإسلامية في عالمنا الإسلامي، بل وللأقليات المسلمة في الدول غير المسلمة. وإنني أدعو جميع المسلمين في المجتمعات الغربية التي تتاح فيها أكبر مساحة من الحريات والحقوق المدنية أن يبادروا إلى فتح مؤسسات تقوم على فعل الخير ونفع الغير ــ مسلما ً أو غير مسلم ــ وتحاور أبناء المجتمع فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وأن يشاركوا بفاعلية كبيرة في بناء مجتمعهم، وإيجابية تبنى على التعمير لا التدمير، والنفع لا الضر، والخير لا الشر، وأن يتركوا جميع الأعمال السرية التي يتبناها بعضهم . والحق أننا هنا لابد أن نستحضر حالة الحوار التي فتحت بين المسلمين المهاجرين إلى الحبشة والنجاشي ومن حوله، حيث أسلم وحسن إسلامه، وأصلح الله به قوماً كثيرين . وأيضا حالة الحوار التي فتحها النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية مع ملوك الأرض ورؤساء القبائل وقادة العشائر، مما وسع دائرة الدعوة والقبول لهذا الدين العظيم. وإعداد النفس لهذه المرحلة من الحوار وتحويل الأعمال السرية إلى مؤسسات عامة تتحاور وتنفع الجميع هذا قطعاً له أساليبه التي تختلف عن منهج: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) (الكهف: 16) أو (وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) (الكهف: 19.( رابعاً: في حالة ذي القرنين وصلت قوة الحق إلى الذروة، حيث قال سبحانه: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) (الكهف:84)، هنا وجدت كل عناصر القوة والأسباب التي يستطيع بها أن يفعل ما يشاء (وفق المنهج الرباني)، وهنا تتضح الصورة المثالية للملك الصالح حيث: (أَتْبَعَ سَبَبًا) (الكهف: 89،92) أي استفاد من هذه الإمكانات الهائلة في الأخذ بالأسباب، والنزول إلى الناس في مغرب الشمس ومشرقها وما بين ذلك، ودخل إلى مناطق الأنهار والبحار والسدود، كي يحقق العدل في هذا الإعلان الواضح: (أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا) (الكهف : 87،88) وهو أعلى مستويات الإصلاح والتغيير بأكبر الإمكانات المتاحة، واستخدام السلطة القضائية والتنفيذية لإقرار العدل ومكافأة المحسنين الصالحين . وعندما يشكو قوم من ظلم يأجوج ومأجوج لا يكون الرد هو التلطف وعدم إشعار الناس بهم أو حوارا فقط، بل كان المنهج هنا: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) (الكهف: 95)، هذه القوة تمثل قوة العلم والمادة، قوة اتخاذ القرار، قوة البناء والعمران، قوة التصنيع والتصدير، قوة الحماية والرعاية، قوة البذل والعطاء، قوة فعل الخير ونفع الغير ومنع الشر، قوة مواجهة الظلم بزبر الحديد والسبائك المعدنية والأسلحة المتنوعة، لأن هاهنا دولة أو مملكة وصلاحيات وسلطات يجب استخدامها في الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله، ونشر العدل بين الناس كل الناس بصرف النظر عن أديانهم وألوانهم وأجناسهم وقدراتهم بل لأنه إنسان يستحق التكريم كما كرمه الرحمن في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (الإسراء:70.( وهذا بالضبط ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة وتأسيس الدولة؛ حيث كان له خطاب مع المارقين مثل قوله بعد غزوة الأحزاب «الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلاَ يَغْزُونَنَا» (صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، فصل في دعائه عليه السلام على الأحزاب: 2/111، حلية الأولياء لأبي نعيم، ص7/150-151)، وقتل مئات من ناكثي العهود والمواثيق من يهود بني قريظة، وعفا عن أهل مكة «اذهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ» (البداية والنهاية، صفة دخوله عليه السلام مكة: 2/292)، وعفا عن النساء والأولاد الذين أسروا من غزوة حنين، ولم يتصرف كما تفعل دول إسلامية برمتها كأنها جماعة مستضعفة في النظام العالمي الجديد. ونستطيع استخلاص منهجية التدرج في الإصلاح والتغيير التي اشتملت عليها سورة الكهف من خلال هذا المنحنى: وإذا دققنا النظر في هذا المنحنى الصاعد فلا بد من ملاحظة ما يلي:- 1- يجوز لمن يتعرض للقهر والظلم والاعتقال والفصل والعزل والطرد والتشويه للسمعة والأذى في الأهل والمال والولد يجوز أن يأخذ موقف أصحاب الكهف في منهجية: }وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا{ (الكهف: 19)، ويكون المسئول الأول والحقيقي عن دفع هؤلاء إلى التخفي، واللجوء إلى كهف العمل السري هم هؤلاء الظلمة سواء كانوا أنظمة أو سلطات أو هيئات أو غيرها، ولا يجوز توجيه اللوم لهؤلاء الفتية الذين اختفوا بعد هذا التهديد والوعيد: }إنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا{ (الكهف: 20)، بل يوجه اللوم إلى من وصفهم الشاعر بقوله: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له**إياك إياك أن تبتل بالماء ومهما بذلت الأنظمة في تشويههم إعلامياً فإن هذا يضاعف التعاطف معهم، لأن أي إنسان يتعاطف مع المظلوم سراً أو جهرا، وهذا هو الذي اضطر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يأتي إلى دار الأرقم، وتحرك بدعوته بين الأفراد والقبائل سرا، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يتخفى بصلاته في بيته، وكانت أم أيمن –رضي الله عنها- تتحرك بين نساء مكة داعية بسرية تامة، وتحسس أبو ذر رضي الله عنه أخبار النبي الجديد فأرسل أخاه، فلم يشف عليله ولم يرو غليله، فذهب بنفسه ورآه علي رضي الله عنه فأخذه إلى دار الأرقم بخطة سرية لا يحس بها أهل مكة، هنا يقع اللوم على كفار مكة وليس على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- أو صحبه الكرام . إطلاق الحريات ولا حل لهذه الحالة سوى إطلاق الحريات ورفع القيود، وتخفيف المعاناة، وإنصاف المظلومين، ورعاية المقهورين، وعودة المفصولين، وإعطاء الحقوق المدنية في الانتخابات والترشيح للموقوفين، وإلا فنحن ندفع بالعمل السري الذي لا يستطيع أحد أن يعرف:- - ما هي الأفكار التي تدرس من أعضاء التنظيم السري؟ - حجم الكراهية للمجتمع والسلطة التي تبث لأعضاء التنظيم؟ لأنهم فعلاً مقهورون! - ما هي الخطط التي يعدها هؤلاء لإصلاح أو إفساد المجتمع؟ - ما مدى قوة هذا التنظيم عدداً وعدة؟ - ما المتوقع أن يحدث منهم؟ - هل يمكن تصويب الأخطاء ؟ - هل يكون تصحيح المسار من داخل التنظيم أو خارجه؟ وهي مخاطر على الدولة والسلطة الظالمة أن تتحمل مسؤوليتها في تهيج المجتمع، وترويع الآمنين من خلال بعض جماعات العنف التي استساغت العمل السري بسبب قهرهم وظلمهم . 2- لا يجوز بأي حال اللجوء إلى العمل السري إذا كانت الحريات متاحة، والحقوق مصانة، وحق الانتخابات والترشيح مكفولا، وحق تكوين الجماعات والأحزاب والمنظمات والاعتراض والتظاهر والاعتصام ــ بضوابط قانونية تمنع الإفساد في البلد ــ وحق التعليم والتوظيف، والمحاكم العادلة، والإنصاف عند المظلمة، لأن هذه هي حالة قصة الصاحبين، وهنا لا يجوز للأفراد والجماعات والهيئات أن تعتزل وتختفي تحت الأرض أو تظن أنها صارت دولة داخل الدولة، وسلطة داخل السلطة، بل يجب أن تحدد صلاحياتها في حدود أنها جماعة أو هيئة وليست دولة، ولا يجوز هنا تعيين القضاة، وإقامة الحدود داخل الجماعة أو الهيئة، ولا تأمر بالمعروف أو تنهى عن المنكر إلا من خلال نافذة الحوار؛ لأنها هي النهج الوحيد الصحيح، ولابد أن يكون هذا الحوار في أرفع درجات الارتقاء عن السباب والقذف واللعن والاتهام دون أدلة ولعل أرقى مستوى يلتقي عليه المتحاورون هو قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سبأ: 24)، وقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)، وروى مسلم بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ» (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق: 16/125). هذه المرحلة هي التحدي الأكبر للغيورين على الإسلام أن يتأهلوا على النحو التالي:- - دراسة الإسلام بأبعاده كلها العقدية والخلقية والتشريعية في العبادات والمعاملات. - دراسة المجتمع الذي يتحركون فيه من حيث التاريخ والواقع والتحديات والآلام والآمال، والقوانين ذات العلاقة وعناصر القوة والضعف والفرص والتهديدات. - دراسة أرقى الوسائل المتنوعة للوصول لجميع شرائح المجتمع. ويلزم هنا أن يكون هناك سقف واضح وهو عدم جواز استخدام القوة للإصلاح والتغيير مع الأفراد والجماعات والدولة مهما كان حجم الفساد. 3- إذا أتيحت للإنسان سلطة في بيئته وأسرته، أو مدرسته وجامعته، أو مؤسسته وشركته، أو وزارته وهيئته، أو حكومته ودولته، لابد أن يرتقي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دائرة القول إلى العمل، ومن الحوار إلى استخدام القوة والسلطة والصلاحية في الإصلاح والتغيير، ولا نكتفي بالشجب والبيانات والإدانات لأن هذه فقط للجماعات والهيئات، وليست لذوي السلطة والصلاحيات، وهكذا فعل ذو القرنين حيث قال: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا . وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى{ (الكهف:87-88)، ومنع ظلم يأجوج ومأجوج بالقوة المتاحة له. ومن هنا كما لا يُقبل بأن توجد جماعات تتعامل كأنها دولة ذات سيادة داخل الدولة، فلا يُقبل أيضاً أن تتعامل الدول مع المظالم العالمية كأنها جماعات مستضعفة في النظام العالمي الجديد. ولابد هنا من شيء من التفصيل: - لا يجوز لطالب في الفصل أن يعاقب طالبا أساء إلى طالب آخر، أو أستاذ قصر في واجباته، لكن هذا ما يجب أن يفعله المدرس أو إدارة الفصل، أو المدرسة عندما يسيء طالب أو أستاذ . - لا يصح لرجل أن يفرض على امرأة متبرجة في الطريق أو زميلته في العمل لبس الحجاب، فإن هذا واجب على وليها زوجاً أو أباً أو أخاً بأن يقنعها بالحجاب قولاً، وأن يلزمها به فعلاً. - لا يجوز لطالب أن يمنع طالبة أن تجلس إلى جوار زميلها في احتكاك لا يجوز في الفصل الدراسي أو غيره، فإن هذا واجب على الأستاذ المعلم أو مدير المدرسة أو عميد الكلية أو المعهد أو رئيس الجامعة، وأن واجب الطالب فقط هو النصح والإرشاد مثل الصاحبين . - لا يستطيع الابن سوى نصح أبيه برفق أن يترك الربا والغصب أو السرقة والاختلاس، لكن الأب ملزم بأن يطلب من ابنه ترك الربا أو الغصب أو السرقة. - يجوز للشركات والهيئات والجماعات أن ينص نظامها الأساسي على حل الخلافات عن طريق التحكيم الشرعي، بينما لا يجوز لهم تنصيب القضاة للفصل في الخصومات، أو تعيين الشرطة لتنفيذ الأحكام؛ لأن هذا مما تختص الدولة به إن قامت به أُجِرت، وإن لم تفعل أثم القائمون عليها. هذه بعض أمثلة من واقعنا اليومي تساهم في بيان منهجية التدرج في الإصلاح والتغيير من خلال قصص سورة الكهف. ولعل هذه الرسومات توضح تغير منهجية الإصلاح وفقاً لموازين القوة، وكيف أن التزام هذه المنهجية يؤدي إلى مضاعفة قوة الحق، وإضعاف الباطل. المصدر: حملة السكينة
  19. المشاكل السلوكية فى الـ ADHD عادة ما تظهر قبل سن سبع سنوات . وكثير من المدارس لديها اطفال يعانون من هذه المشكلة.. لكن المشكلة الاكبر هى ان قلة من المعلمين لديهم المعلومات الكافية عنه .. وعن كيفية التعامل مع الطفل. فالاطفال الذين يعانون من كثرة النشاط الحركى ليسوا باطفال مشاغبين، او عديمين التربية لكن هم اطفال عندهم مشكلة مرضية لها تاثير سيء على التطور النفسى للطفل وتطور ذكاءه وعلاقاته الاجتماعية. ويواجه اهل هؤلاء الاطفال صعوبات كثيرة فبااضافة الى المجهود الكبير الذى يبذلونه فى التعامل مع هذا الطفل ، هم متهمين من قبل الجميع بعدم قدرتهم على التربية.. وهذا بحد ذاته ضغط نفسى اضافى . فينتج عن ذلك قسوة على الطفل ولكن لا فائدة. الاعراض: كثير من الاطفال يكونوا فى فترة من فترات حياتهم مشاغبين و درجة حركتهم زائدة بعض الشىء او درجة انتباهم ضعيفة نوعا ما. لكن ما نتحدث عنه هنا… هو درجة غير طبيعية من النشاط الحركى الزائد وضعف التركيز تكون موجودة فى اكثر من مكان مثلا فى البيت و المدرسة…. وليس فقط فى موقع واحد ….وتعتبر هذه النقطة جدا مهمة فى التشخيص.. حيث تفرقها عن امراض نفسية اخرى. الاعراض الرئيسية � قلة الانتباه : يتصف هؤلاء الاطفال بان المدة الزمنية لدرجة انتباههم جدا قصيرة لا يستطيعون ان يستمروا فى انهاء نشاط او لعبة معينة يبدون وكانهم لا يسمعون عندما تتحدث اليهم عادة ما يفقدوا اغراضهم او ينسوا اين وضعوا اقلامهم او كتبهم � زيادة الحركة: لا يستطيعون ان يبقوا فى مكانهم او مقاعدهم فترة بسيطة. عادة ما يتسلقون و يجرون فى كل مكان فى البيت فى السوق يوصفون بانهم لا يهدؤن ابدا. � الاندفاع : يجاوبون على الاسئلة قبل الانتهاء من سماع السؤال. لا يستطيعون ان يتظروا دورهم فى اى نشاط يقاطعون فى الكلام. التشخيص في دول اوربا وبريطانيا على حسب تقسيمة الامراض النفسية يشترط وجود الثلاث اعراض…لكن قي الولايات المتحدة لا يشترط ذلك، لذا نرى ان نسبة الاصابة فى امريكا هى 10-20% اكثر منها فى بريطانيا حيث نسبته 5% فقط وذلك لاختلف فى شروط التشخيص كما ذكرنا.لن ندخل فى التفاصيل .. لكن واضح ان المشكلة موجودة فوق ما كنا نتوقع.. ويعتبر موضوع الـ ADHD من احد المواضيع التى يكثر عليها الابحاث فى الخارج . نسبة الاصابة فى الاولاد اكثر من البنات 4:1 وكما ذكرنا ان هذه المشكلة لها تاثير على تطور الطفل ودرجة تحصيله العلمى ، فكثير من الابحاث اثبتت ان نسبة كبيرة منهم يعانون من صعوبات التعلم ( مثل الدسلكسيا) الاسباب: � السبب الاساسى غير معروف ..الوراثة لها عامل جدا مهم ..حيث ما اظهرته الابحاث الاخيرةعلى التوائم ان نسبة الوراثة تصل الى 80% وهى نسبة تعتبر عالية جدا. � اى اصابة للجهاز العصبى قبل او اثناء الولادة لهل تاثير .. نقص الاوكسجين … الولادات المبكرة.. اصابات المخ بسبب التهابات او سموم ..تناول الام ادوية معينة اثناء فترة الحمل … ايضا التعرض لنسبة عالية من مادة الرصاص � خــــلل فى وظــائف الدماغ الكيميائية . � ايضا العوامل الاجتماعية لها تاثير.. مثلاطفال المحرومين عاطفيا او تحت تاثير مشاكل نفسية. التشخيص: يتم عن طريق فحص الطبيب النفسى للطفل.. فاعراض هذا المرض تتداخل كما ذكرنا مع اعراض امراض نفسية اخرى كالقلق .. التوحد وبعض امراض سلوكية اخرى. ايضا من المستلزمات ملاء بعض الاستبيانات والمقياسات السلوكية من قبل اهل الطفل ومن قبل معلميه، حيث هذه تعتبر قاعدة مهمة لكل طفل لمعرفة درجة مقياس سلوكه ومدى تقدمه فى العلاج. وكذلك الملاحظة الميدانية فى المدرسة ومراقبة الطفل فى الفصل وفى ساحة المدرسة. ومن خلال دراستنا فى بريطانيا كنا نرى ان المعلمين والمشرفين على الطلاب هم الذين يقومون بتحويل التلاميذ الى العيادات النفسية الارشادية للا طفال، وذلك بعد تنفيذ الخطة الفردية للطفل والمسماه (IEP ). العلاج : 1-المساعدة التعليمية: بعض الاطفال يعانون من مشاكل صعوبات التعلم كما ذكرنا (وهذه ليست لها علاقة بمستوى الذكاء).حيث يستفيدون من بعض الحصص الاسبوعية المخصصة لصعوبات التعلم 2- العلاج السلوكى: وهو جدا مهم حيث يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ فى البيت بالتعاون مع الاهل ، وفى المدرسة بالتعاون مع المعلم.ويعتمد على نظام التعزيز للتصرفات الجيدة وهو جدا فعال اذا نفذ بطريقة صحيحة. 3-الادوية: هناك بعض الادوية الفعالة ونذكر على سبيل المثال فقط المنشطات فبالاضافة الى انها تقلل من الحركة الزائدة فانها ترفع الاداء العقلى وتزيد من قوة التركيز. بعض الاعراض الجانبية والتى نحب دائما ان يكون الاهل على علم بها : كالارق ، فقدان الشهية ، العصبية، اعراض لا تحدث باستمرار: مثل صداع ، دوخة، غثيان، احمرار فى الجلد، نقصان فى الوزن، اختلاف فى ضغط الدم . ما هو دور المدرسة: المدرسة لها تاثير قوى وفعال فى مساعدة الطفل ، كما ذكرنا قد يكون المعلم اول من يحول الطفل الى العيادة بعد موافقة الاهل فى بعض الدول. دراية المعلم بهذا الموضوع جدا مهمة….حيث رد ة فعله وتعامله مع الطفل يختلف عند معرفة سبب هذا السلوك. عزيزى المعلم لا احد ينكر المجهود الجبار الذى تقوم فيه .. فعملك شاق يستنفذ كل الطاقات.. ولكن مهارتك وابداعك وتميزك عن الاخرين تكمن هنا فى تغير مسار هذا الطفل الذى يواجه صعوبات مختلفة.. فانت تعتبر الاساس فى خطة العلاج… ففى بعض الاحيان وبسبب تعاون المعلم وتفهمه خطة العلاج السلوكى.. نستغنى عن العلاج بالادوية. بقلم د. رابية حكيم
  20. د. عبد العزيز بن عبد الله الخضيري الحج شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام أصبحت اليوم وبفضل التواصل الإعلامي المرئي الحدث الأهم على مستوى العالم، وأصبحت كاميرات وشاشات العالم تتجه لهذا الحدث الإسلامي العالمي لما يحمله من تحديات كبيرة تمثل في مجملها دروسًا مستفادة لطلاب الجامعات والباحثين في كل شؤون الحياة، وعالمية حدث الحج تأتي من حجم الحشود التي يتم التعامل معها في النقل والإسكان والإعاشة والنظافة وتطوير السلوكيات الإنسانية بينهم فيما يتعلق بالتعاون والإيثار والتسامح والعمل الجماعي الواحد. إن متطلبات السلوك الإنساني الحضاري في الحج أصبحت اليوم مطلبًا دينيًّا حتى لا نجعل من أي سلوك سلبي في أداء هذه الشعيرة وسيلة للمغرضين في استخدامها ضدنا وضد ديننا الإسلامي الحنيف، وكما هو معلوم للجميع ليس كل الكاميرات والمراسلين الذين ينقلون هذا الحدث الإسلامي العالمي العظيم يُبرِزونَ الإيجابيات أو يقيمون السلوكيات السلبية ويقترحون الحلول، إنما بعض تلك العدسات والمراسلين يبحثون عن المواد المسيئة للإسلام، خصوصًا مع تعاظم شأن الإسلام اليوم، والانبهار الذي تعكسه فريضة الحج من تلاحم لأبناء الإسلام من مختلف شعوب ولغات العالم. إن حرصنا جميعًا مسؤولين ومواطنين وحجاجًا لإظهار كل السلوكيات الإيجابية الحضارية الإسلامية ستزيد من عدد الداخلين في هذا الدين الإسلامي الحنيف، وأي تصرف سلبي منا مهما صَغُرَ سيكون مادة دسمة لعدسات وأقلام وأفلام الراغبين في الإساءة للإسلام وأهله. إن فريضة الحج وما يرتبط بها من شعائر ونسك تتطلب منا إبرازها وفق السلوك الإنساني الحضاري من خلال الالتزام بنظام الحج، ويأتي على رأس هذا النظام حصول كل حاج على تصريح للحج، هذا التصريح الذي يحقق له حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا؛ لأنه بهذا التصريح يستطيع المعنيون بإدارة الحج توفير النقل والسكن والإعاشة الملائمة له، ومن دون تصريح الحج يصبح هذا المسلم المخالف لأنظمة الحج سببًا في إيذاء أخيه المسلم الحاج وفق النظام، وهذا الإيذاء يبدأ بافتراش الحاج غير النظامي للطرق، ما يؤدي إلى إعاقة الحركة للمشاة أو المركبات أو معدات الخدمات ومنها النظافة والطوارئ وغيرها، ثم إنه بمخالفته نظام الحج يتسبب في الضغط على المرافق والخدمات العامة، ومنها دورات المياه والنقل العام وفق دراسة ميدانية، فإن ما يخلفه الحاج غير النظامي من مخلفات تفوق ما يخلفه الحاج النظامي بنسبة كبيرة، وأغلب مخلفاته هي من المخلفات التي يصعب التعامل معها في أثناء فترة الحج، ومنها الخيام المؤقتة والشراشف والبطانيات والإحرامات وغيرها كثير، ما يبرز هذه الشعيرة العظيمة في أعين الآخرين، على أنها شعيرة غير حضارية وفقًا لما تسجله عدسات المصورين من مشاهد الافتراش والنفايات والازدحام في كل مكان، وفي الوقت نفسه فإن الحاج غير النظامي يصبح عبئًا على الحاج النظامي، وذلك لقيام بعض الحجاج غير النظاميين بالاعتداء على مخيمات الحجاج النظاميين وعلى ما يخصص لهم من إعاشة وغيرها. إن الجهود المباركة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن، وما يتم تخصيصه سنويًّا من مبالغ طائلة لتحقيق راحة الحجاج تُغتال ويساء إليها بسبب التعدي غير المبرر من الحجاج غير النظاميين على كل ما هو منظم وجميل في الحج، لهذا فإن الأمر لم يعد يتحمل المجاملة أو السكوت عليه، إنما يتطلب اتخاذ الإجراءات الضامنة إلى إلزام الجميع باحترام نظام الحج، وما يتم اعتماده من إجراءات وترتيبات لضمان تقديم حج آمن لضيوف الرحمن. إن المخالفات النظامية التي يتم رصدها في الحج وما تقدمه من مادة دسمة لكل من يحاول الإساءة للإسلام من خلال مشاهد حقيقية يتم تصويرها في المشاعر المقدسة وأبطالها هم أبناء المسلمين المخالفون لأنظمة وتعليمات الحج، ستعطي كل من يرغب الإساءة للإسلام والمسلمين المادة الدسمة، ولعلنا نتذكر جميعًا ما أحدثه الفلم المسيء للمصطفى- عليه الصلاة والسلام- من ألم في قلوب كل المسلمين، وهو فيلم لا يستند إلى حقيقة ولا إلى مواد إعلامية حقيقية، فكيف إذا استطاع مثل ذلك المخرج الوصول إلى الظواهر السلبية في الحج التي يقدمها أبناء الإسلام من المخالفين لأنظمة الحج من افتراش للطرق وما يخلفونه من فوضى في التفويج ورمي الجمرات والطواف، وما يتركونه خلفهم من نفايات تشوه كل ما هو جميل في الحج. إن دعوة ورسالة حملة ''الحج عبادة وسلوك حضاري'' دعوة لإبراز شعيرة الحج وما تتضمنه من سلوكيات إسلامية عظيمة، تبرز في تحمل المسؤولية والمحبة والإيثار والتعاون والتكامل والحرص على النظافة واحترام حقوق الآخرين، كما أمر بها الله - سبحانه وتعالى - وأكد عليها المصطفى - عليه الصلاة والسلام. تقبل الله من الحجيج حجهم، وغفر ذنبهم، وأعادهم سالمين غانمين إلى أهلهم وأحبتهم، وجزى الله كل العاملين على راحة الحجاج الأجر المبارك العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون، وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.
  21. اللهم أعد علينا رمضان أيامآ عديدة, وأعوامآ مديدة, اللهم اجعلنا ممن صام الشهر, وأدرك ليلة القدر وفاز بالثواب الجزيل والأجر. اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين, واهدنا صراطك المستقيم. وكل عام وأنتم بخير.
  22. إن الغزو الفكري أخطر من الغزو بالسلاح، لأنه يغيّر الأفكار والقيم والمفاهيم تراكمياً، بطرق خفية لا شعورية، مما يدفع الفرد إلى ارتكاب أعمال إرهابية أو إجرامية، حيث أن فتنة الإنسان في دينه أخطر وأكبر وأشد من التعرض للقتل. ويعتبر الإعلام بوسائله المختلفة من أشد وأخطر الامور إذا لستخدم لغرض التأثير السلبي على الأفراد فكرياً وعقدياً من خلال القنوات الفضائية، والإنترنت، والإذاعة، والصحف . تعريف للأمن الفكري؟ نبدأ أولاً بالحديث النبوي الوارد عن أَبِيْ عَبْدِاللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر - رضي الله عنهما - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: ( إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً. أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ) رواه البخاري ومسلم، فالحديث يدل على ما يحمله الإنسان في قلبه من أفكار ومعتقدات أو شبهات علاقة مباشرة وتأثير واضح على تصرفاته وسلوكه، ولذا جاءت أهمية حديثنا هنا عن الأمن الفكري حيث ستتضح لنا أهمية الفكر على تصرفات الأفراد والشعوب ومن ثم تأثيره على نهضتنا ورقيها ووحدة صفها وترابطها، وعمّا هناك من التعاريف المتشابهة للأمن الفكري ويمكن تلخيصها بأنه يشمل جميع الوسائل للحفاظ على الأمن الذي يحافظ على الفكر والمفاهيم والقيم الحسنة للفرد والمجتمع من المؤثرات التي تضلل الفرد وتهدم المجتمع. وما الفرق بين الأمن الحسي والأمن الفكري؟ الأمن الحسي: هو ما يتمثل بالأمن العام بجميع الوسائل الحسية المادية التي تستخدم في مكافحة الجريمة والعدوان المسلح الخارجي وتقوم بها أجهزة مختلفة في الدوله مثل: الشرطة - الجيش - الحرس الوطني - حرس الحدود.. إلخ... الأمن الفكري: هو الأمن المعنوي لحماية الأفكار والمعتقدات والقيم والسلوك وهو الدور الذي تقوم به الجهات المختصة بهذا المجال مثل: المساجد (مثل الدروس العلمية وخطب الجمعة) - الجامعات - الدورات والمؤتمرات المختصة في هذا المجال - وزارة الشؤون الإسلامية - إدارات الشؤون الدينية بالقوات المسلحة - كراسي الأبحاث (مثل كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود) - مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية - إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). وما علاقة الأمن الفكري بأنواع الأمن الأخرى؟ تنبع أهمية الأمن الفكري بأن له صلة وثيقة وتأثيراً مباشراً على جميع أنواع الأمن الأخرى، سواء الأمن السياسي، والأمن الغذائي، والأمن الاجتماعي، والأمن السلوكي، والأمن الإعلامي، والأمن الصحي.. فمتى ما كان هناك خلل في الأمن الفكري فتلقائياً يحدث خلل في باقي أنواع الأمن الأخرى، وهو سبب الاستشهاد بالحديث النبوي السابق، فالأمن الفكري في مقام القلب في الجسد وبقية أنواع الأمن يتمثل بقية أعضاء الجسد، فهو في مقام القَلْب في الجَسَدِ. الفكر المراد تأمينه؟ يكون بحسب تصورات الأمم والشعوب فلكل أمة اهتماماتها، فنحن المسلمين مطلوب منّا أن نحافظ على النظرة الإسلامية للحياة في جميع ميادينها: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإعلامية وهي أخطرها وأكثرها تأثيراً. أما الناحية الدينية فنستطيع أن نقول: إنها موجودة في كل نواحي الحياة لأن الإسلام نظام للحياة التعبدية والدنيوية ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (سورة الأنعام 162). علاقة الفكر بين الفرد والمجتمع؟ إذا اختل الأمن الفكري لدى الفرد اختلت قيمه ومبادئه فإذا استفحل الأمر في المجتمع سهل التأثير عليه فيغفل عن أهمية وحدة الجماعة واحترام وطاعة القيادات بمختلف مستوياتها بداية من الحاكم الأعلى، ولا ينتبه إلى خطورة العواقب الناتجة عن تفكك المجتمع واختراق وحدة صفه، وطاعة ولاة أمره، وتكون التأثيرات غالباً بطريقتين: الإغراءات المادية كالمال أو الوظيفة وأن يشارك بعمل معين سيكون له مردود وتستغل حاجات الناس في مختلف المجالات وعلى ما يسمى بالقيام بعمل من أجل الشهوات الدنيوية، وبتغيير القناعات والمعتقدات كما حدث في الآونة الأخيرة من الأفكار التكفيرية أو الجهادية غير المنضبطة بالضوابط الشرعية وتسمى الشبهات والتي هي سبب نشأت أغلب الفرق والمذاهب الضالة على مر التاريخ. هل الأمن الفكري يعني منع التغيير الإيجابي؟ الأصل أن يكون الأمن الفكري إيجابياً وفي صالح المجتمع، لكن قد يعمد البعض للقيام بمنع التغيير الإيجابي بدعوى الحفاظ على القيم والعادات لكنهم يستغلون ذلك حفظاً لمصالحهم الشخصية، ففي قصة موسى عليه السلام مع فرعون يتضح تخوف فرعون من دعوة موسى لأنه يعلم بأن تغيير دين قومه سيحدث خللاً في ملكه.( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (سورة غافر 26)، وقوله تعالى: ( قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) (سورة يونس 78)، وكذلك اعترض قوم هود عليه السلام ( قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (سورة الأعراف 70)، وتتكرر مع قوم صالح عليه السلام ( قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (سورة هود 62). وقد واجه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك مع كفار ومشركي مكة عدة أنواع من الحصار لمنعه من التأثير في الناس ومن ذلك محاولة منعه من مقابلة من كانو يأتون لمكة للحج أو الطواف بالكعبة ومن أشهرها قصة الطفيل بن عمر رضي الله عنه عند قدومه لمكة للطواف بالكعبة حيث استطاع زعماء قريش أن يقنعوه بعدم الاستماع أو الحديث مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى درجة أنه وضع قطناً في أذنيه كي لا يسمعه ولكن الله ألهمه فأزال القطن من أذنيه واستمع لمحمد صلى الله عليه وسلم فأسلم رضي الله عنه. فرق بين الأمن الفكري والغزو الفكري؟ الغزو الفكري هو بث المفاهيم الفاسدة عن الدين والحياة وعن الأخلاق والسلوك، وعن شروط التقدم الحضاري ووسائله إلى غير ذلك مما يمكن أن يهدم شخصية المسلم والأمة الإسلامية، والغزو الفكري أخطر من الغزو بالسلاح لأنه يغير الأفكار والمفاهيم والقيم تراكمياً بطرق خفية لا شعورية وتأثيره أشد وأفتك، ودليل ذلك قوله تعالى: ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ) (سورة البقرة 191)، وقال تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ.) (سورة البقرة 217)، حيث توضح الآيتان أن فتنة الإنسان في دينه أخطر وأكبر وأشد من التعرض للقتل. ومثال أن تأثيره خفي: الأب قد يضع أبناءه ويسلمهم للأعداء في منزله أمام وسائل الإعلام الهابطة كالقنوات الفضائية أو الإنترنت بدون ضوابط، أو الألعاب الإلكترونية وذلك كل يوم بما يقرب من ثماني إلى عشر ساعات أو أكثر وأفكارهم ومفاهيمهم وقيمهم تتغير تراكمياً دون أن يلقي لذلك بالاً، بينما لو تعرض أحد أبنائه لخطر حسي كمرض أو نحوه لاهتم أشد الاهتمام وتجد الأب يشتكي من تغير تصرفات وسلوك الابن ويتحدث عن الأعراض ولكنه لا ينتبه إلى جذور المشكلة وهي البيئة الإعلامية الفاسدة التي أثرت في سلوكهم. كما أن الدراسات والإحصائيات تدل على الأحداث التي وقعت في بلادنا خلال السنوات الأخيرة كالتفجيرات المؤسفة، والأفكار التكفيرية الخطيرة، والخروج على ولاة الأمر، كان من أهم أسبابه التأثيرات الفكرية ومن أبرزها التأثر بما ينشر في شبكة الإنترنت، وعند النظر إلى تصرفات وسلوك الشباب والفتيات واختلافها تدريجياً عما كان يعهد قبل سنوات قريبة مثل قصات الشعر والبناطيل غير اللائقة ونحوها، ودنو اهتماماتهم وعدم وجود أهداف واضحة يطمح لتحقيقها، لا شك أن لوسائل الإعلام دورا في انتشارها، كما يمكن ملاحظة أن هناك فئة من المجتمع بدأت تتأثر بما يطرح في وسائل الإعلام من بعض المسلمات، والثوابت العقدية، والقيم الاجتماعية، فأصبحت مجالاً لنقاش عندهم برغم أنها قبل سنوات قليلة لم يكن هناك أي مجال للحديث حولها. الضرورات الخمسة؟ يذكر العلماء أن جميع أحكام الشريعة قد بنيت لحفظ ضرورة معينة وقد اختصروا هذه الضرورات بما يسمى (الضرورات الخمس): الدين، والنفس، والعقل، والعرض أو النسل، والمال.. ويأتي في مقدمتها حفظ ضرورة الدين ويوضح ذلك أن التعرض للموت والشهادة في سبيل الله يكون مطلباً وغاية في سبيل الدفاع عن الدين وفق الضوابط الشرعية. وسائل الغزو الفكري؟ من أهم وسائل الغزو الفكري المعاصرة التي قد يستغلها من يريد التأثير في أمة معينة: الإعلام وهو أخطرها وأكثرها تأثيراً وله عدة صور: القنوات الفضائية، والإذاعات، والصحف، والمجلات، والإنترنت، وكذلك التعليم، والتغريب، والاستشراق، والتنصير. الأمن الفكري يخص المسلمين فقط؟ الأمن الفكري ليس خاصاً بالمسلمين فقط بل إن أغلب الدول تعمل على حفظ أفكار وقيم شعوبها، مثال الصين: كل واحد من ست أفراد من سكان العالم هو صيني مما يعني أن هذا المثال ينطبق على أكثر من سدس سكان العالم فهناك دور رسمي للحفاظ على الهوية الصينية في مختلف مجالات الحياة كالتعليم والإعلام ومن أهمها منع القنوات الفضائية غير الصينية في المنازل أو الأماكن العامة عدا ما يعرض في بعض الفنادق من قنوات محددة كبعض المحطات الإخبارية أو الرياضية، ويوجد أمثلة على ذلك في عدد من دول العالم. وخلاصة القول إن مسؤولية الحفاظ على الأمن الفكري تقع على الجميع فالكل مسؤول عن حماية نفسه وأهله وليس فقط الأجهزة المعنية التي تقوم بدورها كل حسب اختصاصه.. ونسأل الله أن يحمي بلادنا من كل سوء، وأن يحفظ علينا قيادتنا ووحدة صفنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان. المقدم/ عبدالمنعم بن صالح العمري إدارة الشئون الدينية
  23. كن إيجابيا .. تكن ناجحا التفكير الإيجابي و التفكير السلبي: الإنسان قادر على أن يوجه تفكيره إيجابيا أوسلبيا ، فعندما ينظر إلى الأمور و الأشياء و الناس المحيطين به نظرة عادلة و متفائلة ، مع محاولة التطوير و التحسين لنفسه و لأسرته و لعمله ، بل ولمجتمعه ، فإنه يفكر إيجابيا وله نظرة تقدمية وفي هذا الشأن ننصحك بالآتي : � اجعل تفكيرك يفكر إيجابيا ولا يعمل ضدك. � استخدم كلمات إيجابية للتعبير عن مشاعرك وأفكارك. � أنظر للأشياء بإيجابية . � اقنع نفسك بإنك قوي في كذا وضعيف في كذا ، ولكنك سوف تتحسن في هذا الجانب إذا أردت ذلك . � التفكير الإيجابي يركز على النجاح. � التفكير الإيجابي لا يفكر بالفشل و لكنه يصر على الفوز . � التفكير الإيجابي يتسم باليقظة. � التفكير الإيجابي يهتم بالناس و بالأشياء. � التفكيرالإيجابي يؤدي إلى النجاح , بينما التفكير السلبي يؤدي إلى الفشل ويمكن عقد مقارة بين الشخص الناجح و الشخص الفاشل كما يلي: الشخص الناجح و الشخص الفاشل - يفكر في الحل. - يفكر في المشكلة. - لا تنضب أفكاره. - لا تنضب أعذاره. - يرى حلا في كل مشكلة. - يرى مشكلة في كل حل. - يقول الحل صعب ولكن ممكن . - يقول : الحل ممكن لكنه صعب. - يرى في العمل أملا. - يرى في العمل ألما. - لديه أحلام يحققها . - لديه أوهام يبددها. - يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر . - يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم. فالتفكير الإيجابي أخي الحبيب مهارة يمكن تعلمها من وجهة نظر الكثيرون وإتقانها يؤدي إلى النجاح و السعادة . فهي ليست فطرية فالعقل يخضع للتدريب ويمكن اكتساب التفكير المنظم العميق ، وذلك باكتشاف ما يكمن بداخلك من مواهب وقدرات ومهارات , وأن تحسن التفكير و تستمر في التعلم بدون النظر إلى عمرك، وتوسع نطاق تفكيرك ، وقدر ذاتك لترتقي بنفسك ومن حولك ، ولا تسمح لهمومك و مشاكلك تعيق مسيرتك نحو الارتقاء، وكن واقعيا. محمد بن عامر العاقب
  24. حين يشعر المرء بالسعادة يرى كل شئ جميلاً، ويرى شريك الحياة أو شريكة الحياة منة لله الرائعة التي وهبها الرحمن له لتؤنس حياته بالحب، وحتى إن رأى بعض عيوبها فإنه لا يراها ذات أهمية تُذكر، بل يرى أن من واجبه أن يغفرها في مقابل الكثير من الخصال الحسنة فيه أو فيها.أمّا حين يكون المرء غاضبًا، فإنه يشعر عدم الرضا عن شريك الحياة، وبالتالي فإنه لن يدع أمرًا– ولو صغيراً- يمر دون أن يحلله ويفكر فيه طوال الوقت.. ويصبح التواصل بينه وبين شريك الحياة شبه مستحيل .. ذلك أن هذه الحالة المزاجية السيئة تظهر له الأخطاء بصورة مبالغ فيها.ومن هنا يصبح من المفيد إذا كان شريك الحياة غاضبًا أن يؤجل حكمه على الأمور، ومن ثم ردود فعله تجاه ما يحدث. ولاشك أن هذا ليس أمرًا يسيرًا؛ ولكنه في غاية الفائدة، (لأنه إذا لم يكن الإنسان سريع الغضب، فإنه يصبح أقل توترًا، وأكثر تقبلًا لشريك حياته، وللأحداث التي تمر بحياته، وأكثر حبًا لكل من حوله.. ونحن لا نريد أن يتخلص الرجال والنساء من الغضب تمامًا، ولكن المقصود هو: إيجاد طريقة للتواصل يتم من خلالها تحويل هذه الحالة من الغضب مثلما تستخدم الألواح الشمسية في تحويل الحرارة – عن طريق أخذ الحرارة الشديدة – التي تجعلنا نشعر بالسخونة في لحظة، ثم بالبرودة في لحظة أخرى، وتحويلها إلى طاقة لتشغيل أجهزة التدفئة التي تحفظ الدفء والحرارة طوال الوقت) [النساء لا يسمعن ما لا يقوله الرجال، د.وارين فاريل، ص(30)]. انتبهوا أيها الأزواج: إن التنبه إلى الغضب حال وقوعه والتعامل معه بطريقة بنّاءة، سيؤدي إلى علاقة زوجية أكثر استقرارًا وراحةً، بينما تجاهل الغضب أو التعامل معه بطريقة هادّمة، سيؤدي إلى الكثير من المعاناة في العلاقة الزوجية.ولكي نجعل الغضب قوة بنّاءة في علاقتنا، علينا أن نعترف أولًا بأن مشاعر الغضب جزءٌ لا يتجزأ من حياتنا معًا، ثم علينا أن نتعلم الطرق الصحيحة في التعامل معها عندما تحدث.إنه حتى إذا كان أحد الزوجين غاضبًا وحده، فإن المسئولية تقع على كلا الزوجين للتعامل مع هذا الغضب، ونحن هنا نعترف بحقيقة "نحن غاضبان من بعضنا البعض، ونحتاج أن نعرف لماذا؟ وعندها سنبدأ التشارك في المشاعر، وتصبح أحاسيس التعاطف والود سبيلنا للشعور بالثقة والأمن، وبالتالي نجد القدرة على كشف ما يؤلمنا أو ما نخاف منه.. ذلك أننا إن لم نكشف عن هذه المشاعر سيظل الألم كامنًا، ومن ثم يكون الحزن والإحباط، فنكون في مواجهة مواقف تثير الغضب، وننتهي من موقف لنواجه على الفور موقفًا آخر مماثلًا له.(إن الغضب لا يعالج المشاكل الزوجية، وإنما يعالجها الصبر والحكمة، فإذا تصرف أحد الطرفين أي تصرف يغضب الآخر فيجب أن يتحلى الآخر بالصبر والتفكير في كيفية علاج الموضوع. أما الصراخ والصوت العالي فإنه لا يغيّر الطرف الآخر، بل قد يزيد في عناده، فيزيد التوتر بين الزوجين..ولهذا ينبغي للزوجين أن يبحثا عن مواطن الرضى لكلا الطرفين، وأن يتحمَل أحدهما الآخر، فإن ذلك من المعاشرة بالمعروف كما أمر الله تعالى.وحتى لو انفجر أحد الزوجين غاضبًا، فإن من حكمة الطرف الآخر أن يلتزم الصمت، أو يحاول تخفيف غضب شريك الحياة بالكلمة الطيبة، واللمسة الحانية حتى تنتهي موجة الغضب) [الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية، جاسم محمد المطوع، ص(39)، بتصرف]. الصمت الدواء الناجع: يمكن أن يكون الصمت، ولو للحظة بدلًا من الاسترسال في الصراخ، يمكن أن يكون ذا مفعول عظيم في تقليل الغضب والصراخ، أما إن نجحنا في تحويل الصمت إلى ابتسام فقد بلغنا الأمل, وتحولت الحياة الزوجية بذلك من حياة مليئة بالبؤس والكآبة والحزن، إلى حياة مليئة بالفرح والسرور والحب بين الزوجين.إن الصمت علاج فعَّال لتهيئة الإنسان للتفكير السليم والحكم الصحيح على الأمور، ومن ثم فهو سبب قريب لاعتراف المخطئ بخطئه، وسبيل جيد لانهاء المشكلات قبل تطورها.فالعاقل لايكون سريع الغضب بحيث يستفزه – أي: تصرف- وكذلك فإنه لا يسيطر عليه الغضب بحيث يصبح من سماته، فإنه إذا كان كذلك فقد السعادة، وامتلأت حياته بالنكد والأحزان..ولقد أكد النبي أن الشدة والقوة ليست في الصرعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الذي يملك نفسه عند الغضب) [متفق عليه].وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي كان عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادمة فسقطت الصفحة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصفحة، ويقول: "غارت أمكم" ثم أتى بصفحة من عند التي هو عندها، فدفع الصحيحة إلى التي كسرت صفحتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه) [ رواه البخاري].وأظن أنه لو أن أحدًا منا فعلت زوجته ذلك أمامه، لم تسلم من شتمه، أو ربما ضربه أو.. بينما اكتفي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "غارت أمكم". ورقة عمل: إذا لم تستطع أن تتخلص من الغضب، فإنه بلاشك يمكنك تقليل الغضب... كيف؟ ـ (راقب نفسك طوال اليوم لترى ما إذا كنت تغضب أم لا، يمكنك أن تجعل الأمر وكأنه لعبة تمارسها، وعندما تجد نفسك قد بدأت تغضب من أي شئ، قل لنفسك مثلًا: "إنا لله وإنا إليه راجعون، ها أنا أعود إلى ما لا أريد العودة إليه مرة أخرى)فإن معظم تصرفاتنا ما هي إلا عادات وسلوكيات كنا قد تعلمناها، فإذا تعلمنا أن نكون عصبيين ومتوترين، فلابد أننا سنصبح كذلك، والعكس صحيح تمامًا، فلو استطعت أن تكون متواضعًا مع قليل من القدرة على مراقبة تصرفاتك، وكانت لديك الرغبة في أن تغيّر من نفسك، فثق تمامًا أنك سوف تستطيع أن تتغير إلى الهدوء والصبر) [لا تهتم بصغائر الأمور في أسرتك، د.ريتشارد كارلسون، ص(223-225)، بتصرف يسير].إن الغضب والهياج غاز سريع الاشتعال، إذا صدر من أحد الزوجين، ولم يقابل من الآخر بالهدوء والرقة والتودد والرحمة.. كان ذلك بمثابة عود ثقاب لا يلبث أن تصطلي فيه أعصاب الزوجين، ويغيب التعقل، (وهنا تكون للشيطان جولة وتساعد على ذلك ظروف المعيشة التي تدفع إلى قمة التوتر والقلق، خاصة إذا لم يدّعم الزوجان نفسيهما بالإيمان الصحيح والفهم العميق، ويفتحا أبواب التسامح بينهما، ويمنحا قلبيهما التعقل والحلم والأناة والرفق) [لمن يريد الزواج وتزوج، فؤاد الصالح، ص(248)، بتصرف يسير]. ـ يمكن عبر البعد عن الغضب تلافي الكثير من المشكلات الكبيرة التي تكون في الأصل موضوعات بسيطة، كلما قالها شريك الحياة، أو فعل صغير يضايقك قام به، فإذا تمهل الزوج أو الزوجة دقيقة واحدة قبل أن يتصرف، فسوف يجمع قوة تحمُّل، وقدرة على رؤية الأشياء بصورة صحيحة، ومن ثم يتصف تصرفه بالهدوء، فتظهر حكمته، وتبقى علاقة الشريكان جيدة. ـ يجب أن يعرف الزوجان أن تركيبة كل منهما تختلف عن الآخر، فالرجال والنساء يختلفون في كل شيء؛ في التكوين الجسمي والتكوين النفسي، وطريقة التفكير وطريقة التعبير عن المشاعر، وغيرها من الأمور التي عبَّر عنها القرآن.ولاشك أنه دون الوعي بأن الرجال والنساء مختلفون؛ فإن العلاقة بين الجنسين تكون معرضة لإشكالات كثيرة، وقد تُصاب بالتوتر أو الغضب تجاه الطرف الثاني، لنسيانك هذه الحقائق المهمة. وهناك بعض الأزواج والزوجات يقولون: إن الرجل "بحر غامض"، و"المرأة لغز كبير"! والموضوع بمنتهى البساطة وبعيدًا عن الألغاز والغموض، هو أن هناك فروقًا مهمة بين الرجل والمرأة ـ جسدية ونفسية ـ وأن فهم طبيعة هذه الفروق؛ من شأنه أن يغير حياتهم ويزيد قدرتهم على التعايش الزوجي، وعدم فهم هذه الفروق يؤدي إلى تفكيك العلاقة الزوجية وهدم الحياة الطيبة. فإن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم في كل شيء؛ في طريقة الحوار والكلام، والتفكير والشعور والإدراك، وردود الأفعال والاستجابات، والحب والاحتياجات، وطريقة التقدير، وأسلوب التعبير عن الحب. فعند التعامل مع شريك الحياة، ينبغي أن تفهم جيدًا وتعي هذا الاختلاف في التكوين، ولقد أثبت علم النفس الحديث أن الشخصية كالبصمة، لا تتكرر أبدًا حتى في التوائم، فالرجل والمرأة لكل واحد منهما فهمه وإدراكه وشخصيته وطبيعته التي تختلف عن أخيه، فلدينا إذًا متغير واضح، وهو الاختلاف في التكوين. المصادر: • لمن يريد الزواج وتزوج، فؤاد الصالح.• النساء لا يسمعن ما لا يقوله الرجال، د.وارين فاريل.• الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية، جاسم محمد المطوع.• لا تهتم بصغائر الأمور في أسرتك، د.ريتشارد كارلسون. المصدر: موقع مفكرة الإسلام .
  25. ( 1 ) سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة؛ لأنه يفتتح بها القرآن العظيم، وتسمى المثاني؛ لأنها تقرأ في كل ركعة، ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به، (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه، وهو أخص أسماء الله تعالى، ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق، (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين، وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله. ( 2 ) (الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه، فهو المستحق له وحده، وهو سبحانه المنشئ للخلق، القائم بأمورهم، المربي لجميع خلقه بنعمه، ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح. ( 3 ) (الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق، (الرَّحِيمِ)، بالمؤمنين، وهما اسمان من أسماء الله تعالى. ( 4 ) وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة، وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر، وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح، والكف عن المعاصي والسيئات. ( 5 ) إنا نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده، وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله، ومن أمراض الرياء والعجب، والكبرياء. ( 6 ) دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك، وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته، الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه. ( 7 ) طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، فهم أهل الهداية والاستقامة، ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، وهم اليهود، ومن كان على شاكلتهم، والضالين، وهم الذين لم يهتدوا، فضلوا الطريق، وهم النصارى، ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال، ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام، فمن كان أعرف للحق وأتبع له، كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام، فدلت الآية على فضلهم، وعظيم منزلتهم، رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين)، ومعناها: اللهم استجب، وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء؛ ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.