اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

ساعد وطني

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    36
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

الشعبية

0 Neutral
  1. بسْـمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيــمِ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا …ونصلي ونسلم علي سيد العالمين محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه أجمعين … وبعد : يسرني أن أتقدم بموضوع شيق ومهم… كان ولازال محور الحديث اليومي بين أولياء الأمور وبين المربيين وبين المعلمين… بحيث نتناقش هذا الموضوع في المحور التالية: -تطور مفهوم التربية: -تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي. -التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟ -التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟ -التربية بين الماضي والحاضر: خصائص التربية في الماضي؟ -ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟ -التربية بين الحاضر والمستقبل: -فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟ -أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر: -العوامل التي تؤثر في تربية الفرد: -أهمية التربية: -أنواع التربية : -أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين: -مرحلة التفكير المجرد(المراهقة): -العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ): -خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق: 1-النمو الجسمياثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق ) 2- النمو العقلي المعرفي(العوامل التي تعيق النمو العقلي) 3- النمو الانفعالي: 4-النمو الاجتماعي: أ-الأسرةأساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي، الطبقة الاجتماعية) ب- العلاقة مع جماعة الرفاق: ج- العلاقة داخل المدرسة : – أهم المشكلات التربوية ) الخجل،العنف والعدوان ، القلق،) – بعض المقترحات التربوية والنفسية للمربين: - ماهية التربية: ظهرت التربية مع ظهور الإنسان على وجه الأرض وشعوره بكيانه باعتباره فرداً في جماعة من الجماعات كالأسرة والقبيلة.وبدأت في وسط مليء بالكائنات الحية المختلفة،وكان لابد له من الدخول في تنافس مع مختلف هذه الكائنات من أجل الحفاظ على بقائه مستغلاً قواه الجسدية للتغلب على كل ما يواجهه من مشاكل، وقد أدرك انه متميز عن باقي المخلوقات الحية ،وانه متفوق عليها وان عليه أن يستغل التميز والتفوق بعقله لتحسين ظروف حياته وكان أول شيء سخر له عقله وأفكاره هو القدرة على ملاحظة الظواهر الطبيعية المحيطة به للعمل على الإفادة منها في حياته، وبذلك بدأت تتكون لديه المعارف والمعلومات والخبرات المختلفة التي أخذت توفر له مع مرور الزمن كيفيات جديدة. ومن هذا المنطلق يمكن القول بان تفاعل الإنسان كان مستمرا مع بيئته حيث يكتسب ويتعلم مهامه ويمارسها ،وهذا التفاعل المستمر بينه وبين بيئته هو ما نسميه(التربية)التي هي الحياة نفسها. وقد تطورت أساليب التربية وطرقها مع تطور الإنسان ،وأخذت أشكالا مختلفة من حيث أغراضها وعواملها ووسائلها المقصودة منها وغير المقصودة، ومن حيث استجابة الإنسان في أطواره المختلفة للعوامل المؤثرة فيه،ومن حيث ما وجه من عناية واهتمام لجانب معين من جوانب حياته أكثر من غيره. تطور مفهوم التربية: ما التطورات التي مرت بها التربية؟ للإجابة على هذا السؤال علينا استعراض المجتمعات البشرية عبر العصور: لقد أدركت المجتمعات البشرية منذ بدء الخليقة أهمية التربية، فكانت تمارس في المجتمعات البدائية بطريقة عفوية تلقائية،عن طريق التلقين والمشاركة في أنشطة الكبار ، سواء في مجال الأسرة أو مع الأقران ، وأثناء الشعائر الدينية، وحفلات التدشين، وفي مجالات المهن والألعاب. فقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف إلي تحقيق التوافق والانسجام بين الفرد وبيئته المادية والروحية. ونتج عن ذلك خبرات تناقلها الأجيال، وبذلك كانت الأسرة والقبيلة والبيئة الطبيعية(يتعلم منها تقلبات الجو،وتعاقب الفصول،ومعايشة الحيوانات) معاهد الطفل البدائي في التربية والتعليم. ركزت التربية البدائية على الحاجات المباشرة للإنسان والتي تتعلق بإشباع جوعه وحماية نفسه وتفادي الضرر.وهكذا ارتبطت بالحاضر وحاجاته العاجلة ارتباطا أساسياً. ولقد كانت التربية البدائية تتم بطريقة عشوائية عرضية ،ولكن وفق لخطوات منظمة تتمثل في الاحتفالات الهامة والخاصة بالتدشين والتي ينتقل عن طريقها الشاب المراهق إلى حياة الرجولة الكاملة والعضوية القبيلة. ويتعلم الشاب من خلال هذه الممارسات والاحتفالات ، طاعة أوامر الكبار والعلاقات الصحيحة بين الجنسين ، وعادات ضبط النفس والصلابة ،وكل التدريبات العملية والنظرية الضرورية لصالح الجماعة . استمر الحال كذلك حتى تم اختراع الكتابة والأرقام الحسابية ، وبدأ تسجيل خبرات المجتمع في شكل رموز وأرقام، وبدأت تتلاشي صورة الرجل العجوز الذي كان يختزن تاريخ القبيلة وحكمتها في رأسه لينقلها إلى الأجيال الناشئة،وحل محله الكاهن الذي ينقل التاريخ والخبرات والمعتقدات عن طريق الكتابة والحساب، في مكان يقصده إليه نخبة من أبناء المجتمع الذين في مقدور آبائهم الاستغناء عنهم في مجال العمل. ولم يقتصر التطور على المعلومات والخبرات،بل شمل أيضا المهن والمهارات ،حيث اتسعت معارف المجتمع ،وبرعت فئات أفراده في المهن المختلفة،وكان يقصدهم فئات أخرى من أبناء المجتمع ليتعلموا على أيديهم هذه المهن، وقد تعارف المجتمع على هذا النظام(بالصبينة).وهكذا ظهرت المدرسة على أيدي الكهنة ورجال الدين، وصارت تمارس على الناشئة عملية تربوية تختلف في شكلها ومضمونه تبعا للظروف الإيديولوجية والسياسية للمجتمع. ومن أهم التطورات التي طرأت على التربية بعد اكتشاف الكتابة هي انه صار للتربية فلسفات لها تصوراته متكاملة عن الإنسان والكون والحياة، كما هو عند اليونان، حيث استهدفت التربية عندهم تنمية القوي العقل،والجوانب الفنية والبصيرة الدينية والمشاركة المدنية. كيف تطور مفهوم التربية في العصور الوسطي؟ من أبز النماذج التربوية في القرون الوسطي التربية المسحية،وارتبطت هذه التربية ارتباط يكاد يكون كليا بالكنيسة، وبالتالي كانت منسجمة مع التعاليم الدينية فاهتمت بتهذيب الروح وتصفيتها،وتنمية الروح العقلية عن طريق الدعوة إلى حب الله،والحياة النقية،والتمرس بالطقوس الكنسية،وكبح الشهوات، وإخضاع الجسم لنظام قاس من التقشف والزهد والحرمان من ملذات الحياة. وقد تأثر لمسيحيون بفلسفة أرسطو وخصوصا بفكرة الشكل والمادة،وصاروا يعتقدون أن الإنسان يتكون من شكل ومادة،فالجسم يمثل مادة ،والعقل يمثل الشكل أو الصورة. إلا إن السمة العامة للتربية في هذه الفترة هو التركيز على الثقافة الدينية المسحية،لان الهدف الأسمى لها هم إعانة الفرد على التخلص من خطيئته الأولى وإخضاع شهوات الجسد،وإعداد الإنسان لحياة أخرى بعيدة عن الحياة الحاضرة. التربية العربية: كيف كانت التربية عند العرب الجاهلية؟ لقد كانت تركز على إعداد النشء للحياة في البيئة البدوية،وما تمليه على المرء من تبعات والتزامات حول نفسه، وأهله،وقبيلته،واكتساب ما تنطوي عليه هذه البيئة من خبرات. وأهم ما كان يتعلمه البدوي الصيد والرماية وتربية الماشية…وكانت وسيلة التربية هي المحاكاة والتقليد والنصح والإرشاد والتوجيه من كبار السن أو الوالدين والأقارب،وفي البيئة الحضرية ركزت التربية على إعداد النشء لحياتهم الحضرية وما فيها من مهن وصناعات،كالهندسة والطب والنقش والتجارة. ألا إن هدف التربية العربية كان بث روح الفضيلة وغرس الصفات الخلقية كالشجاعة والإخلاص والوفاء وكرم الضيافة،كما كانت تهتم بأخلاق القبيلة وتنمية القوي الجسدية للأفراد وإعداد المحاربين. التربية الإسلامية : ما ملامح التربية الإسلامية؟ عندما جاء الإسلام أخذ مفهوم التربية أبعاد جديدة، فإذا كانت التربية قي السابق تعني مجرد إعداد للنشء في مرحلة عمرية معينة، فقد أصبحت في الإسلام عملية إعداد للإنسان في مراحل عمره المختلفة،فهي عملية مستمرة من المهد إلى اللحد. ومن جوانبها الهامة الإعداد المتكامل المتوازن لحياة الدنيا والآخرة (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً،وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)،وجعلت العلم فريضة على كل مسام ومسلة، كما جعل الإسلام للعلم والعلماء مكانه رفيعة(قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون). التربية بين الماضي والحاضر: خصائص التربية في الماضي؟ إن المتتبع للمفاهيم التربوية التي سادت في الماضيـة، والتي لازال البعض منها مستمر معنا في الحاضر، يجد أن التركيز كان في بعض الأحيان على المعرفة،وبالتالي اتجه الاهتمام إلى عقل الطفل،أي حشو العقول بالمعلومات والخبرات عن طريق التلقين والتسميع.وفي مراحل أخرى انصب اهتمام المربين على اهتمام المربين على تهذيب السلوك، وتكوين الخلق ،مما أدي إلى التركيز على وسائل العقاب والتأديب الصارمة. ونتيجة لذلك كان ينظر إلى الطفل على انه مجرد مستقبل سلبي للمعرفة، و عليه أن يستوعب المعلومات والخبرات التي ستفيده في حياته المستقبلية.. ما التحولات التي نتوقعها للتربية؟ إن التحول الرئيسي هو الانتقال من مفهوم العملية التربوية إلى الإستراتيجية التربوية(مجموعة من الأفكار والمبادئ التي تأخذ في الاعتبار ميادين النشاط التربوي بصورة شاملة متكاملة،وتوجيه أساليب لعمل الدائرة فيها،بقصد إحداث تغييرات من أجل الوصول إلى أهداف محددة، كما أن الإستراتيجية تهتم بالمستقبل واحتمالاته المتعددة،ومن ثم فإنها قابلة للتعديل وفق مقتضياته)فهي تستوعب خبرات الماضي،وخصائص الحاضر واحتمالات المستقبل ،على اعتبار إن التربية عمل استقصائي مستمر يستوعب حياة الإنسان من المهد إلى اللحد.ومن سماتها المهمة مايلي: 1.أن يتجاوز العمل التربوي نطاق المدرسة إلى المجتمع ومؤسساته،في ارتباط تكاملي يجمع الأسرة والمدرسة والنوادي والمؤسسات الثقافية والإعلامية والترفيهية ،لان التفاعل بينها يساهم في بناء الشخصية المتكاملة التي يمكن الاعتماد عليها في المجتمع. 2.أن يكتسب جيل الغد القدرات والكفاءات التي تمكنه من استيعاب تجارب الماضي وما فيها من ايجابيات وسلبيات،والتعامل المباشر مع الحاضر ومشكلاته. 3.أن يأخذ العمل التربوي في اعتباره السمات الأساسية الإنسان وهي كما يلي: – أنه كائن يتذكر ،والتذكر يشده إلى الماضي، وهو كائن يتأمل والتأمل يربطه بواقعه المعاش،وما ينطوي عليه من حاجات ومشكلات،كما أنه كائن يتخيل،والتخيل يجعله يتطلع إلى المستقبل وما ينطوي عليه من احتمالات ومفآجات. – أن يتسم العمل التربوي بالتكامل والشمول ،فالتكامل هو استيعاب الإستراتيجية التربوية لجوانب الشخصية الإنسانية المختلفة،أما الشمول فهو استيعاب للماضي والحاضر والمستقبل. -التربية تمكن الطبيعة البشرية من التغير، وتمكن كل جيل من نقل الحكمة التي اكتسبها،والتجربة التي مر به للجيل الذي يليه،وتحرر الإمكانيات الخلاقة الكامنة والموجودة بدرجات متفاوتة عند كل البشر. التربية بين الحاضر والمستقبل: بناء على ما سبق نستطيع أن نقول بأن موضوع التربية هو الإنسان، وما ينطوي علية من خصائص وإمكانيات؛والمجتمع وما يحتويه من ثقافة وحضارة، وما يتطلع إليه في المستقبل من مطامح وآمال. إي أن موضوع التربية الأساسي هو المجتمع بأفراده وأنظمته ومؤسساته،فهي تتعلق بالأسرة والمدرسة وباقي مؤسسات المجتمع. فالتربية إذن نظام أنساني، وبناء قومي له وظائفه الفكرية،والثقافية،والخلقية، والسياسية، والاقتصادية .فمن الناحية الفكرية تعني إعداد الفرد إعدادا يمكنه من التفكير الجيد في شئؤون الحياة وتنمية مهاراته واستعداداته. أما من الناحية الخلقية تعني تعهد قيم الجماعة بالتطوير والتعميق.أما السياسية تعني إعداد الفرد ليشارك مشاركة فعاله في القضايا العامة على أساس واع مدروس.أما الاقتصادية تهدف إلى تنمية الموارد البشرية المدربة ذوي كفاءة،التي يمكن الاعتماد عليه في بناء الكيان الاقتصادي للدولة.أما الثقافية تعمل على تحليل الثقافة ونفدها،و وتطويرها على أساس من الوعي بالتطورات والتغيرات المختلفة. ونلاحظ من السابق بان التركيز كان منصبا على الماضي،في حين أن الآية انقلبت الآن ،وصار الاهتمام منصبا على الحاضر والمستقبل دون إغفال للماضي.حيث أصبحت التربية تعمل من أجل تهيئة رجال الغد،لكي ينهضوا بمسؤولياتهم في مجتمعات ستختلف اختلافا جذريا عن مجتمعات اليوم. إن هذا العمل المنوط بالمؤسسات التربوية يعتبر جديداً،لان وظيفة التربية في الماضي انحصرت على وجه العموم في ربط ماضي المجتمع بحاضره،وفي المحافظة على معتقداته،وعاداته،وتقاليده،وخبراته، وما بني عليها من علاقات اجتماعية. ويمكن أن ندرك سر هذا التحول،إذا قارنا بين الاستقرار النسبي للمجتمعات في الماضي،وبين التطور المتسارع للمجتمع المعاصر. فما مسؤولية التربية اتجاه هذه التغيرات الجديدة؟ إن مسؤولية التربية الأساسية اليوم تتمثل في إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع سيختلف اختلافاً جوهرياً عن المجتمع الحاضر،باتجاهات ومفاهيم وأفكار سيكون لها آثارها البعيدة المدى من حيث تقرير مستقبل الثقافة ونوعية الحياة. فلم يعد دور التربية مجرد الاقتصار على نقل المعرفة العلمية والتكنولوجية،ولكن أيضا تنمية الاتجاهات التي تمكن الإنسان من تنظيم تلك المعرفة واستخدمها، حيث إن على التربية في المستقبل أن تتعامل تعاملا مباشراً مع المشكلات الحقيقة التي تواجه الإنسان في واقعه اليومي مستخدمة في ذلك أنواع التحليل والشرح الموجود في مختلف مجالات المعرفة العلمية. إلا أن التعامل الحكيم مع المعرفة العلمية والتكنولوجية في المستقبل، لن يتم إلا إذا ركزنا على التنمية الروحية للإنسان،وتعميق مشاعره الوجدانية والأخلاقية والجمالية، ففي ديننا الإسلامي مجال رحب لتنمية وتعميق هذه الجوانب في الإنسان. فنستخلص مما سبق أن التربية اليوم أصبحت تتبع تطور المجتمع،وتطور المعرفة، ومن ثم لابد أن تكون مجددة،وتنظر نظرة تقدمية.لان مفهوم المعرفة تتحول من مفهوم المعرفة الكونية الثابتة الكاملة إلى مفهوم المعرفة اللآ محدودة التي تمكن فيها قابلية الإمتداد اللانهائي. كما أن التربية لم تعد مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة داخل أسوار المدرسة،بل أصبحت اليوم تشتمل على العملية الثقافية الحضارية التي تتفق بها إمكانيات الفرد وتنمو طوال الحياة داخل المدرسة وخارجها،حتى إن بعض المفكرين اقترحوا تسميه جديدة للتربية(أندراغوجيا,Andragogy)أي فن تعليم الإنسان،لكي يتميز عن(البيداغوجيا,Pedagogy)أي فن تعليم الطفل.لان هدف التربية لم يعد كما في السابق مقتصراً على تعليم الطفل والمراهق،بل أصبح يعني تعليم الإنسان طوال حياته. أوجه التشابه والاختلاف بين التربية في الماضي ،والحاضر: هدف التربية القديمة غير مقصود ومخطط له مسبقا ،وهو تمكين الفرد من التأقلم مع الحياة في مجتمعه ويتكيف معه،عن طريق التطبيع من قبل الأسرة،والقبيلة. أما التربية الحديثة مخططة وهي بناء الإنسان المتكيف مع مجتمعه،وهو هدف مقصود يتحقق من خلال الوسائل التربوية الحديثة،واستخدم الأنشطة داخل المؤسسة التربوية وخارجها. كما مارست التربية القديمة عناصر ثقافية مستمدة من طبيعة الحياة البسيطة،وهي عبارة عن طقوس دينية وعادات وقيم،ورثتها ونقلتها الأسرة لأبنائها،بوسائل تربوية كالتقليد والمحاكاة. أما التربية الحديثة فتستمد مفردات محتوى المنهج الدراسي من مشكلات الحياة الاجتماعية،والسياسية ،والصناعية،وغيرها،فهي تتشابه مع الممارسات القديمة من حيث استخدمها للحياة لبناء المنهج،وان اختلفت عنها من حيث أن بناء المنهج له معايير علمية، وفنية معينة. ومارست كلتا التربيتين القديمة والحديثة أساليب حفظ النظام،وهي الثواب والعقاب،وإن اختلفت طبيعة الممارسة في التربية الحديثة نتيجة للتطورات العلمية في مفهوم الطبيعة البشرية. مما سبق يتضح بان التربية عملية نمو معقدة ومستمرة، ،وعملية تكيف وانسجام تفاعل الفرد مع بيئته المحيطة به، وهي عملية نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر،وهي عملية إعداد الفرد للحياة، إذا فهي عملية تنمية متكاملة لجميع جوانب الشخصية الإنسانية(الجسمية والعقلية والانفعالية والأخلاقية والاجتماعية)، لأن أهدافها متعددة وطرقها متنوعة ووسائلها شتى. العوامل التي تؤثر في تربية الفرد: 1-مجموعة الظروف والمناسبات التي يمر بها الفرد(الوسائط الغير مقصودة الرفاق ،دور العبادة ،وسائل الأعلام). 2-المؤثرات المنظمة (الوسائط المقصودة)من تربية المدرسة والمعلم. 3-مجموعة الظروف المحيطة بالفرد من البيئة الأسرية. 4-البيئة الطبيعية التي تحيط بالفرد من جبال وسهول وأمطار. 5-قابليات واستعدادات الفرد التي ورثها عن أبوية، والتي تختلف من فرد لآخر. 6-الدوافع التي يحملها أفراد النوع الإنساني عامة،وتدفعهم للأنشطة المختلفة. أهمية التربية: للتربية دور رئيسي هام في حياة الشعوب .وقد برزت أهميته التربية وتقنيتها في تطوير الشعوب ، وتنميتها الاجتماعية، والاقتصادية، وفي زيادة قدرتها الذاتية على مواجهة التحديات: 1-أصبحت التربية إستراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم ،وذلك لان رقي الشعوب وتقدمها وحضارتها تعتمد على نوعية الأفراد وليس عددهم. 2-انها عامل هام في التنمية الاقتصادية للشعوب، لما تملكه من دور هام في تنشيط المؤسسات الصناعية والإنتاجية. 3-انها عامل هام في التنمية الاجتماعية، كونهم أفراد تربطهم علاقات اجتماعية تفرض عليهم أدوارهم بالمجتمع ،وتبين لهم حقوقهم،وواجباتهم القومية ،والاجتماعية. 4-انها ضرورية لإرساء الديمقراطية الصحيحة،فكلما تعلم الإنسان زادت حريته وهذا يعني ارتباط الحرية بالتعليم. 5-أنها ضرورية للتماسك الاجتماعي والوحدة القومية والوطنية،فهي تعمل على توحيد الاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع. 6-أنها عامل هام في إحداث الحراك أو التنقل الاجتماعي، أي ترقي الأفراد وتقدمهم في السلم الاجتماعي. 7-أنها ضرورية لبناء الدولة العصرية التي يتمتع أفرادها بالحياة الحرة الكريمة، ويسودها العدالة والمساواة. كما أن احد مؤشرات حضارة الأمم وارتقائها تتضح في مدى عنايتها بتربية الأجيال بمختلف فئاتها، ويتجلى ذلك بوضوح فيما تولية للأطفال من عناية واهتمام وتوفير أمكانية النمو الشامل لهم من كافة الجوانب مما يساعد في إعدادهم لحياة شخصية واجتماعية ناجحة. أنواع التربية : 1-التربية التلقائية أو العرضية: وهي التي يكتسبها الفرد من معلومات ومعتقدات واتجاهات وعادات نتيجة لتفاعله المباشر مع البيئة الطبيعية بإمكاناتها المادية وتقلباتها الجوية،وما تشمل عليه كائنات حية. 2-التربية غير مقصودة: وهي أن يكتسب الفرد المعارف والخبرات بشكل تلقائي وغير متخصص في مجال التربية والتعليم في المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل(الأسرة ،وسائل الأعلام ،النوادي الرياضية ودور العرض والمتاحف ودور العبادة) 3-التربية المقصودة النظامية: وتتمثل في التربية التي تشرف عليها مؤسسات تعليمية وتربوية أقيمت لغرض التربية والتعليم ،وبنيت بطريقة هرمية ،وبتدرج عمري يبدأ برياض الأطفال والمدارس الابتدائية ويستمر إلى الدراسة الجامعية والدراسات العليا. التربية العقلية: التربية) أهم المبادئ التي قامت عليها التربية الحديثة في مطلع القرن العشرين: 1-تقديم التربية عن التعليم،أي تكوين الطفل تكوينا متكاملا وشاملا من جميع النواحي الفكرية والجسدية والجمالية والخلقية والمهنية. 2-الاهتمام بتنمية ميول واهتمامات الفرد وفق لاستعداداتهم وقدراتهم. 3-جعل المتعلم محور العملية التربوية. 4-الاستقلال والحرية للأفراد والجماعات في المدارس الحديثة عن طريق تشجيع الفعاليات الفردية والجماعية. 5-توفير البيئة الطبيعية المناسبة. 6-تنمية التربية الفردية وسط روح الجماعة. مرحلة التفكير المجرد(المراهقة): لقد تأخرت الدراسات التي تناولت المراهقة في علم النفس وسبقتها في ذلك دراسات الطفولة،ولكن اليوم تعرف المراهقة اهتماما كبيرا ،وذلك لانها الفترة الأطوال التي تفصل الطفولة عن الرشد، ونستطيع القول بعدم وجود مراهقة حقيقة في كل المجتمعات حيث توجد في مجتمع وتختفي في آخر ،فالمجتمعات البدائية لا توجد فيها المراهقة بمعناها الحالي، ذلك لان المرور من المراهقة إلي البلوغ والرشد يتم من خلال طقوس والأعمال التي يبدأ المراهق بممارستها ويقلد بها الراشدين ،ثم يتم اندماجه في مجتمع الكبار فيشارك الكبار في كل نشاطاتهم. ولكن اليوم يتأخر دخول المراهقين إلي ميدان العمل فتصل فترة مهمة بين النضج وبين الانخراط في الحياة وهذا ما يشكل أزمة المراهقة بحسب قول (اقنزيني Avanzini) ذالك إن فترة الدراسة طالت ،بسبب التعليم الإلزامي في بعض الأحيان، وفي أحيان أخري أن الدخول إلى ميدان العمل يتطلب إعداداً طويلا بالإضافة إلى إن الآباء يعمرون طويلا مما يمكنهم من القيام بواجباتهم المادية اتجاه أبنائهم، بالإضافة إلى عدم حاجة سوق العمل إلى أيدي عاملة. كما فسر عالم النفس(ستانلي هول،1904) المراهقة على أساس أنها مرحلة انتقالية من المراهقة إلى الرشد يحمل معه ما يشبه الأزمة ،ومن بعده درسها عدد كبير من علماء النفس مسميا إياها (مرحلة العاصفة)ولكن علماء النفس المعاصرين بتأثير من الدراسات الحضارية لم يعد لديهم إيمان بهذا القول. كما تناولت دراسة (مرجريت ميد) عن أزمة المراهقة عند الفتيات في إحدى القبائل البدائية (لاحظ بان المراهقة لم تكن أزمة وانعصاب بل كانت مرحلة ارتقاء منتظما لمجموعة من الاهتمامات وضروب النشاط الآخذة في النضج على مهل ،فلم تكن تقلق أذهان الفتيات الصراعات المتعلقة بالجانب الفلسفي أو العلمي، ولم تكن لديها مطامح سوى أن تتزوج في قريتها وان تنجب أطفالا كثيرين). ولاشك إذا أن المراهقة ليست بالضرورة أزمة عاصفة ، قد تتحول إلى أزمة وشدة إذا أراد لها المجتمع ذلك ،فإذا كان المجتمع هادئا في تقبله لمرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة ،فان خصائص الأزمة بالإمكان أن تتضاءل إلى حد بعيد. إن النظريات والدراسات التي تناولت المراهقة كثيرة ومتنوعة ومختلفة في نظرتها وتفسيرها ،ولا تزال التساؤلات قائمة حتى الآن: هل توجد بالفعل أزمة للمراهقة؟ وهل هذه الأزمة ترتبط بطبيعة النمو البيولوجي والجنسي، وأم إنها ترتبط بالعوامل الاجتماعية والنفسية؟ كما لا يوجد في الواقع تعريف موحد للمراهقة يرضى عنه الجميع، فعرفه(كارل روجرز) بأنها فترة النمو الجسدي وظاهرة اجتماعية ومرحلة زمنية وفترة تحولات نفسية عميقة ،وهذه الفترة تمتد من سن البلوغ إلى سن العشرين. فالمراهقة فترة من النمو معروفة بصعوباتها؛ فالطفولة معروفة بخصائصها ومميزاتها ولها وضعيها الخاصة بها،والمراهقة في بدايتها كأنها ترمي عالم الطفولة،ولكن المراهق لم يدخل بعد عالم الراشدين،فهو في موقف محرج كمن يقف بين بابين ،وهو ينتظر ليعرف من هو، ماذا سيفعل،من يحبه ،ولكي يهرب من هذا الانتظار ،فانه يلجأ إلى عالم الأحلام،أو عالم الأفكار حيث يمكنه أن يجد لنفسه مكانا. العوامل المؤثرة في المراهقة (البلوغ): 1-العوامل المناخية (الحر،الشمس، الضوء)لها تأثير كبير على تبكير المراهقة أو تأخيرها. 2-ظروف الحياة والمستوى الاجتماعي، فعادة تتأخر سن البلوغ لدي الطبقات الفقيرة عن تلك السن لدي الطبقات الغنية. 3-العرق ،فقد أظهرت الدراسات المقارنة بان البلوغ يحدث في سن متأخرة عند اليابانيين والصينيين مهما كان المناخ. 4-الوارثة من أهم العوامل المؤثرة في البلوغ ، فهناك عائلات يحصل فيها البلوغ في سن مبكرة ،وعائلات أخري يتأخر فيها البلوغ. 5-المنبهات الجنسية في وسائل الإعلام والدعاية(صحف،ومجالات،وتلفزيون،وسينما)،لها تأثير كبير علي البلوغ . خصائص التغيرات النمائية التي تطرأ علي المراهق: 1-النمو الجسمي: يسبق النمو الجسمي النمو الجنسي، وهو يتأثر بالهرمونات التي تعرف(الهرمونات الجسمية) ،وهي مرحلة تتزايد وتسرع فيها حركة النمو الجسمي،فقد بينت الدراسات بأن النمو الجسمي مابين12-20سنة ،يرتفع ارتفاعا بسيطا ويحدث بسرعة طفيفة مؤقتة. وينتهي النمو الجسمي في العادة مابين20-25 سنة تقريبا،فقد بينت الدراسات المقارنة الفرق بين الذكور والإناث في النمو الجسمي ، حيث لاحظ بان النمو لدى الإناث يتزايد في سن الحادية عشرة تقريبا ويتوقف قبل سن العشرين، أما الذكور يتأخرون قليلاً ،ولكنهم يستمرون في النمو الجسمي حتى سن الخامسة والعشرين. اثر التغيرات الفيزيولوجية على نفسية المراهق : تترك التغيرات الجسمية النمائية لمرحلة المراهقة آثار سلبية على نفسية المراهق، فالنمو السريع في الطول والوزن تحدث تغيرات جسمية عضوية حركية غير مألوفة، فينشأ عن ذلك فقدان التوازن والاتزان،ويتعثر المراهق في أعماله أحيانا،ويبدو واضحا في حركات يديه وأصابعه وغيرهما. وكذلك يصحب هذه التغيرات الكسل والخمول والتراخي،كما يبدو المراهق قلقا مضطربا،ولهذا أطلق عليها علماء النفس بفترة الارتباك والقلق. وترتب على هذا النمو اضطرابات نفسية وانفعالية متقلبة ،قد تؤدي عند بعضهم إلى الخجل والانطواء والى اضطرابات سلوكية يظنها البعض مرضاً أو شذوذاً، وقد تؤدي بالبعض الآخر إلى تفكير خيالي وأحلام اليقظة. وقد يتطور كل ذلك إلى تركيز المراهق اهتمامه حول جسمه ،مما يدفعه إلى الاهتمام بمظهره الخارجي ليظهر أمام الآخرين بالمظهر الأنيق و،يؤدي ذلك إلى صراعه مع القيم السائدة في المجتمع ،ويتطلب هذا التوجيه النفسي والتربوي من الكبار بقصد تحسين عملية التكيف والتوافق . 2-النمو العقلي المعرفي: أن التطور في النمو الجسمي يصاحبه نمو هائل عقلي بنفس القدر،وان كان اقل وضوحا في القدرات المعرفية والعقلية ،أي ينتقل من العمليات الحسية في الطفولة إلى العمليات الشكلية المجردة في المراهقة أي استخدام التعميمات والرموز المجردة التي يكتسبها من خلال احتكاكه وتفاعله مع البيئة المحيطة به، وتتزايد المرونة والضبط في العمليات العقلية في السن12-14سنة. العوامل التي تعيق النمو العقلي: إن النمو العقلي يتأثر بالتعلم، وهو متلازم مع درجة الثقافة والصلة بالحضارة،مما يتيح فرص للاكتساب. ولكن ظروف الحياة قد توجد مواقف من شانها أن تعيق النمو الطبيعي للذكاء.فإلى جانب النقص العضوي أو التخلف الوراثي ،فهناك عوامل عديدة تجعل الوصول إلى البناء العقلي أمرا صعباً ومستحيلاً، منها: 1-الحرمان الثقافي . 2-الاتجاهات السلبية ،لان القدرات العقلية لا تنمو إلا أذا توفرت الدوافع القوية والاتجاهات السليمة. 3-الإهمال وسوء الرعاية يؤثر علي التعلم والنمو العقلي للفرد . 3- النمو الانفعالي: يمثل النمو الانفعالي جانب رئيسيا من جوانب شخصية المراهق،ومحورا رئيسيا لتوافقه أو عدمه. فتغير المعالم الإدراكية للبيئة المحيطة به من جهة،والتغيرات النمائية الجسمية المتسارعة من جهة أخري، تترك آثارا انفعالية كبيرة في الشدة والعمق،وما يصاحبها من استثارة للدوافع والميول والرغبات تؤثر في شخصيته وسلوكه ،وتتضح مظاهر النمو الانفعالي لمرحلة المراهقة في المشكلات التربوية التي سيتم عرضها لاحقا . 4-النمو الاجتماعي: ويتمثل في علاقة المراهق مع بيئته الاجتماعية أي مع أسرته وجماعة الرفاق والمؤسسات التربوية. 1-الأسرةأساليب المعاملة الوالدية،حجم العائلة،ترتيب الطفل الميلادي، حوادث الفراق، الخلاف الأبوي،المرض الأبوي) أولا : أساليب المعاملة الوالدية أن أساليب المعاملة الوالدية أثراً كبيراً في سلوك أبنائهم،إذ هي تشكل المناخ الأسري الذي يعد العنصر الأساسي قي تكوين شخصية الطفل.فمثلا يشير(ليفي،1943) إن الأطفال الذين يعاملون من قبل أمهاتهم معاملة تتسم بالتدليل والحماية الزائدة.فإن سلوكهم يتسم بالعصيان ونوبات الغضب وكثرة المطالب ،ومحاولة السيطرة على الأطفال الذين يعاملون بمعاملة تتسم بالتسلط،فإنه أكثر طاعة وإذعاناً للسلطة،وجبناء مع أقرانهم.أضف إلي ذلك فإن كلتا المجموعتين يعانون من القلق وعدم الشعور بالأمن،ولا يحسنون تكوين علاقات اجتماعية. أما دراسة (والكرورفاقه،1989)فتشير إلى أن سوء معاملة الطفل من قبل الوالدين ترتبط بشكل دال على المشكلات السلوكية وبشكل خاص العدوانية،والجنوح ،والانسحاب،والأنطواء. من أساليب المعاملة الوالدية: حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/studies/45837.html#ixzz3Rl6VrCVv
  2. يقف الإنسان الإيجابي في مجتمعه في كل ما يخص الادب العام موقف الملتزم به لأنه يرى انه واجب عليه وحق لغيره، ولذا تراه يسير وفق منهج خلقي دقيق جداً، ويرى ضرورة المحافظة على النظافة العامة لان ديننا الاسلامي يحثنا على ذلك وتكره نفسه اذا شاهد ما يخالف ذلك، وتراه يميط الاذى عن طريقه وهذا من اعلى درجات الصدقة المحسوسة لمستخدمي الطريق فإماطة الاذى عن الطريق صدقه. ويا ترى هل سيبقى اذى فيما لو طبقنا ذلك والاصل ان لا نحدثه من باب والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لأننا لا نحب ان يضع احدنا الاذى في طريقنا. وكيف سيكون الحال لو طبقت الغرامة على النظافة ورمي المخلفات الن نلتزم بالإكراه ولو كان ديننا قد ربانا على الحفاظ على النظافة العامة وان النظافة من الايمان وهل يعقل ان نخرج انفسنا ولو للحظات من الايمان بعدم الالتزام بالنظافة العامة، ولماذا لا يكون رقيبنا من انفسنا ونصدق مع ذواتنا ونحتسب ان ذلك اتباع لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام واننا اما ان نكون مأجورين عليه ان طبقناه او محاسبين عليه ان أسأنا فيه. وهل من الآداب العامة ان نجعل من انفسنا ولاة على الناس فلا نتركهم في حالهم بل ونتعقبهم في نظراتنا واحاديثنا وكأننا الموكلون من عند الله بهم وهل نقبل ان تتعقبنا نظرات الناس حتى نتعقبهم. وهل من الآداب العامة ان نطالع شبابنا وهم قد زينوا سياراتهم بأرقام البلاك بيري وعناوينهم على التوتر والفيس بوك ليقتحموا خصوصيات العوائل فيأخذ الرقم اما مراهق او مراهقة لا يعرف عواقب فعله ونهاية تصرفه وهل نرضى لأنفسنا ذلك حتى نرضاه لغيرنا، اليس من الآداب العامة ان نترك المكان نظيفاً كما نحب ان يترك لنا في المرافق العامة واماكن الجلوس والتنزه. أليس من الاولى بنا ان نحافظ على مقتنيات البلد لينعم بها الاخرون ونربي اجيالنا على ذلك حتى يكتسبوا الايجابية بالقدوة الحسنة منا أليس من حق الاخرين الذين يبحثون عن الإيجابية ان ينعموا بالالتزام من العامة بآداب السير وواجباته وآداب الحوار ومعطياته وآداب الكلام واشاراته وآداب الجوار وحقوقه وآداب الصلاة وصحتها وآداب البيع والشراء وضرورياته وآداب التعامل مع الكبير والصغير والمعلم والخادم وانزالهم منزلتهم الحقيقية. ان النفس لأمارة بالسوء وهذه قاعدة عامة ولكن لو عشنا بصدق مع انفسنا وتفكرنا في معطيات يومنا وعشنا بصداقة مع انفسنا ووضوح كامل في نقد ذواتنا وليس جلدها ومعرفة هل اسلوب معايشتنا وجميع تصرفاتنا مع الناس ومع المعطيات هي سليمة وصحيحة سنشعر في حينها اننا قد اخطأنا في حق انفسنا وفي حقوق الاخرين وان كل اطراف المجتمع قد خسرت من تلك التصرفات. ولكن اذا عزمنا بعد تلك الصداقة الذاتية على العلاج من الداخل اولاً فإننا سنحقق النقلة النوعية في تلك العلاقات بالكامل وسنشعر بدرجة رضا كبيره لأننا حققنا التوأمة الإنسانية مع البشر وحققنا المثالية في التعامل مع المعطيات التي وضعت من اجل رفاهيتنا ورفاهية اجيالنا القادمة وقبل ذلك وبعده حققنا ماربانا عليه شرعنا المطهر من آداب وسلوكيات قويمة تكفل لنا الخيرية على البشر(كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهذا ليس من المستحيل إن صدقنا مع انفسنا وصدقنا مع الناس وقبلها صدقنا مع الله سبحانه وتعالى. لقد فهم البعض منا الحريات فهماً غير المقصود منها، فالحرية خاصة وليست عامة ومقيدة وليست مطلقة وتعزز الانتماء للمجتمع ولا تفصلك عنه وتقوي الروابط الاجتماعية ولا تزيلها وتمكننا من بناء جيل يستطيع ان يعبر عن رأيه بوضوح لا ان يصيب مجتمعه بجروح وكأننا ننتقم من ذواتنا وذرياتنا واهلنا ومجتمعنا ومكتسباتنا ووطننا ولا نترك لأجيالنا ما نشرفهم بهم من عطاءات تستحق الاشادة وقد احتفظ بها الاباء لينعم بها الابناء. فالحرية هي اخلاق تستحق الاقتداء بها في مجتمع ملتزم بالخلق الاسلامي القويم، وهي الانضباط وليس العبث، وهي المسؤولية وليست اللامبالاة، وهي الايجابية وليست السلبية ولذا فان الحرية اذا طبقناها في انفسنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير استطعنا ان نقول اننا ادينا الواجب علينا وحفظنا الحقوق لغيرنا وغيرنا ادى الحقوق التي لنا وقام بالواجبات التي عليه وعندها سينعم مجتمعنا بظلال وارفة من الآداب العامة المطبقة التي تتحول الى خلق ومنهج وطبيعة وثقافة وهذا اقل الحقوق التي علينا ان نؤديها ونربي انفسنا عليها وذرياتنا ومن هم مسؤولين منا وسنرى كيف ان مجتمعنا اصبح ايجابياً من تلقاء نفسه دون الحاجة الى نظام بشري او عقاب بدني او غرامة مالية. كما ان علينا ان نكون سعداء فنتعظ من غيرنا في الإيجابية ولا نكون تعساء فنتعظ من انفسنا في السلبية فالدنيا دروس وعلينا ان نأخذ من اليوم درساً للغد. —————– الكاتب:صالح بن أحمد الصالح ***************** نقلاً عن الرياض حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/52038.html#ixzz3Rbzul7if
  3. للرسوم المتحركة دور كبير في جذب أطفالنا، وشد انتباههم والقدرة على إمتاعهم بالساعات جعلهم ينصرفون عن أساسيات عدّة منها التعامل الأسريٌّ، حيث أثرت الرسوم المتحركة على مشاهديها الصغار وصرفوا عليها أوقاتًا لم يصرفوها على كتبهم الدراسية! حتى أصحبت رسومه المتحركة تحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة على عقله، وكذلك غمس الطفل في بيئة غير بيئته، وثقافةٍ غير ثقافته؛ مما قد يُوجد لدى الطفل عدم توافق مع الحياة من حوله، لأنها تخالف قناعاته، وهذه فكرة خطيرة جدًا لو خُلي بينها وبين الطفل، كما وأن النسبة الأعلى لما يُتابعه الأطفال هو الرسوم المتحركة المستوردة من بلاد غير إسلامية عليها رتوش يقالُ عليها عربية إسلاميةّ! وليس هذا فقط هو مكمن الخطورة، بل إنّ قطاعًا كبيراً من الأمهات والآباء لا ينتبه لخطورة أثرها على الأطفال، فيلجأ إلى شغل أوقات الصغار بها هرباً من عُري الفضائيات وتفسُّخها، والتماسًا لملاذ أمين وحصنٍ حصين يجدُ فيه الأمن على أبنائه، وتأتي من سرعة تفاعل الأطفال مع مادتها، وشدة حرصهم على متابعتها، وزيادة ولعهم بتقليد أبطالها! والرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروّج للعبثية وأفلام الرعب والبوليسية التي لا يفارق المسدس والرشاش أي مشهد من مشاهدها، وتظهر القتل بصورة أشبه بالعادية، حتى لا يظهر على الممثل أي أثر نفسي حينما يقتل شخصًا آخر. فإنّ تكرار هذه المشاهد في تلك الأفلام يترك أثراً بالغ الخطورة على أطفالنا، الذين يعيشون في مجتمع آمن بفضل الله تعالى، كما أنّ مشاهدة سلوكيات عدوانية بحجم كبير في القنوات الفضائية، وما نسمعه أو نقرأه عن حوادث مريعة للأطفال وهم يقلدون أبطال الأفلام وممارساتهم الشاذة مع ذويهم ورفاقهم! فبمقدورهم خزن هذه السلوكيات ومن ثم استعادتها وتنفيذها وذلك حالما تظهر المؤثرات الملائمة لإظهار هذه الاستجابة السلوكية العدوانية، وإن تذكر السلوك العدواني الذي يقدم حلاً لمشكلة يواجهها الطفل قد يؤدي إلى إطلاق هذا «المكبوت»من السلوك العدواني، ويصبح المفهوم العدواني مقترنًا مع النجاح في حل مشكلة اجتماعية، وتظل دور الرعاية للمنحرفين والأحداث هي الشاهد على ذلك وأنموذجًا لسيطرة تلك البرامج التي تقدمها وسائلنا الإعلامية على تفكير الأطفال ومشاعرهم، فلا يجدون مناصًا من تقليدها! فنوصي بضرورة تشجيع الإنتاج المحلي في أفلام الكارتون للأطفال شريطة أن تكون مادة تلك البرامج مستوحاة من المجتمع العربي الإسلامي. ولتحقيق ذلك لابد أن يكون هناك تعاون وثيق بين القنوات الفضائية والقائمين على المؤسسات التربوية، مثل وزارة التعليم والجامعات بحيث يتم صياغة أهداف الأفلام الكرتونية صياغة تامة، بحيث تشبه أهداف المناهج الدراسية في المؤسسات التربوية. وهذا يتطلّب وعيًا لواقع هذا الإعلام وعزمًا على التصدّي وتعاونًا بين الدول العربية ومؤسساتها الإعلامية في التخطيط والتنفيذ، وبذل كل الإمكانيات المالية من أجل إبطال مفعول هذا السلاح المدمّر للعقائد والقيم والأخلاق. فبالرغم من أنّ هذه الصناعة بدأت تظهر، وهذا دليل على الوعي بهذا الخطر الذي يداهم أطفالنا، ويتفاقم ضرره يومًا بعد يوم من البث خلال الفضائيات المتنوّعة، وهي محاولات هادفة تحاول أن تسد القصور وتسعى إلى أن تكون بديلاً نقيًا ولو عن جزء يسير من حيز الإعلام المشوب، إلا أنها محاولات قليلة ومتواضعة، وهي بهذا القدر من الكم تبقى محدودة التأثير إلاّ أنها ممهدات لمسار إعلامي نقي قادم، بدأت تلوح بوادره في الأفق. ———————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية **************************** الكاتب:وفاء بنت ناصر العجمي – أكاديمية بمدينة الملك عبدالله للطالبات واستشارية أسرية وتربوية حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/33756.html#ixzz3NGLxKvD5
  4. الانتماء بمفهومه البسيط يعني الارتباط والانسجام.. وعندما يفتقد الانتماء ذلك المعنى فهذا يعني أن هناك خللاً ومع هذا الخلل قد تسقط صفة الانتماء.. والإنسان منذ ولادته تولد معه نزعة الانتماء.. انتماء إلى صدر أمه ثم أبيه ونسبه وجذور عائلته.الأسرة أو العائلة هي الجماعة الأولى التي تتلقف الطفل بعدما يرى النور ويخرج إلى هذه البسيطة.. وهي الوحدة التي تخلق لدى الطفل شعور الانتماء والمواطنة.. ويزداد دور الأسرة أهمية خاصة بعد تعدد المؤثرات الخارجية والمشارب الثقافية المؤثرة في نفوس أبنائنا وشبابنا نتيجة ظروف متردية سائدة على المنطقة العربية وفي ظل ثورة اتصالية شكلت ظواهر العزلة والاغتراب في المحيط الأسري. ولأن الأسرة هي الوعاء الذي يحتضن الطفل منذ ولادته وحتى مراحله العمرية اللاحقة لذا فهي المكان الأول الذي يستقي منه الانتماء والولاء والمواطنة.. ولأن الانتماء الأسري هو العمود الفقري للانتماء المجتمعي والوطني لذا فإن مرحلة الطفولة تعد من أهم المراحل وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد المستقبلة، إذ من خلالها تتشكل معالم شخصية الطفل من خلال ما يكتسبه من خبرات وقيم واتجاهات تأهله للقيام بأدواره ووظائفه داخل النسق المجتمعي.. وفي المحيط الأسري الذي يمثّل أولى المؤسسات الاجتماعية الحاضنة للطفل منذ لحظة خروجه إلى النور وخلال مراحل حياته العمرية يتشكّل الوجود الاجتماعي للطفل ويتلقى فيه المكونات الأولى لثقافته ولغته.. ويستقي قيم التعاون والحب.. التضحية والتسامح.. تحمل المسؤولية والعفو عند المقدرة والوفاء للوطن.. كل هذه القيم تُكرّس عند الطفل مفهوم الانتماء الأسري وترسخ المبادئ الأولى لمفهوم المواطنة التي لا تخرج عن كونها انتماء الفرد إلى مجتمعه ووطنه في ظل تمتعه بحقوق المواطنة المتعارف عليها وبالمقابل الالتزام بمجموعة من الواجبات وما يصاحبها من مسؤوليات. الحاجة للانتماء من أهم الحاجات التي يجب أن تحرص الأسرة على إشباعها للطفل لما يترتب عليها من سلوكيات تعزّز شعور الاعتزاز والفخر بانتماء الفرد للمجتمع والوطن.. وإشباع حاجات الطفل وتقبله لذاته وشعوره بالرضا بالارتياح وسط أسرته هي من أولى مؤشرات انتمائه لمجتمعه ووطنه. إن الرؤية للمنطلقات النظرية لتعزيز الشعور بالانتماء وتربية المواطنة تنطلق من التنشئة الأسرية إن هي زرعت في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحقق إلا بعزة الوطن والولاء له.. لذلك لا بد من الإشارة إلى بعض المسؤوليات التي ينبغي على الأسرة التركيز عليها لترسيخ مبدأ الانتماء وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة عند الناشئة وتغذيته بالأسس السليمة للانخراط في الحياة والتفاعل مع المتطلبات المجتمعية.. ولعل أول ما يأتي على رأس قائمة هذه المسؤوليات ربط الطفل بدينه.. وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية إلى جانب توعيته بالمخزون الإسلامي العظيم في ثقافة الوطن.. يأتي بعد ذلك تهذيب سلوك وأخلاق الطفل وتربيته على حب الآخرين وتعويده على العمل المشترك والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة التي انتشرت في عصرنا الحالي واغتنام كل فرصة من قبل الوالدين للحديث مع الأبناء حول مقومات المواطنة الصالحة. يتجلى مما سبق أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تعنى بالتماسك الاجتماعي كونها مصدراً لتكوين شخصية الطفل وتعزيز انتمائه وهويته الوطنية. *********************************** للكاتبة : زكية إبراهيم الحجي ــ الجزيرة *********************************** حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/59370.html#ixzz3MJD7nsDd
  5. من أسوأ ما يمكن أن يواجه الطلاب خاصة في مرحلتي «المتوسطة والثانوية» أن يضعهم حظهم مع (بعض) المعلمين، الذين لا يؤمنون (بلغة الحوار والنقاش) مع طلابهم في موضوعات سواء كانت تتعلق بموضوعات المقررات الدراسية، أو في موضوعات تشغل بالهم في حياتهم وتواجههم، ويرغبون الحديث حولها من أجل الحصول على (إجابات) تهمهم وتطفي عطشهم المعرفي، ربما قد تسهم في تجلية إشكالات بدأت تواجههم، نظرا لتعدد مصادر المعرفة أمامهم، وتعامل هذا الجيل مع وسائط التقنية التي لم تعد تحدها حدود. وقد تغير عندهم هذه الإجابات من خلال محاورتهم لمعلميهم القناعات الخاطئة، هؤلاء المعلمون الذين لا يرون جدوى الحوار لطلابهم، يرون أن واجبهم ومهمتهم الأصلية، هي إلقاء الدروس والتركيز على الأهداف المعرفية، وعلى طلابهم أن يسمعوا، ويستعدوا لاستظهار ما تعلموه في الاختبارات «وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان»!! هذا الأسلوب المتبّع من قبل بعض المعلمين، وأقول (بعض المعلمين) -لأن لدينا معلمين مميزين ولديهم مبادرات تربوية ومشروعات مع طلابهم، تقوم على الرعاية والدعم وتحسب لهم ويجب أن يكرموا- سيُوجد لدينا طلابا لا يؤمنون بأهمية الحوار في حياتهم، لأنهم لم يألفوا عليه، ولم يعطوا فرصة لتجريبه، ولم يدّربوا عليه ليصبح جزءا من تركيبتهم الشخصية. فهم في الغد سيمارسون مع أقرانهم، ومع من يعيشون معهم في البيت والشارع، بنفس الطريقة القمعية التي لم يعرفوا غيرها من معلميهم «وفاقد الشيء لا يعطيه «ولهذا كم هو جميل أن يتعود المعلم أن يستمع كثيرا لطلابه. وكلما سنحت له الفرصة أن يحوله فصله لما يشبه (المنتدى) فيعطي الفرصة لطلابه أن يعبّروا، يتحدثوا، يطرحوا آراءهم ويقترحوا طرق حل مشكلاتهم، دون أن يواجههم المعلم بالرفض أو بالسخرية من طرحهم، ولو جرب المعلمون محاورة طلابهم، لوجدوا بأن علاقتهم بهم تقوى، واحترامهم عندهم يزيد، وسيكون طلابهم قد وجدوا فيهم من يحاورهم ويناقشهم حول قضايا تشغل بالهم. أما في حالة افتقاد الطلاب لأجواء الحوار، وشعورهم بأن المدرسة ليس لها إلا وظيفة تعليمية فقط، وكما قال مارون عبود (إننا نعلم كثيرا ونربي قليلا) أو أن معلميهم لا يعطونهم فرصة للحديث أو الاستماع إليهم، فسيجدون في شياطين الأنس، من يستمع لهم ويتيح لهم ساعات وساعات من الحوار والنقاش، ويتركونهم يتحدثون لساعات وساعات ليعبروا عما يريدون، وبالتالي سيعجبهم هذا الجو الذي لم يجده في مدارسهم، أو داخل أسرهم. وهنا يكمن الخطر على طلابنا وأبنائنا وسط هذا الأجواء، التي ستبدو لهم ممتعة وشيقة، لكنها تحمل لهم المخاطر، لأنهم سيصبحون عجينة لينة يشكّلها هؤلاء الشياطين كيفما شاؤوا، وسيغذونهم بالأفكار السيئة والسلبية، وستقدم لهم المخدرات في صورة تبدو فيها على أنها «المنجي والمخلّص» لهم من همومهم ومشكلاتهم «ومعظم النار من مستصغر الشرر» حينما تكون الشرارة الأولى قد أشعلت، فأحرقت أخلاقياتهم، وأفسدت عليهم مستقبلهم -لا قدر الله – فلنكن على حذر لنسّلم مجتمعنا من الفتن والعقد، التي لا تخلّف إلا جيلا مصابا بالأمراض النفسية، والعنف والانتحار والقتل، وهي ليست إلا نتاجات طبيعية لأجواء فقدت فيها أساليب التربية الحديثة وغاب فيها «الحوار». ——————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية ********************** الكاتب:محمد بن إبراهيم فايع حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/33376.html#ixzz3ME7tTboP
  6. الحوار هو وسيلة اتصال فعالة بين الفرد والمجتمع حيث إنه يقود إلى تعدد الآراء واختيار الرأي الأصح منها، فالحوار في أساسه مطلب إنساني بين الجميع سواء على صعيد الأديان كما فعل ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز في حوار الأديان، أو بين الأبناء الذي من المفترض أن تسهم كل أسرة في تفعيل ساحة الحوار داخل محيطها الأسري لتتعدى تلك المساهمة إلى المجتمع الخارجي بالأثر الإيجابي. فهو يساعد الفرد على تحقيق استقلاليته بأن له رأيا يخص تلك القضية التي يتم التحاور فيها ولكن بعضهم تعد له تلك الساحة وكأنها حرب لابد أن ينتصر فيها فنجده في كثير من الأحيان يتكلم أكثر مما يسمع، ويتحدث بصخب وكأنه يريد أن يثبت رأيه ويلغي آراء الجميع، والسبب هو تزمته برأيه ومواجهة الحوار بتعصب شديد. فهناك من البشر من نجده محترما لقواعد الحوار السليم، وهذا الصنف نجده هادئ البال متمتعا براحة نفسية عالية، أما الصنف الآخر وكأنه نار حميم لا يكاد يستمع للكلمة من الطرف الآخر إلا اشتعل لسانه بتلك الكلمات التي يرمي بها دون أن يعي تلك العقبات التي سوف تكون جراء ما تفوه به لسانه، فنجد أن هذا النوع من الحوارات وكأنه مبتور ينتهي بقضية مفتوحة للمشاهدين دون الوصول إلى نتيجة تجدي نفعا لهم، فهذا الصنف نجده في كثير من الأحيان قلقاً متوتراً ولا يكون في محيطه إلا عددا محدودا جدا من العلاقات الاجتماعية التي إما أنها مجبرة لتكون بجانبه أو أنها مكتسبة نفس خصائصه أو مقاربة لها. فحتى تكون حواراتنا ناجحة علينا أن نلتزم بقواعدها السليمة وأن يكون لدى الفرد معرفة ودراية حول الموضوع الذي يتم التحاور فيه وندرك مدى أهمية هذا الحوار وانعكاسه على ذواتنا وعلى الآخرين. فلغة الحوار مهمة جداً في الحصول على المعرفة، ولنا في ذلك مثال عظيم عندما حاور الله سبحانه وتعالى الملائكة في قصة آدم عليه السلام في حوار سماوي عظيم وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) سورة البقرة. فكانت النتيجة من هذا الحوار هو الإجابة عن استفسار الملائكة وليس اعتراضهم لأنهم خشوا أن يكونوا مقصرين في عبادة الله. فلغة الحواركانت موجودة كذلك بين الله ورسله، وبين الله والإنسان، وبين الإنسان والحيوان في قصة نبي الله سليمان مع الهدهد ، وبين الإنسان والإنسان في حوار أهل الجنة والنار وحوار الرسل مع الكفار وحوار الإنسان مع أعضائه التي تشهد وتنطق على أفعال الإنسان فيها يوم القيامة. فهل من المعقول بعد هذا أن نصرّ على قراراتنا فقط لأنها من إنتاج ذواتنا حتى و إن كنا على خطأ! هل استطعنا أن نطور تلك اللغة داخل منازلنا مع أبنائنا حتى نكسبهم الثقة والقدرة على إدارة الحوارات والقدرة على التعبير عن مشاعرهم وعدم غياب تلك اللغة عن منازلنا حتى لا ينشأ الطفل المنطوي على نفسه ويحب العزلة أو لا يستطيع أن يتقبل وجهة النظر الأخرى إلا من باب العنف! الحوار لا يكون برفع الأصوات وكأننا في ساحة انتخابات برلمانية إنما من المفترض أن يكون حوارا هادئا يقوم على الأخذ والعطاء من كلا الطرفين حتى نكون بذلك قد استطعنا أن ندرك أهمية هذا الحوار، وتكون لنا الرغبة في الحصول على نتائج فعَالة فهو لغة هذا العصر التي تساعدنا في الوصول إلى المعرفة والحقائق. فكلما كان الحوار هادفا كانت النتائج من هذا الحوار أجدى وأنفع لكلا الطرفين، وهذا ما نريده أن يكون في مجتمعنا وفي تلك البيوت التي أصبحت تهدد وتقمع أبناءها عندما تبدي لها رأيا يخلق لها كيانا خاصا في المستقبل. ——————- نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية ***************** الكاتبة:شهد العسكر حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/43616.html#ixzz3Lcn7xbNK
  7. إذا أردنا أن نعرف حقيقة الأمن الفكري، فلابد من تعريف « الأمن « و» الفكر « أولاً، فالأمن في اللغة: ضد الخوف، وفي الاصطلاح: اطمئنان أفراد المجتمع على أنفسهم، وأموالهم، وأعراضهم من التعدي عليها. وأما « الفكر « في اللغة، فهو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول، وفي الاصطلاح: جملة ما يتعلق بمخزون ذاكرة الإنسان من الثقافات، والقيم، والمبادئ الأخلاقية. فالأمن الفكري إذن هو أن يكون الفرد والمجتمع آمنين مطمئنين على عقيدتهما، ومبادئهما، وقيمهما الأخلاقية من أن يعتدي عليها المعتدون الذين يحاولون النيل منها، إما بالدعوة إلى التحلل الخلقي، وترك التدين، ونشر الرذيلة، والبعد عن القيم والمبادئ، وإما بنشر الغلو في الدين، والدعوة إلى التطرف، والإرهاب. وتكمن أهمية الأمن الفكري في أنه أهم خطوة في منع الجريمة قبل وقوعها ؛ لأنّ الأفعال – سواء أكانت صالحة، أم فاسدة – هي نتائج لأفكار وتصورات تسبقها، فإذا كان الفكر سليماً كانت التصرفات والأفعال سليمة جيدة، وإذا كان فاسداً مشوهاً، كانت الأفعال والأعمال أيضاً فاسدة. ولا يخفى على الجميع أن من أهم ما يؤثر في الفكر، ويوجهه، ويغير ثوابته: وسائل الإعلام، وكان بالإمكان التحكم في كثير من وسائل الإعلام في الماضي، كالجرائد، والمجلات، والتلفاز، ومراقبتها، وتقويم ما ينشر فيها سلباً وإيجاباً وغير ذلك. أما في ظل ما شهدته وسائل الإعلام، ووسائط التواصل الاجتماعي من تطور هائل، ووقوع ذلك كله في أيدي عامة الناس من الشباب والشابات، والمتعلمين وغير المتعلمين، فأصبح مراقبتها، ومعرفة ما يجري فيها أمراً بالغ الصعوبة إلى درجة لم تكن تتصور من قبل، فأنت ترى الأبناء بوجود آبائهم وحضورهم يتلقون الرسائل والمعلومات عبر الجوال بواسطة الواتس أب، أو السكايب، أو التويتر، أو غير ذلك، والآباء لا يعرفون ماذا يتداول أبناؤهم، ومثل ذلك يقال في مدارس البنين والبنات، والأماكن العامة والخاصة. وكل هذه المخاطر تستدعي من الجهات المختصة أن توليها أهمية كبيرة، وأولوية قصوى، بإجراء البحوث والدراسات المتخصصة، وإنشاء مراكز بحثية مستقلة، أو تابعة للجامعات، والمؤسسات المعنية بالأمر. ومن أهم الوسائل – من وجهة نظري – مضاعفة الجهود في زيادة الوعي لدى المواطنين، ولدى الشباب بخاصة، بنين وبنات، وتبصيرهم، وإرشادهم؛ لأن الوعي ومعرفة مخاطر هذه الوسائل إذا استخدمتهم في غير الصالح، هو أهم الحصون لحماية الأمن الفكري؛ لأن المراقبة لتلك الأجهزة، أو منعها، أو منع الشباب منها، كل ذلك يكاد يكون مستحيلاً، وأخص في مسألة التوعية والتبصير: أولاً: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خلال الخطب، والمواعظ، والكلمات، والمحاضرات في المساجد والجوامع وحلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات. ويتحمل جزءاً من المسؤولية الأئمة والخطباء فالتوجيه ملقى على عاتقهم مع الوعي الكامل. ثانياً: وزارة التربية والتعليم من خلال وضع مادة، أو إدخالها في أحد المناهج، تتحدث عن مخاطر استعمال هذه الأجهزة استعمالاً سيئاً، ويكون ذلك في جميع مراحل التعليم الابتدائي، والمتوسط والثانوي. ثالثاً: وزارة التعليم العالي، من خلال الجامعات، والمعاهد التابعة لها. رابعاً: وزارة الإعلام من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية. والأمر من الأهمية بحيث ينبغي أن تتضافر الجهود على العناية به، فالوقاية خير من العلاج {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (64) سورة يوسف. *********************************** للكاتب : سلمان بن محمد العُمري ــ الرياض حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/58905.html#ixzz3LXFKhJVR
  8. لو رجعنا إلى الوراء قليلاً ودققنا في الحالة الفكرية بين الشباب لم تكن مخترقه كما هو الحاصل الآن، والذي يعود إلى تأثر الشباب والتصاقهم بالفكر المحيط بهم، أما الوضع الآن تغير بسبب الانفتاح وما طرأ على حياة الناس من مؤثرات أخرى، ومن أهمها التقنية ووسائلها المتنوعة التي أسهمت في اختراق الفكر بين الشباب، والبعض منها موجه والبعض الآخر يدخل ضمن القناعات التي يؤمن بها المفكر ويتأثر بها الآخرون ويتقبلونها سلباً وإيجاباً، نتيجة لغياب الحصانة الفكرية. وإذا أردنا أن نكوّن فكراً متوازناً بين الشباب، لابد من إعادة النظر في فكرنا الثقافي وتحريره من الجمود والبحث عن الحكمة في جميع الثقافات، ويكون المرتكز في ذلك الجانب التأصيلي الذي يزخر به تراثنا العربي الإسلامي عقيدة ولغة وأدباً وتنويراً معرفياً غطى علوم الحياة الإنسانية والعلوم البحتة والتطبيقية التي أسست للفكر العالمي ولاسيما في ازدهار عصر الإسلام في الأندلس، هذه الحكم أصبحت مطلوبة في مجتمعاتنا وكنا في وقت سابق نصدرها للعالم ونحن في حاجة إلى توطينها وإعادتها إلى بيئتها الأولى. وهذا لا يتم إلا من خلال إيجاد فكر متوازن يؤمن بالحوار ولا يهمش الآخرين تسود في القواسم المشتركة التي هي ركيزة التفاهم والتقارب أيضاً أن يكون التخصص حاضراً بأدلته ووسائل إقناعه بعيداً عن الارتجال، كذلك عدم التعالي من قبل من يرسخ الفكر المتوازن بين الشباب حتى لا يكون سبباً في تمردهم وعدم استجابتهم للتفاعل مع الفكر الذي يطرحه، ويرى أنه يصب في الفكر المتوازن أيضاً لابد من تبصير الشباب بمقومات الفلسفة الإيجابي منها والسلبي، لأنّ معظم الشباب لا يدركون معانيها ومدارسها وفكرها وربما تأثروا بها وهم لا يشعرون كذلك توظيف الدراسات التي تبرز الإعجاز العلمي في تراثنا الخالد والتي اكتشفها المستشرقون والعلماء الحاليون الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى، كذلك يجب على المفكر الذي يسعى لترسيخ الفكر المتوازن بين الشباب أن يرسخ الذكاء بجميع أنواعه، ولاسيما الذكاء الوجداني والانفعالي اللذين يعتبران مهمان في حياة الإنسان أيضاً توظيف مقاصد الشريعة وإبرازها بين الشباب، لأنها تدحض الفكر المتطرف وتصب في القضاء على المفاسد (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، أيضاً وجود الموسوعات العلمية التي تعنى بالفكر المتوازن أمر ضروري وهو مسؤولية الجامعات ووزارات التربية التي يفترض أن تكون من اهتماماتهوضمن شبكة التواصل مع الطلاب وأولياء أمورهم من خلال (الإنترنت أيضاً أن يتم رسم صور للتعاطي مع الفكر المتوازن من خلال ورش وحلقات تقام في أروقة التعليم المختلفة وزارات الثقافة والإعلام لها دور في إيجاد الفكر المتوازن بين الشباب، من خلال إصداراتها وبرامجها المتنوعة التلفزيونية والإذاعية وما ينشر في الصحف وما يتم عرضه في معارض الكتب. —————— *الكاتب:منصور ابراهيم الدخيل *************************** نقلاً عن صحيفة الجزيرة حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/54216.html#ixzz3LRK3bR3Q
  9. الحياة كلها طرق عدَّة لا تخلو من الأعباء والمصائب والمصاعب ومن الأخذ والعطاء ومن الحزم والرخاء ومن الاختلاف والاتفاق ومن القيل والقال… وهكذا. فالوعي شيء جميل عندما يكون سائداً بين أطياف المجتمع بكامله وما أقبحه عندما يتحول إلى عبء ثقيل قاتل، عنيف ومدوٍّ بالنفس حينما يغرق المرء في القضايا الاجتماعيَّة، ونظل أمام الآخرين متمسكين بالحوار الحضاري، ونحن في عصر بعيدين كل البعد عن أبجديات الحوار الحضاري الراقي. ونمارس أساليب الحوار في الوقت الذي نطالب به بالتخلي عنه – حتَّى أصبح النَّاس في بؤرة للذم ومساحة شاسعة لتلك الصّراعات والاختلافات قد تكون هذه الحقائق واقعاً ملموساً، كما قال الشاعر الحكيم: أعلل النَّفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فعندما يدار نقاش (ما) عن قضية من قضايا المجتمع سواء كانت اجتماعيَّة أو أدبيَّة أو علميَّة أو تاريخيَّة لابُدَّ أن يكون النّقاش مبنياً على آداب الحوار السّليم. وأن يكون الحوار ماتعاً ورائعاً وحضاريَّاً وراقيّاً بكل ما تحمله هذه الكلمات من دلائل، فالخطأ والطّبيعة البشريَّة، صنوان متلازمان فيما بينهما فعند النَّقاش يجب على المرء أن يضع للسانه مكبح عن الأخطاء والزلات والعثرات ويحاول بقدر الإمكان أن يبتعد كل البعد عن الألفاظ الجارحة والبذيئة أو المنحطة أو النابيَّة أو المهينة التي تصدر من بعضنا ضد من يختلف معهم في رأي أو أداء أو منهج أو توجه أو مذهب أو غير ذلك. فالواجب أن تكون لغة الحوار تتَّسم بالدِّقة والوضوح مع قصر العبارات وتنوع الأساليب بين الاستفهام والتعجب والقسم، معتمداً على الحُجَّة والمنطق بهدف الإقناع والتَّأثير، علماً أن الحوارات الطويلة أو المتوسَّطة المتشعبة والمتعدِّدة المواضيع ينتابها نوع من الخروج عن الأسلوب الحضاري الراقي تارة، فالواجب على المتحاورين أن يحترموا أنفسهم مع بعضهم البعض ولا يشتمون ولا يسيئون ولا يتطاولون على الخطوط الحمراء ولا يتجاوزون الحدود المتعارف عليها حضاريّاً ولا يحرضون ولا يهددون مهما بلغت درجات حدَّة النّقاش أو الحوار.. لأن أخطاء البشر مع بعضهم البعض لا تسقط في حق المرء المخطئ إلا بعدة أمور تتمثل في النقاط التالية: – التسامح – التعويض – اللجوء إلى ميزان العدل فعادة الحوارات الطويلة تخرج عن الطابع المألوف وتجعل المرء في حرج تجاه الآخر سواء بالقول أو الفعل – فالكثير منا يعرف كلمة الحوار، بل لا يستطيع تطبيق هذه الكلمة القصيرة في منزله أو مكان عمله أو مجالس الحوار، وذلك بسبب فهم ثقافة الحوار. فالشجاعة لا تعني التهور والاندفاع وإنما رجاحة العقل وقوة البصيرة والسريرة وصفاء الروح ونقاؤها. ونعني القوة أيضاً قوة العقل وتوازنه ودهاء الفكر وسلامته – وهنا يلتقي الإيمان بالشجاعة والطمأنينة بالقوة ويرتبط مفهوم الطمأنينة في النفس بمفهوم الرضا والقبول كما يرتبط بمفهوم الخلود والحياة فالمرء داخل دائرة النقاش تجده حائراً أمام روح التكالب والعراك والمقاتلة بالألسنة الحداد ومحبطاً أمام نزعة التعصب والتطرف والعدوانية الطمأنينة تحتاج منَّا العديد من الأسس والخصائص والمستلزمات كما تحتاج إلى منظومة متكاملة ومتوازنة من القيم الأخلاقية والإنسانيَّة. فلا طمأنينة ولا هدوء دون تعلم وتدريب النفس البشريَّة على الصبر والتأني. والمثل الانجليزي المشهور الذي يقول (الماء العميق أهدأ). فالحلم سِّيد الأخلاق ولا أمان دون إحساس عميق بالحب والود والتسامح والسَّلام والعفو. وبهذه القيم المثلى مجتمعة يتطور فكر المرء بالحوار أو النّقاش بمفهومه الصّحيح، كما قال الشاعر الحكيم: لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وقال شاعر آخر: عليك نفسك فتش عن معايبها ***وخل عن عثرات الناس للناس وقال الإمام الشافعي يرحمه الله عن أهمِّيَّة النقاش وآدابه في الأبيات التَّالية: إذا ما كنت ذا فضل وعلم حليماً لا تلحُّ ولا تكابر وقال أيضاً: يخاطبني السّفيهُ بكلِّ قبحٍ ****فأكرهُ أن أكون له مجيباً يزيد سفاهةً فأزيد حلماً ****كعودٍ زاده الإحراقُ طيباً وقال الشاعر الحكيم: عليك بأوساط الأمور فإنها نجاة***ولا تركب ذلولاً ولاصعباً فيجب على المرء عندما يتعرض لهذه الأمور أن يسارع بقدر الإمكان بالاعتذار وطلب العفو والتسامح والصّفح فثقافة الاعتذار يجب أن تسود بين أفراد الأمَّة حتى تتحقق بين أفراد الأمَّة أبجديات التفاهم والتقدير والاحترام والتكاتف والتآلف فيما بينهم – ففي مجال الحياة اليوميَّة قد يختلف إنسان مع أخيه الإنسان في موضوع (ما) أو قضية (ما). ويجب أن يكون الحوار حضاريا ربما تكون هذه الأخطاء أو الاختلافات في وجهات النظر بشكل بسيط أو صعب التي نسمعها تارة ونبصرها تارة ونتحدث عنها تارة ونتصرف إجمالاً وفق رغبات وأهواء وانفعالات عديدة تتصارع داخل النفس البشرية. فالمرء قد يسمع ما يكره وينظر ما يكره ويتصرف ما يكرهه نتيجة حراك وعراك طويل في هذا العالم المجهول الذي يملأ داخله – فماذا لو كان في وسع أحدنا أن يتحكم بتصرفاته بأسلوب الأزارير موزعة على كافة حواسنا وفي أطرافنا نديرها حسب تصرفاتنا بها وفق ما نريد وما نرغبه – قد تبدو حياة البشر أفضل وأحسن خالية من الاختلافات في الآراء والقضايا فالواجب على المرء أن يتحلى بأبجديات الأسلوب الحضاري الراقي لا يكابر ولا يعاند، ولا يتقاعس ولا يتخاذل عن أسس الاعتذار عن وهؤلاء الذَّين تم ذكرهم سلفاً فإن طريقة الاعتذار تريح النفس البشريَّة من الشوائب السيِّئة والذميمة، ويسود أسس الوئام كالحب والود والاحترام والتقدير بين تلك الاطراف المختلفة فيما بينها. والله الموفق والمعين. – الرياض ——————– نقلاً عن صحيفة الجزيرة السعودية *************************** الكاتب:عبدالعزيز صالح الصالح حملة السكينة رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/36472.html#ixzz3KbTHEUUe
  10. فايع آل مشيرة عسيري ما إن تهدأ ظاهرة العنف الأسري عن عيون وأسماع الناس وأفكار الإعلام بشتى وسائله حتى يصب زيت حادثة جديدة على نار التعنيف المسعرة الذي يحترق بلظهاها وشرارها ولهبها ودخانها الأطفال الأبرياء من الجنسين .. وإن تعددت أشكال التعنيف سواء كان نفسيا أو جسديا .. يقودنا هذا العنف الأسري إلى بعد إدراكي يشعر به الطفل كلما كبر قليلا، وعمق ذاك العنف النفسي نتيجة المتغيرات في عالمنا والموجات العاتية وعواصف التقنية جراء البوح الأول لطريق العدائية والانطواء والانزواء في مغبة البحث عن إسقاط يمارسه، كي يلتقي بطفولته البائسة اليتيمة والمكلومة والمظلومة والتي سافرت أنفاسها هربا تحت صفعات والد جاهل أو عصا عمة ظالمة أو وكزات أم غاضبة .. وأبقته تلك الصراعات النفسية خائفا وجلا من أي صوت أو ضوء .. أي طرقات أو حتى قرعات نعال العابرين .. حتى كان أحدهم ينام فوق سطوح بيتهم حتى لا يراه أباه، وآخر يختبئ في صندوق سيارة خردة كي يختفي عن أنظار أمه .. هذا التشرد والتشتت والضياع النفسي قد يجد من يحتويه سياسيا وفكريا .. فما هي إلا مشاهد القتل والأشلاء والدماء والجثث والركل والسلاسل والأغلال .. ومزيدا من الاستعمال السياسي للصورة أو المشهد .. سواء كان فيلما كرتونيا أو لعبة (السي دي) البلاستيشين ... إلخ. أو ما يعرف بالاستعمار التلفزيوني الممنهج والمنهج الإعلامي الخفي الذي يدس غثاء السم في عسل المشاهد متشدقا بالإخراج والمهنية والاحترافية .. ليظهر لنا جيلا قد استمرأ العنف والاضطهاد فبات ممن يقال عنهم: متحجري القلوب والعقول والعواطف والإحساس، ويعيش تحت رحمة أفكار دخيلة غريبة على منوال (درباوي، أبو سروال وفنيلة .. وراحوا الطيبين ... إلخ. والخوف الدائم من العالم المحيط به والذي يعيش فيه، ويرى نفسه أنه مهمش تهميشا إقصائيا .. يجعله يمارس أفعال صبيانية: كي يبرر الإهمال له بطرق تعيده لمربع العدائية المكتسبة منذ الطفولة المعنفة فيتخرج أطفال عدائيين بامتياز وهذا ما تولده نظرية الطفل العدائي .. ضبابيات أخيرة: الطفل السوي هو من يعيش وسط أسرة تمنحه الاهتمام والحب والعطف والمتابعة كي يكبر واثقا من نفسه وإرادته وطموحه .. متسلحا بالإيمان وقوة الشخصية. جريدة عكاظ
  11. يوسف القبلان توجيه النقد إلى الظواهر والسلوكيات السلبية عبر وسائل الاتصال المختلفة هو ظاهرة صحية، ومطلب حضاري يشارك فيه الناقد في مسيرة الإصلاح والتطوير. إن النقد الموجه إلى السلوك وليس إلى الأشخاص حين ينطلق من حقائق ويستند إلى وثائق هو نقد مشروع لأن البشر كلهم يقعون في الخطأ والذي لا يقع فيه هو الذي لا يعمل. المدارس والجامعات ومعاهد التدريب هي المكان المناسب لغرس وتعزيز مفاهيم النقد الإيجابي.إذا لم يكتسب الطالب مهارة النقد الموضوعي، ومهارة التعامل مع النقد فإن الحال سوف يبقى على ماهو عليه هذا النقد نقرأه ونسمعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفه، ويتم التفاعل معه بطرق مختلفة. المؤسسات التي تفكر بطريقة إيجابية تحاول الاستفادة من النقد. المؤسسات التي تفتقد إلى الثقة بنفسها تلجأ إلى سرد إنجازاتها. المؤسسات المقصرة تلجأ الى الأسلوب الدفاعي والتبرير. المؤسسات التي تدار بطريقة غير مؤسساتية تلجأ إلى الأسلوب الهجومي، أصحاب الممارسات الخاطئة يحاولون الهروب من النقد بطريقة (متذاكيه) فإذا كان النقد موجهاً لسلوك بعض الأفراد المنتمين لمؤسسة معينة فإن الدفاع يتهم الناقد بأنه يحاول هدم البناء كله!! المؤسسات التي تريد أن تعترف ببعض التقصير تتهم الناقد بتهمة التعميم. المؤسسات التي تدار بفكر فردي مركزي يصيبها النقد بالانفعال والتوتر، وتفتقد داخلها من يجرؤ على الإشاره إلى الأخطاء، ومكامن التقصير. عندما نقرأ في الأخبار أن فرداً اعترف بتقاضيه رشاوى وعمولات عن أراض أفرغها بالمخالفة للأنظمة والتعليمات، ثم يأتي الناقد عبر الصحافة أو من خلال مسلسل تلفزيوني وينتقد هذا الفساد، فلماذا نصنف هذا النقد بأنه ضد الدين أو ضد القضاء لمجرد أن صاحب الخطأ يعمل في مؤسسة دينية أو قضائية ونحن نعلم أنه نقد موجه بكل وضوح إلى ممارسات وسلوكيات، وإلى فساد في التنفيذ. الدين لا أحد يجرؤ على انتقاده والقيم موجودة، والمفاهيم، والأنظمة، واللوائح موجودة ولكن المشكلة التي يحاصرها النقد هي سلوك الإنسان في أي موقع عمل ومهما كانت صفته الوظيفية أو مستواه الوظيفي فهو بشر غير معصوم من الخطأ. إن رفض النقد هو تعبير صريح عن رفض التطوير بل هو أبعد من ذلك يتضمن عدم الاعتراف بوجود المشكله أصلاً؟ فكيف يمكن طرح الحلول إذا كانت المشكلة في أذهاننا غير موجودة!! كيف نقضي على الفساد، ومشكلات المرور، ومشكلة السكن، والبطالة، وفوضى الفتاوى الدينية، وسوء الخدمات ومشكلات المشاريع المتمثلة في التأخير أو ضعف الجودة أو ضعف الصيانة، والمشكلات الاجتماعية المختلفة؟ كيف نفعل ذلك إذا كنا نظن أننا مجتمع مثالي. كيف نفعل ذلك إذا كنا نتعامل مع النقد بعواطفنا وليس بعقولنا؟ يبدو أننا بحاجة إلى التدريب على النقد البناء الهادف وكيفية التعامل مع هذا النقد والاستفاده منه. المدارس والجامعات ومعاهد التدريب هي المكان المناسب لغرس وتعزيز مفاهيم النقد الإيجابي. إذا لم يكتسب الطالب مهارة النقد الموضوعي، ومهارة التعامل مع النقد فإن الحال سوف يبقى على ماهو عليه. جريدة الرياض
  12. سلوى العضيدان - لا تسمح لأي كان في هذا العالم أن يفقدك ثقتك بنفسك لأنه إن فعل فقد انتصر عليك وحطمك، فأنت بدون ثقتك بنفسك مثل حصان بلا حدوة لن يفوز أبدا! - في حياتك ستمر عليك مواقف تختبر فيها قدرتك على الصمود في وجه الأعاصير، ستهتز، ستتلوى ألما، ستنزف جراحك وجعا.. ولكن كن صامدا.. قويا، وحينها ستغادر كل الأعاصير حقولك الواسعة! - قمة الانتصار الحقيقي أن تحقق ما آمنت به وقال لك الآخرون إن تحقيقه مستحيل .. أنت شجاع حقا! - الناس الذين يتذكرون أحداث الماضي المؤلمة، ويعيشون لحظاته المريرة، لن يستمتعوا بجمال حاضرهم أبدا، لأنهم لم يتحرروا من الألم والمرارة بعد! - في بداية كل يوم جديد لا تنتظر أن يبتسم لك الآخرون، بل ابدأ أنت بالابتسام لهم وسيبادلونك إياه، وحين تعتاد على المبادرة فسيتعلم منك الآخرون كيف يعشقون الابتسام! - حين تقول نعم في الوقت نفسه الذي ترغب فيه قول لا، فاعلم أنك ستعيش ضغطا نفسيا مروعا فيما بعد! - أي تغيير يبدأ من الخارج فهو عبث ومضيعة لكل جهد. يقول تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، لذا من خلقها هو أعلم بحقيقتها، فابدأ رحلة تغييرك من داخلك أنت! - حين يكون واقعك أرحم من حلمك.. فأنت حتما تقف على أعتاب البدايات لكنك لم تحرك قدميك مطلقا! - من يحكم إغلاق نوافذه قبل هبوب العاصفة فهو ليس في حاجة لأن يبقى متيقظا عند وصولها! - من تحت الحطام ستجد برعما صغيرا يحاول أن يشق طريقه نحو الضياء وسينجح، تماما مثل شخص يائس يعلوه الحطام لكن روحه ترنو نحو ضياء الأمل، ولذلك سينهض يوما! - لا تسمح لأحدهم بالتقليل من شأنك ولا باغتيال أحلامك ولا بإرغامك على الانحناء .. فأنت حين أتيت للعالم لم يكن ثمة قيود استعباد تحيط بعنقك! - ترميم الأسقف الهشة يؤخر سقوطها قليلا، لكنه لن يكون قادرا على منعها من الانهيار! - إن كنت تلوم ظروفك وأهلك بسبب فشلك وعدم تحقيقك أهدافك، فتوقف الآن لأنك لن تحقق أي فائدة، وابدأ في مواجهة نفسك وإعادة تقييم ذاتك من جديد، فأنت وحدك من بعد الله تعالى من تصنع نجاحك أو فشلك! - السعادة ليست ببيت ملك ولا برصيد بنكي ولا بأسفار خارجية، السعادة ينبوع يتدفق من داخلك أنت حيث الأنس بقرب الله والإحساس برضاه ورحمته عليك. - الأشخاص السلبيين بحياتك سيحاولون سحب قاربك لشواطئهم الشائكة وتحطيم مجاديفه وكسر مرساته، لذا مهما حاولوا فلا تنصت إليهم وأبحر بسفينتك بعيدا عنهم! - إذا اعتقدت أن رزقك بيد فلان من البشر فسيكلك الله إليه، فكن مثل الطير بقوة يقينها وحسن ظنها بربها تغدو خماصا وتعود بطانا، كن قويا بربك. - من يعش آلام الماضي ومآسيه لن يستمتع بحاضره ويخطط لمستقبله، فإن كان ماضيك مؤلما موجعا فاعتبره مجرد كابوس انفث عن يسارك ثلاثا وأطو ذكراه! - التسامح.. يجعل منك طيرا حرا طليقا، الفضاء فضاؤك والعالم أهزوجتك.. ولآلئ النقاء أصدافك.. فكن طيرا حرا لا يعبأ بسفوح الجبال! جريدة الإقتصادية
  13. ندى الطاسان قد تعرف مكونات "مخ الانسان" ونوعية خلاياه وتفاصيله التشريحية كما تعرف وظيفته كعضو من أعضاء الجسد. إنتاجية العقل البشري تترجم بالأفكار التي يأتي بها، سواء ترجمت هذه الأفكار إلى أعمال فلسفية أو أدبية أو نظريات علمية أو اختراعات وابتكارات أو أعمال فنية مختلفة في نوعيتها وتأثيرها، أو ملاحظات علمية محددة تضاف إلى مجلدات المعرفة البشرية. قد تحاول أن تعرف ميكانيكية التفكير، تبحث عن أدلة حيوية ومسارات كيميائية تقربك من محاولة تعريف مسار الفكرة في عقل الانسان، قد تستخدم أحدث أجهزة الأشعة الملونة التي تحاول أن توثق أي جزء من الدماغ يشع تحتها حين يتعرض الانسان لمحفز معين أو حين يفكر في معضلة رياضية أو سؤال ثقافي. وقد تقرأ عن التجارب المعملية المختلفة التي تهتم بدماغ الانسان أو تحاول أن تدرس قدرة كائن معين على التمييز بين الأشياء أو استخدام الذاكرة أو استحضار تجارب سابقة لحل معضلة معينة. وقد تنشغل في حوار فلسفي عن الفرق بين "التخمين" كوسيلة للإجابة على سؤال ما وبين التفكير بطريقه منظمة للوصول لاجابة على نفس السؤال، وقد تسأل نفسك هل "التخمين" تفكير أو أنه مجرد إجابة عفوية وهل يستند التخمين على مخزون من التجارب والمعلومات السابقة أم أنه ردة فعل فورية لا تستند على شيء؟ هل يستخدم عقلك نفس المسارات العصبية والحيوية حين يخمن الاجابة وحين يفكر فيها بطريقة منطقية؟ قد تنشغل بمحاولة فهم مرض معين يؤثر على الدماغ وعلى بعض وظائفه وقد تقارن بين أعراض هذا المرض أو ذاك ونقاط تشابههما واختلافهما والوظائف العقلية التي تأثرت نتيجة الاصابة بهذا المرض أو ذاك. وقد تركز على مراقبة التطور العقلي لدى الأطفال منذ الولادة، كيف يبدأ الطفل باستخدام حواسه لمعرفة الأشكال والألوان وتمييز الأصوات والتعبير عن نفسه، كيف يتدرج من كتابة حرف إلى تكوين جملة وقراءة كتاب والتعبير عن نفسه بكل الطرق المختلفة. وبين الطفل الذي يكتسب قدرات جديدة كل يوم وبين من يفقد قدراته لمرض ما أو بسبب تقدم السن تحاول أن تفهم مسار التفكير لدى الإنسان. والسؤال الذي قد يطرأ على بالك هو: هل يمكننا أن نتعلم كيف نفكر؟ هل هناك خطوات ممكن أن يتعلمها الإنسان ليستخدم جميع إمكانياته العقلية ويمارس التفكير بطريقه ناجحة أو لنقل مثمرة؟ لو نظرنا لتطور الطفل في بيئته منذ ولادته وأثناء دراسته لأجبنا بنعم! وقد نتبع ال "نعم" بسؤال: كيف يمكننا تحفيز التفكير ورفعه لمستوى ابداعي وابتكاري لدى الاطفال؟ __________________
  14. بسم الله الرحمن الرحيم إن تأديب الطفل من خلال المحبة يعني برمجة سلوكية إيجابية تبدأ بالشعور الداخلي والعاطفة القوية التي تضمن استمرارية السلوك وبناءه على أسس متينة، بخلاف التأديب بالتخويف الذي قد يعطي نتائج على المدى القريب، لكنه لا يحدث الأثر نفسه الناتج عن المحبة والاقتناع والشعور الداخلي.عوامل مساعدة لبناء المحبة المتبادلة:1- المودة و الرحمة أساس العلاقة بين الآباء و الأبناء.2- التقدير و الاحترام المتبادلان.3- التقليد من الأبناء فطرة و تلك مسؤولية كبرى على الآباء.4- الاحتكاك المباشر و حضور الوالدين ضرورة لا بدّ منها.الإعجاب بداية الطريق:الإعجاب هو أساس المحبة و لا يحب الإنسان بدون إعجاب. و ذلك كان المطلوب من الآباء والأمهات الاعتناء بسلوكهم اليومي ومظهرهم لينالوا إعجاب الأبناء. نحن المسلمين لنا نظرية تختلف عن غيرنا، فالإعجاب يأتي نتيجة للتماثل. فالابن يعجب بأبيه لينهل من سلوكه و يتعلم من رجولته. والبنت تتعلم من أمها وتعجب بها لتنهل منها خصائص الأنوثة. وهذا خلاف ما يعتقده و يؤكده الغربيون و من انساق وراءهم ممن يعتبرون الإعجاب يتم بين الولد وأمه و البنت وأبيها منطلقين من أساطير يونانية قديمة تبناها بعض الأطباء النفسانيين (فرويد) وعدوها عقداً إنسانية (عقدة أوديب – إلكترا). و الحمد لله أن هذه النظريات الشاذة انهدمت في محاضنها و انكسرت علمياً قبل أن تنكسر دينياً و خلقياً.الشكر عمل وسلوك: (اعملوا آل داود شكراً)الشكر سلوك يومي في حياة الأسرة و هو اعتراف متبادل بين المحسن و المتلقي. و الإكثار من الشكر يولد بعد الإعجاب شعوراً بالمحبة. لذلك فإن الحب هو ثمرة إعجاب مع شكر. و لذلك كان الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ثمرة محبة. و حبه هو الإعجاب به، و هذا ما تؤكده الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري. - لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده و ولده و الناس أجمعين. رواه البخاري. هذه كلها أحاديث تؤسس لعملية الاقتداء والتأديب النبوي الذي ينطلق من أساس حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يتحول إلى سلوك عملي و ممارسات يومية لا إلى أشعار ومناسبات واحتفالات. و مما نستخلصه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل حبه و حب الله سبحانه و تعالى يفوق حب ما سواهما شرطاً لكمال الإيمان، التأسيس لعملية التأديب بالمحبة.عبّر لابنك عن المحبةقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه. رواه أبو داود في سننه (كتاب الأدب). إن العلم بمحبة الآخرين حاجة نفسية لدى الإنسان مهما كان عمره. والطفل أولى وأحوج إلى أن يسمع هذه الكلمة ويستمتع بدفئها و سعادتها. كثيراً ما سمعت أناساً يشكون من أن آباءهم أو أزواجهم لا يعبرون لهم أبداً عن حبهم، أو لا يفعلون ذلك إلا نادراً. ولكنني لم أسمع أبداً شخصاً واحداً يشكو من أن أبويه أو أي شخص آخر قال له كثيراً: ( إنني أحبك). و لا أتخيل أن هناك شيئاً أسهل من قول (أحبك) و لكن الكثيرين لا يقولون هذه الكلمة بصرف النظر عن الأسباب. قد يعتقد البعض أن الشخص الذي يحبه لا يحتاج إلى سماع هذه الكلمة أو يريدها، أو إنه لن يصدقها. و ربما يكون العناد أو الخجل هو الذي يمنعنا من أن نقول ذلك. مهما كانت الأسباب فلا يوجد مبرر لهذا، بل إن هناك العديد من الأسباب المهمة التي تحثنا على إخبار الآخرين بأننا نحبهم. و لا فرق بين أن تكون قد سمعت هذه الكلمة كثيراً أم لم تسمعها، إذ يبقى الاستماع إلى كلمة (أحبك) يجعل الناس يشعرون بالراحة، فهي تذكرهم بأنهم ليسوا وحدهم، و بأنك تهتم بهم، و ترتفع بتقديرهم لأنفسهم، وتعطيك أنت أيضاً شعوراً بالارتياح. و هذه الكلمة من أقوى الكلمات المؤثرة على النفس. فالشخص الذي يشعر بحب الآخرين له (لأنهم أخبروه بذلك) يمكن له أيضاً أن يمنح الحب في المقابل، ويكتسب الثقة الهادئة. إذا ما عبّرنا لأطفالنا لهم عن حبنا إياهم سعدوا، وابتهجوا، وأحبونا بالمقابل، وإذا ما أحبونا اتخذونا قدوة ومثلاً، فكان ذلك لهم تربية بالحب.التعبير لا يخدش وقارك:لكن –ويا للأسف– يخطئ كثير من الآباء والأمهات، فيظن أحدهم أنه إذا عبّر عن حبه لابنه أو ابنته بقوله له أو لها: (إني أحبك) أو بتقبيله، أو تقبيلها، أن ذلك سيهدد مكانته عند ابنه أو ابنته، وسيجعل سلطته عليهما أضعف. فما أكثر الذين لا يذكرون يوماً سمعوا فيه كلمة حب واحدة من والديهم، ولا يذكرون يوماً قبّلهم فيه آباؤهم أو أمهاتهم،إذ يقبل هؤلاء الآباء والأمهات أولادهم عندما يكونون صغاراً في سنواتهم الأولى، وما إن يصبح أولادهم أكثر وعياً حتى يتوقفوا عن إظهار علامات الحب لهم من تقبيل، وعناق، واعتراف بالحب باللسان. مخطئون كثيراً هؤلاء الآباء والأمهات، لأن التعبير عن الحب يرفع من مكانتنا في نفوس أولادنا، و يجعلهم أكثر طاعة لنا، و أكثر حرصاً على إرضائنا. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يَرحم لا يُرحم). و روى البخاري أيضاً في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة). أمّا إن كان المقصود من التعبير عن الحب مطالبة المحبوب بواجبات يظنها المحب حقاً له على المحبوب لمجرد أنه يحبه، فإن هذا التعبير يصبح خبراً غير سار، فلئن أحبني شخص ما فإنه هو المسؤول عن ذلك، وحبه لي لا يلزمني بشيء تجاهه إلزاماً، ولا يجعل له حقوقاً علي، إلاّ إن أنا بادلته حباً بحب، فعندها يلزمني حبي له (لا حبه لي) أن أهتم به وأرعاه، وهذا ينطبق على أولادنا مثلما ينطبق علينا –نحن معشر الكبار-. د. مصطفى أبو سعد
  15. الحب عاطفة إنسانية سامية تربط بين البشر لتجعل الحياة أبهى و أجمل ، وحب الوالدين للأبناء غريزة فطرية فطر الله خلقه عليها ، وجعلهم قرة للعين وبهجة للفؤاد ، والحاجة للحب من الاحتياجات النفسية الضرورية للنمو السليم وعدم إشباعها قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الشخصية . ويعتبر هذا الحب مصدر الأمن والاستواء النفسي للأبناء ، والقاعدة الصلبة لبناء شخصياتهم على الاستقامة والصلاح والحب للجميع والتفاعل الإيجابي مع المجتمع أجمع ، ولا تتحقق هذه الغايات إذا كانت المحبة حبيسة داخل صدور الآباء والأمهات ، بالرغم من أنها موجودة وقوية إلا أن البعض لا يظهرها للأبناء ولا يعبرون عنها قولاً أو فعلاً مما يضعف جسور الارتباط بين الابن وأسرته ، ويفوت على الطرفين الاستمتاع بهذه العاطفة الرائعة . ولكي تؤدي هذه المحبة ثمارها المرجوة ينبغي أن نحضن أولادنا ونقبّلهم ونقول لهم كل يوم إننا نحبهم ، نربت على أكتافهم لأنهم بالفعل يحتاجونه جميعاً صغارا كانوا أو بالغين . إن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علينا ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول (أنا أحبك لأنك فعلت كذا وكذا) وأيضا لا نقول (لن أحبك إذا فعلت كذا) ، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والاحترام. وعلينا كذلك أن نعبر لأبنائنا عن حبنا لهم بطرق عملية ، وذلك بأن نهتم بآرائهم ، وتستشيرهم في بعض الأمور، وأن نقدر مشاعرهم ونشعرهم بأنهم أفرد مهمين في الأسرة ،ولهم احترامهم وتقديرهم وأننا جميعا نفهمهم ونقدر مزاياهم وإنجازاتهم وهواياتهم وميولهم ، ومن ذلك أيضا أن نعفو عن هفواتهم وأخطائهم ، وأن نعتذر منهم إن أخطأنا معهم أو قسونا عليهم. يقول الدكتور ميسرة طاهر: (وسائل التربية بالحب أو لغة الحب هي ثمانية : 1- كلمة الحب. 2- نظرة الحب. 3- لقمة الحب. 4- لمسة الحب. 5- دثار الحب. 6- ضمة الحب. 7- قبلة الحب. 8- بسمة الحب وأعتقد أن هذه الوسائل واضحة ماعدا دثار الحب الذي شرحه الدكتور ميسرة بأنه عندما تحرص على أن تغطي طفلك أثناء نومه وتقبله وتحاول أن تشعره بذلك. الشاب اليوم صعب الانصياع للتوجيه المباشر ، ولا نتجاوز هذه المشكلة إلا بمراعاة ما يسميه علماء النفس (مثلث الجذب) هذا المثلث المكون من ثلاثة قوانين: التقدير ، التقبل ، القبول . التقدير : بتقدير الشاب كشخص وإنسان فيه من الخطايا والعيوب كبقية البشر وكذلك فيه جانب من الميزات والإيجابيات –مهما كان سيئا – تقديره هذا يجعله يشعر بالأمان واحترام الذات والرضا عنها ، وهو أهم مطلب للاستجابة الداخلية لتوجيه الآخر . التقبل : حتى نستطيع توجيه فكر الشاب وتعديل سلوكه , فيجب أن نتقبله كما هو بكل عيوبه ونتقبل منه ما يفكر به ونناقشه ، نتقبل بتفهم وصبر ذلك الاضطراب في النمو الذي يمر به ، وبالتالي يهدأ ونفرغ ما بعقله من أفكار مشوشة ونملأها بما نشاء من قيم ومبادئ صحيحة في وقت يظن أنه هو المؤثر لأنه كان يتحدث أكثر . القبول : إن أراد المربي أن يقود توجهات وأفكار الشباب فعليه أن يشحن شخصيته بكل ما يعزز قبوله لديهم ، اتساع ثقافته ، سمو تفكيره ، تسامحه مع صغائر ما يفعلون ، ومشاركتهم اهتماماتهم . ومن الأمور الهامة التي ينبغي على المربي عدم الغفلة عنها لتؤتي التربية بالحب ثمارها المرجوة هي : العدل في المعاملة حتى بالنظرة والقبلة والكلمة الطيبة والحرص على ذلك قدر الإمكان . لنتذكر دائماً : أن الرسائل السلبية : تصل لعقل الشخص بسرعة وتغادره ببطء . فلتكن رسائلنا إيجابية ونعود النشء على التفكير الإيجابي . ولننتهج دائما أسلوب الكلمة الطيبة المؤثرة ، فهي منة من الله وفضله على العبد، قال تعالى : (وهدوا إلى الطيب من القول) . فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة ولها مفعول السحر في التأثير على الآخرين وعلى الناشئة بشكل خاص فكم بَنَت الكلمات الطيبة من شخصيات عظيمة ناجحة واثقة مبدعة تطيب بها القلوب ، وتمسح الدموع ، تنهض بالأمم وترتقي بها. ولا أنسى التذكير بالمعين على انتهاج أسلوب التربية بالحب والأسلوب الأمثل للتأثير بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وهو : ضبط النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وإدارة الغضب بالأساليب العلمية والتدريب الفعلي الدائم على الكلمات الطيبة وتعويدها على ذلك فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم . لماذا يدعو المهتمين بالتربية وعلم النفس إلى التربية بالحب ؟ - يهتم علماء النفس بأسلوب التربية بالحب لأنها من أهم الاحتياجات النفسية والتي تؤدي للنمو السليم وتكوين الشخصية السوية فلو اهتم المربون بهذا الأسلوب من التربية لخرج لنا جيل مستقيم السلوك وعالي الأخلاق ، فالإنسان عاطفي بطبعه وتغلب عليه عاطفته وتتحكم بسلوكه ، والتربية بالحب للبنات أكثر أهمية لإشباعها العاطفي الذي يحميها بعون الله من الانحراف . ويسهم المعلمون والآباء الذين يفتقدون للحب في توريث النشء عقداً وأزمات نفسية هم بغنى عنها . - الحب هو الأداة السحريّة في التأثير والتغيير ، حيث يعتبر أرقى أساليب التواصل الإنساني ، الذي يحظى بالقبول من الجميع . - والحب أيضاً راحة للقلب من شتى المتاعب النفسية . - وبالحب يصبح العمل والإقبال على التعليم متعة نفسية وعقلية ، لا محنة وتعب. - الحب ضمانة قطعية للنجاح بإذن الله ، فالناجحون هم الذين يمنحون الحب دائماً. - الحب يغير تفكير المتعلم وأسلوبه ومواقفه . - وبالحب تحل المشكلات ، ونستغني عن تدخل الآخرين والمعلمة التي تحب طالباتها لا تحتاج للتدخل في مشاكلها معهن لا من إدارة ولا مرشدة ولا غيرها . مع التمنيات للجميع بحياة تسودها المحبة والمودة والكلمات الطيبة . مها محمد السليم رئيسة قسم توجيه وإرشاد الطالبات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.