اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

sun_shine

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    819
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو sun_shine

  1. منورة يا دريم علي فكرة احنا منتظرين المحشي اللي وعدينا بيه
  2. طب احمد ربنا انه بيقول الامثال في موضعها انا العكس اعرف ناس بيقولوا حكم وامثال مش مناسب للموقف الفكرة جميلة ...سعات بسمع امثال ولا اعرف لها معاني واكثر مثل عجبني هو اللى يشتري اللى مالهوش لازمة يجي يوم يبيع اللى ليه لازمة
  3. استأنف قيادته للمعركة مخفيا موت أبي بكر، وأوامر عمر حتى يتحقق النصر الذي بات وشيكا وقريبا.. ودقّت ساعة الظفر، واندحر الروم.. وتقدّم البطل من أبي عبيدة مؤديا اليه تحيّة الجندي لقائده... وظنها أبو عبيدة في أول الأمر دعابة من دعابات القائد الذي حققق نصرا لم يكن في السحبان.. بيد أنه ما فتئ أن رآها حقيقة وجدّا، فقبّل خالد بين عينيه، وراح يطري عظمة نفسه وسجاياه.. وثمّت رواية تاريخية أخرى، تقول: ان الكتاب أرسل من أمير المؤمنين عمر الى أبي عبيدة، وكتم أبو عبيدة النبأ عن خالد حتى انتهت المعركة.. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك، فان مسلك خالد في كلتا الحالتين هو الذي يعنينا.. ولقد كان مسلكا بالغ الروعة والعظمة والجلال.. ولا أعرف في حياة خالد كلها موقفا ينبئ باخلاصه العميق وصدقه الوثيق، مثل هذا الموقف... فسواء عليه أن يكون أميرا، أو جنديا.. ان الامارة كالجندية، كلاهما سبب يؤدي به واجبه نحو الله الذي آمن به، ونحو الرسول الذي بايعه، ونحو الدين الذي اعتنقه وسار تحت رايته.. وجهده المبذول وهو أمير مطاع.. كجهده المبذول وهو جندي مطيع..! ولقد هيأ له هذا الانتصار العظيم على النفس، كما هيأه لغيره، طراز الخلفاء الذين كانوا على راس الأمة المسلمة والدولة المسلمة يوم ذاك.. أبو بكر وعمر.. اسمان لا يكاد يتحرّك بهما لسان، حتى يخطر على البال كل معجز من فضائل الانسان، وعظمة الانسان.. وعلى الرغم من الودّ الذي كان مفقودا أحيانا بين عمر وخالد، فان نزاهة عمر وعدله،وورعه وعظمته الخارقة، لم تكن قط موضع تساؤول لدى خالد.. ومن ثم لم تكن قراراته موضع سك، لأن الضمير الذي يمليها، قد بلغ من الورع، ومن الاستقامة، ومن الاخلاص والصدق أقصى ما يبلغه ضمير منزه ورشيد.. لم يكن أمير المؤمنين عمر يأخذ على خالد من سوء، ولكنه كان يأخذ على سيفه التسرّع، والحدّة.. ولقد عبّر عن هذا حين اقترح على أبي بكر عزله اثر مقتل مالك بن نويرة، فقال: " ان في سيف خالد رهقا" أي خفة وحدّة وتسرّع.. فأجابه الصدّيق قائلا: " ما كنت لأشيم سيف سلّه الله على الكافرين". لم يقل عمر ان في خالد رهقا.. بل جعل الرهق لسيفه لا لشخصه، وهي كلمات لا تنمّ عن أدب أمير المؤمنين فحسب، بل وعن تقديره لخالد أيضا.. وخالد رجل حرب من المهد الى اللحد.. فبيئته، ونشأته، وتربيته وحياه كلها، قبل الاسلام وبعده كانت كلها وعاء لفارس، مخاطر، داهية.. ثم ان الحاح ماضيه قبل السلام، والحروب التي خاضها ضد الرسول وأصحابه، والضربات التي أسقط بها سيفه أيام الشرك رؤوسا مؤمنة، وجباها عابدة، كل هذا كان له على ضميره ثقل مبهظ، جعل سيفه توّاقا الى أن يطوّح من دعامات الشرك أضعاف ما طوّح من حملة الاسلام.. وانكم لتذكرون العبارة التي أوردناها أوّل هذا الحديث والتي جاءت في سياق حديثه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال له: " يا رسول الله.. استغفر لي كل ما أوضعت فيه عن صدّ عن سبيل الله". وعلى الرغم من انباء الرسول صلى الله عليه وسلم اياه، بأن الاسلام يجبّ ما كان قبله، فانه يظل يتوسل على الظفر بعهد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله له فيما صنعت من قبل يداه.. والسيف حين يكون في يد فارس خارق كخالد بن الوليد، ثم يحرّك اليد القابضة عليه ضمير منوهج بحرارة التطهر والتعويض، ومفعم بولاء مطلق لدين تحيط به المؤمرات والعداوات، فان من الصعب على هذا السيف أن يتخلى عن مبادئه الصارمة، وحدّته الخاطفة.. وهكذا رأينا سيف خالد يسبب لصاحبه المتاعب. فحين أرسله النبي عليه الصلاة والسلام بعد الفتح الى بعض قبائل العرب القريبة من مكة، وقال له: " اني أبعثك داعيا لا مقاتلا". غلبه سيفه على أمره ودفعه الى دور المقاتل.. متخليا عن دور الداعي الذي أوصاه به الرسول مما جعله عليه السلام ينتفض جزعا وألما حين بلفه صنيع خالد.. وقام مستقبلا القبلة، رافعا يديه، ومعتذرا الى الله بقوله: " اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد". ثم أرسل عليّا فودى لهم دماءهم وأموالهم. وقيل ان خالدا اعتذر عن نفسه بأن عبدالله بن حذافة السهمي قال له: ان رسول الله قد أمرك بقتالهم لامتناعهم عن الاسلام.. كان خالد يحمل طاقة غير عادية.. وكان يستبد به توق عارم الى هدم عالمه القديم كله.. ولو أننا نبصره وهو يهدم صنم العزّى الذي أرسله النبي لهدمه. لو أننا نبصره وهو يدمدم بمعوله على هذه البناية الحجرية، لأبصرنا رجلا يبدو كأنه يقاتل جيشا بأسره، يطوّح رؤوس أفرداه ويتبر بالمنايا صفوفه. فهو يضرب بيمينه، وبشماله، وبقدمه، ويصيح في الشظايا المتناثرة، والتراب المتساقط: " يا عزّى كفرانك، لا سبحانك اني رأيت الله قد أهانك"..!! ثم يحرقها ويشعل النيران في ترابها..! كانت كل مظاهر الشرك وبقاياه في نظر خالد كالعزّى لا مكان لها في العالم الجديد الذي وقف خالد تحت أعلامه.. ولا يعرف خالد أداة لتصفيتها الا سيفه.. والا.." كفرانك لا سبحانك.. اني رأيت الله قد أهانك"..!! على أننا اذ نتمنى مع أمير المؤمنين عمر، لوخلا سيف خالد من هذا الرهق، فاننا سنظل نردد مع أمير المؤمنين قوله: " عجزت النساء أن يلدن مثل خالد"..!! لقد بكاه عمر يوم مات بكاء كثيرا، وعلم الانس فيما بعد أنه لم يكن يبكي فقده وحسب، بل ويبكي فرصة أضاعها الموت عن عمر اذ كان يعتزم رد الامارة الى خالد بعد أن زال افتتان الناس به. ومحصت أسباب عزله، لولا أن تداركه الموت وسارع خالد الى لقاء ربه. نعم سارع البطل العظيم الى مثواه في الجنة.. أما آن له أن يستريح..؟؟ هو الذي لم تشهد الأرض عدوّا للراحة مثله..؟؟ أما آن لجسده المجهد أن ينام قليلا..؟؟ هو الذي كان يصفه أصحابه وأعداؤه بأنه: " الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام"..؟؟ أما هو، فلو خيّر لاختار أن يمدّ الله له في عمره مزيدا من الوقت يواصل فيه هدم البقايا المتعفنة القديمة، ويتابع عمله وجهاده في سبيل الله والاسلام.. ان روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائما وابدا، حيث تصهل الخيل، وتلتمع الأسنّة، وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة.. وأنه ليقول: " ما ليلة يهدى اليّ فيها عروس، أو أبشّر فيها بوليد، بأحبّ اليّ من ليلة شديدة الجليد، في سريّة من المهاجرين، أصبح بهم المشركين".. من أجل ذلك، كانت مأساة حياته أن يموت في فراشه، وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده، وتحت بريق سيفه... هو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقهر أصحاب الردّة، وسوّى بالتراب عرش فارس والروم، وقطع الأرض وثبا، في العراق خطوة خطوة، حتى فتحها للاسلام، وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للاسلام... أميرا يحملشظف الجندي وتواضعه.. وجنديا يحمل مسؤولية الأمير وقدوته.. كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه..!! هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه: " لقد شهدت كذا، وكذا زحفا، وما في جسدي موضع الا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، أ، رمية سهم.. ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"..! كلمات لا يجيد النطق بها في مثل هذا الموطن، الا مثل هذا الرجل، وحين كان يستقبل لحظات الرحيل، شرع يملي وصيّته.. أتجرون الى من أوصى..؟ الى عمر بن الخطاب ذاته..!! أتدرون ما تركته..؟ فرسه وسلاحه..!! ثم ماذا؟؟ لا شيء قط ، مما يقتني الناس ويمتلكون..!! ذلك أنه لم يكن يستحزذ عليه وهو حيّ، سوى اقتناء النصر وامتلاك الظفر على أعداء الحق. وما كان في متاع الدنيا جميعه ما يستحوذ على حرصه.. شيء واحد، كان يحرص عليه في شغف واستماتة.. تلك هي قلنسوته".. سقطت منه يوم اليرموك. فأضنى نفسه والناس في البحث عنها.. فلما عوتب في ذلك قال: " ان فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله واني أتافاءل بها، وأستنصر". وأخيرا، خرج جثمان البطل من داره محمولا على أعناق أصحابه ورمقته أم البطل الراحل بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودّعه: أنت خير من ألف ألف من القو م اذا ما كبت وجوه الرجال أشجاع..؟ فأنت أشجع من لي ث غضنفر يذود عن أشبال أجواد..؟ فأنت أجود من سي ل غامر يسيل بين الجبال وسمعها عمر فازداد قلبه خفقا.. ودمعه دفقا.. وقال: " صدقت.. والله ان كان لكذلك". وثوى البطل في مرقده.. ووقف أصحابه في خشوع، والدنيا من حولهم هاجعة، خاشعة، صامتة.. لم يقطع الصمت المهيب سوى صهيل فرس جاءت تركض بعد أن خلعت رسنها، وقطعت شوارع المدينة وثبا وراء جثمان صاحبها، يقودها عبيره وأريجه.. واذ بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوت برأسها كالراية، وصهيلها يصدح.. تماما مثلما كانت تصنع والبطل فوق ظهرها، يهدّ عروش فارس والروم، ويشفي وساوس الوثنية والبغي، ويزيح من طريق الاسلام كل قوى التقهقر والشرك... وراحت وعيناها على القبر لا تزيغان تعلو برأسها وتهبط، ملوّحة لسيدها وبطلها مؤدية له تحية الوداع..!! ثم مقفت ساكنة ورأسها مرتفع.. وجبهتها عالية.. ولكن من آقيها تسيل دموع غزار وكبار..!! لقد وقفها خالد مع سلاحه في سبيل الله.. ولكن هل سيقدر فارس على أن يمتطي صهوتها بعد خالد..؟؟ وهل ستذلل ظهرها لأحد سواه..؟؟ ايه يا بطل كل نصر.. ويا فجر كل ليلة.. لقد كنت تعلو بروح جيشك على أهوال الزحف بقولك لجندك: " عند الصباح يحمد القوم السرى".. حتى ذهبت عنك مثلا.. وهأنتذا، قد أتممت مسراك.. فلصباحك الحمد أبا سليمان..!! ولذكراك المجد، والعطر، والخلد، يا خالد..!! ودعنا.. نردد مع أمير المؤمنين عمر كلماته العذاب الرطاب التي ودّعك بها ورثاك: " رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير مما كان فيه ولقد عاش حميدا ومات سعيدا
  4. وهؤلاء آخرون أصيبوا بجراح أليمة، وجيء لهم بماء يبللون به أفواههم، فلما قدم الماء الى أولهم، أشار الى الساقي أن أعط أخي الذي بجواري فجرحه أخطر، وظمؤه أشد.. فلما قدّم اليه الامء، اشار بدوره لجاره. فلا انتقل اليه أشار بدوره لجاره.. وهكذا، حتى.. جادت أرواح أكثرهم ظامئة.. ولكن أنضر ما تكون تفانيا وايثارا..!! أجل.. لقد كانت معركة اليرموك مجالا لفدائية يعز نظيرها. ومن بين لوحات الفداء الباهرة التي رسمتها عزمات مقدرة، تلك اللوحة الفذة.. لوحة تحمل صورة خالد بن الوليد على رأس مائة لا غير من جنده، ينقضّون على ميسرة الروم وعددها أربعون ألف جندي، وخالد يصيح في المائة الذين معه: " والذي نفسي بيده ما بقي مع الروم من الصبر والجلد الا ما رأيتم. واني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم". مائة يخوضون في أربعين ألف.. ثم ينتصرون..!! ولكن أي عجب؟؟ أليس مالء قلوبهم ايمان بالله العلي الكبير..؟؟ وايمان برسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم؟؟ وايمان بقضية هي أكثر قضايا الحياة برا، وهدى ونبلا؟ وأليس خليفتهم الصديق رضي الله عنه، هذا الذي ترتفع راياته فوق الدنيا، بينما هو في المدينة’ العاصمة الجديدة للعالم الجديد، يحلب بيده شياه الأيامى، ويعجن بيده خبز اليتامى..؟؟ وأليس قائدهم خالد بن الوليد ترياق وساوس التجبر، والصفلف، والبغي، والعدوان، وسيف الله المسلول على قوى التخلّف والتعفّن والشرك؟؟ أليس ذلك، كذلك..؟ اذن، هبي رياح النصر... هبّي قويّة عزيزة، ظافرة، قاهرة... لقد بهرت عبقرية خالد قوّاد الروم وأمراء جيشهم، مما حمل أحدهم، واسمه جرجح على أن يدعو خالدا للبروز اليه في احدى فترات الراحة بين القتال. وحين يلتقيان، يوجه القائد الرومي حديثه الى خالد قائلا: " يا خالد، أصدقني ولا تكذبني فان الحرّ لا يكذب.. هل أنزل على نبيّكم سيفا من السماء فأعطاك ايّاه، فلا تسلّه على أحد الا هزمته"؟؟ قال خالد: لا.. قال الرجل: فبم سميّت يبف الله"؟ قال خالد: ان الله بعث فينا نبيه، فمنا من صدّقه ومنا من كذّب.ز وكنت فيمن كذّب حتى أخذ الله قلوبنا الى الاسلام، وهدانا برسوله فبايعناه.. فدعا لي الرسول، وقال لي: أنت سيف من سيوف الله، فهكذا سميّت.. سيف الله". قال القائد الرومي: والام تدعون..؟ قال خالد: الى توحيد الله، والى الاسلام. قال: هل لمن يدخل في الاسلام اليوم مثل ما لكممن المثوبة والأجر؟ قال خالد: نعم وأفضل.. قال الرجل: كيف وقد سبقتموه..؟ قال خالد: لقد عشنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر.. أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه، ثم آمنتم بالغيب، فان أجركم أجزل وأكبر اا صدقتم الله سرائركم ونواياكم. وصاح القائد الرومي، وقد دفع جواده الى ناحية خالد، ووقف بجواره: علمني الاسلام يا خالد"".!!! وأسلم وصلى ركعتين لله عز وجل.. لم يصلّ سواهما، فقد استأنف الجيشان القتال.. وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستيتا في طلب لبشهادة حتى نالها وظفر بها..!! وبعد، فها نحن أولاء نواجه العظمة الانسانية في مشهد من أبهى مشاهدها.. اذ كان خالد يقود جيوش المسلمين في هذه المعركة الضارية، ويستلّ النصر من بين أنياب الروم استلالا فذا، بقدر ما هو مضن ورهيب، واذا به يفاجأ بالبريد القادم من المدينة من الخليقة الجديد، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. وفيه تحيّة الفاروق للجيش المسلم، نعيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وتولية أبي عبيدة بن الجرّاح مكانه.. قرأ خالد الكتاب، وهمهم بابتهالات الترحّم على ابي بكر والتوفيق لعمر.. ثم طلب من حامل الكتاب ألا يبوح لأحد بما فيه وألزمه مكانه أمره ألا يغادره، وألا يتصل بأحد.
  5. ولم تنقص القائد العظيم الفطنة المفعمة بالايثار، فعلى الرغممن أن الخليفة وضعه على رأس الجيش بكل أمرائه، فانه لم يشا أن يكون عونا للشيطان على أنفس أصحابه، فتنازل لهم عن حقه الدائم في الامارة وجعلها دولة بينهم.. اليوم أمير، ودغا أمي رثان.. وبعد غد أمير آخر..وهكذا.. كان جيش الروم بأعداده وبعتاده، شيئا بالغ الرهبة.. لقد أدرك قوّاد الروم أن الزمن في صالح المسلمين، وأن تطاول القتال وتكاثر المعارك يهيئان لهم النصر دائما، من أجل ذلك قرروا أن يحشدوا كل قواهم في معركة واحدة يجهزون خلالها على العرب حيث لا يبقى لهم بعدها وجود، وما من شك أن المسلمين أحسّوا يوم ذاك من الرهبة والخطر ما ملأ نفوسهم المقدامة قلقا وخوفا.. ولكن ايمانهم كان يخفّ لخدمتهم في مثل تلك الظلمات الحالكات، فاذا فجر الأمل والنصر يغمرهم بسناه..!! ومهما يكن بأس الروم وجيوشهم، فقد قال أبو بكر، وهو بالرجال جدّ خبير: " خالد لها".!! وقال:" والله، لأشفينّ وساوسهم بخالد". فليأت الروم بكل هولهم، فمع المسلمين الترياق..!! عبأ ابن الوليد جيشه، وقسمه الى فيالق، ووضع للهجوم والدفاع خطة جديدة تتناسب مع طريقة الروم بعد أن خبر وسائل اخوانهم الفرس في العراق.. ورسم للمعركة كل مقاديرها.. ومن عجب أن المعركة دارت كما رسم خالد وتوقع، خطوة خطوة، وحركة حركة، حتى ليبدو وكأنه لو تنبأ بعدد ضربات السيوف في المعركة، لما أخطأ التقدير والحساب..!! كل مناورة توقعها من الروم صنعوها.. كا انسحاب تنبأ به فعلوه.. وقبل أن يخوض القتال كان يشغل باله قليلا، احتمال قيام بعض جنود جيشه بالفرار، خاصة أولئك الذين هم حديثو العهد بالاسلام، بعد أن رأى ما ألقاه منظر جيش الروم من رهبة وجزع.. وكان خالد يتمثل عبقرية النصر في شيء واحد، هو الثبات.. وكان يرى أن حركة هروب يقوم بها اثنان أو ثلاثة، يمكن أن تشيع في الجيش من الهلع والتمزق ما لا يقدر عليه جيش العدو بأسره... من أجل هذا، كان صارما، تجاه الذي يلقي سلاحه ويولي هاربا.. وفي تلك الموقعة بالذات موقعة اليرموك، وبعد أن أخذ جيشه مواقعه، دعا نساء المسلمين، ولأول مرّة سلّمهن السيوف، وأمرهن، بالوقوف وراء صفوف المسلمين من كل جانب وقال لهن: " من يولّي هاربا فاقتلنه".. وكانت لفتة بارعة أدت مهمتها على أحسن وجه..!! وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز اليه خالد ليقول له بضع كلمات .. وبرز اليه خالد، حيث تواجها فوق جواديهما في الفراغ الفاصل بين الجيشين.. وقال ماهان قائد الروم يخاطب خالدا" " قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم الا الجوع والجهد.. فان شئتم، أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير، وكسوة، وطعاما، وترجعون الى بلادكم، وفي العام القادم أبعث اليكم بمثلها".!! وضغط خالد الرجل والبطل على أسنانه، وأدرك ما في كلمات قائد الروم من سوء الأدب.. وقرر أن يردذ عليه بجواب مناسب، فقال له: " انه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمت أنه لا دم أشهى وأطيب من دم الروم، فجئنا لذلك"..!! ولوة البطل زمام جواده عائدا الى صفوف جيشه. ورفع اللواء عاليا مؤذنا بالقتال.. " الله أكبر" " هبّي رياح الجنة".. كان جيشه يندفع كالقذيفة المصبوبة. ودار قتال ليس لضراوته نظير.. وأقبل الروم في فيالق كالجبال.. وبجا لهم من المسلمين ما لم يكونوا يحتسبون.. ورسم المسلمون صورا تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم.. فهذا أحدهم يقترب من أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه والقتال دائر ويقول: " اني قد عزمت على الشهادة، فهل لك من حاجة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغها له حين ألقاه"؟؟ فيجيب أبو عبيدة: " نعم قل له: يا رسول الله انا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا". ويندفع الرجل كالسهم المقذوف.. يندفع وسط الهول مشتاقا الى مصرعه ومضجعه.. يضرب بسيفه، ويضرب بآلاف السيوف حتى يرتفع شهيدا..!! وهذا عكرمة بن أبي جهل.. أجل ابن أبي جهل.. ينادي في المسلمين حين ثقلت وطأة الروم عليهم قائلا: " لطالما قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهدني الله الاسلام، افأفرّ من أعداء الله اليوم"؟؟ ثم يصيح:" من يبايع على الموت".. فيبايعه على الموت كوكبة من المسلمين، ثم ينطلقون معا الى قلب المعركة لا باحثين عن النصر، بل عن الشهادة.. ويتقبّل الله بيعتهم وبيعهم، فيستشهدون..!!
  6. وفي المدينة صلى الخليفة لربه الكبير المتعال صلاة الشكر، اذ منحهم هذا النصر، وهذا البطل.. وكان أبو بكر قد أدرك بفطنته وبصيرته ما لقوى الشر الجاثمة وراء حدود بلاده من دور خطير في تهديد مصير الاسلام واهله.. الفرس في العراق.. والروم في بلاد الشام.. امبرطوريتان خرعتان، تتشبثان بخيوط واهنة من حظوظهما الغاربة وتسومان الناس في العراق وفي الشام سوء العذاب، بل وتسخرهم، وأكثرهم عرب، لقتال المسلمين العرب الذين يحملون راية الدين الجديدة، يضربون بمعاوله قلاع العالم القديم كله، ويجتثون عفنه وفساده..! هنالك أرسل الخليفة العظيم المبارك توجيهاته الى خالد أن يمضي بجيشه صوب العراق.. ويمضي البطل الى العراق، وليت هذه الصفحات كانت تتسع لتتبع مواكب نصره، اذن لرأينا من أمرها عجبا. لقد استهلّ عمله في العراق بكتب أرسلها الى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه.. " بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد.. الى مرازبة فارس.. يلام على من اتبع الهدى أما بعد، فالحمد لله الذي فضّ خدمكم، وسلب ملككم، ووهّن كيدكم من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، واكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا اذا جاءكم كتابي فابعثوا اليّ بالرهن واعتقدوا مني الذمّة والا، فوالذي لا اله غيره لأبعثن اليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة"..!! وجاءته طلائعه التي بثها في كل مكان بأنباء الزّخوف الكثيرة التي يعدها له قوّاد الفرس في العراق، فلم يضيّع وقته، وراح يقذف بجنوده على الباطل ليدمغه.. وطويت له الأرض طيّا عجيبا. في الأبلّة، الى السّدير، فالنّجف، الى الحيرة، فالأنبار، فالكاظمية. مواكب نصر تتبعها مواكب... وفي كل مكان تهلّ به رياحه البشريات ترتفع للاسلام راية يأوي الى فيئها الضعفاء والمستعبدون. أجل، الضعفاء والمستعبدون من أهل البلد الذين كان الفرس يستعمرونهم، ويسومونهم سوء العذاب.. وكم كان رائعا من خالد أن بدأ زحفه بأمر أصدره الى جميع قوّاته: " لا تتعرّضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، الا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين". وسار بجيشه الظافر كالسكين في الزبد الطريّ حتى وقف على تخوم الشام.. وهناك دوّت أصوات المؤذنين، وتكبيرات الفاتحين. ترى هل سمع الروم في الشام..؟ وهل تبيّنوا في هذه التكبيرات نعي أيامهم، وعالمهم..؟ أجل لقد سمعوا.. وفزّعوا.. وقرّروا أن يخوضوا في حنون معركة اليأس والضياع..! كان النصر الذي أحرزه الاسلام على الفرس في العراق بشيرا بنصر مثله على الروم في الشام.. فجنّد الصدّيق أبو بكر جيوشا عديدة، واختار لامارتها نفرا من القادة المهرة، أبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، ثم معاوية بن أبي سفيان.. وعندما نمت أخبار هذه الجيوش الى امبراطور الروم نصح وزراءه وقوّاده بمصالحة المسلمين، وعدم الدخول معهم في حرب خاسرة.. بيد أن وزراءه وقوّاده أصرّوا على القتال وقالوا: " والله لنشغلنّ أبا بكر على أن يورد خيله الى أرضنا".. وأعدوا للقتال جيشا بلغ قوامه مائتي ألف مقاتل، وأ{بعين ألفا. وأرسل قادة المسلمين الى الخليفة بالصورة الرهيبة للموقف فقال أبو بكر: " والله لأشفينّ وساوسهم بخالد"..!!! وتلقى ترياق الوساوس.. وساوس التمرّد والعدوان والشرك، تلقى أمر الخليفة بالزحف الى الشام، ليكون أميرا على جيوش الاسلام التي سبقته اليها.. وما اسرع ما امتثل خالد وأطلع، فترك على العراق المثنّى بن الحارثة وسار مع قواته التي اختارها حتى وصل مواقع المسلمين بأرض الشام، وأنجز بعبقريته الباهرة تنظيم الجيش المسلم وتنسيق مواقعه في وقت وجيز، وبين يدي المعركة واللقاء، وقف في المقاتلين خطيبا فقال بعد أن حمد ربه وأثنى عليه: " ان هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي.. أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم، وتعالوا نتعاور الامارة، فيكون أحدنا اليوم أميرا، والآخر غدا، والآخر بعد غد، حتى يتأمّر كلكم"... هذا يوم من أيام الله.. ما أروعها من بداية..!! لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي.. وهذه أكثر روعة وأوفى ورعا!!
  7. فهناك باليمامة كان بنو حنيفة، ومن انحاز اليهم من القبائل، قد جيّشوا أخطر جيوش الردو قاطبة، يقوده مسيلمة الكذاب. وكانت بعض القوات المسلمة قد جرّبت حظها مع جيوش مسيلمة، فلم تبلغ منه منالا.. وجاء أمر الخليفة الى قائده المظفر أن سر الى بني حنيفة.. وسار خالد.. ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق اليه حتى أعاد تنظيم جيشه، وجعل منه خطرا حقيقيا، وخصما رهيبا.. والتقى الجيشان: وحين تطالع في كتب السيرة والتاريخ، سير تلك المعركة الهائلة، تأخذك رهبة مضنية، اذ تجد نفسك أمام معركة تشبه في ضراوتها زجبروتها معارك حروبنا الحديثة، وان تلّفت في نوع السلاح وظروف القتال.. ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في خيلائه وبغيه، صفوف جيشه من الكثرة كأنها لا تؤذن بانتهاء..!! وسّلم خالد الألوية والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار القتال الرهيب، وسقط شهداء المسلمين تباعا كزهور حديقة طوّحت بها عاصفة عنيدة..!! وأبصر خالد رجحان كفة الأعداء، فاعتلى بجواده ربوة قريبة وألقى على المعركة نظرة سريعة، ذكية وعميقة.. ومن فوره أدرك نقاط الضعف في جيشه وأحصاها.. رأى الشعور بالمسؤولية قد وهن تحت وقع المفاجأة التي دهمهم بها جيش مسيلمة، فقرر في نفس اللحظة أن يشدّ في أفئدة المسلمين جميعا الى أقصاه.. فمضى ينادي اليه فيالق جيشه وأجنحته، وأعاد تنسيق مواقعه على أرض المعركة، ثم صاح بصوته المنتصر: " امتازوا، لنرى اليوم بلاء كل حيّ". وامتازوا جميعا.. مضى المهاجرون تحت راياتهم، والأنصار تحت رايتهم " وكل بني أب على رايتهم". وهكذا صار واضحا تماما، من أين تجيء الهزيمة حين تجيء واشتعلت الأنفس حماسة، اتّقدت مضاء، وامتلأت عزما وروعة.. وخالد بين الحين والحين، يرسل تكبيرة أو تهليلة أو صيحة يلقى بها امرا، فتتحوّل سيوف جيشه الى مقادير لا رادّ لأمرها، ولا معوّق لغاياتها.. وفي دقائق معدودة تحوّل اتجاه المعركة وراح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، فالمئات فالألوف، كذباب خنقت أنفاس الحياة فيه نفثات مطهر صاعق مبيد..!! لقد نقل خالد حماسته كالكهرباء الى جنوده، وحلّت روحه في جيشه جميعا.. وتلك كانت احدى خصال عبقريّته الباهرة.. وهكذا سارت أخطر معارك الردة وأعنف حروبها، وقتل مسيلمة.. وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال، وطويت تحت التراب الى الأبد راية الدّعيّ الكذاب..
  8. لا شيء الا هذه الآية التي يرددها الزاحفون الظافرون وسط تهليلاتهم وتكبيراتهم حتى ينظر بعضهم الى بعض فرحين قائلين: (وعد الله.. لا يخلف الله وعده)..!! ويرفع خالد رأسه الى أعلى. ويرمق في اجلال وغبطة وحبور رايات الاسلام تملأ الأفق.. فيقول لنفسه: أجل انه وعد الله ولا يخلف الله وعده..!! ثم يحني رأسه شاكرا نعمة ربه الذي هداه للاسلام وجعله في يوم الفتح العظيم هذا، واحدا من الذين يحملون راية الاسلام الى مكة.. وليس من الذين سيحملهم الفتح على الاسلام.. ويظل خالد الى جانب رسول الله، واضعا كفاياته المتفوقة في خدمة الدين الذي آمن به من كل يقينه، ونذر له كل حياته. وبعد أن يلحق الرسول بالرفيق الأعلى، ويحمل أبو بكر مسؤولية الخلافة، وتهبّ أعاصير الردّة غادرة ماكرة، مطوقة الدين الجديد بزئيرها المصمّ وانتفاضها المدمدم.. يضع أبو بكر عينه لأول وهلة على بطل الموقف ورجل الساعة.. ألي سليمان، سيف الله، خالد بن الوليد..!! وصحيح أن أبا بكر لم يبدأ معارك المرتدين الا بجيش قاده هو بنفسه، ولكن ذلك لا يمنع أنه ادّخر خالدا ليوم الفصل، وأن خالدا في المعركة الفاصلة التي كانت أخطر معارك الردة جميعا، كان رجلها الفذ وبطلها الملهم.. عندما بدأت جموع المرتدين تتهيأ لانجاز مؤامرتها الضخمة، صمم الخليفة العظيم أبو بكر على أن يقود جيوش المسلمين بنفسه، ووقف زعماء الصحابة يبذلون محاولات يائسة لصده عن هذا العزم. ولكنه ازداد تصميما.. ولعله أراد بهذا أن يعطي القضية التي دعا الناس لخوض الحرب من أجلها أهميّة وقداسة، لا يؤكدها في رأيه الا اشتراكه الفعلي في المعارك الضارية التي ستدور رحاها بين قوى الايمان، وبين جيوش الضلال والردة، والا قيادته المباشرة لبعض أو لكل القوات المسلمة.. ولقد كانت انتفاضات الردة بالغة الخطورة، على الرغم من أنها بدأت وكأنها تمرّد عارض.. لقد وجد فيها جميع الموتورين من الاسلام والمتربصين به فرصتهم النادرة، سواء بين قبائل العرب، أم على الحدود، حيث يجثم سلطان الروم والفرس، هذا السلطان الذي بدأ يحسّ خطر الاسلام الأكبر عليه، فراح يدفع الفتنة في طريقه من وراء ستار..!! ونشبت نيران الفتننة في قبائل: أسد، وغطفان، وعبس، وطيء، وذبيان.. ثم في قبائل: بني غامر، وهوزان، وسليم، وبني تميم.. ولم تكد المناوشات تبدأ حتى استحالت الى جيوش جرّارة قوامها عشرات الألوف من المقاتلين.. واستجاب للمؤامرة الرهيبة أهل البحرين، وعمان، والمهرة، وواجه الاسلام أخطر محنة، واشتعلت الأرض من حول المسلمين نارا.. ولكن، كان هناك أبو بكر..!! عبّأ أبو بكر المسلمين وقادهم الى حيث كانت قبائل بني عبس، وبني مرّة، وذبيان قد خرجوا في جيش لجب.. ودار القتال، وتطاول، ثم كتب للمسلمين نصر مؤزر عظيم.. ولم يكد الجيش المنتصر يستقر بالمدينة. حتى ندبه الخليفة للمعركة التالية.. وكانت أنباء المرتدين وتجمّعاتهم تزداد كل ساعة خطورة .. وخرج أبو بكر على رأس هذا الجيش الثاني، ولكن كبار الصحابة يفرغ صبرهم، ويجمعون على بقاء الخليفة بالمدينة، ويعترض الامام علي طريق أبا بكر ويأخذ بزمام راحلته التي كان يركبها وهو ماض امام جيشه الزاحف فيقول له: " الى أين يا خليفة رسول الله..؟؟ اني أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد: لمّ سيفك يا أبا بكر لا تفجعنا بنفسك..." وأمام اجماع مصمم من المسلمين، رضي الخليفة أن يبقى بالمدينة وقسّم الجيش الى احدى عشرة مجموعة.. رسم لكل مجموعة دورها.. وعلى مجموعة ضخمة من تلك المجموعات كان خالد بن الوليد أميرا.. ولما عقد الخليفة لكل أمير لواءه، اتجه صوب خالد وقال يخاطبه: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم عبدالله. وأخو العشيرة، خالد ابن الوليد، سيف من سيوف الله. سلّه الله على الكفار والمنافقين".. ومضى خالد الى سبيله ينتقل بجيشه من معركة الى معركة، ومن نصر الى مصر حتى كانت المعركة الفاصلة..
  9. ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا". كان لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بقيّة، ادّخرناها لمكانها على هذه الصفحات.. هذه البقيّة هي: " ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله، ففتح الله علي يديه". فمن كان هذا البطل..؟ لقد كان خالد بن الوليد.. الذي سارع الى غزوة مؤتة جنديا عاديا تحت قيادة القواد الثلاثة الذين جعلهم الرسول على الجيش: زيد، وجعفر وعبدالله ابن رواحة، والذين اساشهدوا بنفس الترتيب على ارض المعركة الضارية.. وبعد سقوط آخر القواد شهيدا، سارع الى اللواء ثابت بن أقوم فحمله بيمينه ورفعه عاليا وسط الجيش المسلم حتى لا بعثر الفوضى صفوفه.. ولم يكد ثابت يحمل الراية حتى توجه بها مسرعا الى خالد بن الوليد، قائلا له: " خذ اللواء يا أبا سليمان"... ولم يجد خالد من حقّه وهو حديث العهد بالاسلام أن يقود قوما فيهم الأنصار والمهاجرون الذين سبقوه بالاسلام.. أدب وتواضع وعرفان ومزايا هو لها اهل وبها جدير!! هنالك قال مجيبا ثابت بن أقرم: " لا آخذ اللواء، أنت أحق به.. لك سن وقد شهدت بدرا".. وأجابه ثابت:" خذه، فأنت أدرى بالقتال مني، ووالله ما أخذته الا لك". ثم نادى في المسلمين: اترضون امرة خالد..؟ قالوا: نعم.. واعتلى العبقري جواده. ودفع الراية بيمينه الى الأمام كأنما يقرع أبوابها مغلقة آن لها أن تفتح على طريق طويل لاحب سيقطعه البطل وثبا.. في حياة الرسول وبعد مماته، حتى تبلغ المقادير بعبقريته الخارقة أمرا كان مقدورا... ولّي خالد امارة الجيش بعد أن كان مصير المعركة قد تحدد. فضحايا المسلمين كثيرون، وجناهم مهيض.. وجيش الروم في كثرته الساحقة كاسح، ظافر مدمدم.. ولم يكن بوسع أية كفاية حربية أن تغير من المصير شيئا، فتجعل المغلوب غالبا، والغالب مغلوبا.. وكان العمل الوحيد الذي ينتظر عبقريا لكي ينجزه، هو وقف الخسائر في جيش الاسلام، والخروج ببقيته سالما، أي الانسحاب الوقائي الذي يحول دون هلاك بقية القوة المقاتلة على أرض المعركة. بيد أن انسحابا كهذا كان من الاستحالة بمكان.. ولكن، اذا كان صحيحا أنه لا مستحيل على القلب الشجاع فمن أشجع قلبا من خالد، ومن أروع عبقرية وأنفذ بصيرة..؟؟! هنالك تقدم سيف الله يرمق أرض القتال الواسعة بعينين كعيني الصقر، ويدير الخطط في بديهته بسرعة الضوء.. ويقسم جيشه، والقتال دائر، الى مجموعات، ثم يكل الى كل مجموعة بمهامها.. وراح يستعمل فنّه المعجز ودهاءه البليغ حتى فتح في صفوف الروم ثغرة فسيحة واسعة، خرج منها جيش المسلمين كله سليما معافى. بعد أن نجا بسبب من عبقرية بطل الاسلام من كارثة ماحقة ما كان لها من زوال...!! وفي هذه المعركة أنعم الرسول على خالد بهذا اللقب العظيم.. وتنكث قريش عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة.. وعلى الجناح الأيمن من الجيش، يجعل الرسول خالدا أميرا.. ويدخل خالد مكة، واحدا من قادة الجيش المسلم، والأمة المسلمة بعد أن شهدته سهولها وجبالها. قائدا من قوّاد جيش الوثنية والشرك زمنا طويلا.. وتخطر له ذكريات الطفولة، حيث مراتعها الحلوة.. وذكريات الشباب، حيث ملاهيه الصاخبة.. ثم تجيشه ذكريات الأيام الطويلة التي ضاع فيها عمره قربانا خاسرا لأصنام عاجزة كاسدة.. وقبل أن يعضّ الندم فؤاده ينتفض تحت تحت روعة المشهد وجلاله.. مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل آثار التعذيب والهول، يعودون الى البلد الذي أخرجوا منه بغيا وعدوا، يعودون اليه على صهوات جسادهم الصاهلة، وتحت رايات الاسلام الخافقة.. وقد تحوّل همسهم الذي كانوا يتناجون به في دار الأرقم بالأمس، الى تكبيرات صادعة رائعة ترجّ مكة رجّا، وتهليلات باهرة ظافرة، يبدو الكون معها، وكأنه كله في عيد...!! كيف تمّت المعجزة..؟ أي تفسير لهذا الذي حدث؟
  10. ان أمره لعجيب..!! هذا الفاتك بالمسلمين يوم أحد والفاتك بأعداء الاسلام بقية الأيام..!! ألا فلنأت على قصته من البداية.. ولكن أية بداية..؟؟ انه هو نفسه، لا يكاد يعرف لحياته بدءا الا ذلك اليوم الذي صافح فيه الرسول مبايعا.. ولو استطاع لنحّى عمره وحياته، كل ماسبق ذلك اليوم من سنين، وأيام.. فلنبدأ معه اذنمن حيث يحب.. من تلك اللحظة الباهرة التي خشع فيها قلبه لله، وتلقت روحه فيها لمسة من يمين الرحمن، وكلتا يديه يمي، فنفجّرت شوقا الى دينه، والى رسوله، والى استشهاد عظيم في سبيل الحق، ينضو عن كاهله أوزار مناصرته الباطل في أيامه الخاليات.. لقد خلا يوما الى نفسه، وأدار خواطره الرشيدة على الدين الجديد الذي تزداد راياته كل يوما تألقا وارتفاعا، وتمنّى على الله علام الغيوب أن يمدّ اليه من الهدى بسبب.. والتمعت في فؤاده الذكي بشائر اليقين، فقال: " والله لقد استقام المنسم.... وان الرجل لرسول.. فحتى متى..؟؟ أذهب والله، فأسلم".. ولنصغ اليه رضي الله عنه وهو يحدثنا عن مسيره المبارك الى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعن رحلته من مكة الى المدينة ليأخذ مكانه في قافلة المؤمنين: ".. وددت لو أجد من أصاحب، فلقيت عثمان بن طلحة، فذكرت له الذي أريد فأسرع الاجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا.. فلما كنا بالسهل اذا عمرو بن العاص، فقال مرحبا يا قوم، قلنا: وبك.. قال: أين مسيركم؟ فأخبرناه، وأخبرنا أيضا أنه يريد النبي ليسلم. فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان..فلما اطّلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه بالنبوّة فردّ على السلام بوجه طلق، فأسلمت وشهدت شهادة الحق.. فقال الرسول: قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك الا الى خير.. وبايعت رسول الله وقلت: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صدّ عن سبيل الله.. فقال: ان الاسلام يجبّ ما كان قبله.. قلت: يا رسول الله على ذلك.. فقال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صدّ عن سبيلك.. وتقدّم عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله"... أرأيتم قوله للرسول:" استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صدّ عن سبيل الله"..؟؟ ان الذي يضع هذه العبارة بصره، وبصيرته، سيهتدي الى فهم صحيح لسلك المواقف التي تشبه الألغاز في حياة سيف الله وبطل الاسلام.. وعندما نبلغ تلك المواقف في قصة حياته ستكون هذه العبارة دليلنا لفهمها وتفسيرها-.. أما الآن، فمع خالد الذي أسلم لتوه لنرى فارس قريش وصاحب أعنّة الخيل فيها، لنرى داهية العرب كافة في دنيا الكرّ والفرّ، يعطي لآلهة أبائه وأمجاد قومه ظهره، ويستقبل مع الرسول والمسلمين عالما جديدا، كتب الله له أن ينهض تحت راية محمد وكلمة التوحيد.. مع خالد اذن وقد أسلم، لنرى من أمره عجبا..!!!! أتذكرون أنباء الثلاثة شهداؤ أبطال معركة مؤتة..؟؟ لقد كانوا زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.. لقد كانوا أبطال غزوة مؤتة بأرض الشام.. تلك الغزوة التي حشد لها الروم مائتي ألف مقاتل، والتي أبلى المسلمون فيها بلاء منقطع النظير.. وتذطرون العبارة الجليلة الآسية التي نعى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قادة المعركة الثلاثة حين قال: " أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا. ثم أخذها جعفر فقاتل بها، حتى قتل شهيدا..
  11. تلاوة القرآن في رمضان ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ .. أولاً: رمضان شهر القرآن: قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة:185]. قال ابن كثير: "يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم" [1]. قال ابن رجب الحنبلي: "وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ﴾" [2]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة [3]. قال ابن رجب: "دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان" [4]. ثانيًا: فضائل القرآن من الكتاب والسنة: قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ c لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر:29، 30]. قال ابن كثير: "يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه، ويؤمنون به، ويعملون بما فيه من إقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله تعالى في الأوقات المشروعة ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية ﴿يَرْجُونَ تِجَـٰرَةً لَّن تَبُورَ﴾ أي يرجون ثواباً عند الله لا بد من حصوله" [5]. وقال عز وجل: ﴿إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمً﴾ [الإسراء:9، 10]. قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره إن هذا القرآن الذي أنزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدد من اهتدى به ﴿لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ﴾ يقول: للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام، يقول جل ثناؤه: فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به" [6]. وقال تعالى: ﴿وَنُنَزّلُ مِنَ ٱلْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إَلاَّ خَسَارً﴾ [الإسراء:82]. قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به؛ لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله، ويحلون حلاله، ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، وينجيهم من عذابه فهو لهم رحمة ونعمة من الله أنعم بها عليهم ﴿وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إَلاَّ خَسَارً﴾ يقول: ولا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خساراً، يقول: إهلاكاً؛ لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به، فلم يأتمروا لأمره، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه فزادهم ذلك خساراً إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار رجساً إلى رجسهم قبل" [7]. وقال عز وجل: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس:57، 58]. قال ابن كثير: "يقول تعالى ممتناً على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مّن رَّبّكُمْ﴾ أي زاجراً عن الفواحش ﴿وَشِفَاء لِمَا فِى ٱلصُّدُورِ﴾ أي من الشبه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ أي يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى، وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه وقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُو﴾ أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به ﴿هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة" [8]. وقال سبحانه: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاء وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر:23]. قال ابن كثير: "هذا مدح من الله عز وجل لكتابه القرآن العظيم المنزل على رسوله الكريم" [9]. وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: "فأحسن الحديث كلام الله، وأحسن الكتب المنزلة من كلام الله هذا القرآن، وإذا كان هو الأحسن عُلم أن ألفاظه أفصح الألفاظ وأوضحها، وأن معانيه أجل المعاني؛ لأنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه متشابهاً في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف بوجه من الوجوه حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر رأى من اتفاقه حتى في معانيه الغامضة ما يبهر الناظرين، ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم" [10]. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح فيها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرّ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح فيه) [11]. قال ابن بطال: "لما كان ما جمع طيب الريح وطيب المطعم أفضل المأكولات، وشبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجه التي جمعت طيب الريح وطيب المطعم، دل ذلك أن القرآن أفضل الكلام" [12]. وقال النووي: "فيه فضيلة حافظ القرآن" [13]. وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) وأقرأ أبو عبد الرحمن السلمي في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذلك الذي أقعدني مقعدي هذ [14]. قال ابن بطال: "حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان من تَعلّم القرآن أو علمه أفضل الناس وخيرهم دلّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له فضل التعليم جارياً ما دام كل من علمه تالياً" [15]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار) [16]. قال ابن كثير: "ومضمون الحديث أن صاحب القرآن في غبطة وهي حسن الحال، فينبغي أن يكون شديد الاغتباط بما هو فيه، ويستحب تغبيطه بذلك" [17]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) [18]. قال القاضي عياض: "يحتمل -والله أعلم- أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقاً للملائكة السفرة لاتصافه بوصفهم بحمل كتاب الله، ويحتمل أن يكون المراد أنه عامل لعمل السفرة وسالك مسلكهم" [19]. وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطَنَيْن، فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: (تلك السكينة تنزلت للقرآن) [20]. قال النووي: "قد قيل في معنى السكينة هنا أشياء، والمختار منها: أنها شيء من مخلوقات الله تعالى فيه طمأنينة ورحمة، ومعه الملائكة، وفي الحديث فضيلة القراءة وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة، وفيه فضيلة استماع القرآن" [21]. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كَوْماويْن [22] في غير إثم ولا قطع رحم)؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل؟) [23]. قال أبو العباس القرطبي: "ومقصود الحديث الترغيب في تعلم القرآن وتعليمه، وخاطبهم على ما تعارفوه، فإنهم أهل إبل، وإلا فأقلّ جزء من ثواب القرآن وتعليمه خير من الدنيا وما فيها" [24]. _______________________
  12. شيز كيك بالفراولة المقادير: علبة قشطه 2 علبة جبن كيري 2 ملعقة كبيرة طحين 1 ملعقة صغيرة فانيلا صفار خمس بيضات ونحتفظ بالبياض على جنب فراولة مثلجه أو أي نوع من الفواكه كاس إلا ربع سكر بسكوت شاي ناعم ومخلوط بالزبدة السائحة الطريقة: نضع جميع المقادير السابقة في الخلاط ونمزجها مع بعض نضرب بياض البيض على حدة بالمضرب الكهربائي حتى يصبح كالكريمة ثم نضيف عليها الخلطة السابقة ونخلطها جيدا نحضر صينية بايركس ونفرش فيها البسكويت مطحون جيدا ومخلوط مع الزبدة نتركه يبرد قليلا في الثلاجة ثم نضع عليه الخلطة السابقة ونتركه في الفرن ولا يفتح أبدا لمدة ساعة كاملة بعد ذلك عندما يتحمر الوجه نخرجه بعد ذلك نخلط عشر حبات فراولة في الخلاط ثم توضع على النار مع إضافة الماء والجلي والسكر وتترك حتى تغلي ثم تصب على الكيك بعد استوائها وتزين بحبات الفراولة ثم تترك في الثلاجة حتى تبرد ثم تقدم [img]
  13. السلام عليكم لا يا هند ماعنديش فكرة عنها بس وجدت لكي طريقة للمكرونة بالجبنة الكرافت لعلها هي الطبقة الأولى(إللي تحت)) وهي طبقة المكرونه مقاديرها: مكرونة إسباغيتي ((الطويله)) ملح +شوية مويه وزيت قليل لسلق المكرونه+أعشاب وتوابل إيطاليه(السلطانه)+زبده طبعا تسلقي المكرونة في الزيت والماء مع قليل من الملح ثم نصفيها ونضعها في طبق التقديم ونضع عليها القليل من الزبده ونقلبها وهي ساخنه حتى تدوب الزبده ثم نضيف لها قليل من الفلفل الأسود والأعشاب الإيطاليه وتقلب جيدا...وتترك على جنب.. الطبقه الثانيه...((الوسطى))طبقة الدجاج المبهر مع صلصة الطماطم والزبده مقاديرها: بصلة شرائح+فصين ثوم مفروم+دجاجه مسلوقه ومخليه من الجلد والعظم مفرومه فرم متوسط+طماطم معصورة ((حسب كمية الدجاج تقريبا تطلع لها 4 حبات))+صلصة طماطم السعودية+ توابل إيطاليه حاااره+أعشاب إيطاليه+فلفلأسود وملح +زبده تشوح البصلة ثم الثوم في الزيت ثم تضاف لها صلصة الطماطم المخلوطه مع عصير الطماطم في الخلاط وتترك حتى تتسبك..ثم نضيف لها الدجاج المقطع ونقلبها مع الملح والفلفل والأعشاب والتوابل وأخيرا نضع عليها الزبده حتى تدوب فوقها ونقلبها جيدا ونضعها بعد دلك فوق الطبقة الأولى... الطبقة الثالثة ((والأخيرة))إللي فوق وهي السر.. مقاديرها: مسلوقة دجاج+جبن كرافت سائل+جبن كرافت مبشور+شرائح جبن موزاريلا+عشبة الأوريغانو+بابريكا(بودرة الفلفل الأحمر الحلو)) نضع الأجبان سوى ماعدا جبن الموزاريلا مع بعض في كوب ونصب عليها القليل من مسلوقه الدجاج حتى تتجانس ثم تصب فوق الطبقة الثانيه وتوزع جيدا ثم ترش عشبة الأوريغانوا والجبن الموزاريلا وآخر شي نرش فوقها البابريكا...ودخليها الفرن وشغلي عليها الشواية علشان يحمر وجهها......
  14. "بلح الشام المقادير : 2 كوب دقيق نص كوب زيت أو زبده 2 كوب ماء 4 بيض 1 م ص فانيليا القليل من الزعفران القليل من الخل الابيض (لرائحة البيض) وطبعا زيت للقلي وشربات بارد الطريقه : يوضع الماء والزبدة على النار حتى يغلي الخليط ونضيف اليهم الزعفران ثم نرفعه من النار نضيف الطحين ونخلط جيدا (ونقلب بسرعة جداً و نستمر في التقليب على النار شوية لحد ما نلاقي العجينة ما بتلزقش على الجوانب) نتركه يبرد شوية قبل إظافة البيض نضيف بيضة بيضة مع الخل حتى يمتزج الخليط ثم نضيف الفانيليا (لو بتحبي بلح الشام مقرمش مش طري أتبعي طريقة من الأثنين دول) 1- يوضع الخليط في كيس الكريمه ويشكل في زيت غزير ساخن على نار هادئه ويقلب حتى يتحمر خليه في المصفاة حتى يبرد جيدا وبعدها إسقية بالشربات البارد 2- أو ممكن تشكيله في وزيت بارد ثم بشويش نرفع درجه حرارة الزيت حتى يحمر و نصفيه و نسقيه شربات بارد مضاف اليه قليل من ماء الزهر و بين كل مرة و التانية نسيب الزيت يبرد طريقة مجررربة </B></I>
  15. جزاك الله خيرا علي الافادة وياريت فعلا نتعود نسال اهل العلم والفتوي
  16. فكرة جميلة فعلا للاولاد تسلم ايدك يا هند عجبتني( للتعذيب) اللي في الاخر دة
  17. تسلموا اخ حمدي وهند علي المرور قوليلي المكرونة محتوياتها ايه غير الكرافت امكن استدل علي الصنف..انا لما باروح لتشيلي باخد لحوم ستيك..
  18. السلام عليكم طبعا الموضوع واضح من العنوان . اصناف متجددة واطباق لسفرة رمضان ابدا بصنف من المطبخ الايطالي (وهو المطبخ المفضل لي ) اللزانيا الايطاليه المقادير شرائح من اللزانيا على حسب حجم الصينيه .... (( نستهلك هنا فقط 4 حبات لصينيه تكفي لاربع اشخاص )) لحمة مفرومه مطبوخه بالصلصه الحمراء والروز ماري كميه من الباشميل جبنة موزاريلا مبشوره الطريقة ** تسلق اللزانيا في ماء مغلي مضاف لها مكعب ماجي وقليل من زيت الزيتون وقليل من الملح (( يجب الانتباه بان الماجي مالح )) الى ان تنضج ليس لها وقت محدد على حسب نوعيه اللزانيا هناك السميك وهناك الخفيف انا اعرفها بالنظر تقربيا قد تستغرق 15 دقيقه ثم تنشل من الماء المغلي وتوضع بإناء به ماء مثلج اي ماء بارد مع قطع الثلج (( حتى لا تلتصق اللزانيا مع بعض وهذه قاعده اساسيه في جميع انواع المكرونه )) ** توضع قليل من الزبده مع زيت الزيتون على النار ثم اللحمه المفرومه والبصل الناعم قليل من الفلفل الاسود والملح والكمون والروزماري والزنجبيل فقط لا غير (( يجب الانتباه بان نبتعد عن البهارات السعوديه او الخليجيه حتى يحتفظ المطبخ الايطالي بنكهته الخاصه ويعتمد على زيت الزيتون والروز ماري )) تقلب جيدا ويضاف لها طماطم منزوع القشره ومقطعه صغيره جدا ... تترك الى ان تنضج وتوضع جانبا ... الباشميل : انا اعتمد اسهل طريقه للباشميل وايضا لنكهتها المتميزه نضع مقدار كوبين ونصف من الحليب (( ماء + حليب )) ويجب الاخذ بالاعتبار ان لا يكون الماء ساخنا اي بارد يضاف لها باكيت من الباشميل تخلط جيدا بخفاقة البيض وتوضع على النار مع التقليب المستمر الى ان تصل للثخن المطلوووب ..وتوضع جانبا ... . نأتي بالصينيه نضع طبقه خفيفه من الباشميل حتى تصبح هناك طبقه محمره في القاع دون ان تحمر قطع اللزانيا (( لا ادهن الصينيه لان الطبخه دسمه سوف تفرز دهن اثناء طبخها)) ... ثم شرائح اللزانيا نضع عليها اللحمه المفرومه ثم جبنة موزاريلا ثم قليل من الباشميل للطراوه ثم طبقة لزانيا ولحمة مفرومه موزاريلا قليل من الباشميل وهكذا الا ان ينتهي المقدار باخر طبقه وهي اللزانيا ثم تغطى بكميه من الباشميل ويرش الوجه بقليل من الموزاريلا (( لا تكثر لانها تصبح طبقه تشوه الطبق اثناء التقطيع ..)) . ثم توضع في الفرن تحمر من الاسفل ولكن ليس كثيرا وتحمر من الاعلى وتقدم بالهنا والشفا ء
  19. اهلا اهلا اهلا منورة المطبخ يا هند . ومنتظرين ابداعاتك
  20. اهلا باخ كرم ..ممكن تواصل الجامعة عن طريق صفحتك الدراسية ( البريد الادراي _والبريد التعليمي) راسلهم وسيقوم المسئول بالرد عل استفسارك.
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.