-
مجموع الأنشطة
197 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو ZiadMohi
-
أقنعة للبيع ! د. خاطر الشافع الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المُرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد : فلا حول ولا قوة إلا بالله، بعدما غلب على الأمور مُيوعة التقدير والحكم والتمييز، فاختلطت معاني الحق والعدل بإفرازات لغة العصر الغالبة، وتضاربت القِيَم - في تناقض مَعِيب - بين أهواء المعاني، فصار الفتح، والضم، والكسر، والجر، على مسافةٍ واحدة طبقًا لتداعيات الموقف، ومتطلبات الصورة، وبات الفعل يناشد الأسماء الإخلاص للمعاني، دونما موارَبة، أو زيفٍ، أو بهتان. هزلِيَّةٌ هي الصورةُ، ومشوشةٌ هي الفكرةُ، وطابور من (صفات التملُّقِ) يبدو في أفق المعاني، فمحظورات الأمس صارت مستباحة، وضاقت - إلى حد اللامسافة - كل الزوايا، إن أردتها حادَّةً كانت، وإن استفرجتها انفرجت، فهي - كغالب معاني العصر - تحت الطلب. موجِعةٌ هي المعاني، وهُلامِيَّةٌ هي اللحظة، وجيش جرَّار من (كل الألوان) يركض في نفس النقطة، يطمس ما شاء من معانٍ، وذابت - بلا حرج أو حياءٍ، أو حتى استحياء - فواصل الألوان، فالإشارة (رهن الإشارة!)، إن شئتها حمراء لا مانع، وإن سألتها اخضرارًا لَبَّتْكَ. (تناقضات) تغمرك كما السيلِ، إن وضعتك اللحظة تحت (رحى الأقنعة)، وإن داهمَتْكَ - كما الأفاعي - لسعاتُ (التملُّق)، وكأن الوجوه استُبدِلَت بها أنياب حاميات لا تُبقي ولا تذَر. ملعونةٌ هي الأقنعة ! *** حدِّث ولا حرج عن (شروقٍ بلون الغروب). *** حدِّث ولا حرج عن (توافقٍ بمعنى الاتفاق). *** حدِّث ولا حرج عن (تفاهمٍ بطعم الإملاء). *** حدث ولا حرج عن (تجاذُبٍ أكثر منه تلاصق)، وعن (تقارُبٍ أكثر من تطابُق)، وعن (تواؤُم أكثر منه تشابه). *** حدِّث ولا حرج عن (لباسٍ) تُفَصِّله وقتما تشاء على (القدِّ والمقاس)، تختار لونه وخامته وشكله، وتُقرِّر لمن ترتديه ولمن تخلعه. *** حدِّث ولا حرج عن لافتاتٍ - مُعلَّقة فوق الصدور - مكتوب عليها (أقنعة للبيع)! اللَّهم اصرف قلوبَنا إلى مؤانستك، وأَجْزِلْ حظنا من التمتع بعبادتك؛ فلا خير في مخلوقٍ تعلَّق بخلقك أكثر منك سبحانك.
-
مئنان هو الاستقرار في مواضع الصلاة، وعدم العجلة بالانتقالِ إلى الركن الذي يليه إلا بالبقاء قليلًا حتى يرجع كلُّ مفصلٍ وعظمٍ إلى مكانه. والأصل في ركنِ الاطمئنان ما جاء في الصحيحين عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - دخل المسجد، فدخل رجلٌ فصلى، ثم جاء فسلَّم على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فردَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - السلام قال : ((ارجع فصل، فإنَّك لم تصل))، فرجع الرجلُ فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسلم عليه، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وعليك السلام))، ثم قال : ((ارجع فصل، فإنَّك لم تصل))، حتى فعل ذلك ثلاثَ مراتٍ، فقال الرجلُ : والذي بعثك بالحقِّ ما أحسن غير هذا فعلِّمني، قال : ((إذا قمتَ إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتِك كلِّها)). فهذا الحديثُ الشريف المعروف بحديث المُسيء صلاته؛ نسبةً لهذا الرجلِ وهو خلاد بن رافع - رضي الله عنه - هو العمدة في بابِ الاطمئنان في الصلاة، وقد تبيَّن لنا أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لما أمرَ هذا الرجلَ بإعادةِ صلاته بسبب إخلاله بالاطمئنان - أنَّ الاطمئنانَ ركنٌ لا تصحُّ الصلاة إلا به. بعض الآثار والأقوال الدالة على أهمية هذا الركن : - رأى حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - رجلًا لا يتم ركوعَه ولا سجوده، فقال له : "ما صليتَ، ولو متَّ لمت على غير فطرةِ الله التي فطر عليها محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ صحيح البخاري، وفي روايةِ النَّسائي : أنَّ حذيفةَ - رضي الله عنه - قال له : "منذ كم تصلي هذه الصَّلاة؟" قال : منذ أربعين عامًا، قال : "ما صليتَ منذ أربعين سنة"؛ سنن النسائي الكبرى. - كان أنس بن مالك - رضي الله عنه - إذا رفع رأسَه من الركوعِ قام حتى يقول القائل : قد نسي، وبين السجدتين حتى يقول القائل : قد نسي؛ صحيح البخاري. - قال الشافعي وأحمد وإسحاق : من لا يقيم صلبَه في الركوعِ والسجود فصلاتُه فاسدة، لحديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تجزئ صلاةٌ لا يقيمُ الرجلُ فيها صلبَه في الركوع والسجود))؛ فتح الباري لابن رجب. - يقول الشيخ عطية سالم - رحمه الله -: "نخاطبُ بعض الناس الذين تراهم يركعون ولا يطمئنون في ركوعهم، فترى الواحدَ منهم كأنه ينفض شيئًا عن ظهرِه، وكذلك الجلسة بين السجدتين، ويقولون : مذهبنا أنه ركنٌ خفيف، فنقول : ليس في الأركانِ خفيف وثقيل، فالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يركع حتى يطمئنَّ راكعًا، ويرفع حتى يستقرَّ ويعود كل فقارٍ في مقره، ويعود كلُّ عظمٍ في مكانه، والحركة الخفيفة ليست استقرارًا "؛ (من دروس شرح الأربعين النووية). - يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "فالذي يفعل هذا؛ أي : لا يطمئنُّ بعد الرُّكوع - صلاتُه باطلة؛ لأنَّه ترك رُكنًا مِن أركان الصَّلاةِ"، إلى أن قال : "والآفةُ التي جاءت المسلمين في هذا الرُّكن : القيام بعد الرُّكوعِ، وفي الرُّكنِ الذي بين السجدتين كما يقول شيخ الإِسلام : إنَّ هذا من بعضِ أمراء بني أميَّة، فإنهم كانوا لا يطيلون هذين الرُّكنين، والنَّاسُ على دين ملوكهم، فتلقَّى النَّاسُ عنهم التَّخفيفَ في هذين الرُّكنين، فظنَّ كثيرٌ من النَّاسِ أنَّ ذلك هو السُّنَّة، فماتت السُّنَّةُ حتى صار إظهارُها من المنكر، أو يكاد يكون منكرًا، حتى إنَّ الإِنسان إذا أطال فيهما ظَنَّ الظَّانُّ أنه قد نسيَ أو وَهِمَ"؛ الشرح الممتع على زاد المستقنع. مسائل فقهية متعلقة بركن الاطمئنان : مسألة: ما حكم قضاء ما مضى من الصلواتِ بسبب الجهل بركن الطمأنينة؟ الجواب : يقول الإمامُ ابن تيمية : "فهذا المسيء الجاهل إذا علم بوجوبِ الطمأنينة في أثناءِ الوقت فوجبتْ عليه الطمأنينةُ حينئذٍ، ولم تجب عليه قبل ذلك، فلهذا أمره بالطمأنينة في صلاة ذلك الوقت دون ما قبلها"؛ مجموع الفتاوى (22/44). ويقول الشيخ ابن عثيمين : "الجهل هو : عدم العلم، ولكن أحيانًا يعذر الإنسان بالجهلِ فيما سبق دون ما حضر؛ مثال ذلك : ما ورد في الصحيحين من حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً جاء فصلى صلاة لا اطمئنان فيها، ثم جاء فسلم على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال له : ((ارجع فصل، فإنك لم تصل))، كرر ذلك ثلاثًا، فقال له : والذي بعثك بالحقِّ لا أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه، ولكنه لم يأمره بقضاءِ ما مضى؛ لأنَّه كان جاهلاً، إنما أمره أن يعيدَ الصلاة الحاضرة"؛ لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين. مسألة: ما حكم الاقتداءِ بالإمامِ الذي لا يطمئن في صلاتِه؟ وما العمل إذا اكتشفنا ذلك أثناء الصلاة؟ الجواب : يقول ابن عثيمين : "إذا كان الإمامُ لا يطمئنُّ في صلاتِه الطمأنينة الواجبة، فإنَّ صلاتَه باطلة، لأنَّ الطمأنينة ركنٌ من أركانِ الصلاة، وقد ثبت في الصحيحين وغيرِهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً جاء فصلَّى صلاةً لا يطمئن فيها، ثم جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسلَّم عليه فرد عليه السَّلام وقال : ((ارجع فصلِّ، فإنك لم تصلِّ... الحديث))، فبيَّن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ هذا الرجلَ لا صلاةَ له؛ لأنه لم يطمئن، وكرره ثلاثًا ليستقرَّ في ذهنه أنَّ صلاته غير مجزئة، ولأجلِ أن يكونَ مستعدًّا تمام الاستعداد لتلقي ما يعلمه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإذا كان كذلك فإنَّ هذا الإمام الذي لا يطمئن في صلاتِه لا تصحُّ صلاته، ولا يصح الاقتداء به، وعليه أن يتقي الله - عزَّ وجلَّ - في نفسِه وفي من خلفه من المسلمين، حتى لا يوقعهم في صلاةٍ لا تنفعهم، وإذا دخلتَ مع الإمام ثم رأيته لا يطمئنُّ فإنَّ الواجبَ عليك أن تنفردَ عنه، وتتم الصلاة لنفسك بطمأنينة حتى تكون صلاتك صحيحة، وهذه المسألة أعني : عدم الطمأنينة؛ ابتلي بها كثير من الناس في هذا الزمن، ولا سيما في الركنين اللذين بعد الركوعِ وبين السجدتين، فإنَّ كثيرًا من النَّاسِ من حين ما يرفع من الركوع يسجدُ، ومن حين ما يقومُ من السجدةِ الأولى يسجد الثانية بدون طمأنينة، وهذا خلاف هدي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخلاف ما أمر به الرجلَ الذي قال له : ((ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا))، وكان أنس بن مالك - رضي الله عنه - يصلِّي فيطمئن في هذين الركنين، حتى يقول القائل : قد نسي من طول ما يطمئن فيهما، عكس ما عليه النَّاسُ اليوم. نسأل الله لنا ولهم الهداية. فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين. هذا ما تيسَّر جمعُه فيما يتعلق بهذا الركن المهم من أركان الصلاة، وأسأل الله أن يهدينا والمسلمين جميعًا إلى سواءِ السبيل، وصلَّى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
-
[size=32]عندما ينقطع الرجاء إلا من الله[/size] تظلم الدنيا بأسرها، وتغلق الطرقات بسواد مكلوم، وتتناثر قطرات الألم في الزوايا والحنايا والربوع، والصرخة المكتومة تتسرب بين الضلوع، إنه لا ثم رجاء في الأشياء من حولنا! الأمل كلمة تحتاج إلى دعم واقعي حتى تتحقق، لقد عاشت بين فراغات سطور الروايات وحروف أبيات الشعراء الحالمين، إنهم رددوها كثيرًا حتى صارت لا تعني شيئًا إلا الخيال صعب التحقق! كلهم يتحدثون عن أمل في غد غير مقدور عليه من أحد، وعن تحد لا يملك أحد مقدراته، بل إنهم يتكلمون عن عمر لا يستطيع أحدهم ضمان استمراره ولو لدقائق معدودة! كلنا يعمه الضعف، كلنا يحتويه الوهن، كلنا يقعده الفيروس غير المرئي والبكتيريا المندسة والميكروبات الحقيرة! أي قوة إذن نمتلكها؟! وأي قدرة نعول عليها في آمالنا المزعومة؟ وأي ضمان نستطيع أن نعطيه حتى لأنفسنا حتى نحدثها عن غد مرجو؟! إن الأشياء من حولنا أقوى منا بالفعل، أقوى بمراحل كبيرة، الجماد أقوى، الزمن أقوى، الهم أقوى، المرض أقوى، كل ما يحيط بنا يكاد أن يكون أقوى منا، يا للضعف البالغ الذي نعانيه في كل لحظة! حتى نفوسنا التي بين جنباتنا تتقوى علينا بهواها ورغباتها وشهواتها، حتى نفوسنا تكسرنا فنستذل لها فنجد ذواتنا منهارة أمامها ترتكب القبائح التي ربما ترفضها، وتسكت عن الرذائل التي تعلن أنها تستنكرها، حتى نفوسنا صارت من أعدائنا، فأي حياة يعيشها المرء إذن إذا كان ضعيفا أمام نفسه؟! أما القلوب، فأمرها أشد وأخطر، ففراغاتها مليئة بمحبة الأشياء الراحلة عادة، وداخلًا تعلق بالظواهر دون الحقائق، فترى كثيرًا من القلوب سهلة التقلب، سريعة التأثر بالانحراف، مستعدة لتشرب الخطأ! حتى من نحب، ما نلبث أن نفارقهم، أو نختلف معهم، أو نقف عاجزين أمام آلامهم أو محنهم، ويلفنا الصمت المطبق أمام صرخاتهم الجريحة.. يا لها من خيبة عميقة! إنها حياة بئيسة تلك التي نعدها كامل نرتجيه، وضعف مطبق يلفنا لا يكاد يصلح أن نرتجي معه إنجاز شيء نفتخر به! إنها الآية الربانية الإيمانية العظمى تنادينا بكل معنى من معاني الحياة، إن الرجاء كله يجب أن يكون مع الله، والأمل كله يجب أن يكون في الله. إنها آية لا تبين إلا لمن وثق في الله لا غيره، وأيقن أنه لا حل إلا اللجوء إليه سبحانه، مُتجردًا من أثر الأشياء، وذاهلًا عن أثر الأسباب من حوله، فهو عندئذ مستعد لتلقي معاني الانتصار. فالغد يشرق توكلا على قادر على إشراقه، فشمسه تجري بأمره، ونوره يسطع بحوله وقدرته، وما دون ذلك فظلام دامس وعمى محيط.. والمرض يتصاغر أمام قدرته العظمى سبحانه، فالطب والدواء يعجز، والقدرة الأسمى تقدر الخير للمريض، فتجد اختيار الأفضل له على كل حال. والأشياء والجمادات والجبال والأحجار والبحار تسخر لنا من حولنا إن نحن سرنا في منظومة ما يحبه الله ويرضاه، فهو القوى المتعال، فالجبال تسبح، والبحار تخضع، والجمادات تهتز وتتهافت.. الظالمون ينكسرون في طرفة عين بقدرة القوي الأعلى، والمتجبرون يصيرون نسيًا منسيًا، كيف لا والصخور تصير هباءًا منثورًا بأمره سبحانه! أعمارنا والزمان من حولنا يعنى معان جديدة بعبوديتنا لله سبحانه، فالعمر تحتويه البركة التي تعظم لحظاته، وتعينه على الإنجاز والعمل المتقن، والزمان يصبح له معنى آخر، فكل لحظة لها قيمة، إذ إنها تحسب في ميزان الصالحات، فكل لحظة بمنزلة عليا وعمل صالح وقرب واقتراب. إنه أمل حقيقي إذن، ليس كذلك المتوهم في كلام الشعراء بعيدًا عن الله سبحانه، ورجاء فعلي موثوق، ليس كما يسطره الضعفاء متعلقين بزخرف زائل، إنه الرجاء في القادر العظيم، والعزيز الحكيم، رب العالمين. إن الحقيقة العظمى التي يجب أن تدور حولها حياتنا هي حقيقة أن لا حول ولا قوة إلا بالله، فحولنا واهن وقوتنا راحلة، وأجسادنا فانية، وميراثنا منتقل، والأمر كله في النهاية لله سبحانه، فالفناء ينتظرنا، والموت هو المثوى المنتظر لكل متوهم للقوة أو الجبروت، والجميع زائل إلى يوم يقول فيه الجبار : {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]. دعني إذن أعيد صياغة العبارات، فالدنيا سوداء مظلمة [size=32]إلا بنور الهداية الإيمانية، والطرق مسدودة [size=32]إلا[/size] الطريق إلى الإيمان بالله سبحانه، والهموم تعتري الجميع، [size=32]إلا[/size] الملتجئين إلى الرحمن الرحيم، المتوكلين عليه، الآملين في رحمته، الراجين نصرته وتوفيقه وفضله، وهو ذو الفضل العظيم.[/size]
-
[size=32]علامات قبول العمل الصالح .[/size] د. بيومي إسماعيل إنّ المسلم يعملُ العمل راجياً من الله القبول ، وإذا قبل الله عمل الإنسان فهذا دليل أن العمل وقع صحيحاً على الوجه الذى يحب الله تبارك وتعالى، قال الفضيل بن عياض : "إن الله لا يقبل من العمل إلا أخلصه وأصوبه، فأخلصُه ما كان لله خالصاً، وأصوبُه ما كان على السنة" وذكر الله تبارك وتعالى أنه لا يقبل العمل إلا من المتقين : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ} (المائدة: 27). فكيف يعرفُ الإنسان أن عمله قد قبل وأن الجُهد الذى قام به أتى ثمرته؟ ذكر علماؤنا أنّ للقبول أمارات، فإذا تحققت فعلى العبد أن يستبشر، والتى منها : عدم الرجوع إلى الذنب : إذا كرِه العبد الذنوب وكرِه أن يعود إليها فليعلم أنه مقبول، وإذا تذكر الذنب حزن وندم وانعصر قلبه من الحسرة فقد قُبلت توبته، يقول ابن القيم فى مدارج السالكين : "أما إذا تذكر الذنبَ ففرح وتلذذ فلم يقبل ولو مكث على ذلك أربعين سنة" قال يحيى بن معاذ : "مَن استغفر بلسانه وقلبُه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعصية ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول فى وجهه مسدود". زيادة الطاعة : ومن علامات القبول زيادة الطاعة : قال الحسن البصرى : "إن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها، فإذا قبل الله العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة، ويصرفه عن المعصية" ، وقد قال الحسن: "يا ابن آدم إن لم تكن فى زيادة فأنت فى نقصان". الثبات على الطاعة : وللثباتِ على الطاعة ثمرة عظيمة كما قال ابن كثير الدمشقى- حيث قال رحمهُ الله : "لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه يوم القيامة" فمن عاش على الطاعة يأبى كرم الله أن يموت على المعصية، وفى الحديث : "بينما رجلٌ يحجُّ مع النبي صلى الله عليه وسلم فوكزته الناقة فمات فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : "كفنوه بثوبيه فإنه يبعث يوم القيامة ملبّياً". ويحذر النبيّ صلى الله عليه وسلم ويقول : "لا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل على رقبته جملاً له رغاء فيقول يا محمد يا محمد! فأقول قد بلغتك". وقال عن الرجل الذى سرق من الغنيمة إن الشملة التى سرقها لتشتعل عليها ناراً. طهارة القلب : ومن علامات القبول أن يتخلص القلب من أمراضه وأدرانه فيعود إلى حب الله تعالى وتقديم مرضاته على مرضاة غيره- وإيثار أوامره على أوامر من سواه، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يترك الحسد والبغضاء والكراهية، وأن يوقن أن الأمور كلها بيد الله تعالى فيطمئن ويرضى، ويوقن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليُخطئه، وبالجملة يرضى بالله وبقضائه ويحسن الظن بربه. تذكر الآخرة : ومن علامات القبول نظر القلب إلى الآخرة، وتذكر موقفه بين يدى الله تعالى وسؤاله إياه عما قدم فيخاف من السؤال، فيُحاسب نفسه على الصغيرة والكبيرة، ولقد سأل الفضيل بن عياض رجلاً يوماً وقال له : كم مضى من عمرك؟ قال : ستون سنة، قال : سبحان الله منذ ستين سنة وأنت فى طريقك إلى الله! قربت أن تصل، واعلم أنك مسئول فأعد للسؤال جواباً، فقال الرجل : وماذا أصنع، قال : أحسِن فيما بقى يغفر لك ما مضى وإن أسأت فيما بقى أخذت بما بقى وبما مضى. إخلاص العمل لله : ومن علامات القبول أن يخلص العبدُ أعماله لله فلا يجعل للخلق فيها نصيباً، لأن الخلق في الحقيقة ما هم إلا تراب فوق تراب- قيل لأحد الصالحين- هيا نشهد جنازة فقال : اصبر حتى أرى نيتى، فلينظر الإنسان منا نيته وقصده وماذا يريدُ من العمل، وقد وعظ رجلٌ أمام الحسن البصرى فقال له الحسن يا هذا لم أستفد من موعظتك، فقد يكون مرض قلبي وقد يكون لعدم إخلاصك. نسأل الله تعالى القبول والإخلاص فهو وليّ ذلك والقادر عليه.
-
يا غلام ، إني مُعلمك كلمات د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان عن حنش الصنعاني عن عبدالله بن عباس قال : كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فلتسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"[1]. من فوائد الحديث : ********************** 1- ملاطفة النبي - صلى الله عليه وسلم - للصغار، حيث إنه أركب الغلام خلفه، وتحدث معه. 2- أن من حفظ الله حفظه، ومن ضيع دين الله فقد أضاع نفسه، ولن يحفظه الله. 3- أن الضر والنفع بيد الله. 4- علق رجاءك، وأملك بالله، ولا تلتفت للمخلوقين[2]. 5- العناية بالصغار، وإرشادهم وتوجيههم. 6- أن العلم يؤخد شيئًا فشيئًا، يؤخد كلمات يسيرة أول شيء، ثم ينمو ويزداد، ولا يؤخد العلم دفعة واحدة. من قوله : "إني أعلمك كلمات". 7- أن الجزاء من جنس العمل. فإذا حفظت دين الله حفظك الله. 8- أن الله سبحانه قريب من عباده، فإذا طلبت شيئًا فاطلبه من الله. 9- سؤال الناس فيما يقدرون عليه جائز، لكن الأولى بالعبد أن يتعفف عن سؤال الناس. والسؤال فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر. 10- الإيمان بالقضاء والقدر[3]. 11- رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن عباس أهلًا للوصية والنصيحة مع صغره لذا أوصاه ونصحه[4]، وهو وإن كان الكلام موجهًا لابن عباس، لكنه أيضًا للأمة. 12- تعليم الأبناء على هذه المبادئ العظيمة التي تضمنها هذا الحديث. 13- الشباب طاقة الأمة، وأملها الكبير، لذا كان الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يحرص أشد الحرص، ويهتم أشد الاهتمام بهذا الجيل. 14- ألا نتأفف من مجالسة الصغار، ومخالطتهم، والاستماع لهم، فها هو المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحملهم معه ويحادثهم، ويباسطهم في الحديث. 15- على المربي والواعظ أن يلتفت لأسلوب التشويق، وأدوات التنبيه، من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا غلام! ألا أعلمك"[5]. 16- الحرص على الوقت واستغلاله؛ بما يعود بالنفع على المكلف في الدنيا والآخرة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يستغل وقته حتى أثناء تنقله من مكان إلى آخر، فقال هذه الوصية عندما كان ابن عباس رديفه على الدابة[6]. 17- تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولين جانبه. 18- أن كل شيء منتهي ومكتوب، ومفروغ منه، فلم الحسرة والندم. 19- أهمية التوحيد، والعقيدة الصحيحة، وخاصة إذا تعلمها الإنسان وقت الصغر، فإن لها شأنًا عظيمًا في الثبات. 20- فيه تعليم الصغار وغيرهم على الثقة بالنفس، بعد الثقة بالله أولًا، وعدم الخنوع، والاستسلام أمام المحن والشدائد. *************************************** [1] أحمد 2669، الترمذي 2516، وقال : حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع 7957. [2] من 1- 4 مستفاد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين ص 204- 205. [3] من 5- 10 مستفاد من المنحة الربانية شرح الأربعين النووية للشيخ الفوزان ص 174- 175. [4] شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد 1/53. [5] من 13- 15 مستفاد من إيضاح المعاني الخفية في الأربعين النووية لمحمد تاتاي 145. [6] قواعد وفوائد من الأربعين النووية لناظم سلطان ص 178.
-
قال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (2/365) : "كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكراً منه لله، وإخباره عن أسماء الرب وصفاته، وأحكامه، وأفعاله، ووعده ووعيده، ذكراً منه له، وثناؤه عليه بآلائه، وتمجيده وحمده وتسبيحه ذكراً منه له، وسؤاله ودعاؤه إياه، ورغبته ورهبته ذكراً منه له، وسكوته وصمته ذكراً منه له بقلبه، فكان ذاكراً لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه ومسيره، ونزوله وظعنه وإقامته". قال ابن جزي الكلبي رحمه الله في ((تفسيره)) : واعلم أن الذكر على أنواع كثيرة، منها : التهليل، والتسبيح، والتكبير، والحمد، والحوقلة، والحسبلة، وذكر كل اسم من أسماء الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والاستغفار، وغير ذلك. ولكل ذكر خاصيتة وثمرته : وأما التهليل : فثمرته التوحيد : أعني التوحيد الخاص، فإن التوحيد العام حاصل لكل مؤمن، وأما التكبير : فثمرته التعظيم والإجلال لذي الجلال، وأما الحمد والأسماء التي معناها الإحسان والرحمة كالرحمن الرحيم والكريم والغفار، وشبه ذلك : فثمرتها ثلاث مقامات، وهي الشكر، وقوة الرجاء، والمحبة، فإن المحسن محبوب لا محالة، وأما الحوقلة والحسبلة : فثمرتها التوكل على الله والتفويض إلى الله ، والثقة بالله، وأما الأسماء التي معناها الاطلاع والادراك كالعليم والسميع والبصير والقريب وشبه ذلك : فثمرتها المراقبة، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فثمرتها شدة المحبة فيه، والمحافظة على اتباع سنته، وأما الاستغفار : فثمرته الاستقامة على التقوى، والمحافظة على شروط التوبة مع إنكار القلب بسبب الذنوب المتقدمة.
-
أول مولود في الإسلام بالمدينة د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَتْ : فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ : «دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ»[1]. من فوائد الحديث : 1- حرص الصحابة على إحضار أولادهم عند النبي -صلى الله عليه وسلم- لالتماس بركته. 2- استحباب الدعاء للأبناء. 3- استحباب تحنيك الصبيان حال الولادة. 4- استحباب أن يكون التحنيك بالتمر، لهذا الحديث، ولغيره من الأحاديث، فإن لم يتيسر، فلو بشيء حلو[2]. 5- بركة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبركة يده، وريقه، ودعائه[3]. 6- سماع الصغير، وضبطه للسنن، وقبول الأداء منه حال الكبر[4]. ***************************** [1] البخاري 3909. [2] فتح الباري 9/588. [3] حاشية السندي على صحيح البخاري 1/215. [4] مستفاد من عمدة القاري للعيني 3/63.
-
[size=32]مـع الله[/size] أنور الداود النبراوي الله هو المألوه صدقا، وهو المعبود حقا، تألهه القلوب، وتتعلق به النفوس، وإليه تأنس الأرواح وتشتاق، ولله يتأله من في السماء والأرض : ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 3]. هو الله المستحق لمعاني الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، وسلطانه في الأرض وفي السماء : ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ [الزخرف: 84]، فأهل السماوات كلهم، والمؤمنون من أهل الأرض، يعبدون الله، وإيَّاه يعظمون، ويخضعون لجلاله، ويفتقرون لكماله. هو الله الذي له صفات الكمال والجمال والجلال، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة)) (متفق عليه). الله علمٌ على الرب تبارك وتعالى، وهو الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]. الله هو الاسم الأعظم الذي لم يسمَّ به غير الله عز وجل : ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65], وهو الاسم الذي يتضمن جميع الأسماء الباقية لله جل في علاه : ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]. الله جل جلاله .. العبودية كلها لا تنبغي إلا له، ولا تكون إلا له وحده لا شريك له، ولله وحده تمام العلم وكمال الحلم، يعلم الحاضر والغائب، وله الرحمة الواسعة، والرحمة الواصلة إلى جميع مخلوقاته : ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحشر: 22]. هو الواحد المعظم والمقدس، ذو الجلال والإكرام، المنزه عن الضد والند، والشبيه والشريك، ليس له مثيل ولا عديل، وتعالى سبحانه عن المساوي والمكافي : ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر: 23]. الله خالق كل شيء، وخالق السماوات السبع والأرضين، وخالق الخلق أجمعين، البشر كلهم؛ عربهم وعجمهم، على اختلاف أشكالهم وألوانهم؛ تحت عزته وقوته، وتحت علمه وحكمته : ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 24]. الله هو الواحد الأحد، الذي يحيي ويميت، وهو رب العالمين ، ورب كل شيء ومليكه، الخشوع والخضوع لا ينبغي إلا له وحده، قوي غالب قاهر شديد المِحَال، والشريك والصاحبة والولد في حقه مُحَال : ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [النساء: 171]. عن بريدة رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : ((اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد))، فقال : ((والذي نفسي بيده، لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)) (رواه أبو داود، وصححه الألباني). الله سبحانه وتعالى يتعرف إلى عباده ويتودد إليهم باسمه العظيم (الله).. كلَّم الله موسى عليه السلام تكليمًا، في بقعة مباركة، وفي ليلة ظلماء باردة، ورأى الكليم بجانب الطور نارًا : ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [القصص: 30]، سبحانه هو الله يصطفي من خلقه من يشاء ويختار : ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ﴾ [طه: 13، 14]. وعرَّف الله نفسه إلى عبده الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أعظم آية في كتابه، فقال : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]. إلى الله وحده تحن أرواح المؤمنين، وهو وحده الذي تحبه القلوب وترجوه، والقلوب لا تسكن إلا إلى الله، ولا تطمئن إلا بذكره : ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. في الشدائد كل الخلائق إلى الله يفزعون، وعند قضاء الحوائج إليه وحده يلجئون، وفي كل الأحوال عند بابه يدعون ويتضرعون. الله هو المجير لجميع الخلائق من كل المضار : ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 88، 89]. الله هو المنعم المتفضل بالإحسان والنعم قبل استحقاقها، وهو سبحانه المحمود والمشكور وحده على كل فضل وإحسان ونعمة : ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]. وهو الصمد، المطْعِم الذي لا يَطْعَم، الغني المستغني عن مخلوقاته : ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14]. والله عزَّ وجل هو وحده من سبَّب الأسباب بحوله وقوته، وأوجد الأشياء كلها من عدم، ثم أمدّ من شاء منها بالنعم : ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78]. الله تحار فيه القلوب والعقول : ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]. البشر جميعا لا يستطيعون الإحاطة ولو باليسير من علم الله جل وعلا : ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]. وإذا تدبر العبد اسم الله عرف أن الله تعالى له الصفات المقدسة، والأفعال العليّة، وجميع معاني الألوهية، فأوجب ذلك للعبد أن يتعلق بربه حبا وخوفا ورجاء، وأن ينيب إليه في كل أموره، وأن يقطع الالتفات إلى غيره من المخلوقين ممن ليس لهم حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-
[size=24]ترك القران يتلى دون الاستماع اليه [b][size=24]السؤال: أنا أترك إذاعة القرآن شغالة وأنا في البيت ، وأيضا وأنا خارج البيت ؛ فهل هذا ممكن أم لا؟ الجواب: الحمد لله الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات عند تلاوته مندوبٌ شرعًا ، واختُلف في وجوبه على قولَين، أصحُّهما : عدَم الوجوب ، إلا حال الصَّلاة فيجب ، وهو قول جماهير أهل العلم. إلا أنَّه ينبغي على المسلم الحرص على الإنصات عند تلاوة القرآن وعدم الانصراف عنه إلا لشغل أو حاجة؛ فهذا من تعظيم القرآن وتوقيره واحترامه وأما ما يتعلق بترك إذاعة القرآن الكريم تعمل وأنت في البيت أو خارجه، مستيقظًا أو نائمًا، فلا باس بذلك على ألا يكون حول القرآن الكريم المتلو ما يشوّش عليه، أو يكون حولَه صَخَبٌ ولغَطٌ وخوضٌ في الكلام، أو يكون في مكانٍ غير لائق، فالأولى إغلاق الإذاعة في مثل هذه الحال ؛ فهذا من تعظيم القرآن وتوقيره المأمور به والمندوب إليه. سُئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: ما حكم تشغيل الراديو أو المسجل في المنزل على القرآن الكريم، وذلك خلال الخروج من المنزل لزيارة أهل أو أقرباء؟ فأجاب: "لا حرج في ذلك، إذا كان ما حوله لغط، إذا كان ما حوله مَن يلغط أو يتكلم بغير حاجة فلا بأس، أما فتح الراديو على القرآن وحوله من يلغط ويتكلم ويخوض فلا، تركه أولى ، يصك؛ لأن هذا فيه نوع امتهان للقرآن، أما إذا فتح ولا عنده أحد، وعنده أحد يستمع أو ساكت أو نائم لا بأس" انتهى. والله تعالى أعلم.[/size][/size][/b]
-
[b]وقد جاء التحذير من الكذب لإضحاك الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث، فيكذب ليضحك به القوم ويل له، ثم ويل له. والحديث قوى إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله .فالكذب مذموم أصلا ولا يصلح في جد ولا هزل، كما قال ابن مسعود: إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل. ولعل من الحكمة في النهي عنه ولو في المزاح ما ذكره بعض أهل العلم من أنه يجرّ إلى وضع أكاذيب ملفقة على أشخاص معينين يؤذيهم الحديث عنهم، كما أنه يعطي ملكة التدرب على اصطناع الكذب وإشاعته فيختلط في المجتمع الحقّ بالباطل والباطل بالحقّ، وقد جاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. [/b]
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى سؤال عن العدد الذى تصح به صلاة الجمعة , وعلى أى مذهب , أجاب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى قائلا : " ما ذاد على الإثنين فهو جماعة , لأن العدد إما مفرد , وإما مثنى , وإما جمع , إذن فهو ثلاثة , إثنان سوى الإمام. - هذا عند الإمام أبو حنيفة , ولكن عند الشافعية- يشترط أن يكون عدد 40 , إنما القياس فمع أبى حنيفة , فالأرجح هو أبى حنيفة " المصدر: حلقة تليفزيونية مسجلة ,,, ايضاح العدد إما مفرد , وإما مثنى , وإما جمع , إذن فهو ثلاثة , إثنان سوى الإمام يجلسا للإستماع , بينما يقف الثالث ليخطب فيهم , هذا عند الإمام أبو حنيفة , ولكن عند الشافعية يشترط أن يكون عدد 40 , إنما القياس فمع أبى حنيفة
-
[size=32]خصائص الشريعة الإسلامية :[/size] [b][size=24]1- ربانية المصدر : بمعنى أن مصدر الشريعة هو الله سبحانه و تعالى، كما أن أحكامها تهدف إلى ربط الناس بخالقهم، وبناء على ذلك يجب على المؤمن أن يعمل بمقتضى أحكامها، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ...﴾ [سورة الأحزاب، الآية 36]، وقال أيضا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [سورة النساء، الآية 65]. وقد نتج عن خاصية الربانية عدة نتائج، أهمها: - خلو أحكام الشريعة الإسلامية من أي نقص، لأن شارعها هو الله صاحب الكمال المطلق. - عصمتها من معاني الجور والظلم تأسيسا على عدل الله المطلق. - قدسية أحكامها عند المؤمن بها إذ يجد في نفسه القدسية والهيبة تجاهها. 2- الشمولية (زمانا، مكانا، إنسانا وأحكاما ) : أ. من حيث الزمان: بمعنى أنها شريعة لا تقبل نسخا أو تعطيلا، فهي الحاكمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ب. من حيث المكان: فلا تحدها حدود جغرافية، فهي نور الله الذي يضيء جميع أرض الله. ج. من حيث الإنسان: فالشريعة تخاطب جميع الناس بأحكامها، لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [سورة سبأ، الآية 28]. ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا...﴾ [سورة الأعراف، للآية 158]. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنبياء، الآية 107]. ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [سورة الفرقان، الآية 1]. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ فأيما رجل من أمتي أدركتـه الصلاة فليصـل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحـد قبلي، وأعطيت الشفاعـة، وكان النبي يبعث إلى قومـه خاصة ويبعث إلى الناس عامة" رواه البخاري- الفتح رقم (353). ومسلم رقم (521). د. من حيث الأحكام: إن أحكام الشريعة تناولت جميع شؤون الحياة، فقد رسمت للإنسان سبيل الإيمان وبينت شروط وتبعات استخلافه، وتخاطبه في جميع مراحل حياته، وتحكم جميع علاقاته بربه وبنفسه وبغيره. 3- الواقعية : أنها تراعي واقع الحياة الذي يعيش فيه الناس، فالشرائع التي في الاسلام ملائمة لفطرة الإنسان وواقعه وحياته ، ولهذا فهي قادرة على إسعاد البشرية كلها . فكل عقائد الإسلام ليس فيها شيء غير واقعي، فالإيمان لابد أن يكون بإله واحد لا شريك له حتى تجتمع حواس الإنسان وإرادته وتكون كلها لله سبحانه وتعالى . ومن واقعية شريعة الإسلام أنها أفرت بأن الإنسان مفطور على الميل إلى اللهو والمرح والترويح عن النفس، فضبطت ووجهت تلك الغزيرة، ولم تمنعها وتكبتها، بل هذبتها، وأباحت كل لهو ليس فيه محرم وصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وحرمت ما اشتمل على ضد ذلك، كالغناء بآلات اللهو والطرب والموسيقى والكلام الفاحش البذيء، وأباحت الشعر والإنشاد بالدف وبالكلام المباح .وقد غنت جاريتان بالدف عند عائشة رضي الله عنها في بيت النبي عليه الصلاة والسلام، فانتهرهما أبوبكر أنكر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلمدعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد( رواه البخاري ومسلم 4- الوسطية: "الوسطية هي: تحقيق لمبدأ التوازن الذي تقوم عليه سنة اللَّه في خلقه، وفق نظام رباني، ومشيئة إلهية، ولحكمة أرادها اللَّه - تعالى -، وتقدير مسبق، وثوابت وسنن لا تبديل لها، وهذا التوازن الذي يعني في الوقت نفسه الاعتدال، والتكافؤ بين العناصر والمقومات والمكونات جميعاً، والتكامل فيما بينها؛ هو القاعدة الثابتة للوسطية، وهو الخاصية الجوهرية التي تتميّز بها، فإذا انتفى هذا التوازن فقدت الوسطية عنصرها الأساس؛ لأنها في هذه الحالة تميل مع الأهواء فتصبح تفريطاً أو إفراطاً، وهما بابان من أبواب التطرف في أحد الاتجاهين الإيجابي أو السلبي، وإن كان لا خير في التطرف من حيث هو وإن حسنت النوايا؛ لأنه شرٌّ كلّه، وعاقبته وخيمة في جميع الأحوال" 5- الجمع بين الثبات والمرونة: من أجلى مظاهر "الوسطية"، التي تميزت بها رسالة الإسلام، وبالتالي يتميز بها مجتمعه عن غيره: التوازن بين الثبات والتطور، أو الثبات والمرونة. فهو يجمع بينهما في تناسق مبدع، واضعا كلا منهما في موضعه الصحيح.. الثبات فيما يجب أن يخلد ويبقى، والمرونة فيما ينبغي أن يتغير ويتطور. وهذه الخصيصة البارزة لرسالة الإسلام، لا توجد في شريعة سماوية ولا وضعية. فالسماوية ـ عادة ـ تمثل الثبات، بل الجمود أحيانا، حتى سجل التاريخ على كثير من رجالاتها وقوفهم في وجه الحركات العلمية، والتحريرية الكبرى، ورفضهم لكل جديد في ميدان الفكر أو التشريع أو التنظيم. وأما الشرائع الوضعية، فهي تمثل ـ عادة ـ المرونة المطلقة، ولهذا نراها في تغير دائم، ولكن الإسلام، الذي ختم الله به الشرائع والرسالات السماوية، أودع الله فيه عنصر الثبات والخلود، وعنصر المرونة والتطور معا، وهذا من روائع الإعجاز في هذا الدين، وآية من آياته عمومه وخلوده، وصلاحيته لكل زمان وكل مكان. ونستطيع أن نحدد مجال الثبات، ومجال المرونة، في شريعة الإسلام ورسالته الشاملة الخالدة، فنقول: إنه الثبات على الأهداف والغايات، والمرونة في الوسائل والأساليب. الثبات على الأصول والكليات، والمرونة في الفروع والجزئيات. الثبات على القيم الدينية والأخلاقية، والمرونة في الشؤون الدنيوية والعلمية. 6- الجمع بين الجزاء الدنيوي والأخروي: تتفق الشريعة مع القانون الوضعي في توقيع الجزاء على المخالف لأحكامها في الدنيا، في حين لا تمتد يد القانون الوضعي إلى معاقبة الإنسان في آخر ته بينما تعاقب الشريعة مخالفيها في الآخرة، فهي تجمع بين الجزاءين معا. 7- الموازنة بين مصالح الفرد والجماعة: إن الشريعة - على خلاف القوانين الوضعية - توازن بين مصالح الفرد والجماعة فلا تميل إلى الجماعة على حساب الفرد، ولا تقدس الفرد على حساب الجماعة. وما من شك في أن المنهج الاسلامي يهتم ويركز على التوازن بين مصالح الإنسان ومجتمعه حتى لا تطغى المصلحة الذاتية الأنانية على مصلحة الجماعة. إن ذلك يوضح أن الفرد هو جزء من النسيج الاجتماعي الذي يحيا فيه وهذا يستدعي أن نقول أن إذا صلح الفرد صلح مجتمعه. 8- اليسر ورفع الحرج : تميزت شريعتنا الغراء برفع الحرج عن المكلفين والتيسير عليهم، ومن مظاهر اليسر ورفع الحرج : - عدم مؤاخذة المكلفين في حالة فقدان الإرادة على الفعل وغياب القصد ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلمرفع القلم على ثلاثة : النائم حتى يستسقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل . أخرجه الترمذي - التخفيف من تكاليف الشرعية فى حالة معينة : ومن ذلك ترخيصه فى الإفطار خلال شهر رمضان للمسافر والمريض و المرأة الحائض و النفساء والحامل و المرضع . - إسقاط بعض التكاليف الشرعية وتعويضها بأخرى ومن ذالك تعويض الوضوء بالتيمم عند المرض أو فقدان الماء أو الخوف من المرض المزمن . - الترخيص بإرتكاب بعض المخالفات : كإباحة تناول الميق للمبطل وشراب الخمر من أشرف على الهلاك ولم يجد ماء لشدة العطش أو النطق بكلمة الكفر من الإقرار بالإيمان لمن أكره على ذاك . - رفع بعض التكاليف الشاقة التى أوجبها الله تعالى على الأمم السابقة : كقتل النفس لمن أراد التوبة أو قطع مكان النجاسة من الثوب للطهارة ... وهناك أيضا خصائص أخرى كثيرة لكن أنا اكتفيت في البحث بهذه الخصائص أرجوا الاستفادة[/size][/b]
-
[b][size=24] [size=18][size=24]السؤال : [/size][size=24]ماحكم وضع صور الاطفال الصغار في التواقيع او في منتتديات الصور او ما شابه ذلك وقد يكون مكتوب عليها اية او حديث او كلمة دعوية؟؟[/size] [/size] [size=18][size=24] الجواب : [/size][size=24]لا يجوز وضع الآيات القرآنية في التواقيع ؛ لأن القرآن ما أُنْزِل لهذا ! وهل أُنْـزِل القرآن لِـتُزيَّن به المجالس ، وخَلفيات التصاميم ، ويُجعل في التواقيع على أنه زينة وليس للعبرة والتأمل والتَّدبُّـر ؟[/size][size=24] الجواب : [/size][size=24]لا إنما أُنْزِل القرآن لِـيُعْمَل به ، ولِتِلاوته ، وتدبّره . [/size][size=24] قال تبارك وتعالى : [/size][size=24]( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا ) [/size][size=24]وقال عزّ وَجَلّ : [/size][size=24]( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ )[/size][size=24] فلا يَجوز أن تُجعل مثل هذه التصاميم خلفيات ولا شِعارات ، سَواء للجوال أو للمواقع ، أو في التواقيع والأسماء . ويُمكن أن يُجْعَل بدل ذلك عبارات مُؤثِّرة ، أو أبيات شِعر ، أو كلمات مِن مأثور الْحِكَم ، ونحو ذلك . ومما يُنبَّـه عليه في هذا السِّيَاق أن بعض الرسامين والمصمِّمِين قد يتلاعب بهم الشيطان حتى يجعلوا آيات الله على صورة طير ، أو على صورة حيوان ، أو على صورة ثِمار ، فنجد أن الآيات قد جُعِلَتْ على هيئة طير مثلا ، فإذا دَقَق الناظِر فيها النظر رأى مِن خلال ذلك الآيات في داخل ذلك التصميم ويشتدّ الأمر إذا ما وُضعت الآيات القرآنية على خلفيات صور ذوات أرواح وهذا لا شكّ أنه استخفاف بآيات الله . والاستخفاف بها كُفْر . نسأل الله السلامة والعافية . [/size][/size] [size=18][size=24]وفي بعض الصور يتم تصوير بعض الآيات أو بعض الصفحات من المصحف ، ثم يُوضع عيها سبحة أو نظارة ! أو غير ذلك من لصور والتصاميم ! ولربما وُضِعت صورة الآيات أو صورة القرآن خلف صورة إنسان ! فيكون الواقف كأنه جعل القرآن وراء ظهره ! وهذا قد يُراد به الخير ! ولكن : كم مِن مُريد للخير لم يُصبه ! كما قال ابن مسعود رضي الله عنه . [/size][/size] [size=18][size=24] [/size][size=24]الشيخ : عبد الرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض[/size][/size][/size][/b]
-
[size=24][b]السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحكمه من الاذان في اذن المولود ما هي الحكمة من الاذان في اذن المولود؟ أمرنا الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأن نؤذن في أذن المولود اليمنى ونقيم الصلاة في الأذن اليسرى، ونحن كمسلمين نقوم بذلك وبعضنا قد لا يعي الفائدة والحكمة من ذلك. فمن المعروف أن الأذان تتبعه الإقامة وتتبعهما بعد ذلك الصلاة، ولكن المولود لا يصلي، فالصلاة تكون عند وفاته وهذا ليتعلم المسلمون أن الحياة بين الولادة والوفاة قصيرة جدا، ليكون هذا محفزا ليستغل هذا الوقت القصير في التقرب إلى الله وعبادته. وبعضهم قيل ان الحكمه من ذلك .. لكي تكون اول كلمات يسمعها هي اسم الله والتكبير واكيد ايضا لتبيين فضل الصلاة ما رواه البيهقي في (الشعب) بسند فيه ضعف، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أَذَّن في أُذن الحسن بن علي يوم ولد، وأقام في أذنه اليسرى . - والحديث الثاني: ما رواه البيهقي أيضاً في (الشعب) بسند فيه ضعف عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن وُلد له مولود، فأذّن في أُذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، رفعت عنه أم الصبيان". ▪ وعلى هذه الأحاديث الثلاثة اعتمد ابن القيم في (تحفة المودود في أحكام المولود)، وترجمها باستحباب التأذين في أذن المولود، والإقامة في أذنه اليسرى. • ثم أبدى ابن القيم رحمه الله الحكمة في ذلك، فقال: سر التأذين -والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته -أي: الأذان- المتضمّنة لكبرياء الرب، وعظمته، والشهادة التي هي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها. وغير مستنكر وصول التأذين إلى قلبه، وتأثره به، وإن لم يشعر. - مع ما في ذلك من فائدة أخرى: وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولد، فيقارنه المدة التي قدرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه، ويغيظه أول أوقات تعلقه به. - وفيه معنى آخر: وهو أن تكون دعوته إلى الله، وإلى دينه الإسلام، وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها، ونقله عنها، ولغير ذلك من الحكم.أ.هـ، والله حكيم عليم.[/size][/b]
-
[size=24]مفهوم الطهارة الطهارة لغة النظافة والنزاهة عن الأقذار. الطهارة شرعًا رفع الحدث، وإزالة النجاسة. أنواع الطهارة طهارة معنوية وهي طهارة القلب من الشرك والمعاصي وكل ما ران عليه، ولا يمكن أن تتحقق الطهارة مع وجود نجس الشرك في القلب، كما قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:28]. وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ». طهارة حسية وهي طهارة البدن من الأحداث والنجاسات. وتنقسم إلى قسمين: 1-الطهارة من الحدث والحدث: هو ما يحدث للبدن فيمنع المسلم من العبادات التي يشترط لها الطهارة، كالصلاة، والطواف بالبيت الحرام، وغير ذلك. وينقسم الحدث إلى قسمين: حدث أصغر هو ما يُوجِب الوضوء كالبول، والغائط، وسائر نواقض الوضوء. وطهارته تكون بالوضوء، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة:6] حدث أكبر هو ما يوجب الاغتسال كالجنابة والحيض، وغير ذلك. وطهارته تكون بالاغتسال، قال عز وجل: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة:6]. والطهارة عند تعذر الوضوء والغسل تكون بالتيمم؛ لقوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة:6] 2-الطهارة من النجاسة وتكون بإزالة النجاسة من البدن، والثوب، والمكان. وإزالة النجاسة واجبة؛ لقول الله عز وجل: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدَّثر:4]، وقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ»، وَقَول -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِى نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَ».[/size]
-
السؤال هل قول الشهادة قبل النوم بدعة؛ لأني لم أجدها في أي من كتب الأذكار؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: [size=24] فليس في مجرد ذكر الشهادة عند النوم بدعة؛ لأن الذكر مأمور بالإكثار منه في كل الأوقات، وعلى كل الأحوال، وقد حض الله عز وجل على الإكثار منه، ورتب عليه الفلاح؛ فقال: وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ [ سورة الأنفال: 45]. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [ سورة الأحزاب: 41]. ومدح -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين بأنهم يذكرون الله قياما، وقعودا، وعلى جنوبهم... [/size][size=24] ولذلك فلا حرج على السائل الكريم في قول الشهادة قبل النوم، أو في أي وقت شاء ما لم يكن في ذلك التزام بوقت معين، أو عدد محدد؛ والله أعلم.[/size]
-
[b][size=24]السؤال كان من غير المتوقع أن يحدث شيء فنذرت نذراً لا يمكن تنفيذه وحدث الشيء غير المتوقع فما كفارة هذا النذر أو كيف أوفيه؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد وصف الله تبارك وتعالى عباده الأبرار الذين يدخلون الجنة بصفات كانوا يتصفون بها في الدنيا، ومن أبرز هذه الصفات الوفاء بالنذر، فقال جل وعلا: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) [الإنسان:7]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه" رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها. وبهذا تعلم أن عليك الوفاء بنذرك إلا إذا كان معصية، أو كان الوفاء به غير ممكن، فهذا النوع من النذر قال بعض أهل العلم: إنه لا ينعقد أصلاً، وبالتالي فلا يلزم منه شيء، وقال بعضهم: إنه منعقد، وفيه كفارة يمين، واستدلوا لذلك بما رواه مسلم في صحيحه عنعقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كفارة النذر كفارة اليمين". وهذا القول الأخير هو الراجح. وعلى هذا، فإن عليك كفارة يمين إذا كان الوفاء بما نذرت غير ممكن، والكفارة هي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإذا لم تجد، فصيام ثلاثة أيام. ولمزيد من التفصيل عن أحكام النذر يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1125. والله أعلم.[/size][/b]
-
[size=24][b]ان شاء الله البداية مع عقيدة أهل السنه والجماعه أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف ؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة ، المجانبون لطرق أهل الضلال . كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له: ما الواحدة ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره . وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق : " هم الجماعة " .ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة.وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية. أصول عقيدة أهل السنة والجماعة: • هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي: ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح. ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا . ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم. ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعمًا أنه منه. ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك. ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توه التعارض يقدم النقل على العقل. ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية. ـ العصمة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة. ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع. ـ المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه. ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس. ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. [/size][/b]
-
السلام عليكم هل النقاب فريضه ام سنه ؟؟؟؟ و ارجو ان تكون هناك ادله من القرأن للضروره ]"اعلم أيها المسلم أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دلَّ على وجوبه كتاب ربك تعالى وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، والاعتبار الصحيح والقياس المطرد . أولاً : أدلة القران . الدليل الأول / قال الله تعالى : " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " سورة النور / 31 وجه الدلالة من الآية على وجوب الحجاب على المرأة ما يلي : أ- أن الله تعالى أمرالمؤمنات بحفظ فروجهن ، والأمر بحفظ الفرج أمرٌ بما يكون وسيلة إليه ، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك ، وبالتالي إلى الوصول والاتصال ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العينان تزنيان وزناهما النظر ... ـ ثم قال ـ والفرج يصدق ذلك أويكذبه " رواه البخاري (6612) ومسلم (2657) فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به لأن الوسائل لها أحكام المقاصد . ب - قوله تعالى : " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " والجيب هو فتحة الرأس والخمار ما تخمربه المرأة رأسها وتغطيه به ، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها إما لأنه من لازم ذلك أو بالقياس ، فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنه موضع الجمال والفتنة . ج ـ أن الله نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال " إلا ماظهر منها " لم يقل إلا ما أظهرن منها ـ وقد فسر بعض السلف : كابن مسعود، والحسن ، وابن سيرين ، وغيرهم قوله تعالى ( إلاماظهر منها ) بالرداء والثياب ، وما يبدو من أسافل الثياب (أي اطراف الأعضاء ) ـ . ثم نهى مرة أُخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم فدل هذا على أنَّ الزينة الثانية غير الزينة الأُولى ، فالزينة الأُولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولايُمكن إخفاؤها والزينة الثانية هي الزينة الباطنة ( ومنه الوجه ) ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأُولى والاستثناء في الثانية فائدة معلومة . د ـ أن الله تعالى يُرخص بإبداء الزينة الباطنة للتابعين غير أُولي الإربة من الرجال وهم الخدم الذين لاشهوة لهم وللطفل الصغير الذي لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على أمرين : 1- أن إبداء الزينة الباطنة لايحل لأحدٍ من الأجانب إلا لهذين الصنفين . 2- أن علة الحكم ومدارة على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها ، ولاريب أن الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجباً لئلا يفتتن به أُولو الإربة من الرجال . هـ - قوله تعالى : ( ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن ) يعني لا تضرب المرأة برجلها ليُعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرِجْـل ، فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه . فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم إمرأة لايدري ماهي وما جمالها ؟ ولايدري أشابة هي أم عجوز ؟ ولايدري أشوهاء هي أم حسناء ؟ أو ينظر إلى وجه جميل ممتلىء شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها ؟ إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء . الدليل الثاني / قوله تعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة النور / 60 وجه الدلالة من الآية على وجوب الحجاب على المرأة ما يلي : أن الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العجاوز اللاتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج والزينة . وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة . ومن قوله تعالى ( غير متبرجات بزينة ) دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجو النكاح لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أنها تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحها ونحو ذلك ، ومن سوى هذه فنادر والنادر لا حكم له . الدليل الثالث / قوله تعالى ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب / 59 قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة " . وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء : إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله رضي الله عنه : ويبدين عيناً واحدة إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين . والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة. الدليل الرابع / قوله تعالى : ( لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ) الأحزاب / 55 . قال ابن كثير رحمه الله : لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى : " ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن " ][center]ثانياً : الأدلة من السنة على وجوب تغطية الوجه . الدليل الأول / قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم إمرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لاتعلم " رواه أحمد . قال صاحب مجمع الزوائد : رجاله رجال الصحيح . وجه الدلالة منه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة بشرط أن يكون نظره للخطبة ، فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال ، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع ونحو ذلك . فإن قيل : ليس في الحديث بيان ماينظر إليه ، فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر ؟ فالجواب : أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه ، وما سواه تبع لا يُقصد غالباً فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب . الدليل الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يا رسول الله إحدنا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتلبسها أُختها من جلبابها " . رواه البخاري ومسلم . فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج . وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر والله أعلم . الدليل الثالث : ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحدٌ من الغلس . وقالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها " . وقد روى نحو هذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . والدلالة من هذا الحديث من وجهين : أحدها : أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمهم على الله عز وجل . الثاني : أن عائشة أم المؤمنين وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً وفقهاً وبصيرة أخبرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد وهذا في زمان القرون المفضلة فكيف بزماننا !! الدليل الرابع : عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ يُرْخِينَ شِبْرًا فَقَالَتْ إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ قَالَ فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي . ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمرٌ معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم ، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب . فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة ، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه . الدليل الخامس : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " رواه أبو داوود (1562) . ففي قولها " فإذا حاذونا "تعني الركبان " سدلت إحدانا جلبابها على وجهها " دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذٍ لوجب بقاؤه مكشوفاً حتى مع مرور الركبان . وبيان ذلك : أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لايعارضه إلا ما هو واجب فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما : أن المرأة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يُحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن . هذه تسعة أدلة من الكتاب والسنة . الدليل العاشر : الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو إقرار المصالح ووسائلها والحث عليها ، وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها . وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة ، وإن قدر أن فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد . فمن مفاسده : 1ـ الفتنة ، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويُبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن . وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد . 2ـ زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها . فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء فيقال ( أشد حياءً من العذراء في خدرها ) وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها . 3ـ افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة كما يحصل من كثير من السافرات ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . 4ـ اختلاط النساء بالرجال فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياءٌ ولا خجل من مزاحمة الرجال ، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض ، فقد أخرج الترمذي (5272) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ . فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ " حسنه الألباني في صحيح الجامع ( 929 ) انتهى من كلام الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله من رسالة الحجاب بتصرف . والله أعلم .
-
** { أحياء الليل } فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث ** عن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « الصَّلواتُ الْخَمْسُ ، والْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعةِ ، ورمضانُ إِلَى رمضانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بينَهُنَّ إِذَا اجْتنِبَت الْكَبائِرُ » رواه مسلم ** - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها). صحيح بخاري ** - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثني أبو حازم، عن سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد). صحيح بخاري /** - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة). (** - حدثني يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنس، مولى التيميين، أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين). صحيح بخاري ** - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). صحيح بخاري ** - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). *** - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه). صحيح بخاري ** - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان: (من قامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه). (**) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه). قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما. صحيح بخاري
-
** في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" عمرة في رمضان تعدل بحجة " أو قال : " حجة معي " ** قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أتاني جبريل فقال ... يا محمد من أدرك رمضان فمات فلم يُغفر له فأُدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين ...)ر واه الحاكم و صححه الألباني ** عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري و مسلم ** قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه ** يستحب للمسلم أن يواظب على أكلة السحور من طعام وشراب وقت السحر فإنها أكلة مباركة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة). متفق عليه (السحور بركة فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم ماء فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين). رواه أحمد. فالسحور فيه بركة الإتباع والثواب والإعانة على الصوم وهو من خصائص هذه الأمة لقول الرسول الله عليه وسلم: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر). رواه مسلم. ** في الصحيحين من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة). ** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم). متفق عليه ** يختم صومه بالذكر والدعاء الوارد ويستغل هذه اللحظات بما يفتح الله عليه من الدعاء بخيري الدنيا والآخرة ليختم عمله بخير ولأن هذه ساعة إجابة ووقت لنزول البركة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد). رواه ابن ماجه. والأقرب أن وقت الدعاء يكون قبل الفطر لانكسار النفس وقربها من الله. أما الذكر الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله). رواه أبو داود. : ** السنة للصائم أن يفطر على رطب وإلا فعلى تمر وإلا فعلى ماء لما روي في السنة من حديث أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء). رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب. وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور). رواه أحمد. فإن لم يجد أفطر على أي طعام أو شراب. فإن لم يجد شيئا استحب له أن يقطع صومه وينوي الفطر.
-
بسم الله الرحمن الرحيم ** جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه احدٌ أو شاتمه فليقل إني صائم ** ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " ** إن الصيام سر بين العبد و ربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله , و لذلك قيل: لا تكتبه الحفظة و قيل : إنه ليس فيه رياء. ** وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ". رواه البخاري ومسلم ** في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن و كان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه و سلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " و خرجه الإمام أحمد بزيادة في آخره و هي : " لا يسأل عن شيء إلا أعطاه " , وعن أنس : سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان ** و في حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ",ومن ذلك يندب تفطير الصائمين ولو كانوا أغنياء لورود الفضل في ذلك,مع استغلال الفرصة في الوصول لبيوت إخواننا من أهل العفاف.
-
لا تنشد السكون فإنه لن يكون مدخل .. {عمران الدنيا ينبثق من عمران النفوس وخراب الدنيا ينبثق من خراب النفوس } لا تنشدالسكون .. فـ ( إنه لن يكون ) ! أنت مشغول إلى أقصى درجة ؟. لا تجد الوقت حتى .. لتتنفس ؟! قائمة أعمالك مليئة بأشغال ، ومهام ، ومتطلبات ؟ أنت إذاً من الصنف الذي يعتقد أنه إذا انتهى من قائمة الأعمال التي بين يديه وأداها على أكمل وجه فسيشعر بالهدوء ، والراحة والسكينة .. أليس كذلك ؟ هيهات .. هيهات أن يحدث هذا !! فببساطة تثير الغيظ ما أن ينتهي بند إلا ويفتح الباب على عشرات البنود التي تحتاج إلى كثير عمل وجهد وقد نرى أعمالنا تزداد حتى وإن بذلنا جهوداً إضافية طلباً للراحة والسكينة إن الركض خلف الانتهاء من قائمة المهام ، والسعي المحموم كي نغلقها .. لن يزيد الأمر إلا توتراً وإرهاقاً ! والحل في أن نرى الأمر على حقيقته وهي أن قائمة أعمال المرء منا يجب ألا تكون فارغة أبداً ! طالما أننا نحيا ونتنفس فنحن في حركة دؤبة وسير متواصل .. وعمل لا ينقطع والإنسان الإيجابي الفعال هو بطبيعة الحال إنسان مشغول والفراغ والسكون هما الهواية المفضلة للكسالى والفارغين وساكني القبور ..! وأمام هذه الحقيقة يجب أن نتعلم كيف نتعامل بهدوء وسكينة أمام ضغوطات الحياة وندرك أن الهوس بإنهاء الأعمال وتفريغ القائمة من بنودها سيصيبنا بضغط الدم والسكر ، والعصبية الدائمة لن يموت أحدنا وقد أتم قائمة أعماله ، كلنا ستكون لدينا أعمال يتمها مَن بعدنا .. أبناء ، وأحفاد ، وخلفاء ، أو حتى أصدقاء بخلاف الرسل والأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – فلا أحد يموت إلا وقد أنهى كل ما أمِلَ فيه فرويدك أخي ، ورويدكِ أختي على نفسيكما .... دعونا لا نركض ونلهث ، فتضيع منا لحظات السعادة والبِشر إن الانهماك التام في العمل ، ومحاولة إنجاز كل شيء كفيل بأن يفقدك تركيزك ، ويسرق منك عمرك نعم كلنا لدينا مهام علينا إنجازها ، ولكن بروية وتؤدة وتركيز نُتم ما نستطيع إتمامه ، ونؤدي ما نقدر على تأديته وليس علينا أن نكلف أنفسنا ما لا تطيق ، وأن نطالبها بما تعجز عنها طبيعتها فالله تعالى – وهو خالق النفس وعالم سرها – يبشرنا أن : {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [ البقرة : 286 ] فلِمَ نكلف نحن أنفسنا ما لا تطيق وتقدر ؟! {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} فلا تكليف فوق الطاقة ! وإنما على حسب الجهد ، وعلى قدر الموهبة ، وعلى مقدار القوة .. يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – عن هذه الآية : " يستدل بها بعضهم على الترخُّص ، مع أنها تدل على العزيمة أيضاً فيقال : إن الله تعالى لم يكلِّف نفساً فوق وسعها فمعناه : أن كل ما كان في وسعه ، فهو داخل في التكليف " فمع راحتكِ وعدمِ تكلُّفك ، فلا تفقد همتك ، ولا تضعف عزيمتك لا تكن كمَن عاش شطر حياته الأول يشتهي الشطر الثاني وعاش شطر حياته الثاني آسفاً على ضياع شطر حياته الأول ! أربعٌ تورث ضنكَ المعيشة وكدَر الخاطر وضيق الصدر : الأولى : التسخط من قضاء الله وقدره ، وعدم الرضا به الثانية : الوقوع في المعاصي بلا توبة { قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } [ آل عمران : 165 ] { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [ الشورى : 30 ] الثالثة : الحقد على الناس ، وحب الانتقام منهم ، وحسدَهم على ما آتاهم الله من فضله { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [ النساء : 54 ] ، ولا راحة لحسود الرابعة : الإعراض عن ذكر الله { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }[ طه : 124 ] ,,الإسلام هو البيئة الصالحة والتربة المثلى للإنتاج ؛ بغرس الفكر المنظم والقلب السليم ، والسلوك المدرب على الكتاب والسنة } ..
-
فضــــــــــائل الصدقة للصدقة شأن عظيم في الإسلام، فهي من أوضح الدلالات، وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق؛ وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والصدقة برهان) أي: برهان على صحة إيمان العبد، هذا إذا نوى بها وجه الله، ولم يقصد بها رياء ولا سمعة. لأجل هذا جاءت النصوص الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله، وتحث المسلم على البذل والعطاء ابتغاء الأجر من الله عز وجل. فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين، فقال عنهم: {إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون * وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} (الذاريات:16-19)، ووعد سبحانه -وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد- بالإخلاف على من أنفق في سبيله، فقال سبحانه: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} (سبأ:39)، ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} (البقرة:245). والصدقة بالأموال من أنواع الجهاد المتعددة، بل إن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رواه أبو داود. وفي السنة من الأحاديث المرغبة في الصدقة، والمبينة لثوابها وأجرها ، ما تقر به أعين المؤمنين، وتهنأ به نفوس المتصدقين، ومن ذلك أنها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً)، رواه البيهقي، وحسنه الألباني. والصدقة ترفع صاحبها، حتى توصله أعلى المنازل، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل) رواه الترمذي. وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا، وتنجيه من الكروب والشدائد، قال صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) رواه الحاكم وصححه الألباني. وجاء في السنة عظم أجر الصدقة، ومضاعفة ثوابها، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تصدق أحد بصدقة من طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله) رواه مسلم. والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي. وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: (يا ابن آدم! أَنفقْ أُنفقْ عليك) رواه مسلم. كما أنها وقاية من عذاب الله، قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) رواه البخاري. وهي دليل على صدق الإيمان، وقوة اليقين، وحسن الظن برب العالمين، إلى غير ذلك من الفضائل الكثيرة، التي تجعل المؤمن يتطلع إلى الأجر والثواب من الله، ويستعلي على نزع الشيطان الذي يخوفه الفقر، ويزين له الشح والبخل، وصدق الله إذ يقول: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم} (البقرة:268)، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.