-
مجموع الأنشطة
5548 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو Light Life
-
قد يحقق طابع بريد من جيانا البريطانية، فئة سنت واحد يرجع تاريخه إلى عام 1856، سعراً قياسياً عندما يُعرض للبيع في مزاد يوم الثلاثاء في "دار سوذبي"؛ إذ من المتوقع أن يجلب ما يصل إلى 20 مليون دولار. وإذا بيع بهذا المبلغ الكبير؛ فإن الطابع البالغ عرضه بوصة واحدة وطوله بوصة وربع (2.5 سم في 3.2 سم) والمطبوع باللون الأسود على ورق أرجواني، سيكون العرض الأعلى قيمة من حيث الوزن والحجم؛ وفقاً لما قالته دار المزادات. وقال ديفيد ريدن رئيس إدارة الكتب والمخطوطات بـ"دار سوذبي": "إنه أكثر طوابع العالم شهرة، وهو أحد الأشياء التي زادت قيمتها على مر السنين". وأضاف في مقابلة: "قصته جيدة؛ فقد اكتشفه طالب عمره 12 عاماً... إنه فريد فهو الطابع الوحيد من نوعه الذي ما زال باقياً". وفي وقت سابق هذا العام قامت الجمعية الملكية لهواة جمع الطوابع في لندن بإعادة التحقق من صحة هذا الطابع الذي تم التحقق منه في السابق في عام 1935. ويُعَدّ هذا الطابع من أول الطوابع في العالم. وفي عام 1856 طلب مدير مكتب البريد في جيانا البريطانية -التي تسمى حالياً جمهورية جيانا- من صحيفة طباعة بعض الطوابع بعد تأخر الإمدادات من بريطانيا. ولا يزال هناك عدد قليل من الطوابع فئة أربعة سنتات صادرة عن جيانا التي تقع في أمريكا الجنوبية؛ ولكن هذا هو الطابع الوحيد فئة سنت واحد. واكتشف الطالب فيرنون فوجان الطابع عام 1873 بين أوراق أسرته. وبيع هذا الطابع عدة مرات قبل أن يُعرض في المزاد.
-
قام فريق من المهندسين المعماريين في المكسيك بتصميم أول "ناطحة أرض" في العالم؛ ليتم بناؤها في وسط الميدان التاريخي بوسط العاصمة المكسيكية. غير أن هذا المشروع لن يتمكن المرء من رؤيته على الإطلاق؛ حيث سيتم بناؤه على شكل هرم مقلوب رأسا على عقب، من الزجاج والفولاذ على عمق 300 متر تحت الأرض، أو ما يعادل ارتفاع 65 طابقا. وأوضح استيبان سواريز، الشريك المؤسس لشركة بنكر أركيتكتورا التي تقف وراء المشروع: "ثمة مساحة قليلة، إن وُجد أصلا، لمزيد من البنايات في العاصمة المكسيكية.. والقانون ينص على أنه لا يمكن إنشاء بناية يزيد ارتفاعها على 8 طوابق؛ لذلك فإن الطريقة الوحيدة المتاحة للبناء هي تحت الأرض"؛ بحسب ما نشره موقع صحيفة "ديلي ميل". وأضاف: "هذه الطريقة ستكون عملية للمحافظة على بيئة البناء، وفي الوقت نفسه خلق مساحات تجارية وسكنية جديدة". تبلغ تكلفة البناء حوالي 800 مليون دولار، وستتاح الإضاءة الطبيعية من خلال قاعدة الهرم المقلوب؛ حيث تسمح بمرور أشعة الشمس والضوء من وسط الهرم، وهي المساحة الكافية أيضا للحصول على التهوية المناسبة. وكشف سواريز أن الطوابق العشرة الأولى ستحتوي على متحف مخصص لتاريخ المدينة وآثارها؛ خاصة أن الحفر سينجم عنه العثور على مثل تلك الآثار التي تعود لعصر الآزتيك، الذين شيّدوا أهراماتهم في المكسيك. أما الطوابق العشرة التالية فمصممة للسكن ومحلات البيع؛ في حين أن الطوابق الخمس والثلاثين الباقية ستخصص لأغراض وغايات تجارية.
-
عندما تُحس أنكَ تُريد أن , تَبكي : أبكِ فما أكثرها شَركات المناديل الوَرقية ! أطلق العِنان لِشعورك عِندمآ تَفرح : ... إقفز , لماذا تَضع يَدُكَ على فَمك : إجعلهم يَسمعون صَرخآتك ! قَبل الأطفال , أرقص مَع العجآئز عِندمآ تُحِس بالغَضب : كَسر الأطباق ! هُنالكَ الكَثير ۉ الكثير مِنها في الأسواق حَتى أنَهُ رُبما أصبحتَ تحتآج : لِطقم أطباق جَديد أطلِق العَنان , لِنَفسك ! لآ تُكبت شُعورَكَ مهمآ گان , لأن حَبس الشُعور هوَ ضَغط : لَن تَتَحمَلهُ يا أبن آدم سيتحول لِعُقَد نَفسية , وَرُبما , لأنهيارات عَصبية ! فَعش كمآ يُمليهِ عَليكَ إحساسَك , فهذهِ حيَاة وَاحِدة , مِلكُكَ أنتَ " فقط
-
يحكى ان كان هناك اخوين يعيشان في مزرعة وكان أحدهما متزوجاً و لديه عائلة كبيرة أما الثانى فكان أعزباً وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوي. وفى يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه إن تقاسمنا أنا وأخي الإنتاج والأرباح ليس عدلاً فأنا بمفردي واحتياجاتى بسيطة فـكان يأخذ كل ليلة من مخزنه كيساً من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منازلهم و يفرغ الكيس في مخزن أخيه. وفي نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه أنه ليس عدلاً أن نتقاسم الإنتاج والأرباح سوياً أنا متزوج ولي زوجة وأطفال يرعوننى في المستقبل وأخي وحيد لا أحد يهتم بمستقبله . وعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه في مخزن أخيه. و ظل الأخوان على هذه الحال لسنين طويلة لأن ما عندهم من حبوب لم يكن ينفذ أو يتناقص أبداً. و في ليلة مظلمة قام كل منهما بـتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا أكياسهما وعانق كل منهما الآخر. *** *** العــــطــــاء : هو أن تكون في الحياة كزجاجة العطر تقدم للاخرين كل ما بداخلك وإن فرغت تبقى رائحتك طيبة.
-
كثيرآت اللآتي يؤمن أن الحجاب ليس بفرض ..! ولكن لو تأملنا قليلاً نجد أن الكون كله يتحجب : . الكرة الأرضية عليها غلاف .. 2. و الثمار الندية عليها غلاف .. . 3 السيف يحفظ داخل غمده 4. والقلم بدون غطاء يجف حبره وتنعدم فائدته و يلقى تحت الاقدام لأنه فقد الغطاء 5. و التفاحة لو نزعت قشرتها و تركتها فسدت 6. و الموز لو نزعت قشرته انقلب أسود 7. ترى لماذا تغلف بناتنا كتبهن و دفاترهن ؟ و المرأة زهرة جميلة الكل يشتهي أن يقطفها فلابد أن نحميها بالحجاب ..! الباذنجانة والمرأة قال الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته: في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال، سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً. وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم، وكان له تلميذمضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد. مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا مايشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع، فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه. يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع. وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه، وقال لنفسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟ وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع، فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له:هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت، فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟ قال الشيخ:إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها- وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال:نعم. وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم. فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، أو أخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟ فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة . فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال !!! (من ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه) اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمّن سواك وارزقنا من حيث لا نحتسب
-
قصه وعبره أقبل الرجل من عمله فاستلقى على السرير، قالت له زوجته: ما رأيك ان نخرج اليوم ؟ فقال لها : أنا لم أنم البارحة دعيني أنام وأتركيني. تركته المرأة وقالت لنفسها: لا بأس، لابد بأنه كان متعبا. جاء اليوم الثاني وأقبل الزوج واستلقى على السرير، فدخلت زوجته وقالت: لما لا نخرج معا فاليوم يبدو مناسبا لأخذ نزهة ؟ فرد عليها الزوج: أنا لست في مزاج جيد دعيني وشأني . فتركته وقالت: لابد بأن شيء ما عكر مزاجه في عمله. وظل الرجل كذلك طوال الأسبوع وزوجته تختلق له الاعذار يوما بعد يوم، إلى أن جاء اليوم الذي لم يرى الزوج فيها زوجته، فتعجب لذلك و لكنه افترض بأنها ستأتي بعد برهة، تركها الرجل ولم يهتم. استيقظ الرجل في اليوم التالي وزوجته لم تكن موجودة! نظر إلى الطاولة في غرفة المعيشة، كان عليها ورقة مكتوب فيها: "زوجي العزيز ... لقد جف نهر الأعذار، وتصحرت واحة الصبر، كان هذا الأسبوع الذي مررنا به حصل وقد ولدت انت فيه، وفي هذا الأسبوع بالذات رغبت بأن أجعلك أسعد رجال العالم، ولكن في هذا الأسبوع أيضا جعلتني أتمنى أنك لم تولد، وأطفأت شموع المحبة، وقطعت كعكة السعادة، ومزقت قلبي الذي رغبت أن أهديه لك، كل عام وانا لست معك، زوجتك ..." هرع الزوج إلى بيت أهل زوجته وطلب أن يتفاهم معها. فقالت له: لست بمزاج جيد، دعني واذهب. انتبه الزوج بأن زوجته تعيد عليه ما كان يقوله لها فصمت. فقالت له: إذا كنت لا تعلم كيف تعتني بالزهور فلا تقطفها، فإذا قطفتها وتركتها دون عناية تذبل تلك الزهرة وتموت، وأنا زهرة أنت قطفتها وذبلت وهي تحاول إسعادك. إهداء إلى كل زوج لم يعرف حتى الآن قيمة زوجته. اعتني بزهرتك قبل أن تذبل. فالإنسان لا يعرف قيمة الشخص حتى يفقده ..
-
قصة رائعة جداا اقرئها ولن تندم ~ قصة رائعة جداا اقرئها ولن تندم ~ ... ... كان هناك شاب والدته نائمة في المستشفى وأدخلت للعناية المركزة فى يوم من الأيام صارحه الأطباء بأن حال والدته ميؤوس منها وأنها في اى لحظه تفارق الحياة وخرج من عند أمه هائما على وجهه وفى طريق عودته لزيارة والدته مرة أخرى وقف في محطة البنزين وهو ينتظر العامل ليضع البنزين في سيارته رأى تحت قطعة الكرتون قطه قد ولدت قططا صغاراً وهم لا يستطيعون المشي فتسائل من يأتي لهم بالطعام وهم في هذه الحال فدخل للبقالة واشترى علبة تونة وفتح العلبة ووضعها للقطط الصغار وانصرف للمستشفي وعندما وصل إلى العناية مكان تنويم أمه لم يجدها على السرير فوقع ما بيده فاسترجع وسأل الممرضة: أين أمي ؟؟ فقالت: تحسنت حالتها فأخرجناها للغرفة المجاورة فذهب اليها فوجدها قد أفاقت من غيبوبتها فسلم عليها وسألها فقالت: أنها رأت وهى مغمى عليها قطة وأولادها رافعين أيديهم يدعون الله لها فتعجب الشاب!! فسبحان من وسعت رحمته كل شئ سبحان الله دفع البلاء داووا مرضاكم بالصدقة هذه فقط علبة تونة!!!
-
الله يخلق الحلال ونحن نحرمه الله خلق العنب، ونحن خمرناه وصنعنا منه الخمر ، الله خلق النبات ونحن جعلنا منه حشيش ، الله خلق الخيول ونحنا جعلناها تتسابق كم من بيت خرب بسبب -تقمار-،، الله خلق الكلاب أليفة ، ونحن جعلناها تتقاتل بينها ، وزوجناها بالذئاب ، الله خلق التمر والتفاح والخوخ ،،،ونحنا جعلناها '' معسل '' للشيشة ، الله خلق الشجر ونحن صنعنا منها أعواد الثقاب نولع بها جوانات ،،،، قال منير الخرباق ، الله جميل خلق كل شيء جميل والانسان كائن حيواني خلق معظم الأشياء لغاية خبيثة ، قال مضيفا ,,, الانسان بقنبلة نووية يمكن أن يزيل بلداً من الخارطة ،، لقد جعل العلم منا مخلوقات متطورة ،,,, مثل خالقنا نستطيع أخذ الأرواح ، ونحن لا نستحق حتى أن نكون بشر
-
-
رأى أحد الملوك بمنامه (أن كل أسنانه تكسرت) فأتى بأحد مفسرين الأحلام وقص له ما رآه فقال المفسشر: أمتأكد أنت؟ فقال الملك: نعم فقال له : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا معناه أن كل أهلك سيموتون أمامك فتغير وجه الملك وغضب على الفور وسجن المفسر وأتى بمفسر أخرفقال له نفس الكلام وأيضا سجنه فجاء بمفسر ثالث وقال الملك له الحلم فقال المفسر: أمتأكد أنك حلمت هذا الحلم يا أيها الملك؟؟ فقال له : نعم فقال المفسر: مبروك يا أيها الملك ، فرد الملك: مبروك لماذا ؟؟!! فقال المفسر مسرورا: تأويل الحلم أنك ماشاء الله تكون أطول أهلك عمرا،فقال الملك مستغربا : أمتأكد فقال نعم ، ففرح الملك فرحا شديدا وأعطاه هديه ، سبحان الله . لوكان أطول أهله عمرا ، أليس من الطبيعى أن أهله سيموتون قبله؟ لكن أنظروا إلى مخرجات الكلام ، كيف تتكلم وأن تفسر الأمور وتوضيحها للآخرين بأسلوب جميل بحيث يستطيعون إستيعابها حتى وإن كانت أمور سيئه .......( نقى كلامك)
-
الرواية قصة خيالية نثرية طويلة؛ وهي من أشهر أنواع الأدب النثريّ. وتُقدّم الروايات قصصًا شائقة تساعد القارئ، في معظمها، على التفكير في القضايا الأخلاقية والاجتماعية أو الفلسفية، كما يحث بعضها على الإصلاح، ويهتم بعضها الآخر بتقديم معلومات عن موضوعات غير مألوفة، وتكشف جوهَر المألوف. ومن الرِّوايات مايكون هدفه مجرد الإمتاع والتَّسلية. تُغطي الموضوعات التي تتناولها الروايات حيّزيّ التجارب الإنسانية والخيال. فبعض الروايات تصوّر أشخاصًا وحوادث من واقع الحياة. وكتَّاب هذه الروايات الواقعية يسعون لتصوير الحياة كما هي، على حين أن الرواية النفسية تركز على أفكار ومشاعر واحد أو أكثر من شخصياتها. وعلى عكس الرواية الواقعية، فإن الرواية الرومانسية تقدّم صورًا مثالية للحياة كما تستكشف بعض الروايات علمًا خياليًا مثل: قصص الخيال العلمي التي تصف أحداثـًا مستقبلية أو كواكب أخرى. أما الرواية البوليسية فتعدُّ أشهر الروايات وأحبها عند بعض القُرّاء. إن للرواية ـ بوصفها شكلاً أدبيًا ـ أربع سمات أساسية تميزها عن باقي الأنماط الأدبية هي: 1- شكل أدبي سرديّ يحكيه راوٍ، وبهذا تختلف عن المسرحية التي تُحكى قصتها من خلال أقوال وأفعال شخصياتها 2- أطول من القصة القصيرة وتُغطي فترة زمنية أطول وتضم عددًا من الشخصيات أكثر 3- تكتب في لغة نثرية 4- عمل قوامه الخيال، وبذلك تختلف عن التأريخ والسيرة الذاتية اللذين يحكيان عن أحداث وأشخاص حقيقية. وقد يبني بعض الروائيين أعمالهم على أحداث أو حياة لأشخاص حقيقيين، لكنّ إبداعهم يكمن في إيراد أحداث أو شخصيات لا تمت إلى الحقيقة بصلة. ولذا فالرواية جزئيًا ـ إن لم يكن كليًا ـ من نسج خيال المؤلّف. جذور الرواية أصبحت الرواية شكلاً ثابتًا من أشكال الأدب في القرن الثامن عشر الميلادي في إنجلترا. غير أن جذورها تمتد إلى الأدبين الإغريقي والروماني القديمين. وتمتزج في الأدب الروائي بما فيه من خيال، بعض سمات الأدب غير الروائي كالتأريخ والسيرة الذاتية، لكن الرواية تختلف عن هذه الفنون غير الروائية بملامح فنية خاصة بها، كالحبكة والموضوع وتقنيات القصّ. الروايات الإغريقية والرومانية القديمة كانت الأنماط الأدبية السردية في القديم تكتب شعرًا، وأفضل أنماطها الملحمة التي تتحدّث عن إنجازات أبطال وآلهة وثنيين أسطوريين، مثل الإلياذة والأوديسة لهومر. كما كَتَب الإغريق قصصًا روائية طويلة تسمَّى القصص الخيالية. تصف مغامرات خيالية في بلاد أجنبية أو مآزق العشاق الشباب. وكذلك كتبوا القصص الخيالية الرعوية عن قصص حبّ الرّعاة. ومن أهم الأنماط السردية لدى الرومان التي تخالف تمامًا قصص الإغريق عن الحبّ المثالي، روايات الستيريكون و الحمار الذهبيّ والمسوخ. الروايات الأوروبية اللاحقة اشتهرت في أوروبا قصص الفروسية الخيالية التي تتحدّث عن الحب والمغامرة في أواخر القرون الوسطى. وكان معظمها يدور حول ملك إنجلترا الأسطوري الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة. أما في أسبانيا فقد ظهرت خلال القرن السادس عشر الميلادي عدَّة أعمال سرديّة أكثر واقعية مثل: لثريو دي تورمس ويعدُّها بعض النقاد أول رواية في أدب الصعاليك (البيكارسك)، وأبطالها من اللصوص والقراصنة بدلاً من الفرسان. وفي الأعمال السردية الأسبانية تحلُّ المدنية محل الغابات والقلاع. ويعتقد بعض النقاد أن أول رواية هي رائعة ميغل دي سرفانتس دون كيشوت، لكن نقادًا آخرين يعارضون هذا الرأي ويقولون إنها ساعدت كثيرًا في تطوير الفن الروائي. وتدور رواية دون كيشوت عن مالك أرض في منتصف العمر، تعبث برأسه أحلام مثالية بسبب قراءته لقصص الفروسية الخرافية، فيتخيّل نفسه فارسًا يجوب العالم ليدفع الظلم. وخلافًا للشخصيات التي تصورها الفروسية الخرافية، فإن شخصية دون كيشوت ترتكب أخطاء مأساوية محزنة. ازدهار الرواية الإنجليزية ظهرت الرواية الإنجليزية شكلاً أدبيًا بارزًا في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ويعد بعض النقاد دانيال ديفو أول روائي في إنجلترا بالرغم من افتقار رواياته لحبكة موحدة. فكلتا روايتيه روبنسون كروزو (1719م) و مول فلاندرز سلسلة من الأحداث في حياة أشخاص عاديين، لكنهم أكثر ذكاء من غيرهم. أما صمويل ريتشاردسون فقد كتب رواياته بحبكات واضحة، كما تميزت رواية هنري فيلدينج حكايات توم جونز اللقيط (1749م) بحبكتها الطويلة المترابطة التي تحكي مغامرات مضحكة لطفل يتيم. ويُعد لورانس ستيرن من كبار المجربين في حقل الرواية، فروايته تريسترام شاندي (1767م) رواية غير تقليدية، تقوم على الحوار والذكريات أكثر من الحركة والأحداث. وبالمثل يُعدُّ توبياس سموليت من كتاب الرواية الرواد المعروفين في هذه الفترة. وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين اشتهرت في إنجلترا الرواية القوطية وهي روايات الإثارة والرعب، مثل: فرانكنشتين (1818م) لماري شيللي. الرواية في القرن التاسع عشر أنجبت روسيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي روائيَيْن كبيرَيْن هما ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي، وكلاهما من كبار أساتذة المدرسة الواقعية. وإن كانت رائعة تولستوي الحرب والسّلام (1869م) تصوِّر أحداث هجوم نابليون الأول على روسيا، إلا أن هذه الأحداث تتداخل مع قصص أخرى، تصوَّر حياة طبقات مختلفة من المجتمع الروسي، كما تقدّم رواية أنَّا كارنينا (1875- 1877م) للمؤلِّف نفسه قصة حب مأساوية. على حين اشتهر دوستويفسكي بتحليله أغوار النفس الإنسانية ومعالجته للأفكار الفلسفية. ومن أشهر رواياته في هذا الميدان الجريمة والعقاب (1866م) والإخوة كارامازوف (1879-1880م). أضاف كُتّاب هذا القرن من الإنجليز إضافات بارزة إلى تقنيات الروائيين الأوائل، فأنتجوا أعمالاً كثيرة رائعة. كما كتب روائيون آخرون من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة روايات ذات قيمة أدبية كبيرة. وقد سيطرت الحركة الرومانسية ـ التي تقوم على التعبير الكامل عن العواطف والخيال ـ على أدب أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. ثم أعقبتها الحركة الواقعية التي تنادي بتصوير الحياة بدقة كما هي. ففي بريطانيا أبدع الكاتب الأسكتلندي الرومانسي السير وولتر سكوت الروايات التاريخية وساعد على انتشارها. ومن أشهر هذه الروايات ويفرلي (1814م) وإيفانهو (1819م). وقد ظهرت روايات العادات والتقاليد خلال القرن التاسع عشر الميلادي متأثرة بأسلوب العلاقات الاجتماعية وحياة طبقات معينة. ومن أشهر هذه الروايات رواية الكبرياء والتحامل (1813م) لجين أوستن التي تناولت التقاليد الاجتماعية ومشكلات الحب والزواج. ومن أشهر الروائيين والروايات التي ناقشت زيف الطبقات الارستقراطية والبرجوازية ما كتبه وليم تاكاري في سوق الغرور (1847-1848م) وتشارلز ديكنز في أوليفر تويست (1837 - 1839م) وهي تعرض لمشكلات الطبقات الدنيا في لندن. وجورج إليوت في سيلاس مارنر (1861م) وتعرض لمجتمع القرية والمدن الصغيرة، وتوماس هاردي في دير برفيل (1891م)، حيث عرض لشخصيات قدّرت عليها حياة مأساوية. وفي فرنسا أثر الروائيون الفرنسيون في تطور الرواية خلال القرن العشرين الميلادي تأثيرًا كبيرًا. إذ ساهم ستندال في تطور الرواية النفسيّة كما كتب جوستاف فلوبير مدام بوفاري (1856م) بتفاصيل واقعية تعطي صورة مرئية عن الأجواء الداخلية لشخصياته. وقد أثرت طريقته هذه في عدد من الكتاب. وساهم إميل زولا في إرساء دعائم المدرسة الطبيعية، فأصبحت اتجاهًا مهمًا في الأدب خلال هذا القرن. وقدَّم في رواية جرمينال (1885م) شخصيات تعيش في ظروف خارجة عن إرادتها. شهدت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من كبار الروائيين خلال القرن التاسع عشر الميلادي، منهم ناثانيل هووثورن الذي اشتهر باستخدام الأسلوب الرمزي وتحليل الجوانب الخفية في حياة شخصياته وسلوكها كما في روايته الحرف القرمزي (1850م). كما كتب هرمان ملفيل موبي ديك أو الحوت (1851م). وتثير هذه الرواية، في قالب رمزي، أسئلة فلسفية عن الخير والشر. أما الكاتب مارك توين فعُرف بأسلوبه الفكاهي الساخر واستخدامه اللهجة العامية الخاصة لتعرية نفاق المجتمع وقسوته. وأطيب مثال على ذلك روايته مغامرات هكلبري فن (1884م). ويتصدر هذه الفترة كاتب كبير هو هنري جيمس الذي كان متمكِّنًا من تقنية كتابة الرواية وبنائها المسرحي، خاصة في معالجاته للعلاقات الاجتماعية وتصويره لنفسيات الشخصيات الذكية الحساسة التي قدَّمها في روايتيه صورة سيِّدة (1880-1881م) و السفراء (1903م). أثَّرت حركة المدرسة الطبيعية الفرنسية في أواخر القرن العشرين الميلادي على أدباء أمريكا، مثل ثيودور درايزر. وستيفن كرين الذي صوّر قسوة الأحياء الفقيرة في روايته ماجي فتاة الطريق (1893م). أما روايات وليم فوكنر فتؤكد على انهيار المعايير الأخلاقية التقليدية. الرواية الحديثة في القرن العشرين قام الروائيون من مختلف البلاد في القرن العشرين بتجارب متنوعة في إبداع الرواية وتقنيتها وأنواع الحبكة. وتناول الكثير منهم التغيرات الاجتماعية التي طرأت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. تيارات جديدة في الرواية. صوّر جوزيف كونراد ـ البولندي الأصل ـ في أوائل هذا القرن جانب قسوة الإنسان وأنانيته في روايته نوسترومو (1904م). كما جرّب مارسيل بروست في فرنسا تقنية الكتابة بوصفها أحلام يقظة شاعرية. ففي رائعته تذكر الأشياء الماضية (1913-1927م) عمد إلى فقرات مستفيضة من الحوار في هذا اللون من الأحلام. وحاكاه في هذا الأسلوب أندريه جيد ولويس فيردناند سلين. كما استخدم جيمس جويس في إنجلترا تقنية تيار الوعي للتعبير عن الرؤى والمشاعر والذكريات التي تفيض بها عقول شخصياته. ويؤكد جويس في يوليسيز (1922م) انهيار القيم الشخصية وتفاهة النشاط الإنساني في الحياة المعاصرة. وكذلك كتبت فرجينيا وولف بالتقنية نفسها مع استخدام الرمزية بأسلوب شاعري مؤكدة على هشاشة العلاقات الإنسانية في خضم القيم الاجتماعية المنهارة. وقد تبدّى ذلك في روايتها إلى الفنار (1927م). وفي أمريكا صوّر سكوت فيتزجيرالد الخواء الأخلاقي للأثرياء الأمريكيين في جاتسبي العظيم (1925م). كما عبّر هرمان ملفيل وإرنست همنجواي عن شعور الأمريكيين بالضياع بعد الحرب العالمية الأولى في رائعتيه: الشمس تشرق أيضًا (1926م) و وداعًا للسلاح (1929م). وكتب فرانز كافكا، التشيكي الأصل، باللغة الألمانية روايات تتسم بأجواء خيالية، مثل الكابوس ، وصوّر في المحاكمة (1925م) إحباط الرجل العادي ويأسه في دوامة البيروقراطية الحكومية. كما كتب الروائي الألماني توماس مان عن إحباطات الحياة الحديثة من خلال شخصياته الحساسة المثقَّفة في روايتيه الجبل السحري (1924م) ودكتور فاوست (1947م). وكان للحركة الوجودية ـ بوصفها حركة فلسفية ـ أثر كبير على الأدب الفرنسي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. وترى هذه المدرسة أن الحياة مشوشة وليس لها معنى، وأنّ على الإنسان أن يختار طريقه على مسؤوليته الخاصة. وقد أسفرت هذه الحركة عن روايات من أشهرها الغثيان (1938م) لـ جان بول سارتر والغريب (1942م) لـ ألبيرت كامو. فترة مابعد الحرب العالمية الثانية ظهر شكل تجريبيّ في فرنسا للرواية خلال الخمسينيات من القرن العشرين عرف باسم الرواية الجديدة. وقد رفض أصحاب هذا الاتجاه السمات التقليدية للرواية، مثل الحبكة المنظمة والشخصيات الواضحة المعالم وركزوا على وصف دقيق للأشياء والأحداث كما هي. وتمثل هذا الاتجاه رواية آلان روب جرييه المسمَّاة الغيرة (1957م). ويعدّ صمويل بيكيت ـ الأيرلندي الأصل ـ أكثر أدباء الخمسينيات تأثيرًا على اتجاه الرواية في كتاباته سواء بالفرنسية أو الإنجليزية. وتركز روايته وفاة مالون على الهستيريا التي أصابت مالون عند وفاته. وتناول جراهام جرين ووليم جولدينج، وهما من أشهر الروائيين الإنجليز بعد الحرب، القضايا الأخلاقية والدينية، أولهما في لب المشكلة (1948م) والآخر في ملك الذباب (1954م). كما كتب أدباء أمريكا روايات تقليدية مثل القابض في الجودار (1951م) للكاتب ج. د. سالينجر. بينما ركَّز جيمس بولدوين و رالف أليسون على مشكلات الزنوج في المجتمع الأمريكي، فكتب الأول اذهب وقل ذلك على الجبل (1953م) والآخر الرجل الخفي (1952م). وفي الستينيات من القرن العشرين أصبح أسلوب الفكاهة السوداء أسلوبًا شائعًا. فيتناول الكاتب في هذا اللون من الروايات المشكلات الجادة بطريقة مضحكة مبكية. فرواية جوزيف هلر الممسك 22 تتحدث بصورة مضحكة عن عبثية الحرب والمؤسسات العسكرية غير أنها تصوّر في الوقت نفسه الضياع المخيف الذي تخلفه الحرب. تتسم الرواية اليوم بتيارات عالمية ظهرت في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ويُعد مؤلفو الروايات غير الخيالية من أصحاب هذه التيارات. ويود كتَّاب هذا التيّار أن يجمعوا بين الأسلوب الوثائقي عن الأحداث الحقيقية وتقنية الكتابة الروائية. ويظهر هذا بوضوح في رواية ترومان كابوت مع سبق الإصرار (1959م) التي كتبت بأسلوب صحفي يعتمد على وثائق عن جريمة حقيقية. كما مزج الكاتب البريطاني بيتر أكرويد في كتاباته في الثمانينيات الحقائق التاريخية بالخيال الروائي. وقد أصبحت الرواية اليوم شكلاً أدبيًا عالميًا. ويشمل الأدباء الذين يكتبون بالإنجليزية، أدباء أستراليين مثل: باتريك وايت الحائز على جائزة نوبل للأداب عام 1973م، والأديب الهندي راسبيورام نارايان كاتب بائع الحلوى (1967م). واشتهر نيبول، ف.س من منطقة الكاريبي بروايته منحنى النهر (1979م). ومن كتَّاب جنوب إفريقيا الذين يكتبون بالإنجليزية والأفرِيكانية؛ أندريه برنك مؤلف انظر إلى الظلام (1974م). ومن كتاب إفريقيا أيضًا الأديب النيجيري شينوا أتشيبي بروايته رجل الشعب (1966م). وفي أيرلندا اشتهر فلان أوبريان وبراين مور. ومن أشهر أدباء بريطانيا الجدد مارتن أميس، ووليم بويد وأنيتا بروكنر و أ. ن. ولسون وجوليان بارنز وأيضًا كازو إيشيجورو الياباني الأصل. وهناك روائيون جدد يكتبون بلغات أخرى غير الإنجليزية، مثل كارلوس فيونتس في المكسيك، وماريو فارجاس لوسا في بيرو، وجورجي لويس بورجيس في الأرجنتين. وجميعهم يكتبون باللغة الأسبانية. ويكتب جورج أمادو من البرازيل باللغة البرتغالية. واشتهر الإيطالي إيتالو كالفينو والروائية الفرنسية مارجريت دورا مؤلفة رواية العاشق (1984م). الرواية في الأدب العربي تعود نشأة الرواية العربية إلى التأثر المباشر بالرواية الغربية بعد منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. ولا يعني هذا التأثر أن التراث العربي لم يعرف شكلاً روائيًا خاصًا به. فقد كان التراث حافلاً بإرهاصات قصصية، تمثلت في حكايات السمار والسير الشعبية وقصص العذريين وأضرابهم، والقَصَص الديني والفلسفي. أما المقامات العربية فذات مقام خاص في بدايات فن القص والرواية في الأدب العربي. فقد تركت بصمات واضحة في مؤلف المويلحي حديث عيسى بن هشام وفي مؤلفات غيره من المحدثين الذين اتخذوا من أسلوب المقامة شكلاً فنيًا لهم. وتعزى أول محاولة لنقل الرواية الغربية إلى عالم الرواية العربية إلى رفاعة رافع الطهطاويّ في ترجمته لرواية "فينيلون" مغامرات تليماك (1867م) ولعلّ رواية سليم البستاني الهيام في جنان الشام (1870م) أول رواية عربية قلبًا وقالبًا. وتظل الرواية العربية قبل الحرب العالمية الأولى على حالة من التشويش والبعد عن القواعد الفنية وأقرب ماتكون إلى التعريب والاقتباس حتى ظهور رواية زينب (1914م) لمحمد حسين هيكل، التي يكاد يتفق النقاد على أنها بداية الرواية العربية الفنيّة، حيث اقترب المؤلف فيها من البنية الفنية للرواية الغربية التي كانت في أوج ازدهارها آنذاك. وقد عالجت رواية زينب واقع الريف المصري وهو أمر لم تألفه الكتابة الروائية قبل ذلك. وعقب الحرب العالمية الأولى ومع بداية الثلاثينيات من القرن العشرين بدأت الرواية العربية تتخذ سمتًا أكثر فنية وأعمق أصالة. وكان ذلك على يد مجموعة من الكتاب ممن تأثروا بالثقافة الغربية أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وعيسى عبيد والمازني ومحمود تيمور وغيرهم. فقد نقلت روايات الأربعينيات والخمسينيات الإبداع الروائي في الأدب العربي نقلة جديدة، ومن أبرز كتاب هذه الفترة عبد الحميد جودة السحار ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس إلا أن الروائي المصري نجيب محفوظ يُعَدّ سيِّد هذا الميدان غير مدافع. فرواياته خان الخليلي و زقاق المدق، و الثلاثية تمثل رؤية جديدة أضافت إلى أجواء الرواية عوالم أرحب وأوسع. وفي الستينيات من القرن العشرين بدأ نجيب محفوظ يبدع عالَـمًا روائيًا جديدًا مستخدمًا تقنيات أكثر إبداعًا وأكثر تعقيدًا، وتقف رواياته اللص والكلاب؛ السمان والخريف؛ الطريق؛ الشحاذ؛ ثرثرة فوق النيل معلمًا بارزًا في مسيرة الرواية الجديدة، ذلك أن المضامين الاجتماعية التي عني بها من قبل امتزجت بها في هذه المرحلة مضامين فكرية وإنسانية ونفسية احتاجت إلى شكل روائيً أكثر فنية من مرحلته السابقة. وقد أجبرت هزيمة عام 1967م الروائي العربي إلى إعادة النظر في تيار الرواية، الذي كان سائدًا قبل الهزيمة، فظهرت من ثَمَّ أنماطٌ روائية جديدة، فيها ثورة على الأساليب التقليدية، كالحبكة والبطل والسرد التاريخي. وكانت لنجيب محفوظ إضافة لاتنكر في هذه المرحلة. ظهر بعد ذلك جيل آخر من الروائيين العرب، سُمِّي بالحداثيين، خرجوا على رؤية الرواية التقليدية وتقنياتها. وعلى أيدي هؤلاء الكتاب مثل: صنع الله إبراهيم وحنا مينا وجمال الغيطاني وإدوار الخراط والطيب صالح وبهاء طاهر وإميل حبيبي والطاهر وطّار وعبدالرحمن منيف وغيرهم ظهرت رؤية روائية تحمل اتجاهات معاصرة وحداثية مختلفة، من أهم سماتها أن الخطاب الروائي تجاوز المفاهيم التقليدية حول الرواية في عصورها الكلاسيكية والرومانسية والواقعية الجديدة؛ وتداخلت أساليبها مع تداخلات العالم الخيالي والصوفي والواقعي والتاريخي، مما جعلها، سواء في حبكتها أو شخوصها، أكثر تعقيدًا وأعمق تركيبًا. ووصلت الرواية بذلك إلى دُنيا النص المفتوح الذي يفضي إلى قراءات متعددة لا تصل إلى تفسير نهائي للخطاب الروائي كما كان الحال في الروايات السابقة.
-
حكم احد الملوك على نجار بالموت فتسرب الخبر إليه فلم يستطع النوم ليلتها قالت له زوجته : ايها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !. نزلت الكلمات سكينة على قلبه فغفت عيناه ولم يفق إلا على صوت قرع الجنود على بابه شحب وجهه ونظر إلى زوجته نظرة يأس وندم وحسرة على تصديقها فتح الباب بيدين ترتجفان ومدهما للحارسين لكي يقيدانه قال له الحارسان في استغراب : لقد مات الملك ونريدك أن تصنع تابوتا له أشرق وجهه ونظر إلى زوجته نظرة اعتذار فابتسمت وقالت : أيها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة ! فالعبد يرهقه التفكير و الرب تبارك وتعالى يملك التدبير من اعتز بمنصبه فليتذكر فرعون ومن اعتز بماله فليتذكر قارون ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب إنما العزه والملك لله وحده سبحانه سبحان الله سبحان الله سبحان الله وبحمدة
-
كان الرسول محمد صلي الله عليه وآله وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه قال الشاب " يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض " فطلب الرسول ان يأتوه بالجار أتى الجار الى الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح فقال للرسول الكريم إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ فأجاب الرسول نعم فقال ابا الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح ذو الستمائة نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابا الدحداح من شده جودته فقال ابا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي فنظر الرجل الى الرسول غير مصدق ما يسمعه أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة على البيع وتمت البيعه فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلاً " ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ " فقال الرسول " لا " فبهت أبا الدحداح من رد رسول الله فأستكمل الرسول قائلا ما معناه " الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها وقال الرسول الكريم " كم من مداح الى ابا الدحداح " " والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها " وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح وعندما عاد ابا الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها " لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط " فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن فقال لها " لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام " فردت عليه متهلله " ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع " فمن منا يقايض دنياه بالاخره ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه ارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها و الا يتركها في جهازه بدون ان يرسلها للجميع فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها فما عندك زائل وما عند الله باق ارجو ان تفكر كثيرا في مسار حياتك من قال مستحيل:قل له:جرب
-
قالت لي أمي يوماً وأنا صغير هل تستطيع أن تقول كلمة (حلال) وتظل شفتاك مفتوحة ؟ حاولت ونجحت ان أقولها بدون ان أطبق شفتاي ..** صفقت لي أمي وقبلتني ثم قالت هل تستطيع أن تقول كلمة (حرام ) وتظل شفتاك مفتوحه ؟؟ حاولت مراراً ولم أستطع فقلت حزيناً ﻻ أستطيع مهما حاولت .. في النهاية أغلق شفتاي .. ضحكت أمي وقالت هذا هو الفرق بين الحلال والحرام يا بني فالحرام إغلاق وشقاء والحﻼل فتح وسعادة فاختر ما شئت إما أن تفتح لك أبواب الدنيا واﻵخرة وإما ان تغلق في وجهك ...** ومن يومها إذا فعلت حراماً أطبقت أمي شفتيها وعلى وجهها تكشيره وإذا فعلت حلاﻻً فتحت شفتيها بابتسامه وكانت تقول لي إذا كنت تحب أن ترى ابتسامه أمك دائماً فعليك بالحلال. كبرت وحاولت أﻻ أفقدها ابتسامتها أبدا. وماتت أمي ودخلت ﻷقبلها القبله اﻷخيرة فوجدتها مبتسمه مفتوحة الشفتين فقلت على العهد يا أمي ...** الحلال إلى أن ألقاك ..
-
الأديب الروسي الكبير: أنطوان تشيخوف بدأ أبي بتعليمي، أو بعبارة أبسط بدأ يضربني قبل أن أبلغ الخامسة من عمري". هذا ما كتبه أنطون تشيخوف، الكاتب الروسي، ملك القصة القصيرة، الكاتب المسرحي والإنسان والذي مرت في تموز /يوليو الماضي الذكرى المئوية لوفاته مختصراً بهذه الكلمات الحية القاسية التي فتح عينيه عليها. "كان أول ما يخطر لي حين أستيقظ في الصباح هو: هل سأضرب هذا اليوم؟" يقول تشيخوف ذلك، بل إنه وصم أحد أصدقائه الأطفال بالكذب عندما ذكر بأنه لم يضرب قط في البيت. ولد أنطون تشيخوف في عام 1860 لأسرة تنحدر من الأقنان. وشأن قصصه التي تبدو لدى قراءتها الأولى وكأنها خالية من السمات الدراماتيكية فإن حياته تبدو للوهلة الأولى وكأنها قصة حياة عادية. فقد جاهد جده كي يشتري حريته وحرية البعض من أبنائه بمن فيهم والد أنطون، بافل يجوروفيتش من حياة الأقنان وذلك قبل سنوات من تحرير الأقنان في روسيا عام 1861. غير أن نفسية القن ظلت تسيطر على الأب كما يقول تشيخوف: "كان سادة جدي يضربونه، كما أن أحقر موظف كان يستطيع أن يصفعه على وجهه بكل قسوة، ولذا كان يضرب أبي الذي أخذ يضربنا بدوره. أي نوع من الأعصاب والدم هو الذي ورثناه؟" وفي موضع آخر يعلن تشيخوف: "لم أنعم بأي طفولة في طفولتي!" ولكن هل استسلم أنطون لهذا الإرث ولذلك الدم الذي يجري في عروقه؟ سيرة حياته القصيرة التي لم تتجاوز الأعوام الأربعة والأربعين يجملها بقوله في إحدى رسائله بأنه أخذ يعتصر العبد من داخله شيئاً فشيئاً، قطرة قطرة إلى أن استيقظ في أحد الأيام، اللطيفة وهو يشعر بأن دم إنسان حقيقي يجري في عروقه عوضاً عن دم العبيد. ولد أنطون تشيخوف وأشقاؤه الستة إذن في بلدة "تاجانروج" التي تقع على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحر قزوين في شمالي القوقاز وتاجانروج هذه وهي ميناء أنشأه القيصر بطرس الأكبر، شهدت ازدهاراً في وقت من الأوقات، واستقر فيها عدد من التجار الأجانب، جلّهم من اليونانيين الذين كوّنوا نوعاً من الارستقراطية المالية واتخذوا لأنفسهم دور السيادة على السكان الأصليين. ولكنها ما لبثت أن عادت إلى عالم النسيان بحيث كانت قد تحولت قبيل ولادة تشيخوف إلى مدينة أشباح، كان سكان المدينة من الروس هم من العمال غير المهرة وحمّالي السفن والكتبة وأصحاب الحوانيت، شأن بافل ييجوروفيتش وكانوا يحتالون على الحياة ليتدبروا أمورهم، في حين يختال الأجانب من السكان وكأنهم الديوك الرومية. مزيج من مشاعر القرف والحب، والتمرد والاستسلام تتنازع أنطون وهو يجد نفسه مدفوناً في هذه المدينة الصماء. كانت عائلته تجد صعوبة شديدة في تدبير أمور حياة أطفالها الستة، خصوصاً وأن الأب كان منشغلاً عن عمله في الحانوت بالأمور الفنية. فقد علّم نفسه العزف على الكمان كما أصبح رساماً كفؤاً يرسم الأيقونات الدينية، غير أن هذه الميول الفنية كانت بلوى بالنسبة لأبنائه، لا لأنه أهمل عمله بسببها فحسب بل لأنها دفعته لتعريض أولاده لقسوة بدنية لا داعي لها. فحبه للموسيقى الدينية دفعه لتدريب أبنائه على الغناء في جوقة الكنيسة قبل أن يبلغوا سن دخول المدرسة بحيث كان عليم أن يستيقظوا قبل طلوع الفجر ليشقوا طريقهم إلى الكنيسة مهما كانت حالة الطقس. ولقد كتب تشيخوف بعدما يربو على ربع قرن من ذلك التاريخ: كنا نحن الأطفال نشعر وكأننا محكومون نؤدي عقوبة طويلة الأجل من الأشغال الشاقة. كما يقول عن معاملة أبيه في رسالة لأخيه بعد أن شارف على الثلاثين من عمره: "أود أن أذكّرك بأن الاستبداد والأكاذيب دمرت شباب أمك كما دمرت طفولتنا. بحيث أنني أحس بالرعب والغثيان حين أفكر بها في الوقت الحاضر. الاستبداد سلوك إجرامي إلى أبعد حد". الخلفية التي برزت فيها شخصية هذا الكاتب لتظهر على مسرح الحياة إذن هي خلفية كئيبة بحيث لم يجد مايقول في بلدته بعد سنوات إلا أنها "قذرة وممّلة، شوارعها مهجورة وسكانها جهلة كسالى". ولكن تشيخوف أدرك منذ مرحلة مبكرة من حياته إنه لن يمضي بقية عمره في تاجانروج. ولذا كان يجلس بين أكياس الطحين وعناقيد النقانق في حانوت والده وهو يحلم برحلة في طول روسيا وعرضها. حياة الضنك هذه لاحقته حتى بعد انتقاله وأسرته ليعيشوا في موسكو حيث بدأ يدرس الطب. أخذ في نفس الفترة يكتب القصص في سبيل تدبير أمور معيشته ومعيشة أسرته على الرغم من أن أباه على قيد الحياة وله أخوان اثنان يكبرانه سناً. فقد شعر منذ وقت مبكر بأن عليه هو بالذات أن ينتشل أسرته من حياة الفقر تلك. الكتابة بالنسبة له كانت إذن مجرد سبيل لكسب لقمة العيش.. ولكنه ظل بعد تخرجه يجمع بين مهنتي الطبيب والكاتب. هكذا جمع بين مهنة الطبيب ومهنة الكاتب، وكان يحبهما كليهما إذ يقول: أشعر بتيقظ ونشوة أكبر حين أكبر حين أدرك بأنني أمتلك مهنتين وليس مهنة واحدة. فالطب هو زوجتي الشرعية، أما الأدب فهو عشيقتي. وحين أملّ إحداهما فإنني أتوجه إلى الأخرى لأقضي الليلة معها". ظل يكتب إذن بعد أن أنهى دراسته وأخذ يرسم بقلمه، وكأنه فنان يمسك بريشته، خطوط بانوراما لروسيا في فترة حالكة كانت تغمرها فيها حالة من الشعور بالمرارة والخيبة وتتنامى فيها بوادر ثورة عارمة كان من شأنها أن تهز العالم من أقصاه إلى أقصاه. فخلال الفترة التي كتب فيها تشيخوف الجزء الأكبر من إنتاجه القصصي، أي بين عامي 1880 و1900 كانت تجتاح بلاده حالة من المرارة نجمت عن إخفاق إصلاحات القيصر ألكسندر الثاني في إحداث تغييرات بعيدة الأثر في حياة السواد الأعظم من الروس. كما كانت البلاد تشهد ولادة طبقة الروليتاريا حيث كان الفلاحون المعدمون يساقون من أراضيهم إلى المعامل المفتوحة حديثاً. وبما أن الروس أكثر استعداداً للتعبير عما في دواخلهم بالمقارنة مع الشعوب الأخرى في أوروبا فقد أنجبت روسيا في هذه الفترة معظم تلك الأسماء العظيمة الخالدة في الأدب الروسي، أبرزهم تولتسوي ودوستويفسكي وتشيخوف. من الانطباعات المبكرة لحياة تشيخوف ربما نبع ذلك المقت الشديد للحياة الرتيبة للطبقة البرجوازية الرثة، وهو ما عالجه في الكثير من قصصه ومسرحياته. وهو يقول على لسان أحد أبطاله في مسرحية "الشقيقات الثلاث": "الناس هنا لا يفعلون شيئاً سوى الأكل والشرب والنوم. ولإدخال بعض التنوّع على حياتهم وليتجنبوا الملل فإنهم ينغمسون في النميمة التي تدعو للإشمئزاز، وفي شرب الفودكا والمقامرة. كل هذه الفظاظة والتفاهة تسحق الأطفال وتخمد أي جذوة لديهم، لذا يتحولون هم أيضاً إلى مخلوقات بائسة نصف ميتة، يماثل أحدهم الآخر تماماً ويصبحون مثل آبائهم وأمهاتهم." إلا أنه مهما كان تأثير تربية تشيخوف المبكرة على شخصيته إلا أنها لم تخمد بالتأكيد تلك "الجذوة" الدفينة في داخله. فكل السير التي كتبت عن تشيخوف تتحدث عن مرحه وحيويته. وقد أظهر منذ أن كان فتى يافعاً شجاعة وميلاً للمزاح لم يفارقاه حتى وهو على فراش الموت. فقبل ساعات من وفاته جلس في سريره وأخذ يبتدع قصة مضحكة يرويها لزوجته ليسرّي عنها ما هي فيه وهي تراه في نزعاته الأخيرة بحيث أخذت تضحك من أعماق قلبها: كما أظهر طاقة هائلة على العمل وتعاطفاً إنسانياً رائعاً، وهو يقول في رسالة لأخيه نيقولاي: "إن ما يحتاجه الإنسان هو العمل ليل نهار، والقراءة الدؤوبة، والدراسة والسيطرة على الإرادة. فكل ساعة من الحياة ثمينة." لم تكن تلك مجرد وصايا فارغة بل دستوراً التزم به تمام الالتزام في حياته اليومية. وقد ظل تشيخوف شديد التواضع في نظرته إلى كتاباته طوال حياته على الرغم مما حققه من شهرة، إذ يقول في إحدى رسائله: "تتراكم خلفي جبالٌ من الأخطاء وأطنان من الورق المليء بالكتابة.. وحياة نجاح مفاجئ. غير أنني ـ بالرغم من ذلك ـ أشعر بأنني لم أكتب سطراً واحداً له قيمة أدبية حقيقية، وإنني أتوق للاختباء في مكان ما لمدة خمس سنوات أو نحو ذلك لأنجز عملاً جاداً دؤوباً. عليّ أن أدرس وأتعلم كل شيء من بدايته، إذ أنني ككاتب إنسان جهول تماماً". ولكنه عندما أخذ يراجع مجموعة أعماله تمهيداً لنشر المجلد السادس منها عام 1902 توصل تشيخوف إلى قناعة بأن المبادئ الأساسية التي استندت عليها أعماله ظلت ثابتة على مدى سنوات عمله. وهذه المبادئ هي البساطة، والصدق، والوصف المقتصد والدقيق، وعدم إقحام الكاتب لوجهات نظره في العمل.. فالمؤلف، بطرحه لقضية ما أو اقتراحه حلاً للمعضلات التي يواجهها أبطاله إنما يحاول في رأيه استغلال القارئ دونما حق، وعلى القارئ أن يتوصل إلى استنتاجاته الخاصة بمطلق حريته على أساس ما يقدمه الكاتب من أدلة وبراهين. وكلما تقدم به العمر كان يرى عمق الرابطة بين أدبه وحياته: لا حوادث ملفتة للنظر، لا عبارات طنَّانة، لا وقفات بطولية بل مجرد موسيقى خافتة، حميمة، مثيرة للمشاعر تكتنفها مناطق رمادية محدودة وأسئلة قليلة تبقى دون إجابة. باختصار، أمور الحياة اليومية العادية التافهة التي تجرّنا وتقربنا من الهاوية النهائية شيئاً فشيئاً. ولقد قال للأديب الروسي تيخونوف: "كان هدفي دائماً هو أن أقو للناس بكل صدق: تمعنوا بأنفسكم. تأملوا كم هي حياتكم سيئة ومملة، وهذا هو أهم ما يجب أن يدركه الناس. وحينما يدركون هذا فإنهم بالتأكيد سيخلقون حياة جديدة أفضل. وفي دفتر مذكراته يكشف عن نفس المفهوم إذ يقول: "يرتقي الإنسان حين نكشف له حقيقته كما هي بالفعل بحيث يراها أمام ناظريه." يتمسك تشيخوف بالبساطة المطلقة في أسلوبه القصصي وفي شخوص مسرحياته، وحين كان الممثلون يطلبون منه إيضاح كيفية أدائهم لأدوارهم كان يؤكد لهم بأن كل شيء يجب أن يكون بسيطاً شديد البساطة، وأن الأمر الأساسي هو عدم اللجوء إلى الأسلوب المسرحي المصطنع. وهو يقول إنه أراد تصوير الحياة الحقيقية كما يعيشها الناس العاديون وأنه "يجب أن تكتب المسرحية بحيث يأتي فيها الناس ويذهبون، ويتناولون عشاءهم، يتحدثون عن الطقس ويلعبون الورق.. يجب أن يتم تصوير حياتهم كما هي, والناس كما هم في الواقع تماماً، وليس كأنهم يمشون فوق روافع خشبية تستطيل بها قاماتهم". اختط تشيخوف بذلك مساراً مختلفاً عما ألفه الجمهور بحيث قلب التقاليد المسرحية بصورة شاملة وبحيث أحدث ما يمكن وصفه بأنه ثورة في عالم المسرح. ولذا فإن مسرحياته الأولى كانت تلاقي فشلاً ذريعاً لدى عرضها الأولي. ويقول ستانيسلافسكي الذي يعتبر أبا المسرح الروسي الحديث في كتابه "حياتي مع الفن": "لا تتضح القوة الشعرية لمسرحيات تشيخوف بجلاء لدى قراءتها الأولى. فبعد أن تنتهي من قراءتها تقول لنفسك: جيدة، ولكن ليس فيها شيء خاص، شيء يدير الرأس إعجاباً. بل أن القراءة الأولى قد تكون مخيّبة للآمال أحياناً، إذ تشعر بأنك غير قادر على أن تبدي فيها رأياً محدداً. إلا أنك ما أن تستعيد بعض العبارات والمشاهد في ذهنك حتى تشعر بأنك تود أن تمضي التفكير فيها من جديد، وحينذاك تدرك مدى العمق الذي يختفي تحت السطح الخارجي...." ويضيف ستانيسلافسكي: "تشيخوف معين لا ينضب. فعلى الرغم من أنه يصوّر ظاهرياً الحياة اليومية العادية إلا أنه في الحقيقة لا يتناول الأمور العابرة أو المحدودة حين يطرح تلك القضايا التي تتعلق بالإنسان أينما كان. فالإنسان في الواقع هو الفكرة الروحية المهيمنة التي تتكرر في كل مسرحياته". أما الكاتب الروسي الشهير مكسيم جوركي فهو يقول: "ظل تشيخوف طوال حياته يعيش حياة الروح، لا يتكلَّف على الإطلاق. يحاول أن يكون حراً في داخله...، لا يلقي بالاً إلى ما يتوقعه وينتظره الآخرون من أنطون تشيخوف، أو ما قد يتطلبه منه أولئك الناس الأقل رقة ونعومة.... وبحكِم بساطته الرائعة كان مغرماً بكل ما هو بسيط وجوهري وصادق، كما يتمتع بأسلوبه الخاص في حمل الآخرين على التحلي بالبساطة...." ويضيف جوركي: "تلتمع في عينيه الرماديتين الحزينتين بشكل شبه مستمر نظرة سخرية رقيقة. إلا أنها تتحول أحياناً لتصبح باردة حادة قاسية، وحينذاك تتسرّب إلى صوته الرقيق الودود نبرة حادة، ويتراءى لي عندئذ بأن هذا الإنسان الرقيق المتواضع يستطيع الوقوف في وجه أي قوة معادية، وأن وقفته هذه ستكون صلبة لا تلين". ويختم جوركي بالقول: "ما أحسن أن يتذكر المرء إنساناً من هذا النوع، فهو يحسّ وكأنما هو طيف من السعادة والانشراح يزوره ليعطيه معنى واضحاً للحياة من جديد...." أما لينين فقد قال بعد أن قرأ قصته "العنبر 6" التي تصور أوضاع المرضى في مستشفى للأمراض العقلية: إن العنبر 6 إنما كانت تصور الحياة في روسيا برمتها في ذلك الحين. آخر قصص تشيخوف كانت قصة "العروس" أما آخر مسرحياته فهي "بستان الكرز". وأعماله التي تعد بالمئات منها ما هو شديد القصر وبعضها طويل، ويقول فيها هنري ترويا الذي يعتبر من أفضل من كتب سيرة تشيخوف وغيره من أعلام الأدب الروسي بمن فيهم تولستوي وديستويفسكي إن هذه الأعمال بمجموعها تشكل بانوراما لم يسبق لها مثيل في الحياة الروسية. فجميع الطبقات الاجتماعية في المجتمع الروسي، من الفلاح إلى القس، ومن أستاذ الجامعة إلى الحوذي، ومن الطالب إلى التاجر، كلهم يجدون لهم مكاناً في هذه الكوميديا الإنسانية. وقراءة قصص تشيخوف ومسرحياته تماثل القيام برحلة على متن دوّامة سريعة تنقل القارئ في أرجاء روسيا في أواخر القرن التاسع عشر برفقة دليلٍ صافي التفكير، رابط الجأش يطلعك على كل ما هنالك ولكنه يتجنب التعليق". ويضيف ترويا: "وحدة أسلوب تشيخوف من بداية السلسلة إلى نهايتها وحدة مذهلة. وكما قال في رسالة لشقيقه الكسندر حين كان العقد الأول من حياته الأدبية يوشك على الانقضاء: "الإيجاز قرين الموهبة". ويقول ترويا: "ما لبث النقاد المرموقون والجمهور عامة أن توصلوا إلى قناعة أكيدة أن تشيخوف واحد من أساطين الأدب. فما الذي أضافه إلى ما كتبه غوغول وديستويفسكي وكوركنيف وتولستوي بحيث يبرز المديح الذي حظي به من معاصريه. مزيتان رئيسيتان،" يضيف ترويا، "هما الصدق والاعتدال. فأسلافه المرموقون إنما كانوا يحثون، كل بطريقته، إلى الانفعال العاصف. فهم يأسرون قراءهم بالوصول بالأمور إلى أقصاها. كما أن وصفهم ينحو إلى الغنائية الشديدة واللغة السحرية. أما تشيخوف فكان أول من تكلم بصوت خفيض هامس، وبأسلوب ينم عن الثقة بمن يخاطبه". ويضيف ترويا: "ينحو تشيخوف إلى الاقتصاد في الكلمات بحيث أن لكل كلمة من كلماته أهميتها المستترة. وعلى العكس من الآخرين الذين ينحون باتجاه دعم القارئ عاطفياً ويضحكون معه ويبكون فإن تشيخوف يواجه القارئ بالأحداث والشخصيات وجهاً لوجه ثم يترك له حرية التصرف، وأقصى ما يفعله هو أن يبقي القارئ في حالة توتر عصبي، ثم ينقره بتفاصيل صغيرة يلقي بها في الموضوع المناسب. وهكذا، وبدون عبارات توضيحية، وبضربة مفاجئة واحدة يجد القارئ نفسه وقد فهم الشخصيات فهماً عميقاً. والمرء لا يقرأ قصة لتشيخوف أو يشاهد مسرحية من مسرحياته وهو في حالة نشوة سلبية، بل ينغمس في الحدث ويشارك فيه، باستمرار فهو لا يلجأ لعلف قراته قسراً بما يريد قوله بل يجعل منهم مشاركين ومتواطئين معه فيما يحدث." على الرغم من كل تواضعه فإن تشيخوف كان يدرك أنه ابتدع أسلوباً جديداً في التفكير وفي الكتابة في روسيا، وقد قال لجوركي: "السبل التي فتحتها ستبقى سليمة وصامدة، وهنا تكمن كل قيمتي". أما تولستوي فقد أرسل له لدى اشتداد المرض على تشيخوف ليرفع من معنوياته صورة بتوقيعه وقائمة بثلاثين قصة من القصص التي يعتبرها أفضل ما كتبه تشيخوف حتى ذلك الحين وقد جمعها في مجلد واحد ليعيد قراءتها باستمرار. وقد قسّمها تولستوي إلى صنفين، خمس عشرة منها صنّفها على نخب أول، وخمس عشرة أخرى صنفها على أنها نخب ثان. ولقد عُرف عن تولستوي قوله: "تشيخوف هو بوشكين الأدب النثري". كما ينقل جوركي عن تولستوي قوله بعد أن قرأ قصة "الحبيبة" لتشيخوف: "إنها مثل الدانتيلا التي تنتجها فتاة عذراء عفيفة طاهرة، كانت هناك في الماضي فتيات ينسجن الدانتيلا، وكن ينسجن أحلام حياتهن طوال الوقت في داخل رسوم الدانتيلا التي يشكلنها. ينسجن أعز أحلامهن بحيث تصبح تلك الدانتيلا مشبعة بتطلعاتهن الغامضةالنقية عن الحب". ويضيف جوركي: "كان تولستوي يتحدث بعاطفة جياشة والدموع تترقرق في عينيه".
-
أعطاني زهرة بيضاء .. ورحل بعيداً .. تاركاً لي تساؤﻻت عدة ، وبعضاً من الدهشة ! ذلك الرجل الذي ﻻ اعرفه من قبل ..! بدى وكأنه ذو هيبة ووقار ، عندما رآني أصطحب زوجي قعيد الكرسي المتحرك ، في احد اﻷسواق بالمدينة ، ﻻ أنكر سعادتي بتلك الزهرة ، ولكن ... ما سببها ..؟ ذلك ما كنت أتمنى معرفته ، ﻻ يمكن أن يكون أعجاباً بي .. فأنا سيدة قد تجاوزت الستين من عمري .. لملمت حيرتي ودهشتي ، وابتسمت في رضى .. ومضيت مع زوجي ، وفي أحد اﻷيام .. اثناء تواجدنا ( انا وزوجي ) في احدى الحفﻼت الخيرية قابلته ، نفس اﻷبتسامه التي بدت على وجهه ! وكأنه يحمل لي رسالة .. تمالكت شجاعتي وأقتربت منه ﻷسأله : يا أنتَ ..! منذ أيام ونحن في سوق المدينة ، قابلتك ..** فأهديتني زهرة بيضاء لونها ، ورحلت ، وسط دهشتني التي لم تمكنني من حق الرفض أو القبول ، وعندما رأيتك اليوم ، وجدتها فرصه ﻷسألك عن سبب ذلك ، فلما كان هذا يا أخي ..؟ حدثني وهو مازال محتفظاً بتلك اﻷبتسامه الهادئة على وجهه وقال لي : أختاه .. تلك الزهرة كانت لوفائكِ لذلك الزوج الطيب ، أدام الله حبكما وبارك لكما فإن لي حكاية كم وددت لو تسمعيها .. إن أردتِ ذلك طبعاً فقلت : تفضل أخي كل آذاني صاغية فقال لي : كنت منذ عشرون عاماً أعمل ضابطاً بالجيش المصري واثناء حرب أكتوبر المجيدة ، أصبت برصاصة استقرت بظهري فأصبت على أثرها بشلل نصفى ، وقد كنت في تلك اﻷثناء مرتبط بفتاة أحبها وتحبني ، وكنا قد اتفقنا على الزواج فور وصولي .. إﻻ أن الرياح تأتي دوماً بما ﻻ تشتهي السفن .. فبدﻻً من أأتيها محمﻼً بأشواقي إليها .. أتيتها محموﻻً على كرسي متحرك ! ﻻ أنكر تأثرها وحزنها في بداية اﻷمر ، بل وبكائها على ما رأت عيناها الجميلتين .. وقالت لي : سأظل معك إلى نهاية العمر ، ومعك سأتحمل وأصبر إﻻ أن ذهبنا إلى طبيب كبير في البلدة فصارحني بحقيقة اﻷمر ،** قال لي : ان موضع الرصاصة حساس جداً ، به الكثير من اﻷوتار واﻷعصاب ، ، فإما أن تنجح العملية وتمشي على قدماك ، وإما .. شلل كلي وعجز كامل عن الحركة ، أحسست بدوار في رأسي .. ﻻ أملك القرار بمفردي ، فكيف سيكون حالي وحال تلك المسكينة معي ، إذا ما أصبت بعجز كامل ..؟ فحمدت الله ورضيت بما قسمه الله لي ، ولكنها هي لم ترضى .. فإختارت الفراق ، وتركتني وحيداً ، مع عجزي .. ما بين عذابي على فراقها ، وما بين حالي وما أنا فيه .. حينها قررت أن ألملم نفسي .. و استجمع قوتي واجري العملية ، مهما كانت النتائج ثم تنهد قائﻼً : وشاء ربي السميع الكريم أن تنجح العملية الجراحية ، إﻻ أن جرحي وصدمتي فيها كانت أعمق بكثير جداً إلى أن أتتني يوماً بدموعها الكاذبة ، راجية حبي وحناني .. إﻻ أنني تعجبت من حالي عندما وجدتني أكثر قوة ، أكثر قسوة ، لم أعد ذلك الولهان بها كما كنت في السابق حينها نظرتُ إلى عيناها المبللة بدموع التماسيح وقلت : لن أقبل من لم يتحملني في ضعفي ، ولن أرضى بمن لم تقبل شكلي في مرضي ، سأبحث عنها إلى أن أجدها .. لكنكِ أبداً لن تكوني لي ... ؛ وما أن أنهى كﻼمه حتى ابتسمت ، ﻷنني علمت ما سر تلك الوردة البيضاء ، فشكرته ودعوت له .. ورحلت ،،
-
عاودتُ أرسمُ بالليالي نسيانا وأسكرُ بذكركِ وأهيم جذلانا كوةً ألمحُ بها بصيص رؤاكِ وأعيدُ الماضي والروح ريعانا لا تلمسي الأقمار وحدها تُضحلُ فالبعدُ عنكِ كأن الموت أردانا أنا وسِمةُ الليل نحجُ بأحلامكِ ورأينا بكل الأشياء أسمُكِ عنوانا نهراً تسربلِ بين صحار القلب دافقُ الموجِ والقلب لكِ عطشانا مَن لهذا الفؤاد أن جف نهرُكِ سيحيى أمد العمرِ دونكِ ظمأنا يا لها من أيام تلك التي مرت تحملُ ألف شمساً ملؤها حنانا
-
سأراقصُكِ يا حلوتي فلا تخافي وسأنثرُ فوق خُصركِ كل القوافي وسأرسم بين حاجبيكِ ألف حلم وعلى نجيعُ خديكِ نهراً و ضفافِ يا مشوقة الطرفِ وجميلةُ الحشا بشائراً تزفُ بعينيكِ و الألطافِ لا تعجبي من سرُ تعلقي بإنوثتكِ فكل الإناث بأنوثتهن إليك لا توافي أرهفي سماع قلبك لقلبٍ بكِ تعلق يا لحناً وغناء يطرب الأشنافي لستُ بالغرامِ موهوباً لكن غُرمتُ وكأن المدينةُ لا تقبل مغرم الأرياف كل عاشقٍ يرسم عشقه زهرةً وقد رسمتُكِ حلماً بين الشغافِ دعِ كفي فوق خصرك ترسمُ نَظَمَ أغنيةً عجزت عنها القوافي من بريق عينيكِ أغني الشعرَ يا مَن رقصني شعرها فوق الأكتاف أسود لف حلميها وغار بعيوني كأنه لف السنين بيد الإرهافِ دعي سبابتي بالعشقِ إليكِ تكتبُ رذاذ بحرٍ يلامس وجهكِ الصافي أتعلمين . أي الأشواق لكِ احملُ تتشابك فيه الزهور بالصفصافِ وتنام ألف غيمةً تحت ظُلكِ وكأنك الشمس بحسنها الطافي لم أزل أرقب شباك حجرتُكِ ولازال قلبي يطلب منك الإنصاف راقصي قلباً عشق كل أشياؤكِ ودعيه على الجمر يرقص حافي أو كؤوساً حطمها دهر لقدميه يرقص فوقها ويظن عرسهُ الوافي
-
حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء من سب الرياح والغبار التي تشهدها مناطق المملكة هذه الأيام. وأكد سماحته أن ما يعمد إليه بعض الناس من سب الرياح والغبار لا يجوز إذ إنها تأتي بأمر من الله عز وجل. ولفت سماحة المفتي إلى أن من السنة عند هبوب الرياح والغبار أن يسأل المسلم خيرها وخير ما فيها ويتعوذ بالله من شرها مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به). ريح مخلوق من مخلوقات الله مسخر، وهي واحدة الرياح، يجريها الله -جل وعلا- كما يشاء، وهي لا تملك شيئا، كالدهر لا يملك شيئا، ولا يدبر أمرا. فسب الريح كسب الدهر، يرجع في الحقيقة إلى أذية الله -جل وعلا-؛ لأن الله هو الذي يصرف الريح كيف يشاء، يأتي بالريح بأمر مكروه، فيُذكِّر العباد بالتوبة والإنابة، ويذكر العباد بمعرفة قدرته عليهم، وأنه لا غنى لهم عنه -جل وعلا- طرفة عين، ويأتي بالريح فيجعلها رياحا، فيسخرها -جل وعلا- لما فيه مصلحة العباد. النهي عن سب الريح، وسب الريح يكون بشتمها، أو بلعنها، و قول الله -جل وعلا-: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ هذا وصف لها، ووصفها بالشدة، أو وصفها بالأوصاف التي يكون فيها شر على من أتت عليه، كقوله: مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ليس هذا من المنهي عنه. قال: عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به . هذا يدل على أن الريح يكون فيها أمر، ويكون عليها أمر ونهي، والله -جل وعلا- يرسل الرياح كيف يشاء، ويصرفها أيضا -جل وعلا- عمن يشاء، فهي مسخرة بأمره -جل وعلا-، والملائكة هي التي تصرِّف الريح بأمره -جل وعلا-، فللريح ملائكة تصرِّفها كيف شاء ربنا -جل وعلا- وتقدس وتعاظم، فيها خير، وقد يكون فيها عذاب. ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: إذا رأيتم ما تكرهون فقولوا فأرشدهم إلى القول الآتي، وما يكرهون قد يكون من جهة صفة الريح، وقد يكون من جهة لون الريح، يعني صفتها من جهة السرعة أو الاتجاه، وقد يكون من جهة لونها، وقد يكون من جهة أثرها. والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا رأى شيئا في السماء أقبل وأدبر، ودخل وخرج، ورئي ذلك في وجهه، حتى تمطر السماء فيُسرَّى عنه ويُسرُّ -عليه الصلاة والسلام-. قالت له عائشة: يا رسول الله لم ذاك؟ قال: ألم تسمعي لقول أولئك -أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا . فإذن الخوف من الله -جل جلاله- إذا ظهرت هذه الحوادث أو التغيرات في السماء أو في الأرض واجب، والله -جل وعلا- يتعرف إلى عباده بالرخاء، كما أنه يتعرف إلى عباده بالشدة؛ حتى يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبروته، ويعلموا حلمه وتودده ورحمته أيضا لعباده. فإذن إذا رأى العبد ما يكره ضرع إلى الله، واستغاث بالله، وسأل الله بقوله: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به صححه الترمذي. أسأل الله -جل وعلا- أن يجعلكم مبارَكين، وأن ينفع بكم وبما تعلمتم، وأن يجعلنا وإياكم من ورثة جنة النعيم، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وأن يجعل وسيلتنا التوحيد، وأن يجعل وسيلتنا إليه الإخلاص، فإنا مذنبون، ولولا رحمة الله -جل وعلا- لهلكنا، فاللهم فاغفر لنا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
-
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ،، عن النبي صلى الله عليه وسلم ،، فيما يروي عن ربه أنه قال: " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي ،، وجعلته بينكم محرماً ،، فلا تظالموا يا عبادي ! كلكم ضال ،، إلا من هديته ،، فاستهدوني أهدكم يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ،، فاستطعموني أطعمكم يا عبادي ! كلكم عارٍ إلا من كسوته ،، فاستكسوني أكسكم يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ،، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ،، فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ،، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم ،، وإنسكم وجنكم ،، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ،، مازاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي ! لو ان أولكم وآخركم ،، وإنسكم وجنكم ،، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ،، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم ،، وإنسكم وجنكم ،، قاموا في صعيد واحد ،، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ،، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيَط إذا أدخل البحر يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ،، ثم أوفيكم إياها ،، فمن وجد خيراً فليحمد الله ،، ومن وجد غير ذلك لا يلومنّ إلا نفسه " رواه مسلم حرمت الظلم : أي لا يقع مني ذلك ، بل تعاليت عنه وتقدست ضال : غافل عن الشرائع إلا من هديته : أرشدته إلى ما جاء به الرسل ووفقته إليه فاستهدوني : اطلبوا مني الهداية صعيد واحد : أرض واحدة ومقام واحد المخيط : الإبرة أحصيها لكم : أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة أوفيكم إياها : أوفيكم جزاءها في الأخرة أصدقائي هذا الحديث أقسم من أروع ما قرأت وبالذات المقطع الأخير فأحببت أن أنقله لكم ليكون مدعاة لكل شخص ليبدأ بصالح الأعمال ،، وليزيد في حسناته
-
يكتظ المسلمين بكثرة في المساجد أيّام الامتحانات وتتكاثر الوجوة الجديدة علينا في بداية شهر رمضان وتظهر لنا شخصيات نادرة البروز أيام صلاة العيد السعيد و ينقص صف صلاة الفجر في أيّام غير رمضان من فترات الصيف والشتاء ويصير إلى عشرة رجال في أغلب الأوقات وتندثر العيون المصلية في رمضان والخاشعة أيام الامتحان أنغيب عن الصلاة أوقات قلة المصلين وننشغل بملذات الدنيا ما لهذا خلقنا و مالهذا تكاثرنا وما لهذا رزقنا وما لهذا أسلمنا مات محمد صلّ الله عليه وسلم وهو يقول : ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ) ولم يقل الصوم أو الزكاة أو الحج أو الجهاد أو أي أمر ديني آخر وقد أفتى شيخ الأمّة ابن باز رحمه الله تعالى عن تأخير الصلاة حتى القيام من النوم وتوقيت المنبة مؤخرًا وقد قال من فتواه : ( من يتعمد ضبط الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لايصلي فريضة الفجر في وقتها فهذا قد تعمد تركها في وقتها وهو كافر بهذا عند جمع كثير من أهل العلم كفراً أكبر نسأل الله العافية لتعمده ترك الصلاة في الوقت وهكذا إذا تعمد تأخير الصلاة إلى قرب الظهر ثم صلاها عند الظهر أي صلاة الفجر أما من غلبه النوم حتى فاته الوقت فهذا لا يضره ذلك وعليه أن يصلي إذا استيقظ ولا حرج عليه إذا كان قد غلبه النوم أو *تركها نسياناً مع فعل الأسباب التي تعينه على الصلاة في الوقت، وعلى أدائها في الجماعة مثل تركيب الساعة على الوقت والنوم مبكراً ) انتهى كلامه ... فـ الإسلام عمود الدين ونجاة العبد من النار بها وحدها ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كان حقاً على الله من لاقي الله وهو يحافظ على هذه الصلوات أن يدخله الجنة ) والله أعلم وصلّ الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.