-
مجموع الأنشطة
3412 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو Admin_Nb
-
يادمعتي سيري نحو حبيبي عليه الصلاة والسلام يادمعتي سيري نحو حبيبي واجري في كفِّه نبضاً لشراييني وألحقي آهاتٍ هامَت بجنونِ في عُرى السّابقاتِ نحو السّكونِ لا ألمٌ يضجُّ لحُرقةِ دمعتي ولا غصّة تقطِّعُ وَصلاً لعروقي يادمعتي أطفئي ناراً لجحودي وبَرِّدي نيراناً من خذلان أمّتي .......... يا دمعتي سيري نحو حبيبي هزّت لحُبِّهِ الأكوان وعرش المجيدِ تغنَّت باسمه ملائكةُ الجبينِ شفيعاً لا ينالها منه الا المحبينِ مَن أحبَّه مُدافعاً بالسّيف لا بالمحابيرِ مَن تسابقَ لِقتلِ العِدا لا المساكينِ مُناصرة مزعومة بآلافِ الدنانير ِ ريالات مهدورة أُفٍّ مِن قناديلِ قناديلٌ من شعاراتِ السكاكينِ هي أفيونٌ وتلبيس أباليسِ ............. أين الملوكُ التي ادَّعت بالنَّسَبِ؟ أين القبائلُ والعشائرُ التي افتخرت بالشرفِ؟ أين الجحافل تقطعُ ألسنةَ الغربِ؟ أين السيوف تذبحُ قرود َ العَجَمِ؟ ............ قطعوا أيادي المجاهدين الغُرِّ وأنفقوا الملايينَ لإعمار دُنى الوهنِ سجنوا القادَة بدعوةِ الكُفرِ ونفَّذوا مخططاتِ الصهيونِ السِّري باعوا الدّين والقرآن مع السُّنّةِ وزيّفوا الفتوى بشيوخٍ مِن القَصرِ ................ نحن أمةُ الإرهاِبِ دمعاً نحتسي وهم أمةُ السَّلامِ ذُلاً ترتجي نحن أمّةُ الإرهابِ بالجهادِ نحمي وهم أمّةُ النِّعاجِ اعتذاراً تبتغي آآهٍ من نفاقٍ عَمَّ المنهجِ ومِن شِركٍ للأهواءِ سادَ المنبرِ لاداعٍ،لا عالمٍ،لا شيخٍ يعتلي صَهوةَ الجُلمودِ وينادي بحرقتي حرقةٌ أذابت كلَّ وجدانٍ مخلصِ ففاحَ ريحُها صُراخَ العَذارى :يا أمتي ............. أصبح الذَّودُ عن الأوطانِ جريمتي والدِّفاع عن حبيب ِالرحمن جنوحي يا الهي براءةً أسجِّلها في مِدادي ليست مَن ترضى الذلَّ أمتي واللهِ ما ركعت أمّةُ محمّدِ وما كانت إلا حُساماً في غِمدِ المعتدِ ................ يادمعتي سيري نحو حبيبي وارتجِ منه دعاءً لمسعى الغربةِ أمسيتُ أجرعُ صبرَ العليل بمقلتي وأمست السُّكنى تسخرُ من بلوتي لا نرضى بغير جيوش الخالدِ لا نرضى إلا بعزّةِ العزيزِ الواثقِ جَلجلةً نُعلنها تُدوي المَسمَعِ ليس الإسلام إلا الوتد المُحَصَّنِ ............ يادمعتي سيري نحو حبيبي وبلِّغيهِ آلافاً من الصلاةِ والسّلامِ الُمبَجَّلِ وبلِّغيهِ حُرقتي.......... فما عادت المَنونُ تُسقي رياحينَ المَكةِ
-
يادمعتي سيري نحو حبيبي عليه الصلاة والسلام يادمعتي سيري نحو حبيبي واجري في كفِّه نبضاً لشراييني وألحقي آهاتٍ هامَت بجنونِ في عُرى السّابقاتِ نحو السّكونِ لا ألمٌ يضجُّ لحُرقةِ دمعتي ولا غصّة تقطِّعُ وَصلاً لعروقي يادمعتي أطفئي ناراً لجحودي وبَرِّدي نيراناً من خذلان أمّتي .......... يا دمعتي سيري نحو حبيبي هزّت لحُبِّهِ الأكوان وعرش المجيدِ تغنَّت باسمه ملائكةُ الجبينِ شفيعاً لا ينالها منه الا المحبينِ مَن أحبَّه مُدافعاً بالسّيف لا بالمحابيرِ مَن تسابقَ لِقتلِ العِدا لا المساكينِ مُناصرة مزعومة بآلافِ الدنانير ِ ريالات مهدورة أُفٍّ مِن قناديلِ قناديلٌ من شعاراتِ السكاكينِ هي أفيونٌ وتلبيس أباليسِ ............. أين الملوكُ التي ادَّعت بالنَّسَبِ؟ أين القبائلُ والعشائرُ التي افتخرت بالشرفِ؟ أين الجحافل تقطعُ ألسنةَ الغربِ؟ أين السيوف تذبحُ قرود َ العَجَمِ؟ ............ قطعوا أيادي المجاهدين الغُرِّ وأنفقوا الملايينَ لإعمار دُنى الوهنِ سجنوا القادَة بدعوةِ الكُفرِ ونفَّذوا مخططاتِ الصهيونِ السِّري باعوا الدّين والقرآن مع السُّنّةِ وزيّفوا الفتوى بشيوخٍ مِن القَصرِ ................ نحن أمةُ الإرهاِبِ دمعاً نحتسي وهم أمةُ السَّلامِ ذُلاً ترتجي نحن أمّةُ الإرهابِ بالجهادِ نحمي وهم أمّةُ النِّعاجِ اعتذاراً تبتغي آآهٍ من نفاقٍ عَمَّ المنهجِ ومِن شِركٍ للأهواءِ سادَ المنبرِ لاداعٍ،لا عالمٍ،لا شيخٍ يعتلي صَهوةَ الجُلمودِ وينادي بحرقتي حرقةٌ أذابت كلَّ وجدانٍ مخلصِ ففاحَ ريحُها صُراخَ العَذارى :يا أمتي ............. أصبح الذَّودُ عن الأوطانِ جريمتي والدِّفاع عن حبيب ِالرحمن جنوحي يا الهي براءةً أسجِّلها في مِدادي ليست مَن ترضى الذلَّ أمتي واللهِ ما ركعت أمّةُ محمّدِ وما كانت إلا حُساماً في غِمدِ المعتدِ ................ يادمعتي سيري نحو حبيبي وارتجِ منه دعاءً لمسعى الغربةِ أمسيتُ أجرعُ صبرَ العليل بمقلتي وأمست السُّكنى تسخرُ من بلوتي لا نرضى بغير جيوش الخالدِ لا نرضى إلا بعزّةِ العزيزِ الواثقِ جَلجلةً نُعلنها تُدوي المَسمَعِ ليس الإسلام إلا الوتد المُحَصَّنِ ............ يادمعتي سيري نحو حبيبي وبلِّغيهِ آلافاً من الصلاةِ والسّلامِ الُمبَجَّلِ وبلِّغيهِ حُرقتي.......... فما عادت المَنونُ تُسقي رياحينَ المَكةِ
-
انظر الى الحبيب صلى الله عليه وسلم من الصباح الى المساء بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحبيب صلى الله عليه وسلم من الصباح الى المساء انظر الحبيب الله عليه وسلم اذا أفاق من نومه قال الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور اذا رأى نور الفجر قال أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر اذا خرج من البيت قال بسم الله توكلت على الله اللهم اني اعوذ بك أن أضل أو ُأضل اذا لبس ثوبا قال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة اذا دخل المسجد اللهم أفتح لي ابواب رحمتك وانشرعلي خزائن علمك اذا دخل البيت قال بسم الله دخلنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا اذا اكل طعاماً قال الحمدلله اللذي أطعمنا فأشبعنا وسقانا فأروانا وجعلنا ُمسلمين اذا شرب الماء قال الحمدلله الذي جعل الماءُفراتا برحمته ولم يجعله ملحا اُجاجا بذنوبنا اذا دخل الخلاء قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اللهم اني أعوذ بك من الخبث والخبائث اذا خرج من الخلاء قال ُغفرانك .. الحمدلله الذي أذهب عني الاذى وعافاني اذا غضب قال اللهم اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان اذا قصد فعلُ شيئ قال اللهم خِر لي واخترلي ولا تكلني الى نفسي ُطرفة عين اذا اراد السفر قال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الفتنة في السفر , والكآبة في المنقلب اللهم اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر اذا أصابهُ مرضٌ قال اللهُم رب الناس.. أذهب البأس.. اشف أنت الشافي..لا شفاء إلاشفاؤك اذا أتتهُ مُصيبة قال إنا لله وانا إليه راجعون. حسبنا الله ونعم الوكيل اذا صعب عليه أمرٌ قال اللهُم لا سهل إلا ماجعلتهُ سهلا . وأنت تجعلُ الحزن إذا شئت سهلا اذا أذن المغرب قال اللهم هذا اقبال ليلك وادبارُ نهارك وأصواتُ دُعاتك فاغفرلي اذا أمسى ليلا قال أَمْسَيْـنا وَأَمْسـى المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه اذا أتى أهلُه قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا اذا اراد النوم قال باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعُهُ إن امسكت نفسي فأرحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظُ بهِ عِبادك الصالحين انظر الحبيب الله عليه وسلم يــا رســول الله عـــذرا قالـت الدنـمـارك كـفـرا قـدأساءواحـيـن زادوا في رصيد الكفـر فُجـرا حاكـهـا الاوبــاش لـيــلا و استحلوا السب جهرا حـاولـوا النـيـل و لـكـن قـد جـنـو ذلاً و خُـسـرا كـيـف للنـمـلـة تـرجــو أن تطـال النـجـم قــدرا هل يعيب الطُهـر قـذف ممـن استرضـع خـمـرا دولـــة نصـفـهـا شـــاذ ولـقـيـط جـــاء عــهــرا آه لـــو عـرفــوك حـقــا لاستهامـو فيـك دهــرا سـيـرة المـخـتـار نـــور كيف لـو يـدرون سطـرا لـو درو مـن أنـت يـومـا لاستـزادوا منـك عطـرا قـطـرة مـنـك فـيــوض تستحق (العمر) شكرا يـا رســول الله نـحـري دون نحرك أنـت أحـرى من كلمات احمد مطر اللهم صلى وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اجمعين\ دمتم بخير
-
صور من رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم~ بسم الله الرحمن الرحيم • الصورة الأولى : عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال ( لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً ) رواه البخاري . • الصورة الثانية : عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة . فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ) رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لهما ( وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي . فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ). • الصورة الثالثة : عن أنس بن مالك رضي الله عنه : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري . • الصور الرابعة : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري . الصورة الخامسة : عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) رواه مسلم . • الصورة السادسة / عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : عندي خير يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل منه ما شئت . فترك حتى كان الغد ، فقال : ( ما عندك يا ثمامة ) . فقال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد فقال : ما عندك يا ثمامة فقال : عندي ما قلت لك فقال : ( أطلقوا ثمامة ) . فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب دين إلي ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت ، قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري ومسلم . • الصورة السابعة : عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فأتت اليهود فشكوا أن الناس قد أسرعوا إلى حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ) رواه أبو داود بسند حسن . • الصورة الثامنة / عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ) . فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : ( أين علي ) . فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : ( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) . رواه البخاري ومسلم . • الصورة التاسعة : عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة "رواه مسلم . • الصورة العاشرة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة . فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي . قلت : يا رسول الله ! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي . فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره . فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! اهد أم أبي هريرة " فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم . فلما جئت فصرت إلى الباب . فإذا هو مجاف . فسمعت أمي خشف قدمي . فقالت : مكانك ! يا أبا هريرة ! وسمعت خضخضة الماء . قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها . ففتحت الباب . ثم قالت : يا أبا هريرة ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح . قال قلت : يا رسول الله ! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة . فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا . قال قلت : يا رسول الله ! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين . وحبب إليهم المؤمنين " فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني ، إلا أحبني ) رواه مسلم .
-
بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهجرته ووفاته بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهجرته ووفاته الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً مزيدا. أما بعد أيها الناس: اتقوا الله - تعالى -واحمدوا ربكم على ما أنعم به عليكم من بعثة هذا النبي الكريم الذي أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور وهداكم به من الضلالة وبصركم به من العمى وأرشدكم به من الغي فلله الحمد رب العالمين. لقد بعثه الله - تعالى -على حين فترة من الرسل على رأس الأربعين من عمره فجاءه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وهو الغار الذي في أعلى الجبل المسمى جبل النور شرقي شمال مكة على يمين الداخل إليها فأول ما نزل عليه قوله - تعالى -: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5] ثم ذهبت به خديجة إلى ورقة بن نوفل وكان ورقة قد دخل في دين النصارى وعرف الكتاب فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بما حصل له من الوحي فقال ورقة يا ليتني فيها جذعاً يا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم. استبعد - صلى الله عليه وسلم - أن يخرجه قومه من بلاده فقال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم أنزل الله - تعالى -على رسوله بعد أن فتر الوحي مدة: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1-5]فقام - صلى الله عليه وسلم - بأمر ربه فبشر وأنذر وكان أول من أجابه من غير أهل بيته أبو بكر - رضي الله عنه - وكان صديقاً له قبل النبوة فلما دعاه - صلى الله عليه وسلم - بادر إلى التصديق به وقال بأبي وأمي أهل الصدق أنت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصار من دعاة الإسلام حينئذ فأسلم على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهم - ومكث - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس سراً حتى نزل قوله - تعالى -: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}. فصدع بأمر الله - تعالى -وجهر بدعوته فجعلت قريش تسخر به وتستهزئ به ويؤذونه بالقول وبالفعل وكان من أشد الناس إيذاء له وسخرية به عمه أبو لهب الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخر السورة حتى بلغ من إيذائهم له أن ألقوا عليه فرث الناقة وسلاها وهو ساجد فلم يقدر أحد على رفعه عنه فلم يزل ساجداً حتى جاءت ابنته فاطمة فألقته فلما رأى - صلى الله عليه وسلم - استهانة قريش به وشدة إيذائهم له ولأصحابه خرج إلى أهل الطائف يدعوهم فقابل رؤساءهم وعرض عليهم فردوا عليه رداً قبيحاً وأرسلوا غلمانهم وسفهاءهم يقفون في وجهه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه - صلى الله عليه وسلم - فرجع عنهم ومد يد الافتقار إلى ربه فدعا بدعاء الطائف المشهور: ((اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك أو أن ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)). ثم قيض الله له الأنصار فبايعوه على عبادة الله وحده لا شريك له وأن يمنعوه إذا قدم عليهم مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم فأذن الله لرسوله بالهجرة إليهم فهاجر في شهر ربيع الأول بعد ثلاث عشرة سنة من مبعثه وكان بصحبته أبو بكر فاختفيا في غار ثور ثلاثة أيام والمشركون يطلبونهم من كل وجه حتى كانوا يقفون على الغار الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر فيقول أبو بكر يا رسول الله والله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) فلما سمع بذلك الأنصار جعلوا يخرجون كل يوم إلى حرة المدينة يستقبلون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يردهم حر الظهيرة فكان اليوم الذي قدم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم هو أنور يوم وأشرفه فاجتمعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محيطين به متقلدين سيوفهم وخرج النساء والصبيان وكل واحد يأخذ بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يكون نزوله عنده وهو يقول دعوها فإنها مأمورة حتى إذا أتت محل مسجده اليوم بركت فيذكر أنه - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل فقامت فسارت غير بعيد ثم رجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ثم تحللت ورزمت ووضعت جرانها فنزل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسكن دار أبي أيوب الأنصاري حتى بنى مسجده ومساكنه ثم بعد ذلك أذن الله له بقتال أعدائه الذين كانوا يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون فأظهره الله عليهم وأيده بنصره وبالمؤمنين ولما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين اختاره الله لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فابتدأ به المرض في آخر شهر صفر وأول شهر ربيع الأول فخرج إلى الناس عاصباً رأسه فصعد المنبر فتشهد وكان أول ما تكلم به بعد ذلك أن استغفر للشهداء الذين قتلوا في أحد ثم قال: ((إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله)) ففهمها أبو بكر - رضي الله عنه - فبكى وقال: بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على رسلك يا أبا بكر ثم قال: إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس)). ولما كان يوم الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة اختاره الله - تعالى -لجواره فلما نزل به جعل يدخل يده في ماء عنده ويمسح به وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم شخص بصره نحو السماء وقال: اللهم في الرفيق الأعلى فتوفي يوم الاثنين فاضطرب الناس عند ذلك وحق لهم أن يضطربوا حتى جاء أبو بكر - رضي الله عنه - فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ((أما بعد فإن من كان يعبد محمداًً فإن محمداًً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}))؛ فاشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثيابه تكريماً له ثم كفن وصلى الناس عليه أرسالاً بدون إمام ثم دفن ليلة الأربعاء صلوات الله وسلامه عليه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شيئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144، 145]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
-
بعـــض من خصوصيات رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام . اختصَّ الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بخصائص لم تكن لأحد من الخلق قبله ولابعدة .. ولا عجب في ذلك!! فهو أكرم مخلوق على الله سبحانه، وهو خير نبي أرسله، وللعالمين أجمعين بعثه. وذكر خصوصياته صلى الله عليه وسلم لا يحيط بها كتاب،, فضلاً أن يستوعبها مقال،, وحسبنا في مقامنا هذا أن نقف عند بعض خصوصياته التي وردت في الحديث الصحيح،, وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (( أعطيت خمساً لم يُعطهن أحد قبلي،نُصرت بالرعب مسيرة شهر،وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل، وأُحلت ليَ الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي،وأعطيت الشفاعة,, وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) رواه البخاري ومسلم. فمما اُختص به نبي هذه الأمة نصرته بالرعب مسيرة شهر، وهذه الخصوصية حاصلة له صلى الله عليه وسلم على الإطلاق،, فهو منصور حتى لو كان وحده من غير رجال أو عتاد. وهل هذه الخاصية حاصلة لأمته من بعده؟ قال ابن حجر : فيه احتمال. ويُرجِّح هذا الاحتمال،, كون معظم الخصائص التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كانت عامة له ولأمته. وخُص عليه الصلاة والسلام أيضاً بجعل الأرض له مسجداً وطهوراً، وهذه الخاصية ثابتة لأمته من بعده أيضاً بنص الحديث، فكل مسلم أدركته الصلاة يصلي في المكان الذي هو فيه، وهذا خلاف ما عليه الشرائع الأخرى، حيث لا تؤدى العبادات فيها إلا في أماكن مخصوصة، لا تجوز في غيرها. ومن خصوصياته عليه الصلاة والسلام إحلال الغنائم له، ولم تكن أُحلِّت لأحد من قبله، حيث كانت الغنائم تُجمع ثم تحرق، أو تجمع وتترك إلى أن تأتيَ نار من السماء فتأكلها، فأحلَّها الله إكراماً لخير أنبيائه، وجعل هذه الخاصية شاملة لأمته من بعده، تبعاً له صلى الله عليه وسلم. ومن جملة ما اختص الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى، حيث يشفع في الخلائق ليريحهم من هول الموقف وطول الوقوف؛ انتظاراً للحساب يوم القيامة، بعد أن يعتذر جميع الأنبياء عن ذلك. والشفاعة العظمى - وهي المقام المحمود - ثبتت له خاصَّة - عليه الصلاة والسلام - في أحاديث عدة، بلغت مبلغ التواتر، نقتطف منها حديثاً واحداً، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) رواه مسلم. والشفاعة - كما ذكر العلماء - أنواع، فمنها الشفاعة في الخلاص, من هول الموقف يوم القيامة، ومنها الشفاعة في قوم يدخلون الجنة بغير حساب، ومنها الشفاعة في رفع الدرجات، ومنها الشفاعة في إخراج قوم من النار، وكل هذا وردت فيه أدلة ليس هذا مكان ذكرها. يُضاف إلى خصوصياته - غير ما تقدم - أن دعوته صلى الله عليه وسلم كانت دعوة للناس كافة ,, بينما كانت دعوة من قبله من الرسل لأقوامهم خاصة، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ} (سـبأ:28) وفي رواية لمسلم: (وبعثت إلى كل أحمر وأسود) وفي رواية أخرى له: (وأرسلت إلى الخلق كافة) . ولو تأملنا في هذه الخصائص النبوية الخمس، التي أتينا على ذكرها، لوجدناها تتفق تمام الاتفاق مع هذه الشريعة المباركة - شريعة الإسلام - التي جاء بها رسولنا الكريم، فهي الرسالة الخالدة، والرسالة العامة للناس كافة، وهي الرسالة الوسط، فلا إفراط فيها ولا تفريط، وهي الرسالة الشاهدة على الناس أجمعين يوم القيامة. هذا ما يسَّره الله لنا من ذكر بعض خصائصه صلى الله عليه وسلم، كما وردت في هذا الحديث، ولا تظن - أخي الكريم - أن خصائصه صلى الله عليه وسلم محصورة في هذه الخمس، بل إن وراء ذلك خصائص أُخر، عدَّ منها ابن حجر: نحو سبع عشرة خصلة اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، يمكن الرجوع في معرفتها إلى كتب السيرة النبوية، التي تحدثت عنها بإسهاب وتفصيل، ككتاب "زاد المعاد" لـ ابن القيم ، وكتاب "سبل الهدى والرشاد" لـ الصالحي ، وغير ذلك من الكتب التي فصَّلت سيرته - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - أدق تفصيل. وحاصل القول في المسألة، أن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنواع، فهناك ما اختص به عن أمته وعن غيره من الأنبياء، كالشفاعة ,, . وهناك ما اختص به وأمته عن غيره ,, من الأمم والأنبياء،كجعل الأرض له ولأمته مسجداً وطهوراً. م.ن
-
[ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ] رسوم مسيئة لشخص رسولنا الكريم ، إهانة للقرآن العظيم ، إضطهاد المستضعفين من المسلمين ، وتشوية مستمر لصور الإسلام . ما هي إلا تكملة لأحداث مسلسل إجرامي ولد منذ أن أشرقت الأرض بنور ربها وانتشر الإسلام ببعثة سيد ولد آدم - عليه السلام - محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم- فكان الناس على فريقين مسلم وكافر . توافدت الشعوب من مختلف بقاع الأرض لإعتناق هذا الدين القويم ، فاشتعلت نيران الغضب و الحقد في صدور أؤلئك الكفرة من اليهود والنصارى و أقسموا لنطفئن نور هذا الدين و لنطمسن كيانه . فكانت الحروب بمختلف أنواعها نتيجة ذاك الحقد والكبر . بداية من معركة مؤتة التي كانت رداً من رسول الله - عليه الصلاة والسلام - على قتل رسوله لملك بصرى ؛ الحارث بن عمير الأزدي – رضي الله عنه - واستمرت المعارك بين الفريقين رغم تغير عواملها إلى أن تشكلت الحروب الصليبية .. وصولاً إلى الاستعمار و حملات التنصير المستمرة على أكثر بلاد الإسلام من مغربها إلى مشرقها .. إلى أن رأينا قتالهم الهمجي لأهلنا المستضعفين في فلسطين وأفغانستان والشيشان والعراق .. وما تزال تلك الحملات الحاقدة تشن على المسلمين في عقر دارهم و هم غافلون .. فقد البسوها ستارا قانونياً بعرفهم يحمي أهدافهم و حقوقهم .. و زوروا الأوراق بتغير المسميات .. فاتخذوا من التبادل الثقافي و الفكري و حرية الرأي عنواناً آخر لتلك الحروب الخبيثة .. إلى أن وصلنا لحملاتهم الإعلامية القذرة ضد مقداسات ديننا .. وصدق الله سبحانه وتعالى حين قال في محكم كتابه : [لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ] {آل عمران:111} فتتابع الأحداث منذ مشرق الإسلام إلى اليوم يوضح لنا بجلاء أننا وأياهم في حرب دائمة إلى أن يكسر الصليب بإذن الله كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلن يتوقفوا عن غيهم وتجبرهم مهما قام البعض منا بتقديم التنازلات وجلب الأعذار .. وما نراه من استمرار حملات الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وتوسعها من قبل أكابر مجرميهم لهو مصداقاً لقول الله تعالى : [ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ] (البقرة:120) فرغم تقديم المسلمين للتنازلات والرضوح للضغوط وإفشال أمر المقاطعة في أول أمرها .. إلا أنهم يعودون مرة أخرى في سلسلة من الجرائم الإعلامية المتتابعة في بلدان لهم مختلفة .. غير آبهين لمشاعر المسلمين ولا مقدرين لقيمهم ورموزهم .. تحت زعم حرية الرأي والإعلام الذي يستحيل أساساً أن يكون حراً مع اليهود كما هو حراً تجاه الإسلام وقيمه وأهله ..! فهم وإن اوقفوا حملات الاستعمار المعلنة ، أو كتموا سر حربهم الصليبية المستمرة .. لم تتوقف حربهم الفكرية الثقافية .. ولن تتوقف مخازيهم الواضحة وإن حاول البعض التقليل من أثرها على أمتنا المسلمة .. فكل هذه الحروب على بلداننا وعلى قيمنا وأفكارنا وثقافتنا وأخيراً على قدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وعلى كتاب ربنا عز وجل وأمهات المؤمنين الأطهار رضي الله عنهن جميعاً .. من أجل هدف واحد فقط ذكره الله لنا في محكم تنزيله حين قال : [ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ] (البقرة:217) وبنصر الله وتوفيقه لن يستطيعوا ..
-
مسلمون يسيؤون للرسول و الإسلام | معاً لكسر حاجز الصمت كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر مؤسفة نقوم نحن المسلمون فيها بأكبر الإساءات للإسلام و للرسول محمد عليه الصلاة و السلام من غير أن ندري .. مظاهر أراد منها الغرب استغلال عواطفنا و حماسنا تجاه ديننا ليسيرونا بالمنحى الذي يريدون .. لنتحدث عن بعض هذه المظاهر التي نظن أننا نخدم ديننا بها و نحن نقوم بأكبر إساءة له من غير أن ندري : 1 . مقطع فيديو في اليوتيوب يسيء للإسلام و الرسول : نحن هنا إنما نساعد بنشر هذا المقطع , و لو تم حذفه على اليوتيوب فمواقع كثير ستنشره لما سيجلب لها من شهرة و زوار. 2 . ها هي الصور المسيئة, شاهدوا ماذا يقول هؤلاء السفلة عنا : إخوتي , ألا ننشر رسوم الإساءة بهذه الطريقة , إخوتي اتقوا الله فيما تفعلون و تقولون . 3. غرفة في البالتوك تسب الرسول و المطلوب مليون توقيع : أعزتي , هل تعلمون أننا بالاستجابة لهكذا كذبة إنما نساهم في ملايين الزوار للموقع المقصود , و نسهم في دعمه ماديا و نسهم في الاستخفاف بديننا , من يطلب هكذا طلبات فإنما فقط يستغل حماسنا الغير منظم لدعم رغبته و مصلحته و فوق هذا يدعم صورة المسلم غير العاقل ! 4. مطلوب مليون توقيع لإغلاق هذه الصفحة في ويكيبديا : الأمر نفسه في المثال السابق , مليون زائر يعني دعم الموقع من جهة , و من جهة نسهم في ترسيخ صورة المسلم كإنسان لا يفكر , فهل نحن سنسهم بهكذا أمر ! 5. التصويت لأفضل شخصية بالتاريخ : رسولنا أكبر من أن نريد رأي أحد به , هنا إضافة لزيادة عدد الزوار و دعم هذه المواقع التي تستخف بنا , نحن نسهم في الاستخفاف بديننا , فديننا و نبينا ليسوا بحاجة لرأي أحد . 6. صوتوا لأفضل دين في العالم : كذبة أخرى تنطلي علينا , و الهدف تحصيل ملايين الزوار , و دعم الموقع ماديا , تصورا أن هذه المواقع تصعد بالترتيب العالمي لتصبح من اكثر المواقع زيارة بالعالم بعد أن كانت مواقع مهجورة , و السبب , نحن المسلمون ! 7. ها هو رسام الصور المسيئة , ها هو الهولندي صاحب الفيلم ساهموا بشتمه : لماذا نمنحه الشهرة التي يريد , لماذا نعطي لأعماله السخيفة القيمة و الشهرة التي يريد ! 8. انظروا ماذا حل برسام الصور المسيئة فقد تحول في اليوم الثاني لقرد : كذبة كبيرة يراد منها الاستخفاف بعقولنا , و من ينشرها يعرف تماما ماذا يفعل و ماذا يريد , و للأسف نحن نوصل له ما يريد على طبق من ذهب و نثبت له أن ديننا دين الخرافات , بينما ديننا هو دين الحق و العقل . 09. موقع وزارة الاقتصاد الدانماركي / موقع الصحيفة المسيئة للرسول , ساهموا باختراقه : أعزتي هذه أكبر دعاية مسيئة لنا قبل أن تسيء للرسول , فاتقوا الله بما تفعلون . 10. هل تعرف ما تعني كلمة ياهو / بيبسي : أعزتي, وصل بهم الأمر لاستسخاف عقولنا و الاستخفاف بنا حدا بعيدا و ما هذا إلا جانب من هذا الاستخفاف. ماذا نفعل لنصرة الرسول و الإسلام : 1. دعونا لا نسهم في حملات التشويه و الإساءة التي وردت فيما سبق . 2. أن نلتزم بديننا الحنيف فهو ملاذنا و هو قوتنا و لن يضعفنا أحد مهما قال عنا . 3.أن نفتخر بديننا و لا نخجل مما يرد به , نحن نؤمن بالقرآن بكل ما فيه , و من يخجل من آية من آياته فليعلم أنه بعيد عن الإسلام . 4. المقاطعة سلاح مجدي تماما و لكن يشترط أن تكون منظمة و مدروسة , و لا أن تهدف لدعايات لمنتجاتهم و بذلك نسهم أيضا و أيضا بالإساءة .
-
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه النبي الله عليه وسلم أكله الطعام والشراب حاجتان أساسيّتان لا يمكن الاستغناء عنها مهما كانت الأحوال والأوضاع ، فهما سرّ الحياة ، ومن أعظم النعم التي امتنّ الله بها على عباده ، ووجّه الأنظار إليها في كثير من الآيات القرآنية ، للعظة والعبرة ، والشكر والامتنان ، قال تعالى: { فلينظر الإِنسان إلى طعامه * أنَّا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فِيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وَأبا * متاعا لكم ولأنعامكم } (عبس:24-23) . وقد جاء الهدي النبوي فوضع لهذا المظهر الإنساني جملةً من الآداب التي ترفع من قيمة المسلم ، وتحقّق له التميّز على بقيّة الشعوب والأمم. وأول من يُذكر في هذا الباب ، القاعدة النبويّة العظيمة التي قرّرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بقوله: ( ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيماتٍ يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد و الترمذي ، فالمهم إذاً أن يجد الإنسان ما يحفظ له حياته ، لا أن يكون تناول الطعام وتنويعه هدفاً بحدّ ذاته . وقد حرص النبي – صلى الله عليه وسلم على تطبيق ذلك ، فلم يكن يكثر من تناول الطعام ويتتبّع أنواعه ، بل كانت تمرّ عليه الأيام الطويلة دون أن يُطبخ في بيوت نسائه شيء ، ويكتفي بالخبز الذي كان أكثر أكله . وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - غسل اليدين قبل الطعام وبعده، فقد قال: – صلى الله عليه وسلم- ( من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه ) رواه أبو داود ، ومعنى( الغمر ) : دسم ووسخ ، وغيرهما من الشحوم . أما عن صفة جلوسه – صلى الله عليه وسلم – على مائدة الطعام فقدكان يجثو على ركبتيه عند الأكل ، أو يَنصِبُ رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، فعن أنس رضي الله عنه قال: " رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً مقعياً يأكل تمراً " رواه مسلم . وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يأكل على الأرض ولا يتّخذ مائدة ، فقد روى ابن عباس رضي الله عنه فقال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ، رواه الطبراني . وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : ( لا آكل متكئاً ) رواه البخاري ومعنى ( المتكئ هو المعتمد على الوِسادة تحته . وكان لا يأكل – صلى الله عليه وسلم – منبطحاً، ومعنى ( منبطحاً أي مستلقياً على بطنه ووجهه ، فقد جاء النهي عن ذلك ،كما روى ذلك ابن ماجة . وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في هذا الشأن أنه يسمي الله تعالى في أول طعامه ويحمده في آخره ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ) رواه أبو داود ، وعند الفراغ من الطعام يقول : : ( الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه ، غير مَكْفِي – أي لا يستغني عنه الخلق - ، ولا مودّع ولا مستغنى عنه ربنا ) رواه البخاري ، ويقول : ( الحمد لله الذي كفانا وأروانا ، غير مكفيّ ولا مكفور ) رواه البخاري ، ويقول : ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) رواه ابن ماجة ، ويقول : ( اللهم أطعمت وأسقيت ، وأغنيت وأقنيت ، وهديت وأحييت ، فلك الحمد على ما أعطيت ) رواه النسائي ، ويقول : ( الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسَوّغه وجعل له مخرجاً ) رواه أبو داود ، ويقول : ( الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ) رواه الترمذي ، وأحيانا يقول : ( الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ، منّ علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكل بلاء حسن أبلانا ، الحمد لله الذي أطعم من الطعام ، وسقى من الشراب ، وكسا من العري ، وهدى من الضلالة ، وبصر من العمى ، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا ، الحمد لله رب العالمين ) رواه ابن حبان في صحيحه . ثم إن من هديه – صلى الله عليه وسلم – الأكل باليمين ومما يليه، فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم ، وثبت عن عمر بن أبي سلمة قال : أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( سَمََّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك ) متفق عليه. وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في تناوله طعامه ، أنه يأكل بأصابعه الثلاثة، وكان يلعقها إذا فرغ من طعامه ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم-يأكل بثلاث أصابع ، فإن فرغ لعقها ) رواه مسلم ، يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد: " وهو أشرف ما يكون من الأكلة ، فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة ، والجشع الحريص يأكل بالخمس ، ويدفع بالراحة " . وإذا تتبّعنا ما كان يأكله النبي – صلى الله عليه وسلم – لمسنا عدم تكلّفه ، فقد ورد عنه أكل الحلوى والعسل ، وأكل الرطب والتمر ، وشرب اللبن خالصا ومشوباً –أي مخلوطاً بغيره - ، والسويق – وهو طعام يُصنع من الحنطة والشعير - ، وأكل الأقط – اللبن المجفف - ، وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالخل أو الزيت ، وأكل الثريد - وهو الخبز باللحم - ، وأكل الخبز بالشحم المذاب ، وغير ذلك مما ورد في السنّة . لكنه عليه الصلاة والسلام كان يفضّل أنواعاً من الأطعمة ، فقد كان يحب البقل والقثّاء – وهو الخيار - ، والدّباء (وهو القرع) ، وروى عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يتتبّع الدباء من حوالي القصعة ، متفق عليه . وكان عليه الصلاة والسلام يحبّ الثريد بشكلٍ خاص ، حتى جعل فضل عائشة رضي الله عنها على سائر نسائه كفضل الثريد على سائر الطعام ، متفق عليه ، وكان – صلى الله عليه وسلم يحبّ من اللحم الظهر والكتف ، وكان يقول : (أطيب اللحم لحم الظهر ) صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة ، فرُفع إليه الذراع وكانت تعجبه ، متفق عليه . وكثيراً ما كان الصحابة يدعون النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فيقبل دعوتهم ، ويأكل من ولائمهم ، كما حصل في غزوة الخندق وغيرها ، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لصاحب الطعام فيقول: ( أفطر عندك الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلّت عليكم الملائكة ) رواه أبو داود . لكنّه عليه الصلاة والسلام لم يكن يقبل الطعام الذي جاء على سبيل الصدقة بخلاف ماجاء عن طريق الهديّة ، فإنّ الصدقة تحمل في معانيها الرحمة والمسكنة ، فلذلك كانت الصدقة محرّمة عليه وعلى ذرّيته صيانةً لهم وإعلاءً لشأنهم كما صحّ بذلك الحديث ، والحال أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يسأل عن الطعام الذي يأتيه ، فإن كان هدية قبله ، وإن كان صدقة قال لأصاحبه : (كلوا) رواه البخاري . ومن كمال هديه – صلى الله عليه وسلم – في الطعام أنه كان لايرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً ، فما قُرَّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: " ما عاب النبي- صلى الله عليه وسلم - طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه " رواه البخاري و مسلم . ومن الأطعمة التي ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يكرهها ويعافها ، لحم الضبّ ، ويبيّن سبب ذلك بقوله : ( ...ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه ) متفق عليه . وصحّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كراهيّته لأكل الثوم ، وذلك لأجل ريحه ، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل طعاماً بعث بفضله إلى أبي أيوب ، فأتى يوماً بقصعة فيها ثوم فبعث بها ، فقال أبو أيوب : يا رسول الله ، أحرام هو ؟ ، فقال له : ( لا ، ولكني أكره ريحه ) رواه أحمد . ويظهر من سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يكن يأنف من تناول الطعام مع أيّ شخص ، مهما كان عمره أو وضعه الاجتماعي ، تواضعاً منه عليه الصلاة والسلام . أما عن هديه – صلى الله عليه وسلم – في شرابه فقد كان يشرب باليمين ،كما ورد ذلك في الأكل ، وكان يشرب الماء على ثلاث دفعات ، كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً رواه البخاري و مسلم ، وفي رواية أخرى: كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول : ( إنه أروى وأبرأ وأمرأ ) ، فهديه – صلى الله عليه وسلم - في شرب الماء أنه يقسم شرابه إلى ثلاثة أجزاء يتنفس بينها، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه وقاية له من التلوث ، وكان ينهى عن التنفس في الإناء ، كما ثبت ذلك عنه بقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ) رواه البخاري . ومن هديه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، أنه كان قليلاً ما يشرب قائماً ، حتى قال - صلى الله عليه وسلم- : ( لا يشربن أحدكم قائماً ) رواه مسلم ، وورد عنه أنه شرب قائماً ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشرب وهو قائم" رواه البخاري و مسلم ، وذكر العلماء في الجمع بين أحاديث النهي والإباحه أن النهي محمول على كراهة التنزيه ، وشربه – صلى الله عليه وسلم - قائماً بيان للجواز. ومن الآداب التي سنّها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - والمتعلّقة بالشرب عند اجتماع الناس - أن يكون ساقي القوم هو آخر من يشرب ، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( إن ساقي القوم آخرهم شربا ) رواه مسلم ، وأن يكون تقديم الشراب باعتبار الجهة لا السنّ والمكانة ، يوضّح ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن شاةً حُلبت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – ، وكان على يساره عليه الصلاة والسلام أبو بكر ، وعن يمينه أعرابي ، فأمر أنس أن يعطي الأعرابي ، وقال له : ( الأيمن فالأيمن ) متفق عليه . وأكثر ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحبّ شربه : اللبن ، حتى كان يقول في حقّه : ( ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن ) رواه الترمذي ، وكان يخصّص له من الشكر ما ليس لغيره من الأطعمة ، وقد روى ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( من أطعمه الله الطعام فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيراً منه ، ومن سقاه الله لبناً فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ) رواه الترمذي . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعجبه شرب الماء العذب البارد ، ويطلب أن يُحضر له من الآبار ، كما ثبت في السنن . وهكذا تبقى السنة النبوية هي الأكمل أدباً ، والأعظم أجراً ، والأحفظ لمكارم الأخلاق ، إضافةً إلى ما يترتّب عليها من المحافظة على صحّة البدن ونضارته ، فصلوات الله وسلامه على معلّم البشريّة .
-
كلمة الشاعر عندما بدأتُ في رسم الحروف ، و ترتيب الألفاظ ، و تكوين الجُمَل لوَصفِ خلْقِهِ و خلُقِه أيقنتُ أني لن أستطيع ذلك فمهما كَتَبتُ ومهما طَوَيت ومهما تألَّقَ في شِعْرِي بَيْت فلن يُوفي ذلكَ وصْفُ .. الحَبيب صلى الله عليه وسلم طَلَعَ البَدرُ علينا == مِن ثنِيَّات الوَدَاعْ وَجَبَ الشكرُ علينا == ما دَعَى لله دَاعْ هَلَّ بالخَيرِ وحَلَّ == مَن به تَزهُو الرِّبَاعْ فَائقُ الحُسْنِ قَوِيْمٌ == وصْفُهُ في الناسِ ذاعْ مُستديرُ الوجهِ كَثُّ == اللحْيَةِ الشَّعْرُ طِوَاعْ والجَبينُ الصَّلت نُورٌ == يَستَقي منهُ الشُّعَاعْ أدْعَجُ العَينِ كَحيلٌ == ليسَ في الكحل إصْطِنَاعْ أهْدَبُ الأشْفَارِ حتى == لايُرى فيها إنقطاعْ وأزَجُّ الحَاجبَينِ == أبْلَجٌ دونَ إنْتِزَاعْ أنْفُهُ أقْنَى أصيلٌ == كالحُسامِ للنِّزَاعْ خدُّهُ سَهْلٌ أسِيْلٌ == ليسَ يُخفيهِ قِنَاعْ أفلَجُ الثَّنيَّتينِ == مَبْسِمٌ كالبرقِ رَاعْ رِيقُهُ كالشَّهْدِ راقٍ == يشفي أبدان وِجَاعْ لمْ تعِبْهُ ثجْلَةٌ ، ما == كانَ مِن قَومٍ شِّبَاعْ أزْهَرُ اللونِ وطِيْبُ == المِسْكِ حيَّاهُ إنْصِيَاعْ خاتَمُ الحَقِّ بَيَانٌ == آثرَ الكِتْف إنطِبَاعْ مُرْتبِعْ نِعمَ القَوامِ == مُقبِلاً أو في وَدَاعْ سَبِطُ العَظْمِ عظيمٌ == كَفُّهُ حتى الذِّراعْ حُمْشَةٌ سَاقَيهِ فيها ==خِفَّةُ السَّيرِ سِرَاعْ إنْ بَدَى يُبْدي الحَنِينَ == إنْ حَكى يَحلُو السَّمَاعْ صَوتهُ صَهْلٌ وفَصْلٌ == لاعُبُوسٌ و اندفَاعْ تَمَّمَ الأخلاقَ دِيْناً == فالمُحِبِّينَ إتِّباعْ ليس بالفَظِّ الغَليظِ == إنَّمَا باللينِ شَاعْ صادقٌ عَدلٌ أمينٌ == زادَ كَيلَ الجُود صَاعْ أشجعُ الخَلْقِ حَليمٌ == صَابرٌ بالعَفوِ سَاعْ الحَيَاءُ الزُّهدُ فيهِ == والتَّواضُعْ لا انْخِضَاعْ خُلُقُ القرآن يَعلُو== مالَهُ قَيْدُ ارتِفَاعْ قد تَجلَّى في الحَبيبِ == فيما يَقضي والطِّبَاعْ أحمدٌ هَادي وطَهَ == في مُسمَّاهُ إجتمَاعْ أيها المَبعُوثُ فينا == جئتَ بالأمرِ المُطَاع جئتَ شَرفتَ المَدينةْ == مرحباً يا خيرَ دَاعْ ----------------------------- الرِبَاع : المنازل. كَثُّ اللحية : كثيف اللحية. الصَّلت : الواسع ، الأبيض ، الأملس. أدعَجُ العين : شدة سواد سواد العين مع شدة بياض بياضها. أهْدَبُ الأشفار: طويل رموش العين حتى تكاد تلتبس من كثرتها. أزَجُّ الحاجبين: دقَّةٌ في الحاجبين وطول. أبلج ما بين الحاجبين : إذا كان نقياً من الشعر. أقْنَى الأنف: طوله ودقِّة أرنبته مع حَدَب في وسطه. سَهلُ الخد: سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين. أسيل: الأملس المستوي ، الدقيق الطويل. أفْلَج : الفَلَج تباعد ما بين الثنايا والرباعيات. ثُجْلَة : عِظَمُ البطن وسَعَته. مُرْتَبِعْ : ليس بالطويل ولا القصير. سَبِط : حَسَنٌ ومستوي . حُمْشَة : الحُمُوشَة بضم الحاء : الدِّقة. صَهْل : حِدَّةٌ في الصوت مع بحَّة. فصل : بَيِّن ظاهر يفصل بين الحق والباطل. اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمَّا يَصِفون وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله ربِّ العالمين
-
سيرته دليل صدق نبوته ورسالته ن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم تعطينا الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته ، إنها سيرة إنسان كامل سار بدعوته من نصر إلى نصر ، لا على طريق الخوارق والمعجزات ، بل عن طريق طبيعي بحت ، فلقد دعا فأوذي ، وبلغ فاصبح له الأنصار ، واضطر إلى الحرب فحارب ، وكان حكيما موفقا في قيادته ، فما أزفت ساعة وفاته إلا كانت دعوته تلف الجزيرة العربية كلها عن طريق الإيمان ، لا عن طريق القهر والغلبة ، ومن عرف ما كان عليه العرب من عادات وعقائد وما قاوموا به دعوته من شتى أنواع المقاومة حتى تدبير اغتياله ، ومن عرف عدم التكافؤ بينه وبين محاربيه في كل معركة انتصر فيها ، ومن عرف قصر المدة التي استغرقتها رسالته حتى وفاته ، وهي ثلاث وعشرون سنة ، أيقن أن محمداً رسول الله حقا ، وأن ما كان يمنحه الله من ثبات وقوة وتأثير ونصر ليس إلا لأنه نبي حقا ، وما كان لله أن يؤيد من يكذب عليه هذا التأييد الفريد في التاريخ
-
علامات محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم خص الله تعالى نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بخصائص كثيرة ، فهو سيد ولد آدم، وخاتم النبيين، ومرسل إلى الناس أجمعين، قال تعالى: { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } (الأعراف :158) ومما لا شك فيه، إن علينا تجاه هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - واجبات كثيرة، يجب القيام بها وتحقيقها، فلا بد من تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر . وكذلك مما يجب علينا تجاه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً ، ونقدمها على محبة النفس والولد والوالد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) رواه البخاري و مسلم . ومن المعلوم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مدعياً لمحبته، فالصادق في محبة النبي– صلى الله عليه وسلم– تظهر علامة ذلك عليه. وإليك أخي القارئ بيان تلك العلامات الدالة على محبته - صلى الله عليه وسلم -: * أول تلك العلامات الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - والتمسك بسنته ، واتباع أقواله وأفعاله ، وطاعته، واجتناب نواهييه ، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا من كتاب الله ومن سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فمن الكتاب، قوله سبحانه: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } (آل عمران:31) وقال تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) ، ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) صححه النووي في الأربعين وضعفه آخرون. * ومنها الإكثار من ذكره ، والتشوق لرؤيته ، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه ، قال ابن القيم رحمه الله : " كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه ، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه " . * ومن علامات محبته – صلى الله عليه وسلم – الثناء عليه بما هو أهله ، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه جل وعلا به ، وما أثنى به هو على نفسه ، وأفضل ذلك : الصلاة والسلام عليه ، لأمر الله عزوجل ، وتوكيده ، قال سبحانه: { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } (الأحزاب:56) ففي هذه الآية أمر بالصلاة عليه، لهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( البخيل من ذُكِرت عنده فلم يُصلِ علي ) رواه الترمذي . * ومنها التحاكم إلى سنته – صلى الله عليه وسلم – قال الله تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } (النساء:65). * ومنها محبة من أحب النبي - صلى الله عليه و سلم - من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار ، وعداوة من عاداهم ، وبغض من أبغضهم وسبهم، والدفاع عنهم، والاهتداء بهديهم والاقتداء بسنتهم . * ومن تلك العلامات الذَّبُّ والدفاع عن سنته – صلى الله عليه وسلم – وذلك بحمايتها من انتحال المبطلين، وتحريف الغالين وتأويل الجاهلين، ورد شبهات الزنادقة والطاغين وبيان أكاذيبهم. * ومنها التأدب عند ذكره – صلى الله عليه وسلم – فلا يذكر اسمه مجرداً بل يوصف بالنبوة أو الرسالة ، فيقال : نبي الله، رسول الله، ونحو ذلك ، والصلاة عليه عند ذكره ، والإكثار من ذلك في المواضع المستحبة . * ومنها نشر سنته – صلى الله عليه وسلم – وتبليغها وتعليمها للناس ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم – : ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري و مسلم . فتأمل أخي القارئ تلك العلامات ، واحرص على تحقيقها وتعظيمها ، واعلم أن المحبة ليست ترانيم تغنى ، ولا قصائد تنشد ، ولا كلمات تقال ، ولكنها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعمل واتباع ، وتمسك واقتداء، نسأل الله أن يعيننا وإخواننا على التزام سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ما حيينا .
-
سرية مؤتة بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحارس بن عمير الازدي بكتاب إلى ملك الروم أو إلى أمير بصرى شرحيل بن عمرو الغسانى التابع لقيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام فقتل هذا الأمير مبعوث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنه قال له أين تريد؟ فقال الشام قال فلعلك من رسل محمد قال نعم فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه وكان قتل هذا الرسول عملا فظيعا لا ينبغي أن يمر دون حساب فلم تجر العادة بقتل الرسل والسفراء مهما أشتد الخلاف، ولذلك كان لابد من أن يرسل الرسول حملة تأديبية لهؤلاء المعتدين حتى لا تتكرر هذه المأساة وتهون حياة السفراء، ولكي يبث الرعب فى قلوب القبائل التي يمكن أن تستمرأ مثل هذه الأعمال الغادرة وتحاول النيل من المسلمين فأرسل الرسول فى جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة هذه السرية وكانت مكونة من ثلاثة آلاف مقاتل وعقد لواءها لزيد بن حارثة، وقال الرسول إن اصيب فجعفر بن أبى طالب فإن اصيب جعفر فعبد الله بن رواحه فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم ومضى الجيش حتى نزل بـ"معان" من أرض الشام حيث قتل مبعوث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبلغ المسلمين أن هرقل بـ" البلقاء " فى مائة الف من الروم وانضم اليهم جمع كثير من قبائل لخم وجذام والقيس وبهراء وتلى فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على " معان " ليلتين ينظرون فى أمرهم وتشاورون وقالوا: نكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما ان يأمره فنمضي له وشجع عبد الله بن رواحة أفراد الجيش فقال يا قوم: والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبونالشهادةوما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة- ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظفر وإما شهادة فمضى الناس وقالوا صدق والله ابن رواحه وهكذا لعب الأيمان والرغبة فى الاستشهاد دورهما فى بث الحماسة وعدم الاكتراث بهذه الأعداد الضخمة من جنود العدو وزحف المسلمون الى قرية مؤته، ودنا الروم من المسلمين والتقى الجيشان في قتال عنيف، وظل زيد بن حارثة رضى الله عنه يقاتل حتى استشهد وقد أخذت الرماح منه كل مأخذ وانطلق جعفر من بعده فأخذ الراية وظل يقاتل حتى قطعت يمينه فاخذ الراية بشماله فقطعت فاحتضن الراية بعضدية حتى قتل ووجد المسلمون فى جسده بعضا وتسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح كلها فى الأمام فلما قتل جعفر استلم الراية عبد الله بن رواحة وتقدم بها ونزل عن فرسه وأتاه ابن عم له بعظم عليه بعض لحم وقال شد صلبك بهذا فأنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت فأخذ بيده وأخذ منه بفمه يسيرا ثم القاه من يده وأخذ سيفه فتقدم وقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية ثابت بن ارقم فقال يا معشر الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل فاتفقوا على خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فأخذ الراية ودافع القوم وكان شجاعاً حكيماً يعرف سياسة الحرب فانحاز بالجيش الاسلامي الى الجنوب وانسحب العدو نحو الشمال وأرخى الليل سدوله فرأى خالد أن الموقف يحتاج إلى خطه ذكية ينسحب بها من أمام هذه الاعداد الكثيفة للعدو فاغتنم مجيء الليل فغير نظام جيشه فجعل مقدمته ساقه وبالعكس وكذلك فعل بالميمنة مع الميسرة فأنكر العدو حالهم وظنوا أن مدد كبير جاء من المدينة ونجحت هذه الخطة فقد تهيب الروم المسلمين وتذكروا ما صنع ثلاثة آلاف بهم من الشجاعة والبأس فكيف الأمر وقد وصلتهم هذه الامداد التي لا يعرفون عددها وقوتها فتقاعس الروم عن مهاجمة الجيش الاسلامي، وصار خالد يناور الاعداء فى ذكاء لتغطية انسحابه حتى نجح ورجع إلى المدينة بعد أن خاض الجيش الاسلامي هذه التجربة المثيرة والشجاعة مع إحدى قوتي العالم الكبريين يومئذ وفى أوحى الله إلى النبى فى نفس الوقت بأخبار الغزوة فخطب المسلمين ونعى إليهم زيدا وجعفر وابن رواحة قبل أن يأتيهم الخبر فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم، ومنذ ذلك الوقت عرف خالد بن الوليد بهذا اللقب وقام الرسول يواسي أسر الشهداء ويرعاهم وأمر بإحضار بني جعفر فلما حضروا تشممهم وذرفت عيناه ولما أتاهم النعي قال لأهله: أصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم وعرف فى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحزن ولما دنا الجيش من حول المدينة تلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون وأساء الناس استقبالهم وجعلوا يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله، وذلك لقلة معرفتهم بأبعاد المعركة التي خاضوها وكيف أنه لم يكن هناك تكافؤ بين المسلمين فى العدة، ولذلك وجدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدافع عنهم وينفى عنهم تهمة الفرار فقال ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله - تعالى - أثر سرية مؤته أثر إنسحاب المسلمين من هيبة الإسلام عند قبائل العرب الساكنة بين المدينة والشام والدائرة فى فلك الرومان والتي لم تنجح سرية مؤتة في تأديبهم والقصاص منهم لقتل الحارث مبعوث النبي - صلى الله عليه وسلم - وانتشرت فملأ شائعة مؤداها أن جمعا من قضاعة فى شمال المدينة تهيأ للزحف على المدينة فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - فى جمادى الآخر سنة ثمان من الهجرة حملة بقيادة عمرو بن العاص لكبح جماح هؤلاء المعتدين وكان عددهم ثلاثمائة رجل ثم أرسل عمرو يطلب مددا فأمده الرسول- صلى الله عليه وسلم - بجيش يقوده أبو عبيدة بن الجراح فى مائتين من أصحابه منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب فكان جميعهم خمسمائة مقاتل، وقد استطاع هذا الجيش الإسلامي أن يشن هجوما عنيفا على هذه القبائل حتى فرقوهم وردوا إلى القبائل المتحالفة طمأنينتهم وأرجعوا هيبة المسلمين على الحدود الشمالية وتسمى هذه الحملة (سرية ذات السلاسل) وبهذا أصبح المسلمون أقوى عنصر سياسي في شمال بلاد العرب إن لم يكن في بلاد العرب
-
التحلي بالأخلاق النبوية ما أجمل هذا الدين الذي لم يترك شر الا حذرنا منه وما من خير الاحثنا عليه فمن ذلك التحلي بالأخلاق النبوية (1) مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات ، وتحبب الآخرين ، وتكمل جوانب الدين. (2) عدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً }رواه أبوداود (3) أوصى النبي أبا هريرة فقال: ياأبا هريرة عليك بحسن الخلق قال أبوهريرة وماحسن الخلق يارسول اللّه قال: تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك (4) قد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } (5) حُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى. (6) قال عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجةالصائم القائم ) فحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف،وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد. (7) المسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة قال عليه الصلاة والسلام: ( والكلمة الطيبة صدقة ) وبالتبسم الذي لا يكلف المسلم ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ).
-
صحيفة المقاطعة وجدت قريش أن المسلمين يزدادون يوما بعد يوم وسياسة التعذيب والاضطهاد لم تثنهم عن عقيدتهم، وأن مهاجري الحبشة يتمتعون بحماية ملكها، وملسمي مكة يجاهرون بصلاتهم منذ أسلم عمر، ورسول الله ممتنع ببني هاشم لذا فكرت قريش في مواجهة شاملة تواجه بها محمداً وأصحابه ومن يناصرهم فاتفقوا على مقاطعة بني هاشم فلا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعون منهم حتى يسلموا محمد إليهم فيقتلوه، وكتبوا ذلك في صحيفة عرفت بـ"صحيفة المقاطعة" وعلقوها في جوف الكعبة ضمانا لتنفيذها وأخذوا العهود والمواثيق فيما بينهم للالتزام بتنفيذ ما جاء بالصحيفة وأصر بنو هاشم وبنو عبد المطلب مسلمهم وكافرهم عد أبي لهب على نصرة محمد وحمايته وأمام هذه المقاطعة اضطروا إلى الخروج من مكة والالتجاء إلى شعب أبي طالب في جبل أبي قبيس (أحد الجبال المحيطة بمكة) فحاصرتهم قريش بها وكانوا لا يستطيعون الخروج منها إلا في الأشهر الحرم ونفذت قريش الحصار بكل دقة فرصدت العيون على بني هاشم ولم تترك طعاما ولا بيعاً يصل إليهم إلا سبقوهم إليه فاشتروا وكان أبي جهل ينادي في التجار الوافدين على مكة أن لا يبيعوا بني هاشم شيئا من تجارتهم ويشتريها منهم بأضعاف ثمنها فكان الواحد من بني هاشم إذا خرج لشراء طعام أو غيره ضاعف التاجر سعر السلعة فلا يقدر على شرائها ويعود إلى أطفاله بلا طعام وهم يتضرعون من الجوع وطال الحصار على رسول الله وبني هاشم، وأنفقوا جميع ما يملكون ولم يبق لديهم شيء من مال أو طعام أنفقت خديجة كل ما تملك وأنفق أبو طالب ما عنده وأنفق كل بني هاشم ما عندهم، وكادوا يهلكون جوعا فاضطروا إلى أكل أوراق الشجر وكل ما ظنوه يسد رمقهم، يقول سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه وكان أحد المحاصرين، خرجت ليلة لأبول فسمعت قعقعة تحت البول، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها ثم أحرقتها وطحنتها وسففتها بالماء فقويت بها ثلاثة، وقال أحدهما: وطئت ذات ليلة على شيء رطب فرفعته إلى فمي فابتلعته فما أدري ما هو إلى الآن وتحمل الرسول صلى الله عليه و سلم ومن معه عناء هذه المقاطعة بصبر وجلد وكانت الآيات القرآنية تنزل لتزيدهم ثباتاً وتطالبهم بالصبر وتحدي الحصار والقطيعة، ولم يثن ذلك الرسول عن نشر دعوته فكان يخرج في مواسم الحج والتجارة يدعو كل من وفد مكة إلى الإسلام، ولقد عاب بعض هؤلاء على قريش موقفها من بني هاشم وأعجبوا بثبات محمد وأصحابه فاستحسنوا الإسلام فاعتنقوه وكان هذا على عكس ما أرادت قريش من المقاطعة وأراد الله للمحنة الرهيبة أن تزول وللغمة أن تنكشف وأن يجتاز المسلمون الابتلاء بنجاح، فاطلع جبريل النبي صلى الله عليه و سلم على أن صحيفة المقاطعة التي كتبتها قريش قد أكلت الأرضة كل ما فيها من ألفاظ القطيعة والظلم ولم يبق بها إلا أسماء الله فأخبر النبي عمه أبا طالب بذلك فخرج إلى قريش وأخبرهم بما قاله النبي وقال: فإن كان صادقا علمتم أنكم ظالمون لنا، قاطعون لأرحامنا، وإن كان كاذباً دفعته لتقتلوه ووافق ذلك أن قام خمسة رجال من قريش هم هشام بن عمرو وزهير ابن أميه والمطعم بن عدى وأبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود عابوا على قومهم ما فعلوه ببني هاشم واتفقوا على نقض الصحيفة، فطاف زهير بالبيت سبعا ونادي في أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم !! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة، فعارضة أبو جهل فقام أصحاب زهير الأربعة ووافقوه على رأيه وقالوا: أنهم لا يرضون ما كتب في الصحيفة ولا يقرونه، فقال أبو جهل، هذا أمر قضى بليل ونشوور فيه بغير هذا المكان، فقام المطعم ليشق الصحيفة فوجدها على الصورة التي أخبرهم الرسول عنها، قد أكلت الأرضة كل ما فيها إلا أسماء الله وبذلك خرج بنو هاشم وبنو المطلب من الشعب وعادوا إلى مكة ليمارسوا حياتهم العادية ولكن قريشا استمرت في اضطهادهم وتعذيبهم وكان خروجهم من الحصار في السنة العاشرة من البعثة وعلى الرغم من قسوة الحصار وشدة وطأته على المسلمين، فقد عاد بالخير عليهم وعلى الإسلام إذ عابت القبائل العربية على قريش سلوكها الشائن مع بني هاشم فلم يحدث أن سلكت قبيلة عربية مع أحد بطونها هذا السلوك الغريب، كما كان لموقف التحدي الرائع الذي وقفه المسلمون أثر كبير في اجتذاب بعض أفراد هذه القبائل للإسلام، أما قريش فقد هانت في أعين المسلمين بعد أن فشلت كل محاولاتها للنيل من الإسلام و المسلمين
-
إسلام عمر بن الخطاب كان لعمر بن الخطاب من الصفات ما يجعله أحد رجلين في الجاهلية عناهما صلى الله عليه و سلم بقوله "اللهم أيد الإسلام بأحب العمرين إليك عمرو بن هشام (أبو جهل) أو عمر بن الخطاب، وقد استجاب الله دعوة نبيه فاعتنق عمر بن الخطاب الإسلام خرج عمر يوما يعترض رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجده يقرأ سورة الحاقة فوقف خلفه وأخذ يتعجب من نظم القرآن وظنه شعرا، فتلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه لقول رسول كريم * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَّا تُؤْمِنُونَ فظنه كاهناً فتلى صلى الله عليه و سلم وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ يقول عمر"فوقع الإسلام في قلبي"وكان هذا أول اتجاه منه إلى الإسلام كان المهاجرون إلى الحبشة يخرجون من مكة سراً خوفاً من بطش قريش وكانت أم عبد الله بنت أبي حثمة قد أسلمت هي وزوجها عامر وأرادو الخروج إلى الحبشة، تقول أم عبد الله "والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا إذ أقبل عمر وهو على شركه حتى وقف علي وكنا نلقى منه البلاء أذى وشدة، فقال: أتنطلقون يا أم عبد الله ؟ قلت نعم، والله لنخرجن في أرض الله، فقد آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجا فقال:صحبكم الله ورأيت له رقه وحزنا، فلما عاد عامر أخبرته وقلت له لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا، قال:أطمعت في إسلامه ؟ قلت :نعم : فقال لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب، لما كان يرى من غلظته وشدته على المسلمين والممعن في موقف عمر، من أم عبد الله يجد أنه قارب الوصول إلى الإسلام، فرقته غير المألوفة وحزنه على هجرة المسلمين، و عدم تعرضه لهم ودعاؤه لهم بالخير، ليس ذلك حال من أكل الحقد قلبه، و أعمى الضلال بصره من أعيان الشرك من أهل مكة أما السبب المباشر لإسلامه، فهناك روايتان إحداهما يرويها عمر عن إسلامه فيقول: كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش، فخرجت ليلة أريد جلسائي، فلم أجد منهم أحداً، فقلت لو أني جئت فلاناً الخمار لعلي أجده عنده خمراً فأشرب منها، فجئته فلم أجده فقلت ؟ لو أني جئت الكعبة فطفت بها، فجئت المسجد لأطوف، فإذا رسول الله صلى الله وعليه وسلم قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبينها فقلت لو أني استمعت إلى ما يقول محمد هذه الليلة ولئن دنوت منه لأروعنه فدخلت تحت ثياب الكعبة ومشيت حتى أصبحت أمام رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وليس بيني وبينه غير ثياب الكعبة، فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت فلم أزل واقفاً في مكاني حتى انتهي رسول الله صلى الله وعليه وسلم من صلاته وانصرف، فتتبعته حتى أدركته فلما سمع رسول الله صلى الله وعليه وسلم حسي عرفني، فظن أني تبعته لأؤذيه، فزجرني وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب في هذه الساعة ؟ قلت لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فحمد الله وقال:قواك الله يا عمر ومسح صدري ودعا لي بالثبات أما الرواية الثانية فتذكر أن عمر خرج يوما متوشحاً سيفه يريد محمدا فقابله في الطريق نعيم بن عبد الله، ولما علم بمقصده، قال له: والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ومن الأجدر بك أن تقوم أهل بيتك أولا فإن أختك فاطمة وزوجها سعيد ابن زيد قد أسلما، فتوجه عمر من فوره إليهما وكان عندهما خباب بن الأرت يعلمها القرآن، فلما سمعوا صوته أختبأ خباب وخبأت فاطمة الصحيفة التي كانوا يقرأونها فسألها عمر عما سمع عن صبأهما واتباع محمد وبطش بزوج أخته فقامت أخته لتكفه عن زوجها فضربها وشجها حتى سال الدم من رأسها فقالت: نعم أسلمنا وآمنا فاصنع ما بدالك، فلما رأى ما فعله بأخته ندم وطلب منها أن تعطيه الصحيفة التي كانوا يقرأونها لينظر ما الذي جاء محمد وحلف لها بآلهته أنه لا يمسها بسوء فطمعت في إسلامه وقالت له إنك نجس لأنك مشرك و لا يمسها إلا المطهرون فقام فاغتسل فأعطته الصحيفة فلما قرأ منها صدراً، قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع خباب منه ذلك، خرج من مخبئه، وقال :"والله يا عمر إني أرجو أن يكون قد خصك الله بدعوة نبيه، فإني سمعته أمس يقول، اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام،أو بعمر بن الخطاب، فالله الله ياعمر"فسأله عن مكان رسول الله صلى الله وعليه وسلم فأخبره بأنه مع أصحابه عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم، فذهب إليهم وطرق الباب فنظر صحابي جليل مع خلل الباب فوجده عمر بن الخطاب متوشحا سيفه، فقال حمزة :إإذن له يا رسول الله ان كان يريد خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فأخذه الرسول من مجمع ردائه وجذبه جذبة شديدة وقال:ما جاء بك يا بن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة، فقال عمر يا رسول الله جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله فكبر رسول الله وكبر المسلمون معه وكان إسلام عمر فاتحة خير للإسلام والمسلمين، سأل عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ألسنا على الحق يا رسول الله إن متنا أو حيينا، قال:بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق متم أو حييتم، فقال عمر: ففيم الاختفاء، والذي بعثك بالحق لتخرجن، فخرج رسول الله والمسلمون خلفه في صفين على أحدهما حمزة وعلى الآخر عمر، ولهما كديد-غبار الطريق الذي اثارته اقدامهم عند المشي- كأنه كديد الطحين، فدخلوا المسجد الحرام وقريش تنظر إليهم وتعلوها كآبة، ولا يجرؤ سليط منها ولا حكيم أن يقترب من صفين فيهما هذان وصلى المسلمون حول الكعبة أمام أعين قريش، ومن يومها أصبحوا قوة ظاهرة، وأضحى المجتمع المكي فرقتين، فرقة مسلمة وأخرى مشركة، ولذا لقب الرسول صلى الله عليه و سلم عمر بالفاروق لأن الله فرق به بين عهدين في الرسالة الإسلامية وكان ظهور المسلمين بمكة وممارسة شعائرهم علانية حول الكعبة غصة في حلق قريش، فقد خشيت على فتيانها أن يستهويهم هذا الدين فينجذبون إليه خاصة وأن شعائره أصبحت تمارس أمامهم، لذا تعمدت قريش إيذاء المسلمين بالكعبة غير مبالية بحرمتها ولم يمنع هذا الإيذاء المسلمين من غشيان المسجد الحرام والصلاة فيه
-
بتحب النبي صلي اثبت كلامك الي اصدقائي الاعزاء (السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة) حب النبي مش بس كلام لااااا دة كلام اكتر منة فعل وهديك مثال علي الفعل هيعجبك باذن الله قرات حديث عن رسول الله صلي قال فية من قال سبحان الله وبحمدة مئة مرة غرست لة نخلة في الجنة (البخاري) وايضا من فضلها ان من قالها مئة مرة كتب لة الله 1000 حسنة ( مسلم) ومن فضلها انها من الكلام الخفيف علي اللسان المحبب الى الرحمان المثقل للميزان (البخاري) ومن فضلها ان من قالها حط الله عنة سيئة وكتب لة حسنة ورفع لة درجة(ناسي المصدر لكنة حديث صحيح) ومن قالها100 مرة غفر الله ذنوبة كلها وأن كانت مثل زبد البحر(البخاري) هذا بالاضافة ان من قالها يذكرة الله عندة كما ذكرة قائلها في الارض (معني حديث صحيح ) اعجبني هذا الحديث جدا لان بة افضال كثيرة كما انة سهل جدا ففي دقيقة يمكن ان اكسب فيها الاف الحسنات والدرجات والنخيل في الجنة بدون اي مجهود مثلاانت قبل ان تنام اوحتي وانت منتظر شيءما يمكن تكسب 10 نخلات و10 حسنات و10درجات واكتر من كدة كمان كل دة في اقل من 10 ثوانى. خطرت في بالى فكرة وهي ان اخبر اصدقائي الذين اتوسم فيهم الخير واحثهم علي ان يقولوا تلك الثلاث كلمات وان اتصل بهم كل اسبوع يوم السبت لكي افكرهم بافضال سبحان الله وبحمدة والاهم اني باوصى كل واحد منهم ان يقول هذا الحديث وافضالة لاصحابة ويتابعهم هو شخصيا اسبوعيا في اليوم المناسب لة ويوصيهم ان يبلغوةلاصدقائهم وهكذا وان لم يستطيع ان يتابع اصدقائة شخصيا فاطلب منة ان ينشر هذة الفكرة علي انها الفكرة الخاصة بة هو دون ان يذكر اسمى في الفيس بوك او اى منتدى يشارك بة لعل احد ان يتبناها وينفع نفسة وغيرة بها. علي سبيل المثال انا بلغت خمسة افراد واتابعهم وفيهم واحد مكلم ستة ويتابعهم وهؤلاء الستة منهم افراد مكلمين اشخاص اخرين وهكذا. والغرض من ذلك ان يصبح كل فرد عضو في هذة الشجرة الكثيرة الفروع والتي بمجرد ان تقول ورقة فيها هذا الحديث(سبحان الله وبحمدة) يعود النفع علي الفرع والاصل واقصد بالفرع والاصل من بلغوا هذا الحديث. اتمني ان نصبح كالحلقات المتسلسلة في تبليغ الحديث والا تتوقف الحلقة عند فرد معين المهم الا يقف هذا الحديث عند فرد معين بل يطبقة ويبلغ بة ويتابع من بلغة يمكن ان الزوجة تتابع زوجها او العكس اسبوعيا وتزيد بينهم الالفة والحب القائم علي الدين جرب الطريقة دي وشوف نفسك بعد اسبوع اية النتائج انا متاكد ان شاء الله انك هتكون مبسوط اوى مش بس لانك افدت نفسك لا دة كمان لانك افدت غيرك ارجو ان يتقبل الله هذا العمل خالص لوجهة الكرم وان يعتبرة كصدقة جارية لي بعد مماتي اتمني ان تعجبكم الفكرة واذا نالت اعجابكم اتمني ان تطبقوها وتخبروني ردكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
-
الاضطهاد والتعذيب وجدت قريش أن مفاوضتها السلمية مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم لم تجد فوقفت بالمرصاد للدعوة الإسلامية وللمسلمين، ورغم حماية بني هاشم لرسول الله صلى الله وعليه وسلم إلا أنه لم يسلم من أذاهم فكان أبو لهب يلقى بالعذرة-فضلات الانيان و الحيوان- والنتن على بابه وعقبة ابن أبي معيط يخنقه بثوبه خنقا شديداً وهو قائم يصلي ويرمي على ظهره سلا جزور-وهي مشيمة الناقة التي تحرج مع الوليد عند ولادته-وهو ساجد أما المسلمون فقد صبت قريش لجام غضبها عليهم ولم يتوقف إيذاؤها للمستضعفين والعبيد منهم، بل اضطهدت وعذبت الأغنياء والأحرار فهذا أبو بكر رضى الله عنه اجتمعت عليه قريش في المسجد فداسوه بأقدامهم وضربوه بنعالهم ضرباً شديداً على وجهه حتى غطى بالدم ثم ضربوه على بطنه ضرباً شديداً حتى فقد وعيه وأتت قبيلته فلفته في ثوب والجميع يظنون أنه مات من قسوة الضرب وعثمان بن عفان رضى الله عنه يعلم عمه بإسلامه فيأمره بترك الإسلام أو يعذبه عذاباً حتى الموت فأبى عثمان إلا الإسلام فحبسه في حجرة مظلمة وقيده بسلاسل من حديد وحرم عليه الطعام والشراب وطلحة بن عبيد رضى الله عنه يعلم بإسلامه نوفل بن خويلد فيشد وثاقه في حبل ويسحبه في طرقات مكة ويذهب به الى دار أبي بكر فيقرنه مع طلحة في حبل ويطوف بهما في طرقات مكة يسخر منهما الصبيان و العبيد ومن يومها سمي أبي بكر و طلحة بالقرينين و الزبير بن العوام رضي الله عنه يسمع عمه بإسلامه فيقسم أنه إن لم يعد إلى دينه الأول ليحرقنه، ولكن الزبير أبى إلا الإسلام واستسلم لعذاب عمه فحبسه في حجرة مظلمة وشد وثاقه ودخن عليه حتى ملأ الحجرة دخانا وضاقت أنفاس الزبير فظن أنه ميت لا محالة وصبر لقضاء الله وأبى أن يرتد عن دينه فزاده عمه عذابا إلا أن إيذاء قريش للمستضعفين والعبيد كان ولاشك أشد من إيذاء أبنائها فقست عليهم وتجردت من إنسانيتها في تعذيبهم وكانت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، فبلال بن رباح رضى الله عنه يحرم الطعام والشراب ويجرد من ملابسه في أشد ساعات النهار حرارة ويطرح على ظهره فوق الرمال الحارة التي لو وضعت فوقها قطعة اللحم لنضجت، ثم يوضع فوق صدره صخرة عظيمة ويقول له سيدة أمية بن خلف الجمحي ستظل هكذا أو تكفر بمحمد فلا يفتأ يردد أحد أحد وآل ياسر (عمار وزوجته وابنهما ياسر) رضى الله عنهم يخرب بيتهم ويحرق وتوضع الأغلال في أيديهم وأرجلهم ويضربون بالسياط وعندما تشتعل رمال الصحراء يخرجون إليها مقيدين، وينخسون بالخناجر لإجبارهم على الجري على هذه الرمال الملتهبة فيتساقطون من الإعياء ويضحك منهم المشركون ساخرين وكان أبو جهل يتفنن في تعذيبهم فكان يحمي الحديد في النار ويكوي به جنوبهم وظهورهم ثم يملأ حوضاً من الماء ويغرقهم بعد حرقهم بالنار ويترددون بين الحرق والغرق طيلة النهار ومر بهم رسول الله صلى الله وعليه وسلم وهم على هذه الحالة فقال لهم "صبراً آل ياسر ابشروا فإن موعدكم الجنة، و ماتت سمية بحربة أبي جهل وكانت أول شهيدة في الإسلام، أما ياسر فقد مات تحت التعذيب وخباب بن الأرت رضى لله عنه كان حدادا فلما علمت سيدته (أم أنمار) بإسلامه كانت تربطه في عمود من البيت وتشعل الكور وتحمى الحديد وتجرد خباب من ثيابه وتكويه بالنار مرة بعد أخرى حتى يغشي عليه من التعذيب فتنتظر حتى يفيق ثم تعاود التعذيب، وما هذه إلا نماذج لما كان يلاقيه كافة المسلمين من تعذيب واضطهاد
-
طلب استايل مثل هذاا
قام Admin_Nb بالرد على موضوع لـ Admin_Nb في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's أرشيف أقسام الطلبات
-
-
-
آلـو مـش سـامـع
قام Admin_Nb بالرد على موضوع لـ zhegazy في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's ارشيف الموقع
-
-