-
مجموع الأنشطة
613 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو لطفى الشلبى
-
::لعبة تحطيم الرقم القياسي::
قام لطفى الشلبى بالرد على موضوع لـ elkenig في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's ارشيف الموقع
-
::لعبة تحطيم الرقم القياسي::
قام لطفى الشلبى بالرد على موضوع لـ elkenig في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's ارشيف الموقع
-
أحب ****** أكره ****** أخاف. -
قام لطفى الشلبى بالرد على موضوع لـ mido mix في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's ارشيف الموقع
-
لعبة تكسبك حسنات .. إن شاء الله .. الكل يشارك
قام لطفى الشلبى بالرد على موضوع لـ لؤلؤة العراق في نادي الفهلوى ديزاين للإبداع's ارشيف الموقع
-
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم ...... يجلس على احد مقاعد القطار بجوار النافذة ويفرد قدميه على المقعد الخالي امامه ينظر من النافذة ويتأمل الحقول الخضراء الممتدة على طول الطريق ويتابع مداعبة المطر للزرع ياله من منظر !! هكذا يحدث نفسه يرى فلاحا مسن وامرأة عجوز يهرولان نحو كوخ صغير داخل الحقل تقع المرأة فيساعدها الرجل في النهوض مرة اخرى .. يجتاز القطار المشهد !! ويدير رأسه للخلف لعله يرى ماذا حدث ولكن تمنعه تلك الشجيرات المتراصة على حافة الحقول من معرفة ذلك ولا يدرى .. انهضت ام لا ..!! يشعر بالنعاس فلم ينم جيدا منذ ان علم بقرار نقله من مقر عمله الى مكان اخر لم يكن خطأه ولكنه الفساد هو الذي جعله الان داخل هذا القطار طعن كثيرا في قرار نقله ولكن تعنت مديره واصراره على ان يوظف احد اقاربه مكانه جعل من انتقاله امر واقع لا محال وقد كان .. يستفيق من شروده على صوت الباعة الجائلين الذين هرعوا الى داخل القطار حين توقفه في احدى المحطات انزل قدميه من على المقعد الذي امامه واراح رأسه للوراء واغمض عينيه ولم يبالي بصوت الباعة وازعاجهم .فتح عينيه عندما احس بتحرك القطار وجدها قد جلست في المقعد الذي امامه فتاة جميلة ترتدي معطفا اسود وغطاءا للرأس يشبه لونه لون المعطف ينظر الى وجهها يراها تنظر بعيناها الى خارج النافذة انها جميلة ولكن يبدوا عليها الحزن هكذا حدث نفسه همسا هل هي الاخرى اضطرت لركوب هذا القطار بسبب الفساد ام بسبب اشياء اخرى اسئلة تراوده !! تبا لهذا الملل داخل القصة وداخل القطار يريد ان يكسر حاجز الصمت ويحطم هذا الملل من حوله تأتيه الفرصة لذلك عندما تسقط حقيبتها الصغيرة التي وضعتها بجوارها على المقعد الذي تجلس عليه بسبب اهتزاز القطار لم تنتبه لسقوط الحقيبة هم بأن يتناول الحقيبة التي سقطت عند قدميه احست بحركته فانتبهت فناولها الحقيبة وابتسم ونطقت .. شكرا صوتها جميل كملامحها ابتسم اليها ..... ودار الحوار حكى لها سبب ارتياده لهذا القطار وحكت له سبب حزنها عندما سألها عن ذلك قصة حب فاشلة مرت بها تعرضت خلالها للخيانة ضحت كثيرا من اجل من كانت تحبه ولكنها اكتشفت خيانته .. فقررت الرحيل !! يتابع القطار سريانه ويتابعان الحديث ظل يحكي ويحكي وتحكي هي احيانا وبدون مقدمات تتناول حقيبتها وتخرج من داخلها ورقة وقلم فيسألها اتحبين الشعر .. فقالت نعم ولكني احب الرسم اكثر ايهما تفضل انت .. الشعر ام الرسم فيبتسم ويرد على سؤالها .. الشعر !! فيتفقا على ان يقول شعرا وهي ترسمه اثناء القائه للشعر ويبدأ في القاء شعره الذي استحضره من الذاكرة ويتابع الالقاء وهي منغمسة فيما ترسم ويتوقف القطار وتقول له حان وقت نزولي فيحزن لذلك ولكنه يخفي حزنه بابتسامة ارتسمت على شفتيه تغادر القطار ويتابعها بنظراته حتى تختفي وسط الزحام كاد ان يتبعها ولكن تحرك القطار..... هم بأن يمد قدميه مرة اخرى على المقعد الخالي الان امامه نظر فوجد الورقة التي كانت تمسكها التقطها ليرى كيف رسمته رأى اراجوز وتحته كتبت شكرا على التسلية القى بالورقة خارج القطار وعاد يتابع النظر خارج النافذة ويتسائل من جديد ... انهضت المرأة العجوز في الحقل ام لا ...؟ والقطار يسير [/size]
-
[size=12] [size=21]وذات زهرة ٍمغرورةٍ عنيـــدة أطلت ذات صبحٍ ؛ إذ هزتها النسمات فتمـايلـت في زهوٍ سعـيـدة صدحت بكلماتٍ تزهو بخيلائها ؛ وغنت.. وكانت بالأمس وليدة قالت إني ذات حسنٍ ؛ إذ أُعطر الغابات والجنائن ..وإن لي عطـرا فريـدا إن الطيور لتشدو بحسني والفراشات تنشد رحيق عطري وأهب النحل الشهـدا اللذيذا وإن كان فيماحولي جمالٌ فإن نظارتي لتفوق أصنافا عديدة قالت إن حسني لا يضاهى وإنــي بحسنــي أتباهــى فهذه الأنظــار تعـشـقنـي و تغرد البلابل لروعتي تغريدا ليس بي عيبٌ إلا قصر عمر ٌ وإني لأرجو طول العمر المديدا وإذ أتى الفلاح قال إني أرى في تلك الزهرةِ روعةً .. إني أراها إلى النفس حبيبة إني أرى أن أقدمهـا هديـةً لامـي إن هذا لهـو الـرأي السديـدا فأقترب منهـا.. فأرتجفـت إذ مد منجـلـه الحـديـدا وفي أقل من لحظةٍ ضمها إليه وهي تبكي في صمتٍ كئيبة كتمت أنينها فقد تقطعت أغصانها وفي جوفها... إشتعل اللهيبا وفي همس وحيرةٍ تسائلت صويحباتها ما جدوى الحسنِ إذ سقطت على إثر الحسن وغرورها ... قتيلةً شهيدة جمـانـة[/size][/size]
-
[size=12]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته [size=21] شباب لا لا لاتفوتكم القصه والله غيرت حياتي كلها اشاياء ماتتدري عنها.. سبحان الله..تخليك القصه واحد تانى... بس هيا طويله بس تنسجم مع القصه تسير بجد في عالم الموتى..الله يجزيه الجنه الي يرفع الموضوع يارب ترحممنا برحمتو وجميع موتى المسلمين يارب في إحدى سفراتي لمدينة الرياض حرصت على التوجه للمطار قبل موعد الرحلة بساعة ولكن زحمة الطريق ووجود تفتيش جعلني أتأخر عن الرحلة بعض الوقت فكنت أسير مسرعاً حتى وصلت بوابة مواقف السيارات وأخذت الكرت سريعا وركنتُ السيارة بموقف لا أدري أهو موقف الموظفين أم المسافرين !! المهم نزلت من السيارة مسرعاً ومعي حقيبتي بيدي ولا عجب من الإسراع في هذا المكان لأن هذا المنظر مألوف للجميع وبعد دخولي صالة المغادرة وصلت لنقطة التفتيش مسرعاً أنزلت ما في جيبي وتعديت الحاجز فظهرت إشارة صوتية تبين أن معي شئ لا يُسمح بمروره فضجرت وتذكرت ساعتي فأنزلتها وعديت النقطة بسلام وصلت لموظف الخطوط الجوية سريعاً وقلت له : أنا مسافر للرياض في رحلة رقم 1411 قال الموظف : الرحلة قفلت ، قلت له : يا رجل أرجوك لدي موعد لابد أن أحضره هذه الليلة ، قال : لا تطيل بالكلام الرحلة قفلت ولا يستطيع أحد السماح لك .. قلت له : حسبي الله عليك .. قال بتعجب : وش دخلني أنا !! المهم خرجت من عنده ووقفت أنظر للطائرة ولا أملك حولاً ولا قوة إلا بالله !! دارت الأفكار برأسي سريعاً : هل ألغي سفري ؟!! أم هل أسافر بسيارتي ؟؟ أم هل أسافر بسيارة خاصة ؟!! ولكن تمكنت من بالي هذه الفكرة وهي السفر بسيارة خاصة فقررت سريعاً التوجه لموقف السيارات ووجدت رجلاً معه سيارة فارهه ( كابريس جديدة ) فقلت بكم توصلني للرياض ؟!! فقال : بخمسمائة ريال !! حاولت معه كثيراً ولم استطيع أن يخفض لي إلا خمسين ريال !! المهم ركبت معه لوحدي وقلت له أهم شئ تسرع لابد أن أصل الرياض هذه الليلة ولم أعلم أن نهايتي بعد ساعات !! قال لي : أبشر سأطير بك طيران .. وبالفعل كان يسير بسرعة جنونية لأني وعدته إن وصلنا قبل العشاء فله مني زيادة مائة ريال !! كنت نتجاذب أطراف الحديث مع بعض وسألني عن عملي وعن حالتي الاجتماعية وكذلك سألته بعض الأسئلة لنقطع بها الطريق .. وفجأة أتى على بالي والدتي لأتصل عليها وبالفعل أخرجت جوالي واتصلت عليها وردت علي قالت : وينك يا أبا سارة ؟!! قلت له قصة الطائرة وكيف فاتتني الرحلة والآن استأجرت سيارة للسفر .. سكتت قليلاً سكوتاً لفت انتباهي قالت أمي : أنتبه يا ولدي ، الله يكفيك شر ما في الغيب .. قلت لها : سأتصل بك يا أمي أول ما أصل إن شاء الله ... توصين شئ ؟!! قالت : سلامتك يا بعد عمري .. انتهت المكالمة وحسيت بشئ غريب مثل الهم نزل على قلبي وشعرت أن أمراً عجيباً ينتظرني .. اتصلت بعدها على زوجتي .. زوجتي : بشرني عنك يا عمري كم كيلو مشيتوا ؟!! قلت : الآن قطعنا مائة وخمسين كيلو ؟! قالت : والله نبي نفقدك البيت بدونك ولا شئ .. قلت : الله يبارك فيك إن شاء الله بكرى وأنا راجع في رحلة الظهر ... أهم شئ انتبهي للأولاد وقبّلي لي سوسو الله يصلحها .. قالت : أبشر والله من يوم طلعت وهي تقول وين بابا وين بابا .. قلت : اعطني إياها .. سوسو : بابا وينك ؟ قلت : سوسو بعد شوي أجي لكم إن شاء الله .. تبين شئ قالت كالعادة : أبي كاكاو .. ضحكت وقلت طيب سوسو هاتي ماما .. أخذت الأم الهاتف قلت لها : توصين شئ ؟ قالت : سلامة عمرك .. لا أدري لماذا بدأ الهم يشتد علي ويزداد والأفكار تجول بسرعة في مخيلتي لم يقطعها إلا سؤال السائق : كم عندك من الأولاد ؟!! قلت : أربعة ولدين وبنتين .. قال : الله يصلحهم لك ؟؟ قلت : آمين وإياك .. نظرت للطريق ثم رفعت رأسي للسماء أنظر لها ونظرت للشمس ولم يبق على غروبها إلا ساعة !! قلت وأنا أتنهد : يالله رحمتك يا رحمن يا رحيم .. تفاجأت بطلب من السائق غريب : قال : تسمح لي أشعل السيجارة ؟!! قلت : يا أخي أنت رجل فاضل وأشعر أن بك خير عظيم كيف ترضى لنفسك أن تحرق نفسك ومالك وقبل ذلك تنقص دينك لأجل سيجارة لا تنفعك وإنما تضرك ؟!! قال : يا ابن الحلال ادع لي والله حاولت في رمضان الماضي واللي قبله وما قدرت ؟! قلت له : أنت رجل أعطاك الله قوة ما قدرت على سيجارة ؟ استمر التوجيه والنقاش وهو ينصت ومعترف بخطاه وبعدها قال : إن شاء الله ما أشربها بعد اليوم .. قلت له متهللاً : الله يثبتنا وإياك على الدين .. أذكر أني بعدها أسندت رأسي على باب السيارة أفكر وأفكر لا أدري ما الذي جعلني أرتعب قليلاً .. لا أدري من ماذا ولكن شعرت بقلق شديد في هذه الأثناء وفجأة أسمع ضربة شديدة في السيارة وحصل ارتباك كبير بيننا أنا والسائق وعلمت أن الإطار انفجر .. قلت : خفف السرعة وإنتبه للسيارت .. وهو لا يتكلم وممسك بزمام السيارة وقد ظهر على وجهه القلق .. بعدها انحرفت السيارة لليمين بشدة وبدأت بالتقلب ، أنا ألهمني الله أن أقول أشهد إن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كنت اشعر أني أرفع صوتي بها بأشد قوة .. بعدها شعرت بضربة شديدة أسفل رأسي وشعرت كأنها لذعة نار من شدة حرارتها .. انقلبت السيارة عدة مرات إلى أن استقريت خارجها حاولت القيام لم أستطع ولم أستطع تحريك أي جزء من جسمي .. ألمٌ لم أذق مثلهُ في حياتي أريد أن أتكلم بشئ لم أستطع حتى عيناي كانت مفتوحة ولم أستطع النظر بها سواد في سواد حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا وأسمع أصواتهم يقولون لا تحركونه رأسه ينزف ورجليه مكسورة .. أنا شعرت بتنفسي يضيق ويضيق وشعرت بحرارة بجسمي رهيبة كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي .. وسمعتهم يقولون : وش صار على السائق ؟!! قال شخص - اسمع صوته من بعيد - : يطلبكم الحل ميت لا يتحرك !! الحلقة الثانية : اللقاء بالشيطان قبل نزع الروح وكيفية خروج الروح شعرت بالألم يشتد علي وشعرت أيضاً برهبة الموقف ورهبة ما سيحصل لي كنت أفكر وأقول هل هذه نهايتي ؟!! سبحان الله بعدها بدأ ندم شديد يخالجني على كل لحظة ضاعت من عمري وعلى كل تقصير مر علي !! الآن أنا أمام الأمر الواقع لا مفر منه .. بدأت أصوات الناس حولي تختفي وبدأ السواد أمام عيني يشتد والآلام كأنها تقطع جسمي بسكاكين .. شعرت كأن شيئاً يخنقني ويمنع الهواء عن الوصول لرئتي ، وألم برأسي وبالتحديد مكان الضربة كأنه جمرة تلتهب .. وظهر لي في السواد رجل له لحية بيضاء وقال لي : يا بني هذه آخر لحظاتك وأنا جئتك ناصحاً قبل أن تلاقي ربك فأنا أعرفك رجلاً ذكياً تحب الخير وسأوصيك وصية لأن الله أرسلني لك .. قلت له ما الذي تريد ؟ قال : قل ليحيا الصليب فهو والله نجاتك وإن أنت آمنت به سأعيدك لأهلك وأولادك وأعيد لك روحك .. قل ذلك بسرعة فلا مجال للتردد والتأخير .. علمت أن هذا هو الشيطان ، فأنا مهما يخالجني الآن من ألم إلا أني واثق بربي ونبيي عليه الصلاة والسلام ، قلت له : اخسأ عدو الله فقد عشتُ مسلماً وسأموت بإذن الله على ذلك .. تغير وجهه قال : اسمع لن تنجو الآن إلا أن تموت نصرانياً أو يهودياً وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك .. قلت : الحياة والموت بيد الله وليست بيدك فلن أموت إلا مسلما .. تمعّر وجهه وقال الشيطان : إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفيني أني استطعت أن أجعلك تعصي الله كثيراً وتتجرأ عليه .. ونظر لأعلى كأنه رأى شيئاً يخاف منه ثم هرب سريعاً ، تعجبت من سرعة انصرافه واستغربت ما الذي أخافه فما هي إلا لحظة حتى رأيت وجوهاً غريبة وأجساماً عظيمة نزلوا وقالوا السلام عليكم .. قلت عليكم السلام وسكتوا ولم يتكلموا بكلمة واحدة ومعهم أكفان .. علمت أن هذه النهاية لا محالة فنزل ملك عظيم جداً وقال : يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .. والله شعرت بسعادة لم توصف عندما سمعت هذه الكلمة منه وقلت أبشر يا ملك الله .. فسحب روحي وشعرت الآن كأني بين النوم والحقيقة وشعرت كأني أقوم من جسدي وأرتفع لأعلى التفت للأسفل ورأيت جسدي فإذا الناس مجتمعين عليه وقد وضعوا غطاء على جسمي كاملاً بل سمعت بعضهم يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ... رأيت الملكين كأنهما يستلماني ويضعاني في ذلك الكفن بسرعة ويرتفعون بي للسماء كنت ألتفت يميناً وشمالاً وأرى الأفق البعيد ويزداد ارتفاعي وأخترق السحاب وكأني في طائرة حتى رأيت الناس صغاراً تحتي ثم أرتفع وأرتفع بسرعة عظيمة حتى رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة ثم قلت للملكين : هل سيدخلني الله الجنة ؟ قالا : هذا علمه عند الله وحده نحن فقط أرسلنا الله لأخذ روحك معنا ونحن موكلين بالمسلمين فقط .. قطع كلامي ملائكة مروا سريعاً معهم روح عجيبة شممت من نسيمها رائحة مسك لم أشم مثلها تعجبت وقلت للملائكة : من هذا ، لولا أني أعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء لقلت هذه روح نبي ؟ قالا : بل هذه روح شهيد مجاهد من فلسطين قتله قبل قليل اليهود وهو مدافعاً عن دينه وبلده ويقال له أبو العبد وجمع الله له بين العبادة والجهاد .. قلت : يا ليتني مت شهيداً .. ثم هي لحظات وأرى ملائكة معهم نفس كريهة يخرج منها رائحة كريهة ، فسألت من هذا ؟!! قالوا : هذا رجل هندوسي من عبدة البقر توفي قبل قليل بإعصار أرسله الله عليهم .. فحمدت الله على نعمة الإسلام ... قلت لهم : والله مهما قرأت عن ما يحصل الآن فأنا لم أتخيله بهذه الصورة .. قال الملكين : أبشر بخير ولكن اعلم أن الأمر أمامك طويلاً .. قلت متعجباً : كيف ؟ قال الملكين : سترى كل ذلك ولكن أحسن الظن بربك .. مررنا بجماعة كبيرة من الملائكة وسلمنا عليهم .. قالوا : من هذا ؟! قال الملكين : رجل مسلم .. حصل له حادث قبل قليل وأمرنا الله أن ننزل لأخذ روحه من ملك الموت .. قالوا : أنعم وأكرم بالمسلمين فهم خير وإلى خير .. قلت للملكين : من هؤلاء ؟ قالا : هؤلاء ملائكة يحرسون السماء ويرسلون الشهب على الشياطين .. قلت : إن خلقهم عظيم .. قالا : بل هناك من هو أعظم منا من الملائكة .. قلت : من ؟ قالا : جبريل وحملة العرش ، وهم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. قلت : سبحانك يا رب ما عبدناك حق عبادتك .. ثم ارتفعنا حتى وصلنا للسماء الدنيا .. لا أخفيكم كنت بين الشوق والتعجب لما أرى وبين الخوف والقلق لما سيأتي .. وجدت السماء الدنيا كبيرة ولها أبواب مغلقة وعلى كل باب واقف ملائكة عظام الأجسام .. قال الملكين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقلت معهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قال الملائكة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقالوا أهلا بملائكة الرحمة ونظروا إليهم وقالوا : لابد أن هذا مسلم ؟ قالا : نعم .. قال الملائكة : تفضلوا فلا تفتح أبواب السماء إلا للمسلمين لأن الله قال عن الكفار ( لا تفتح لهم أبواب السماء ) فدخلنا فرأيت عجباً من العجائب مثل الكعبة عظيمة يطوف عليها ملائكة كثر قلت بسرعة : لابد أن هذا البيت المعمور ... تبسم الملكين وقالا : نعم والحمد لله أكثر من أحضرنا من المسلمين يعرفون ذلك .. وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجل الصالح نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يترك شيئاً إلا وأخبركم به .. قلت لهم : كم يدخله يوميا ؟ قالا : سبعون ألف وإذا خرجوا لا يعودون إليه .. ثم ارتفعنا بسرعة كبيرة حتى وصلنا للسماء الثانية وهكذا حتى وصلنا إلى السماء السابعة فإذا هي أعظم سماء ورأيت مثل البحر العظيم فخفض الملائكة رؤوسهم وقالا : اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .. أنا شعرت برهبة عظيمة وأخفضت رأسي ودمعت عيني فقال : العزيز الجبار : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .. من شدة الرهبة والخوف والفرح والسرور لم أستطع الكلام بل قلت سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .. نزل بي الملكين مباشرة ومررنا على الملائكة ونسلم على كل من مررنا به .. قلت للملكين : هل بالإمكان أن أعرف ما حصل لجسدي وأهلي ؟ قالا: أما جسدك فستراه وأما أهلك فستصلك أعمالهم التي يهدونها لك لكنك لن تستطيع أن تراهم .. أعادوني للأرض .. قالا : ابق عند جسدك فنحن انتهى عملنا وسيأتيك ملائكة آخرين في قبرك .. قلت لهم : بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء ولكن هل أستطيع أن أراكما مرة أخرى ؟.. قالا : في يوم القيامة سنقف سوياً وذلك يوم مشهود ورأيتهم عندما ذكروا القيامة تغيرت نبرة أصواتهم رهبة .. ثم قالا : وإن كنت من أهل الجنة فسنكون سوياً وترانا .. قلت لهم : وهل بعدما رأيت وسمعت في دخولي للجنة شك ؟ قالا : أمر دخولك الجنة لا يملكه إلا الله سبحانه وتعالى وأنت حصل لك الإكرام لأنك مت مسلما .. وبقي عرض أعمالك والميزان .. تغير وجهي وكدت أبكي لأني أتذكر ذنوباً كالجبال .. قالا لي : أحسن الظن بربك وثق أن ربك لا يظلم أحدا .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارتفعا سريعا .. نظرت إلى جسدي ممداً ورأيت وجهي شاخصة عيناي ثم انتبهت لصوت بكاء .. صوت أعرفه .. إنه والدي الحنون ومعه أخي .. سبحان الله أين أنا الآن .. نظرت لجسدي فإذ الماء يصب عليه فعلمت أني الآن أُغسّل .. كان صوت البكاء يضايقني كثيراً وأشعر معه بضيق شديد ولكن عندما أسمع أبي يقول : الله يحلك الله يرحمك فكأن كلماته ماء بارداً يصب علي .. ثم لفوا جسدي بكفن أبيض .. قلت في نفسي : ياالله ليتني قدمت جسدي في سبيل الله ثم أموت شهيداً يا ليتني لم أترك ساعة إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادة يا ليتني كنت أتصدق ليل نهار يا ليتني يا ليتني .. كان همي الشديد هو القبر وما سوف يكون به .. سمعت المغسل يقول : هل ستصلون عليه بعد العصر ؟ أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله .. حملوا جسدي وأنا أرى جسدي ولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به .. شئٌ عجيب محير .. أدخلوني مكاناً وتركوني لم أشعر به ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات .. كنت أفكر ما الذي سيحصل لي .. قطع تفكيري أصوات كثيرة يقولون هيا احملوه للمسجد .. رفعوني وكنت أسمع أصواتهم وكان أكثر شئ يؤثر بي صوت بكاء أبي كنت أتمنى أن أقول له : يا أبي لا تحزن ما عند الله خير يا أبي أعلم أنك تحبني فلا تبكِ علي فوالله بكاءك يضيق به صدري ادع لي هذا الذي أريده .. وكنت أسمع أصواتاً كثيرة وكنت أميز أصوات إخواني وبكاءهم وكذلك أبناء عمي وأعمامي وسمعت صوت أحد أصحابي وهو يقول كأنه ينبه الناس ليقتدوا به : الله يغفر له الله يرحمه كانت كلماته كالماء البارد للظامئ .. وصلوا المسجد وأنزلوني وسمعتهم يصلّون وتمنيت بشدة أن أصلي معهم وقلت : ما أسعدكم في دار تستزيدون من الحسنات وأنا قد أُوقفت كل أعمالي .. انتهت الصلاة ثم سمعت المؤذن يقول : الصلاة على الرجل يرحمكم الله .. واقترب الإمام وبدأت الصلاة علي في أثناء الصلاة تفاجأت بجمع من الملائكة واحدهم يسأل ملكاً آخر عن عدد المصلين وكم منهم موحد لا يشرك بالله شيئا ؟!! عند التكبيرة الثالثة وهي التي بها الدعاء علي رأيت الملائكة يسجلون أشياء كثيرة فعلمت أنهم يحصون أدعية الناس .. ياالله كنت أتمنى أن يطيل الإمام بهذه التكبيرة لأني شعرت براحة عجيبة وسعادة وسرور .. ثم كبر الرابعة وسلم .. حملوني لقبري وكان في القبر عجائبٌ وأهوال .. الحلقة الثالثة : اللقاء بالملكين وعرض الأعمال : حملوني لقبري وكانوا يسيرون بي سريعاً وأسمع دعاء البعض واسترجاعهم وبكاءاً كثيراً .. وأنا في حالة ارتباك وخوف مما سيحصل لي لأني تذكرت في هذه اللحظات مظالم وذنوباً اقترفتها وساعات غفلات قضيتها ، وصبوات تجرأت عليها .. الوضع مربك ومرعب وشعرت بانتقاضة من الوجل والخوف ، وحينما وصلت لقبري سمعت أصواتاً وكلماتٍ كثيرة لمن يريد دفني وأذكر من كلماتهم : من هنا ، قربوه للقبر ، تعالوا من هنا ، لو سمحتوا أفسحوا الطريق للجنازة .. ياالله ما كنت أراه وأسمعه في حياتي أسمعه الآن بعد مماتي !! أدخلوني لقبري بجسدي وروحي وهم لا يشعرون ولا يرون إلا جسدي ويقول من يحملني : بسم الله وعلى ملة رسول الله .. وبدأ صف الحجر والطين كنت أريد أن أصرخ وأقول أرجوكم لا تتركوني فلا أدري ما الله صانع بي ، وأحياناً يأتيني شعور بالثقة وأن الله لن يضيعني .. بعدها هلّوا عليّ التراب وبدأ ظلام شديد وأصوات الناس تختفي وتبتعد ولكن أسمع بوضوح أصوات مشيهم وقرع نعالهم وسمعت أناساً يدعون الله لي وكان دعاؤهم أنساً لي وانشراحاً لصدري خاصة أن أحدهم قال بصوت مسموع : اسألوا له الثبات فإنه الآن يُسأل .. وفجأة بدا القبر يضيق علي ويضيق حتى شعرت أنه يضغط على كل جسمي وارتعبت وكدت أصرخ بأعلى صوتي ثم اتسع كما كان .. بعد ذلك التفت يميناً وشمالاً ترقباً وخوفاً مما سيأتي وفجأة لاح لي ملكان بصورة مهيبة جداً أجسادهم عظيمة سُود الأجسام زُرق العيون طرفهم يلوح كالبرق ، وأنيابهم تكاد تصل للأرض وبيد أحدهم مطرقة كبيرة لو ضربت بها مدينة لهدمتها !! قال لي أحدهما مباشرة : اجلس ، فجلست مباشرة ، فقال : من ربك ؟– والذي بيده المطرقة يرقبني بنظرة قوية , فقلت مباشرة : ربي الله ، كنت أرتجف وأنا أجيب ليس عدم ثقة بالإجابة ولكن أرعبتني صورهم وطريقة سؤالهم .. من نبيك ؟ قلت محمد صلى الله عليه وسلم .. ما دينك ؟ قلت : الإسلام .. قالا : الآن نجوت من فتنة القبر قلت لهم : هل أنتما منكر ونكير ؟ قالا : نعم ولو لم تجب لضربناك بهذه المطرقة ضربة ستصرخ منها صرخة تسمعك كل الخلائق إلا الثقلان ولو سمعوك لصعقوا من شدة صراخك .. ولهويتَ في الأرض سبعين ذراعاً . قلت : الحمد لله الذي نجاني من هذا وهذا بفضل الله وحده .. ثم انصرفا ولم أشأ أن أكثر الكلام معهما فلم أطمئن إلا بانصرافهما .. بعد انصرافهما مباشرة شعرت بحرارة عجيبة وبدأ جلدي يحتمي خشيت أن تكون فُتحت نافذة من جهنم على جسدي من شدة الحرارة ، ولكني لا أرى أي شئ سوى حرارة أشعر أنها تخرج من جسدي !! حضر لي بعد ذلك ملكان آخران وقالا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قلت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. قالا : نحن ملائكة أتينا لعرض أعمالك في قبرك وإحصاء الحسنات التي تُهدى لك إلى يوم القيامة. قلت لهما : والله رأيت منذ مت شيئاً مهيباً ولم أتوقع أنه بهذه الشدة وهذه الكربة .. ولكن هل تأذنان لي بسؤال ؟ قالا : نعم قلت : هل أنا من أهل الجنة ؟ وبعد كل هذه الأحداث هل هناك خطورة أن يدخلني الله النار ؟ قالا الملكين : أنت مسلم والذي حصل لك لأنك مسلم آمنت بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن دخول الجنة والنار لا يعلمه إلا الله ، ولكن ثق أنك لو شاء الله وأدخلك النار فلن تخلد فيها لأنك موحد !! بكت عيني وقلت وماذا لو أدخلني الله النار فكم سأمكث فيها !! قالا : ثق بربك وأعلم أنه كريم .. وسنبدأ الآن بعرض أعمالك عليك منذ بلغت وإلى آخر نفس لك في حادثك .. وبدؤا بقول استغربته وهو : سنبدأ بصلاتك لأنها العهد الذي بين المسلم والكافر ولكن لن ترفع لك حسنة واحدة ولن تجازى على أي عمل صالح لأن أعمالك الحسنة الماضية كلها معلقة . قلت باستغراب : لماذا ؟!! وما هو السبب الذي من أجله تم إيقاف كل أعمال الخير التي عملتها بحياتي وهل هناك علاقة بين ذلك وبين حرارة جسمي التي أشعر بها كأن حمى الأرض جمعت لي ؟!! قالا : نعم لذلك علاقة وأنت السبب في ذلك بتساهلك في دين عليك لم تقضيه قبل موتك والآن أنت في خطر شديد ؟!! قلت وأنا أبكي : وكيف ؟ وهل الدين هو الذي جعل جسدي يحتمي بهذه الشدة قبل عرض الأعمال ؟!! وقُطع سؤال بشئ لاح لي بالأفق نوراً مشرقاً آنس ظلمة قبري وله صوت ومنه تنبعث رائحة زكية لم أشم مثلها في حياتي ولا منذ مماتي .. وقال الضوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قلت : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. من أنت ؟ قالت : أنا سورة الملك ( تبارك ) أتيت لأنافح وأحاج لك عند الله فأنت قد حفظتني وقد أخبركم رسولكم محمد عليه الصلاة والسلام أنني أطلب من الله أن ينجي كل من يحفظني .. قلت : مرحبا بك سورة حفظتك منذ صغري وكنت أتلوكِ في صلاتي وفي بيتي وأنا الان في أشد الحاجة لك .. قالت : نعم ولذا أنا هنا وسأطلب من الله أن يفك كربتك لأنك الآن تساهلت بدَينٍ كان سبباً بتعليق أعمالك وحرارة جسدك !! قلت : وكيف السبيل للنجاة ؟!! قالت : بأحد ثلاثة أمور .. قلت بسرعة : وما هي ؟!! فقالت سورة الملك : ............. قالت سورة الملك لي : قبل أن أقول لك سُبل النجاة هل كتبت ورقة بها الدين الذين عليك حتى يسددها الورثة عنك ؟ عندما سمعت كلمة ( الورثة ) كانت هذه الكلمة شديدة علي ودمعت عيناي فقد تذكرت أهلي جميعاً أمي وأبي وزوجتي وإخوتي وأبنائي يا ترى ما الذي حصل لهم من بعدي وكيف هم ؟!! ابنتي سارة وإخوانها تذكرت انكسارهم وكيف أصبحوا أيتاماً من بعدي من الذي سيرعاهم ومن الذي سيقوم على مصالحهم ؟!! تذكرت بنيتي الصغيرة عندما قالت : أريد كاكاو ماذا سيقولون لها – عندما تسأل عني - وكيف سيقولون وكيف ستكون نفسيتها من بعدي !! زوجتي ماذا عملت من بعدي الآن !! سيقال لها أرملة !! كيف ستتحمل عبء أولادي من بعدي !! تذكرت وتذكرت وتذكرت ودموعي تنهمر ونشيجي يعلو .. قالت سورة الملك : كأنك تذكرت شئاً ؟!! قلت : نعم تذكرت أهلي وأبنائي ماذا سيعملون من بعدي . قالت سورة الملك : لهم الله هو الذي خلقهم ورزقهم وهو الذي يتولى أمرهم . كانت هذه الكلمات بمثابة الماء البارد على الظاميء فقلت في نفسي : بالفعل لهم الله ولماذا القلق !! استطردت بالفكر قليلاً ولم يقطع تفكيري إلا زيادة حرارة جسمي فقلت مباشرة لسورة الملك : باالله عليك هل لي أن أعلم كم الدين الذي علي ؟!! قالت سورة الملك : نعم لقد سألت الملك فأخبرني أنها ألفاً وسبعمائة ريال ، الألف لصاحب لك يقال له : أبا حسن أما السبعمائة فهي متفرقة .. قلت متعجباً : كيف متفرقة ؟!! قالت سورة الملك : أنت تساهلت بديون صغيرة منذ بلوغك فتراكمت عليك . فقلت : لمن ؟!! فقالت سورة الملك : خمس ريالات لبائع أغذية قد اشتريت منه طعاماً لك ولم يكن معك نقود وعندما طلبها منك قلتَ له : سأردها لك غداً هذا عندما كان عمرك خمس عشرة سنة والآخر يعمل في مغسلة الملابس غسل ثوبك وقلت له نفس كلامك السابق وتساهلت حتى نسيته والآخر محل كذا ومحل كذا فعددت محلات أتذكرها واحداً تلو الآخر ، ثم قالت : تساهلكم بالديون واستصغاركم لها سبب شقاء الكثير منكم في قبورهم .. ألم يحذركم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الدين وأخبركم أن الشهيد على جلالة قدره توقف أعماله بسبب الدين ألم تعلم أن أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على فضله أوقفه الدين ولم نستطع أن نعمل له شيئاً حتى سدد صاحبه الدين !! قلت برعب : إنا لله و إنا إليه راجعون وكيف الخلاص أرجوك فجسمي سيتقطع ألماً وحرارة . قالت سورة الملك : بأمور ثلاثة . قلت بعجل : ما هي ؟!! قالت : إما أن يسامحك من عليه الدين . قلت : الكثير منهم نسي كما نسيت ولا يعلمون بموتي بل ربما الكثير منهم لا يعرفني ونسيني ، لكن ما الحل الآخر . قالت : وإما أن يسدد عنك ورثتك . قلت : كيف سيعلمون بديني ومشكلتي أني لم أكتب ورقة لحقوق الناس لأن الموت أتاني بغتة ولم أكن أتوقعه أو أحسب له أي حساب !! قالت سورة الملك : بقي أمر سأحاول لك به ولعله يكون نجاتك وسأخبرك به بعد وقت إن شاء الله والآن سأنصرف .. قلت : لا أرجوك لا تذهبي فانا أشعر بوحشة شديدة وظلمة ورهبة إضافة لحرارة جسمي التي تزداد .. قالت سورة الملك : لن أبتعد كثيراً فأنا سأذهب لأجل المُحاجة عنك والبحث عن حل وبإذن الله ستكون نجاتك .. فانصرفت .. بقيت وحيداً مستوحشاً في ظلمةٍ وهمٍ وغم فأُلهمت دعاء فقلت : ( يا من لا يأنس بشئ أبقاه ، ولا يستوحش من شئ أفناه ، ويا أنيس كل غريب ، ارحم في القبر غربتي ، ويا ثاني كل وحيد ، آنس في القبر وحدتي ) لكني تذكرت أني في دار حساب لا عمل .. ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوتاً أعرفه إنه أبي الحنون وأسمعه يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلت مباشرة بشغف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بك يا أبي فعلمت أنه لن يسمعني .. ثم سمعته يقول : اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم آنس وحشته ثم سمعته ينشج ويبكي ويقول اللهم أحله اللهم إني راضٍ عنه فارض عنه وانصرف لاح لي بالظلام – أثناء دعاء والدي - نورٌ عظيمٌ فإذا هو ملكٌ من ملائكة الرحمة يكتب دعاء والدي ولم يكلمني الملك بكلمة واحدة حتى انصرف والدي فبقي قبري منيراً والتفت لي الملك وقال : إن دعاء والدك سيُرفع للسموات العلى وبإذن العلي القدير سيجيبه الله لأن دعاء الوالد لولده مستجاب .. ياالله تمنيت أن يطيل أبي الوقوف على قبري ويستمر بالدعاء لي لأن أثر دعائه وجدته في قبري بل وعلى نفسي .. قلت للملك : هل لي أن أسألك سؤالاً ؟!! قال : وما هو ؟ قلت : منذ متى وأنا ميت وما هو الوقت الآن ؟!! قال : أنت ميت من ثلاثة أيام والآن وقت صلاة الظهر .. تعجبت بشدة وقلت سبحان الله كل هذه الأحداث في هذه المدة القصيرة ؟! وكل هذه الظلمة التي أجدها في قبري ونحن وقت الظهيرة !! قال الملك : لازال الطريق أمامك طويلاً أعانك الله عليه .. لم أتمالك نفسي فبكيت وبكيت بكاء لا أذكر بحياتي أني بكيت مثله ، وقلت في نفسي : سبحان الله كم كنت غافلاً عن مثل هذا .. انصرف الملك وهو يقول سيستمر النور في قبرك إلى أن يشاء الله بفضل الله ثم دعاء والدك .. كانت زيارة أبي مؤنسة لي وتمنيت أن يزورني كل أقاربي وتمنيت أن يقف على قبري أصحابي .. تمنيت أن يسمع والدي صوتي فأقول : يا أبي أرجوك سدد الدين الذي في ذمتي أرجوك تصدق عني أرجوك ادع الله لي .. لكن ما السبيل بأن يسمع صوتي وتذكرت قوله تعالى ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) شعرت بحرارة جسمي كأنها تهدأ ولكنها تزداد أحياناً فظننت أن هذا له علاقة بزيارة والدي ولكن الأمر لم يكن كذلك بل لأمر آخر .. ما هي إلا لحظات حتى لاح لي نور أعرفه إنها سورة الملك قالت : عندي لك بشارتان . قلت بسرعة : ما هي ؟ قالت الأولى : صاحبك الذي يطلبك الألف ريال تذكر دينك ثم قال : اللهم إني عفوت عنه محتسباً الأجر من الله ولم يطلبها من أهلك فتهلل وجهي فرحاً ثم قلت : الحمد لله ربما هذا سبب أن الحرارة خفت قليلاً علي .. وما البشارة الأخرى ؟ قالت : لقد سألت الله لك كثيراً لكن حقوق الآدميين مشكلة ، وقد أُرسل لك ملك موكل بالرؤى والأحلام وهو سيأتي أحد أقاربك في المنام برموز لعلهم يفهمون دينك .. تفاجأت بهذا الخبر فسكتت متعجبا .. قالت سورة الملك : من برأيك يأتيه الملك في المنام ؟ فكرتُ بأمي وعلمت أنها لو رأتني بالمنام فستبكي علي ولن تفسرها ففكرت بأقاربي فتذكرت أقرب الناس لي بعد والدي وهي أيضاً مهتمة بالرؤى والأحلام .. إنها زوجتي الوفية المحبة لي .. قلت : زوجتي زوجتي هي التي أتمنى أن ترى هذه الرؤيا .. قالت سورة الملك : سأخبر الملك أسأل الله أن يعجل فرجك ويحل كربتك .. انصرفت وبقي قبري به النور الذي أتاني من دعاء والدي فانتظرت كأني بسجن تمر علي الأوقات لا أعلم شيئاً سوى أني أسمع أصواتاً وأحياناً قرع نعال فأعلم أن جنائز تدفن قريباً من قبري أسمع أحياناً ضحكات فأتعجب من أناس يضحكون ونحن تحتهم مأسورون !! ثم مر وقت طويل وفجأة ازدادت حرارة جسمي حتى كدت أصرخ وكأني في تنور فازداد خوفي ثم بلحظة واحدة الحرارة خفت ثم اختفت وانتهت وشعرت كأني خرجت للهواء لم أصدق ما أنا فيه ما الذي حصل ؟!! ظهر نور سورة الملك بعد ذلك وتقول : أبشر بما يسرك .. قلت : والله أنتِ من يأتي بالخير فما الذي حصل ؟!! قالت : أتى ملك الرؤى والأحلام لزوجتك في منامها فأراها أنك واقف على سلم مهموماً وبقي عليك سبع درجات لا تستطيع أن تصعدها .. فقامت زوجتك مباشرة قبل صلاة الفجر وتذكرتك وبكت ثم فتحت كتب تفسير الأحلام فوجدت كلاماً كثيراً لكنها شعرت أنك في كربة وفي الصباح اتصلت على امرأة كبيرة بالسن مشهورة بتفسير الأحلام وعندما سألتها زوجتك قالت المرأة : يا بنتي زوجك عليه دين ومحبوس في قبره والدين سبعمائة أو سبعة آلاف ريال الله أعلم .. قالت زوجتك : لكن كيف نسددها ولمن ؟ قالت المرأة : الله أعلم لكن اسألوا المشائخ .. وبعدها اتصلت زوجتك على زوجة أحد المشائخ وقالت لها : اسألي الشيخ عما لو كان على زوجي دين لا نعلم لمن هو كيف نسدده ؟!! فسألت زوجة الشيخ زوجها وقال : تصدقوا عنه بقيمة الدين لعل الله أن يبرئ ذمته .. وكان لدى زوجتك ذهب بقيمة أربعة آلاف فذهبت سريعاً لوالدك وقصت عليه الخبر فرفض أن يأخذ منها الذهب وتكفل بأن يسدد الدين كاملاً ، فأقسمت زوجتك أن يأخذ والدك الذهب وقالت له : وهل هذا الذهب إلا من زوجي وأنا أتمنى أن أعمل له شيئاً بعد موته وأسأل الله أن لا يحرمني منه في الجنة .. عندما رأى والدك إصرارها طيّب خاطرها وأخذ الذهب وزاد عليه من المال حتى أوصله عشرة آلاف ونوى الزيادة صدقة عنك وأعطى المبلغ لعائلة مسكينة ففرج الله كربك وجئت لأطمئن عليك .. قلت : ولله الحمد لا أشعر الآن بأي حرارة بجسمي وكأني كنت مربوطاً فحُلت عقدي .. وهذا بفضل الله ثم فضلك ومحاجتك لي بقضاء ديني .. قالت سورة الملك : الحمد لله الذي أذهب عنك الحزن والآن ستأتيك الملائكة لعرض جميع أعمالك .. قلت لها : وهل بعد هذا علي خطورة ؟ قالت : الطريق طويل وربما يستمر سنين فاستعد لذلك .. قلت : سنين !!!!! قالت سورة الملك : كثير ممن يدخل قبره يعذب لأمور تستصغرونها وهي عند الله عظيمة .. قلت : مثل ماذا ؟ قالت : كثير من الناس يعذب بسبب عدم التنزه من بوله فيقوم للصلاة ويقف بين يدي الله والنجاسة عليه أو على ملابسه !! قلت : وهل هذا كثير؟ قالت : أكثر من يعذب بسبب ذلك !! وهناك أيضاً أمور يعذب بها الكثير: مثل النميمة وأكل مال الأيتام والسرقة والربا وغيرها كثير .. ثم قالت : هناك من يعذب ليصفى قبل يوم القيامة لأن عذاب جهنم أشد وأنكى وهناك من يعذب وموعده يوم القيامة نار جهنم .. قلت : كيف أنجو من عقوبة الله وكيف السبيل للخلاص من ذلك؟ قالت : عملك الآن منقطع وليس أمامك إلا ثلاثة أمور وهي : إما الدعاء من أبناءك وأهلك لك فهي طلب من الله أن يرحمك ، والأمر الآخر : هل لك صدقة جارية تستمر لك بعد موتك !! قلت : أذكر أحد أصحابي كان يجمع المال ل***** مسجد في أحد بلدان المسلمين .. قالت : لعل الله أن يضاعف لك بها الأجر فأكثر الحسنات التي تكون من بناء بيوت الله قلت : وما الثالث!! قالت : هل عملت على نشر العلم أو تعليم جاهل لأحكام الإسلام قلت : لا أعلم وتذكرت مشروع طباعة مصاحف وكتب للغات مختلفة وقلت في نفسي : يا سبحان الله كم أنامسرف ومضيع لفرص كثيرة كانت في حياتي !! كنت أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول يا معشر الأحياء أنقذوا أنفسكم واستعدوا لما تجدونه بعد موتكم فوالله لو رأيتم ما رأيت لما خرجتم من المساجد ولأنفقتم الأموال في سبيل الله .. قلت لسورة الملك : هل حسناتي الآن تضاعف وهل تأتيني الحسنات في قبري !! قالت : كل الأموات تأتيهم الحسنات كثيرة في الأيام الأولى لموتهم ثم تقل جداً بعد ذلك .. قلت : هل يعقل أن ينساني أهلي وأبنائي وأصحابي !! لاأصدق أنهم سينسوني بهذه السهولة .. قالت : بل سترى كيف أنه حتى زيارتهم لك في قبرك ستقل وسيمر الشهر والسنة والعشر سنوات ولا يكاد يقف على قبرك أحد !! بكيت وتأثرت لأني تذكرت كيف أن جدي حينما مات كنا نذهب لقبره كل أسبوع ثم بعد شهر ثم نسيناه !! تذكرت حينما كنت حياً كيف كنا ننسى الأموات والآن أنا بمكانهم !! قالت : العاقل من عمل لما بعد موته وجهز داره .. ولكن أقول لك شيئاً!! قلت بحزن : وما هو؟ قالت : هناك من يدعو لك من غير أهلك ويستغفر لك وهو لايعرفك.. قلت : كيف هذا؟ قالت : قبل ساعات دعا لك رجل صالح بالهند فقال : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات فكتب الله له بكل حي وميت حسنة وأتاك بفضل الله حسنات من دعاءه ، وهناك رجل في تركيا تصدق ببناء مسجد وقال اللهم اجعل أجره لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الأحياء والأموات ، وهناك امرأة عجوز من مصر ذبحت شاة ونوت أجره الأموات المسلمين ، وهناك رجل صالح من المغرب اعتمر ودعا لكل المسلمين وهو يطوف – وكان مستجاب الدعوة – وكل هؤلاء وأمثالهم يأتيك من حسناتهم ودعاءهم بل أن الملائكة يدعون ويستغفرون لك … بعد سماعي لهذه الكلمات استبشرت وما فرحت منذ مت بمثل هذا الحديث الذي بشرتني به سورة تبارك .. وبعدها استأذنت للذهاب .. شعرت بوحشة بعد ذلك وأحياناً ينشرح صدري وأشعر بأنس وأحياناً يضيق صدري وكأن جبال الأرض عليه .. لم يخبرني أحد ولكني جزمت أن انشراح صدري عبارة عن حسنات تصلني من المسلمين من كل مكان وضيق صدري إنما هي وحشة القبر التي لا توصف .. مرت أيام وأسابيع وشهور ولا أنيس لي إلا بعض الأعمال الصالحة التي تصلني أو زيارة والدي وإخواني وأقاربي وأصحابي التي بدأت تقل تدريجياً !!! حتى أن أحد أصحابي لم يزرني إلا مرتين فحسب ولم يصلني منه إلا دعوات وصدقة أيام موتي الأولى وبعدها انقطعت .. أكثر ما يصلني باستمرار هو دعاء أمي خاصة في الثلث الأخير من الله فهو والله خير أنيس لي .. بدأت تقل الأعمال التي تصلني وشعرت أني بمرحلة خطر لأني مهتم بشدة لميزان يوم القيامة وكيف سأحاسب على كل صغيرة وكبيرة .. يا رب عفوك يا رب رحمتك كنت أدعو بذلك وأكررها لكن هيهات اليوم لا عمل لي .. بدأت الأيام تمر وتمر وكانت ثقيلة كنت أحياناً أبكي ولكن أتذكر رحمة الله فيهون علي الأمر .. سورة الملك انقطعت ولاأدري ما السبب في قبري ظلام دامس لا أعلم ليلي من نهاري .. تذكرت بعض المعاصي والذنوب واستعرضتها بحياتي بدأت أمامي بلا خفاء ساعة ساعة ويوماً يوماً علمت أن ذنوبي أمثال الجبال ولكن هل سيغفرها الله لي .. كثيراً ما كنت ألوم نفسي وأندب أيامي الخالية .. ألم يمهلني الله ألم يسترني الله ألم يعطني ولم يحرمني، كم من ذنب عملته بجرأة وكم من صلاة أخرتها وكم من صلاة فجر نمت عنها وكم من طاعة سوفت فيها .. عندما تذكرت كل هذه بكيت واستمر بكائي ولم ينقطع أياما ًبل إني لم أعرف الوقت ولم أشعر به ولو قلت إني بكيت شهوراً لما بالغت .. وفي ساعة من الساعات شع نور عظيم حتى كأن الشمس وضعت فيه وسمعت الملائكة يهنئون بعضهم ويقولون أبشروا بالرحمات .. كنت بين الدهشة والفرح والاستعجال بمعرفة ما حصل حتى أتاني الملك وأخبرني الخبر وقال .. وبعد ذلك شع نور عظيم شمل القبور وانتظرت حتى أرى الخبر فقدم لي ملك وقال لي أبشر أيها المسلم بتنـزل الرحمات .. قلت : جزاك الله خيرا, لكن ما سبب ذلك !! قال الملك : لقد دخل من ساعة شهر رمضان وهذا الشهر فيه المغفرة والرحمات والعتق من النيران وفيه يلتقي ملائكة الأرض بملائكة السماء وفيه ينجو كثير منكم بدعاء المسلمين ويثقل ميزان حسناتكم .. قلت : ما أجل الله وأعلى شأنه وما أعظم كرمه كم من الفرص التي يهبها لمن هو فوق الأرض ومن هو تحت الأرض .. قال الملك : الله عز وجل لا يحب أن يدخل النار أحد ولا يحب أن يعذبكم ولكن تقصيركم وإصراركم على المعاصي ومقابلة نعمه بذنوبكم هي التي تهلككم .. ثم قال : الآن المسلمون يصلون والملائكة تحصيهم وترفع دعواتهم لله لعل الله أن يشملكم بلطفه .. ثم انصرف واستمرت الأنوار في القبور وبدأت أسمع أصوات المساجد لأول مرة وتذكرت حياتي الدنيا وتذكرت صلاة التراويح فبكيت من المفاجأة وسمعت الناس يصلون ثم بدأت أسمع واضحاً صوت دعاءهم وسمعت قول الإمام ( اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ميتاً إلا رحمته ) فانتفض جسمي فرحاً بهذا الدعاء وتمنيت منه أن يطيل وبالفعل كأنه تذكرالأموات وقال مرة أخرى ( اللهم ارحم موتانا وأنزل على قبورهم الفسحة والسرور اللهم من كان منهم مسروراً فزده سرورا ومن كان منهم معذباً ملهوفا فأبدل حزنه فرحا ًوسرورا ) كنت أردد وأقول معه آمين آمين وأنا أبكي بشدة . وانشرح بعدها صدري وهدأت نفسي واستمر النورفي قبري وبدأت ساعات رمضان تمر علي وفي كل ساعة يتجدد لي نور في قبري ، ثم شممت رائحة طيبة كرائحة المسك التي كنت أشمها في الدنيا بل أقوى وظهر لي من بعيد رجل كأنه يمشي متجهاً لي تعجبت لأول مرة أرى مخلوقاً على شكل آدميً في قبري كنت محدق نحوه وهو متجه لي وأنا في أشد الحيرة ثم أقبل ورأيت وجهاً حسناً وعليه ثوب شديدالبياض وعلمت أن رائحة المسك هي منه ثم أقبل يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فرددت عليه مباشرة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. نظرت له متعجباً كأني أسأله من أنت !!! رأى ذلك التعجب في وجهي وتبسم وقال : جئت لك مبشراً برحمة الله لك ومغفرته لذنوبك .. قلت : بشرك الله بما يسرك من أنت وكيف عرفت ذلك لأني أول مرة أرى رجلاً من بني آدم داخلاً للقبور !! قال : أنا لست من بني آدم .. قلت : إذن هل أنت ملك بصورة رجل !! قال : لا ولست ملكاً أيضاً .. قلت متعجباً : إذن من أنت فوالله قد اختلطت مشاعري بين الفرح برؤيتك والحيرة منك .. قال : ربما لا تتذكرني لكن الله أوجدني من أعمالك الحسنة في الدنيا فأنا عملك الصالح : صلاتك صيامك حجك صدقتك دعاءك برك بوالديك جعلني الله أتمثل بهذه الصورة لأبشرك بمغفرته .. ياالله يالله ياالله لك الحمد حتى ترضى قلتها بلا شعور من الفرح والسرور .. ثم قلت مباشرة : لماذا تأخرت ولم تأتني مباشرة بعد موتي لماذا تأخرت علي كثيراً إلى هذه الساعة !! قال : حبسني عنك دينك وذنوبك التي كانت تعوق وصولي إليك وعندما نزلت عليك الرحمات وشملك الله بمغفرته أنت وكثير من الأموات أُذن لي أن آتيك هذه الساعة .. قلت : هل معنى ذلك أني سأكون من أهل الجنة ولن يعذبني الله !!! قال : هذه أمرها لله ولا يعلمها أحد سواه وسيكون هناك ميزان في يوم القيامة سيتحدد مصيرك ففيه توزن عليك حقوق الناس وبعض الأمور التي لا تظهر عليك إلا يوم القيامة .. قلت : مثل ماذا؟ قال : كثير من الناس يظلم بعضهم بعضاً ثم يقول المظلوم للظالم والله لن أسامحك يوم القيامة فهناك يقفون بين يدي الله ويحكم بينهم.. تأثرت من مقولته ثم قال : لقد نفعك عمل صالح عملته في آخر حياتك . قلت : ما هو ؟ قال : لو تذكرت آخر لحظة في حياتك قد وفقك الله أثناء الحادث بأن تقول أشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . كم فرحت الملائكة لنطقك الشهادة لأنك ختمت حياتك بالتوحيد وثباتك أيضاً على الإسلام عندما كان يلقنك الشيطان اليهودية والنصرانية ... وقد كانت عن يمينك وشمالك ملائكة لقبض أرواح المسلمين وآخرين لقبض أرواح الكفار وحينما ثبت على الإسلام ارتفعت الملائكة التي تقبض أرواح الكفار وبقيت عندك الملائكة التي تقبض أرواح المسلمين وقد أخذت روحك معها .. قلت له : وهل هناك عمل آخر نفعني؟ قال : نعم نصيحتك لسائق السيارة بأن يترك الدخان فبسبب ذلك أثابك الله بأن أصبح يأتيك الآن رائحة المسك .. وأيضاً اتصالك على والدتك فكل كلمة كنت تقولها لها كانت تكتب لك بها الحسنات .. تذكرت اتصالي على والدتي وتذكرت أني لم أطل الاتصال وقلت يا ليتني أطلت معها .. ثم قال : وأيضاً كتب الله لك الحسنات باتصالك على زوجتك وسؤالك عن أبناءك وإدخالك السرور على بنتك الصغيرة ولكنك بسبب ذنبك الكبير مع ابنتك كتبت عليك سيئة كبيرة !! قلت بتعجب شديد : وكيف سيئتي مع بنتي !!!!! قال : قلت لها : أنك ستأتيها بعد قليل وقد كُتبت عليك كذبة وليتك تبت قبل حادثك .. بكيت وقلت : والله لم أنو الكذب عليها ولكني أردت أن أصبرها عن فراقي . قال مهما يكن فكان الأولى أن تقول إلا الصدق لأن الله يحب الصادقين ويكره الكذب وأهله ، ولكنكم تتساهلون كثيراً بذلك . ثم قال : حتى دعاءك على موظف المطار كتبه الله عليك ذنب لأنك أسأت لمسلم لا يد له فيما حصل لك !! ياالله كل كبيرة وصغيرة كتبت علي !! أردف قائلاً – كأنه يريد تصبيري - ما أجمل متابعتك للحج فهي من أكبر الأعمال التي ترفع رصيدك عند الله وكذا متابعتك للعمرة ، قلت له - وأريد منه تسليتي - لأني أشعر برهبة من ميزان يوم القيامة : وما أفضل عمل كتب لي عند الله !! قال : من فضل الله عليكم أنكم لو عملتم حسنة واحدة تكتب لكم عند الله عشراً ثم تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وأفضل أعمالك هي الأعمال التي يحبها الله أكثر وهي الفرائض .. قلت : الصلوات الخمس ؟ قال : هذه من أفضلها ولكن أيضاً صيام رمضان وزكاتك وحجك هذه أحب الأعمال إلى الله وهي أحب شئ يتقرب بها العبد إلى الله ، والواجبات أحب إلى الله من النوافل . وسأذكر لك موقفاً أيضاً غير الفرائض كتب الله لك به أجراً عظيماً . قلت بشغف : ما هو؟ قال : أتذكر يوماً كنت معتمراً في رمضان عندما كان عمرك عشرين سنة وقد خرجت من المسجد الحرام ورأيت رجلاً يبيع إفطار صائم فاشتريت بقيمة مائة ريال ووزعتها!! قلت : نعم أذكر ذلك كأنه بالأمس ، لكن هل ذلك أعظم من عمرتي قال : سأذكرك بامرأة كبيرة بالسن رأيتها لا تستطيع مزاحمة الناس الذين يأخذون منك فاقتربت أنت منها وأعطيتها وجبتين إفطار صائم .. قلت : نعم فقد رحمتها عندما رأيت ضعفها وكبر سنها . قال : هذه المرأة من اليمن وهي مستجابة الدعوة وهي من الصالحات في الأرض وصاحبة قيام ليل ولو أقسمت على الله لأبرها وكانت تدعو لك عندما أعطيتها ودعت لك كذلك عند فطرها واستمرت تدعو لك كل ذلك اليوم حتى أمست لأنها فقيرة لا أحد يأبه بها ، وكان معها ملائكة يرفعون أي دعوة منها لله ورفعوا دعوتها لك مباشرة فكُتب لك أجر عظيم . فإضافة لأجر عمرتك في رمضان وتوزيعك لإفطارالصائمين إلا أن أجر إعطاءك هذه المرأة العابدة رُفع مباشرة للسموات العلى . وهو يقول لي هذه الكلمات بدأت دموعي تنهمر ونشيجي يعلو وقلت : والله لم أكن اعلم بدعواتها ولا بصلاحها . وقال ولك موقف آخر رفعت لك به الدرجات .. وأنا أسمع منه هذه البشارات ووجهي متهللاً فرحاً قلت : ما هو ؟ قال : أتذكر عندما كنت مسافراً ذات مرة إلى المدينة ووجدت رجلاً بجانب الطريق قد تعطلت سيارته في شدة الحر ووقفت لمساعدته !! قلت : نعم أذكر ذلك الرجل وقد وقفت عندما رحمته واقفاً بشدة الحر ولكن قبل أن تكمل فقد كنت أرى في يده سيجارة يشربها ولا يظهر عليه سيما الصالحين قال : نعم ولكنه مسلم وأنت تعلم كما علمك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم بأن (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنها بها كربة من كرب الآخرة ) فمساعدتك له وتفريجك لكربته بالرغم من أنك لا تعرفه وليس بينك وبينه قرابة كانت محل تقدير لك من الملائكة الذين يحصون الحسنات وقد تسابقوا لكتابة ذلك لك عند الله .. ومن ثم أتسع القبر وأنار نوراً عظيماً وبدأت أمامي وفود من الملائكة يأتون نحونا وكأنهم يزورون الأموات وهم لا يفترون عن التسبيح والتهليل ومن ثم قال لي عملي الصالح بدأت الان ليلة القدر وكم من رجل سيكتب من أهل الجنة بعد أن كانت أعماله سترديه في دركات جهنم .. قصة للعظة والعبرة مسنودة على احاديث صحيحة والكاتب صاغها على شكل قصة وجزاه الله عن المسملين خير الجزاء فالنهاية أتمنى من الجميع الدعاء لجميع أموات المسلمين وأخذ العضة والعبرة والدعاء لأصحاب الموقع و ناشرين هذه الصفحة [/size][/size]
-
[size=12]وانا وأخي كنا نتصالح سريعا في اليوم الثاني فقط و غالباَ هو ألذي كاَن يبادر بالصلح فيأتيني قائلا ها ما ألاخبار اليوم ؟ و أنا بدوري كنت لا أحب الزعل الطويل , و لأن أخي سأمي هذا لا يعرف شيء من الطبخ و كنت أنا في معظم الوقت الذي يعمل العشاء , أما واَلدتي فكانت تذهب للنوم باكرا و في معظم الوقت كانت تنام بدون عشاء أو عشاء خفيفأ جدأ , فكان يأتي أخي سأمي متزلفأ لي لكي أعمل عشاءَ لي وله فأذا خأصمني يومها يبيت من غير عشاء , فكنت أصنع عشاء لي وحدي و أكل و هو ينظر ألي ذهاباَ و أياباَ و من ثم يذهب ليشتري له سندويشات من الكفتيريا القريبةمن شاَرعنا وهو يتمتم كعادتة , لكن كنت أنا أعد الشندويشات أفضل من تلك الكفتيريا ثم انها مجانا في البيت ! لذلك كان لاَيخاصمني طويلاً .* و في صباح اليوم التاَلي و في وقت ذهاب أخي الى عمله ذهب لكي يشغل السيارة لكي تسخن قليلاَ , فهذا أحسن للسيارة مثل ما تعلمنا , و أذا بي أسمع صراَخ أخي يتوعدني لأنه أكتشف بأن السيارة ليس بها بنزين و هي بالكاد توصله الي محطة البنزين , و يمكن أن يتأخر عن عمله , و أنا كنت قاعد في البيت لأنني لم أكن أعمل بعد لأنني كنت متخرج من المدرسة حديثا, كنت أكملت الثانوية ألعامة أدبي ,يومها في بداَية السبعينيات في الخليج العربي, كان من السهولة جداَ اٍذا أكملت الثانوية العامة أن تحصل على وظيفة محترمة , لأنه يومها لم يكن في وأفدين عرب و أسيوين الا القليل جدا فكانت الوزارات و الشركات تعتمد على العمالة الوطنية في المقام الاول , فكنا لسنا بمضطرين أن نكمل الجامعة . و عندما أقترب موعد رجوع أخي ساَمي من عمله , ذهبت الى واَلدتي لكي تعطيني بعض الفلوس لكي أعطيها أخي سامي والا , وأخبرتها بأني أستعرت سيارة أخي و لكن لم أضع له بنزين فيها فعرفت هي الموضوع على طول و قالت خلاص لا تخف اذا جاء أخوك أنا سوف أعطيه النقود بدلاَ عنك , و كان أخي سامي اِذا أعطته واَلدتي أي فلوس عني فكان لا ياخذها و يتنازل عنها أحتراماَ لوالدته . و الحمدلله فقد مرت السالفه على خير و لأن أخي قد حصل على خبر بأعطائهم زيادة عامة في الرواتب و رجع الى البيت مسروراَ . و عند العصر و مثل كل يوم تجتمع الشلة عند دكانة خالي , و كالعادة أضل أنا واقفا مقابلاَ الشلة أحياناَ و الشاَرع أحياناَ , أملاَ أن يمر ذلك الباص ألازرق ذو الستائر ثانياَ و لم ألبث في حواَري مع نفسي كثيراَ و اِذا بالباص ألازرق يقف في نفس المكان الذي وقف فيه بالأمس و نفس الفتاة الحلوة تنظر في ناحيتي أو هكذا كنت أعتقد نفس الجماَل نفس الأبتساَمة الملاَئكية , و بينما أنا أفكر سريعاَ لكي لا يحدث مثل ما حدث أمس , مر نظري بلاَفتة مكتوبة على جانب ألباص ألأزرق لم أرها من قبل , يا اِلاَهي ماَهذا الذي أرى أتدرون ماهو المكتوب ؟ مكتوب هكذا ( معهد الطلبة المكفوفين ) !!!!!!! . يعني تلك الفتاة الجميلة و الابتسامة الجميلة لم تكن لي بل كانت تطلقها المسكينة للفضاء و في أي مكان تسمع فيه ضوضاء و زحمة بشر و كم وقع علي ذلك الأمر كالصاَعقة بل حينها بدأ لي أكثر من الصاَعقة . و تحرك الباص ثانياَ و لكن هذي المرة لم أتحرك أنا فلقد كنت في قمة الذهول ,كما أنني كنت لبست أفضل ما عندي و سرحت شعري و وضعت أفضل العطور عندي و لكن ! كل ذلك ذهب مع ألريح . و علمت بعدها أن فتاة تعمل مدٌرسة في ذلك المعهد متوظفة جديداَ في ذلك المعهد و كانت تسكن في نفس حارتنا كانت تنزل من الباص كل يوم , و تبخر الحلم الذي حلمته , حتى انني لم أنم جيداً في تلك الليلة غارقاً حتى اَذاني في حلم اليقضة و كم سيناريو عملت ليلتها و لكن كلها تبددت كغيوم صيف أو كضباَب طلعت عليه الشمس فجأه . و بعد مدة غير طويلة حصلت أنا على وظيفة في ألمطار كموظف في حركة المسافرين , كما أنه بعد ما يقارب الثلاث سنوات من عملي و أرضاءً لوالدتي التي كانت تزن علي بأن أتزوج و لكي ترى أولادي قبل أن تموت و لأن أخي ساَمي قد تزوج و أنجب بنت حليوة , تزوجت أنا ألاخر وأنجبت ولد سميته حسن و أخذتنا الدنيا بمشاغلها , و حتى اِلى ألان بعد أن كبرت و تعلمت الكثيرمن الحياة ,تحسرت بعد ذلك, مالها ألفتاة ألعمياء ؟ لماذاَ لم أذهب و أبحث عن تلك الفتاة ؟ و كان في أمكاني معرفت محلها عن طريق بنت حارتنا ! و لكني لم أفعل , و ياَليتني فعلت ! فقد كانت بحق لامست قلبي تلك الفتاة و لكن لاَ ينفع الندم ألان فقد مضى ما مضى , و صغر سني كان هو السبب الرئيسي , كما أنني ألان مرتاح في زواجي مع أولادي و زوجتي و التي أخبرتها عن تلك القصة , و العجيب أنني لم أرى تلك الفتاة ثانيا و لأنني تركت تلك الحارة و ذهبت لأسكن في منطقة أخرى , كما أنني أخذت واَلدتي لتسكن معي في بيتي الجديد , و لأنها كانت ترتاح لزوجتي أكثر مما كانت ترتاح لزوجت أخي سامي و الى ألان نحن كلنا معاً في تبات و نبات و خلفنا صبيان و بنات . ( أحيانا عندما أرى فتاة عمياء جميلة , أتذكر تلك الفتاة و كم تمنيت أن يرزقها الله بزوج طيب أفضل مني يسعدها لأن تلك النعومة و الجماَل لا يتحمل أي قسوة ) انتهت القصة . و الحمدلله على كل شيء . [/size]
-
[size=21]فتيةَ الإسلامِ: لمَ لا تكونينَ مثلَ هاتينِ الطفلتين الصغيرتين؟ الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم, اللهم لكَ الحمد على وصّى الإنسان إلى " حسنِ تربية الأبناء " . أذكرُ لكم في هذا المقالِ " مواقف مضحكة مبكية مؤثرة " تخالط الفؤاد , وتبهجُ القلب , وتبصر الدرب . * بنيَّة صغيرةٌ لا يتجاوزُ عمرها ( السابعةَ ) اسمها " العنود " تهيئ نفسها يومياً للذهابِ إلى "دورة التحفيظ والتعليم" عند أحدِ معلماتها . * ذاتَ يومٍ –وبعدَ أن استعدت وتهيأتْ- وجاءَت الراحلة لتوصلها وأخواتها بحثت عن " خمار الوجه " لتلبسه وتخرج !! لكن فوجئتْ ودهشت أنها لم تجده ... وذاكَ بعد جهدِ الجهيد.... فأجهشتْ بالبكاء والرنين !! أين خماري ؟ أين خماري ؟ وتأملوا ذلك في "بنية عمرها سبع سنواتٍ فقط !! " . فلم تفكر الذهاب إلى الراحلةِ بدونه , ولم تتوانى في البحثِ عنه والتفتيش... وأختها التي تكبرها بسنةٍ " جمانة " واقفة عند الباب تناظر أختها...وهي حزينة مكتئبة... والراحلة أوشكتْ الرحيل !! * فجالَ في خاطرِ أختها " جمانة " تجاه أخيتها الصغيرة أن تتشاركا في " خمارٍ واحدٍ " !!؟ يا ترى كيفَ ذلك ؟ فجاءتْ بها وأدخلتها في جيبها وهي مغطاةٌ لا ترى شيئا من الفضاء بل "السواد المدْلَهِم" ...وتتعكَّز على أختها ...لأنها لا ترى.. * ولا زالتْ هكذا حتى دخلتِ الراحلة , وصاحبُ الراحلة ينظر باندهاشٍ لهذا الموقفِ الجلل !! ويقولُ : عوّض الله عليكَ يا ابنيتي !! وعظَّم الله أجركِ !! فرضيت أن تبقى مغطاة ولا ترى شيئا وتبقى هادئة خشية أن يُكشف وجهها قرابة "نصف ساعة" حتى جاءت معلمتها ... ثم رأتِ خمارها الصحيح في حوزة أحدِ اخواتها من غير قصدٍ !! فتأملوا إخواني: بكتْ طفلة صغيرة !؟ لماذا ؟! أأحد هددها بذلك ؟! لا والله بل " قناعة قلبها " بل " حشمتها " سمِّ ما تشاء هذا الذي: " هددها بذلك ".. هذا الذي: " أفاض منها الدموع.." .. فأينَ فتيات المسلمين: من هذا الخمار ؟ وأينهنَّ من الحشمةِ ؟ أينهنَّ من الوقار والحياء ؟ وكيفَ ترضى الفتاة المسلمة الخروج سافرة عارية مائلة مميلة ؟ وترى أعمارهن يناهزن عمرَ الشباب بل وإلى الممات !! * وهذه الفتية "العنود" تراها عندما تريد زيارةَ ابنة خالتها (وكلاهما في سن السابعة) تبقى في همِّ وغمِّ ...لماذا ؟ إنه : خشيةُ أن يراها زوج خالتها أو يمازحها أو يداعبها ... فإنه إن فعل ذلكَ أجهشت بالبكاءِ (لماذا يكلمني ؟) (هل يراني صغيرة ؟) حتى نهدِّئها لا تبكين!. * وهذه الفتية "جمانة" في عمر (الثامنة) صاحبةُ الحشمةِ...ذاتَ مرةٍ كانت عند خالتها في "المطبخ" ..فوجئتْ بدخولِ زوج خالتها..فأسرعتْ بالانخفاضِ تحتَ " طاولةِ المطبخ" لكي لا يشعر زوج خالتها وجودها... واللطيف في ذلك: أنها تأكل (سندويشة) وقد وضعتها فوق الطاولة ....فهيَ الان تفكر كيف ستأخذها –خشية أن يأخذها أحد- ... فما زالتْ تحت الطاولة في حيرة مختبئة , وزوج خالتها يكلم خالتها لا يشعر بوجودِ أحد !!! فما كانَ لها أن تفعل إلاَّ أن مدت يدها إلى فوق الطاولة.. وجسمها مختبئٌ.. تبحث أين ذهبتْ ...؟ يمينا شمالاً ...لكن لا جدوى... كالسارق الذي يخطف بخفية وبدون إشعار... * فانظري إلى (البراءة) تريد السندويشة , وهي خائفة من زوج خالتها أن يراها ... فمن الذي أعطاها هذه القناعة الجازمة... ؟! وهذه الطفولة البرئية التي لا تفعلها كبار الفتيات ...؟! · يقولُ أحد أبناءِ الشيخ: ذاتَ يومٍ كانَ بجانبِ أحد البيتِ عرساً غير إسلاميٍّ (مليءٌ بالصخبِ والغناءِ والفسوق) وصوت الغناء مرتفع بشدة !! فنزلَ أحد أبناءِ الشيخِ إلى البناتِ ...فرأى هذه الفتية في عمر السابعةِ ( تبكي وتبكي ) ترى مالسبب ........... ؟ أماتتْ أمها ...؟ أمات أبوها ...؟ أفقدت صويحباتها ..؟ ولكنها جاءتْ إلى أبيها – في هذه الحالةِ- وتقول: أبتي.. أبتي... لماذا هذا الحرام ؟ لماذا هذا الحرام ؟ -والله لا أزيدُ على هذا الموقف شيئاً- .... فنرجع نقول (مالدافع لهذا البكاء !!) أقولُ : لكنها (التربية الصحيحة) في الصغرِ....نعم لا شيءَ غير ذلكَ ... لكنها (تربية الجيل القادم) في الصغر...فما غير ذلك جيلنا يتربى ويترفع... لكنها (القناعة في الصغر) التي أغنتْ الكبار –الأب والأم والإخوة- عن إرشادها ونصحها .... فكانت هذه المواقف حقيقة قد جيشت الفؤاد لكل أهلِ البيتِ للمضيِّ إلى الأمام وإلى النصحِ بتربية الأبناء ونشأتهم على " الخمار " . (زاوية) البنتان (حفظهما الله ورعاهما) هما (بنتا الشيخ إحسان العتيبي) حفظه الله , وحفظَ الله له أسرته , ورعاهم ...[/size]
-
أناوالنجم صديقان [size=21]الإهداء إلىأبي..الذيعلمنيأحرف ألتمس بها طريق من نور وإلىأمي ..تلك الطيبة التي لم تفكريوما بغيرالعيش في الأرض ولوفي كوخ صغير ولم أستطع أبدا أن أكون يوما كأمي ... كنت دوماغيرسعيدة بالعيشعلى الأرض كنت أحلم أن أطيرعاليا للسماء وذات ليلة طرت بأجنحة الأحلام إلى الفضاء فطرت وحلقت بجناحاي حتى وصلت إلى أبعد مما تخيلت من رجاء حيث جلست على القمر... أحاكي الكواكب وأغازل النجوم إذ طالت وحدتي والسهر وحين أفقت في الصباح .. حكت حكايتي وفيها منالأحلام الكثير وفيها شئ من الواقع المرير حكاية أنا والنجم صديقان حين نظرت للسماء الجميلة كانت النجوم تتلألأ ... وما أجمل النجوم حين تسطع في السماء كمصابيح صغيرة ويا لأمي وهي تنهرنيعن النظر إلى السماء تقول أنها بعيدة بعيدة ولاجدوى من النظرإليها وأقول لها إني مللت الكواكب الشاحبة الباردة ياأمي أليس لي منها من خلاص فدعيني أحلم بتلك النجوم الجميلة أحلم بجناحين أطير بهما فأحلق بقرب النجوم في الفضاء تقول أمي أنه يكفينا الدفء الصادرمنها فلا ينبغي أن نصعد عاليا السماء أونطيرعاليا في الفضاء فليس لنا أن نحصل على كل الأشياء وأقول لها دعيني اتطلع النجوم فأن شمسيحارقة فيالنهارباردة في المساء تقول أمي أن لكوكبنا قمرجميل وهواء عليل وفي حديقتي أزهار جميلة وأقول تبا لي لست إلا كوكبا أدور في فلك نجم أريد أن أرحل إليه عينايعليه وقلبي يرثي جنتي ويخافان تذبل ازهاري الجميلة حين امتد نظري إلى الفضاء البعيد رأيته وكم هو جميل النورالذي ينبعث منالنجوم البعيدة ليعبرأعواما من الأمل حتى إني غرت من القمرلأنه كان يقتبس منه نورا لوأستطيع الرحيل إليه لكن أميلازالت تنهرني عن مجرد النظر إليه وكطفلة صغيرة بكيت حين أخبرتني سأستغرق العمر بطوله للوصول إليه ذهبت إلى فراشي باكية وكأنما تملكتني أنانية حب امتلاك الأشياء حينها [b]لكني حين أستيقظت في اليوم التالي صباحا كنت قد نسيته فلطالما كنت أنسى الاشياء بنفس السرعة التي أتعلقهابها لكنه عندما عاد يضئ بنوره في الليلة التالية و يشرق في السماء من جديد حتىعم ضؤه وأنتشر عجزعقليعن التفكيرإلا فيه فما عاد يصغي إلي أو ينصت أو يستمع وكأنما ضرب بفيروس ما.... فيروس أسمه حب ، حب إمتلاك لذاك النجم وكأنماعطل ذاك الفيروس أنظمة عقلي كلها وجعل منه مجرد آلة للتفكيرفيه فقط وكأنما لا نستطيع أن نسعد بالزهورإلا بعد قطافها وننسى أننا إذ تركناها تلون السهول الخضراء بألوان البهجة ويعبق شذاها في أنحاء المروج والجبال وإذ عجزت عن عقلي إنصرفت عنه وتركته فإن لم يتبقى له إلا أن يحلم فلأدعه والحلم مما وهبه الله لنا،دون أي ثمن فلماذا نضنعلى أنفسنا حتى بمجرد الأحلام البريئة السعيدة وجلست أحادث النجم ولم أدرى إن كان على بعده ذاك يسمعني أم لا لكني قلت له إن كنت أيها النجم عالياً في السماء وأنا مجرد نفسٌ وقلب يخفق في الأرض ونظرٌيتطلع أليك ولا يستطيع الوصول فلما لا نكون صديقان ولما لا نترك هذه الأنا الممقوتة ونكون نحن بدل أنا فأنت النجم الذي يضئ هناك في السماء وسأسعد دائما برؤيتك فالسماء كئيبة بلا نجوم وإن كانت بعيدة فإني لأرى ضوئها يؤنس وحدتي وسيلهمني في ليال السهرأن أقول شيئا ما ماكنت لأقوله أو أكتبه لولا وجودها وكأنما ابتسم لي في حيرة ودهشة من أمري وكأنما لمعأكثرفي تلك اللحظة ليوافقنيعلى ما أقول وفي الليلة التالية عندما عم المساء وضوء النجم أنتشر، ألتف الجميع حوله ورقصوا وامتد السهر وسهرت أنا والجميع إلى قرابة الفجر وحين أقفلت راجعة ودعته وقلت له أيها النجم ...أسعدت مساءً ... عزيزي بأنوارك أشرقت سمائي وهانحن منذ اليوم غدونا صديقان [/b] تلك الأنانية كانت لا تزال تلاحقني وكان الوقت متأخرافتركته على عجل وكأنما فما أتفقت معه على الوداع ..... حينغادرته شحب نوره وحزن لوداعي أضطرلأن يمضي باقي الليل لوحده وبدوني لكن أبي أوصاني أن لا أطيل السهر وإذعدت للبيت أنبني، ظل يؤنبني طويلاً حتى أني لم أستطع أن أطالب بأن أعود للنجم في الليلة التالية وكان النجم هناك ينتظرني ظل ينتظرني بلا أمل أوجدوى كنت مختبئة أطالعه يحترق بنوره وضياءه شاهدته يبكي شهباً ونيازك ولم أستطع الخروج أليه حتى أصابني المرض والحمى لفراقه كان أبيلايزال يطاردني بنظراته وحين نام في جنح الليل خرجت متسللة إلى شرفتي أسترق النظر أليه وأودعه ودعته بسرعة ، للحظات أرتحت فما عدت أتحمل عبء عه دصداقتي معه فوالدي يرفض خروجي والسهربكل صرامة كان وداعي له آتياً لامحالة وكنت أشفقعليه أن يتعو دصداقتي أكثر بعدوهلة بعد أن دخلت أدركت أني نسيته نسيت أنه كان صديقي، وماعاد له صديق عندما تذكرت،ركضت أليه لأخففعنه آلام وحدته كان قد أفل وغاب عدت خائبة تلفنيالأحزان فلم نعد أنا والنجم صديقان كل واحد منا بمكان،ساد السماء الظلام وعم الكون الأحزان لن أخرجغدا في المساء لرؤيةا لضياء والسماء فقد يأتيالنجم ويراني وأنا لا أتحمل نظراته،كانت تؤنبني بقسوة تتهمني بخيانة عهد صداقته وما أدخرت فيها وسعاً كنت أخافأن أنظر أليه وأخاف عليه لم أكن أريد أن أنظرفأراه خافتاً،مكسوراً فيالصباح جلست وحيدة أنظرإلىالسماء لم يكن هناك أثر للنجوم النجوم لا تسطع في الصباح آه أيتها السماء أخبري النجم أني أفكرفيه وليس لي ذنب أن لا ألتقيه وأخبريه أن يسامحني صوت أمي يناديني وأنا مشغولة فأدخل لم أنظرللسماء بعدها إلا نهاية المساء وفي نفساللحظة التي تجرأت ونظرت فيها إلىالنظرإلىالسماء وجدته هناك ينتظرني ويسامحني ملأت عينايالدموع حتما ساذكرك دوما أيها الصديق ولو لم تستطع أن تأتيني أوأتيك قبل أنأدخل أهداني قبس من نوره وأهديته إبتسامتي أخبرته أنني سأوافيه فييوم آخروألتقيه فسيظلصديقيوٍسأظلصديقته ولم أدري أن ذلك اليوم كان بعيدا لدرجة أنه قد لا يأتي أبدا [/size]
-
الى أخواني و أخواتي الموئمنين : هذا هو الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم يكون في جمع مع أصحابه وإذا به يسمع صوتاً فيخرج ليرى ما الأمر فيرى العجب العجاب رجل من الأنصار يستصرخ بالأنصار ورجل من المهاجرين يستنصر بالمهاجرين ليقتتلوا فأنتفض صلى الله عليه وسلم لماذا انتفض لقد مس هؤلاء بحرمة الأخوة بينهم التي لم نصنها نحن اليوم واحمر وجهه غضباً وما كان يغضب صلى الله عليه وسلم إلا لله وقال بأعلى صوته أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) فقامت هذه الكلمة تطرق أسماع الصحابة المتنازعين وتيقنوا أنهم في مرحلة غضب وقد تمكن الشيطان منهم فألقوا أسلحتهم وبلحظة عادت رابطة الأخوة، ما أردت قوله هو و للأسف أنتقلت دعوة الجاهلية تلك الان في وقتنا الحالي و لكن في شكل جديد , وهو أنا بحريني و أفتخر , أنا أماراتي و أفتخر , أنا سعودي و أفتخر و هلمَاجرى و لنتوقف لحظة هنا , بماذا نفتخر ألأني بحريني يعني ذلك سبب ليكون فخراً لي ؟ ماذا فعلت للأسلام و المسلمين و للعرب و للعالم لأفتخر به يعني يأتي أي واحد فاسق لايصلي أصلاً و يقول أنا بحريني و أفتخر أو أنا أماراتي و أفتخر ! بماذا تفتخر يا أخي ؟ روح سو لك شيء يفيد الاسلام و المسلمين ثم افتخر على الاقل مو قاعد في بيتكم وتنادي العالم انه أفتخر و أنه أفتخر ! لكن أحياناَ ترى في التلفاز شخص عاقل يقول انا فلان بن فلان الدوسري و بلاَ فخر! هكذا يكون المسلم , لأنه يمكن يكون ذلك الهندي المسلم أو البلوشي أو البنغالي أو أياً كان , أفضل عند الله مني ومن معظم الدواَسر ! لما لا وهو القائل سبحانه : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . وقال صلى الله عليه و سلم : في هذا الحديث : (( لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى )) رواه أحمد . ولا وأحد منا كان له الخيار في أصله أصلاَ , يعني اَنه مقدم طلب حق أحدٍ ماَ أن انه اَبي اَصير بحريني أو سعودي أو أي كان ؟ لا بل غصباً علي لأن تلك مشيئة الله وليست مشيئتي ! فلنتفكر قليلاَ يا أخوان و نترك عنا أنه فلان و أفتخر وننظر للأخرين بتكبر و تعالي ! يعني اِهي السالفة سالفة فلوس و بس ! اِذا السالفة سالفة فلوس , يعني مافي افقر من الصحابة و اَل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم , يعني أحنه ألحين أفضل منهم ؟!!! و الله ياأخوان لنعال بلال أفضل منا , وهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال لقد سمعت خرخشت نعليك في الجنه وهاهم الذين بشرو بالجنه لم يقل أحد منهم , أنا بشرت بالجنه و أفتخر بل زادهم ذلك تقوى و تواضع !!! و نحن الان نعيمي و أفتخر قحطاني و أفتخر و و و هدانا الله و أياكم , بل قال صلى الله عليه و سلم : لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا , ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه , وقال علي رضي الله عنه في هذا الموضوع : الناس من جهة الأصل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء نفس كنفس وأرواح مشابهة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء فإن يكن لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حياً به أبداً فالناس موتى وأهل العلم أحياء هذا و بالله التوفيق و ليسامحني الجميع اذا سببت للبعض أي أحراَج .
-
بسم الله الرحمن الرحيم إنها المحبوبة وهكذا هي الدنيا .... سريعة الارتحال ومآلها للزوال ، حلالها يعقبه حساب وحرامها يعقبه عذاب. شباب يبلى وعمر يفنى وملك يزول و حبيب يُهجر . المغرور من غرته ، والمحروم من ألهته عن العمل حتى وافاه الأجل . قال الله تعالى (( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع )) هذه الدنيا ... قال صلى الله عليه وسلم مبيناً حقارتها : (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع )) [ رواه مسلم ] فلاحظ إلى حجم الدنيا وقدرها في الآخرة إنها ليست بشيء . وقال صلى الله عليه وسلم : (( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافراً منها شربة ماء )) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] 0 فإن وجدت الكافر والعاصي ومن لا يعرف الله حق المعرفة يتقلب في شيء من النعيم في هذه الدنيا فلا تعجب إنما أعطاه الله شيء لا يساوي جناح بعوضه ، ويقوم القيامة يكون وبالاً عليه . هذه الدنيا .... سعد والله من عد فيها العدة وتزود ليوم الرحيل ويوم الفزع الأكبر و العرض على الله ، يوم تطاير الصحف ونصب الميزان والعبور على الصراط ، وخسر وخاب من غرته وأخلد إليها وتجاذبته الشهوات وانكب على المعاصي والخطيئات ونسي أنها دار امتحان فخرج منها وقد باء بالخسران . قال الله تعالى (( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )) . هذه الدنيا .... ما أسرع ما تنصرم أيامها فكأنها بأعوامها الطويلة ما هي إلا يوم مضى أو ساعة من نهار ، فتطوى السجلات على ما فيها من الحسنات وقبيح العمل والزلات . قال تعالى: (( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم )) وقال تعالى : (( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )) فمسكين من غلبته أغنية واستهواه فيلم وقيدته قناة ، وأطلق السمع و البصر وأجهد الفكر لهثاً ليرضي شهوته ويُسخط ربه ، فبئس من كان هذا فهمه وشقي من كان هذا همه ، ما كأنه خُلق للعبادة فعاش ومات ولم يدرك سر الحياة والغاية من وجوده . حتى إذا جاء ت اللحظة التي لا ينفع نفس إلا ما قدمت في حياتها اختلق الأعذار وتمنى على الله الأمنيات قال الله تعالى (( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) . وقال الله تعالى (( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ... )) وقال تعالى (( قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّين . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ 0 قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون )) إنها الدنيا ... يا من تُمَتِعُ فيها جوارحك بالحرام ، عد العدة ليوم تشهد عليك هذه الجوارح بما كنت تعمل . قال تعالى (( حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ... )) قال جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا محمد , عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ). إنها الدنيا ... خاض فيها من خاض وغنِم فيها من غنِم وكل مرتهن بما بقدم . ولو أنا إذا متنا تُركنا ........... لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بُعثنا ............. ونُسأل بعدها عن كل شيء ثبت في الحديث الصحيح عن عثمان رضي الله عنه أنه كان إذا وقف على القبر بكى , وكان إذا ذُكرت له الجنة والنار لم يبكِ كبكائه للقبر , فقالوا له : تذكر الجنة والنار ولا تبكي ؟! قال : أخبرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن القبر أول منزل من منازل الآخرة. والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، وإنما ذلك بحسب ما قدمته في دنياك من العمل . مر علي رضي الله عنه بالمقابر فقال بعد السلام والدعاء لهم : يا أهل القبور , أما الأزواج فقد نُكحت , وأما الديار فقد سُكنت , وأما الأموال فقد ُقسّمت , هذا خبر من عندنا , فما خبر من عندكم ؟ مالي أراكم لا تجيبون ؟ ثم التفت إلى أصحابه رضي الله عنه فقال : أما إنهم لو تكلموا لقالوا وجدنا أن خير الزاد التقوى .. فبكى رضي الله عنه وأبكى أصحابه. ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا ، فتب علينا واغفر لنا وارحمنا برحمة من عندك وتقبلنا في التائبين. (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) آل عمران . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
-
[b][size=25]الحمد لله الذي فقهنا في الدين وألهمنا الرشد وجعلنا من عباده المسلمين. والصلاة والسلام على سيد الأنام وبدر التمام ومصباح الظلام سيدنا محمد وآله بدور التمام، وصحابته العظام، وأتباعه والسالكين على نهجه إلى يوم الدين آمين. وبعد ، فإن ديننا العظيم أولى عناية خاصة للمرأة المسلمة بنتا، وفتاة، وزوجة، وأماً، لأنها صانعة الأجيال ومُعِدَّةٌ للرجال، . وصدق الشاعر إذ يقول: الأم مدرسة إذا أعددتها ..... أعددت شعباً طيب الأعراق وقد كرم الرسول المرأة ففقهها في الدين، كما أمر زوجاته بتعلم القراءة و الكتابة، وجعل لنساء المؤمنين درساً خاصاً بهن، يقوم فيه بالتعليم النظري، وتقوم السيدة عائشة رضى الله عنها للنساء بالشرح العملي .، وكان النبى يشجع النساء على الاستفسار عن أمور دينهن ، حتى قالت السيدة عائشة فى ذلك مشجعة لهن : { نَعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ } بل كان النبى يشرك النساء معه في الأعمال التى تناسبهن حتى في القتال عند الضرورة، فقد قال عن السيدة نسيبة بنت كعب في غزوة أحد عندما أمسكت بسيفها وأخذت تدافع عنه بعد فرار كثير من المسلمين عن حضرته وإحداق العدو به: { مَا ٱلْتَفَتُّ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً إلاَّ وَأَنَا أَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي } ومن هذا المنطلق .. رأينا أن من واجبنا أن نبصر النساء المسلمات بأمور دينهن فقمنا بجمع الاسئلة التى نتلقاها فى المحاضرات ، ولما كانت هذه الأسئلة تشمل كل شئون المرأة في زيها، وزينتها، وخلقها، وطهارتها، وعبادتها، و جميع حقوقها الزوجية والإرثية وغيرها، وكل أحوالها المنزلية والإجتماعية، فقد جمعنا من هذه الأسئلة قدراً كافياً وآثرنا نشرها بعد تبويبها ومراجعتها تحت عنوان: "فتاوى جامعة للنساء" ليعم بها النفع ويزول بها اللبس وينقشع بها الجهل خاصة أننا جعلناها في لغة سهلة وبطريقة مبسطة ليسهل قراءتها أو سماعها وتناولها لأى امرأة مسلمة حتى ولو كانت على قدر محدود جداً من الثقافة اللغوية أو العلمية. والله حسبنا في ذلك كله فإنا ما نبغي غير رضاه ولا نطلب إلا توفيقه وهداه، فما كان من هذا العمل من خير، فهو من الله وما كان فيه من سهو أو خطأ؛ فيجبرنا فيه أننا ننوي به وجه الله ونفع أخواتنا المسلمات المؤمنات القانتات. (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)10 [الكهف] وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. يتبع ان شاء الله [/b]
-