اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

om ahmed

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    28
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو om ahmed

  1. السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته اشكر كثيرا من دخل ليطلع على الموضوع واطلب ان لا يبخل علي بنصيحته اما بعد: ان شاء الله تعالى ساسجل هذا الترم شهر مارس عبر النت واريد نصائحكم لوجه الله فيما يتعلق بطريقة التسجيل وايه الصعاب التى قد تواجهنى وكيف اتغلب عليها ان شاء الله ملحوظه لقد قمت باول خطوه وهى ملئ استمارة البيانات ولا اعرف متى ساكمل التسجيل ولكم جزيل الثواب
  2. ولا تكُـــن ، مفرط الطيبة ، أبـلهـاً ، سـاذِجـاً ، لِسـرك فـاشِيـاً ، للمحتال مؤمناً ، للسفيه مجادلاً ، مع الجاهل متحدثاً ، للحـاسِد مصاحبـاً ، وللغـبيّ مجــالِساً . كــُن ، لزوجك صـائِنـاً ، بِرزقك قـانِعـاً ، لـسّرك حـافظاً ، بعهدك مُوفيـاً ، بخطئك معترفـاً ، لذنوبك مستغفراً ، من ربّك خاشعاً ، على التوبةِ عازِمــاً ، بالخيرِ متفـائلاً ، و برضى الرحمان حالماً ، طامحاً ، سـاعياً. هنا بجد انتى لخصت الحياه ومعناها
  3. الف شكر بارك الله لكى فى واليك واطال عمرهما
  4. ههههمممممممممممممممممممممممم تفتكرى هيجيب نتيجه انا جوزى صامت بطبعه وانا كمان هصمت تصورى صح كفايا علينا صريخ العيال
  5. ما شاء الله عليكى ما احوجنا فعلا لتعلم الكلمات الحلوه
  6. [quote="ahmadabousamrah"]سؤال من فضلك انا ضميت الترمين مع بعض فهل الملغي في الترم الاول اللي امتحاناته في يناير هو نفسه الملغي معاي اللي همتحنه في يوليو شكرا[/quممكن معلومات عن ضم الترمين واين التقديم لهاote]
  7. ههههههههههههههههههههههههههههههه عندى سؤال هو النسكافيه من الى فى كيس تفتحيه وتحتيه فى الكوب وتصبى عليه الميه المغليه ولا نسكافيه من الى فى برطمان وبتغليله اللبن وهتضيفى عليه كريمه ولا لقه معلش اصلك خدتينى فى الاول وقولت ايه الى حصله يا ئلبى
  8. حلوه بس ليا تعقيب انا انتخبت الرئيس مرسى علشان وراه جماعه قويه تساعده على مواجهة الفلول واى رئيس بطوله ى ما بتقول مكنش هيقدر يواجه الهم دا كله ربنا يعينه ويقويه
  9. [quote="سوسن محمود امام"] [طيب قوليلى عملتى ايه انا محتجاهم لبنتى وجزاكى الله خيرا/quote]
  10. بالتوفيق مش عرفه ليه مفيش معلومات كتيير عن الدراسات العليا انا كمان عماله اسال محدش بيرد لو يدونا رقم تليفون ونسال بنفسنا احسن
  11. ربنا يسعدك يا شيخ بس مفييش حاجه راضيه تفتح ليههههههههههههههههههههههههه
  12. السلام عليكم جزاك الله خيرا لكن حملتها مرتين ولم تفتح ممكن اعادة تحميلها لو سمحت
  13. m/04vzfht25/Muslim_Child.htmlhttp://sub5.rofof.com/04vzfht25/Muslim_Child.htmlhttp://sub5.rofof.com/04vzfht25/Muslim_Child.html بحث تربوي بعنوان /  مقدمة / إن تربية الطفل هدف لكلِ أبٍ وأمٍ وهدف أسري ، إن تربية الأطفال تربية حسنة هدف للوالدين وللأسرة والمجتمع لأن التربية السوية القائمة على أسس تربوية وسلوكية تترك بصماتها على الطفولة وتمهد لهم طريق المستقبل الذي يجني ثمرته الطفل والأبوان والمجتمع ولذلك عنى القرآن الكريم بذلك ووجه إلى قول الحق :  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً . والتربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت طويل ومهمة ليست سهلة لأنها إعداد للطفولة من المهد في كافة جوانب الحياة ، إيمانياً وخلقياً وسلوكياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً وجنسياً ولكن تربية الطفل تتعرض لعوائق ومخاطر شديدة تؤثر على الطفولة تأثيراً لا يستطيع أحدٌ أن ينكره ومعرفة الأخطار التي تهدد الطفولة واجب وضرورة ولا نستطيع أن نغض الطرف عنها لأنها تهدد الطفل ولن نستطيع في هذا البحث أن نستقصي كل المخاطر أو نحصرها ولكن نركز على أهمها وبعضها ولعله باب نفتحه ويلجه من بعدنا من يجمع مخاطره وينبه إليها ومن أشد المخاطر التي تواجه الطفل والتي يجب على الوالدين والأسرة والمجتمع ووزارات التعليم والمعنيين بشؤون الطفل أن يتنبهوا إليها وتوجه عنايتهم حتى لا تترك أثراً بارزاً على نفسية الطفل وحياته وسلوكه وتهدد مستقبله ما نذكره في هذا البحث آملين من الله التوفيق والسداد والرشد ونفتح آفاقاً للباحثين كي يثروا هذا العمل ويبنوا للأسرة ومنظمات المجتمع خطورة ما يواجهه الطفل والمؤثرات القوية والشديدة على تكوينه فالانفتاح العالمي والعولمة والأسرة والإعلام والجنس وجنوح الأطفال كل ذلك يؤثر سلباً أو إيجاباًَ على الطفل . والطفل بتكوينه لا يجد حصانة ذاتية يواجه بها عالم الشهوات والشبهات والانحرافات والفتن والأفكار المضادة لدينه ومعتقده ولا ننسى افتقار الطفولة للقدرة على كافة المستويات بدءاً من انشغال الأسرة بالموارد المادية وفقدانه للتوجيه والنصح وعدم اهتمام الأسرة به والخلل الأسري في عدم استخدام الأساليب التربوية يؤدي إلى خلل في شخصية الطفل وصراع نفسي بداخله مما يؤدي إلى اضطراب في تكوينه وازدواجية في شخصيته وعدم قدرته على التوازن والتمييز في حياته ويهدد مستقبله وقد ينشأ الطفل وهو فاقد للثقة في نفسه وقد يتلقفه أصدقاء السوء فينطلقوا به إلى الهاوية . ولذلك لا بد من بيان بعض الأخطار التي تواجه الطفل ومنها مستجدات عصرية نتيجة الانفتاح الحضاري الذي لا يراعي خصوصيات الأطفال بل قدم كماً هائلاً يتمثل في الإعلام المستورد التي يستهدف الطفل بحجة أنها مواد ترويح وتسلية للطفل وهي في الحقيقة هدم وتدمير للطفولة . ونلاحظ في السنوات الأخيرة رغم التقدم العلمي الهائل والتقنيات الحديثة أن جانب التربية أُهمل إهمالاً شديداً وذلك نتيجة توجه المجتمعات توجهاً مادياً صرفاً . فابتعدت البشرية عن منهج الله تعالى وهو منهج هداية ونور ولذلك حجبت عن بركة الوحي الرباني وأصاب الطفل ما أصاب غيره من التردي والضياع . ومما لا شك فيه أن وحي الله سبحانه وتعالى هو وحده المعصوم لتوجيه البشر والمجتمعات وإرشادهم إلى الصواب وضمان سعادة الدنيا والآخرة والسبب الرئيس لذلك انه سبحانه هو الخالق أعلم بخلقه وصنعته قال تعالى : أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ  ، وهو سبحانه الذي فطر الخلق وكفل لهم نظاما يتفق مع الفطرة التي فطرهم عليها . قال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . ومن الحقائق الواضحات والآيات البيّنات أن الإسلام يتعامل مع الإنسان بواقعية متفردة ، تتوافق مع خلقه وتكوينه وميوله كعقل وجسد وروح ، فهو يربيه تربيةً هادفةً متوازنةً ، تراعي كل جانب من جوانب النفس البشرية ، بلا إهمال أو تضييق ، بل يحثه ويحضه على إقامة تعاليم الدين بمعرفة الله وطاعته ومعرفة حقيقة وجود الإنسان ومهمته ووظيفته في الحياة التي ندبه الله لها ، ويهيئ الإسلام من الإنسان نموذجا صالحا مستقيما يملك نفساً مؤمنةً وروحاً عاليةً ونظرةً سديدةً للكون والحياة . ومن أشد الخليقة تأثراً بجانب التربية هو الطفل ، لأن الإسلام يبني نفس الطفل من المهد بدءاً من حسن اختيار أمه إلى لقاء ربه بناءً إيمانياً يهذب روحه ويزكي نفسه ويطهر فكره وعقله حتى يشب بشراً سوياً نقياً بعيداً عن الآفات والعيوب مهيئا لحياة سعيدة خالية من العقد والانحرافات ولذلك كان لزاماً إعداد الإنسان من مرحلة الطفولة وتربيته التربية الإيمانية التي تستلهم وتستمد من وحي الله المنزل على رسوله الأمين محمد  . كل ذلك الإعداد كي يكون مؤهلا لتعمير الأرض والاستخلاف قال تعالى :  هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ، وحتى يقوم بمنهج الله وحكمه على الأرض فقد جبل الله النفس البشرية على حب الذرية والأبناء الذين هم زينة الحياة الدنيا , وتلك فطرة الله التي فطر عليها الخلق  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ  . ويقول سبحانه  وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ  ، نعم تلك سنة الله في خلقه حتى الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم قال سبحانه:  وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً  ، وتشتاق النفس البشرية إلى هذه الذرية حين تفتقدها ، وهذا نبي الله زكريا عليه السلام يدعو ربه بهذه الدعوة  هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ  . والذرية هي الأطفال ولا شك أن الطفل يتعرض لأخطار وعقبات أكبر وأشد من طاقته وقدراته, وهذا الطفل الذي هو ثمرة الآباء والأمهات يتعرض لأخطار عديدة تهدد سيره في الحياة ، وتتربص به آناء الليل وأطراف النهار حتى يخرج هشاً ضعيفاً لا يقوى على المواجهة والصمود والتحدي بل للأسف الشديد فإن المدنية الحديثة والتقنيات العلمية وتكنولوجيا العصر بدت كأنها تتآمر على الطفل بما تقدمه له من برامج وأفلام ومسلسلات حتى الرسوم المتحركة لا تراعي نفسه البريئة وتكوينه النقي وعقليته الصغيرة وإحساسه المرهف ومشاعره الفياضة وتقدم له من خلال الإعلام المسموع والمقروء والمرئي والانترنت والمجتمع ما يشكل ضغطاً نفسياً شديداً يتركه بعد ذلك فريسةً لما قدم له فَتُدَمَّر نفسه ويتشتت عقله ، ويختل تفكيره ، من هذا الكم الهائل الموجه إليه الذي يستحوذ على عقله وخياله، وليس عنده من القوة والقدرة والحصانة على مواجهة هذه الحرب الضروس ، إلا أن يتولاه الله برحمته الواسعة وجهود المخلصين من الأمة ، ومعرفة مواطن الضرر على الطفل وتحصينه حتى يقوى عليها . وها نحن نعرض لبعض الأخطار التي تهدد مسيرة الطفل في هذه الحياة . والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل . الباحث محمد علي علام الفصل الأول : 1. أسباب اختيار البحث . 2. تعريف مصطلح الطفل . 3. اهتمام الإسلام بالطفل . 4. تكريم الإسلام بالطفل . 5. تربية الطفل . 6. أولويات الوالدين . 7. ثقافة الوالدين . 8. دور الأسرة . 9. الحفاظ على الفطرة . 10. إهمال إرضاع الطفل . 11. المجتمع والطفل . 12. دور الاستقرار الأسري . 13. مراعاة النواحي النفسية . 14. مراعاة القدرات والفروق . أسباب اختيار البحث / 1. الشعور بأهمية التربية للطفل والنشء . 2. انتشار وسائل الإعلام التي تهدم ولا تبني النشء . 3. الغزو الثقافي عن طريق الأفلام والقنوات والكرتون للطفل . 4. المحافظة على هوية الطفل المسلم . 5. اكتشاف مواضع الخطة على الطفل وتجليتها للآباء . 6. دور الأسرة والمجتمع والإعلام في تربية الطفل . 7. محاولة التعامل مع الواقع بصورة إيجابية . تعريف الطفل / لغويا : الطفل المولود مادام ناعماً رخصاً . والولد حتى البلوغ وجمعه أطفال وهو للمفرد المذكر , وفي التنزيل العزيز يستوي فيه الذكر والأنثى . التعريف الاصطلاحي : الطفولة هي المرحلة تمتد من سن الثلاث سنوات إلى سن ثلاثة عشرة سنة وقد قُسِّمت إلى ثلاثة أقسام : 1- الطفولة المبكرة: من 3 إلى 5 سنوات. 2- الطفولة المتوسطة: من 6 إلى 8 سنوات. 3- الطفولة المتأخرة: من 9 إلى 13 سنة. الطفل في القرآن والسنة الطفولة : هي مرحلة عمرية يمر بها الإنسان منذ ولادته وخروجه من بطن أمه , يقول الحق جل وعلا في القرآن الكريم :  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ  , وجاء ذكر الطفل أيضا في قوله تعالى:  وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا  . وقوله سبحانه أيضا:  أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ  . وفي السنة المطهرة وردت أحاديث كثيرة توضح اهتمام الرسول  بالطفل بدءا من التوجيه النبوي باختيار الأم التي ستحمل في رحمها هذه النطفة وهي مسؤولة عن تربيته وإعداده مواطناً صالحاً لدينه ومجتمعه وأمته . اهتمام الإسلام بالطفل / من مظاهر اهتمام الإسلام بالطفل توجيه الإسلام للمسلم حين يفكر في بناء حياة أسرية صالحة فيضع قدمه على الطريق الصحيح وذلك بحسن اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الدين والإيمان , ومعنى صاحبة الدين أي العفيفة الطاهرة صاحبة الخلق الحسن , ولأنها ستحمل في أحشائها نطفة الزوج فيخرج إلى الحياة طفلا سنقوم على تربيته والعناية به . والأم هي أهم عنصر في الحياة يقوم بإعداد الطفل وتنشئته ، ولذلك نجد نصوصا صريحة وواضحة تحث على الزوجة المؤمنة:  وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ , وكيف تنجح الأم في حياتها وهي لا تملك وسائل الصلاح والإصلاح , ومن هنا جاء توجيه الرسول الكريم محمد  إلى الرجال (فاظفر بذات الدين تربت يداك) ، والحق الصريح أن الأم لها الدور الأساس والفاعل والفعال في تربية الأطفال وإعدادهم . وتبدأ التربية والاهتمام بالطفل منذ اللحظة التي يقترب فيها الزوج من زوجته فنجد هدي النبي محمد  يوجه المسلم في المعاشرة الزوجية بقوله  : (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال :بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قدر بينهما ولد لم يضره شيطان) ، وهو استشعار العبد لفضل الله عليه حتى في لحظة قضاء الوطر (الشهوة) فيسمي الله عز وجل ، وبشر النبي  من قال هذا الدعاء المبارك أن يحفظ الله طفله من الشيطان . والذي يجب أن ندركه أن لحظات الشعور بالنعمة تجعل الإنسان يدرك قيمة هذه النعمة فيهتم بها ويعمل على رعايتها وليس أعظم من نعمة الذرية فيلهج العبدُ لربه  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً  . فالولد والأبناء والذرية نعمة وهبة وعطاء من الله المنعم العاطي الوهاب الذي يهب العبد ويمنحه نعماً عديدةً وعطاءً لا حد له ولا نهاية , وأعظمها نعمة الذرية ونشعر بهذا المعنى حين نتلوا قول الحق جل وعلا :  لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ولا شك أن الإنسان العاقل حين يستشعر هذه النعمة فيعمل جهده وفكره وعقله على الحفاظ على هذه النعمة نعمة الذرية , ويتخذ السبل والوسائل المعينة على تربيتهم تربية صالحة وتنشئتهم تنشئة سوية حين ذلك يكون الولد (قرة عين) لوالديه لأن الله يسأل العبد عن ذريته فقد أمرنا بوقايتهم من عذاب النار وطريق النار يبتدئ بتضييع الذرية وعدم الاهتمام بها والتفريط في إعدادها وإهمالها وأخبر الرسول  في الحديث الشريف (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع ) وقال أيضا: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول) . مظاهر تكريم الإسلام للطفل / ويستمر هذا المنهج النبوي الكريم في تكريم الطفل تكريما يظهر عظمة الإسلام في الاحتفال والاحتفاء بالمولود , فمنذ اللحظة التي يخرج فيها من بطن أمه إلى عالم الحياة يوصي النبي  بأن يستقبل الطفل بالآذان والإقامة في أذنه , والآذان يشتمل على كلمة التوحيد التي هي شعار الإسلام . وقد روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله  أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة رضي الله عنها) . وقد بلغ اهتمام الإسلام بالأبناء منذ نعومة أظافرهم فترى الطفل الرضيع يحدد القرآن لرضاعته حولين كاملين أي عامين للرضاعة يقول الله جل وعلا  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ  . وجاء في هدي النبي محمد  الأمر بتحسين أسماء الأبناء ولما في ذلك من عامل نفسي وكبير على الطفل حيث يشب ويكبر بين الناس فإنه يسعد ويفرح لحسن اسمه , فقد ورد عن رسول الله  أنه قال : ( من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه) , بل كان من هديه أيضا أن يغير الأسماء الذميمة إلى أسماء محمودة , ووصى بتسمية المواليد بعبد الله وعبد الرحمن ,بل وقال : ( تسموا بأسماء الأنبياء) . كما سن النبي  سنة عملية تتمثل في شكر الله على نعمة الولد فهو المنعم الوهاب الذي يهب عباده وخلقه الذرية وهو شكر عملي يتمثل في إدخال السرور على المسلمين من الأهل والأصدقاء والمساكين والفقراء وذلك بإحياء سنة العقيقة ابتهاجاً بالمولود ففي زحمة الفرح بالذرية ينسى الخلْقُ شكر الحق المنعم . والعقيقة ترجمة عملية لشكر الله تُذْبح عن المولود يوم سابعه وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء قال  : (عن الغلام شاتان مكافيتان وعن الجارية شاة) . وسن أيضا صلى الله عليه وسلم حلق رأس المولود والتصدق بوزنه ذهباً وفضة ًوهذه السنن تجمع بين شكر الله المنعم والإحسان إلى المساكين والفقراء وإدخال السرور عليهم بإطعامهم . كما شرع الإسلام الختان للطفل عند يوم سابعه , وقد يعجب الإنسان أن يهتم الإسلام بأمر الختان والختان هو: (إزالة الجلدة الموجودة على رأس ذكر الطفل) وهو سنة قديمة قدم الحياة البشرية فهو من سنن الفطرة السوية التي فطر الله الخلق عليها وأخبر النبي في الحديث الشريف أنه من سنن الفطرة فقال: (سبع من سنن الفطرة منها الختان) . وهو مشروع للذكور وخلاف بين علماء الإسلام للإناث ومن عظمة هذا الدين أن يكتشف العلم الحديث ضرورة وفائدة الختان للذكور والحفاظ للإناث ، وفوائده الصحية كثيرة جدا , وقد ثبت أن قطع هذه الجلدة يقي من أسباب الإصابة بالسرطان نتيجة لعدم النظافة الكاملة للعضو الذكري حين التبول وكذا أعضاء الأنثى . تربية الطفل : والذي يعنينا من هذا العنوان ,كيف نربي أطفالنا ؟ وللإجابة على هذا السؤال لابد للوالدين أن يدركا أن تربية الطفل مستمرة في جميع مراحل عمره ويحتاج إلى التربية بمعنى التوجيه والنصح والمتابعة , وقد يظن الوالدان أن الطفل لا يدرك معاني التربية من صغره وهذا مفهوم خاطئ ؛ إذ أن الطفل يستوعب ، ولكن بنسبة مختلفة , فأنت حين تغضب أو يرتفع صوتك أو تهدد وتتوعد فإن الطفل يدرك ذلك فربما يلوذ بأمه خائفاً ، أو يبكي أو ينزوي في مكانه خوفاً وخشية العقاب , وعندما تضحك وتنفرج أساريرك فإن الطفل يبتسم ويقبل عليك ويأمن جانبك . إذن الطفل يدرك كيف تغضب منه أو عليه , ويعرف كيف تفرح له ويميز ذلك , بل قد يأتيك الطفل راغباً أن تلعب معه أو تلاعبه أو تقص عليه أو تحكي له حكاية . إن الطفل لماحٌ ، وله نظرةٌ قد تبدو بريئة لكنها عميقة , فهو يعرف منذ صغره من يتلطف معه ويعامله بعطف وحنان ويدرك من يسئ إليه ويعامله بغلظة وقسوة ,فيقبل على هذا ويعرض عن ذاك . أولويات الوالدين إن من أهم الأولويات التي يجب أن تنال عناية الأسرة قضية الاهتمام بتربية الأطفال وليس بالطرق النمطية التي يتربى عليها الناس بدون أي حساسيات أو مراعاة للنواحي العمرية والنفسية وعوارض الحياة والمجتمع والانفتاح المعلوماتي , فالزمن غير الزمن والواقع مختلف عن الواقع تماما ولا بد للوالدين من آلية تتناسب مع حجم ما يتعرض له الطفل من أخطار في الحياة , ومن الضروري أن نتكلم عن ثقافة الوالدين التربوية وهي عملية إنماء وإثراء للمعلومات والتجارب حتى يخرج الطفل سويا خاليا من جوانب الشذوذ والانحراف والأمراض النفسية والاجتماعية . ونقول : للأسف الشديد أن انشغال الوالدين بأمور الحياة والإعداد لها جعل البون شاسعا بينهم وبين تربية أولادهم, فقد تجد في خصم الحياة أن الأسرة ترتب حياتها المادية أو مشاريعها التجارية أو غير ذلك وهي منصرفة بالكلية عن إعداد الطفل وتربيته التربية المنشودة , وكثيرا ما تكون الأسرة بلغت أعلى الدرجات العلمية من الدكتوراه وغيرها وللأسف الشديد ليس لهم أدنى اهتمام بالنواحي التربوية لأبنائهم سوى توفير متع الحياة وتلبية رغبات الأبناء من مأكل وملبس بل وسيارة , ولذلك نجد أكثر الانحراف نحو المخدرات وغيرها من هذه الفئات الذين انصب اهتمام الأسرة بتوفير حياة رغدة لهم بل قد يتفاخرون بذلك , ولذا يجب أن يكون من أولويات الوالدين أن يبرعا ويتفوقا في الاهتمام بتربية أبنائهم وأن يجعلا هذا الأمر في مقدمة مشاريعهم الحياتية , وإلا أصبح طفلهم في خطر نتيجة الإهمال والضياع . ثقافة الوالدين من الأمور التي أهملت إهمالاً شديداً من الأبوين والتي تشكل خطراً على الطفل قضية عدم الاهتمام بالنواحي التربوية , فإنك قد تجد الأب قد أجاد فنون جمع المال ومتابعة الأسواق الاقتصادية ومعرفة خيرها وشرها وقد تجد مكتبته عامرة بكتب الاقتصاد ورجال الأعمال والمحاسبة , أو كتباً قد تجمع تخصصه العلمي من طبٍ أو هندسةٍ ولا تجد كتاباً واحداً في تربية الأطفال أو توجيه الأبناء ولم يكلف نفسه حتى حين تُعرض له مشكلة أن يسأل أهل التخصص . وأيضا الأم لا تختلف عن الأب شيئاً فربما تكون أماً عاملة (موظفة) فجل اهتمامها بعملها وأن ترقى أعلى الدرجات والترقيات , وربما تجد الأم قد تفننت في فنون الطبخ وحازت أحدث المطبوعات والمؤلفات عن شؤون المطبخ أو الزينة أو أحدث خطوط الموضة , ولكنها لم تفكر يوما في إثراء حياتها بالنواحي التربوية للأطفال , ناهيك عن عدم متابعة الدراسة , بل زاد الترف المادي(الطين بله) وذلك بأن تقذف الأسرة بالأبناء إلى دور الحضانة ولا يكلفوا أنفسهم بمعرفة المنهج الذي يتربى عليه أبناؤهم , ومن الجوانب التي يجب على الوالدين الاهتمام بها لإدراك الدور التربوي للأسرة: 1- إدراك الدور التربوي للأسرة . 2- وضع خطة ومنهج واضح المعالم في تربية الطفل . 3- معالجة الأخطاء والمشاكل التي يتعرض لها الطفل . 4- مراعاة الجوانب النفسية والعاطفية لدى الطفل . 5- القراءة والاطلاع والخبرة التربوية . 6- مشاهدة ومدارسة البرامج التربوية . وإن من أخطر مراحل الطفولة مرحلة السنوات الأولى ؛ وذلك لأن لها أثراً بالغاً في تكوين وإعداد شخصية الطفل , بسبب أن كل ما يسمعه ويشاهده ويفعله ينطبع في ذهن الطفل وذاكرته بل يكاد يكون محفورا وتظهر آثاره بوضوح على شخصية الطفل وسلوكه . يقول الأستاذ / محمد قطب : (حيث إن قدرة الطفل على الالتقاط الواعي وغير الواعي كبيرة جدا أكبر مما نظن عادة ونحن ننظر إليه على أنه كائن صغير لا يدرك ولا يعي (نعم ) حتى وهو لا يدرك كل ما يراه فإنه يتأثر به , فهناك جهازان شديدا الحساسية في نفسه هما: جهاز الالتقاط وجهاز المحاكاة ،وقد يتأخر الوعي قليلا أو كثيرا ولكن هذا لا يغير شيئا من الأمر فهو يلتقط بوعي أو بغير وعي كامل ، وهو يقلد بوعي أو بغير وعي كامل كل ما يراه حوله أو يسمعه ) . دور الأسرة : كي تتحقق معاني التربية والإعداد للنشء والذرية يظهر واضحا جليا دور الأسرة الرئيس لأنة دور بالغ الأهمية للمجتمعات والسبب أن الطفل أول ما ينشأ ينشأ في الأسرة بين والديه يحوطانه بالعناية والرعاية والاهتمام . والبناء الأسري له أهمية قصوى في إعداد الأبناء لأن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وهي المحضن الذي يتكون فيه الطفل وتنمو فيه مواهبه وإمكانياته وبقدر ما تكو الأسرة متماسكة البنيان متآلفة مدركة لتربية الأبناء وإعدادهم بقدر ما يوفق الطفل بسبب ما يُغرَس في نفسه وسلوكه وأخلاقه من قيم ومبادئ وأخلاق وتوجيهات فينطبع عليها ويشتد عوده ويستوي ، وهذه المعاني مغروسة في أعماق نفسه من أسرته ، وقد نعجب أن علماء المسلمين تركوا لنا ثروة عظيمة في التربية والإعداد للطفل وللذرية فاقت كل نظريات الغرب وعلماء النفس . فنجد الشيخ أبا حامد الغزالي رحمة الله عليه يكتب رسالة بعنوان (أيها الولد) فيقول : موجهاً كلامه للوالدين وللأسرة : ( اعلم أن الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش ، ومائل إلى كل ما يمال إليه ، فإن عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة أبواه ، وكل معلم له ومؤدب ، وإن عُوِّد الشر وأهمل إهمال البهائم ، شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له فينبغي أن يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء ولا يعوده التنعم ولا يحبب إليه أسباب الرفاهية ، فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ) . لقد أشار الشيخ رحمه الله وهو صاحب مدرسة في تربية النفوس إلى بعض المعاني الدقيقة التي يحتاج إليها المربي والأسرة في تربية الأبناء ولا يسع المجال لذكرها ، ولكن نعرِّج على قول الشيخ : (اعلم أن الصبي أمانة عند والديه ) وكلمة أمانة تجعل في عنق الوالدين مسؤولية كبرى وعظيمةً لأن الطفل ينشأ على ما عوده والداه . والواقع الذي يعيشه الوالدان صورة مصغرة للجميع بالنسبة للطفل وتأثيرهما كأنه بصمة تطبع علي نفسه وأخلاقه فكل المثل العليا للطفل يتلقاها من أسرته وكل مشاعر الحب والود والإيمان بالله يزرعه الوالدان والأسرة في الطفل . إذن أخطر أثر على الطفل أثر الأسرة لأنه يعمق الأفكار والنظرات والمبادئ والقيم في مرحلة التكوين والإعداد لشخصيته والسبب الأساسي في كل ذلك أن الطفل يخضع لتأثير والديه في فترة تشكيله وتكوينه فما يغرس في نفسه من عقائد أو أفكار أو كلمات أو يراه بعينه من تصرفات وأعمال يصعب تغيرها وتنمو معه في الكبر وحديث الرسول الكريم محمد  يوضح هذا المعني (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه) . يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في أطروحته "تحفة المودود" في أحكام المولود (وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : (يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً) . ولذلك يجب أن يدرك وينتبه الوالدين والأسرة بمكوناتها دورها ورسالتها تجاه الطفل فيعمل الأب وألام على نجاح وانسجام حياتهما بما يؤدي إلى الحفاظ على صلاح وإصلاح الطفل منذ نعومة أظافره . الحفاظ على الفطرة : ويتمثل الدور الأساسي للوالدين في الحفاظ علي فطرة الطفل بيضاء نقية لا تلوث ولا تشوه بل تنشأ علي ما أراد الله للإنسان من إيمان ومعرفة للخير وتنميته ومعرفة للشر وإغلاق طرقه ودور الأم يمثل للطفل الحاضنة التي هي اقدر واقوي من الرجل في إشباع حاجته النفسية بعاطفتها ودفئها بل تروية من العطف والحنان والتربية ما لا يستطيع أحد أن يعطيه إياه . يقول الأستاذ محمد قطب : (والطفل في سنواته الأولى على الأقل يحتاج إلى أم متخصصة لا يشغلها شيء عن رعاية الطفولة وتنشئة الأجيال وإن كان أمر تقوم به خلافاً لتدبير أمور البيت ورعاية الأطفال إنما يتم علي حساب هؤلاء الأطفال وعلى حساب الجيل القادم من البشرية ) . إذن لابد من الحفاظ على فطرة الطفل نقية من خلال مسئولية الأم وليست الخادمة أو المعلمة في دار الحضانة ، فالواقع المرّ الأليم للطفل يقول للأم أنت وحدك مسئولة مسئولية تامة عن تربية طفلك وإعداده وتأهيله . إهمال إرضاع الطفل : ونسأل هل تدرك الأمهات العاملات حجم الكارثة التي ستدفع ثمنها يوما ما نتيجة لترك طفلها في السنين الأولي في أيدي الخادمات ودور الحضانة بدءاً من الرضاعة غير الطبيعية من الحليب والألبان الصناعية ومضارها الطبية وخلوها من المكونات التي تشتمل على كافة العناصر الغذائية ، إنّ المسلم يتألم حين تسيطر الأفكار الغربية على مفهوم الأمومة فتضن الأم بلبنها على رضيعها وتلجأ إلى الألبان الصناعية ورغم أنّ الإسلام يأمر بالرضاعة الطبيعية من الأم ، يقول الحق جل وعلا  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ، وهو توجيهٌ ربانيٌ عظيمٌ له قيمه الغذائية والنفسية ولأن الله سبحانه أجراه بقدرته في صدر الأم وما أجراه الله عبثاً ولكن بحكمته وقدرته وأهميته للطفل والمجتمعات الغربية تتعالى فيه الصيحات للعودة إلى الرضاعة الطبيعية . وكي تدرك الأم قيمة هذا الحليب الرباني فلا تعتمد على الألبان الصناعية بمكوناتها العاجزة مضاهاة بحليب الأم بما يحمله الحليب المعدل الصناعي من مكونات فإن كمية البروتينات والأملاح أعلى بكثير من حليب الأم وبالطبع هذا يؤذي الطفل صحياً ، فكمية الأملاح الزائدة عبءٌ على غدد التعرق لدى الطفل ، كما أن البروتينات العالية الموجودة في الحليب الصناعي عبئاً أيضاً على الهضم ولذلك معظم الأطفال الرضع يصابون بإمساك متكرر بسبب الحليب الصناعي . ومن الأمور الملحوظة التي أثبتتها الدراسات الطبية أنّ لبن الأم نظيف معقم بعكس الألبان المصنعة التي تسبب كثرة حدوث الالتهاب المعوي للطفل الذي يرضع رضاعةً صناعيةً ، وأيضاً ثبت علمياً أنّ حليب الأم أشدُ مقاومةً للأمراض بما يحمله من أجسام مضادةٍ وخلايا بيضاء وأنزيمات وبروتينات تقي الطفل كثيراً من الأمراض . ويذكر الدكتور/ محمد هليل ، استشاري الأطفال بعض الأمراض التي تصيب الطفل نتيجة الرضاعة الصناعية : 1. الالتهابات المعوية الحادة والمتكررة . 2. أمراض سوء التغذية . 3. توقف النمو الهزال . 4. لين العظام (الكساح ) . 5. بعض أنواع الجفاف . 6. أمراض نقص الكالسيوم . 7. سوء الامتصاص . والطفل الذي ينشأ على غير حليب الأم يفقد عوامل نفسية تؤثر عليه كالعطف والحب والحنان ويفقد رضاعة القيم والمبادئ والأخلاق والشعور الوجداني والنفسي والعاطفي . المجتمع والطفل : المجتمع له الدور الأساسي في تربية النشء ,وهو دور فاعل فما يراه الطفل إيجابيا في مجتمعه يقلده, وما يراه سلبياً أيضاً يقلده ولكن يؤثر على تكوينه ولا نستطيع أن نهمل أهمية دور المجتمع في تربية الأطفال . ونقصد بالمجتمع : 1- الأنظمة الحكومية 2- المؤسسات التربوية 3- الوزارات المعنية بالطفولة 4- منظومة القيم في المجتمع 5- الإعلام ودوره. فالمجتمع بجميع شرائحه مسئولٌ عن تخصيص جزءٍ من وقته لوضع خططٍ مدروسةٍ لتنشئة الطفل وتربيته والعمل على حل مشاكله , وتوفير أسباب التعليم والترفيه والضمان الاجتماعي لرعايته بين أبويه إن كان يتيماً أو فقيراً , لأنه شريحة يتوقف عليها مستقبل المجتمع وحياته وتقدمه واستمراره . إن اهتمام المجتمعات والدول والأنظمة بالجانب التربوي لدى الطفل يكاد يكون معدوما,ويقف عند حد المؤتمرات والخطب واللقاءات التربوية التي تخرج بتوصيات لا تجد طريقها إلى واقع حياة الطفل وقد تظل حبيسة الأدراج والملفات , وقد تفتح عينك على مقالٍ في زاوية من صحيفة يعلن عن مؤتمر للطفل ولا تجد له أثر في الحياة وقد وصلنا إلى درجة من الإهمال وعدم الاهتمام لدرجة أن الطفل لا يشعر ولا ينعكس عليه شيء من هذه المؤتمرات , وكان من الأجدر بنا كمسلمين أن تكون لنا إسهاماتنا الفاعلة في عالم الطفولة والبناء الأسري الذي يقوم على تنشئة الطفل نشأة واعدة . ومن حقنا أن نقول: إذا كان أطفال اليوم هم رجال المستقبل وهم الأعمدة التي تقوم عليها نهضة البلاد والعباد , لماذا لا تكون هناك وزارات وهيئات متخصصة معنية بالطفولة تجمع المتخصصين الذين لهم إسهامات في عالم الطفولة ؟ وكذا تهتم جامعاتنا بنشر الأبحاث والرسائل التي تهتم بتربية الطفل ويخصص الإعلاميون في قنواتهم برامج منظمة ودورية بحيث تستفيد منها الأسرة وحوارات وإستضافات لكل ما يهم ويخص الطفل , وتعرض هذه البرامج التجارب التربوية التي لم نسمع عنها ونأخذ منها ما يناسبنا ويتوافق مع ديننا ومجتمعاتنا وقيمنا . إن مسؤولية المجتمع تجاه الطفل مسئولية أساسية ولها دورها الفعال , وله أثره على نشأة الطفل وإعداده , وإهمال هذا الدور له مردود سيء على الطفل وبالتالي مستقبل الطفولة . دور الاستقرار الأسري : الاستقرار الأسري له دوره الفاعل في تنشئة الطفل وإعداده وذلك لأن الأسرة هي الخلية الأولى التي يتربى فيها الطفل ويرضع من لبنها ويستقي من معينها ,وبقدر ما تكون العلاقة الأسرية سوية وناجحة بين الزوجين بقدر ما يهيئ هذا الاستقرار للطفل الحياة الرشيدة والأمن النفسي والسلوكي , وذلك نابع من تحمل الأسرة لمسئوليتها تجاه الأطفال, وبالطبع فالطفل أول ما يواجه في الحياة يواجه مجتمع الأسرة ,وبقدر تماسك الأسرة أو تفككها ينطبع ذلك على شخصية الطفل ويؤثر تأثيرا إما سلبيا أو إيجابيا والسبب أن الأسرة هي المحضن والجماعة الأولى التي يتربى داخلها الطفل ويبدأ حياته منذ الرضاعة معها ويؤثر على الطفل عدة عوامل أسرية نذكر منها : 1- طبيعة العلاقة بين الأبوين . 2- التماسك والترابط الأسري . 3- الاجتماعيات والصلات داخل الأسرة وخارجها . 4- ثقافة الأسرة . 5- منظومة القيم والأخلاق داخل الأسرة . وأمرٌ بدهي وطبعي أن يتأثر الطفل بالمناخ الأسري , فالطفل الذي ينشأ بين أبوين حجم الخلاف والمشاجرات لا وجود له , بعكس الطفل الذي ينشأ داخل أسرة مفككة الترابط بين الوالدين مفقود فالأول غالبا نظرته للأمور سوية والثاني لا ينجو من أمراض وعقد نفسية واجتماعية , وهذا نتيجة طبيعية لجو الخلاف بين الأبوين , كما أن تركيب الأسرة واستقرارها له أكبر الأثر على شخصية الطفل فالطفل إذا نشأ في أسرة انفصل والده عن والدته بالطلاق من الصعب جدا أن تكون حياته مستقرة وربما ينشأ مع زوج لأمه أو زوجة لأبيه أو يتربى مع أقاربه وقد فرضت ظروف الطلاق ألا يعيش مع والديه فسيكون أقل استقرارا في حياته وأقرب إلى الانحراف , والسبب أن البناء الأسري سيكون أكثر اهتماما وحرصا على الطفل ,وكثيرا ما يدفع الأبناء ما جناه عليهم الآباء من خلافات وانفصال وطلاق، ومعظم حالات الانحراف تخرج من أسر مفككة أو غير مستقرة . وأخطر ما يواجه الجيل الحالي و القادم من الأطفال ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمعات العربية المسلمة ففي إحصائية الجهاز المركزي للبيئة حالة طلاق كل ثماني دقائق والضحية هم الأطفال , بل قد انتشرت ظاهرة أطفال الشوارع الذين يبيتون تحت الجسور والأزقة والأماكن المهجورة وتنتشر بينهم كل أعمال الرذيلة, وللأسف قضية الاستقرار الأسري لا تشكل هاجساً لدى مجتمعاتنا من خلال أنظمة الدول وخاصة (المسلمة), وكنت أود أن تكون هناك وزارة تسمى: (وزارة الأسرة) تحمل على عاتقها البناء الأسري غايةً وهدفاً بكل جوانبه , بداية من تكوين الأسرة وتيسير الزواج إلى الرعاية والعناية بحل المشاكل الأسرية والسعي لاستقرار الأسرة لأنها أعظم بناء في المجتمع فإذا ما حافظنا عليها نجحنا في بناء المجتمع وإذا فشلنا أدى ذلك إلى انهيار المجتمع . وعلى الوالدين أن يتحملا مسؤولية الاستقرار الأسري , ولاشك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين تقوم وتنجح بالتفاهم والترابط والمودة والرحمة التي أشار إليها القران الكريم وهو أعلى وأسمى درجات الحب والوئام , يقول الحق تعالى :  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . فبناء الحياة الزوجية مسؤولية الزوجين , وقد نطغى حين نكلف الزوج وحده بالمسؤولية أو نثقل كاهل الزوجة وحدها , ولكن لابد من تقاسم المسئولية بين الزوجين وخاصة الاهتمام ومتابعة الأبناء لأن الزوجين هما المكونان الأساسيان في شخصية الطفل وهويته وأخلاقه وسلوكه , ومعظم انحراف الأبناء سببه فشل الوالدين في تربية الأطفال منذ الطفولة . وأول بند في منظومة الاستقرار الأسري هو: أن يحمل كلٌ من الزوجين همّ تربية الأولاد فلا يختلفا أمامهما أو على تربيتهم وتوجيههم , فكثيراً ما يأتي الإفساد للأولاد من التدليل الذي قد يعطيه أحد الطرفين , وشعورهما بالمسئولية يفرض عليهما أن يكونا منظومة واحدة تبني ولا تهدم , وتربي ولا تضيع وتعد وتؤهل الطفل منذ نعومة أظافره إعداداً مثالياً للحياة , وما أعظم هذا التوجيه الاجتماعي العظيم الذي يعلق في الرقاب المسئولية العظمى التي تقع على الأبوين فيقول سيد البشر سيدنا محمد  (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته, فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته, والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم ) . فالطفل أمانة لدى والديه وهما مسئولان مسؤولية دينية واجتماعية عن رعاية أطفالهم وتهيئة المناخ المناسب حتى ينشئون نشأةً صحيحة سوية . ومن بنود الشعور بالمسؤولية لدى الزوجين أن تكون لهما خطة واضحة المعالم والخطوات في تربية أبنائهم والاهتمام بأطفالهم ويسعون إلى اكتساب الأساليب التربوية الحديثة لتربية الطفل والاطلاع على الجوانب الفعالة التي تؤثر على سلوكيات الطفل سلباً أو إيجاباً . إن ضياع الأسرة وعدم اهتمامها بتربية الأبناء جريمة في حق الأبناء ومصدر خطر على الطفل وسيجني الطفل والمجتمع ثمار تقصير الأسرة في رعاية الأطفال , والحل الوحيد أن ينتبه الوالدان ويدركا عظم مسؤولياتهما تجاه أبنائهما وأمام الله والمجتمع . مراعاة النواحي النفسية : ومن الأخطار التي تهدد الطفل : عدم مراعاة النواحي النفسية , فالطفل ليس آله ولكنه إنسان له مشاعر ه وأحاسيسه وهو يشعر ويتألم وقد يظن كثير من الآباء أن حياة الأطفال هي توفير متع الحياة من مأكل وملبس ومشرب وألعاب وما شابه ذلك ولا ينتبه الوالدان إلى مشاعر الطفل وأحاسيسه وعواطفه وهو ما يعرف بالناحية النفسية . والطفل كائن رقيق برئ ناعم لطيف له مشاعر مرهفة يجب أن يعامل برقة وحساسية , ولذلك حين يتعامل الوالدان مع الطفل بجفاء وخشونة وغلظة ينفر الطفل من والديه ويرغب عنهما ، بل قد يصل إلى درجة لا يسمع نصحهما ، وتتراكم في نفسه مشاعر الكره والبغض ، ولا ينسجم مع الأسرة وذلك نتيجة لعدم مراعاة مشاعره وعواطفه , بل يخطئ الآباء حين يعتقدون (أن دورهم مع الأبناء هو دور المدرس أو الواعظ فلا يرى ابنه أو ابنته إلا وينهال عليه بالإرشادات والتوجيهات ولا يرى منه الطفل إلا النقد أو التقريع) , والحقيقة أن الطفل يشعر بالأمان حين يبادله الوالدان الحب وتجده مستقراً في حياته معافاً من الأمراض النفسية كالقلق والإحباط واللامبالاة . وقد أكدت الأمم المتحدة في إعلانها العالمي لحقوق الطفل (مبادئ عشرة) ونذكر منها المبدأ السادس : (يحتاج الطفل إلى الحب والفهم لكي تنمو شخصيته نمواً كاملاً ومتسقاً ولذا يجب أن ينشا في رعاية والديه وتحت مسؤوليتهم كلما أمكن ذلك , وأن تضمن له في جميع الأحوال جوا يسوده المحبة والاطمئنان الخلقي والمادي ) الخ . وأقول ذلك لأن الوالدين يجب عليهما أن يرضعا الأبناء الحب منذ الصغر كما ترضعه الأم لبنها, ويجب أن يشعر بدفء الحياة بين والديه وأسرته فإن فقد ذلك انعكس على شخصيته بقية عمره , ولا نعجب حين نجد الرسول الكريم  يؤكد هذا المعنى فيما روى البخاري في كتاب الأدب المفرد عن أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: (جاء أعرابي إلى النبي  فقال أتُقبّلون صبيانكم ، فما نقبلهم ) فقال النبي : (أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ) . إن كثيرا من الأبناء و الأطفال حرموا هذه العاطفة عاطفة تقبيل الأب والأم لطفلهما أو تقبيل الطفل لهما , وهذا إن دل على شيء إنما يدل على جفاء المشاعر وغلظة في الطباع وقسوة في القلوب . مراعاة القدرات والفروق : من الأخطار التي تهدد حياة الطفل وتؤثر على نفسيته تأثيراً شديداً عدم مراعاة الفروق والقدرات والإمكانيات والمواهب التي أعطاها الله للإنسان , فكما أن كل إنسان يختلف عن الآخر فكذلك طباع الأطفال تتفاوت وتتباين وتختلف , فقد يكون في الأسرة الطفل الذكي جداً والمتوسط الذكاء , وخطأ الآباء عند تعاملهم مع الأبناء أن يعاملونهم من منطلق واحد وكأنهم قالب واحد ولا يراعون القدرات والفروق الفردية . يقول الدكتور/ محمد المهدي ( لو عرفنا هذه الحقيقة وعرفنا أن الله سبحانه وتعالى أعطى كل إنسان مقدرةً وملكةً وموهبةً يقوم بعمل شيء معين بها في هذه فستختلف أهدافنا بكل تأكيد مع أطفالنا سننظر إليهم بعطفٍ ورعايةٍ لكلِ موهبةٍ عند كل طفل بالشكل الذي تظهر به وننميها ونهذبها ونكبرها ونوجهها لكن لا نطفئها) . إذن مطلوب من الوالدين أن يستوعبا قدرات الأطفال ويتعاملا معهم بحكمة وذكاء فلا نحملهم مالا يطيقون لأنهم ليسوا قوالب مصنوعة وأن نراعي الفروق والملكات وهذا يحتاج أن يكون الأب والأم على درجة عالية من الوعي والفهم لإمكانات أطفالهم فيكتشفونها ويوظفونها توظيفاً صحيحاً ينمي قدراتهم ويثري مواهبهم . ومراعاة النواحي النفسية لدى الطفل عامل أساسي لتربية الطفل , فالبنات غير الذكور , ومرحلة الطفولة تختلف عن مرحلة المراهقة , كلٌّ له أسلوبه وكل مرحلة تحتاج معاملة نفسية تختلف عن المرحلة التي قبلها أو بعدها , بل كلُّ طفلٍ يحتاج من الأسرة والمدرسة والمعلم طرقا وأسلوباً للتعامل معهم فالطفل له عالمه وله تصوراته وأفكاره والذي يجب أن نراعيه هو الناحية النفسية لأنها مهمة وبمكان. الفصل الثاني : التعليم والطفل : ومن الأخطار التي تواجه الطفل في هذا العصر القصور الواضح في تعليم الطفل بدءاً من عدم الاهتمام بعقليته وتفكيره وحب العلم والتعلم والقراءة بل التقصير في عدم إحياء ملكة التفكير لدى الطفل وإعداده كي يحسن الاستماع لما يعرض عليه ويدور حوله حتى يبني نفسه, وإهمال ملكة السمع والاستماع يؤثر علي مسيرة الطفل في حياته العلمية , وفي هذا الفصل نتعرض للآتي: 1. تعليم الطفل . 2. تنمية عقله . 3. حب القراءة . 4. إحياء ملكة التفكير. 5. إعداد الطفل للاستماع . تعليم الطفل : الطفل معني بالتعليم أكثر من غيره لأن ذلك حق من حقوقه , وفي هذا العصر ظهرت معانٍ جديدة للعلم والتعليم فليست الأمية عدم القراءة فقط ولكن قد تكون الأمية عامة ، أمية ثقافيه وسياسية واقتصادية, ويجب محو أمية الطفل بطريقة تتواءم مع إحداثيات العصر وقد تفسر الأمية بعجز الإنسان على تعلم كل جديد , والتعلم لابد أن يقوم علي اكتساب المهارات التي تعده وتؤهله للتعامل مع كل جديد, فلا تقف عند القراءة والكتابة, ولكن نعلمه بطريقة صحيحة تنمي عقله وتفكيره فالقراءة والكتابة مفتاح للتعلم , والتعليم ليس طريقة عشوائية بل يقوم على أسس وقواعد تبنيه بناءً علمياً ولقد وجه القرآنُ المسلم إلى القراءة التي هي أساس العلم والتعليم ، فأول ما نزل قول الحق تعالى :  اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ  . يقول د/ ناصر الحمد (هذه الآيات بداية الفوز والفلاح لهذه الأمة ، فيها التوجيه الرباني للتعلم وقيمة العلم في معرفة طريق الهدي ) ، ولابد من مراعاة قدرات الطفل وإمكانياته حين نعلمه بحيث نراعي صغر سنه ونمو عقله. تنمية عقله : لقد ميَّز الله سبحانه وتعالى الخلق من بني الإنسان بنعمة العقل ، والعقل أداة الفهم والتكليف والإدراك, ومن هذا المنطلق لابد أن ندرك أن لكل طفل إمكانياته العقلية التي تختلف عن غيره من الأطفال في الفهم والتذكر والإدراك والاستيعاب ويجب أن ندرك أن الطفل ليس آله نشكله حسب نظرتنا وعقولنا بل يجب أن نكتشف عقله وقدرته الذهنية وإمكانياته وطاقته فنعمل على تنمية عقلة بطريقة تتناسب مع سنه ونراعي النضج العقلي مع نضج سنة فنثريه ونوجهه بطريقه تربويه صحية قائمة على أسس علمية وتجريبية . حب القراءة : ولكي نبني الطفل بناءً علمياً عملياً وهي عملية متسلسلة متعددة الجوانب تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والاطلاع على طرق ووسائل التربية الحديثة وخاصة لدى الأمم والشعوب التي بلغت مكانةً عظيمة علمياً وبرزت في تنمية شعوبها نماء ملحوظاً وهذا من باب الحكمة التي قال الله عنها سبحانه وتعالى :  وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً  ، وقول الرسول  (الحكمة ضالَّة المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحق بها) ، والحكمة كالوعاء المليء بالخير ونحن كمسلمين أحق الخلق بالخير الذي حازته بعض الأمم والشعوب غيرنا والحكمة التي تناقلتها بعض الشعوب وشاعت وهي تحمل معنىً مفيداً جداً كي نرى وندرك كيف تربي هذه الشعوب أطفالها وأبناءها . فعند اليابانيين حكمةٌ بعنوان (بونكو) وهي كلمة معناها باللغة العربية (مخزن الأدب) وهي عبارة عن مكتبة صغيرة للأطفال تقوم عليها مجموعات غير رسمية ـ وملخصها ـ يقوم رب أسرة بدعوة أطفال الجيران إلى منزله ويضع تحت تصرفهم كتب الأطفال لقراءتها وحملها إلى منازلهم ويطلق اليابانيون على هذا الشخص (كاتبي بونكو) أي (المكتبة العائلية) بل عند اليابانيين حكمة أيضا تحمل عنوان (كتاب في كل بيت ) حملة تتحرك في الريف الياباني تحمل هذا الشعار وهدفها دفع الأطفال إلى القراءة ونقول هل خصصنا وقتاً نجلس فيه مع أبنائنا نعلمهم القراءة ؟ ومن عجائب الدول ما تفعله ألمانيا من إقامة مباريات سنوية ليست في (لعب الكرة) ولكنها تحت مسمى (مباريات القراءة) وهي تقوم في إطار - أسبوع كتاب الطفل الألماني السنوي- ويختارون أطفالاً يتسابقون في قراءة نصوصٍ بصوتٍ مرتفع ، وفي فرنسا منظمة فرنسية للبحث والإعلام هدفها تنمية العلاقات النشيطة بين الأطفال والكتب وتتخذ حكمةً عنوانها (البهجة النابعة من الكتب) شعاراً لها والذي يجب علينا ونؤكد عليه هو أنه لابد أن نحث أبناءنا على حب القراءة ونوفر لهم كتباً وقصصاً ونهيئ لهم مكتبة منزلية ونصحبهم لزيارة معارض الكتب والمكتبات العامة ونربيهم على حب القراءة والاطلاع . وكيف نريد طفلاً متميزاً وهو يبغض القراءة ولم يشب على حبها ؟! بل كيف يتقدم في دراسته وسيرته العلمية ؟! يجب أن ندفع بأبنائنا إلى البحث ونوفر لهم أجهزة الحاسب التي تقدم مادة علمية للطفل لم تتوفر في أي عصر من العصور ونحدثهم عن العلم والعلماء والتقدم العلمي وكبار المخترعين والمبدعين ونكافئه إذا تقدم في دراسته ونعلي ونرفع شأن العلم والعلماء في نفسه ، وكذا القراءة والاطلاع وأن نحيي في نفسه حب السؤال والاستفسار والاستطلاع . والذي يجب أن نفعله مع هذا الطفل حين يسأل عن ماهية الأشياء أن تنتهزها فرصة ونجيب على تساؤله ونعطيه المعلومة بطريقة سهلة مبسطة بل يجب أن ندفعه إلى زيادة رصيده المعرفي والعلمي لأن عقليته تتشكل في هذا السن . إننا كمسلمين نقول وبكل فخر إن القرآن الكريم وجه نظر الإنسان بصفة عامة إلى التفكير والنظر في ما حولنا  قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَ
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.