اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
مجهول

التفائل شعار الأسر الناجحة

Recommended Posts

عادل بن سعد الخوفي

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ قَالَتْ: "نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ. قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهَا". (رواه البخاري).
إنّها ابتسامة التّفاؤل بنصر الله وانتشار دينه في أصقاع الأرض.. ابتسامة الأمل والبشارة والنّجاح.. ابتسامة استصحبها صلّى الله عليه وسلّم دائمًا في سِلمه وحربه، في صحّته ومرضه، في حضَره وسفره، في ذهابه وإيابه، فقد "كان صلّى الله عليه وسلّم يُحبّ التّفاؤل". (متّفق عليه)، ودعا صحابته وأُمَّتَه إليه، فهو حُسْنُ ظنٍّ بالله، وسبيلٌ لتقوية الثّقة به سبحانه وتعالى، وحافزٌ للهمم على تحقيق مرادها وبلوغ أهدافها؛ فالمؤمن ينظر إلى الأحداث من حوله، وإلى قادم أيّامه بعين التّفاؤل والرّضا عن الله تعالى فيما يُقدِّره ويقضيه، فينال بذلك ثقة ويقينًا، وينعم بمشاعر الأمن والاطمئنان.
ولذا نجده صلّى الله عليه وسلّم يحبّ الأسماء الحسنة تفاؤلاً، ويكره الأسماء المتشائمة؛ فغيّر اسم عاصية وقال: أنتِ جميلة. (رواه مسلم: 3994)، وَسَمَّى حَرْبًا سَلْمًا، وَسَمَّى الْمُضْطَجِعَ الْمُنْبَعِثَ، وَبَنُو الزِّنْيَةِ سَمَّاهُمْ بَنِي الرِّشْدَةِ، وَأَرْضُ عُقْدَةَ سَمَّاهَا حَضِرَةً، وَشعْبُ الضَّلالَةِ سَمَّاهُ شعْبَ الْهُدَى، وَسَمَّى بَنِي مُغْوِيَةَ بَنِي رُشْدٍ (صفوة التصوف: 591)، ولمّا قدم المدينة واسمها يثرب سمّاها طيبة (مسند الإمام أحمد: 20432)، وتأوّل سهولة الأمر يوم الحديبية من مجيء سهيل فقال: سهل أمركم. (زاد المعاد).
قال الحليمي في شرح كتاب التّوحيد: "وإنّما كان (يعجبه الفأل)؛ لأنّ التّشاؤم سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب محقّق، والتّفاؤل حسن ظنٍّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظّنّ بالله تعالى على كل حال".
والشّيطان يأتي للعبد ليحزنه فيوهمه بأحداث ووقائع تضرّه وتحزنه وتمنعه عن العمل والنّجاح، فإذا كان المرء متفائلاً واثقًا بالله تعالى، أغلق على الشّيطان منافذه، ولم يكن لليأس والتّشاؤم والقنوط إليه سبيلاً.
ومن هنا يمكننا تعريف التّفاؤل بأنّه: "نظـرة استبشار نحو المستقبل، تجعل الفرد يتوقّـع الأفضـل، و ينتظر حدوث الخير، و يرنو إلى النّجاح"، ولذا شرع لنا صلّى الله عليه وسلّم اختيار أفضل الأسماء والألقاب المتفائلة لأولادنا؛ لأنّها تنعكس على صاحبها، فاسم همام مثلاً يغذي صاحبه بالعزيمة والشّجاعة والقوّة والرّجولة، واسم حارث مثلاً يدلّ على العمل والسّعي والجدّ والحرث؛ فهي مناسبة للنّفس ومؤثّرة فيها أحسن الأثر؛ إذ إنّ هناك تمازجًا وتفاعلاً كبيرين بين الأسماء والمسمّيات.
وقد أثبتت الدّراسات الحديثة وجود علاقة إيجابيّة بين الشّخصيّة المتفائلة وبين السّعادة والنّجاح وتحقيق الأهداف، بل إنّ الشّخصيّة المتفائلة يمكنها بإذن الله تعالى: التكيّف مع ضغوط الحياة، وضبط الانفعالات، وحلّ المشكلات بنجاح، والتّفوق في التّحصيل الدّراسيّ، والتّميّز في الأداء الوظيفيّ، والاستجابة السّريعة للعلاج، والصّحّة النّفسيّة، والتّوافق مع الأفراد والمجتمع.
إنّ للأسرة دورًا عظيمًا في زرع التّفاؤل في حياة أفرادها، وعلى الوالدين -على الخصوص- المهمّة الأكبر ليكون التّفاؤل والاستبشار صفة أولادهم في كلّ حركاتهم وسكناتهم، ومن ذلك:
1- تسمية الأولاد وتكنيتهم وتلقيبهم بالأسماء والصّفات الحسنة المتفائلة، واستبدال المخالف منها بما هو أحسن.
2- إشاعة الابتسامة والبشاشة وأجواء الأُنْس والسّعادة في الأسرة، وفي علاقة أفرادها ببعض.
3- التّعريف بقيمة التّفاؤل، وتبيان منهج المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في دعوة أصحابه -رضوان الله عليهم- للاتّصاف بها والتزامها.
4- بيان أنّ أمر المؤمن كلّه له خير "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ". (رواه مسلم : 5323).
5- أَسْمِعْ أولادك أدعية التّفاؤل حين مناسبتها، كمثل دعاء لبس الثّوب الجديد (الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا). و (تبلي ويخلف الله).
6- كرّرْ على مسامع أولادك عبارات التّفاؤل والقدرة على تجاوز العقبات: "أنا أثق بك"، و "أنت ناجح"، و "بل تستطيع"، و "يمكنك تحقيق الفوز".. الخ.
7- احذرْ من ترديد مفردات التّشاؤم والإحباط على مسامع أولادك "أنت غبيّ"، أو "أنت كسول"، أو "النّجاح عنك بعيد"، أو "غيرك أفضل منك".. الخ.
8- اجعلْ من الفشل الذي قد يعترض أولادك أحيانًا فُرصًا حقيقيّة للنّجاح، يمدّهم بعزيمة أقوى في خطواتهم القادمة.
9- احتفلْ بإنجازات أولادك، كافئْهم، افتخرْ بهم في المجتمع المحيط بهم، ضعْ شهادة نجاحهم في مكان بارز في أماكن جلوسهم.
10- ضعْ هذا البيت في مكان بارز في مكان استذكار أولادك


تَفاءل بما تَهوى يكنْ فَلقلَّما يُقالُ لشيء كانَ إلاّ تَحقّقا

إنّ التّربية فرصتنا الرّائعة لنرسم صفحة التّفاؤل في مسيرة فلذات أكبادنا، نرفع عن كواهلهم مفردات اليأس ومحفِّزاته، نجعلهم ينظرون إلى مستقبل حياتهم بأمان وابتهاج واطمئنان، وليس هذا بعزيز؛ فإنّ العلم بالتّعلم، والحِلم بالتّحلّم، والتّفاؤل يكون باستخدام مفرداته، والعيش في أجوائه وتحت ظلاله، وقبلها وبعدها التزام الإيمان والعمل الصّالح: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). [النحل: 97].

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تســــ مجهود مميز شكراااااااااااااا لك ــــــلم ايدك
في انتظار القادم الجديد والمميز منك
تحياتى وتقديرى لعطائك الغير محدود

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.