777
الأعضاء-
مجموع الأنشطة
239 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
الشعبية
0 Neutral-
-
هل تعــــــــ ـلم؟ .......... .. هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟ ... يوسف عليه السلام ... هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟ الصلوات الخمسة هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟ هي صلاة الظهر هل تعلم أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول من يقرع باب الجنة ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول شافع وأول مشفع ؟ هو محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول أمة تدخل الجنة ؟ هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هل تعلم أن أول من أذن في السماء ؟ جبريل عليه السلام هل تعلم أن أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟ نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة ********** ** زهقت؟؟ خليك كمان شويه واعطي دينك جزء من وقتك هل تعلم أن أول من ركب الخيل ؟ هو إسماعيل عليه السلام هل تعلم أن أول من سمى الجمعة الجمعة ؟ كعب بن لؤي هل تعلم أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟ هو إسرافيل عليه السلام هل تعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم ؟ اقرأ باسم ربك الذي خلق هل تعلم أن أول من خط بالقلم ؟ هو إدريس عليه السلام هل تعلم أن آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله هل تعلم أن أول ما نزل من التوراة ؟ بسم الله الرحمن الرحيم هل تعلم أن أول من جاهد في سبيل الله ؟ إدريس عليه السلام هل تعلم أن أعظم آية في القرآن الكريم ؟ آية الكرسي من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر من قال (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولآ قوة إلا بالله العلي العظيم سبعا' بعد صلآتي الصبح والمغرب كتب من السعداء ولو كان من الأشقياء من قال ( لآ إله إلآ إنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و هو في شده فرج الله عنه ... كما فرج عن يونس عليه السلآم عندما قال هذه الكلمات في بطن الحوت قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال ابن القيم رحمه الله أربعة أشياء تُمرض الجسم الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير وأربعة تهدم البدن الهم * والحزن * والجوع * والسهر وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة وأربعة تجلب الرزق قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة وأربعة تمنع الرزق نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق عليه ومن قال سبحــــان الله وبحمده غرست له به نخلة في الجنة سباق مغري إلى الجنة أحسبها صح ... كل مره ترسلها لشخص تتضاعف فيها الحسنات... ما تخسرك شيء ولا تضيع من وقتك الكثير يعني لو أرسلت الرساله هذي ل30 شخص و نفترض إنهم قرؤا دعاء واحد شف كم حسنه اذا ربي تقبلها الحسنه عدد الأشخاص 1 1 2 2 4 3 8 4 16 5 32 6 64 7 128 8 256 9 512 10 1024 11 2048 12 4096 13 8192 14 16384 15 32.768 16 63.536 17 127.072 18 254.144 19 508.288 20 1.016.576 21 2.033.152 22 4.066.304 23 8.132.608 24 16.265.216 25 32.530.432 26 65.060.864 27 130.121.72 8 28 260.243.45 6 29 520.486.91 2 30 1.040.973. 824 مجموع الحسنات اذا ربي تقبلها في ثلاثين رساله فيها أحد الأدعيه مليار وأربعين مليون وتسعمية وثلاث وسبعين ألف وثمانمية وأربعة وعشرين حسنه .... يا رب يبلغنا و يجزينا أضعاف هذا الرقم مضاعفه من الأجر و الحسنات ....... آمين يا رب
-
الشاي الأخضر سلاح جديد ضد سرطان البروستاتا
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
نصيحة طيبة .. ليست كل الأعشاب آمنة !!
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الشاي الأبيض .. يجدد حيوية الجسم ويمنع الهرم
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الخروب .. غذاء على رأس قائمة المؤونة الشتوية
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
أوراق نبات «الرجلة» أو «البقلة» .. غني بدهون «أوميجا ـ 3»
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
نبات "الحرجل" لعلاج الأمراض السرطانية والتشنجات العصبية
قام 777 بالرد على موضوع لـ 777 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
الحمام البارد يحرق الدهون ويكافح الشيخوخة
قام 777 بالرد على موضوع لـ هاجر1 في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's الصحة والطب
-
إن كثيراً من الإكتشافات الطبية وقعت بالمصادفة فعلى سبيل المثال قصة الشاي الأخضر التي بدأت من 5000 آلاف سنة كما تقول الأسطورة الصينية عندما سقطت ورقة شجرة الكاميليا في وعاء ماء مغلي و عندما أخذ الامبراطور رشفة من المشروب الجديد اعلن إعجابه بهذا المشروب بل قال فيه انه "يرسل إلى السماء" نظراً لأنه يريح الاعصاب و منذ ذلك الحين أصبح الشاي الاخضر و نظيره من المشروبات الطبيعية علاجا ً للإكتئاب و الصداع. وفي عصرنا الحالي قدمت كثير من الدراسات نتائجها التي تفيد أن الشاي الاخضر له فوائد جمة على الصحة ، فإن الشاي الاخضر يعمل على تعزيز صحة القلب و تعديل مستوى الكولسترول في الدم و التقليل من أضرار التي تلحق بالخلايا الجذرية و محاربة السمنة و تمنع التجلطات الدموية و بطء تقدم العمر و له دور هام في منع الزهايمر، ويقول اللباحثون في آخر الدراسات أن الشاي الاخضر له قدرة بالغة للعمل على بطء نمو سرطان البروستاتا و هو المرض الذي يقتل عدد كبير من الرجال سنويا ً أكثر من أي سرطان آخر إلا سرطان الرئة. أشارت دراسات سابقة إلى أن الشاي الاخضر يعمل على إنخفاض عدد حالات سرطان البروستاتا وأن بعض مركبات الشاي الاخضر قد تُعتبر علاج لسرطان البروستاتا ولكن في العام الماضي أعلن إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة تأكيدا ً لفوائد الشاي الأخضر و لكن الناس يستهلكونه بمعدل قليل . وقد قام الدكتور "جيمس كارديللي" وزملاؤه من جامعة ولاية لويزيانا من مركز العلوم الصحية بدراسة سريرية لتحديد أثر الشاي الأخضر على سرطان البروستاتا. كانت الدراسة عبارة عن فحص 26 رجل يتراوح عمرهم بين 41 و 68 عام الذين تم تشخيص سرطان البروستاتا لديهم و كان من المقرر عمل فحص لخلايا البروستاتا الجذرية، وكانت الجرعة اليومية للمريض تعادل في العادة 12كوب شاي أخضر مركز لمدة 12 إلى 73 يوما ً بمتوسط (34.5يوم) جتى قبل يوم من العملية الجراحية، وإختبارات الدم أظهرت انخفاضا كبيرا ً في مستوى أنتشار و تطور سرطان البروستاتا يؤثر على تلك المواد الثلاثة التي تساعد على هذا النمو وهي HGF و VEGF و BSA. و قد أنخفضت نسبة HGF بمعدل 18.9% وإنخفضت نسبة VEGF بمعدل 9.9% وانخفضت نسبة BSA بمعدل 10.4% وفي بعض المرضى ظهرت إنخفاضات تصل إلى 30%، وقال الباحثون أن مادة EGCG في الشاي الأخضر أدت إلى وقف انتاج مادة HGF ومنعت أيضاً إنتاج مادة VEGF الذي يؤدي دورا حاسما في اصابة الخلايا الليفية بالسرطان ولاحظوا أن السن والعرق لم يؤثر او لم يكن له دور بارز على تأثير العقاقير في المريض. و لكن أشارت دراسة سابقة إلى أن الزيادة في مستوى EGCG قد يؤثر سلبيا ً على الكبد ووظائفه و لكن في هذه الدراسة كانت وظائف الكبد تسير بشكل طبيعي و قال الباحثون (أظهرت نتائجنا إنخفاضا كبيرا ً في مستوى BSA و مستوى HGF و مستوى VEGF في عينة دم الرجال المصابين بسرطان البروستاتا مع عدم إرتفاع نسبة إنزيمات الكبد وهذه النتائج تدعم العلاج و الوقاية من سرطان البروستاتا) وإعترف كارديللي أن الدراسة لازالت في مراحلها المبكرة و للوصول لمرحلة تأكيد النتائج يجب وجود عدد أكبر من الدراسات على شكل أوسع وقال أيضاً "إن الشاي الأخضر يعمل على منع السرطان من النمو بسرعة كبيرة ولكنه لا يستطيع تقليص حجم الأورام في البروستاتا". وأضاف "يمكن للشاي الأخضر أن يكون علاجا جيدا إضافة إلا العلاج الكيماوي و العلاج بالإشعاع"، وأضاف الطبيب قائلا ً "نعتقد أن إستخدام بونيفينول الشاي الأخضر وحده او مع المركبات التي تُستخدم حاليا في علاج السرطان قد تؤدي إلى إستكشاف نهج لمنع حدوق إصابات أخرى بسرطان البروستاتا " وشرع كارديللي أيضا ً قائلا ً " هناك أدلة لا بأس بها تشير إلى أنه يمكن الوقاية من بعض حالات سرطان البروستاتا و من الدراسات التي تركز على المواد النباتية و تأثيرها على المرض و التي تؤيد الفكرة القائلة بأن العناصر النباتية الموجودة في ابتاع نظام غذائي صحي يمكن أن يلعب دور في الوقاية من السرطان و تقدم الوقاية من المرض. وقال "جون نيت" الرئيس التنفيذي لجمعية سرطان البروستاتا الخيرية أنه على الرغم من وجود دراسات تؤكد قدرة الشاي الأخضر على السرطان فإنه لا يوجد دليل قاطع وقال "أن نتائج تلك الدراسات تشير إلى أن الشاي الأخضر يمكن أن يكون له دور هام في الترصد النشط والعمل على بطء نمو الورم، و إنخفاض مخاطر الورم لرصد تغيرات المرض على الرجل و رصد أضرار المرض على الرجل أيضا ً" وقال نيت "إن الشاي الأخضر قد يكون أفضل من التدخلات الطبية التي لها آثار جانبية على المريض". إن سرطان البروستاتا هو السبب الثاني الرئيسي لوفاة الرجال و وفقا ً لجمعية السرطان الأمريكية فإنه يتم تشخيص 192280 حالة سرطان بروستاتا سنويا و من المتوقع أن تقتل 27360 رجل في عام 2009 الحالي خصوصا الرجال ما فوق 50 عام، ويحث الأطباء الرجال على إجراء الاختبارات سنويا ً غير أن عدد قليل جدا من الرجال يقوم به مما يعرضهم لخطر التعرض لتشخيص سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة له. وقد نشرت هذه الدراسة في دورية أبحاث مكافحة السرطان.
-
من الأخطاء الشائعة أن نجد في الآونة الأخيرة توجها تلقائيا وتاما من الكثيرين نحو المعالجة الذاتية بالأعشاب التي يحصلون عليها من الباعة المتخصصين في هذا النوع من العلاج أو من أحد الأصدقاء أو الجيران بعد أن نجح ذلك العشب في علاج حالة مماثلة لأحد أفراد أسرتهم. ويجمع كل الأطباء على ألا نعطي أي منتج يحمل علامة «العشبية» صفة أنه «دواء آمن» على الإطلاق، بل، من المهم أن نحرص على أن يخضع أي منتج عشبي للدراسة والتقييم. وهذا لا يشكك في الحقيقة التي يؤيدها جميعنا من أن المصادر العشبية للتداوي جيدة، إلا أن طريقة حصول الكثيرين عليها ليست سليمة وغير علمية، ولا توجد ضمانات لمنتجات الأعشاب، كما أن المطالبات التي ترفع ضد الصانع أو البائع لا تعامل بجدية كما هو الحال مع الأدوية المصنعة بطريقة علمية مدروسة. ويجب أن نراعي الآتي: - عدم اللجوء مباشرة إلى العلاجات العشبية بمجرد الإحساس بالمرض. - تجب مراجعة الطبيب لتشخيص حالتك ومعرفة الخطأ الذي ألم بك، واترك القرار للطبيب المعالج ليضع ما يراه مناسبا من طرق العلاج. - بالنسبة للمرأة الحامل أو التي تخطط للحمل، ننصح بعدم الإقدام على أخذ العلاجات العشبية من تلقاء نفسها، بل يجب استشارة الطبيب. - بالنسبة للأطفال الرضع فننصح بعدم إعطائهم العلاجات العشبية، وما أكثرها. - حذار من أخذ كمية من الأعشاب تزيد عما تم وصفه من الجهة المصنعة. - نوصي بقراءة التعليمات إن وجدت خاصة التي تشير إلى الجرعة بطريقة واضحة. - يجب أن يتم إخبار الطبيب عن أي منتجات عشبية يتم تناولها. - إذا كانت لديك حساسية من أي نباتات أو زهور أو حبوب اللقاح، فانتبه للتعليمات التي يحملها المستحضر بخصوص هذه الأمراض.
-
عندما تحضر الشاي المرة المقبلة .. حاول تحضير قدح من الشاي الابيض، نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تقلل من خطر الاصابة بالسرطان اضافة الى منعه لشيخوخة الجلد، وفقا لدراسة لباحثين في جامعة كنغستون البريطانية ومؤسسة "نيلز يارد ريميديز". وقال الباحثون، الذين درسوا خلاصات من 21 نبتة وعشبا كان الشاي الابيض من بينها، ان فوائد هذا الشاي تفوق فوائد النباتات الاخرى، اذ ظهر انه لا يقلل من مخاطر السرطان فحسب بل ويقلل ايضا من خطر الاصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ومن ظهور التجاعيد مع تقدم السن! وقال ديكلان ناوتون البروفسور في كلية علوم الحياة في الجامعة ان الدراسة تشير الى قدرات الشاي الابيض في منع الهرم والشيخوخة، ويمتلك مواد مضادة للأكسدة تقلل من حدوث السرطان وامراض القلب. واضاف ان فريقه "اجرى اختبارات للتعرف على خلاصات النباتات التي تحمي البروتينات الموجودة في تركيبة الجلد، خصوصا الإيلاستين والكولاجين". ويدعم الإيلاستين المرونة الطبيعية للجسم وهو ما يساعد الرئتين والشرايين والاربطة والجلد في تأدية وظائفها، كما يساعد الجلد في التئام الجروح عند تعرضه لها. اما الكولاجين البروتين الموجود في الاربطة، فهو مهم لقوة الجلد ومرونته. وقال الباحثون ان الشاي الابيض منع نشاط انزيمات تقوم بتفكيك الإيلاستين والكولاجين، ويؤدي هذا التفكيك الى ظهور التجاعيد، وتلعب هذه الانزيمات دورها ايضا سوية مع الالتهابات، في حدوث التهاب المفاصل الروموتويدي. ونشرت الدراسة في عدد الرابع من اغسطس (آب) في دورية «بي ام سي كومبليمنتاري أند ألترنيتيف ميديسن» المعنية بدراسات الطب المكمل والبديل. ويعتبر الشاي الأبيض من أندر أنواع الشاي، ومشروبه خفيف الطعم. ويتم الحصول عليه عند قطف البراعم الصغيرة لشجرة الشاي الأوراق الصغيرة بعناية من دون الأوراق الكبيرة والعادية، ثم يتم تجفيفها بعناية أيضاً.
-
«إجا مين يعرفك يا خرّوب» عبارة تتردد على ألسنة اللبنانيين عندما يكتشفون فائدة أمر ما كان طي الإهمال. والواقع أنهم مثل سائر شعوب الجوار، وبالأخص الأردن وسورية وفلسطين، اكتشفوا فائدة الخروب منذ القدم، زينة وغذاء وتصنيعاً، لذا اتخذوه نموذجاً للدلالة على أهمية اكتشاف الفوائد قبل الحكم على الأمور، وبالتالي عندما يأخذك هوس العودة إلى الغذاء الطبيعي والسليم والخالي من المبيدات والكيماويات، لا بد من أن يتبادر إلى ذهنك دبس الخروب، الذي لا يغيب عن خزائن المؤونة لدى اللبنانيين، ولا عن موائدهم. ويقصد اللبنانيون البلدات الريفية على أبواب فصل الخريف لابتياع الدبس في هذا الموسم، وتحديداً دبس الخروب، الذي يضفي على مؤونة الشتاء نكهة خاصة. وتكثر البلدات اللبنانية التي تصنع الدبس، وتتوزع بين جبل لبنان، وتحديداً في مناطق القصيبة ونابيه والمسأة، وفي المناطق الشمالية مثل عكار والبترون وأميون، وصولاً إلى الجنوب، خاصة مدينة صور، بالإضافة إلى إقليم الخروب في قضاء الشوف اللبناني. وما أن تعبر المدخل الرئيسي لإحدى هذه البلدات حتى تفوح في الأجواء روائح عطرة وطيّبة، تقودك إلى أحياء وشوارع تضيق على جوانبها بأكياس محمّلة بالخروب الأسود، تكدّس بأعداد كبيرة أمام معاصر الدبس. وخلال جولة ميدانية في بلدة القصيبة اللبنانية في قضاء المتن الأعلى، توقفنا أمام واحدة من المعاصر الخمس الموجودة في البلدة. واطّلعنا من صاحب المعصرة اللبناني الياس نعيمة على معلومات خاصة بصناعة الدبس، بدءاً بقطف الخروب الأسود، مروراً بعدة مراحل تتم على فترات متقطعة، وصولاً إلى طبق الحلوى الشهير «الدبس مع الطحينة».ِ وبالإضافة إلى «التصنيع البيتي»، هناك معاصر للخروب تترافق مع معاصر الزيتون، وهي تمتد من الشمال حتى «إقليم الخروب» في منطقة الشوف التابعة لمحافظة جبل لبنان، وهذه المعاصر ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد. ويشرح مخايل بولس صاحب إحدى تلك المعاصر التي ورثها وشقيقه عن والدهما آلية العصر في بلدة وادي الزينة، فيقول: «تقطف الثمار عندما تسود ثم تطحن وتترك سبعين يوماً، يفصل بعدها الخشن قبل وضعه في أجران النقع، حيث يوضع الخشن في أسفل الأجران، أو الآنية الفخارية بنسبة 25%، فوقه الوسط بالنسبة نفسها، والباقي يخصص للنوع الناعم. ويتم النقع على مراحل ست مدة كل واحدة ساعتان، وبعدها يتكون لدينا عصير الخروب الذي يغلي في الخلقين حتى يصبح لزجاً ومثيراً للشهية. ثم يوضب في آنية بلاستيكية تباع إما داخل المعصرة أو في المحال التجارية أو السوبر ماركت». أما في بلدة القصيبة فيُقطف الخروب الأسود عادةً خلال شهر أغسطس، ويجري توضيبه داخل أكياس من الخيش، بانتظار إدخاله إلى المطحنة ليخرج منها بعد ساعات قليلة على شكل شرائح مختلفة الأحجام. وتُترك شرائح الخروب لمدة شهر تقريباً حتى تجف من الداخل. ثم توضع في الغربال الذي يفصل بين الشرائح الخشنة والمتوسطة والناعمة، كذلك يفصل البزر عن الخروب ويوضع جانباً. وفي المرحلة اللاحقة، يتم نقع الخروب لمدة ثلاث ساعات في المياه الحلوة داخل أوعية كبيرة من «الستانليس ستيل»، حيث توضع الأحجام الكبيرة في الأسفل والصغيرة في الأعلى. ثم يُصفى عصير الخروب من كل الرواسب التي ترقد في أسفل الوعاء، لينتقل نظيفاً إلى وعاء كبير من النحاس يتسع لـ 350 لتراً من العصير كحد أدنى. ويوضع العصير فوق نار درجة حرارتها لا تتجاوز C?75 . وقبل إخراج الدبس من الوعاء، تُزال كل الرواسب التي تظهر على سطحه. بعدها يُخزن دبس الخروب داخل براميل كبيرة من البلاستيك المتين وتبلغ سعة البرميل الواحد 300 كيلوغرام تقريباً. أما قشوة الدبس المعروفة بالرغوة البيضاء اللون، فتوضع على حدة داخل برميل من الستانليس. وأخيراً يوضع الدبس في علب بلاستيكية جيدة الصنع، تختلف سعتها بين كيلوغرام واحد وكيلوغرامين، استعداداً لعملية البيع والشراء التي تتم من المعصرة مباشرة أو عبر السوق. أما سعر الكيلو الواحد من دبس الخروب فيتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ليرة لبنانية أي ما يعادل ثلاثة دولارات. ويوضح بولس أن معصرته تستقبل سنوياً نحو 200 طن من الخروب، يستخرج منها نحو 80 طناً من الدبس على أساس كيلوغرام واحد من الدبس من كل 2.5 كيلوغرام من الخروب. وإذا كانت معاصر الدبس تقوم على السواحل وعددها 15 معصرة، فلأن هذه الشجرة لا تنمو إلا في السواحل والأواسط، وفي التربة الخفيفة والفقيرة. وتبدو الشجرة كبيرة التاج وكثيفة الفروع، ومركبة الأوراق، وصغيرة الأزهار، وعميقة ومنتشرة الجذور، وقابلة لتحمل درجة حرارة تفوق 45 درجة، كما تتحمل التعرض للشمس، والجفاف، ولكنها لا تتحمل الصقيع. ويمكن تركها «على الطبيعة»، أي من دون سماد أو ماء، ويمكن تسميدها بالأسمدة البطيئة الانحلال وسقيها ببعض الماء بين الحين والآخر. واللافت في غالبية الصناعات التقليدية اللبنانية أنها تنطلق من مناطق معينة وتستمر فيها إلى أجل غير مسمى. وصناعة الدبس بدورها حافظت على إنتاجيتها وجودتها على مدى سنين طويلة. وارتبط اسمها بأسماء المناطق التي اشتهرت بها، فيقال مثلاً هذا «دبس القصيبة» وذاك «دبس عكار» وآخر «دبس الجنوب»، كذلك ارتبطت بأسماء العائلات التي عمّرت طويلاً في هذا المجال. ولا شك أن التنافس موجود اليوم بين مختلف المناطق المصنعة للدبس وحتى بين أهالي البلدة الواحدة. ولكنها تبقى مبارزة شريفة وودية، يسعى فيها كل فريق لأن يكون صاحب أطيب «دبس خروب» في المنطقة، ليحقق بعد ذلك شهرة واسعة على صعيد كل لبنان والوطن العربي. ويتميز دبس العائلة الفلانية عن سواها من العائلات أو دبس منطقة معينة عن غيرها من المناطق، بعدة معايير أساسية في هذه الصناعة. نبدأ بنوعية الخروب المستعمل ويقسم نوعين، هناك خروب الخشاب الطويل، والخروب المقدسي الصندلي بحجمه القصير، الذي يعتبر أفضل من النوع الأول، إذ يعطي كمية أقل من الدبس ولكن بأجود نوعية. ويخبرك كل صاحب معصرة دبس اليوم أنه ورثها عن أبيه الذي ورثها عن جده وهلمّ جرا. لقد ورث عنهم المهنة بأصولها وكل حيثياتها، لكنه سعى بدوره إلى تطويرها وتجهيزها ببعض المعدات الحديثة، التي تسهل عمله وبالتالي ترفع نسبة إنتاجه. ومع ذلك تبدو معاصر اليوم هي نفسها معاصر الأمس بطابعها الحجري القديم وأجوائها العابقة بروح الألفة والمحبة. فهي ما زالت المكان المحبب على قلوب جميع أهالي البلدة، خاصة الأشخاص المعمّرين فيها. وتصادف على مدخل كل معصرة عجوزاً أو أكثر، جالساً على كرسيه ويراقب الناس ذهاباً وإيابا، يسلم على أهالي البلدة ويتأهل بالزوار من أي منطقة أتوا. وإذا سألته عن رأيه بالدبس، أجابك بنبرة عالية: «اسمع يا جدي، الدبس هو أطيب أكلة في العالم، طبيعي 100%، بحلّي وبنشط وبيفيد، وأهم شي ما بيضرّ»، وكان أجدادنا وآباؤنا يعتمدون على الدبس كمصدر غذائي أول لكل ما يحتاجه جسمهم من السكر والطاقة. وهذا في ظل غياب مختلف أنواع الحلويات العربية والأجنبية المتوافرة اليوم وبكميات كبيرة ومغرية. وفيما يلجأ البعض إلى استخدام شجرة الخروب للتظلل في الحدائق والمتنزهات، وحتى على جوانب الطرق، يمكن أن تتعرض هذه الشجرة لما يسمى «داء الفراشة» ولحشرة الخنفساء التي تلجأ إلى ثقب الثمرة أو قرن الخروب، ومن ثم تتلف البذور وتزول إحدى فوائد الشجرة. ويخشى بعض اللبنانيين من أن تتعرض شجرة الخروب إلى الانقراض، إذا لم يتجدد الاهتمام بها وتعويض ما يقطع منها أو يمتد إليه اليباس، وخير دليل على ذلك تحول شجرة الخروب إلى شجرة نادرة في إقليم اكتسب اسمه منها. وقد كان الدبس يستعمل في الطب القديم كوصفة لعلاج مشاكل الإمساك ومشاكل نفسية وجسدية مثل الضغط النفسي والكآبة والتعب والكسل وغيرها. وهو مادة طبيعية جداً لها فوائد غذائية عديدة، كما أكّدت اختصاصية التغذية جويا فرحات. فدبس الخروب مصدر أساسي للطاقة التي يحتاجها الإنسان في أي عمل جسدي أو فكري يقوم به. ويحتوي على نسبة 60% من مادة السكر ذات النوعية الجيدة، وهي ذاتها الموجودة في أنواع الفاكهة والعسل. وهذا النوع من السكر خال من الدهون والمواد المصنّعة، يمدّ الجسم بالمذاق الحلو من دون أن يدخل بسرعة إلى الدم. كذلك يحتوي على الفيتامين «ب» الذي يخفف من نسبة الضغط النفسي عند الفرد وينشط عمل الخلايا في الجسم، بالإضافة إلى المجنزيوم والبوتاسيوم. كما يساعد دبس الخروب على حل مشاكل الغازات وعسر الهضم والاكتام. وتزداد قيمة الدبس الغذائية عندما نأكله مع مادة الطحينة، التي تحتوي بدورها على دهون أحادية غير مشبعة، من شأنها أن تخفض نسبة الكولسترول السيئ وترفع الكولسترول الجيد. وتصل فائدة ثمرة الخروب إلى صناعة مساحيق التجميل من بذورها التي تقدر بـ5 آلاف بذرة في الكيلوغرام الواحد. كما تستخرج من هذه البذور مواد غنية تستعمل في تصنيع الورق وغيره من المنتجات الصناعية، أما ما يتبقى من استخراج المواد المفيدة، فيستخدم علفاً للماشية أو لتخصيب الأرض عوضاً عن المخصبات الكيماوية. المصدر : جريدة «الشرق الأوسط»
-
من لم يدركوا تلك العلاقة الوثيقة بين الأسماك ونبات «الرِّجْلَة»، أو «البقلة» (purslane)، تسرعوا في حكمهم بالحماقة على سلوك نمو هذا النبات على ضفاف الجداول ومجاري المياه، وبزعمهم فالرجلة تستحق تسميتها بـ«البقلة الحمقاء» لأنها تنبت في مسيل المياه، مما يعرضها في أي وقت للاقتلاع والانجراف بفعل تدفق المياه، ولكن نتائج الدراسات التي فحصت المكونات الغذائية لأوراق وسيقان نبات «الرجلة» تشير إلى خلاف هذا تماما، مما يبرر تسمية البعض لها بـ«البقلة المباركة». ومفاد تلك التحاليل أن «الرجلة» هي أحد أعلى النباتات الورقية احتواء على دهون «أوميغاـ3»، ومعلوم أن أغنى المصادر الغذائية بدهون «أوميغا ـ3» هي الأسماك والحيوانات البحرية، وكأن «الرجلة» بنموها على ضفاف مجرى المياه تحاول أن تهيئ لنفسها ظروفا تتشابه بها مع الأسماك، كي تكون مثلها غنية بزيوت «أوميغاـ3». ومن حسن الحظ الصحي أن أوراق «الرجلة» لا تزال أحد المكونات الرئيسية في أطباق السلطات الطازجة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، فهي في «الفتّوش» و«سلطة البقلة» وغيرهما، كما أنها إحدى الخضراوات الورقية التي يطيب للكثيرين تناولها مطبوخة، أسوة بأوراق السبانخ والملوخية. وما قد لا يعلمه البعض أن هذه الأوراق النباتية غنية بالعناصر الغذائية الصحية، التي تستدعي الاهتمام بتناولها وحضورها ضمن تشكيلات أطباق الموائد، كما أن مدارس شتى للطب القديم، في الصين والهند والشرق الأوسط، أدركت منذ زمن قديم كلا من القيمة الغذائية لها وجدوى استخدامها كعلاج للكثير من الأمراض، إضافة إلى أن ثمة الكثير من الدراسات الطبية العلمية حول الجدوى المحتملة لأوراق «الرجلة» في عدد من الحالات المرضية. ولذا يهدف العرض الطبي لأوراق «الرجلة» إلى توضيح الأهمية الصحية لتلك المكونات والجهود العلمية الجارية حولها. أوراق «الرجلة» الصحية في المجتمعات التي لا تعرف «الرجلة» أو لا يتناولها الناس فيها عادة، هناك جهود للتعريف بها وتوضيح أهمية تناولها وتقديم اقتراحات لكيفية ذلك ضمن أطباق الطعام اليومي، وتحظى نبتة «الرجلة» باهتمام متزايد من قبل وزارة الزراعة الأميركية بالعمل على زراعتها، كجزء من المحاولات الهادفة إلى تصحيح محتوى وجبات الطعام الغربية عبر إدخال الأنواع المفيدة صحيا من الخضراوات والفواكه، أما في المجتمعات التي تعرف «الرجلة» فالحاجة أكبر للالتفات إليها وعدم إهمال إضافتها إلى أطباق الطعام. ووفق ما هو متوافر اليوم من دراسات علمية حول المكونات الغذائية لأوراقها العريضة، يمكن استخلاص أربعة عناصر من الدواعي الصحية للحرص على تناول «الرجلة» وإضافتها إلى مختلف أنواع الأطباق المطبوخة أو إلى السلطات، وهي: المحتوى الغني بدهون «أوميغاـ3». والمحتوى الغني بالفيتامينات المهمة، خصوصا مضادات الأكسدة مثل فيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A) وفيتامين سي (C) ومادة غلوتاثايون (glutathione). والمحتوى الغني بالمركبات الكيميائية المفيدة للصحة، مثل ميلاتونين (melatonin) وكيوـ10 (Co-enzyme Q-10) وغيرهما. والمحتوى الغني بالمعادن. وتحتوي كمية 100 غرام من أوراق «الرجلة» الطازجة على نحو 16 كالوري (سعرة حرارية)، وفيها 94 غراما من الماء، و0,08 غرام من الدهون، و2,77 غرام سكريات، وغرام واحد بروتينات. ومن المعادن تحتوي على: 45 مليغراما من الصوديوم، و65 مليغراما من الكالسيوم، ومليغرامين من الحديد، و70 مليغراما من الماغنيسيوم، و44 مليغراما من الفسفور، و500 مليغرام من البوتاسيوم، وكميات جيدة من الزنك والنحاس والمنغنيز والسيلينيوم والمعادن الأخرى. وكل هذا رغم تدني محتواها من الطاقة، لأن كل 100 غرام من أوراق «الرجلة» الطازجة تحتوي على سعرات حرارية أقل من التي توجد في خمس موزة بوزن 100 غرام، وأقل مما في سدس شريحة خبز الـ«توست» العادي! «أوميغاـ 3» عالية ربما كانت الصدفة، أو الحدس العلمي الموفق، وراء اكتشاف الباحثين من الولايات المتحدة لإحدى النتائج المثيرة للدهشة، حينما بحثوا في المكونات الغذائية لمجموعات من النباتات العشبية. ووفق ما تم نشره في عام 1986 ضمن مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، الصادرة في الولايات المتحدة، أعلن الدكتور آرتيمز سيموبولوس أن نتائج تحليل مكونات أوراق «الرجلة» تشير إلى أنها غنية بدهون «أوميغاـ3». وفي عدد أغسطس (آب) لعام 1992 من مجلة الكلية الأميركية للتغذية، نشر الدكتور سيموبولوس دراسة مقارنة بين أنواع «الرجلة» البرّية والأنواع التي تتم زراعتها، وذلك من جهة المحتوى لكل من: دهون «أوميغاـ3»، ومادة «ألفا ـ توكوفيرول» (alpha-tocopherol) المعروفة بفيتامين إي (E)، وحمض الأسكوربيك (ascorbic acid) المعروف بفيتامين سي (C)، و«بيتا ـ كاروتين» (beta-carotene) المعروف بفيتامين إيه (A)، ومادة غلوتاثايون، ثم مقارنة كل ذلك مع ما هو موجود في أوراق السبانخ. والدكتور سيموبولوس من «مركز الجينات والتغذية والصحة» في واشنطن العاصمة. وبالمقارنة مع أوراق السبانخ تبين للباحث أن أوراق «الرجلة» تحتوي على كميات أعلى من دهون حمض لينولينك (linolenic acid)، التي هي نوع من دهون «أوميغاـ3». وأيضا على كميات أعلى لكل من مركبات «ألفا ـ توكوفيرول» وحمض الأسكوربيك ومادة غلوتاثايون. وبالمقارنة بين نوعي أوراق «الرجلة» كانت المزروعة أعلى من البرية في محتواها من هذه المواد الصحية. وتحديدا توصل الباحث إلى أن 100 غرام من أوراق «الرجلة» المزروعة تحتوي على 400 مليغرام من دهون حمض لينولينك، وقال الباحث في دراسته: «لقد أكدنا أن أوراق (الرجلة) غذاء غني بدهون (أوميغاـ3) وبالمواد المضادة للأكسدة». وضمن عدد 29 سبتمبر (أيلول) عام 2000 لمجلة «الكروماتوغرافيا» (Journal of Chromatography)، نشر الباحثون من مركز الأغذية الذكية بجامعة ولونغونغ بأستراليا نتائج فحصهم مكونات أوراق «الرجلة»، ومعلوم أن الكروماتوغرافيا هي التي تسمى بالعربية عملية «الاستشراب» أو «التفريق اللوني»، وهي إحدى الطرق الكيمائية ـ الفيزيائية لفصل وتنقية المواد الكيميائية المختلطة، وبالتالي معرفة كميتها بدرجة دقيقة. وركّز الباحثون على معرفة نوعية وكمية الأحماض الدهنية ومركبات «بيتا ـ كاروتين» في تلك الأوراق، ووفق ما نشروه في تلك المجلة العلمية الأميركية، فإن كل 100 غرام من الأوراق الطازجة لـ«الرجلة» الأسترالية تحتوي على نحو 250 مليغراما من الأحماض الدهنية، منها 60% من نوع دهون حمض لينولينك، وإن بذور «الرجلة» تحتوي على 10 أضعاف تلك الكمية. وفي عام 2004، وضمن مجلة الأبحاث البيولوجية، نشر الدكتور سيموبولوس إحدى أهم الدراسات التي تناولت أوراق «الرجلة»، وكان عنوان الدراسة «دهون أوميغاـ3 .. ومضادات الأكسدة في النباتات البرية المأكولة». وتبين أن أوراق «الرجلة» البرية هي أغنى المصادر النباتية الورقية من جهة المحتوى بدهون «أوميغاـ3»، خصوصا نوعية دهون حمض لينولينك، وعرض الباحث باستفاضة أهمية حصول الإنسان على نوعية دهون حمض لينولينك من المصادر النباتية، مقارنة بالأسماك، وذلك لضمان تزويد الجسم أيضا بالكميات اللازمة من فيتامين إي (E) والفيتامينات الأخرى المضادة للأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية. الحاجة إلى «أوميغا ـ 3» ويقول الباحثون من جامعة هارفارد إن «أوميغاـ3» أحد الأحماض الدهنية الأساسية (essential fatty acids) من فصيلة الدهون الكثيرة غير المشبعة (polyunsaturated)، أي أن وجودها في الجسم حيوي وأساسي لنموه وعمله. ولكن الجسم لا يستطيع إنتاجها، بل يجب الحصول عليها من الغذاء، وفي مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي كانت الأوساط الطبية تطلق اسم فيتامين إف (F) على دهون «أوميغاـ3»، ولكن استقر اليوم تصنيفها ضمن الدهون. و«أوميغاـ3» موجودة في الأسماك والطحالب البحرية، وفي بعض المنتجات النباتية كـ«الرجلة» وزيوت المكسرات. ويضيف باحثو هارفارد القول إن «أوميغاـ3» تلعب دورا حاسما في وظائف الدماغ ونموه الطبيعي وتطور قدراته، وذكروا الناس بأن رابطة القلب الأميركية تنصح بضرورة تناول وجبتين من الأسماك أسبوعيا، خصوصا الأسماك الدسمة كالسلمون والسردين والماكاريل وغيرها، وأن ثمة كمية كبيرة من الأبحاث والدراسات التي أكدت في نتائجها أن دهون «أوميغاـ3» تخفف من شدة الالتهابات بالجسم وتمنع عوامل خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان وروماتيزم المفاصل، وأن زيادة وجودها في أنسجة الدماغ مؤشر مهم على دورها في القدرات الذهنية كالذاكرة وإتقان أداء المهارات الذهنية والبدنية. وحذروا من أن نقص توفيرها للجنين أو الطفل بعد ولادته قد يؤدي إلى مخاطر بطء نمو قدرة الإبصار ومشكلات عصبية أخرى. وتشمل أعراض نقص «أوميغاـ3» بالجسم سرعة التعب والإجهاد، وضعف الذاكرة، وجفاف الجلد، واضطرابات القلب، وتقلّب المزاج، والاكتئاب، وضعف الدورة الدموية بالجسم، ولعل من أهم عباراتهم المرتبطة بالموضوع المطروح قولهم صراحة إن «الرجلة» يمكنها خفض الكولسترول لأنها غنية بـ«أوميغاـ3» وبفيتامين سي (C). فيتامينات مضادة للأكسدة وعند الحديث عما فيه مزيد لصحة القلب وتخفيف لعوامل خطورة الإصابة بها وتقليل فرص نشوء الأمراض السرطانية وإبطاء عمليات شيخوخة الجسم وغيرها من الأمراض والاضطرابات، يأتي ذكر الأنواع الطبيعية من المواد المضادة للأكسدة، أي التي تتوافر في الأغذية والمشروبات الطبيعية وليس الحبوب الدوائية المصنعة. والاعتراضات التي تقال من آن لآخر على صحة نظرية الدور الصحي للمواد المضادة للأكسدة، منشؤها هو عدم حدوث تلك التأثيرات الصحية الإيجابية عند تناول كميات مصنعة من الفيتامينات والمواد الكيميائية الأخرى. أما تناولها من المصادر الطبيعية، التي توجد فيها ضمن مزيج من المواد الكيميائية الغذائية الأخرى، فهو ثابت وفق نتائج عدد كبير من الدراسات الطبية التي تتبّعت تأثير مكونات الغذاء على صحة الناس وعلى مدى إصابتهم بالأمراض المزمنة المهمة. وبعد تأكيده لهذه الأمور، ذكر الدكتور سيموبولوس في دراسته المذكورة آنفا لعام 2004، أن التأثيرات الصحية الإيجابية للإكثار من تناول الفواكه والخضراوات على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض السرطانية، ليس مردّها فقط احتواءها على الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين سي (C) وفيتامين إي (E) وفيتامين إيه (A)، بل أيضا على أنواع أخرى من المواد الكيميائية النباتية ذات القدرات المضادة للأكسدة وغير المضادة للأكسدة، التي تتوافر في تلك الأطعمة الطازجة. وفي دراسته لعام 1992 المتقدمة الذكر، وجد أن أوراق «الرجلة» تحتوي على 12 مليغراما من مركبات «ألفا ـ توكوفيرول»، أو فيتامين إي، و27 مليغراما من حمض الأسكوربيك، أو فيتامين سي، ومليغرامين من مركبات «بيتا ـ كاروتين»، أو فيتامين إيه، و15 مليغراما من مركبات غلوتاثايون. أما في دراسته لعام 2004 فقد قام فيها بمقارنة أوراق «الرجلة» مع 25 نوعا من الخضراوات الورقية المأكولة من قبل البشر، وركز فيها على مدى احتوائها على فيتامينات سي (C) وإي (E) وإيه (A) ومواد غلوتاثايون وغيرها. وفي النتائج وجد الباحث أن كمية فيتامين إي (E) في كل 100 غرام من أوراق «الرجلة» المجففة (dry weight) تصل إلى عشرة أضعاف ما في كمية مماثلة من غالبية أنواع الخضراوات الورقية، وكذلك كان فيتامين سي (C) أعلى، أما فيتامين إيه (A) فكان في السبانخ أعلى. مواد كيميائية مفيدة ونتيجة للكثير من الدراسات الإكلينيكية، هناك حديث علمي متنامٍ حول مواد غلوتاثايون النباتية ودورها كمضادات للأكسدة وكمزيلة للسموم (detoxifying agent). والمصدر الأغنى بهذه المادة هو اللحوم الحيوانية الطازجة، وتوجد في النباتات والفواكه بكميات متوسطة. ويقول الدكتور سيموبولوس في دراسته، إن البحوث العلمية التي تمت بإشراف المؤسسة القومية للسرطان بالولايات المتحدة، والتي فحصت مدى وجود مادة غلوتاثايون في 98 نوعا من المنتجات الغذائية النباتية، وجدت أن المصادر النباتية الأعلى، بالترتيب، هي الأسبراغيس ثم الأفاكادو ثم الرجلة. ومن المواد ذات القدرات القوية كمضادة للأكسدة، مادة بيتالين (betalain) الحمراء اللون، التي تتركز في سيقان «الرجلة»، ومادة بيتازانثين (betaxanthins) الصفراء، التي توجد في زهورها. ويقول الباحثون من جامعة تكساس في سان أنطونيو: «تحتوي أوراق (الرجلة) على كمية من مادة ميلاتونين تفوق بما بين 10 إلى 20 ضعفا تلك الموجودة في كثير من الخضراوات والفواكه الشائعة التناول». ومعلوم أن مادة ميلاتونين تعمل في الجسم ضمن عدة أنظمة، أحد أهمها تنظيم الإيقاع اليومي لوتيرة النوم والاستيقاظ، ولذا فإن ثمة أدوية علاجية لتسهيل النوم مكونة من هذه المادة الطبيعية، خصوصا لحالات الأرق الناجمة عن الإجهاد البدني والنفسي واختلال تعرض الجسم لضوء النهار وظلمة الليل، مثل ما يحصل بُعيد السفر بالطائرة لمسافات طويلة، أو ما يعرف بـ«جت لاغ». والثاني عملها كمادة مضادة للأكسدة، ذات قدرات على النفاذ إلى داخل الخلايا وإلى الجهاز العصبي المركزي. وتشير الدراسات التي تمت على حيوانات المختبرات إلى أن هذه المادة تقلل من التلف الذي يطال نواة الخلايا بفعل عوامل كيميائية وفيزيائية وبيئية عدة، التي إذا ما حصلت أدت إلى نشوء الحالات السرطانية أو تسارع وتيرة عمليات الشيخوخة، وأن الحيوانات التي استهلكت الميلاتونين كانت أطول عمرا بنسبة 20%، مقارنة بالتي لم تتناولها، وثالثها تنشيط مستوى مناعة الجسم. والحاجة إلى تسهيل إنتاج الجسم للميلاتونين بطريقة طبيعية، وأيضا إلى تناول هذه المادة من المصادر الطبيعية بكميات معتدلة، تفرضها تلك النتائج السلبية لتأثير تناول حبوب الميلاتونين الدوائية على كل من إخصاب المرأة ونشوء حصاة المرارة والاضطرابات النفسية وغيرها. كما تحتوي أوراق «الرجلة» على مادتي دوبامين (Dopamine) ودوبا (dopa)، المساهمتين في استرخاء العضلات، وهو ما أكدته دراسة الدكتور أوكويسابا في عام 1986، التي بحثت في تأثير المواد المستخلصة من أوراق «الرجلة» على العضلات. كما أشارت قبلها دراسة الدكتور هيغناير في عام 1969 إلى احتواء هذه الأوراق على مادة نورأدرينالين (Noradrenaline) المنشطة لعمل الغدة فوق الكلوية، ومادة دوبا المخففة من أعراض مرض باركسون العصبي العضلي، ولكن لا يزال هذا الجانب في البحث يحتاج إلى مزيد من الجهود لتأكيد هذه المعلومات. لا بد من (الرجلة) ولو تعددت الأسماء» وفق تصنيف إدارة الغذاء والدواء الأميركية لأنواع الأطعمة، تعتبر نبتة «الرجلة» عشبا ذا أوراق عريض، وهناك عدة تفسيرات للأسماء المتعددة لنبات «الرجلة» في مختلف المناطق العربية، فقد سماها البعض «الرجلة» واشتقوا ذلك من تشبيه أوراقها بأرجل الدجاج، وهناك من سموها «الرجيلة» واشتقوا ذلك من الرجلة، وهو مسيل الماء، ومن نموها على ضفاف جداول الماء اختلفت التسمية بين «البقلة الحمقاء» و«البقلة المباركة»، وهناك من يسميها «فرفح» أو «فرفحين» أو «ذنب الفرس» أو غير ذلك من التسميات التي تقصد بها تلك النبتة التي تسمى علميا (Portulacae oleracea). و«الرجلة» عشب حولي، ينمو بكثرة في فصلي الربيع والصيف، ويحتاج إلى الماء باستمرار، مما يبرر تفضيلها النمو بالقرب من جداول ومجاري المياه العذبة، وبعض أنواعها تنمو بانتصاب، والأخرى تنبسط على سطح التربة، وأوراقها بيضاوية الشكل. وبالرغم من انتشار نموها في جميع أنحاء العالم فإن موطنها الأصلي يمتد فيما بين الهند وإيران وشرق البحر المتوسط، ووفق ما يشير إليه الباحثون من جامعة هارفارد فإن «الرجلة» أحد أكثر ثمانية نباتات انتشارا في الكرة الأرضية. واستخدمها الطب الصيني لخفض الحمى ووقف نزيف الجروح وتخفيف أعراض أمراض التنفس، واستخدمها الطب الهندي وغيره في معالجة أمراض الجلد والالتهابات الخرّاجية فيه والحروق والتهابات الفم ونزيف البواسير ومشكلات مجاري البول وغيرها، ولذا كانت الطعام المفضل لدى غاندي. ووصفها الأطباء العرب بأنها تمتلك قدرات على التبريد، سواء في الجلد أو البطن أو عموم الجسم، وقدرات قابضة تخفف من نزيف الجلد وما بعد الولادة والحيض، وتؤدي إلى وقف الإسهال، وعلاج قروح الفم، وغيرها. إلا أنهم حذروا من كثرة تناولها بالنسبة إلى الرجال، لأن الإكثار منها يؤدي إلى خفض مستوى الرغبة الجنسية وإلى الإمساك. وفي الطب الحديث، هناك القليل من الدراسات العلمية الجادة حول التأثيرات المباشرة لأوراق «الرجلة» إذا ما استخدمت كعلاج، وليس فقط كغذاء صحي، وغالبيتها تمت على الحيوانات في المختبرات، مما يفرض إجراء دراسات أفضل على أمراض الإنسان إن أمكن ذلك. وسنعرض بعضا من أمثلة تلك الدراسات ووفق ما تم نشره ضمن عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2003 لمجلة «إثنوفارماكولوجي» (Journal Of Ethnopharmacology)، أو الصيدلة العِرقية، قام كل من الدكتور رشيد والدكتور عفيفي، من كلية الصيدلة بجامعة الأردن، بتقييم قدرات تسهيل شفاء والتئام الجروح لدى الفئران بالمختبرات، ولاحظوا أن وضع «الرجلة» الطازجة على أطراف الجروح يسرع في التئامها. كما نشر الباحثون من كلية الصيدلة بجامعة مشهد الإيرانية، وضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2004 من مجلة «فايتوثيرابي ريسيرش» البريطانية (Phytotherapy Research) لأبحاث العلاج بالنباتات، نتائج فحصهم لتأثير أوراق «الرجلة» على قروح المعدة عند الفئران، وكانت ملاحظتهم أنها سهلت شفاءها. وفي عدد يوليو (تموز) 2004 من مجلة «إثنوفارماكولوجي» الأميركية، نشر باحثون آخرون من مشهد بإيران نتائج متابعتهم تأثيرات تناول شراب من أوراق «الرجلة» المغلية، على الشعب الهوائية لدى مجموعة من مرضى الربو، ولاحظوا أنها ذات تأثيرات إيجابية على تسهيل استرخاء عضلات الشعب الهوائية، وباختبار وظائف الرئة، ووجدوا أن تأثير شراب «الرجلة» مقارب لتأثير عقار ثيوفيللين (theophylline)، ولكنه أقل من تأثير عقار سالبيوتامول (salbutamol)، أي فينتولين. أما الصينيون فنشروا في عام 2007 دراستين حول تأثير «الرجلة» على الجهاز العصبي، الأولى للباحثين من مركز الطب التجريبي في مدينة وهان، ونشرت ضمن عدد ديسمبر (كانون الأول) 2007 لمجلة «كيميكال بيولجي إنترأكشن» (Chem Biol Interact) للتفاعلات الحيوية الكيميائية، حول حماية مستخلص «الرجلة» للتأثيرات المتلفة للأعصاب لمادة «دي ـ غالاكتوز»، وقالوا إنهم لاحظوا تأثيرات وقائية عصبية إيجابية لدى الفئران التي تحقن بهذه المادة. والدراسة الثانية نشرت في «المجلة الآسيوية الباسيفيكية للتغذية الإكلينيكية»، ولاحظوا أن لـ«الرجلة» تأثيرات وقائية لحماية أعصاب الفئران من نقص تزويدها بالأكسجين حال تدني تدفق الدم إليها. وللباحثين الصينيين واليابانيين وغيرهم دراسات أخرى متعددة حول المواد المضادة للجراثيم في أوراق «الرجلة»، سواء من جهة معالجة الإسهال أو التهابات الفم أو الجروح الجلدية أو غيرها.
-
يصعب الحديث عن الأعشاب، خاصة الأعشاب الطيبة ذكية الرائحة والمنعشة، التي تبعث الراحة في النفس، من دون الحديث عن عشبة أو نبتة النعناع الطيبة والفريدة. وعلى الرغم من أنها من النباتات المهمة والمعروفة والمفيدة في كثير من القطاعات،خاصة القطاع الصحي، فإن الناس يكنون للنعناع في بعض البلدان محبة خاصة ويقدرونه تقديرا جما، ويتكلون عليه في تطعيم مآكلهم، ومعالجة أوجاعهم وترطيب أجوائهم وحياتهم. ففي بعض المناطق الريفية، خاصة في بلدان المشرق العربي، خاصة لبنان وفلسطين وسورية، يأكل الناس النعناع الطازج والطري مع الخبز وأحيانا يضيفون إليه الزيتون. وقلما يعرفون المائدة من دون حضوره إلى جانب الخضر الأخرى الطازجة مثل الخيار والبندورة والفلفل الأخضر الحار والخس. وكثيرا ما تقدمه المطاعم حول العالم مخلوطا بالشيكولاته بعد الوجبات. النعناع الذي يعرف علميا باسم «مينثا » (Mentha) ، يتألف من أكثر من 25 فصيلة (مئات الأنواع)، ومنها فصيلة «لامياكيا» (Lamiaceae) وكثير من الفصائل والأنواع المنتشرة في أوروبا وأفريقيا وأميركا والقارة الآسيوية واستراليا. وتعرف أيضا فصيلة لامياكيا أو «لابياتيا» (Labiatae) باسم «عائلة النعناع» التي تضم ما لا يقل عن 3500 نوع، وهي قريبة من فصيلة «لاميالس» (Lamiales) التي تضم الحبق والمريمية (الجعساس) والمردقوش والزعتر و «اكليل الجبل» (, rosemary) واللفيندر (lavender) وغيره. ومعظم هذه النبتات والأعشاب من الأعشاب الرئيسية والهامة من ناحية الاستخدام العالمي حاليا على الصعد الغذائية والدوائية والصناعية. بأية حال، فإن أكثر الأنواع استخداما في العالم حاليا هي «بابرمينت» (peppermint - Mentha piperita) و»سبيرمينت« (spearmint -Mentha spicata) و«ابل مينت« (apple mint -Mentha suaveolens). وسبيرمينت هو النوع الذي نستخدمه بكثرة في المطبخ هذه الأيام. ومن المعروف من الأنواع أيضا النعناع الفيتنامي والنعناع الإسباني والنعناع البرتقالي ونعناع الأناناس والنعناع الليموني وغيره. بأية حال، فإن أصل كلمة «مينت» (mint) المستخدمة حديثا في كثير من اللغات، من كلمة «مينثا» (mentha) اللاتينية التي يعود أصلها إلى اليونانية وكلمة «مينثي» (minthe). ومينثا، حسب الميثولوجيا أو الخرافات اليونانية القديمة، حورية من حوريات الماء التي تحولت إلى نبتة نعناع. ويقال إن زوجة الفيلسوف الإغريقي أفلاطون بروسيربينا هي التي لعنت الحورية أو الفتاة صغيرة السن التي كانت معجبة بزوجها وحولتها إلى نبتة نعناع. ويستخدم الإنجليز كلمة «مينت» للتعبير أيضا عن معظم الكسورات والحلويات التي تتمتع بطعم النعناع. بأية حال، فإن النعناع، كما يبدو، من أصول أوروبية ومتوسطية، خاصة أوروبا الجنوبية. وقد أحبه أهل روما كما أحبه أهل اليونان وكان رمزا للضيافة في كلتا الحضارتين. ويقال إن الرومان استخدموه بكثرة لصناعة الأكاليل وخلال الاحتفالات الهامة كعلامة للترحيب بالزوار . كما طعم الرومان مشروباتهم الروحية، خاصة النبيذ الذي ينتح بكثرة بالنعناع وفي «مرق» مآكلهم متعددة المذاقات وخلطاتها. ويقال أيضا إن أهل روما كأهل اليونان الذين أحبوه لرائحته الطيبة والمنعشة، استخدموه خلال الاحتفالات الدينية وفي شتى أنواع المأكولات ولتطعيم الفاكهة، وفي الحمامات الشهيرة، وغرف النوم والعطور، لغاية التنظيف والاسترخاء. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن العشبة الطيبة، استخدمت أيام الفراعنة والبابليين والآشوريين خلال الاحتفالات بعيد إله النار. كما نثر العبرانيون أوراق النعناع الطازج على أرض مقراتهم الدينية لنثر الرائحة الطيبة وطرد الروائح الشائبة. وفي القرون الوسطى، كان الناس يستخدمونه مع المآكل ويستخدمون ورقه المجفف المطحون لتبيض الأسنان وتنظيفها، أي كبديل عن معجون الأسنان. أما في الولايات المتحدة، فقد أحبه أهل الولايات الجنوبية الذين كانوا يشربونه بكثرة. ولطالما استخدم لغايات طبية وكعلامة أيضا على الترحيب بالغريب والضيافة، كما هو الحال مع أهل روما وأهل أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، خاصة المكسيك، واسم «هربابوينا» (hierbabuena) التي تعني «العشبة الطيبة». المعلومات المتوفرة تقول إن اليابان كانت أول دول العالم التي عملت على زراعة النعناع بشكل مكثف ولغايات صناعية، أي لإنتاج زيت «المنثول» قبل الحرب العالمية الاولى. واستخدم اليابانيون ما يعرف بنوع «مينثا ارفينسيس» (Mentha Arvensis) المعروف عادة باسم النعناع الياباني. ويقول موقع «طبيب دوت كوم» إن النعناع يعتبر في المركز الأول بين النباتات التي يستخلص منها الزيت، «نسبة إلى أهمية زيته من بين الزيوت». وهو سائل أصفر شفاف مائل إلى الأخضر من حيث اللون، لكن مع مرور الوقت يتكثف ويتحول لونه إلى أحمر. وبقيت اليابان من أهم الدول المنتجة له حتى دخلت الصين على الخط في الستينات، حيث أصبحت أكبر الدول المنتجة له ولزيته. وكانت البرازيل أيضا من الدول المهمة في إنتاجه، إذ نقل اليابانيون محطات تكرير الزيت إليها أيام الحرب العالمية الثانية، وظلت لفترة طويلة أهم منتجي «المنثول» في العالم. وظلت الهند من عام 1966 إلى عام 1986 من أكثر الدول المستوردة له حول العالم. وقد تغير حالها مع زيادة المساحات المخصصة لاستغلاله خلال العقود الماضية. وللزيت المهم هذا، كثير من الاستخدامات، وأهما تطييب طعم الفم وتطهيره وتنظيفه، وفي صناعة المشروبات وصناعة معجون الأسنان والعلكة والحلويات والسكاكر والشكولاته. ويعرف بأن الزيت هو الذي يمنح مختلف البضائع طعمها ورائحتها النعناعية المعروفة والمنعشة. كما يدخل المنثول في صناعة مختلف أنواع ومواد المكياج والتجميل والعطور، والكثير الكثير من أنواع الأدوية. كما يستخدم الزيت لتنظيف عقصات الحشرات وتطهيرها ولعلاج النزلات الصدرية وطرد الفئران والجرذان والحشرات بشكل عام، والبعض منها بشكل خاص، وقتل الدبابير والنمل والصراصير. يزرع حاليا النعناع بكثرة في القارة الآسيوية وأوروبا ودول المتوسط العربية والأوروبية وتركيا، لغاية الأكل الطازج وغير الصناعي، وإن استخدمت أحيانا أوراقه المجففة لتطعيم اللحوم وفي شتى أنواع السلطات وأنواع المرق. ومن عادة أهل لبنان وفلسطين وسورية أكل النعناع الطازج والطري (ذي الأوراق الكبيرة) بكثرة إلى جانب الكثير من الأطباق مثل الفول والحمص والكشك ومناقيش الزعتر والجبن وساندويشات الفلافل واللبنة وكجزء من المازة أو المطيبات على الدوام. كما يأكله البعض مع الخبز والزيتون الأسود، كما هو حال بعض أهل الجليل في فلسطين. ومن المعروف جدا أنه جزء لا يتجزأ من محتويات طبقي الفتوش والتبولة الشهيرين. وعادة ما يشتري الناس النعناع مضموما بكميات صغيرة. وفي حال تعذر وجود النعناع الطازج يلجأ البعض إلى استخدام المجفف منه، خاصة في شتى أنواع السلطات. ويعرف المغرب بالشاي حول العالم، لأن النعناع من أهم علاماته السياحية والتقليدية. وعادة ما يباع بالكميات الكبيرة طازجا لهذا الغاية، وهو أحد المشروبات التي تشد السياح وتجذبهم إلى البلاد وتنتشر في جميع مقاهي المدن الكبرى والبلدات الصغيرة. ويخلط الشاي بالنعناع والسكر بطرق مختلفة لتحقيق وإنتاج الشاي المغربي أخضر اللون وطيب المذاق. وتقول الموسوعة الحرة إن النعناع من الأعشاب التي استخدمت لغايات طبية منذ قديم الزمان، خاصة من قبل الأطباء في أوروبا في منتصف القرن الثامن عشر. وحسب الموسوعة، فإنه يصنع من النعناع ما يسمة بـ«لبخة» (خليط ساخن من ورق النعناع والخل والخبز الأبيض)، وتستخدم اللبخة لتسكين الالآم العصبية. وأن شرابه من الأدوية المهمة جدا في علاج اضطرابات المرارة وتسكين المغص المعوي ومغص أسفل البطن، فضلا عن آلام الحيض عند المرأة. ويطرد شراب النعناع أيضا الغازات المعوية، ويمنح الجسم بشكل عام الحيوية والنشاط. ولأن النعناع يحتوي على المواد الدابغة، فإنه قادر على تسكين التشجنات والوقاية من الالتهابات، خاصة التهابات الكلى. ويعتبر النعناع عامة من المواد المفيدة للقلب والمريحة للأعصاب والمفيدة للجهاز الهضمي، والفاتحة للشهية. ومن فوائد العشبة الطيبة هذه أيضا، أنها تستخدم لعلاج مرض الروماتيزم والمفاصل، وتساعد على إدرار البول ويسهل التنفس ويهدأ نوبات السعال الحادة. كما يعتبر النعناع من الأعشاب التي تساهم في تقليص الطاقة الجنسية عند الأفراد، ويقضي على الصداع ويساعد على النوم. ويساعد على التخلص من الإسهال ومكافحة مرض الكوليرا بشكل عام. ويستخدم البعض النعناع، كما يبدو، للتخلص من الأورام التي تحيط بالعينين نتيجة التعب والإرهاق والسهر. وينصح في هذا الصدد بخلط أوراق النعناع بأوراق الكزبرة والشاي وشرائح الخيار الطازجة لتكوين عجينة طبيعية ترطب مكان الأورام والانتفاخات. أضف إلى ذلك تنظيف البشرة وتبييضها، وأحيانا معالجة حب الشباب لقدرته على القضاء على الجراثيم. وينصح كثير من الناس باستخدام شرابه مغليا عدة مرات في اليوم لتسهيل الهضم والبول وتخفيف الآلام أيضا. ويقول موقع كنانة بهذا الخصوص، «إن النعناع من النباتات العطرية المعروفة بخصائصها الطبية المفيدة منذ القدم، فقد استخدمه الصينيون في علاج أمراض المعدة والأمعاء وتخفيف آلام الصداع، أما الأطباء العرب فقد تحدثوا كثيرا عن فوائده» وينقل عن ابن سينا قوله: إن «النعناع ألطف البقول المأكولة جوهرا، وإذا شربت عصارته بالخل قطعت سيلان الدم من الباطن، ويفيد ممزوجا مع دقيق الشعير ضمادا للتخلص من الصداع، وللأورام الكبيرة، وإذا ما دلك به اللسان زالت خشونته.
-
أثبتت الاختبارات الطبية على المرضى المصابين بالتهاب المفاصل أن لنبات القريص المعروف خصائص قوية مخففة للألم، وأوضح الباحثون في مؤسسة بحوث الأعشاب البريطانية, بعد اختبار هذه العشبة التي تستخدم كعلاج في الكثير من دول العالم, أن القريص نجح في تخفيف آلام المفاصل بشكل ملحوظ. وشملت الدراسة 27 مريضا من المصابين بالتهاب المفاصل, أعطي نصفهم القريص اللاسع للفه على إصبع الإبهام يوميا لمدة أسبوع, في حين استخدم نصفهم الآخر النوع الأبيض, وهو نبات يشبه القريص العادي ولكنه لا يلسع. ولاحظ الباحثون أن القريص اللاسع لم يخفف الألم فقط بل أبقى مستويات ذلك الألم أقل خلال أيام العلاج, مشيرين إلى أنه بالرغم من أن شدة الألم قلت مع وجود اللسعات فإن 85% من المرضى قالوا إن هذا الأثر كان محتملا وفضل معظمهم القريص اللاسع على الأدوية العادية المسكنة للألم. وقال هؤلاء إن هناك عدة تفسيرات محتملة لتأثير القريص المخفف للألم، منها أن اللسعات التي يسببها تشبه إلى حد ما الوخز بالإبر, أو أن هذه النبتة تنقل مادتين قويتين كيميائيا هما السيروتونين والهيستامين, وهما من المواد الناقلة العصبية التي تؤثر على إدراك الألم والنقل الكيميائي عبر النهايات العصبية. ويرى الخبراء أن الوقت مازال مبكرا لتأكيد أن العلاج بالقريص سيكون فعالا وآمنا, ولكن قوة هذا العلاج تستحق إجراء مزيد من الأبحاث والتجارب واسعة النطاق.