-
مجموع الأنشطة
18 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
الشعبية
0 Neutral-
خواطر ليليه
قام أحمد فايز عبد القادر بالرد على موضوع لـ هادى في نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح's هادي
-
بالفعل موضوع ممتاز: فالقضية التى يناقشها هذا المقال بالغة الأهمية تلقى بظلالها على المجتمع بأسره. وصياغة المقال متميزة: فقد احتى على جمل محكم وعبارات دقيقة استطاعت أن تعبر عن رأى كاتبته بصورة جيدة، وامتازات الكلمات بالرشاقة والبعد عن الكلفة. إذا كان هذا المقال هو بداية كتاباتك.. فهنيئا لنا كاتبة متميزة صاحبة قلم مبدع بين منتدانا. أسال الله لك ولنا التوفيق والسداد .. حتى نقول ما نفعل، ونكتب ما نعتقد أرجو قبول مرورى المتواضع
-
دقت الساعة الثامنة ها قد حل المساء، وخيم الصمت على الأرجاء، وكعادتى أعددت كوبا من الشاى، وانزويت فى إحدى زوايا الحجرة.. أنظر، أفكر، أرشف ..من هذا القادم نحوى؟ ألا يجدر به قبل القدوم أن يخبرنى، لا أرى لكنى اسمع، صوت خافت لخطوات بطيئة، ها قد لاح فى نظرى شكل إنسان. غطى بظله كل الجدران، الأن وصل الظل إلى المرآة، إنها فتاة، نعم فتاة كأى فتاة .. لها شعر، عين، أنف.. كل التفاصيل أراها بوضوح، أراها دامغة، واستوقفتنى فجأة تلك العين الدامعة، يزدد سحبى من كوب الشاى رشفا، وترتعد أوصالى من هذا المنظر خوفا، لحظات حتى صار الوضع نحو الأمثل، وتبدد الخوف منى وصرت الأن أفضل، سار الظل نحوى، لا لا، لا أدرى هل الظل صار نحوى أم أنا الذى نحو الظل أمشى؟ رأيتها تسير فى غرفتى وأنا من خلفها أراقب وأحتبس الأنفاس. وعند شرفة الغرفة الصغيرة، وقفت تراقب النجوم البعيدة فإذا بدمعة سالت على خديها بصمت وحيرة، وتنهدات حامية كشمس الظهيرة فانسجمت مع الليل وإذا به يفتح عليها جروحها، مأساة الماضي وظلم الحاضر، مضت تتذكر طفولتها والأصدقاء، وكيف كتب الحزن على جبينها الشقـاء، طفولة بائسة، وحيـاة كحياة البؤساء.. نهارها ظلمٌ وعناء واضطهاد، وليلها تحييه بدموعها باقتدار، طفلة لا تملك حق القرار.. قالت يوماً: حين أكبر سيتغير الحال، فمحال أن أبقى شقية، محال.. فأنا أحمل بين جوانحي قلباً صادقاً، وفي وجداني براءة الأحلام والآمال، ومَن حولي سيتغيرون حتماً، فدوام الحال من المحال . كبرت تلك الطفلة الشقية.. فأبصرت عالماً، الكذب فيه شئ من الذكاء، والطيبة والإحسان والمحبة والوفاء ضرباً من الغباء.. لا صدق، لا محبة، لا إخلاص، لا وفاء.. لا صداقة، لا قرابة، لا عطف، لا إخـاء.. أبصرت أنها في عالم يحكمه قانون الغاب، فأيقنت أنها فرت من شقاء إلى شقاء، كل شئ في الحياة ضدها، لم تعرف الحب يوماً فأمام قلبها سدود حجرية لا تجرأ يوماً أن تعترض، فقدرها لابد أن ترتضيه بكل مافيه، وحين أبصرت الأمل من الأفق البعيد وأشرق عليها حباً جديداً يغمرها سعادة، ويمحو آهات الماضي ويرسم على ملامحها الحزينة فرحة العمر وإشراقة المستقبل، لعب القدر لعبته ففرق القلوب، فتركها لوحدتها وغربتها تغرق في بحر أحزانها، فبينما هي على الشرفة تتذكر ماضيها، استسلمت لوحدتها، وزفرت زفرة من صدرها شقت الصمت في الليل. وما كان لأحد أن يسمعها، فهي وحيدة في هذا الليل تبكي حياتها وقدرها، وفجأة سقطت ورقة من يديها، هرولتُ على أطراف الأصابع ألتقطها، ورقة مكتوب عليها: هل تعرفون من أنا ؟! أنا الوفاء في زمن قلّ فيه الوفاء. فجأة دقت الساعة الثامنة، وملء ضوء لمبة السقف أرجاء المكان بعد أن عاد التيار الكهربائى ليوقظ المصابيح النائمة، فلأول مرة ألاحظ لون جدران الغرفة. ولكن أين الشرفة؟ وأين المرآة؟ بل أين الفتاة؟ أقصد أين الوفاء؟.