اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

ميزو

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    123
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

المشاركات كُتبت بواسطة ميزو



  1. ما مصير من تساوت حسناته وسيئاته يوم الحساب، هل سيدخل الجنة أم لا بد أن يأخذ نصيبه من النار؟


    الله أعلم، أمره إلى الله سبحانه، لكن لا بد من القطع بأنه لا بد أن يكون مصيره إلى الجنة في المنتهى، أما كونه قد يعذب أو لا يعذب، هذا إلى الله سبحانه وتعالى; لأن الموحِّد الذي تساوت حسناته وسيئاته منتهاه الجنة، لكن قد يعفى عنه بفضل الله سبحانه، ويدخل الجنة من أول وهلة، وقد يدخل النار بسيئاته التي لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، والله أعلم هل يدخل الجنة من أول وهلة أو لا يعفى عنه، بل يعذب على قدر المعاصي التي مات عليها ولم يتب، ثم يدخل الجنة.
    هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة; وهي أن مصير الموحدين الجنة، سواء دخلوا النار أم لم يدخلوا النار; فمن دخلها بذنوبه فإنه لا يخلد فيها; بل يخرج منها بعدما يطهر ويمحص يخرج من النار إلى الجنة، يلقى في ماء الحياة فينبت كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم بعد ذلك يدخل الجنة، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العاصي الموحد المؤمن، بشفاعة الشفعاء أو برحمته من دون شفاعة أحد، فيدخله الله الجنة جل وعلا، كما قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1].
    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض العصاة يدخل النار ويبقى فيها ما شاء الله، ثم يخرجه الله سبحانه من النار بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه إلى الجنة، فالذين تتساوى حسناتهم وسيئاتهم هم في حكم العصاة، وأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.

    [1] النساء: 48 و 116.



    فتاوى نور على الدرب الجزء الأول

    المصدر موقع الشيخ ابن باز رحمه الله


  2. المقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قذف المحصنات في الكتاب والسنة

    قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ الآية 4، 5 سورة النور.


    يعتبر القذف جريمة من الجرائم الشنيعة التي حاربها الإسلام حربًا لا هوادة فيها، فإن اتهام البريئين والوقوع في أعراض الناس والخوض في (المحصنات الحرائر) العفيفات يجعل المجال فسيحًا لكل من شاء أن يقذف بريئة أو بريئًا بتلك التهمة النكراء، فتصبح أعراض الأمة مجروحة وسمعتها ملوثة وإذا كل فرد منها متهم أو مهدد بالاتهام، وإذا كل زوج شاك في زوجته وأهله وولده.


    وجريمة القذف والاتهام للمحصنات تولد أخطارًا جسيمة في المجتمع، فكم من فتاة عفيفة شريفة لاقت حتفها لكلمة قالها قائل، فصدقها فاجر، فوصل خبرها إلى الناس، ولاكتها الألسن، فأقدم أقرباؤها وذووها على قتلها لغسل العار، ثم ظهرت حصانتها وعفتها عن طريق الكشف الطبي، ولكن بعد أن حصل ما حصل وفات الأوان.


    وصيانة للأعراض من التهجم وحماية لأهلها من إهدار للكرامة قطع الإسلام ألسنة السوء، وسد الباب على الذين يلتمسون للبرءاء العيب، فمنع ضعاف النفوس أن يجرحوا مشاعر الناس، وشدد في عقوبة القذف، فجعلها قريبة من عقوبة الزنى ﴿ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ مع إسقاط الشهادة والوصف بالفسق.


    العقوبة الأولى: (جسدية) تنال الجسد والبدن، والثانية: (أدبية) تتعلق بالناحية المعنوية بإهدار كرامته وإسقاط اعتباره، فكأنه ليس بإنسان لأنه لا يوثق بكلامه، ولا يقبل قوله عند الناس، والثالثة: (دينية) حيث إنه فاسق خارج عن طاعة الله، وكفى الله عقوبة لذوي النفوس المريضة والضمائر الميتة.


    وقد اعتبر الإسلام (قذف المحصنات) من الكبائر الموجبة لسخط الله وعذابه، وأوعد المرتكبين لهذا المنكر بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، وجعل الولوغ في أعراض الناس ضربًا من (إشاعة الفاحشة) يستحق فاعله العذاب الشديد كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾([1]).


    وقد عدها صلوات الله عليه من الكبائر المهلكات، فقال عليه الصلاة والسلام: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»([2]).

    سبب نزول الآية:
    يرى بعض المفسرين أن هذه الآية نزلت بسبب حادثة الإفك التي اتهمت فيها أم المؤمنين العفيفة البريئة الطاهرة الصديقة (عائشة بنت أبي بكر الصديق) رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي نزلت براءتها من السماء، فكان ذلك درسًا بليغًا للأمة وعبرة للأجيال في جميع العصور والأزمان.


    قال ابن جرير الطبري رحمه الله: وذكر أن هذه الآية إنما نزلت في الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما رموها به من الإفك.

    الأحكام الشرعية:
    الحكم الأول: ما هي معاني الإحصان؟


    أ- العفة: قال تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾([3]) بمعنى العفيفات من المؤمنات والعفيفات من الكتابيات.


    ب- الحرية: قال تعالى: ﴿فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾([4])، أي عقوبة الأمة المملوكة نصف عقوبة الحرة.


    ج- التزوج: قال تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ...﴾إلى قوله ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ﴾([5])، أي المتزوجات من النساء.


    د- الإسلام: قال صلى الله عليه وسلم: «من أشرك بالله فليس بمحصن»([6]) فالإنسان يكون محصنًا بالعفاف وبالحرية وبالإسلام وبالتزوج، وأشهر معاني إطلاق لفظ الإحصان (العفة) وهو المراد بالآية الكريمة؛ فمن قذف شخصًا غير عفيف لا يحد باتفاق الفقهاء.

    الحكم الثاني: ما هي شروط القذف؟


    للقذف شروط لابد من توافرها حتى يكون جريمة تستحق عقوبة الجلد، وهذه الشروط عديدة: منها ما يجب توافره في القاذف، ومنها ما يجب توافره في المقذوف، ومنها ما يجب توافره في الشيء المقذوف به.


    شروط القاذف ثلاثة فهي:


    (1- العقل 2- البلوغ 3- الاختيار).


    الحكم الثالث: ما هي الشروط اللازم توافرها في المقذوف؟


    أولاً: الإسلام: فهو شرط لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أشرك بالله فليس بمحصن» ومعنى الحديث على رأي جمهور العلماء: من أشرك بالله فلا حد على قاذفه لأن غير المسلم (المشرك) لا يتورع عن الزنى، فليس هناك ما يردعه عن ارتكاب الفاحشة، إذ إنه ليس بعد الكفر ذنب وكل جريمة تتصور في الكافر. قال ابن العربي: ولأن عرض الكافر لا حرمة له كالفاسق المعلن لا حرمة لعرضه، بل هو أولى لزيادة الكفر على الفاسق المعلن.


    ثانيًا: العقل: فلأن الحد إنما شرع للزجر عن الأذية بالضرر الواقع على المقذوف، ولا مضرة على من فقد عقله فلا يحد قاذفه.


    ثالثًا: البلوغ: إن الطفل الصغير لا يتصور منه الزنا كما لا يتصور النظر من الأعمى؛ فلا يحد قاذف الصغير أو الصغيرة عند الجمهور.


    وقال مالك رحمه الله: إذا رمى صبية يمكن وطؤها قبل البلوغ بالزنى كان قذفًا. وقال أحمد رحمه الله في الصبية بنت تسع: يحد قاذفها.


    قال ابن العربي: «والمسألة محتملة مشكلة، لكن مالك غلب عرض المقذوف وغيره، وراعى طهر القاذف، وحماية عرض المقذوف أولى؛ لأن القاذف كشف ستره بطرف لسانه فلزمه الحد، وصحح ابن المنذر الرأي الأول، فقال لا يحد من قذف ما لم يبلغ، لأن ذلك كذب، ويعزر على الأذى».


    رابعًا: الحرية: فالجمهور على اشتراطها، لأن مرتبة العبد تختلف عن مرتبة الحر فقذف العبد – وإن كان حرامًا – إلا أنه لا يحد القاذف وإنما يعزر لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قذف مملوكه بالزنى أقيم عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال»([7]) رواه البخاري ومسلم.


    ولأن العبد ناقص الدرجة فلا يعظم عليه التعيير بالزنى. قال العلماء: (وإنما كان ذلك بالآخرة لارتفاع الملك، واستواء الشريف والوضيع والحر والعبد ولم يكن لأحد فضل إلا بالتقوى ولما كان ذلك تكافأ الناس، وإنما لم يتكافؤوا في الدنيا لئلا تدخل الداخلة على المالكين، وتفسد العلاقة بين السادة والعبيد، فلا تصل لهم حرمة ولا فضل في منزلة، وتبطل فائدة التسخير، حكمة من الحكيم العليم لا إله إلا هو).



    وأما ابن حزم، فقد خالف جمهور الفقهاء، فرأى أن قذف العبد يوجب الحد، وأنه لا فرق بين الحر والعبد في هذه الناحية وقال: «وأما قولهم لا حرمة للعبد ولا للأمة فكلام سخيف والمؤمن له حرمة عظيمة، ورب عبد جلف خير من خليفة قرشي عند الله تعالى».


    خامسًا: العفة: فهي شرط عند جميع الفقهاء، لم يخالف في ذلك أحد، وإنما اعتبرناها للنص القرآني الكريم ﴿يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ فشرطت الآية أن يكون المقذوف محصنًا أي عفيفًا، ولكن ليس معنى عدم إقامة الحد في هذه الصور الخمس أن قاذف (المجنون أو الصبي أو الكافر أو العبد أو غير العفيف) لا يستحق عقوبة، بل إنه يستحق التعزير، ويبلغ به غايته؛ لأنه أشاع الفاحشة، وقد حذر الله تعالى منها بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾... الآية.


    الحكم الرابع: ما هي ألفاظ القذف الموجبة للحد؟


    تنقسم ألفاظ القذف إلى ثلاثة أقسام: «صريح، وكناية، وتعريض».


    «الصريح»: فهو أن يصرح القاذف في كلامه بلفظ الزنى مثل قوله: (يا زاني أو يا زانية أو يا ابن الزنى)، أو ينفي نسبه عنه كقوله: لست ابن أبيك، فهذا النوع قد اتفق العلماء على أنه يجب فيه الحد.


    «الكناية»: فمثل أن يقول: (يا فاسقة، يا فاجرة، يا خبيثة) أو هي: لا ترد يد لامس، فهذه لا تكون قذفًا إلا أن يريده وتحتاج إلى توضيح وبيان.


    «التعريض»: فمثل أن يقول: (لست بزان، وليست هي بزانية). وقد اختلف العلماء في التعريض، هل هو من القذف الموجب للحد أم لا؟ فذهب مالك رحمه الله إلى أنه قذف، وقال الشافعي وأبو حنيفة: لا يكون قذفًا إلا إذا قال أردت به القذف.


    دليل مالك:
    استدل مالك بما روى عن عمرة بنت عبد الرحمن «أن رجلين استبا في زمن عمر بن الخطاب فقال أحدهما للآخر: والله ما أبي بزان ولا أمي بزانية، فاستشار عمر في ذلك فقال: قائل مدح أباه وأمه، قال آخرون: قد كان لأبيه وأمه مدح غير هذا نرى أن تجلده الحد فجلده ثمانين جلدة.


    قال القرطبي:والدليل لما قاله مالك هو أن موضوع الحد في القذف إنما هو لإزالة المعرة التي أوقعها القاذف بالمقذوف. فإذا حصلت المعرة بالتعريض وجب أن يكون قذفًا. وقد قال تعالى حكاية عن مريم ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾([8]) فمدحوا أباها ونفوا عن أمها البغاء، وعرضوا لمريم بذلك، ولذلك قال تعالى: ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾([9]) وكفرهم معروف والبهتان العظيم هو التعريض لها، أي ما كان أبوك امرأ سوء، وما كانت أمك بغيًا، أي وأنت خلافهما، وقد أتيت بهذا الولد.


    دليل الشافعية:
    استدل الشافعي وأبو حنيفة بأن التعريض بالقذف محتمل للقذف ولغيره، والاحتمال شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات كما ورد في الحديث «ادرؤوا الحدود بالشبهات»([10]) رواه الترمذي والحاكم والبيهقي.


    وقالوا: إن الله تعالى قد فرق بين (التصريح) و (التعريض) في عدة المتوفى عنها زوجها فحرم التصريح بالخطبة، وأباح التعريض بقوله تعالى: ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ﴾([11]) فدل على أنهما ليسا في الحكم سواء، وروى عن الإمام أحمد رحمه الله روايتان إحداهما: أن التعريض ليس بقذف ولا حد فيه، والثانية: أنه قذف في حال الغضب دون حال الرضا.



    ومما يدل على ما ذهب إليه الشافعية والأحناف ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن امرأتي ولدت غلامًا أسود فقال: هل لك إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: فهل فيها أورق؟ قال: نعم، قال: فكيف ذاك؟ قال: لعله نزعه عرق؟ قال: فلعل هذا نزعه عرق»([12]) فلم يعتبر هذا قذفًا مع أنه تعريض بزنى الزوجة.


    الحكم الخامس: ما هو حكم قاذف الجماعة؟


    اختلف الفقهاء في حكم من قذف جماعة على ثلاثة مذاهب:
    أ- المذهب الأول: مذهب القائلين بأنه يحد حدًا واحدًا وهم الجمهور (أبو حنيفة ومالك وأحمد).
    ب- المذهب الثاني:مذهب القائلين بأن عليه لكل واحد حدًا وهم (الشافعي والليث).
    ج- المذهب الثالث: مذهب الذين فرقوا بين أن يجمعهم في كلمة واحدة مثل أن يقول لهم: يا زناة، أو يقول لكل واحد: يا زاني، ففي الصورة الأولى: يحد حدًا، وفي الثانية: عليه لكل واحد منهم حد، وهو مذهب (ابن أبي ليلى والشعبي).


    دليل الجمهور:
    احتج أبو بكر الرازي على قول الجمهور بالكتاب والسنة والقياس.


    أما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ والمعنى أن كل من رمى المحصنات وجب عليه الجلد، وذلك يقتضي أن قاذف الجماعة من المحصنات لا يجلد أكثر من ثمانين، فمن أوجب على قاذف الجماعة من المحصنات أكثر من حد واحد فقد خالف السنة.


    أما السنة: فما روي عن ابن عباس أن (هلال بن أمية) قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم (بشريك بن سحماء) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (البينة أو حد في ظهرك) فلم يوجب النبي على هلال إلا حدًا مع أنه قذف زوجته وقذف معها (شريك بن سحماء).


    أما القياس: فهو أن سائر ما يوجب الحد إذا تكرر منه مرارًا لم يجب إلا حدًا واحدًا كمن سرق مرارًا، أو شرب الخمر مرارًا، لم يحد إلا حدًا واحدًا، فكذا ههنا.


    أدلة الشافعية:
    وأجاب الشافعية عن الأول: بأن قوله ﴿وَالَّذِينَ﴾ صيغة جمع وقوله ﴿الْمُحْصَنَاتِ﴾ صيغة جمع، وإذا قوبل الجمع اقتضى القسمة على الآحاد فيصير المعنى: كل من رمى محصنًا واحدًا وجب عليه الحد. وأجابوا عن الثاني: بأنه قذفهما بلفظ واحد، وقد قال الشافعي – في القديم – لا يجب إلا حدًا واحدًا اعتبارًا باللفظ.


    وأجابوا عن القياس: بأنه قياس مع الفارق، فإن حد القذف حق الآدمي بخلاف حد الزنى والشرب، فإنه حق الله تعالى وحقوق الآدمي لا تتداخل.


    الترجيح: والصحيح الراجح هنا هو رأي الجمهور لقوة أدلتهم؛ لأنه لو قذف قبيلة، فأقمنا عليه لكل واحد حدًا هلك، والله أعلم.


    ([1])سورة النور: آية 19.

    ([2])متفق عليه.

    ([3])سورة المائدة: آية 5.

    ([4])سورة النساء: آية 25.

    ([5])سورة النساء: آية 23.

    ([6])رواه الدارقطني.

    ([7])متفق عليه.

    ([8])سورة مريم: آية 28.

    ([9])سورة النساء: آية 156.

    ([10])انظر تخريجه في إرواء الغليل 7/343.

    ([11])سورة البقرة: آية 235.

    ([12])متفق عليه ومالك والبغوي في شرح السنة.

  3. حكم التهنئة بابتداء العام الهجري



    ما حكم التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديد بقول كل عام وأنتم بخير أو بالدعاء بالبركة وكأن يرسل رسالة يدعو فيها للمرسل إليه بالخير والبركة في عامه الجديد ؟.




    الحمد لله
    سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟



    فأجاب رحمه الله :
    إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه ولا تبتديء أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انتهى
    المصدر إجابة السؤال رقم 835 من اسطوانة موسوعة اللقاء الشهري والباب المفتوح الإصدار الأول اللقاء الشهري لفضيلته من إصدارات مكتب الدعوة و الإرشاد بعنيزة .



    وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في التهنئة بدخول العام الهجري :
    الدعاء للمسلم بدعاء مطلق لا يتعبد الشخص بلفظه في المناسبات كالأعياد لا بأس به لاسيما إذا كان المقصود من هذه التهنئة التودّد ، وإظهار السرور والبشر في وجه المسلم . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب وأماالابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه .



  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا قيل: إن فلاناً يسلم عليك.يرد المسلَّم عليه بقوله: الله يسلمك ويسلمه؟
    سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:
    في بلادنا عادة وهي: إذا قيل: إن فلاناً يسلم عليك.يرد المسلَّم عليه بقوله: الله يسلمك ويسلمه؟
    فأجاب بقوله:
    هذا ليس مطابقاً للسنة، وإنما يقول: عليك وعليه السلام، وإن كان: الله يسلمك ويسلمه دعاء له بالسلامة، ولكن (عليك وعليه السلام) هي السنة، والإنسان يأتي بالوارد أفضل.
    شرح سنن أبي داود(593/46)


  5. السَّـلامُ عليكُـم ورحمـةُ اللَّهِ وبركاتُـه ،،
    <>

    ||[.. مِـن آدابِ الإسْــلام ..]||

    )(

    الحمـدُ للهِ ، مُعِزِّ مَن أطاعه واتَّقاه ، ومُذِلِّ مَن خالفَ أمرَه وعَصاه ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله ، وعلى آلهِ وصَحبهِ .... وبعــد ؛

    فإنَّ للإسـلامِ آدابـًا و أخلاقـًا ،
    مَن استمسك بها وحافظ عليها وطبَّقها في حياتِهِ نالَ الأجـرَ و الثَّـواب ، ومَن أهملها وتغافل عنها ولم يعبأ بها فيُخشَى عليه العِقاب .

    ومع بعضٍ مِن آدابِ الإسـلامِ نعيش ،
    لنتعاملَ بها في حياتِنا ، فتزدادُ حسناتُنا ، ونتقرَّبُ إلى رَبِّنا سُبحانَه بفِعل ما يُحِبُّه ويرضاه .

    فـ كُـنَّو بالقُرب،
    وتعلَّمـو مَعي
    بعضـًا مِن آدابِ الإسـلام ،
    والتي ستكونُ روابطُها في هـذه الصفحة بإذن اللهِ تعالى .
    فـ لا تبتعِـدو

  6. || مِـن آدابِ الإسْـلام ||


    { 1 } الصِّــدق ~
    ~


    الحمـدُ للهِ رَبِّ العالمين ، والصَّلاةُ والسَّـلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرسلين .. وبعـد ،،


    أمرنا اللهُ تعالى بالصِّدق وحثَّنا عليه ، فقال سُبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ التوبة/119 .


    والصِّـدقُ يكونُ في الأقوال والأفعال ، وعكسُـه ( الكَـذِب ) .


    والمُسلم لا يكذِب ، بل يتحرَّى الصِّدقَ في حياتِهِ كُلِّها .





    لكنَّنا - مع الأسف الشديد - نجدُ الكَذِبَ في حياةِ كثيرٍ مِن المُسلمين ، وبشكلٍ واضحٍ ، وبلا حياء ؛ فـ الأبُ يُربِّي أبناءَه على الكَذِبِ مُنذُ نُعومةِ أظفارِهم ، فإذا جاء مَن يسألُ عنه - مَثلاً - أو اتَّصلَ به ، قال لأحدِ أبنائِهِ : قُل له " أبي غيرُ موجود " ، أو " هو نائِم " ، والأمرُ على عكس ذلك .





    ويتَّضِحُ الكَذِبُ أيضًا بين طُلاَّب المدارس - وخاصةً الثانوية - وكذلك طُلاَّبِ الجامِعات . فيُبدي الطالبُ - مثلاً - لزُملائِهِ أنَّه لم يُذاكِر شيئًا مِن الموادِ التي يدرسُها ، وقد يكونُ ذاكرها جميعًا ، أو أنَّه لم ينتهِ مِن إعدادِ البحثِ المطلوبِ منه ، وهو كاذِب ، ويُبدي أنَّه لم يُجِب على جميع أسئلةِ الاختبار ، وقد أجاب عليها جميعها إجاباتٍ صحيحةً نموذجيَّة .





    ويظهرُ الكَذِبُ واضِحًا بين عددٍ مِن الأمَّهات بعد ظهور نتائج اختبارات أبنائِهِنَّ ؛ فتُبدي الأمُّ أو تُخبِرُ بأنَّ ابنَها أو ابنتَها حصل على مجموعٍ مُنخفِضٍ ودرجاتٍ ضعيفة ، وقد يكونُ مجموعُه مُرتفِعًا ، وقد تخجلُ مِن ذِكر المجموع الضعيفِ لابنها ، فتُخبِرُ بأنَّه حصل على مجموعٍ مُرتفِع .. وهـذا ليس بمُبَـرِّر .





    ونـرى الكَـذِبَ أيضًا بين عددٍ مِن الأزواجِ والزوجات ، وبين الأصدقاء والصديقات .





    والسـؤال الذي يطرحُ نفسَـه هُنا :


    ما الذي يدعـوا الشخصَ للكَـذِب ؟ وماذا يربحُ مِن وراء ذلك ؟


    وأقـول : الأسبابُ كثيرةٌ مِن وِجهةِ نظرِ أصحابها - أى مَن يكذِبُون - فقد يقولُ أحدُهم : إنِّي أخافُ الحَسَد ، وأكذِبُ لأنجوا منه ، ولئلا تُصيبني العين .. وقد يقول : لا أرغبُ أنْ أُطْلِعَ الناسَ على شئوني وأحوالي .. وقد يقول : على هذا تربَّيْتُ ، وعلى هذا وجدتُ أمِّي وأبي .. وقد يقول : لقد اعتدتُ الكَذِبَ ، ولا أستطيعُ الامتناعَ عنه .


    وكُلُّ هذه أسبابٌ واهِية .. و الكَـذِبُ لا مَربَحَ مِن ورائه ، ولا بُـدَّ للكاذِبِ مِن يومٍ ينكشِفُ فيه ويعلمُ الناسُ كَذِبَه ، فلا يثِقُونَ به .





    والكَاذِبُ مع كثرةٍ كَذِبِهِ ينسى ، فيقولُ اليومَ قولاً ، ويقولُ عكسَه في الغد .. والكَاذِبُ ممقوتٌ مِن الناسِ ، لأنَّه يستهزأُ بهم ، ويستخِف بعقولهم .. أمَّا الصَّادِقُ في قولِهِ وفِعلِهِ فهو مَحبوبٌ مِن الجميع ؛ لأنَّه يقولُ ما يفعل ، ويفعلُ ما يقول ، فلا تناقُضَ في حياتِهِ ، ولا غِشَّ ولا خِداع .





    ومِن أعظمِ الكَـذِبِ وأشَـدِّه : { الكَـذِبُ على اللهِ سُبحانَه } و { الكَـذِبُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم } .. والكَـذِبُ على اللهِ سُبحانَه يكونُ بتحليل ما حَرَّم أو بتحريم ما أحلَّ ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه : ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ النحل/116-117 ، ويقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( مَن حَدَّث عَنِّي بحديثٍ يُرَى أنَّه كَذِبٌ فهو أحدُ الكاذِبين )) رواه مُسلم .





    وقـد يكذِبُ الشخصُ مِن غير تعمُّدٍ للكَذِب ، فيرى الشئَ يظنُّه مُنكرًا وهو ليس كذلك ، فيَنهى عنه ويقولُ : هذا الفِعلُ حرامٌ أو مُنكَر أو غيرُ جائِز ،،، لكنْ لا بُدَّ للشخص ألاَّ يُحِلَّ شيئًا أو يُحَرِّمَه إلاَّ بدليلٍ مِن كِتابٍ أو سُنَّة .. وقـد يكونُ الكَذِبُ على اللهِ بغرضِ إضلالِ الناس وإبعادهم عن الحَق ، وقد ورد الوعيدُ مِن ذلك في قولِ رَبِّنا سُبحانَه : ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنعام/144 . فلا بُدَّ إذًا مِن الصِّدق في النقل عن رَبِّنا تبارك وتعالى .


    أمَّا الكَـذِبُ على رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فيكونُ بوضع الأحاديثِ الباطِلةِ والمُنكَرة ونِسبتِها إليه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وهو برئٌ مِنها ، ولم تخرج مِن فمهِ الشريف . لذا كان المُحَدِّثون رحمهم الله - كـ يحيى بن مَعين و أحمد بن حنبل و البُخارىّ وغيرهم - يبحثون في أحوال الرُّواة ليعرفوا الثِّقَةَ مِن الكَذَّاب والوضَّاع للحديث ، وكانوا لا يأخذون الحديثَ إلاَّ مِن الصَّادقين ، فلو وجدوا الكَذِبَ مِن أحدهم ولو في أمرٍ يسيرٍ ابتعدوا عنه ، ولم يأمَنوا كَذِبَه على النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وكانوا يتحرّون الدِّقَةَ في نقل الحديث ، فلا ينقلونه أو يكتبونه إلاَّ بعد التأكُّد مِن صِحَّتِه . وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( ومَن كَذَبَ علَىَّ مُتعمِّدًا فليتبوأ مَقعَدَه مِن النار )) رواه البُخارىّ .


    ونجـدُ الكَـذِبَ في أحاديثَ كثيرةٍ في فضائِل الأعمال ، فعلينا ألاَّ نعتمد عليها ، وألاَّ نستشهِدَ بها في كلامِنا ، حتى وإنْ كان غرضنا هِداية الناس ودعوتهم للخير ، بل علينا أنْ نَصدُقَ وألاَّ ننقِلَ إلاَّ النصوصَ والأخبارَ التي ثَبَتت صِحَّتُها وصِدقُها وبُعدُها عن الكَذِب .





    ولننظـر إلى هـذا الأدب الرفيع مِن آدابِ الإسـلام ، وهو [ الصِّــدق ] ، ونُقارِن بينَه وبين خَصلَةٍ ذميمةٍ يَبغضُها الإسلامُ ، وهى [ الكَـذِب ]، ولنرى حالَ صاحبَيْها ومآلهما مِن خلال حديثِ نبيِّنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرّ ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة ، وإنَّ الرجلَ ليَصدُق حتى يُكتَبَ عند اللهِ صِدِّيقًا ، وإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفجور ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار ، وإنَّ الرجلَ ليكذِبَ حتى يُكتَبَ عند اللهِ كذَّابًا )) مُتَّفَقٌ عليه .


    فـ الكَـذِبُ يؤدِّي بصاحبِه إلى النار ، و الصِّـدقُ يقودُه إلى الجنَّة ..


    فمِن أىِّ الفريقين تُحِبِّبون أنْ تكونو ؟ مِن أصحابِ الجنَّةِ أم مِن أصحابِ النار ؟


    لا شَكَّ أنَّكِم تُريدين الجنَّة .


    إذًا ، فعليكِم بالصِّـدق ، فهو مَنجاةٌ مِن النار ، ومَنجاةٌ مِن أمورٍ قد لا تُحمَد عُقباها في الدُّنيا ، وهو أحـدُ الطرقِ المُوصِّلة إلى الجنَّة ، جعلني اللهُ وإيَّاكم مِن أهلِها .

  7. [size=32]بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


    [/size]
    [size=32]براءة واستنكار لما وقع في "سكيكدة" من سبّ الصحابة الأخيار![/size]


    [size=32]{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}


    [/size]



    [size=32]«يأتي على الناس زمان خيرهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر»[/size]


    أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (الأمر بالعروف لابن أبي الدنيا رقم:93)






    في يوم الجمعة 16 / ذو الحجة / 1435 هـ، وفي منطقة أمجاز الدشيش -ولاية سكيكدة- وقعة واقعة خطيرة، ونزلت بالأمة الجزائرية فاجعة كبيرة.
    لقد أُعلن سبّ الصحابة جِهارا، و رُفعت البراءة منهم نهارا ! فنطقت المخبولة الغبيّة بما يُعتبر كالامتحان لغيرة أهل السنة، والاختبار لعقيدتهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم.
    ففي يوم جمعة المبارك، وعندما كان الناس يتأهبون لسماع الخطبة، وإقامة الصلاة، نصبت الرافضية المتشيعة نفسها كالمُحارب المقدام ! فقامت تجرّ إزار الخيبة والبغي في أوساط جمهور من رجال أهل السنة! وفي مسجد السنة! وفي بلد السنة!.
    وفارت من الحقد على أسياد الأمة، واعتراها جنون الكراهية لأم المؤمنين عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها، مستجيبة لتوصيات زنادقة العصر من أمثال ياسر الحبيب، الذين أوجبوا على أتباعهم إظهار البراءة من المهاجرين والأنصار وإعلان ديانتهم أمام الملأ.


    فقام الإمام وجمع من المصلين بموقف يشرّفهم، فاستنكروا صنيع الجيفة المتآكلة، وتم تسليمها للجهات الأمنية التي شرعت بدورها بفتح تحقيق معها! حيث قُدّمت لوكيل الجمهورية، فأصرّت واستكبرت وهددت بالعودة إلى فعلتها الأولى! في موقف ينبئ عن مدى ما تَلقّته من جرعات العداء للإسلام والمسلمين .



    [size=32]فاجعة أخرى تستبق الأولى ![/size]


    ألا ما أعظم قول الحق في زمن الغربة، وأعظم منه قبوله إذا صدع به صاحبه!


    يا إخواني الشرفاء ويا بني جلدتي الفضلاء! العار كل العار أن نبقى نَتصنّع لبعضنا ، ونكتم النصيحة عن المخطئ فينا.




    وإن من الحقيقة التي لابد أن تُذاع:


    أنّني مكثت أترقب مستجدات الواقعة! وأرقُب ردّة فعل أهل السنة! لعلّ الله يبعث الحياة في نفوس فئام منهم فيقوموا لله قومة أوليائه ! لأن قول الحق ما لم يصدع به أهل السنة فلا صادع به، وكلمة الهداية ما لم تخرج من أفواههم فلا قائل بها.


    ولكن واقع الحال كذّبني وبعث في نفسي صدمة هوّنت صدمات قد مضت! فأبصرت بعيني وضعا مريرا لم يُعرف من قبل عند أهل الإسلام منذ صدره الأول.


    وقد يقول قائل: لقد عهدنا سب الصحابة من الرافضة فليس هو بالأمر الجديد؟


    وجوابه: يا سيّدي ! سب الصحابة نعم! أما أن تجهر به فاسقة في بلاد الجزائر فهذا محدث.


    لم يعرفه أهل هذه البلاد من قبل! اللهم إلا في زمن دولة بني عبيد الرافضية.


    وقد يقول معترض آخر: أليس هذا من التشهير بهذه المجهولة، ومن إشاعة الضلال الذي خفي عن أكثر لناس؟


    وجوابه أيضا: لو فكر شيخ الإسلام ابن تيمية بتفكيرك لما ألّف كتابه العجاب (الصارم المسلول)، ولما كتب (منهاج السنة)، فالأول رد به على نصراني رعديد مجهول ! والثاني كتبه ردا على وريقات لرافضي وُزّعت على فئة من الناس! هذا أولا .


    وثانيا: كيف خفي عليك قوله صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره.) والذي نحن في صدد بيانه لمن أشد المنكرات التي وصلت مسامعك، وبلغتك أخبارها.



    [size=32]وأخيرا :[/size]


    أخي العزيز تأمل في شأنك جيدا، وتدبر في ذلك يوم الذي تقدم فيه على ربك عار حاف، {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}


    تذكر وأنت تسمع بخبر الفاجعة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدافع عن أبي بكر رضي الله عنه: (هلا تركتم لي صاحبي )


    تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتألّم لإيذاء المنافقين أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا).


    فقد بلغك أخي المؤمن طعن الخبيثة في عائشة الصدّيقة! فهلاّ أنكرت صنيعها،غيرةً لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!


    يا أهل السنة الأوفياء! يقول الطحاوي -رحمه الله - [العقيدة الطحاوية (467)]) : (ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان) اهـ


    فقد حفظتم قول الطحاوي وارتضيتموه عقيدة في قلوبكم! فاصدعوا بهذا المعتقد واعملوا بمقتضاه ولا تكونوا كمن قال الله فيهم: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين}.

    اكتبوا تاريخكم، ووقّعوا عليه بحبر الإخلاص والصدق، واتركوا صفائحه تشهد يومًا أن الله سخَّركم لردّ عادِية وقعت على عرض أشرف الخلق بعد الأنبياء .
    ثم اعلموا –رحمكم الله- أن بسكوتكم تهيجُ المنكرات وتنتشر الموبقات، فمتى سكتم عن الزنادقة وأهل الأهواء، جرَت أدواء البدع في المجتمعات الإسلامية جري الدم في العروق، ورحم الله من قال : الساكت شريك القائل! فاربأ بنفسك يا أخي أن تكون ممن لعنهم الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لعن الله من آوى محدثا)، وقد عدّ أهل العلم السكوت عن ضلالهم من إيوائهم! فكن على حذر، فسخط الله نازل بمن كان هذا شأنه.
    فيا أيها المسلم! عليك أن تغير هذا المنكر الكبير من أيّ موقع كنت، ولا تتوهّم أنّك معفى من السؤال بين يدي الله سبحانه، لاسيما في زمن قد أناخ التخاذل برحاله في قلوب الكثير من العامة، وحتى الخاصة!


    وعليك أن تنصاع لواعظ الله الذي يهزّ فؤادك رغما عنك ! لأن ما أقدُّمه لك إنما هو تذكير ليس إلا! فالحق واضح وضوح الشمس، وويل للمصرين على ما عملوا وهم يعلمون.


    وعلى جميع طبقات المجتمع الجزائري أن تتحرك وتأخذ القضية بحجمها الحقيقي، فالدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ليس حكرا على جماعة دون جماعة، فنحن في دولة مسلمة، والإسلام فيها هو دين الدولة الرسمي، وثوابته مصونة لا يجوز المساس بها. فلم السكوت ؟!


    والحمد لله رب العالمين




    كتبه أبو معاذ محمد مرابط

    مساء الثلاثاء 20 ذو الحجة 1435 نقلا عن منتديات التصفية و التربية.


  8. بسم الله الرحمن الرحيم





    نسير اليوم في ركب أقوام صالحين تنافسوا في الطّاعات، وتسابقوا إلى الخيرات مع الّذين سارعوا إلى مغفرة من ربِّهم وجنّات، أخبار أقوام لم يتهيّبوا صعود الجبال، بل نزعوا عن أعناقهم الأغلال، واشتاقوا إلى الكريم المتعالي، نساء ورجال، عَلَوْا إلى قمم فما حجبتهم عن ربّهم لذّة، ولا اشتغلوا عن دينهم بشهوة، فأحبّهم ربّهم وأدناهم وأعلى مكانتهم وأعطاهم: {فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ}. أجل، لا يستوي من ليله قيام، ونهاره صيام، مع من ليله عزف وأنغام، ونهاره كالعجماوات والأنعام.

    إذا أردت أخي الحبيب أن تقف على أحوال هؤلاء، فهيا معي لننتقل إلى مدينة الحبيب صلّى اللّه عليه وسلّم، ولننظر إلى أولئك الفقراء، لننظر إلى أبي هريرة، وسلمان وأبي ذر وبلال.. وقد أقبلوا إلى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يشتكون من الأغنياء. الفقراء يشتكون من الأغنياء، نعم ترى ما شكواهم؟ هل لأنّ طعام الأغنياء ألذ من طعامهم؟ أم لأنّ لباس الأغنياء ألين من لباسهم؟ أم لأنّ بيوت الأغنياء أرقى من بيوتهم؟ كلا، واللّه ما كانت هذه شكاتهم، ولا كان في هذا تنافسهم، لقد أقبلوا حتّى وقفوا بين يدي النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فقالوا: يا رسول اللّه جئنا إليك نشتكي من الأغنياء، قال: وما ذاك؟ قالوا: يا رسول اللّه: ذهب أهل الدثور بالأجور والدرجات العلى، يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ولكن لهم ما ليس لنا، لهم فضول أموال فيتصدّقون ولا نجد ما نتصدّق، فقال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “ألا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم، ولم يدركم أحدٌ ممّن يجيء بعدكم”؟ قالوا: ذلك ما كنّا نبغ، فقال لهم عليه الصّلاة والسّلام: “تُسبِّحون في دُبُر كلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وتحمدون ثلاثًا وثلاثين، وتكبّرون ثلاثًا وثلاثين، إنّكم إذا فعلتم ذلك سبقتم من قبلكم، ولم يدركم أحدٌ ممّن يجيء بعدكم”، ففرح الفقراء بذلك، فلمّا قضيت الصّلاة إذا لهم زجل بالتّسبيح والتّكبير والتّحميد، والتفت الأغنياء، فإذا الفقراء يُسبِّحون، سألوهم عن ذلك فأخبروهم بما علّمهم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فما كادت الكلمات تلامس أسماع الأغنياء حتّى تسابقوا إليها، فإذا أبو بكر يُسبّح، وإذا عثمان يُكّبر، وإذا ابن عوف يهلّل، وإذا الزبير كذلك، فرجع الفقراء إلى النّبيّ عليه السّلام فقالوا: يا رسول اللّه سمع إخواننا الأغنياء بما علّمتنا ففعلوا مثلنا فعلّمنا شيئًا آخر، عندها قال لهم صلّى اللّه عليه وسلّم: “ذلك فضل اللّه يؤتيه من يَشاء”.


    هكذا كان حال القوم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}، بل كان التّنافس على الخيرات هو الّذي يشغل بال الصّالحين ويرفع درجات المتّقين. انظر رعاك اللّه إلى الشّيخين الجليلين والعلمين العابدين، انظر إلى أبي بكر وعمر، كان عمر رضي اللّه عنه يقول: كنتُ أتمنّى أن أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فأمر النّبيّ عليه السّلام النّاس بالصّدقة يومًا، وكان عند عمر مال حاضر من ذهب وفضة، فقال في نفسه: اليوم أسبق أبا بكر، فأقبل على ماله فقسّمه نصفين، وأبقى نصفًا لعياله، وجاء بنصف إلى النّبيّ عليه السّلام، فلمّا وضعه بين يديه رفع صلّى اللّه عليه وسلّم بصره إليه ثمّ قال: “ماذا تركت لأهلك؟”، قال: يا رسول اللّه تركتُ لهم مثله، ثمّ جلس ينتظر أبا بكر، فإذا أبو بكر قد جاء بصرّة عظيمة فوضعها بين يدي النّبيّ عليه السّلام، فقال له صلّى اللّه عليه وسلّم: “ماذا تركت لأهلك؟”، فقال أبو بكر: تركتُ لهم اللّه ورسوله، فنظر إليه عمر ثمّ قال: واللّه لا سابقت أبا بكر بعد اليوم أبدًا.


    بل انظر إلى تلك الصورة الأخرى من صور التّنافس الحار، يوم يقف النّبيّ عليه السّلام أمام جموع المسلمين في معركة أحد ثمّ يعرض سيفه صلتا ويصيح بجموع الأبطال: مَن يأخذ هذا السّيف بحقّه؟ عندها تتسابق الأكف، وتتطاير الأبصار، وتشرئب الأعناق، عجبًا على ماذا يتسابقون؟ إنّه التّسابق على الرّوح أن يبذلوها، وعلى الدّماء أن يسكبوها، فيقفز من بين الجموع أبو دجانة ويقول: وما حقّه يا رسول اللّه؟ فيقول عليه الصّلاة والسّلام: ألّا تضرب به مسلمًا، ولا تفر به من بين يدي كافر، عندها يأخذه البطل، ثمّ يخرج عصابة حمراء فيربطها على رأسه ويتبختر مستبشرًا فرحًا بجنّات ربّه.
    أولئك آبائي فجئني بمثلهم
    إذا جمعتنا يا جرير المجامع

  9. القول في سورة الجاثية وبيان نزولها
    الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين،
    وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد؛  

    منزلــة القــلب في القــرآن الكـــريم

    السجود سر الصلاة وركنها الأعظم tr4.gif
    للقلب مكانة خاصة في القرآن الكريم، والمراد به هنا ذلك الجوهر المجرد الذي ترتبط به إنسانية الإنسان، فهو عبارة أخرى عن النفس الإنسانية، ولذا تنسب إليه الأعمال النفسية من قبيل التعقّل والإيمان والكفر والنفاق والهداية والرحمة والغفلة وغيرها من الحالات التي وردت في القرآن الكريم.
    قال تعالى:
    (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) (الحج/ 46).
    (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (المجادلة/ 22).
    (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التغابن/ 11).

    - سلامة القلب ومرضه:
    إنّ كل أعمال الإنسان تنبع من قلبه ولذا هو مفتاح السعادة، ومن الضروري أن يُعتنى به، لأنّه قد يُصاب بالمرض،
    يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) (البقرة/ 10).
    والأمراض التي تصيب القلب كثيرة كالكفر والنفاق، والتكبّر، والحقد، والغضب، الخيانة، العجب، الخوف، سوء الظن، قول السوء، التهمة، الغيبة، الظلم، الكذب، حب الجاه، الرياء، القساوة، وغير ذلك من الصفات السيئة.
    قال تعالى:
    (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ) (التوبة/ 125)،
    وقد يكون القلب سليماً من هذه الأمراض، يقول تعالى:
    (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء/ 88-89).
    ولابدّ من التأكيد على أن أمراض القلب – الجوهر المجرد – ذات أثر خطير، لأنّه إذا كانت أمراض البدن يقتصر ضررها على الدنيا
    فإن أمراض القلب يعم ضررها الدنيا والآخرة معاً وتوقع الإنسان في الشفاء الأبدي:
    (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا) (الإسراء/ 72).
    إنّ الإيمان والعمل الصالح وحسن الأخلاق كل ذلك ينير القلب ويدفع عنه أمراضه، في حين أنّ الكفر والعمل السيِّء وسوء الأخلاق كل ذلك يؤدي إلى اسوداد القلب وإصابته بالآفات.

    - القلب في الأحاديث:
    ركَّزت الأحاديث على مسألة القلب، فعن الامام الباقر (ع
    "القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعتبر على شيء من الغير وهو قلب الكافر، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر يعتلجان فما كان منه أقوى غلب عليه، وقلب مفتوح فيه مصباح يزهر فلا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن".

    وما يستفاد من هذا الحديث هو أنّ القلب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    1- قلب الكافر: قلب انحرف عن فطرته فلا خير فيه، ولم يعد له من هدف إلا الدنيا وأعرض عن ربه فأصيب بالعمى وغشيته الظلمة.
    2-قلب المؤمن: قلب قِبلتُه الله، أضاء فيه مصباح الإيمان يرغب في العمل الصالح ومكارم الأخلاق، عيناه مبصرتان بنور إيمانه.
    3-القلب المنكّت: وهو قلب فيه من نور الإيمان لكن فيه أيضاً من سواد المعصية، وخيره وشره في حال صراع فما غلب منهما سيطر على هذا القلب.

    - قساوة القلب:
    يكون القلب في بداية الأمر مستعداً للاستجابة لنداء الفطرة فإن لبَّى النداء أصبح قلباً نورانياً يضيء فيه مصباح الإيمان، أما إذا تجاهل نداء فطرته وخالف ميول الخير لديه فإن هذا القلب سوف تخيم عليه الظلمة وتعرض عليه القسوة شيئاً فشيئاً.
    ويتحدث القرآن الكريم عن هذا الأمر فيقول:
    (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام/ 43).
    نعم، إنّ لقسوة القلب آثار خطيرة جدّاً في الدنيا وفي الآخرة حيث يصبح قلباً مقفلاً لا يصدر منه الخير ويظهر في الآخرة بأبشع الصور.

    - أطباء القلوب:
    إذا أردنا أن نحافظ على سلامة قلوبنا ونتجنب الأمراض فلابدّ من الطبيب الحاذق، أما أطباء القلوب فهم الأنبياء (ع) لأنهم العارفون بحقيقة القلوب وما يصلح لها وطرق علاجها،
    ولذا يتحدث أمير المؤمنين (ع) عن خاتم الأنبياء (ص) فيقول:
    "طبيب دوار بطبه قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه، يضع من ذلك حيث الحاجة إليه".

    - تهذيب النفس وتكميلها:
    بعد أن علمنا أن لتزكية النفس أهمية خاصة في الإسلام وان لها نتائج خطيرة في الدنيا والآخرة، وانّه لابدّ للإنسان أن يسعى لتزكية نفسه ما دام ان هناك صراعاً حقيقياً بين بعديه الإنساني والحيواني،
    نشير هنا إلى أن عملية تزكية النفس تتم في مرحلتين:
    مرحلة التهذيب، ومرحلة التكميل.
    المرحلة الأولى: ويعمل فيها على تصفية القلب والنفس من الأمراض والأخلاق السيئة وآثار الذنوب.
    المرحلة الثانية: ويعمل فيها على تكميل النفس وتربيتها بالمعارف الحقّ ومكارم الأخلاق والعمل الصالح.

    والسالك إلى الله تعالى يجب أن يقوم بالأمرين معاً
    وإلّا لن يبلغ درجات القرب لأنهما يكملان بعضهما.


    - تهذيب النفس:
    إنّ أفضل علاج لدفع المفاسد الأخلاقية، هو ما ذكره علماء الأخلاق وأهل السلوك، وهو أن تلاحظ كلّ واحدة من الملكات القبيحة التي تراها في نفسك، وتنهض بعزم على مخالفة النفس إلى أمد، وتعمل على عكس ما تروجه وتتطلبه منك تلك الملكة الرذيلة.
    وعلى أيّ حال، اطلب التوفيق من الله تعالى لإعانتك في هذا الجهاد، ولا شك في أنّ هذا الخُلق القبيح سيزول بعد مُدّةٍ وجيزة. ويفر الشيطان وجنوده من هذا الخندق، وتحل محلهم الجنود الرحمانية.

    فمثلاً من الأخلاق الذميمة التي تسبب هلاك الإنسان وتوجب ضغطة القبر، وتعذب الإنسان في كلا الدارين، سوء الخلق مع أهل الدار والجيران أو الزملاء في العمل أو أهل السوق والمحلة، وهو وليد الغضب والشهوة، فإذا كان الإنسان المجاهد يفكر في السمو والترفع، عليه عندما يعترضه أمر غير مرغوب فيه حيث تتوهج فيه نار الغضب لتحرق الباطن، وعدعوه إلى الفحش والسيء من القول عليه أن يعمل بخلاف النفس، وأن يتذكر سوء عاقبة هذا الخُلق ونتيجته القبيحة، ويبدي بالمقابل مرونة ويلعن الشيطان في الباطن ويستعيذ بالله منه.
    إني أتعهد لك بأنك لو قمت بذلك السلوك، وكرّرته عدة مرات، فإنّ الخُلق السيء سيتغير كلياً، وسيحل الخُلق الحسن في عالمك الباطن.
    ولكنك إذا عملت وفق هوى النفس، فمن الممكن أن يبيدك في هذا العالم نفسه. وأعوذ بالله تعالى من الغضب الذي يهلك الإنسان في آنٍ واحد في كلا الدارين فقد يؤدي ذلك الغضب لا سمح الله إلى قتل النفس. ومن الممكن أن يتجرأ الإنسان في حالة الغضب على النواميس الإلهية. كما رأينا أن بعض الناس قد أصبحوا من جراء الغضب مرتدّين،
    وقد قال الحكماء: "إنّ السفينة التي تتعرض لأمواج البحر العاتية وهي بدون قبطان، لهي أقرب إلى النجاة من الإنسان وهو في حالة الغضب".

    صـافح قـــلبك


    فوائد الصلاة

    القراءة في الصلاة

    دمتم بحفظ الله ورعايته

    وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيْرَاً . وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَّةً بَشِيْرَاً وَنَذِيرَاً .

    لاتنسوني من صالح دعاكم

    والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,


  10. بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ثم اما بعد :


    ان من اصعب اللحظات التى يمر بها المرء فى حياته هى تلك اللحظات الاليمة التى نجبر فيها على فراق من التصقت بهم ارواحنا وسكنت اليهم نفوسنا فكانوا بمثابة النسمات التى ترطب علينا جفوة الحياة

    لا نستطيع فراقهم بل احيانا يكون فراقهم بمثابة الموت والانتحار لارواحنا
    لكنها سنة الحياة فى الاجتماع والافتراق وقدر الله المحتوم فى الموت والحياة
    وما على المؤمن فى جميع احواله الا الصبر والتسليم والانصياع لقضاء الله وقدره

    قال النبى صلى الله عليه وسلم مودعا ابنه وقرة عينه ابراهيم

    "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون"

    وليكن اول معين لكل من ابتلى بفقد حبيب او عزيز تذكر مصيبته بفقدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فهى والله اعظم المصائب التى يمكن ان يصاب بها المؤمن إذ بموته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي من السماء إلي يوم القيامة وانقطعت النبوات وكان موته أول ظهور الشر والفساد وارتداد الذين ارتدوا عن الدين من الأعراب فهذا أول إنقطاع عرى الدين ونقصانه وغير ذلك من البلاءات التي لا تحصى

    قال أنس إبن مالك رضى الله عنه : "ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا "
    رواه إبن ماجه


    - قال أبو العتاهية مسلياً بعض إخوانه عند فقدان ولده

    اصبـر لـكل مصيبـة وتجلـد ----وإعلم أن المرء غير مخلد
    أو ما ترى إن المصائـب جمة ----وترى المنية للعباد بمرصد
    من لم يصب ممن ترى بمصيبة ----هذا سبيل لست فيه بأوحد
    فـإذا ذكـرتَ محمـد ومصابهٌ---- فاذكر مصابك بالنبي محمد

    وخير ما يواسي المؤمن ويخفف مصابه

    الاسترجاع والاحتساب

    وهو قوله بيقين ان لله وانا اليه راجعون " اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها

    مع تذكر وتدبر الايات التى وردت في فضل الصبر وجزاء الصابرين
    كذلك احاديث النبى صلى الله عليه وسلم التى تحث على الصبر وثواب اهله
    اضف الى ذلك مراجعة ما كان عليه السلف واحوالهم عند نزول البلاء.
    وفى كل ذلك يكون العبد على علم ويقين ان لله الحكمة البالغة
    فيما نزل به من بلاء وانه لن يخيبه ولن يضيع صبره واحتسابه

    وعندها ترضى النفس وتسلم لاقدار الله

    فاذا غلبت عليه نفسه وداهمته اشواق اللقاء والحنين

    فليعزها وليسلها بهذه الابيات:

    أراك هجـرتني هجـراً طـويـلاً ---- ومـا عودتني من قبـل ذاكا
    عهدتـك لا تطيـق الصبـر عني ---- وتعصي في ودادي من نهاكا
    فكيـف تغيـرت تلـك السجايـا ----ومن هـذا الـذي عني ثنـاكا
    فـلا واللـه مـا حاولتَ غـدراً ---- فكل الناس يغـدر مـا خـلاكا
    فيا من غاب عني وهو روحي ----فكيف أطيق من روحـي إنفكاكـا
    ومـا فـأرقتنـي طـوعــاً ----ولكن دهاك من المنية ما دهاكـا
    يعـز على حين أُديـر عينـي ----أفتـش فـي مكـانـك لا أراكا
    ختمتُ على ودادك في ضميري --- -ولـيس يزال مختومـاً هناكـا
    فوا أسفي لجسمـك كيف يبلى ---- ويـذهـب بعـد بهجته سناكا
    فيا قبـر الحبيب وددت أنـي ---- حملـت ولو على عيني ثراك
    ولا زال السـلام عليـك منى ---- يـزف على النسيـم إلي ذراكا




    ** أنواع الفراق**

    له أنواع كثيرة فهنالك من يفارقك بسبب أو أكثر من الأسباب التالية :

    1 – الموت .

    من يفارقك بسبب الموت وخاصة اذا كان احد والديك فلن يعود إليك مرة أخرى في حياتنا الدنيا ولكن أسال الله – سبحانه وتعالى – أن يجمعنا بمن نحب في الجنة بأذن الله.




    2 – الاختلاف في وجهات النظر.
    أحياناً كثيرة تحب صديقاً معيناً أو أخاً أو أي كان ثم بسبب رأي معين بينكم تختلفون عليه فيحث تنافر بعد حب لذا يحدث افتراق بينكم ولكنه افتراق الأحبة .


    3 – المشاكل العائلية .

    كثيرا ما نسمع عن بعض المشاكل التي تحدث في البيوت ثم ما تلبث أن تتطور ثم يحدث طلاق بين الزوج وزوجته فيحدث افتراق بعدما كان هذا البيت عامراً بالحب أصبح عامراً بحسرة الفراق ، وأيضاً إن كان له أولاد فهم مشتتون مفترقون بين أم أو أب فيا له من فراق.




    4– الزمالة في العمل.

    تعمل مع كثير من الأشخاص وتحبهم وتعيش وقتا طويلاً معهم وبعدها تفترقون بسبب ظروف العمل فهذا ينقل وذاك يدرس والأخر دوره وهكذا فهو فراق الأحبة.


    5- الاصحاب والاصدقاء
    مثلا التعرف على اصدقاء واصحاب
    وتاتي مشكلة مثلا السفر والهجرة
    فيجب عليك ان تفارقهم وهذا من الصعب عليك
    فستضل تتذكر مواقفك في الفرح والحزن معهم




    بعض الحلول

    1- الموت
    الموت سنة الحياة
    والحل هو الصبر والاحتساب عندالله ودعوة الله في لقاء الميت ي الجنة



    2- الاختلاف في وجهات النظر
    هو الجلوس والمصارحة والاعتذار




    3-المشاكل العائلية
    هو ان يتصالح كل من الزوجين فهو افضل لهما ولاولادهما ولمجتمعهما




    4-الزمالة في العمل
    التواصل معهم عن طريق الوسائل الحديثة وعن طريق السفر اليهم الى لقائهم
    ودعوة الله ان يجمعك الله معهم





    5- الاصدقاء والاصحاب
    هي من اصعب انواع الفراق بعد الموت ( وفراق الوالدين )
    والحل هو ان تدعوا له في اخر الليل
    والله اذا دعوة له فستفرح
    واما عن طريق التواصل معه
    اما اذا نسيت عنوانه التوواصلي فادعوا له دائما



    وهذه بعض الابيات عن الفراق

    سأظل أذكركم إذا جن الدجى..... أو أشرقت شمس على الأزمان

    سأظل أذكر إخوة وأحبة.... هم في الفؤاد مشاعل الإيمان

    سأظل أذكركم بحجم محبتي... فمحبتي فيض من الوجدان

    فلتذكروني بالدعاء فإنني... في حبكم أرجو رضى الرحمن



    و قال آخر:

    ثلاث يعز الصبر عند حلولها ويذهب عنها عقل كل لبيبِ

    خروج اضطرار من بلاد تحبها وفرقة خلانٍ و فقد حبيبِ




    وقال آخر

    يافرقة الأحباب لابد لي منكِ ويا دار دنيا إنني راحل عنكِ



    وقال آخر:

    قل للأحبة في الاعماق ذِكرَاكُمْ و يمضي الزمان ونبض القلب يهواكُمْ

    جاءت رسائلنا تترى لتلقاكُمْ لا خيرَ فينا إذا يوما نسيناكُمْ





    وقال آخر:

    شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ

    لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِمافَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ



    من أجمل ماقيل - والأبيات لشمس الدين الكوفي الواعظ - :

    عندي لأجل فراقكم آلام فإلام أعذل فيكم و ألام

    من كان مثلي للحبيب مفارقا لا تعذلوه فالكَلام كِلام

    نعم المساعد دمعي الجاري على خدي إلا أنه نمام

    إن كنتَ مثلي للأحبة فاقدا أو في فؤادك لوعة وغرام

    قف في ديار الظاعنين ونادها يا دار ما صنعت بك الأيام




    ..... إلى أن قال في آخرها :

    ياليت شعري كيف حال أحبتي وبأي أرض خيموا وأقاموا

    مالي أنيس غير بيت قاله صب رمته من الفراق سهام

    "والله ما اخترت الفراق وإنما حكمـــــت علي بذلك الأيام


    قال أبو سعد السمعاني في بعض أماليه:

    وودعني عبد الله بن محمد بن غالب أبو محمد الجيلي الفقيه نزيل الأنبار،وأنشدني:

    و لما برزنا لتــوديعـهم بكوا لؤلؤاً و بكينا عقيقا

    أداروا علينا كؤوس الفراق وهيهات من سكرها أن نفيقا

    تولوا فأتبعتهم أدمـعي فصاحوا الغريق وصحت الحريقا


    واسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجمعنا فى جنات النعيم مع سكنت اليهم ارواحنا وابت الاقدار الا الفراق

    وان حالت الاقدار دون لقيانا... ففى رياض الخلد نلقاكم ويكفينا


  11. بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله





    اليكم
    اخواني أخواتي موضوع مميز يستحق المطالعة يثير في ثناياه موضوع الدين
    فيتعرض لمعنى ومفهوم الدين والى قواعد الدين والى مزايا الدين الاسلامي
    الحنيف وهو من موقع


    1- معنى الدين:

    الدين هو الطريق والمنهج والوضع الإلهي الذي يرشد إلى الحق في الاعتقادات وإلى الخير في السلوك والمعاملات.

    قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
    وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
    الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

    فالدين الإسلامي هو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده.

    قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
    وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا}
    [المائدة: 3].

    ويتضمن الدين الإسلامي العقيدة التي تفسر الوجود وطبيعته، وتحدد
    للإنسان غايته في هذا الوجود، ويحتوي النظم التي تنبثق عن هذه العقيدة
    السمحة وتستند إليها، وتجعل لها صورة واقعية في حياة البشر.

    كالنظام الاقتصادي، والنظام السياسي، والنظام الأخلاقي، والاجتماعي، والنظام الدولي إلى ما هنالك من أنظمة.

    2- قواعد الدين الإسلامي:

    إن الإسلام والإيمان والإحسان هي العناصر التي تشكل الدين الإسلامي القويم.

    معنى الإسلام:

    الإسلام هو النهج الذي به يتحقق استسلام العبد لربه وينقاد ويمتثل لأوامره.

    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فقال: الإسلام أن تشهد
    أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة،
    وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً.

    تنبيه: حصر الإسلام بهذه الأمور الخمسة المذكورة للاهتمام بها
    اهتماماً شديداً زائداً على غيرها، فهو يمتد إلى أكثر من هذه الأركان
    الخمسة، ويدل على ذلك النصوص الواردة في الكتاب والسنة.

    معنى الإيمان:

    الإيمان: هو التصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

    سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال: "أن تؤمن بالله،
    وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".

    فمعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الإيمان هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

    الإيمان وحقيقته:

    الإيمان تصديق القلب بالله وبرسوله، وهو التصديق الذي لا يرد عليه شك
    ولا ارتياب، وهو التصديق المطمئن الثابت المتيقن الذي لا يتزعزع ولا
    يضطرب، ولا تهجس فيه الهواجس ولا يتلجلج فيه القلب والشعور.

    فالقلب متى تذوق حلاوة الإيمان واطمأن إليه وثبت عليه، لابد من دفع لتحقيق
    حقيقته في خارج القلب في واقع الحياة في دنيا الناس، يريد أن يوجد مناسبة
    بين ما يستشعره في باطنه من حقيقة الإيمان، وما يحيط به في ظاهره من
    مجريات الأمور وواقع الحياة، ولا يطيق الصبر على المفارقة بين الصورة
    الإيمانية في حسه والصورة الواقعية من حوله لأن هذه المفارقة تؤذيه وتصدمه
    في كل لحظة.

    فالإيمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس ويحيط بجوانبها كلها من إدراك وإرادة ووجدان.

    وترتسم حقيقة الإيمان بأمور:

    أولاً: إدراك(1) ذهني تنكشف حقائق الوجود على ما هي عليه في واقع
    الأمر، وهذا الانكشاف لا يتم إلا عن طريق الوحي الإلهي المعصوم.

    ثانياً: بلوغ هذا الإدراك الذهني حدَّ الجزم الموقن الذي لا يزلزله
    شك ولا شبهة قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
    بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا(2)} [الحجرات: 15].

    ثالثاً: أن يصحب هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة لحكم من آمن به مع الرضا والتسليم.

    قال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
    فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا
    مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

    وقال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا
    دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا
    سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

    ______________________

    (1) علم أو معرفة.

    (2) لم يشكوا.

    وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ
    وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}
    [الأحزاب: 36].

    رابعاً: أن يتبع تلك المعرفة، وهذا الإذعان حرارة وجدانية قلبية،
    تبعث على العمل بمقتضيات العقيدة، والتمسك بمبادئها الخلقية والسلوكية فهي
    الجهاد في سبيلها بالمال والنفس، والقرآن الكريم يصف المؤمنين الحقيقيين:

    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ
    قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا
    وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
    وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ
    حَقًّا} [الأنفال: 4,2]

    معنى الإحسان:

    الإحسان: وهو تحقيق الإخلاص في العبادة وهو على مرتبتين كما أخبر
    بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن
    تراه فإنه يراك".

    المرتبة الأولى وهي الأعلى: أن تعبد الله كأنك تراه وهذه مرتبة المشاهدة:

    وهي أن يتنور القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة حتى يصير الغيب كالعيان.

    فمن عَبَدَ اللهَ عز وجل، وهو يستحضر قربَه منه، وأنه بين يديه، كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم.

    المرتبة الثانية: وهي دون الأولى: وهي الإخلاص، وهو أن يعمل العبد
    على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه، فإذا استحضر العبد هذا في
    عمله فقد حقق الإخلاص، فهو مخلص لله تعالى غير ملتفت إلى غيره ولا مريد
    بعمله سواه.



    3- مزايا الدين الإسلامي

    أ- دين الفطرة.

    ب- دين ثابت.

    ج- دين عقائده مبرهنة.

    د- دين شامل لكل قضايا الحياة.



    أ- دين الفطرة:

    إنَّ دين الإسلام موافق لخلقة الإنسان وفطرته، فلا مناقضة بينه وبين فطرة الإنسان ولذلك هو دين الفطرة.

    وإن الله عزَّ وجلَّ خلق الإنسان وحدَّد له المنهج الذي يتبعه بما يتوافق مع طبيعة الإنسان ويناسبه، وذلك المنهج هو الدين.

    فمن لم يتبع هذا الدين وقع في حالة اضطراب وعدم استقرار وضيقٍ صدري ونفسي.

    قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
    لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا
    حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ
    الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125] وقال تعالى:
    {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ
    عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(1) } [طه: 123, 124].

    ولذا من أراد أن يغير في دين الله، أو يبّدل، أو يشرع ديناً جديداً
    من عنده عليه أن يغير خلق الله لكي يكون الخلق الجديد مطابقاً للتبديل
    الجديد.

    فدين الإسلام منطبق تماماً على فطرة الإنسان كما أن المفتاح المحّدد
    منطبق على قفله المحكم، فمن أراد أن يغير القفل عليه أن يُغَيَّر المفتاح،
    ومن أراد أن يغير المفتاح عليه أن يغير القفل.

    وقد صرح القرآن الكريم بأن هذا الدين يتناسب مع الفطرة:

    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا(2) فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي
    فَطَرَ(3)النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
    الدِّينُ الْقَيِّمُ(4) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
    [الروم] فالآية تدل على أنه لا تبديل لخلق الله، فإذا لم يتبدل خلق
    الله فلن يكون هنالك تبديل لفطرته وهي الدين الذي لا اعوجاج فيه.

    __________________

    (1) ضيقة شديدة.

    (2) مائلاً إليه، مستقيماً عليه.

    (3) جبلهم وطبعهم عليها.

    (4) المستقيم الذي لا عوج فيه.

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر: "كلُّ مولود يولد
    على الفطرة، فإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" متفق عليه.

    ويدل الحديث الشريف على أن المولود لو ترك ينشأ بعيداً عن أي معتقد
    لاختار دين الفطرة وهو الإسلام، ولكن تأثير الأبوين على المولود في أن
    يعتنق ديناً غير الفطرة واضح في الواقع المشاهد.

    ب- دين ثابت:

    الدين الإسلامي دين ثابت محدد لا يقبل الزيادة ولا النقصان ولا
    التحريف ولا التبديل فمصدر هذا الدين القرآن والسنة، فليس لحاكم من الحكام
    أو وزير من الوزراء أو مؤتمر من المؤتمرات أو مجمع من المجامع العلمية أن
    يضيف إليهما أو يحور فيهما وكل إضافة أو تحوير فيهما يُرَدُّ على صاحبها.

    قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21].

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم.



    ج- دين عقائد مبرهنة:

    الدين الإسلامي عقائده مبرهنة لا تكتفي من تقرير مسائلها، وموادها
    بالإلزام المجرد والتكليف الصارم، ولا تقول كما تقول بعض العقائد الأخرى:
    (اعتقد، وأنت أعمى) أو (آمن ثم اعلم) أو (أغمض عينيك ثم اتبعني).

    بل يقول كتاب الله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، {ادعوا إلى الله على بصيرة}.

    وهي لا تكتفي بمخاطبة القلب والوجدان والاعتماد عليهما أساساً
    للاعتقاد، بل تتبع مسائلها بالحجة المقنعة الدامغة، والبرهان الواضح،
    والتعليل الصحيح الذي يملك أزمة العقول ويأخذ الطريق إلى القلوب.

    فالقرآن الكريم يقيم الأدلة في مسألة الألوهية من الكون، ومن النفس،
    ومن التاريخ على وجود الله، وعلى وحدانيته وكماله، وفي مسألة البعث يدلل
    على إمكانية خلق الإنسان، وخلق السماوات والأرض، وإحياء الأرض بعد موتها،
    ويدلل على حكمته بالعدالة في إثابة المحسن وعقوبة المسيء.

    قال الله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31].

    قال الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ
    الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ
    * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ} [الطور:
    37,35].

    وقال تعالى: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
    خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ
    يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنْشَرَهُ
    * كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى
    طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ
    شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا *
    وَزَيْتُونًا وَنَخْلا *وَحَدَائِقَ غُلْبًا(1) *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا(2)
    * مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [عبس: 32,17].

    وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ
    كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ
    لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ } [يوسف: 109]

    وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ
    نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ
    خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا
    الَّذِي أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
    *الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا
    أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
    وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ
    الْخَلاقُ الْعَلِيمُ *إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ
    يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ
    كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 77،83].

    د- دين شامل لكل قضايا الحياة:

    الدين الإسلامي شامل لكل نواحي الحياة وَمَرِنُ لأنه متعلق بالفطرة البشرية التي خلق الله الإنسان طبقاً لأحكامها.

    وإن وضع القوانين والتنظيمات لأي شيء يتوقف على العلم بحقيقة من توضع له القوانين والظروف المحيطة به.

    والإنسان يجهل حقيقة روحه وذاته، ولا يعلم المستقبل الذي سيواجهه،
    لذلك عجز الإنسان أن يصنع تشريعات، وقوانين دائمة تصلح لكل زمان ومكان،
    لكن الخالق سبحانه وتعالى هو العليم بحقيقة خلق الإنسان {أَلا يَعْلَمُ
    مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِفُ الخَبِيرُ} [الملك: 14] وهو المحيط علماً
    بما كان وما يكون وما سيكون. لذا لم لا يمكن لبشر أن يأتي بشريعة ثابتة
    مرنة تتناسب مع كل زمان ومكان إلا إذا كان مرسلاً من عند ربه.

    _____________________

    (1) كثيرة الأشجار.

    (2) ما ترعاه البهائم.

    وحسبنا أن شريعتنا الإسلامية حكمت مختلف الحضارات في مختلف البلدان
    ومختلف العصور طوال مئات السنين ولم توجد مشكلة إلا ووجد لها حل في هذه
    الشريعة الغراء.

    وفي عصرنا الحالي عصر التطورات السريعة والابتكارات الفذة يتأكد هذا
    المعنى بوضوح حيث فرضت شريعتنا نفسها في زماننا، رغم ضعف أهلها، لأن
    الإسلام يتمشى مع مقتضايات الحاجات فهو يستطيع أن يتطور دون أن يتضاءل في
    خلال القرون، ويبقى محتفظاً بكامل ماله من قوة الحياة والمرونة، فهو الذي
    أعطى للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً، وشريعته تفوق كل الشرائع على وجه الأرض.

    إنّ الباحثين والدارسين للقانون الدولي والعالمي اليوم قد أثبتوا
    بجلاء أن الشريعة الإسلامية تقوم على مبادئ ذات قيمة أكيدة لا شك في
    نفعها، وأن الاختلاف الفرعي في هذا الجهاز الضخم، منطوٍ على ثروة من
    الآراء الفقهية وعلى مجموعة من الأصول الفنية البديعة التي تتيح لهذا
    الفقه أن يستجيب بمرونة هائلة لجميع مطالب الحياة الحديثة.

    فمن أين لأُمِّيٍّ بعث منذ ألف وأربعمائة سنة وتزيد، أن يأتي بهذا
    التشريع، لو لم يكن مرسلاً من عند الله سبحانه وتعالى، ويا عجباً للجهلة
    من المسلمين الذين يريدون إلغاء الشريعة الإلهية واستبدالها بالقوانين
    البشرية !.



  12. بسم الله الرحمان الرحيم

    اخبااركم اليوم جايبه لكم معلومات مفيده عن الدين

    ~.*.~ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ~.*.~

    اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد



















    اللهم ارزقنا حسن الخاتمه







    يلا نبدأ ..
    هل تعـــــــــلم؟



    هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟

    يوسف عليه السلام



    هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟

    الصلوات الخمسة



    هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟


    هي صلاة الظهر





    هل تعلم أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة


    هو محمد صلى الله عليه وسلم



    هل تعلم أن أول من يقرع باب الجنة ؟

    هو محمد - صلى الله عليه وسلم





    هل تعلم أن أول شافع وأول مشفع ؟

    هو محمد صلى الله عليه وسلم



    هل تعلم أن أول أمة تدخل الجنة ؟

    هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم






    هل تعلم أن أول من أذن في السماء ؟

    جبريل عليه السلام



    هل تعلم أن أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟

    نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة


    ******


    زهقت؟؟ خليك كمان شويه واعطي دينك جزء من وقتك



    هل تعلم أن أول من ركب الخيل ؟

    هو إسماعيل عليه السلام



    هل تعلم أن أول من سمى الجمعة الجمعة ؟

    كعب بن لؤي






    هل تعلم أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟

    هو إسرافيل عليه السلام


    هل تعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم ؟

    اقرأ باسم ربك الذي خلق






    هل تعلم أن أول من خط بالقلم ؟

    هو إدريس عليه السلام






    هل تعلم أن آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟

    واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله




    هل تعلم أن أول ما نزل من التوراة ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم




    هل تعلم أن أول من جاهد في سبيل الله ؟

    إدريس عليه السلام







    هل تعلم أن أعظم آية في ا= قرآن الكريم ؟

    آية الكرسي





    من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت

    ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ..



    من قال (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولآ قوة إلا بالله العلي العظيم سبعا' بعد صلآتي الصبح والمغرب كتب من السعداء ولو كان من الأشقياء .



    من قال ( لآ إله إلآ إنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و هو في شده فرج الله عنه .... كما فرج عن يونس عليه السلآم عندما قال هذه الكلمات في بطن الحوت





    قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن


    سبحان الله وبحمده

    سبحان الله العظيم



    قال ابن القيم رحمه الله



    أربعة أشياء تُمرض الجسم

    الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير






    وأربعة تهدم البدن

    الهم * والحزن * والجوع * والسهر



    وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته

    الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور




    وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته

    التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة




    وأربعة تجلب الرزق

    قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة



    وأربعة تمنع الرزق

    نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة




    من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق عليه


    من قال سبحــــان الله وبحمده ..

    غرست له به نخلة في الجنة .



  13. بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله





    " من أروع ما قرأت مؤخراً للدكتور المنجرة",,,

    عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ بنوا سور الصين العظيم .. واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن ..! خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .. ! فبناء الإنسان .. يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم .. يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:





    1/اهدم الأسرة

    2/اهدم التعليم.

    3/اسقط القدوات والمرجعيات.





    *لكي تهدم اﻷسرة:عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت"

    *ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.

    *ولكي تسقط القدوات: عليك ب (العلماء) اطعن فيهم قلل من شأنهم، شكك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد.

    ***فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشئ على القيم؟!!,,,"



  14. كيف ندعو غير المسلمين إلى الإسلام






    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

    فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد داعيا ومبشرا ونذيرا فلقد كان من مهامه الأساسية الدعوة كما قال الله تعالى : { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } [الأحزاب:46-45]
    فقام بها رسول الله خير قيام مبلغا للرسالة ومؤديا للأمانة وناصحا للأمة ومجاهدا في الله حق جهاده حتى لقي ربه وقد دانت الجزيرة كلها لدعوة التوحيد، وتاركا جيلا أبيا من الصحابة رضوان الله عليهم الذين ساروا على ما تلقوه عنه وما حادوا عنه قيد أنملة، فبذلوا قصارى جهدهم جماعات وفرادى لنقل نور الإسلام الذي نعموا به إلى جميع الناس خارج الجزيرة العربية. نقلوه في رحلاتهم مخاطرين بأرواحهم في البراري والقفار، ولفظ العديد من الصحابة البارزين أنفاسهم الأخيرة في بلاد بعيدة غريبة وهم ينشرون الإسلام. إنهم بلا شك ضحوا وقدموا الكثير من أجل دينهم وأداء للأمانة التي حملوها بدون هوادة ولا حدود، وسار على ذلك التابعون لهم بإحسان، ففتحوا البلاد ودانت لهم الدول والممالك وانتشروا في الأرض ولازالت آثار القوم في معظمم بقاع الدنيا شاهدة على وجودهم.

    واليوم أخي المسلم يا من تنعم بما قدمه أولئك الأتقياء الأبرار وتعيش موحدا مؤمنا تأتيك أمم الأرض قاطبة تعمل لديك وتسمع توجيهاتك وإرشاداتك ثم تنال نصيبها مقابل جهدها وعرق جبينها من المال.

    هل تدرك أن الصراع الفكري في العالم أصبح محتدما، ولكل مبدأ جماعة إليه، بل تتبناه وتشجعه وتنفق عليه ببذخ في سبيل ذيوعه، وتسخر له أجهزة إعلامها وتخصص له دراسات عالية المستوى؟

    بالطبع أنت تدرك ذلك، وتعلم أيضا أن الإسلام دين عالمي يخاطب البشرجميعا، ذلك أنه هو الدين الذي جاءت به الرسل وهو الذي ارتضاه الله دينا للبشرية كما قال الله تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران:19]، وقوله سبحانه : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } [آل عمران:85]، وقوله عز وجل : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [المائدة:3]

    فلا دين غير دين الإسلام مقبول عند الله، ومعنى ذلك أن المسلم يؤمن إيمانا قاطعا بأن غير المسلمين على إختلاف أنماطهم وتوجهاتهم مدعوون إلى الإسلام الذي يتضمن عقيدة التوحيد التي جاء بها الرسل وناضلوا أقوامهم عليها، ومن ناحية أخرى فالإسلام نظام كامل للحياة يحدد للشخص هدفا واضحا لنشاطه في جميع نواحي الحياة من إجتماعية وإقتصادية وسياسية، فهو رسالة شاملة لكل الأرض أسودهم وأبيضهم عجمهم وعربهم مما يعني أن لا إستغناء للإنسان مهما كان شأنه أومستواه الثقافي أوالإجتماعي عن الإسلام.

    إضافة إلى ذلك فإن الدعوة شرف عظيم لهذه الأمة إذ تشارك في مهمة نبيها الشريفة بدعوة الناس إلى إتباع الصراط المستقيم.

    وأيضا فإن القيام بهذه الدعوة هو تحقيق للخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة كما قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } [آل عمران:110]

    نتيجة لهذا تجد أن جميع أبناء الأمة الإسلامية رجالا ونساء مطالبون شخصيا وبدون استثنا ء بنشر دعوة الإسلام بنفس الغيرة والتصميم وحب التضحية التي تخلق بها رسول الله وأصحابه.

    وبعد هذا كله تسأل نفسك : كيف أدعو الناس للإسلام ؟

    أولا: إنك أخي المسلم لابد أن تجعل من نفسك أسوة حسنة ومثالا يحتذى، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فلقد كان قبل النبوة يسمى الصادق الأمين وبعد النبوة كان خلقه القرآن كما قالت عائشة رضي الله عنها حتى إستحق ثناء خالقه ومرسله جل شأنه في قوله تعالى: { وإنك لعلى خلق عظيم } [القلم:4].

    ولهذا يشدد الله سبحانه وتعالى النكير على أولئك الذين يقولون مالا يفعلون : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } [الصف:2-3] وقوله تعالى : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } [البقرة:44]

    إن المسلم مطالب خاصة المسلم الذي أتاه الله علما وفهما وإداركا أن ينتفع بعلمه وفكره وأن ينفع الناس بذلك.

    ولا شك أن هناك صفات ينبغي أن يتحلى بها المسلم ليكون قدوة لغير المسلمين، عندما يرونه يحسون أن الإسلام يتجسد فيه، ومن هذه الصفات أن يقبل المسلم على نفسه ويجعلها خاضعة لكل ما يتلقى عن الله ورسوله من الأوامر والنواهي، كما أن المسلم مطالب بأن يستسلم لله ويتجرد له ليكون أدعى للقبول.

    ثانيا: ومن العوامل الحساسة المهمة التي ينبغي على المسلم إتباعها هو الأسلوب الحسن في نطاق الكتابة والخطابة والتحدث والنقاش، وبالأسلوب يستطيع المسلم أن يصيب الهدف ويبلغ القصد بأقل التكاليف وأيسرها.

    إن عرض المسلم لأفكاره ومبادئه بأسلوب شيق جذاب يحبب الآخرين إلى الإسلام فلا ينفرون أويبتعدون، كما أنه ينبغي مخاطبة الناس على قدر عقولهم ومداركهم، فلا يخاطب العمال الكادحين بأسلوب الفلاسفة أصحاب المنطق ولا يناقش الملاحدة الماديين بلسان عاطفي خال من الحجة والبرهان.

    والنفوس جبلت على حب من أحسن إليها بل وقد تدفعها القسوة والشدة أحيانا إلى المكابرة والإصرار والنفور فتأخذها العزة بالإثم. وليس معنى اللين المداهنة والرياء والنفاق وإنما اللين ببذل النصح وإسداء المعروف بأسلوب دمث مؤثر يفتح القلوب ويشرح الصدر كما قال تعالى موصيا نبيه موسى وهارون عليهما السلام : { اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } [طه:43-44]

    ثالثا: معرفة الشخص المدعو والتعرف على أفكاره ومفاهيمه وتصوراته وعلله ومشكلاته لأن ذلك وسيلة إلى التعرف على المنافذ التي تنفذ إلى نفسيته.

    إن المسلم في الحقيقة هو مشخص للمرض ومقدم للعلاج لمن يحتاح إليه، كما أنه لاينتظر أن يأتي إليه الناس بل إنه يسعى إلى البحث عنهم وزيارتهم بين وقت وآخر وفي فترات مناسبة لهم بل ودعوتهم في مختلف المناسبات والمشاركة في أفراحهم وأتراحهم.

    رابعا: والمسلم في دعوته الناس دائما يؤكد على معاني العقيدة الإسلامية ويحاول أن يزرع بذرة الإيمان بالله في قلب المخاطب، وأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت، وأن هناك حياة بعد الموت، وأن هناك حسابا وعقابا يثاب فيه المحسن مقابل إحسانه ويعاقب فيه المذنب على إساءته.

    فالحديث عن العقيدة الإسلامية وتجلية معانيها وأصولها وما تستلزمه وتتضمنه هو الأساس في دعوة الداعى وهى مما يجب أن يؤكد عليه دائما ولايغفل عنه مطلقا لأنها الأصل في الإسلام فإذا استقام له هذا الأصل واستجاب له المدعوون بعد كفرهم سهل عليه إقناعهم بمعاني الإسلام وفروعه.

    كما أنه عند الحديث عن واقع المسلمين وممارستهم يحاول المسلم أن يوضح أن ما يصيب المسلمين اليوم من تقهقر وتخلف وما هم فيه من تفكك إنما هو بسبب بعدهم عن الإسلام.

    وإن إدراك المدعو إلى الإسلام لأصول العقيدة الإسلامية ومعرفته شروط لا إله إلا الله يسهل أمر تعليمه وتدريسه بقية أصول الإسلام وأركانه بل ويساعد على تحفيظه القرآن الكريم.

    خامسا: إن المسلم مأمور بالصبر على الدعوة فهو لا يستعجل نتائج دعوته عندما يدعو الناس إلى الإسلام، كما أن اليأس لايعرف إلى قلب المسلم سبيلا ولا يمكن أن يصيبه الوهم إذا تأخر ظهور النتائج المرجوة من الجهود التي بذلها في سبيل دعوة الآخرين إلى الإسلام، ومن الصبر على الدعوة أن يقوم بواجب النصيحة في المواقع التي تجب فيها النصيحة وتنفع فيها الكلمة الحقة دون خوف من الناس مصداقا لقوله تعالى : { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } [الكهف:29]

    سادسا: إن المسلم مأمور بالتضحية في سبيل الله، التضحية بالوقت.. التضحية بالجهد.. التضحية بالكفاءة الفكرية والمكانة الإجتماعية والتضحية بالمستقبل اللامع والتضحية بالأماني والآمال، يقتدي بذلك بسلف الأمة الذين ضربوا أروع أمثلة التضحية في كل ما قاموا به في سبيل الدعوة.

    فما أحرى الأحفاد أن يسلكوا سبيل الأجداد السابقين، إنه لن تقوم للمسلمين قائمة ما لم يتصفوا بهذه الصفة الكريمة - التضحية - ذلك أنهم في حالة فقدانها فإن هذا يعني التسابق على الدنيا والتعلق بالأمور السافلة، ذلك أن التضحية بمعناها الحقيقي هو أن يرسم في ذهن المسلم مفهوم تقديم مصلحة الإسلام على كل مصلحة والعيش بالإسلام تحت أية ظروف، لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة والجهاد في سبيل الله.

    إن قلوب المسلمين لاينقصها التحمس للدين والفضيلة كما لا يروقها ما ترى من عمليات الهدم والتضليل التي يتعرض لها الإسلام، وكذا فهم حريصون كل الحرص على الإسلام ولكنهم يحتاجون إلى من يشرح لهم الدليل ويوضح السبيل. فما أحراك أخي المسلم أن تكون القائد الذي يريهم السبيل ويبين لهم الدليل فتكون بذلك قد ساهمت في مواجهة المخاطر التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في أنحاء الأرض وتكون قد دفعت عن المسلمين شرا كبيرا وفتحت لهم بابا واسعا بدعوة من يأتيك إلى الإسلام.

    إنه - بالتأكيد - بالمساهمات البسيطة الجادة تبلغ الأمة أملها المنشود في العزة والسؤدد والحضارة والمجد وتنال الأجر العظيم من الله في يوم أنت أحوج ما تكون فيه إلى العون.

    وينبغي للمسلم أن يستفيد مما كتبه أصحاب التجربة في هذا المجال كالكتب التالية:
    1 ـ ( الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ) [عبدالعزيز بن عبدالله بن باز].
    2 ـ ( تذكرة الدعاة ) [البهي الخولي].
    3 ـ ( تذكرة الدعاة ) [أبو الأعلى المودودي].
    4 ـ ( كيف ندعو الناس ) [عبدالبديع صقر].
    5 ـ ( الدعوة إلى الإسلام ) [مناع القطان].
    6 ـ ( رجال الفكر والدعوة في الإسلام ) [أبو الحسن الندوي].
    7 ـ ( مذكرات الدعوة والداعية ) [حسن البنا].
    8 ـ ( الدعوة الإسلامية الوسائل والخطط والمداخل ) [الندوة العالمية للشباب الإسلامي].
    9 ـ ( واجب الشباب المسلم ) [أبو الأعلى المودودي].
    10 ـ ( أصول الدعوة ) [عبدالكريم زيدان].

    وفقنا الله وإياك لما يرضيه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .

  15. سلسلة : قضايا معاصرة في المحاضن التربوية (1)

    الفراغ في حياة الشباب



    د.همام بن عبدالرحمن الحارثي


    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

    وبعد:
    للوقت أهمية كبرى في حياة المسلم، فهذه الأنفاس التي تذهب لن تعود والعمر الذي قدره الله عز وجل للإنسان يجب استثماره في ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته..

    ومن أهمية الوقت أن الله عز وجل أقسم به في غير ما موضع من كتابه، فقال جل وعلا: (والعصر)، وقال سبحانه: (والفجر)، وقال سبحانه: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2]، وقال سبحانه: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]، فأقسم سبحانه وتعالى بهذه الأوقات في كتابه، ولله عز وجل أن يقسم بما يشاء.

    وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: ((نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ)) (رواه البخاري).

    وهذه الأيام والأعمار والأوقات تمضي فلا تعود، ويؤكد هذه المعنى ما روي عن عمر بن عبدالعزيز في قوله: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما"، وقول الحسن البصري رحمه الله: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك".

    يقدم ماكدويل (1981) تلخيصًا لبعض الآراء التي ذكرها الباحثون في ميدان الفراغ حول أهمية أنشطته:

    1- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته الفرد شعورًا عاليًا بالتحرك نحو هوية مرغوبة.

    2- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته الفرد قيمة.

    3- تعطي أنشطة الفراغ وخبراته للفرد شعورًا عاليًا بالتعبير الذاتي وضبط الذات.

    4- تتبع أنشطة الفراغ وخبراته فرصًا للتعليم وللإنجاز وتحقيق الذات والنمو الذاتي.

    5- تتيح أنشطة الفراغ وخبراته فرصًا من التحدي والطموح، الراحة والاسترخاء، اللعب والراحة، الاجتماعية والوحدة، البناء والتشتت بين كثير من الأنشطة المتوازنة.

    6- تسمح للفرد أن يكتشف الأطر الخارجية للتحمل والجدة والتعقد وعدم الألفة والضغوط والمهارة.

    7- تضمن للفرد شعورًا بالخصوصية مستقلة عن الجماعية، وكذلك بعيدًا عن الأماكن العامة.

    8- تتسق أنشطة الفراغ مع ضمير الفرد.

    9- تختار أنشطة الفراغ كأشياء إيجابية في حد ذاتها يمكن أن يظهر فيها جانب من تقديرهم لذواتهم.

    10- تسمح للشخص أن ينوع في مستويات الود والرضاء مع الآخرين ومع نفسه أو بيئته.

    11- أنشطة وقت الفراغ تجمل أو تعوض بعض مشاغل الحياة؛ مثل: العمل، أو الأسرة.

    فيجب على المسلم أن يستثمر وقته فيما ينفعه في دنياه وآخرته، ولا تذهب حياته دون فائدة ولا معنى.

    ومشكلة الفراغ لدى الطلاب حجمها كبير، ويزيد حجم المشكلة عند هذه الفئة من المجتمع لعدة أسباب؛ منها: وفرة الوقت وعدم تحمُّل كثير من المسؤوليات ووجود الصحة والنشاط والطاقة، والتي لا بد أن يتم استثمارها في مكانها الصحيح.

    ويظهر حجم مشكلة الفراغ لدى الطلاب، من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه: "لن تزلا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل - وذكر منها- عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه"، والمتأمل هذا الحديث يعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص الشباب الذي هو جزء منه من العمر لأهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان، ولهذا قيل: مرحلة الشباب قوة بين ضعفين (الطفولة والشيخوخة).

    ولا شك أن الفراغ له أضرار جسيمة، وقد روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً فارغًا، لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة).

    ومن أضرار الفراغ:

    1- أن الفراغ يجعل الإنسان يسير بلا هدف ولا معنى في هذه الحياة.

    2- الفراغ يساعد الإنسان على ارتكاب المعاصي إذ لم يزاحم وقته بالطاعات وعمل الخيرات.

    3- الفراغ يبعث في نفس المؤمن الملل واليأس، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك.

    4- الفراغ يدل على ضعف الهمة وقلة الوعي وسوء التخطيط.

    إلى غير ذلك من الأضرار التي يجب التنبه لها والعمل على تجاوزها إلى مرحلة إشغال النفس بالخير وفيما ينفع الناس.

    للأسرة دور كبير في تنشئة وتربية أبنائها، وهو جزء من عملية التربية التي تشرف عليها الأسرة والتي تعتبر المحضن التربوي الأول للطفل.

    وتعامل الأسر مع أوقات الفراغ هو جزء من عملية التربية، ويجب على الأسرة استثمار أوقات الفراغ بالشكل الصحيح الأمر الذي ينعكس إيجابيًّا على حياة الفرد ومستوياته المهنية والشخصية والاجتماعية، كما يرى المختصون في علم الاجتماع؛ حيث يجمعون على أنه يوازي أهمية أوقات العمل كونه يُعنى بتنمية الذات الفردية وتطويرها.

    وتتحمل الأسرة مسؤولية تعويد الأبناء على الاهتمام بالوقت وتنظيمه منذ الصغر، إذا عودتهم الاستيقاظ في مواعيد محددة، وعودتهم الالتزام بما قطعوه على أنفسهم من مواعيد ومواثيق، ورسمت لهم كيفية تنظيم الوقت وحسن إدارته؛ من خلال تدريبهم على توزيع الوقت باعتدال بين القراءة وحل الواجبات، والاستفادة من التقنيات الحديثة؛ كالكمبيوتر والإنترنت في إثراء المعارف، وتعدُّد مصادر المعلومات، ومزاولة الألعاب المفيدة، وحضور المحاضرات والندوات، وتعويدهم الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع، وبخاصة في أوقات الانتظار في مواقف السيارات، أو عيادات الأطباء، أو في الدوائر الرسمية وغيرها.

    ومشكلة استغلال وقت الفراغ مشكلة تؤرق الجميع، لا سيما الأسرة لكيفية استغلال أبنائهم لوقت فراغهم، وهذا يعود لضعف الخطط المرسومة للفئة العمرية المخطط لها، وطبيعة المرحلة من حيث خصائص النمو العقلي والنفسي والاجتماعي.

    بداية لا بد من التخطيط الجيد لهذه المرحلة، ولا بد من مراعاة الآتي:

    1- المرحلة العمرية التي يعيشها الابن ومعرفة طبيعتها.
    2- معرفة اهتمامات الابن وجوانب الذكاء فيه، ويمكن الاستفادة من مقاييس الذكاء في هذه النقطة.
    3- معرفة واقع البرامج المطروحة والقائمين عليها.

    بعد ذلك تخطط العائلة مع إشراك الابن للاستفادة من أوقات الفراغ، من خلال كتابة خطة سنوية وشهرية ويومية، والالتزام بها وتحفيزه على التمسك بها، ومعاقبته في حال التقصير في ذلك، من خلال كتابة أهداف يجب إنجازها وَفق جدول معد لذلك، ويستفاد من الكتب التي تحدثت عن التخطيط الجيد.

  16. أولادك يستطيعون حفظ كتاب الله



    كتبته : هناء الصنيع


    كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الامتحانات ؟
    كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي..؟
    أنا لا أتحدث عن طالب المرحلة الثانوية أو المتوسطة، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقس على ذلك..
    أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه..؟
    أم أنك تعجز عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6)مقررات أو (13) مقرراً..
    بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت الذي تختبر..! لدرجة أنك تقسو عليهم أحياناً ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات.

    أسألك بصراحة هل تحب أولادك حقاً..؟

    ستجيب نعم ، أعود وأسألك:
    هل تحبهم في الله..؟

    أرجو أن لا تتسرع في الإجابة، فقد تكون الإجابة مؤلمة وأنت لا تشعر..!
    إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذل مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..
    الحب الحقيقي لأولادك، أن تنجح في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يحفظوا مقررات طويلة ومتنوعة..
    وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أولادك على حفظ كتاب الله تدريجياً.. وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ،ومن العين والشياطين ،
    وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية ،وتقوية للذاكرة، وطلاقة للسان، وصفاء للذهن والروح.

    ثم من هو الوالد الذي لا يريد هذا الخير لأولاده ولا يحرص عليه؟!
    إنها أغلى هدية تقدمها لأولادك وستسعد بها في حياتك وبعد مماتك،
    ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)وذكر منها ولد صالح يدعو له،
    أيُّ ولد هذا الذي تتوقع أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أو ترفع منزلتك
    عند الله.

    أيُّ ولد هذا.. ؟
    هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر..؟
    أم الذي يمضي وقته في لعب الكرة..؟
    أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين

    فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.
    فهنيئاً ثم هنيئاً لكل من حاز في بيته ذرية من حفظة كتاب الله الكريم،
    وما أكثرهم والحمد لله حيث تسمع لبيوتهم مثل دوي النحل من تلاوة القرآن ،نسأل الله من فضله.



  17. كيف هانت عليهم وهي معلقة بالعرش؟!





    بسم الله الرحمن الرحيم


    تؤلمني ظاهرة بدأت تسري في مجتمعنا سريان النار في الهشيم..
    تدخل في البيوت وتفسدها!
    وتتغلغل بين الأسر وتحطمها!
    ظاهرة في ديننا هي (كبيرة) من الكبائر.. ومع ذلك قد نراها في بيوت المستقيمين على الدين! فليست خاصة بالأقل تمسكا بالدين!
    إنها قطيعة الرحم..
    ففي مجتمع إسلامي كان يفخر بعلاقاته الاجتماعية المميزة أصبحنا نسمع قصصا محزنة عن قطيعة الرحم, ليست بين الأقارب فقط ..بل بين أقرب الأقارب!
    صرنا نسمع عن تقاطع بين الإخوة والأخوات , وعن تقاطع بين الأشقّاء ..بل سمعت عن تقاطع بين توأمين ! ..عن أختين اجتمعتا في بطن واحد! يالله كيف هانت عليهما تلك البطن التي جمعتهما؟!
    وليتها قصص وقفت على قطيعة بل وصلت إلى نزاعات في المحاكم؛
    يخبرنا أحد القضاة أن أكثر القضايا في المحاكم هي قضايا النزاع بين الإخوة على الميراث, وكيف أنهم وصلوا لدرجة من القطيعة البشعة بسببه,
    فانظر كيف استغل الشيطان حب الإنسان للمال ليرتكب مسلم متدين كبيرة من الكبائر.. وعملا مقيتا يبغضه الله!
    انظر كيف جرتهم القطيعة إلى أعظم الذنوب وهو عقوق الوالدين.. فهم يعلمون أنه عمل يحزن ويغضب والديهم,

    كيف هانت عليهم الرحم التي جمعتهم؟!..
    الرحم التي أمر الله بصلتها في كتابه الكريم وأمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بها في أكثر من حديث!

    الرحم التي هي من الإيمان :
    {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه} البخاري ومسلم,
    الرحم التي ورد في الحديث أنها معلقة بالعرش :
    (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله, ومن قطعني قطعه الله) البخاري ومسلم,
    الرحم التي قرن الله تقواه بها حيث قال تعالى :
    {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء.

    بل إنه سبحانه توعد قاطعها بوعيد تقشعر منه الأبدان, قال تعالى:
    {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} محمد,
    أي عقوبة أشد من اللعن والطرد عن رحمة الله؟!..

    أي عقوبة أعظم من الصمم عن الحق,والعمى عن الخير؟!..
    قال الإمام ابن عشور رحمه الله في تفسيرها:
    "وفي الآية إشعار بأن الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام من شعار أهل الكفر , فهما جرمان كبيران يجب على المؤمنين اجتنابهما".
    بل إن عقوبة قاطع الرحم من العقوبات المعجلة في الدنيا قبل الآخرة, ففي الحديث :" ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا, مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ "
    رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه,وصححه الالباني.

    أتساءل عن هؤلاء القاطعين للرحم كيف يمرون على هذه الآيات؟!
    ربما هذا مصداق الآية , فهم استحقوا عقوبة القطيعة التي هي الصمم والعمى عن الحق :"فأصمهم وأعمى أبصارهم" فهم لا يرونها ولا يسمعونها وإن كانت أعينهم مفتوحة وآذانهم سليمة!, نسأل الله السلامة والعافية!
    أتساءل عن هذا الرجل الذي يصلي , ويصوم , ويحج , ويجتهد في العبادة ليحقق أمنية كل مسلم وهي"دخول الجنة", ثم يقطع رحمه! وهو يسمع بحديث صحيح في البخاري ومسلم :
    {لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ}؛

    ربما هذا القاطع لرحمه يعتذر لنفسه أن أقاربه هم الذين قطعوه! ربما يهوّن لنفسه القطيعة بأنه ليس هو من بدأها!
    ألا فليعلم أن عذره غير مقبول!
    لست من يقول هذا! بل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    {ليس الواصل بالمكافئ, ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها} رواه البخاري.
    ألا فليعلم أنه يصلهم لله!,
    ويمتثل لأمر الله,
    ويتغافل عن أذاهم لله,
    وينتظر المكافأة من الله,
    فلا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا؛

    ليكن في تعامله معهم عظيما كأبي بكر رضي الله عنه الذي كان ينفق على ابن خالته الفقير, ولما قذف بعض المنافقين عرض عائشة رضي الله عنها كان ابن خالته ممن خاض معهم, فأوقف الصديق النفقة وحلف أن لا ينفق عليه, وبعد أن أنزل الله آيات براءة الصديقة أنزل قوله تعالى في سورة النور:
    {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ِ}, قال أبوبكر رضي الله عنه : بلى! أي"بلى أحب أن يغفر الله لي"!
    ما أبشع القذف والطعن في العرض!..
    وما أعظم العفو والصفح!..
    وما أجمل تلك القلوب النقية!..

    وكما أن (عقوبة) قطيعة الرحم معجلة في الدنيا قبل الآخرة,
    كذلك (ثواب) صلة الرحم معجل في الدنيا قبل الآخرة!
    من يصل رحمه لله.. فليبشر بسعة الرزق , وطول العمر, والذكر الحسن الذي يبقى حتى بعد موته, إنه وعد من الله لا يخلف الله وعده, بشرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم :
    {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ} البخاري ومسلم ؛
    وهذا ملاحظ كثيرا في حياتنا , فكم رأينا من واصل بارك الله له في رزقه وعمره.

    وأختم بتعليق الشيخ ابن جبرين رحمه الله على الحديث السابق حيث قال :
    "..أن الله يجازي العبد من جنس عمله ؛ فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه , وصلاً حقيقياً , وضده : من قطع رحمه , قطعه الله في أجله وفي رزقه.. "
    فتاوى الشيخ ابن جبرين (54 / 13).

    نسأل الله أن يكفي مجتمعنا قطيعة الرحم , وأن يعيدنا إلى واحة التراحم , ويجعلنا ممن قال فيهم :
    {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} الرعد.

  18. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم


    محتاجون إلى الله، فقراء إليه

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين صاحب السنة المطهرة والمبعوث رحمة للعالمين خاتم الانبياء والمرسلين ونبى ادبه الله فاحسن تاديبه فاتانا وهو صاحب الخلق العظيم فاللهم اجمعنا واياه على حوضه الكريم امين


    ارتباط الناس بخالقهم في كل أمور حياتهم محتاجون إلى الله، فقراء إليه.

    اخوتي بالله

    نحن محتاجون إلى الله، فقراء اليه نحن نعتمد على الله في كل امور حياتنا ، وهذا الخلق في العالم في السماوات والأرض جميعنا محتاجون إلى الله الواحد

    قال تعالى {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }} سورة فاطر 15.

    فالخلق محتاجون إلى الله، فقراء إليه كيف لا وهو الخالق

    قال تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } سورة الإنسان 1.

    {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } سورة النحل 78.

    الخلق محتاجون إلى الله فقراء اليه في هذه الحواس والإمكانات التي أعطاهم، من هذا العقل، وهذا السمع، وهذا البصر{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم} ٍسورة التين 4.


    نحن محتاجون الى الله لهدايتنا الى الصراط المستقيم ، فلولا الله ما عرفوا الحق ولا اهتدوا إليه، ولكن الله عز وجل أنزل كتبه، وأرسل رسله؛ ليدلهم على الحق، الخلق محتاجون إلى الله في معرفة تفاصيل العبادات، ولا يمكن بعقولهم المجردة أن يعرفوا كم صلاة في كل وقت، وكم ركعة في كل صلاة، وكم أنصبة المواريث،

    ونحن محتاجون الى الله حتى ينصرنا على عدونا وعدو الاسلام

    ولا ننسى عندما وقف نبينا يناشد ربه في معركة بدر وهو يرى العدوا اضعاف مضاعفة من اعداد المسلمين واصحابة فرفع يديه الى السماء يدعوا ربه {اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض} .حتى سقط رداؤه عن منكبية عليك الصلاة والسلام يا حبيب الرحمن فيأتيه أبو بكر فيلتزمه من خلفه بردائه، يقول: إن الله منجز لك ما وعدك،

    الخلق محتاجون إلى الله فقراء اليه في طعامهم وشرابهم الذي يأكلونه ويشربونه، الخلق محتاجون إلى الله في رزقهم الذي يأتيهم { أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُم } ْسورة الملك 21. من الذي يرزقكم إلى

    فنحن محتاجون الى الله فقراء اليه وهوالرازق الواهب المعطي عز وجل وهولا يحتاج الى أي عبد من عباده فعباتدك لك وحدك والاجر لك وحدك

    وهم يحتاجون إليه، فإن العباد لا قوام لهم إلا بالله

    {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} سورة الرعد 33

    {.اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيّ الْقَيُّومُ} سورة آل عمران 2.

    القائم هو الله والممسك هو الله {وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ } سورة الحـج 65

    محتاجون إلى الله فقراء اليه في سكنهم بالزوجات، وإنجابهم للأولاد، الخلق محتاجون إلى الله في صحتهم من بعد المرض، وشفائهم من تلك العلل؛ ولذلك قال الخليل عليه السلام:{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } سورة الشعراء 78-82.

    فالخلق محتاجون إلى الله فقراء اليه في هدايتهم، والخلق محتاجون إلى الله في طعامهم وشرابهم، فذكر: يَهْدِينِ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ

    والخلق محتاجون إلى الله فقراء اليه في شفائهم من الاسقام والامراض { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} قال عليه الصلاة والسلام: (اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت

    واذا عرفتي اختاه اننا محتاجون الى الله في كل الامور مهما صغرت


    فإذا عرفنا أننا محتاجون إلى الله فقراء اليه ماذا نفعل؟ ويصح الاعتقاد بهذا، ستتغير أمور

    * فيصبح الإنسان عزيزاً، ، يتعز بنفسة والإنسانية فلا يطلب ولا يذل نفسه لاحد من الخلق ،

    * ويكون ذالك بالاعتماد على الله والتوكل عليه ،

    * عقيدة الافتقار إلى الله عقيدة عظيمة جداً، ومطلوب أن نفهمها دائماً، هذه عقيدة الافتقار إلى الله، تجعل المسلم يتوكل على ربه، مع الاخذ بالأسباب الشرعية

    ،ونكون قد خرجنا من هذه الدنيا على عقيدة صحيحة وانجاز عظيم والنجاة من النار والفوز بالجنة

    فيجب علينا تأسس حاجتنا الى الله وافتقارنا اليه فنحن من يحتاج ونحن عباد الله الفقراء لعفوه ورحمته

    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد }ُ سورة فاطر 15.

    قال تعالى { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } سورة الحـج 37.

    قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } سورة فاطر 10.


    الحديث القدسي: عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه

    قال : {{ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }}

    ( رواه مسلم) .

    إظهار الحاجة إلى الله يؤدي للطلب، ويؤدي لتفرغ القلب إلا من الله، فيكون الدعاء قوياً، والطلب مباشراً، والقصد واضحاً، واللجوء عظيماً، فتحصل الاستجابة، وكثير من الناس لا يعرف أحياناً لماذا لم يُجب دعاؤه؛ لأنه لم يكن محتوياً على إظهار الحاجة، والاعتراف بالعجز، دبرِّني فإني لا أحسن التدبير،

    اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك اللهم إنا محتاجون إليك في دخول الجنة، نتكل عليك لا على أعمالنا، اللهم اغفر لنا واجعلنا من ورثة جنة النعيم، واجعلنا ممن يأتيك بقلب سليم، اللهم إنا نسألك الفرج لإخواننا المستضعفين يا رب العالمين، اللهم قد طالت محنتهم وأنت الغني القوي ففرج عنهم ما هم فيه، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين، يا رب العالمين، نسألك الفرج لإخواننا المسلمين، نسألك الفرج لإخواننا المستضعفين، اللهم أطعمهم، وآوهم، واحفظهم، وأمنهم، وانصرهم، أنت القوي اللهم اهدنا واهد ذرياتنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.

    وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

  19. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم


    مفاتيح كل مغلق وشفاء كل داء


    إن هذه البشرية - وهي من صنع اللّه - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع اللّه ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق،وشفاء كل داء:«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» ..

    «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» ..ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه،ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه،ولا تسلك في أمر نفسها،وفي أمر إنسانيتها،وفي أمر سعادتها أو شقوتها ..ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة ..وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز.

    ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه،فترده إلى المصنع الذي منه خرج،ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب،الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف،الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه:«إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟» ..

    ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة.البشرية المسكينة الحائرة،البشرية التي لن تجد الرشد،ولن تجد الهدى،ولن تجد الراحة،ولن تجد السعادة،إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير،كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير!

    ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها،ونكبة قاصمة في حياتها،نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات

    لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض،وأسنت الحياة،وتعفنت القيادات،وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة و«ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ»

    تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن،وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن،وبالشريعة المستمدة من هذا التصور ..فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته.لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا،كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور،قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء ..نعم! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال،والعظمة والارتفاع،والبساطة واليسر،والواقعية والإيجابية،والتوازن والتناسق ...بحيث لا يخطر للبشرية على بال،لولا أن اللّه أراده لها،وحققه في حياتها ..في ظلال القرآن،ومنهج القرآن،وشريعة القرآن.

    ثم وقعت تلك النكبة القاصمة ونحي الإسلام عن القيادة.نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى،في صورة من صورها الكثيرة.صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم،كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان!

    إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية.يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ثم يقولون لها:اختاري!!!

    اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة،وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج اللّه!!!

    وهذا خداع لئيم خبيث.فوضع المسألة ليس هكذا أبدا ..إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني.إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة ..ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض.هذا المقام الذي منحه اللّه له،وأقدره عليه،ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافىء الواجب المفروض عليه فيه وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع ..

    على أن يكون الإبداع نفسه عبادة للّه،ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام،والتقيد بشرطه في عقد الخلافة وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي اللّه.فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة،والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ..فهم سيئو النية،شريرون،يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال،وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح،وأن تؤوب من المتاهة المهلكة،وأن تطمئن إلى كنف اللّه ...

    وهنالك آخرون لا ينقصهم حسن النية ولكن ينقصهم الوعي الشامل،والإدراك العميق ..
    هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية،وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة.فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية،وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ويجعلون للقوانين الطبيعة مجالا،وللقيم الإيمانية مجالا آخر ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية،وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا.اتبعوا منهج اللّه أم خالفوا عنه.حكموا بشريعة اللّه أم بأهواء الناس!

    هذا وهم ..إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين.

    فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن اللّه في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء.ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره ..وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن.ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف:«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ.وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ».وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه:«فَقُلْتُ:اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً،وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ،وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» ..وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله اللّه بهم:«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ».

    إن الإيمان باللّه،وعبادته على استقامة،وإقرار شريعته في الأرض ...كلها إنفاذ لسنن اللّه.

    وهي سنن ذات فاعلية إيجابية،نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار.

    ولقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية،حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية ..هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ولكنها تظهر حتما في نهايته ..وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه.لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية.وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما.وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عند ما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا ..

    وفي الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم.تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار،بينما جناحه الآخر مهيض،فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك ..لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج اللّه،وهو وحده العلاج والدواء.

    إن شريعة اللّه للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون.فإنفاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون ..والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير.فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم،كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم.وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني،ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير،ونظافة في الشعور،وضخامة في الاهتمامات،ورفعة في الخلق،واستقامة في السلوك ...وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن اللّه كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية ..فكلها أطراف من سنة اللّه الشاملة لهذا الوجود.

    والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود.وعمله وإرادته،وإيمانه وصلاحه،وعبادته ونشاطه ....هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود وهي مرتبطة بسنة اللّه الشاملة للوجود ..وكلها تعمل متناسقة،وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق بينما تفسد آثارها وتضطرب،وتفسد الحياة معها،وتنتشر الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم:«ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ» ..فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين ماجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع.ولا يوحي بتمزيق هذا الارتباط،ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق،ولا يحول بين الناس وسنة اللّه الجارية،إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى وينبغي لها أن تطارده،وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم ..

    وقال تعالى:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }
    [الإسراء:9]

    ..هكذا على وجه الإطلاق فيمن يهديهم وفيما يهديهم،فيشمل الهدى أقواما وأجيالا بلا حدود من زمان أو مكان ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج وكل طريق،وكل خير يهتدي إليه البشر في كل زمان ومكان.

    يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور،بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها ولا غموض،والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة،وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء،وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق.

    ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه،وبين مشاعره وسلوكه،وبين عقيدته وعمله،فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم،متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض،وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى اللّه،ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعا بالحياة.

    ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة،فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل وتيأس من الوفاء.ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار.ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال.

    ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض:أفرادا وأزواجا،وحكومات وشعوبا،ودولا وأجناسا،ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى ولا تميل مع المودة والشنآن ولا تصرفها المصالح والأغراض.الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه،وهو أعلم بمن خلق،وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل،فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان.

    ويهدي للتي هي أقوم في تبني الديانات السماوية جميعها والربط بينها كلها،وتعظيم مقدساتها وصيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام ووئام.

    « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» ..«وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً،وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» فهذه هي قاعدته الأصيلة في العمل والجزاء.فعلى الإيمان والعمل الصالح يقيم بناءه.فلا إيمان بلا عمل،ولا عمل بلا إيمان.الأول مبتور لم يبلغ تمامه،والثاني مقطوع لاركيزة له.وبهما معا تسير الحياة على التي هي أقوم ..وبهما معا تتحقق الهداية بهذا القرآن.


    فأما الذين لا يهتدون بهدي القرآن،فهم متروكون لهوى الإنسان.الإنسان العجول الجاهل بما ينفعه وما يضره،المندفع الذي لا يضبط انفعالاته ولو كان من ورائها الشر له:«وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا» ..

    ذلك أنه لا يعرف مصائر الأمور وعواقبها.ولقد يفعل الفعل وهو شر،ويعجل به على نفسه وهو لا يدري.أو يدري ولكنه لا يقدر على كبح جماحه وضبط زمامه ..فأين هذا من هدى القرآن الثابت الهادئ الهادي؟

    ألا إنهما طريقان مختلفان:شتان شتان.هدى القرآن وهو الإنسان!



  20. الحـلف : شرحه / وحكــمه





    معنى الحلف

    تعريف اليمين " الحلف " لغة :
    - اليمين جمعها أيمان و تجمع على أيمن، و اليمين في أصل اللغة اليد اليمنى
    و أطلقت على الحلف لأنهم كانوا إذا تحالفوا أخذ كل بيمين صاحبه .

    و أما عن التعريف " اصطلاحاً " : - قال ابن حجر :
    « بأنها توكيد الشيء بذكر اسم أو صفة لله تعالى »

    و قال: « و هذا أخصر التعاريف و أقربها »

    الاصل فى مشروعية اليمين

    الأصل في ذلك الكتاب و السنة والإجماع .

    فأما من الكتاب فقول الله تعالى:
    ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ . . ) سورة المائدة آية 89

    وأما من السنة فقوله صلى الله عليه وسلم:
    ( لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني )

    وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على انعقاد اليمين .

    احكام اليمين

    السؤال : ما حـكـم الـحـلـف بـغـير اللـه ؟

    الإجابة \ إن كان الحـالف يعتقد أن للمحلوف به منزلة مثل الله تعالى فهو مشرك شركًا أكبر
    وإن كان لا يعتقد ذلك ولكن كان في قلبه من تعظيما لمحلوف بهما حمله على أن يحلف به
    دون أن يعتقد أن له منزلة مثل منزلة الله فهو مشرك شركًا أصغر

    لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "

    و يجب الإنكار على من تبرك بالقبور أو دعا المقبور أو حلف بغير الله و أن يبين له أنه لن ينجيه من عذاب الله
    قوله
    هذا شيء أخذنا عليه فإن هذه الحجة هي حجة المشركين الذين كذبوا الرسل

    وقالوا ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )

    فقال لهم الرسول
    ( أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون )

    قال الله تعالى ( فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )
    سورة الزخرف
    ولا يحل لأحد أن يحتج لباطله بكونه وجد عليه آباءه أو بكونه عادة له ونحو ذلك ولو احتج بهذا فحجته داحضة

    عند الله تعالى لا تنفعه ولا تغني عنه شيئًا
    وعلى الذين ابتلوا بمثل هذا أن يتوبوا إلى الله وأن يتبعوا الحق
    أينما كان وممن كان ومتى كان وأن لا يمنعهم من قبوله عادات قومهم أو لوم عوامهم

    فإن المؤمن حقًا هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يصده عن دين الله عائق .

    الحلف أحكامه

    س \ ما حكم الحلف بالنبي صل الله عليه وسلم، الكعبة ، الشرف ، الذمة ، وقول الإنسان " بذمتي " . . ؟!

    الإجابة \ الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام لا يجوز، بل هو نوع من الشرك و كذلك الحلف بالكعبة لا يجوز بل هو نوع من الشرك
    لأن النبي صلى الله عليه وسلم و الكعبة كلاهما مخلوقان

    و الحلف بأي مخلوق نوع من الشرك وكذلك الحلف بالشرف لا يجوز، وكذلك الحلف بالذمة لا يجوز


    لقول النبي صل الله عليه وسلم: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "

    و قال صل الله عليه وسلم
    " لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت "

    لكن يجب أن نعلم أن قول الإنسان "بذمتي"
    لا يراد به الحلف و لا القسم بالذمة و إنما يراد بالذمة العهد

    يعني هذا على عهدي و مسؤوليتي
    هذا هو المراد بها
    أما إذا أراد بها القَسَم فهي قسَم بغير الله فلا يجوز

    لكن الذي يظهر لي أن الناس لا يريدون بها القَسَم إنما يريدون بالذمة العهد والذمة بمعنى العهد

    الحلف أحكامه

    سؤال \ كثرة الحلف بالله العظيم في أكثر الأحيان، وبعض الأحيان يأتي الحلف عفويًّا ويكون غير صادق

    و بعض الأحيان يكون الشخص صادقًا في حلفه، فهل عليه كفارة في كلتا الحالتين . . ؟


    الإجابة \ يجب احترام اليمين بالله وتوقيرها، وألا يحلف المسلم إلا وهو صادق، ولا يحلف إلا عند الحاجة

    و كثرة الحلف تدل على التهاون باليمين، قال تعالى: { وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ } سورة القلم آية 10‏

    واليمين التي تجب بها الكفارة هي التي قصد عقدها على أمر مستقبل ممكن
    قال تعالى :
    { وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ } سورة المائدة آية 89‏ .

    سؤال/ ما حكم قول الإنسان: " واللـه وحياتكـ " . . ؟

    الإجابة / قـوله هذا فيـه نوعان من الشـرك

    الأول: الحلف بغير الله تـعالى .

    الثاني : الإشراك مع اللـه بقوله : " و الله وحياتكـ " وضمِّها الى الله بالواو المقتضية للتسوية



    و القسم بغير الله إن أعتقد أن المُقسم به بمنزلةِ الله في العظمة فـهو شرك أكبر و إلا فـهو شرك أصغر

    سؤال/ ما حُكم القسم بـ صفة من صفات اللـه تعالى . . ؟!

    الإجابة / القسم بـ صفة من صفات اللـه تعالى جائز، مثل أن تقول
    " وعزة الله لأفعلن "

    " و قدرة الله لأفعلن " و ما أشبه ذلكـ، و قد نص على ذلك أهل العلم حتى قالـوا: إنه لو أقسم بـ المصحف
    لـ كان جائزاً، لأن المصحف مُشتمل على كـلام اللـه و كـلام الله من صفاته
    ،،،،

    أسأل الله لي ولكن أن لا نتهاون كثيرا في الحلف
    بسبب أو بدون سبب

  21. جنسية المسلم, عقيدته





    جاء الإسلام إلى هذه البشرية بتصور جديد لحقيقة الروابط والوشائج، يوم جاءها بتصور جديد لحقيقة القيم والاعتبارات، جاء ليرد الإنسان إلى ربه، وليجعل هذه السلطة هي السلطة الوحيدة التي يتلقى منها موازينه وقيمه، كما تلقى منها وجوده وحياته، والتي يرجع إليها بروابطه ووشائجه.

    جاء ليقرر: أن هناك وشيجة واحدة تربط الناس في الله فإذا انبتَّت هذه الوشيجة فلا صلة ولا مودة: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22].

    وأن هناك حزبًا واحدًا لله لا يتعدد، وأحزابًا أخرى كلها للشيطان وللطاغوت:
    {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

    وأن هناك طريقًا واحدًا يصل إلى الله وكل طريق آخر لا يؤدي إليه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

    وأن هناك نظامًا واحدًا هو النظام الإسلامي وما عداه من النظم فهو جاهلية: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].

    وأن هناك شريعة واحدة هي شريعة الله وما عداها فهو هوى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18].

    وأن هناك حقًا واحدًا لا يتعدد، وما عداه فهو الضلال: {…فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32].

    بهذه النصاعة والجزم القاطع جاء الإسلام ليرفع الإنسان، ويخلصه من وشائج الأرض والطين، فلا وطن للمسلم إلا الذي تقام فيه شريعة الله، فتقوم الروابط بينه وبين سكانه على أساس الارتباط في الله، ولا جنسية للمسلم إلا عقيدته التي تجعله عضوًا في ‘ الأمة المسلمة ‘، ولا قرابة للمسلم إلا تلك التي تنبثق من العقيدة في الله، فتصل الوشيجة بينه وبين أهله في الله.

    فإذا انعقدت آصرة العقيدة؛ فالمؤمنون كلهم إخوة، ولو لم يجمعهم نسب ولا صهر: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ…} [الحجرات: 10].
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ…} [الأنفال: 70].

    وهي ولاية تتجاوز الجيل الواحد إلى الأجيال المتعاقبة، وتربط أول هذه الأمة بآخرها، وآخرها بأولها: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].

    ويضرب الله الأمثال للمسلمين بالرهط الكريم من الأنبياء الذين سبقوهم في موكب الإيمان الضارب في شعاب الزمان: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ* قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 45- 47].

    ويعتزل إبراهيم أباه وأهله حين يرى منهم الإصرار على الضلال: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم: 48].

    ويحكي الله عن إبراهيم وقومه ما فيه أسوة وقدوة: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ…} [الممتحنة: 4].

    والفتية أصحاب الكهف يعتزلون أهلهم وقومهم وأرضهم ليخلصوا لله بدينهم، ويفرُّوا إلى ربهم بعقيدتهم، حين عز عليهم أن يجدوا لها مكاناً في الوطن والأهل والعشيرة: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى* وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا* هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا* وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا} [الكهف: 13- 16].

    وامرأة نوح وامرأة لوط يفرق بينهما وبين زوجيهما حين تفترق العقيدة: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10].

    وامرأة فرعون على الضفة الأخرى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11].

    وهكذا تتعدد الأمثال في جميع الوشائج والروابط: وشيجة الأبوة في قصة نوح، ووشيجة البنوة والوطن في قصة إبراهيم، ووشيجة الأهل والعشيرة والوطن جميعاً في قصة أصحاب الكهف، ورابطة الزوجية في قصص امرأتي نوح ولوط وامرأة فرعون.

    وهكذا يمضي الموكب الكريم في تصوره لحقيقة الروابط والوشائج.. حتى تجيء الأمة الوسط، فتجد هذا الرصيد، فتمضي على النهج الرباني للأمة المؤمنة، وتفترق العشيرة الواحدة، ويفترق البيت الواحد، حين تفترق العقيدة، وحيث تنبت الوشيجة الأولى، ويقول الله -سبحانه- في صفة المؤمنين قوله الكريم: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة المجادلة: 22].

    وحين أنبتت وشيجة القرابة بين محمد -صلى الله عليه وسلم- وبين عمه أبي لهب، وابن عمه عمرو بن هشام [أبو جهل] وحين قاتل المهاجرون أهلهم وأقرباءهم وقتلوهم يوم بدر.. حينئذ اتصلت وشيجة العقيدة بين المهاجرين والأنصار، فإذا هم أهل وإخوة، واتصلت الوشيجة بين المسلمين العرب وإخوانهم: صهيب الرومي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي.

    وتوارت عصبية القبيلة، وعصبية الجنس، وعصبية الأرض.

    وقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» [رواه البخاري ومسلم].

    فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس، واختفت لوثة القوم، منذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، إنما عاد وطنه هو « دار الإسلام » التي تسيطر عليها عقيدته، وتحكم فيها شريعة الله وحدها، التي يأوي إليها ويدافـع عنها، ويستشهد لحمايتها ومد رقعتها.

    هذا هو الإسلام.. لقد أطلق الإسلام البشر من اللصوق بالطين ليتطلعوا إلى السماء، وأطلقهم من قيد الدم.. قيد البهيمة.. ليرتفعوا في عليين.

    وطن المسلم الذي يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم، وعشيرة المسلم التي يأوي إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم، وانتصار المسلم الذي يهفوا إليه، ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش.

    إنما هو كما قال الله عنه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1- 3].

    إنه النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات.. والجهاد لنصرة دين الله وشريعته لا لأي هدف من الأهداف، والذياد عن « دار الإسلام »، والتجرد بعد هذا كله لله، لا لمغنم ولا لسمعة، ولا حمية لأرض أو قوم: عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم– فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» [رواه البخاري ومسلم].

    وفي هذا وحده تكون الشهادة لا في أية حرب لأي هدف غير هذا الهدف الواحد.. لله..

    والوطن: دار تحكمها عقيدة ومنهاج حياة، وشريعة من الله.. هذا هـو معنى الوطـن اللائق « بالإنسان ».

    والجنسية: عقيدة ومنهاج حياة. وهذه هي الآصرة اللائقة بالآدميين.

    إن عصبية العشيرة والقبيلة والقوم والجنس واللون والأرض عصبية صغيرة متخلفة.. عصبية جاهلية عرفتها البشرية في فترات انحطاطها الروحي، وسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «…مُنْتِنَةٌ» [رواه البخاري ومسلم].. بهذا الوصف الذي يفوح منه التقزز والاشمئزاز.

    ولما ادعى اليهود أنهم شعب الله المختار بجنسهم وقومهم؛ ردَّ الله عليهم هذه الدعوى، ورد ميزان القيم إلى الإيمان وحده على توالي الأجيال، وتغاير الأقوام والأجناس والأوطان: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ* فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: 135- 138].

    فأما شعب الله المختار حقًا فهو الأمة المسلمة التي تستظل براية الله على اختلاف ما بينها من الأجناس والأقوام والألوان والأوطان: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110].

    الأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وإخوانهم الكرام. والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع.. الجنسية فيها العقيدة، والوطن فيها هو دار الإسلام، والحاكم فيها هو الله، والدستور فيها هو القرآن.

    هذا التصور الرفيع للدار وللجنسية وللقرابة هو الذي ينبغي أن يسيطر على قلوب أصحاب الدعوة إلى الله، والذي ينبغي أن يكون من الوضوح بحيث لا تختلط به أوشاب التصورات الجاهلية الدخيلة، ولا تتسرب إليه صور الشرك الخفية: الشرك بالأرض، والشرك بالجنس، والشرك بالقوم، والشرك بالنسب، والشرك بالمنافع الصغيرة القريبة، تلك التي يجمعها الله -سبحانه- في آية واحدة فيضعها في كفة، ويضع الإيمان ومقتضياته في كفة أخرى، ويدع للناس الخيار: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

    كذلك لا ينبغي أن تقوم في نفوس أصحاب الدعوة إلى الله تلك الشكوك السطحية في حقيقة الجاهلية وحقيقة الإسلام، فليس وراء الإيمان إلا الكفر، وليس دون الإسلام إلا الجاهلية.. وليس بعد الحق إلا الضلال.

    من كتاب: « معالم في الطريق » للسيد قطب رحمه الله
    عن موقع صفات عباد الرحمن

  22. أنظر كيف يدخل الكهنة إلى البيوت مع غفلة الناس وخطورة ذلك .





    قال الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله :


    ومما يدخل في التنجيم في هذا العصر بوضوح - مع غفلة الناس عنه - ما يكثر في المجلات مما يسمونه البروج


    فيخصصون صفحة أو أقل منها في الجرائد ، ويجعلون عليها رسم بروج السنة برج الأسد ، والعقرب ، والثور ، إلى آخره


    ويجعلون أمام كل برج ما سيحصل فيه ، فإذا كان الرجل أو المرأة مولوداً في ذلك البرج يقول : سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا

    وهذا هو التنجيم الذي هو التأثير ، والاستدلال بالنجوم والبروج على التأثير في الأرض وعلى ما سيحصل في الأرض


    وهو نوع من الكهانة ، ووجوده في المجلات والجرائد على ذلك النحو وجود للكهانة فيها


    فهذا يجب إنكاره إنكارا للشركيات ولادِّعَاء معرفة الغيب وللسحر وللتنجيم

    لأن التنجيم من السحر كما ذكرنا ، ويجب إنكاره على كل صعيد ، ويجب أيضا على كل مسلم أن لا يدخله بيته


    وأن لا يقرأه ، ولا يطلع عليه ؛ لأن الاطلاع على تلك البروج وما فيها - ولو لمجرد المعرفة - يدخل في النهي من جهة أنه أتى الكاهن غير منكر عليه .


    وإذا قرأ هذه الصفحة وهو يعلم برجه الذي ولد فيه ، أو يعلم البرج الذي يناسبه ، وقرأ ما فيه


    فكأنه سأل كاهنا ، فلا تقبل له صلاة أربعين يوما ، فإن صدق بما في تلك البروج فقد كفر بما أنزل على محمد


    وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله ، وغربة فهم حقيقة هذا الكتاب- كتاب التوحيد- حتى عند أهل الفطرة وأهل هذه الدعوة ،



    فإنه يجب إنكار ذلك على كل صعيد وأن لا يؤثِّم المرء نفسه ، ولا من في بيته بإدخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في البيوت


    لأن هذا معناه إدخال للكهنة إلى البيوت ، وهذا- والعياذ بالله- من الكبائر ، فواجب إنكار ذلك وتمزيقه


    والسعي فيه بكل سبيل حتى يدحر أولئك ؛ لأن أهل التنجيم وأهل البروج هم من الكهنة


    والتنجيم له معاهد معمورة في لبنان وفي غيرها ، يتعلم فيها الناس حركة النجوم ، وما سيحصل بحسابات معروفة ، وجداول معينة ،


    ويخبرون بأنه من كان من أهل البرج الفلاني فإنه سيحصل له كذا وكذا ، عن طريق تعلم وهمي يغرهم به رؤوسهم وكهانهم ،


    فالواجب على طلبة العلم أن يسعوا في تبصير الناس بحقيقة ذلك في كلماتهم ، وبعد الصلوات ، وفي خطب الجمعة ؛ لأن هذا مما كثر


    البلاء به ، والإنكار فيه قليل ، والتنبيه عليه ضعيف ، والله المستعان .




    من شرحه لكتاب التوحيد باب ماجاء في التنجيم .

  23. فوائد الكرفس ...

    يعتبر الكرفس من الأعشاب القديمة التي ثبت أنه زرع منذ ما يزيد على 3000 سنة
    لا سيما في مصر، وقد عرف في الصين في القرن الخامس قبل الميلاد.
    موطنه الاصلي وسط وجنوب اوروبا بالرغم من وجوده بريا بمساحات شاسعه
    في اسيا الصغرى وشمال افريقيا.

    أحد نباتات العائلة الخيمية، وهو من النباتات الحولية، وهو من سلالة الكرفس البري ache
    بعدما جرى تأصيله زراعيا ,ارتفاعه من 30 ـ 100 سم، والاوراق مركبه
    مقسمه الى وريقات قلبيه الشكل او بيضاويه والوريقات مفصصه الى عدة فصوص
    حافتها مسننه باسنان عريضه ولون الورقه اخضر فاتح والازهار بيضاء صغيره
    محموله على نورات حيميه .
    والثمار صغيره مزدوجه شكلها بيضاوي مستدير ولونها بني فاتح.


    يحتوي الكرفس على عناصر مهمة منها الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والنحاس
    والحديد والمنجنيز واليود‏، كذلك يحتوي على مواد هلامية وكربوهيدراتية‏،
    مواد مدرة للبول وعناصر ومركبات مهدئة‏.‏
    يستعمل من الداخل ومن الخارج , وما يستفاد منه هو البذور والجذور والأوراق والسوق.


    تضاف اوراق الكرفس الى السلاطات والى الوجبات المطبوخ

    [b]تناول اوراق وثمار الكرفس يفيد في العلاج الشعبي للتخلص من الغازات والانتفاخات المعويه.
    ومنشط للرغبه الجنسيه ومفيد في ادرار البول والدوره الشهريه ومنشط لافرازات المعده
    ويعمل على تقويتها وينصح بعدم تعاطي الكرفس للمرضعات لانه يقلل من ادرار الحليب.

    كما يفيد الكرفس في شفاء امراض الطحال المتضخم واحتباس البول
    ويساعد على نزول الحصى ورمل الكلى والعمل على اخراجه عبر الحالب الى الخارج.

    وبفيد الكرفس في شفاء امراض الربو الشعبي وضيق التنفس وتضخم الكبد
    ويزيل الام الخصيه وعضلات الاطراف ويساعد في شفاء الام النقرس
    والضعف الحنسي وتهدئة الاعصاب.

    الزيت المستخرج من اوراق وثمار الكرفس يستعمل كماده مسكنه ومقويه وطارده للغازات ,
    كما يدخل في صناعات التجميل والصابون
    [/b]

  24. ما هي الهيلو كوبا كتر



    --------------------------------------------------------------------------------


    Helicobacter pylori عبارة عن بكتيريا عصوية، تصيب جدار المعدة، وتسبب أكثر من 80% من قرح المعدة، و90%من قرح الاثنى عشر، ولكن أغلب من يحملون الجرثومة لا يعانون من أي أعراض، أي أنها ليست مخيفة كما تتوقع، ولكن علاجها ضروري إذا سببت التهابات أو قرح، وفي دراسات تقول أن ثلثي العالم مُصابٌ بها، وفعلاً قد تسبب تشقيق جدار المعدة، ويعتقد أن لها علاقة بأورام المعدة، وحتى الآن سبب المرض ليس معروفاً بالضبط.

    تشخيصها يتم بواسطة تحليل الدم، لمعرفة وجود مضادات لها في الدم، أو اختبار breath test ، أو بواسطة أخذ عينة بالمنظار المعوي، وفحصه مجهرياً، وزرعه .
    الأسباب هناك ألية لحماية جدار المعدة والأمعاء من الأحماض المفرزة ولخلل ما في هذه الآلية يحدث إلتهاب المعدة (Gastritis) أو التقرح (Ulcer)




    وأشهر مسببات هذا الخلل هو وجود بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوراي (Helicobacter pylori)
    ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى القرحة
    - الإستخدام المستمر والمطول لأدوية مضادات الإلتهاب الغير استرودية مثل الأسبرين (Aspirin)، البروفين(Ibuprofen) وغيرها
    - شرب الكحوليات
    - التدخين
    بالإضافة إلى ذلك هناك أشخاص معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالقرحة وهم حاملي فصيلة الدم (O) أو المصابين بمرض نادر يسمى متلازمة زولنجر إلسون (Zollinger-Ellison Syndrome)
    الأعراض - ألم في البطن، ويحدث بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من الأكل أو عند عدم الأكل لمدة معينة عندما تفوت إحدى الوجبات. يخف الألم عند تناول مضادات الحموضة أو الحليب
    - تقيء ولوعان

    - نقص في الوزن
    - حرقة الفؤاد او ما يعرف بالإسترجاع المريئي
    - خمول
    - وقد يحدث تقيء دم أو تلون البراز بلون أسود داكن كالقار
    وقد لا يحس المصاب بأية أعراض سوى ألم خفيف في أعلى البطن


    التشخيص


    - عند طريق التاريخ المرضي والفحص السريري يقوم الطبيب بتوقع القرحة وطلب بعض الفحوصات التأكيدية


    - أشعة ملونة متكررة للمعدة (Upper GI and small bowel series) حيث يقوم المريض ببلع مادة ملونة ومن ثم تؤخذ له صور أشعة متكررة



    التنظير العلوي للجهاز الهضمي (Upper GI endoscopy) وهو الفحص المؤكد للتشخيص ويتم فيه إدخال منظار على شكل أنبوب رفيع من الفم إلى المعدة والأثنى عشر لرؤية جدار المعدة والأمعاء ولأخذ عينة إن لزم الأمر








    العلاج
    علاجها يتم بواسطة مضادات حيوية لمدة 10-14 يوماً، مثل: amoxicillin, tetracycline metronidazole,clarithromycin

    ويتم بالأدوية لقتل البكتيريا إن وجددت وللتقليل من إفراز الحمض ولوقاية جدار المعدة والأثنى عشر. ومن الأدوية:
    - مضادات حيوية لقتل بكتيريا (Helicobacter pylori)
    - مضادات إفراز الحمض مثل (cimetidine, ranitidine, or famotidine)
    - مثبطات مضخات البروتون مثل (omeprazole)
    - أدوية لحماية جدار المعدة مثل (sucralfate)

    بعد عمل المنظارEndoscopy والتاكد من وجود جرثومة ( Helicobacter pylori) يصرف للمريض ثلاثة ادوية يجب ان تؤخد مع بعض وهي

    Amoxicillin
    Tetramyvcin
    Omeprazol

    حيث ان الدواء الاول والثاني يحب ان يؤخد لمدة عشرة ايام بينما Omeprazol شهر على الاقل

    العلاج بالطب البديل
    قام الباحثون بإجراء دراسة أخرى حول تأثير العسل الطبيعي على الجـرثوم الـــذي ثبت أنـــه يمكــن أن يســــبب قرحة المعدة أو التهاب المعدة والتي تدعى جرثومة Helicobacter Pylori ـ فتبين أن إعطـــاء محلــــول من العسل بتركيز 20% قد استطاع تثبيط ذلك الجرثوم في أطباق المختبر. وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة Trop. Gastroent عام 1991م. ويحتاج الأمر إلى إجراء دراسات على الإنسان.
    وعلى الرغم من أن العسل حامضي التفاعل إلا أنه يعالج الحموضة لوجود العناصر المعدنية فيه - والتي تنفرد في الماء وتعطي شحنة قلوية عالية - فتقلل من درجة هذه الحموضة. وحيث أن أحماض العسل - والتي يرجع إليها حموضته - تحترق بسرعة عالية خلال عملية التمثيل الغذائي فإن العسل بالرغم من حموضته يعتبر غذاءً قلوياً.


    وهنا يؤخذ العسل مُخففا بالماء الدافئ بنسبة 1 : 1 قبل وجبتى الفطور والغذاء بنحو ساعة ونصف إلى ساعتين ، أو بعد وجبة العشاء بمدة ثلاث ساعات .

    وقد وُجد في دراسة معملية(Woollen,1994) ( استُخدم فيها عسل المانوكا(Manuka) المخفف المنتشر في نيوزيلانده ) : أن للعسل تأثير مضادً لبكتيريا هيليكوبكتر بيلوري Helicobacter pylori التى اكتُشف حديثاً أنها تلعب دوراً أساسيا فى حدوث التهاب وقرحة المعدة والإثنى عشر وعسر الهضم ، وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة :
    ( J-R- Soc- Med.1994 Jan; 87 (1) : 9- 12 )
    وقد ذُكر فيها أن العسل علاج تقليدي ومُجرب ومعروف لحالات عسر الهضم ، وبالرغم من عدم وجود أساس محدد لهذا الاستخدام إلا أنه وبعد الكشف عن دور بكتيريا هيليكوباكتربيلورى كعامل مسبب للكثير من هذه الحالات - في الغالب - يأتي الاحتمال بأن تأثيرالعسل العلاجي على هذه الحالات يرجع إلى نشاطه المضاد لهذه البكتيريا.
    المضاعفات
    - نزيف داخلي
    - ثقب المعدة أو الأثنى عشر

    الوقاية
    - ابتعد عن التدخين وشرب الكحوليات
    - لا تستخدم مضادات الإلتهاب الغير استرودية بشكل مطول ومتكرر إلى بإذن الطبيب وتحت إشرافه
    - قلل من شرب القهوة والكولا



  25. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
    وبعد ،
    فإنه نظرا لما انتشر في الآونة الاخيرة داء السمنة بأشكاله وصوره المتعددة حرص أهل الطب البديل توفير فرص العلاج بأيسر الطرق وأكثرها أمانا . وإليكم هذا المرض الشاااائع حمانا الله وإياكم .

    مرض ( داء الفيل )

    اعلم أن مرض داء الفيل هو مرض سوداوي من الأمراض العسرة البرء وإن لم يدرك في أول الأمر لم ينفع فيه العلاج أبدا . وقال في كتاب الرحمة : داء الفيل هو أن يورم الساقين حتى يشبه ساق الفيل .
    سببه / اجتماع خلط بلغمي زائد هناك في المعدة
    العلاج / يحجم الساقين من كل جانب ويطلى بالخبث ( خبث الحديد معروف عند العطارين ) والخل وشرب الخل مع العسل ويتغذى بما كان لطيفا معتدلا ويجتنب المآكل الغليظة الثقيلة . ا.هـ

    القطران / إذا لطخ به داء الفيل وإن لعق منه أيضا ..نفع


    قال المرديني علاج الدوالي ودواء الفيل
    أما الدوالي فهو امتلاء عروق الساقين والقدمين وهو خلط يميل إل ى الخضرة وهو يعتري أكثر الحمّالين والشيوخ الكبار والقائمين بين يدي الملوك .
    وأما داء الفيل فهو مرض يغلظ الساق حتى يبقى شبه رجل الفيل .

    العلاج : يطلى أول الأمر بالمر والصبر ويشد الساق من أسفل الرجل إلى فوق بالعصابة القوية ويطلى بدقيق حلبة قد عجن ببول الصبي أو يطلى بلبن ماعز فإنه نافع

    وكذا إذا طلي بالملح مع الزيت نفع جدا .
    ومن طرق العلاج أيضا فصد عرق الساق ( معروف عند الحجامين) والإسهال للسودا بالهليلج الأسود ( نوع من أنواع المسهلات معروف عند العطارين ) وهذا ناافع بإذن الله
    وقيل إن دم العنز( معروف عند العطارين ) ينفع من الدوالي وداء الفيل إذا أدمن عليه

    واعلم أن الدوالي لما كان حدوثها من تعب الرجلين ولأجل الحمل الثقيل والعدو والركض ومن كثرة الإدمان على تناول ما يولد السوداء فينبغي أن يستعمل أهل هذه العلة الراحة والدعة وقلة التعب واعتماد الأكل المولد للدم الجيد وتنقية البدن بالأدوية المخرجة للسوداء وفصد الباسليق يعني الذي يلي الإبط وكذا فصد الدوالي وإخراج شئ من صالح الدم .

    وأما داء الفيل فينبغي أن يعتمد صاحبه ما سبق اعتماده لصاحب الدوالي من استعمال الراحة والدعة ويترك استعمال الأغذية الغليظة المولدة للسوداء والطلاء بالمر والصبر والرجلة ويداوم الطلاء عليه ويشد الساق ويربط عليه من أسفله بالعصابة القوية من موضع الكعب إلى حد الركبتين ويستعمل الأغذية المحمودة وتنقية البدن من السوداء والقئ أيضا نافع .

    انتهى والله أعلم اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    المرجع / كتاب تسهيل المنافع في الطب والحكمة المشتمل على شفاء الأجسام وكتاب الرحمة
    تأليف الشيخ العلامة إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الأزرق تغمده الله برحته وأسكنه فسيح جناته .


    • ملاحظةاأي نقطةاأشكلت عليكم في العلاج بإمكانكم سؤال العطارين عنها ، وعلى رأس العطارين الدكتور عبد الباسط السيد حفظه الله وأمد عمره في طاعته .


    جزى الله خيرا من أعن على نشر هذا الموضوع ليعم نفعه جميع المسلمين .
    ولا تنسوا من نقل هذه الفائدة إليكم من صالح دعائكم
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.