اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

ميزو

الأعضاء
  • مجموع الأنشطة

    123
  • تاريخ الانضمام

  • آخر نشاط

كل منشورات العضو ميزو

  1. س: ما هو حكم من يستهزئ بمن ترتدي الحجاب الشرعي، ويصفها: بأنها عفريتة أو أنها خيمة متحركة، وغير ذلك من ألفاظ الاستهزاء؟ ج: من يستهزئ بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكه بالشريعة الإسلامية فهو كافر، سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجابًا شرعيًا أم في غيره؛ لما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمر : وأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (65) فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. --------------------------------------------- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 4127 )
  2. الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فلقد اهتم أرباب الفكر الإسلامي وأصحاب الغيرة الإسلامية وأصحاب التفكر الكثير بحال المسلمين وما آل إليه أمرهم . . لقد شغلهم هذا الأمر كثيرا وفكروا كثيرا في أسباب ضعف المسلمين وفي أسباب تأخرهم أمام عدوهم وفي أسباب تفرقهم واختلافهم ، وفي أسباب تسليط العدو عليهم حتى أخذ بعض بلادهم . ثم بعد أن عرفوا الأسباب - وهي واضحة - اهتموا أيضا بأن يعرفوا العلاج لهذه الأسباب التي أوجبت التأخر والضعف وهي معلومة أيضا ، ولكن يجب أن تنشر وأن تبين ، فإن وصف الداء ثم الدواء من أعظم أسباب الشفاء والعافية . فإن المريض متى عرف داءه وعرف دواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ الدواء ثم يضعه على الداء . هذه طبيعة الإنسان العاقل الذي يحب الحياة ويحب الخلاص من الأمراض ، يهمه أن يعرف الداء وأن يعرف الدواء . ولكن بعض الناس قد يغلب عليه الداء ويستولي عليه حتى يرضى به ويستلذ وحتى يموت شعوره ، فلا يبالي بمن يصف له الدواء لأن الداء صار سجية وطبيعة له يرتاح له ويقنع بالبقاء معه لانحراف مزاجه وضعف بصيرته وغلبة الهوى عليه وعلى عقله وقلبه وتصرفاته كما هو الواقع في أكثر الناس بالنسبة للأدواء الدينية وعلاجها . فقد استلذ الأكثر وطاب له البقاء على أمراضه وسيئاته التي أضعفته وعطلت حركاته وجعلته لا يحس بالداء في الحقيقة ولا يحس بنتائجه ولا بما يترتب عليه في العاجل والآجل ولا ينشد الدواء ولا يحرص عليه ولو وصف له وبين له ولو كان قريبا منه؛ لأنه لا يهم ذلك ، وما ذاك إلا لاستحكام الداء وارتياح النفس له وخفاء ضرره عليه وعدم الهمة العالية لتحصيل المطالب العالية . وقد بين العلماء وأصحاب الفكر النير وأرباب البصيرة النافذة والخبرة بأحوال الأمم في هذا العصر وقبله بعصور أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم ، كما بينوا وسائل العلاج الناجع ونتائجه وعاقبته إذا أحسن استعمال الدواء . وترجع أسباب الضعف والتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عوامل كثيرة ، وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو : الجهل؛ الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية ، فصار العلم قليلا والجهل غالبا . وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم ، ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون . فعن هذه الأسباب الخطيرة وثمراتها وموجباتها حصل ما حصل من الضعف أمام العدو والتأخر في كل شيء إلا ما شاء الله والإقبال على الشهوات المحرمة والشغل بما يصد عن سبيل الله وعن الهدى وعدم الإعداد للعدو لا من جهة الصناعة ولا من جهة السلاح الكافي الذي يخيف العدو ويعين على قتاله وجهاده وأخذ الحق منه وعدم إعداد الأبدان للجهاد وعدم صرف الأموال فيما ينبغي لإعداد العدة للعدو والتحرز من شره والدفاع عن الدين والوطن . ونشأ عن ذلك المرض الحرص على تحصيل الدنيا بكل وسيلة وعلى جمعها بكل سبب وأصبح كل إنسان لا يهمه إلا نفسه وما يتعلق ببلاده وإن ذهب في ذلك دينه أو أكثره . هذا هو حال الأكثرية وهذا هو الغالب على الدول المنتسبة للإسلام اليوم بل يصح أن نقول إن هذا هو الواقع إلا ما شاء الله جل وعلا من بعض الإعداد وبعض التحرز على وجه ليس بالأكمل وليس بالمطلوب من كل الوجوه . ويدل على أن أعظم الأسباب هو الجهل بالله وبدينه وبالحقائق التي يجب التمسك والأخذ بها - هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ، مع آيات في المعنى وأحاديث كلها تدل على خبث الجهل وخبث عواقبه ونهايته وما يترتب عليه بل القرآن الكريم مملوء بالتنديد بالجهل وأهله والتحذير منه كما قال الله تعالى : (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) وقال سبحانه :(وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على ذم الجهل بالله والجهل بدينه والجهل بالعدو وبما يجب إعداده من الأهبة والاتحاد والتعاون وعن الجهل نشأت هذه الأشياء التي سبقت من فرقة واختلاف وإقبال على الشهوات وإضاعة لما أوجب الله وعدم إيثار الآخرة وعدم الانتساب إليها بصدق بل لا يهم الأكثرية إلا هذه العاجلة كما جاء في الآية الكريمة من كتاب الله(كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وكما في قوله جل وعلا فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) إلخ . وعن الجهل أيضا نشأت هذه الكوارث وهذه العواقب الرديئة التي هي حب الدنيا وكراهية الموت والإقبال على الشهوات وإضاعة الواجبات والصلوات وإضاعة الإعداد للعدو من كل الوجوه إلا ما شاء الله من ذلك . ومن ذلك التفرق والاختلاف وعدم الاتحاد والتعاون إلى غير ذلك . فقوله صلى الله عليه وسلم :من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يدل على أن من علامات الخير والسعادة للفرد والشعب والدولة أن يتفقهوا في الدين ، فإن الإقبال على التفقه في الدين والتعلم والتبصر بما يجب عليهم في العاجل والآجل من أوجب الواجبات ، وفي ذلك علامة على أن الله أراد بهم خيرا . ومن ذلك - مع إعداد للعدو - تأدية فرائض الله والانتهاء عن محارم الله والوقوف عند حدود الله . ومن ذلك أيضا أن يوجد في بلاد المسلمين من الصناعة والإعداد والقوة ما يستطيع كل فرد بكل وسيلة ، حتى لا تكون حاجاته عند عدوه ، وحتى يعلم عدوه ما لديه من الإعداد والاستعداد فيرهبه وينصفه ويعطيه حقوقه ويقف عند حده وحتى يحصل إعداد الأبدان وعدم الرفاهية التي تضعف القوى والقلوب عن مقاتلة العدو وحتى تقوى على الجهاد . والتفقه في الدين أيضا يعطي المعلومات الكافية عن الآخرة وعن الجنة ونعيمها وقصورها وما فيها من خير عظيم وعن النار وعذابها وأنكالها وأنواع ما فيها من العذاب فيكسب القلوب نشاطا في طلب الآخرة وزهدا في الدنيا وإعدادا للأعداء وحرصا على الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله سبحانه وتعالى . كما أن التفقه في الدين يعطي الشعب والوالي النشاط الكامل في كل ما يحبه الله ويرضاه وفي البعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ويعطي القلوب الرغبة الكاملة في الاتحاد مع بقية المسلمين والتعاون معهم ضد العدو وفي إقامة أمر الله وتحكيم شريعته والوقوف عند حدوده ، ويحصل بذلك أيضا التعاون على كل ما يجب لله ولعباده ، فإن العلم النافع يدعو إلى العمل والتكاتف والتناصح والتعاون على الخير ، ويعطيهم أيضا الحرص الكامل على أداء الفرائض والبعد عن المحارم والشوق إلى الآخرة وعدم كراهية الموت في سبيل الحق وفي الجهاد في سبيل الله وفي قتال العدو وأخذ الحقوق منه . وبالعلم تكون النفوس والأموال رخيصة في جلب رضا الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل إنقاذ المسلمين من سيطرة عدوهم وتخليصهم مما أصابهم من أنواع البلاء وفي سبيل استنقاذ المستضعفين من أيدي أعدائهم وفي سبيل حفظ كيان المسلمين وحوزتهم وأن لا تنتقص بلادهم وحقوقهم . فإذا كان الجهل فقدت هذه الأشياء وهذه الحقوق وهذه الخيرات وهذه المعلومات وهذا الإيثار وهذا الإرخاص للنفوس والأموال في سبيل الحق ، وقد قال الشاعر : ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه فالجهل داء عضال يميت القلوب والشعور ويضعف الأبدان والقوى ويجعل أهله أشبه بالأنعام لا يهمهم إلا شهوات الفروج والبطون وما زاد على ذلك فهو تابع لذلك من شهوات المساكن والملابس . فالجاهل قد ضعف قلبه وضعف شعوره وقلت بصيرته ، فليس وراء شهوته الحاضرة وحاجته العاجلة شيء يطمح إليه ويريد أن ينظر إليه . وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قيل يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت وهذا الوهن الذي ورد في الحديث إنما نشأ عن الجهل الذي صاروا به غثاء كغثاء السيل ، ما عندهم بصيرة بما يجب عليهم بسبب هذا الجهل الذي صاروا به بهذه المثابة . فقد سيطر الوهن عليهم واستقر في قلوبهم ولا يستطيعون الحراك إلى المقامات العالية والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته؛ لأن حبهم للدنيا وشهواتها من مآكل ومشارب وملابس ومساكن وغير ذلك أقعدهم عن طلب المعالي وعن الجهاد في سبيل الله فيخشون أن تفوتهم هذه الأشياء . وكذلك أوجب لهم البخل حتى لا تصرف الأموال إلا في هذه الشهوات ، وأفقدهم هذا الجهل القيادة الصالحة المؤثرة العظيمة التي لا يهمها إلا إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله وسيادة المسلمين وحفظ كيانهم من عدوهم وإعداد العدة بكل طريق وبكل وسيلة لحفظ دين المسلمين وصيانته وإعلائه وحفظ بلاد المسلمين ونفوسهم وذرياتهم عن عدوهم . فالجهل أضراره عظيمة وعواقبه وخيمة ومن ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من ذل المسلمين أمام عدوهم ووصفهم بأنهم غثاء كغثاء السيل وأن أسباب ذلك نزع المهابة من قلوب أعدائهم منهم؛ أي أن أعداءهم لا يهابونهم ولا يقدرونهم لما عرفوا من جهلهم وتكالبهم على الدنيا والركون إليها . فالعدو إنما يعظم القوة والنشاط والهمة العالية والتضحية العظيمة في سبيل مبدئه . فإذا رأى العدو أن هذا الخصم المقابل له ليس له هذه الهمة وإنما هو يهتم لشهواته وحظه العاجل أعطاه من ذلك حتى يوهن قوته أمامه ويصرفه عن التفكير في قتاله لانشغاله بحب الدنيا والانكباب على الشهوات . فالوهن أصاب القلوب إلا ما شاء الله واستحكم عليها إلا من رحم ربك وما أقلهم ، فهم في الغالب قد ضعفوا أمام عدوهم ونزعت المهابة من قلوب أعدائهم منهم وصار أعداؤهم لا يهتمون بهم ولا يبالون بهم ولا ينصفونهم لأنهم عرفوا حالهم وعرفوا أنهم لا قوة ولا غيرة عندهم ولا صبر لهم على القتال ولا قوة أيضا تعينهم على القتال ولم يعدوا لهذا المقام عدته ، فلذلك احتقرهم العدو ولم يبال بشأنهم وعاملهم معاملة السيد للمسود والرئيس للمرءوس وهم سادرون في حب الدنيا والبعد عن أسباب الموت إلا من رحم ربك حريصون على تحصيل الشهوات المطلوبة بكل وسيلة ، حذرون من الموت حريصون على العلاج والدواء عن كل صغيرة وكبيرة من الأدواء خوف الموت ، وحريصون أيضا ألا يتعاطوا أمرا يسبب الموت والانقطاع عن هذه الشهوات . ومن أراد الآخرة وأراد إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله لا تكون حاله هكذا ، وفيما جرى لسلفنا الصالح في عهد نبينا عليه الصلاة والسلام وعهد صحابته المرضيين ومن سار على طريقهم بعد ذلك فيما فعلوا من الجهاد وفيما أعدوا من العدة وفيما صبروا عليه من التعب والأذى قدوة لنا وذكرى لنا لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله وإنقاذ بلادنا وقومنا من أيدي أعدائنا صبرا وتحملا وجهادا وإيثارا للآخرة وبذلا للمال والنفس للجهاد في سبيل الله عز وجل وتدربا على الجهاد والقتال وحرصا على الخشونة والصبر والتحمل وذكرا للآخرة دائما وعناية بكل ما يعين على جهاد الأعداء وصبرا على ذلك وتعاونا وجمعا للكلمة واتحادا للصف حتى يحصل المراد من إعلاء كلمة الله وإنقاذ المسلمين من كيد عدوهم . وإذا علمنا الداء وهو بين وواضح وهو كما علمنا غلبة الجهل وعدم التعلم والتفقه في الدين والإعراض عن العلم الشرعي ورضا بالعلوم الدنيوية التي تؤهل للوظائف فقط غير العلوم التي توجب الاستغناء عن الأعداء والقيام بأمر الله والبعد عن مساخطه سبحانه ، وإنما هي علوم قاصرة ضعيفة قصاراها أن تؤهل لعمل عاجل دنيوي في بلاد الفرد ودولته - إذا علم ذلك فإن الواجب علاجه بالعلم الشرعي ، إذ قَلَّ من يعنى بالعلم النافع الذي جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام وقل من يعنى بالإعداد للأعداء حتى يتمكن ذلك الشعب وتلك الدولة من إيجاد ما يغني عن الأعداء . فالداء واضح وبيِّن وهو مكون من عدة أدواء نشأت عن الجهل والإعراض والغفلة حتى صار الموت مرهوبا والدنيا مؤثرة ومرغوب فيها وحتى صار الجهاد شبحا مخيفا لا يقبله إلا القليل من الناس وصار الهدف ليس لإعلاء كلمة الله بل إما لقومية وإما لوطنية وإما لأشياء أخرى غير إعلاء كلمة الله وإظهار دينه والقضاء على ما خالف ذلك . فالإعداد ضعيف أو معدوم والأهداف منحرفة إلا ما شاء الله . فطريق النجاح وطريق التقدم ضد الأعداء وعدم الضعف أمامهم وطريق الفلاح والنجاح والحصول على المقامات العالية والمطالب الرفيعة والنصر على الأعداء - طريق كل ذلك هو في الإقبال على العلم النافع والتفقه في الدين وإيثار مرضاة الله على مساخطه والعناية بما أوجب الله وترك ما حرم الله والتوبة إلى الله مما وقع من سالف الذنوب ومن التقصير توبة صادقة والتعاون الكامل بين الدولة والشعب على ما يجب من طاعة الله ورسوله والكف عن محارم الله عز وجل وعلى ما يجب أيضا من إعداد العدة كما قال الله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) إلخ . فلا بد من إعداد العدة البدنية والمادية وسائر أنواع العدة من جميع الوجوه حتى نستغني بما أعطانا الله سبحانه عما عند أعدائنا فإن قتال أعدائنا بما في أيديهم من الصعب جدا الحصول عليه ، فإذا منع العدو عنك السلاح فبأي شيء تقاتل؟ مع ضعف البصيرة وقلة العلم . فلا بد من إعداد المستطاع ، ويكفي المستطاع ما دام المسلمون قاصدين الاستغناء عن عدوهم وجهاد عدوهم واستنقاذ بلادهم قاصدين إقامة أمر الله في بلاد الله قاصدين الآخرة ما استطاعوا لكل ذلك . فإن الله سبحانه وتعالى يقول(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)إلخ ، ولم يقل وأعدوا لهم مثل قوتهم؛ لأن هذا قد لا يستطاع . فإذا صدق المسلمون وتكاتفوا وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من العدة ونصروا دين الله فالله يعينهم وينصرهم سبحانه وتعالى ويجعلهم أمام العدو وفوق العدو لا تحت العدو ، يقول الله وهو الصادق في قوله ووعده :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) والله ليس بعاجز ولا في حاجة إلى الناس ولكنه يبتلي عباده الأخيار بالأشرار ليعلم صدق الصادقين وكذب الكاذبين وليعلم المجاهد من غيره وليعلم الراغب في النجاة من غيره ، وإلا فهو القادر على نصر أوليائه وإهلاك أعدائه من دون حرب ومن دون حاجة إلى جهاد وعدة وغير ذلك ، كما قال سبحانه(ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) وقال سبحانه في سورة الأنفال في قصة بدر :(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) يعني إمدادهم بالمدد من الملائكة ، وقال سبحانه(وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وفي آية آل عمران كذلك قال تعالى :(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فالنصر من عنده جل وعلا ، ولكنه سبحانه جعل المدد بالملائكة ، وما يعطي من السلاح والمال وكثرة الجند كل ذلك من أسباب النصر والتبشير والطمأنينة ، وليس النصر معلقا بذلك ، قال سبحانه (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر ، والسلاح قليل والمركوب قليل والمشهور أن الإبل كانت سبعين وكانوا يتعاقبونها وكان السلاح قليلا وليس معهم من الخيل في المشهور سوى فرسين ، وكان جيش الكفار حوالي الألف ، وعندهم القوة العظمية والسلاح الكثير ، ولما أراد الله هزيمتهم هزمهم ولم تنفعهم قوتهم ولا جنودهم ، وهزم الله الألف وما عندهم من القوة العظيمة بالثلاثمائة وبضعة عشر وما عندهم من القوة الضعيفة ، ولكن بتيسير الله ونصره وتأييده غلبوا ونصروا وأسروا من الكفار سبعين وقتلوا سبعين وهزم الباقون لا يلوي أحد على أحد وكل ذلك من آيات الله ونصره . وفي يوم الأحزاب غزا الكفار المدينة بعشرة آلاف مقاتل من أصناف العرب من قريش وغيرهم وحاصروا المدينة واتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الخندق ، وذلك من أسباب النصر الحسي ، ومكثوا مدة وهم يحاصرون المدينة ، ثم أزالهم الله بغير قتال ، فأنزل في قلوبهم الرعب وسلط عليهم الرياح وجنودا من عنده حتى لم يقر لهم قرار وانصرفوا خائبين إلى بلادهم ، وكل هذا من نصره وتأييده سبحانه وتعالى ، ثم خذلوا فلم يغزوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، بل غزاهم هو يوم الحديبية وجرى الصلح المعروف ، ثم غزاهم في السنة الثامنة في رمضان وفتح الله عليه مكة ، ثم دخل الناس أفواجا في دين الله بعد ذلك . فالمقصود أن النصر بيد الله سبحانه وتعالى ، وهو الناصر لعباده ، ولكنه سبحانه أمر بالأسباب ، وأعظم الأسباب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن طاعة الله ورسوله التعلم والتفقه في الدين حتى تعرف حكم الله وشريعته لنفسك وفي نفسك وفي غيرك وفي جهاد عدوك وحتى تعد العدة لعدوك وحتى تكف عن محارم الله وحتى تؤدي فرائض الله وحتى تقف عند حدود الله وحتى تتعاون مع إخوانك المسلمين وحتى تقدم الغالي والنفيس من نفسك ومالك في سبيل الله عز وجل وفي سبيل نصر دين الله وإعلاء كلمته لا في سبيل الوطن الفلاني ولا القومية الفلانية . فهذا هو الطريق وهذا هو السبيل للنصر على الأعداء بالتعليم الشرعي والتفقه في دين الله من الولاة والرعايا والكبير والصغير ، ثم العمل بمقتضى ذلك وترك ما نحن عليه مما حرم الله ، قال تعالى :(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فمن أراد من الله النصر والتأييد وإعلاء الكلمة فعليه بتغيير ما هو عليه من المعاصي والسيئات المخالفة لأمر الله ، وربك يقول جل وعلا (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ما قال الله : وعد الله الذين ينتسبون إلى قريش أو العرب أو الذين يبنون القصور ويستخرجون البترول . . . إلخ ، بل علق الحكم بالإيمان الصادق والعمل الصالح سواء كانوا عربا أو عجما . هذه هي أسباب النصر والاستخلاف في الأرض لا العروبة ولا غير العروبة ولكنه إيمان صادق بالله ورسوله وعمل صالح . هذا هو السبب وهذا هو الشرط وهذا هو المحور الذي عليه المدار ، فمن استقام عليه فله التمكين والاستخلاف في الأرض والنصر على الأعداء ، ومن تخلف عن ذلك لم يضمن له النصر ولا السلامة ولا العز ، بل قد ينصر كافر على كافر ، وقد ينصر مجرم على مجرم وقد يعان منافق على منافق ولكن النصر المضمون الذي وعد الله به عباده المؤمنين لهم على عدوهم إنما يحصل بالشروط التي بينها سبحانه وبالصفات التي أوضحها جل وعلا وهو الإيمان الصادق والعمل الصالح . ومن ذلك نصر دين الله قال تعالى :(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ)هذا هو نصر دين الله فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فقد نصر دين الله؛ لأن من ضمن ذلك أداء فرائض الله وترك محارم الله . وقال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)وقال سبحانه(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فأهل الفلاح والنصر والعاقبة الحميدة هم الذين عملوا الصالحات وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ونصروا الله عز وجل . وهم المذكورون في قوله تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فالدواء واضح والعلاج بيِّن ، لكن أين من يريد الدواء وأين من يريد العلاج وأين من يستعمله؟! هذا واجب ولاة الأمور والعلماء والأعيان في كل مكان وفي جميع الدول الإسلامية إذا كانوا صادقين في الدعوة إلى الإسلام؛ وذلك بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحفاظ على ذلك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتفقه في الدين وإصلاح المناهج في المدارس في جميع المراحل والتعاون أيضا في التكاتف ضد الأعداء والاتحاد مع الإخلاص لله في العمل والصدق فيه ونية الآخرة . وبذلك يستحقون النصر من الله والتأييد منه سبحانه كما كان الأمر كذلك عند سلفنا الصالح مما لا يخفى على أهل العلم . وبالأمس القريب الإمام المجدد لمعالم الإسلام في القرن الثاني عشر لما رأى ما رأى من الجهل العظيم وتعطيل أحكام الشريعة وكثرة الجهل في الجزيرة وغيرها وقلة الدعاة إلى الله عز وجل وانقسام أهل هذه الجزيرة إلى دويلات صغيرة على غير هدى وعلى غير علم . رأى أن من الواجب عليه أن يقوم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن ينبههم إلى ما وقعوا فيه من الخطر وأن يسعى على جمع كلمتهم على الحق وعلى رئيس واحد يقيم فيهم أمر الله ويجاهدون في سبيل الله ، فجد رحمه الله في ذلك ودعا إلى الله واتصل بالأمراء وكتب الرسائل في أمر التوحيد وتحكيم شريعة الله وترك الشرك به ، ولم يزل صابرا على ذلك محتسبا بعد ما درس وتفقه في الدين على مشايخ البلاد وغيرهم ، ثم جد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وجمع الكلمة في حريملاء أولا ثم في العيينة ثم انتقل بعد أمور وشئون إلى الدرعية وبايعه محمد بن سعود رحمه الله على الجهاد في سبيل الله وإقامة أمر الله ، فصدقوا جمعيا في ذلك وتكاتفوا في ذلك وجاهدوا على ضعفهم حتى نصرهم الله وأيدهم وأعلنوا التوحيد ودعوا الناس إلى الحق والهدى وحكموا شريعة الله في عباد الله وبسبب الصدق والاستعانة بالله وحسن المقصد أيدهم الله وأعانهم ، وأخبارهم لا تخفى على كثير ممن له أدنى بصيرة . ثم جاء بعد ما جرى من الفتور والانقسام جاء الملك عبد العزيز رحمه الله وجد في هذا الأمر وحرص فيه واستعان بالله سبحانه ثم بأهل العلم والإيمان والبصيرة وأعانه الله وأيده وجمع له الله كلمة المسلمين في هذه الجزيرة على كلمة واحدة وعلى تحكيم شريعة الله وعلى الجهاد في سبيل الله حتى استقام أمره وتوحدت هذه الجزيرة ( من شمالها إلى جنوبها وشرقها وغربها ) على الحق والهدى بأسباب الصدق والجهاد وإعلاء كلمة الله تعالى ، فالمقصود أن الأمثلة كثيرة في ذلك . وهكذا صلاح الدين الأيوبي قصته معروفة ومحمود زنكي كذلك . فالمقصود أن سلفنا الصالح الأوائل لما صدقوا في جهادهم في وقت نبيهم وبعده أعزهم الله وأعلى شأنهم واستولوا على المملكتين العظمتين - مملكة الأكاسرة ومملكة الروم في الشام وما حولها - ثم من بعدهم ممن صدق في دين الله نصرهم الله لما عندهم من الصدق والتكاتف في إعلاء كلمة الله . ثم في أوقات متعددة متغايرة يأتي أناس لهم من الصدق والإخلاص ما لهم فيؤيدون وينصرون على عدوهم على قدر إخلاصهم واجتهادهم وبذلهم . والذي نصر الأولين ونصر الآخرين سبحانه وتعالى هو الله عز وجل وهو ناصر من نصره وخاذل من خذله كما قال الله تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) وقال سبحانه(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)وقال عز وجل : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ولكن المصيبة في أنفسنا كما قال عز وجل وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ فالمصيبة جاءت من ضعف المسلمين وتكاسلهم وجهلهم وإيثارهم العاجلة وحبهم الدنيا وكراهة الموت وتخلفهم عما أوجب الله وترك الصلوات واتباع الشهوات وإيثار العاجلة والعكوف على المحارم والأغاني الخليعة والفساد للقلوب والأخلاق . . إلخ . فمن هذا وأشباهه سلط الله على المسلمين عدوهم كما قال جل وعلا(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) نسأل الله عز وجل أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين وولاة أمرهم بالتوبة إليه والاستقامة على أمره والتعاون على البر والتقوى وعلى إعداد العدة لأعدائنا والتفقه في الدين والصبر على مراضيه والبعد عن مساخطه سبحانه ، كما نسأله سبحانه أن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ومن أسباب النقم وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى وأن يصلح ولاة أمرهم وأن يرزقهم البصيرة إنه سميع قريب . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الشيخ ابن باز رحمه الله
  3. هام // معجزة الله بالصور في ولاية مستغانم الجزائرية عنكبوت تكتب لا اله الا الله محمد رسول الله اترككم مع الصور والمعجزة الربانية..سبحان الله عنكبوت واحدة تضعها في اي مكان تكتب كلمة التوحيد وللمشاهدة بالفيديو ابحث عنها باليوتوب وشكرا
  4. الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد؛ لن أخاف من الموت بعد ذلك...! بنخاف كلنا من الموت ومما بعده ونسينا ان عندنا أسباب الوقاية من تعب الموت ومن التعب بعده *تلك ثلاثة أنواع من الناس عند الإحتضار ، هؤلاء المقربون ممن سارعوا فى الخيرات تقربا لله وتوددا أملا فى رحمته وعطفه ، ورغبة فى جنته ، وهؤلاء أصحاب اليمين ممن أطاعوا الله وفعلوا الواجبات وتركوا المحرمات ، وأعاذنا الله من النوع الثالث وهم أصحاب الشمال المكذبين ،الضالين ،المضلين ، الذين أصروا على المعصية وانحدر بهم الهوى فى هاوية الضلال والإضلال ، والكافرين بأنعم الله . فالنوع الأول... تبشرهم الملائكة بالفرح فى جنة النعيم وجنة الخلد ، والرحمة والراحة والإستراحة والسرور والرزق الحسن . قال صلى الله عليه وسلم برواية كعب ابن مالك :" إنما نسمة المؤمن طائر يعلق فى شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ". أخرجه أحمد وأما النوع الثانى ... تبشرهم الملائكة بالسلام والسلامة وتخبرهم أنهم من أصحاب اليمين وأنهم من اوليائه فى الدنيا والآخرة . وهذا النوع الثالث ... فإن الملائكة يضربونهم لينتزعوا أرواحهم الخبيثة من الجسد الخبيث ، ويتوعدونهم بالجحيم والحميم الذى تصهر به الجلود وما فى البطون * وهذا ملك الموت ، وجاءت تسميته فى الآثار بعزرائيل ولم يصرح بإسمه فى القرآن أو الأحاديث الشريفه ، وله أعوان يستخرجون روح العبد من جسده فيتناولها ملك الموت بيده ، ثم يأخذوها ويضعونها فى أكفان ثم يصعدون بها ، فإذا كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء ، وإن كانت غير صالحة ألقي بها إلى الأرض * وتلك الملائكة الموكلة بسؤال العبد في قبره ويسميان منكر و نكير فقد قال تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) إبراهيم 27 يسألان العبد عن ربه ،عن نبيه ،عن دينه ، وورد أنهما أزرقان أفرقان ولهما أنياب و أصوات وأشكال مزعجة ولأتق ما يكون من شر ، وأجد ما يسعدنى عند الوفاة وبعدهاسهل :...! أقاوم رغبات نفسى. أطيع الله فى أوامره. أنتهى عما نهى عنه. أتعلم دينى. أقدم أى طيبة وأدعوالله يتقبل منى ولو كانت بسيطة ولا أحقر معروف ولو كلمة طيبة. لاأؤذى أحد وأقدم تعاونى وأجتمع لذكر الله وأذكره فى خلوتى. وتعودوا على الإجابة الصواب ، فكل الناس تعلم أن محمده رسول الله وهم بين كافر ومؤمن ولنكن مميزين برد سليم فى القبر هو رسول الله أدى الأمانة وبلغ الرسالة وما هو بشاعر ولا ساحر ولا مجنون دمتم بحفظ الله ورعايته وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيْرَاً . وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلنَّاسِ كَافَّةً بَشِيْرَاً وَنَذِيرَاً . لاتنسوني من صالح دعاكم والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,
  5. كيف نتصرَّف مع المصاحِف القديمة أو المُمزَّقة كيف نتصرَّف مع المصاحِف القديمة أو المُمزَّقة ؟ السلام عليكم شيخنا الكريم عبد الرحمن السحيم حفظه الله كيف التخلص من المصاحف البالية ( القديمة ) المتمزقة ؟ الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأعانك الله . المصاحف التي يُمكن الاستفادة منها تُعطَى لبعض الجمعيات أو الجهات التي تتولّى صيانتها ومِن ثّم إرسالها لمن يحتاج إليها . أما التي لا يُمكن الاستفادة منها فيتم إحراقها ، أو دفنها في مكان طاهر لا يَصِل إليها شيء من الأذى ولا القَذَر . وقد أحْرَق الصحابة رضي الله عنهم المصاحِف التي خَالفت الرسم العثماني . قال عليّ حين حَرَّق عثمان المصاحف : لو لم يَصْنَعه هو لَصَنَعْتُه . وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص : أدْرَكْت الناس مُتَوافِرين حين حَرَّق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك ، أو قال : لم يُنْكِر ذلك منهم أحَد . قال ابن كثير : وهذا إسناد صحيح . وفي فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة : يجوز إحراق أوراق الجرائد ؛ صيانة لما قد يكون فيها من آية قرآنية أو حديث نبوي أو نحو ذلك مما يجب احترامه، ويجوز أيضًا إحراق أوراق المصحف صيانة لها من الإهانة ومحافظة على حرمتها، ولك أيضًا أن تحفظها من الإهانة بدفنها في أرض طيبة . اهـ . وفيها أيضا : إذا بَلِيَتْ أوْراق المصحف وتمزَّقَت مِن كثرة القراءة فيها مثلا ، أو أصْبَحَتْ غير صالحة للانتفاع بها ، أو عثر فيها على أغلاط مِن إهمال مَن كَتبها أو طَبعها ولم يُمْكِن إصلاحها جاز دفنها بلا تحريق ، وجاز تحريقها ثم دفنها بمكان بعيد عن القاذورات ومواطئ الأقدام صيانة لها من الامتهان، وحفظًا للقرآن مِن أن يَحْصُل فيه لَبْس أو تحريف أو اخْتلاف بانتشار المصاحف التي طرأت عليها أغلاط في كتابتها أو طباعتها، وقد ثبت في باب جمع القرآن من (صحيح البخاري) أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أمَر أربعة مِن خِيار قُرَّاء الصحابة بنسخ مصاحف من المصحف الذي كان قد جمع بأمر أبي بكر رضي الله عنهم، فلما فرغوا من ذلك أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يُحْرَق ، ولم يُنْكِر عليه ذلك أحَد مِن الصحابة ، إلاَّ ما روي عن ابن مسعود ، لكنه إنما أنْكَر قَصْر الناس على المصحف الذي أرْسَل به عثمان إلى الآفاق ، ولم يُنْكِر التحريق . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد بارك الله فيك تكفي ولك مثلها
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 18مسألة في أحكام العقيقة ***** 1_ مشروعيتها وحكمها الشرعي قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:العقيقة سنة مؤكدة وليست واجبة مجموع فتاوى ابن باز(18/48) 2_ الحكمة من العقيقة قال ابن القيم رحمه الله:وفيهَا سر بديع موروث عَن فدَاء إِسْمَاعِيل بالكبش الَّذِي ذبح عَنهُ وفداه الله بِهِ فَصَارَ سنة فِي أَوْلَاده بعده أَن يفْدي أحدهم عِنْد وِلَادَته بِذبح وَلَا يستنكر أَن يكون هَذَا حرْزا لَهُ من الشَّيْطَان بعد وِلَادَته كَمَا كَانَ ذكر اسْم الله عِنْد وَضعه فِي الرَّحِم حرْزا لَهُ من ضَرَر الشَّيْطَانوَلِهَذَا قل من يتْرك أَبَوَاهُ الْعَقِيقَة عَنهُ إِلَّا وَهُوَ فِي تخبيط من الشَّيْطَان وأسرار الشَّرْع أعظم منهَذَا وَلِهَذَا كَانَ الصَّوَاب أَن الذّكر وَالْأُنْثَى يَشْتَرِكَانِ فِي مَشْرُوعِيَّة الْعَقِيقَة وَإِن تفاضلا فِي قدرهَا . تحفة المودود بأحكام المولود (1/65) 3_ مايجزىء في العقيقة أ_ عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة عن عائشة رضي الله عنهاقالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعق عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة. رواه ابن ماجه(3163) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ( 2561) عن ابن عباس قال عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهما بكبشين كبشين. رواه النسائي(4219)وصححه الألباني في الإرواء(1164) ب_ الأفضل إذا عق عن الغلام شاتان أن يكونا متكافئتان عن أم كرز أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في العقيقة ": «عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة لا تضركم ذكرانا كن أم إناثا» رواه البيهقي(1844) وصححه الألباني صحيح، الإرواء (4 / 390 - 391) ج_ يكونا ذكران أو إناث لايهم عن أم كرز أخبرته أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال عن الغلام شاتان وعن الأنثى واحدة ولا يضركم ذكرانا كن أم إناثا. أخرجه أبو داود(1516) وصححه الألباني في الإرواء( 1166) د_ تجزىء عن الغلام شاة قال بعض أهل العلم :تجزىء شاة عن الغلام وشاة عن الجارية وبه قال ابن عمر _ عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا. رواه أبو داود(2841)وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود(2841) وقال : في رواية النسائي: كبشين كبشين وهو الأصح. _ عن ابن عباس قال عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهما بكبشين كبشين. رواه النسائي(4219)وصححه الألباني في الإرواء(1164) _ عن سلمان بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى». رواه البخاري(5471) قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:وإن اقتصر في الذكر على شاة واحدة أجزأت لكن الاثنتان أفضل. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(25/229) 4_ هل تجزىء بغير الغنم؟ عن أبي مليكة، يقول: نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين عقي عنه جزورا فقالت: معاذ الله، ولكن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شاتان مكافأتان . رواه الطحاوي في المشكل(1/457)وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(2720) 5_ صفتها قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :كل الذبائح المشروعة فحكمها حكم الأضحية؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) كل الذبائح المشروعة: العقيقة، والفدية، والهدي كالأضحية تماماً. لقاء الباب المفتوح(198/23) 6_ وقتها عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشرة أو لإحدى وعشرين» رواه البيهقي(19293) وصححه الألباني في صحيح الجامع(4132) َعَن الحسنِ عَن سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ وَيُسَمَّى وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ» رواه النسائي (1522)وصححه الألباني في صحيح الجامع (2563) 7_ من ذبح العقيقة قبل اليوم السابع سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله:من ذبح العقيقة قبل اليوم السابع هل يجزئه؟ فأجاب بقوله:الظاهر أنه يجزئه؛ لأن الذبح في اليوم السابع ليس بواجب، بل هو مستحب. شرح سنن أبي داود(334/42) 8_ ذبح واحدة بعد سبعة أيام والأخرى بعد أربعة عشرا يوما سئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :بإعتبار المولود الذكر عليه ذبيحتان هل يجوز أن يذبح واحدة بعد سبعة أيام من ولادته والأخرى بعد أربعة عشر يوما ؟ فأجاب بقوله:يجوز. سلسلة الهدى والنور شريط(562) 9_ من لم يعق عن أحد من أولاده قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-:إذا عق عنهم الآن فهو حسن، إذا كان جاهلا أو يقول: غدا أعق، حتى تمادى به الوقت. أما إذا كان فقيرا حين مشروعية العقيقة فلا شيء عليه. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(25/212) 10_ هل يعق الكبير عن نفسه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما بعث نبيا. أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (4 / 329 / 7960) وصححه الألباني في السلسلةالصحيحة(6/1/502) برقم(2726) قال ابن سرين :لو أعلم أنه لم يعق عني لعققت عن نفسي . رواه ابن ابي شيبة(24236)وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (6/1/506) عن الحسن البصري قال :إذا لم يعق عنك فعق عن نفسك وإن كنت رجلا المحلى (8 / 322)وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (6/1/506) سئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:ماحكم العقيقة عن الكبير ومن عنده عدّة أبناء لم يعق عنهم هل يبدأ بنفسه أم بهم ؟ فأجاب بقوله:يبدأ بأولاده ،يعق عن أولاده قبل كل شيء هذا هو الواجب عليه،أما يعق عن نفسه هذا كان واجب أبيه ،وربنا يقول :{ألا تزر وازرة وزرى أخرى}فهذا الولد الذي صار أبا لولد لايحمل وزر والده الذي ماعقّ عنه حين ولادته ولكن من السنة الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه عقّ عن نفسه بعد النبوة فهذه السنة إن استطاع أن يحييها بعد أن يعق عن أولاده الذين عقّ عنهم ،هذا هو النظام ،لكن هذا إنما يقال فيما إذا لم يكن متمكنا من العق عن أولاده في الوقت المشروع ،وذلك في اليوم السابع فإن كان له عذر ففي اليوم الرابع عشر وأخيرا في الحادي والعشرين فإذا استطاع أن يعق عن ولده في هذه الأيام ثم لم يفعل اهمالا وتكاسلا فقد فاته العمل كالذي يخرج الصلاة عن وقتها أما إن كان فقيرا أو كان في ظروف سفر أو غير ذلك مما لم يتيسر له القيام بهذا الأمر فحين مايتيسر له ذلك فعل على منهاج الذي ذكرناه. سلسلة الهدى والنور شريط(199) السؤال: ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن نفسه عند بعثته فهل يصح هذا القول؟ وهل يجوز للرجل أن يعق عن نفسه لعدم عق والده عنه؟ الجواب: ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن نفسه عند بعثته، والعقيقة عن المولود سنة وليست واجبة، وهي رأسان من الغنم عن الذكر، وعن الأنثى واحدة يعتبر فيها من الشروط ما يعتبر في الأضحية والأفضل ذبحها في اليوم السابع، وإن ذبحها في غيره قبله أو بعده أجزأت، وإذا عق الإنسان عن نفسه ولو كان كبيرا فهو حسن إذا كان والده لم يعق عنه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (18672) عضو نائب الرئيس الرئيس بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز سئل فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي رحمه الله :ماذا يفعل الذي لم يعق عنه والده وكيف يتصدق بوزن شعره ؟ فأجاب بقوله:يفعل ذلك كله قضاء وهو خير له من الترك وقد سبق معنا أن هذا من السنن لا من الواجبات فإن فعل فقد أحسن وإلا فلا إثم عليه . التعليقات الجياد على كتاب تطهير الإعتقاد عن أردان الإلحاد (154) قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:وإذا لم يعق عنه أبوه يعق عن نفسه . فقه الإمام الوادعي(3/68) 11_ الحكمة في أن العقيقة تسن في السابع قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-:ذكر ابن القيم أن من الحكمة في ذلك أن اليوم السابع يصادف تمام مرور أيام الدهر عليه كلها، قال رحمه الله: وحكمة هذا والله أعلم أن الطفل حين يولد يكون أمره مترددا فيه بين السلامة والعطب إلى أن تأتي عليه مدة يستدل بما شاهد من أحواله فيها على سلامة بنيته، وصحة خلقته، وأنه قابل للحياة، وجعل مقدار تلك المدة أيام الأسبوع، فإنه دور يومي، وهذه الأيام أول مراتب العمر، فإذا استكملها المولود انتقل إلى المرتبة الثانية وهي الشهور، كانت ستة الأيام غاية تمام الخلق، وجعل فك رهانه في اليوم السابع، كما جعل الله اليوم السابع من الأسبوع عيدا لهم، وفيه اجتماع الخليقة، وقد جرت حكمة الله بتغيير حال العبد في كل سبعة، والسبعة طور من أطواره وطبق من أطباقه. اهـ بمعناه. مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(25/211) 12_ هل يستدين الإنسان لأجل العقيقة؟ قال الإمام أحمد رحمه الله:إذا لم يكن مالكا مايعق فاستقرض أرجو أن يخلف الله عليه لأنه أحيا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 13_ إخراج العقيقة قيمة السؤال:عندي أربع أولاد، وأنا حامل، ولم أعق عنهم جميعا، هل أعق عنهم أم أخرج فلوس عن كل مولود؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء. الجواب:يعق عن الذكر شاتان، وعن الأنثى شاة، ولا يجزئ دفع الفلوس ونحوها. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (12591) عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز 14_ العقيقة عن المولود المتوفى قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله:أما العقيقة عن الأولاد الأموات، فلا يظهر لي أنها مشروعة، لأن العقيقة إنما تذبح فدية للمولود، وتفاؤلًا لسلامته، ولطرد الشيطان عنه، كما قرر ذلك العلامة ابن القيم، في (تحفة المودود في أحكام المولود) وهذه المعاني مفقودة في الأولاد الأموات. وأما ما أشار إليه السائل من أن للعقيقة تدخلًا في شفاعة المولود لأبيه إذا عق عنه فهذا المعنى غير صحيح، وقد ضعفه ابن القيم رحمه الله، وذكر أن السر في العقيقة هو: أولًا: أن فيها إحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام حينما فدى إسماعيل. ثانيًا: أن فيها طردًا للشيطان عن هذا المولود، وأن معنى الحديث: «كل غلام رهينة بعقيقته» ، معناه: أنه مرهون فكاكه من الشيطان، فإذا لم يعق عنه، فإنه يبقى أسيرًا للشيطان، فإذا عق عنه العقيقة الشرعية، فإن ذلك بإذن الله يسبب فكاكه من الشيطان، هذا معنى ما حكاه ابن القيم. مجموع فتاوى الفوزان(2/573) 15_ مايقال عند ذبح العقيقة عن عَائِشَةَ رضي اله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: «عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الحسن والحسين وقال قولوا:بسم الله والله أكبر اللهم لك وإليك هذه عقيقة فلان رواه البيهقي (19294)وقال النووي إسناد حسن في المجموع (8/428) سئل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :هل يشرع ذكر معين عند ذبح العقيقة،اللهم هذا عن فلان؟ فأجاب بقوله:لايشرع ،ولايقال شيء إلا مايقال عند كل ذبح بسم الله والله أكبر. سلسلة الهدى والنورشريط(363) 16_ العقيقة خارج البلد قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله: لا بأس بذلك، لا بأس أن يذبح عنهم العقيقة ولو زادت أعمارهم عن ستة أشهر وكان من المستحسن والأفضل أن يبادر بها، ولكن إذا تأخرت فلا مانع من ذلك، يذبحها متى تيسر له ذلك. وأما بالنسبة لمكان الذبح، فليس للذبح مكان خاص، بل يجوز أن يذبحها في البلد الذي ولدوا فيه، وأن يذبحها في غيره، لأنها قربة وطاعة لا تختص بمكان. وأما قضية الأكل، فالعقيقة تأخذ حكم الأضحية يستحب له أن يأكل منها، وأن يتصدق منها، وأن يهدي منها لجيرانه وأصحابه. مجموع فتاوى الفوزان(2/7572) 17_ حكم كسرعظام العقيقة وإرسال الرجل إلى القابلة عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين عليهم السلام أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل , وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظما. رواه البيهقي(19286)وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة(5100) 18_ حكم إجابة دعوة وليمة العقيقة قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:إجابة الدعوة في وليمة العقيقة تكون واجبة . ويرجع من الوليمة إذا رأى منكرا. الدليل: عن سفينة: أن رجلا ضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاما فقالت فاطمة: لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا فدعوه فجاء فوضع يديه على عضادتي الباب فرأى القرام قد ضرب في ناحية البيت فرجع. قالت فاطمة: فتبعته فقلت: يا رسول الله ما ردك؟ قال: «إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا» . غارة الأشرطة(1/90) تم بحمد الله
  7. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا فتاة الاسلام يا من لبست وتزينت وتبرجت يا من لجسمها كشفت يا من الى الشارع تأنقت وخرجت يا من اليها الذئاب تدرجت يا من في مشيتها مالت وتعوجت يا من برجليها الى التهلكة ذهبت يا من لكتاب ربها هجرت يا من لصلاتها وعبادتها تركت اما تدرين ان الانسان يموت غذا !! اما تدرين ان باب التوبة مفتوح دائما وابدا !! اما تدرين انك تزيدين الاسلام جروحا واندادا !! اما تدرين ان الله بالحجاب انعم عليك وكرمك اما تدرين ان الله فرض الحجاب عليك ليصونك اما تدرين انك في الاسلام غالية اما تدرين انك بحجابك غير عادية اما تدرين انك سماء عالية اما تدرين انك بحجابك والتزامك فانك للجنة شارية فكفاك معصية وتبرج في العلانية !! وعودي الى ربك عودة ما بعدها رجعية !! والتزمي بحجابك فانك به جوهرة مكنونة غالية هذه رسالة مني جد عادية اتمنى ان تجد آذان صاغية وتكون كافية وشافية
  8. حقيقة العبادة التي خلق من أجلها الثقلان للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله حقيقة العبادة التي خلق من أجلها الثقلان من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطَّلع عليه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل عباده المؤمنين، وأعاذني وإياهم من طريق المغضوب عليهم والضالين آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإن أهم واجب على المكلف وأعظم فريضة عليه، أن يعبد ربه سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[1]، وأخبرنا سبحانه في موضع من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته، فقال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[2]، وهذه العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها هي توحيده بأنواع العبادة من الصلاة والصوم والزكاة والحج والسجودوالطواف والذبح والنذر والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة، وسائر أنواع الدعاء، ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها، وأرسل الرسل جميعاً، وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها، والأمر بإخلاصها لله وحده، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[3]، وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[4]، ومعنى قضى ربك في هذه الآية أمر وأوصى، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[5]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[6]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.[7] وقال عز وجل: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[8] الآية، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[9] الآية، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[10]، وقال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}[11]. فهذه الآيات المحكمات وما جاء في معناها من كتاب الله كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وأن ذلك هو أصل الدين وأساس الملة، كما تدل على أن ذلك هو الحكمة في خلق الجن والإنس وإرسال الرسل وإنزال الكتب، فالواجب على جميع المكلفين: العناية بهذا الأمر والفقه فيه، والحذر مما وقع فيه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام من الغلو في الأنبياء والصالحين والبناء على قبورهم واتخاذ المساجد والقباب عليها، وسؤالهم والاستغاثة بهم واللجوء إليهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب وشفاء المرضى والنصر على الأعداء إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما دل عليه كتاب الله عز وجل، ففي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟))فقال معاذ: قلت الله ورسوله أعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا))الحديث، وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار))، وخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار))والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهذه المسألة هي أهم المسائل وأعظمها، وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك، فقام بتبليغ ما بعثه الله به عليه الصلاة والسلام أكمل قيام، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على تبليغ الدعوة حتى أزال الله من الجزيرة العربية جميع الأصنام والأوثان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وكسرت الأصنام التي حول الكعبة وفي داخلها، وهدمت اللات والعزى ومناة، وكسرت جميع الأصنام التي في قبائل العرب، وهدمت الأوثان التي لديهم، وعلت كلمة الله وظهر الإسلام في الجزيرة العربية، ثم توجه المسلمون بالدعوة والجهاد إلى خارج الجزيرة وهدى الله بهم من سبقت له السعادة من العباد، ونشر الله بهم الحق والعدل في غالب أرجاء المعمورة، وصاروا بذلك أئمة الهدى وقادة الحق ودعاة العدل والإصلاح، وسار على سبيلهم من التابعين لهم بإحسان أئمة الهدى ودعاة الحق ينشرون دين الله ويدعون الناس إلى توحيد الله ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم لا يخافون في الله لومة لائم، فأيدهم الله ونصرهم وأظهرهم على من ناوأهم ووفى لهم بما وعدهم في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[12]، وقوله عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[13]، ثم غيَّر الناس بعد ذلك وتفرقوا وتساهلوا بأمر الجهاد وآثروا الراحة واتباع الشهوات، وظهرت فيهم المنكرات إلا من عصم الله سبحانه. فغير الله عليهم وسلط عليهم عدوهم جزاء بما كسبوا، وما ربك بظلام للعبيد، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[14]. فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا: الرجوع إلى الله سبحانه وإخلاص العبادة له والتوبة إليه مما سلف من تقصيرهم وذنوبهم، والبدار بأداء ما أوجب الله عليهم من الفرائض والابتعاد عما حرم عليهم، والتواصي فيما بينهم بذلك والتعاون عليه. ومن أهم ذلك: إقامة الحدود الشرعية وتحكيم الشريعة بين الناس في كل شيء، والتحاكم إليها، وتعطيل القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله، وعدم التحاكم إليها، وإلزام جميع الشعوب بحكم الشرع، كما يجب على العلماء: تفقيه الناس في دينهم ونشر التوعية الإسلامية بينهم، والتواصي بالحق والصبر عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع الحكام على ذلك، كما يجب محاربة المبادئ الهدامة من اشتراكية وبعثية وتعصب للقوميات وغيرها من المبادئ والمذاهب المخالفة للشريعة. وبذلك يُصلح الله للمسلمين ما كان فاسداً، ويرد لهم ما كان شارداً، ويعيد لهم مجدهم السالف، وينصرهم على أعدائهم، ويمكن لهم في الأرض، كما قال تعالى وهو أصدق القائلين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[15]، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[16]، وقال سبحانه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[17]. والله المسئول سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعامتهم، وأن يمنحهم الفقه في الدين، ويجمع كلمتهم على التقوى ويهديهم جميعا صراطه المستقيم وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم جميعا للتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. [1] سورة الأعراف الآيات: 54-56. [2] سورة الذاريات: الآية 56. [3] سورة البقرة: الآية 21. [4] سورة الإسراء: الآية 23. [5] سورة البينة: الآية 5. [6] سورة الحشر: الآية 7. [7] سورة النساء: الآية 59. [8] سورة النساء: الآية 80. [9] سورة النحل: الآية 36. [10] سورة الأنبياء: الآية 25. [11] سورة هود: الآيتان 1-2. [12] سورة محمد: الآية 7. [13] سورة الحج: الآية 41. [14] سورة الرعد: الآية 11. [15] سورة الروم: الآية 47. [16] سورة النور: الآية 55. [17] سورة غافر: الآية 51-52. المصدر المصدر: منتديات نور اليقين
  9. بسم الله الرحمان الرحيم جزائر الأحرار كم تسمى فيك بعائشة تيمنا بأمنا وكم تكنت بأم عبد الله كثيرا من الفضليات جزائر وكم سمت حرائرنا أبناءها بعلي وعثمان وعمر وأبي بكر رجاء أن يكونوا كأولئك الأخيار جزائر أرض أهل السنة الأطهار بدء بعقبة بن نافع إلى بن باديس مرورا بموسى بن نصير إلى أبي عبد المعز صفحات بيضاء في نصرة السنة الغراء جزائر من الشرك طهرك الله بدعوة التوحيد و أخلاق الصحب الكرام الذين فتحوا الديار جزائر بالأمس كان الإفرنج يحتفلون بتشييع جنازة الإسلام فيك فشيع المسلمون جنازتهم منك وخرجوا أذلة صغار جزائر لفظت إخوة القردة والخنازير فلا ترضى بأبناء المجوس الروافض الأرذال جزائر أيسب الصحابة بين أظهرنا ؟أأمنا تسب؟ أعائشة لم يعد لأبنائها غيرة على عرضها كلا ورب الأرض والسماء لننصرنك ولو تقطعت منا الأحشاء جزائر عائشة أم المؤمنين حب الرسول الأمين وزوجه في الدارين الصديقة بنت الصديق الشريفة العفيفة الفقيهة الأمينة سيدة النساء فضلها عليهن كفضل الثريد على سائر الطعام جزائر عائشة أمنا بالنبي زوجها ربنا جائه جبريل في قطعة حرير بصورتها القرشية الرفيعة العربية الفصيحة أم عبد الله بذاك الرسول لقبها عائشة أمنا الحميراء وصف لجمالها وصف ثابت لزيادة في الحديث الألباني صححها جزائر أمنا بالسلام جبريل أقرأها وبالهدايا الصحب تحروا ليلتها عرف الملائكة وأهل الفضل قدرها وبالمغفرة لما تقدم وتأخر رسول الله دعا لها جزائر ذي الشريفة كالبشر ولو غضبت غير الاسم لم تهجر أمر الحبيب بحبها فمن خالف أمره خاب وخسر ويا طاعنا في عرض أمنا لم يضر غير نفسه حاله كحال ناطح الجبل بل صاحبه قد ينجوا وهو إن لم يتب النار مثواه وبأس المستقر أيا منتقصا أمنا بما الله منه برآها فلتعلم أن الكفر بك قد أحاط وذاك حكم من كذب بآي الكتاب وهذا مما عليه انعقد الإجماع قال ذالك مالك والشافعي وأحمد والنعمان,وسائر الأئمة إلى بن باديس وغيره من أهل العلم والأيمان ,نقل الإجماع ابن كثير وشيخه في الزاد ونقله النووي كما في شرحه لمسلم يا منتحل مذهب الروافض الكفار أبناء الجزائر براء منك صغارهم قبل الكبار ويا منكرا علي قولي, أولى بك إنكار هذا الشر وإقرارك يلحق بك الضر ولعلك تشقى بترك النصح,فتأسى بأهل العلم والفضلا يا أبناء الجزائر يا فحولها عرض الرسول-صلى الله عليه وسلم-يهان وفينا من يأكل كالبهائم ويرقص غير مبال بهذا الذل والهوان لسنا للخروج دعاة بل في وجه دعاته سدا منيعا يا ولاة يا حماة في رقابكم حفظ عرض الأمهات ,حفظ الأوطان أمره مهم,و أولى منه حفظ الإسلام وبحفظه تسلم الجزائر وسائر البلدان جزائر بالتوحيد والسنة عزتها وبهما تحفظ بيضتها وهذا تذكير ففضائل أمنا جلية يعرفها كل من رفع رأسا بالحنيفية والحمد لله الذي رزقني بنية سميتها "عائشة" أسوة بأمنا, اللهم اجعلها كالتي لرسولك ارتضيتها فعليها سميتها. والحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وأله وصحبه وسلم كتبه أبو عبد الله حيدوش
  10. بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نصيحة قيمة من شيخ الاسلام ابن تيميه لتلميذه ابن القيم رحمهما الله اسمع إلى هذه النصيحة هذا ابن القيم رحمه الله يقول: "قال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه وقد جعلتُ أُورِدُ عليه إيراداً بعد إيراد ، يأتي إلى شيخ الإسلام ويعطيه إيرادات - يعني شُبه - إيراد بعد إيراد ، أُكثر عليه , قال له : لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِفنجة ، فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها , ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة المغلقة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها , فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته , وإلا فإذا أَشرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرُ عليك صار مقراً للشبهات . يقول الإمام ابن القيم أو هذا قريب مما قال يقول: " فما أعلم أني انتفعتُ بوصيةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بهذه الوصية". مستفاد من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 03 | للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري *- موقع ميراث الأنبياء -* * * * فاللهم إنا نسألك أن تعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وألا تجعلنا من المغترين المغرورين بها يا رب العالمين اللهم إنا نسألك من الخير كله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم يسرنا لليسرى جنبنا العسرى ووفقنا في الآخرة والأولى اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
  11. من فضائل الشيخين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد الأمين و على آله الطاهرين و أصحابه الطيبين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. و بعد فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بشّر هذه الأمة أنه سيبقى منها طائفة على الحق حتى تقوم الساعة حيث قال صلى الله عليه و سلم :"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" رواه مسلم، و قال كذلك :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " رواه مسلم، و قال :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" و هذه الطائفة هم أهل الحديث أهل السنة و الجماعة. و هذه الطائفة سيكون لها مخالفون كما جاء في الحديث السابق، فيخالفونهم في دينهم و عقيدتهم و منهجهم. و إن من الفرق التي خالفت أهلَ السنة في دينهم و عقيدتهم الرافضة الأنجاس الأرجاس، فإنهم يخالفون أهل الحق في باب الاعتقاد في أكثر المسائل، و التي تعنينا في هذا المقام مخالفتهم لأهل السنة في اعتقادهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، حيث تجدهم يطعنون و يلعنون و يكفرون هؤلاء الأخيار الأبرار الذين رفع الله بهم الدين و أعز بهم المسلمين و زكّاهم ربّ العالمين. أما أهل السنة فعقيدتهم الولاء لهؤلاء و محبتهم و الذب عنهم و الكف عما شجر بينهم و لا يُذكرون إلا بأحسن الصفات و الأعمال، لما لهم من الفضائل العظيمة و المواقف الشريفة التي رفعهم الله بها و لن يصل إليها من بعدهم. ألا و إن من هؤلاء الصحابة الأخيار العشرة المبشرون بالجنة، ، حيث قال صلى الله عليه و سلم :"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الترمذي و صححه الألباني رحمه الله، و على رأس هؤلاء العشرة أبو بكر و عمر رضي الله عنهما، فلهما من الفضائل العظيمة و المناقب الحميدة _التي رفعهما الله بها_ ما لغيرهما. فلْنَتَعَلَّمْ من فضائلهما العظيمة و مناقبهما الكثيرة و مواقفهما الجديرة، و لن نقف على كلها بل على القليل القليل حتى نعلم فضلهما على غيرهما و نعرف لهما حقهما علينا و على من بعدنا، و حتى لا يُغرر بنا أعداؤنا أعداء الدين. ما ورد في فضائلهما معا : _ أبو بكر و عمر رضي الله عنهما سيدا كهول أهل الجنة : روى ابن ماجة في سننه عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين" صححه الألباني. _ صديق و شهيد رضي الله عنهما : روى البخاري في صحيحه عن قتادة، أن أنس بن مالك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فرجف بهم، فقال :" اثبت أحد فإنما عليك نبي ، وصديق ، وشهيدان". _ منزلتهما رضي الله عنهما في الجنة : روى بن ماجة في سننه عن أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن أهل الدرجات العلى يراهم من أسفل منهم كما يُرى الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" صححه الألباني. _ تصديق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما للنبي صلى الله عليه وسلم : روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه ، فقالت : لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة"، قال :"آمنت به أنا وأبو بكر، وعمر، وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال له الذئب : من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري"، قال : "آمنت به أنا وأبو بكر ، وعمر" قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم. _ أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما : عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر" أخرجه الترمذي و قال الألباني :"إسناده حسن". _ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم :عن ابن عمر قال :"كانوا يقولون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :" خير الناس أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري. _ أبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما السمع و البصر : روى الترمذي عن عبد الله بن حنطب، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رأى أبا بكر و عمر، فقال : "هذان السمع و البصر" صححه الألباني. مما ورد في فضائل كل واحد منهما خاصة : 1 ـ من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه: _ أبو بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه و سلم : روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال :"كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم". _ أبو بكر رضي الله عنه صديق هذه الأمة : روى الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت :" لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس فمن كان آمنوا به وصدقوه، وسمعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال : أو قال ذلك؟ قالوا : نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال : نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق " ينظر الصحيحة رقم (306). _ أبو بكر رضي الله عنه ثاني اثنين : روى البخاري في صحيحه، عن أبي بكر رضي الله عنه، قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : وأنا في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال :"ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما". _ منزلة أبي بكر رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه و سلم : روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال :"إنه ليس من الناس أحد أمنّ عليّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد ، غير خوخة أبي بكر". _ إيذاء أبي بكر رضي الله عنه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم : روى البخاريفي صحيحهعن أبي الدرداء، قال : كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء ونحن عنده : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أما صاحبكم هذا فقد غامر" قال : وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، قال أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل أنتم تاركون لي صاحبي، هل أنتم تاركون لي صاحبي، إني قلت : يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم : كذبت، وقال أبو بكر : صدقت "قال أبو عبد الله : " غامر : سبق بالخير ". _ أبو بكر رضي الله عنه يمنع أذى المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم : عن عروة بن الزبير، قال : سألت عبد الله بن عمرو، عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : رأيت عقبة بن أبي معيط، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، "فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال :{أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم} رواه البخاري. _ خير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم : روى البخاريعن محمد بن المنكدر، أخبرنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال : كان عمر يقول :"أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا يعني بلالا". _ عتق أبي بكر رضي الله عنه من كان يعذب من المسلمين : قال بلاللأبي بكر :"إن كنت إنما اشتريتني لنفسك، فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله، فدعني وعمل الله" رواه البخاري. _ إمامة أبي بكر رضي الله عنه للناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم : روى البخاري في صحيحهعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال : "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف بن الحارث"، وحانت الصلاة، فجاء بلال أبا بكر رضي الله عنهما، فقال : حبس النبي صلى الله عليه وسلم، فتؤم الناس؟ قال : نعم، إن شئتم، فأقام بلال الصلاة، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه، فصلى" فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقا، حتى قام في الصف الأول"، فأخذ الناس بالتصفيح - قال سهل : هل تدرون ما التصفيح؟ هو التصفيق - وكان أبو بكر رضي الله عنه، لا يلتفت في صلاته، فلما أكثروا التفت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في الصف، فأشار إليه مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله، ثم رجع القهقرى وراءه، "وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى". _ أبو بكر رضي الله عنه عتيق الله من النار : روى الترمذي عن عائشة قالت : دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :"أنت عتيق الله من النار" فيومئذ سمي عتيقا. صححه الألباني. 2 ـ فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه : _ موافقة عمر رضي الله عنه للقرآن : روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، "وافقت ربي في ثلاث : فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وآية الحجاب ، قلت : يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن : ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن )، فنزلت هذه الآية". علم عمر رضي الله عنه : قال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"بينا أنا نائم، أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب"قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال :"العلم" رواه البخاري. قلت : من كان هذا حاله هل يوصف بالظلم و الجهل؟!، فالله المستعان. _ مبلغ الدين عند عمر رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره". قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال :"الدين". _ قصر عمر رضي الله عنه في الجنة : روى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال :"بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله". _ جعل الله الحق على لسان عمر رضي الله عنه و قلبه : عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"إن الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه" رواه الترمذي و صححه الألباني. _ لو كان نبي بعد نبينا صلى الله عليه و سلم لكان عمر رضي الله عنه : روى الترمذي عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لو كان بعدي نبيّ لكان عمرَ بن الخطاب" صححه الألباني. _ خوف الشيطان من عمر رضي الله عنه : روى الترمذي في سننه عن عائشة، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها، فقال :"يا عائشة تعالي فانظري"، فجئت فوضعت لحييّ على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي :"أما شبعت ، أما شبعت". قالت : فجعلت أقول لا، لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر، قالت : فارفض الناس عنها : قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر" قالت : فرجعت" قال الألباني في الصحيحة (2261): "إسناده جيد". _ الشيطان يفر من عمر رضي الله عنه : روى البخاري في "الفضائل" و مسلم في "فضائل الصحابة" عن سعد ابن أبي وقاص، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :"إيهاً يا ابن الخطاب، و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قطّ إلا سلك فجا غير فجِّك". _ عمر رضي الله عنه مبشر بالجنة :عن أبي موسى رضي الله عنه، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"افتح له وبشره بالجنة" ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"افتح له وبشره بالجنة"، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي :" افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه"، فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال : الله المستعان" أخرجه البخاري و مسلم. _ قوته في ولايته رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بينما أنا على بئر أنزع منها، جاءني أبو بكر، وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه، فنزع حتى ضرب الناس بعطن". _ خوفه على نفسه رضي الله عنه : روى البخاري في صحيحه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال : قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال : قلت : لا، قال : فإن أبي قال لأبيك : "يا أبا موسى، هل يسرك إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه، كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي : لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي : لكني أنا، والذي نفس عمر بيده، لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملناه بعد نجونا منه كفافا رأسا برأس، فقلت : إن أباك والله خير من أبي". فهذا نزر يسير مما ورد في فضائل هذين الصحابيين الجليلين أبي بكر و عمر، و أهل السنة يكنون لهما المحبة و التقدير و الاحترام، فلا يلمزونهما و لا يشتمونهما و لا يذكورنهما إلا بخير. لكن الرافضة يخالفون في هذا فيسبونهما و يشتمونهما و يكفرونهما و يلعنونهما، بل و جعلوا من القربات التي يتقربون بها إلى الله دعاء خاصا بهما دبر كل صلاة و هو دعاء "صنمي قريش" فالله المستعان، نبينا صلى الله عليه و سلم يقول فيهما أنهما "سيدا كهول أهل الجنة" و هم يجعلونهما أفجر خلق الله تعالى، فإلى الله المشتكى. أسأل الله الثبات لي و لإخواني على العقيدة الطيبة عقيدة أهل السنة و الجماعة حتى نلقى ربنا غير مبدلين و لا مفتونين. و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صبحه إلى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين. كتبه : يوسف صفصاف. المصدر: نقلا عن منتديات التصفية و التربية.
  12. أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها للإمام العلامة ابن القيم قال فى كتابه المتحف عدة الصابرين وأما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور أحدهما إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة الثاني مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد الثالث مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالاساءة من أحسن اليه وانما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة الرابع مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف الخامس مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال "لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن " قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار السادس مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله السابع مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه الثامن مشهد المعية وهو نوعان معية عامة ومعية خاصة فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله "ان الله مع الصابرين "وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل التاسع مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر العاشر مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم الحادى عشر أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد الثانى عشر كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته الثالث عشر قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشقعلى المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس الرابع عشر صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان الخامس عشر التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا السادس عشر تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتنى الطلبا ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها وسأعيدك اليها فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه السابع عشر أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته فالنفوس العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى اسفل الثامن عشر أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة وتنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد فلو زال ذلك المانع لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه التاسع عشر أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه ! من ذلك والذى ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم العشرون أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة والبعد عنها ما أمكنه وقد قال النبي من سمع بالدجال فلينا عنه فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها الا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله اعلم قال ابن القيم رحمه الله ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح فى الارض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعته وكل شر فى العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذالك فسببه مخالفة رسول الله والدعوة إلى غير الله ورسوله ومن تدبر هذا حق التدبر وتأمل أحوال العالم منذ قام إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وجد هذا الأمر فى خاصة نفسه وفى حق غيره عموماً وخصوصاً
  13. * اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم طريق الهداية.. ( المراتب - الأسباب - الموانع ) فإن المسلم يقف بين يدي ربّه في كل يوم وليلة يسأل ربه مسألةً عظيمة ، ونعم المسألة هي. والمسلم أحـوجُ ما يكون إلى هذه المسألـة ، فهو أحوجُ إليها من حاجته إلى الطعام والشراب ، وهو مُحتاجٌ لها مع كلّ نفس . هذه المسألة هي سؤالُ هدايةِ الصراط المستقيم . (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) والذين أنعم اله عليهم هم أهلُ طاعةِ الله ورسولِه صلى الله عليه وسلم ، قال سبحانه وتعالى : (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا ) فما هي الهداية ؟ الهداية : دِلالة بلطف إلى ما يوصل إلى المطلوب . وقيل : سلوك طريق يوصل إلى المطلوب . وعرّفها ابن القيم بقوله : هي معرفة الحق والعملُ به . فَعُلِمَ من هذا أن الهداية تُستطاع بفعل الأسباب بعد توفيق الله ، ولذا قال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) وقال عز وجل : ( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) وقال جل جلاله : ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) وقال سبحانه وبحمده : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) قال ابن القيّم : فعل الرب تعالى هو الهدى ، وفعل العبد هو الاهتداء ، وهو أثر فعله سبحانه فهو الهادي والعبد المهتدي . قال تعالى: ( مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي) وقال – رحمه الله – : (الفوائد 166 -171 ) : تكرر في القرآن جعل الأعمال القائمة بالقلب والجوارح سببَ الهداية والإضلال . اهـ . ولا بُدّ من فعل الأسباب والمجاهدة في الله حتى تحصل الهداية التامة ، لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) قال ابن القيم ( الفوائد 87 ) : علّق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً .... أي في ذات الله ، كما في الآية السابقة . ولا يُتصوّر أن ملكاً من الملائكة سوف يأخذ بيد العبد للهداية ، فيأخذ بيده إلى المسجد أو يأخذ بيده ويُساعده على إخراج منكرات بيته أو محلِّه ، بل لا بُدّ أن تُبذل الأسباب أولاً ثم يسأل العبدُ ربَّه التوفيق . ولذا كان الأنبياء والرسل يبذلون الأسباب المستطاعة ثم يسألون ربّهم التوفيق والإعانة . وقد قسّم ابن رجب الناس إلى ثلاثة أقسام ، فقال : الأقسام ثلاثة : راشد ، وغاو ، وضال ؛ فالراشد عرف الحق واتبعه ، والغاوي عرفه ولم يتبعه ، والضال لم يعرفه بالكلية ؛ فكلُّ راشدٍ هو مهتد ، وكل مهتدٍ هدايةً تامة فهو راشد ؛ لأن الهداية إنما تتم بمعرفة الحق والعمل به أيضا . اهـ . وقال رحمه الله : وإنما وَصَفَ – يعني النيّ صلى الله عليه وسلم - الخلفاءَ بالراشدين – في الحديث - ؛ لأنهم عرفوا الحق وقضوا به ، والراشد ضد الغاوي ، والغاوي من عرف الحق وعمل بخلافه . اهـ وقد وصَف الله أتباع إبليس بأنهم من الغاوين ، فقال تعالى : (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) ووصَف الله الذي أوتيَ الآيات فردّها بأنه من الغاوين ، فقال ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وفَرْقٌ بين الغواية والضلالة ولذا لما قال فرعون لموسى : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ردّ عليه موسى بقوله : ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) أي قبل النبوة وقبل مجيء الرسالة . وقد امتـنّ اللهُ تبارك وتعالى على نبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم بهذه النعمة العظيمة ، والمِنّـةِ الجسيمة فقال : ( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) وهذا يُفسِّرُه قولُه سبحانه : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).. فدلّ هذا على أن الهداية نعمة لا تحصل بتمامها إلا بفعل الأسباب . وقد قال تبارك وتعالى : (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) قال بعض العلماء في تفسير الآية : أي أنه لا يهديهم ؛ لأن القــوم عرفـوا الحق وشهدوا به وتيقّنوه وكفـروا عمـداً ، فمن أين تأتيهم الهداية ؟ فإن الذي تُرتجى هدايته من كان ضالا ولا يدرى أنه ضال ، بل يظن أنه على هدى فإذا عرف الهدى اهتدى ، وأما من عرف الحق وتيقنه وشهد به قلبه ثم اختار الكفر والضلال عليه فكيف يهدي اللهُ مثل هذا ؟ وقبل الدخول في الأسباب نتطرق إلى مراتب الهداية وقد قسّمها ابن القيم رحمه الله إلى أربع مراتب : المرتبة الأولى : الهداية العامة ، وهي هداية كل مخلوق من الحيوان والآدمي لمصالِحِهِ التي بها قام أمْرُه . قال تعالى : ﴿( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى )﴾ فذكر أموراً أربعة : الخلق والتسوية والتقدير والهداية ، فسـوّى خلقه وأتقنه وأحكمه ثم قدّر له أسباب مصالحه في معاشه وتقلباته وتصرفاته وهداه إليها والهداية تعليم ، فذكر أنه الذي خلق وعلم ، كما ذكر نظير ذلك في أول سورة أَنْـزَلَها على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقال تعالى حكاية عن عدوه فرعون أنه قال لموسى : ﴿(قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )﴾ وهذه المرتبة أسبقُ مراتب الهداية وأعمُّها وهذه المرتبة هي التي قال الله فيها ﴿ ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾) المرتبة الثانية : هداية البيان والدلالة، والتي أقام بها حجته على عباده ، وهذه لا تستلزم الاهتداء التام . قال تعالى : ﴿( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )﴾ يعني بيّنا لهم ودَلَلْناهم وعرّفناهم ، فآثروا الضلالة والعمى . وقال تعالى : ﴿( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ )﴾ المرتبة الثالثـة : وهذه المرتبة أخص من الأولى وأعم من الثانية وهي هدى التوفيق والإلهام . قال الله تعالى : ﴿( وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )﴾ فَعَمّ بالدعوة خلقه ، وخص بالهداية من شاء منهم . قال تعالى : ﴿( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ )﴾ مع قوله : ﴿( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾) فاثبت هداية الدعوة والبيان ونفي هداية التوفيق والإلهام ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في تشهد الحاجة : من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي لـه ، وقال تعالى : ﴿( إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ )﴾ أي من يضله الله لا يهتدي أبدا ، وهذه الهداية الثالثة هي الهداية الموجبة المستلزمة للاهتداء ، وأما الثانية فشرط لا موجب ، فـلا يستحيل تخلف الهدى عنها بخلاف الثالثة ، فإن تَخَلُّف الهدى عنها مستحيل . المرتبة الرابعة : الهداية في الآخرة إلى طريق الجنة والنار . قال تعالى : ﴿(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ )﴾ وأما قول أهل الجنة : ﴿( وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ)﴾ فيُحتمل أن يكونوا أرادوا الهداية إلى طريق الجنة ، وأن يكونوا أرادوا الهداية في الدنيا التي أوصلتهم إلى دار النعيم ، ولو قيل : إن كلا الأمرين مراد لهم ، وأنهم حمـدوا الله على هدايته لهم في الدنيا ، وهدايتهم إلى طريق الجنة كان أحسن وأبلغ . انتهى كلامه رحمه الله . وقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ اقتصاص الخلق بعضهم من بعض ، ثم قال : فو الذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا . ويهديهم ربهم بسبب إيمانهم بالله عز وجل .. قال الله تبارك وتعالى : ﴿( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )﴾ فَمَن هُدي في هذه الحياة الدنيا هُـديَ في الآخرة ، ﴿( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )﴾ وقد قال الله في أهل الجحيم : ﴿ [احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ(22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ(23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ(24) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ(25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ(26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ(27) } قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ(28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(29) } وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ(30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ(31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ(32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ(34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ(35)] ﴾ والمقصود بـ أَزْوَاجهم : نظراءهم وأشياعهم وأضرابهم . ومن أسباب الهداية :التوحيد ، فهو أعظم أسباب الهداية ، ولذا لما ذَكرَ الله الشرك قال : ( وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ) فالموحِّد على خير ، وهو إلى الخير أقرب . وقال على لسان خليله إبراهيم : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) فهذا وعدٌ بالهداية لأهل التوحيد . ثانياً : امتثال ما أَمَـرَ الله بهِ ورسولُه ، واجتناب ما نَهى الله ورسوله عنه ، قال عز وجل: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)وإِذاً لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراعَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) قال ابن جرير – رحمه الله - : يعني بذلك جل ثناؤه ولو أنهم فعلوا ما يوعظـون به لكان خيرا لهم لإيتائنا إياهم على فعلهم ما وعظوا به من طاعتنا والانتهاء إلى أمرنا أجراً يعني جـزاء وثوابـا عظيمـا وأشد تثبيتا لعزائمهـم وآرائهـم وأقوى لهم على أعمالهم لهدايتنا إياهم صراطا مستقيما ، يعني طريقا لا اعوجاج فيه ، وهو دين الله القويم الذي اختاره لعباده وشرعه لهم ، وذلك الإسلام ، ومعنى قـولـه ولهديناهم : ولوفّقناهم للصراط المستقيم . اهـ وقال الحافظ ابن كثير : ولو أنهم فعلوا ما يؤمرون به وتركوا ما يُنهون عنه لكان خيراً لهم أي من مخالفة الأمر وارتكاب النهي وأشد تثبيتا ، قال السدي : أي وأشد تصديقا ، وإذا لآتيناهم من دنا أي من عندنا أجرا عظيما يعني الجنة ، ولهديناهم صراطا مستقيما أي في الدنيا والآخرة . اهـ . وإذا كانت الذنوب سبباً لسوء الخاتمة ، وللطبع على القلب ، كان تركها سبباً للهداية ، وأشد في الثّبات على دين الله . فالمحافظة على الصلاة – مثلاً – وإقامتها كما أمر الله ، مما أُمِرَ به المسلم ، ثم هي سبب في الابتعاد عن الفواحش والمنكرات ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) وبها يستعين العبد على الصبر على ما ينوبه في الحياة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) قال ابن كثير : إن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر . وبها يستعين العبد على الشدائد : ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) وبها يستعين بالصبر على المصائب : ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) والأعمال الصالحة عموماً مما يُقرِّب إلى علاّم الغيوب . ولما ذكر الله تبارك وتعالى جملة من أنبيائه ورسله قال لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم : (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) وقال جلّ ذكره في وصف كتابه : (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ثالثاً : الإنابة والتوبة والرجوع إلى الله جل جلاله . قال تبارك وتعالى : ( قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) وقال سبحانه : ( اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) وهذه الثلاث : أعني التوحيد والسلامة من الشرك ، وفعل الطاعات وما أُمِرَ به العبد ، والإنابة إلى الله يجمعها قولُه تعالى: ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {17 } الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) فالذين اجتنبوا الشرك ، وأنابوا إلى الله ، واستمعوا القول فاتّبعوا أحسنه ، هم أهل الهداية . والله تبارك وتعالى يُحبُّ التوابين ، كما في قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ) فإذا أحبّهم هداهم . فمن تاب وأناب إلى الله تبارك وتعالى أحبّه الله ، ومَن أحبّـه الله هداه بهداه رابعاً : الاعتصام بالله جل جلاله . قال سبحانه : ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) وقال جل جلاله :( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) والاعتصام بالله يكون بالتمسك بحبل الله المتين ، التمسك بالقرآن العظيم . قال سبحانه : ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) والتمسك بكتاب الله أمان بإذن الله من الضلال ، لقوله صلى الله عليه وسلم : تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله . رواه مسلم . وكذا التمسك بالسنة . والقرآن يهدي للتي هي أقوم في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فواضحٌ مما تقدّم وأما في الآخرة فلقوله صلى الله عليه وسلم : يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. رواه أحمد وأصحاب السنن . وتكرر في الكتاب العزيز وصف القرآن بأنه هُدى للمؤمنين
  14. السؤال ما هي الطهارة ؟ و ماهي شروطها ؟ وما هي تأديتها ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالطهارة على ثلاثة أنواع: النوع الأول: الطهارة من الذنوب والمعاصي، ويدل على ذلك وصف الله تعالى للمشركين بأنهم نجس، أي نجسوا الاعتقاد بالكفر، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ }التوبة:28، وقال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ }المائدة:41}. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى أن يطهره من الذنوب والمعاصي، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي أوفيرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ. وهذه الطهارة هي الأصل لما بعدها فمن لم يطهر قلبه لا يطهر ثوبه وبدنه غالبا لعدم تحفظه وتحرزه. النوع الثاني: الطهارة من الخبث وهو النجاسة الحسية؛ كالبول والغائط والدم والخمر المائع وغير ذلك من أنواع النجاسات الحسية، وهذه لا يطهرها إلا الماء الطهور عند جماهير أهل العلم، وذلك بأن تغسل به حتى يزال لونها وطعمها وريحها؛ إلا نجاسة الكلب والخنزير وما تولد منهما فلا بد من غسلها سبع مرات إحداهن بالتراب، على خلاف بين أهل العلم في بعض تفاصيل ذلك. النوع الثالث: الطهارة من الحدث وهو على قسمين: القسم الأول: حدث أكبر وهو ما أوجب الغسل كخروج المني وتغييب الحشفة وهي طرف الذكر أو مقدارها من مقطوعها في فرج قبلا كان أو دبرا ولو لم ينزل المني، ويجب الغسل على المغيب، والمغيب فيه، ومن ذلك وجوب الغسل على المرأة إذا انقطع حيضها أو نفاسها. القسم الثاني: حدث أصغر وهو ما أوجب الوضوء وهو خروج شيء من أحد السبيلين سواء كان بولا أو مذيا أو غائطا أو حصاة أو غير ذلك المهم أن يخرج شيء من أحد السبيلين. ومن ذلك: مس الفرج ببطن الكف سواء كان فرج نفسه أو فرج غيره، ومن ذلك: زوال العقل بنوم أو إغماء أو سكر أو غير ذلك، ومن ذلك: مس المرأة الأجنبية المشتهاة أي التي بلغت سنا تشتهى فيه عند أصحاب الطباع السليمة، وهذا على رأي بعض أهل العلم، ومن ذلك: أكل لحم الجزور وهو رأي لبعض أهل العلم أيضا، وللمزيد من الفائدة عن نواقض الوضوء المتفق عليها والمختلف فيها تراجع الفتوى رقم: 1795. والغسل من الجنابة يحصل بالنية وتعميم البدن بالماء. والوضوء يحصل بالنية وغسل الوجه واليدين إلى المرفقين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين إلى الكعبين. ومن شروط الطهارة: 1- الإسلام فلا تصح طهارة الكافر إلا الزوجة الكتابية يلزمها زوجها بالغسل بعد الحيض أو النفاس أن تغتسل ليطأها، فالكافر لو لزمه ما يوجب الغسل في الكفر واغتسل في كفره ثم أسلم لزمه إعادة غسله. 2- التمييز فلا يصح الوضوء ولا الغسل من غير مميز إلا الصبي الذي يحرم عنه وليه، فإنه يوضئه قبل الطواف به، وكذا الزوجة المجنونة تغسل بعد طهرها من الحيض قبل وطئ زوجها لها. 3- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة. 4- إزالة النجاسة العينية من البدن قبل غسله 5- انقطاع ما يمنع صحة الغسل لرفع الحدث وهو الحيض والنفاس للمرأة. 5-النية. 6- تعميم البدن بالماء في الغسل. وينبغي للأخ السائل أن يتصل بأحد المشايخ المعروفين بالعلم في بلده ليشرح له ويدله على كتاب مختصر يتناسب مع مستواه فيه ما يتعلق بصفة الطهارة والصلاة، وما يحتاجه من العبادات والمعاملات التي يزاولها فتعلم ذلك من الواجبات العينية. والله أعلم.
  15. بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العنوان: كيف أُحصن نفسي من الشرك الخفي،وكيف أعرف أني وقعت فيه، وهل يعذب صاحبه؟ الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري السائلة أو السائل : كيف أُحصن نفسي واحميها من الشرك الخفي؟ وهل من وقع فيه مأواه النار ؟ وكيف أعرف أني وقعت فيه ؟ الجواب : الشرك الخفي هو الرياء ، كأن تُصلي لنظر من يراكِ ، مثلاً تُصلين وتُحسنين الصلاة لنظر من يراكِ أو تتصدقي حتى يذكرك الناس ، هذا هو الشرك الخفي والتخلص منه: أولا : بمجاهدة نفسك ما دُمتي تجاهدين نفسك وتدافعينه وتجدين في ذلك فلا بأس عليك إن شاء الله تعالى . وثانياً : إذا كان هذا يؤثر عليكِ يعني الأعمال الصالحة ، يعني رؤية الناس تؤثر عليكِ في أعمالك الصالحة فاختفي قدر الإمكان وإذا ما استطعتي فاعزمي وابعدي عنك الوساوس ، وأنا أخشى عليكِ من الوساوس . وأمر آخر وأخير اسكثري من هذا الدعاء: " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم ، واستغفرك من الذنب الذي لا أعلم" . وأما هل صاحبه يقع في النار ، المُرائي مُتوعد بالنار ، ولكن كثرة التوبة والإستغفار والمُلازمة لهذا الدعاء كما ذكرت لك وهو صحيح ، صححه الألباني وغيره – رحم الله الجميع – تأمنين إن شاء الله تعالى وتوفقين إلى تخليص نفسك من الشرك الخفي الذي هو الرياء . نعم . الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري *- المصدر / ميراث الأنبياء -*
  16. بسم الله الرحمن الرحيم بعض الناس ابتلي بالقول بأن الكفار أخلاقهم أفضل من أخلاق المسلمين ، ما هو الشيء الذي يترتب على هذا ؟ جواب الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظهما الله تعالى هذا الكلام يقوله بعض الناس دون تفكُّر في هذا الأمر ودون نظر في أبعاده، ويكون قوله في مثل هذا مبنيا على بعض الظواهر التي يراها أو المواقف التي يمر بها فيبني على ذلك مثل هذا الكلام؛ وإلا لو نظر إلى أخلاق الكفار هل هذه الأخلاق: أولا مبنية على تقرُّب لله بهذه الأخلاق وطلب لثواب الآخرة؟ هل هم يتعاملون بهذه الأخلاق عملا بقوله: ï´؟ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (ظ)ï´¾[1]؟ هل هو يعامل بالخُلُق الحسن قُربة يتقرَّب بها إلى الله ويرجو بها ثوابه والفوز برفيع المنازل في الجنة؟ سُئل عليه الصلاة والسلام: بمَ يدخل الناس الجنة؟ قال: " بتقوى الله وحسن الخُلُق "[2] فهل هو يتعامل بالأخلاق بناءً على ذلك؟ الجواب: لا. بينما المؤمن يتعامل بالخلق وإن قلَّ يرجو به ثواب الله سبحانه وتعالى، هذا أمر. الأمر الثاني: أن تعامل كثير من هؤلاء الكفار بالأخلاق مبني على إلزام وقوانين في بلدانهم تُلزمهم بمثل هذه الأخلاق ويعاقب على تركها ولا سيَّما في الأمور التي تمس المصالح العامة ويُوضع فيها قوانين شديدة لمن يُخالف؛ فمن الخُلُق مثلا أن لا ترمي شيئا في طريق الناس، ففي بعض الدول يضعون عقوبة إذا رمى من زجاج السيارة منديلا أو شيئا من ذلك يُعاقب بغرامة مالية كبيرة فتجده حذِرا من فعل شيء من ذلك خوفا من العقوبة الشديدة والغرامات الشديدة؛ لكن فرق بين من يفعل ذلك خوفا من مثل هذه العقوبة ومن يفعل ذلك تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وإحسانا إلى عباد الله. أيضا هؤلاء معاملتهم بهذه الخلاق معاملة نفعية مبنية على مصالح وإذا لم توجد المصلحة لم توجد المعاملة، وإذا كانت المصلحة قائمة فالمعاملة الحسنة قائمة.هذا جانب. جانب آخر الذي يفتش حقيقة في أحوالهم يجد أن فساد أديانهم ترتب عليه فساد أخلاقهم إلا في قليل من المظاهر العامة وإلا في البيوت تفكك، في بيوتهم تفكك من أشد ما يكون؛ ولا تجد البر الذي هو أعظم البر: بر الأبناء بالآباء والأمهات والتعاملات الحسنة مع الجيران بل يتعاملون في حدود القوانين والرسميات. ويبلغُنا أن في كثير من بيوت هؤلاء أن الشاب أو الشابة إذا بلغ السادسة عشرة أو السابعة عشرة أو الثامنة عشرة تكون تعامل والدته معه في البيت تعاملها مع شخص نزيل أو مستأجر عندها، حتى يقولون إن بعض الأمهات في آخر الشهر تقدم لولدها أو بنتها فاتورة: فاتورة بالغسيل وفاتورة بالطعام وفاتورة بــ ... فيدفع إلى غير الأمور موجودة في البيوت؛ فقائل هذه المقالة بناها على بعض المظاهر العامة التي رآها المبنية على ما أشرت إليه أو بعض المواقف التي مرت به؛ وأحيانا المواقف تحكم الإنسان يعني لو جئت إلى بلد غير إسلامي وصادفت أن سائق الأجرة تلطَّف معك وعاملك بمعاملة جيدة ثم ذهبت بعدها إلى بلد إسلامي وصادفت سائق أجرة عنيف من أول ما وصلت وهو في بداءة وفي سوء، ثم بعد ذلك سئلت ما رأيك في البلدين؟ أحيانا بعض الناس يبني على موقف أو موقفين ويقول البلد الفلاني سيِّئون بناءً على موقف من شخص أو اثنين أو ثلاثة حكم على أهل البلد عموما وهذا ليس من العدل فمثل هذه الأمور تأتي من مثل يعني مثل هذه النظرات القاصرة وإذا تركنا هذا كله وتحدثنا عن الأخلاق نعود كلامنا الأول وهو الأهم في الباب أعظم الخُلُق والأدب الخُلُق مع رب العالمين ومن كان كافرا بالله لا خُلُق له وما كان عنده من معاملات طيبة في الدنيا لا تنفعه عند الله سبحانه وتعالى إذا كان كافرا بالله ï´؟إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ‌ظ°لِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ï´¾[3] . _________________________ [1]سورة الإنسان؛ الآية:9 [2]سورة النساء؛ الآية:48 [3]حديث أبي هريرة رضي الله عنه " سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الجنة قال التقوى وحسن الخلق وسئل ما أكثر ما يدخل النار قال الأجوفان الفم والفرج " صححه الإمام الألباني رحمه الله في [صحيح ابن ماجة:3443]
  17. الحركة الحوثية: النشأة العقيدة الأهداف [ تمهـيـد ] : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فهذه نبذة تعريفية مختصرة بالحركة الحوثية الإجرامية التي ظهرت في شمال اليمن منذ سنوات ثم اجترأت على انتهاك الحدود السعودية وبدأت بسفك الدم الحرام في الشهر الحرام . وعلى إثر ذلك أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز _أيده الله_ بالدفاع عن الوطن وتطهير البلاد من كل متسلل آثم ، وقامت جنود التوحيد وأسود السنة بواجبها ولله الحمد والمنة . ومن باب المساهمة في هذا الجهاد الشرعي أحببت أن ألخص نبذة عن هذه الحركة مما كتب ونشر مذيلاً المقال ببعض النصائح النافعة لاسيما لسكان المناطق الحدودية القريبة من أرض المواجهة . والله أسال أن يحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها واجتماع كلمتها وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار إنه قوي عزيز . 1- [ نشأتها ] : تعود جذور الحركة الحوثية إلى أحد التنظيمات الحزبية السياسية الشيعية الزيدية التي تنشد الوصول إلى الحكم ، وهو (حزب الحق) ثم أنشئ (منتدى الشباب المؤمن) الذي يغلب عليه الطابع الفكري _ ويقول أحد مؤسسيه إن الهدف منه مواجهة المد السلفي لاسيما في صعدة _ فكان من أهم الداعمين لحزب الحق . ثم قام حسين بن بدر الدين الحوثي وآخرون بالانقلاب على المنتدى وتم تغييره إلى ( تنظيم الشباب المؤمن ) ليصبغ عليه صبغة سياسية حركية . وقام حسين الحوثي بجهود كبيرة وبدعم قوي نتج عنهما استقطاب أعداد كبيرة من الشباب إلى التنظيم. ثم دخل في مواجهات مسلحة مع الحكومة انتهت بقتله سنة 2004م ولا تزال الحركة تنهج منهج المقاومة المسلحة إلى هذا التاريخ (1430هـ _ 2009م ) 2- [ انتماؤها العقدي ] : تنتمي الحركة الحوثية إلى المذهب الزيدي بفرعه الجارودي ، وترتكز العقيدة الجارودية باختصار على أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الخليفة من بعده هو علي بن أبي طالب ولكن بذكر وصفه لا بتسميته فلما بايع الناس أبا بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ضلوا وكفروا فكفّروا بذلك الأمة _ والعياذ بالله_ وتتفق الحركة الحوثية مع الرافضة الاثني عشرية في سب الخلفاء الراشدين والطعن فيهم وتكفير جمهور الصحابة . قال بدر الدين الحوثي الأب الروحي للحركة ووالد رئيس الحركة الأول حسين الحوثي : " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي : الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله " وأما حسين الحوثي نفسه فله كلمات كثيرة فيما يعرف بـ (ملازم ودروس السيد حسين الحوثي (فيها الطعن في الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وفيها الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ومن أقواله عامله الله بعدله الكلمات التالية : 1- طعنه في أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم : )معاوية سيئة من سيئات عمر ، ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب ، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته ، عثمان واحدة من سيئاته، كل سيئة في الأمة هذه، كل ظلم وقع للأمة ، وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان) [درس تفسير سورة المائدة .] 2- نفيه الهداية عمن يتولى الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر ولو بمثقال ذرة : ( فلهذا قلنا : من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق التي تجعله فيها من أولئك الذين وصفهم الله بقوله " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" ، ولن يكون من حزب الله لأنه قال فيما بعد "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون" فلن يكون غالباً لأنه رفض أن يتولى الذين آمنوا الذي نزلت فيه الآية…) [درس تفسير سورة المائدة ] . 3- أبو بكر و عمر في نظره هم أكبر مشكلة في الإسلام : )فلهذا قلنا سابقاً إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة ، هم وراء ما وصلت إليه الأمة ، هم وراء العمى عن الحل ، أليست طامة ؟ هذه طامة ، الحل هنا لكن من يتولى أبا بكر وعمر لا يرى حلاً ، لا يعرف سبب المشكلة ، ولا يعرف حل المشكلة…) [درس تفسير سورة المائدة ] . 4- زعمه أن الله لو لم يتعهد بحفظ القرآن لدس فيه بعض الصحابة سوراً أي لتمجيد أنفسهم فيقول : ( تعرض القرآن الكريم لهزات لولا أنه محفوظ من قبل الله ، لكانت فيه سور أخر، واحده لمعاوية وواحدة لعائشة وواحدة لأبي بكر وواحدة لعثمان) ثم يقول : (أعتقد أنه حفظه حتى ممن كانوا في زمن الرسول لأنهم بعد موته كانوا يشكلون خطورة) [درس تفسير سورة المائدة ] . 5- أبو بكر وعمر وعثمان والصحابة منحطون عنده – حطه الله في أسفل سافلين_ قال بعد أن أشار إلى عناية أهل السنة بذكر أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ( أعلام لديهم يحتاجون أن يلمعوهم ، هم منحطون يحتاجون أن يلمعوهم ) [دروس من هدي القرآن الكريم - سورة آل عمران - الدرس الأول" ص17-18] ويقول عامله الله بعدله : ( متى لمعنا أحدا من أهل البيت أو احتجنا أن نكذب من أجل أن نلمعه أمام الآخرين ، لكن الآخرين يتمسكون بأناس منحطين !! يحتاجون في ذلك وقتا يضربون لهم "رنجاً " تارة أصفر وتارة أبيض من أجل أن يلمعه أمام الآخرين…) ثم قال : ( السنة في تعب شديد وهم دائماً في تلميع لأبي بكر وعمر..) [تفسير سورة المائدة آية مائة ] . 3- [ علاقة زعماء الحوثيين بالرافضة الاثني عشرية ] : مع كون الجارودية لا تتفق مع الرافضة الاثني عشرية في كل شيء إلا أن الواضح في الحركة الحوثية تأثرها بالرافضة الاثني عشرية وولاؤها لدولتها القائمة وأحزابها التابعة لها ويتجلى ذلك من خلال نقاط كثيرة منها : 1- تدريس مادة الثورة الإيرانية ومبادئها وقام بتدريسها محمد بدر الدين الحوثي . 2- رحيل بدر الدين الحوثي الأب إلى طهران واستقراره فيها من عام 1994 إلى 1997م 2- زيارة حسين الحوثي إيران ومكثه مع أبيه عدة أشهر في قم ، وزيارته " حزب الله " في لبنان . 3- الإشادة الدائمة من حسين الحوثي بإيران وبالخميني والذي لا يذكره إلا بلقب الإمام والإشادة بحزب الله اللبناني كما هو واضح في محاضراته وملازمه.. ومن ذلك قوله : أ- (الإمام الخميني كان إماما عادلاً ، كان إماماً تقياً ، و الإمام العادل لا ترد دعوته كما ورد في الحديث) ورتب على هذا التحليل أن كل ما يصيب العراق أو السعودية أو الكويت أو اليمن هو بسبب دعاء إمامه الخميني عليها !!! . [خطر دخول أمريكا اليمن] ب- ويقول (الإمام الخميني عندما جاء ــ وهو رجل من هذا النوع ( يقيم الصلاة) ، رجل كماله كمالاً دينياً ، كمالاً على وفق هدى الله سبحانه وتعالى ..) [محاضرة الإرهاب والإسلام ] ج_ ويقول عن الحزب الرافضي المسمى زوراً بحزب الله ( ومن هو حزب الله ؟. إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم ، هم من قدموا الشهداء ، هم من حفظوا ماء وجه الأمة فعلاً ، لقد ظهروا بالشكل الذي كنا نقول : (مازال هؤلاء يحافظون على ماء وجوهنا هم الذين حفظوا الشهادة على أن الإسلام لا يمكن أن يُهزَم ) . [محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين ] د_ ويقول أيضاً عن الحزب نفسه : " من الحقائق القرآنية أيضاً – التي تجلت خلال هذا الأسبوع في الأحداث – في موقف حزب الله.. حزب الله الذين اهتدوا بالقرآن الكريم فمنحهم الله ما وعد أولياءه في قوله تعالى {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (56) سورة المائدة . أمطروا معسكرات الجيش الإسرائيلي بالنار بالصواريخ بقاذفات الهاون .. لم يرتعبوا ، لم يرتبكوا لأن قلوبهم ليس فيها مرض ، قلوبهم مليئة بتولي الله ورسوله وعلي بن أبي طالب ، تحدوا وانطلق أمين عام حزب الله بكلماته القوية يتحدى أمريكا و إسرائيل .." [دروس من هدي القرآن : اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا ] 4- استعمال الشعار الذي كان يرفعه الخميني واستجلب به العواطف وهو ما يعرف بالصرخة . 5- رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني ، ورفع أعلامه في بعض المراكز التابعة له 6- إحياء ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه ، وإقامة المجالس الحسينية . 7- اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة , أطلقوا عليه اسم (معاوية) , يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة , ويطلقون ما لا يحصى من القذائف , رغم سقوط قتلى وجرحى . 8- عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران , وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة . 9- الدعم الإعلامي الواضح للتيار الحوثي في حربه مع السلطة اليمنية ، من خلال قناة ” المنار“ و“ العالم “ وغيرهما من القنوات الرافضية . 4- [ من أهداف الحركة الحوثية ] : 1-التمهيد لظهور المهدي حسب مزاعم الرافضة من خلال مروياتهم المكذوبة على أئمة آل البيت : جاء في كتاب "عصر الظهور" ، لمؤلفه الرافضي اللبناني علي الكوراني العاملي ، يؤكد فيه ورود أحاديث متعددة عن أهل البيت ، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكتاب بـ" ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام ، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق ". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم "اليماني"؛ فتذكر رواية أن اسمه حسن أو حسين ، من ذرية زيد بن علي ، عليهما السلام . ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها "كرعة" ، وهي قرية في منطقة بني خَوْلان ، قرب صعدة . 2- تنفيذ مخططات خارجية تهدف إلى زعزعة الأمن في بلاد الحرمين حرسها الله : فإن القوى الداعمة لها المدافعة عنها لا تريد لأهل السنة خيراً إنما تريد تقويض أمنهم والقضاء على عقيدتهم وإحياء المشاهد الشركية في مكة والمدينة واقرأ ما قاله أحد المناصرين للحركة الحوثية متحدثاً عن الهدف البعيد للاعتداء الحوثي على الحدود السعودية وهو يتحدث عن خروج حسين الحوثي ثم استشهاده حسب زعمه (ثم الهجرة (التسللات) الأخيرة للمجاهدين الحوثيين نحو نجد والحجاز ورفع شعار إنقاذ المراقد المقدسة وشيعة السعودية من دنس الوهابية) [منتدى أنا شيعي العالمية ] 3- إقامة كيان رافضي مستقل على الحدود السعودية الجنوبية : إضافة إلى ما تقدم فإنها تهدف إلى إقامة دولة رافضية مستقلة فإن حسين الحوثي ووالده والفكرة الجارودية لا تعترف إلا بإمامة رجل من أهل البيت ، وقد قام حسين الحوثي بشق العصا وتمرد على الدولة حتى قُتل ولا زال أتباعه يواصلون المسيرة ظلماً وعدواناً وإحياء لسنة الخوارج ودعاة الفتن والشقاق ، وإذا تحقق للحركة الحوثية إقامة كيان مستقل فذلك يشكل خطراً بالغاً على الأمن والاستقرار والعقيدة الصحيحة وما سيتبع ذلك من تمهيد السبل لبعض القوى المؤثرة لتحقيق مآربها عن طريقها لا قدر الله . وقد حذرت كثير من الكتابات والدراسات المطبوعة أو المنشورة في الشبكة العالمية من خطورة هذا الهدف وأوضحت كثيرا من العواقب السيئة في حال تحقيقه . 5- [ ما موقفنا في التعامل مع هذه الفتنة] : أولاً : ينبغي أن ينتشر الوعي بفساد العقيدة التي يدين بها الحوثيون ويقاتلون عليها ويستميتون دونها ولا سيما بين سكان القرى الحدودية فإن المجاورة لها تأثيرها البالغ وذلك أن العلم بمدى ضلال الحركة الحوثية وانحرافها وزيغها من أقوى الأسباب لرفضها ومقتها والحذر منها . ثانياً : توعية سكان الحدود الجنوبية بتوخي الحذر لاسيما في التعامل مع المتسللين غير النظاميين (المجهولين) فقد يكون منهم المنتمون لهذه الحركة الذين جاؤوا لدعمها بالمال أو لتنفيذ بعض المخططات الإجرامية ، والتأكيد على المواطنين باستشعار المسؤولية الوطنية في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحراسته من كل سوء . ثالثاً : التخفيف بكل ممكن عن النازحين الذين اضطروا إلى هجر بيوتهم إلى مخيمات الإيواء فمع ما تبذله الدولة وفقها الله من الدعم المادي والمعنوي إلا أن تعاطف الناس معهم والتخفيف عنهم له أثر بالغ في طمأنينتهم . وفي الوقت نفسه تجب العناية بمسألة جمع التبرعات بأن تكون تحت مظلمة رسمية تخضع للرقابة والمتابعة حتى لا يُستغل هذا الشعار لجمع المال لغيرهم من قبل بعض التنظيمات الحركية السرية . رابعاً : الالتحام التام مع القيادة تحت ظل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني أيدهم الله وسددهم فإن لزوم الجماعة واجتماع الكلمة ووحدة الصف من أقوى وسائل النجاح والفوز والظفر. وهذا واجب الرعية في كل وقت ولكنه في وقت الفتن والأزمات آكد وأولى لحساسية الظروف . خامساً : الحذر من تصديق الشائعات أو نشرها لما تسببه من الرعب والهلع والتخذيل والوهن مع أن الغالب على الإشاعات اختلاق الأخبار أو الزيادة على الوقائع تهويلاً وترويعاً وفي الحديث ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) . وربما يكون مصدر كثير من الشائعات هو العدو نفسه ليقذف الرعب والهلع في قولب الموحدين ويشكك الرعية في قوة قيادتها وجنودها . مما تجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه أن القاعدة الشرعية في هذا الباب أن ما كان من الأخبار متعلقاً بالقضايا العامة فيجب رده إلى أولي الأمر حتى يتخذوا معه الإجراء المناسب كما قال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) سادساً : الشد من أزر جنودنا البواسل الذين يضحون بأنفسهم ليبقى هذا البلد عزيزاً شامخاً بإسلامه وسنيته وعروبته وريادته في خدمة الإسلام وأهله . وذلك بالدعاء لهم وخلافتهم في أهلهم بخير وتذكيرهم بأنهم في جهاد عظيم وشرف كبير ولهم من الله عظيم الأجر إن أخلصوا النية لله وحده . وأي جهاد أعظم من الجهاد في سبيل بقاء كل شبر من هذه الأرض صافيا نقياً ترفرف عليه راية التوحيد والسنة ، لا يذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بخير ولا يذكر فيه خلفاؤه وأزواجه وأصحابه إلا بكل خير. تذكروا أيها المجاهدون البواسل أن هذه الشرذمة لو تمكنت _لا قدر الله _ على شبر واحد من أرضكم للعنت فيه أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم ولأظهرت سب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، ولتقربت إلى الله بسفك دم كل سني قدرت عليه ، كما تنضح بذلك كتبهم صراحة بلا تلميح نسأل الله أن يكف بأسهم وأن يدفع شرهم وأن يكتب لكم أيها المجاهدون الشرفاء أعظم الأجر وأجزل المثوبة. 6- [ من تصريحات سماحة المفتي حفظه الله ] : أختم هذه المقالة بتصريحات متفرقة لسماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله وذلك لأهميتها البالغة كما نشرت في بعض الصحف المحلية : ( أ ) "مفتي السعودية : تصرفات الحوثيين فتنة بين المسلمين وقتالهم جهاد: انتقد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الحوثيين بشدة ، معتبرا تصرفاتهم فتنة بين المسلمين ، والأفكار التي يؤمنون بها وينطلقون منها قائمة على التعصب لأقوال شاذة وآراء فاسدة ، معتبراً من يقاتلون الحوثي إنما هم مجاهدون. وزاد رئيس هيئة كبار العلماء السعودية- في حديث لجريدة "عكاظ" السعودية أن الحوثيين أضافوا خطأ إلى أخطائهم الكثيرة بمحاولة فرض عقيدتهم الفاسدة على المجتمع والبلاد الإسلامية ، داعيا البلدان الإسلامية إلى عدم الرضا بالأفكار الفاسدة البعيدة عن الشريعة الإسلامية. وأثنى المفتي العام للمملكة على أداء رجال الأمن ، مثمنا جهودهم في الحفاظ على أمن الوطن وحماية مقدراته ، مضيفا : «هؤلاء الجنود المرابطون إنما هم في جهاد يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام ، وهم على خير وأجر عظيم في إخلاصهم ودفاعهم عن الوطن». وبين : أن حكومة المملكة تقدم مجهودات كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين وتدافع عن الوطن وممتلكاته . وخلص مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء إلى القول : « المملكة لا تعتدي على أحد ، لكنها تمتلك القدرة لردع كل من تجاوز حدوده وأراد الإفساد والإخلال بالأمن». ( ب ) وفي تقرير آخر طالب مفتي السعودية ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، أئمة المساجد في مختلف مناطق المملكة بالقنوت والدعاء للجيش السعودي بالتوفيق في قتاله الراهن ضد جماعة الحوثيين اليمنية. ( ج ) وفي حديث مع صحيفة عكاظ السعودية نشر الإثنين 16-11- 2009م ، اعتبر آل الشيخ أن الدعاء والقنوت لقوات الجيش السعودي "واجب لا نزاع فيه ؛ لأن هؤلاء مدافعون عن الدين والعقيدة والوطن ، ولابد من شد أزرهم وتقويتهم بالدعاء". وأوصى جنود الجيش السعودي في الميدان بتقوى الله ، والإخلاص في الدفاع عن الدين والوطن ، وقال مخاطبا إياهم : "أبارك جهودكم ، وأحيي بسالتكم وقدرتكم على مقاومة الشر والفساد ، وأحيي صبركم وثبات جأشكم". ( د ) كما قال حفظه الله معلقا على سؤال حول الحديث "الذي يتحدث عن لقاء مسلمين بسيفيهما ومصير القاتل والمقتول في النار ، قال مفتي السعودية في تصريحات أخرى لصحيفة "الوطن" السعودية نشرت الاثنين : إن هذا الحديث ينطبق على الأمور الملتبسة وغير الواضحة ، أما "في المسائل الخاصة بين الحق والباطل كما هو في مسألة دخول المتسللين الحوثيين إلى أراضينا ، فنحن على الحق وهم على باطل واضح يجب قتالهم". وأضاف : "المملكة هنا تدافع عن نفسها ، وتصد عدوانا ظالما ، ولم تغز أرض أحد أو تتسلل إليه ، ومن ثم فإن من قتل منهم وهو معتد سيلقى ربه على جزاء فعله ؛ حيث لم نبدأه بالعدوان ، وإنما هو من اعتدى وبدأ بشر، ومن بدأ بعدوان وهدد وتعرض فلابد من الدفاع عن النفس" ، وتابع : "أما من قتل من جنودنا على يد هؤلاء المعتدين ، فأرجو لهم من الله الشهادة ، وإنهم بإذن الله على خير". جزى الله سماحة المفتي خير الجزاء على ما بين وأوضح وجعل ذلك في موازين حسناته إنه جواد كريم . وفي ختام هذه المقالة أسال الله عز وجل أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه والحمد لله رب العالمين . علي بن يحيى الحدادي 18/12/1430هـ
  18. في حكم إقامة وليمة العرس بقاعة الأفراح السؤال: ما حكم إقامة الأعراس بقاعات الأفراح؟ الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد: فإنّ إقامة الأفراح والأعراس واختيار الأمكنة الأنسب لها يدخل في حكم العادات والأصل في العادات العفو والإباحة فلا يحظر فيها إلاّ ما حرّمه الله تعالى وإلاّ دخلنا في معنى قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: 59] ولا يُعدل عن هذا الأصل إلاّ إذا اقترن به محذور شرعي يرجع إلى وجود اعتقاد فاسد أو يخالف حكمًا شرعيا ثابتاً أو يلحق ضررًا آكدًا أو متوقّعًا. ولمّا كانت معظم قاعات الحفلات والأفراح وعاءًا لمفاسد خُلُقية من العُرْي والسّفور والرّقص الفاتن الموروث من تقاليد أهل الكفر والضلال وغيرها فضلاً عن المجاهرة بالسوء والإضرار الذي يلحق بالناس، وما يلمز به أصحاب هذه القاعات -لسان حالهم- المتورعين من سماع مزامير الشيطان وأصوات الملاعين من أعوانه من المغنيين والمغنيات من غير مبالاة ولا احترام ليغيظوا بها أهل الإيمان والالتزام والتقوى، فإنّ إيجار هذه القاعات مع تضمّنها للمساوئ السالفة البيان وانتيابها من قِبَل الملتزمين لَهُوَ تزكية لأهل الفجور والفسوق ومباركة لهم على صنيعهم وتقوية لهم على المزيد من الرذائل واستمرار نشرها بين الناس، وهذا تعاون يأباه الشرع وينهى عنه قال تعالى ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2] لكن إذا وجدت قاعات للاستراحة والأفراح غير مشتهرة بمثل هذه القبائح وخلت منها، فيبقى حكم العادة فيها ساري المفعول وهو العفو والإباحة -كما تقرر سابقا-. والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين. الجزائر في: 19 رجب 1426ﻫ الموافق لـ: 24 أوت 2005م
  19. بسم الله الرحمن الرحيم محبة الله عز وجل الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد: فالمحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها؛ فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده؛ فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه؛ حلت بقبله جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها؛ فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوؤهم من مقاعد الصدق ما لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى عن قريب، بالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة! والمحبة لله عز وجل هي الغاية القصوى من المقامات، والذروة العليا من الدرجات، فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها وتابع من توابعها كالشوق والأنس والرضا، ولا قبل المحبة مقام إلا وهو مقدمة من مقدماتها كالتوبة والصبر والزهد وغيرها. وأنفع المحبة على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجلها محبة من جبلت القلوب على محبته، وفطرت الخليقة على تأليهه، فإن الإله هو الذي تألهه القلوب بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل له والخضوع والتعبد، والعبادة لا تصلح إلا له وحده، والعبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع والذل، والله تعالى يُحب لذاته من جميع الوجوه وما سواه فإنما يحب تبعًا لمحبته، وقد دلَّ على وجوب محبته سبحانه جميع كتبه المنزلة ودعوة جميع رسله وفطرته التي فطر عباده عليها وما ركب فيهم من العقول وما أسبغ عليهم من النعم، فإن القلوب مفطورة مجبولة على محبة من أنعم عليها وأحسن إليها، فكيف بمن كل الإحسان منه وما بخلقه جميعًا من نعمة فمنه وحده لا شريك له كما قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾ [النحل: 53]، وما تعرف به إلى عباده من أسمائه الحسنى وصفاته العلا وما دلت عليه آثار مصنوعاته من كماله ونهاية جلاله وعظمته. قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165]. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: 54]. وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [رواه البخاري ومسلم]. قال الحافظ: (قوله: «لا يؤمن» أي إيمانًا كاملاً وقال القاضي عياض وابن بطال وغيرهما: المحبة ثلاثة أقسام محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد، ومحبة مشاكلة وإحسان كمحبة سائر الناس فجمع صلى الله عليه وسلم أصناف المحبة في محبته). وقال ابن بطال: (ومعنى الحديث أن من استكمل الإيمان علم أن حق النبي صلى الله عليه وسلم آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين؛ لأن به صلى الله عليه وسلم استُنقِذنا من النار وهُدينا من الضلال). قال القاضي عياض رحمه الله: (ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سنته، والذب عن شريعته وتمنى حضور حياته فيبذل نفسه وماله دونه قال: وإذا تبين ما ذكرناه تبين أن حقيقة الإيمان لا يتم إلا بذلك ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل، ومن لم يعتقد هذا واعتقد سواه فليس بمؤمن). وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا حتى أكون أحب إليك من نفسك» [رواه البخاري]. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا في المحبة ولوازمها أفليس الرب جل جلاله أولى بمحبته وعبادته من أنفسنا، وكل ما منه إلى عبده يدعوه إلى محبته مما يحب العبد ويكره، فعطاؤه ومنعه، ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وإماتته وإحياؤه، وبره ورحمته، وإحسانه وستره، وعفوه وحلمه، وصبره على عبده وإجابته لدعائه وكشف كربه وإغاثة لهفته وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه، كل ذلك داع للقلوب إلى تأليهه ومحبته، فلو أن مخلوقًا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبه عن محبته، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته، فخيره إليه نازل وشره إليه صاعد، يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه، فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه. وأيضًا فكل من تحبه من الخلق ويحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك، والله سبحانه يريدك لك، وأيضًا فكل من تعامله من الخلق إن لم يربح عليك لم يعاملك، ولا بد له من نوع من أنواع الربح، والرب تعالى إنما يعاملك لتربح عليه أعظم الربح وأعلاه، فالدرهم بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بواحدة وهي أسرع شيء محوًا. وأيضًا فهو سبحانه خلقك لنفسه وخلق كل شيء لك في الدنيا والآخرة، فمن أولى منه باستفراغ الوسع في محبته وبذل الجهد في مرضاته؟! وأيضًا فمطالبك – بل مطالب الخلق كلهم جميعًا – لديه وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله، يشكر القليل من العمل وينميه، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: 29]، لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه كثرة المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين، بل يحب الملحين في الدعاء، ويحب أن يسأل، ويغضب إذا لم يسأل، ويستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه، ويستره حيث لا يستر نفسه، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه، دعاه بنعمه وإحسانه وأياديه إلى كرامته ورضوانه فأبى، فأرسل رسله في طلبه وبعث معهم عهده، ثم نزل إليه سبحانه بنفسه وقال: «من يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له» [البخاري، مسلم، الترمذي، أبو داود]. وكيف لا يحب القلب من لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يجيب الدعوات ويقيل العثرات ويغفر الخطيئات ويستر العورات ويكشف الكربات ويغيث اللهفات وينيل الطلبات سواه؟ فهو أحق من ذكر، وأحق من شكر، وأحق من عبد، وأحق من حمد، وأنصر من ابتغى، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، وأرحم من استرحم، وأكرم من قصد، وأعز من التجئ إليه، وأكفى من توكل عليه، أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأشد فرحًا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها، وهو الملك لا شريك له، والفرد لا ندَّ له، كل شيء هالك إلا وجهه، لن يطاع إلا بإذنه، ولن يعصى إلا بعلمه، يطاع فيشكر وبتوفيقه ونعمته أطيع، ويعصى فيغفر ويعفو وحقه أضيع، فهو أقرب شهيد، وأجل حفيظ، وأوفى بالعهد، وأعدل قائم بالقسط، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصي، وكتب الآثار، ونسج الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، والغيب لديه مكشوف، وكل أحد إليه ملهوف، عنت الوجوه لنور وجهه، وعجزت العقول عن إدراك كنهه، ودلت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله، أشرقت لنور وجهه الظلمات، واستنارت له الأرض والسموات، وصلحت عليه جميع المخلوقات، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه، ما انتهى إليه بصره من خلقه. ومحبة الله عز وجل هي حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وليس للقلب لذة ولا فلاح ولا حياة إلا بها، وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من ألم العين إذا فقدت نورها، والأذن إذا فقدت سمعها، بل فساد القلب إذا خلا من محبة فاطره وبارئه وإلهه الحق أعظم من فساد البدن إذا خلا من الروح، وهذا الأمر لا يصدق به إلا من فيه حياة: وما لجرح بميت إيلام * * * * الأسباب الجالبة للمحبة الموجبة لها الأول:قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه. الثاني: التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل بعد الفرائض كما قال تعالى في الحديث القدسي: «وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» [البخاري]. الثالث:دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر. الرابع: إيثار محابّه على محابّك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى. الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والجهمية قطاع الطرق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب. السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته. السابع: وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات. الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. التاسع:مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدًا ومنفعة لغيرك. العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عزَّ وجلَّ. فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب. * * * * محبة الله تعالى للعبد ومعناها قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا﴾ [الصف: 4]. أخبر عز وجل أنه لا يعذب من يحبه فرد على الذين ادعوا أنهم أحباء الله عز وجل بقوله: ﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾ [المائدة: 18]. وشرط للمحبة غفران الذنوب فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: 31]. ومن علامات محبة الله عز وجل للعبد حسن التدبير له يريبه في الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان في قلبه، وينور له عقله فيتبع كل ما يقرب منه، وينفر عن كل ما يبعده عنه، ثم يتولاه بتيسير أموره من غير ذل للخلق، ويسدد ظاهره ويجعل همه واحدًا، فإذا زادت المحبة شغله به عما سواه. علامات محبة الرب جل وعلا: أما محبة العبد لله فاعلم أن المحبة يدعيها كل أحد فما أسهل الدعوى وأعز المعنى، ولا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى ما لم يمتحنها بالعلامات ويطالبها بالبراهين، فمن العلامات حب لقاء الله تعالى في الجنة، ومنها أن يكون مؤثرًا ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه، فيتجنب إتباع الهوى ويعرض عن الدعة والكسل، ولا يزال مواظبًا على طاعة الله عز وجل متقربًا إليه بالنوافل، ومن أحب الله فلا يعصه، إلا أن العصيان لا ينافي أصل المحبة، إنما يضاد كمالها، فكم من إنسان يحب الصحة ويأكل ما يضره، وسببه أن المعرفة قد تضعف، والشهوة قد تغلب؛ فيعجز عن القيام بحق المحبة، ويدل على ذلك حديث نعمان أنه كان يؤتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحده إلى أن أتي به يومًا فلعنه رجلٌ وقال: ما أكثر ما يؤتي به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله» [البخاري]. وقال الحافظ في فوائد الحديث: فيه أن تنافي ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله، مع وجود ما صدر منه، وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله، ويؤخذ منه تأكيد ما تقدم أن نفي الإيمان عن شارب الخمر لا يُراد به زواله بالكلية؛ بل نفي كماله كما تقدم، فلم تخرجه المعصية عن المحبة، وإنما أخرجته عن كمالها. ومنها: أن يكون محبًّا لكلام الله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأهل الإيمان. ومنها: أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاة الله تعالى وتلاوة كتابه؛ فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل، وصفاء الوقت بانقطاع العوائق فأقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته. ومنها: أن يكون شفيقًا على المسلمين رحيمًا بهم شديدًا على أعدائه كما قال تعالى: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29]، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فهذه علامات المحبة فمن اجتمعت فيه فقد تمت محبته وصفا في الآخرة شرابه، ومن امتزج حبه لله بحب غيره فيمزج شرابه كما قال تعالى: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين: 25-28]، فقوبل الخالص بالصرف والمشوب بالمشوب: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7-8]. قال بعض الصالحين في علامات المحبة: لا تخدعن فللحبيب دلائل ولديه من تحف الحبيب وسائل منها تنعمه بمر بلائه وسروره في كل ما هو فاعل ومن الدلائل أن يرى متبسمًا والقلب فيه من الحبيب بلابل ومن الدلائل أن يرى متفهمًا لكلام من يحظى لديه السائل وقال غيره: ومن الدلائل حزنه ونحيبه خوف الكلام فما له من عادل ومن الدلائل أن تراه مسافرًا نحو الجهاد وكل فعل فاضل ومن الدلائل زهده فيما يرى من دار ذل والنعيم الزائل ومن الدلائل أن تراه باكيًا أن قد رآه على قبيح فعائل ومن الدلائل أن تراه مسلمًا كل الأمور إلى المليك العادل ومن الدلائل أن تراه راضيًا بمليكه في كل حكم نازل * * * * اختبار محبة الله أحبتي كل واحد منا الآن يجري هذا الاختبار على نفسه لكي يعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى يحبه في هذه اللحظة أو لا يحبه!! يقول العلماء: إن هذا الاختبار العظيم الذي يورث سعادة الدنيا قبل سعادة الآخرة قد ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه حينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إليه مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإذا سألني لأعطينه، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته». يقول الله عز وجل: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليه مما افترضه عليه» إذاً أحبتي نحن عندما نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأداء فرائضه فإن الله سبحانه وتعالى يحب الفريضة لذاتها ولا يحبنا نحن لماذا؟ لأننا نؤدي الفريضة فقط خوفًا من الله، ولكن عندما نرقي أنفسنا إلى مرتبة أعلى ألا وهي مرتبة أداء النوافل، فإننا بإذن الله سوف نحصل على محبة الله سبحانه وتعالى إذا اجتزنا الاختبارات المترتبة بعد أداء النوافل. وقوله عز وجل: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به» لنجري الآن أحبتي هذا الاختبار على أسماعنا بمعنى: كلٌّ منا الآن يؤدي هذا الاختبار على سمعه بمعنى هل سمعه ممتثلاً لأمر الله أم أن هذا السمع يستمع إلى ما حرم الله فإذا كان مثلاً سمع المسلم ينطلق إلى ما حرم الله، فهذا بمعنى أنه يسمع الغيبة والنميمة والآثام والفواحش والأغاني وما شابه ذلك، فهذا معناه: أن سمع هذا المسلم ليس السمع الذي ورد في قوله عزَّ وجل: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به» وبالتالي يقينًا أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه؛ لأنه لو أحبه لتكفل بحفظ هذا السمع، فيجب أن نحذر أحبتي، فإن قضية أن المسلم يجعل أذنيه مرتعًا لكل ما حرم الله، وهذا دليلُ على أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه كما أن عليه أن يتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى مُغَنًّ أو مغنية صب الله في أذنيه الرصاص المذاب يوم القيامة. الآن الاختبار الثاني قوله تعالى: «فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به» أي: لنجري هذا الاختبار على هذه الجارحة وهي البصر إذا كانت مثلاً هذه الجارحة تنطلق فيما حرم الله من النظر إلى الصور المحرمة بشتى أنواعها سواء بالنظر إلى النساء الأجنبيات أو النظر إلى الصور المحرمة في المجلات أو التلفاز أو غير ذلك؛ فهذا معناه أن هذا البصر غير مضبوط بأمر الله، وأيضًا هذا معناه أن هذا البصر الذي ينظر فيما حرم الله ليس البصر الذي ورد في قول الله عز وجل: «فإذا أحببته كنت بصره الذي يبصر به» وبالتالي يقينًا أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه؛ لأنه لو أحبه لتكفل بحفظ هذا البصر ألا وهي جارحة البصر، وهنا يذكر العلماء الترغيب والترهيب فروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المسند قوله من ناحية الترغيب: «النظر سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غضَّ بصره عن محاسن امرأة لله؛ أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه» هذا من ناحية الترغيب، أما من ناحية الترهيب، فقد صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله أيضًا من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه» [متفق عليه]. وقد سئل الحسن البصري – رحمه الله – فقيل له يا أبا الحسن: رحمك الله كيف نستعين على غض أبصارنا؟ فقال: بأن تتأمل أن نظر الله سبحانه وتعالى إليك أسرع من نظرك إلى الصورة المحرمة. الاختبار الثالث: «فإذا أحببته كنت يده التي يبطش بها» أيضًا لنختبر هذه الجارحة التي يمتلكها كلٌّ منا ولله الحمد وهي جارحة اليد إذا كانت مثلاً هذه الجارحة تقوم بأي بطش محرم سواء من الإمساك بالسيجارة للتدخين، أو القيام بحلق اللحية فهذا معناه أن هذه الجارحة وهي اليد ليست الجارحة التي وردت في قوله عز وجل: «فصرت يده التي يبطش بها» لماذا؟ لأن قبضة البطش المحرم، ولا يعقل أيها الأحبة أن الله سبحانه وتعالى يتكفل بحفظ يده فيكون هو يده التي يبطش بها، ولكي تقوم هذه اليد بأي بطش محرم من حلق اللحية أو تقصيرها أو الإمساك بالسيجارة والتدخين، أو أي بطش محرم فهذا معناه أن هذه ليست اليد التي وردت في قوله عز وجل: «كنت يده التي يبطش بها» وبالتالي يقينًا أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه؛ لأنه لو أحبه لتكفل بحفظ هذه الجارحة. الاختبار الرابع والأخير: «فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها» أيضًا أحبتي لنجري هذا الاختبار على أرجلنا أو بمعنى آخر الأماكن التي نذهب إليها إذا كان في أحد تلك الأماكن أي مكان محرم ونحن نعرف جميعًا الأماكن المحرمة سواءً من أماكن الفساد أو أماكن المقاهي التي يشرب فيها المشروبات المحرمة أو النظر إلى الصور المحرمة أو أي مكان فيه مكان محرم فهذا معناه أن أرجلنا ذهبت إلى هذا المكان المحرم ليست الرجل التي وردت في قوله عز وجل: «وصرت رجله التي يمشي بها» لأنه لا يعقل أن الله سبحانه وتعالى يتكفل بحفظ الرجل، ومن ثم تذهب هذه الرجل إلى أي مكان محرم، وبالتالي يقينًا أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه؛ لأنه لو أحبه لتكفل بحفظ هذه الرجل. إذًا أحبتي على ضوء تلك الاختبارات الأربعة على هذه الجوارح ألا وهي: السمع، والبصر، والبطش، والمشي، كلُّ منا علم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى يحبه أو لا يحبه، وليعلم إن رسب في أحد تلك الاختبارات فليعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يحبه بعد، وبعضنا للأسف قد رسب للأسف في جميع هذه الاختبارات الأربع، بمعنى أنه يبصر ما حرَّم الله، ويسمع ما حرَّم الله، ويبطش بيده ما حرَّم الله، ويذهب إلى ما حرَّم الله، و لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا أيها الأحبة لا يلومنَّ إلا نفسه، ولذلك نجد أيها الأحبة أن المستقيمين أو ما يسمون بالمطاوعة المتلزمين نجد أنهم قد تكفل الله تعالى بحفظ هذه الجوارح الأربع لديهم فلا ينظرون إلا ما أحل الله، ولا يسمعون إلا ما أحل الله، ولا يبطشون بأيديهم إلا ما أحل الله، ولا يذهبون إلى أماكن لا يحبها الله ويحلها، فهذا معناه أن الله سبحانه وتعالى أحبهم، فتكفل بحفظ هذه الجوارح الأربعة لديهم. إذا كنا رسبنا في أحد هذه الاختبارات أو ربما جميعها كيف نصل إلى مرتبة يحبنا فيها الله عزَّ وجلَّ، وبالتالي يتكفل بحفظ هذه الجوارح الأربعة لدينا، نرجع إلى قوله عزَّ وجلَّ: «فإذا أحببته» قوله عزَّ وجلَّ «وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل» أي: «ما زال» في اللغة العربية تعني الاستمرار والمداومة أي أنه داوم واستمر على أداء هذه النوافل حتى وصل إلى مرتبة أحبه فيها الله عز وجل، وبالتالي تكفل بحفظ هذه الجوارح الأربعة لديه، ونقول أيها الأحبة: إن من أولى الأولويات عند المسلم أن يحصل على محبة الله عز وجل قبل أن يلقاه، لماذا؟ لأن أحدًا منا لو كان سوف يقابل ملكًا أو مسؤولاً من المسؤولين، وسوف يحاسبه على أمر ما، فإنه يحرص أشد الحرص على أن ينال رضى هذا المسؤول لماذا؟ لأنه سوف يحاسبه على أمر زائل من أمور الدنيا، فما بالك بالجبار عز وجل. من أولى الأولويات لكل واحد منا أن يحصل محبته عزَّ وجلَّ قبل أن يحاسبه وينال بذلك سعادة الدارين. * * * * همسة الوداع من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته، ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره، ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه. وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت معرض، وفيما يبعدك عنه راغب.
  20. ثواب من ثابر على اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة السؤال سؤالي هو: هل صحيح الذي يصلي في اليوم 12 ركعة تطوعا لله بنى الله له بيتا في الجنة، وسؤالي هو: هل يصح أن نصلي 12 ركعة دفعة واحدة، وهل يبني الله لي كل يوم بيتا في الجنة إذا صليت 12 ركعة كل يوم؟ وشكراً جزيلاً وبارك الله فيكم. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة. وقد جاء تفسير هذا الحديث في حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر. وجاء في بعض الأحاديث أن من صلى هذا العدد دفعة واحدة بالليل أو النهار حصل على نفس الأجر، روى النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة. قال الألباني: صحيح الإسناد. وبناء على هذا الحديث.. فإن من صلى اثنتي عشرة ركعة تطوعاً دفعة واحدة سواء كان ذلك بالنهار أو الليل بنى الله له بيتا في الجنة. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه بعباده، وعلى هذا فنرجو أنه كلما صلى المسلم هذا العدد يحصل على الثواب الوارد في الحديث وهو بناء البيت في الجنة، وما ذلك على الله بعزيز. والله أعلم.
  21. قيل لعمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ ل ما تقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة ؟ فأجاب رضي الله عنه وارضاه : لأستمتـــــــــــــــــــــع برد ربي .............. :") هل استمتعنا كما استمتع عمربن عبد العزيز؟ وهل انتظرنا رد ربنا عز وجل أم أن الوقت لا يسمح بالإنتظار؟ و هل فكرتِ ماذا أنتِ لكي يرد الله عز وجل عليكِ؟ ما أجمل أن نعيش لحظات مع هذه السورة الكريمة ونحن واقفين بين يديه عز وجل في الصلاة . قبل أن يشرع المصلي في قراءة سورة الفاتحة التي لا تقبل الصلاة بدونها ، يأتي بتكبيرة الإحرام ـ الله اكبر ــ معلنا وقوفه بين يدي الله عز وجل ، منقطعا عن كل شيء للاقبال على الله تعالى ، فيبدأ بدعاء الإستفتاح مبديا حياءه من الله تعالى ، بسبب خطاياه ومعاصيه فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يباعد بينه بين خطاياه كما باعد بين المشرق والمغرب .........، ثم بعد ذلك يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , لكي يبعده عنه حتى لا يشغله عن الصلاة ويلفته عن مناجات ربه عز وجل ، في سورة الفاتحة وغيرها . وبعد البسملة يبدأ المصلي في قراءة سورة الفاتحة فيبدأ ذلك الحوار وتلك المناجات وذلك الإستعطاف وذلك الإعتراف من العبد لخالقه عز وجل . فيقول المصلي : ( الحمد لله رب العالمين ) , حامدا وشاكرا ربه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، معلنا حــــــــــــــــــــــــــبه لربه عز وجل على هذه النعم الكثيرة ، فيرد الله عز وجل عليه قائلا: حمدني عبدي. و هذه الآية فيها المحبة؛ لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر إنعامه ; والمحبة تنقسم إلى أربعة أنواع: المحبة الأولى: محبة شركية، وهي محبة الذين قال الله فيهم:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُمِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}إلى قوله{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}. المحبةالثانية:حب الباطل وأهله، وبغض الحق وأهله ; وهذه صفة المنافقين. والمحبة الثالثة: طبيعية، وهي محبةالمال والولد، فإذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله، فهي مباحة. والمحبة الرابعة: حب أهل التوحيد، وبغض أهل الشرك، وهي أوثق عرى الإيمان، وأعظم مايعبد بها الإنسان ربه. وإذا قال: (الرحمن الرحيم ) طـــــــــــــــــــــــــــــ ــــامعا في رحمته ورجائه في مغفرته ، لأنه صاحب الرحمة الواسعة و.....، رد عليه جل وعلا : اثنى علي عبدي ، وإذا قال المصلي (مالك يوم الدين ) مؤمنا ومعترفا وميقنا أن مالك يوم القيامة يوم الجزاء هو الله سبحانه وتعالى ، مبديا خوفه من الله سبحانه وتعالى ، وعندما يحصل للمصلي هذا اليقين وهذا الايمان وهذا الفهم ، وهو يخاطب ربه في اوائل سورة الفاتحة معلنا حــــــــــــــــــــــــبه لله تعالى ، وطمعه ورجاءه في رحمته , وخوفه منه عز وجل من عذابه يوم الدين , يعلنها بصراحة وبيقين صادق ، وباخلاص تام قائلا: (اياك نعبد واياك نستعين ) أي لا أخضع , ولا أتذلل لسواك ولا أعبد غيرك, ولا اطلب ولا استعين ولا أستغيث بسواك . أنت اهل المحبة والرجاء والخوف ، فانت احق ان تعبد وتطلب ولا يستحق هذا سواك يارب العالمين . يرد الله عز وجل عليك قائلا: هذا بيني و بين عبدي ولعبدي ما سال .فيختار المصلي مغتنما الفرصة المواتية السؤال المناسب الجامع الشامل لتحقيق السعادة الدنيوية والأخروية ، قـــــــــــائلا: ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاليــــــــــــن) ، فيطلب من الله عز وجل الإستجابة بقوله : آميــــــن .فيرد الله عز وجل عليكه قائلا : هذا لعبدي ولعبدي ما ســـــــــأل. معلمة حفظها الله كانت تقول: الذي يفهم فقه الصلاة يحرص أشد الحرص على ألا تفوته "آميــن" خلف الإمام، حيث يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا ، فإنه من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه. وقال ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: آمين" [صحيح البخاري: (780)]. " إن هذا القرآن قد يقرأه العبيدُ والصبيانُ لا علم لهم بتأويله ، وماتدبُّر آياته إلا باتباعه ، وماهو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفًا وقد ـ والله ـ أسقطه كله، ماُيرى القرآن له في خلق ولا عمل . " الحسن البصري" فهم القران ، ص"276"
  22. كيفية صلاة الاستخارة ماهي الاستخارة ؟ الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك . وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ . وهي : طلب الخيرة في شيء ، وهي استفعال من الخير أو من الخيرة – بكسر أوله وفتح ثانيه ، بوزن العنبة ، واسم من قولك خار الله له ، واستخار الله : طلب منه الخيرة ، وخار الله له : أعطاه ما هو خير له ، والمراد : طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .(ابن حجر : فتح الباري في شرح صحيح البخاري) حكمها : أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ( الحديث .. متى يحتاج العبد إلى صلاة الاستخارة ؟ فإن العبد في هذه الدنيا تعرض له أمور يتحير منها وتتشكل عليه ، فيحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس ، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء ، راجياً الصواب في الطلب ، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال . فعندما يقدم على عمل ما كشراء سيارة ، أو يريد الزواج أو يعمل في وظيفة معينة أو يريد سفراً فإنه يستخير له . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره . وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن : 159) ، وقال قتادة : ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم. قال النووي رحمه الله تعالى : في باب الاستخارة والمشاورة : والاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها فماذا يصنع ؟ دعاء صلاة الاستخارة عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166) كيفية صلاة الاستخارة ؟ 1- تتوضأ وضوءك للصلاة . 2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها . 3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) . 4- وفي آخر الصلاة تسلم . 5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء . 6- في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء .. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد . « اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ . 7- تم تقرأ دعاء الاستخارة : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ... إلى آخر الدعاء . 8- وإذا وصلت عند قول : (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( هنا تسمي الشيء المراد له مثال : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور )) ثم تكمل الدعاء وتقول : خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ . تقولها مرتين .. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء : وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ... إلى آخر الدعاء . 9- ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .. كما فعلت بالمرة الأولى الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد . 10- والآن انتهت صلاة الاستخارة .. تاركا ً أمرك إلى الله متوكلا ً عليه .. واسعى في طلبك ودعك من الأحلام أو الضيق الذي يصابك .. ولا تلتفت إلى هذه الأمور بشيء .. واسعى في أمرك إلى آخر ماتصل إليه . طرق الاستخارة : الطريق الأول : استخارة رب العالمين عز وجل الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون . الطريق الثاني :استشارة أهل الرأي والصلاح والأمانة ، قال سبحانه وتعالى :{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر} وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقال سبحانه وتعالى : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (سورة آل عمرا ن : 159) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسدُ الناس رأياً و أصوبهم صواباً ، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه ، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح . ما هو المقدم المشورة أو الاستخارة ؟ أختلف العلماء هل المقدم المشورة أو الاستخارة ؟ والصحيح ما رجحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله –شرح رياض الصالحين – أن الاستخارة تقدم أولاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ …إلى أخره ) ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر ، فاستشر ، ثم ما أشير عليك به فخذ به وإنما قلنا : إنه يستخير ثلاث مرات ، لأنه من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً ، وقال بعض أهل العلم أنه يكرر الصلاة حتى يتبين له للإنسان خير الأمرين . شروط الاستشارة (الشخص الذي تستشيره) : 1- أن يكون ذا رأي وخبرة في الأمور وتأن وتجربة وعدم تسرع . 2- أن يكون صالحاً في دينه ، لأن من ليس صالحا ً في دينه ليس بأمين وفي الحديث ، عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ) لأنه إذا كان غير صالح في دينه فإنه ربما يخون والعياذ بالله ، ويشير بما فيه الضرر ، أو يشير بما لا خير فيه ، فيحصل بذلك من الشر ما لله به عليم . أمور يجب مراعاتها والانتباه لها : 1- عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً . 2- أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير ، واجمع قلبك أثناء الدعاء وتدبره وافهم معانيه العظيمة . 3- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة ، بل لابد من ركعتين خاصة بالاستخارة . 4- إن أردت أن تستخير بعد سنة راتبة أو صلاة ضحى أو غيرها من النوافل ، فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة ، أما إذا أحرمت بالصلاة فيها ولم تنوِ الاستخارة فلا تجزئ . 5- إذا احتجت إلى الاستخارة في وقت نهي (أي الأوقات المنهي الصلاة فيها)، فاصبر حتى تحلَّ الصلاة ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت فصلِّ في وقت النهي واستخر . 6- إذا منعك مانع من الصلاة - كالحيض للمرأة - فانتظر حتى يزول المانع ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت وضروري ، فاستخر بالدعاء دون الصلاة . 7- إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة فاقرأه من ورقة أو كتاب ، والأولى أن تحفظه . 8- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة - أي بعد التشهد - كما يجوز أن تجعله بعد السلام من الصلاة . 9- إذا استخرت فأقدم على ما أردت فعله واستمر فيه ، ولا تنتظر رؤيا في المنام أو شي من ذلك . 10- إذا لم يتبين لك الأصلح فيجوز أن تكرر الاستخارة . 11- لا تزد على هذا الدعاء شيئاً ، ولا تنقص منه شيئاً ، وقف عند حدود النص . 12- لا تجعل هواك حاكماً عليك فيما تختاره ، فلعل الأصلح لك في مخالفة ما تهوى نفسك (كالزواج من بنت معينه أو شراء سيارة معينه ترغبها أو غير ذلك ) بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله ، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة 13- لا تنس أن تستشير أولي الحكمة والصلاح واجمع بين الاستخارة والاستشارة . 14- لا يستخير أحد عن أحد . ولكن ممكن جدًا أن تدعو الأم لابنها أو ابنتها أن يختار الله لها الخير ، في أي وقت وفي الصلاة .. في موضعين : الأول: في السجود . الثاني: بعد الفراغ من التشهد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية 15- إذا شك في أنه نوى للاستخارة وشرع في الصلاة ثم تيقن وهو في الصلاة فينويها نافلة مطلقة . ثم يأتي بصلاة جديدة للاستخارة 16- إذا تعددت الأشياء فهل تكفي فيها استخارة واحدة أو لكل واحدة استخارة ؟ .. الجواب : الأولى والأفضل لكل واحدة استخارة وإن جمعها فلا بأس . 17- لا استخارة في المكروهات من باب أولى المحرمات . 18- لايجوز الاستخارة بالمسبحة أو القرآن (كما يفعله الشيعه)هداهم الله ، وإنما تكون الاستخارة بالطريقة المشروعة بالصلاة والدعاء . فائدة : قال عبد الله بن عمر : ( إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيسخط على ربه ، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له ). وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل ، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله ) ، قال ابن القيم فالمقدور يكتنفه أمران : الاستخارة قبله، والرضا بعده . وقال عمر بن الخطاب : لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره . فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة ، فلرُب أمر تكرهه فيه نجاتك ، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك ، قال سبحانه وتعالى : { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة : 216) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره . وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
  23. فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم هل من السنة الإكثار من الصيام في شهر محرم ؟ وهل لهذا الشهر مزية على غيره من الشهور ؟. الحمد لله فإن شهر محرم هو أول الشهور العربية وهو من أشهر الله الحُرم الأربعة ، قال تعالى : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعةٌ حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) التوبة / 36 أخرج البخاري (3167) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " رواه مسلم 1163 قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرَّم . ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله . والله أعلم .
  24. أسماء الكعبة في القرآن الكريم للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها، وهذه الأسماء وردت في القرآن، وهي 1 الكعبة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ {المائدة-95} ********************** 2 البيت ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ {البقرة-125} ********************** 3 البيت العتيق ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ {الحج-29} ********************** 4 المسجد الحرام ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ {المائدة-2} ********************** 5 البيت المحرم ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ {إبراهيم-37} ********************** 6 اول بيت (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران-97) هذه اسامي الكعبه المشرفه اللهم ارزقنا زيارة اليها والي مسجد نبيك المصطفي صلي الله عليه وسلم
  25. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم السؤال: قال: رجلٌ أفطر في رمضان العام الماضي بمرضٍ مزمنٍ بأمرٍ من الدكتور ثُمَّ توفي، هل يُقضى عنه أو يُطعم أو ماذا يفعل؟ الجواب: لا، ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ)) كما في الصحيح، فهُنا إذا كان له أولياء أولاد كذا بنين، بنات، يُصام عنه، ينظر كم يوم فطره؛ كل رمضان، أكثره؛ الذي يكون فيصومون عنه، ليس بالضرورة يصوم عنه واحد، لو توزعت الأيام بينهم، هم ثلاثة أربعة اثنان، إلى آخره، صاموا عنه ولا يُصار إلى الإطعام إلَّا عند فقد من يصوم عنه، ولو تَوَرَّع جاره بالصوم عنه جاز. الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.