Jump to content
أحلى نادي لأحلى أعضاء
Search In
  • More options...
Find results that contain...
Find results in...
khabab

افتراضي: فقال تعالى

Recommended Posts

فقال تعالى :

{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ
هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37} سورة البقرة

وهذا أيضاً هود ( عليه السلام ) في دعوته لقومه...

فقال تعالى :
{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء
عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ {52}
سورة هود


وهذا صالح ( عليه السلام ) في دعوته لقومه ...
قال تعالى على لسانه :
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ
أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ {61} سورة هود

وهذا شعيب ( عليه السلام ) يقول لقومه ...


فقال تعالى :
{ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ
أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ {89}
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ {90}
سورة هود


وهذا نبي الله موسى ( عليه السلام )
لم يجد الا التوبة ليتخذها مسلكاً

ومنهجاً لغفران ربه ورحمته ورضاه ...
فقال تعالى على لسانه :
{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ
قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}
سورة الأعراف


والمتعارف عليه اخوتنا الكرام

أن مفهوم التوبة مُحدد للعصاة والمذنبين
والمرتكبين الاخطاء فقط

وأنها ...أي التوبة من فعل المعاصي والأخطاء ...
ولا يعلم كثير من الناس أن التوبة هي انواع ...

نعم هي انواع مختلفة ...ولكنها كلها تصُب في
خانة واحده وهي الرجوع والانابة لله تعالي في أحسن صورة

وليتم توضيح ذلك ... حتى تكون توبتنا متكاملة شاملة...
فيقولون أهل العلم الفقهي الشرعي

أن التوبة ...هي انواع :
1. التوبة الخاصة ...

وهي التوبة من ذنوب محددة تم ارتكابها وبعينها ومما داخل
في حكمها ونوعها...فيصبح التائب هنا قد تاب من ذنب

محدد خاص وأصرّ على بقية الذنوب الأخري ..
فمثلاً كما يتوب الزاني عن الزنا بأمراة معينة محددة...

ويستمر يزنى بغيرها ...
هنا التوبة عن ذنب الزنى غير صحيح وسليم..

أو يتوب ويقلع عن شرب نوع معين من الخمر
ويستمر في تعاطي المُسكرات الاخري المُذهبة للعقل....

أو يتوب عن اكل مال اليتيم بالتحديد
ويستمر في التعامل بالحرام في تعاملات اخري ...

هنا التوبة غير صحيحة وليست مستوفية لشروطها..
لماذا ....؟

لانه قام بتبديل أدوات
الفعل ...ولم يبدل أو يتوب عن الفعل نفسه وهو الزني

أو شُرب الخمر أو أكل مال اليتم والتعامل بالحرام...
2- التوبة العامة....

وتأتي هذه التوبة للتائب في مايعلم من الذنوب والمعاصي
التي ارتكبها...وايضاً في ما لايعلم من ذنوب كان قد ارتكبها

وهنا التوبة مقبولة لانها شملت كل الهفوات والاخطاء
والمعاصي
حتي وأن لم يستطيع التائب أستحضار
الذنوب كلها...
بمعني يكون قد نسى بعض منها...
وبذلك تكون التوبة عامة وشاملة لكل الذنوب والخطايا

وأحياناً يتم تذكر واستحضار ذنوب بعينها لانها كبيرة
وحديثة الوقوع ويغيب عن ذهن التائب الذنوب الأخري

القديمة ...من تقصير ونقص في مجمل العبادات ...
وبالتالي التوبة العامة الشاملة تقتضي

التوبة والرجوع والانابة لله من كل ماهو سيء
ولا يندرج تحت رضى الله سبحانه وتعالي ....

ونأتي أخوتنا الكرام

للسؤال المطروح حول ما يُتاب منه
أي أنواع المعاصي والذنوب التي تندرج تحتها

طلب التوبة والأنابة لله ...منها ...
1...
التوبة من ترك الواجبات وفعل المحرمات

فكثير من الناس يظنون أن التوبة تكون من فعل المحرمات
فقط .... والأنسان عند توبته يستحضر ما فعله من

المحرمات ...والمعاصي الفعلية ...فقط...
وهذا خطا ....لماذا ....؟

لأن ما تركه من المأمور والواجبات التي أوجبها الله عليه
من شُعب الأيمان والتوحيد وحقائقه ....

أعظم من أرتكاب الأفعال المحرّمة ...لأن تارك الواجبات
في صحة الأيمان والتوحيد

كان مُخلد في النار....ومن أتى بالأيمان والتوحيد لم يُخلد
في النار
ولو فعل مافعل من أفعال ومعاصي....

ومن لم يأتي بالأيمان وتوحيد الله يُخلد في النار

حتي وأن لم يرتكب المحرمات ...
مثل ما كان يفعله الزُهّاد والعُبّاد من المشركين

فهولاء لايقتلون ولا يزنون ولا يظلمون الناس...
ولكن التوحيد الواجب والأيمان بالله تركوه

فتم عقابهم على ترك المأمور والواجب ...
ومعنى ذلك أن العقاب يأتي ويكون على ترك المأمور

تماماً مثل ما يكون العقاب على فعل المحظور...
وهنا قال الامام أبن تيمية ( رحمه الله )

وليست التوبة من فعل السيئات فقط،
كما يظنُّ كثيرٌ من الجهال، ...

لا يتصورون التوبةَ إلا عما يفعله العبدُ من القبائح؛
كالفواحش والمظالم،...

بل التوبة مِن ترك الحسنات المأمور بها،
أهمُّ من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها، ....
فأكثرُ الخلق يتركون كثيرًا مما أمرهم الله به،
من أقوال القلوب وأعمالها، وأقوال البدن وأعماله، ....


وقد لا يعلمون أن ذلك مما أُمروا به،
أو يعلمون الحق ولا يتَّبعونه، فيكونون إما ضالين
بعدم العلم النافع،وإما مغضوبًا عليهم بمعاندة الحق
بعد معرفته.


فالتوبة اخوتنا الكرام
من ترك الواجبات وفعل المحرمات

وحينما نقول الواجبات ...
فنعني بذلك واجبات صحة الأيمان

وهي التوحيد والشهادة أن لا اله الا الله محمد رسول الله
وما كان في حكمها وأقامة الصلاة وايتاء الزكاة

وصوم رمضان وحج البيت
كل هذه الأركان من الواجبات المأمور بها من الله سبحانه

وتعالي ...وتركها أو رفضها ...عقابها التخليد في النار
حتى وأن كان تاركها كما أسلفنا مثل العُباد والزُهّاد

وحتى وأن لم يرتكبوا أفعال مثل ظُلم الناس والزنى
والقتل

ففعل الأفعال المحرمة يُعاقب عليها الانسان

أن لم يتُب منها ....ولا يُخلد في النار...
فأمره الى الله ...أن شاء غفر له وأن شاء اخرجه من النار...

أما ترك المأمور والواجب من توحيد ...
فهذا مُخلد في النار ان لم يتُب ...

وللتوضيح أكثر نقول مثلاً
أن هناك مُسلم ارتكب معاصي ولم يتب منها

ومات ...هنا يُعاقب في النار على معاصية
ولكن لا يُخلد فيها

لانه ارتكتب افعال مُحرمة ومظالم ولكنه لم يكفر بالله
ولم يترك المامور والواجب...

من شٌعب الأيمان وحقائقه
وهنا يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

عن عدم خلود من كان في قلبه مثقال ذرة من أيمان
روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ
وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ يَعْنِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ .

قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا
وَنَعْلِي حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ


وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ ).
والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي

.قال الإمام الترمذي رحمه الله عقب إيراد الحديث :
و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ
لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ
إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ ،


وأضاف العلماء في الشرح وبيان أن المسلم
الذي لم يكفر ...وهو مُرتكب للذنوب والمعاصي

لا يُخلد في النار ....والحديث الذي يقول :
لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ،
فهذا ثابت أيضا ، لكنه محمول عند أهل العلم على أنه :

لا يدخلها دخول الكفار ، أي لا يخلد فيها ، مع أنه قد يدخلها ،
جمعا بين هذا وبين النصوص الكثيرة التي تدل
على أن من عصاة المؤمنين
من يدخل النار مع وجود الإيمان في قلوبهم ،
ثم يخرجون منها بالشفاعة وبغيرها.....

2 ...
ما يُتاب منه .....هو التوبة من الحسنات ؟!!!!!!

لعلكم أخوتنا الكرام تستغربون كيف يتوب الانسان
المسلم من الحسنات ...؟

نعم ...يتوب الأنسان من حسناته منها:
أ. أن يتوب ويستغفر من تقصيره في فعل الحسنات

ويتم تعويض النقص بالكمال والكُثرة والأستمرارية...
فهناك من يشعر أن حسناته قليلة

وغير مستديمة وليس فيها استمرارية
وفيها انقطاع ...وعدم الوصول لرضي الله الكامل

فيتوب على تقصيره على فعل الحسنات القليلة
ويجتهد للأكثار منها ....

ب . ان يتوب الأنسان من أعجابه بنفسه اثناء فعل
الحسنات وشعوره أنه يرأئي الناس في فعل الخير

وأن كل هذه الأفعال الحسنة حصلت بقوته وقدرته ...
وينسي فضل الله وأحسانه عليه وعلى فعل الطيبات

أي يرد كل عمل صالح هو من اجتهاده
وليس من تيسير الله له

وهذه التوبة تأتي لألجام وكبح شهوات النفس
من عُجب
ورياء وتظاهر بفعل الحسنات ....

فنلاحظ أن أهل العزائم والتقوى والصلاح

يستغفرون كثيراً ويتوبون الى الله مخافة أن ينزلق
عملهم
وحسناتهم الي مهاوي الأفتتان والعُجب والرياء ...
من أن ما حصل لهم هو من قدرتهم وليس من قدرة الله
وتيسيره ودعمه لهم ....
جــ ....
ما يُتاب منه هو الظن أن مايفعله العبد من الحسنات

وهو غير ذلك ...أما بجهل او عدم معرفة ..بدون علم
ومنها الأبتداع في الدين ...فنري بعض الناس

من يبتدع في الدين وهو يظن أنه يفعل الحسنات
وهذا الأمر وجب التوبة منه...

مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الصحيح عن عبدالله بن مسعود :

أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إيَّاكم و محدَثاتُ الأمورِ ، فإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتُها ،

و إنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٍ
و إنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ

وهذا الحديث يعني تحذير الأمة من أتباع الأمور المُحدثة
مما لا أصل في الشريعة يدل عليه ...

هذه الأمور وجب التوبة منها ....

أخوتنا الكرام نتوقف هنا


ونواصل بأذن الله تعالى في الجزء ( 3 ) والأخير
لشرح ومحاولة فهم الشروط الواجب اتخاذها

والعمل عليها لتُقبل التوبة والأنابة لله ...
جعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم

وجعل توبتنا وأنابتنا لله مقبولة لا تشوبها شائبة
تُفسدها ....

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم...اندبها

Share this post


Link to post
Share on other sites

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز واصل تالقك معنا بالمنتدى

Share this post


Link to post
Share on other sites

سلمت الانامل التي خطت هذا الجمال . دمت نجما لامعا

Share this post


Link to post
Share on other sites

لك خالص الشكر ووافر الامتنان على ما بذلت من جهد فى هذا الموضوع

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×
×
  • Create New...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.