دور النشر السورية تفقد هويتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب

[Admin_Nb 0]

القاهرة، مصر، 3 فبراير، (عبد السلام الشبلي شديد، أخبار الآن) -

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بدأ في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول / يناير لعام 2014 وينتهي في الرابع من شهر شباط / فبراير الحالي، شاركت أكثر من خمسين دار نشر سورية، حملت أسفارها من دمشق، بهدف تمثيل بلادها في هذا المحفل، إلا أن هذا التمثيل لم يرق لمستوى المعرض الذي تشترك فيه 24 دولة و 755 ناشرا.

ففي المعرض الذي حمل شعار " الثقافة والهوية " فقدت دور النشر السورية هويتها، بعد أن تحول عملها لمجرد دور طباعة لإصدارات أدبية وعلمية قديمة، صار بالإمكان تداولها من دور أخرى، فضلا عن الكتب الالكترونية. 

ولم تأتي المشاركة بجديد يبرز موقع سوريا على خارطة النشر الأدبي والعلمي العربية، بل ارتكزت على منشورات الأعوام السابقة، وفي أفضل أحوالها طبعات جديدة لمنشورات قديمة. 

وظهر واضحا معاناة أصحاب دور النشر من التضييق الذي تمارسه رقابة النظام على الإصدار الثقافي السوري فكانت المشاركة الباهتة، التي أظهرت التراجع الفكري السوري على مستوى الوطن العربي. 

لا للسياسة ومنشوراتها 
غابت الكتب السياسية عن جناحات دور النشر السورية المشاركة، إذ اقتصر حضورها على ما يتعلق بالقومية العربية، والصراع العربي الإسرائيلي، فلم يظهر أي كتاب يتحدث عن معالم الأزمة التي تمر بها سوريا، قامت بإصداره تلك الدور. 

هذا الابتعاد عن السياسة خلق فراغا كبيرا، واحجاما واضحا من رواد المعرض السوريين والعرب الذين أصبحوا من الشغوفين بقراءة السياسة، خصوصا الحديثة منها، نتيجة التطورات الحاصلة في خارطة الوطن العربي. 

أدب وفلسفة وتاريخ 
ترواحت الإصدارات السورية بين الكتب الأدبية مثل دواوين الشعر القديمة، والروايات الأدبية ذات الطابع الاجتماعي العاطفي، فيما غابت تلك الروايات التي يرتفع فيها صوت السياسة وتقلب أوراقها بشيء من الحرية ، سواء كان الحديث عن سوريا أو أي دولة أخرى. 

وحضرت الكتب الفلسفية بكثرة في الجناحات السورية، منها ما هو قديم لفلاسفة عرب ومنها ما هو جديد ومترجم لفلاسفة أجانب فيما لم تغب كتب الأعلام والتاريخ القديم عن أي دار نشر سورية في المعرض. 

طبائع الاستبداد الحاضر اليتيم 
لم تغب طبائع الاستبداد يوما عن المشاركة في معارض الكتاب العربية والدولية لما لها من أبعاد سياسية وفكرية تشرح ما يقوم عليه الاستبداد والمستبدون، لكن المثير بالأمر، أن معظم دور النشر السورية عملت على إصدار هذا الكتاب، كنوع من التنويع، خصوصا أن الكتب السياسية ممنوعة في ظل الرقابة الشديدة على الإصدارت الخارجة من سوريا. 

أدباء ومفكرون معارضون يتألقون 
وبعيدا عن دور النشر السورية التي لم تصدر أي جديد، كما يقول علي وانلي (شاب سوري مقيم في القاهرة)، فإن الكتاب السوريين المعارضين للنظام استطاعوا إحداث الفارق بأسمائهم وأعمالهم، الصادرة عبر دور عربية أخرى، والتي لاقت استحسانا جيدا ونسبة مبيع لا بأس بها، حيث حضر الكاتب السوري المعارض خالد خليفة بروايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" الصادرة عن دار العين للنشر في القاهرة، والتي حصلت مسبقا على جائزة نجيب محفوظ للآداب، ومرشحة بقوة لنيل جائزة البوكر الدولية للرواية العربية. 

كما حضر الروائي السوري مصطفى سعيد بروايته "مغلق للصلاة " الصادرة حديثا عن دار، "مريت للنشر" في القاهرة ايضا. كذلك الحال بالنسبة للروائية السورية ابتسام التريسي التي تناولت في روايتها "مدن اليمام" الصادرة حديثا عن دار العربية للكتاب، وضع سوريا خلال فترة الثورة السورية، والقمع الذي تعرض له السوريون من قبل نظام الأسد. 

أما المفكر الفلسطيني سلامة كيلة فحضر في كتابه "ثورة حقيقية .. منظور ماركسي للثورة السورية" وقدم فيه رؤية مغايرة لليسار العربي، واعتبر أنه تبنى رؤية خاطئة اتجاه الثورة السورية، متأثرا بمنظور ماركسي عممه الخبراء الروس في اسلوبهم لفهم الصراعات. 

الأسد في عيون الكتاب السياسيين 
لم يغب نظام الأسد عن الحضور في صفحات الكتاب والمفكرين، فكان كتاب الباحث البريطاني "ديفيد دبليو ليش" الخبير بشؤون الشرق الأوسط، والذي أتى تحت عنوان "سورية .. سقوط مملكة الأسد"، وتحدث فيه عن تكهنات واحتمالات حول نظام الأسد وعلى رأسهم الرئيس بشار.
 

[alfahloy-alfahloy 0]

مشكوررعلى الاخبار الجميلة
بانتظار المزيد من الاخبار الرائعة
تحياتى لك