اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
Rayane.Nb

الجزء-4- من قصة حب وانتقام

Recommended Posts

الجزء-4- من قصة حب وانتقام

- لو بقيت عشرين سنة دون أن أراه فلن أنس ملامحه. 
وتحاول كلوديا أن تبعد عنه فكرة الانتقام خصوصا وقد تحسنت أحوالهما وبعد أن وجد هو الآخر عملا، لكن أبدا أصبح مصمما على الانتقام وراح يخطط لذلك، بعد أن أصبحت خطته جاهزة للتنفيذ فاتح كلوديا في موضوع الهروب معه إلى موطنه فكان ردها:
- كيف تفكر في العودة إلى وطنك، ألم تقل أن لك قضية هناك متهم فيها من طرف زوجتك؟ 
- لا، لا تخافي علي فاسمي المدون هناك ليس الاسم الذي خرجت به وحتى الاسم الذي سوف أعود به لن يكون " فريد عبد العزيز بل "أحمد إبراهيم". 
- لكن أنا بصراحة لا أستطيع أن أعيش ببلد عربي.
وبصوت كله رقة وحنان قال:
- بصراحة لقد اشتقت إلى نسمة موطني ثم إذا كنت تحبيني أكيد ستتعودي معي للعيش هناك.
كلامه المعسول جعلها ترتمي في أحضانه مستسلمة لقراراته.
óóó

[color][font]
فريد يتصل بأحد الأصدقاء الذين تعرف عليهم بالسجن وفاتحه في موضوع صفقة مهمة، وبعد اللقاء والاتفاق بدأ كل منهما يترصد الخطوات اليومية لدافيد إلى أن جاء اليوم الموعود حيث استغلا خروجه من الملهى الليلي مع منتصف الليل لوحده دون حراسة وما إن امتطى سيارته حتى فاجأه ركوب فريد وصديقه ولم يكن أمام دافيد سوى الانصياع لأوامرهما دون أية حركة خوفا أن يطلق عليه أحدهما رصاصة من مسدسه ... بعيدا عن أضواء المدينة وبإحدى الطرق النائية يطلب منه توقيف السيارة وفي قمة ذعره يحاول استعطافهما وذلك بأن أخرج دفتر الشيكات وقدم لهم حقيبة بها كمية من الفلوس ... لحظتها فريد يزيح اللحية والحاجب الاصطناعي قائلا:
- هل تذكر فريد عبد العزيز وجورجات، جورجات التي كنت السبب في موتها ولا أحد استطاع الوصول إليك ... إذن حان دورك لتختفي من هذه الحياة ولا أحد يستطيع الوصول إلى قاتلك. 
وما كاد دافيد أن ينطق ليدافع عن نفسه فإذا بالرصاصة التي خرجت من مسدس لكاتم الصوت تخترق صدره، أخذاه جثة هامدة إلى إحدى الغابات ووراه التراب، ثم أخذا السيارة فغيرا لها الرقم واللون ومع بزوغ الفجر كانت السيارة جاهزة، بعدها ودع فريد صديقه بعد أن اقتسما الغنيمة.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
فريد بصحبة كلوديا يستعدان للسفر إلى موطنه تجاه العاصمة ...
[/font][/color]
óóó

[color][font]
كان سعيدا وهو يرى مدينته لأول مرة بعد غياب تسعة عشر سنة ... بإحدى الفنادق كانت إقامتهما المؤقتة ... أحمد إبراهيم كان منهمكا في عد أمواله بينما كانت كلوديا تراقبه في صمت لكن يظهر عليها القلق فقالت[b]: 

- إلى متى ستستمر إقامتنا بهذه الغرفة؟
- خلاص يا حياتي كلها أيام معدودة وندخل الشقة الجديدة ونفتح المحل، وكل هذا بفضل العملة الصعبة لقد ضربت رقما قياسيا في السوق السوداء. 
[/b][/font][/color]
óóó

[color][font]
فتح أحمد إبراهيم محلا خاصا لبيع الألبسة المستوردة ...وذات مرة وهو بمحله كان يتحدث إلى مساعده قائلا:
- الذي يحيرني، والذي أعرفه أن كل ما هو مستورد مرغوب من طرف العامة لكن الذي أراه العكس لدرجة يخيل إلي إذا استمر المحل مفتوحا فلن يكون ذلك لمدة طويلة. 
- يظهر يا سيدي أنك أخطأت لما اخترت هذا الموقع للمحل القريب من محلات هبة المنتشرة في العديد من الأحياء بل وحتى في كل المدن أصبح لها صيت، بل الذي أعلمه أيضا أنها تصدر إلى الخارج.
وبنوع من الفضول قال أحمد إبراهيم:
- قلت محلات هبة فهل التي تملكها امرأة؟
- أكيد امرأة واسمها هبة وهذه المحلات تخصصت في بيع الألبسة النسائية والصبيانية. 
- كنت قد شاهدت ما تنتجه وتبيعه هذه المحلات ولم أعيرها أدنى اهتمام إنه إنتاج محلي.
- لكن لا أحد ينكر جودتها لهذا اكتسبت هذه المحلات شهرة محلية ودولية.
- وأنت ما رأيك أمام هذه المنافسة غير المتوقعة؟ 
- إما أن تغير التجارة أو تغير موقع المحل. 
و يقاطعه أحمد:
- أو أقضي على هذه المحلات، فأنا في حياتي لم أتعود الاستسلام أمام كل من يعترض طريقي. 
يضحك المساعد ويقول:
- يظهر يا سيدي أنك تمزح. 
أحمد لم يرد على مساعده فلقد كانت ضحكته كافية أن تزيده إصرارا للقضاء على المحلات.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بعد أن تعرف أحمد على مقر مركز مجموعة محلات هبة ذهب وقدم نفسه إلى المدير العام على أنه مهاجر حضر إلى بلده من أجل استثمار أمواله فقال:
- بصراحة تجربة محلات هبة تجربة رائعة نالت شهرة تحسد عليها ويهمني جدا التعامل معكم للاستفادة على الأقل من هذه التجربة.
لم يطل الحديث وفضل الانصراف بسرعة بحجة أن له موعدا مهما بالفندق الكبير وقبل انصرافه ترك له بطاقة وهو يقول: 
- البطاقة هذه تحمل عنوان محل أحد أقاربي ويوميا بعد الزوال أزوره.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بالمنزل ... كانت كلوديا تحضر مائدة العشاء وهي تائهة النظرات بعيون حزينة مما جعل أحمد يتساءل فكان ردها:
- بصراحة اشتقت إلى بلدتي وجو مدينتي.
اقترب منها وهو يداعب شعرها قائلا:
- يا حياتي أنت التي أغلقت على نفسك فأنا طلبت منك مرارا النزول إلى المحل وأنت رفضت. 
- وماذا أفعل في ذلك المحل الفاشل؟ 
- معك حق إنه محل فاشل، لكن كل ما أطلبه منك هو قليل من الصبر وسيأتي يوم وأجعل منه أكبر محل متخصص في بيع كل المركات المستوردة.
وبإلحاح منه تبتسم ويتعانقان ويتهيئان للعشاء،
[/font][/color]
óóó

[color][font]
حضر مدير شركة محلات هبة إلى حيث تواجد أحمد إبراهيم وقدم له مساعده على أنه إبن أخته ثم رحب به إلى الداخل حيث مكتب صغير، بقي المساعد مع الزبائن، إحدى الزبائن، لم يعجبها الثمن فقال لها:
- إنه قماش مستورد.
وترد الزبونة:
- لكن محلات هبة تبيع مثله وبنفس الجودة وبثمن أرخص.
ورد المساعد بغضب:
- إذن اذهبي واشتريه من هناك، وأشتري المحلي فأنت لست وجه المستورد.
داخل المحل، بالضبط بالمكتب الصغير، المدير العام ينهض بغضب قائلا:
- لن أخون صاحبة الشركة، فالشركة مهما كان أنا الذي بنيتها معها.
ويرد أحمد إبراهيم:
- يظهر أنك مغرم بصاحبة الشركة. 
يحتج المدير على استفزازه له وهو يهم بالانصراف قال: 
- لا، لن تستطيع شرائي مهما دفعت.
ويوقفه أحمد إبراهيم قائلا:
- حتى لو قلت لك ستكون شريكي وليس مدير عام لأكبر شركة متخصصة في المستورد. 
- لماذا لا تفكر في توظيف أموالك في تجارة أخرى، فأنا حضرت لأساعدك مثلما طلبت لا أكثر ولا أقل.
- الحقيقة جربت ووجدت أن التجارة في الألبسة المستوردة قد تدر علي ربحا كبيرا خصوصا وأن لدي معارفا بالخارج بإمكانهم تمويلي بأفضل التصاميم وأجود الأقمشة، وبالتالي بإمكاني إنتاج كل الماركات هنا.
- يعني أن تقوم بتزوير الماركات العالمية؟!
- يا أخي ليكن، ففكر جيدا في الربح الذي سينقلك نقلة لم تكن لتحلم بها، أم ستبقى طول عمرك مدير وليس صاحب شركة.
المدير يتوقف لحظة صمت وهدوء وكأنه يفكر، وما أن أدرك أحمد هدوؤه وصمته استغل الفرصة وتابع يقول:
- على كل ما أطلبه منك هو أن تفكر جيدا إذا يهمك أن تكون شريكا في أكبر شركة ولك شقة بلندن ورصيد بالعملة الصعبة.
وينطق المدير متسائلا: 
- وما علاقة الإنتاج المحلي بشركة تريدها ذات إنتاج مستورد، أو بالأحر ماذا تريد مني بالضبط ومحلات هبة؟
- يا أخي افهم وفتح مخك قليلا ...
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بشركة السيدة نواعم المكونة من أربعة طوابق، وبالطابق الإداري بالضبط بإحدى الأقسام إحدى الموظفات وسنها يقارب العشرين على مكتبها بعض الملفات، بينما تمرر ورقة بعد الأخرى كلما تمضي، فجأة راح نظرها إلى بعض السطور فتوقفت عن الإمضاء، رفعت رأسها نحو الساعي الذي كان ينتظرها وطلبت منه أن يترك الملف ليعود إليه بعد حين لكنه تأسف وطلب منها أن تنهي ذلك في الحال فكان ردها:
- لكن من حقي مراجعة دقيقة لكل الملفات. 
- من فضلك السيد المدير يريده حالا فثمَّة عملاء بانتظار هذا الملف ولا داعي للتعطيل. 
وأمام إلحاحه سلمته الملف بعد أن أنهت إمضاءه، الساعي ما إن خرج من عندها حتى توقف لحظة وأطلق تنهيدة وقال:
- الحمد الله ... ربنا ستر هذه المرة.
الساعي وهو يسلم الملف للمدير قال:
- بصراحة يا سيدي عبد اللطيف، الموظفة عبير دقيقة جدا ويمكن أن تكتشف الأمر. 
ويظهر على المدير تفكيرا عميقا ثم نطق:
- هذه المرة لازم نتخلص منها أو على الأقل تنقل إلى قسم آخر.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
ذات مرة لما استعجلها الساعي رفضت إمضاء الملف قبل مراجعته بدقة وبتأني بحجة أن عملها في ذلك القسم يتطلب ذلك وأمام إصرار الساعي ورفض الآنسة عبير، وصل صوتها إلى باقي الأقسام فالتف جميع العمال حولهما، حمل الساعي الملف إلى المدير وما إن رآه المدير حتى تبادل نظرات لها مغزى وقال:
- اترك الملف واذهب الآن. 
وما هي إلا دقائق وكانت عبير في مواجهة مع السيد المدير العام أمام السيدة نواعم التي سألتها:
- لماذا رفضت إمضاءه؟
- أظن أن عملي يتطلب مني مراجعة الملفات بدقة قبل الإمضاء.
- لكن ليس إلى درجة تعطيل العمل خصوصا وأنه ملف مستعجل.
وقالت الآنسة عبير[b]:

- أنا آسفة لست مستعدة أن أكون مسؤولة عن بعض الهفوات.
السيد المدير يشعر لحظتها بنوع من الارتباك خصوصا وأن السيدة نواعم أبدت اندهاشها من جرأة الفتاة وحولت نظرها نحو المدير في حين نطق محتجا: 
- أرى أنها إهانة موجهة إلي لأن الملفات تصلها مني مباشرة. 
- أنا لا أقصد بكلامي هذا أي إهانة، فقط أريد معنى وتفسيرا، فمن حوالي كم أسبوع لاحظت استعجالا دائما على إمضاء الملفات.
هنا ما كان على المدير إلا أن يحتج أكثر ويطلب من السيدة أن تفتح تحقيقا في الموضوع، تحاول السيدة نواعم تهدئة المدير وراحت تقلب أوراق الملف الذي بين يديها باهتمام لكنها لم تجد ما يثير الانتباه سوى أنه ملف مستعجل بحاجة إلى إمضاء سريع وهنا ما كان على صاحبة الشركة إلا أن تلوم الموظفة قائلة:
- إنك فعلا تسببت في تعطيل هذا الملف وأرى إذا كانت هذه طريقتك للفت الانتباه كونك حريصة عل سمعة الشركة، فلا تنسي فالسيد عبد اللطيف بفضله بنيت هذه الشركة وسمعتها، وأطلب منك حالا قبل اللحاق بعملك الاعتذار وليكن آخر إنذار لك.
السيد المدير يشعر بارتياح عميق .... بينما الآنسة عبير اندهشت من تصرف السيدة نواعم لدرجة أنها وقفت صامتة وفي كامل دهشتها ... بينما تتابع السيدة نواعم:
- ليكن في علمك إذا جاءتني أي شكوى مرة ثانية سأكون مضطرة لفصلك.
كرامة الآنسة عبير لم تسمح لها أن تقبل تلك الإهانة مما جعلها تنطق قائلة بثقة:
- اعتبريني من الآن مستقيلة أو مفصولة. 
وهي تخرج توقفت و تابعت تقول:
- لست مستعدة أن أعمل في شركة فيها أناس غير أمناء.
ثم خرجت ... السيدة نواعم في كامل اندهاشها لجرأة الفتاة بعدها نطقت بغضب:
-هل لاحظت كم هي وقحة؟ 
يحاول المدير تهدئتها بينما تابعت قولها:
- لا ... يجب أن تتأدب، أليست هي التي دخلت من شهرين بوساطة السائق؟
- طبعا إنها هي بالذات. 
فقالت له:
- إذا سوف أؤدبه هو أيضا حتى لا يستغل مرة ثانية مكانته ويتوسط لأناس ليسوا أهلا للعمل.
[/b][/font][/color]
óóó

[color][font]
بعد خروجها من الشركة كان سائقها في انتظارها وما إن ركبت السيارة حتى قالت للسائق:
- ليكن في علمك ... الموظفة عبير مفصولة من اليوم.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بالجامعة كانت عبير تتمشى مع صديقتها سناء بإحدى الأروقة، نطقت عبير بغضب قائلة:
- لا ... هي لم تفصلني بل أنا التي رميت لها باستقالتي. 
- فصلتك أو أنت استقلت بنفسك ليس هذا المهم، المهم أنك أرضيت ضميرك لكن هي لا تريد سماعك فلماذا الغضب فانسيها إذن. 
وترد عبير بعد فترة وبصوت حنون:
- أنساها ! بصراحة هذه المرأة محيرة، ساعات يخيل إلى أنها إنسانة ذكية وجبارة وساعات يخيل إلي أنها إنسانة طيبة لدرجة السذاجة. 
عبير ما أن لاحظت دخول الطلبة إلى المدرج حتى نطقت:
- يا لله اذهبي أنت لحضور المحاضرة فأنا متعبة سأعود إلى المنزل. 
- إذن سأوصلك. 
- لا يجب أن تحضر على الأقل واحدة المحاضرة.
- لكن أستاذ المحاضرة هذه بالذات لا أفهمه.
ترد عبير:
- المهم تنقلي المحاضرة بعدها نتناقش فيها ونفهمها مع بعضنا.
تبتسم سناء وهي تهم بالانصراف قالت:
- بصراحة إنها فرصة لكي توافقي على العمل بشركة سالم أخي. 
- سالم ثانية ...
- وثالث ورابع لحد الموافقة.
- أنت تعرفين جيدا أنني لست معترضة على شخصيته بل بالعكس فهو تتمناه أي فتاة وأنا كما تعرفين المعيلة الوحيدة لأسرتي وحاليا أفكر في الدراسة قبل ...
تتوقف لحظة وتحاول أن تجري وراء سناء في اتجاه المدرج قائلة:
- يا لله ... يا لله المحاضرة بدأت ...
[/font][/color]
óóó

[color][font]
السيدة نواعم بصحبة السائق دخلا السوق لشراء بعض اللوازم ثم خراجا محملين وركبا السيارة وتابعا حوارهما .... قالت السيدة نواعم:
- يظهر أنك كنت على نية لدرجة أنك صدقت طيبتها المصطنعة. 
- أرجوك للمرة الأخيرة سامحها لقد تعبت من أجل الحصول على عمل قريب من الجامعة والبيت حتى توفق بين الدراسة والعمل وتعيل والديها.
وبصوت هادئ قالت:
- لماذا ؟ هل الوالد لا يعمل؟
- إنها وحيدة والديها، كبيران في السن، الوالد بالإضافة إلى سنه فهو معاق لا يتحرك إلا على كرسي أما الوالدة تعبت جدا في العمل بالمنازل من أجل أن تحسن تربيتها وتدخلها الجامعة.
يظهر أن السيدة رق قلبها فطلبت من السائق أن يمر على بيت عبير وبينما هما في طريقهما وما إن وصلا إلى الحي الذي تقطنه عبير حتى أبصرها من بعيد، أوقف السيارة ... واقترب منها وكلمها بخصوص العودة إلى العمل بعد أن سامحتها السيدة نواعم لكن عبير ترفض العودة بكل لباقة ثم شكرته عن اهتمامه، وتابعت طريقها نحو باب العمارة حيث تقطن بالطابق الثاني ... أدركت السيدة نواعم بعد عودته خيبة أمله فقالت قبل أن ينطق:
- طبعا رفضت العودة، ألم أقل لك أنها ليست أهلا للعمل.
- بصراحة رغم أنها بحاجة ماسة إلى العمل إلا أنها ...
قاطعته قائلة: 
- إلا أنها تريد أن أذهب بنفسي لأعتذر لها وأرجوها. 
ويرد السائق بسرعة:
- لا أرجوك أنا لا أقصد هذا وهي كذلك، فهي صحيح لها عزة نفس، ورغم كل الذي حصل فهي معجبة بكفاحك فمن يوم كلمتها عن مجموعة الشركات التي بدأت بمحل صغير وهي تتمنى أن تشتغل عندك لتأخذ من تجاربك.
كلام السائق كان له أثر في نفسيتها فما إن أقلع حتى طلبت منه التوقف ونزلت وقبل أن تتجه صوب العمارة طلبت منه الطابق ورقم الباب. 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
تصل إلى الطابق الثاني وما إن دقت جرس الباب حتى فتحت عليها عبير وكم كانت دهشتها كبيرة وهي تجد نفسها أمام السيدة نواعم، هذه السيدة التي في نظرها شخصية عظيمة أعظم وأكبر بكثير من أن تقف أمام بيتهم المتواضع. 
ابتسمت السيدة نواعم وقالت: 
- ممكن أتفضل؟ 
زادت عبير في فتح الباب وتركت السيدة تدخل وهي مازالت في كامل دهشتها، وراحت تقدمها إلى والديها ... والدة عبير ترحب بالسيدة بكثير من الحفاوة .... قالت السيدة موجهة كلامها لعبير: 
- جئت بنفسي أطلب منك الرجوع لعل هذا يرضيك. 
- مع كل احتراماتي لمجيئك فأنا لن أرجع إلى هذه الشركة. 
تندهش السيدة نواعم من ردها بينما أم عبير تلوم وحيدتها وحتى والدها لم يرضه تصرفها، وبعد فترة صمت تنطق عبير قائلة: 
- سيدتي صدقني أنا لست رافضة العودة و العمل عندك، لأن العمل عندك بالنسبة لي كان أمنية ولقاءك حلم لكن مادام كلفت نفسك وحضرت إلى بيتنا وهذا في حد ذاته شرف عظيم لنا، يجب أن تعرفي سبب تمسكي بالرفض، فأنا بصراحة من حوالي أكثر من أسبوعين اكتشفت بعض الأرقام والحسابات المزورة.
- أرى في كلامك اتهاما خطيرا.
- والأخطر منه أنني أشك في أقرب الناس إليك في من هو محل ثقة كبيرة عندك ورغم أنه من الصعب أن تصدقيني لكن مع الأسف إنه المدير العام لأعمالك وطبعا له أعوان أولهم أكيد الساعي.
تبقى السيدة صامتة في حالة تفكير عميق ثم تنطق بهدوء: 
- سوف أتأخر بالشركة بعد خروج كل العمال هذا المساء سأكون بانتظارك أمام باب النجدة على الساعة الخامسة.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
في الموعد المحدد وصلت عبير ... وبعد تفتيش دقيق لكل الملفات المالية، فجأة تتوقف السيدة نواعم وبين يديها ملفا وهي في كامل اندهاشها ونطقت وعينيها تكاد تغرورق بالدموع
لا...لا أصدق ... غير ممكن. 
تترك عبير الملف الذي بيديها وتقترب منها ... رفعت السيدة نواعم رأسها وقالت:
- لماذا؟ .... لماذا يحدث هذا منه بالذات؟ ... لقد كان دائما مثالا للعامل الطيب المكافح الصبور.
- لكن إذا تسرب إلى العقل والقلب الطمع .... فلا الطيبة ولا الكفاح ولا حتى الصبر سيقف ندا له. 
- لكن لماذا يفعل هذا بالإنتاج المحلي ... فإذا كان بحاجة إلى المال كان بإمكانه أن يطلب ذلك مني وهو يعرف جيدا أنني لن أتأخر عليه.
تجلس السيدة نواعم أرضا بعد أن انهمرت دموعها وقالت بهدوء: 
- معقول هبة كانت ستضيع مني للمرة الثانية، تسعة عشر سنة مرت إلا أنني عمري ما أحسست أنها بعيدة عني. 
و نطقت عبير بتساؤل:
- هبة!
وبصوت مبحوح قالت: 
- نعم هبة ... ابنتي الوحيدة.
راحت تمسح دموعها وتابعت تقول بصوت كله رقة وحنان: 
- من تسعة عشر سنة مضت كانت لي ابنة اسمهاهبة، ابنتي التي لا تتعدى السنة من عمرها أخذها أبوها بعد انفصالنا واختفى ومن يومها لم أرها، فقدت الأمل في العثور عليها لكن لم أفقد الأمل بإحساسي بوجودها معي، بدأت محلات هبة بمحل صغير يحمل اسمها لألبسة في سنها وبقدر مرور السنين واتساع المحلات كان إحساسي بوجود هبة معي يكبر أمام عيني.
ويختنق صوتها بالبكاء لتصمت فترة تم تتابع: 
- محلات هبة هي سبب وجودي ولولاك أكيد كنت سأضيع، عيبي الوحيد هو أنني أثق في كل الناس. 
تمسك عبير بيدي السيدة نواعم وتساعدها على الوقوف قائلة:
- أنت إنسانة طيبة ويوجد أناس يستغلون هذه الطيبة لأغراض شخصية. 
وبدون مقدمات فاجأت السيدة نواعم الآنسة عبير: 
- آنسة عبير أريدك أن تمسكي إدارة الشركة. 
- أنا ! … لكن ...
- أرجوك لا ترفضي. 
تحاول عبير أن تنطق لكن السيدة تقاطعها لما تابعت: 
- أرجوك لا ترفضي طلبي، أعرف أن عملك كمديرة يحتاج إلى خبرة وأنت مازلت صغيرة كما أعرف أيضا أن إدارة الشركة تتطلب منك وقتا قد يبعدك عن الجامعة لكن اطمئني لن تتأخري عن أية محاضرة وأعدك بذلك.
- أرجوك سيدتي افهمني أنا لا أقصد هذا، الذي أقصده قد لا أكون أهلا لهذه الثقة و ...
- أرجوك لا تقولي هذا، صحيح الدنيا علمتني كثيرا، لكن إحساس غريب...
تتوقف للحظات تنظر إليها بحنان تم تابعت بدموع حزينة:
- إحساس لا أستطيع تفسيره يشدني إليك ويقول لي أن الدنيا مازالت بخير وعلي أن لا أقطع الأمل وأسحب ثقتي من كل الناس ...
[/font][/color]
óóó

[color][font]
في اليوم الموالي .... بمركز الشرطة، لم يتمكن المدير العام إثبات براءته خصوصا بعد اعتراف الساعي ... وكانت التهمة التي ثبتت عليه هو أنه كان يقدم فاتورات بمبالغ مرتفعة لشراء المواد الضرورية للمصنع وبالمقابل يشتري هذه المواد من النوع الرديء وبأسعار منخفضة والفرق في الحسابات كان يذهب لحسابه الخاص ورغم أن تلك الفكرة كانت من اختراع أحمد إبراهيم الذي كان يساعده في العثور على هذه المواد الرديئة بأسعار منخفضة كما كان يجبره على اقتسام الفرق في الحسابات إلا أن المدير لم يتمكن من جر أحمد إبراهيم إلى قفص الاتهام كونه كان يتعامل معه باسم مستعار، كما كان يستغل المصنع في صنع بعض الألبسة على أنها مستوردة وتباع بثمن نفس منتجات محلات هبة. 
السيدة نواعم ما أن دخلت مركز الشرطة حتى ارتمى المدير أمام قدميها يطلب منها العفو ثم أشار بيده قائلا:
- إنه هو ..... هو الذي حرضني على تدمير مجموعة محلات هبة.
وما أن تبادلت السيدة نواعم النظرات مع السيد أحمد إبراهيم حتى شعر لحظتها كل منهما بأنه يعرف الآخر، المدير يقوده شرطيان بصعوبة إلى خارج المكتب بعدها يوجه لها السؤال من طرف المفتش: 
- سيدتي هل تعرفينه؟
تدرك السيدة نواعم نفسها وترد بهدوء:
- لا ...لا أظن .... رغم أنه يخيل إلى أنني رأيته من قبل. 
- على كل هو بريء من أي اتهام لكن إذا عرفت أي شيء يكون له علاقة بالتحقيق فنحن تحت أمرك.
وما إن سمح له بالانصراف فإذا به يشعر لحظتها بارتياح عميق ...
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بعد خروجه ركب سيارته وابتعد عن المركز قليلا ثم نزل من سيارته وتظاهر بإصلاحها .... السيدة نواعم وهي تركب سيارتها وجهت نظراتها إلى جميع الاتجاهات كما لو أنها تبحث عن شخص معين وما إن مرت سيارتها بالشارع الذي أوقف فيه أحمد إبراهيم سيارته حتى تبادلت معه النظرات وقالت في صمت "معقول تكون أنت وظهرت باسم أحمد إبراهيم" ويرد عليها بصمت "أنت ... أنت لم تتغيري وأنا متأكد أنك تعرفت علي لكن يحيرني أنك تظاهرت بعدم معرفتك لي"، أقلع أحمد بسيارته وراح يتذكر كلام المدير يوم قال له:
- أنت على حق ما دام صاحبة الشركة ليس لها وريث فلماذا لا نستفيد من صفقات خارج الشركة؟ !
يعود من الماضي وهو يردد بصوت مسموع:
- محلات هبة !.... هبة! ... لكن ما سر هذه المحلات باسم هبة ... !
[/font][/color]
óóó

[color][font]
يتجه بسيارته إلى إحدى الأحياء فإذا به يفاجأ وهو يسأل عن حي شعبي قديم فقيل له بأنه هدم من سنوات مضت وبني مكانه مركب، حاول أن يسأل سكان الأحياء المجاورة عن مصير سكان ذلك الحي وبالأخص زوجان لهما ابنة وحيدة ولا أحد تمكن أن يدله عن من يبحث، وهو يسوق سيارته وإذا به يجول بأفكاره حتى جاءته فكرة وهي زيارة السيدة نواعم ... 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
وصل إلى مقر الشركة وألح على مقابلتها فما كان على الآنسة عبير إلا الاتصال بصاحبة الشركة بفيلتها ... السيدة نواعم أنتابها نوع من القلق وقد ترددت بعد فترة صمت أن تدله على العنوان ... بعدها أعادت إدارة القرص من جديد واتصلت بشركة أخيها فكان الجواب أنه مازال مسافرا، وبينما هي في حالة قلق طلبت من أحد الخدم أن ينادي على السائق وما إن حضر طلبت منه أن لا يغادر الفيلا وأعلمته أن ثمة ضيفا سيزورها بعد دقائق وبأنه ضيف لا ترتاح له لكنها مضطرة أن تستقبله ... حضر أحمد إبراهيم وبقاعة الضيوف دار الحديث بينهما وبدون مقدمات بادرته السيدة نواعم بلهفة:
- أين هبة؟
- رغم أن اسم المحلات لم يكن غريبا عني إلا أنني لم أتوقع أن تكوني صاحبتها.
- قلت لك أين ابنتي؟
ولما أدرك لهفتها وشوقها لهبة قال بكل برودة:
- هبة في الحفظ والصون وإذا كنت تريدين رؤيتها فكم تدفعين.
وترد باندهاش:
[/font][/color]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.