اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
Mr ToDAY

واجب المسلم معرفة السيرة النبوية

Recommended Posts


[center] بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...

 

 

الخطبة الأولى:

أما بعد: فسوف نشرع من اليوم إن شاء الله - تعالى - في دروس من السيرة النبوية الشريفة ولكنا لن نقدمها لكم بأسلوب الرواية وسرد الحوادث حسب ترتيبها الزمني كما هو الشأن في أكثر من روى سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأن هذا الأسلوب يحتاج إلي زمن أطول من زمن خطبة الجمعة ولكنا سنعرض لكم قبسات مختارة من سيرة النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نبين ما فيها من الدروس والعبر ولن نقتصر على حوادث هذه السيرة العطرة بل نمزج بينها وبين ما يلزم بيانه من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشمائله وأخلاقه.

و بهذه المثابة فإن علي كل مسلم أن يعرف سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما يأتي:

أولا: لأنها التفسير العملي والبيان التطبيقي لدين الله - عز وجل - وكلامه المنزل الذي نزل به الروح الأمين على قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - صاحب رسالة عظيمة وقد بلغها بقوله وطبقها بفعله فحياته بيان ناصع لهذه الرسالة، أقواله وأفعاله، حركاته وسكناته في الرضا والغضب في اليقظة والمنام في المنشط والمكره، حياته - صلى الله عليه وسلم - كلها تفسير عملي لدين الله ولكلامه المنزل، قالت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: ((كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن))[1]. أي كان يفسر القرآن تفسيرا عمليا بخلقه - صلى الله عليه وسلم -.

ثانيا: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعله الله - تعالى - في مقام الأسوة للمؤمنين، إنه النموذج الأعلى للكمال البشري الذي علينا أن نتأسى به ونقتدي به ونتبعه - صلى الله عليه وسلم - كثير من الناس يتخذون نماذج من البشر يعجبون بأحوالهم فيقلدونهم ويحاكونهم وربما قلدوهم في سائر أحوالهم حتى في هيئتهم وألبستهم، أما سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فليس المطلوب منا أن نقلده ونحاكيه وإنما المطلوب أن نتأسى وأن نقتدي به ونتبعه وننقاد لأمره - صلى الله عليه وسلم - وفرق بين هذا وذاك، فإن التقليد والمحاكاة غالبا ما يكونان عن غير بصيرة بخلاف التأسي والاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه فإن ذلك لا يكون إلا عن علم وبصيرة لأنه على سبيل التدين والتقرب إلى الله تبارك وتعالى، قال - سبحانه - لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [الأحزاب: 21]. فهذه هي حال من يتأسى بالنبي المصطفي - صلى الله عليه وسلم -، إنه مؤمن يعرف الإيمان يعرف الله يعرف اليوم الآخر فهو يرجو الله ويرجو اليوم الآخر بل إلى جانب ذلك منقاد لدين الله - عز وجل - فهو يذكر الله كثيرا وهذه هي البصيرة.

 

ثالثا: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع اقتدائنا به وتأسينا به - صلى الله عليه وسلم - واتباعنا له يجب علينا أن نوقره ونعظمه ونحبه - صلى الله عليه وسلم -. بعض الناس قد يقلد عظيما ويتبعه وينقادوا لأمره ولكن لا يلزم لذلك أنه يحبه، قد يقلده وينقاد إليه خوفا منه أو طمعا فيما عنده من عرض الدنيا، أما سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فيجب علينا مع تأسينا به واتباعنا لأمره - صلى الله عليه وسلم - يجب أن نوقره ونعظمه ويجب أن نحبه - صلى الله عليه وسلم - وذلك للأمور الآتية:

لأن الله - تبارك وتعالى - أمرنا بذلك بل لقد قرن - سبحانه وتعالى - حبه بحب نبيه - صلى الله عليه وسلم - وجعلهما من أوجب الواجبات وتهدد بالعقوبة من يخل بهما فقال تعالى " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون فسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " [التوبة: 24]. فبين لنا ربنا - عز وجل - في هذه الآية أن حبنا لله وحبنا لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - يجب أن يكون أعظم من حبنا وميلنا لهذه الأشياء المذكورة ولغيرها من محبوبات الدنيا.

و ثانيها لأن الله - سبحانه وتعالى - أحب نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، يجب أن نحب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن الله جل جلاله أحبه بل لقد اتخذه خليلا والخلة درجة أعظم من المحبة فمن كان يحب الله فيجب ويلزم أن يحب محبوبات الله وأعظم محبوبات الله وأجلها هو سيدنا المصطفى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولذلك فإن أكبر علامة على حب العبد لربه حبه لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - والدليل على صحة حبه لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو اتباعه له وتأسيه به - صلى الله عليه وسلم - ولذا قال - سبحانه - قل أي يا محمد " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " [آل عمران: 31]. أي إن كنتم تزعمون أنكم تحبون ربكم فعليكم أن تحبوني وإذا أحببتموني لزمكم أن تتبعوني.

أن شخصيته أهل لأن تحب فإنها تمثل جانب الكمال البشري بكل ما في هذا الكمال من حسن وجمال، كما تمثل جانب الوحي الإلهي بكل ما في هذا الجانب من جلال وقدسية فشخصيته - صلى الله عليه وسلم - جمعت بين جمال الكمال البشري وروعة وجلال الوحي الإلهي فكيف لا تحب. لا يصح إيمانك يا مؤمن ولا يقبل إسلامك يا مسلم إذا لم تحب سيدنا المصطفى ونبينا المجتبى محمدا - صلى الله عليه وسلم - بل لا يكمل إيمانك حتى يكون حبه في قلبك أعظم من حب غيره من المخلوقين، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده))[2]. وفي رواية: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))[3].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

----------------------------------------

[1] صحيح مسلم (746).

[2] صحيح البخاري (14) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

[3]صحيح البخاري (15)، صحيح مسلم (44) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العلمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد إذا أردت يا مسلم أن تنمي حبك للخليل المصطفى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فعين من ساعات عمرك الذي تبدده في كل ما هب ودب ساعة في كل يوم أو في كل أسبوع حسب همتك ونشاطك تقضيها مع سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مكتوبة أو مسموعة، وإذا ما فعلت ذلك في أسرتك مع أهلك وأولادك أبنائك وبناتك فقد قمت بواجبك في هذا الصدد أحسن قيام، وعليك إن كنت ممن يقرأ أن تحرص على الكتب المحققة التي ألفها المحدثون والعلماء المحققون وميزوا فيها بين الصحيح والمكذوب من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإياك أن تقع في حبائل الكذابين من القصاصين وطواغيت الخرافة الذين حولوا السيرة الشريفة التي هي التفسير العملي لهذا الدين كما بينا حولوها إلى مجرد حكايات متكلفة مصنوعة تختلط فيها الأكاذيب بالحقائق.

و من العجيب أن من مشكلاتنا الحاضرة أننا مازلنا نفتقر إلى كتب تقدم لنا السيرة النبوية العطرة بأسلوب يجمع بين التحقيق بين أسلوب الخطاب، أسلوب الخطاب الذي تراعى فيه أحوال الناس اليوم وعقولهم ومداركهم وافهامهم، مازلنا نفتقر إلى كتب في السيرة النبوية العطرة تخاطب الصغار وتخاطب الفتيان المراهقين بأسلوبهم ولغتهم كما تخاطب الكبار بما يناسب عقولهم ومستوياتهم ومداركهم، فإن أكثر كتب السيرة الموجودة إلى اليوم إنما ألفها علماء للعلماء فلذلك يعسر فهمها على غيرهم ونادرا ما تجد كتابا يفهمه غيرهم قد ألف بأسلوب يعرفه الناس بحسب مكانهم وزمانهم، وكذلك نحن بأمس الحاجة إلى أشرطة مسموعة تعرض السيرة لمن لا يقرؤون. فأين أرباب الأقلام وأين أرباب صنعة الإعلام ما لهم يتقاعسون ويتخلفون؟ لماذا لا ينشطون ويقومون؟.إذا دخلت المكتبات وجدت أكداسا من الكتب وأكداسا أخرى من الأشرطة المسموعة وفي قليل منها خير وفائدة، أكثرها لا يحتاج إليه الناس أو لا يفهمه معظمهم.
[/center]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مـــــــــشكور للمووضع    
                           نتضر منك الكتير من  المزيد من المواضيع
                    اجمل  كلام وابدااع منك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شكرا لك على موضوعك المميز
,, بارك الله فيك
,, واصل تميزك
ابدعت في طرحك
موضوع مفيد ورائع
شكرا لك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.