اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
روعة المعانى

دائره الحمايه الذاتيه

Recommended Posts

دائرة الحماية الذاتية



عندما تتيقن أنك لن تعيش سوى مرة واحدة، رغم تغير كل الأمكنة، وعندما يتوارى ذلك الجدل المحسوم لديك أصلاً، بأن اللحظة التي عبرت، أو ستعبر بعد قليل لن تعاود العبور مرة أخرى، تجد نفسك تلقائياً، تتمسك جيداً بكل اللحظات التي تخصك وتحاول جاهداً أن تستغل كل جزء منها مهما كانت أهميته، ومهما كانت تفاصيله!
تجد نفسك تتمسك بهذه الحياة التي هي في الأصل لك، ولن تتصور على الاطلاق أن يسلبك أحدهم إياها!



تتمسك بها لأنك تقيم داخلها، تحتل الضفة التي أتت بها وتكتفي بالنظر إلى الضفة الأخرى التي هناك، تبتعد عنك حتى لا تمارس تبديد طاقاتك بعيداً عما لا يشكل لك أي أهمية!
متعة الحياة لدى من حسموا الجدل في الوعي بها تتمثل في قدرتهم على الذهاب بعيداً أكثر مما يتصورون هم، وليس من حولهم! تتمثل في قدرتهم المتأنية على قراءءة المعاني، واحتواء الأحداث اليومية، وعدم التأثر بالسلبيات، أو البقاء داخلها، للاستمتاع بأوجاعها!
والهروب، وتجاوز المرارة في دفتر الحياة لا يعنيان أن ذلك الشخص متبلد، أو لا يشعر بما حوله، أو عاجز عن تفهم حجم ما أصابه، أو يمر حوله، ولكن عدم توقفه الطويل وعبوره إلى الضفة الأخرى، يعني أنه يملك الكثير من التعقل للمغادرة، والتحرك حتى لا تصبح الأرض التي يقيم عليها هي المكان الوحيد الملائم للحياة!




وعندما يغادر المكان عليه، أن يخلع رداءه ويتركه بجانبه لأن المكان لن يتغير عندما نصل إليه بما نحن عليه، ولذلك تجد أحدهم في بعض الأحيان يشتكي من الاختناق من المكان، ويصرخ من ضيقه رغم اتساعه ويصر على المغادرة منه إلى أي مكان، قد يشكل له انفتاحاً آخر على الحياة، يفتح له أبواب الأمل، ويغلق نوافذ ما يشعر به من ألم.
وعندما يدخل المكان الجديد، أو المختلف كما تخيل هو، يسارع إلى طرح همومه، واستعادة ما حلّ به، أو مناقشة أوجاعه في داخله، وفجأة يستشعر أن المكان لا يختلف عن المكان القديم الذي كان مخنوقاً فيه، وأن التغيير المكاني، لم ينجح في جعله يتجاوز محنته، أو يبدد آلامه!




من الطبيعي أن لا ينجح هذا المكان في تفكيك أوجاعه، وأن يساعده في التخلص منها، وسيندرج ذلك على المكان الآخر الذي سيهرب إليه، حتى وإن كان داخل جزيرة، أو يحمل ضفته التي سيحتويها بمجرد قدوم هذا الزائر الموجوع إليه، والسبب أنه ببساطة ذهب إلى المكان وارتاده بهمة، وليس متخلصاً منه، أو راكناً له في مكان قصيّ من داخله، أو متناسياً لفترة، ولذلك من غير المنطقي أن نحمّل الأمكنة دائماً سلبياتنا، متجاهلين أنها تحمل صفة الثبات والجمود، ونحن من نحلّ عليها ونحتمي بها محمّلين بما لدينا من أحاسيس مختلفة، مستسلمين لفكره أن المكان دائماً ملاذ آمن من كل الأوجاع، وأن الأرض الطبيعية للسكون خاصة ان كان جديداً!
عليك أن تستعدد جيداً وأنت تصل إلى مكان جديد باحثاً عن الأمل، وعن الفرح، بإرسال إشارات ايجابية إليه للاحتماء من حافة الهاوية التي كنت فيها من لحظات!




عليك أن تستمتع بالحياة كما كُتبت لك ضمن سياق وإحساس أنها تأتي مرة واحدة، وأن خسارة لحظة تعني أحياناً خسارة كل الأوراق، وأن ما يؤلمك اللحظة ويفوق احتمالك، ربما يكون غداً كذلك مهما حاولت أن تبقيه كما هو، وأن اللحظة الآنية، حتى وإن كانت قد وصلت إليك مسمومة، وتجرعتها، فمن المؤكد أنها ترياق للبقاء أكثر قوة وتحملاً للضغوط القادمة!
لذلك دائماً ما نجد أن من يستمتعون بالحياة، ولا يتوقفون أمام كل شيء على اعتبار أنهم اعتادوا على مواصلة السير شأنهم شأن أيامهم هم من تأكدوا أن الاستسلام لذاكرة جروح الأمس ستنال من رصيد ما سيأتي غداً!
وبالتالي عبروا بأحلامهم الكبيرة إلى الأمام، مستندين إلى دائرة الحماية داخلهم، وليس من الأيام نفسها!






م/ن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
يعطيك العافيه ياااااارب..
تسلم أيدك ع الطرح الرائع
بانتظارجديدك بكل شوق
تحياتى وتقديرى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.