اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
mido200

قيادة المرأة للسيارة أم للبعير؟

Recommended Posts

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين..أما بعد: فإن كثيرا ممن أقلقه العفاف والستر، وأضناه طول السهر
في تدبيج مقالة يناصر فيها قيادة المرأة للسيارة يجعل في مقدمة حججه
وبراهينه ومبرراته: أن الصحابيات-رضي الله عنهن- كن يركبن الخيل والبغال
والحمير ويقدنها!! ويتهكم بمن خالفه من العلماء والصالحين ويسخر منهم،
ويبدي حرصا منقطع النظير على اقتداء نسائنا بهدي الصحابيات الكريمات في
ركوبهن على الإبل وربما يحتج ببعض النصوص ويلبس على الناس بها فيذكر وصف
النبي -صلى الله عليه وسلم- لنساء قريش بخير من ركب الإبل ممتدحا صنيعهن
ذلك؟؟ فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ
الْإِبِلَ) صحيح البخاري (1 / 1663) صحيح مسلم (4 / 1958) .

وبهذه الأساليب الماكرة تجد كثيرا من القراء يصدق كلامهم هذا ويجعله من
المسلمات التي لا تقبل النقاش - وهي في حقيقتها وهميات - ينتقل بها من
ميدان اللا نص في معركة قيادة المرأة للسيارة إلى ميدان النص والقياس وهو
أن قياس قيادة المرأة للسيارة على قيادتها للبعير والحصان المنصوص عليهما
قياس صحيح لا غبار عليه!! وما الفرق بين الناقة والسيارة؟؟ أليست كلها من وسائل النقل والمواصلات؟؟.

والذي يعنيني في المقام الأول هو تحرير كون الصحابيات يقدن البعير
والحصان بأنفسهن كما يروج له الشهوانيون أم كن يركبن فقط وغيرهن يقودهن
بستر وعفاف؟؟

وبعد البحث والتفتيش والتنقيب والتتبع لم أظفر بحديث واحد يدل على أنهن
كن يقدن الإبل أو الخيول أو الحمير بأنفسهن البتة لا في حديث صحيح ولا
ضعيف ولا موضوع! وغاية ما يذكر أنهن يركبن البعير وفي ثبوت مجرد ركوبهن
على الخيل من غير حاجة نظر!!، وإنما الكلام في إثبات كونهن يقدن الخيل
والبغال والحمير والبعير من غير حاجة وهذا ما ينبغي للشهوانيين إثباته
وأنى لهم ذلك!!.

ولعلي أرشد هؤلاء الليبراليين إلى مظان البحث عن ركوب الخيل ونحوها مثل:
باب السبق أو بابُ السَّبْقِ بَيْنَ الْخَيْلِ أو بَابُ إِضْمَارِ
الْخَيْلِ لِلسَّبْقِ أو بَابُ غَايَةِ السَّبْقِ لِلْخَيْلِ
الْمُضَمَّرَةِ أو بَابُ الْغَزْوِ عَلَى الْحَمِيرِ!! ونحوها من الأبواب
لعلهم يظفرون بنص يدل على أن النبي-صلى الله عليه وسلم-سابق بالخيول أو
الإبل بين النساء والرجال أو النساء وحدهن!!

والمقصود أنه لم يثبت أن امرأة في الإسلام قادت بعيرا أو بغلة أو
حمارا..!!، بل لم يثبت أنهن يركبن من غير حاجة أيضا!! ولندرة ركوبهن على
الإبل وقلته لم يكن لهن حذق في ركوبها؛ ولهذا كان النبي- صلى الله عليه
وسلم - ينادي أنجشة بقوله: (رفقا بالقوارير يا أنجشة) لئلا تسقط النساء من
تمايل الإبل لعدم خبرتهن بالركوب؛ ولأنهن يركبن في الهوادج الساترة!!

وأما الحديث الذي يذكر في فضل نساء قريش وهو ما ثبت في صحيح البخاري (1 /
1663) صحيح مسلم (4 / 1958) (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ
خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ
عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْرِ
ذَلِكَ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا قَطُّ).

ففيه مجرد الركوب، وليس فيه أنهن يقدنها وهو مجرد إخبار لو لم يذكر
الركوب لكان منافيا للحقيقة؛ لأن نساء قريش لسن أفضل من مريم ابنة عمران
التي لم تركب بعيرا قط!!

ومن يزعم أن الصحابيات كن يقدن الناقة والحصان فنطالبه بالبرهان ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
﴾ ولهذا قال العلامة الموسوعي ابن جبرين-رحمه الله-في شرح عمدة الأحكام
(38 / 4): (ولا يصح ما ذكروا أن الصحابيات كن يقدن الإبل) وكان أهل التاريخ
يستغربون مما يرونه في بعض البلاد من قيادة المرأة للخيل، ومن ذلك ما
ذكره ابن بطوطة في رحلته (1 / 314) قال: (ثم وصلنا إلى بلاد طوالسي وهي "
بفتح الطاء المهمل والواو وكسر السين المهمل "، وملكها هو المسمى بطوالسي.
وهي بلاد عريضة، وملكها يضاهي ملك الصين...) إلى أن قال: (ونساؤهم يركبن
الخيل، ويحسن الرماية، ويقاتلن كالرجال سواء!!) ولهجة الاستغراب واضحة ولا
يقال للرجال قديما كانوا يركبون الخيل لأن هذا معروف!!، وأبدى غير واحد
استغرابه من مدينة النساء في جزيرة في بحر المغرب من ركوبهن الخيل
ومباشرتهن للحرب .كما في المسالك و الممالك (1 / 281) وآثار البلاد وأخبار
العباد (1 / 250) والكلام بمثل هذا يطول.

ولعلي أكتفي بذكر ستة براهين على ما سبق وهي كالآتي:
البرهان الأول: أنه من المتقرر في القواعد الأصولية العقلية أنه لا يلزم النافي إثبات ما نفاه وإنما يلزم المثبت دليل إثباته؛ لأن الأصل البراءة!!

البرهان الثاني: عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ
دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ) رواه البخاري كما في فتح الباري (13 / 76)
وقال ابن حجر: (قال ابن التين: فيه الإخبار بأن نساء دوس يركبن الدواب من
البلدان إلى الصنم المذكور، فهو المراد باضطراب ألياتهن.)

قلت: وقد ذكر الركوب بهذا الأسلوب (أليات) مقرونا بذكر الصنم وهو (ذي الخلصة) يدل على الذم!!

البرهان الثالث: قصة الإفك المشهورة في
الصحيحين وفيه: (.. بَعْدَمَا نَزَلَ الْحِجَابُ فَكُنْت إِذَا رَحَّلُوا
بَعِيرِي جَلَسْت فِي هَوْدَجِي ثُمَّ يَأْخُذُونَ بِأَسْفَلِ الْهَوْدَج
فَيَضَعُونَهُ عَلَى ظَهْر الْبَعِير).

قال ابن حجر في فتحه (8 / 458): (قالته كالتوطئة للسبب في كونها كانت
مستترة في الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها
فيه بخلاف ما كان قبل الحجاب فلعل النساء حينئذ كن يركبن ظهور الرواحل
بغير هوادج أو يركبن مستترات فما كان يقع لها الذي يقع بل كان يعرف الذي
كان يخدم بعيرها إن كانت ركبت أم لا قوله "فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه"
في رواية بن إسحاق فكنت إذا رحلوا بعيري جلست في هودجي ثم يأخذون بأسفل
الهودج فيضعونه على ظهر البعير والهودج بفتح الهاء والدال بينهما واو
ساكنة وآخره جيم محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه يوضع عن ظهر البعير يركب
عليه النساء ليكون أستر لهن).

البرهان الرابع: روى الضياء المقدسي (1 /
70) بسنده: عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: سيكون في أمتي رجالٌ يركبون نساءهم على سروجٍ، كأشباه الرجال،
كاسياتٍ عارياتٍ، على رؤوسهن كأسنمة البخت، فالعنوهم فإنهن ملعوناتٌ لو
كانت وراءكم أمةٌ من الأمم خدمتهم، كما يخدمكم نساء الأمم قبلكم.) ورواه
الطبراني في المعجم الأوسط (5 / 195) والمعجم الكبير (20 / 31).

البرهان الخامس: أن عمر بن عبدالعزيز نهي
نساء أهل الذمة من ركوب الرحائل كما في مصنف عبد الرزاق (6 / 61) بسنده
وفيه: (وكتب أن يمنع نساءهم أن يركبن الرحائل) وقد يظن البعض أن المنع من
باب فرض الذلة على النصارى، وليس كذلك إذ لا خصوصية للنساء بذلك من دون
الرجال!!

البرهان السادس: ما ذكره العلماء من النهي
عن ركوب الخيل ونحوها ومن ذلك ما ذكره برهان الدين الحنفي في محيطه (5 /
259): (ولا تركب امرأة مسلمة على سرج بظاهره، نهى النساء عن الركوب على
السرج، وبه نقول وإنه خرج موافقاً لقوله عليه السلام: ((لعن الله الفروج
على السروج)) والمعنى في النهي من وجهين؛ أحدهما: أن هذا تشبه بالرجال،
وقد نهين عن ذلك، الثاني: أن فيه إعلان الفتن وإظهارها للرجال، وقد أمرن
بالستر..) اهـ وانظر: السير الكبير (1 / 137) و البحر الرائق (8 / 215).

وإذا تقرر أنه لم يثبت قيادة الصحابيات للإبل والخيول والبغال والحمير!! يبقى سؤال واحد وهو هل قياس السيارة على الناقة والحصان قياس صحيح؟؟

فإن كان صحيحا كما يقول الليبراليون فهو حجة عليهم وليست لهم ؛ إذ الأصل
المقيس عليه وهو قيادة الصحابيات للناقة والحصان ثبت خلافه!!

وإن كان غير صحيح فلا يلزم أحدا بقول؛ إذ غايته إبطال القياس ولا يلزم منه إثبات ضده لمن لديه أدنى فقه في الشريعة!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ربي يسعدك ويخليك
يعطيك العافية
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
بحفظ الله ورعايته
اخوكم انور ابو البصل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.