اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
سفير الحب

ماذا فعلتم بى

Recommended Posts






تجلس في مكان غريب
, فيه من الروائح السيئة الغريبة ما لم تتخيله من قبل , فيه من الاشكال ما لم تتخيل ان تراه .
تجلس و في عينيها حسرة ما بعدها حسرة .
ياليتها سمعت النصيحة و عدلت عما كانت تفعله .

تسرح بطلة قصتنا في بداية حياتها و كيف انها كانت في
ظاهرها رائعة و لم تتوقع ان يؤول بها الحال الي ما اصبحت فيه الآن .

كانت طفلة في منتهي البراءة ,
جميلة تحب والدها و والدتها كثيرا , تشتاق لرؤيتهما عندما
يكونان في العمل أو يغيبان عنها و لو قليلا . لكن تأتي
الرياح بما لا تشتهي السفن و انفصل والداها و أصبحت بطلتنا تقي مشتت فكرها مضطربة
مشاعرها و صارت ضحية من ضحايا انفصال الاهل الغير عاقل و ادي ذلك لتغيير حياتها
جذريا .

تقي طفلة جميلة ,
ذات العينان الزرقاوان و الشعر الاسود الناعم المنسدل علي كتفيها , أعطاها الله براءة تراها في طلتها العطرة و نظراتها الجميلة
, تبلغ من العمر عشر سنوات .
تعيش مع والدها و والدتها في بيت جميل , منظم , مرتب ,
في دفء و حنان الاسرة الذي لا يعوض , متفوقة في دراستها و
كان والداها يساعدانها علي ذلك .

عادت بطلتنا ذات
يوم من المدرسة معها شهادتها فرحة بها , فهي الاولي في
امتحانات نهاية العام و قد كانت ذهبت مع الخادمة لتحضرها ,,, لكنها عندما دخلت البيت , احست بشيء
مريب يشوب جو المنزل الذي طالما كان هادئا آمنا , صعدت
لغرفة والديها في الدور العلوي تريد ان تبشرهم و تبلغهم فرحتها العارمة بنتيجتها
,,, لكن تصادمت هذه الاماني و الفرحة مع ما سمعته امام باب
غرفة والديها .

سمعت تقي من امام الغرفة صراخا من
والدتها و تهديد و وعيد من والدها , خافت من الدخول
لغرفتهما التي طالما شعرت فيها بالدفء و الحنان و الامان و الاحتواء و ظلت امام
الباب تستمع لما يحدث في ذهول الي ان سمعت والدتها تقول لوالدها انها لم تعد تريد
ان تعيش معه و أخبرها الوالد أن هذا هو شعوره هو الأخر .
فقال لها الكلمة التي ظلت في مسامعها ليوم مماتها "انت طالق" .

صدمت تقي و شرعت تصرخ
و تبكي من هول ما سمعت , خرج الوالدان مذهولان لم يعرفا ان
ابنتهما سمعت
لكن والدتها قال لها "لا تحزني يا حبيبتي
, بالتأكيد ستكونين سعيدة و دوما بخير"

لم يسألها احد منهم ماذا فعلت في الاختبارات -و لم
تخبرهم هي بدورها عن نتيجتها فقد ضاعت فرحتها بطلاق والديها- و لا مع من تريد العيش
بعد انفصالهما . قرروا بأنفسهم أنها ستعيش اسبوعا مع والدها
و الأخر مع والدتها .

علمت تقي فيما بعد ما كان وراء
ابواب الغرف المغلقة و هو العنف الذي يعامل به والدها والدتها
,,, فقد كان يضرب والدتها دوما بلا سبب و لم تتحمل تلك الثانية
هذه الحياة فقررت الانفصال في ذلك اليوم .



شعرت تقي لأول مرة في
حياتها بالضياع و التشتت و الانهيار , فشلت في دراستها و لم
يهتم احد ,
صادقت اصحاب السوء و لم يعترض احد .
كان في بعض الاحيان يصل الأمر لأن يأتي شباب لها في البيت
-سواء كان بيت والدها او والدتها-
و يٌستقبلون بكل ترحاب !!

ساعد هذا الجو الفاسد الفتاة المسكينة التي ليس لها اي
يد فيما حدث لها ان تكبر و تنموعلي الفساد .
واصبحت
دائما تشعر بالفراغ العاطفي
فسعت لملأ هذا الفراغ بالافعال الخاطئة
و لم
يردعها او يصدها او حتي يحاول ان ينصحها احد .



ذهبت ذات يوم مع بعض
الاصدقاء لأحد محال البقالة و وضعت اشياء في السلة
لكنها و اصدقاؤها قرروا ان
يمزحوا كعادتهم دون مسئولية .
و كانت مزحتهم في ذلك
اليوم الا يدفعوا ثمن الاشياء التي اخذوها من المحل
و ان يخفوها في ملابسهم او
جيوبهم ,
و قد فعلوا ذلك بالفعل و علم الرجل صاحب المكان
لما لاحظ من تصرفاتهم المريبة ,
فأخذ يصيح فيهم كيف
تفعلون ذلك انت لا زلتم شبابا في مقتبل العمر
الا تخافون من ربكم؟؟!!

كان ردهم عليه في سخرية لم يخبرنا احد هذا من قبل و
القوا له الاشياء و هم يضحكون ثم ذهبوا مستمتعين بفعلتهم الحقيرة .

فنجت الفتاة و اصحابها من عاقبة السرقة هذه المرة .

لكن الامر اعجبها فبالنسبة لها هي لعبة جميلة لأنها لا
تحتاج ابدا لهذه الاموال او المتعلقات ف ((بابي و مامي)) يعطون لها ما تحتاجه من المال و يزيد !!
لذا استمرت تقي في سرقتها لبعض الاماكن التي تذهب لها مثلا
المحل السابق حتي وصل الامر بها الي سرقة متعلقات الناس الشخصية و اصبحت هذه هي
متعتها .

في يوم من الايام كانت تقي تقود سيارتها
ذاهبة لصديقها ليفطروا معا في مطعم ما لكنها في اثناء سيرها
رأت حقيبة يد لسيدة
في الشارع اعجبتها جدا فقررت ان تقود مسرعة و تخطفها من يدها و تهرب بها .

اخذت تقي الحقيبة بالفعل و لكن ما لم تعرفه ان الشرطة
تراقبها منذ فترة لكثرة البلاغات التي قدمت ضدها و تنصب لها الفخاخ و كان هذا واحد
منهم .
لذلك لم تحرك السيدة ساكنا عندما اخذت منها تقي
الحقيبة..... فهي الشرطية المسؤولة عن الايقاع بها .

فرحت تقي بسرعة بديهتها و حسن تصرفها و كانت في قمة
السعادة و قضت يوما لطيفا مع صديقها .
لكن عندما عادت
الي البيت و قعت الواقعة و قبضت الشرطة عليها متلبسة بتهمة السرقة فقد كانت جميع
اوراق السيدة التي سرقت منها الحقيبة ((الشرطية)) لا تزال فيها .

هنا لم تتمالك
تقي نفسها و هي تبكي بحرقة شديدة فالمكان الذي تجلس فيه الآن و تتذكر منه ما مر بها
هو ((السجن)) .

للأسف
لم يستمر شعور الندم لدي تقي غير في اول ايام سجنها و
عندما خرجت زادت كل عيوبها و سيئاتها و تصرفاتها البذيئة و ما زادها سوءا كان عدم
اهتمام احد بها و هي في السجن , فلم يسأل عنها احد من اصدقائها و ابواها سألا عنها
مرة واحدة طول فترة سجنها ((فقد اصبح لديهم اولويات
اهم)) !!

لذا خرجت تقي من السجن تعيث ف الارض فسادا
تسرق و تفعل من الاشياء المشينة ما لا يخطر علي بال , فلم
يعد لها اصدقاء و لا اهل .
لذا لم تشعر بأن فعلها
سيضرها او يضر احد تهتم له و تحبه , فحياتها بالنسبة لها
مجرد عذاب تحاول ان تتخلص من احساسه المؤلم الذي يقتلها كل ليلها بملء يومها
بالافعال ايا كانت و كيفما كانت .

قبض علي تقي في
قضية اداب و حُكم عليها بالسجن المؤبد بسبب رصيدها الزائد من السوابق , فماتت هناك وحيدة بلا اصحاب و لا الاهل الذين تخلوا عنها و لم
يعرفوا حتي بخبر موتها الي ان بٌعث لهم من قبل المسئولين ليدفنوا تلك الفتاة
المسكينة لكنهم لم يردوا و لم يكن لهم اي تصرف ازاء هذا الخبر و كأن هذه الفتاة لا
تخصهم بشيء ..!!



انتهت حياة الفتاة المسكينة بتلك الموتة
المأساوية
... فكانت ضحية اهمال اهلها و تفككهم


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.