اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  1421 اعضاء

حفظ
نادي فتيات باور
Guest ????

مقتطفات من " واقعنا المعاصر " ..

Recommended Posts

Guest ????

ينبغي أن نتحدث عن انحراف حدث في المجتمع العباسي ، وظل باقياً إلي انتهاء الخلافة العباسية ، بل إنه ظل يتغلل في الدولة الجديدة منذ مولدها ، وكانت له آثاره الخطيرة في الأمة الإسلامية حتي انهارت تلك الأمة ذاتها في العصر الأخير .

ذلك هو الصوفية ...

نشأت الصوفية رد فعل للترف الذي غشي المجتمع العباسي .. فإن " المتطهريين " من ذلك المجتمع الذين هالهم الفساد الذي يسري في المجتمع من ترف ومجون ، والانصراف عن ذكر الله ، أردوا ان ينجوا بأنفسهم ، فجمعوا اطراف ثيابهم وتسللوا من هذا المجتمع الفاسد ، ليعيشوا حياة نقية طاهرة .... مع الله .

وبصرف النظر عما دخل في الصوفية من أفكار _ ودفعات _ يهودية ونصرانية وهندوكية ومجوسية ... فما بنا ان ننكر ان دافعها الأصلي هو اعتزال الفساد الساري في المجتمع ، والخلوص إلي حيث الطهارة والنقاء .

ولكن الصوفيه ذاتها نزعة منحرفة عن المنهج الإسلامي الصحيح .

فلئن كان فيها النزوع غلي تزكية الروح – وهو من الإسلام – ونزوع إلي الترفع عن متاع الأرض – وهو من الإسلام - ونزوع إلي ذكر الآخرة - وهو من الإسلام - فإن فيها سلبية واعتزالية ليست من الإسلام ، وإهمالاً للحياة الدنيا ليس من الإسلام.

إن الصوفية في حقيقتها عملية "هروب" من مواجهة الواقع ومجالدته .. هروب إلي " عالم خاص " من صنع الوجدان ، ينعم فيه الإنسان " بمشاعر " القرب من الله – وهْماً أو حقاً – فيقعد عن " العمل " اكتفاء بتلك المشاعر التي تختصر له الطريق .!

إن "الأعمال" وسيلة للقرب من الله .. ولكن ماحاجة " الواصل " إلي الوسيلة وقد وصل بالفعل !؟

كذلك يقعد الصوفية عن العمل والكدح في واقع الحياة الدنيا ، كما يقعدون عن مجالدة الواقع المنحرف لرده إلي سواء السبيل ، ويكتفون بتلك المشاعر التي تخيل إليهم أنهم قريبون من الله ، واصلون إليه ، عائشون في حضرته ، سابحون في نوره ، ... فلا يبتغون وراء ذلك شيئاً لأنه ليس وراء ذلك شئ !!

إنها مشاعر بالفعل يمكن ان تستغرق حس الإنسان فيغرق فيها ولا يفيق .

ثم إن التدريب الروحي يفتح لإنسان عالماً من الأعاجيب ... فكما ان التدريب الجسدي يعطي الإنسان قوة وقدرة ، واستمتاعاً بتلك القوة والقدرة ، وكما أن التدريب العقلي ينشط الذهب ويكسبه قدرة علي الاستعياب والفهم ، واستمتاعاً بتلك القدرة كذلك ، فكذلك التدريب الروحي يعطي الإنسان شفافية وإشراقاً ، وانسياحاً وراء السدود والحواجز الحسية إلي عالم فسيح لاتحده حدود ، واستمتاعاً بذلك كله يغري بالمزيد !

ولكن الإسلام لا يقبل تلك " الغيبوبة " !!

لقد جاء الإسلام "لمهمة" معينة في الأرض .


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }
وقيام الناس بالقسط لا يتأتي بمجرد الرغبة في ذلك ولا بمجرد التمني ، كما أنه لايتم شئ في حياة إنسان كلها بمجرد الرغبة والتمني ، إنما لابد من بذل الجهد لتحقيق الرغبة ، وتحويل الأمنية غلي واقع محسوس .


{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }

و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- الذي هو خلاصة حركة الدين في واقع الأرض – جهد محسوس يبذل في واقع الحياة ، وموقف إيجابي من كل شئؤن الحياة.

وهنا مفرق الطريق بين الصوفية والإسلام !!

الصوفية انعزال سلبي ، والإسلام مواجهه إيجابية .

في الإسلام دعوة صريحة إلي الترفع عن متاع الأرض :


{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
وفي الصوفية كذلك دعوة للترفع عن متاع الأرض والاكتفاء منه بأقل القليل .

ولكن فيما تنفق الطاقة الهائلة المجتمعة في النفس من ممارسة هذا الترفع عن متاع الأرض ؟

في الإسلام تنفق الطاقة في تحقيق " القيم العليا " في دنيا الواقع ، وفي الصوفية تنفق في تحقيق تلك القيم في سبحات الروح وإشراقات الوجدان !

إحدهما تصلح الواقع بالفعل ، تصلح الفرد والمجتمع ، وترفعهما من الواقع الأدني المتمثل في المجال الحسي الغليظ ، إلي الواقع الأعلي الذي تنطلق فيه كل طاقات الإنسان : جسده وعقله وروحه ، للقيام بمهمة الخلافة ، وعمارة الأرض بمقتضي المنهج الرباني ، التي هي حقيقة " العبادة " بمعناها الواسع الشامل ، والتي يتحقق بتحقيقها الكيان الأعلي لدي الإنسان .

والأخري تترك الواقع بكل مافيه من سوء ، لا تتعرض لإصلاحه ، وتنعزل عنه في محاولة لإصلاح الذات ، محاولة قد تنجح في جانب من الجوانب – هو الجانب الروحي – ولكنها تفقد الإنسان توازنه الذي خلقه الله عليه وخلقه له ، وتفقده واقعيته وإيجابيته ، فضلاً عن صرفه عن القيام بالتكاليف التي فرضها الله " ليقوم الناس بالقسط " وليخرج الناس من الظلمات إلي النور .

أرأيت لو أن طاقة كامنة يمكن استثمار بها قطعة واسعة من الأرض ، تنزع منها حشائشها الضارة ، وتحرثها وتسقيها ، وتستنبت فيها البقول والأشجار ، والورود والأزهار ، ليعيش من حصيلتها مجموعة من الناس ويستمتعوا من طيباتها ، أنفقت في حرث ركن منعزل من الأرض ، وترك سائرها لتنتشر فيه الحشائش والحشرات ويأوي إليه شذاذ الآفاق ..

أي تبديد للطاقة .. و أي صرف للجهد عن الإصلاح ؟!

ذلك مثل الصوفية في تبديد الطاقة البشرية إن ظنت أنها تجمعها وتركزها !

وذلك مثلها في صرف الجهد عن إصلاح الحياة البشرية وإن ظنت انها تقوم بالإصلاح !!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
Guest ????
ههههه لا عليك واجب و شكرا لك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اللهم صلي وسلم على نبينا محمد صلي الله عليه وسلم

مشكورة اختي بالله موضوع قمه في الرووعه +الافادة الجميل

جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

الله يعطيكي العافيه ع الطرح المبدعه والمفيد والمتالق ابدعتي في موضوعك


ومااجمل االتفاعل الموضيع الجميله في القسم الاسلامي

تحياتي

اختك باللهInuyasha

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.