اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
Hamdy Tawfik-manar9

رحلة مع اشعار بدر شاكر السياب

Recommended Posts

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في البداية نستعرض السيرة الذاتية للشاعر الكبير بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب (1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية "جيكور" ج
نوب شرق البصرة في أسرة ريفية محافظة تتجر بالنخيل. درس الابتدائية في القرية
المجاورة لجيكور والثانوية في "البصرة" ، ثم انتقل الى بغداد
فدخل جامعتها "دار المعلمين العالية" والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الانكليزية فاطلع على آدابها

من دواوينه

"أزهار ذابلة"، و "أساطير" و "حفار القبور"
و "المومس العمياء" و "الأسلحة والأطفال"و"أنشودة المطر"
و "المعبد الغريق" و "منزل الأقنان" و "شناشيل ابنة الجلبي"
ثم نشر ديوا "اقبال" وله قصيدة "بين الروح والجسد" في ألف بيت تقريباً ضاع معظمها.

وقد جمعت دار العودة "ديوان بدر شاكر السياب" وقدم له ناجي علوش.
وله من الكتب "مختارات من الشعر العالمي الحديث"، و "مختارات من الأدب البصري الحديث".

ماذا يقول السياب عن :

تعريف الشعر:
ربما كان الشاعر أعجز الناس عن تعريف الشعر، ونستطيع أن نقول انه لغة
يغلب فيها المجاز، وهو يعبر عن العواطف ثم عن الأفكار ، وأن يكون موزوناُ.
وأنا ضد الشعرالذي بدون وزن.



المرأة :
فقدتُ أمي وما زلت طفلاً صغيراً، فنشأت محروماً من عطف المرأة وحنانها.
وكانت حياتي، وما تزال كلها، بحثاً عمن تسد هذا الفراغ، وكان عمري انتظاراً
للمرأة المنشودة، وكان حلمي في الحياة أن يكون لي بيت أجد فيه الراحة والطمأنينة.


الشعر والدين:
إذا تذكرنا أن الدين والشعر نشئا توأمين، وأن الدين كان، وما يزال، وسيلة
يستعين بها الإنسان لتفسير ظواهر الطبيعة وقواها الغامضة ولاسترضاء هذه
القوى المجهولة من جهة، ثم لتنظيم العلاقات بين البشر من جهة أخرى، أدركنا
أن تفسير الحياة وتنظيمها أو تحسينها بالأحرى، ظلاّ ، طوال أجيال عديدة
من أهم أغراض الشعر وأهدافه.


الجواهري :
الجواهري أستاذ هذا الجيل الطالع من الشعراء العراقيين، والحق أني والكثيرين
من الشعراء الشباب الآخرين مدينون له بالشيء الكثير، وهو قمة من قمم الشعر
العربي في كل عصوره، وأعظم شاعر ختم به النهج التقليدي للشعر العربي.


نزار قباني:
إن شعر نزار أشبه بالشوكولاته تحسه ما دام في فمك، إلا أن طعمه يزول
عندما تنتهي من وضعه. وأنا شخصياً لا أشجع انتشار هذا النوع من الشعر،
وإن كان شعر نزار لوناً يحتاج الشعر العربي إليه، إن نزار وحده كافٍ .
فحاجة المرء إلى الشوكولاته ليست كحاجته إلى الماء والخبز وشعر نزار شوكولاته.

المرض:
أعتقد أن المرض كسواه من الحوادث تجربة عميقة، خاصةً إذا كان مرضاً
كمرضي أستمر مدة سنوات ثلاث وعانيت خلاله تجارب مريرة، اضطررت
إلى استجداء الطغاة وإلى التفكير بلقمة الخبز وقرص الدواء لليوم الثاني،

وعانيت فيه أشياء مريرة كثيرة، طبعا خلفت كل هذه الأشياء أثرها في شعري،
وهناك ديوان من دواويني كان بأكمله تقريباً عن تجربة المرض
وهو ديوان (منزل الأقنان).(من مقابلة مع السياب بصوته 1964)



شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
واليكم اشهر و اروع قصائدة

انشـــــودة المطر

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛

فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .

كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :

بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "

لا بدَّ أن تعودْ

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ

في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ

تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛

كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك

ويلعن المياه والقَدَر

وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

مطر ..

مطر ..


أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟

بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،

كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

أَصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "

فيرجعُ الصّدى

كأنّه النشيجْ :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى .. "

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،

حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ

لم تترك الرياح من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،

عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :

" مطر ...

مطر ...

مطر ...

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجراد

وتطحن الشّوان والحجر

رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ

ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...

مطر ...

مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطل المطر ،

وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ

ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .

مطر ...

مطر ...

مطر ...

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجع الصدى

كأنَّه النشيج :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى . "

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،

على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار

وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لجَّة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ

من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .

وأسمع الصدى

يرنّ في الخليج

" مطر ..

مطر ..

مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "

ويهطل المطرْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


لن نقترق !


هبت تغمغم : سوف نفترق روح على شفتيك تحترق
صوت كأن ضرام صاعقة ينداح فيه ... وقلبي الأفق
ضاق الفضاء وغام في بصري ضوء النجوم وحطم الألق
فعلى جفوني الشاحبات وفي دمعي شظايا منه أو مزق
فيم الفراق ؟ أليس يجمعنا حب نظل عليه نعتنق ؟
حب ترقرق في الوعود سنا منه ورف على الخطى عبق

*
أختاه، صمتك ملؤه الريب ؟ فيما الفراق ؟ أما له سبب ؟
الحزن في عينيك مرتجف واليأس في شفتيك يضطرب
ويداك باردتان : مثل غدي وعلى جبينك خاطر شجب
ما زال سرك لا تجنحه آه مؤججة : ولا يثب
حتى ضجرت به وأسأمه طول الثواء وآده التعب
إني أخاف عليك واختلجت شفة إلى القبلات تلتهب

*
ثم إنثنيت مهيضة الجلد تتنهدين وتعصرين يدي
وترددين وأنت ذاهلة إني أخاف عليك حزن غد
فتكاد نتتثرالنجوم أسى في جوهن كذائب البرد
لا تتركي لا تتركي لغدي تعكير يومي ما يكون غدي
وإذا ابتسمت اليوم من فرح فلتعبسن ملامح الأبد
ما كان عمري قبل موعدنا إلا السنين تدب في جسد

*
أختاه لذّ على الهوى ألمي فاستمتعي بهواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقا تلقفني نار من الأوهام كالظلم
سوداء لا نور يضيء بها كرقاد حمى دونما حلم
هاتي لهيبك إن فيه سناً يهدي خطاي ولو إلى العدم
هي ومضة ألقى الوجود بها جذلان يرقص عاري القدم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


أذكريني

قبس من نور قلبي مشرق في ناظريك فهما مهد الهوى إن الهوى غاف لديك
و هما نبع المنى إن المنى في مقلتيك كل ما يغري و يصبي هاتف في نظرتيك
فاذكريني و اذكري قلبا بكى بين يديك شعلة من دم حبي كمنت في شفتيك
فاجعليني لفظة بينهما تحنو عليك و لنعانق ذكريات الحب دوما أصغريك
كم نهلنا من أقداحه في وجنتيك وصدى القبلة تخفيه جنان ذات أيك
قد محا أيامنا الدهر فهل تبقى لديك آه لو كنت بقربي إنني أصبو إليك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
حب وشاعر

سالتني ذات يوم عابره عن غرامي وفتاتي الساحره
لم تكن تعلم أني شاعر ملهم أهوى فتون الطاهره
وحبيب لست أهوى عاتبا أنما أهوى العيون الآسره
وقواما أهيفا جلفني ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم أكن أنكره أترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة في شروق والأماني زاهره
ليتها تدرك أني ها هنا شاعر لابد لي من شاعره
قلت يا أختاه لا لا تسالي أنا ذاك الصب أهوى نادره

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
لا تزيديه لوعة

لا تزيديه لوعة فهو يلقاك لينسى لديك بعض اكتئابه
قربي مقلتيك من وجهه الذاوي تري في الشحوب سر انتحابه
و انظري في غصونه صرخة اليأس أشباح غابر من شبابه :
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه و حلم يموت في أهدابه

**
و اسمعيه إذا اشتكى ساعة البين و خاف الرحيل- يقوم اللقاء
و احجبي ناظريه, في صدرك المعطار وعن ذاك الرصيف المضاء
عن شراع يراه في الوهم ينساب وموج يحسه في المساء :
الوداع الحزين!! شذى ذراعيك عليه على الأسى والشقاء

**
حدثي حديثه عن ذلك الكوخ وراء النخيل بين الروابي
حلم أيامه الطوال الكئيبات فلا تحرميه حلم الشباب
أوهميه بأنه سوف يلقاك على النهر تحت ستر الضباب
وأضيئي الشموع في ذلك الكوخ وإن كان كله من سراب

**
كلما ضج شاكيا في ذراعيك انتهاء الهوى صرخت انتهارا
فارتمي أين يرتمي صدره الجـ ـاش حزناً وحيرة وانتظارا ؟
اغضبي وادفعيه عن صدرك القاسي وأرخي على هواه الستارا
أوصدي الباب خلفه.. واتركيه مثلما كان.. للدجى والصحارى !



شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


والأمس شعرها شعري

مرت فلامس شعرها شعري فاذا الهوى بجوانحي يسري
مرت ولم أرها سوى نبأ عذب البشائر ذاع في صدري
القلب يعرفها بمشيتها بالظل بالأنفاس بالعطر
يا ليت شعرينا اذ اعتنقا عقدا فما انفرطا مدى الدهر
بل ليت مسرعة الخطى وقفت ووقفت حتى ساعة الحشر
أشكو الغرام لها فتبسم لي وتلين ان أسمعتها شعري
أدعوك واسمك لست أعرفه دعوات حر ضاق بالأسر
آنست منك تطلعا ملكت نظراته الجماح من فكري
أفغن هوى ما كان من تظرء أم كان لهوا عاجل المر
بوحي بسرك لا بل اتئدي أخشى الأسى ان بحت بالسر
فدعي الفؤاد يعيش مغتبطا جذلان ما بين الرؤى الزهر
يا ليتني وقد ابتعدت مدى قبلت ما لامست من شعري
بل ليت ما لامست منه غدا حمراء مشرقة من الزهر
تكسين شعرك من مفاتنها ثوبا من الألاء والنشر




شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


العش المهجور

بمنحى من مراقبة العيون و منأى عن متابعة الظنون
و في ظل النخيل حطام عش تلفع بالأزاهر و الغصون
ترحل طائراه فبارت خلوا عميق الحزن متصل السكون
يكاد نسيجه عشبا وزهرا يبوح بما يسر من الأنين
يحن إلى الجداول و الروابي و ضاكة السهول و الحزون
لقد ذهب الذي سلاه عنها فعاد إلى التشوق و الحنين
كأن العش حين خلا و أقوى و متا به صدى النغم الحنون
غدير جف غاربه و ماتت أغاني موجه المرح المعين
كأن قشاشة أوتار عود مكفنة بها جثث اللحون
و أبدل من ظعين قد تولى بما لم يسله حب الظعين
إذا متع النهار أوت إليه ظلال النخل ناعسة الجفون
و يطرقه شعاع النجم و هنا و ضوء البدر حينا بعد حين
طروق الذكريات فؤاد صب كثير الشجو منقطع الوتين
تمر به النسائم هامسات فتنشر فيه عطر الياسمين
و توقظ في جوانبه الأغاني عذاب الجرس فاتنة الرنين
و كم غمرته أنفاس الخزامى قد امتزجت بدمع ندي هتون
و ربة وحشة تأوي إليه إذا أوت الطيور إلى الوكون
ليشبهني مثل حالي و شأن في الغرام حكى شؤون
فقلبي لا يزال قرين شجو متى هفت القلوب إلى قرين
إذا الأحلام زرن عيون غيري تزور العبرة الحرى عيوني
يكاد العش إن هتفت صدوح يبادلها غناء شج حزين
و ليل نام سامره اكتئابا أثار له الخفي من الشجون
و أذكره ليالي ذاهبات فغص من الكآبة بالدجون


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


الهديه

يقول المحبون ان الهدايا طعام الهوى ذاك ما أسمع
واني لأهواك حتى لأقسو بحبي وتدمي به الأضلع
وأهواك حتى اللقاء اشتياق وحتى يضيق المدى الأوسع
فماذا سأهديك يوم اللقاء وماذا سأهديك يوم النوى
أيرضيك ما يشتريه انحداري الى حيث يأبى علي الهوى
فما المال الا دماء تباع كعرض البغايا لدرء الطوى
سأصحو مع الفجر قبل الطيور ولمسة كفيك في خاطري
ألم الندى حقول الربيع وأشدو مع القبر الطائر
وأجمع من زهرها باقة لعينك يا زهرة الشاعر
وهيهات هيهات ان الرياح يذرين أزهاري الذابله
ويبقين في مقلتيك انكسارا كمن يتبع الأنجم الآفله
سأهديك أغنية كنسيم المدينة يستقبل القافله
وماذا أغنيك والحشرجات وعصف اللظى كل ما اسمع
كأن البرايا دم في عروقي تصدى له الخنجر المشرع
فيا قبضة من رماد الحريق على سلم دكه المدفع
سأهديك من ساعدي الحياه ومن قلبي الضحكة الصافية
سأهديك ما في عبوس السحاب من النور للدوحة العاريه
سأهديك أن لا تكوني رمادا على مدرج الزعزع العاتيه
سأهيد دنيا يرين السلام عليها كحشد من الأنجم
تنامين فيها وتستيقظين بلا ريبة في الغد المبهم
ولا خوف من أن يعز الرغيف وأن تستباحي وأن تهرمي




شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
من أغاني الربيع

حلم بآفاق السرور رسمته أجنحة الطيور
و بشائر فوق الربى بين الخمائل في الصدور
و نسائم رقصت على زهر الجنائن و الغدير
و فراشة قد روحت عن زهرة الحقل النضير
تعلو و تهبط في الرياض كأنها نغم الحبور
الفجر يبني للندى و كنا جميلا في الزهور
فلنبن من قبلاتنا للحب عشا في الثغور

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


عبيــر

عطرت أحلامي بهذا الشذى من شعرك المسترسل الأسود
الجو من حولي ربيع حبا من خدره النائي إلى الموعد
هذا عبير الحب فجرته يبحث عن مجرى له في غد
نبع أثيري الخطى, حالم بالظلة الخضراء و المسند
و العاشق السكران يحصي على ثغرك ما في الليل من فرقد
أوقدت مصباح الهوى بعدما خبا و لولا أنت لم يوقد
هبت عليه الريح مجنونة محلولة الشعر, خضيب اليد
الزيت من هذا الشذى و اللظى من قبلة في الغيب لم تولد
تطفو على العطر خيالاً فلا ترسب الا في الفؤاد الصدي


أهم أن أهتف : أنت التي مثلتها في أمسي الأبعد
و أنت من تحلم روحي بها على ضفاف الزمن المزبد
تسائل الموج و تومي إلى كل شراع علها تهتدي
أهم أن أهتف لولا خطى عابرة في الخاطر المجهد
أطياف حسناواتي استيقظت هاتفة : يا ذكريات اشهدي ؟
ما نال منا غير أسمائنا تسخر من آماله الشرد
مكتوبة بالنار, في شعره كالصورة الخرساء في معبد


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


يا ليل

ليت الليالي تنسي قلبي الألما و النجم ينبئها عني بما علما
لعينيك يا ليل سر لا تبوح به أغمضت عنه عيون الناس فانكتما
إلا عيوني ما أغمضت ساهدها فبتن يرقبن منك النوء و الظلما
قد اتقيت أذاها فاستثرت لها دمعا لهت فيه عما فيك منسجما
صحبت فيك سرى الأحلام مفزعها و عذبها فطويت الغور و الأكما
فما التقتيت بمن أهوى أتحسبها يقظى لديك فما أهدتها حلما
و هل نعمت من الدنيا برؤيتها أما احترقت فأفزعت النجوم أما
ألم تخنك الدراري مذ شغفن بها و كيف وارين غرب الدمع حين هما
ترى هل الأرض مأواها و موطنها أم السماء نمتها فهي بنت سما
من السنا و الندى و الزهر منزلها على الثرى من ندي الغيم قد رسما
إن الأهلية شيء من أرائكها و الفجر مرآتها ما رف مبتسما
و ساءلتك و غرب الدمع سامرها عني فألفتك قد أوليتها صمما
فردت الطرف نحو الغيم حائرة فارتد بارقة يجلو لها الظلما
وهزت الأفق السهران باحثة عني وبت أهز القلب مضطرما
فما نجومك و هي النيرات سوى آثار أقدامها تروي لك الألما
و ما أغانيك و هي الخالدات سوى أشتات قلبي تروي حبه نغما
أما سئمت من الآهات نرسلها نارا و قلبك من قلبي أما سئما
ضم الفؤادين لم تبق النوى بهما ما يستطيع حياة إن هما انصرما




شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خيالك

لظلك لو يعلم الجدول على العذب من مائه منزل
يمر به القلب مر الغريب و يهفو له الحب و المأمل
بأفيائه تحلم الذكريات و يشدو الخيال و يسترسل
وقفت حزينا لدى الضفتين و حولي زهور المنى تذبل
وقد رف ظلك فوق المياه وجالت بأعطافه الشمأل
ففي الموج مما رأى هزة يحار لها الشاطيء الممحل
و سرحت عيني في مقلتين يسدد سهميها الجدول
غرام فهل تنكرين الغرام وحب و هل منه لي موئل
تمنيت لو كنت ريحا تمر على ظل و لهى فلا تعذل
و يستأسر الموج إغراؤها و ترديدها النائح المرسل
فتمضي و يمضي به للسماء غماما بأرجائها يرفل
فأخلو بظلك بين النجوم وقد جال فيها الدجى المسبل
ففي كل تقبيلة نجمه تغور أو كوكب يذهل
خيالك من أهلي الأقربين أبر و إن كان لا يعقل
أبي منه قد جردتني النساء و أمي طواها الردى طواها الردى المعجل
و ما لي من الدهر إلا رضاك فرحماك فالدهر لا يعدل


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
على الرابية

وحيدا هناك على الرابية جلست أبث الدجى ما بيه
أعدد أيامي الذاهبات فأبكي لأيامي الباقية
و جددت الحزن لي دمعة محيرة بين أهدابية
عرفت بها قصتي في الحياة و تضليل روحي و آمالية
لها بين عيني و بين الثرى مسيل على زجنة ذاوية
فلي مثلها سفرة في غد و لي مثلها قصة دامية
شكوت إلى الليل جور الح اة فارتد يشكو أذاها ليه
فقال و إني أسير و تلك النجوم المضيئات أغلاليه
فقلت و روحي بذل الأسار رمتها قوى الجسد العاتية
فما خفقات فؤادي سوى رنين سلاسلها القاسية
شكوت إلى الليل جور الغرام فأرسل آهاته الباكية
فقال و أني أحب النهار و يعشق أطرافي الساجيه
كلانا يفتش عن إلفه و كل تفرق في ناحية
فقلت و في القلب من حبه نواظر تحلم بالراعية
قسيمي بما أشتكيه الدجى فهيهات أن أشتكى ثانية
و مرت على و جنتي الصبا مكفكفة أدمعي الجارية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ديوان شعر



ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل
أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته و الحب و الأمل
و ستلتقي أنفاسهن بها و تحوم في جنباته القبل
ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل


لما يحين النّوح و الشكوى كل تقول من التي يهوى ؟
و سترتمي نظراتهنّ على الصـ ـفحات بين سطوره نشوى
و لسوف ترتج النهود أسى و يثيرها ما فيه من بلوى
ولربّما قرأته فاتنتي فمضت تقول : من التي يهوى ؟


سيرين مالاقيت في حبي فيصحن : ياللعاشق الصبّ
ولقد تسيل دموعهن على جنباته ، موصولة السكب
ياليت قلبي من قصائده لترى الحسان الغيد ماقلبي
سيرين مالاقيت في حبي فيصحن ، ياللعاشق الصبّ


ديوان شعري رب عذراء أذكرتها بحبيبها النائي
فتحسست شفة مقبّلة و شتيت أنفاس و أصداء
فطوتك فوق نهودها بيد و استرسلت في شبه إغفاء
ديوان شعري ربّ عذراء أذكرتها بحبيبها النائي


يا ليتني أصبحت ديواني أختال من صدر إلى ثان
قد بت من حسد أقول له : يا ليت من تهواك تهواني
ألك الكؤوس و لي ثمالتها و لك الخلود و إنّني فان؟
يا ليتني أصبحت ديواني أختال من صدر إلى ثاني


كم غادة شاهدت مخدعها ومضيت تسهر ليلها معها
قد هزها شوق لمعتسف أمس هواه يسيل أدمعها
فمضت تذيع إليك قصتها وتبثّ هما فلّ أضلعها
كم غادة شاهدت مخدعها ومضيت تسهر ليلها معها !


ستعيش بين النور والعطر وتفرّ من صدر إلى صدر
فترى الثغور تعيد هامسة مافيك من فتن ومن سحر
والنهد يرمي الظل فيك على روض الخيال ومرقص الشعر
ستعيش بين النور والعطر وتفرّ من صدر إلى صدر


يسمعن فيك أغاني الريف مترنما بحسانه الهيف
الماء يشكو للحرار هوى والنخل في صمت وتعزيف
والليل والأنسام عاطرة والزورق الغافي المجاديف
تلقي مسامعها إلى الريف يشكو غرام حسانه الهيف


سأبيت في نوح و تسهيد و تبيت تحت وسائد الغيد
أو لست مني إنني نكد ما بال حظّك غير منكود ؟
زاحمت قلبي في محبته و خرجت منها غير معمود
أأبيت في نوح و تسهيد و تبيت تحت وسائد الغيد؟


ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل
أنفاسي الحرى تهيم على صفحاته ، والحب والأمل
وستلتقي أنفاسهن بها وتحوم في جنباته القبل
ديوان شعر ملؤه غزل بين العذارى بات ينتقل






شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تنهدات

سعف النخيل على الممر تهدل و أحجب بظلك ما يراه المجتلى
من كنت أحذر أن تحجب طيفها عن ناظري نزلت بأبعد منزل
سيان عندي اليوم قفر موحش و ظلال روض مستطاب المنهل
فسل النسائم أن تكف عن السرى ما للفؤاد بسيرها من مأمل
إن أقبلت بشذى الزهور و لم يكن عطر الحبيبة فيه فلتتحول
أبدا تذكرني المروج بمن نأت وربابة الراعي تهيج الشوق لي
في كل زاوية نظرت رأيت من آثارها ما خلفته لمقلتي
فإذا سهوت على ثغاء قطيعها يشكو أساه بلوعة و تذلل
قد ودعته فما شفاه وداعها من حرقة في صدره لم ترحل
ألقت بمسمعه ثمالة شدوها فرنا بغرب دموعها المترسل
حففت لو ودعتها بعض الأسى و مسحت بعض دموع قلب مثقل
و الدوح عصفره الخريف ورده كالعاشق المتحرق المتذلل
نشر الأصيل عليه عمق سكونه فمضى يحن لأغنيات البلبل
فكأنما الورقات مرآة له تجلو اصفرار سمائه للمجتلي
أأروح و هو يظلني و حبيبتي و أعوذ وحدي وهو غير مظللي
سعف النخيل سواك خان مودتي و بقيت تحفظها لمن لا ينسلي
أشكو إليك أذى الفؤاد و إن تكن لا ترجع الشكوى لصب مبتلى
تمضي الحبيبة و الزمان كلاهما و أظل أندبها و تصغي أنت لي



شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ظلال الحب

والعصر مخضوب البنان و أزهار الحقل الحسان
و الصبح يملأ بالندى عطرا سلال الأقحوان
و البدر و هو مظله لليل تمتلك افتناني
إن الفؤاد لفي ضلال من هواه و في هوان
ما داخل الحب الفؤا د فعاد بيتا للأماني
أو بات في روض و أص بح باسما نضر المجاني
هبط النعيم و ساكنيه فرده خلو المغاني
سل عنه أزهار الحقول على جداولها حواني
سل زهرة التفاح ضا حكة الأسرة و المعاني
يا زهرة التفاح هلا تخبرين عن الجنان
يوم استفز بها الهوى فلبين باتا يخفقان
اروي لنا نبأ ( الطريد ) فأنت راوية الزمان
أغوته ( حواء ) فمد يديه نحو الأفعوان
ثمر يحرمه الإله عليهما و يحللان
ذاقا فكانا ظالمين فكيف يجزي الظالمان
وبدا الموارى منهما فإذا هنالك سوءتان
و عليهما طفقا من الو رق المهدل يخصفان
يا بؤس من فضح الإله و لم يزده سوى الهوان
لم يعرف الدوح الخريف و نزع أوراق حسان
حتى نضى ورقاته العاشقان الآثمان


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
و أي خير في الهوى كله إن كنتما بالحب لا تعلمان
يا زهرتي قد مت يا زهرتي آه على من يعشق الأقحوان
لولا التي أعطيت سحر اسمها ما بت استوحيك سحر البيان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أهواء


أطلي على طرفي الدامع خيالا من الكوكب الساطع
ظلا من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطوفي أناشيد في خاطري يناغين من حبّي الضائع
يفجّرن من قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع


لعينيك للكوكبين اللذين يصبان في ناظريّ الضياء
لنبعين، كالدهر، لا ينضبان ولا يسقيان الحيارى الظماء
لعينيك ينثال بالأغنيات فؤاد أطال انثيال الدماء
يودّ، إذا ما دعاك اللسان على البعد لو ذاب فيه النداء


يطول انتظاري، لعلي أراك لعلي، ألاقيك بين البشر
سألقاك. لا بد لي أن أراك وإن كان بالناظر المحتضر
فديت التي صوّرتها مناي وظل الكرى في هجير السهر
أطلي على من حباك الحياة فأصبحت حسناء ملء النظر!


اطلّي فتاة هواي والخيال على ناظر الرؤى عالق
بعشرين من ريقات السنين عبرن المدرات في خافقي
بعشرين كلاّ وهبت الربيع وما فيه من عمري العاشق
فما ظل إلا الربيع صغير أخبّيه للموعد الرائق


سأروي على مسمعيك الغداة أحاديث سمّيتهن الهوى
وأنباء قلب غريق السراب شقيّ التداني ، كئيب النوى
أصيخي .. فهذي فتاة الحقول وهذا غرام هناك انطوى
أتدرين عن ربة الراعيات ؟ عن الريف ؟ عما يكون الجوى


هو الريف هل تبصرين النخيل ؟ وهذي أغانيه هل تسمعين
وذاك الفتى شاعر في صباه وتلك التي علمته الحنين
هي الفنّ من نبعت المستطاب هي الحبّ من مستقاه الحزين
رآها تغني وراء القطيع كـ( بنلوب ) تستمهل العاشقين


فما كان غير التقاء الفؤادين في خفقة منهما عاتية
وما كان غير افترار الشفاة بما يشبه البسمة الحانية
وكان الهوى ، ثم كان اللقاء لقاء الحبيبين في ناحية
فما قال : أهواك ، حتى ترامى عياء على ضفة الساقية


وأوفى على العاشقين الشتاء ويوم دجا في ضحاه السحاب
خلا الغاب ما فيه إلا النّخيل وإلا العصافير فهو ارتقاب
وبين الحبيبين في جانبيه من السّعف في كل ممشى حجاب
فما كان إلا وميض أضاء ذرى النخل وانحل غيم وذاب


ويا سدرة الغاب كيف استجارا بأفنانك الناطفات المياه
رآها وقد بلّ من ثوبها حيا زخ فاستقبلتها يداه
على الجدع يستدفئان الصدور على موعد كل آه بآه
سلي الجدع كيف التصاق الصدور بهزّاتها، وابتعاد الشفاة ؟


أشاهدت يا غاب رقص الضياء على قطرة بين أهدابها ؟
ترى أهي تبكي بدمع السماء أساها وأحزان أترابها ؟
ولكنّها كل نور الحقول ودفء الشذى بين أعشابها
وأفراح كلّ العصافير فيها وكلّ الفراشات في غابها


وذاك الخصام الذي لو يفدّي لفديت ساعته بالوئام
أفدّيه من أجل يوم ترفّ يد فيه أو لفتة بالسلام
ومن أجل عينين لا تستطيعان ان تنظرا دون ظل ابتسام
تذوب له قسوة في الأسارير كالصحو ينحل عنه الغمام


خصاماً ولما نعلّ الكؤوس ؟ أحطّمتها قبل أن نسكرا ؟
خصاماً ، وما زال بعض الربيع نديّاً على الصيف مخضوضرا ؟
خصاماً ؟ فهل تمنعين العيون إذا لألأ النّور أن تنظرا؟
وهل توقفين انعكاس الخيال من النهر، أن يملك المعبرا ؟


أغاني شبابتي تستبيك وتدنيك مني، ففيم الجفاء ؟
كأن قوى ساحر تستبدّ بأقدامك البيض، عند المساء
ويفضي بك الدّرب حيث استدار، إلى موعدي بين ظلّ وماء
على الشطّ، بين ارتجاف القلوع وهمس النخيل، وصمت السماء


وحجبت خدّيك عن ناظري بكفيك حينا وبالمروحات
سأشدو وأشدو فما تصنعين اذا احمر خدّاك للأغنيات ؟
وأرخيت كفيك مبهورتين وأصغيت، واخضل حتى الموات
إلى أن يموت الشعاع الأخير على الشرق، والحب، والأمنيات


وهيهات، إن الهوى لن يموت ولكنّ بعض الهوى يأفل
كما تأفل الأنجم الساهرات كما يغرب الناظر المسبل،
كما تستجمّ البحار الفساح ملّيا، كما يرقد الجدول
كنوم اللظى، كانطواء الجناح كما يصمت الناي والشمأل !


أعام مضى والهوى ما يزال كما كان، لا يعتريه الفتور
أهذا هو الصيف يوفي علينا فنلقاه ثانية، كالزهور
ولكنهمن زهور الخلود فلا أظمأت ريّهنّ الحرور
ولا نال من لونهّن الشتاء ولا استنزفت عطرهن الدهور


أغانيّ ، والغاب قفر الوكون حبيس النسائم تحت الدوالي
ترى ماؤه، لاتّقاد الهجير حريقا بما فوقه من ظلال
وفوق التعاشيب، حيث الغصون ينؤن بأفيائهن الثقال
لها مضجع هدهدته العطور أأبصرت كيف اضطجاع الجمال؟


أأمسيت استحضر الذكريات وما كان بالأمس كل الحياة؟
أضاعت حياتي ؟ أغاب الغرام أماتت على الأغنيات الشفاة؟
أنمسي، ومازال غاب النخيل خضيلا وما زال فيه الرعاة،
حديثا على موقد لسامرين : أحبّا، وخابا فوا حسرتاه؟


أناديك لو تسمعين النداء وأدعوك أدعوك! يا للجنون
إذا رن في مسمعيك الغداة من المهد صوت الرضيع الحنون
ونادى بك الزوّج أن ترضعيه ونادى صدى أخفتته السنون
فما نفعها صرخة من لهيب أدوّي بها ؟ من عساني أكون؟


أعفّرت من كبرياء النداء؟ وأرجعت آمادي القهقرى؟
نسيت التي صورتها مناي وناديت أنثى ككل الورى ؟
وأعرضت عن مسمع في السماء إلى مسمع في تراب القرى !
أتصغي فتاة الهوى والخيال وأدعو فتاة الهوى والثرى؟


وودعت سجواء بين الحقول ودنيا عن الشر في معزل
وخلفت في كل ركن خصيل من الريف ذكرى هوى أول
قصاصات أوراقي الهامسات بشعري على ضفة الجدول
وجذعا كتبت اسمها الحلو فيه ونايا يغني مع الشمأل


فمن هذه المسترق القلوب صبى ملؤها روح الطافرة
أما كنت ودعت تلك العيون الظليلات والخصلة النافرة؟
كأني ترشفت قبل الغداة سنى هذه النظرة الآسرة !
أما كان في الريف شيء كهذا ؟ اما تشبة الربة الغابرة؟!


مشى العمر ما بيننا فاصلا فمن لي بأن أسبق الموعد ؟
ولكنه الحبّ منه الزمان ثوان ومما احتواه المدى
أراها فانفض عنها السنين كما تنفض الريح برد الندى
فتغدو وعمري أخو عمرها ويستوقف المولد المولدا


وهل تسمع الشعر إن قلته وفي مسمعيها ضجيج السنين
أطلت على السبع من قبل عشر ين عاما وما كنّ إلا جنين ؟
وأمسى ولم تدر أنت الغرام هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبّأوها بهذا الهوى فقالت : وما أكثر العاشقين ؟!


أمن قلبه انثال هذا النشيد إليها، إلى الذئبة الضارية ؟
ولو لم يكن فيه طعم الدماء ما استشعرت رنة القافية
وما زال تسبيه غمّازتان تبوحان بالبسمة الخافية
وما زالتا تذكران الخيال بما كان في الأعصر الخالية


وبالحب والغادة المستبد صباها به ، يلعبان الورق
وكيف استكان الإله الصغير فألقى سهام الهوى والحنق
رهان، رمى فيه غمّازتيه وورد الخدود، ونور الحدق
لك الله ، كيف اقتحمت القرون ولم يخب في وجنتيك الألق ؟


كأن ابتسامتها والربيع شقيقتان ، لولا ذبول الزهر
أآذار ينثر تلك الورود على ثغرها ؟ أم شعاع القمر ؟
ففي ثغرها افترّ كل الزمان وما عمر آذار إلا شهر
وبالروح فديت تلك الشفاة وإن أذكرتني بكاس القدر !


أطلي على طرفي الدامع خيالا من الكوكب الساطع
وظلا من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطوفي أناشيد في خاطري يناغين من حبي الضائع
يفجرن من قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بدر شاكر السياب شاعر الاسى الجميل الحزين الذى مات عشقا للعراق ولترابها وانشدها وهو بالمنفى اروع قصائدة لا احد من المهتمين بالشعر لم يقف حائرا امام هذة الطاقة الهائله من العشق واليأس والخوف والحزن والانتماء فى رائعتة غريب على الخليج . اليك ولجميع محبى الشاعر اهديها واشكر لك هذا الجهد الرائع والاختيار المرهف فأحيانا ترسم القصائد ملامح قارئيها تحياتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


يجنــــــــــــــــــــــــــــــــن يا استاذ حمدى

حلووو أووى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
مطر 
مطر


أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ *

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
mohad كتب:
مطر 
مطر


أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ *


إقتباس مختصر وجميل مناسب للاجواء العامة



 خصوصا وأنها تمطر عندي الان



 Shocked 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.