اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
ahmed azazy

المحاضرة الثالثة اللغة الاعلامية

Recommended Posts

مفهوم الإنقرائية


مفهوم الانقرائية :

     الانقرائية لغة تعني سهولة القراءة ويقصد بها درجة السهولة التي يلاقيها القارىء عند مطالعة نص معين بحيث يفهمه ويستوعب مضمونه بأقل قدر من الجهد الوقت لما تتمتع به لغته من سهولة ولما يتمتع به مضمونه من قدرة على استثارة اهتمامه .

    وقد اشتق مصطلح إنقرائية من الفعل قرأ بعد إضافة ألف ونون إليه  ( إنـ ) لتصبح انقرأ ، والألف والنون زائدة صرفية تعطي معنى الطواعية والسهولة مثـل كسرته فانكسر وقرأته فانقرأ أي بسهولة ويسر ، وقد تم اشتقاق المصدر الصنـــاعي بعد ذلك من الفعل انقرأ ليكون المصطلح انقرائية ليعبر عن درجة السهولة أوالصعوبة في لغة الكتابة .

     فالانقرائية اصطلاحأ هي الحد الذي يجد عنده قارىء معين ذي خصائص معينة على المستوى التعليمي والثقافي والمعرفي نصاً معيناً سهلاً وشيقاً بالنسبة له بحيث يقرأه بأقل جهد وفي أقصر وقت .

    وطبقاً للتعريف السابق يمكننا تحديد ثلاثة عناصر أساسية يتبلور حولها مفهوم الانقرائية تتمثل في :

1 - الفهم : ويـــــرتبط باللغة التي كتبت بها المادة ودرجة شيوع الكلمات وبساطة الجمل المستخدمة في التعبير بحيث لا يجد القارىء صعوبة في فهمها .

2 - الاهتمام : ويرتبط بمضمون المادة المكتوبة أو الموضوعات المطروحة داخلها وقدرتها على جذب اهتمام القارىء وخلق ميل لديه لمطالعتها .


3 - السرعة : وهي ترتبط بالعاملين السابقين فكلما وجد القارىء مادة معينة مفهومة بالنسبة له وقادرة على جذب اهتمامه أدى ذلك إلى زيادة معدل سرعته في قراءتها .



    نشأة دراسات سهولة وصعوبة القراءة وتطورها:



أن الاهتمام بالإنقرائية أو مدي سهولة اللغة قديم قدم الكتابة نفسها، فأي كاتب هدفه أن تقرأ كتاباته وأن يفهم ما كتبه، فالاهتمام بالإنقرائية قديم جداً، عني بها التلموديون في تصنيفهم ودراستهم لمجموعة الأحكام في التلمود بإحصاء تكرارات ظهور الكلمات والأفكار تتميز المعاني المختلفة عند القراءة.

 وفي القرآن الكريم إشارات متعددة إلي الاهتمام بالكلمة والواضحة المبينة. فالله تعالي يقول:" الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان" سورة الرحمن. الآيات 1- 4

 وإذا نظرنا إلي معني كلمة البيان التي وردت في الآية الكريمة فسنجد أن البيان اسم جامع لكل شئ يكشف لنا قناع الكلمة أي معناها. فمقدار الأمر والغاية التي يهدف إليها القائل والسامع إنما هو الفهم والإفهام، بأي شئ بلغت الإفهام وأوضحت المعني فذلك هو البيان.

 وقد ورد أكثر من موضع في القرآن الكريم أنه كتاب واضح ومفهوم، وأنه كتب باللغة التي يفهمها العرب لعلهم يعقلون ويفهمون ما فيه المقصود هنا ( القرآن الكريم )

ولا ننسي هنا أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقول" خاطبوا الناس علي قدر عقولهم" ويفهم  من ذلك ضرورة أن نخاطب الناس بمضمون ولغة مفهومة، فالحديث الكريم يشير إلي أن الناس يتفاوتون في قدرتهم علي فهم ما يقرؤون وما يسمعون نظراً لاختلافهم في القدرة علي فهم وتذكر هذه المعلومات واختلاف خلفيتهم وأبنيتهم المعرفية حول المضامين التي تطرحها الرسالة، وهو ما أمر الرسول الكريم



لذا فلابد أن تخاطب كل فئة بالمضمون الذي تهتم به وباللغة التي تفهمها ، لأن الهدف الأساسي لأصحاب الرسالات هو نقل دعوتهم إلي الآخرين بسهولة ويسر حتى يسهل إقناعهم بها ، وهذا ما يفسر اهتمام القرآن والسنة باللغة

والجدير بالذكر ان موضوع الإنقرائية كان مطروحاً بطريقة أو بأخرى في التراث اللغوي العربي ولكن ليس تحت هذا العنوان بالطبع، فما كتبه علماء اللغة العرب في العصور المتقدمة في موضوعي البيان والفصاحة أو في موضوع النظم يمكن أن يفيد الدارس لموضوع الانقرائية في اللغة العربية فائدة كبيرة، وقد اعترف الباحثون الغربيون مؤخراً بأهمية الدراسات الحديثة في مجال اللغويات كمدخل لفهم موضوع الانقرائية.

لقد عرف علماء البيان العرب هذا العلم كما يلي: علم البيان عبارة عن مجموعة من الملاحظات والضوابط إذا راعاها الشخص في خطابه أو كتابه بلغت به الحد المطلوب من سهولة الفهم وإيجاد الأثر المطلوب والمقصود في نفس السامع واتصف من ثم بصفتي الفصاحة والبلاغة وهما محورا علم البيان، فالكلام يكون فصيحاً بليغاً إذا كان واضح المعني سهل اللفظ جيد السبك غير مستكره فج ولا متكلف وخم.



 ويعتبر هذا التعريف للبيان يقترب إلي حد كبير من التعريفات التي عرفها العلماء للبيان


وقد وضع علماء البيان عدداً من القواعد التي يمكن أن تفسر في القارئ لما يقرأ أو السامع لما يسمع، وقد اختص بعض هذه القواعد بالكلمة في حين اختص بعضها الآخر بالجملة والتراكيب المختلفة. فقد أشار علماء البيان إلي أن فصاحة الكلمة تتحقق بخلوها من ثلاثة عيوب.

1- تنافر الحروف: ومن المعروف أنه إذا تجاوزت بعض الحروف التي تتقارب أو تتشابه في المخرج (كالهمزة والهاء) أو تتشابه في الصفات ( كالخاء والظاء) فإن ذلك يؤدي إلي صعوبة النطق، وعادة ما يبرز هذا النوع من الصعوبة في أسماء الأعلام الأجنبية مثل " تشاوشيسكو"




2- غرابة الاستعمال: وهو كون الكلمة غير ظاهرة المعني ولا مألوفة في الاستعمال.


 والغرابة قسمان:




أ‌. القسم الأول: ما يوجب حيرة السامع في فهم المعني المقصود من الكلمة لترددها بين معنيين أو أكثر بما يؤدي إلي إيجاد نوع من الغموض الدلالي، ويخفف من هذا الغموض وجود قرينة توضح المعني، ويمكن أن نضرب مثلاً لذلك يتأرجح الفعل فيما يدل عليه من معني بين البناء للمعلوم والبناء للمجهول خاصة في ظل غياب علامات التشكيل.


ب‌. القسم الثاني: وهو ما يعاب استعماله للاحتياج إلي متابعة اللغات وكثرة البحث والتفتيش في المعاجم، ويمكننا أن نضع في هذا القسم الكلمات الغربية بالنسبة للقارئ العادي.




3- مخالفة القياس: وهو كون الكلمة غير جارية علي القانون الصرفي للغة العربية.




وفيما يتصل ببناء الجمل والتراكيب أشار علماء البيان إلي أن فصاحة الجملة والتراكيب تتحقق بخلوها من ستة عيوب:


1- تنافر الكلمات متجمعة: بمعني أن تكون ثقيلة في تركيبها علي السمع صعبة النطق بها متجمعة علي اللسان.




2- ضعف التأليف: بمعني أن الكلام جارياً علي خلاف ما اشتهر به من قوانين النحاة المعتبرة عند جمهور العلماء.




3- التعقيد اللفظي: وهو كون الكلام خفي الدلالة علي المعني المراد به بحيث تكون الألفاظ غير مرتبة وفق ترتيب المعاني كما يحدث عند الفصل بين الموصوف والصفة والبدل منه مما يسبب ارتباكاً وإضرابا شديداً.




4- التعقيد المعنوي: وهو كون التركيب خفي الدلالة علي المعني المراد به بحيث يعمد المتكلم إلي التعبير عن معني فيستعمل فيه كلمات في غير معانيها الحقيقة فيسئ اختيار الكلمات للمعني الذي يريده فيضرب التعبير ويلتبس الأمر علي السامع.




5- كثرة التكرار: سواء كان اسم أو فعل أو حرف وسواء كان الاسم ظاهراً أو ضميراً، فالتكرار يعوق الفهم خاصة عندما لا يكون له هدف.




6- تتابع الإضافات: فإذا تركنا علم البيان وانتقلنا إلي علم النظم فسنجد أن تراثنا اللغوي زاخر بإجتهادات متميزة بل يمكن القول بوجود نظريات متكاملة للنظم والكتابة قدمها علماء أفذاذ مثل عبد القاهر الجرجاني وابن الأثير، وما توصل إليه هذان العالمان وغيرهما يمكن أن يفيد دارس الانقرائية في اللغة العربية فائدة كبيرة.




حدد ابن  الأثير أربع صفات أساسية للنظم الجيد:


1- أن تكون الألفاظ واضحة بينة ليست غريبة في الاستعمال.




2- أن تكون الألفاظ سهلة في الفهم سهلة في النطق غير مستقلة ولا مستكرهة.




3- أن تكون كل لفظة من الألفاظ ملائمة لأختها التي تليها غير نافرة عنها ولا مباينة لها.




4- ألا يكون في الألفاظ تقديم وتأخير يستغلق به المعني فيجئ نظم الكلام مضرباً.




أما إذا جئنا إلي عبد القاهر الجرجاني


فسنجد أنه أوضح في كتابه دلائل الإعجاز أن بالكلمة نظماً وأن رعاية هذا النظم وإتباع قوانينه هي السبيل إلي الإبانة والإفهام، وأنه إذا عدل بالكلام عن سنن هذا النظم وإتباع قوانينه لم يكن مفهماً معناه ولا دالاً علي ما يراد منه.




ويمكن مبدئياً القول أننا إذا قارنا هذه النتائج التي توصل إليها علماء البيان وعلماء النظم العرب بالنتائج التي توصل إليها الباحثون الغربيون في مجال الانقرائية فسنخرج من هذه المقارنة بما يلي:




1- إن الباحثون الغربيين ركزوا بدرجة كبيرة علي النواحي الكمية عند تحديد عوامل السهولة والصعوبة اللغوية وأبدعوا لذلك معادلات كمية عديدة كما سيظهر فيما بعد- كانوا يقيسون عن طريقها طول الكلمة وطول الجملة وخرجوا بنتائج مؤداها أنه كلما زاد طول الكلمة وطول الجملة أدي ذلك إلي صعوبة القراءة.


وهذه الإضافة التي قدمها العلماء الغربيون وهذه ليست بذات قيمة كبيرة، فعند المقاطع في الكلمات ليس هو العامل الحاسم في تحديد درجة صعوبة الكلمة، وعدد الكلمات في الجملة ليس هو العامل الحاسم في تحديد درجة صعوبتها، إذ يمكن أن تحقق الانقرائية في ظل ذلك.




فالكتابة التي تحقق الانقرائية ليست تلك الكتابة التي تميز كلماتها بقلة عدد المقاطع والتي تتميز جملها بالقصر من حيث عدد الكلمات، بل هي تلك الكتابة التي تستثير القارئ عن طريق عذوبة الأسلوب وتحاشي التكرار الممل والبراعة المنطقية. ولا يخفي  أن بعض الكلمات  القصيرة يمكن أن تستغلق علي الفهم نظراُ لشدة تجريدا أو لشدة تخصصها، كما يمكن أن تستغلق بعض الجمل القصيرة علي الفهم لأنها لا توضح المعني بدرجة كافية. 




2- الفارق الثاني هو أن دراسات الانقرائية التي قام بها الباحثون الغربيون أخذت في الاعتبار القارئ والعوامل المتعلقة به تحديد معايير السهولة والصعوبة اللغوية، ويشكل هذا الجانب إضافة حقيقة، في حين نجد أن علماء البيان والنظم ركزوا علي عوامل السهولة والصعوبة التي تربط بالنص ذاته وتعرقل عملية فهمه.




3- الفارق الثالث وهو المهم ويتمثل في قيام الباحثين الغربيين بابتكار مناهج ومقاييس علمية  لقياس درجة إنقرائية النص كالمعادلات.




علي هذا فإن الباحثين العرب عندما يطالعون نتائج دراسات الانقرائية الحديثة فإنهم لا يطالعون شيئاً غريباً عليهم يشعرون أن لهذه الدراسات جذوراًًَ في دراستنا اللغوية القديمة، وأن هذا الموضوع كان مثاراً، ولكن ليس تحت عنوان الانقرائية، كما أثير علي يد العلماء العرب في مجال البيان والنظم وذلك في أزهي عصور الحضارة العربية الإسلامية ولكن لم يواصل الباحثون العرب المحدثون الدراسة في هذا المجال.


ومع الاعتراف بأن الاهتمام بموضوع الانقرائية يعود إلي فترة بعيدة فإنه لا يمكن القول بأن دراسات الانقرائية في هذه الفترة كانت تتمتع بصفة العلمية لأنها كانت تعتمد علي التقدير الذاتي للباحث، بل كان التقدير الذاتي هو منهج الباحثين في هذا المجال خلال تلك الفترة مما أفقد دراسات الانقرائية صفة العلمية لافتقارها إلي أداة علمية تستخدم في البحث.




ويمكن القول بأن البداية الحقيقة لبحوث الانقرائية تعود إلي عام 1923 عندما بدأت هذه البحوث تأخذ شكلاً منهجياً، فقد شرع الباحثون في هذا المجال في الابتعاد عن أسلوب التقدير الذاتي كأداة غير موضوعية لقياس الانقرائية وبدؤوا في استحداث أدوات بحث جديدة تتميز بموضوعيتها وعلميتها ومنهجيتها، وقد ركزت الدراسات الأولي التي اعتمدت أسلوباً منهجياً في قياس انقرائية النصوص علي الكلمة لتحديد مدي قابلية النص للقراءة والفهم.





وقد كان العاملون في الصحف ووكالات الأنباء يتابعون باهتمام بحوث الانقرائية والنتائج التي توصلت إليها وشعروا بأهميتها وأهمية النتائج التي أسفرت عنها وخططوا للإستفادة منها، وقد قامت وكالة الأسوشيتدبرس ووكالة اليونايتدبرس وبعض الصحف الآخري التي يمتلكها أشخاص بالاستعانة بخبراء في الانقرائية ضمتهم إلي جهازها التحريري كي يقوموا بمراجعة مستويات الكتابة الصعبة وإعادة صياغتها بحيث تصبح مفهومة لمعظم القراء.






المحاضرة السابقة 




 مستر اعلام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.