اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
shahnda

الفروض في البحث العلمى "محاضره 2 دكتور بركات"

Recommended Posts

bism allah



 



تعريف الفرض"/

كثيراً ما يعرف الفرض (Hypothesis) بأنه حل أو تفسير مقترح بشأن مشكلة معينة، أو أنه تعميم أو تقرير يتكون من عناصر صيغت كنظام منسق من العلاقات التي تحاول تفسير أحداث لم تتأيد بعد عن طريق الحقائق. وهناك من عرف الفرض بأنه جملة أو مقولة أو حكم مؤقت يتضمن علاقة بين متغيرين أو أكثر، بحيث تكون قابلة للاختبار، أي للتحقق منها سواء من خلال الدراسة الميدانية (عينات أو مجموعات من الأفراد) أو من خلال البيانات المتاحة في المصادر المكتوبة كالتقارير والكتب، والبحوث والدراسات ... الخ. إن الفرض قد يكون في صياغة مفادها:

 " يوجد ارتباط دال إحصائياً بين الجنس ومستوى التحصيل"

 ويتم التحقق من هذا الفرض من خلال دراسة ميدانية على عينة من الجنسين (الذكور والإناث)، ثم قياس مستوى التحصيل، وتتم معالجة البيانات إحصائياً للتوصل إلى قيمة معامل الارتباط الذي يثبت صحة أو خطأ الفرض المذكور.

 كما قد يكون الفرض في صيغة مفادها:

"يزداد انحراف الأحداث في المجتمع فترة ما بعد الحرب مقارنة بفترة ما قبل الحرب"

  وللتحقق من هذا الفرض يتم جمع البيانات الموثقة- الموجودة في الإحصاءات الرسمية، والتي توضح انحراف الأحداث فترة ما قبل الحرب، وفترة ما بعد الحرب، مع تنظيم تلك البيانات،ثم إدخالها في الحاسب الآلي ومعالجتها إحصائياً بطريقة تقوم على المقارنة بين الفترتين، ورصد الفروق بينهما من حيث مظاهر انحراف الأحداث، وبالتالي يمكن التوصل ً إلى النتيجة التي تثبت الفرض أو تنفيه.

 إننا كثيراً ما نستخدم الفروض في حياتنا اليومية، فإذا كنت جالساً على المكتب وحاولت إضاءة المصباح الكهربائي ولكنه لم يضيء، فإنك في هذه الحالة تفترض أن سبب عدم الإضاءة قد يكون احتراق اللمبة، أو أن السلك الموصل مقطوع، أو حدوث عطل في المصدر الرئيسي للكهرباء ... الخ، إنك في هذه الحالة ربطت بين حقيقة معروفة ممثلة في عدم إضاءة المصباح، وحقيقة مفترضة ممثلة في الأسباب التي توقعت أو افترضت أن أحدها هو السبب في عدم الإضاءة، فإذا حاولت معرفة أي سبب منها هو الذي حال دون إضاءة المصباح فإن هذه المحاولة قد تتمثل في تغيير اللمبة ، أو توصيل السلك، أو إصلاح المصدر الرئيسي، وقد يضيء المصباح نتيجة واحدة من ذلك (فتتأكد) أنها كانت السبب وراء عدم إضاءة المصباح، أما التوقعات الأخرى فإنها لا تكون السبب، وإن كانت تظل احتمالات قائمة إذا ما تعطل المصباح عن الإضاءة مرة ثانية.

       إذا تأملت هذا المثال، ستجد أن افتراضك قد قادك إلى سلوك معين (محاولات إضاءة المصباح بناء على ما توقعت أن يكون السبب في عدم الإضاءة).هذه الفكرة المبسطة هي جوهر الفرض في البحث العلمي، فالباحث يفترض تفسيراً معيناً للظاهرة، ثم يحاول اختبار هذا  التفسير، غير أن المحاولة هنا تتضمن استخدام خطوات المنهج العلمي متمثلة في تحديد البيانات، وجمعها سواء من مصادر مكتبية أو مصادر ميدانية بواسطة أدوات ومقاييس بحثية وتطبيق هذه الأدوات على الأفراد، وتحليل البيانات وفق  خطة إحصائية مناسبة في اتجاه التوصل إلى نتائج تبين ما إذا كان الفرض صحيحاً أم خاطئاً. على سبيل المثال فإن الدراسة قد تتضمن فرضاً يقول:

"يزداد متوسط التحصيل الدراسي بين الذكور بدلالة إحصائية عن الإناث"

 لقد تم وضع هذا الفرض بناء على نتائج مجموعة من الدراسات السابقة التي تتفق نتائجها على أن الذكور أكثر تحصيلاً مقارنة بالإناث، وعند اختبار هذا الفرض، فإن الباحث يختار الأدوات التي تقيس مستوى التحصيل، ويتم تطبيق هذه الأدوات على مجموعتين الأولى من الذكور والثانية من الإناث، على أن يتم التحكم في جميع المتغيرات التي تؤثر في مستوى التحصيل، فإذا تبين من تحليل البيانات أن النتائج تؤكد ارتفاع متوسط تحصيل مجموعة الذكور عن نظيره لدى الإناث، ارتفاعاً جوهرياً، فإن الفرض المذكور يكون صحيحاً، أما إذا تبين أن متوسط تحصيل الذكور أقل من متوسط تحصيل الإناث أو يتساوى معه، أو يزيد زيادة غير جوهرية، فإن الفرض يكون غير صحيح.

       هذه النتيجة لم تكن معروفة، وإن كانت قد تم افتراضها بناء على حقائق معروفة، أي أن بعض العناصر أو العلاقات التي تتضمنها الفروض حقائق معروفة في حين تكون بعض العناصر الأخرى حقائق متصورة هي نتاج تخيل الباحث بناء على ما لديه من أدلة ومعرفة، فالفروض إذن تتضمن حقائق معروفة وتسمو على هذه الحقائق لتعطى تفسيرات مقبولة لأوضاع مجهولة، وبذلك فإن الفروض تمدنا بالعناصر التصورية التي تكمل المعلومات المعروفة، أو بالعلاقات التصورية التي تنظم العناصر غير المنظمة، أو بالمعاني أو التفسيرات التصورية التي توضح الظاهرات الغامضة، وعلى هذا النحو فإن الفروض تنمي المعرفة عن طريق الربط بين الحقائق المعروفة والتخمينات الذكية.






انواع الفروض:

   كثيراً ما تصنف الفروض حسب كيفية اشتقاقها أو حسب الطريقة الإحصائية في التحقق منها، فحسب كيفية الاشتقاق هناك فروض استقرائية وأخري استنباطية. الفروض الاستقرائية هي تعميمات تستند إلي الملاحظة، بمعني أن تكشف الملاحظة مثلاً أن هناك متغيرين يرتبطان معاً في عدد من المواقف، فيصاغ فرض (مؤقت) علي أساس هذه الملاحظة، وعادة ما تكون الفروض الاستقرائية ذات قيمة علمية محدودة لأنها تتأثر بالانطباعات والعوامل الذاتية. أما الفروض الاستنباطية فهي تشتق من نظرية ودراسات سابقة، وهذه الفروض (الاستنباطية) تكون عادة ذات قيمة علمية لأنها مستمدة من أساس علمي رصين، كما أن التحقق منها قد يثبت النظرية أو يلغيها كلياً أو جزئياً، وقد يترتب علي ذلك دراسات أكثر عمقاً  ورصانة

ومن الناحية الإحصائية هناك ما يعرف بالفرض الصفريNull Hypothesis   ويرمز له بالرمزHo  والفرض البديلAlternative Hypothesis   ويرمز له بالرمز H1. إن الفرض الصفري هو الفرض الذي ينص علي أنه لا توجد علاقة أو فروق جوهرية بين متغيرين، أي أن العلاقة بين المتغيرين، أو الفروق المتوقعة تساوي صفراً، أو يمكن إرجاعها إلى الصدفة، مثال ذلك:

   ( لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين  الذكور والإناث  من حيث كثافة مشاهدة برامج المرأة بالتليفزيون)

  في مقابل الفرض الصفري هناك الفرض البديل(Alternative hypothesis) ويرمز له بالرمزH1  ويقوم الفرض البديل على أن هناك علاقة أو فروقاً جوهرية بين متغيرين،  فالعلاقة أو الفروق المتوقعة بين المتغيرين هي علاقة أو فروق جوهرية، ولا يمكن إرجاعها إلى الصدفةChance، ومن أمثلة الفرض البديل:

  (  توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين  الذكور والإناث في مشاهدة برامج المرأة بالتليفزيون)

  ومن المنظور الإحصائي أيضاً، فإن هناك الفروض الموجهة أو المتجهة، والفروض غير الموجهة أو غير المتجهة.الفروض الموجهة أو المتجهة Directional hypothesesهي تلك الفروض التي تحدد اتجاه الفروق أو العلاقة، مثال ذلك الفرض القائل: "يرتفع معدل التحصيل في مقرر الإحصاء لدى الذكور بدلالة إحصائية عن الإناث"

 فهذا الفرض قد حدد اتجاه الفروق بين الجنسين، إذ إن التحصيل يرتفع بين الذكور عن الإناث في مقرر الإحصاء.

وكذلك الفرض القائل: " يوجد ارتباط موجب دال إحصائياً بين السن ومعدل قراءة الصحف اليومية "

 فهذا الفرض حدد اتجاه الارتباط بأنه موجب، بمعنى أن معدل قراءة الصحف اليومية يزيد كلما زاد السن.

 في مقابل الفروض المتجهة، هناك الفروض غير الموجهة أو غير المتجهة Non-directional hypotheses ، وهي الفروض التي لا تحدد اتجاه الفروق أو العلاقة، مثل الفرض القائل:

 "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث من حيث كثافة استخدام وسائل الإعلام"، فهذا الفرض لم يحدد أي الجنسين سيكون أكثر من الجنس الآخر من حيث كثافة استخدام وسائل الإعلام

 وكذلك الفرض القائل:   "يوجد ارتباط دال إحصائياً بين السن ومعدل قراءة الصحف اليومية".  فهذا الفرض لم يحدد طبيعة هذا الارتباط ما إذا كان موجبا أو سالباً، طردياً أو عكسياً. 









اهميه الفروض في البحوث العلميه:
إن الفروض تقوم بدور هام وأساسي في البحث العلمي:
                                أ‌-        فهي تساعد علي بلورة مشكلة البحث
                              ب‌-       وهي بمثابة أداة توجيه إلي البيانات والحقائق المطلوبة لدراسة المشكلة
                              ت‌-      كما أن الفروض تحدد تصميم البحث، وكذلك تنظيم وعرض البيانات
                              ث‌-      والفروض تقدم تفسيراً للمشكلات البحثية
                              ج‌-       كما أن الفروض تستثير بحوثاً جديدة
 
 



 الفروض العلميه تساعد على بلورة مشكلة البحث:
فعندما يطالع الباحث الدراسات السابقة حول موضوع بحثه، وعندما يتفحص بدقة الفروض التي قامت عليها تلك الدراسات، فإنه غالباً يتكون لديه تصور ذهني محدد بشأن المشكلة التي سيقوم بدراستها، إن هذا التصور يساعد الباحث علي أن يقوم بتحليل عميق للحقائق المتاحة والتفسيرات المحتملة، ومعرفة العلاقات بين عناصر موضوع البحث وربط هذه العناصر في سياق منتظم، الأمر الذي يساعد كثيراً في بلورة مشكلة البحث المزمع القيام به، وبدون وجود هذا التصور الذهني، فإن الباحث يظل يتخبط في أفكار غامضة، وقد يجمع كماً هائلاً من البيانات والمعلومات لكنه ليس لديه التصور الذهني الواضح عن المشكلة التي يريد دراستها، وبالتالي لا يمتلك الباحث إمكانية السيطرة على المادة العلمية التي جمعها، ولا يمكنه الاستفادة منها رغم أنه تكبد الكثير من الوقت والجهد والنفقات. إن السبب في غياب هذا التصور هو أن الباحث لم يستوعب الفروض التي قامت عليها البحوث السابقة في مجال التخصص.



الفروض اداه توجيه الى البيانات والحقائق ذات الدلاله لمشكله البحث:
فالفروض هي الدليل  الذي يقود جهد الباحث صوب البيانات ذات الدلالة لموضوع البحث، وبدون وجود هذا الدليل فإن الباحث لن يتمكن من تحديد البيانات المطلوب جمعها، وبالتالي فإنه سيستمر في جمع كل ما يقع تحت يديه من بيانات دون تحديد لقيمتها الحقيقة، ويجد نفسه في النهاية أمام كومة أو خليط من البيانات غير المنظمة، ويسير في طريق بحثه بأسلوب المحاولة والخطأ، ويعيش حالة من البلبلة والاضطراب الذي قد يصل به إلي درجة اليأس لأنه شتت جهده في اتجاهات مجهولة بدلاً من تركيزه في اتجاه واضح ومحدد.
 
 
 
 الفروض تحدد تصميم البحث:
فعلي ضوء الفروض التي يسعي البحث إلي التحقق منها يتم تصميم الطريقة التي يؤدي تطبيقها إلي التوصل لنتائج تجعل هذا التحقق ممكناً، فالفروض توجه إلي الطريقة السليمة. فإذا كان لدينا فرض يقول: "يوجد ارتباط إيجابي دال إحصائياً بين السن ومعدل قراءة الصحف"، وفرض آخر يقول:" يزداد استخدام وسائل الإعلام بدلالة إحصائية بين الذكور عن الإناث"، فإن تصميم طريقة اختبار الفرض الأول ستختلف عن تصميم طريقة اختبار الفرض الثاني:
[b style="mso-ansi-font-weight:normal"]-  [/b]ففي اختبار الفرض الأول يتم تصميم الأداة بحيث تقيس معدل قراءة الصحف، أما في اختبار الفرض الثاني فسيتم تصميم الأداة لتقيس استخدام وسائل الإعلام
[b style="mso-ansi-font-weight:normal"]-  [/b]وفي اختبار الفرض الأول يكون المعامل الإحصائي المستخدم هو معامل الارتباط، بينما في اختبار الفرض الثاني يكون المعامل الإحصائي هو (T-test) الذي يقيس معنوية الفروق بين متوسطين لمجموعتين.
[b style="mso-ansi-font-weight:normal"]-  [/b]وفي اختبار الفرض الأول يتم الاعتماد على فئات درجات الرتبة التي تجسد معدل قراءة الصحف اليومية( مرتفع، متوسط، منخفض)، أما في اختبار الفرض الثاني فيتم الاعتماد على المتوسط الحسابي.
[b style="mso-ansi-font-weight:normal"]-  [/b] وفي الأفكار المرجعية ضمن دراسة تقوم على اختبار الفرض الأول يتم التركيز على البحوث والأفكار التي توضح العلاقة بين متغير السن ومعدل قراءة الصحف، بينما في اختبار الفرض الثاني يتم التركيز على البحوث والأفكار  ذات الصلة بالفروق بين الجنسين في استخدام وسائل الإعلام.
 هذا بجانب الاختلاف بين البيانات التي سيتم جمعها وصياغتها للتأصيل النظري في كلتا الدراستين.



الفروض تحدد اطار لعرض النتائج:
كيف يتم تنظيم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟ ما هي النتائج التي تتضمنها الجداول؟ وما هو ترتيب الجداول من حيث موقعها في تقرير البحث؟ هذه الأسئلة تتم الإجابة عليها في ضوء الفروض التي يسعى البحث إلى التحقق منها، إن تنظيم النتائج، بمعنى تصنيفها وتبويبها إنما يكون في اتجاه ما يتطلبه التحقق من الفرض، فالفرض القائل بأنه يوجد ارتباط إيجابي دال إحصائياً بين السن ومعدل قراءة الصحف اليومية يتطلب تنظيم النتائج في جدول يتضمن محورين؛ المحور الأفقي يوضح فئات السن، والمحور الرأسي يوضح معدل قراءة الصحف اليومية، وتكون الجداول عبارة عن توزيع المبحوثين حسب هذين المتغيرين. كما أن جداول الدراسة يتم وضعها في التقرير حسب ترتيب الفروض، فالجدول الأول مثلاً يتضمن النتائج المتصلة بالفرض الأول، وقد يتطلب التحقق من الفرض تنظيم النتائج في أكثر من جدول بحيث تختص كل مجموعة من  الجداول بفرض معين، وتوضع مجموعات الجداول مرتبة حسب ترتيب الفروض. كما أن مناقشة النتائج تكون عبارة عن أجزاء كل منها يختص بالتعليق على فرض محدد، فالتعليق على نتائج الفرض الأول يأتي قبل التعليق على نتائج الفرض الثاني .... وهكذا. فإذا افترضنا أن البحث يتضمن خمسة فروض، فإن التنظيم الجيد للنتائج، وكذلك المناقشة يقتضى البدء بالنتائج الخاصة بالفرض الأول، فالثاني، فالثالث ... الخ، على أن تكون صياغة الفروض واحدة، فالفرض الأول تكون صياغته واحدة سواء ورد في خطة البحث أو في الجزء الخاص بالنتائج، وكذلك الجزء الخاص بالمناقشة، وهكذا بالنسبة لجميع الفروض. أي أن الفروض تحدد تنظيم النتائج في إطار معين من حيث الترتيب والمحتوى، وبهذا تتحقق الوحدة والترابط بين كل أجزاء البحث.



الفروض تقدم تفسير لحل المشكلات:
      فالفروض تتضمن عملية تصور أو تخيل ذهني للربط العقلي بين الحقائق المعروفة والحقائق المتصورة، أي أن الحقيقة والخيال ينصهران بفن ومهارة من خلال الفروض، ومع اتباع الطريقة العلمية في التحقق من الفروض يمكن التوصل إلي نتائج تفسر المجهول وتساعد علي استكشافه ، فالفروض - تجسد وظيفة جوهرية للعلم، ممثلة في توضيح الأسباب المسئولة عن الظواهر والأحداث، والعلم في ذلك لا يقتصر على مجرد جمع البيانات وتبويبها ووصفها، وإنما يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث يقوم بتحديد المتغيرات والعوامل الكامنة والعلاقات البنائية التي تفسر الظاهرة محل البحث.



الفروض تثير بحوث جديده:
إن الفروض التي يتحقق منها الباحث في دراسته يمكن أن تثير أفكاراً وموضوعات تصلح لأن تكون مشكلات بحثية ذات قيمة علمية عالية، فالتحقق من فرض معين إما أنه يثبت صحة هذا الفرض، أو  يثبت خطأ هذا الفرض. فإذا ثبتت صحة الفرض، يمكن أن تثار مجموعة من الأسئلة حول ما إذا كان سيتم الحصول على النتيجة نفسها عند ضبط متغيرات معينة وتعميل أخرى، أو عند تنفيذ الدراسة نفسها بعد فترة زمنية معينة، أو في بيئة أخرى ... الخ، أما إذا  ثبت خطأ الفرض، فيمكن أن تثار تساؤلات حول الأسباب الأخرى المحتملة التي تفسر الظاهرة، والمتغيرات الأخرى التي يمكن أن تتفاعل فيما بينها لتفسر الظاهرة أو جانباً منها، إن نتائج أحد البحوث يمكن أن تؤكد خطأ الفرض القائل بأنه: "لا توجد علاقة بين مجموعة من المتغيرات الديموجرافية واستخدامات وسائل الإعلام" فيستثير ذلك تفكير الباحث نحو القيام بدراسة جديدة للكشف عن متغيرات أخرى يمكن أن تكون ذات علاقة باستخدام وسائل الإعلام، وقد يتوصل الباحث إلى أن بعض هذه المتغيرات (الأخرى) يتفاعل مع المتغيرات الديموجرافية بما ينعكس على استخدام وسائل الإعلام( زيادة أو نقصاً، أو محتوى، أو إشباعات أو دوافع). إن الباحث على سبيل المثال قد يتوصل إلى نتائج تفيد بأنه "لا توجد فروق جوهرية بين الجنسين من حيث كثافة استخدام وسائل الإعلام" ، هذه النتيجة يمكن أن تستثير بحثاً جديدا يأخذ بالاعتبار متغير المستوى الاقتصادي الاجتماعي بالإضافة إلى متغير الجنس، وقد يصل الباحث إلى نتيجة جديدة مفادها أن كثافة استخدام وسائل الإعلام تختلف اختلافاً جوهرياً بالتفاعل بين والمستوى الاقتصادي الاجتماعي (مرتفع، متوسط، منخفض) ومتغير الجنس (ذكور & إناث)، أي أن متغير الجنس هنا له دور جوهري، لكن هذا الدور يتوقف على المستوى الاقتصادي الاجتماعي ، كأن تكشف النتائج مثلاً عن أن الذكور ذوي المستوى الاقتصادي الاجتماعي المرتفع هم أكثر  مجموعات العينة استخداماً لوسائل الإعلام أما الإناث ذوات المستوى الاقتصادي الاجتماعي المتوسط فإنهن أقل   مجموعات العينة استخداماً لوسائل الإعلام .
وبصرف النظر عن التحقق من الفروض سواء كانت النتائج بالإثبات أو بالنفي، فإن الدراسة التي تنطلق من فروض سليمة، وتتحقق من فروض علمية، تؤدى غالباً إلى استثارة أفكار لموضوعات بحثية جديدة.



 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.