-
مجموع الأنشطة
8 -
تاريخ الانضمام
-
آخر نشاط
نوع المحتوي
الاقسام
المدونات
Store
التقويم
التحميلات
مكتبة الصور
المقالات
الأندية
دليل المواقع
الإعلانات
كل منشورات العضو benghazi
-
وسط هذه الحياة وضغوطاتها اذا أصبت بخيبة أمل ، أو سمعت خبراً سيئاً ، أو قابلت أشخاصاً صعبي المراس ، فإنك تنغمس لا شعورياً في عادات سيئة ، وغير سليمة بحيث تبالغ في تصرفاتك وتركزعلى الجانب السلبي أو السيئ في الحياة ،لذلك سرعان ما تغضب .. تقلق .. إلى أن تصبح حياتك سلسلة من حالات الطوارئ .. فما هو الحل إذن؟؟؟ الحل هو أن تتبع بعض الطرق الميسرة والسهلة والتي لا تحتاج إلا إلى مزيداً من الصبر والإرادة لذلك لا تغضب 1- يجب ان تدرك ان تقاذف الكلمات الغاضبة قليلا ما يفيد في جعل الناس يغيرون مواقفهم.في مثل هذه الحالة فان أحد الطرفين لا يستمع غالبا لما يقوله الطرف الاخر. 2- حلل سلوك الاخرين لكل شخص اسبابه التي تجعله يسوغ سلوكه والتي قد تبدو لك غير منطقية أو طفولية او ربما أسوا من ذلك . اسأل نفسك ما هي سلوكيات الشخص الاخر. 3- اقنع نفسك ان لا أحد يستطيع ان يثير غضبك.انك الشخص الوحيد الذي يجب ان يكون له سيطرة على مشاعرك .انك تسىء الى نفسك اذا تنازلت عن ذلك للاخرين. 4- عليك ان تدرك انه كلما طالت فترة هدوئك وسيطرتك على نفسك زادت فرصتك للفوز.ان الغضب يعيق التفكير السليم ويمنعك من رؤية فرص الفوز. 5- تعلم ان تكون مراقبا لحياتك الشخصية وانظر لما يحدث لك بموضوعية وقم بتقييم ردود فعلك ثم حاول ان يكون أداؤك أفضل في المرات القادمة. 6- ابدأ بالتعود على ان تكون تصرفاتك تجاوبا مع الناس وليست ردة فعل على تصرفاتهم. 7- ابتعد عن الاشخاص الذين يستطيعون أن يثيروا غضبك وينتصروا عليك. [size=25]تعلم : بأن لا تهتم بصغائر الأمور لان معظم الأمور صغائر، فلا تركز على الأمور الصغيرة ولا تضخمهاكأن تسمع نقداً غير عادل ، لان ذلك سيؤدي إلى استنفاذ طاقتك دون أن تشعر .. التصالح مع العيوب: كأن يكون العيب في شكل الشخص أو مظهره ،بمعنى أن تشعر بالرضا والقبول تجاه ما تملكوتجاه ما منحك إياه الله تعالى ، لان الكمال المطلق لله عز وجل، ولان محاولة الوصول إلى الكمال تؤدي إلى التصادم مع الرغبة في تحقيق السكينة الداخلية ، والتركيز على العيب يبعدنا عن هدفنا في أن نكون أكثر هدوءا وعطفاً. لا تكن واقعياً ولا خيالياً: وهنا لاحظ الانقباض اللي يعتريك عند التعمق في التفكير وكلما تعمقت في التفاصيل كلما زاد شعورك سوءاً ،حتى يتملكك القلق ، كأن تستيقظ ليلاً فتتذكر مكالمة مهمة عليك إجرائها في الصباح الباكر فبدلا ً من تشعر بالارتياح ،تتذكر كل ما عليك القيام به في اليوم التالي فيزداد شعورك سوءاً،لذا أقتل انغماسك في التفكير ، وأوقف قطار أفكارك قبل أن ينطلق . انظر إلى الكوب الزجاجي واعتبره مكسوراً: وهذه الطريقة لتتعلم أن الحياة في تغير مستمر ،فلكل شيء بداية ولكل شيء نهاية فكل شجرةتبدأ ببذرة وتعود للتراب ، فكل سيارة وكل آلة وكل شيء سوف يبلى يوماولا محالة من ذلك اكتب رسالة عما يجيش في صدرك كل أسبوع لعدة دقائق: لتتذكر كل الناس الطيبين الذين مروا بحياتك ، وخصص لحظات كل يوم للتفكير في شخص يستحق منك توجيه الشكر إليه . تواضع للناس وتظاهر بأنك الأقل معرفة و ثقافة : وذلك بان تتخيل بأن جميع من تقابله أعلى منك معرفة ً وعلماً ، لأنك ستتعلم منهم شيئا ما ،فالسائق الطائش والمراهق السيئ الأخلاق ما وجدوا إلا ليعلموك الصبر ، فتمتع بمزيد من الصبر ودرب نفسك عليه ، وأسال نفسك : لماذا يفعلون ذلك ؟؟وماذا يحاولون تعليمي ؟؟ تعلم أن تعيش في الوقت الحاضر: ولا تسمح لمشكلات الماضي ولا اهتمامات المستقبل بالسيطرة على وقتك حتى لا تستمر في القلق والإحباط .. اعلم إن قدرة الله تبدو في كل شي: في شروق الشمس وفي غروبها وفي ابتسامة طفل وفي .... لتشعر بالسكينة ولترا الجوانب الايجابية في الحياة . أخف صدقتك بحيث لا تدري يمينك ما أنفقت شمالك: ولا تفصح عما أنفقت ، وتأمل ذلك الشعور بالارتياح والذي سينتابك عند إعطائك بغير مقابل ، وتذكر بأن تعطي بلا مقابل .. كن رحيما بالآخرين: بأن تضع نفسك مكانهم وان تكف في التفكير في نفسك ، فتخيل انك في مأزق شخصاً آخر ، حتى تحس بآلامه وإحباطاته ، محاولاً تقديم يد العون له ، فمن هنا نفتح قلوبنا للكل ، فتبرع بما ل قليل أو ابتسم في وجه الغير ( المهم هو أن تفعل شيئاً).. لا تقاطع الآخرين أو تكمل حديثهم فهذه من سمات الأشخاص المشغولين كثيراً ، والذين لايدركون مدى الطاقة التي يستنزفونها لأنهم يتحدثون عن شخصين في آن واحد ، لذا ذكر نفسك قبل البدء في الحديث وتحلى بالصبر ...
-
الزواج هو نصف الدين ومتمم الحياة بتمار الجنة ألاوهي الأطفال ،فهم يغيرون الحياة بينما طرق الزواج تغيرت بوسائل التقدم والتطور ،ونعرف في قديم الزمان الحب إشاعة ويبقى بعد الزواج حظ حيث يزوجون الفتاة في سن مبكر عن طريق التقاليد دون أن ترى وجه الرجل ،يتم العقد والرجل لايعرف صورة الفتاة التي رسمها في مخيلته يحكون عن العروس ترتدي زي خمار ولايظهر منها جزء وتركب فوق البغل أوالحمار ويصطحبونها الأهل إلى منزل العريس على دقات الطبل إلا أن تصل وينتظرون،لأمرين أن يفتخروا بها أويدبحوها على قلة أخلاقها ومع الوقت والأيام تغيرت هذه التقاليد وحسب أفلام أبيض أسود يصورون صورة المجتمع ،لانخفاض الزواج التقليدي مابين 1935 إلى 1970 وانخفض كثيرا مابين 1970 إلى 1980 إلا أنه لم يمت وقبل هذه المراحل تغير وتطور الزواج التقليدي من حيث أن الحق للبنت بأن ترى صورة الرجل ولها الحق في الرفض ،أو القبول وممنوع عليها الخروج معه فالنزهة مع الخطيب تعتبر جريمة وفي سنة 1991 إلى 2000 بدأ الزواج التقليدي ينقرض إلى أن انقرض بالمرة سنة 2012 نتمنى أن نسمع ذلك تزوج تلك عن طريق العائلة أو الحي أوأعجب بها ،وتبعها وسأل عنها وتقدم لأهلها من المستحيل ففي سنة 1980 من الممكن لأنه عرف بزمن السداجة إلى ماقبل من سنوات أما جيل هذا العصر تغير منهم الشباب والبنات أصبح الشاب لايتزوج بتلك الطريقة،فبعض الشباب يريد أن يعيش حياته ويأخد العبرة ولايحب أن يدخل القفص الزوجية، ويرى البعض الزواج التقليدي تخلف وكما أنا بعض البنات لاتعترف بالزواج التقليدي بالمجتمع ،وتحب بأن تبحت عن رزقها في الاميل أوالفيسبوك أومواقع الزواج حيث تعرض صورتها ومعلوماتها بطريقة مباشرة وتترك عنوانها أما الفيسبوك البعض وليس الجميع يبحت عن الزواج بطريقة غير مباشرة ،يعرض الرقم والصور فالبعض يرى زواج الفيسبوك ناجح والبعض يندم عن اليوم الذي فكر بذاك الوضوع،فالزواج من خلاله ينطلق بعلاقة عاطفية ومعروف عليها حرام وقد تدوم وتختم بالزواج وقد لاتدوم وتنتهي في حالة إعجاب الطرفين الحالة الخطيرة عندما يتعلق الشاب أوالشابة بصورة وأثناء الالتقاء،يكتشف أكاديب أحديهما من خلال الشخص ليس صاحب الصورة الخلابة ومن حيث العمر والكدب ووووو إلخ فهل تعتبر وسائل الدردشة ناجحة لجمع الطرفين بالحلال ؟ هل دائما وسائل الدردشة تختم بـالزواج ؟ مارأيكم في ظاهرة بعض الفتيات رغم أنها قد لاترفض الزواج التقليدي ،في حالة وجدت الشخص المناسب تسخر من هذه التقاليد ؟ لما البنات أصبحت تعاني أزمة تأخر الزواج رغم بحتها عن الرجل بشتى الطرق ؟ هل لأن بعض الشباب عاطلة في المجتمع ؟ أوأنها تحب الحرية ؟ أولأن راتبها الشهري غير كافي لتحقيق طموحات الزوجة ؟ أولأن بعض الفتيات يطلبون سعرا جد مرتفع في المهر ؟ فقبل 2012 بسنوات كانت النساء العاطلات أكثر زواج من الموظفات ،أما الآن في هذا العصر انخفضت معيشة المجتمع وأصبح بعض من الشباب يتنازلون عن الحب فهم غير قادرين لتحقيق زوجاتهم مايحبون من أحلام وكما أنهم يطمعون في الموظفة التي تشتغل معهم فهي ستساعد على تحقيق طموحات أطفالهم فالحب لن يدفع فتورة الماء والكهرباء والكراء ومصاريف الأطفال هذا مجتمع اليوم كل شيء تغير فيه وبعض الأشياء انقرضت بمرة لدرجة نجد بعض الفتيات ملهوفات عن الزواج فهي اليوم كل مايهمها الزواج ،ترتبط مع ابن الحي والجامعة وابن الدردشة في نفس الوقت وفي شوق للمزيد وفكرتها لابد أن أحدهم سيصدق ومن طرق بابـها مرحبا ،والتخوف إن انكشفت لهم جميعا تخرج مع الأول وقلبها ينبض نبضة خوف سريع من أن يرى حقيقتها الآخران،هكذا البعض في حياته وأقسم بالله أنا ظاهرة موجودة عند البعض مع أشد احترامي للباقي هذا هومجتمعنا مجتمع اليوم
-
قالوا أن المال أجمل ما بالحياة فبذلت قصاري جهدي لأجني مالي الخاص ، بلا مساعدة من غيري فرحت قليلا في البداية ...وسعدت بذلك كثيرا .. لكني تأكدت إنه ليس أجمل ما بالحياة قالوا أن الحب أجمل شئ في الوجود فعندما أحب قلبي ، أعتدت الحب ، وتعودت عليه فكنت في غمرة حبي ، أبحث عن أجمل ما بالحياة تُري هل هو الزواج بمن أحب ؟ أو هو الإستقرار بعد الحب؟! فعلمت أن الحب ليس بأجمل شئ في الوجود فقالوا أن الحرية لا تقدر بثمن فدفعت كل ما أملك لأكون حرة فوُلد بداخلي رجلا حكيما وأنثي طاغية فكنت أكن إعجابا شديدا لمن يحاول ترويض هذه المهرة الجامحة وإرضاء ذلك الرجل الحكيم إذن فالحرية ليست أجمل ما بالحياة وقالوا أيضا أن الصداقة كنز تقتنيه في بعض الأحيان أمل البشر .. وأذهب إلي قطتي وتكون هي كل الأصدقاء وعرفت أن هناك من هم لا يملكون أصدقاء كأصدقائي ومن هم لم يهبهم الله نعمة الأصدقاء فليست الصداقة أجمل ما بالوجود قالوا أن الجمال .. أعظم ما في الحياة ولأن هناك أنواع عدة من الجمال ما ظهر .. وما بطن ولأن الجمال في حد ذاته وجهات نظر فلم أجد ما أبحث عنه في هذه الفئة فكم من ملكة جمال .. انتحرت !! أتعلمون إني هنا أعترف !!! بالطبع تعلمون ذلك إن أجمل ما بالوجود هو " الأمل " نعم إنه الأمل .. الأمل في أن تحب من جديد وأ ن تجد من يحبك .. حتي وإن تخلي عنك حبيبك الأمل في أن تسعد بجوار حبيبك وتستقر معه .. حتي إن كنت تعاني معه أوتمر بأزمة الأمل في أن تجد مالا وفيرا... وأنت لا تملك منه إلا القليل الأمل في أن يكون لك ولدُُ صالح.. وأنت لم تتزوج بعد الأمل أن يكون عملك مرموقا .. وأنت في بدايات رحلة البحث عنه الأمل في أن تكون جميلا .. وإن كنت حتي لا تملكه الأمل في تجدد النشاط بعد الخمول الأمل في جو هادئ بعد ريح عاتية الأمل في أن يكون لك أصدقاء يرضون عنك وأنت راضٍ بهم .. وإن كنت بلا أصدقاء الأمل في أن تكون حرا .. في حين أنك الأن سجينا.. الأمل في حياة عزيز.... وهو راقد علي فراش الموت الأمل في الجنة ... وأنت بشر.. برغم أن وكل بني آدم خطاءين.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تزوج رجل من امرأة جميله جدّا جدّا وأحبها جدّا .. وجاء وقت انتشر فيه مرض يسبب الدّمامل في البشره ويُشوّه المريض تشويها كبيرا جدّا .. وفي يوم شعرت الزوجة الجميله بأعراض المرض وعلمت أنّها مُصابة به وستفقد جمالها .. لكنّ زوجها كان خارج البيت لم يعلم بعدُ بمرضها .. وفي طريقه للعودة . ..أصيب بحادث أعلمها فيه أنّه فقد بصره وأصبح أعمى .. وأكمل الزّوجان حياتهما الزوجية يوما وراء يوم الزّوجة تفقد جمالها وتتشوه اكثر واكثر , والزوج أعمى لايعلم بالتشوه الذي أفقدها جمالها بل تحوّل من جمال الى قبح .. واكملا حياتهما 40 سنة (أربعين سنة ) بنفس درجة الحبّ والوئام لهما في أوّل الزواج .. الرجل يحبّها بجنون ويعاملها باحترامه السّابق وزوجته كذلك .. الى أن جاء يوم تُوفيت فيه زوجته ( رحمها الله ) .. وحزن الزّوج حزنا شديدا لفراق حبيبته.. وحينما انتهى الدّفن .. جاء الوقت ليذهب جميع الرجال الى منازلهم .. فقام الزوج وخرج من المكان وحده .. فناداه رجل يا أبا فلان .. الى أين أنت ذاهب ؟ فقال : الى بيتي !! فردّ الرجل بحزن على حاله : وكيف ستذهب وحدك وأنت أعمى (كان الزوج يقوده أحد لأنّه اعمى ) فقال الزوج : لست أعمى !! إنما تظاهرت بالعمى حتى لاأجرح زوجتي عندما علمتُ بإصابتها بالمرض , لقد كانت نعم الزوجة وخشيت أن تُحرج من مرضها فتظاهرت بالعمى طوال الأربعين سنة وتعاملت معها بنفس حبّي لها قبل مرضها هذْآ هّو وفْآء بعض الرّجآلْ تحياتي
-
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ((قصة قصيدة ليت الليالي كلها سود)) تحكي قصة رجل لديه من الأولاد تسعة ، وعندما أنجبت زوجته لعاشر مرة فاذا هي بنت ، لكنه والعياذ بالله عندما بُشّر بالبنت حزن حزناً شديداً لعدم رغبته بالبنات ، وقال قولته المشهوره : ( يا ليلي الأسود ) . المهم مرت السنون والأيام وكبر الأب وأصيب بالعمى وتزوج الأبناء الذكور وانشغلوا بحياتهم مع أُسرهم ،وأصحابهم ونسوا أبيهم المريض الضرير ، ما عدا ابنته لم تنساه يوماً ، فقد كانت بارّةً بوالدها ، وتقوم برعايته على أكمل وجه ، وفي يومٍ من الأيام دخلت على أبيها لتعطيه الدواء ، فسألها : من أنتي . فقالت : ( أنا ليلك الأسود يا أبوي ) . فرد عليها نادماً ومتأسفاً على ما بدر منه في حقها : ( ليت الليالي كلها سود ) وقال هذه القصيده -------------------- ليت الليالي كلها سود دام الهنا بسود الليالي لو الزمان بعمري يعود لا احبها اول وتالي ماغيرها يبرني ويعود ينشد عن سواتي وحالي والا أبد ماعني منشود لولاها واعزي لحالي تسعه رجالٍ كِنهُم فهود محدٍ تعنى لي وجالي كن الغلا والبِر مفقود كلٍ غدا بدنياه سالي ماغير ريح المسك والعود بنتي بكل يومٍ قبالي ماشفت منها نقص ومنقود تسوى قدر عشرة رجالُ يارب يامالك يامعبود تقسم لها الرزق الحلالي صرت بسبايب ليلي محسود اثرى الهنا بسود الليالي
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابحث عمن يحتاج: فقد جاء في الكتاب " الأجمل أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته، فالأشجار في البستان والقطعان في المراعي تعطي كي تحيا، فهي إن لم تعطِ عرضت حياتها للتهلكة". تحرك واجتهد في الحياة وكن عاملاً منتجاً مستنيراً بالمعرفة: فقد جاء في أقوى مقاطع الكتاب " والحق أقول لكم : إن الحياة تكون بالحقيقة ظلمة حالكة إذا لم ترافقها الحركة، والحركة تكون عمياء لا بركة فيها إن لم ترافقها المعرفة". أحب ما تقوم به: والسبب جاء في الكتاب " إذا خبزت خبزاً وأنت لا تجد لذة في عملك فإنما أنت تخبز خبزاً علقماً لا يشبع سوى نصف مجاعة الإنسان". اقبل الحزن مثلما تقبل الفرح: فهذا دليل على أننا بشر حيث قال : " إنكم بالحقيقة معلقون ككفتي ميزان بين ترحكم وفرحكم، وأنتم بينهما متحركون أبداً ولا تقف حركتكم إلا إذا كنتم فارغين في أعماقكم". اهتم بشأن الجميع من حولك: فقد ذكر في وجهة نظره عن ذهاب جماعة لسوق في ساحة المدينة لغايات التسوق قائلاً بكل إنسانية : " وقبل أن تبرحوا ساحة المدينة انظروا ألا ينصرف أحد منها فارغ اليدين". تحمل المسؤولية عما يحدث في المجتمع وحاول المساعدة: فهو عندما تحدث عن الجرائم والعقوبات قال بوضوح وجرأة إن المشكلة أكبر من مجرد جريمة وأن علينا جميعاً العمل من أجل وقفها، فما أجمل قوله : " إن القتيل ليس بريئاً من جريمة القتل، وليس المسروق بلا لوم في سرقته، ولا يستطيع البار أن يبترأ من أعمال الشرير، ولا الطاهر التقي اليدين بريء الذمة من قذارة المدنسين...كثيراً ما يذهب المجرم ضحية لمن وقع عليه جرمه، كما يغلب أن يحمل المحكوم عليه الأثقال التي كان يجب أن يحملها المبرئون وغير المحاكمين". وازن بين عقلك وعاطفتك: وسبب ذلك قوله : " لأن العقل اذا استقل بالسلطان على الجسد قيد عواطفه، كما أن العاطفة إذا لم يرافقها العقل كانت لهيبا يتأجج ليفنيها..فاجعل نفسك تسمو بعقلك إلى مستوى عواطفك وحينئذ ترى منها ما يطربك ويشرح لك صدرك". لا تحتكر الحقيقة وتظن نفسك الوحيد على حق: فقد قال بكل روعة : " ولا تقل في ذاتك "قد وجدت الحق" بل قل بالأحرى (قد وجدت حقاً)". كن صديقا كاملاً لأحدهم: فقد قال الرائع " إن صديقك هو كفاية حاجاتك، هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر، هو مائدتك وموقدك لأنك تأتي إليه جائعاً وتسعى وراءه مستدفئاً"... لكن جبران أوضح بأن الصداقة لها طريقان وليست بطريق واحدة حيث قال : " وليكن أفضل ما عندك لصديقك، فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك فالأجدر بك أن تظهر له مدها". تواضع مهما كان علمك وأشعر الأخرين بوجودهم: فشخصية جبران كان يفترض بها أن تمثل شخصاً عالماً حكيماً في الكتاب لكنه قال : " قد جاءكم الحكماء قبلي لكي يقدموا لكم من حكمتهم، أما أنا فقد أتيت إليكم لكي أغترف من معين حكمتكم".
-
السلام عليكم... أن قصتنا في الدنيا....عبارة عن قدر و صدف فكثيرة الصدف التي غيرت مجرى حياتنا...كل حسب ظروفه.......... وكل واحد منا رسم القدر طريقه...........وزينة الصدفة مساره........أتذكر أنا أن أعز أنسانة كانة في حاجة ألى مساعدة طبية لأبنتها...فأذا بها تلتقي ف مركز البريد بفاعلة خير تعمل في مستشفى الجزائر العاصمة...وبعد سماعها لقصة أبنتها التي رفض الأطباء للأسف عدم أخضاعها للعملية لكن حالتها ميؤوس منها؛؛ولكن قلب الأم بأن ترى أبنتها تدحك و تفتح عينيها و تلبي رغبة أبنتها بأن ترى البحر.. ))فأذا بهذه الأنسة ساعدتها وتسطت لها ..وتمت العملية ورأت البحر و بعد 3أشهر توفيت الطفلة..رحمة الله عليها. كل واحد يحك شو غيرت الصدف
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحديث العطر والروض النضر من قصة موسى والخضر الحمدُ لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فإنَّ قَصص القرآن العظيم هو أحسنُ القَصص وأجمله؛ لما اشتمل عليه مِن أرْقى أنواع الفصاحة، وأعلى أصناف البلاغة، مع سموِّ الغاية، وشرَف المقصد، فإنَّ قصصه ليس لمجرَّد التسلية وإمضاء الوقت، كما هي عادة قصص الناس غالبًا، ولكنَّها دروس وعِبَر، وأحكام وعِظات، تكون زادًا للعبد في حياته الدنيا؛ ليصلَ بها إلى برِّ الأمان، والسعادة الأبدية في الدنيا والآخرة. قال - تعالى -: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وقال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، وقال - تعالى -: ﴿ وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120]. قِصَّةُ نَبِيِّ الله مُوسَى مَعَ عَبْدِ الله الخَضِر عليهما السلام جاءتْ هذه القصَّة بعد أن ذكَر الله - تعالى - قصص المشركين، وما كانوا عليه مِن كِبْر واحتقار لضَعَفَة المؤمنين، منعهم ذلك من قَبول الحق والأخذ به، ثم قفَّى على ذلك بذِكْر قصَّة موسى مع الخضِر - عليهما السلام - ليبيِّن لهم أنَّ موسى مع كونه من أكابر الأنبياء، وأُولي العزم من الرسل، ذهَب هو بنفسه إلى الخضِر؛ ليتعلمَ منه ما لم يَعْلَمْه، ولم تمنعْه مكانتُه من التواضع للحق، وفي ذلك دليلٌ على أنَّ تواضعهم للحقِّ خير لهم مِن التمادي في الباطِل لو كانوا يعلمون، فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى ﴾؛ أي: واذكر أيها الرسول، حين قال موسى بن عمران - عليه السلام - أكبرُ أنبياء ورسل بني إسرائيل، أُوذي في الله أذًى كثيرًا؛ لذا كان مِن أولي العزم من الرسل، كلَّمه الله تكليمًا، وكان عندَ الله وجيهًا، فاصطنعه لنفسه، وربَّاه تحت رقابته، وأحاطه بعنايته ورعايته. قال يومًا ﴿لِفَتَاهُ ﴾؛ أي: )؛ لأنَّ الخدم أكثر ما يكونون في سِن الفتوة، وفتاه هذا هو (غلامه الذي يخدمه ويتعلَّم منه، والعَرَب تسمِّي الخادم (فتىيُوشَع بن نون) كان شابًّا، وكان محبًّا لموسى، وخادمًا له، فاختصَّه موسى رفيقًا له، وصار خليفةً من بعده على بني إسرائيل، وفتَح الله على يديه بيت المقدس، ونصَره على القوم الجبَّارين، قال لفتاه يُوشَعَ: ﴿ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ ﴾؛ أي: لا أزال مستمرًّا في السير إلى أن أبلغ ﴿ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ ﴾؛ أي: حتى أصِل إلى ملتقى البحرين ﴿ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾؛ أي: ولو أسير سنواتٍ طويلةً، حتى أصل إلى بُغيتي، وأحصِّل مطلبي. وسبب ذلك: أنَّ الله - تعالى - أوحى إلى موسى: أنَّ عبدًا من عبادي بمَجْمَع البحرين عندَه مِن العلم ما لم تُحط به، فعزم موسى أن يرحَل إليه ليتعلم منه، ولو طال به الزمنُ، وتحمَّل مِن العناء والمشقَّة ما تحمَّل، فانطلق هو وغلامه يمشيان. ﴿فَلَمَّا بَلَغَا ﴾؛ أي: موسى وفتاه ﴿ مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا ﴾؛ أي: مجمع البحرين، وهو المكان الذي وعَده الله أن يَلْقاه عنده، وقد اختلف في تعيينه، ولا فائدةَ مِن معرفة ذلك، ﴿ نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾؛ أي: نسيَا الحوت الذي تزوَّداه معهما في مجمع البحرين ﴿ فَاتَّخَذَ ﴾؛ أي: الحوت ﴿ سَبِيلَهُ ﴾؛ أي: طريقَه ﴿ فِي البَحْرِ سَرَبًا ﴾؛ أي: مسلكًا مثل السرب في الأرض، فجعل الحوت لا يمس شيئًا من الماء إلا يبس، وصار الماء كالقنطرة عليه، فكان ذلك للحوت سربًا، ولموسى وفتاه عجبًا؛ لأنَّ حياة الحوت بعدَ موته، ثم دخوله في البحر بحيث يصير عليه سربًا كالنَّفق لا يلتئم بعدَ مروره فيه - أمرٌ في غاية من العجب. ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا ﴾؛ أي: جاوز موسى وفتاه مجْمعَ البحرين، وهو المكان المقصود لهما، أحسَّ موسى بالجوع ﴿ قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا ﴾؛ أي: ما نتغدَّى به، وهو الحوت؛ ﴿ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾؛ أي: تعبًا ومشقَّة، وقد كان من الحكمة في حصول الجوع والتَّعب له حين جاوز المكان أن يطلب الغداء، فيذكر الحوت، فيرجع إلى حيثُ يجتمع بمَن يريد. ﴿ قال ﴾ يوشعُ لموسى: ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ﴾؛ أي: أرأيتَ ما حدَث لي حين لجأْنا إلى الصخرة التي بمجمع البحرين، لنستريح عندها ﴿ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ ﴾، وذلك أنَّ الله - تعالى - أوحى إلى موسى أن يأخُذ معه حوتًا، فحيث فارقه الحوت فهو المكان الذي يجِد عنده هذا العبدَ، فأخذه وجعله في مِكْتَل، فبينما هما في ظلِّ صخرة إذ تسرَّب الحوت، حتى دخل البحر، وموسى نائم، فقال فتاه: لا أُوقظه حتى يستيقظ، فلمَّا استيقظ نسِي أن يخبرَه؛ ولهذا قال: ﴿ وَمَا أَنْسَانِيهُ ﴾؛ أي: وما أنساني ذِكْر الحوت ﴿ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ لك ﴿ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ﴾؛ أي: وصيَّر الحوت طريقَه في البحر أمرًا ﴿ عَجَبًا ﴾؛ إذ صار الماء عليه سرَبًا. إشْكَالٌ وَجَوابٌ فإنْ قيل: ما وجْهُ نِسبة النسيان هنا للفتى وحده، حيث قال: ﴿ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾، ونسبته قبل ذلك لهما معًا، حيث قال: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾؟ فالجواب: هو أنَّ النسيان وقَع من فتى موسى؛ لأنه هو الذي كان تحتَ يده الحوت، وهو الذي نَسِيه، وإنما أسند النسيان إليهما هنالك؛ لاهتمامِ موسى بشأن الحوت أيضًا، فناسب أن ينسب النسيان إليهما معًا. ﴿ قَالَ ﴾ موسى ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: المكان الذي فقدْنا فيه الحوت ﴿ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾؛ أي: ما كنا نطلب فيه الخضِر؛ لأنَّه أمارة مطلوبنا ومقصودنا ﴿ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾؛ أي: فرجعَا ماشيين في الطريق الذي جاءَا فيه، يتبعان أثرَ أقدامهما؛ لئلاَّ يفوتهما الموضِع مرَّة أخرى، فأتيَا الموضع الذي نسيَا فيه الحوت. ﴿ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ وهو الخضِر - عليه السلام - وجداه مسجًّى بثوب ﴿ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ﴾؛ أي: رحمةً عظيمة خَصَصْناه بها، والرحمة هنا هي الولاية، وقيل: النبوَّة، ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾؛ أي: علمًا جليلاً، أيَّدْناه وأكرمناه به، لم نُطلِع عليه غيرَه من الناس. ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى ﴾ بعد أن سلَّم عليه: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ ﴾؛ أي: أصْحَبك، والاستفهام المراد منه هنا الطلب، ولكنَّه برِفق وأدب، وكأنَّه قـال له: ائذن لي في أن أتَّبعك ﴿ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ ﴾؛ أي: من بعضِ ما علَّمك الله ﴿ رُشْدًا ﴾؛ أي: هداية وخيرًا وصلاحًا، وقد راعى في ذلك غاية التواضع والأدب، فاسْتجهل نفْسَه أولاً، ثم استأذن أن يكون تابعًا له ثانيًا، وسأل منه أن يرشدَه ويُنعِم عليه بتعليم بعضَ ما أنعم الله عليه ثالثًا، وهكذا ينبغي أن يكون حال المتعلِّم من العالِم. ﴿ قَالَ ﴾؛ أي: الخضر لموسى: ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾؛ أي: لن تستطيع أن تصبر على متابعتي ومصاحبتي وملازمتي، ثم أكَّد ذلك معتذرًا ومشيرًا إلى السبب في عدم الاستطاعة بقوله: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ ﴾؛ أي: إنْ صحبتني ﴿ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾؛ أي: على أمور يكون ظاهرها منكرًا، وباطنها معروفًا، لم تدركْه أنت، ولم تُحطْ به علمًا؟ ﴿ قَالَ ﴾ موسى للخضِر: ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ﴾؛ أي: حابسًا نفسي على طاعتك، وعلَّق الأمر بالمشيئة؛ أدبًا منه - عليه السلام - لأنَّه يعلم أنَّ الأمر كله لله، ما شاء الله كان، وما لم يشأْ لم يكن، ثم أكَّد ذلك بقوله: ﴿ وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾؛ أي: من الأمور. ﴿ قَالَ ﴾ الخضر لموسى: ﴿ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾؛ أي: فلا تُفاتحني بالسؤال عن شيءٍ أنكرتَه مني، ولم تعلمْ وجه صحته، حتى أبتدِئَك ببيانه، فنهاه عن سؤاله، ووعَده أن يُوقِفه على حقيقة الأمر، وهذا مِن آداب المتعلِّم مع العالِم، والمتبوع مع التابع. ﴿ فَانْطَلَقَا ﴾؛ أي: على ساحل البحر يطلبان سفينة، وجِيء هنا بصيغة التثنية (فَانْطَلَقَا) وكذا ما بعدها، والظاهر أن (يُوشَع) كان معهما، ولكنَّه لم يُذكَر؛ لأنَّه لا شأنَ له مع الخضر. ﴿ حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾؛ أي: خرق الخضِرُ هذه السفينةَ التي ركباها، ﴿ قَالَ ﴾ له موسى مستفهمًا استفهام إنكار: ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ﴾؟! اللام في قوله: (لِتُغْرِقَ) للعاقبة لا للتعليل، والمعنى: لتكون عاقبة خرْقها غرق أهلها ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴾؛ أي: عظيمًا؛ لما في ذلك من إتلاف السفينة أولاً، وتعريض أهلها للهلاك ثانيًا، وكفران نعمة الحمل بلا أُجْرة ثالثًا، وهذا الاعتراض مِن عدم صبره - عليه السلام. ﴿ قَالَ ﴾ الخضرُ لموسى مذكِّرًا إيَّاه الشرط المتقدِّم: ﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾؛ أي: أنا فعلت ذلك عمدًا، وهو مِن الأمور التي اشترطت معك ألا تُنكر عليَّ فيها؛ لأنَّك لم تُحِطْ بها خُبرًا؛ لأن لها سِرًّا لا تعلمه أنت. ﴿ قَالَ ﴾ موسى للخضر معتذرًا: ﴿ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ﴾؛ أي: لا تَلُمْني ولا تُعاتبني على ما حصل مني نسيانًا ﴿ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴾؛ أي: ولا تُحمِّلني شيئًا فيه عسر ومشقَّة؛ لئلاَّ يلجئني ذلك إلى مفارقتك، والمعنى: لا تُعسِّر عليَّ متابعتك بالمؤاخذة على مِثل ذلك، بل يسِّرها عليَّ بالمسامحة، وترْك اللوم والمعاتبة. ﴿ فَانْطَلَقَا ﴾؛ أي: بعد أن خرجَا من السفينة إلى الساحل ﴿ حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا ﴾ كان يلعب مع أصحابه ﴿ فَقَتَلَهُ ﴾ الخضر، وذلك بقَلْع رأسه مباشرةً من غير سابق إنذار، كما وردَ في الحديث الآتي. ﴿ قَالَ ﴾ موسى للخضر مستفهمًا على وجه الإنكار الشديد: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾؛ أي: بريئة ممَّا يوجب قتلَها، فهي لم تقتلْ نفسًا حتى تُقتَل بها ﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾؛ أي: منكرًا عظيمًا، أعظم مِن الأول؛ لأنَّ خرق السفينة يمكن تداركُه بالسدِّ، أمَّا هذا فلا سبيلَ إلى تداركه. ﴿ قَالَ ﴾ الخضِرُ لموسى: ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ ذَكَّره بالشرط الأول مرَّةً أخرى، وزاد في قوله هنا: ﴿ لَكَ ﴾؛ زيادة في العتاب واللوم؛ لأنَّه تكرَّر منه ما يُوجِب ذلك. ﴿ قَالَ ﴾ موسى للخضر: ﴿ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا ﴾؛ أي: بعدَ هذه المرَّة ﴿ فَلاَ تُصَاحِبْنِي ﴾؛ أي: فاترُكْ مصاحبتي، ولا تجعلني صاحبًا لك؛ ﴿ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ﴾؛ أي: قد وجدت مِن جهتي عذرًا؛ لأنَّك أعذرت إليَّ مرة بعد مرة، فخالفتُك ثلاثَ مرات بمقتضى طبْع الاستعجال، فتكون قد بلغتَ الغاية التي تُعذَر بسببها في فراقي، وهذا كلامُ شخص نادم أشدَّ الندم، قد اضطره الحال إلى الاعتراف، وسلوك سبيلِ الإنصاف، وقد ثبَت في الصحيح أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رحمةُ الله علينا وعلى موسى، لو صَبَر على صاحبه لرأى العجب، لكن أخذتْه مِن صاحبه ذمامةٌ ]أي: إشفاق من الذم]، فقال: ﴿ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ﴾. ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَة ﴾ اختُلِف في اسمِها، ولا فائدةَ من تعيينها ﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾؛ أي: طلبوا منهم أن يَقوموا معهما بحقِّ الضيافة فيُطعموهما ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾؛ أي: امتنعوا مِن استضافتهما، وذلك علامة على أنهم لم يكونوا مِن أهل الكرم، ولا أهل الإيمان الكامِل؛ فإنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن كان يؤمِن بالله واليوم الآخِرِ، فليكرمْ ضيفَه))؛ متفق عليه. ﴿ فَوَجَدَا فِيهَا ﴾؛ أي: في هذه القرية ﴿ جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ﴾؛ أي: قاربَ أن يسقُط وينهدم ﴿ فَأَقَامَهُ ﴾؛ أي: عمَّره الخضرُ وأصْلَحه، ﴿ قَالَ ﴾ له موسى: ﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾؛ أي: لأخذتَ أُجرةً على إصلاح هذا الجدار لأهل هذه القرية، الذين امْتَنعوا مِن استضافتنا؛ قال له ذلك تحريضًا وحثًّا على أخْذ الأجْر؛ لإنفاقه في الطعام والشراب وما يحتاجونه عوضًا عن ضيافتهم. ﴿ قَالَ ﴾؛ أي: الخضر لموسى: ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾؛ أي: هذا وقت مُفارقتي إيَّاك، بحسب ما تَمَّ الاتفاق عليه، وشرطْتَه على نفسك من المفارقة بعدَ هذا السؤال ﴿ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ﴾؛ أي: الآن سأُخْبرك بمآل وعاقِبة ﴿ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾؛ أي: هذه الأمور التي صدَرَتْ مني، ولم تصبرْ عليها، وهي خلاص السفينة من اليدِ الغاصِبة، ونجاة أبوي الغلام مِن شرِّه، مع الفوز بالبدَل الأحسن، واستخراج اليتيمين للكَنْز. ثم أخذ الخضِرُ في تفسير ما أَشْكل أمرُه على موسى ممَّا أنكر ظاهره، وقد أظهر اللهُ الخضِرَ على باطنه، فقال: ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ ﴾؛ أي: التي خرقتُها بقَلْع لوح منها ﴿ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ ﴾؛ أي: قوم عجَزة وضعفاء ومحتاجين ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾؛ أي: يحترِفون بالعمل والاكتساب بها ﴿ فِي الْبَحْرِ ﴾ بنقل الناس والبضائع من ساحِلٍ إلى آخرَ ﴿ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾ وذلك بخرقها. ثم بيَّن السبب في ذلك بقوله: ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾؛ أي: أمامهم، فإن كلمة (وراء) مِن الألفاظ المتضادة، تُطلق على الخلْف والأمام، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾؛ أي: أمامه، كالقُرْء يُطلق على الحيض والطهر معًا. والمعنى: وكان أمامَ أصحاب السفينة ملِك ظالم، يَعتدي على أصحاب السفن السليمة، فـ﴿ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ ﴾ صالحة ﴿ غَصْبًا ﴾ مِن أصحابها، فأردتُ أن أعيبها؛ لأرده عن سفينتهم هذه، وتسلَم مِن غصْبه، ولم أفعلْ ذلك لمجرد عيبها فقط. ﴿ وَأَمَّا الْغُلاَمُ ﴾ الذي قتلتُه ﴿ فَكَانَ ﴾ كافرًا، وكان ﴿ أَبَوَاهُ ﴾؛ أي: أبـوه وأمه ﴿ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا ﴾ لو تركناه حيًّا ﴿ أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴾؛ أي: خِفْنا أن تحملهما محبَّتُه على متابعته في الكُفر، فيوقعهما في المشقَّة والهلاك. والمعنى: لو بلَغ هذا الغلام فإنَّه سيدعو أبويه إلى الكُفر، ولفرط محبتهما له سيتابعانِه على ما فيه هلاكهما. ﴿ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً ﴾؛ أي: طهارة ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾؛ أي: رحمة بهما وصِلة لهما، والمعنى: أردْنا أن يرزق الله هذين الأبوين ولدًا، يكون خيرًا من هذا الولد دينًا وصلاحًا، وأقرب عطفًا ورحمة، وبرًّا وشفقةً بهما، وفي هذا تحقيقٌ لقوله - تعالى -: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فإنَّ أبويه يحبَّان بقاءَه وهو شرٌّ لهما، ويكرهان وفاتَه وهو خيرٌ لهما، والله أعلم منهما بما فيه صلاحُهماوسعادتهما. ﴿ وَأَمَّا الجِدَارُ ﴾ الذي أقمتُه ﴿ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ ﴾ (الغلام) هو الصغير، و(اليتيم) - مِن بني آدم - من مات أبوه قبلَ البلوغ، ومن غيرِه مَن ماتت أمُّه ﴿ وَكَانَ تَحْتَهُ ﴾؛ أي: تحت الجِدار ﴿ كَنْزٌ لَهُمَا ﴾، و(الكنز) هو المال المدفون من ذهب أو فضة ونحوهما، ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا ﴾ رجلاً ﴿ صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ﴾؛ أي: كمال قوتهما بالعقـل والرأي، ﴿ وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا ﴾ ليتصرَّفَا فيه، وينتفعا به ﴿ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾؛ أي: حصل ذلك رحمةً مِن الله تعالى، وهو تسخيره الخضِرَ لإقامة الجِدار لهما. ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ ﴾؛ أي: ولم أفعلْ ما رأيتَه مني ﴿ عَنْ أَمْرِي ﴾؛ أي: عن رأيي واجتهادٍ مني، وإنَّما فعلتُه بأمر الله تعالى، ﴿ ذَلِكَ تَأْوِيلُ ﴾؛ أي: تفسير ﴿ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾، يقال: (تسطِع) و(تستطِع) لُغتان، بمعنى تَقْدِر. خُلاصَةُ قِصِّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ عليهما السلام روَى الإمامُ البخاري ومسلم في"صحيحيهما" عن سعيدِ بن جُبَير قال: قلتُ لابن عباس: إنَّ نوفًا البكالي يزعُم أنَّ موسى صاحب الخضِر ليس هو موسى صاحِب بني إسرائيل، قال ابنُ عباس: كذَب عدوُّ الله؛ حدَّثَنا أُبيُّ بن كعْب - رضي الله عنه - أنَّه سمِع رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسُئِل: أيُّ الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتَبَ الله عليه، إذ لم يردَّ العلم إليه، فأوْحَى الله إليه: أنَّ لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلمُ منك. فقال موسى: يا ربِّ، وكيف لي به؟ قال: تأخُذ معك حوتًا، فتجعله في مِكْتَل [أي: زنبيل] فحيثُما فقدتَ الحوت فهو ثَمَّ، فأخَذ حوتًا فجعله بمكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يُوشَع بن نون - عليهما السلام - حتى إذا أتيَا الصخرةَ وضعَا رؤوسهما، فنامَا واضطربَ الحوت في المكتل، فخرَج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سَرَبًا، وأمسك الله عن الحوتِ جِريةَ الماء، فصار عليه مِثل الطاق، وفي رِواية: [حتى انتهيَا إلى الصخرة، فنزلاَ عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام، وفي أصل الصخرة عينٌ يقال لها: الحياة، لا يُصيب مِن مائها شيءٌ إلا حيي، فأصاب الحوتَ مِن تلك العين، فتحرَّك وانسلَّ من المكتل، فدخَل البحر]، وفي روايةٍ: [فأمْسَك الله عنه جرية الماء حتى كأنَّ أثرَه في حجر، قال: فقـال لي عمرو: هكذا كأن أثرَه في حجر، وحلَّـق بين إبهاميه والتي تليانهما]، [فقال فتاه: لا أُوقِظه حتى يستيقظَ]. فلمَّا استيقظ نسِي صاحبه أن يُخبرَه بالحوت، فانطلقَا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغدِ قال موسى لفتاه: ﴿ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ [الكهف: 62]، ولم يجِدْ موسى النصبَ حتى جاوزَ المكان الذي أمرَه الله به، قال له فتاه: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴾ [الكهف: 63]، قال: فكان للحوت سربًا، ولموسى وفتاه عجبًا، فقال: ﴿ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾ [الكهف: 64]. قال: فرجعَا يقصَّانِ أثرهما حتى انتهيَا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجًّى بثوب، فسلَّم عليه موسى، فقال الخضر: وأنَّى بأرض قومِك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعَمْ، أتيتُك لتعلمني مما عُلمتَ رُشدًا ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 67]، يا موسى إنِّي على عِلم مِن علم الله عَلَّمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على عِلم مِن عِلم الله علَّمكَه الله لا أعلمه، فقال موسى: ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴾ [الكهف: 69]. قال له الخضر: ﴿ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾ [الكهف: 70]، فانطلقَا يمشيان على ساحلِ البحر، فمرَّت سفينة، فكلَّموهم أن يحملوهم فعرَفوا الخضر، فحملوهم بغير نَوْل [أي: بلا أُجْرة]، فلمَّا رَكِبا في السفينة لم يفجأْ إلا والخضر قد قلَع لوحًا من ألواح السفينة بالقُدوم، فقال له موسى: قد حملونا بغير نول، عمدتَ إلى سفينتهم فخرقْتَها؛ لتغرقَ أهلها؟ لقد جئتَ شيئًا إمرًا، ﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴾ [الكهف: 72، 73]. قال: وقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: وكانتِ الأولى مِن موسى نسيانًا، قال: وجاءَ عُصفور فوقَع على حرْف السفينة، فنقَر في البحر نقرةً، فقال له الخضر: ما عِلمي وعلمك، وفي رواية: [وعِلم الخلائق] في عِلم الله إلا مِثل ما نقَصَ هذا العُصفورُ من هذا البحْر، ثم خرجَا من السفينة، فبينما هما يَمشيانِ على الساحل إذ أبْصَر الخضر غلامًا يلعب مع الغِلمان، فأخذ الخضرُ رأسه بيده، فاقتلعه بيده فقتَله، فقال له موسى: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 74 - 75] قال: وهذه أشدُّ من الأولى، ﴿ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ﴾ [الكهف: 76]. ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ﴾ [الكهف: 77] قال: مائل، فقال الخضرُ بيده ﴿ فَأَقَامَهُ ﴾، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يُضيِّفونا ﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 77 - 78]، فقال رسـولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وَدِدْنا أنَّ موسى كان صبَر حتى يقصَّ الله علينا مِن خبرهما))، قال سعيد بن جُبَير: كان ابن عباس يقرأ: (وَكان أمامَهم ملِك يأخذ كلَّ سفينة صالحة غصبًا)، وكان يقرأ: (وأمَّا الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين).