حد يساعدنى فى ترجمه ده بالرغم من ان مستقبل الاقصوصة المصريه ليس الا إمتدادا بصوره من الصور لحاضر هذه الاقصوصة وللرحله الطويله التى قطعتها منذ لحظة الميلاد حتى اليوم، فإنه بصوره اخرى يشكل وجها مغاير لحاضر هذه الاقصوصه. بالدرجه التى نحس معها بان الاقصوصة قد اطمأنت لصلابة الارض التراثية التى تتحرك من فوقها والى صنعتها الاعمال الجادة لكتابها الكبار فى مصر ،بدءا من عيسى عبيد وطاهر لاشين حتى ادور الخراط وأبو المعاطى أبو النجا، ومن ثم فانها أخذت تستجمع قوامها المبعثر لتبدا لرحله جديدة ترمى بها إلى أن تكون أكثر الفنون بلورة وتعبيرا عن جوهر اللحظة الحضاريه التى تعيشها اليوم وتصدر عنها. فقد كثر اللغط فى الايام الاخيرة حول القصة القصيرة,وادعى الكثيرون انها تعانى من أزمة أختناق حادة, وأن مستقبلها محاصر بعدد هائل من علامات الاستفهام,الى الحد الذى اختلطت معه الاصوات المخلصة بالصرخات السيئة القصد. وتزايدت الاتهامات المنهالة عليها وعلى كتابها بالغموض أحيانا وبالسذاجة أحيانا أخرى. مما أدى الى تفرق السبل بكتابها –الشبان خاصة- بصوره ملحوظة, وتعثر بعضهم فى دروب عقيمة تفضى غالبها إلى نهايات مسدوده. وبرغم هذا التشتت أو ربما بسببة أثرت هذه المرحله الجديدة على الاقصوصة المصرية بخبرات وتجارب عديدة. وعلى صعيد الشكل- يمكننا أن نقول بأنها تكاد تساوى إن لم تفق كل التجارب التى مرت بها هذه الاقصوصة طوال النصف الأول من هذا القرن وهى تجارب تطرح على الدارس عددا هائلا من التساؤلات والقضايا التى تفرض نفسها على التناول النقدى لهذه المرحلة الهامة من تطور القصة المصرية...وخاصة أنه من دور النقد الاساسى – فى تصورى- الاهتمام بهذه الحركات الجديدة والتغيرات الهامة التى تنتاب وجه الاقصوصة ليتعرف معها على الطريق الذى عليها أن تمضى فيه الى نهايتها, وعلى المسارب التى يجب عليها أن تتخلص من تبديد طاقتها عبرها. ثانيا: "وتطلعت هذا الوجه ,تلك الملامح الطفلية التى يسكب فيها سن الثامنة عشر أول كم من عصير الرجال،فيصبح لها،للسن، جمالها الخاص ،بحيث يضئ وجه كا فتى وفتاة، حتى المحرومين من الجمال،بنور جميل طازج،نور ذلك السن. شاربه النابت المحلوق الذى تكاد تعد جزور الشعر فيه شعره، بينما الذقن تسلل من الصدغين هابطة على إستحياء . ولكنه فى وسط الذقن تماما،وحول وداخل طابع الحسن تنطلق _فجأة_ كنافورة شعرية مستديرة العينين نظرات الرجال أو مجال أبصارهم الخاضع للإرادة والوعى والتحديد وليس فيها شقاوة الصبية، إنما هى نظرة بدأت تدرك وجود الاخرين ،وكما ترى الناس باستطاعة الناس أن يروا ما بداخلها، داخلها الملئ فى تلك الحظة ،الى الحافة، بنداء أقوى ما راته عيناها من نداء. أن لا تذهب أن تبقى ، نداء حقيقى صاعد رغم أنف صاحبه، شتان بينه وبين نظرة الدكتور أو المدير أبنها وهو يقول وهو يستعد لاغلاق الباب خلفها بعد إنتهاء زيارتها :وحياتك، وحياتك، ياماما تقعدى تتعشى معانا. حضرتك عايزة تروحى مش تستريحى شوية علبال الوجع ما يخف. عادت ترمق النداء قويا، ملحا فى عينيه ، ولا تملك عصيانه نداء يحرجها. فهو يتبع بكلمات تلج الإلحاح الكافى، إنما هو يترك لها الرأى القرار، يترك لها أن تضغط بكل ما تملك من رغبة على كل ما تملك من مقاومة ، وتسأل: أنا الحقيقة تعبانة ...بس أستريح فين...لازم أروح. ولكن، وبحداقة أهل الحنفى، قدم الحل البديل، فأبوه فى الدكان، وعلى بعد أمتار يوجد بيتهم المكون من حجرة واحدة وصاله صغيرة. أيليق بالمقام؟ أى مقام والساذج لايدرك أنها ،منذ استقبلت النداء قويا صادقا محتاجا قد أصبح له ،على الفور،المقام الأعلى وأصبح أقصى ماتتمناه أن تعمل، وكل ما تملك لإسعاده، منذ النداء قد انتفض داخلها مارد قادر على كل شى حى، نابض بالحياة، مارد تجاهلته وحاولت قتله وتجاهل ه أبناؤها وكل من حولها وبك ما يملكون من قيم وعظات وحكم ومثل حاولوا خنقه أوسحبه ليموت جوعا. وإهمالا وحرمانا"