اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
Dalia Fawzy

المراجعة النهائية للبناء الأجتماعى

Recommended Posts

[center]الوحدة الأولى - المجتمع والبناء الاجتماعي




س1: ما هو تعريف المجتمع، وما هي مقوماته؟



الإجابة
يعتبر تعريف المجتمع من المفاهيم المحورية في علم الاجتماع، فنحن لا نبالغ إذا اعتبرناه موضوع دراسة علم الاجتماع، فالمجتمع حقيقة جوهرية في حياة الإنسان ، فلا يستطيع بدونه أن يستمر في وجوده وحياته اليومية ، فهو الذي يجعل الحياة الإنسانية ممكنة وذات معنى.
- تعريف المجتمع Society :
رغم تعدد تعريفات علماء الاجتماع للمجتمع، إلا أنها تتفق حول وجود
المقومات الأساسية للمجتمع وهي:
1- وجود جمع من الأفراد.
2- استقرار هذا المجتمع في بيئة معينة.
3- وجود مجموعة من الأهداف والرغبات العامة والمنافع المشتركة المتبادلة.
4- توافر القواعد والأساليب المنظمة لسلوك الأفراد وعلاقاتهم المتبادلة.
والمجتمع بالمعنى العام هو:
ذلك الإطار العام الذي يحدد العلاقات التي تنشأ بين الأفراد، الذين يعيشون داخل نطاقه على هيئة وحدات أو جماعات.
ويتميز المجتمع الحديث بــ :
تعقد جماهيره، وهيئاته وتعدد النظم والأوضاع التي تنشئها هذه التشكيلات أو الحشود الإنسانية، التي يتلاقى بعضها ويتباعد البعض الأخر في نطاق الإطار العام للمجتمع ، مع اختلاف درجة ونوع العلاقات بين الأفراد.
والمجتمع بصفة عامة هو.. جماعة من الناس يشتركون في ثقافة عامة معاً، ويقيمون في حيز مكاني خاص بهم، ويشعرون أنهم يمثلون معاً كياناً واحداً متميزاً ، ولكن هناك تصورات سوسيولوجية عديدة ومختلفة لهذا المفهوم.



س2: وضح معنى مفهوم البناء الاجتماعي وخصائصه؟



الإجابة
البناء الاجتماعي Social Structure
1) تعريف البناء الاجتماعي:
1- يشير مفهوم البناء بالمعنى الواسع إلى العلاقات المتبادلة التي تربط بين مجموعة من الأجزاء ليشكل كلاً متماسكاً،
ويعد "هربرت سبنسر" من أوائل من استخدموا هذا المفهوم عند مقارنته البيولوجية أو (البناء العضوي والتطور)، لكي يوضح ما يقصده ببناء المجتمع.
أما العالم "دور كايم" فقد استخدم المفهوم في مناقشته للظواهر الاجتماعية التي تمتاز بعموميتها وقدرتها على الانتقال من جيل إلى جيل آخر،
ولكن "رادكليف براون" وهو من أشهر العلماء الذين استخدموا هذا المفهوم واعتنوا بتحديد معناه فالبناء عنده يشير إلى وجود نوع من التنسيق والترتيب بين "الأجزاء" (الأفراد) التي تدخل في تكوين "الكل" (المجتمع) الذي يسمى "بناء".
2- وثمة اتجاه آخر: بين العلماء ينظر إلى البناء الاجتماعي من منظور أكثر تحديداً من السابق: الدور الاجتماعي فقط ويعتبر كل من: "ناديل" و "جيرث" و "رايت ميلز" أشهر ممثلي هذا الاتجاه .
فـ"ناديل" يذهب إلى القول: بإمكاننا التعرف على بناء المجتمع من خلال "الكشف عن العلاقات السائدة بين الأفراد" وذلك بعد التعرف على قدرتهم على أداء الأدوار المختلفة" أما كل من "جيرث وميلز" فقد أكدا أن مفهوم الدور يعد مفهوماً أساسياً لفهم البناء الاجتماعي.
الخلاصة: البناء الاجتماعي هو.. ترتيباً للأفراد في علاقات تخضع لنظم معينة.
وهكذا نقول: إن وحدة البناء الاجتماعي هي الفرد، في حين أن التنظيم يهتم بترتيب أوجه النشاط، وأما النظام فيهتم بالتصرفات المتوقعة أو العلاقات في داخل البناء.
2) خصائص البناء الاجتماعي:
هناك عدة خصائص لأي بناء اجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات وهي كالتالي:
أولاً: يتكون البناء الاجتماعي من أنماط العلاقات الاجتماعية:
لا توجد هذه العلاقات الاجتماعية إلا عندما يوجد بعض الانسجام بين مصالح هؤلاء الأفراد، وحينما توجد أيضاً محاولات للحد من الصراع الذي قد ينشأ من تعارض هذه المصالح.
ثانياً: البناء الاجتماعي هو كل متشابك الأجزاء:
أي أنه يتألف من أجزاء متشابكة متداخلة تكون نسيجاً متمتماسكاً يصعب عزل بعضه عن البعض الآخر،
وهذه الأنماط يمكن تقسيمها أو تصنيفها إلى ثلاثة أقسام:
1- الجماعات أو التجمعات التي يتكون منها المجتمع (الأسرة ، المدرسة، الهيئات).
2- النظم الاجتماعية التي تمثل الجهاز الذي عن طريقه يستمر البناء الاجتماعي ويبقي على مر الزمن (النظام التربوي، النظام الصحي، النظام السياسي، النظام العسكري).
3- المراكز الاجتماعية التي يحتلها الأفراد، والأدوار التي يقومون بها (القائد، المدير، الطبيب، النجار).
ثالثاً: البناء الاجتماعي مستقر ومستمر:
إن الاستقرار والاستمرار هما من الشروط الأساسية لأي مجتمع، فحتى يقوم أي مجتمع من المجتمعات بوظيفته الأساسية (الحفاظ على تماسكه وكيانه) لابد من توافر شرط أساسي لذلك يتجسد في وجوده مدة طويلة من الزمن تكفي لظهور بناء مميز له، ثم استمرار هذا المجتمع واستمرار بنائه فيما بعد.
ولا يقصد بالاستمرار هذا الجمود والثبات بالطبع، وإنما التغير الديناميكي والتجدد المستمر، كالتجدد والتغير في العلاقات والأدوار والمراكز الاجتماعية.
3) وظائف البناء الاجتماعي:
1- الحفاظ على تماسك المجتمع وكيانه. 2- الترابط والتكامل في المجتمع.
وهذا يعني أن البناء الاجتماعي يقوم بدور المحافظة على نمط الحياة السائد في المجتمع.



س3: وضح معنى النسق الاجتماعي وخصائصه ومكوناته؟




الإجابة
النسق الاجتماعي Social System
1) ماهية النسق الاجتماعي:
هو نمط من العلاقات بين مجموعة من العناصر،
وينظر إليه باعتباره يملك خواص ترتبط به وتتولد عن وجوده خلافاً لخواص غيره من الأنساق،
وينظر إلى النسق أيضاً باعتبار أن لديه استعداداً ذاتياً كامناً نحو التوازن، وبالتالي فإن تحليل الأنساق يعني تحليل الميكانيزمات (الآليات) التي تحقق هذا التوازن وتحافظ عليه داخلية كانت أم خارجية.
وتقدم النظرية الوظيفية عند "تالكوت بارسونز" أكمل استخدام لنظرية الأنساق في علم الاجتماع.
والنسق الاجتماعي في رأي "بارسونز" يشير إلى:
علاقة مستقرة بين اثنين من الفاعلين، أو بين مجتمعين ككل، أو بين نسقين في المجتمعات أو بين أي مستوى من هؤلاء.
وينظر بعض العلماء إلى النسق الاجتماعي من مستويين أو زاويتين مختلفتين:
- فمنهم من ينظر إلى النسق "كشيء محسوس" أي أنه بنيان اجتماعي تعاوني يتكون من فردين أو أكثر يتفاعل كل منهم مع الآخر.
- ومنهم من ينظر إلى النسق على أنه "شيء مجرد" ويعرف بأنه: أنماط العلاقات التي تسود من جيل إلي آخر ومن منطقة إلى أخرى وتفرض نفسها دون أي صلات شخصية لأن الأفراد لهم صلة مشتركة.
ويعرف "سوركن" النسق الاجتماعي بأنه :
تفاعل ذو معنى بين اثنين أو أكثر من الأفراد يؤثر أحد الطرفين بشكل واضح على السلوك الظاهر أو الحالة العقلية للطرف الآخر.
ويعرف "تشايل وكون" النسق الاجتماعي بأنه:
مجموعة من الأفراد يتفاعلون مع بعض أثناء عمل النسق أكثر من تفاعلهم مع غير الأعضاء.
2) خصائص الأنساق الاجتماعية:
أولاً: وظيفة النسق الاجتماعي: الأنساق الاجتماعية هي أنماط منظمة للسلوك الفردي والجماعي، الذي يستهدف إشباع الحاجات وذلك وفق ما تراه كل جماعة ملائماً لظروفها وقيمها ومعاييرها.
ثانياً: واقعية أو موضوعية النسق الاجتماعي: ويعني ذلك أن وجود النسق الاجتماعي لا يتوقف على وجود أفراد معينين فالأنساق موجودة على الدوام، وفي كل مجتمع، وهي تستمر من جيل إلى آخر، ولا تتأثر بتغير الأفراد.
ثالثاً: نسبية النسق الاجتماعي: وتعني أن كل نسق اجتماعي لا يحتفظ بشكله جامداً أو موحداً في كل المجتمعات أو العصور التاريخية وبذلك لا يمكن النظر إلى الأنساق كحقائق ساكنة أو ثابتة، بل هي مختلفة متحولة من حيث المحتوى والمظهر والبناء في المجتمع الواحد، وفي عصور مختلفة أو في مجتمعات مختلفة في عصر واحد.
رابعاً: جبرية وإلزام النسق الاجتماعي: فالأنساق الاجتماعية ملزمة للأفراد وجبرية لهم، بمعنى أن نظرتهم لها تتصف بالهيئة والاحترام، وذلك لما يتمتع به من سلطان عليهم نشأ من قوتها التي تفرض بها سلطتها على الأفراد، وهي القوة التي يشعرون بها، كلما حاولوا مخالفة هذه الأنساق، وتتضح فيما يتعرضون له من عقاب أو جزاء مادي أو أدبي أو لوم أو سخرية.
خامساً: ترابط وتكامل الأنساق الاجتماعية:
ويعني ذلك أن الأنساق الاجتماعية تتصف بالتداخل والتفاعل والتكامل والترابط في أداء وظائفها وتحقيق أهدافها، بحيث إن كل تغيير يطرأ على أي نسق يؤثر على الأنساق الأخرى، وذلك لأن المجتمع يتكون من مجموعة مترابطة من الأنساق.
سادساً: دينامية وتطور الأنساق الاجتماعية: تتميز الأنساق بتغييرها وحركتها الدائمة من حيث المحتوى أو البنيان أو الوظيفة أو الشكل الخارجي، ففي النسق العائلي مثلاً نجد أن الوظائف الاجتماعية التي تؤديها الأسرة قد تطورت في المجتمعات الإنسانية.
3) مكونات النسق الاجتماعي:
1- الاعتقاد Belief : يطلق مصطلح الاعتقاد على أي رأي يقبل كحقيقة حول أي موضوع أو ناحية من نواحي الحياة.
وتصل بعض المعتقدات عند الأشخاص إلى مرحلة التقديس والتبجيل وهي تعتبر تشكيلات أو مؤشرات عن ماهية التفكير نحو الكون وأشيائه المختلفة والعلاقات الموجودة به وهي تؤسس القاعدة المعرفية للفعل الاجتماعي،
وأهمية المعتقدات بالنسبة للدارس في علم الاجتماع ليست في تحديد صدقها أو كذبها أو موضوعيتها إنما المهم هو أخذها في الاعتبار عند محاولة تفسير أي سلوك أو فعل اجتماعي.
2- الشعور Sentiment: وهو مرتبط إلى حد كبير بالاعتقادات ويندمج معها كأساس للسلوك، وعلى سبيل المثال فإن شعورنا نحو شيء ما يمثل مجموعة الوجدانيات نحو هذا الشيء أي ما نحس به نحوه.
3- الغاية أو الهدف End: وهو التغير أو في بعض الحالات مجرد الحفاظ على الوضع الراهن، والذي يتوقع أعضاء النسق الاجتماعي إنجازه من خلال الأنشطة المختلفة التي يتضمنها تفاعلهم الاجتماعي، والتي تنصب وظائفها الأساسية على إشباع الحاجات.
4- المعايير Norms: يشير مصطلح المعايير إلى قواعد متعارف عليها أكثر منها قواعد مكتوبة أو تنظيمات أو قوانين وهي تحتوي على جانب أخلاقي بحيث أنها تصف السلوك أو الفعل الأخلاقي الفردي أو الجماعي داخل النسق الاجتماعي أو خارجه.
وتعتبر المعايير قواعد سلوكية تحدد الخطأ والصواب والمناسب وغير المناسب والطيب والرديء في العلاقات الاجتماعية وبعض المعايير عامة في طبيعتها بحيث يجب ألا يخالفها جميع الأفراد بينما البعض الآخر محدد ويطبق على أفراد معينين.
5- الدور الوظيفي Status Role: ويشمل الدور الوظيفي عنصرين أساسيين أحدهما بنائي وهو المركز الذي يشير إلى موقع الفرد في النسق، والعنصر الآخر السلوكية وهو الدور والذي يشير إلى التوقعات السلوكية التي ترتبط بالمركز.
حيث يمكن القول أن الدور الوظيفي عبارة عن التوقعات السلوكية للفرد الشاغل لمركز معين.
6- القوة Power : يشير مصطلح القوة إلى القدرة على التحكم في سلوك الآخرين أو السيطرة عليه،
وقد تكون هذه القدرة من خلال السلطة أو من غير السلطة والسلطة هي الحق الذي يكلفه أعضاء النسق لفرد معين لكي يتمكن من ضبط سلوك الآخرين، ومنشأ السلطة يكمن دائماً في الدور الوظيفي أكثر منه في الأفراد.
فمثلا .. سلطة المدرس أو رجل البوليس تنشأ من وظيفة كل منهما.
والنوع الثاني من القوة هو ما يمكن أن نطلق عليه التأثير وهو يعني تلك القدرة على التحكم في سلوك الآخرين. وتمكن قدرة القرد على التأثير في خصائصه الشخصية أكثر منها في الدور الوظيفي الذي يشغله.
7- المكانة أو المرتبة Rank: وهي تشير إلى المنزلة أو درجة أهمية الفرد في النسق والسلطة أو التأثير ويمكن وضع كل الأفراد الذين يمثلون مكانات متساوية داخل النسق في فئة أو طبقة معينة يمكن تمييزها عن الفئات الأخرى.
وقد يحدد هذا الوضع الحقوق والواجبات وأنواع السلوك الأخرى بما في ذلك طبيعة ومدى العلاقة بأشخاص آخرين لهم مكانات مختلفة.
8- الجزاءات Sanctions : وهو اصطلاح يشير إلى الثواب والعقاب الذي يفرضه أعضاء النسق الاجتماعي كأسلوب لمواجهة أي انحراف عن معايير النظام أو أنماطه السلوكية المتعارف عليها، وقد يكون الجزاء موجباً متمثلاً في مكافآت أو شكر أو تأييد وقد يكون سالباً مثل العقاب أو السخرية أو اللوم أو التأنيب.
9- التيسيرات Facilities : وهي الوسائل أو الأدوات التي يستخدمها أعضاء النسق الاجتماعي في تحقيق أهداف النسق، وقد تشمل الوقت، والمكان ، والأدوات، والعاملين وجميع الإمكانات أو المتطلبات اللازمة لإنجاز هدف معين، ولابد أن تتماشي التيسيرات مع الأهداف التي ترغب الجماعة في تحقيقها.



س4: ما الفرق بين الدور والمكانة وما هي مفاهيم الدور؟




الإجابة
الدور والمكانة الاجتماعية Social Role and Status
إن نظرية الدور ومفهوم الدور لم يتقدما إلا على يد علماء الاجتماع الذين يرون أن المجتمع ليس سوى جهاز معقد ومتداخل من الأدوار والمكانات الاجتماعية، يشغل الفرد فيه عدداً من المكانات التي يحمل كل منها افتراضات معينة تتعلق بالوظائف التي يتوقع أن يؤديها هذا الفرد في المجتمع.
والذي يهم عالم الاجتماع، أو دارس علم الاجتماع والمجتمع هو المكانة الاجتماعية التي يشغلها الفرد، وما يتصل بها من سلوك وأدوار، أكثر مما يهمه الأفراد الذين يتصادف أن يشغلوا هذه المكانات الاجتماعية أو يلعبوا هذه الأدوار، لأن المكانات بنظرهم هي محددات الدور،
بمعنى أكثر وضوحاً نقول: إن علم الاجتماع ينظر إلى المكانات (بنوعيها الموروث والمكتسب) باعتبارها جزءاً من النظام الاجتماعي، وتوجد مستقلة عن الأشخاص الذين يؤدونها أو يقومون بها، فهي موجودة قبل وجودهم وتبقى بعد موتهم وكذلك الأمر بالنسبة للدور.
1- تعريف الدور:
يميل علماء الاجتماع إلى تعريف الدور باعتباره دالاً على الأفعال التي يقوم بها الأفراد بشكل يتوافق مع البناء الاجتماعي ويتلاءم معه.
ويعرفه البعض الدور بأنه: سلوك الفرد في موقف معين تحدده علاقات اجتماعية معينة.
وينظر إليه آخرون باعتباره: السلوك أو مجموعة من الأساليب التي يؤدي بها الفرد السلوك المطلوب، أو المتوقع منه في موقف ما حسب المعايير الخاصة.
وهناك من ينظر إلى الدور على أنه: تصور الفرد لسلوكه الذي يرتبط بوضعه الاجتماعي، أو بموقف اجتماعي معين.
2- مفاهيم الدور الرئيسية:
يشتمل مفهوم الدور على عدة مفاهيم، نتناول بعضها خاصة المرتبط منها بالبناء الاجتماعي:
1) نظام الدور: يرى "بارسونز" أن الدور هو أفعال الشخص في أثناء علاقاته مع الأشخاص الآخرين ضمن النظام الاجتماعي،
وأن تقسيم العمل في النظام الاجتماعي أدى إلى تعدد الأدوار وتباينها، وتكون كل مجموعة من هذه الأدوار المتخصصة المترابطة نظاماً معيناً في البناء الاجتماعي، كما هو الحال في نظام الأسرة، فرغم تميز نظام الأسرة بمجموعة متعددة من الأدوار المتخصصة (دور الأب، الأم، الابن الأكبر...) إلا أن هذه الأدوار مترابطة وظيفياً، وذات أهداف مشتركة، وكذلك الحال في النظام التعليمي، والنظام الاقتصادي.
إن التباين بين الأدوار كما يرى "بارسونز" شرط لوجود نظم الأدوار وتوافقها في نظام واحد معقد التكوين.
2) لعب الدور: نعني بلعب الدور، أو أدائه:
مجموعة السلوكيات أو النشاطات المحددة التي ينتظر من الفرد القيام بها في موقف معين، ويختلف الأفراد في أدائهم لأدوارهم المتشابهة نظراً لاختلاف سماتهم وقدراتهم الشخصية، أي نتيجة لاختلاف الفروقات الفردية بينهم.
في حين يرى بعض آخر أن أداء الدور هو ذو طبيعة اجتماعية وهذا يعني أن أداء الدور ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالمكانة الاجتماعية التي يشغلها الفرد في البناء الاجتماعي.
وفي الواقع يبدأ أداء الفرد لأدواره الاجتماعية بالتعقيد كلما تقدم الفرد بالعمر، وازدادت علاقاته الشخصية، وما ذلك إلا لازدياد الأدوار التي يقوم بها، فكل فرد في البناء الاجتماعي يقوم بعدة أدوار في الوقت نفسه، بحيث يكمل كل دور الأدوار الأخرى ويتبادل معها التأثير، ومع ذلك فقد يحصل لدى الفرد صراع في أدائه للدور ، الأمر الذي يقود إلى اضطراب وخلخلة في البناء الاجتماعي.
3) توقعات الدور: تحدد أداء الفرد لدوره قيم المجتمع ومعاييره المتوحدة مع شخصيته، ثم تحدده القدرات الفردية، ويكون أداء الفرد نتاجاً لعملية التنشئة الاجتماعية والتعلم، حيث تؤدى هذه العملية الاجتماعية إلى تعريف الفرد بالتوقعات المنتظرة منه لكل دور سيقوم به والتدرب عليها، فيتعلم الفرد السلوك المنتظر منه بالنسبة للآخرين، كما يتعلم القواعد التي تحدد هذا السلوك وتشكل هذه التوقعات التي ينشئ عليها الشخص سلوكه في المواقف الاجتماعية المختلفة.
4) محددات الدور: هناك عدة محددات لسلوك الفرد، لعل أهمها:
أ- الإدراك المشترك للمكانة التي يشغلها الفرد في البناء الاجتماعي.
ب- ما يحمله أفراد الجماعة من توقعات بالنسبة لسلوك الأشخاص الذين يشغلون مكانات اجتماعية.
ج- المعايير والقيم الاجتماعية: وهي عبارة عن توقعات مشتركة يتقاسمها أفراد المجتمع والنظام الاجتماعي الواحد.
تحدد هذه التوقعات أنماط السلوك المناسب المقبول بالنسبة لموقف اجتماعي معين، وتعتبر المعايير والقيم هي الملزمة للجميع.
الخلاصة: أن الدور مفهوم اجتماعي يشير إلى نمط من الفعل متوقع من كل فرد من أفراد الجماعة الذين سيشغلون مكانة "معينة" في النظام الاجتماعي أو البناء الاجتماعي بغض النظر عن أشخاصهم، ويتعلم الفرد دوره من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بطرق مختلفة بحيث تؤدي بالتالي إلى إكساب الفرد دوره الذي ينبغي له أن يقوم به مستقبلاً وهذا ما يمكن أن نطلق عليه تعلم الدور.
س5: ناقش الحاجات الوظيفية للمجتمع؟
الإجابة
الحاجات الوظيفية للمجتمع
إن وظيفة أي مجتمع من المجتمعات مهما كان شكل وطبيعة بنائه الاجتماعي نجدها محصورة فيما يلي:
1- التكيف والملائمة: يساعد المجتمع – أي مجتمع – أفراده في التوصل إلى طرق وسبل تمكنهم من التكيف والتلاؤم بشكل فعال مثمر مع البيئة كالبحث عن الطرق المناسبة لتزويدهم بالطعام المناسب والمأوى المريح، والملبس اللائق، من خلال النظم الاجتماعية لتحقيق هذا الهدف (كالنظام الصحي، والنظام الاقتصادي، والنظام الاتصالي...الخ).
2- التوجه نحو الهدف: الوجود الإنساني هو في الأصل وجود هادف، فلا معنى للحياة بدون هدف أو أهداف نسعى طيلة حياتنا من أجل تحقيقها، وتختلف هذه الأهداف بالطبع من حيث طبيعتها وأنواعها باختلاف المجتمعات، ونشاطها السياسي والاجتماعي.
3- التكامل: رغم تعدد الوظائف التي يقوم بها الأفراد في المجتمع، ورغم تعدد الوظائف التي يقدمها هذا المجتمع لهؤلاء الأفراد، إلا أن جميع هذه الوظائف تتكامل وتتساند لتعطي للمجتمع معنى ونظاماً.
4- التعبير والرمزية: يكتسب الأفراد خلال تفاعلهم الاجتماعي وأدائهم لأدوارهم الاجتماعية إحساساً معيناً نحو القيم والمثل العليا، هذه القيم تعطي شعوراً للأفراد بشرعية النظام الذي أملاه الهدف عليهم، ويسعون إلى تعلم طرق مختلفة في التعبير عن هذا الشعور سواء في الأدب، أو الفن، أو الموسيقى، أو الطقوس.
س6: ناقش مفهوم التدرج الاجتماعي موضحاً أشكاله؟
الإجابة
التدرج الاجتماعي Social Stratification :
1- مفهوم التدرج:
إذا أمليت النظر في أي وقت مجتمع من المجتمعات سواء أكان شرقياً أم غربياً عربياً أم أجنبياً، معقد البناء أم بسيطاً، معاصراً أم قديماً، نجد أن أفراد هذا المجتمع منقسمون إلى مستويات، أو طبقات تشكل في النهاية تسلسلاً هرمياً. يعبر عن درجات متباينة من المكانات الاجتماعية، والأدوار المختلطة، وغير ذلك،
وتعرف هذه الظاهرة في علم الاجتماع بظاهرة التدرج الاجتماعي.
ولقد توصل العلماء إلى تأكيد أن التدرج الاجتماعي ظاهرة لم يخل منها أي مجتمع من المجتمع بصرف النظر عن الأشكال التي أخذها هذا التدرج، والتي هي بنظرهم لا تخرج عن الأنماط التالية:
1- الرق 2- الطبقات الاجتماعية 3- الطائفة 4- الطبقة الاجتماعية والمكانة الاجتماعية.
وحتى تتضح معالم هذا التدرج، نفرد الحديث لكل نمط من هذه الأنماط محددين خصائصه ومقوماته:
2- أشكال التدرج:
1) الرق
بالنظر إلى الرق على سبيل المثال، نجد أنه يمثل شكلاً من أشكال عدم المساواة بين أفراد المجتمع، إذ يحرم الرقيق من جميع الحقوق والامتيازات حرماناً كاملاً.
ونظام الرق قد وجد في أزمان وأماكن متفرقة في العالم كان أشهرها مجتمعات اليونان، وروما القديمة، والولايات الجنوبية من الولايات المتحدة خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر.
ويتضح من التحليل الدقيق للنظام الاجتماعي القائم على الرق إلى تأكيد العلاقة الاجتماعية القائمة بين السيد (مكانة اجتماعية عالية) والرقيق (مكانة اجتماعية متدنية) وهي في الأصل علاقة ملكية واقتناء (أي علاقة اقتصادية) ونتيجة لهذا لا يتمتع الرقيق بالحقوق السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية وهو بهذا المعنى لا وزن ولا قيمة له في المجتمع الذي يعيشه فحتى العمل الذي يقوم به في المجتمع فهو من طبيعة قهرية وإلزامية.
2) الطبقات الإقطاعية:
شهدت المجتمعات الغربية في العصور الوسطى سيادة للنظام الإقطاعي الذي تميز بالخصائص التالية:
1- الطبقة الإقطاعية في هذه المرحلة من تطور المجتمع الغربي في العصور الوسطى كانت محددة تحديداً قانونياً، إذ كان لكل طبقة اجتماعية مكانة محددة وواضحة حددها القانون ونظم واجباتها، وامتيازاتها، والتزاماتها.
2- تميزت الطبقات في هذه المرحلة بتقسيم واسع النطاق، حيث تولت طبقة النبلاء شئون الدفاع عن الجميع، في حين أن رجال الدين كانوا يصلون للجميع وكانت مهمة الطبقة العامة تقديم الطعام للآخرين.
3- إن الطبقات الاجتماعية كانت تشكل جماعات سياسية تتميز باللامركزية أي أن الروابط التي كانت تربط بين المركز المحلي والمركز الأخير، هي روابط واهية ضعيفة، بحيث ينتج كل إقطاع أو مركز محلي احتياجاته الخاصة به. وكانت الفروق بين الطبقات الإقطاعية متباينة بشكل صارخ.
3- الطائفة:
يكاد يكون نظام الطائفة مقصوراً على المجتمع الهندي.
الطائفة: هي جماعة اقتصادية تكاد تكون منغلقة على نفسها، بحيث يميل أفرادها إلى العمل في مهن معينة، كما أن الزواج فيها لا يكون إلا من داخل الطائفة نفسها، إذ أن لكل طائفة في المجتمع ثقافة خاصة تميزها عن سواها.
ونجد تدرجاً ملحوظاً في الطوائف الهندية، حيث تميل الطوائف ذات المكانة العالية إلى العمل بمهن معينة تتفق ومكانتها، بينما تعمل الطوائف ذات المكانة الدنيا في التدرج الاجتماعي في المجتمع الهندي بالمهن ذات المكانة المتدنية، ولقد شهدت السنوات الأخيرة في الهند تحولات في هذا النظام الطائفي نتيجة للتغيرات البنائية والفكرية التي طرأت على هذا المجتمع.
4- الطبقة الاجتماعية والمكانة الاجتماعية:
الطبقات الاجتماعية هنا هي جماعات أو تكوينات اقتصادية لا تخضع بأي حال من الأحوال لتحديد قانوني ولا لتحديد ديني.
فمفهوم الطبقات هنا أوسع من كونها جماعات اقتصادية فحسب ويستشهد "بوتومور" على ذلك بالطبقات الاجتماعية المتميزة التي نمت في المجتمعات الصناعية الرأسمالية منذ القرن السابع عشر.
وهناك شبه إجماع كما يقول "بوتومور" على وجود الطبقات التالية:
1- الطبقة العليا: وتتألف من الأثرياء وكبار الموظفين، والصناع وكبار المدراء التنفيذيين في الشركات الكبرى، وهؤلاء هم الذين يملكون أو يتحكمون بالقسط الكبر من مصادر الإنتاج.
2- الطبقة العاملة: وتضم الأشخاص المستأجرين في الصناعة ويعرفون عادة بذوي الياقات الزرقاء الذين يقومون بأعمال يدوية.
3- الطبقة الوسطى: تتألف هذه الطبقة التي تتصف بكبر حجمها، في المجتمعات الرأسمالية الصناعية من العمال والموظفين وأصحاب المهن الحرة، وأولئك الذين يطلق عليهم عادة لقب ذوي الياقات البيضاء.
4- طبقة المزارعين: توجد هذه الطبقة في بعض المجتمعات الصناعية الرأسمالية كفرنسا واليابان وغيرهما، وتتألف من أولئك الأفراد الذين ينخرطون في أعمال إنتاجية ذات طابع زراعي، وتشكل هذه الطبقة أكبر الطبقات في العالم الثالث.
ويأخذ التدرج الاجتماعي في المجتمعات الصناعية الرأسمالية أشكالاً أكثر تعقيداً مما أوضحنا إذ يرى الكثير من العلماء وبخاصة "ماكس فيبر" أنه بالإضافة إلى الطبقات الاجتماعية هناك جماعات المكانة أيضاً.
ويستند "فيبر" في تحليله لظاهرة التدرج الاجتماعي إلى مفهومين جوهريين هما: الطبقة والمكانة .
الطبقة الاجتماعية: هي جماعة من الناس لديها الفرص نفسها في الحياة (الدخل، والملكية، والتعليم...إلخ) كما تحدد من خلال قدرتهم على اقتناء السلع والحصول على الخدمات المختلفة وتعتبر الملكية هنا بمثابة رصيد طبقي.
أما المكانة الاجتماعية: فهي خاصية تتكون من خلال التفاعل الاجتماعي،
والمكانة الاجتماعية تشير إلى الهيمنة أو الاحترام، أو الشرف الذي يناله الفرد من الآخرين،
وهذا يعني أن المكانة الاجتماعية عند "فيبر" تتحدد أساساً من خلال ادراكات وتصورات الناس لبعضهم بعضاً، فالذين يشغلون المكانة الاجتماعية نفسها يميلون إلى وضع أنفسهم عند نقطة معينة من السلم الطبقي.
وهناك أسباب عديدة تحدد المكانة الاجتماعية عند "فيبر" أهمها:
الأصل العنصري، والجذور العرقية والتعليم، والملكية، أما جماعة المكانة فتقيم الأشخاص الذين حققوا مستوى من الهيبة الاجتماعية على أساس المعايير القائمة والفعالة في الجماعة الأكثر اتساعا ًالتي ينتمون إليها.
ويرتبط مفهوم التدرج الاجتماعي بمفهوم آخر وهو الحراك الاجتماعي:
ويؤكد علماء الاجتماع، أن المجتمعات الإنسانية، والجماعات الاجتماعية ليست في حالة سكون وثبات، وإنما هي في حالة تغير دائم، سواء كان هذا التغير بطيئاً أم سريعاً، أم مفاجئاً، وكذلك الأمر بالنسبة للأفراد داخل المجتمعات والجماعات، أنهم في حالة تنقل وتغير وحركة من وضع أو مكانة اجتماعية إلى مكانة أخرى ومن طبقة أو مستوى معيشي معين إلى آخر.
وهكذا نلاحظ أن الحراك الاجتماعي داخل البناء الاجتماعي ليس سوى حركة الفرد، أو الجماعة من طبقة اجتماعية على طبقة أخرى ضمن التدرج الاجتماعي،
وهناك شكلان للحراك الاجتماعي في المجتمع وهما:
1- الحراك الأفقي : يشير هذا النوع من الحراك إلى انتقال الفرد من مكانة اجتماعية ما، أو وضع اجتماعي ما إلى مكانة ووضع جديدين، بدون أن يرافق هذا الانتقال تغير في طبقة الفرد أو هيبته الاجتماعية.
2- الحراك الرأسي: ويشير هذا النوع من الحراك إلى انتقال الفرد من وضع ما كان يشغله في البناء الاجتماعي، إلى وضع جديد مع تغيرات مصاحبة ومرافقة لهذا الانتقال من حيث الهيبة الاجتماعية أو المستوى المعيشي، أو الطبقة الاجتماعية.
الوحدة الثانية - التنظيم الاجتماعي والنظم الاجتماعية




س7: تكلم عن عملية تنظيم المجتمع، موضحاً خطوات تنظيم المجتمع؟



الإجابة
أولاً: عملية التنظيم الاجتماعي وعناصرها
إن استمرارية الشخصية تعتمد كلية على العضوية في جماعة، فلا يعيش أحد منا وحيداً، إذ أننا نعيش في جماعات وهيئات وطوائف وروابط وجمعيات فكلنا أعضاء في أسرة، ولكنا لنا أصدقاء ونعيش في مكان معين، وفي حي (شارع) معين، وبين جيران معينين، وفي مدينة معينة، كل هذه تعتبر أنواعاً من الجماعات والهيئات والاتحادات والطوائف.
(1) كيف تتم عملية التنظيم:
لكي ندرك كيف تتم عملية التنظيم ونتبين أهميتها بالنسبة للمجتمع، علينا أن نرجع لفترة ما قبل التنظيم،
فالنظم تظهر كنتاج غير مخطط له في حياتنا الاجتماعية إلى حد كبير، والتنظيم هو إقامة معايير محددة تعين أوضاع المراكز وتحدد وظائف الأدوار فيما يتعلق بالسلوك المتماثل، والتنظيم إذن هو إبدال بالسلوك الوقتي أو التجريبي سلوكاً متوقعاً، ومنظماً ومنمطاً، من الممكن التنبؤ به.
فالحركة الدينية، أو الجمعية الخيرية التي لم تصبح نظاماً بعد تأتي كل يوم بسلوك تلقائي عفوي متحمس ومضطرب غالباً، ثم يكتسب المشتركون فيا لحركة أو الجمعية أدواراً محددة وتبدأ جهودهم في إتباع نمط روتيني من السلوك: داعية وذاك واعظ، أو معلم والثالث محاسب، أو أمين صندوق...الخ،
وكلما اتسمت الحركة وبريقها بتحكم المعايير في المزاولات والإجراءات يصبح سلوك كل فرد أكثر تقنياً وقابلية التنبؤ كما يتأكد استمرار عمليات التنظيم بنمو الطقوس أو الرسميات، ويصبح السلوك رسمياً حين:
1- حين يرتبط بقيم ثقافية مهمة.
2- حين يؤدي بطريقة آلية.
3- حين يمكن تذكره، أو القيام به بدون تفكير، من ذلك احترام الشعب أو قيام تلاميذ المدارس بتحية العلم ورفع شأنه.
الخلاصة: كلما ترسخ نمط السلوك تعمق الخضوع له وزادت فرصة بقائه ودوام الأخذ به وكطريقة متبعة يصبح هادياً ومرشداً، من اجل هذا أشار "سومنر" إلى أن النظام مفهوم عقلي وتركيب اجتماعي.
(2) خطوات عملية التنظيم الاجتماعي وعناصرها:
تمثل الأفعال الاجتماعية العناصر الأساسية التي تؤدي من خلال الترابط بينها إلى تكوين النظم الاجتماعية،
وتتضمن هذه العملية المستمرة في حياة المجتمع خطوات ووجوهاً عديدة منها:
1- التنميط: تشمل عملية التنميط أنماط العمل، أو الفعل الاجتماعي التي تحدث بطريقة رتيبة منظمة، وتتبلور في النهاية إلى درجة من الاطراد والتقنين في السلوك الاجتماعي، ليتواءم ويتفق مع معايير يقيمها الناس في حياتهم، على أساس ذلك ترتبط هذه العملية بتقبل أفراد المجتمع أو غالبيتهم وهو ما يسمى بالإجماع.
2- القيم والمعايير: يصبح النمط السلوكي جزءاً من النظام إذا ارتبط بقيم المجتمع، أي إذا ارتبط بالمستوى المعياري فهو سلوك في نشاط اجتماعي يقوم على قواعد مقننة ترتبط بقيم لذلك يصبح السلوك هادفاً ويحمل معنى للفرد والجماعة.
3- قيام بناء اجتماعي: يحتاج التنظيم إلى أداور يشغلها أعضاء الجماعة، وترتبط هذه الأدوار بعلاقات منظمة، وتتوزع إلى مكانات ضمن جماعات أو مؤسسات أو تنظيمات فعملية التنظيم إذن ترتبط بقيام بناء اجتماعي كالأسرة والمدرسة والشركة.
4- الوظيفة: ترتبط عملية التنظيم هذه، بقيام النظم الاجتماعية الناتجة عنها بحاجات المجتمع وأعضائه، لذلك يرتبط مدى نمو عملية التنظيم وتشعبها بنمو وتشعب الحاجات الإنسانية فنظام المرور ينشأ ويتأسس عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.
5- التمثل الشخصي: ويعني إدخال الفرد وتقبله للقيم والمعايير وأنماط السلوك المرتبطة بنشاط معين، فيصبح الفرد قادراً على التفاعل مع الآخرين، وقادراً على توقع سلوكهم، لما يجمع أفراد الجماعة من قواعد سلوكية مشتركة.



س8: تكلم عن تعريف النظام الاجتماعي موضحاً، مقومات النظم وخصائصها ؟




الإجابة
مفهوم النظام الاجتماعي
1) تعريف النظام الاجتماعي:
يعتبر مفهوم النظام الاجتماعي من أهم المفاهيم في الدراسات، والبحوث الاجتماعية حتى أن "دوركايم" اعتبر علم الاجتماع "هو علم الوقائع والنظم الاجتماعية".
في حين اعتبر "جنزبرج" علم الاجتماع بمعناه الواسع "دراسة التفاعل والعلاقات المتبادلة بين البشر وظروفهم ونتائجها" وطبقاً لذلك قصر علم الاجتماع نفسه على دراسة العلاقات الاجتماعية كما هي متجسدة، أو محددة في أشكال معروفة (أي النظم الاجتماعية) ومن ثم كان هناك تعريف آخر لعلم الاجتماع لأنه "علم النظم الاجتماعية".
ورغم هذه الأهمية الكبيرة لمفهوم النظام الاجتماعي، فإن استعماله وتعريفه لا يزال بعيداً عن الاطراد بل أن بعض علماء الاجتماع اعتبر النظام الاجتماعي مجموعة من الناس في تفاعل منظم، ونحن نفضل أن يعني مصطلح النظام مجموعة من المعايير التي تتكامل حول وظيفة اجتماعية كبرى.
2) مقومات النظم وخصائصها:
1- موضوعية النظم وشيئيتها ووجودها في الكيان الجمعي.
2- عمومية النظم الاجتماعية ودوامها.
3- نسبية النظم فهي ليست واحدة ولكنها تختلف باختلاف المجتمعات.
4- جبرية النظم الاجتماعية، فهي تمارس ضغوطاً على الأفراد ولا يستطيع الأفراد الخروج عنها.
5- ترابط النظم الاجتماعية وتساندها وتكاملها، لأنها تهدف إلى غايات بعيدة وهي تأمين المجتمع وضمان سلامته.
6- تخضع النظم الاجتماعية في تركيبها ووظائفها شأن البناء الطبقي لعمليات الحراك الاجتماعي وديناميات التطور والتغير الاجتماعي.
ويتضح مما سبق أن: النظم مفهوم عقلي وتركيب علاقات وظيفي وأنها تتكون من ركنيين أساسيين هما:
البناء الاجتماعي ،والوظائف الاجتماعية التي يقوم بها هذا البناء.
- البناء الاجتماعي والوظيفة الاجتماعية:
يعرف "بارسونز" البناء الاجتماعي بأنه:
مجموعة ثابتة نسبياً من العلاقات النموذجية للوحدات، ونظراً لأن وحدة النسق الاجتماعي هي الفرد الفاعل فإن البناء الاجتماعي هو نسق نموذجي للعلاقات الاجتماعية بين الفاعلية والملامح المميزة لبناء أنساق العقل الاجتماعي، وفي أغلب العلاقات لا يشارك الفاعل فيها كوحدة كلية ولكن باعتبار أنه قطاع مختلف من الفعل الكلي.
إن البناء الاجتماعي لا ينفصل عن الوظيفة الاجتماعية
وبذلك أصبحت نظرية البناء الوظيفي هي الأساس لدراسة النظم الاجتماعية.
ويلاحظ أن لكل نظام اجتماعي بناء ووظيفة أو مجموعة وظائف، يدور نشاطه حول أدائها،
فمثلاً يتكون بناء الأسرة من شخصية الزوج (الأب) والزوجة (الأم) وذلك بصفة دائمة، والابن (الأخ) والابن (الأخت) بصفة مؤقتة، كما أن لها وظائف رئيسية كالإنجاب والتنشئة الاجتماعية ولها وظائف ثانوية كالوظيفة الترويحية مثلاً.
وبتحليل أي نظام اجتماعي تحليلاً بنائياً نجده يتكون من العناصر الآتية:
1- القوة البشرية المنفذة للنظام (أعضاء النظام أو العنصر البشري).
2- الأجهزة والمعدات التي بفضلها يؤدي الأعضاء وظائفهم (العنصر المادي للنظام).
3- التنظيمات والطرق والكيفيات وحريات العمل وشئون أفراده وهي ما تسمى بقواعد النظام.
4- مجموعة القيم والمواثيق وما ينطوي عليه النظام من عادات وتقاليد وطقوس واحتفالات متعارف عليها.
5- وظائف النظام والاهتمامات التي يثيرها في مشاعر أفراد المجتمع ثم الأغراض التي يحققها،
فمن وظائف واهتمامات وأغراض النظم الاجتماعية إشباع احتياجات إنسانية متجددة باستمرار،
مما يضفي على النظام الاجتماعي أهميته وضرورة وجوده في أي مجتمع فالنظم الاجتماعية توجد في كل المجتمعات فهي إذن عالمية.



س9: ما هي وظائف النظم الاجتماعية ؟




الإجابة
- وظائف النظم الاجتماعية:
نشأت النظم الاجتماعية في البداية بدون وعي، أي بدون جهد متعمد من الإنسان، إذ كان الإنسان في هذه الفترة المبكرة من حياته يعبر تلقائياً عن دوافعه في الحياة، فالإنسان لديه حاجات أساسية مثل الأمن، والمأكل، والملبس، والمأوي وهو يسعى لإشباع هذه الحاجات وربما تكون الحاجات رغبات داخلية لكن إشباعها أمر خارجي.
ويرغب الإنسان الجائع في الأكل، ولإشباع هذه الحاجة عليه أن يبحث في الخارج عن مادة من بين المواد التي تتيحها له البيئة لإشباع حاجاته، أي لابد أن يأتي فعلاً مثل هذه الأفعال التي تتكرر طالما أن الحاجة تتكرر ، ليس هذا فقط بل إن الأفعال التي نجحت في إشباع الحاجة تتكرر بالأسلوب نفسه، أي أن هذه الأفعال تؤكد نفسها، وأكثر من ذلك تصبح هذه الأفعال عامة عند الأفراد في بيئة معينة، إذ أنهم يقابلون العوامل البيئية نفسها في أثناء البحث عن إشباع حاجاتهم .
ومن ثم تصبح هذه الأفعال أنماطاً سلوكية اجتماعية لإشباع الحاجات، وهي اجتماعية لأنها صارت عامة عند أعضاء المجتمع.
ولقد كان يوماً مشهوداً عندما اكتشف الإنسان أن الأهداف التي أنجزتها أفعاله تمت بشكل أحسن عندما امتزجت مجهوداته مع مجهودات الآخرين من أعضاء المجتمع، أي أن تعاونهم أدى إلى قدرة أكبر على إشباع حاجاتهم، بل أسرع وأسهل. فهو لا يستطيع أن يقوم وحده بصيد حيوان مفترس كبير.
وهكذا أدت عمليتا التعاون والصراع إلى نشأة أنماط من السلوك الاجتماعي التي تأسست تدريجيا ًوتجريبياً كـأساليب ناجحة لإشباع الحاجات، ثم تجسدت في أفعال اجتماعية، وهكذا أصبحت النظم الاجتماعية التي نسقتها ونظمتها وأسستها الجماعات ومازال ملتصقاً بها تحريمات قوية، هي أساليب اعتيادية للحياة قوتها تستمد من الجزاءات وقد نسقتها وأقامتها سلطة المجتمع.
وغني عن البيان أن الأنشطة الإنسانية كثيرة وعظيمة التنوع، والرغبات الإنسانية غير محددة، ومتجددة فإذا أنجز كل نظام اجتماعي وظيفة واحدة فقط، فمعنى ذلك أنه يستلزم وجود عدد كبير جداً من النظم لإشباع الحاجات الإنسانية، بينما من الملاحظ في الواقع الاجتماعي أن نظاماً اجتماعياً واحداً ينظم أصلاً لإنجاز وظيفة ما، لكنه بعد ذلك يتجه إلى إنجاز وظائف متعددة ومتنوعة سواء عن قصد أو غير قصد، وهذه الحقيقة تتميز بها النظم الاجتماعية الكبيرة، فالنظام الديني هو أصلاً نظام للعبادة، لكنه أيضا ًينظم الأخلاق وينظم كثيراً من الأمور الصحية وتباشر بعض مؤسساته التدريس.



س10: ما سبب التعدد والتنوع في وظائف النظام؟



الإجابة
يرجع ذلك التعدد والتنوع في وظائف النظام إلى أن ..
النسبة الكبيرة من النظام الاجتماعية ذات طبيعة مركبة، وتعبر عن أهداف متعددة وسلسلة كبيرة من النظم الاجتماعية التفصيلية،
ويمكن تحليل هذه النظم ذات الطبيعة المركبة إلى عناصرها الجزيئية التي تعبر كل منها عن أحد أهداف النظام، ومن ثم يمكن تحليل نظام الزواج في مجتمع معين من المجتمعات البدائية، مثلاً، إلى هذه العناصر: الصداقة ، والمهر، والاحتفالات والعلاقات الجنسية، والمحرمات، وتقسيم الملكية، والترمل، وأخيراً الطلاق.
وهذا يوضح فكرة التداخل فيما بين النظم الاجتماعية أي أن النظم متشابكة إلى حد يتعذر عليك أن تقرر لأول وهلة، وبصفة قاطعة، ما إذا كان هذا النمط أو ذاك من السلوك هو خاص بنظام معين ولا علاقة له ولا أثر من نظام أخر مما يؤكد أنه لا يمكن دراسة نظام ما بعيداً عن سائر النظم، ومن ناحية أخرى يؤكد أن المجتمع ما هو إلا بناء اجتماعي وحداته النظم الشديدة التداخل والتشابك.
ولا يعني ذلك أن كل نظام ليس له وظيفة رئيسة ينجزها، ويكون مسئولاً عنها في المجتمع بالدرجة الأولى، وهذه الوظائف هي التي تعطي النظام اسمه في المجتمع، وعادة يسمى علماء الاجتماع هذه الوظائف الرئيسة للنظم بالوظائف الظاهرة للنظم، فالنظام الديني وظيفته الرئيسة هي العبادة، والنظام التربوي وظيفته تتمثل في تربية وتنشئة أعضاء المجتمع، والنظام الأسري وظيفته تقديم الأعضاء الجدد للمجتمع (الإنجاب) والنظام الاقتصادي وظيفته إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع، والنظام القانوني وظيفته توفير الأمن لأعضاء المجتمع.
مثل هذه الاعتبارات، دفعت علماء الاجتماع إلى التمييز بين الوظائف الكامنة والوظائف الظاهرة،
فتشير الوظائف الظاهرة للنظم إلى النتائج المقصودة، والمعروفة للنمط السلوكي.
وتشير الوظائف الكامنة إلى النتائج غير المقصودة وغير المعروفة.
الخلاصة.. انطلاقا من مفهوم النظام الاجتماعي من أنه مجموعة من الأنماط السلوكية التي أشبعت حاجة اجتماعية، فاكتسبت التصديق والقبول من أعضاء المجتمع، فتكررت وسنت ووضعت لها القواعد والجزاءات، وأصبحت ضرورية للحياة الاجتماعية،
لهذا فكل الوظائف التي يؤديها النظام هي إشباع لحاجات إنسانية أساسية واجتماعية.



س11: أعرض لأنواع النظم الاجتماعية؟



الإجابة
أنواع النظم
1) النظم الاجتماعية: التي تتركز حول تنظيم العلاقة الجنسية، وهي نظم قديمة مارستها كل المجتمعات الإنسانية، ولما لتنظيم هذه العلاقة من أهمية كبرى من الجماعات قديماً وحديثاً بدائية ومتحضرة وأبرز هذه النظم نظم الأسرة والزواج التي تختلف تفصيلاتها من مجتمع إلى آخر ومن وقت إلى أخر.
2) النظم الدينية: وتتركز هذه النظم حول العقيدة، وتبدو أهمية هذه النظم في تنظيم الظواهر التي تتعلق بالعبادة والسحر وطقوس الميلاد والموت والزواج والحروب، والنظم الدينية موجودة في كل المجتمعات الإنسانية لأنها تسد حاجات اجتماعية مهمة.
وللنظم الدينية دور مهم في تكامل المجتمع عن طريق شعائرها التي تؤدي وظيفة العاطفة الجماعية المشتركة.
3) النظم الاقتصادية: إن كل مجتمع في حاجة إلى نظم اقتصادية لسد حاجة أفراده المتشابكة والتي لا يمكن أن تتحقق إلا عبر هذه النظم ، فإنتاج السلع والمواد المختلفة التي يحتاج إليها أفراد الجماعة ركن مهم في النظام الاقتصادي.
وتتمثل النظم الاقتصادية في المجتمع الحديث ما وضعه المجتمع لنفسه من نظم صناعية وزراعية ومالية وتجارية متنوعة، تقوم على سد احتياجات الإنسان من هذه النواحي وكانت هذه النظم في الماضي محدودة إلى درجة كبيرة بل لقد كان أغلبها يتركز في الأسرة.
4) النظم السياسية: التي تعمل للصالح العام للمجموع، وهذه النظم تتمثل في الوقت الحاضر في الدولة، ونجدها مسئولة عن تأمين المجموع ضد العدوان الخارجي والداخلي، كما تعمل على نشر العدالة بين الناس وحماية الضعيف من القوي، ومعاقبة كل من يعمل على حدوث اضطراب للمجموع، والدولة لها نظام سياسي يؤدي وظائف داخلية وخارجية للمجتمع ولا يمكن لغيره من النظم أن يؤديها ولذلك كان نظاماً ضرورياً لاستمرار كيان المجتمع.
وهذه النظم الاجتماعية الأربعة هي أكثر النظم انتشاراً وبروزاً، وواضح أن هذه النظم الأربعة تتركز حول الحاجات الإنسانية الضرورية وهي الغذاء، والجنس، والعقيدة، والأمن.



س12: تكلم عن النظام الأسري، موضحاً مراحل تطور الأسرة وأهم الأنماط الأسرية الشائعة؟



الإجابة
- النظام الأسري
كانت الأسرة، وما تزال هي اللبنة الأساسية في المجتمع، منها يبدأ الفرد حياته وفيها ينهي هذه الحياة، وبين البداية والنهاية ينمو الفرد ويتعلم، ويكتسب ثقافة مجتمعية وينجز كل أعماله في الحياة، وإذا كانت المجتمعات قادرة على أن تكيف نفسها، وأن تتغير من حال إلى حال، وأن تتخلي عن بعض مؤسساتها تحت هيمنة مؤسسات جديدة، وإذا كان كل ذلك يمكن أن يحدث، فإن الأسرة تبقى صامدة ثابتة كمؤسسة لا جدال في أهمية أدوارها ووظائفها.
وتعتبر الأسرة نظاماً اجتماعياً يمثل تجسيداً للنظام العائلي بعامة، وتنشأ الأسرة عن طريق الزواج، وهو موافقة تعاقدية ينظمها المجتمع الذي يحدد أسلوب العلاقات الزواجية، وتحميها كافة النظم التقليدية والرسمية.
(1) أهم مقومات الأسرة وخصائصها:
1- الأسرة أول خلية يتكون منها البنيان الاجتماعي، وهي أكثر الظواهر الاجتماعية عمومية وانتشاراً فلا نكاد نجد مجتمعاً يخلو بطبيعته من النظام الأسري، وهي أساس الاستقرار في الحياة الاجتماعية.
2- تقوم الأسرة على أوضاع ومصطلحات يقرها المجتمع، فهي ليست عملاً فردياً أو إرادياً ولكنها من عمل المجتمع وثمرة من ثمرات الحياة الاجتماعية التلقائية.
3- تعتبر الأسرة هي الإطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي التي تشكل حياتهم وتضفي عليهم خصائصها وطبيعتها وهي التي تقوم بأول عملية اجتماعية وهي عملية "التنشئة والترويض الاجتماعي"، وهي القنطرة التي عن طريقها يعبر الأطفال إلى الحياة الاجتماعية أي أنها عربة الوعي الاجتماعي، والتراث القومي والحضاري التي تنقل هذا التراث من جيل إلى جيل والتي تحرص على هذه الذخائر المقدسة، وهي فوق ذلك مصدر العادات والتقاليد، وقواعد السلوك، والآداب العامة، وهي دعامة الدين والوصية على طقوسه ووصاياه.
4- الأسرة بوصفها نظاماً اجتماعياً تؤثر في النظم الاجتماعية وتتأثر بها، فإذا كان النظام الأسري في مجتمع ما منحلاً وفاسداً، فإن هذا الفساد يتردد صداه في وضعه السياسي، وإنتاجه الاقتصادي، ومعاييره الأخلاقية.
5- الأسرة هي الوسيط الذي اصطلح عليه المجتمع لتحقيق غرائز الإنسان ودوافعه الطبيعية والاجتماعية وذلك مثل حب الحياة وبقاء النوع وتحقيق الدوافع الغريزية والجنسية.
(2) تطور الأسرة الإنسانية:
قطعت الأسرة الإنسانية منذ فجر الحياة الاجتماعية إلى عصرونا الحديثة مراحل شاقة من التطور، وشهدت تغيرات شاملة مختلفة باختلاف الأزمنة وباختلاف الشعوب، وذلك في أمور كثيرة أهمها: التطور في نطاقها، وفي وظائفها وفي الدعائم التي تقوم عليها.
1- تطور نطاق الأسـرة:
أوضحت الدراسة التحليلية للأشكال الاجتماعية أن:
1) نظام المعاشر كان أقدم التشكيلات أو التجمعات البشرية، واختلفت هذه المعاشر في عدد أفرادها فقد تكون بضعة أفراد في بعض البيئات، وقد تبلغ المئات في البعض الآخر، وكشفت الدراسات أن أقواماً كثيرة عاشت في ظل المعاشر واستقرت زمناً طويلاً ومن أهم هذه الأقوام: قبائل البوشمان في أفريقيا، وأقوام الفدا في الهند وسيلان وغيرها من الجماعات البدائية التي كانت تعيش على الصيد وقطف الثمار والزراعة البدائية.
2) ثم ننتقل إلى "المجتمعات التوتمية" التي تعتبر في نظر معظم علماء الاجتماع من أقدم مظاهر الحياة البشرية، وهي الجماعات التي عاشت بصورة بدائية في وسط استراليا وشرقها وفي أمريكا حيث نجد أن عدد أفراد الأسرة كان كبيراً جداً.
ولم تكن هذه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
سؤال هام في مادة البناء الاجتماعي
- أشكال المجتمعات
هناك جهود متواصلة لعلماء الاجتماع منذ نشأته لتصنيف المجتمعات والتمييز بين أشكال التجمعات الإنسانية التي قام بها الأفراد من تلقاء أنفسهم وقد قدموا عدة تصنيفات تختلف باختلاف مدارسهم الفكرية واتجاهاتهم النظرية.
ومن أشهر التصنيفات ما يلي:
(في الامتحان سوف يأتي السؤال عن تصنيف أو اثنين فقط)
1) تصنيف إميل دوركايم 2) تصنيف هربرت سبنسر 3) تصنيف كولي
4) تصنيف تونيز 5) تصنيف ماركس وإنجلز 6) تصنيف أوجست كونت
(1) تصنيف "إميل دوركايم"
يصنف دور كايم المجتمعات على أساس البناء والوظيفة إلى ما يلي:
1- مجتمعات بسيطة محدودة النطاق غير معقدة البناء الاجتماعي، وغير متمايزة التركيب ، وغير خاضعة لتقسيم العمل، وأول نموذج اجتماعي يمكن افتراضه عنده، لنشأة المجتمعات هو الأسرة بأشكالها المختلفة ثم تطور هذا الشكل إلى العشيرة والقبيلة.
وتمتاز هذه الأشكال من المجتمعات بقوة التأثير الديني في سلوك الفرد فيها، إذ يؤثر الدين في جميع مجريات الأمور ومظاهر الحياة.
2- مجتمعات معقدة البناء الاجتماعي والديموجرافي (توزيع السكان) ومميزة الوظائف، وتخضع لمبدأ تقسيم العمل، بصورة محددة بين الأفراد، وذلك مثل: الإمبراطوريات القديمة والمدن والمجتمعات الحديثة ففي هذه النماذج من المجتمعات قامت الهيئات والمؤسسات وتميزت الطبقات وتأصلت التقاليد، وثبتت المراكز الاجتماعية، وتنزع تقسيم العمل.
(2) تصنيف "هربرت سبنسر":
يذهب سبنسر في تقسيمه للمجتمعات إلى ما ذهب إليه دوركايم (البناء والوظيفة) لكنه يختلف عنه في أنه..
لا يجمع هذين المبدأين في تقسيم واحد كما فعل دوركايم. فالمجتمعات عنده تنقسم إلى مجتمعات بسيطة، وأخرى مركبة، فالحياة الاجتماعية تبدأ، في حالة من التجانس كما تنشأ الكائنات الحية، ثم تأخذ في النمو والتطور كما ينمو الجسم الحي، وتأخذ في الارتقاء كما يرقى الكائن الحي، فتنتقل بالتدريج إلى درجة أعلى من النضج، والتنوع، والتعقيد في الوظائف، وفي الظواهر وفي النظم.
ومن طبيعة هذه المجتمعات التي يسميها بالمجتمعات الدنيا، أنها تنحو نحو الكمال وتسعى إلى الوصول إلى نموذج أكثر تطوراً ورقياً، وبتوالي مثل هذه العمليات، كما يقول سبنسر يتم انتقال التجمعات البسيطة إلى مرحلة أعلى وأنضج من البناء والتعقيد.
وأما فيما يتعلق بالوظيفة الاجتماعية ، نجده يقسم المجتمعات إلى مجتمعات حربية، وأخرى صناعية يعيش أهل الأولى على القتال والتفنن في أساليبه، في حين يعيش الأفراد في الشكل الثاني من التجمعات على العمل والكفاح من أجل الحياة.
(3) تصنيف العلامة الأمريكي "كولي":
يميز كولي بين نوعين من النماذج الاجتماعية كما ورد في كتابه "التنظيم الاجتماعي" :
1- الجماعات الأولية:
هي تلك الجماعات التي تسودها علاقات حميمة وتضامن، وكذلك علاقات ترابط وتماسك اجتماعي، والاتصال بين أفراد هذا النوع من الجماعات فيتصف بالمباشرة، أي أنه يتم وجهاً لوجه مما ينجم عنه اتحاد قوى فيما بينهم فيا لمشاعر والأحاسيس.
2-الجماعات الثانوية:
تتصف العلاقات بين أفراد هذا النوع من الجماعات بأنها ليست حميمة ومباشرة كما في النوع الأول من الجماعات، حيث إن علاقات هذه الجماعات رسمية محددة بقوانين، ولوائح وأنظمة مثل النقابات والهيئات والاتحادات العامة.
(4) تصنيف العالم الألماني "تونيز":
يرتكز هذا التصنيف على التمييز بين شكلين اجتماعيين هما:
1- المجتمع المحلي community 2- المجتمع العام society
1- المجتمع المحلي:
يمتاز بأن "الكل الاجتماعي موجود قبل أجزائه" بمعنى أن الفرد يولد فيجد الروابط الاجتماعية قائمة ومستقرة، وتقوم "الجماعة" بتشكيله وتنشئته وفقاً لمقتضياتهم والأسرة في نظره هي التعبير الأول العام عن حقيقة المجتمع المحلي، وتمتاز الحياة الاجتماعية في هذا الشكل بالتضامن وقوة الروابط وسيادة الشعور الجمعي والمشاركات الوجدانية.
2- المجتمع العام:
يمتاز بأن "الكل الاجتماعي عبارة عن تركيب صناعي من أجزاء كثيرة ووحدات متعددة" بمعنى أن المجتمع العام ينقسم إلى مجتمعات كثيرة وهيئات ومؤسسات متعددة على أساس إداري، ولذلك تجد أن الروابط الاجتماعية في هذا المحيط العام مائعة، والمشاركات الوجدانية غير متكاملة والمعاملات والعلاقات الفردية قائمة على الحذر والحرص والمنفعة الخاصة.
ونجمل الفروق الأساسية بين هذين الشكلين في الأمور التالية:
1- المجتمع المحلي وحدة محدودة النطاق، أما المجتمع العام فحقيقة عامة.
2- يخضع المجتمع المحلي لسلطان الدين والعادات والتقاليد، بينما يخضع المجتمع العام لقوة القانون وقيام الروابط الطبقية والتعاقدية.
3- تسيطر العواطف والمشاركات الجماعية في المجتمع المحلي، أما المجتمع العام فيسيطر عليه التفكير التقديري القائم على المصلحة الخاصة وعلى الأثرة أكثر من قيامه على الإيثار وعلى الحذر المتبادل والتشكك في الغريب، ولذلك يمتاز بالصراع والتنافس وانتشار الرغبات الخاصة والنزعات الانتهازية.
4- الأسرة هي وحدة المجتمع المحلي، بينما الجماعة Group هي وحدة التركيب الاجتماعي العام.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شكرا علي جهودك المتواصله
jazak

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
تسلم يا عمرو يارب وربنا يعدى بكرة على خير يااااااااااااااارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.