اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
mor

مادة مدخل الي الانثروبولوجيا

Recommended Posts

bism allah
علي جميع اعضاء قسم علم الاجتماع اضافة مشاركاتهم الي تخص ماده الانثروبولوجيا هنا ونرجوا التفاعل وشكرا لحضراتكم وتمنياتي لكم بالنجاح الباهر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكرا يا داليا انتي الي محمسانا ومشجعانا flower

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الاخوة والاخوات اعضاء المنتدي
يرجي التفاعل والمشاركة الايام المقبله
للافادة والاستفادة من اي معلومات تخص مواد الدراسه خاصة ايام الامتحانات علي وشك
واتمني للجميع حظ سعيد بالنجاح الباهر
ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال الثالث: ما هى طبيعة العلاقة بين الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع؟

الإجابة: كان السير جيمس فريزر من أوائل العلماء الذين ميزوا بين علم الاجتماع باعتباره دراسة المجتمعات الإنسانية بأوسع معانى الكلمة، وبين الأنثروبولوجيا الاجتماعية باعتبار أنها تدرس الأشكال الأولية البسيطة للمجتمعات الإنسانية، وفى المراحل البدائية من تطورها. وقد أجرى فريزر هذا التمييز فى عام 1908. إلا أن الواقع يؤكد من جديد على أن العلمين – الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية – يشتركان معاً فى الكثير من مجالات الدراسة، ولذلك تتزايد بينهما فرص المشاركة فى الوقت الراهن، لدرجة قد تدعو إلى تعيين حدود كل علم منهما والمنهج المستخدم فى دراسة مجال كل علم. إن فحص عالم الاجتماع للمادة التاريخية عن المجتمعات البسيطة وتحليله لها قد أثار عدة مشكلات أمام علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية تدفعهم لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث على النظم الاجتماعية فى المجتمعات البسيطة والمعقدة على السواء. وعلى سبيل المثال فقد تناول ماكس فيبر Max Weber دراسة العلاقة بين النظام الدينى وبين النظام الاقتصادى الرأسمالى. واستخدم المادة التاريخية التى قدمها علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية وعلماء التاريخ على السواء، وقام بتحليلها وتفسيرها وخرج منها بنظريته عن العلاقة بين الدين والاقتصاد، وأثار عدة مشكلات اهتم بتناولها علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية معاً فى المجتمعات المعاصرة.

والواقع أن علم الاجتماع كان – ولايزال – ذا تأثير واضح فى توجيه الأنثروبولوجيين الاجتماعيين إلى التحليل الوظيفى Functional Analysis، وتمثل ذلك فى إسهامات هربرت سبنسر H. Spencer وإميل دوركايم التى أثرت على مجرى الأنثروبولوجيا الاجتماعية. فكان سبنسر (1830-1903) يسعى لتأسيس علم شامل للمجتمع والثقافة أسماه (بما فوق العضوى) Super Organic حيث كان يشبه المجتمع بالكائن العضوى حتى ساعدت هذه المماثلة – فى علم الاجتماع – على ترويج استخدام مفهوم البناء Structure والوظيفة Function فى الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وعلى هذا الأساس كان يؤكد فى كل المواقف على ضرورة وجود التساند الوظيفى والاعتماد المتبادل بين النظم الاجتماعية فى كل مرحلة من مراحل التطور الاجتماعى.



أما إميل دوركايم (1858-1917) فقد أثرت كتاباته هو الآخر بشكل مباشر فى الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وخاصة فى تاريخ تطور العلم، وصياغة النظرية الاجتماعية العامة، وتطبيق هذه النظريات بمهارة واستبصار على دراسة المجتمعات البدائية. ويظهر ذلك من خلال كتاباته عن تقسيم العمل الاجتماعى، وقواعد المنهج فى علم الاجتماع، والأشكال الأولية للحياة الدينية، والانتحار...إلخ، وكان دوركايم يؤكد دائماً على تفسير الحقائق الاجتماعية، بحقائق اجتماعية مماثلة ومن نفس النوع أى كجزء من نسق اجتماعى، وفى حدود دورها ووظائفها فى المحافظة على النسق الاجتماعى نفسه. وهكذا أثر دوركايم فى رائدين من رواد الأنثروبولوجيا الاجتماعية هما رادكليف براون ومالينوفسكى. وبالتالى ترك بصماته على هذا العلم منذئذ وحتى الآن.

ولهذا وجدنا علماء الأنثروبولوجيا يتأثرون بعلماء الاجتماع – الفرنسيين والبريطانيين – وصاروا يهتمون بالمجتمعات المعاصرة ويوجهون إليها بحوثهم ودراساتهم، تاركين دراسة الآثار والأنثروبولوجيا الطبيعية (البيولوجية) التى كانت فى ذلك الوقت جزءاً من الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وقد وسع علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية من دائرة اهتمامهم ونطاق دراساتهم، فتطرقوا إلى موضوعات جديدة، وقارنوا بين مجتمعات حالية غير صناعية وبين مجتمعات قديمة.

ومن ناحية أخرى فإن علاقة الأنثروبولوجيا بفروع علم الاجتماع المختلفة، هى علاقة تعاون واستفادة متبادلة. فإذ ضربنا مثلاً عن النظام القرابى وكيف تظهر من خلاله علاقات التعاون بين الأنثروبولوجى الاجتماعى وبين عالم الاجتماع، وجدنا أن عالم الاجتماع العائلى يهتم بأنماط الأسر فى المجتمع، وتأثير أنماط الاقتصاد وأنماط المعيشة على أنماط الأسر ومشكلاتها، وتأثير المجتمع الكبير على التغيرات التى تحدث فى الأسرة، وكل ذلك على نطاق المجتمع الكبير. أما عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية فيهتم بالدراسة المتعمقة لطابع العلاقات القرابية السائدة داخل كل نمط من الأنماط، وارتباط ذلك بالجوانب الاقتصادية والسياسية فى المجتمعات المحلية. وفى المجتمع الصناعى إذا اهتم عالم الاجتماع العائلى بتأثير الصناعة على الأسرة، فإن الأنثروبولوجى الاجتماعى بمنهجه المتميز يمكن أن يركز على فكرة محدودة مثل تغير أدوار الزوجين، أو نوعية المشكلات الأسرية فى مجتمع محلى تأثر بالصناعة. وبالتالى فإن مجموعة الدراسات التى يجريها الأنثروبولوجيون على نطاق الجماعات الصغيرة، والمجتمعات المحلية يمكن أن تكون ذات أهمية فى توضيح جذور المشكلات والمسائل المتعلقة بموضوعات يهتم بها عالم الاجتماع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ï السؤال الخامس: قارن بين الإيكولوجيا البشرية وعلم العظام والأسنان، من حيث الاهتمامات والقضايا.

الإجابة: علم العظام وعلم الأسنان Osteology & Dentistology: يتفق كلاهما على أنها من الأجزاء الرئيسية التى يستدل منها على التطور البشرى، فهى الأجزاء الوحيدة التى لا تفنى بمرور الزمن ولذلك تزود الباحث بالمعلومات الخاصة بتاريخ الإنسان الطبيعى وتطوره باستخدام أشعة X. Ray.

فعن طريق الأسنان يتحدد نوع الحيوان والغذاء الذى يعيش به فهناك حيوانات آكلة للأعشاب وأخرى آكلة للحوم يمكن التوصل إليها من خلال بقايا الأسنان، ومن طولها وعرضها وارتفاعها تكشف عن السمات والخصائص التى تميز أسلاف الإنسان ومدى البعد والقرب بين تلك الأجناس.
أما الإيكولوجيا البشرية Human Ecology: فهى تهتم بالوسائل التى استخدمها الإنسان للتكيف مع البيئة وظروفها المتنوعة التى تتباين بتباين السن والجنس والسلالة. فالثروة تؤثر فى نوعية الغذاء، والمهنة تؤثر فى صحة الإنسان، فالتعرض لزغب القطن أو العمل فى المناجم والمحاجر أو مصانع الغزل تعرضه للمرض والتلوث

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال السادس: استعرض محاولات تصنيف السلالات البشرية موضحاً وجهة نظرك.

الإجابة: هناك تصنيفات عديدة للسلالات بعضها يعتبرها ثلاثاً، والبعض الآخر يراها أربعاً، على حين يذهب غيرهم إلى كونها ستاً، وذلك على النحو التالى:

(أ) تصنيف كليمك Klimik للسلالات إلى ثلاث، وهى: المجموعة الزنجية Negroid والمجموعة القوقازية Caucasoid والمجموعة المغولية Mongoloid، علاوة على بعض التقسيمات الفرعية التى تنضوى تحت كل مجموعة منها.

وهناك – فى نفس الفئة التصنيفية – تصنيف هيئة اليونسكو الثلاثى للسلالات البشرية وهى:

1- المجموعة القوقازية Caucasoid: حيث تتميز بالبشرة البيضاء والشعر المموج وضيق الأنف والجمجمة العريضة، وطول القامة يتراوح ما بين 155سم إلى 175سم وتنقسم إلى مجموعتين.

أ- القوقازيون: وتشمل عدة سلالات فرعية وهى الأرمن، وسلالات البحر الأبيض المتوسط، والديناريون فى آسيا وسوريا، والالبى فى فرنسا حتى روسيا، والبلطيق فى شرق بحر البلطيق، والهنود الشرقيون، والبولونيزيون.

ب- الاستراليون: أو القوقازيون القدماء Archiac Caucasoid.

أما الملامح الفيزيقية فهى تمتاز بثقل وسمك الهيكل العظمى، والعضلات واضحة، والوجه المستطيل، وفك صغير، وأنف طويل، والأكتاف عريضة، وذقن واضحة، وعظام المفاصل طويلة.

2- المجموعة المغولية Mongoloid Races: وهى المجموعة الثانية فى تصنيف هيئة اليونسكو إلى مجموعتين: وتتسم بطول القامة ما بين 145-170سم وتنقسم إلى مجموعتين هما: الأسيويون القدماء Palaesiatics، والأسيويون المحدثون Newausiatics. ومن سلالتها الفرعية الإسكيمو والهنود الحمر. ولون البشرة يميل إلى الاصفرار والسمرة، وخشونة الشعر وأنف معتدلة، أما الرأس فهى عريضة والوجه مستدير أو مفلطح، والجبهة مرتفعة وتتميز ببروز الفك، والعيون منحرفة، وثقل الجفون. وهناك رأى آخر يرى أن الأنف عريض جداً.

3- المجموعة الزنجية: وهى تنقسم إلى عدة سلالات فرعية وهى الأقزام والأفريقيون فى أفريقيا الاستوائية، وأقزام المحيط فى غينيا الجديدة وأقزام آسيا فى جزر الآندمان والفلبين والملايو، والزنوج الأفارقة فى وسط وجنوب غرب آسيا. ومن ملامحها الشعر الأسود الأكرت والبشرة السوداء والأنف العريض والرأس الطويل، والجبهة المستديرة والوجه يتميز ببروز وضخامة الفك العلوى، والأكتاف ضعيفة والعظام طويلة ورقيقة.

(ب) تصنيف لينيه Linne للسلالات فى ضوء المناطق الجغرافية، إلى مجموعات أربع رئيسية وهى: المجموعة الأوروبية والمجموعة الآسيوية والمجموعة الأفريقية والمجموعة الأمريكية. كذلك فهناك تصنيف سونيا كول Sonia Cole للجنس البشرى إلى أربع مجموعات هى المجموعة القوقازية والمجموعة المغولية، والمجموعة الزنجية، والمجموعة البيضاء أو الاستراليين، وذلك بالاستناد إلى فصائل الدم.

(ج) تصنيف دينكر Dinker للسلالات البشرية – من خلال الاستناد إلى معيار طبيعة الشعر ولونه – إلى ستة أنواع وهى: الشعر المسترسل الأسود، والشعر المموج الأشقر، والشعر المموج البنى أو الأسود، والشعر الأكرت، والشعر المجعد الصوفى.

ï السؤال السابع: ما أهمية الخصوبة فى مجتمعنا المصرى والعربى عامة؟ دلل بشواهد واقعية من الحياة المعاصرة والتراث.

الإجابة: تعتبر الاختلافات فى الأنماط العامة للخصوبة شائعة فى مجتمعات العالم. فهناك انخفاض فى المواليد فى المجتمعات القديمة، وارتفاع فى المجتمعات الأقل تقدماً. وفى نفس الوقت نلاحظ أن الطبقات الأكثر ثراء تتسم بانخفاض معدلات الخصوبة، على حين تتميز الطبقات المحرومة (الفقراء وغير المتعلمين، والعمال غير المهرة) بمعدلات أعلى. ومن جانب آخر نجد بعض الجماعات السلالية والعرقية ذات خصوبة عالية، فى حين أن بعضها الآخر يتسم بالعكس. وتعتمد هذه الأنماط المتميزة للخصوبة على طبيعة المجتمع.





وتقاس الخصوبة بعدد المواليد. أما الخصوبة نفسها فهى عدد المواليد الأحياء الذين ينجبهم سكان مجتمع ما. وينبغى التمييز ما بين الخصوبة Fertility، والقدرة على التوالد Fecundity التى تشير إلى القدرة البيولوجية، أو الفسيولوجية للمرأة على الحمل والتوالد، والتى تبدأ غالباً من سن الخامسة عشر وتنتهى فى سن التاسعة والأربعين. والواقعة الحيوية الحاسمة التى تحدد الخصوبة هى المولود الحى Live Birth وليس الحمل. وتعتمد المجتمعات المتقدمة على السجلات المدنية – للمواليد والوفيات – ويعد الأبوان مسئولين عن تسجيل مكان وزمان حدوث الولادة، ومعلومات عن الأم كالعمر وترتيب ميلاد الطفل Parity والمستوى التعليمى، والهوية الإثنية Ethnic Identity.

أما فى المجتمعات الأقل تقدماً، فإن سجلات المواليد غير مكتملة غالباً، وبالتالى فقد يلجأ بعضها إلى اختيار عينة من المناطق الجغرافية، وتقدير نسبة المواليد ثم تعميمها على المجتمع من خلال طريقة المسح بالعينة، ويلجأ البعض الآخر إلى حصر المواليد. وتستند هذه المسوح إلى بيانات عن التاريخ الزواجى، وحالات الإجهاض، واستخدام أساليب منع الحمل، ومعلومات عن الخصائص الاجتماعية الاقتصادية للزوجين (مثل التعليم، ومحل الإقامة ريف أو حضر، والمهنة، والإثنية وغيرها). وقد أجريت هذه المسوح على مستوى معظم مجتمعات العالم وأثمرت ما يسمى مسح الخصوبة العالمى World Fertility Survey.

والجدير بالذكر أن الخصوبة فى مجتمعنا العربى، تحظى بأهمية كبيرة، فهى قيمة متأصلة فى حياتنا، أرستها القيم، وفرضتها طبيعة الحياة الاجتماعية، وتغذيها العادات والتقاليد. ولعل تراثنا المصرى القديم يعزز هذه القيمة من خلال أسطورة إيزيس وأوزوريس التى ترمز إلى الخصوبة بكل معانيها.

وتدلنا الدراسات الميدانية، على مجتمعنا المصرى، على ارتفاع قيمة الإنجاب فى الريف والبادية والحضر، وإن اختلفت المعدلات والأشكال، ولكن المضمون واحد. فالأطفال قيمة اقتصادية، فهم فى البادية والريف عمالة زراعية تؤدى أعمالاً تدر دخلاً يرفع من مستوى معيشة الأسرة. كما أنهم "عزوة" تساند الأسرة وترفع مكانتها بين الأسرة الأخرى "لا إيد تسقف لوحدها، ولا وحدانى يكيد عدا، وعمر الوحدانى ما يكيد عدو، واللى مالوش ولد عديم الضهر والسند". وتعلى الثقافة الشعبية من قيمة الأولاد الذكور عن الإناث، نظراً لأن الولد امتداد لأبيه، ويحمل اسم العائلة، وأمان للأب عند الشيخوخة. ولذلك تحظى ولادة الذكر بأهمية أكبر من ولادة الأنثى: "لما قالوا دا ولد، شد ظهر أمه وانسند"، "ولما قالوا دا غلام شد ظهر أمه وقام"، "وياريت على الطلق الشديد غلام، ماتكونش بنية وتشمت الجيران، وربنا يبعت للعويلة ولد، تقعد جنبه وتنسند". وفى حفلات السبوع للمولود – سواء كان ذكراً أو أنثى – يحرص المحتفلون على زيادة الإنجاب تأكيداً للعزوة، والتماساً للمكانة الاجتماعية، ولذلك فهم يرددون فى احتفالهم "يا ملح دارنا كتّر عيالنا".

ومن ناحية أخرى، فإن استمرار الأسرة، وبقاء العلاقة الزوجية سوية رهين بالإنجاب. ولذلك تحرص المرأة على الإنجاب ليزداد ارتباط الزوج بها، وتأمن على مستقبلها معه، وفى نفس الوقت تضمن ألا يتزوج عليها طلباً لأبناء. ومن هنا فإن مرور شهرين أو ثلاثة على أسرة حديثة الزواج– بلا حمل– يعنى بداية القلق والسعى عند الأطباء والمطببين الشعبيين، لالتماس الحمل والتعجيل به. وهذا يدل مرة أخرى على تجذُّر قيم الخصوبة فى مجتمعنا، والحرص عليها.

ï السؤال الثامن: هل توجد أسباب اجتماعية لتشوه الأجنة؟ دلل بشواهد على ما تقول.

الإجابة: توجد بعض الأسباب المستمدة من طبيعة المجتمع وثقافته، وتنعكس على الجنين بالتشويه بشكل أو بآخر، سواء كان التشوه جزئياً أم كلياً، عقلياً أم بدنياً. ومن ذلك ما يلى:

1- الزواج القرابى: تلعب الوراثة دورها – وخاصة فى حالات الزواج بين قرابة الدرجتين الأولى والثانية – فى تشوه الجنين والتأثير على الصحة العقلية والبدنية بعد الولادة. فإذا كانت الوراثة هى القوة الطبيعية التى تنقل صفات الأصل إلى الفرع، فإنها إذن مجموعة المميزات التى تتركز فى البويضة المخصبة التى تنمو ثم تنقسم إلى خليتين ثم إلى أربع فثمانٍ، والثمانٍ تنقسم إلى ست عشرة فاثنين وثلاثين، فأربع وستين... وهكذا حتى يتكون الجسم البشرى من ملايين الخلايا التى يتخصص بعضها فيصبح خلايا القلب، وأخرى الكبد، وثالثة الجلد، ورابعة الأعصاب وهكذا.

ويعد التخلف العقلى Mental Retard نمطاً شائعاً من الأمراض الوراثية، يحدث نتيجة لتراكيب كروموزمية غير عادية مثل XYY فى الكروموزوم رقم 21 ويسمى هذا المرض أيضاً بالطفل المنغولى Mongolism أو داون Down وهو مرض يزداد بين حالات الزواج القرابى نظراً لتشوهات الجنين بفعل هذه العوامل الوراثية.

كذلك تترتب على الزواج القرابى تشوهات خلقية وتأخر النمو، وسببها تغيرات كروموزومية كالمتضاعفات الثنائية/ الثلاثية، أو الشذوذ المبكر فى انقسام الخلية الجسمية. ويعانى الطفل بعد الولادة من نقص طبى وعقلى فى آن واحد.

2- الزواج المتأخر: وهو عامل اجتماعى رئيسى فى تشوه الجنين نظراً لأن الحمل يكون فى نهايات مرحلة الخصوبة عند المرأة. فإذا كانت تلك الخصوبة تتراوح ما بين سن 15-39 سنة، وسن زواج الفتاة صار يتراوح الآن بين 25-30 سنة، فإن احتمالات الحمل تكون فى أواخر فترة الخصوبة مما يعرض الجنين للتشوه، وبعد الولادة يعانى من تشوهات وأمراض التخلف العقلى، والطول غير العادى، والميول العدوانية ضد المجتمع، وصغر حجم المخ، وصمم نتيجة لخلل فى أوتوسوم Autosome صغير بحالة ثلاثية. والملاحظ أن 40% من هذه الحالات تولد لسيدات فوق سن الأربعين. أضف إلى ذلك أن تأخر سن الزواج قد يسبب الإجهاض المستمر للأم، فلا يكتمل حملها فى ظروف طبيعية.

3- البيئة: وهى تلعب دورها البارز فى تشويه الجنين فى المرحلة الرحمية، وفى مرحلة الميلاد. ويتمثل ذلك فيما يحدث من سوء تعامل مع الجنين عند الولادة، أو عسر الولادة ذاتها، أو الولادة المبكرة، ويؤدى إلى الشلل الدماغى، وتأخر النمو العقلى، وشلل فى أحد الأطراف، أو الإعاقة البدنية.

والواقع أن مشكلة تلوث البيئة – التى يعانى منها العالم كله الآن – تسبب العديد من تشوهات الأجنة، والأمراض التى يحملها الطفل بعد ولادته وحتى موته. ومن ذلك الملوثات الكيميائية، وملوثات الماء، والهواء، والغذاء، والسموم، والملوثات الفيزيائية والإشعاعية. فإذا تناولنا فقط الملوثات الكيميائية ودورها فى تشويه الجنين والقضاء عليه، سواء قبل الولادة أو بعدها، وجدنا أنها أربعة ملايين مادة كيميائية تستخدم فى الصناعة والزراعة والمنزل والأدوية. ويوجد من بينها 300 الف فقط تنتج على نطاق تجارى، والباقى إما مواد وسيطة أو ناتج بقايا، أو كيميائيات مخبرية. ومع ذلك، ففى كل يوم تضاف إلى البيئة آلاف العناصر والمركبات الكيميائية بدافع الإنتاج والربح الصناعى، فتخللت الهواء والماء والطعام والدم وأنسجة الجسم, وقد عثر عليها فى عينات من لبن الأمهات المرضعات، ووجد الباحثون أنها تصل إلى الجنين وتضره، وتؤثر مباشرة على المواليد فتتلف النظام العصبى المركزى، وتتلف المخ، وتضر الجهاز التناسلى للذكر والأنثى، وتسبب العقم وموت الأجنة وتحدث التشوهات الخلقية، وتصيب الرئتين والكبد والكلى.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال التاسع: حدد المقصود من البناء الاجتماعى، وأهم مكوناته.

الإجابة: يذهب وينيك Winck فى قاموسه لعلم الأنثروبولوجيا إلى أن (البناء الاجتماعى نسيج يتكون من العلاقات التى تربط بين أعضاء مجتمع ما، وفى رأى آخر يتكون ذلك النسيج من العلاقات التى تربط بين الجماعات الأساسية فى مجتمع ما). أما كيسينج Keesing فهو يرى أن البناء الاجتماعى يمثل (النظم الاجتماعية التى عن طريقها تصل مجموعة من السكان إلى حالة التكامل والترابط وهى الحالة اللازمة لتكوين المجتمع). على حين يقصد إيفانز بريتشارد بالبناء الاجتماعى (الجماعات الاجتماعية المستمرة فى الوجود لوقت كاف بحيث تستطيع الاحتفاظ بكيانها كجماعات، رغم التغيرات التى تحدث للأفراد الذين يكونون تلك الجماعات). وفى ضوء هذه التعريفات يتضح أن كيسينج يحدد مجال البناء الاجتماعى بالنظم الاجتماعية فى المجتمع، على حين يركز بريتشارد على الجانب المورفولوجى للمجتمع، حيث عرف البناء الاجتماعى بالجماعات التى يضمها المجتمع وما يسود بينها من علاقات اجتماعية. وفى النهاية نلاحظ أن تعريف وينيك فى قاموس الأنثروبولوجيا قد تضمن التعريفين السابقين.

ويحاول إيفانز بريتشارد شرح ما يعنيه بكلمة (البناء) فيقول: (من الواضح أنه لابد من وجود درجة معينة من الاطراد والاتساق فى الحياة الاجتماعية، وتوفر نوع ما من التنسيق فى المجتمع وإلا استحال على أعضائه العيش معاً، فالناس لا يستطيعون الانصراف إلى شئونهم إلا لأنهم يعرفون نوع السلوك الذى يرتضيه الآخرين منهم، وكذلك نوع التصرفات التى يتوقعونها هم أنفسهم من الآخرين فى مختلف مواقع الحياة الاجتماعية. كما أنهم ينظمون نشاطهم تبعاً لقواعد مرسومة، وحسب قيم معينة متعارف عليها، فهم يستطيعون التنبؤ والتكهن بالأحداث، وبذلك يمكنهم ترتيب حياتهم بما يتفق ويتماشى مع حياة الآخرين، ولكل مجتمع صورة أو نمط معين يسمح لنا بأن نتكلم عنه على أنه نسق أو بناء يعيش فيه أفراده وينزلون على مستلزماته. واستخدام كلمة بناء – بهذا المعنى – يتضمن وجود نوع من التماسك والتوافق بين أجزائه إلى الحد الذى يمكن معه تجنب التناقض الصارخ أو الصراع المكشوف، وأن يتمتع بدرجة من الديمومة والبقاء أكبر مما تحظى به معظم الأشياء العابرة السريعة فى الحياة الإنسانية. وقد لا يفطن أفراد المجتمع نفسه إلى إدراك هذا البناء المتميز لمجتمعهم، أو قد يكون لديهم شعور منهم تجاهه، أما الأنثروبولوجى الاجتماعى فمهمته الأساسية هى الكشف عن هذا البناء.

والجدير بالذكر أن البناء الاجتماعى الكلى العام – لأى مجتمع – يتضمن عدداً من الأبنية أو الأنساق الفرعية Sub-Systems الداخلة فى تكوينه. وبذلك يمكن أن نتكلم عن النسق القرابى System Kinship أو النسق الاقتصادى Economic System أو النسق السياسى Political System فى هذا البناء الكلى. ويتخذ السلوك والتصرفات الاجتماعية داخل نطاق هذا النسق شكل النظم الاجتماعية كالزواج والعائلة والأسواق والرياسة...إلخ، وحينما نتكلم عن وظائف هذه النظم، فإننا نقصد الدور الذى تؤديه فى صيانة البناء والمحافظة عليه.

أما رادكليف براون Radcliff Brawn فقد ناقش مصطلح البناء الاجتماعى، وحاول تعريفه من خلال النظر إلى هذا البناء باعتبار أنه يتضمن ثلاث مجموعات من الظواهر الاجتماعية وهى ما يعرف بالأشكال المورفولوجية للمجتمع الإنسانى:

1- الجماعات الاجتماعية المستمرة فى الوجود لفترة كافية من الزمن، يتجمع الإنسان فيها ويتكتل فى وحدات اجتماعية تختلف فى الحجم والوظيفة.

2- كل العلاقة الاجتماعية بين فراد وفرد من أعضاء مجتمع معين، فمثلاً يتكون نظام القرابة – لأى مجتمع – من عدد من العلاقات الثنائية بين الأب والابن، وبين الأم والابنة وبين الزوج والزوجة وبين الابن والخال...إلخ.

ويعد نظام القرابة أهم النظم الاجتماعية فى المجتمعات البسيطة، وبالتالى يقوم البناء الاجتماعى كله على أساس شبكة العلاقات القرابية التى تحدد كل العلاقات الاجتماعية فى المجتمع. وبالتالى يؤكد براون على أن النظم الاجتماعية هى المجموعة الثانية من الظواهر الاجتماعية المكونة للبناء الاجتماعى.

3- ظواهر التباين والتنوع بين الأفراد والجماعات فى المجتمع. وتحدد هذه الظواهر الأدوار الاجتماعية Social Roles التى يقوم بها هؤلاء الأفراد والجماعات. وكل مجموعة من الأدوار تنتمى إلى مراكز اجتماعية Social Statuses يحددها المجتمع ويشغلها الأفراد والجماعات حسب شروط محددة كالنوع مثلاً (مراكز للرجال وأخرى للنساء) والسن (المراكز للأطفال وأخرى للشباب وثالثة للمسنين).

ï السؤال العاشر: اذكر أهم خصائص البناء الاجتماعى.

الإجابة: تتحدد أهم هذه الخصائص فيما يلى:

(1) يتكون البناء الاجتماعى من أنماط العلاقات الاجتماعية:

ولذلك حينما نحاول دراسة البناء الاجتماعى لمجتمع ما، فلابد من ملاحظة العلاقات الاجتماعية فى صورتها الواقعية المحسوسة والتى ترتبط بحدود وبمكان معين وبزمان معين أيضاً. وتوجد هذه العلاقات بين شخصين على الأقل – وبين جماعة أشخاص فى الغالب – حينما يوجد بعض التوافق بين مصالح الأشخاص أو يوجد تعارض بشأنها، أو عندما توجد محاولات للحد من الصراع الناجم عن تعارض المصالح. وقد حدد رادكليف براون المقصود من (المصلحة) هنا بأنها (كل سلوك هادف). وفى هذه الحالة ينبغى على الأنثروبولوجى الاجتماعى أن يلاحظ عدداً ضخماً من العلاقات الاجتماعية المجسدة فى مجتمع صغير الحجم، ومن خلال الإقامة الدائمة مدة طويلة فى مجتمع الدراسة، ومعرفة اللغة المحلية التى يتفاهم بها أبناؤه، يستطيع تسجيل هذه العلاقات العديدة، وتنظيمها وتصنيفها فى مجموعات أو فئات متشابهة فى الموضوع والوظيفة والشكل. ومثال ذلك آداب التحية واستقبال الأصدقاء لبعضهم بعد طول غياب حيث يتضح الموضوع فى عنصر التلاقى بعد الانقطاع حيناً من الدهر، وتتمثل الوظيفة فى إظهار وتقوية درجة التماسك الاجتماعى بين أعضاء المجتمع، على حين يتجسد الشكل فى أسلوب التعبير عن فرحة اللقاء والتقبيل والأحضان والعناق وترديد عبارات التحية بشكل متكرر وسريع...إلخ. وفى هذه الحالات يقوم الأنثروبولوجى الاجتماعى بإطلاق اصطلاح أنماط على تلك المجموعات المتشابهة من العلاقات الاجتماعية القائمة تمييزاً لها عن صورها الواقعية. إذن من تلك الأنماط يتكون البناء الاجتماعى، ويتصدر الأنثروبولوجى للكشف عنها.

(2) البناء الاجتماعى هو كل "أو نسيج" متشابك الأجزاء:

يتكون البناء الاجتماعى – كما أشرنا – من أنماط العلاقات الاجتماعية، التى توجد على ثلاثة أقسام وهى التجمعات أو الجماعات التى يتكون منها المجتمع، والنظم الاجتماعية التى تمثل الجهاز الذى يحافظ على استمرارية البناء، والمراكز الاجتماعية التى يشغلها الأشخاص والجماعات، والأدوار الاجتماعية التى يقومون بها من خلال المراكز الاجتماعية. والواقع أن الأنثروبولوجى الاجتماعى يضطلع بدراسة هذه الأقسام وما تتضمنه من موضوعات فرعية باستخدام المنهج الكلى Holistic Method الذى يغطى كل أجزاء البناء الاجتماعى. ولعل هذا المنهج الكلى هو الذى يميز دراسات الأنثروبولوجيا الاجتماعية عن غيرها من العلوم الاجتماعية، كما أنه يتسق مع طبيعة الواقع الاجتماعى الذى تتفاعل أجزاؤه وعناصره وتنصهر فى بوتقة هذا الكل. ويمثل الكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين أجزاء البناء الاجتماعى، أصعب المهام التى يضطلع بها الأنثروبولوجى الاجتماعى.

ومن الأمثلة على ذلك نقول أن النظام الدينى جزء من البناء الاجتماعى وبالتالى تزداد العلاقات قوة بين الدين وبين عناصر البناء الاجتماعى. إذ يحدد الدين نظام الزواج والطلاق والميراث وتربية الأبناء وعلاقة الزوج بالزوجة. كذلك نستمد القيم والفضائل – التى تحكم سلوكنا وتصرفاتنا – من الدين. ويؤثر الدين فى حياتنا الاقتصادية وفى المأكل (الحلال والحرام)، والمعاملات المالية...إلخ. والخلاصة أن الأنثروبولوجى الاجتماعى ينظر للبناء الاجتماعى باعتباره شبكة من العلاقات، وعليه ضرورة الكشف عن التأثير المتبادل بين عناصر هذه الشبكة (البناء).

(3) البناء الاجتماعى مستقر ولكنه ليس جامداً:

لا يمكن لأى بناء اجتماعى أن يقوم بوظيفته فى الحفاظ على تماسك المجتمع، إلا إذا ظل هذا المجتمع قائماً لفترة طويلة من الزمن تكفى لظهور هذا البناء أولاً، وتضمن استمراره ثانياً، ولذلك يستمر المجتمع دهوراً، على عكس ما يحدث للأفراد الذين يكونونه. وقد يتعطل نظام من نظم البناء الاجتماعى فى أثناء الحروب أو وقد يتعطل نظام من نظم البناء الاجتماعى فى أثناء الحروب أو الكوارث مثلاً، ولكن سرعان ما يستعيد هذا البناء استقراره وبقاءه. والواقع أن الاستقرار والبقاء لا يعنيان وضعاً جامداً، وإنما يعنيان الحركة والدينامية مثل استمرار البناء العضوى لجسم الإنسان، حيث تتجدد خلاياه باستمرار. ويحدث نفس التجديد للبناء الاجتماعى أيضاً حينما يدخله أعضاء جدد (بالولادة أو بالهجرة) وحينما يغادره آخرون أيضاً (بالوفاة والهجرة). ومن ناحية أخرى يتعرض البناء الاجتماعى للتغير، فتتغير العلاقات الاجتماعية ويتغير المجتمع بحكم العوامل الاجتماعية المختلفة كالتعليم والفروق الجيلية والفروق الريفية الحضرية والطبقة الاجتماعية والانفتاح على العالم الخارجى وأساليب الاتصال...إلخ.



ï السؤال الحادى عشر: ماذا يعنى نظام الزواج فى الدراسات الأنثروبولوجية الاجتماعية؟ وما هى أنواعه التى ذكرها علماء الأنثروبولوجيا؟

ï الإجابة يمكن الرجوع للفصل السادس من الكتاب الجزء الخاص بنظم الزواج



ï السؤال الثانى عشر: اذكر أهم أنواع الأسرة من خلال دراسات الأنثروبولوجيا الاجتماعية.

الإجابة: تنقسم الأسرة إلى عدة أنواع مختلفة، وقد حاول ميردوك إجراء مقارنات بين الأسر فى 250 مجتمعاً إنسانياً، وخلص منها إلى سيادة ثلاثة أشكال أو أنواع من الأسر هى:

(أ) الأسرة النووية Nuclear:

وهى وحدة اجتماعية صغيرة الحجم تضم الزوج والزوجة وأبناءهما المباشرين فقط، وتعتمد هذه الأسرة على وحدانية الزوج ووحدانية الزوجة، وهذا ما يسمى الزواج الأحادى Monogamy، أى زواج رجل واحد بامرأة واحدة. والملاحظ أن هذه التسمية للأسرة النووية راجعة أساساً إلى أنها تعتبر النواة أو الخلية الأولى والأساسية للمجتمع الإنسانى، وفى أحيان أخرى تسمى "بالأسرة الزواجية" Conjugal Family. ويحاول البعض تسميتها بالأسرة الصغيرة، تمييزاً لها عن الأنواع الأخرى من الأسرة الكبيرة.

(ب) الأسرة التعددية:

(للأزواج Polyandrous أو للزوجات Polygynous) وهى ذلك النمط الذى يجمع بين عائلتين صغيرتين أو أكثر بشرط أن يكون الزوج أو الزوجة مشتركة فى أكثر من أسرة صغيرة واحدة. والواقع أننا لا نتفق مع ميردوك فى رأيه حول سيادة الأسرة التعددية للأزواج، ولا حتى فى وجود حالات كثيرة تدل عليها. ويؤيد بريتشارد هذا الرأى حيث يرى أن ماكلينان – الذى درس الأسرة ووضع بعض النظريات عنها – اعتبر أن هذا الزواج التعددى للأزواج هو أوسع أشكال الزواج انتشاراً، لكن الواقع يؤكد أنه محدود للغاية، ولعل سبب هذا الخطأ راجع إلى اعتماده على الكُتّاب الهواة والرحالة.



(ج) الأسرة الممتدة Extended Family:

وهى أسرة تتكون من جيلين فأكثر حيث يعتبر الجيل الثانى امتداداً للجيل الأول. وتعنى الأسرة الممتدة كذلك وجود عائلتين صغيرتين على الأقل تعيشان معاً فى مكان واحد فى معيشة مشتركة، وتضم الآباء والأبناء والأحفاد، كما قد تضم الأعمام والأخوال أو بنات وأبناء العمومة والخئولة.

ï السؤال الثالث عشر: اشرح أهم وظائف الأسرة الحديثة، مع الإشارة إلى ما تغير منها، ومازال بعيداً عن التغير؟ ولماذا؟

الإجابة: إذا كنا نقول بأن الأسرة هى النواة الأساسية للمجتمع، فإن معنى ذلك بقاء المجتمع واستمراره رهين ببقائها واستمرارها، وأن هذا البقاء والاستمرار نتاج طبيعى لمجموعة من الوظائف التى تضطلع بها الأسرة وتؤديها، فلولا هذه الوظائف إذن لما استمرت الأسرة، وبالتالى فلا تقوم للمجتمع العام قائمة بدونها.

والواقع أن وظائف الأسرة – التى سنذكرها هنا – تصدق على الأسرة النووية فى المقام الأول، كما تصدق أيضاً على الأسر متعددة الزوجات والأسر الممتدة بشتى صورها, ومعنى هذا أن تلك الوظائف تمثل قاسماً مشتركاً إلى حد كبير بين مختلف أنواع الأسر. ولنبدأ بالإشارة إلى أهم هذه الوظائف التى تضطلع بأدائها الأسرة:

(أ) الوظيفة الجنسية:

تحقق الأسرة وظيفة الإشباع العاطفى من خلال الزواج، إذ أن الاتصال الجنسى فى معظم الأحوال مرذول خارج نطاق الزواج، ويرفضه المجتمع، ويحدث هذا الاتصال بين الزوج والزوجة بعد إتمام مراسم الزواج التى تعلن عن قيام هذه الأسرة. ويلعب الاتصال الجنسى دوره البارز فى تدعيم العلاقات الاجتماعية بين الزوجين، مما يتيح للأسرة النووية أن تقوم بالوظائف الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن ثقافة المجتمع ونظمه الاجتماعية لا يطلقان العنان لهذا الاتصال الجنسى، وإنما يضعان له من الضوابط والقيود والوسائل ما يقصره على الحالات التى يبيحها المجتمع ويرتضيها. والهدف من وضع هذه القواعد والقيود هو حفظ كيان الأسرة، والحفاظ على صحة الزوجين، وعلى الحقوق والواجبات المتبادلة بين الآباء والأبناء كحقوق النسب والميراث والتربية...إلخ. وإذا كان بعض علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية قد استفاضوا فى الحديث حول الاتصال الجنسى بين الذكور والإناث – قبل الزواج وبعده – فى المجتمعات البسيطة، فإن هذه الاراء التى ذكروها لا تهمنا فى هذا المجال، وإنما كل ما يهمنا هو التأكيد على أن الأسرة هى المصدر الاجتماعى الأساسى – والمشروع فى نفس الوقت – الذى يزود المجتمع بالأعضاء الجدد من خلال التكاثر والإنجاب، وهى أيضاً النظام الذى يعوض المجتمع عما يفقده من الأعضاء نتيجة الهجرة أو الوفاة أو الأوبئة والكوارث.

(ب) الوظيفة الاقتصادية:

أكدت الدراسات الأنثروبولوجية البيولوجية على وجود عديد من الاختلافات الفسيولوجية بين جسم الرجل وجسم المرأة، ولكن هذه الاختلافات جعلت من الزوجين الذكر والأنثى وحدة متكاملة وعلى درجة عالية من الكفاءة. ولذلك تتأكد هذه الحقيقة من خلال دراسات علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية على المجتمعات البسيطة وخاصة نظم تقسيم العمل الاجتماعى، ومعايير التقسيم المتبعة: ونوعية الأعمال الموكولة للرجل، وتلك الملقاة على عاتق المرأة، ودور البيئة الاجتماعية والطبيعية فى هذه المعايير والأدوار...إلخ. فالرجل يتمتع بقوة بدنية تفوق قوة المرأة، ولذلك يستطيع إنجاز الأعمال الشاقة مثل الصيد والقنص وتقطيع الأحجار والأشجار لبناء البيت – فى المجتمعات البدائية – والقيام بالأعمال الزراعية والرعى وجنى المحاصيل...إلخ فى المجتمعات الريفية. وعلى العكس من ذلك نجد المرأة ذات طبيعة فسيولوجية تعوقها عن أداء مثل تلك الأعمال الشاقة نتيجة الحمل والولادة والرضاعة والدورة الشهرية، ومن ثم تتجه نحو إنجاز الأعمال التى تتناسب مع طبيعتها الفسيولوجية كالأعمال المنزلية من طهى وتنظيف وغيرها، إلى أعمال قريبة من المنزل لجمع الخضروات وإحضار الماء وصناعة الثياب البسيطة وإصلاحها وصناعة بعض الأدوات والأوانى اللازمة لتخزين الغلال، وبناء العشش لتربية الطيور المنزلية...إلخ.

ولاشك فى أن معايير تقسيم العمل بين الرجل والمرأة – فى هذه الحالة – فى ضوء النوع، قد ساعدت على كفاءة أداء العمل وإتقانه. وهكذا نجد أنشطة وأعمال الرجل خارج المنزل تكمل أعمال المرأة داخله بصورة تشكل وحدة اقتصادية متعاونة بينهما إلى حد كبير. وهنا تدعم الوظيفة الجنسية الوظيفة الاقتصادية بين الزوجين، على حين يؤدى التعاون الاقتصادى بين الآباء والأبناء والأخوة والأخوات إلى تدعيم العلاقات الاجتماعية بين جميع أعضاء الأسرة.


(ج) وظيفة التكاثر:

تعتبر الأسرة المصدر الوحيد لتزويد المجتمع بأعضاء جدد من خلال وظيفة التكاثر. وهكذا تؤدى الأسرة هذه الوظيفة الحيوية التى تحافظ على بقاء المجتمع واستمراره فى الوجود. ولذلك لا نجد مجتمعاً إنسانياً يخلو من المراسم والطقوس التى ينظمها ليحتفل بولادة الطفل.

وهناك العديد من العادات والتقاليد والممارسات الشعبية والمعتقدات التى تدور حول (سبوع المولود) وحول ختانه وحول وقايته من الحسد والمرض. ولا يقف الأمر عند حد ما بعد الولادة، ولكنه يتعداه إلى ما قبلها أى فى المرحلة الجنينية وما تتضمنه من وصفات وممارسات اعتقادية للحفاظ على الجنين. هذا بالإضافة إلى ما تحويه الثقافة الشعبية من عناصر متعددة ومتنوعة حول القلق من تأخر الحمل وبالتالى الممارسات الشعبية التى تعجل بحدوثه، والمعتقدات التى تكمن خلف هذه الممارسات، ويؤكد ممارسوها على أهميتها فى علاج العقم. وبهذا الشكل يتضح أن الوظيفة التناسلية ورعاية الطفل لا تقوم بها أية وحدة اجتماعية فى المجتمع غير الأسرة.

ومن المؤكد أن المجتمعات تختلف فيما بينها اختلافاً واضحاً فى تفاصيل الوظيفة التناسلية ووظيفة الرعاية الصحية للطفل مما يترتب عليه نتائج متباينة فى سمات شخصية أعضاء المجتمع الواحد، وأعضاء الأسرة الواحدة. وقد حاولت المجتمعات المتقدمة – فى الوقت الراهن – البحث عن بديل للأسرة للقيام بوظيفة الرعاية الصحية للطفل، فأنشأت دوراً للحضانة للاضطلاع بهذه الوظيفة، ولاسيما للأطفال حديثى الولادة، إلا أنها أخفقت فى تحقيق وظيفتها نتيجة العقبات العديدة التى واجهتها.

فهذه المؤسسات الخاصة، التى يوضع فيها الأطفال بعد الولادة مباشرة، تساعد على إصابتهم بأمراض كثيرة رغم الرعاية الصحية الفائقة الموجهة إليها. وبالتالى فهناك آثار سيئة للغاية تقع على الأطفال الذين يفصلون عن أمهاتهم بعد الولادة. ومن أمثلة المشكلات والأمراض التى يعانون منها التخلف العقلى، والعجز عن النطق وتعليم الكلام، والبلادة، وفقدان الإحساس...إلخ.

(د) الوظيفة التربوية:

يولد الطفل فى المجتمع ولا يعرف عنه شيئاً، وبالتالى عليه أن يكتسب كمية هائلة من الخبرات والمهارات، ويستوعب التراث الاجتماعى والثقافى السائد. والواقع أن الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأولى والأساسية التى تستطيع القيام بالوظيفة التربوية، بحيث يتواءم الطفل مع الضوابط والقواعد التى وضعها المجتمع وتضمنتها الثقافة السائدة، ويصبح آنئذ فقط عضواً فى المجتمع، وتسمى هذه العملية بالتنشئة الاجتماعية Socialization أو التنشئة الثقافية Enculturation. والواقع أن عبء هذه الوظيفة يقع فقط على عاتق الأسرة فى المجتمعات البسيطة، على حين نجد أن المجتمعات الحديثة والمتقدمة حاولت تقديم بعض المؤسسات الاجتماعية – كالمدارس ودور الحضانة والجامعات – لمشاركة الأسرة فى أداء هذه الوظيفة. ولكن هذا لا يعفى الأسرة من أداء هذه الوظيفة الحيوية، فالأب يقوم بدور فى هذه التنشئة الاجتماعية والثقافية ولا يقل فى أهميته عن دور الأم، هذا علاوة على دور الأخوة والأخوات فى هذه الأسرة، وجماعات الرفاق وأصدقاء اللعب وأقارب الطفل من المسنين فى هذه العملية.

وفى النهاية لابد من التأكيد على أن وظائف الأسرة قد تطورت من الاتساع إلى الضيق، ومن الطابع الكلى إلى الطابع الجزئى. ففى المجتمعات البسيطة والريفية كانت الأسرة تضطلع بكل الوظائف التى ذكرناها من تنشئة اجتماعية وتربية وتدبير الحياة الاقتصادية، وتقسيم العمل، وتوزيع القوى بداخلها، والقيام بشئون الحكم وتزويد الأطفال بتراث المجتمع...إلخ. إلا أن تطور المجتمع قلص من تلك الوظائف وسلبها من الأسرة، حيث صارت النظم الحديثة (من حضانات إلى مدارس وجامعات) تقوم – مع الأسرة – بالوظيفة التربوية، ومن ثم تقلص دور الأسرة فى هذه الوظيفة إلى حد كبير فى الوقت الراهن. كذلك أدى تطور النظام السياسى والضبط الاجتماعى إلى تخصيص هيئات ومؤسسات مختلفة للاضطلاع بالوظائف السياسية والضبط...إلخ، بالإضافة إلى ذلك فإن تطور النظام الاقتصادى فى المجتمع سحب البساط من تحت أقدام الأسرة، وبالتالى فهى لم تعد تقوم بهذه الوظيفة بنفس الشكل القديم، وإنما صارت المؤسسات الاقتصادية (للعمل والإنتاج والتوزيع والاستهلاك) تتصدر أداء هذه الوظيفة بدلاً من الأسرة وهكذا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال الرابع عشر: حدد خصائص الثقافة مع ذكر أمثلة على ما تقول.

الإجابة: (أ) الثقافة ظاهرة إنسانية: بمعنى أن الإنسان وحده هو الذى ينفرد بخاصية الثقافة، والتفرد بهذه الظاهرة، وصنعها، والحفاظ عليها، فالإنسان يتعلم قدراً من السلوك يفوق بكثير القدر الذى يتعلمه أى كائن آخر، كما أن الكائنات الأخرى فى تعلمها تعتمد على السلوك الفطرى أو الغريزى الموروث دون تغيير يذكر، وتبدو أفعالها كانعكاسات شرطية محددة يصعب تجاوزها، كما يكون تطورها بيولوجياً فى المقام الأول وليس ثقافياً أو اجتماعياً. ومن ثم فهذه الكائنات مزودة ببعض أساليب السلوك التى تحافظ من خلالها على بقائها واستمراريتها، ولكنها لا تطور هذه الأساليب بنفس الدرجة التى يتطور بها الإنسان، أو يطور بها أساليب حياته. فالإنسان مزود بالكثير من الملكات التى طور من خلالها الكثير من ملامح البيئة المحيطة لكى تصبح مهيأة للحياة، فنجده قد طور المسكن والملبس، واخترع الكثير من الوسائل التى استخدمها فى حياته اليومية، كما ابتدع اللغة بمدلولاتها ورموزها وحروفها وقواعدها.

ويعيش الإنسان فى جماعات تتميز بقدر من التنظيم، كما يشترك أفراد الجماعة الواحدة فى ممارسة عدد من أنماط السلوك، أو أساليبه المتميزة التى تكون ثقافتهم الخاصة، والتى تتميز عن غيرها من الثقافات، وبذلك يمكن القول بأن كل مجتمع إنسانى له ثقافته التى تميزه، مادامت الثقافة هى إبداع إنسانى لجماعة ما من الجماعات، ومحصلة للتفاعل بين الإنسان والبيئة، طور الإنسان خلالها الكثير من أنماط السلوك، وبذلك فالثقافة ظاهرة إنسانية يتميز بها الإنسان دون غيره من سائر المخلوقات.

(ب) الثقافة تكتسب بالتعلم: فالإنسان يتعلم قدراً من سلوكه يفوق بكثير ذلك القدر الذى يتعلمه أى كائن آخر، فمنذ ولادته يبدأ المجتمع – الذى ولد فيه أو يعيش فيه – يبدأ فى إكسابه الكثير من السمات الثقافية، وذلك من خلال روافد التنشئة المختلفة، وهى الأسرة والمدرسة، والمجتمع. وجدير بالذكر أن عمليات التعلم لا تتم بشكل منظم أو من خلال عمليات التلقين المنظم والمعلن كتلك التى تحدث فى قاعات الدرس، ولكنها تتم من خلال مواقف الحياة اليومية المتكررة، والتى يؤدى فيها أفراد الجماعة من الراشدين بعض أنماط السلوك المفضل والذى تقره الجماعة وتفضله، ثم يتعلمه أو يقلده أفراد الجماعة الأقل سناً، ويصبح قبول هذه الأنماط السلوكية وأداؤها فى المواقف المختلفة بمثابة إذعان من قبل الأشخاص لمعايير الجماعة والانخراط فيها. ومن ثم ينتقل خلال هذه الشكل من التعليم الكثير من قواعد السلوك، والمعايير التى تحافظ على تماسك الجماعة، والتى تتوسم الجماعة فى أبنائها أن يتمسكوا بها ويتعاملوا بها داخل هذه الجماعة، وكثيراً ما تكون هذه المعايير السلوكية قد انتقلت إلى الأجيال من خلال ذلك الشكل من التعلم.

ولا يجب أن يتبادر إلى الذهن أن الثقافة تورث – شأنها فى ذلك شأن بعض العناصر أو الخصائص البيولوجية أو الفيزيقية – ولكنها تكتسب من خلال الوجود فى جماعة اجتماعية معينة، ويتأكد ذلك إذا أخذنا طفلاً وليداً من إحدى الثقافات كالثقافة العربية أو الإسبانية، لينشأ فى المجتمع الإنجليزى أو الأمريكى، فإننا سوف نلاحظ أن هذا الوليد سيكتسب ثقافة المجتمع الذى عاش فيه لا المجتمع الذى ولد فيه.

وقد يفهم هنا أن النشأة التاريخية للثقافة وعملية انتقالها من جيل إلى جيل تعنى أن الثقافة تنتقل فى حلقات جامدة لا تتغير وتظل سماتها ثابتة، بيد أن ذلك غير صحيح، إذ لا يمنع ذلك الانتقال من تأثر الثقافات بكافة المؤثرات التى تتعرض لها المجتمعات وتعمل على إحداث بعض التغيرات فيها.

ولا يقتصر التعلم على الإنسان وحده، بل تشترك معه فى جوانب هذه الظاهرة بعض الحيوانات، مع الاختلاف الواضح فى كم وكيف التعلم. ولقد أكدت التجارب التى أجراها بعض العلماء على مقدرة بعض الحيوانات لتعلم بعض دروب السلوك، ولكنها لا تختزن خبراتها التعليمية لفترات طويلة كما يحدث لدى الإنسان، كما أن الحركات التى تتعلمها هذه الحيوانات تبدو كانعكاسات وردود أفعال وليدة للمواقف التى يكون الحيوان فيها، كما أنه لا يمتلك القدرة على تطوير هذه الأفعال، كما يحدث لدى الإنسان، ولذلك فإن الإنسان هو المخلوق الذى طور لنفسه الكثير من الوسائل وأنماط السلوك لتصبح بذلك ثقافة.

وفى هذا الصدد يرى "ليسلى هوايت" أن الإنسان قد خلق لنفسه نوعاً من الرموز التى تطورت عبر مراحل تاريخية مختلفة ونشأت الحضارات كافة واستمرت عن طريق استخدام الرموز وتعلمها، كما يرى أن الرمز هو الذى يحول الطفل إلى إنسان مكتمل، والسلوك البشرى سلوك رمزى والسلوك الرمزى سلوك بشرى، فمن خلال تعلم هذه الرموز تفوق الإنسان على كثير من الكائنات.

(ج) الثقافة تجريد للسلوك: يرى بعض العلماء مثل "ردفيلد" أن الثقافة تتضح فى الأفعال وفى الأشياء المادية، ولكنها لا تتكون من الأفعال أو الأشياء ذاتها، معنى ذلك أن الأنثروبولوجى لا يستطيع ملاحظة الثقافة بشكل مباشر، ولكنه يلاحظ أفعال الناس وتصرفاتهم وأقوالهم، وكذلك الأساليب التى يستخدمونها فى صناعة منتجاتهم المادية، ويعمل على تحليلها ودراستها وصولاً منها إلى ثقافة المجتمع الذى يلاحظه. وحول هذا الموضوع ثار نقاش فى الفكر الأنثروبولوجى، انقسم على أثره الرأى إلى اتجاهين، الأول: عُرف بالاتجاه الواقعى، ويرى رواده أن الثقافة تتكون من أشكال السلوك المكتسب والخاص بمجتمع إنسانى أو بجماعة معينة من البشر، والثانى: عُرف بالاتجاه التجريدى، والذى يذهب رواده إلى أن الثقافة هى مجموعة من الأفكار يجردها العالم أو الباحث من خلال ملاحظته للواقع المحسوس والذى يتضمن أشكال السلوك المكتسب والخاص بمجتمع ما. ومن الصعب الفصل بين مظاهر السلوك المادية وبين الأفكار والتصورات والقيم التى يختفى وراءها السلوك أو بالأحرى التى تختفى وراء السلوك.

والواقع أن الاتجاهين الواقعى والتجريدى أو المعيارى يمثلان وجهين لعملة واحدة، فإذا ما حاولنا دراسة طقوس الميلاد بالمجتمع المصرى على سبيل المثال، فإننا سوف نجد الكثير من أنماط السلوك التى يصعب إدراكها دون ربطها بمعانيها ودون تحليلها فى إطار الثقافة المصرية، فمثلاً تتضمن هذه الطقوس بعض الأشياء المادية التى تدخل فى طقوس السبوع كالحبوب والملح والشموع المضيئة والأوانى الفخارية التى تملأ بالماء، وتوضع بجوار المولود، وكذلك تتضمن بعض أدوات الحماية التى توضح بجوار المولود فى فراشه كالسكين والبندقية. وبتحليل هذه الأشياء المادية سوف نتوصل إلى الكثير من الأفكار والتصورات والمعتقدات التى تمثل وجهاً آخر لهذه الأشياء المادية، عندئذ تصدق المقولة التى ترى أهمية دراسة المظهرين معاً، إذ أن الاهتمام بالتصورات الذهنية والمثل والمعايير فى معزل عن السلوك يُخرج الأنثروبولوجيا عن موضوع دراستها وهو دراسة الظواهر الثقافية فى المجتمع.

ومن الواضح أن التفاؤل من خلال المنظور السابق والذى يتضمن الجانبين معاً يشكل صعوبة كبيرة فى دراسة الثقافة، إذ أن الكثير من السمات الثقافية ترتبط بجوانب أخرى بشكل يجعلها أكثر تعقيداً فى دراستها، وقد جعلت العلماء يطلقون عليها كلمة "المركبات الثقافية" للتعبير عن ذلك التشابك، كما هو الحال فى مركب الماشية Cattle Complex لدى القبائل التى تسكن أفريقيا الوسطى والشرقية وجنوب السودان وبعض المناطق الأخرى.

ويضرب الدكتور أحمد أبوزيد مثالاً لمدى تعقد السمات الثقافية بأهمية الماشية فى ثقافة قبيلة الناندى بكينيا، وما يدور حولها من طقوس، فلحومها تؤلف عنصراً هاماً فى طعام جماعات الناندى، ويعتمدون على اللبن فى غذائهم، ومن دماء الأبقار يتغذون، والتى يأخذونها أو يحصلون عليها من خلال قطع أحد الشرايين فى عنق البقرة، وبعد تدفق الدماء والحصول على جزء منه، يضعون قطعة من الطين مكان الجرح لمنع تدفق الدم. كما يتمتع العشب الذى تأكله الأبقار بدرجة عالية من القداسة، وتدور حوله الكثير من الطقوس، فهم لا يقطعونه أو ينتزعونه من فوق الأرض لأن ذلك فى اعتقادهم يدنس العشب وبالتالى يدنس الماشية التى تعد محوراً هاماً تدور حوله الكثير من المعتقدات.

(د) يؤدى الرمز دوراً هاماً فى صياغة الثقافة: تلعب الرموز دوراً هاماً فى نشأة الثقافة واستمرارها، والرمز هو منتج مادى يحمل معنى معيناً، وليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة تطابق بين الرمز وبين ما يرمز إليه. وتكاد تكون ظاهرة الرموز من الظواهر التى تعرفها كافة الثقافات وذلك للإشارة إلى بعض الأشياء المادية، والرمز يعنى درجة عالية من التجريد والاختزال لأشياء معنوية، كما هو فى الشعارات التى تتخذها الدول رمزاً لها، وفى الأعلام، وغير ذلك من الرموز الدينية. ويتميز الإنسان بأنه المخلوق الوحيد الذى يمتلك القدرة على إعطاء معان للأشياء وللأفعال التى يلاحظها، وكذلك القدرة على فهم تلك المعانى فى إطار كل ثقافة من الثقافات، وتسمى هذه العملية "إضفاء الرموز"، وتعتبر اللغة هى أدق مثال لهذه العملية. وتعرف الأشياء والأفعال التى يضفى عليها الإنسان معان محددة بالأفكار والعقائد والاتجاهات والعواطف والأفعال، وصور التفاعل والعادات والقوانين والنظم والأعمال والأشكال الفنية واللغات والأدوات والآلات وجميع الأشياء التى يخترعها.

(ﻫ) الثقافة أداة للتكيف: تحقق الثقافة قدراً من التكيف وذلك من خلال ما تقدمه من نماذج سلوكية تجعل الأفراد أكثر توافقاً مع الجماعة التى يعيشون فيها. والتكيف هو أحد المفاهيم التى عولجت بشكل مستفيض كمفهوم أساسى فى العلوم البيولوجية، وذلك من خلال ما يحدث لدى بعض الكائنات الحية عندما تكتسب بعض الخصائص البيولوجية التى تجعلها أكثر استعداداً للتوافق مع البيئة، أو تفتقد بعض الخصائص التى تضعف من استعدادها للتوافق البيئى. ومن خلال هذه القاعدة فإن علماء التطور البيولوجى يرون أن هناك العديد من الكائنات قد انقرضت فى رحلة التطور بسبب عدم قدرتها على التكيف مع الظروف البيئية، أو مع الوعاء البيئى المتغير، كما ظهرت كائنات أخرى استطاعت أن تتكيف مع البيئة وتؤكد استمرارها.

ويكاد يقترب ما يحدث للكائنات من تغيرات بيولوجية مع ما يحدث فى الثقافات المختلفة، حيث تظل السمات الثقافية سائدة فى جماعة من الجماعات إلى أن تدخل عليها بعض المؤثرات التى تسهم فى تغير الثقافة، وهذه المؤثرات هى فى الغالب مجموعة من العمليات الثقافية كالهجرة لبعض العناصر، ودخول عناصر ثقافية جديدة، وغير ذلك من العمليات كالصراع الثقافى بين عناصر متداخلة، وتنحى بعض السمات واندثارها واستمرار البعض الآخر. ويصبح الفيصل فى عملية الاستمرار هذه هو ملاءمة العنصر وقدرته على مواجهة هذه العمليات والبقاء والاستمرار.

ويجب أن يفهم أن عقد المماثلة أو تشبيه ما يحدث للثقافات بما يحدث للكائن البيولوجى فى تطوره وتكيفه مع البيئة، قد جاء بهدف تقريب الفكرة من ذهن القارئ. ولا يعنى ذلك أننا نغفل ما يميز الثقافة أو السمات الثقافية من اختلافات بشكل يجعلها أكثر تعقيداً من موقف الكائن البيولوجى، وبرغم ذلك فكثيراً ما يحتاج التكيف – بالنسبة للكائن البيولوجى – إلى أجيال وسنوات طويلة، ولكن الإنسان ككائن ثقافى يمكنه أن يتكيف مع الثقافات المختلفة بسرعة فائقة.

(و) تتضمن الثقافة نمطاً مثالياً للسلوك ونمطاً واقعياً: يستخدم مفهوم النمط للإشارة إلى أسلوب معين من أساليب السلوك الذى يمثل جزءاً من ثقافة معينة، ولو أمعنا النظر فسوف يتضح لنا على الفور أن الأنماط الثقافية تنقسم إلى نمطين الأول وهو النمط الواقعى، أى ما يفعله الأفراد بالفعل فى المواقف المختلفة. أما الثانى فهو النمط المثالى وينطوى على تصورات مثالية للسلوك الذى يجب أن يتبع فى ثقافة ما. وينكشف النمط المثالى فى أقوال الأفراد، ويدركه الباحث الأنثروبولوجى عندما يسال عن أنماط السلوك المتبع فى موقف ما، متبعاً فى الواقع، ولكنه يؤدى دوراً هاماً فى عمليات ضبط السلوك باعتباره معياراً يمكن القياس على أساسه، أو يحمله الأفراد فى مخيلتهم عن مجموعة من الأنماط السلوكية المثالية. وجدير بالذكر أن كافة الثقافات على اختلافها وتنوعها تعرف هذه الأنماط المعيارية للسلوك، وكلما اتسعت الهوة بين النمط المثالى والواقعى كلما تعرض الأفراد للقلق والعكس هو الصحيح. فهناك بعض الثقافات التى يصعب فيها التزام الأفراد بهذه الأنماط المثالية للسلوك. عندئذ تبدع الثقافة أو تبتكر بدائل أخرى للسلوك أقل صعوبة فى تنفيذها وتؤدى نفس الغرض، أما فى الحالات التى يقترب فيها النمط المثالى من النمط الواقعى، فإن ذلك يعنى درجة أعلى من الاتساق بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن بالفعل.

ويصنف "كلايد كلاكهون" الأنماط المثالية – وفقاً لوجودها فى الثقافات المختلفة التى قام بدراستها – إلى الأنماط التالية:

(1) إلزامية: فقد يكون النمط المثالى للسلوك إلزامياً لأفراد الثقافة بمعنى أن الثقافة لا تتيح إلا هذا الشكل من السلوك أو لا تتيح إلا وسيلة واحدة للاستجابة لمواقف معينة ولا تقبل من الأفراد غير ذلك الشكل.

(2) مفضلة: وفى هذه الحالة تقل حدة الالتزام السابق بالنسبة لنمط ما من أنماط السلوك، وتقدم الثقافة مجموعة من البدائل السلوكية لتفى بالغرض، إلا أنها مع ذلك تفضل أحد هذه البدائل أكثر من الأخرى.

(3) نمطية أو شائعة: ويطلق ذلك على الأنماط السلوكية بمجتمع ما إذا ما أتاحت الثقافة أكثر من بديل سلوكى، وتقرها جميعاً بنفس الدرجة، ولكننا نجد أحد هذه البدائل أكثر انتشاراً أو شيوعاً عن البدائل الأخرى.

(4) بديلة: وذلك عندما تتيح الثقافة أكثر من أسلوب من أساليب السلوك، وتقرها جميعاً بنفس الدرجة، ولا يوجد بينها أى اختلاف لا من حيث القيمة ولا من حيث الانتشار.

ومن الصعوبة الكشف عن التباين بين الأنماط المثالية والواقعية فى إطار الثقافة الواحدة، يتطلب ذلك استخدام الأساليب المنهجية للأنثروبولوجيا كالمعايشة والملاحظة لفترات كافية فى المواقف المختلفة، ثم مقارنة الأقوال ومطابقتها مع الأنماط السلوكية الفعلية فى هذه المواقف، وكثيراً ما تتعثر الأدوات الكمية للبحث والتى تستخدم الأسئلة المباشرة فى أن تفصح عن السلوك الواقعى. عندئذ يقتصر الفهم على السلوك المثالى، والذى غالباً ما يقدمه الأفراد لأى قادم إلى المجتمع، أو لكل من يسأل عن أنماط السلوك الشائعة فى موقف ما من المواقف.

(ز) الثقافات الفرعية إحدى سمات الثقافة: على الرغم من أن لكل مجتمع بشرى ثقافته الخاصة المتميزة التى تختلف فى مجموعها عن ثقافة مجتمع آخر، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود ثقافات فرعية داخل الثقافة الكلية للمجتمع، ويعكس ذلك الشكل المركب الذى تبدو عليه الثقافات فى الواقع، إذ ليس من الضرورى أن تظهر كافة السمات التى تكون الثقافة بوضوح فى كل قطاعات المجتمع، ولكننا نجدها موجودة فى جزء من المجتمع دون الأجزاء الأخرى، إلا أن الذى يعطى الثقافة طابعها المميز ومقوماتها هو اشتراك كافة أفراد المجتمع الواحد فى مجموعة من السمات الثقافية التى تعتبر رئيسية، تسود المجتمع كله، ويطلق عليها العموميات Universals أو العموميات الثقافية، والتى تتمثل فى وحدة المشاعر والمعتقدات الدينية واللغة، ولكن ذلك لا يمنع من وجود الخصوصيات Specialties، والتى تحمل ملامح التمايز والتغاير داخل المجتمعات، وذلك فى إطار ثقافى واحد، ودون أن تؤدى هذه الخصوصيات إلى فقدان التجانس العام للمجتمع. ولقد أطلق الأنثروبولوجيون على وجود هذه الخصوصيات – أو على وجود بعض الخصوصيات فى سمات ثقافية معينة داخل المجتمع – اسم الثقافات الفرعية Sub Cultures وتبدو ملامح هذه الثقافات الفرعية فى بعض المجتمعات بشكل ظاهر وواضح، فعلى سبيل المثال نجد المجتمع المصرى الذى يضم ثقافة واحدة ذات سمات عامة ومشتركة، كما نجده يضم أيضاً بعض الثقافات الفرعية كثقافة أبناء النوبة، وبعض الواحات المنعزلة، والصحراء.

وينبغى أن ندرك أن الشكل المثالى للتجانس الثقافى – إن صح هذا التعبير – ينعكس فى وجود العموميات الثقافية بشكل يفوق الخصوصيات، إذ أنه كلما زادت الثقافات الفرعية وجماعات الأقلية بالمجتمع، فإن ذلك قد يقلل من تماسكه، وتظهر هذه المشكلة بوضوح عند التخطيط للتغيير بالمجتمع حيث يتطلب ذلك جهداً كبيراً لدفع هذه الجماعات الفرعية وانخراطها فى فلك المجتمع الكبير، وقد يتطلب ذلك إعداد مجموعة من البرامج المنفصلة التى تلائم كل ثقافة فرعية، ويثقل ذلك كاهل المجتمع، ولكن هذه الظاهرة تكاد تكون سمة عامة تميز معظم المجتمعات، كما تظهر مشكلة الثقافة الفرعية إذا ما تعارضت فى مصالحها الخاصة مع مصالح المجتمع الأكبر وتهدد استقراره وتثير فيه الكثير من القلاقل.

ï السؤال الخامس عشر: ماذا تعنى نظرية التطور متعدد الخطوط؟ اشرح مع ذكر أمثلة.

الإجابة: فى عام 1948 قدم جوليان ستيورات نظريته فى تفسير التطور الثقافى آخذاً فى الاعتبار العناصر الإيكولوجية، حيث تطورت نظريته من أفكار سبق طرحها عن الإيكولوجيا الثقافية، ولاحظ ستيوارت أن الأدوات والموارد المستغلة داخل البيئات والتى تتشابه فى نوعيتها، تنتج هياكل وأبنية اجتماعية متماثلة، كما كان يفترض أن التاريخ سوف يكشف أن هذه العمليات الثقافية قد سلكت طرقاً متوازية أيضاً فى تطورها، نظراً لأن أوجه التشابه مصدرها قوى متشابهة، وتأكد لديه ذلك بصورة قاطعة من دراسته لحالة تطور المجتمعات بشكل متواز فى خمس مناطق جغرافية منفصلة، وارتباط ذلك بالزراعة القائمة على الرى، واعتبر أن الرى كأسلوب مرتبط بالبيئة وما يترتب عليه من استقرار قد نشأ فى سياقه نوع من التنظيم الاجتماعى والثقافى، بينما تستطيع الجماعات التى تعيش فى ظروف بيئية أخرى مختلفة أن تستخدم تكنولوجيا مختلفة وأن تسلك طرقاً أخرى للتطور، كما يترتب على ذلك صياغة تنظيمات أخرى تتفق وتلك الظروف البيئية، وأطلق على نظريته هذه التطور الثقافى متعدد الخطوط.

وعلى العكس مما فعل "ليسلى هوايت" – عندما حاول تقديم نظرية فى تفسير تطور الثقافة الإنسانية كلها – نجد "جوليان ستيوارت" يركز جهوده فى تقديم نظرية تفسر ظهور المؤسسات الاجتماعية بصورة منظمة فى عدد محدد من المجتمعات ذات التجارب التاريخية المتشابهة. ومن ناحية أخرى تمثل نظرية ستيوارت أسلوباً لتحديد أسباب التغير الثقافى وإثبات صحة هذه الأسباب من خلال استخدام المنهج المقارن، حيث قدم تفسيراً للتشابه الثقافى وتكرار التنظيمات الاجتماعية فى مجتمعات مختلفة بإرجاعه إلى التشابه الإيكولوجى.

ولقد التقى كل من جوليان ستيوارت وليسلى هوايت فى بعض الجوانب بشأن تفسير التطور الثقافى وعوامل حدوثه، وتمثل هذا الالتقاء فى افتراضهما أن تطور المجتمع والثقافة يترتب عليه نمو فى الوحدات الاجتماعية والسياسية من حيث حجمها ونطاقها، كما يترتب عليه تقدم الكيانات الاجتماعية والسياسية من حيث حجمها ونطاقها، كما يترتب عليه تقدم الكيانات الاجتماعية من الشكل البسيط إلى المركب، أى من التجانس إلى التباين. وجدير بالذكر أن الفكرة ذاتها قد ظهرت فى كتابات المفكر الاجتماعى إميل دوركايم فى القرن التاسع عشر.

ويمكن توضيح ملامح تطور المجتمعات من البساطة إلى التعقيد إذا ما عقدنا مقارنة ما بين مجتمع من مجتمعات الصيد، كالبوشمن بأفريقيا ومجتمع آخر من المجتمعات الحديثة؛ فسوف نجد أشكالاً من تقسيم العمل أكثر تعقيداً فى المجتمعات الثانية، ونظماً للتدرج الاجتماعى والمكانات ومؤسسات متنوعة، ونظماً للضبط الاجتماعى تختلف عنها فى المجتمعات البسيطة، ويشير إلى ذلك ستيوارت بأن التدرج ما بين البساطة والتعقيد يمكن التعبير عنه "بمستويات التكامل الثقافى الاجتماعى" والذى تبدو معالمه لدى الأسرة فى المجتمعات البسيطة، وبعض المجتمعات القروية، وبشكل خاص التى مازالت محتفظة بتريفها، حيث يتمتع المجتمع بالاستقلال الذاتى.

ومن الملاحظ أن الإيكولوجيين الثقافيين يولون أهمية كبرى للعوامل التكنولوجية والاقتصادية عند تفسيرهم للتكيف الثقافى الإيكولوجى، ولكنهم يدركون تماماً أنها ليست عوامل مطلقة، فهناك العوامل الأيديولوجية والسيكولوجية والاجتماعية والسياسية، ويتبلور الوعى بهذه العوامل من خلال ما ذهب إليه أحد رواد الإيكولوجيا الثقافية وهو "إيريك وولف" Eric Wolf من أن الخصائص الأيديولوجية والسيكولوجية والاجتماعية للمجتمعات القروية تتفاعل معاً للحفاظ على استمرار البناء التقليدى، كما تقف حجر عثرة فى طريق أى محاولة لتغيير البناء الاجتماعى.

ويمكن القول بشكل عام إن الإيكولوجيا الثقافية انطوت على توجهات نظرية فى رؤيتها للتطور الثقافى، فالتفاعل بين الإنسان والبيئة هو تفاعل إيجابى، ينطلق من خلال الإنسان للسيطرة عليها وتهيئتها لمعيشته، وتصبح بذلك هذه البيئة بيئة ثقافية. وهو أمر يختلف فيه الإنسان عن الكائنات الأخرى حيث تؤدى العمليات البيولوجية – لا الثقافية أو الاجتماعية – دوراً فى تحقق تكيفها مع البيئة، ومن هذه العمليات التغيرات التى تحدث فى البناء الوراثى وعمليات الانتخاب الطبيعى. ولكن الإنسان يتميز من خلال تفاعله مع البيئة أنه يطوع الكثير من جوانبها لخدمته، مكوناً بذلك الثقافة.

ولقد اهتم رواد الإيكولوجيا الثقافية بالطريقة التى يحاول الإنسان بها التفاعل مع البيئة وإبداع الثقافة، وخلصوا إلى أن الأشكال المختلفة التى يستخدمها الإنسان لمواجهة البيئة التى يعيش فيها يترتب عليها أنواع من الصيغ أو الأشكال الثقافية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بالتأكيد كملى يا غاليتى ... فربما زميل أو زميلة لا يستطيعون التحميل فيكون أمامهم التطبيق جاهزاً على المنتدى رائع



jazak

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال السادس عشر: تناول بالتفصيل عملية الاتصال الثقافى من حيث العوامل والنتائج والعمليات.

الإجابة: شاع اصطلاح الاحتكاك أو الاتصال الثقافى فى كثير من الكتابات الإثنولوجية فى أوائل القرن العشرين، على أساس الاهتمام بموضوع تأثر الثقافات بعضها ببعض نتيجة للاتصال أياً كانت طبيعته ومدته وأهدافه، وفى هذا السياق ركز الإثنولوجيون على ظاهرة الاتصال الثقافى التى تمت بسبب الغزو الاستعمارى الذى حدث من بعض الدول الأوروبية لبعض الدول الأخرى، والآثار التى ترتبت على ذلك الالتقاء بين ثقافتين مختلفتين: الأوروبية والتقليدية. وقد صاغ الأنثروبولوجى الأمريكى "ميلفن هيرسكوفيتس" Herskovits مصطلح التثاقف أو التزاوج الثقافى ليعبر عن موقف التقاء الثقافات المتباينة وحدوث التفاعل بينها سلباً أو إيجاباً، وشاركه فى ذلك "رالف لينتون" و"روبرت ردفيلد" وبشكل خاص فى صياغتهم لتعريف وتحديد مفهوم التثاقف حيث ذهبوا إلى أنه يشمل التغير الثقافى الذى يطرأ على بعض الظواهر كمحصلة لدخول جماعات من الأفراد فى علاقات مباشرة، ويكون هؤلاء الأفراد أو هذه الجماعات من ثقافات متباينة. وتتباين عادة أسباب حدوث الاتصال بين الثقافات وطبيعتها، وقد اهتم الإثنولوجيون بدراسة السمات الثقافية التى تأخذها الجماعات من بعضها البعض وكيفية انتقال هذه السمات، والأسس التى تتحكم فى ذلك، ومن رواد هذا الاتجاه "مارجريت ميد" التى درست التغير الثقافى فى أحد مجتمعات الهنود الحمر بعد احتكاكهم بالمستعمرين البيض. وقد أجرت مارجريت ميد هذه الدراسة فى أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين وكشفت التغيرات التى أصابت الحياة التقليدية بمجتمع الهنود الحمر، كما رصدت حالة الصراع الثقافى الذى عاشته الثقافة الهندية عندما حاول البيض احتواءهم داخل الثقافة الأوروبية. وهناك أيضاً دراسات الباحث الأمريكى هيرسكوفيتس الذى ساهم بها فى مجال التغير الثقافى فى أفريقيا ودعم بها فكرة النسبية الثقافية.

ويعكس الاهتمام بهذا الموضوع اقتناعاً من قبل الأنثروبولوجيين بدور الاتصال الثقافى فى عمليات التغير، وذلك بعد أن ظلت بحوث الأنثروبولوجيا لسنوات طويلة موجهة نحو تصنيف الثقافات ووصفها، وبعد أن بات مؤكداً لهم أن الثقافات القديمة تتعرض بشكل مستمر لعمليات الغزو التى تعمل على تقويض دعاماتها. فدخول الثقافات الغربية إلى العديد من المناطق التى تضم مجتمعات بسيطة أحدث الكثير من التغيرات فى طريقة الحياة لسكان هذه المناطق، كما عرض السمات الثقافية لبعض هذه الجماعات للانقراض تماماً بسبب دخولها فى علاقات غير متوازية مع تكنولوجيات أوروبية متطورة، وليس ذلك فحسب، بل أدى التزاوج بين سكان بعض المناطق مع الأوروبيين إلى حدوث تغيرات فيزيقية غيرت ملامح السكان الأصليين.

والأمثلة على عمليات الغزو الثقافى متنوعة، فقد انزوى الهنود الأمريكيون فى مجتمعات خاصة بهم، وأجبر شعب جنوب أفريقيا على العمل فى مناجم ومزارع البيض، وابتعد الأحياء من هنود البرازيل إلى داخل أمريكا الجنوبية.

ويحدث الاتصال الثقافى أو التثاقف عادة عندما تتصل ثقافتان أو أكثر. وجدير بالذكر أن ذلك الالتقاء من الأمور الشائعة والتى تمثل عنصراً هاماً بل ومن أكثر العناصر عمومية فى إحداث التغير الاجتماعى، والذى يتحقق من خلال العمليات المتصلة بالتثاقف، فالمحاكاة والسيطرة والإكراه والعلاقات الودية أحياناً تحقق تفاعلاً بين الثقافات الملتقية، وهناك من الحالات التى تمثل نموذجاً واضحاً لدخول الثقافات فى علاقات معاً، فقد فرض الإسبان المسيحية على الهنود فى المناطق التى استعمروها، كما تؤكد الكثير من الدراسات أن هنود المكسيك اكتسبوا عادات الغزاة الإسبان، وغير ذلك من النماذج كالتغيرات التى تصيب المجتمعات الريفية وتفقدها سمات تريفها.

وكثيراً ما ينساب تيار الثقافة من الجماعة الأقوى إلى الأضعف، بيد أن ذلك ليس شكلاً مطلقاً، إذ قد يحدث عكس ذلك، حيث تتسرب بعض السمات من الجماعة الأضعف إلى الجماعة الأقوى. وبشكل عام يمكن القول إن المجتمعات التى كانت تمثل حقلاً للدراسات الأنثروبولوجية فى بدايات القرن الحالى تكاد تكون قد انقرضت أو تلاشت تماماً الكثير من سماتها الثقافية التى كانت تميزها. ونجد فى التحليل النهائى أن عملية التثاقف أو الاتصال بين الثقافات ستقضى على ما تبقى من هذه الثقافات، وأن جميع شعوب العالم تنجرف نحو المجتمع الصناعى الكبير، أو بالأحرى النموذج الثقافى الأوروبى.

وتتضمن عمليات التثاقف عدداً كبيراً من المتغيرات والعمليات منها:

(1) درجة الاختلاف الثقافى: حيث تؤثر درجة اختلاف الثقافات المتصلة وذلك من حيث طبيعة التكنولوجيا السائدة فى كل منها، والأفكار والقيم، وطبيعة البناء الاجتماعى.

(2) طبيعة الاتصال الثقافى: فقد يكون الاتصال عدائياً كالذى يتم من خلال عمليات الغزو، أو الاتصال الذى يتم من خلال علاقات ودية بين ثقافتين، ويحدد هذا المتغير نمط وطبيعة الاتصال الثقافى.

(3) الوسطاء الذين يلعبون دوراً بارزاً فى الاتصال الثقافى وهؤلاء الوسطاء قد يكونون تجاراً أو موظفين حكوميين، أو عسكريين أو بعثات تبشيرية.

ويترتب على ما سبق حالات من التفاعل بين الثقافات وتحدث العمليات التالية أو أى منها:

الإحلال: ويتم من خلال انتقال سمة أو مركب ثقافى جديد محل سمة ثقافية كانت موجودة من قبل وتؤدى نفس الدور.

التوفيق: وفى هذه الحالة تندمج سمات ثقافية جديدة مع سمات قديمة لتشكل نسقاً فرعياً جديداً.

التفكك الثقافى: فقد يؤدى الاتصال الثقافى إلى فقدان جانب من جوانب الثقافة دون ظهور جانب آخر يحل محله، وبمرور الوقت على عمليات الاتصال الثقافى، يحدث ما يسمى بالتوحد أو التمثل للثقافتين، ويصعب التمييز بين عناصر كل ثقافة على حدة، أو يحدث ما يسمى بالاندماج حيث تعقد كل ثقافة معينة استقلالها ولكنها تظل قائمة كثقافة فرعية، أو يحدث ما يسمى بالتكيف حيث يتحقق توازن بنائى داخلى جديد أو تنقرض ملامح إحدى الثقافتين.







ï السؤال السابع عشر: اذكر أهم القواعد الأساسية للدراسة الميدانية، مع الاستشهاد بأمثلة واقعية.

الإجابة: تتطلب الدراسة الميدانية فى الأنثروبولوجيا أن يقصر الباحث اهتمامه على مجتمع واحد، بقصد التركيز الشديد على كل النظم الاجتماعية وفهمها. وهذا يتيح التعرف على كل هذه النظم، وتحليل العلاقات القائمة بينها. وفى سبيل إجراء الدراسة الميدانية فى الأنثروبولوجيا بكفاءة، ينبغى مراعاة مجموعة القواعد الأساسية الآتية:

1- الالتزام بالنظرة التكاملية لمجموعة النظم التى تشكل البناء الاجتماعى للمجتمع المدروس. ولا يمكن تطبيق هذه القاعدة إلا من خلال إجراء الدراسة الميدانية على مجتمع واحد لإمكانية إدراك واقع هذه النظم الاجتماعية، والتعرف على طبيعة العلاقات السائدة فيما بينها، على حين لو أجرى الأنثروبولوجى دراسته على عدة مجتمعات، فسوف يشتت جهده ويعجز عن التعرف الكفء على النظم والعلاقات الاجتماعية القائمة فيها، ويصدق نفس الشئ أيضاً حينما يجرى الأنثروبولوجى دراسته على مجتمع واحد كبير الحجم، مترامى الأطراف، متعدد الثقافات. لذلك فمن الأفضل فى الدراسات الأنثروبولوجية الاقتصار على دراسة مجتمع واحد بسيط دراسة تكاملية.

2- ضرورة اعتماد الباحث على نفسه فى إجراء الدراسة الأنثروبولوجية على مجتمع البحث؛ بمعنى أن يتصل اتصالاً مباشراً بهذا المجتمع من خلال الدراسة الحقلية Field Work والملاحظة المباشرة، وهذا يشكل قاعدة جوهرية فى البحوث والدراسات الأنثروبولوجية، ولا يمنع الأمر من الاستعانة بالكتابات الأخرى التى ظهرت عن ذلك المجتمع، وتلقى الضوء على أى جانب من جوانبه. ولعل هذه القاعدة تميز لنا بين علماء القرن التاسع عشر وعلماء القرن العشرين من الأنثروبولوجيين، إذ من الواضح أن معظم علماء القرن التاسع عشر – أمثال فريزر وماكلينان والأب شميت F. Schmidt وغيرهم – لم يخطر ببالهم زيارة إحدى القبائل البدائية التى يكتبون عنها عن بُعد. وما يقال عن هؤلاء يصدق على "دوركايم" الذى أثرت نظرياته تأثيراً كبيراً فى تطور وتبلور فكر "راكليف براون" ومدرسته. أما النفر القليل منهم – أمثال تايلور Tylor وباستيان Bastian وغيرهما – فقد قاموا برحلات كثيرة زاروا خلالها عدداً كبيراً من القبائل والمجتمعات البدائية. على حين اتجه علماء القرن العشرين نحو الدراسات الميدانية، والاتصال المباشر بالمجتمعات البدائية والبسيطة، ومن هؤلاء "إيفانز بريتشارد" و"مارجريت ميد" و"سليجمان" و"مالينوفسكى" و"شابير" و"فورتيس" و"نادل" وغيرهم.

3- صغر حجم مجتمع الدراسة. وتحتم هذه القاعدة ضرورة دراسة المجتمعات الصغيرة المحددة تمام التحديد، إذ كلما صغر حجم المجتمع وتحددت رقعته ومساحته، وتميزت معالمه وحدوده، كلما سهل على الباحث الأنثروبولوجى تتبع نظمه الاجتماعية ودراسة نسقه الاجتماعى كوحدة متميزة واضحة. ولذلك نجد معظم الدراسات الأنثروبولوجية الميدانية – خلال القرنين التاسع عشر والعشرين – تدور حول شعب واحد أو قبيلة واحدة أو مدينة صغيرة أو حتى مصنع أو محل تجارى. فإيفانز بريتشارد على سبيل المثال يدرس شعب النوير على حده، كما يدرس شعب الأزاندى على حده، ولم يحاول أن يقوم بدراسة حقلية تشمل مجموعة الشعوب النيلية التى يندرج تحتها شعبا النوير والأزاندى. وبريستيانى يدرس قبيلة الكبسيجيس الذين لا يتعدى عددهم الثمانين ألفاً، ولا يدرس مجموعة الشعوب السودانية أو حتى القبائل الناطقة بلغة الناندى، وهى أحد فروع هذه المجموعة التى ينتهى إليها الكبسيجيس. وويت ريفرز Rivers يكتفى بدراسة مدينة Alcala de la Sierra التى لا يتجاوز سكانها ثلاثة آلاف شخص، ولا يدرس أسبانيا كلها أو حتى الأندلس حيث تقع المدينة. وأخيراً نجد جون إمبرى Embry يقصر دراسته الحقلية على قرية سويا مورا Suye Mura التى يبلغ تعدادها 1663 نسمة، ولم يدرس اليابان كلها أو إحدى الجزر اليابانية الصغيرة.

ويمكن القول بأن تحديد الوحدة الاجتماعية – موضوع البحث الأنثروبولوجى – يمثل مشكلة تواجه الباحث فى بداية عمله. إذ أن الأساس الأول فى الاختيار يتمثل فى وجود نسق اجتماعى واضح يستطيع تحليله ودراسـة العلاقات المتداخلة التى يتألف منها. بيد أن كل وحدة اجتماعية – أياً كان حجمها – لها نسقها الخاص، كما أن ما نعتبره نسقاً متكاملاً فى وحدة اجتماعية معينة، قد يؤلف جزءاً من نسق أوسع فى وحدة اجتماعية أكبر وهكذا.

4- المدة الزمنية التى يقضيها الأنثروبولوجى فى الدراسة: كان العلماء الأوائل – الذين قاموا بالدراسات الحقلية – فى عجلة من أمرهم، حيث كانت زيارتهم الميدانية خاطفة ولا تتعدى بضعة أيام، ونادراً ما كانت زيارتهم لهذه الشعوب والقبائل البدائية تستمر أكثر من بضعة أسابيع، ومع أن هذه الزيارات السريعة الشاملة قد تصلح لأن تكون خطوة تمهيدية لما يأتى بعدها من دراسات مركزة، إلا أنها لا تفيد بحال من الأحوال فى فهم الحياة الاجتماعية. ولذلك فإن الباحث المحدث يقضى فترة تتراوح ما بين العام الواحد والأعوام الثلاثة فى دراسة شعب واحد، مما يتيح له الفرصة لملاحظة الحياة الاجتماعية فى كل فصول السنة، وتسجيلها بكل تفاصيلها ودقائقها، ثم اختيار النتائج بعدئذ بطريقة منهجية منظمة. والواقع أن طول مدة البحث لا عبرة منها إلا بالقدر الذى سمحت للباحث خلالها بالوصول إلى صورة دقيقة ومفصلة عن المجتمع المدروس، وبالتالى ينبغى عليه أن يضع نفسه فى موضع يتيح له توطيد علاقته بالأهالى، فيلاحظ مختلف مظاهر النشاط اليومى، ويتابع حياة الجماعة من داخل المجتمع وليس من خارجه. ولن يتسنى له ذلك إلا إذا عاش بقدر المستطاع فى قراهم أو مخيماتهم، وأصبح جزءاً فيزيقياً ومعنوياص فى مجتمعهم، فيرى ويسمع كل ما يدور حوله من أحداث يومية وأحداث موسمية – أو بين الحين والحين – كالاحتفالات والمنازعات والحصاد والقضايا والزواج والوفاة...إلخ، وأن يسهم بشكل إيجابى فى تلك المناشط والأحداث ذاتها، وبالتالى يتعلم بالعمل والممارسة كما يتعلم بالسمع والبصر.

5- ذهاب الأنثروبولوجى بمفرده إلى مجتمع الدراسة ودون أن يرافقه أحد من بنى جنسه أو من نفس ثقافته، مما يضطر معه إلى الاتجاه إلى الأهالى أنفسهم، يبحث بينهم عن الرفقة والصداقة والفهم الإنسانى، وبالتالى يقاس نجاح الأنثروبولوجى بمدى ما حققه من علاقة وطيدة بالأهالى تجعله يشعر بالحزن عند مفارقتهم، وتجعلهم هم أنفسهم يشعرون بهذا الشعور. والواقع أن هذا الشعور لا يمكن الوصول إليه إلا إذا أفلح فى الاندماج فى المجتمع بحيث يصبح عضواً فيه، ويتشرب ثقافتهم، فيفكر فى حدودها، وينفعل بها مادام هو أقدر على التحول وعلى التكيف. والمسألة ليست مجرد التجاور أو القرب الفيزيقى أو المادى، ولكنها مسألة نفسية هامة، فالأنثروبولوجى الذى يعيش بين الأهالى كواحد منهم، يضع نفسه فى مصافهم فى كل شئ، وبالتالى فهو يختلف عن رجال الإدارة، والحكومة فى أنه لا يتمتع بأية سلطة أو مركز يحاول إبرازه والاحتفاظ بهيبته. أضف إلى ذلك أنه يقف من الأهالى موقفاً محايداً ومتزناً، فهو لم يأتى لكى يغير أسلوب حياتهم، وإنما سعى إليها فى تواضع ليقيم بينهم ويتعلم أسلوباً معيناً منهم.

6- ضرورة مخاطبة الأهالى بلغتهم وبطريقتهم لنجاح الدراسة الأنثروبولوجية، فإذا كان الأنثروبولوجى غريباً عن المجتمع ولا يعرف لغته، فإنه لابد أن يتعلم هذه اللغة حتى يستغنى عن المترجمين، ويستطيع التخاطب المباشر مع الأهالى وكسب ثقتهم وحرية الاختلاط بهم. وقد نقول بأن تعلم اللغة يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين من الباحث، إلا أن العائد العلمى الناجم عن تعلم هذه اللغة يفوق ما استنفده تعلمها من وقت وجهد، فالمعروف أن العلاقات الاجتماعية والعقائد والطقوس والعمليات الفنية والعادات وكل شئ فى حياة الأهالى تظهر فى شكل ألفاظ أو فى صورة أفعال، وحينما يفهم الباحث معانى كلمات اللغة وكيفية استعمالها فى مختلف المواقف والمناسبات، يكون قد استكمل دراسة المجتمع، أما إذا لم يكن الأنثروبولوجى غريباً عن المجتمع الذى يدرسه، فلابد إذن من التعرف على الثقافة الخاصة السائدة فيه، والتبسط فى لغة الحديث ليفهمها البسطاء وسائر أفراد مجتمع الدراسة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


ï السؤال الثامن عشر: اشرح أهم طرق البحث الميدانى فى الدراسات الأنثروبولوجية مع التركيز على مزايا كل طريقة وعيوبها.

الإجابة:

1- الملاحظة بالمشاركة Participant Observation: وهى طريقة بالغة الأهمية فى الدراسات الأنثروبولوجية.. إذ أنها التى تضفى على هذه الدراسات طابعاً خاصاً يميزها عن دراسات العلوم الاجتماعية الأخرى. وتعتمد هذه الطريقة على قاعدة أساسية تتمثل فى ضرورة أن يعيش الباحث وسط المجتمع الذى يدرسه ويعايشه معايشة كاملة، ويندمج فى نسيجه حتى يصبح عضواً فيه ويحظى من المجتمع بالقبول والترحيب. ولكى يتحقق هذا الوضع فلابد أن يضطلع الباحث بدور ما فى هذا المجتمع، ليتمكن من ملاحظة السلوك اليومى بشكل تلقائى وبلا تكلف أو تزيد، إلا أن المشكلة الأولى التى تواجهه فى بداية إجراء الدراسة الميدانية هى هوية الدور الذى يجب أن يؤديه لكى يحصل على معلومات موضوعية. وتزداد حدة هذه المشكلة حينما يكون بصدد دراسة فى عشيرة أو قبيلة أو قرية أو حى شعبى...إلخ، حيث يحاول الأفراد – موضوع الملاحظة – تغيير سلوكهم العادى، أو خداع الباحث بشعورهم بأنهم يخضعون لملاحظة شخص غريب عنهم. وللخروج من هذه المشكلة يكون قيامه بالدور ليقبله المجتمع ويكتسب ثقته ويبدد الشكوك حول الباحث والبحث، وبالتالى لابد أن يعيش فترة من الزمن فى مجتمع الدراسة ويتعلم أسلوب الحياة الجديدة، ويستخدم نفس لغتهم وتصوراتهم ومفاهيمهم فى تفكيره، ويعتنق قيمهم ويعمل معهم ويشاركهم طعامهم واحتفالاتهم وارتداء ملابسهم، ويدخل فى بعض الأحيان كعضو فى جمعياتهم، إذا سمحت النظم الاجتماعية بذلك.

وعلى الباحث طوال فترة الدراسة أن يكتب تقارير يومية عن كل صغيرة وكبيرة تقابله فى المجتمع ويلاحظ بحواسه، بلا تحيز أو تهويل، وعندما تتضح له فكرة عامة عن أسلوب المعيشة فى المجتمع، يبدأ فى التحليل والكشف عن عناصر البناء الاجتماعى أو الترتيب البنائى للمجتمع حتى تصبح دراسته مفهومة على مستوى التحليل الاجتماعى. إذ أن الأنثروبولوجى الاجتماعى لا يقنع بملاحظة ووصف الحياة الاجتماعية فى مجتمع ما، وإنما يحاول الكشف عن الترتيب البنائى الذى يكمن تحتها، أى يكشف عن النماذج والأنماط التى تمكنه من ملاحظة البناء الاجتماعى ككل مترابط الأجزاء، ولا يمنع من التركيز فى الدراسة على نظام اجتماعى مثل نظام الزواج أو النظام الاقتصادى أو النظام القرابى أو الأخلاقى.

وقد يركز الأنثروبولوجى انتباهه على مجموعة محددة من المراكز والأدوار الاجتماعية، وفى أحيان أخرى يركز ملاحظاته على شكل مورفولوجى معين مثل العشيرة أو القبيلة. وهكذا يستخدم الأنثروبولوجى الاجتماعى الملاحظة بالمشاركة فى جمع المعلومات عن جميع جوانب البناء الاجتماعى بحيث يمكن ملاحظته ككل ضمن ما يعرف بالطريقة الكلية Holistic Method وهى إحدى الخصائص الرئيسية المميزة للمنهج الأنثروبولوجى.

وإذا ضربنا مثالاً على هذه الطريقة الكلية فى الدراسات الأنثروبولوجية فإننا نستمده من دراسة تقليدية قديمة (1836)، ولكنها تضارع الدراسات الحديثة والمعاصرة، إن لم تكن تتفوق على بعضها. والمثال نستشهد به من دراسة وليم لين W. Lane عن المصريين المحدثين، وخاصة الفصل الثامن والعشرين الذى يدور حول (الموت والشعائر الجنائزية) حيث يصف الخطوات التى يقوم بها الناس حين يدخل أحدهم فى دور الاحتضار، ويتابع كل العادات والأفعال التى تتعلق بتهيئة الجسد للدفن ثم تشييع الجنازة، ضمن مراسم الدفن Burial Ceremonies ويصف عملية الدفن ويصف القبر، ويتكلم عن معتقدات الناس عن حياة الروح بعد الموت وغير ذلك من مسائل، وفى ذلك يقول: (إن حفرة القبر تكون على العموم من الاتساع بحيث تكفى لدفن أربعة أجساد أو أكثر، وحين يراد دفن الذكور والإناث جميعاً فى نفس الحفرة – وهذه ليست العادة الشائعة المتبعة – يقام حاجز ليفصل أجساد الجنسين عن الآخر). أما الباحث الأنثروبولوجى فلن يقف عند حد هذه الملاحظة، بل سيرى فى هذه العادات انعكاساً لطبيعة العائلة فى مصر، وتنظيمها وتماسكها كوحدة قرابية واقتصادية وسياسية متميزة، إذ أنه سيلاحظ فى نفس الوقت أن أفراد العائلة وحدهم هم الذين يدفنون فى نفس القبر.

كذلك سوف يهتم بدراسة درجة القرابة بين الأفراد الذين يباح دفنهم فى القبر الواحد، وسيرى حينئذ أنهم ينتمون غالباً إلى العصبة القرابة كالأخوة مثلاً أو الأب وأبنائه. وسوف يظهر له هناك ترتيباً فى أحقية الدفن، بمعنى أنه يأتى بعد العصبة القريبة أعضاء العصبة الأقل قرباً، والذين يلونهم مباشرة مثل أبناء العمومة، ثم أفراد العصبة الأكثر بُعداً مثل أبناء العمومة من الدرجة الثانية وهكذا. وقد يرى الباحث فى ذلك تدليلاً على اختلاف قوة الروابط العائلية التى تقوم فى الأصل على مبدأ العصبة وتدرجها، بل إنه قد يقارن بين هذه الروابط وتدرج الالتزامات السياسية مثل واجب الأخذ بالثأر أو المساهمة فى دفع الدية، والالتزامات الاقتصادية كواجب الإنفاق والمساعدة وقواعد الوراثة والتوريث وما إلى ذلك من الناحية الأخرى. وقد يلاحظ الباحث الأنثروبولوجى أيضاً أنه فى كثير من الأحيان – حين تموت المرأة المتزوجة – فإنها تدفن فى مدافن عائلة أبيها، وليس فى مدافن عائلة زوجها، فالزواج لم يفقدها شخصيتها القديمة، ولم يقطع علاقاتها تماماً بعائلتها الأصلية التى ترتبط بروابط العصبة، ولم يحرمها من الانتساب إلى الأب، بل تظل تحمل اسمه، ويكون لها الحق فى أن ترثه، كما أنها ترث وتورث بعض أفراد عصبتها فى حالات معينة، فروابط العصبة أو روابط القرابة فى سلالة الذكور تظل قائمة فعالة حتى بعد الزواج، رغم أن المرأة تنتقل بالزواج من بيت أبيها إلى بيت الزوج. ومن هنا لابد أن يتطرق الباحث إلى دراسة مشكلة التعارض بين مبدأ انتقال الزوجة إلى بيت الزوج Patrilocality وروابط القرابة الأبوية Patrilineality، وما يفرضه هذان المبدآن من واجبات والتزامات وحقوق.

ومن هنا يتضح أن العمل الميدانى فى الأنثروبولوجيا العامة – والأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية موضع اهتمامنا – قوامه الملاحظة المباشرة للسلوك، تلك الطريقة المنهجية التى تساعد الباحث على مواجهة التضارب فى الإجابات والذى ينجم عن استخدام المقابلة والتقارير اللغوية والأسلوب المستخدم فى إجراء المقابلة ذاتها. وهكذا تصحح الملاحظة المشاركة الأخطاء الواردة فى جمع المادة الميدانية – بالطرق الأخرى – وتزيل التضارب فى التفسيرات الاجتماعية. ومن ناحية أخرى، فإن الملاحظة المشاركة تساعد الباحث الأنثروبولوجى على المقارنة بين أنماط السلوك الواقعية Real Patterns of Behavior وأنماط السلوك المثالية Ideal Patterns of Behavior، وذلك ليتعرف على أساليب السلوك السائدة فى المجتمع الذى يدرسه.

2- المقابلة Interview: وهى طريقة منهجية بالغة الأهمية، يعتمد عليها الأنثروبولوجى – وغيره من المتخصصين فى العلوم الأخرى – فى دراساته الميدانية. والواقع أن المقابلة تتيح للباحث أن يقترب أشد الاقتراب من الجماعات التى يتصل بها فى أثناء قيامه بدراسة أحد النظم أو الظواهر الاجتماعية، ولكن هذا الاقتراب رهين بمدى تقبل المجتمع للباحث، وبالتالى تحدد طبيعة أسلوب المقابلة الذى يتبعه درجة تقبل أبناء المجتمع له. ولذلك يميل بعض الأنثروبولوجيين فى الوقت الراهن إلى تعلم اللهجة العامية التى تسود المجتمع المراد دراسته.

ويعتبر هذا التعلم والتدريب ضرورياً بالنسبة لإجراء البحث، وأكثر ضرورة عند كتابة هذه اللهجة. وفى هذا الحالة يحصل الأنثروبولوجى على المادة العلمية شفاهة من الإخباريين Informants والتقارير التى يسجلها فى أثناء المقابلات أو المناقشات الخاصة، والمذكرات المختصرة التى يدونها فى أثناء وجوده فى موقف اجتماعى خاص، أو أثناء مشاهدة حدث معين.

والجدير بالذكر أن الأنثروبولوجى يعتمد على المقابلة – بالإضافة إلى اعتماده على الملاحظة المشاركة – حيث يلتقى مع بعض أفراد المجتمع الذين يتمتعون بسمعة طيبة، ويحاول فى المقابلات الأولى أن يكسب ثقتهم، وبعد ذلك يوجه إليهم الأسئلة، ويتيح لهم فرصة الإجابة المستفيضة، كما يحاول أيضاً أن يشجعهم بكلمة أو إشارة تزيد حماسهم فى الاسترسال حول الموضوع الذى يدرسه. والباحث فى هذه الحالات ينبغى عليه تدعيم ثقته بالإخباريين، حتى يسمحوا له بتدوين تلك المعلومات أو تسجيلها بالوسائل الصوتية والمرئية، فإذا لم يكن قد اكتسب ثقتهم بعد، فيمكن تدوين النقاط الأساسية بطريقة لا تثير الشك. وفى بعض الأحيان لا يكتب الباحث أية معلومة أثناء المقابلة، وإنما يحتفظ بكل ما سمعه إلى ما يعد انتهائها فيكتبه قبل أن تخونه الذاكرة وينساه. وتتلخص أهمية هذه الطريقة فى أنها تتيح فرصة إظهار سمات شخصية الأفراد وإعطاء معلومات تفصيلية عن الموضوعات التى تدور حولها الأسئلة.

3- تاريخ الحياة Life History: يستخدم كثير من الأنثروبولوجيين الاجتماعيين هذه الطريقة المنهجية فى أثناء الدراسة الميدانية، وتتلخص فى تدوين أهم الأحداث التى تمر فى حياة بعض أفراد مجتمع الدراسة، وعلى الإخبارى أن يقص على الباحث تاريخ حياته منذ الصغر إلى اللحظة التى يتحدث فيها. والواقع أن استجابة الإخبارى للباحث – بهذا الشكل – لا يمكن أن تتحقق إلا بعد تبادل الثقة بينهما وتدعيم العلاقات بحيث تسمح للإخبارى بأن يبوح بكل الأحداث والظروف والوقائع التى مرت به ومر بها، وكان لها الأثر فى توجيه حياته وجهتها الحالية. أضف إلى ذلك أن هذه الطريقة المنهجية يمكن أن تفيد الباحث فى التعرف على أهم الأحداث التى مرت بالمجتمع الذى يدرسه وأثرت فى الظاهرة أو النظام الاجتماعى موضوع الدراسة. ومن الواضح أن تبادل الثقة – كما قلنا – يضفى على المعلومات المقدمة صفة الموضوعية، ويساعد على ذكر كل المعلومات المطلوبة وعدم إخفائها أو ليها، إلا أن الحس التاريخى
وذاكرة الكبار، غالباً ما تخونهم فلا يستطيعون أن يتذكروا المعلومات القديمة أو يسترجعوها، وقد يدلون – لتغطية نسيانهم وصعوبة استرجاع الصورة الكاملة للموقف أو الحدث – بمعلومات غير مؤكدة. وهنا ينبغى على الباحث أن يتأكد من صحة هذه المعلومات من خلال الرجوع إلى أكثر من إخبارى، والاعتماد على السجلات والوثائق التاريخية – إن وجدت – والمقارنة بين ما أدلى به الإخباريون، والوصول بالتالى إلى الصورة شبه الصحيحة أو الصحيحة.


4- المقارنة Comparison: سبقت الإشارة إلى أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية دراسة وصفية مقارنة للسلوك الاجتماعى. وبالتالى فالأنثروبولوجى لا يكتفى بوصف السلوك الاجتماعى والعلاقات والنظم الاجتماعية، وإنما يذهب بعيداً إلى ما وراء الوصف، حيث يحلل المعلومات الوصفية لتحديد أنماط العلاقات الاجتماعية، وفهم البناء الاجتماعى ككل. ويتم ذلك عن طريق الكشف عن التأثيرات المتبادلة بين مجموعة النظم الاجتماعية، بقصد الوصول إلى الصورة الكلية للوظائف المختلفة لهذه النظم، أو لنظام واحد تدور حوله الدراسة. وتتمثل الخطوة التالية والهامة – فى نفس الوقت – فى مقارنة هذه النظم والظواهر الاجتماعية بنظيرها فى المجتمعات الأخرى. ولاشك أن كثرة الدراسات الأنثروبولوجية المتاحة عن المجتمع المدرس وتراكمها، تساعد على توسيع نطاق المقارنة على المستوى الرأسى والمستوى الأفقى. أما المستوى الرأسى (الزمانى أو التاريخى) فهو يتضمن المقارنة بين ظاهرتين أو نظامين اجتماعيين فى مجتمع واحد فى فترتين زمنيتين مختلفتين، ومثال ذلك حينما نقارن بين نظام الأسرة فى المجتمع المصرى فى عصر محمد على وعصر الثورة، أو نقارن بين نظام الزواج فى مصر فى العصر المملوكى والعصر التركى. على حين يتمثل النوع الثانى من المقارنة فى المستوى الأفقى (المكانى أو الجغرافى) حيث نقارن مثلاً بين نظام القرابة فى مصر ونظيره فى الهند، أو نقارن بين النظام الاقتصادى فى السودان ونظيره فى العراق وهكذا. وعلى هذا الأساس، فإن كل دراسة جديدة لمجتمع ما، توسع من مجال المقارنة، وتثرى النظرية الأنثروبولوجية، ولكننا لا ينبغى ألا نعتمد فى المقارنة إلا على الدراسات الميدانية المتخصصة التى أجراها أنثروبولوجيون أكفاء. أما الدراسات الوصفية التى قدمها الرحالة والمبشرون والصحفيون وغيرهم من الهواة، فهى لا تصلح للمقارنة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
الاخت / ربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب
شكرا علي مجهودك الكبير وعطائك الملموس في المنتدي ونتمني المزيد من العطاء لافاده جميع الدراسين
وان شاء الله يكون في ميزان حسناتك
وبالتوفيق
flower

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اشكر ربنا انه وفقنى لدخول هذا المنتدى الذى كان فيه نوع كبير جدا من الدعم

واشكر حضرتك على مجهودك الرائع والاستاذة داليا

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
[b]
والله احنا الي زادنا الشرف واسعدنا تواجدك معانا وبجد مش عارف نوصف لحضرتك مدي سعادتنا بالمعلومات الي بتجيبيها لينا شكرا والف شكر لحضرتك ونتمني تواصلك معانا
[/b]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شكرآ ليكم يا شباب وبالتوفيق والنجاح إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ATOMIX كتب:
شكرآ ليكم يا شباب وبالتوفيق والنجاح إن شاء الله

نورررررررررررررتنا يااااااااااااااااا flower ااااااااااااااااا محموووووووووووود

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اتمني التفاعل من الاخوة الاعضاء والتعاون خلال الفتره الاقادمة
لمزيد من العطاء والافاده لبعض في جميع الامور المتعلقه بالامتحانات والمذاكره
والملحوظات التي تطرأ عليكم لبحثها سويا وتبادل الأراء والمشورة في ما بيننا
واخيرا اتقدم لكم بخالص تحياتي وبالتوفيق والنجاح بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم
ارجو ان تكونوا جميعا بخير
لا اعرف اذا كنت نوهت سابقا الى ان د /على ذكر اننا نحفظ تصنيف
واحد فقط من تصنيفات السلالات البشرية
وبشكل عام لا نحفظ جميع اسماء العلماء واحد او اثنين كافى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
رباب احمد كتب:
السلام عليكم
ارجو ان تكونوا جميعا بخير
لا اعرف اذا كنت نوهت سابقا الى ان د /على ذكر اننا نحفظ تصنيف
واحد فقط من تصنيفات السلالات البشرية
وبشكل عام لا نحفظ جميع اسماء العلماء واحد او اثنين كافى

شكرا لحضرتك استاذه رباب
ويارب تقدري تفتكري اي تنويهات كانوا نوهوا عنها الدكاتره قبل الامتحان وجزاكي الله كل خير علي جهودك الطيبه الي بتساعدنا كلنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم
اساتذتى الافاضل
زيــــــــادة فى التأكيـــــــــــد

السؤال ال 18و19 و20 فى التطبيقات الانثروبولوجيـــــــــــا قيل انهم من الاسئلة المهمة
أرجو التركيز عليهم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اولا مساء الخير
ثانيا انا زميله ليكم جديده فى الجامعه وكمان المنتدى
وكنت عايزه منكم المساعده انا لسه مقدمه انهارده فى كليه اداب علم الاجتماع
وفاتنى شور اكثر من محاضره فى كل المواد وانا مش عارفه اعمل ايه
بلييييييييييز ممكن المساعده !!! اذاكر من الكتاب ولا انتظر محاضره يوم الجمعه واعوض اللى فاتنى بالملخصات
ارجو الرد الله يخليكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
تم الرد علي حضرتك في الرابط المبين ادناه ، ولأي استفسارات اخري يرجي كتابتها في قسم الترم الاول بمواضيعه المختلفه كلا حسب الموضوع المطلوب الاستفسار عنه وشكرا لتواصلك

/t8778p702-topic#104875

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.