فيلم الزوجة الثانية...والشريعة المُفتَرى عليها

[ali yusuf 0]

كتبت هذه الكلمات رداً على تعليق كتبه زائر لأحد المواقع يحاول أن يختصر فيه شريعة الاسلام في الصورة المشوهة التي قدمها له فيلم الزوجة الثانية الذي عرض له النموذج التالي:عمده ظالم وشيخ أو فقيه يستخدمه العمده كأداة تتحدث باسم الدين لتحقيق رغباته وشهواته وفلاح مسكين جاهل لا يملك أن يرد أمر فقيه البلد بتطليق زوجته التي يحبها ...والسؤال..هل هذا السيناريو يعبر عن واقع فاسد بعد فيه الناس عن الدين؟ أم أنه محاولة لتشويه الشريعة وتصوير أن الدين مجرد أداة لتحقيق رغبات السلطان الظالم؟ أم خلط بين متناقضين وهما نظام الحكم الكهنوتي المسيحي الذي سيطر في العصور الوسطى والذي حكم فيه رجال الدين والسلاطين باسم الله...ونظام الحكم الاسلامي الذي يخضع فيه الحاكم والمحكوم ...الشعب والنظام لحكم الله...ولا طاعة فيه لحاكم الا بالمعروف...ولا طاعة فيه لمخلوق في معصية الخالق...
أتعجب لهذا التعليق الذي يحاول اختصار شريعة الاسلام العادلة والداعين لها وتطبيقاتها المشرقة عبر العصور الاسلامية الزاهية والتى قادت مصر المسلمة فيها العالم وردت التتار ودحرت الصليبين من بيت المقدس..كل ذلك في ظل الاسلام...فهل هناك عاقل يقبل بأن يختزل كل ذلك في فيلم الزوجة الثانية الذي قام على تأليفه وتمثيله وانتاجه وإخراجه مجموعة أقل ما يوصفون به أنهم سذج وسطحيون لا يعرفون من الدين الا اسمه...فضلاً عن تعمدهم تشويه صورة الدين بالزعم بأنه اداة يستخدمها الفاسدون لتحقيق رغباتهم الحقيرة..إن الدين اسمى وأرقى من ذلك ..في الاسلام " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ...في الاسلام "اطيعوني ما اطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم" ....في الاسلام الطاعة فقط في المعروف للامام العادل الذي يحكم بشريعة الله العادلة ......الطاعة فقط لمن يحمي الحقوق ويعدل بين الناس ...الطاعة فقط لمن لو عثرت بغلة في العراق علم أن الله سيسأله عنها فكيف بالبشر؟...وإن لم يكف كل ما مضى فأسألوا الفاروق عمر الذي لو رأى هذا "العمده" لعلمه الأدب هو وشيخ البلد المفتري على الله وكذلك كل من قاموا على هذا العمل المسئ والمشوه.