اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
الرسام

لماذا رحلتَ عنِّي يا أبي؟ (قصة قصيرة)

Recommended Posts

[size=24][size=32]لماذا رحلت عني يا أبي؟[/size][/size]

.
.
.

[size=24][b](حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو.. حل الكيس وادينا بقشيش يا نروح ما نجيش.. يا حالو)

- كل الأولاد معهم نقود، ويشترون ما يريدون إلا أنا؛ أعطني نقودًا لأشتري قطعة حلوى يا أمي.
مصمصتْ أمي شفتيها في حزنٍ، وأقسمتْ أنها لا تملك من حطام الدنيا شيئًا..
(لماذا رحلتَ عني يا أبي؟)
قلتها في نفسي بينما كنت واقفًا على باب البيت أتأمل الشارع وقد أضاءه نور الفانوس الكبير الذي صنعه (رمضان أبو شديد) لولده عنتر (المفعوص الذي لم يخرج من البيضة بعد) ففرح به وراح يقفز في الشارع مردِّدًا: (حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو)، ودعا أقرانه ليتفرجوا عليه قبل أن تتم مراسم تعليقه بحبلٍ بلاستيكي متين امتدَّ من شرفة قلبه/شرفة بيتنا إلى شرفة البيت المقابل، ولقد حاولتْ أمي – كعادتها – أن تُطَيِّبَ خاطري وتقنعني أن الفانوس ليس خاصًا بأحدنا دون الآخر، لكنَّ (رمضان أبو شديد) كان محدَّدًا في كلامه عندما سأل (عنتر) بعد الانتهاء من تعليقه:
ما رأيك في الفانوس الذي عملته لك يا (عنتر)؟
- إنه كبير ونوره زاهٍ.. إنه أكبر من كل الفوانيس في شارعنا يا أبي..
ثم أردف بالغناء: (حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو.. حل الكيس وادينا بقشيش.. يا حالو) فأعطاه أبوه قطعة نقدية كبيرة خطفها وطار بها إلى الشارع، وسرعان ما أنفقها وعاد يقفز في فرح ملقيًا بنفسه في حضن أبيه ومعاودًا الغناء ليعاود أبوه حلَّ كيسه.. 
كانت يدُ عنتر مثقوبة لا تحتفظ بالنقود ومع ذلك فقد كانت لا تخلو من مدد أبيه الذي كان كريمًا معه كرمًا لا يعادله سوى بخله معي ومع أمي.. نعم كان (رمضان أبو شديد) حريصًا ألا تتسرب بعضُ القطع النقدية إلى يد أمي حتى لا تفرُّ إلى يدي.. فبقيتْ يدي جرداء كشجرة لا تصلها المياه، وعيناي كإشارة مرور ثلاثية الألوان.. الأحمر من كثرة البكاء حزنًا على حظ صاحبها، والأخضر تطلُّعا إلى النقود العابرة من جيب (رمضان أبو شديد) إلى يد ولده (عنتر)، والأصفر في انتظار فرجٍ لا يجيء!!
- أعطني لأشترى قطعة حلوى مثل الأطفال يا عمي.
- وهل ترى نفسك ما تزال طفلا؟
إن أمثالك يعولون أُسَرَهَم..
قالها وعيناه تنظران لأمي نظراتٍ ذات معنى، فانزوتْ أمي في ركن قصي محاولة إخفاء دموع انحدرتْ - رغمًا عنها - على خديها، بينما يمَّمتُ أنا وجهي شطر غرفتي..
هل قلتُ غرفةً؟ نعم هي غرفة ولكنها شديدة الظلام لا تدخلها الشمس، ولا يعرف الهواء طريقًا إليها، وهي - قبل أن تكون غرفتي - مخزنٌ يحوي كلَّ مخلفات البيت، وفي زاوية صغيرة منها تقبع في خزي فرشتي الصغيرة وفوقها وسادة خشنة تخصصتْ في ابتلاع دموع لا تبخل بها عيناي كلما أسندتُ عليها رأسي..
(لماذا رحلتَ عني يا أبي؟)
سألتُه والدموعُ تنهمرُ من عيني؛ فبللتْ الدموعُ أناملي التي تقبض على صورته.[/b]
[/size]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.