اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
marqise2

موسوعة شعراء العرب للباحث سامي ندا جاسم الدوري

Recommended Posts

موسوعة
شعراء العرب

أضخم موسوعة في السيرة الذاتية للشعراء العرب وتشمل عصر ما قبل الإسلام وعصر المخضرمين والعصر الإسلامي والعصر الأموي وعصر بين الدولتين والعصر العباسي والعصر الفاطمي وعصر المغرب والأندلس والعصر الأيوبي وعصر المماليك والعصر العثماني والعصر الحديث والمعاصر حتى نهاية عام 2008 م




الأستاذ

سامي ندا جاسم الدوري



المجلد الأول

مطبعة بغداد صـلاح الديـن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطبعة الأولى 1430هـ ـ 2009م



موسوعة شعراء العرب
تتكون الموسوعة من(8360 ) صفحـة وعــدد شعرائها ( 10888) شاعراً وعدد مصادرها ومراجعها (1412) موزعة على إثني عشر مجلداً واستغرق العمل فيها اثنتي عشرة سنة :
المجلد الأول : يشمل حرف الألف ، أب ، إبراهيم ، ابن ابنة، أبو،أج، أح ،إلى احمد الشامي ، أسماء الشعراء 0
المجلد الثاني : تكملة حرف الألف ،اح ،أحمد الشايب، إلى الح،الحسين بن الحسن ، أسماء الشعراء .
المجلد الثالث : تكملة حرف الألف ،الح ، الحسين بن الضحاك،إلى نهاية الحرف، وحرف الباء ، وحـرف التاء تا، إلى تو، توفيق الزكري . أسماء الشعراء .
المجلد الرابع : تكملة حرف التاء،توفيق الشماس،وحرف الثاء،وحرف الجيم وحرف الحاء إلى حم حميد المظفر أسماء الشعراء .
المجلد الخامس : تكملة حرف الحاء،حميد النخلي وحرف الخاء والدال والذال والزاي والسين إلى سلمان أبو فخر. أسماء الشعراء .
المجلد السادس : تكملة حرف السين،سلمان أحمد إبراهيم،والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين إلى عبد الحسن زلزلة. أسماء الشعراء .
المجلد السابع : تكملة حرف العين ،عبد الحسيب الخناني إلى عبد الله النكري . أسماء الشعراء .
المجلد الثامن : تكملة حرف العين،عبد الله ألهاشم إلى عمران السدوسي . أسماء الشعراء .
المجلد التاسع : تكملة حرف العين ،عمران العاقب ،وحرف الغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم إلى محمد أديب جمران .أسماء الشعراء .
المجلد العاشر: تكملة حرف الميم ،محمد أسعد الصائغ إلى محمد سعيد القشاط .أسماء الشعراء
المجلد الحادي عشر: تكملة حرف الميم محمد سعيد الكهربجي إلى مهدي سلمان . أسماء الشعراء .
المجلد الثاني عشر: تكملة حرف الميم مهدي صحين وحرف النون والهاء والواو والياء ،أسماء الشعراء ، توزيع شعراء الموسوعة على العصور الأدبية ، السيرة الذاتية للمؤلف ، المصادر والمراجع .



************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديـم
للدكتور القاص فرج ياسين
أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية التربية للبنات / جامعة تكريت
لموسوعة شعراء العرب
في هذا العمل الموسوعي الكبير ، يسجل الأستاذ سامي ندا الدوري إتصالاً مكيناً مع موجّهات ثقافية معروفة ، منها أنّ الجهد الموسوعي كان سمةً عربيّة خالصة ، ظهرت بواكيرها مع حركة التدوين التي تَلَت مرحلة الشفاهيّة ، إذ انصرف المؤلفون العرب إلى الكتابة الموسوعيّة في جميع المجالات ، فَشَمِلَ ذلك الدرس اللغوي والديني والأدبي والفلسفي ، وبرز هذا الجهد في ظروف غياب وحدة الدولة الإسلامية بعد الغزو المغولي ، إذ تمَّ تنشيط الذاكرة القوميَّة باستعادة ولَملَمت ما تشتت ، والأخذ بمبدأ التصنيف المنهجي الذي وضع كل علم في نطاقه الخاص به ، من دون التفريط بوحدة الثقافة التراثّية ، حتى أدرك هذا الجهد عصر الطباعة الذي سهّلَ استقصاء كنوز التراث المخفيّة ، علما أن الشعر حظي دائما بنظرة خاصة لما له من أهمية معروفة 0 وكان من المتعذر استقصاء ديوان العرب الشعري فتمّ الاكتفاء بالمنتخبات والمختارات على وفق تصورات تاريخيّة أو مكانيّة أو زمانيّة أو موضوعيّة ، كما كان يفعل النقاد القدماء ، لكن اتساع النطاق الزمني للإنتاج الشعري وحركته التي دأبت على مواكبه الزمن العربي في تطوّره وصعوده الحثيث نحو المستقبل حَتّمَ على الدارسين أن يعمدوا إلى أسلوب التقسيم التاريخي أو المكاني ، فيقال هذا شعر العصر الحديث أو شعر العراق أو الشام على سبيل المثال 0
ومن هنا تأتي أهمية مشروع هذه الموسوعة الموسومة (موسوعة شعراء العرب) للأستاذ سامي ندا جاسم الدوري ، إذ انه من المتعذّر أن يصار إلى وضع موسوعة متكاملة للشعر العربي بمراحله التاريخيّة ومدارسه وأساليبه المختلفة ، لكن هذا الأمر سوف يغدو قابلا للتفهم إذا وضعنا في حسابنا الزمنَ الطويل الذي وقفه المؤلف لهذا المشروع المتميّز 0 ولنا أن نتصور باحثا ينشغل بمعالجة مادة واحدة على مدى إثني عشر عاما يسلخها أقرانه ومعاصروه في ممارسة حياتهم الخاصة ، فيما ينصرف هو
إلى جمع المادة الغزيرة وتوثيقها وتبويبها ، من دون أن يأخذه الوهن أو يتسرب إلى نفسه الضجر 0أن من شأن هذه الموسوعة الشعرية ( موسوعة شعراء العرب ) أن تتجاوز موضوعة التوثيق التاريخي وتذهب إلى أبعد من ذلك بكثير ولاسيما حين تزود الباحث والقارئ المتخصص وغير المتخصص بنظرة بانوراميّة شاملة عن ديوان العرب الشعري ، فضلا على أنها تصلح مادة مصدريّة مهمة ، سهلة التناول لأن الأستاذ سامي ندا الدوري وضع لدراسته منهجا محكماً وألحقها بالفهارس والملاحظات التي من شأنها تسهيل الرجوع إلى تفصيلات منهجيّة لا غنى للباحث عنها ، وهذا مما يليق بعمل موسوعي ينحو هذا المنحى ويختط هذا الطريق0 وفق الله الباحث وأجزل له الثواب

************************************

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديـم
للدكتور أحمد حمد محسن الجبوري
أستاذ البلاغة بكلية التربية / جامعة تكريت
لموسوعة شعراء العرب
الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على النبيِّ الهادي الأمين وآلهِ وأصحابه أجمعين وتابِعيهم ، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
أمَّا بعدُ فقد يطول هذا التقديم بالنظر إلى سعة حجم هذا الجهد الذي قام به الأستاذ الفاضل سامي ندا جاسم الدوري فـي موسوعته الموسومـة (موسوعة شعراء العرب) إذْ تناولت موسوعته هذه سيرة شعراء العرب جميعاً فطول التقديم يأتي بسبب سعة حجم البحث من جانبهِ الأول والثاني أعني التراث من جهة ، والحقبة الزمنية الكبيرة التي عرضها المؤلف من جهة أخرى. فالتراث يُعَدُّ الهوية التي تُعْرَفُ من خلالها أصالة الأمة وعراقَتُها وهو يمثل التأريخ الذي يتصل به الشاعر لتأكيد هويته العربية إذْ الهوية لا ترتبط بالمكان فحسب بل ترتبط بالمكان والزمان والأحداث والقيم والعادات والتقاليد والشاعر العربي أينما كان يرتبط بتراثهِ ، لأنَّ التراث هو الأصل الذي تمتد فيه جذورُ الشاعر وتتأكد فيه شخصيته والبحث في التراث هو البحث عن الهوية وعن القيمة الجوهرية التي تتجاوز الزمان والمكان لتعبر عن خلود الهوية العربية ودراسة تراث أيّةِ أمَّةٍ هو البحث في ماضيها وحاضرها بمختلف مكونات ذلك الماضي وهذا الحاضر ولما كانت أمتنا العربية الإسلامية ذات جذور موغلة في القدم وذات ماض زاخرٍ بالإنجازات العلمية والعملية فـي مختلف الفنون إذ قامت لها حضارة عظيمة شامخة شهد لشموخها القاصي والداني فالبحث في تراثها هو البحث في هويتها وفي شخصيتها وفي إنجازاتها وليس كلُّ الماضي ولا كل الحاضر هو الذي نبحث فيه فهناك حقب زمنية فيها فتور ولم تشكل للأمة قيمة حضارية فالذي ينبغي البحث فيه هو ذلك الزمن وذلك التراث الذي سَجّل حضوراً دائماً في ذاكرة التاريخ واستطاع أنْ يُخلِّد ذاته عبر الأجيال بكل ما يحمله من رموز وقيم ودلالات تؤكد أصالة الأمة وعراقتها وهذا ما أكّدته هذه الموسوعة
للأستاذ القدير سامي الدوري هنا إذ تناول سيرة الشعراء العرب جميعاً لأنّ الشاعر يُعَدُّ
جزءً مهماً من شخصية الأمة ، فالبحث في سيرة شعرائها هو بحث في جانب مهم من شخصية الأمّة ، فكان اختيار هذا الموضوع إختياراً موفقاً لأنّ العمل فيه يعد إسهاماً من المؤلف في إظهار ذلك الشموخ الحضاري الذي بَنَتْهُ الأمة ، وكشَفَ عنه شعراؤها بل دونوهُ في قصائدهم إذ الشعر ديوان العرب وسِجلُّ مآثِرهِم ، والشاعر هو الذي يدافع عن القبيلة ويصدُّ عنها ألسنة أعدائها ثم يخلّد مآثرها وانتصاراتها ولهذا فإنّ القبيلة العربية ـ كما هو معلوم ـ إذا نبغ فيها شاعر أتتها القبائل الأخرى فهنّأتها وصنعت هي ما تصنع في الأعراس من أفراح ومسرات إحتفاءً بهذا الحَدَث العظيم. فالأخ العزيز الأستاذ سامي الدوري قد قام بجهد كبير في بيان سيرة الشعراء العرب إقتداءً بالأجداد فيما صنعوا أزاء شعراء القبائل . وإنّي بهذه المناسبة الطيبة وفي هذا التقديم المتواضع أُقدِّم للمؤلف أسمى آيات الشكر والتقدير على هذا الجهد الرائع الكبير وأسأل الله تعالى العلي القدير أنْ يجعله في ميزان حسناته، إنـه تعالى على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير،وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله تعالى وسلّم وبارك وأنعم على سيدنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين .

*********************************

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديـم
للأستاذ الدكتور خالد عبد حربي الجنابي
عميد كلية الآداب وأستاذ الأدب العربي القديم ونقده ـ في جامعة تكريت
لموسوعة شعراء العرب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبيين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه 0 وبعد:
فكثيرة هي مؤلفات الأستاذ سامي ندا الدوري وإبداعاته في مجال البحث الأدبي وتاريخه
والذي بين أيدينا اليوم إحدى مؤلفاته الموسومة (موسوعة شعراء العرب) تناولت ذكر أسماء الشعراء العرب من عصر مـا قبل الإسلام ( العصر الجاهلي ) إلى العصر الحديث والمعاصر وذكر شيء من أخبارهم وأشعارهم أخذها المؤلف من بطون أمهات
كتب تراثنا العربي الخالد 0وهدفه هو تعريف القارئ العربي وغيره بهذه الأسماء الخالدة في سفر تاريخ أمتنا عبر عصورها الزاهية إلى اليوم ، وذلك لأنّ َللشعر العربي مكانة في قلب كلّ عربي0 ولأنَّ الشعر هو ديوان العرب .لقد كتب آخرون عن السيرة الذاتية للشعراء ولكنهم كتبوا لعصر واحد أو لحقبة زمنية واحدة أو حسب البلدان أو الأماكن أو الطبقات منها كتاب طبقات فحول الشعراء لإبن سلام الجمحي ومعجم الشعراء للمرزباني ويتيمة الدهر للثعالبي وغيرها ، وإنَّ هذه الموسوعة (موسوعة شعراء العرب ) للأستاذ سامي ندا الدوري تضاف لما كتبه السابقون في السيرة الذاتية للشعراء ، فكان بحق هذا العمل الموسوعي عملا كبيراً وإنجازاً متميزاً لما بذله من الجهد والوقت . ونحن إذ نبارك للأستاذ سامي ندا الدوري هذا الجهد نشد على يديه بنفس الوقت ونعينه ونوجهه على بعض السقطات البسيطة ومنها لو أشار المؤلف إلى المصدر وأرقام الصفحات والأجزاء التي أخذ منها 0وهذا ما يتطلبه منهج البحث العلمي
إنّ هذا المعجم ذو قيمة أدبية وعلمية في غاية الأهمية فبارك الله بهذا الجهد الكبير 0
ونسأل الله تعالى لباحثنا سامي ندا الدوري كل الموفقية والعمر المديد والمزيد من النتاجات وسدد خطاه لما يحبه ويرضاه 0
وقد أهدى الشعراء قصائد تقريظا لكتاب موسوعة شعراء العرب وقد سجلت مع السيرة الذاتية للمؤلف وأدون هنا مطلع كل قصيدة :وهم الشاعر رشدي العطية بعنوان : بوركـت سامي
بوركت (سامي) بسوح العلم والأدب فقـد بلغت نجـوم السبعة الشهبِ
والشاعر حبيب الدوري: بعنوان قاموس للشعر
قاموس للشعر أم قاموس للشعرا ما اركع الجيد للحــكام والأمرا
والشاعر الدكتور حمدي حميد بعنوان : معجم الشعر
لمعجم الشعر اهدي اليـوم أبياتي فمعجم الشعر نور فـوق راياتي
والشاعر يونس ناصر عبود بعنوان : (يـا دور )
يا دور قولي فأن الصمت أبـكاكِ فما نسيانا لعـل الدهــر ينساكِ

************************************






المقدمة
لموسوعة شعراء العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما انعم والشكر على ما أولى والصلاة على أنبيائه ورسله دعاة الهدى ومصابيح الرشاد وبعد :
للعلم أهمية كبيرة في منهجنا الإسلامي فقد قال الله جلّ جلاله(إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات ) 0 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة ودراسته والبحث عنه جهاد وطلبه صدقة 00) وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل أحدهما على الآخر ولغدوة في طلب العلم أحب إلى الله مــن مائة غزوة ) وقال أيضاً ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وقال (صلى الله عليه وسلم ) هلاك أمتي في شيئين : ترك العلم وجمع المال 0 وسئل رسول الله عن أفضل الأعمال فقال ( العلم بالله والفقه في دينه ) 0فقال : يا رسول الله أسألك عن العمل فتخبرني عن العلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( إنّ العلم ينفعك معه قليل العمل وإن الجهل لا ينفعك معه كثير العمل ) .
وقال الفاروق عمر (رضي الله عنه ) ( تعلموا العربية فأنها تثبت العقل وتزيد في المروءة ) وقـــد روي أن رجل قرأ عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فلحن فقال رسول الله (ارشدوا صاحبكم ).
وقال الإمام علي (رضي الله عنه ) ( كل شيء يضر إذا نزر ما خلا العلم فأنه يعز إذا غزر ) . وقال رضي الله عنه أيضاً: أقل الناس قيمة أقلهم علما 0
وقال أيضاً :
ليس اليتيم الذي قد مات والدُه إن اليتيم يتيمُ العلم والحسبِ
وله أيضاً :
العلمُ زينٌ فكن للعلم مكتسبا وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا
وقال أيضا : كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى
بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه 0
وقال موسى عليه السلام : إلهي من أحب الناس ؟ قال : عالم يطلب علما 0 وقيل مؤدب نفسه ومعلمها أحق بالإجلال من مؤدب الناس ومعلمهم وقد قيل :
يا أيها الرجل المعلـم غيره هلا لنفسك كـان ذا التعليم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويهتدي بالقـول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليـك إذ فعلت عظيم
وقال نبي الله عيسى عليه السلام : من علم وعمل عدّ في الملكوت الأعظم عظيما 0
وقال نبي الله إبراهيم : زلّة العالم مضروب بها الطبل وزلة الجاهل يخفيها الجهل 0
وقال لقمان الحكيم عليه السلام : جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بماء السماء 0
وقال الشافعي رضي الله عنه :
أخي لـن تنال العلم إلاّ بستة سأنبيك عـن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستـاذ وطول زمان
وقال أحد الصالحين : رأيت أقواما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم 0
وقال يزيد بن ميسرة : من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله بوجهه ووجوه العباد إليه ومن أراد بعلمه غير وجه الله حرف الله وجهه ووجوه العباد عنه 0
وقيل : من لم يتعلم في صغره لم يتقدم في كبره 0
وقال الفضيل بن عياض : شرّ العلماء من يجالس الأمراء وخير الأمراء من يجالس العلماء 0
وقال صالح اللخمي :
تعلّم إذا ما كنت لست بعالم فما العلم إلاّ عند أهل التعلم
تعلّـم فإنّ العلم أزين للفتى من الحلة الحسناء عند التكلم
وقالوا : من خدم المحابر خدمته المنابر 0
وقال بعضهم : العلماء سراج الأزمنة كلّ عالم سراج زمانه يستضئ به أهل عصره 0
وقيل أربعة يسودون : العلم والأدب والصدق والأمانة 0 وقيل :
ذخائر المال لا تبقى على احد والعلم تذخره يبقى على الأبد
والمرء يبلــغ بالآداب منزلة يذل فيها لـه ذو المال والعقدِ
والشعر ضرب مـن ضروب الكلام ، يمتاز عـن سائره بأوزان وأساليب مخصوصة وتصرُّف في التخيل ، بحيث يؤثر في نفس المنشد والسامع فيحرك انفعال النفس ، ويؤثر في عاطفتها . ويوجد فـي جميع اللغات وعند كل الأمم هو معيار أفكارها ، وقسطاس مداركها . يتوهم قوم أن اشتراط التأثير في النفوس غير صحيح بالنسبة للشعر العربي وإنما هو للشعر اليوناني الذي يذكر في المنطق ، إنّ التراكيب اللفظية كالأجساد ، والمعاني أرواحها ، ومثل الجسد الصحيح لا تشويه في جثمانه ، لكن صفاته الروحية مشوهة ، فهو لذلك يُمْقَت من كل ذي طبع سليم وفطرة صحيحة . كذلك الكلام منظومًا ومنثورًا لا تكمل محاسنه إلا بحسن معانيه ، ومتانة مبانيه، وأن الشعر ينبغي أن يكون في كل عصر مناسبًا لحالته ، وأنه ينبغي للمشتغلين بهذه الصناعة أن يَنْظُموا في المواضع الشريفة ، ويصوغوا المعاني الجديدة التي تعطيها الاختراعات الصناعية والاكتشافات العلمية .
ومَن وقف على سيرة شعراء العرب ، ولاحظ أغراضهم ومقاصدهم ، تجلى له أنها دائرة بين ترغيب وترهيب ، وتشويق وتنفير وإثارة شجــون ، وتسهيل حزون ومــا أشبهها . يشهد لهذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه(الشعر جزل من كلام العرب ، يسكن به الغيظ ويطفأ به النائرة ، ويبلغ له القوم في ناديهم ) . والشعر ديوان العرب ، وينبوع الأدب ، وقد ورد فيه من الحديث ( أن من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمة ) قيل إن سبب الحديث أن أحد جرحى الصحابة تعسر عليهم إمساك دمه ، حتى جاء حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه ، فأشار بالكافور ، وأنه يمسك الدم أن يسيل فكان كما قال ، فسأله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : من أين أخذه ؟ فقال من قول امرئ القيس :
فكرت ليلة هجرها في وصلها فجرت مدامع مقلتي كالعندم
كان الشعر عند العرب يتناول جميع معارفهم وحكمهم وأخبارهم في حروبهم ومعايشهم وسائر شؤونهم ، ولولا الشعر لما تسنى لعلماء العرب ضبط العربية كما ضبطوها لأن المحفوظ من المنثور قليل لا يفي بالغرض ، وإن الصنائع القولية والعلمية تنمو بنمو
الأمم ، وترتقي بارتقائها . والشعر صناعة من الصناعات اللفظية ، لكنها لم ترْقَ مع رقي العرب في مدنيتهم التي أفادها لهم الإسلام إلا قليلاً ، وبما أنّ الشعر ضرب من ضروب الكلام ، ووظيفة الكلام تمثيل المعلومات بصورة محسوسة ، إما بحاسة السمع إذا كان الممثل لها اللسان ، وإما بحاسة البصر إذا كان المصور لها القلم ( فإن المكتوب يسمى كلامًا ) وإنما يكون المرء شاعرًا إذا كان يجول بكلامه المنظوم في جميع المعلومات التي تأتي من الحس الظاهر ، من مسموع ومرئي ومشموم ومذوق وملموس ، أو من الحس الباطن وهي الوجدانيات، كالشعور باللذة والألم مهما كان مثارهما ، أو من العقل ، كالمسائل التي ينتزعها الفكر من المعلومات الحسية ويبني عليها أحكامًا لا تبنى على مقدماتها . نعم ، إن من المعلومات ما لا يتعلق به غرض الشعر ، كاصطلاحات الفنون الوضعية المحضة ، التي لا تشرح شيئًا من الحقائق الكونية ، ولا تحكي عن العوارض الطبيعية ، كمصطلحات النحو والبيان وسائر فنون اللغة ، وإن كان المتأخرون من الشعراء تناولوا بعضًا من ذلك وأودعوه أشعارهم ، وهو ما يسمونه بالتوجيه وأَمسّ المعلومات بالشعر وأعلقها به يدًا قوى النفس وأخلاقها وملكاتها وعواطفها وانفعالاتها ، من الحب والشوق والكراهة ، والبغض والسرور والحزن ، والخوف والجبن والشجاعة ، والعفة والحياء والخجـل والحلم والوقاحــة والجـهل إلى غير ذلك ، ثم نواميس طبيعة العوالم الأخرى ( أي غير الإنسان ) علوية سفلية . أما المادة اللفظية فهي العلم بحقيقة اللغة ومجازها وكنايتها وتصريحها . والوقوف على مناهج التركيب والتأليف ، وطرق الترتيب ومَناحِي الانتقال ، مع التناسق في الأقوال ، من كمل له كل هذا وكان ذا قريحة صحيحة وسليقة قويمة ملك زمام الشعر كما ملك زمام النثر أيضًا وسَلِسَتْ له صعابه ، وتمكن من الجري في كل مجال وأن الشعر في مادته اللفظية والمعنوية يتبع العلم ، فمن كانت مادته في العلوم وفي اللغة أغزر ، كانت قدرته على التصرف في ضروب الشعر أكبر ، أما الوزن فهو مما اهتدت إليه الأمم بالفطرة ، وتنوع بالترقي كما هو الشأن في غيره ويوجد منه عند أمة ما لا يوجد عند أخرى وربما اتفقت أمتان أو أكثر في بعض الأوزان .
وقد إحتلّ الشعر العربي مكانة عظيمة في قلب كل عربي إذ يمثل الجانب الوجداني في حياة هذه الأمة فالعرب في شِعرها كالأم مع وليدها لا تستطيع عنه فكاكا وقديما قالوا لكل أمة سمة وسمة العرب الكلام ولما كان أروع الكلام وأعذبه الشعر فجدير بنا أن نهتم بالشعراء ولا نتجاوز أحدا منهم قدر المستطاع فهم كالنجوم منها ما يتقد نورا وشعاعا ومنها ما منه الومض والبصيص ، فالشعراء ألهبو المشاعر وأثاروا الأحاسيس وجاهدوا بقصائدهم مثلما جاهد الغير بالرصاص فكانوا في النفيضة ومقدمة القوم ثم عرجوا على الخوالف يبعثون فيهم الهمم ويزيلون عنهم الخور والخوف 0وبلاد العرب أنجبت فحول الشعراء وحديثا كان الشعراء خير خلف لأحسن سلف 0
أن التاريخ هو صورة الفعل الإنساني والإرادة الإنسانية على الأرض وأن دراسة الشعر على مجمل من الحقائق التاريخية لا تعني انتقاصا من سماته الفنية ، خصوصا حين يتفق الدارس والقارئ على أن ذلك الشعر كان جزءا من الحركة الكلية في التطور الجماعي، بل كان عاملا هاما في تلك الحركة، ولم يكن كله تهويما في دنيا الأحلام الدانية. كذلك فان دراسة دخائل النفس لا تعني تشخيص( المرض ) لدى الفنان من اجل التحليل النفسي ذاته وإنما هي وسيلة لفهم طبيعة المنابع التي فاض الشعر عنها.
وأن التاريخ لا يقف عند حوادث الدول وأعمالها ولا يخص الوقائع السياسية أو العلاقات الدولية وإنما هنالك أمر جدير بالرعاية والعناية من جميع الشعوب والأمم إلا وهو الحركة الثقافية ، وإننا لا نرى امة تخلو من النظر إلى ما أسدى إليها أسلافها من مخلدات الأفكار ونتاج القرائح للاطلاع على الآداب لأن الأدب ينعش الروح والشعر منه خاصة ينشط الحياة ويعبر عن أغراضها فهو لسان الضمير ، ولا بد من وضع الشعر في موضعه الحقيقي بالنسبة لقضايا المجتمع 0
وقد كان للشعراء عند العرب منزلة رفيعة وحكم نافذ وسلطان غالب إذ كانوا السنة قبائلهم الناطقة بمحامدهم ومكارمهم وعزهم وكانوا أسلحتهم التي يذودون بها عن حياض شرفهم وبهم كانوا يماجدون ويفاخرون 0 والشعر ديوان العرب وما تزال هذه الفكرة صائبة ففي الشعر تتجسد الآمال والآلام ، في الشعر كشف للواقع في حركته وتياراته وفي الشعر تعبير عن نزوع وتطلع وإرهاص 0ولقد قال العرب إن الشعر يرفع ويضع ويضر وينفع . وليس بعيدًا أن يعـلو بقوم وينزل بآخرين ما دامت الأسماع على الأفواه تلتقط الكلمة يطرحها الشاعر من بين شفتيه فإذا هي في أنحاء البلاد جارية على ألسن العرب مجرى الماء العذب . روى لنا التاريخ في أصل ضعة بني أنف الناقة وخمول ذِكْرهم ونَبْزهم بهذا اللقب فلما قال في مدحهم الحُطيئة :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسَوي بأنف الناقة الذنبا
علا قدرهم وارتفع ذكرهم وصار اللقب مفخرهم بعد أن كانوا ينتسبون إلى مختلفين من الأجداد مخافة أن يعيروا بذلك اللقب الشنيع . وكانت نمير من أعز القبائل حتى اشتهرت بجمرة العرب لقصر أنسابهم عليهم فلما قال جرير يهجو الراعي :
فغُض الطرف إنك من نمير فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
ذل هذا الاسم واتضع وانتسبوا بعد ذلك لجد أعلى منه . تلك حالة الشعر والشاعر، يقول الخليل (إن الشعراء أمراء الكلام يتصرفون فيه كيف شاءوا جائز لهم فيه ما لا يجوز لغيرهم من إطلاق المعنى وتقييده ومن تسهيل اللفظ وتعقيده ) . وأحسن قول في فضل العرب في شعرهم قول النعمان وقد حاجه كسرى في قومه ( وأما حكمة ألسنتها فإن الله أعطاهم في أشعارهم ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم بالإشارة وضرب الأمثال وإبلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من ألسنة الأجناس ) . وما أحسن الشعر إذا كان ملبسه يشوق ومنظره يروق ويتناول المعنى رقة ولطافة , وإنّ أسلوب الشعر المتين أن يكون اللفظ بقدر المعنى لا زائدًا فيفرط ولا ناقصًا فيفرّط .ومن هنا تبرز أهمية رصد الحركة الشعرية والعناية بها لما يمكن أن تظهره من دور بالغ الأهمية في حياة الشعوب وبما أن الشعر ديوان هذه الأمة مـع اختـلاف يفرضه منطق التاريخ في النظرة إلى هذا الشعر من حيث وظيفته ومهمة صاحبه فما عاد الشاعر لسان قبيلة أو نديم سلطان بل لسان امة وصاحب قضية تتحدد مهماته في مواقف واعية تفرض نفسها على الظروف لتغيرها ، وقد يكون لكلمته رؤيتها الثورية وقدرتها الخارقة على التغيير كفعل ثوري هادف ، وبهذا نرى أنّ الشعر كان سلاحاً مهماً من أسلحة الإسلام حيث كان الشعراء على عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدافعون بقصائدهم وأراجيزهم عن رسول الله ويردون على شعراء المشركين وينشرون محاسن الإسلام بين الناس ويشيدون بفضائله ومزاياه 0 وفي كتب السيرة وكتب المغازي والتاريخ أشعار كثيرة لأصحاب الرسول أنشدوها على مسامع الرسول في مسجده المبارك أو بين يديه في الجهاد والغزوات يُحرضون المسلمين على القتال ويشدون عزيمتهم ويرفعون معنوياتهم وكان الرسول يستحسن ذلك ويكافئهم عليه ويدعو لهم ، والتاريخ الإنساني بطوله وعرضه لم يشهد من التوثيق والصدق وتحرّي الحقيقة ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام حيث تتبع دراستها وأنباءها جهد بشري خارق نهضتْ به أجيال متسارعة
من علماء أفذاذ لم يَدعو من ذلك العصر الأول همسة ولا خلجة إلاّ وضعوها تحت مجاهر الفحص وأضواء الدراسة والنقد 0 وفي ذات الاتجاه حيث يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لحســان بن ثابت ( اذهب إلى أبي بكر واستمع منه إلى أيام العرب فذكرهم بها ) 0 وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم الشعر ، ونبه إلى خطورة فن صناعة الكلمة , في توجيه مسيرة الحياة , والتأثير في الناس ، وإبلاغهم صوت الدعوة ونصاعة الحق وقـد امتدح ( صلى الله عليه وسلم ) شعراء الفضيلة والطهارة كما امتدح عليه الصلاة والسلام شعراء بأسمائهم وذلك لما في شعرهم من الحكمة والحث على الفضيلة والخير والترهيب من الرذيلة والفساد ، أو لما عهد منهم من نصرة أهل الحق وطهارة اللسان . وقد أدرك السلف الصالح أهمية الشعر ودوره وكانوا على معرفة تامة بأهمية هذا اللون من ألوان البيان أعني الشعر ودوره في تقويم اللسان ، ورفد النفس بفضائل الخصال وكرائم الأخلاق ودفعها إلى التعلق بمعالي الأمور , والطموح إلى بلوغ ذرى المجد وسنام الرفعة , وعقلها عن الوقوع في مهاوي الرذيلة ودرك الفساد هذا بالإضافة إلى إمداده المسلم بما هو في أمس الحاجة إليه ، من الأداة اللازمة لفهم كتاب الله وسنة رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم ) ولذا دعوا إلى تعليمه وفهمه وروايته وقد كانت العلاقة موجودة بين تفسير القرآن الكريم والاستشهاد عليه بالشعر القديم كقولُ ابن عباس رضي الله عنه ( إذا سألتموني عن غريب القرآن ، فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب ) منه قوله تعالى ( وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا ) وقد ورد عليها استشهادا من الشعر القديم كقول طرفة بن العبد :
أَبَا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضـَنَا حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
وقال أيضا (الشعر ديوان العرب ، وهو أول علم العرب . . . عليكم بشعر الجاهلية شعر الحجاز ). وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (ربما قال الشاعر الكلمة الطيبة) . وقال عمر بن الخطاب : (تعلموا الشعر ، فإن فيه محاسن تبتغى ومساوئ تتقى ، وحكمة للحكماء ، ويدل على مكارم الأخلاق) وجاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، فقال (إني أتعلم القرآن ، وإن أبي يأمرني أن أتعـلم
الشعر) ، فقال (تعلم القرآن ، وخذ من الشعر ما ترضي به أباك) وقيل لسعيد بن المسيب : إن ناسا يكرهون الشعر ، قال (نسكوا نسكا أعجميا) . وروي عن عبد الملك بن مروان ، أنه قال لمؤدب أولاده (علمهم الشعر يمجدوا). ولِمَا يحظى به الشعر من المنزلة العظيمة في مجال الدعوة إلى الله والمشاركة في تشييد بناء المجتمع المسلم ، ولكونه من أمضى أسلحة مقارعة الخصوم وكبح جماحه ، فقد كان النبي( صلى الله عليه وسلم ) يشجع الشعراء على الذب عن الدعوة ومقارعة أهل الباطل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فقـد كان النبي( صلى الله عليه وسلم ) يقول لحسان بن ثابت على مقارعة المشركين بشعره ( اهجهم وهاجهم وجبريل معك ) .ويقول (يا حسان ، أجب عن رسول الله ، اللهم أيده بروح القدس ) . وعندما لح المشركون في هجاء الإسلام ونبيه وأهله ، فزع المسلمون إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يشكون إليه ذلك ، فأمرهم أن يردوا عليهم الصاع بمثله ، فراحوا يعلمون بعضهم بعضا الشعر لمواجهة هجمة قريش والتصدي لجبروتها وكان (صلى الله عليه وسلم ) يعد شعر هؤلاء الشعراء جهادا في سبيل الله كالجهاد بالسيف والمال . وقال ( اهجوا بالشعر ، إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله ، والذي نفس محمد بيده ، كأنما تنضحونهم بالنبل ) ومن الشعر ما يكون امتلاء الجوف قيحا وصديدا أفضل من امتلائه منه ألا وهو ذلك النمط من الشعر الذي لا يبشر بخير ، ولا ينم عن فضيلة شعر ساقط المعنى ، خبيث الهدف ، فاسد الدلالة والفكرة ، وقد نهى النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن الانشغال بهذا النمط من الشعر وإضاعـة الوقت فــي حفظه وتدارسه ، وعندمـا عرض له في بعض أسفاره شاعر من شعراء هذا الاتجاه أعرض عنه ، وصد عن سماعه ، بل وأمر أصحابه أن يبعدوه عنه ، وقال (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا) يعني من الشعر الذي هجي به النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . أو أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه ، فيشغله عن القرآن وذكر الله ، فيكون الغالب عليه من أي شعر كان فإذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوف هذا ممتلئا من الشعر .
وقد كان نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يستمع إلى الشعر ويعجبه الشعر الصادق وقال في ذلك اصدق ما قالت العرب قـول لبيد ( وكل شيء ما خلا الله باطل ) واستمع ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الخنساء وهي تقرأ رثاءها لأخيها صخر وكان يقول لها ( أيه يا خناس ) وقد كان الصحابة من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم يقولون الشعر ويستمعون إليه ولهم أشعار كثيرة من أمثال الخليفة أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعلي الكرار ومن الصحابة أمثال عبد الله بن رواحة وحسـان بن ثابت
والأئمة المجتهدين كالشافعي وله ديوان شعري كامل يتداوله الناس في عصرنا
أن الشعر هو أرقى أنواع الفن التعبيري وقد عشقته العرب قديما ويكاد الشعر أن يكون سمة ثابتة من سمات العرب قديمهم وحاضرهم ولنا من حديث النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) خير دليل على ذلك حيث قال ( لا تترك العرب الشعر حتى تترك النوق الحنين) 0 وقوله لحسان يوم هجا قريشا والرسول منهم كيف تهجوهم وأنا منهم فقال أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين قال إذهب وروح القدس معك وقوله لزمعة بنت الأسود يوم قتل أخوها وجاءت إلى الرسول وأنشدته شعرا منـه :
أمحمد ولدتك خير نجيبة في قومها والفحل فحل معرق
وقال لو سمعت هذا قبلا لعفوت عنه 0 وأرى أنّ السيرة نشأت وترعرعت في أحضان التاريخ ، واتخذت سمتاً واضحاً، وتأثرت بمفهومات الناس على مر العصور، وتشكلت بحسب تلك المفهومات فكانت تسجيلاً للأعمال والأحداث والحروب وأن السيرة كانت من ناحية عملية تاريخاً في نشأتها وغايتها، ويمكن أن نقول كلما كانت السيرة تعرض للفرد في نطاق المجتمع، وتعرض أعماله متصلة بالأحداث العامة أو منعكسة منها أو متأثرة بها فإن السيرة في هذا الوضع تحقق غاية تاريخية وكلما كانت السيرة تجتزئ بالفرد، وتفصله عن مجتمعه وتجعله الحقيقة الوحيدة الكبرى، وتنظر إلى كل ما يصدر عنه نظرة مستقلة، فإن صلتها بالتاريخ تكون واهية ضعيفة ويقول ابن الجوزي( أن التاريخ ليس إلا مجموعة متنوعة من السير). وقد تنوعت كتب السيرة وتعددت على مدى العصور. فهنالك معجمات تفرد أصحاب كل علم من نحو وأدب وشعر وفقه وحديث وتصوف وقراءة ، وتفرد أهل كل مذهب من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، ومعجمات محصورة في البلدان كتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ أصفهان لأبي نعيم وليست هذه التواريخ إلا تراجم للرجال المشهورين من علماء كل بلد . وهناك الكتب المتسلسلة التي يذيل بهــا التالي على عمل من تقدمه فيتيمة الدهر ذيل على البارع ، ودمية القصر ذيل اليتيمة والخريدة ذيل على الدمية وهكذا .
إنّ السيرة الذاتية، تتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية وتيار الفكر والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، نجدها واضحة في الفهم النفسي والاجتماعي عند الجاحظ وأبي حيان وابن خلدون، ونلقاها في رحلة ابن جبير ، ونستقريها في سخرية المازني والشدياق وثورة جبران والمعري، وإنّ الأشخاص الذين تكتب السيرة عنهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل وفي كتابنا (موسوعة شعراء العرب ) نحن نكتب السيرة الذاتية عن هذا العدد الكبير من الشعراء ويمكن أن نستطرد قليلا ونقسم السيرة الذاتية ، حسب كيانها العام وغايتها، إلى الأصناف التالية: الصنف الإخباري المحض، وهو يضم الحكايات ذات العنصر الشخصي سواء أكانت تسجل تجربة أو خبراً أو مشاهدة، كتلك الحكايات التي يقصها الجاحظ وأبو حيان والصفدي والصابي والصولي وغيرهم عن نفوسهم، وعن الأحداث التي صادفتهم، كما تضم بعض المذكرات التي كتبها صاحبها من أجل الغاية التاريخية، وهذه السير، على تفاوت أصحابها في إعجابهم بأنفسهم، وبما حققوه من مجد أو غاية كانوا يسعون إليها، تفيدنا كثيراً لأنها تقرير مباشر عن تجاربهم في الحياة، وعن جهادهم فيها، فإذا لم تكن فيها المتعة الفنية، ففيها المتعة التي يثيرها الخبر الطريف، والتجربة الصادقة، وهذا النوع من السير الإخبارية الصغيرة غير قليل في الأدب العربي. وصنف ثانٍ يكتب للتفسير والتعليل والاعتذار والتبرير ومن هذا النوع سيرة ابن خلدون ومذكرات الأمير عبد الله آخر ملوك بني زيري بغرناطة، وكـل واحـد من هؤلاء كانت تكتنفه ظروف مضطربة فيها مجال للأخذ والرد والقيل والقال، فكتبوا سيرهم لينصفوا أنفسهم أمام التاريخ، وليبرروا ما جرى لهم من زاوية ذاتية. وصنف ثالث، يصور الصراع الروحي، وهو ملموح في سيرة ابن الهيثم، وفي بعض ما كتبه المحاسبي في ( كتاب النصائح ) وواضح في ( المنقذ من الضلال ) للغزالي. وصنف رابع يقص قصة المغامرات في الحياة، وما يلاقيه المرء مــن تجارب ومن أقرب النماذج إليها، مذكرات أسامة بن منقذ 0 ولقد اهتم المؤلفون العرب في القديم بتراجم الإعلام والكتاب والشعراء ورجال الفكر فترجموا لحياتهم وعددوا مؤلفاتهم واحسب أن هذه التراجم والسير التي خلفها لنا المؤلفون العرب القدامى قد أعانت اليوم الكثير من الباحثين والمؤلفين في كل ما يكتبون ولو لم ينل فن السيرة والتراجم في السابق هذا الاهتمام المتزايد لفقدنا الشيء الكثير من عالم الأدب العربي0
والمؤرخون يقدمون في تاريخهم الآداب على تاريخ الوقائع وقد كتب الباحثون في كتب التراجم للرجال المشهورين في كل ميادين النشاط الإنساني وسلكت هذه الكتب سبلا مختلفة في التأليف منها ما ألف بحسب حروف الهجاء مثل التاريخ الكبير للبخاري ووفيات الأعيان لابن خلكان ومنها ما ألف بحسب السنوات مثل التكملة لوفيات النقلة لزكي الدين المنذري وشذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ومنها ما ألف بحسب القرون مثل الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر العسقلاني والضوء اللامع لأهل القـرن التاسع للسخاوي ومنها ما ألف بحسب الطبقات مثل الطبقات الكبرى لابن سعد وطبقات الحفاظ للسيوطي منهاما ألف بحسب المدن والأمصار مثل تاريخ بغـداد للخطيب البغدادي وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر وأما الذين ألفوا حسب العصور فمنهم من قسم العصور إلى 1ـ العصر الجاهلي 2ـ عصر صدر الإسلام 3ـ العصر الأموي 4ـ العصر العباسي 5ـ الفترة المظلمة 6ـ العصر الحديث ، ومنهم من ذهب إلى أكثر من ذلك وقسمها إلى : 1ـ عصر ما قبل الإسلام 2ـ الشعراء المخضرمون 3ـ العصر الإسلامي 4ـ العصر الأموي 5ـ الشعراء المخضرمون بين الدولتين 6ـ العصر العباسي 7ـ العصر الفاطمي 8ـ عصر المغرب والأندلس 9ـ العصر الأيوبي 10ـ عصر المماليك 11ـ العصر العثماني 12ـ العصر الحديث 0
ولا بد لي من الإشارة إلى أمهات الكتب التي ترجمت للشعراء منها طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي والشعر والشعراء لابن قتيبة وطبقات الشعراء لابن المعتز والأغاني لأبي فرج الاصبهاني والمؤتلف والمختلف للآمدي ومعجم الشعراء للمرزباني ويتيمة الدهر للثعالبي ودمية القصر للباخرزي والمحمدون للقفطي وغيرها 0
وان للشعر أساليبه الخاصة لا تكون للمنثور وكذلك أساليب المنثور لا تكون للشعر والشعر العربي اكتسب أوضاعا متنوعة بالنظر للمحاولات التي كان عليها الناس أو المجتمع وهكذا فهو حماسته في حروبه وبداوته وفي فتوحه ووصف حضارة وطيب عيش أيام زهو الأمة ونشاطها وغناها وثروتها وحــزن وألم أيام المصائب والنكبات وهكذا الغزل والتشبيب والهجو والرثاء ومن الصعب أن يوصف زمان بوضع خاص به هذا وان جمع النتاج الفكري سمة عصر التقدم ونبراس الحضارة لا سيما ونحن نعيش عصر ثورة المعلومات وتدفقها 0 والشعراء أكثر من أن يحيط بهم محيط أو يقف مـن وراء عددهم واقف ولو أنفد عمره في التنقير عنهم وإستفرغ مجهوده في البحث والسؤال0 وقد ذكرت في كتابي هذا ( موسوعة شعراء العرب ) أيضا لمن كان غلب عليه غير الشعر وعليه فقد ذكرت صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقوما كثيرا من حملة العلم والفقهاء والخلفاء والأئمة والنحويين وغيرهم0 حيث إنه لم يقر الله
العلم والشعر والبلاغة على زمن دون زمن ولا خص به قوما دون قوم بل جعل ذلك مشتركا بين عباده في كل دهر وجعل كل قديم حديثا في عصره فقد كان المتنبي والبحتري والمعري يعدون محدثين ثم صار هؤلاء قدماء عندنا ببعد العهد منهم وكذلك يكون من بعدهم لمن بعدنا
لقــد كتبت السيرة الموجزة وان هذه الموسوعة الموسومة ( موسوعة شعراء العرب ) هي إسوة بمصنفات الماضين الذين كانوا يترجمون في كتبهم من سبقهم ومن عاصروه ومستعينا بما كتب عنهم وما ورد في دواوينهم وما ذكرته الصحف والمجلات وغيرها وقد عنيت بالسيرة الذاتية للشعراء ما استطعت الوصول إليه ، وقد يجد القارئ الكريم تفاوتا في حجم من ترجمت له من الشعراء وهذا يعود إلى مقدار المعلومات التي حصلت عليها وليس بسبب منزلــة الأديب أو مكانته وخاصة شعراء العصر الحديــث والمعاصــرين وعانيت كثيرا في الحصول على تراجم المعاصرين وقد ترجمت لشعراء لم يكونوا قد نالوا شهرة واسعة وقد لا ترد تراجم لشعراء لهم نتاج أدبي ومعروفون في المحافل الأدبية فذلك معزو للسهو أو عدم الحصول على أسمائهم أومعلومات عنهم 0كما وأني أوردت نماذج من الشعر لقسم من الشعراء ولم أورد للقسم الآخر وذلك لعدم حصولي على شعرهم 0
وفي كتابي هذا ( موسوعة شعراء العرب ) اتبعت طريقة تصنيف الكتاب ترتيبا معجميا هجائيا ألف بائيا . أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي 0
وسرى هذا الترتيب على الاسم واسم الأب والجد والنسب واللقب ولم أهمل في هذا الترتيب (أل ) التعريف فمثلا المتنبي وضع في باب الألف ولم يوضع في باب الميم وكذلك الفرزدق وضع في باب الألف ولم يوضع في باب الفاء وهكذا وكذلك صنف الحرف الواحد إلى عدد حروف الهجاء الواردة في أسماء الشعراء فمثلا في حرف الألف تم تصنيفه أ ب = ابن الآبار ، أبان ، إبراهيم ، أ د = إدريس ، أ خ =أخيل ، أ ر = ارسلان ، أ س = إسماعيل ، اسحق ، أ م = أمية ، أ ي = إيليا وهكذا 0 وقد قسمت هذه الموسوعة إلى إثني عشر مجلداً يحتوي المجلد الأول حرف الألف ويبدأ: اب ، أبا زيد ، وآخره اح، أحمد الشامي .أسماء الشعراء. والمجلد الثاني تكملة حرف الألف ويبدأ اح ، أحمد الشايب الى الح،الحسين بن الحسن بن واسان، أسماء الشعراء .
والمجلد الثالث تكملة حرف الألف الح ،الحسين بن الضحاك الباهلي وحرف الباء والتاء ،الى تو،توفيق الزكري. والمجلد الرابع تكملة حرف التاء توفيق الشماس، والثاء والجيم والحاء الى حم،حميد المظفر . والمجلد الخامس تكملة حرف الحاء ، حميد النخلي وحرف الخاء والدال والذال والراء والزاي والسين،سابا الى سلمان أبو فخر. والمجلد السادس تكملة حرف السين سلمان أحمد إبراهيم والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين الى عبد الحسن زلزلة .والمجلد السابع تكملة حرف العين عبدالحسيب الخناني الى عبدالله النكري . والمجـلد الثامن تكملة حرف العين عبدالله الهاشم الى عمران السدوسي. والمجلد التاسع تكملة حرف العين عمران العاقب، وحرف الغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم الى محمد أديب جمران , والمجلد العاشر تكملة حرف الميم محمد أسعد الصائغ الى محمد سعيد القشاط . والمجلد الحادي عشر تكملة حرف الميم محمد سعيد الكهربجي الى مهدي سلمان . والمجلد الثاني عشر تكملة حرف الميم مهدي صحين وحرف النون والهاء والواو والياء وتوزيع شعراء الموسوعة الى العصور الأدبية ، والسيرة الذاتية للمؤلف والمصادر والمراجع . وتضم الموسوعة (10888) شاعراً وشاعرة وعدد صفحاتهاهـي (8360 ) وعدد المصادر والمراجع ( 1412 ) . وان بعملي هذا لا يمكن أن احصر كافة الشعراء العرب وعلى اختلاف عصورهم ولكن أقول ( أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ) واني بذلت في سبيل إظهــار هذا الكتاب ( موسوعة شعراء العرب ) جهدا مضنيا لا يقدره ألا من مارس أمثال هذه الأعمال ورحم الله من قال ( لا يعرف الشوق إلا من يكابده ) 0كما وأنّ عملي هذا في موسوعة شعراء العرب لا يمكن أن يجد له نهاية يتوقف عندها وذلك لأنه يظهر في كل فترة زمنية شعراء على الساحة الشعرية لأن العرب أمة شعر لا يتوقف عطاؤها إلى قيام الساعة . وحين أضع بين يدي القارئ هذا الكم من الشعراء لست بصدد الصفوة المختارة منهم وإنما أترجم لكافتهم ولأن غاب البعض عن الذكر فلنا العذر وله العتاب 0وأخيرا نسأل الله عز واجل أن يجعل عملنا هذا عملا صالحا وان يتقبل منا عملنا هذا وان ينفعنا به والمسلميـن انه نعـم المولى ونعـم النصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين 0

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
كل الشكر والإمتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز فى الانتقاء

سلمت يالغالى على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع

دمت ودام لنا روعه مواضيعك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.