اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  9231 اعضاء

نادي الفهلوى ديزاين للإبداع
Rayane.Nb

الجزء-3- من قصة حب وانتقام

Recommended Posts

الجزء-3- من قصة حب وانتقام
- بل استقالة شاملة ... حتى من حياتك ...
- ولماذا كل هذا ...؟
وكأنها تذكرت شيئا فقالت:
- آ... كل هذا لأنني قمت بزيارة إلى الشركتين، ماجد حبيبي لماذا فهمت تصرفي هذا عن خطأ، أنا أعرف كم أنت طيب مع العمال وخوفي أن يستغلوا طيبتك هو الذي قادني لهذه الزيارة، خصوصا وأنه سبق لي إدارة الشركتين وفصلت بعض العمال لما اكتشفت تواطؤهم مع بعض العملاء.
يشعر لحظتها ماجد بالارتباك وهي تتحدث عن العمال المفصولين فراح يخفي قلقه قائلا:
- لكن كان من الممكن أن تقومي بهذه الزيارة في أيام العطل أو على الأقل أثناء غيابي.
وقاطعته:
- ولماذا أثناء غيابك؟
فقاطعها قائلا:
- حتى ترحميني من عيون الشك والإحراج التي سوف تلاحقني من طرف العمال لأن تصرفك هذا معناه أنك تشكين بي. 
تقترب منه وبكل رقة وحنان راحت تطلب منه العفو عن تصرفاتها ولكن ما إن استدار نحوها واكتشفت دموعه حتى قالت:
- إلى هذا الحد تصرفاتي أساءت إليك.
وبنبرة حزينة قال:
- صحيح تصرفاتك أساءت إلى كرامتي أمام العمال لكن هذا يهون وبإمكاني تحمله لكن ما لا يحتمل هو تغير شعورك نحوي فاهتمامك أصبح كله من حق هبة وكأن أبا هبة لم يعد له وجود.
ترد عليه وهي تبتسم:
- هل أفهم من هذا أنك أصبحت تغار منها وأنت أبوها؟ 
- بصراحة أنا أغار من أي كان حتى لو كانت هبة، نعم لم أتصور أنه بإمكانك الاستغناء عني بهذه السهولة.
تعانقه كطفل وهي تقول: 
- أرجوك يا حبيبي لا تقل هذا فأنا لن أستطيع الاستغناء عنك و لو لحظة من عمري، للمرة الثانية أرجوك لا تقل هذا.
- أنا مثلما قلت لك غيور وما عليك إلا أن تنصفي في اهتمامك ما بيني وبين هبة.
وبابتسامة ردت عليه:
- حاضر ... لكن بشرط.
- وهل هذا يتطلب شروطا؟
- نعم وأول شرط أن لا تفكر في هذه الاستقالة أبدا، ثاني شرط أن لا تعود إلى الخمر، وثالث شرط أن تعود ماجد الذي عرفته أيام زواجنا، هل تذكر لا أحد منا كان يتناول غداء ه أو عشاءه إلا بحضور الثاني، كنت لا تكف عن طلبي هاتفيا كلما وصلت إلى الشركة أما أنا كنت إذا طلبتك ولم أجدك بالشركة الأولى فمن المؤكد أجدك في الثانية وإذا حدث ولم أجدك بكليهما فبمجرد وضع سماعة الهاتف تكون أنت من يفتح الباب.
óóóó

[color][font]
بالشركة ... بالضبط بالمكتب حيث ماجد يحكي لرياض وهو يضحك بسخرية عن سذاجة زوجته التي صدقت دموعه وكلامه ...
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
بشركة السيد مروان يستقبل أخته بمكتبه، وحضر تلك الجلسة مدير مكتب إدارة الشركة الخاصة بالأجهزة الإلكترونية وكم كانت دهشة السيدة نواعم وهو يقدم لها إثباتات رسمية عن المبالغ الطائلة التي خرجت من خزينة كلا الشركتين ومن البنك كما أخبرها أنه كان على علم بما كان يبذره زوجها وكان ينقل ذلك للسيد مروان ليبلغها، وأخيرا راودته الشكوك بخصوص المستشار الجديد فكانت شكوكه في محلها لما اكتشف أن المستشار ما هو إلا أحد العمال المفصولين سابقا الذي له علاقة خاصة بالسيد ماجد.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
على مائدة الفطور جلست السيدة نواعم على الكرسي المقابل للسيد ماجد وفاجأته دون مقدمات:
- ماجد لماذا أخفيت عني حقيقة الأموال التي خرجت ؟
يحاول أن ينطق لكن تقاطعه: 
- لا ...لا تقل شيئا ... كل ما أطلبه منك التوكيل أريده الآن، أما استقالتك فأنت حر تقدمها أو لا تقدمها.
ماجد ما أن أدرك جديتها وغضبها الهادئ قال:
- حاضر سأفعل مادام هذه رغبتك لكن قبل ذلك يجب أن تعرفي ....
وتقاطعه بهدوء:
- أرجوك لا داع أن تبرر موقفك بعد الذي عرفته.
يترك الملعقة على المائدة ويقول باحتجاج:
- أنا لن أسألك كيف عرفت وماذا عرفت لكن من حقي أن أدافع عن نفسي مادام أصبحت في نظرك متهما. 
يصمت للحظات ويسترجع هدوءه واستجمع كل قواه قائلا:
- لقد كان وقوفك إلى جانبي ومقاطعتك لأخيك الوحيد من أجلي له أثر كبير في نفسيتي فأردت أن أثبت لك ولأخيك أنك تزوجت رجلا وليس طفلا ... كما يدعوني ويدعى أنني طامعا في ثروتك، فكرت أن أجعل من شركتيك أكبر الشركات بالبلد بل وأن أجعل في كل مدينة مكاتب توزيع باسم الشركتين، وبمساعدة رياض الذي تحمس لفكرتي والذي لم أكن أعلم أنه سبق أن اشتغل بشركة الأجهزة الإلكترونية وفصلته ... قلت بمساعدته دخلت في عدة صفقات وكلما أخسر صفقة كان يشجعني ويزرع في نفسي الأمل في صفقات أخرى وهكذا صفقة بعد صفقة، ولم أكن أدري أنه يسوقني نحو إفلاس الشركتين انتقاما لفصلك له.
توقف عن الكلام فقالت: 
- وبعد ذلك 
- لا بعده ولا قبله، لا يهم الآن بعدما أخبرك كل شيء. 
- من تقصد؟ 
- هل يوجد أحد غيره ... رياض طبعا ... اللعنة على اليوم الذي جاءني باحثا عن عمل ... طبعا يوم اكتشفته هددني فكان علي أن أوافق على بقائه بالشركة مقابل أن لا تعرفي بخسارة الشركتين ريثما أعيد كل ما ضاع لكن الخبيث كان أذكى مني فأراد الوصول إليك على حسابي، أولا ليبرئ نفسه، وثانيا لتسامحيه وترضين على بقائه رسميا بالشركة.
وفاجأته نواعم التي كانت تستمع إليه باهتمام وفي هدوء قائلة:
- لكن أنا لم أعرف بالخسارة عن طريقه.
ويشعر لحظتها ماجد بأنه أساء الظن برياض فتمتم بصوت غير مسموع:
- اللعنة عليك يا رياض ... لولا تهديداتك المتكررة لي ما كنت أسأت بك الظن.
- ماذا تقول ....؟
- أبدا لا شيء فقط أقول أن تكوني عرفت الحقيقة عن طريقه أو عن طريق غيره المهم عرفتيها وما أخفيتها إلا عن حسن نية.
بعدها يحمل معطفه ويتجه نحو الباب فقالت الزوجة الطيبة:
- إلى أين أنت ذاهب ...؟
وبصوت كله رقة قال لها:
- إلى من حيث أتيت.
- وهبة ؟!
بعد فترة صمت قال بصوت حزين:
- أعترف أنني لم أكن أبا ككل الآباء ولا أظن خروجي من حياتها سيكون له أثر. 
وما إن تقدم خطوة نحو الباب استوقفته بصوت مخنوق:
- أرجوك لا تتركني فإن لم يكن من أجلي فمن أجل هبة ابنتك، لا أريدها أن تنشأ من غير أب، فهي بحاجة إليك أنت أكثر مني فأنا خلاص مهما عشت فلن...
يقاطعها لما استدار نحوها ووضع أصابعه على فمها بكل حنية:
- أرجوك لا تقولي هذا فأنت مازالت شابة وحيوية وأنا لو لم أكن أشعر أنني أكبر منك سنا ما تقدمت لزواجي منك، والحقيقة أن هبة بحاجة إليك أنت أكثر مني فأنا بكل صراحة لا أصلح أن أكون في يوم من الأيام أبا لها.
ارتمت بين أحضانه وهي تقول:
- ماجد حبيبي أنا وأنت كلانا بحاجة إلى الآخر. 
انسحبت من بين أحضانه وتابعت تقول برقة وحنان:
- ماجد لازم نساعد بعضنا ويجب أن يحاسب كلانا الآخر على أخطائه، لازم على الأقل ينبهه خصوصا وأن هبة بحاجة إلينا نحن الاثنين، ويجب المحافظة على مالها ونفكر في مستقبلها.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
تبدأ الأيام تمر ... وفوجئ السيد مروان بأخته بدل أن تنزع التوكيل من ماجد أعطته فرصةأخرى، وكانت هذه الفرصة في نظره هي القضاء على الشركتين، وحاول أن يفاتح أخته لكن بدون جدوى، ولأنها تحب زوجها لقد أصرت منحه فرصة أخرى من أجل هبة.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
ماجد يتفق مع رياض أن يختفي من الشركة وأن يتقابلا بعيدا عن الأعين وفي حذر شديد ريثما تطمئن السيدة نواعم ... أصبح ماجد يتصرف كرجل بيت وكأب وكرجل أعمال يدير الشركتين بكل إخلاص ووفاء واستمرت لقاءاته برياض في الخفاء ... وكان اللقاء في إحدى المقاهي النائية بين ماجد ورياض ...
قال رياض: 
- واضح جيدا أنها سجلت كل ثرواتها باسم هبة.
قال ماجد:
- وما أدراك بذلك. 
- ألم تقل أنها كثيرا ما رددت على مسمعك يجب المحافظة على مال وحيدتنا.
يظهر على ماجد التفكير العميق فإذا برياض يفاجئه لما تابع قائلا:
- بل أكيد سجلتها باسمها الحقيقي. 
- ماذا تقصد ؟
- وهل تظن اسمها الحقيقي هبة عبد الكريم!
وبعد صمت وتفكير عميق قال ماجد:
- إذن سأترك لك الأمر والتدبير. 

وهو ينظر إلى الساعة قال:
- سأنصرف الآن لدي موعد مع صديق.
- مع السيد جلال، وهل ستعطيه المبلغ نفسه مثل الشهر الفارط.
جلس ماجد وبصوت متلعثم قال: 
- ما أدراك بهذا أيضا؟ 
- أعرف أنه مرسول خير بينك وبين عائلتك. 
يشعر ماجد بإحراج شديد فقال بعد فترة صمت:
- كيف عرفت؟
- ماجد لا تغضب مني ما عرفته ليس عن طريق التجسس فأنا ...
ويقاطعه ماجد:
- تكلم و لا داعي إلى اللف والدوران.
- أرجوك صدقني ما عرفته كان عن طريق الصدفة أو بعبارة أوضح خوفا عليك.
- خوفا علي!
- بصراحة لقاؤك الدائم مع ذلك الشخص و في تواريخ محددة دفعني إلى الشك فظننته يهددك ويريد ابتزازك فقمت بالواجب فاكتشفت أن ظنوني لم تكن بمحلها.
وبهدوء رد ماجد:
- جلال كان الصديق الوحيد في حياتي، أقصد الوحيد الذي بقي من حياتي الماضية على اتصال بي، وكم حاول أن يقنعني بالعدول عن زواجي من السيدة نواعم.
وأغمض عينيه و تذكر يوم ذهب إلى جلال ليدعوه حضور حفلة الزفاف يومها قال جلال:
- ماجد أنت مازلت شابا وحرام تدفن حياتك مع واحدة أكبر منك بخمسة عشر سنة.
- ليكن كذلك فأنا خلاص مصمم. 
- أرجوك يا صديقي فكر جيدا و لا تكن مستعجلا.
قال ماجد وهو يتنهد بعمق:
- سبع سنين من يوم تخرجي ولم أوفق حتى في تكوين نفسي فهل أنتظر سبع سنين أخرى وحتى لو انتظرت فهل العمر سينتظر، ثم لماذا أنتظر والسعادة جاءت لغاية عندي وبإمكاني أن أعيش طفولتي و شبابي مرة واحدة.
- لكن لا تنس أيضا أنك مضطر أن تعيش ليس فقط طفولتك وشبابك بل حتى سنها هي أيضا.
يعود ماجد من الخيال إلى الواقع على صوت رياض فيقوم بعدها ليستأذن بالانصراف.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
يصل ماجد إلى حيث موعده مع جلال، يقدم له المبلغ المالي ولأنه قدمه له دون ظرف اكتشف جلال أن المبلغ الشهري هذه المرة أقل بكثير عن المبلغ الشهري الماضي، حاول أن ينطق ليحتج لكن ماجد قاطعه:
- ليكن في علمك أنه آخر مبلغ يصلهم هذه المرة.
جلال لما أدرك أن صديقه على غير عادته استأذن من الإدارة لتسمح له بالغياب لمدة ساعة ... خرج معه على متن سيارته ... و أثناء طريقهما قال جلال: 
- بصراحة أعترف أنني أخطأت يوم عارضت زواجكما، لكن بعد الذي عرفته عنها عن طريقك من طيبة وكرم وشبابها الدائم لقد صححت فكرتي الخاطئة عنها.
ويرد ماجد :
- لكن اكتشفت أنا فعلا أنها عجوز تريد أن تتصرف كشابة في العشرين.
- هي فعلا عجوز في السن فقط وأنت بنفسك أكدت لي أكثر من مرة قبل أن أراها عكس ذلك تماما ... لقد كنت على حق فهي فعلا رغم أنها قاربت الخمسين لكن من يراها يظن أنها أقل من سنها بكثير.
ويقاطعه قائلا :
- لقد قلت بنفسك أنها عجوز وهذا يؤكد أنها غير قادرة على الإنجاب وهي في هذا السن.
-لكن أن تلد في هذه السن ليس بالمستحيل والطب يؤكد ذلك وإن كانت ولادة نادرا ما تحصل ...
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
في حفلة عيد ميلاد هبة وقد أكملت السنة الأولى من عمرها، كانت القاعة الكبرى تعج بالمدعوين وأولهم السيد مروان وحرمه، انفرد مروان بأخته فراحت تؤكد له عن تغير ماجد، كانت تحكي وعينيها معلقتان على ماجد وهو يداعب الأطفال حاملا بكلتا ذراعيه هبة، مروان وهو يصغي إليها هز رأسه بأسف قائلافي صمت "إلى هذا الحد تحبينه ويا ليته يقدر حبك له" في نهاية الحفلة تودع السيدة نواعم أخاها الذي سيكون في الصباح على موعد مع رحلة إلى الخارج، كانت علامات عدم الاطمئنان بادية على وجهه وفي حديثه، لكن السيدة نواعم تطمئنه بأن يسافر ووعدته إذا حدث شيء من طرف ماجد أثناء غيابه فسوف تترك له أمره، لحظتها كان ماجد ينظر إليهما في خفاء من خلف النافدة بالطابق العلوي نظرة كره وانتقام بادية عليه.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
بإحدى المقاهي جلس ماجد بصحبة رياض يتحدثان في أمر السيدة نواعم حيث أبدى رياض استعجاله في تنفيذ الخطة بعدما سافر السيد مروان ... لكن ماجد يفضل الانتظار لغاية يوم الاثنين أحسن موعد حيث غياب كل الخدم .... بعدها قال رياض:
- يعني بعد ثلاث أيام، لكن ما رأيك لو تخليت عن هبة ما دام تصرفت بكل أملاكها.
- ويصرخ ماجد محتجا: 
- لا، يجب أن يدفعوا ثمن استغلالهم لاسمي.
[/font][/color]
óóóó

[color][font]
يحين الموعد المحدد وهو يوم الاثنين ولأن كل الخدم يغادرون الفيلا إلا السائق، ماجد يدخل إلى غرفة السائق خفية ويضع له في الدواء الذي يتناوله مخدرا قويا كما تسلل إلى غرفة زوجته ووضع لها كمية من نفس المخدر بقارورة الماء المعدني، وما إن انتصف الليل وتأكد من نومها العميق حتى تسلل إلى سرير الصبية فحملها برفق بعد أن لفها جيدا بغطاء، وانطلقعلى متن سيارته إلى حيث رياض بانتظاره، ركب إلى جواره بعدها سأله قائلا:
- ما رأيك في هذه العائلة هل ستأخذ هبة وتقبل المبلغ؟
- طبعا.
- وهل اقتنعت بـ ....
- الحقيقة !
ضحك ماجد بسخرية وقال: 
- لا ... بأختها. 
- وماذا اخترعت؟
- قلت لهما إنها عائلة محافظة من أرقى العائلات، ابنتهم ارتكبت خطيئة وخوفا من الفضيحة فأرادت التخلص من الصبية فسلمتها لعائلة لمدة سنة لكن هذه العائلة لم تكن مطمئنة فأخذوها منهم ... وما رأيك أظن القصة واضحة ومقنعة؟
- آ ه منك ... لكن قل لي المبلغ مناسب؟
- مناسب ويكفي، فهما أناس فقراء جدا. ولعلمك أيضا سعداء بالصبية كونهما زوجان عديما الخلفة.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
تصل السيارة إلى الحي الشعبي حيث الأنوار تكاد تنعدم فيه، و بكل رفق حمل رياض الصبية التي مازالت نائمة وراح يتقدم ماجد ليصلا إلى حيث إقامة الزوجين، مكان الإقامة لم يكن سوى غرفة وحيدة بالطابق الأرضي، فالفقر كان باديا عليهما وسنهما لا يتعدى العقد الرابع، استلما الصبية والمبلغ بكثير من السعادة.
بعد خروج ماجد و رياض من الحي الشعبي كان رياض أمام المقود استغل ماجد مرورهما بطريق خال ومظلم ويتظاهر بسعال حاد مما اضطر رياض إلى التوقف وما أن حاول أن يرفع رأسه ليعرف ما به فإذا بماجد يفاجئه بطلقات رصاص خرجت من مسدس كاتم للصوت أردته جثة هامدة، يبتسم ماجد وهو يقول: 
- يجب أن تموت الحقيقة معك، خصوصا وأنني اكتشفت من زمان خطرك علي.
بعدها يحمله بسرعة إلى حقيبة السيارة يتجه به صوب البحر ورماه ... 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
في الصباح الباكر مع أول طائرة متوجه إلى لندن كان اتجاه ماجد باسم مستعار حيث اختار اسم "فريد عبد العزيز"، وفي الصباح نفسه كانت الفاجعة غير المتوقعة، السيدة نواعم لما تأكد لها اختطاف وحيدتها كانت الصدمة قوية لم تتحملها فحملت على جناح السرعة إلى المستشفى، السيد مروان يقطع عطلته ويحضر على الفور.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
بمركز الشرطة يؤكد المفتش للسيد مروان بعدم تسجيل أي اسم باسم ماجد عبد الكريم بالمطارات ولا بالحدود البرية هذا ما يعطي أملا في العثور عليه بعد العثور على جثة صديقه. 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
يمر حوالي شهرين على السيدة نواعم بالمستشفى، كان مروان دائم الوجود إلى جوارها ... خرجت نحو فيلتها برغبة منها ... تتلاحق الأيام وابتسامة السيدة نواعم غابت ودموعها استمرت والعثور على ماجد وهبة بات مستحيلا، بعد ذلك تقرر بيع الفيلا بعد أن تأكدت من عدم قدرتها على أن تصرف عليها وعلى الخدم مثلما كانت تفعل في السابق ورغم أن مروان قدم لها يد المساعدة ورغم أن الخدم أبدوا رغبتهم في البقاء معها ولا يهم أن تنقص المرتب الشهري إلى النصف لكن السيدة نواعم تقرر وتفضل بيع الفيلا، أولا لأنها لا تريد أن تحرمهم من مال هم بحاجة ماسة إليه حتى لو كانوا كلهم صادقين في تعاطفهم معها، ثانيا لم يعد لها مورد تعيش منه بعدما استغل ماجد التوكيل وبيعها كل أملاكها وسحب كل ما تملك نقدا وذهبا من البنك، ثالثا رغم أنها فقدت الأمل في العثور على هبة في أقرب وقت إلا أنها لم تفقد الأمل في لقاءها يوما ما، ومن أجل ذلك وحتى تملأ الفراغ الذي أصبحت تعيشه قررت أن تبدأ حياتها من جديد واختارت أن تكون البداية بمحل للتصميم وخياطة وبيع ألبسة صبيانية جاهزة وفضلت أن تشرف على كل صغيرة وكبيرة بالمحل بنفسها، السيد مروان رفض بشدة قرارها وقدم لها كل ما تحتاجه من المال إلا أنه في الأخير قدر موقفها وشعورها وأدرك جيدا أنها ليست بحاجة إلى المال بقدر ما هي بحاجة إلى إحساسها بتربية وحيدتها عن طريق المحل الصغير الذي اختارت له اسم " محل هبة".
[/font][/color]
óóó

[color][font]
أمام باب المدرسة ازدحم التلاميذ أمام البائع المتجول بينما كان يلف ساندويتشا بقطعة من الجريدة فإذا به يلاحظ صورة ليست عنه غريبة هذه المفاجأة جعلته يعود إلى بيته على جناح السرعة وخلال عودته راح يردد في صمت ما قرأه تحت الصورة "مجرم خطير باع كل أملاك زوجته الثرية وأدخلها مستشفى الأمراض العصبية، وقتل صديقه وخطف وحيدته".... 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
البائع المتجول واسمه توفيق العربي رجع مذعورا إلى زوجته التي كانت تداعب الصبية التي مر علي وجودها عندهم أكثر من سنة ، الزوجة لما علمت بحقيقة الصبية هي الأخرى انتابها الذعر والخوف وقالت:
- قد لا تكون هي الصبية نفسها. 
- صحيح لم يذكروا أي معلومات عن الزوجة وهذا طبعا لأنها من عائلة كبيرة لكن صورة صديقه وصورته غير ممكن أن أنساهما بهذه السهولة.
وفي الأخير يقرران نسيان الموضوع خصوصا وقد مر عليه أكثر من سنة كما أن القضية فيها قتل وقد يتهمان كطرف فيها كما أن أم الصبية التي لم تذكر الجرائد اسمها، ودخلت مستشفى الأمراض العصبية وإذا مازالت به فهي في نظرهما ليست مؤهلة أن تكون أما طبيعية. 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
تبدأ السنين تمر، في الوقت الذي كانت فيه أموال فريد عبد العزيز تأخذ طريقها إلى طاولات القمار وحسناوات الملاهي الليلية كانت السيدة نواعم وقد بدأت تصنع لنفسها اسما كخياطة ومصممة أزياء ولأن عدد زبائنها أصبح يتزايد فاضطرت إلى توسيع المحل.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
فريد عبد العزيز بمدينة الضباب اشترى سيارة آخر طراز ومنزلا بأرقى الأحياء وكان يمضي سهراته بأفخم النوادي والملاهي الليلية، وبإحدى هذه الملاهي تعرف على شابة اسمها جورجات تعمل كموظفة بقاعة الاستقبال كانت جد لطيفة معه فأغدق عليها المال والهدايا فأحبته وكانت تسعد بصحبته، علاقته بجورجات وسمرته وكذا أناقته وربحه المتوالي في لعبة القمار جلبت إليه أنظار العنصرين.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
خرج ذات مرة مع بزوغ الفجر من الملهى الذي تعمل به جورجات ليوصلها إلى حيث إقامتها لكن قبل أن يصل إلى السيارة كانت أيادي العنصرين قد كادت أن تقضي عليه لولا كثرة صراخ جورجات طالبة النجدة، بعدها تحمله على متن سيارته إلى شقتها المتواضعة لتداوي جراحه فكانت أول مرة قاسمته شقتها وعرفته بابنتها الوحيدة كلوديا وهي لا تتجاوز السابعة من عمرها ومن يومها أصبح الثلاثة يكونون عائلة واحدة، العلاقة الحميمة التي ربطت جورجات بفريد جعلها تعمل جاهدة لتبعده عن لعبة القمار خصوصا بعدما أدركت أن وراء خسارته المتكررة أيدي خفية لكن رغم مجهوداتها ومحاولة إقناعه بأن هناك من يسعى وراءه إلا إنه يصمم على التحدي، أحد زبناء الملهى يقترح عليه لعبة جديدة تعوض خسارته وتدر عليه أموالا بلا حساب، ولأنه أصبح عبدا للمال ولا يطيق الابتعاد عن هذه الملاهي الراقية، يوافق على تلك اللعبة الجديدة ليجد نفسه عضوا بشبكة تهريب المخدرات و الآثار المسروقة، جورجات تحذره من تلك المافيا لكنه لم يسمع إلى نصائحها وفعلا بعد مرور أقل من شهر استعاد منزله المرهون واشترى سيارة أخرى وطلب من جورجات الزواج لكنها رفضت واشترطت عليه أن يبتعد عن هذه الشبكة فكان يتردد إلى شقتها ومقر عملها لإقناعها، وكان يصطحبه شخص اسمه دافيد تعلق بجورجات من أول نظرة لكنها صدت حبه، ولما علم فريد بذلك حذره بغضب. 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
الغيرة والحقد ملأت قلب دافيد فقرر التخلص من غريمه في حب جورجات، فلم يكن أمامه إلا أن يستغل الفرصة ويبلغ الشرطة الحدودية فقبض على فريد متلبسا، فكان الحكم عليه بالسجن لمدة اثني عشرة سنة ومصادرة كل أملاكه، يوم علم دافيد بذلك الحكم كان بالنسبة له يوم فرحة وانتصار فتناول كثيرا من الخمر وذهب إلى حيث إقامة جورجات وحاول أن يمضي عندها الليلة لكنها رفضته وأعلنت له بصوت مرتفع حبها لفريد والوفاء له لحين خروجه من السجن، لكن دافيد لم يعجبه تصرف جورجات، ولأن فريد في نظره صعلوك عربي بل إنسان قذر، وأمام رفضها له يجن جنونه وحاول أن ينال منها لكنها صدته بقوة فكان رده أقوى فدفعها أرضا مما جعلها تسقط جثة هامدة فانتابه الذعر والخوف فخرج مسرعا تاركا كلوديا تحاول أن توقظها لكن بدون جدوى. 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
مرت السنين ... يخرج فريد من السجن ويتجه مباشرة نحو شقة جورجات قبل وصوله ببضع خطوات يبصر فتاة تفتح الباب فابتسم في سعادة وأسرع نحوها قبل أن تغلق الباب ونادى عليها:
- جورجات ...
استدارت الفتاة نحوه ولم تبد ما يشعره أنها تعرفت عليه فاقترب منها وردد على مسمعها:
- أنا آسف قد أكون أخطأت، مع ذلك تشبهين جورجات التي أعرفها إلى حد كبير.
نظرت إليه باهتمام ودققت النظر وابتسمت في سعادة وهي تتذكر صور له أخذتها معه وهي صغيرة ثم قالت في لهفة: 
- أكاد لا أصدق ... أنكل فريد ...
فريد لم يكن يتوقع ذلك الرد الذي أوقعه في حيرة، لكن كلوديا لم تتركه في حيرته وعرفته بنفسها ثم رحبت به إلى الداخل وحكت له عن موت أمها وعن المتسبب في ذلك وعن الحرمان الذي عاشته بالملجأ،فريد بعد سماع كل الحكاية ردد على مسمعها بأنه سينتقم لروح جورجات، كلوديا ترتمي بين أحضانه وترجوه أن لا يقدم على ذلك خوفا أن تفقده هو الآخر، وبكت بحرارة وهي تقول:
- أرجوك لا تفعل شيئا أنا ما صدقت وجدت أول صدر حنون بعد سنين الحرمان التي عشتها ولم يسأل عني أحد.
ويحاول إقناعها قائلا: 
- لا تقلقي علي ... في السجن تعلمت أشياء كثيرة أولها قبل التنفيذ التخطيط وقبل التخطيط التفكير بعمق مع كثير من الحذر.
- لكن قد يتعرف عليك قبل وصولك إليه.
قال بثقة: 
- اختفاء دفيد دليل على أنه غير اسمه لكن مهما فعل سوف أبحث عنه لأنني لا أشك ولو لحظة في أنه وراء دخولي السجن أيضا. 
وتحاول كلوديا أن تنطق لكنه يقاطعها[b]:

- لا، لا تخافي لن يتعرف علي المهم الآن هو العثور عليه.
[/b][/font][/color]
óóó

[color][font]
وبمناسبة لقائهما ذهبا إلى إحدى المطاعم لقضاء السهرة ... بعد العشاء قام ليرقص معها.
قال فريد:
- أنا آسف المفروض أنا من أدعوك إلى هذه السهرة.
- لا تقل هذا، ثم لا تنس فنحن هنا في بلد أوروبي وليس عربي.
أثناء الرقص وعلى أنغام هادئة تلاقت الأعين فقالت الكثير وتشابكت الأيدي والقلوب فنسي هو أنها ابنة جورجات ونسيت هي أنها كانت تناديه بأنكل، ومن يومها أصبح يجمعهما بيت واحد وتعاهدا على الانتقام من قاتل جورجات مهما طال الزمن، وحتى يوفرا عيشا رغدا فكان عليه أن يبحث عن عمل ... 
[/font][/color]
óóó

[color][font]
ذات يوم رجع إلى البيت سكرانا وهو يردد على مسمعها:
- لا ... عليّ أن أجده وأنتقم منه، لقد كان السبب أيضا في ضياع أموالي.
كلوديا تحاول تهدئته قائلة: 
- أرجوك لا تفعل هذا بنفسك فأكيد ستتحصل على عمل مناسب وستبدأ حياة جديدة المهم قليل من الصبر والإرادة.
[/font][/color]
óóó

[color][font]
ذات مرة فوجئ وهو بالقرب من أحد الملاهي،بسيارة فخمة ينزل منها رجل أنيق، ملامح وجهه لم تكن غريبة عنه ... اقترب منه خفية وانتظره حتى خرج من الملهى وتبعه على متن سيارة كلوديا إلى حيث إقامته، رجع إلى البيت وأخبر كلوديا التي أبدت تخوفها قائلة:
- قد تكون مخطئا وليس نفس الشخص.
[/font][/color]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.