اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
hawas

من مذكرات ........ عاشق

Recommended Posts


جاءتني ركلة حرة أسفل ظهري قبل عشرين سنة، ويبدو أنه من المناسب الإفراج عن حكايتها الآن، إذ لم أعد أشعر معها بالفضيحة، ولم تعد تؤلمني، كما أنها أوقعتني في ساحة الدراسة بدلاً من التسكّع في الطرقات.

والذي حصل أنني أقلعت مع بداية السنة الدراسية ( الثانوية ) عن عادة حب فتاة جديدة مع إشراقة صباح كل يوم جديد، إذ كنت أحب في اليوم مرة وأحياناً مرتين، وتقريباً، كنت أحب أي فتاة أراها. ولم أترك هذه العادة الحميدة، إلا لأنني ابتليتُ بحبٍ حقيقي مع قرب افتتاح المدارس، إذ انتقلت أسرة صغيرة للسكن في منطقتنا واستطعت جرد محتوياتها من الكوادر البشرية: أم عجوز، وسيدة مع زوجها، وفتاة في مثل عمري، وولد صغير .

حددت الهدف وبدأت في تمثيل دور العاشق الذي وقع في فخ العيون الناعسة. ويبدو أن ذات العيون غير الناعسة، والعادية جداً، والتي لا أدري كيف صدّقت أنني متيّم بهما، راق لها تمثيل دور ليلى العامرية.

وكان المشجّع على الحب أن هذه الأسرة لا تمت بصلة لأي أحد بالحي ، ومن ثم فإنني لن أسمع أحداً من الأولاد يقول بنبرة تأنيب: لا تنظر إليها إنها قريبة لي ، كما أن شقيقها صغير يمكن أن أدهسه بعجلات دراجتي الهوائية، والرجل الوحيد في بيتهم لن يشغل باله في التفكير بولد مراهق مثلي.
بدأت أحوم صوب ديارها أبحث عن عظمة ، أقصد نظرة فابتسامة ، لكن بقية معادلة أمير الشعراء لم تكن تأتي وابن الملوّح عاجز عن إظهار مشاعره، إذ لم أكن أعرف أي شيء سوى المغازلة.

وإزاء عجز اللسان وجبن الجنان ، كانت الأوراق تؤدي الدور تماماً وبأقوى عاطفة كاذبة بطبيعة حال المراهقين . كتبت رسالة أعبّر فيها عن مشاعري الجيّاشة وحبي الكبير، مذيلة باسمي ورقم هاتفي .

مرّت أيام ولم يتصل أحد، فكتبت: ما دمتِ لا تشعرين بحبي يا أميرة مملكتي ، فلم لا تبادلينني النظرات أثناء ذهابك إلى البقالة المجاورة لشراء شيبس؟ ولم لا تنظرين الي وأنا أدخّن سيجارة الرجولة وأضع على رأسي قبعة بيضاء مثل جيفارا؟
ولم يكن هناك شيء سوى الصمت من جانبها وكتابة الرسائل من جانبي ، إلى أن كتبت رسالة لا يمكن أن يكتبها إلا أحد نزلاء حديقة الحيوان أو مستشفى العباسية ، إذ كتبت بنبرة غاضبة أنني أسدٌ لا أرضى أن يلعب كائناً من كان بذيلي ، وأنكِ تلاعبتِ بي كأنني قرد في سيرك ، وحملقتُ في عينيك بما يكفي دخولي جهنم من أوسع أبوابها ، ومع هذا ، فلم أسمع صوتك حتى الآن ، وإن «ألو» واحد منك سيوقف زئيري يا غزال براري قلبي.

ويبدو أن الغزال رضخ ، وقالت بأن ليس لديها رصيد واليوم فقط شحنت الهاتف ، وأنها تودّ أن تلتقي بي ، وحددت موعداً في أحد المحلات القريبة من منطقتنا، وأغلقت الخط في وجهي وأنا أحرّك رأسي في الهواء كما يفعل الأسد الذي يظهر في مقدمة موسيقى كرتون «توم وجيري».

وقفت أمام المرآة أرش على هدومي زجاجة عطر رخيص ، وتأملت وجهي وأنا أنظر نظرات ناعسة وأهمس بكلمات الحب، وخرجت في إثر ليلى أو الغزال الجميل. وكنت أستطيع الوصول إلى المكان سيراً على الأقدام لعشرة دقائق، لكن حرارة ورطوبة الجو ستبخر العطر الذي استحميت به.

ولم أكد أنتهي من الحلم بكيف أسلم عليها أثناء الطريق وإذ بثلاثة من صناديد الشباب يحيطون بي ويسألني أحدهم عن اسمي.

اصطحبوني إلى داخل المحل وهناك رأيت فتاتي واقفة وإلى جانبها شقيقتها ومعها أربعة شباب، وفي هذه اللحظة عرفت الحقيقة، وهي أن الأوراق تراكمت يوماً بعد يوم حتى اكتشف أعداء الحب الأمر ، فأعدوا هذا الكمين الجميل الذي يحضره لفيف من المدعوّين يتقدمهم زوج شقيقتها الذي سألها: هل هذا هو؟

ولم أعرف ماذا قالت فتاتي إلا حين تسلّمت مشكوراً قلم على وجهي، ثم لكمة على رأسي، وأخذ العدل مجراه بالأيدي والأقدام والنِعل وهم يدفعونني إلى خارج المحل ، وكانت الضربة الأخيرة على عتبة الباب ، ركلة أسفل ظهري أوقعتني على الحجارة الصغيرة التي تزيّن مدخل محل الضرب.

وأحاطوا بي من جديد وهم يتندّرون : لو كنا نعرف أنك ولد صغير لاكتفى واحد منا بتأديبك ، ثم جرّوني إلى حيث تقف وطلبوا منها أن تضربني ، فقالت وهو تشيح بوجهها عني : أنا لا أضرب الصبيان. وغادرت هي وشقيقتها وبعضهم، وبقيت مع أربعة منهم قرروا تسليمي للشرطة.

وفي هذه اللحظة تذكّرت أنني لا زلت صغيراً، وأن حبيبتي غادرت ولن تقف أمامهم وتتحداهم أن يلمسوا شعرة في جسدي ، وأنني لا أعرفهم أصلاً، ولم تنفع محاولات استعطافهم وتذكيرهم بأنهم ضربوني بما فيه الكفاية وخلاص بقى ياعمو الله يخليك. أبداً .

وفي السيارة، أخرجوا رسائلي وأخذ يقرأونها ويضحكون : المغازلة بالرسائل أسلوب في الأفلام الهندية يا غبي ، وأرد: آخر مرة، هل ترضى على أختك؟ وأرد: لا أرضى، هل أنت أسد أم قرد؟ وأرد: قرد. وكانوا كلما رأوا مركزاً للشرطة أو حتى للمطافئ قالوا: سنبلغ الشرطة، فأمثّل دور الخائف وأرجوهم ألا يفعلوا. ولحسن الحظ أنهم سألوني عن عائلتي، وتبيّن أن أحدهم صديق لأحد أقاربي ، فتغيّرت الخطة وأرجعوني إلى البيت.

وأمام باب منزلنا طلبوا أن يتحدثوا إلى أهلي، وجلست ساعة أرجوهم لكنهم أصرّوا، فدخلت البيت، وتنفّست الصعداء بالطبع، وعميقاً، ثم أخبرت شقيق لي بأن مجموعة من الأصدقاء يودّون مقابلته. وبعد مباحثات سداسية أقرّوا فيها بضربي قليلاً، واعترفت بأنني تحرّشت بقريبتهم كثيراً، تقرر الآتي: إقفال القضية مع احتفاظ المشتكين بالرسائل.

كنا لا نزال في الأسابيع الأولى من العام الدراسي، وتسبّبت هذه الحادثة في شعوري بإهانة لا توصف لم أستطع الهروب من شبحها إلا بالانكباب على كتبي الدراسية، وبعد تسعة أشهر حصدت ثمرة الركلة العجيبة بحصولي على المركز الثاني على مستوى ثانويات الجمهورية في الفرع الأدبي. ولا أدري أين استقرت رسائلي الناعمة والغاضبة ، لكن الذي عرفته بعد سنوات قليلة أن الشخص الذي احتفظ بالرسائل، والذي افتتح حفلة الضرب وختمها، والوحيد في الحكاية الذي لا زلت أتذكر ملامح وجهه جيداً ، احترق في حادث سيارة.. ليرحمه الله ويجزيه خيراً عن ركلته المفيدة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
بجد حلو قوى القصة دا وانها غيرت مجر حياتة وبص لها من الناحية الايجابية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
توضيح بسيط للأخوة رواد المنتدى ، أرى بعض الردود تشير لشخصي ، لا لا لست بطل الرواية . هي حقيقيه ولكن حدثت لأحدهم .. وهو الآن بمركز إجتماعي مرموق . لذا لزم التنويه وشكراً .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
والشكر للأخوات الفضليات المشتاقة للجنة - سالي - سميه - مارينا ، من يعلق لاحقاً .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
لا والله أبداً سيادة المشرفة العامة . لست أنا بتاتاً .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شكراً نوران ... نور الله دربك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يعجبني الاسلوب الساخر في الكتابة

الركلة الحرة في قصة صاحبنا اصابت المرمي واحتسبت هدفا

بينما أخرون لا ينفكون عن تلقي الركلات باستمرار ولكن كلها خارج العارضة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكرا ع التوضيح,, اعتقدتك فعلا بطل الفلم التركي ده ^_^ عموما تعبيراتك جامدة قوي تستاااااااهل أكبر لايك ولو ان احنا مش ع الفيس دلوقت Smile

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
المشتاقة للجنة كتب:
شكرا ع التوضيح,, اعتقدتك فعلا بطل الفلم التركي ده ^_^ عموما تعبيراتك جامدة قوي تستاااااااهل أكبر لايك ولو ان احنا مش ع الفيس دلوقت








العفو ... لو كنت أنا البطل لما كنت بينكم الآن . ليس من أهل البنت . ولكن من والدي ،،، رحمة الله عليه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
يبدو ان الركلة كان لها تاثيرا مذدوجا لانها الهمتك انت ايضا هذا الطرح الشيق والرشيق للواقعة ظننتك صاحب القصة شكرا على الاسلوب المميز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.