اذهب الي المحتوي
أحلى نادي لأحلى أعضاء
البحث في
  • المزيد من الخيارات...
عرض النتائج التي تحتوي على:
إيجاد النتائج في:

مجموعة عامة  ·  24130 اعضاء

حفظ
نادي جامعة القاهرة للتعليم المفتوح
mhmd fawzy

واحد وثلاثون قصة من روائع القصص عند العرب

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يسرني أن أنقل إليكم هذه القصص الرائعة من روائع القصص عند العرب مجتمعة هنا لتعم الفائدة المرجوة منها


أكتب لكم عناوين القصص الموجودة حسب ترتيبها:

1) القارب العجيب
2) الدرهم الواحد
3) المال الضائع
4) المرأة الحكيمة
5) الخليفة الحكيم
6) ورقة التوت
7) العاطس الساهي
Cool الرجل المجادل
9) الشكاك
10) الطاعون
11) الخليفة والقاضي
12) حكم البراءة
13) المرأة والفقيه
14) الحق والباطل
15) السؤال الصعب
16) جئت لأسرقه فسرقني
17) أترى الله يعطيك وينساني
1Cool وافق شن طبقه
19) عاهدني على أن لا تكذب
20) علي كرم الله وجهه مع صاحب الخربة
21) الخليفة والخياط
22) جزاء سنمار
23) الورق العجيب
24) علي كرم الله وجهه وقصة زيبة الأسد
25) كاره الحق
26) اختبار الأجواد
27) استخلفت ذلك المال عند الله
2Cool يا أبت أدرك فاها (مضافة من قبل الأخت ماء الورد)
29) الله يكلؤك (مضافة من قبل الأخت ماء الورد)
30) الحديث ذو شجون (مضافة من قبل الأخت ماء الورد)
31) إن أنصفتني وإلا رفعت أمري إلى الله (مضافة من قبل الأخت ماء الورد)


(1) قصة القارب العجيب

تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.

وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !

وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، ثم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!

فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!




شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(2) قصة الدرهم الواحد

يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!
فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.

فقال: إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75 درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشر وعلى أخته، ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي أنت- درهم واحد.


(3) قصة المال الضائع

يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟

فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.

فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.

وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.


(4) قصة المرأة الحكيمة

صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.

فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.

فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).

فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.

ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل.


(5) قصة الخليفة الحكيم

كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:

يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.

فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.
فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن ***ن سياسة أبيه، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(6) قصة ورقة التوت

ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.

ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.

فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".

إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!


(7) قصة العاطس الساهي

كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.

وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المبارك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.

فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:
أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟

فقال الرجل: الحمد لله!

عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله.


(noo قصة الرجل المجادل

في يوم من الأيام، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:
كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!

ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟
قال: نعم، أوجعتني

فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!

فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار.


(9) قصة الشكاك

جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟

فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.

فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟

فقال ابن عقيل:

لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مراراً - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون.


(10) قصة الطاعون

خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.

وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.

فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟

فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!

ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(11) قصة الخليفة والقاضي

طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض الفقيه هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟

فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذبا- كما تقول- فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقا فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء.


(12) قصة حكم البراءة

تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.

فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجوداً عنده، فقال لهم:

ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم:

لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط).


(13) قصة المرأة والفقيه

سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.

فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.

فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.

وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيداً، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.


(14) قصة الحق والباطل

سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟

فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.
فقال الرجل: أحلال هو؟

فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.
ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.

فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: يكون مع الباطل.

وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .


(15) قصة السؤال الصعب

جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.

فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟

قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(16) جئت لأسرقه فسرقني

يُحكى أن لصاً تسوّر على مالك بن دينار داره، فلم يجد في الدار شيئاً يسرقه، فرآه، وهو قائم يُصلي، فأوجز في صلاته، ثم التفت إلى اللص، وسَلّمَ عليه، وقال: يا أخي تاب الله عليك، دخلت منزلي، فلم تجد ما تأخذه، ولا أدعك إلا بفائدة، وقام وأتاه بإناء فيه ماء، وقال له: توضأ وصلّ ركعتين، فإنك بخير مما جئت في طلبه، فقال لهُ اللص: نعم وكرامة، وقام وتوضأ، وصلى ركعتين، وقال: يا مالك أيخفف عليك أن أزيد ركعتين أخرتين؟ قال: زد ما قدر الله لك، فلم يزل اللص يُصلي إلى الصبح، فقال لهُ مالك: انصرف راشداً، فقال: يا سيدي أيخفف عليك أن أقيم عندك هذا اليوم فإني قد نويت صيامه؟، فقال له مالك أقم ما شئت. فأقام عنده أياماً صائماً، فلمّا أراد الانصراف قال اللص: يا مالك قد نويت التوبة، فقال مالك: ذلك بيد الله عز وجل، فتاب اللص وحسنت توبته. وخرج من عنده فلقيه بعض اللصوص فقال له: أظُنك وقعت بكنز، فقال: يا أخي وقعت بمالك بن دينار، جئت لأسرقه فسرقني، وقد تبت إلى الله عز وجل، وها أنا ملازم الباب فلا أبرح حتى أنال ما نالهُ الأحباب.


(17) أترى الله يُعطيك وينساني!

خرج الرشيد إلى الحجّ فلمّا كان بظاهر الكوفة إذ أبصر بهلُولاً (1) على قصبة، وخلفه الصبيان وهو يعدو.

فقال: من هذا؟

فقيل لهُ: بهلول

فقال: كنت أشتهي أن أراه، فادعوه من غير ترويع فذهبوا إليه.

وقالوا: أجب أمير المؤمنين، فلم يجب، فذهب إليه الرشيد.

وقال: السلام عليك يا بهلول.

فقال: عليك السلام يا أمير المؤمنين.

فقال: دعوتُك لاشتياقي إليك، فقال بهلول: لكني لم أشتق إليك. فقال الرشيد: عظني يا بهلول فقال: وبمَ أعظك؟ هذي قصورهم وهذي قبورهم. فقال الرشيد: زدني فقد أحسنت. فقال يا أمير المؤمنين: من رزقه الله مالاً وجمالاً، فعفَ في جماله، وواسى في ماله كُتب في ديوان الأبرار، فظن الرشيد أنه يريد شيئاً، فقال: قد أمرنا لك أن تقضي دَينَك، فقال: لا، يا أمير المؤمنين، لا يُقضى الدّين بدَين، اردُد الحق على أهله، واقضِ ديَن نفسك من نفسك، قال: فإنه قد أمرنا عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، أترى الله يُعطيك وينساني، ثم ولّى هارباً.

(1) هو بهلول بن عمرو، كان من عقلاء المجانين، ولد ونشأ بالكوفة واستقدمه الرشيد وغيره من الخلفاء لسماع كلامه، ولهُ كلام مليح، توفي سنة 190هـ


(18) وافق شنٌُ طبقة

قال الشرقي بن القطامي: كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له ُ شنٌّ، فقال: والله لأطوفنّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها.

فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق، فسأله شنّ: أين تريد؟ قال: موضع كذا، يُريد القرية التي يقصدها شنّ، فوافقه حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شنٌّ: أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب، وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكت شنٌّ، وسارا حتى إذا قربا من القرية إذا بزرع يحصده أهله، فقال شنٌّ: أترى صاحب هذا النعش حيّاً أم ميتاً؟ فقال الرجل: ما رأيت أجهل منك! ترى جنازة تسأل عنها أميّتٌ صاحبها أم حي؟ فسكت شن عنهُ، فأراد مُفارقته فأبى الرجل أن يتركهُ حتى يصير به إلى منزله. فوافقه الطلب.

وكان للرجل بنت يُقال لها طبقة، فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه. فأخبرها بمرافقته إياه وشكا لها جهلهُ وحدثها بحديثه، فقالت: يا أبت ما هذا بجاهل.

فأما قوله أتحملني أم أحملك؟ يُراد به أتحدّثني أم أحدّثك حتى نقطع طريقنا.

وأما قولهُ: أترى الزرع أُكل أم لا؟ فأراد هل باعه أهله وأكلوا بثمنه أم لا؟

وأما قوله في الجنازة هل صاحب هذا النعش حيٌّ أم ميّت، فأراد: هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا؟

فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال له: أتحبُّ أن أفسِّر لك ما سألتني عنه؟ قال: نعم، ففسَّره. فقال شنٌّ: ما هذا من كلامك، فأخبرني عن صاحبه، قال: ابنةٌ لي. فخطبها إليه، فزوجه إياها، فحملها شنٌّ إلى أهله، فلما رأوها قالوا: "وافق شنٌّ طبقه" فذهب مثلاً".

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(19) عاهدني على أنك لا تكذب

يروى أن غلاماً خرج من مكة المكرمة إلى بغداد طالباً للعلم، وعمرهُ لا يزيد على اثنتي عشرة سنة، وقبل أن يُفارق مكة المكرمة قال لأمه: يا أماه أوصني.

فقالت: له أمه: يا بني عاهدني على أنك لا تكذب. وكان مع الغلام أربعمائة درهم ينفق منها في غربته فركب دابتهُ متوجهاً إلى بغداد.

وفي الطريق خَرجَ عليه لصوص فاستوقفوه، وقالوا له: أمعك مال يا غلام؟ فقال لهم: نعم معي أربعمائة درهم. فزؤوا منه وقالوا له: انصرف فوراً أتهزأ بنا يا غلام؟ أمثلك يكون معه أربعمائة درهم؟! فانصرف وبينما هو في الطريق إذ خرج عليه رئيس عصابة اللصوص نفسهُ واستوقفهُ وقال له أمعك مالٌ يا غلام؟

فقال له الغلام: نعم، فقال له: وكم معك؟ فقال له: أربعمائة درهم. فأخذها قاطع الطريق وبعد ذلك سأل الغلام لماذا صدقتني عندما سألتك ولم تكذب عليّ وأنت تعلم أن المال إلى ضياع؟ فقال لهُ الغلام: صدقتك لأنني عاهدت أمي على ألا أكذب على أحد.

وإذا بقاطع الطريق يخشع قلبه لله رب العالمين، وقال للغلام: عجبت لك يا غلام تخاف أن تخون عهد أمك وأنا لا أخاف عهد الله عز وجل، يا غلام خذ مالك وانصرف آمناً وأنا أعاهد الله أنني قد تبت إليه على يديك توبةً لا أعطيه بعدها أبداً. وفي المساء جاء التابعون له من السارقين، وكل منهم يحمل ما سرقه ليسلموه إياها، فوجدوه يبكي بكاء الندم فقال لهم: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها.

فقالوا له: يا سيدنا إذا كنت قد تبت وأنت زعيمنا فنحن أولى بالتوبة منك إلى الله وتابوا جميعاً.


(20) علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع صاحب الخربة

عن الأصبغ بن نباته قال:

جاء رجلٌ إلى مجلس علي رضي الله عنه - والناس حوله - فجلس بين يديه، ثم التفت إلى الناس فقال:

يا معشر الناس إن للداخل حيرة، وللسائل روعة، وهما دليل السهو والغفلة، فاحتملوا زلتي إن كانت من سهو نزل بي، ولا تحسبوني من شر الدواب عندالله، الذين لا يعقلون.

فتبسم علي رضي الله عنه وأعجب به، فقال: يا أمير المؤمنين، إني وجدت ألفاً وخمسمائة درهم في خربة بالسواد فما علي؟ ومالي؟

فقال له علي: إن كنت أصبتهما في خربة تؤدي خراجها قرية أخرى عامرة بقربها فيه لأهل تلك القرية، وإن كنت وجدتها في خربة ليست تؤدي خراجها قرية أخرى عامرة فلك فيها أربعة أخماس ولنا خمس.

فقال الرجل: أصبتها في خربة ليس حولها أنيس، ولا عندها عمران، فخذ الخمس، قال علي رضي الله عنه: قد جعلته لك.


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(21) الخليفة والخياط

عندما يكون ولي أمر المسلمين رجلا يخاف الله عز وجل ويقيم شعائر الدين ويحوط جنابه من عبث العابثين وانحراف المفسدين فإن ذلك الأمر يفتح الطريق أمام الدعاة للقيام بأسمى المهمات ألا وهي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ولو كان من أقل الناس شأنا وبذلك تنصلح الأمة. واسمع لهذا الموقف العجيب في إقامة شعائر الدين والفطنة فى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وقع أيام الخليفة المعتضد بالله العباسي سنة 281 هجرية.

فقد ذكر القاضي أبو ا***ن الهاشمي أن شيخا من التجار ببغداد قال كان لي على بعض الأمراء مال كثير فماطلني ومنعني حقي وجعل كلما جئت أطالبة يمنعني وأمر غلمانه يؤذونني فاشتكيت إلى الوزير فلم يفد ذلك شيئا وإلى أولياء الأمر من الدولة فلم يقطعوا منه شيئا وما زاده ذلك إلا منعا وجحودا، فآيست من المال الذى عليه ودخلني هم من جهته، فبينما أنا كذلك وأنا حائر إلى من أشتكي إذ قال لي رجل ألا تأتي فلانا الخياط إمام مسجد هناك فقلت وما عسى أن يصنع خياط مع هذا الظالم وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه؟

قال لي: هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيت إليه؛ فذهب إليه التاجر فقام معه هذا الخياط وذهبا إلى الأمير فعندما رأه الأمير قام إليه واحترمه وأكرمه، فقال له: الخياط ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنت، فتغير لون الأمير ودفع إلى التاجر حقه فورا قال التاجر: فعجبت من ذلك الخياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف انطاع ذلك الأمير له فسألته عن خبره. فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا فى جوارنا أمير تركي من أعالى الدولة وهو شاب حسن فمرت به ذات يوم امرأة حسناء قد خرجت من الحمام فقام إليها وهو سكران فتعلق بها يريدها عن نفسه ليدخلها منزله وهى تصرخ وتصيح يا مسلمين أنا امرأة مسلمة وهذا رجل يريدنى على نفسي ويدخلني منزله وقد حلف زوجى بالطلاق ألا أبيت خارج البيت.

فقال الخياط: فقمت إليه فأنكرت عليه وأردت خلاص المرأة من يديه فضربنى بدبوس فى يده فشج رأسى وغلب المرأة على نفسها وأدخلها منزله قهرا فرجعت أنا فغسلت الدم عني وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء, ثم قلت: للجماعة إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معى إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه فقام الناس معي فهجمنا على داره فثار إلينا في جماعه من غلمانه بأيديهم العصي والدبابيس يضربون الناس بقسوة وقصدني هو من بينهم فضربني ضربا شديدا مبرحا حتى أدماني وأخرجنا من منزله ونحن فى غاية الإهانة فرجعت إلى منزلي وأنا أكاد لا أهتدى إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء فنمت على فراشي فلم يأخذني نوم وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده في الليل لترجع فتبيت فى منزلها حتى لا يقع عليها يمين الطلاق فألهمت أن أؤذن الصبح فى أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها فصعدت المنارة ثم أذنت وأنا أنظر إلى باب داره، هل تخرج المرأة أم لا ؟

وبينما أنا كذلك إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالة وهم يقولون أين الذى أذن هذه الساعة ؟ فقلت ها أنا ذا، وأنا أظن أنهم يعينوني على هذا الأمير الفاسق, فقالوا: أنزل، فنزلت، فقالوا: أجب أمير المؤمنين، فأخذوني وذهبوا بي لا أملك من نفسى شيئا حتى أدخلوني عليه، فلما رأيته جالسا فى مقام الخلافه ارتعدت من الخوف وفزعت فزعا شديدا، فقال: أدن، فدنوت، فقال لي ليسكن روعك ويهدأ قلبك، وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي،

فقال: أنت الذى أذنت هذه الساعة ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال ما حملك على أن أذنت هذه الساعة وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منه ؟ فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلى وغيرهم ؟فقلت: أيؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري ؟ فقال: أنت آمن، فذكرت له القصة فغضب غضبا شديدا وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا، فأحضرا سريعا، فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهتة ثقات ومعهن ثقة من جهته أيضا، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها فإنها مكرهة ومعذورة، ثم أقبل على ذلك الشاب الأمير فقال له: كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجوار والزوجات ؟

فذكر له شيئا كثيرا، فقال له: ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله وتعديت حدوده وتجرأت على السلطان وما كفاك ذلك أيضا حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر فضربته وأهنته وأدميته ؟ فلم يكن له جواب، فأمر به فجعل في رجله قيد وفي عنقه غل، ثم أمر به فأدخل فى جوال ثم أمر به فضرب بالدبابيس ضربا شديدا، قال الخياط: حتى خفت، ثم أمر به فألقي فكان ذلك أخر العهد به، ثم أمر بدرا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما فى داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال، ثم قال للخياط الصالح: كلما رأيت منكرا حقيرا كان أو كبيرا ولو على هذا وأشار إلى صاحب الشرطة فأعلمني؛ فإن اتفق اجتماعك بي وإلا فعلامة ما بينى وبينك الأذان، فأذن فى أي وقت كان، أو في مثل وقتك هذا. قال الخياط للتاجر الذى كان يسأله عن خبره فى أول الكلام: فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشىء إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شىء إلا تركوه خوفا من المعتضد، وما احتجت أن أؤذن فى مثل هذه الساعة إلى الآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(22) جزاء سنمار

سنمار رجل رومي بنى قصر الخورنق بظهر الكوفة، للنعمان بن امرئ القيس كي يستضيف فيه ابن ملك الفرس، الذي أرسلهُ أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية، وعندما أتم بناءه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر،

فقال النعمان لهُ: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟

فأجاب كلا،

ثم قال: هل هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟

قال كلا ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم

فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟

قال: كلا، فألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً.

وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة.


(23) الورق العجيب

بينما كان جعفر الصادق جالساً في بيته ومعه عدد كبير من ضيوفه وتلاميذه، يحتفلون بانتهاء الأستاذ من تأليف كتابٍ ضخم جديد اسمه (الضيم)، وبينما هم كذلك دخل عليهم شاب أسمر البشرة اسمه جابر بن حيان، وكان يحمل بين يديه النسخة الوحيدة من الكتاب، وقد كتبها بخط يده، وصنع لها غلافاً جميلاً مزخرفاً بزخارف إسلامية جميلة.

وقد فاجأ الشاب جميع الضيوف، بإلقاء هذا الكتاب النادر الثمين، الذي سهر الليالي الطوال في كتابته وتزيينه، بإلقائه في النار.

وهنا صدرت من جميع الحضور صرخات الاستنكار والغضب على هذا الفتى، وبما قام به، من حرق هذا الكنز العلمي الثمين. ولكنهم فوجئوا بالشيخ جعفر يبتسم، ويطمئنهم، ويطلب منهم الصبر.

وبعد قليل أخرج الشاب الكتاب من النار، فإذا به سليم لم يتأثر بالنار أبداً، حيث كان جابر بن حيان قد اخترع مادة توضع على الورق تحميه من النار.


(24) علي وقصة زيبة الأسد

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فانتهينا إلى قومٍ قد بنوا زيبةً للأسد، فبينما هم يتدافعون إذ سقط رجلٌ فتعلق بآخر، ثم تعلق رجلٌ بآخر، ثم تعلق رجلٌ بآخر حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد.

فانتدب له رجلٌ بحربة فقتله، وماتوا من جراحهم كلهم، فقام أولياء المقتول الأول إلى أولياء المقتول الثاني فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليٌّ على تفيئة ذلك فقال: تريدون أن تقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ؟.

إني أقضي بينكم بقضاء إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعضٍ حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل هؤلاء الذين يحفرون البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك بمن فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع الدية كاملة.

فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنا أقضي بينكم)) واحتبى، فقال رجلٌ من القوم: إن عليّاً قضى بيننا، فقصوا عليه القصة، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية أخرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((القضاء كما قضى عليٌّ)). أخرجه أحمد (573)، كما في الكنز (36380).

الزيبة: حفيرة تحفر للأسد، والصيد ويغطي رأسها بما يسترها ليقع الأسد فيها فهي كالكمين.

على تفيئة ذلك: على أثره.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(25) كاره الحق

إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سأل رجلاً: كيف أنت؟ فقال: ممن يحب الفتنة ويكره الحق، ويشهد على ما لا يراه، فأمر به إلى السجن.

فأمر علي بن أبي طالب برده، وقال: صدق.

قال كيف صدقته؟

قال: يحب المال والولد، وقد قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) سورة التغابن آية 15، ويكره الموت وهو الحق، ويشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره، فأمر عمر بإطلاقه، قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته.


(26) اختبار الأجوَاد

تمارَى ثلاثة من أجواد الإسلام، فقال رجل: أسخى الناس في عصرنا هذا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وقال آخر: أسخى الناس عرابة الأوسي. وقال ثالث: بل قيس بن سعد بن عبادة. وأكثرُوا في ذلك، وعَلا ضجيجُهم وهم بفناء الكعبة.

فقال لهم رجل: قد أكثرتُم الجدال في ذلك، فما عليكم أن يمضيَ كلُّ واحد منكم إلى صاحبه يسألهُ، حتى ننظرَ ما يُعطيه، ونحكم على العِيانَ؟

فقام صاحبُ عبدالله إليه، مُصادفة قد وضع رجلَه في غرز ناقَته يريد ضيعة له، فقال: يا بن عمَّ رسول الله ! قال: قل ما تشاء. أنا ابن سبيل ومُنقطع به، فأخرجَ رجلَه من غرز الناقة، وقال له: ضَعْ رجلك، واستَوي على الراحلة، وخذْ ما في الحقيبة، واحتفظ بالسيفِ، فإنه من سيوف علي ّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

فجاء الناقة، والحقيبة فيها مطارفُ خَزّ، وأربعة آلاف دينار، وأعظمُها وأجلُّها السيفُ.

ومضى صاحب قيس بن سعد بن عُبَادة، فصادفه نائماً، فقالت الجارية: هو نائم، فما حاجتُك إليه؟ قال: ابن السبيل ومُنقطع به، قالت: حاجتُك أهون من إيقاظه، هذا كيسٌ فيه سبعمائة دينار، والله ُ أعلم أن ما في دار قيس غيره، خُذه، وامْضِ إلى مَعَاطن الإبل، إلى أموالِ لنا بعلامتنا فخُذ راحلةً من رواحلهِ، وما يصلحها وعبداً، وامْضِ لشأنك.

ولما انتبه قيس من رقدَته، أخبرتْهُ بما صنعتْ فأعتقها. ومضى صاحبُ عرابة الأوسيّ إليه، فألقاه قد خرج من منزله يريدُ الصلاة وهو يمشي على عبدين، وقد كُفَ بصرُه، فقال: يا عَرابة، ابنُ سبيل ومُنقطع به، فخلّى العبدين، وصفّق بيُمناه على يُسراه، وقال: أوّاه، أوّاه، ما تركت الحقوقُ لعَرابة مالاً، ولكن خُذْهما، قال: ما كنتُ بالذي أقُصُّ جناحيك. قال: إن لم تأخُذها فهما حرّان، فإن شئت تأخذ، وإن شئت تعتقْ، وأقبل يلتمسُ الحائط، راجعاً إلى منزله.

فأخذهما صاحبُه، وجاء بهما إلى رفاقه، فقالوا: إن هؤلاء الثلاثة أجودُ عصرهم، إلا أن عَرَابة أكثرُهم جوداً لأنه أعطى جهده.


27) استخلفت ذلك المال عند الله

قال أحد التجار: قصدتُ الحجَّ في بعض الأعوام، وكانت تجارتي عظيمةً، وأموالي كثيرة، وكان في وسطي هميان، وفيه دنانير وجواهر قيّمة، وكان الهمْيان من ديباج أسود.

فلمّا كنت ببعض الطريق نزلتُ لأقضي بعض شأني، فانحلَّ الهمْيان من وسطي، وسقط ولم أعلم بذلك إلا بعد أن سرتُ عن الموضع فراسخ، ولكنّ ذلك لم يكن يؤثِّر في قلبي لما كنت أحتويه من غنىً، واستخلفت ذلك المال عند الله إذ كنت في طريقي إليه تعالى.

ولما قضيتُ حجتي وعُدتُ، تتابعت المحنُ عليّ حتى لم أملك شيئاً، فهربت على وجهي من بلدي. ولمّا كان بعد سنين من فقري أفضيتُ إلى مكان وزوجتي معي، وما أملك في تلك الليلة إلا دانقاً ونصفاً، وكانت الليلة مطيرة، فأويت في بعض القرى إلى خان خراب، فجاء زوجتي المخاض فتحيّرتُ، ثم ولدتْ فقالت: يا هذا، الساعة تخرج روحي، فاتخذ لي شيئاً أتقوّى به، فخرجتُ أخبط في الظلمة والمطر حتى جئت إلى بدَّال فوقفت عليه، فكلَّمني بعد جهد، فشرحتُ له حالي، فرحمني وأعطاني بتلكَ القطع حلبةً وزيتاً، وأعارني إناءً جعلتُ ذلك فيه، وجئت أريد الموضع، فلمّا مشيتُ بعيداً وقربتُ من الخان زُلقتْ رجلي، وانكسر الإناء وذهب جميع ما فيه، فوردَ على قلبي أمرٌ عظيم ما ورد عليَّ مثلهُ قط! فأقبلت أبكي وأصيح، وإذا برجل قد أخرج رأسه من شبّاك في داره،وقال: ويلك! مالك تبكي! ما تَدَعنا أن ننام!.

فشرحتُ له القصة، فقال: يا هذا، البكاء كلهُ بسبب دانقٍ ونصف. قال: فداخلني من الغمّ أعظم من الغمّ الأول، فقلتُ: يا هذا، والله ما عندي شيء لما ذهب منّي، ولكن بكائي رحمةٌ لزوجتي، ولنفسي، فإنّ امرأتي تموتُ الآن جوعاً، ووالله لقد حججتُ في سنة كذا وأنا أملك من المال شيئاً كثيراً، فذهب منّي هيمانٌ فيه دنانير وجواهر تساوي ثلاثة آلاف دينار، فما فكّرت فيه، وأنت تراني الساعة أبكي بسبب دانق ونصف، فسأل الله السلامة، ولا تُعايرْني فتُبلى بمثل بلْوَايَ.

فقال لي: بالله يا رجل، ما كانت صفةُ هيمانك، فأقبلت أبكي، وقلت: ما ينفعُني ما خاطبتني به أو ما تراه من جهدي وقيامي في المطر حتى تستهزئ بي أيضاً وما ينفعني وينفعك من صفة هيماني الذي ضاع منذ كذا وكذا.

ومشيتُ، فإذا الرجل قد خرج وهو يصرخ بي: خذ يا هذا، فظننتهُ يتصدق عليّ، فجئت وقلتُ لهُ: أي شيء تُريد؟ فقال لي: صف هيمانك وقَبَض عليّ، فلم أجد للخلاص سبيلاً غير وصفه له، فوصفته فقال لي: ادخُل، فدخلتُ، فقال: أين امرأتك؟ قلتُ: في الخان، فأنفذ غلمانه فجاءوا بها، وأدخلت إلى حُرَمه، فأصلحوا شأنها وأطعموها كلَّ ما تحتاج إليه وجاؤوني بجُبة وقميص وعمامة وسَراويل، وأدخلتُ الحمام سحراً، وطرح ذلك عليّ، وأصبحت في عيشة راخية.

وقال: أقم عندي أياماً، فأقمتُ عشرة أيام، كان يُعطيني في كل يوم عشرة دنانير، وأنا مُتحيّر في عظم برِّه بعد شدّة جفائه.

فلمّا كان بعد ذلك قال لي: في أي شيء تتصرّف؟ قلت: كنت تاجراً، قال: فلي غلاّت وأنا أعطيك رأس مال تتّجر فيه وتشْركني. فقلت: أفعل، فأخرج لي مائتي دينار فقال: خذها واتَّجر فيها منها، فقلت: هذا معاش قد أغناني به الله يجب أن ألزمه، فلزمته.

فلمّا كان بعد شهور ربحتُ فجئتُه وأخذت حقِّي وأعطيتهُ حقّه، فقال: اجلس، فجلستُ، فأخرج لي همياني بعينه وقال: أتعرفُ هذا؟ فحين رأيتُه شهقْتُ وأُغمي عليّ، فما أفقتُ إلا بعد ساعة، ثم قلت: يا هذا؟ أملك أنت أم نبيٌّ؟ فقال: أنا أحفظه مُنذ كذا وكذا سنة، فلمّا سمعتك تلك الليلة تقول ما قلته، وطالبتك بالعلامة فأعطيتها أردتُ أن أُعطيكَ للوقت هميانك، فخفتُ أن يُغشَى عليك، فأعطيتك تلك الدنانير التي أوهمتك أنها هبة، وإنما أعطيتُكها من هميانك، فخذ هِمْيانك واجعلني في حلّ، فشكرته ودعوتُ لهُ.

وأخذت الهمْيان ورجعت إلى بلدي، فبعتُ الجوهر وضممت ثمنه إلى ما معي واتّجرتُ، فما مضت إلا سنين حتى صرت صاحب عشرة آلاف دينار وصلحت حالي.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
(28) يا أبت أدرك فاها (مضافة من قبل الأخت ماء الورد)

حكي عن أبي عبد الله النميري أنه قال: كنت يوماً مع المأمون وكان بالكوفة، فركب للصيد ومعه سرية من العسكر، فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة، فأطلق عنان جواده وكان على سابق من الخيل، فأشرف على نهر ماء من الفرات، فإذا هو بجارية عربية خماسية القد، قاعدة النهد، كأنها القمر ليلة تمامه، وبيدها قربة قد ملأتها وحملتها على كتفها، وصعدت من حافة النهر، فانحل وكاؤها فصاحت برفيع صوتها: يا أبت أدرك فاها ، قد غلبني فوها ، لا طاقة لي بفيها،

قال: فعجب المأمون من فصاحتها ورمت الجارية القربة من يدها،

فقال لها المأمون: يا جارية من أي العرب أنت؟ قالت: أنا من بني كلاب،

قال: وما الذي حملك أن تكوني من الكلاب؟

فقالت: والله لست من الكلاب وإنما أنا من قوم كرام غير لئام يقرون الضيف، ويضربون بالسيف،

ثم قالت: يا فتى من أي الناس أنت؟

فقال: أو عندك علم بالأنساب. قالت: نعم. قال لها: أنا من مضر الحمراء، قالت: من أي مضر؟

قال: من أكرمها نسباً، وأعظمها حسباً، وخيرها أماً وأباً، وممن تهابه مضر كلها

قالت: أظنك من كنانة، قال: أنا من كنانة، قالت: فمن أي كنانة؟

قال: من أكرمها مولداً وأشرفها محتداً وأطولها في المكرمات يداً، ممن تهابه كنانة وتخافه،

فقالت: إذن أنت من قريش، قال: أنا من قريش، قالت: من أي قريش؟

قال: من أجملها ذكراً وأعظمها فخراً، ممن تهابه قريش كلها وتخشاه،

قالت: أنت والله من بني هاشم، قال: أنا من بني هاشم، قالت: من أي هاشم،

قال: من أعلاها منزلة، وأشرفها قبيلة، ممن تهابه هاشم وتخافه، فعند ذلك قبلت الأرض،

وقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وخليفة رب العالمين.

قال: فعجب المأمون وطرب طرباً عظيماً وقال: والله لأتزوجن بهذه الجارية لأنها من أكبر الغنائم، ووقف حتى تلاحقته العساكر، فنزل هناك، وأنفذ خلف أبيها وخطبها منه، فزوجه بها وأخذها وعاد مسروراً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

29) الله يكلؤك (أضيفت من قبل الاخت ماء الورد)

كان عمرو بن سعد بن سالم في حرس المأمون ليلة ، فخرج المأمون يتفقد الحرس، فقال لعمرو: من أنت؟ قال: عمر وعمرك الله بن سعد أسعدك الله بن سالم سلمك الله.

قال: أنت تكلؤنا الليلة؟

قال: الله يكلؤك يا أمير المؤمنين وهو خير حافظ وهوأرحم الراحمين .

فقال المأمون:

إن أخا الهيجاء من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك

ومن إذا رأيت الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك

ادفعوا إليه أربعة آلاف دينار

قال عمرو: وددت لو أن الأبيات طالت.


30) الحديث ذو شجون (أضيفت من قبل الأخت ماء الورد)

كان لضبة بن أد ابنان ؛ يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد ؛ فنفرت إبل لضبة تحت الليل ؛ فوجه ابنيه في طلبها ؛ فتفرقا . فوجدها سعد فردها

ومضى سعيد في طلبها ؛ فلقيه الحارث بن كعب – وكان على الغلام بردان – فسأله إياهما فأبى عليه ، فقتله وأخذ برديه.

فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سوادا قال : أسعد أم سعيد ؟

فمكث ضبة كذلك ما شاء الله أن يمكث .

ثم إنه حج ؛ فوافى عكاظ، فلقي بها الحارث بن كعب ؛ ورأى بردي ابنه سعيد ، فعرفهما

فقال : هل أنت مخبري : ما هذان البردان اللذان عليك !

قال : لقيت غلاما وهما عليه ؛ فسألته إياهما فأبى علي فقتلته ؛ وأخذت برديه هذين .

فقال ضبة : بسيفك هذا ؟ قال : نعم !

فقال : فأعطنيه أنظر إليه فإني أظنه صارما ، فأعطاه الحارث سيفه ، فلما أخذه من يده هزه

وقال : الحديث ذو شجون ؛ ثم ضربه به حتى قتله ؛ فقيل له : يا ضبة ؛ أفي الشهر الحرام ؟

فقال : سبق السيف العذل .


31) إن أنصفتني وإلا رفعت أمري إلى الله

وروي أن رجلاً من العقلاء غصبه بعض الولاة ضيعة له، فأتى إلى المنصور،

فقال له: أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأذكر لك حاجتي أم أضرب لك قبلها مثلاً.

فقال: بل اضرب المثل.

فقال: إن الطفل الصغير إذا نابه أمر يكرهه فإنما يفزع إلى أمه، إذ لا يعرف غيرها وظناً منه أن لا ناصر له غيرها، فإذا ترعرع واشتد، كان فراره إلى أبيه، فإذا بلغ وصار رجلاً وحدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه، فإذا زاد عقله شكاه إلى السلطان لعلمه أنه أقوى ممن سواه، فإن لم ينصفه السلطان شكاه إلى الله تعالى لعلمه أنه أقوى من السلطان، وقد نزلت بي نازلة، وليس أحد فوقك أقوى منك إلا الله تعالى، فإن أنصفتني وإلا رفعت أمري إلى الله تعالى في الموسم، فإني متوجه إلى بيته وحرمه.

فقال المنصور: بل ننصفك، وأمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته إليه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
استاذ محمد قصص كلها رائعه ومؤثره
واكتر قصه اثرت في قصة الطفل اللي عاهد امه علي عدم الكذب

اخي الفاضل
جزاك الله كل الخير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
شكراً لك اخي حمدي



الظاهر لازم احط العنوان حكايات جدتي



هههههههههه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان

×
×
  • اضف...

Important Information

We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue.